القائمة الرئيسية

الصفحات

translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية مافيا الحي الشعبي(القناع الخفي) الفصل الثلاثون والحادى والثلاثون الأخير بقلم إيه محمد رفعت

 


رواية مافيا الحي الشعبي(القناع الخفي) الفصل الثلاثون والحادى والثلاثون الأخير بقلم إيه محمد رفعت




رواية القناع الخفي للعشق مافيا الحي الشعبي الفصل الثلاثون 30 بقلم اية محمد





 ...(.بعنوان.....سُكنان النبض) ...


توقفت السيارة أمام المشفي فحملها أدهم وهبط مسرعاً للداخل ليصرخ بغضب بمن حوله :_ عايز دكتور فوراً ..


أنقطعت الهمسات فيما بينهم ليتطلعوا له بأهتمام فأسرع إليه أحد الممرضات لتنقلها لغرفة الجراحه على الفور ،لحق بهم عبد الرحمن ليستعلم عن حالتها بعد أن أخبرهم بأنه طبيب هو الأخر بينما ظل أحمد لجوار النمر الساكن بنيران تتأجج بداخله ،يحتضن وجهه بيديه ونظراته تكاد تحطم الفراغ من شدة حقده على هذا اللعين ليقطع وعده له بالهلاك ولكن عليه أولاٍ أن يطمئن علي من ملكت أسارير قلبه ،وصل رجال المنياوي وعلى رأسهم الحاج "طلعت المنياوي " الذي جلس لجوار أدهم فى محاولة لكبت أحزانه على ما حدث فقال بثباته المعتاد :_هتبقى بخير يا ولدي متقلقش ..


رفع أدهم عيناه بأشارة حاملة لليأس كأنه بحاجة للحديث أو الشكوى أو الصراخ فربما الحل الأمثل لما يشعر به ..


دقات القلب بترطم صادح كلما يمر الوقت كأنه عهد من الزمان ....صفون الآنين ينجيه بأن يثور يصرخ يبكي لعله ينال الشفقة والوجدان ...


عيناه تراقب الغرفة كالصقر ذو البصر الحاد ...يريد الركض بأقصى سرعة لديه ليحطم ذلك الحاجز ويحتضنها بقوة لعلها تستمع لخفق القلب المجنون فتنهض مسرعة لترتمى بأحضان العاشق المتيم ....عاشق ميزه العشق بتاج الكبرياء ليصبح كالنمر المطعون بهوسٍ سحره خاص .....سكنت الضربات وتعال الفزع حينما خرج الطبيب من الداخل ،شعر بأن قدميه قد بترت فلم يعد بقادر على الحركة ،بقى ساكناً كما هو يتراقب كلمات الطبيب التى ستكون بمثابة نهاية لمصير أو منحه الآذن للحياة مجدداً ....مرت الثواني كالجمرات المشتعلة وهو يرى أحمد يتقدم منه بقى كما هو يتأملهم بصمت وعدم قدرة على الحركة لينهى الأمر سريعاً حينما ركض للغرفة غير عابئ بصيحات الطبيب له ،ليرى معشوقته غافلة على الفراش ،أقترب منها غير عابئ لمن يحاولون الصراخ عليه بالخروج ليقترب منها بصدمة وهو يضمها لصدره قائلاٍ بصوتٍ محطم :_لو فاكرة أني ممكن أنساكِ أو هقدر أعيش من غيرك تبقى غلط يا جيانا ...العشق الا بقلبي دا أنتِ السبب فيه ومستحيل هتخلى عنه بسهولة ...


حاولت الممرضة الحديث فهى تعد المريضة للخروج من العمليات فصمت حينما منعها الطبيب من ذلك ،نعم وقف الطبيب عاجزاً عن الحديث حينما أستمع لكلمات النمر وهو بحد علمه المتواضع أنهم من الطبقة البسيطة فخيل له أن العشق يترابط بطبقات المجتمع !! ..


بدأت بأستعادى وعيها بعدما زال مفعول المخدر لتصدر آنين خافت بين أحضانه ويدها تتحسس جسدها المغفل عن الحركة ،شعر بهمسها الخافت فأبعدها عنه بخفة ليجدها تجاهد بفتح عيناها ،تسللت السعادة لعيناه فأحتضنها بقوة قائلاٍ بعشق :_كنت عارف أن ربنا كريم مستحيل هيأخدك مني وأنتِ سبب حياتي يا جيانا ..


أقتربت منه الممرضة قائلة بحذر :_لو سمحت يا أستاذ عايزة أجهز المريضة عشان تخرج لغرفة عادية ..


أستدار بوجهه قائلاٍ بثباته الفتاك :_أنا هجهزها 


كادت بالغضب فأبتسم الطبيب مشيراً لها بالخروج وبالفعل خرجت ،تقدم منها أدهم ليبدل ثيابها فألقى الثياب الخاصة بالجراحة ليلبسها ملابس أخري ثم وضع الحجاب على رأسها بعدما طبع قبلة عميقة على جبينها ،كانت بعالم أخر مظلم تجاهد بالخروج منه ،مع فتح عيناها كانت تراه أمامها يعاونها على أرتداء ملابسها ،جاهدت لتبقى الرؤيا واضحة فتزين برؤياه ولكن مازال المخدر أقوى منها ..


هبطت دمعة خائنة منها وهى تستمع لكلماته ، تلون وجهها بحمرة الخجل حينما طبع قبلة على جبينها فذهل أدهم كثيراً ليبتسم قائلاٍ بسخرية :_حتى وأنتِ غايبة عن الوعي! ..


حملها برفق ثم خرج بها ليجد الممرضة أمامه تكاد تفتك من نظراتها الغاضبة فتطلع لها ببرود :_فين الأوضة ؟


أشارت له بتأفف فتوجه لها بخطى بطيئة حتى لا تتأذي معشوقته ...


وضعها برفق وهدوء ثم داثرها جيداً ليأتي الطبيب ويشرع بتعليق المحاليل الطبية بيدها الهزيلة ،وهو لجوارها يتألم لرؤية أنكماش ملامح وجهها ليحاول جاهداً بالأ يحطم عنقه! ...


خرج الطبيب من الغرفة تاركه لجوارها ليجلس جوارها ويقترب ليهمس بأذنيها فتلفح أنفاسه وجهها بكلماته العطرة :_عارف أنك سمعاني وعارف أنك بتحسي بيا زي ما بحس بيكِ ..وعدتك أني هكون الحمى ليكِ لأخر يوم بعمري وللأسف فشلت الا حصل دا خالني أعرف الفرق بين حب أي زوج لزوجته وبين عشقي ليكِ المميز يا جيانا ...


ثم رفع يديه يلامس ملامح وجهها بأصابع يديه الحنونة :_أنا كنت بره بموت أكتر منك وبتعذب أكتر من وجعك عشان كدا ربنا رأف بيا ..


تساقطت الدموع من عيناها كأنها أشارة له بأنها تستمع إليه ليقترب منها ويجفف دمعاتها الثمينة بسحره الخاص قائلاٍ بعشق :_أنا جانبك وهفضل جانبك لأخر أنفاسي ...


لمعت عيناه بشرارة غامضة فأقترب ليهمس مجدداً :_هسيبك دلوقتي عشان قبل ما ترجعي لوعيك أكون نفذت وعدي ليكِ ..


ونهض النمر بعد أن طافت به شرارة غامضة تجعله كالثائر المتأهب للأنتقام .


*******


بفيلا "زين"...


تألق ببذلته الأنيقة ليطل بسحره الفتاك بعدما صفف شعره الحريري واضعاً البرفنيوم الخاص به ، هبط للأسفل وعيناه تبحث عنها بتسلية ،طافت عيناه القاعة فخطي ببطئ للداخل ليتسمر محله بصدمة أستحوذت عليه حينما وجدها تقف أمام البراد ،تتناول الطعام بطريقة أفزعته وما جذب أهتمامه خصلات شعرها المربوطة بحذم لينتهي مصيرها بحبات الجزر كأنهن الرابط البديل ! ...


تناولت "همس" الشوكلا ثم وضعت العلبة بالبراد لتجذب ثمرة من الفاكهة بضيق وتتناولها بنهم ...


جذبت المقلاة ووضعت شرائح الدجاج ثم شرعت بالطهي وبيدها قطعة من الحلوي لتضعها بجانبها وتجذب الجزر فيتدلى بعض الخصلات على عيناها ....تناولتها مرددة بغضب وتذكر :_ماشي يا زين بتخوني لا وكمان أيه بتنكر بس على مين دانا هوريك صبرك عليا بس ...


وجذبت الجزر تتناوله بنهم وغيظ ،إبتلع زين ريقه برعب حقيقي فأنسحب برفق للخارج مردداً بصدمة من أمرها :_ فى حاجة غلط 


ثم أنحني بجسده ليراها مجدداً قائلاٍ بذهول :_مستحيل اللي بيحصل دا ..


شعرت بحركة خافتة بالخارج فتوجهت لترى ماذا هناك ؟ ، رأته يقف على بعد منها يتحدث بصوتٍ يكاد يكون مسموع لها ، أقتربت منه لترفع يدها على كتفيه قائلة بغضب :_واقف كدليه ؟!


أنتفض بفزع ولكن سرعان ما عاد لثباته الزائف قائلاٍ بصوته الرجولي الحاد :_وأنتِ شاغله نفسك بوقفتي ليه خاليكي بنفسك وفى الا بتعمليه 


تطلعت له بنظرات كالسهام المشتعلة قائلة بغضب :_أنت ليك عين تكلمني بالطريقة دي بعد اللي عملته !


رمقها بنظرة مطولة ثم تقدم منها ليحاصرها بين ذراعيه والحائط قائلاٍ بسخرية :_عندك حق أنا فعلا عملت غلطة كبيرة جداً عارفة هى أيه ؟ 


تطلعت له كالبلهاء فأخذت تشق غبارها برحلتها المجهولة بين طواف عيناه الزرقاء ،إبتلعت ريقها بصعوبة وهى تشير بكتفيها بعدم معرفتها ما يقوله ليكمل بغضب وغيظ :_غلطتي أني أستحملت جنانك دا من الأول ...


هوت نظراتها ليحتلهم الغضب القاطع فدفشته بعيداً عنها بضيق لتصبح بصراخ :_بقى أنا مجنونة يا زين عشان قفشتك على حقيقتك ..


تبلدت ملامحه مردداً بسخرية :_قفشتك! أنتِ ليه محسساني أنك أتبدلتي بالغلط؟ 


ضيقت عيناها بغرور :_أنا لسه زي مأنا يا حبيبي شوف نفسك الأول . ..


كبت غضبه بثبات فأقترب منها ببطئ لتتراجع للخلف بأرتباك وتوتر جاهد للتخفي بحديثها :_عايز أيه ؟ ..


ظهرت بسمة الخبث على وجهه ليقترب أكثر مردداً بهمسٍ ساخر :_عايز أشوفك وأنتِ متلخبطة كدا ووش القوة المصطنع دا بيتشال مع كل خطوة بقربها منك ..


تأملت حركات شفتيه بفضول لمعرفة ما يقول ولكن فشلت بنهاية الأمر فكانت أسيرة لعيناه ،رفع يديه لجوارها والمكر يحفل على ملامحه قائلاٍ بسخرية :_كنتِ بتقولي أيه ؟ 


حاولت الحديث ؛ فرفع يديه يحتضن بها وجهها لتغمض عيناها سريعاً فى محاولة بائسة بالتحكم بذاتها ،تطلع لها زين بعشق أنقلب لهوس وجنون ،فشعر بأنه أن ظل لجوارها أعواماً متفارقة لن يشعر بالأمر ...


دفشته بخجل وسحبت نظراتها سريعاً فأعتدل بوقفته بأبتسامة مكر ليرفع يديه ويجذب أخر ثمرات الجزر من بين خصلات شعرها المموج ليضعها أمام عيناها بسخرية :_متنسيش تزرعي المرة الجاية بتنجان ..


جذبتها منه بنظرات نارية لتلتهمها بغضب بعدما توجهت للأعلى بتوعد له لتتعالى ضحكاته وهو يتبعها بنظراته الدافئة مشيراً برأسه بأستسلام لجنونها ،رفع معصمه ليرى ساعة يديه بأستغراب :_أدهم أتاخر أوي كدليه ؟! ..


ضيق عيناه بغضب :_أكيد راح هناك ونسى أني بستناه ..


مرر يديه بين خصلات شعره الغزير كمحاولة للتحكم بثباته ليجذب مفاتيح سيارته ويغادر بهدوء ...


***********


فتحت عيناها ببعض التعب لتتضح لها الرؤيا بوضوح ؛ فوجدت الجميع لجوارها ،مررت عيناها على الجميع ببطئ ولهفة لتراه ولكن أنتهت جولتها بالحزن ،تفهم أحمد ما تريد فأقترب لينحني لمستواها قائلاٍ بأبتسامة هادئة :_حمدلله على سلامتك حبيبتي أدهم شوية وجاي ...


أكتفت بالأشارة له لتستدير لوالدتها التى صاحت ببكاء :_كدا يا جيانا تعملي فى ماما كدا أنا كنت هموت يابنتي ..


رفعت يديها الهزيلة على يد والدتها تحتضنها كمحاولة للمواساة فلم تقدر على الحديث بعد .


أقتربت منها نجلاء سلوي بدموع :_خضتينا عليكِ يا ضنايا ..


صاحت نجلاء بحذم :_ما خلاص بقى منك ليها أحمدوا ربنا أنها جيت على أد كدا ...


ولج عبد الرحمن ليقدم الهاتف لنجلاء بغضب :_شوفيهم بدل ما أتعصب عليهم . 


تناولت منه الهاتف بستغراب :_هما مين يابني . 


أقترب من جيانا يتفحص المحاليل بعناية مشيراً لها بغضب :_البنات عايزين يجوا هنا وأنا بحاول أفهمهم أنه مينفعش جدكم مش هيسمح بوجودهم وكل شوية يزعق عشان مرتات عمي موجودين هنا معانا بس مفيش فايدة خرجوني عن شعوري ..


أشارت له بتفهم وخرجت لتتحدث معهم بهدوء لتبث الراحه بنفوسهن بأن رفيقة الدرب بخير ..


أنهى عبد الرحمن عمله لينحني قليلاٍ قائلاٍ بحزن :_حاسة بأية يا جيانا ؟ ..


أستدارت بوجهها له لتهوى الدمع بلا توقف قائلة بصعوبة بالغة بالحديث :_ أ د ه م .(أدهم) . 


أشار لها بأبتسامة بسيطة :_ متقلقيش هشوفه فين وأطلبه يجي حالا ..


أشارت بوجهها بدمع يتلألأ بعيناها ،أستقام عبد الرحمن بوقفته ليستدير لأحمد بنظرات فهمها على الفور فأشار له بعدم معرفته بمكان النمر ، زفر عبد الرحمن بغضب مما سيفعله أدهم بمفرده فخرج من الغرفة سريعاً ليتابعه أحمد على الفور للخارج .


عبد الرحمن بغضب :_أزاي تسيبه يخرج من هنا لوحده يا أحمد ..


أجابه الأخر بحزن :_مجاش فى دماغي حاجه غير أني أطمئن على أختي ..


زفر بمحاولات التحكم بذاته :_ربنا يستر وميكنش وصل للحيوان دا ..


:_أيه الا حصول ..


كلماته منبع للثبات تبث الرهبة بمن يستمع لصوته الصارم ، أستدار احمد وعبد الرحمن على صوته ليجدوه يقف أمامهم بثبات ، آبتلع أحمد ريقه بأرتباك:_ مفيش يا جدي .


ضرب الأرض بعصاه الأنبوسية كدليل على غضبه العاصف :_هتكذب عاد! ...


ثم تقدم ليقف أمامهم قائلاٍ بنبرة لا تحتمل نقاشات :_واد عمك فين ؟ ..


حسم عبد الرحمن قراره ليقص عليه ما أخبره أدهم به ليتكور الغضب عين "طلعت المنياوي" فأخرج هاتفه سريعاً ليطالب معاونة رفيق الدرب ...


***********


بقصر "حازم السيوفي " ..


أنهت الترتيبات بالقصر بزواج حنين وحمزة فتبادل البعض التهاني ،وقف زين لجوار حازم قائلاٍ بقلق :_مش معقول أن محدش منهم يجي كدا أكيد فى حاجة 


أعتدل حازم بوقفته قائلاٍ بلهفة :_ربنا يستر كلم أدهم وشوف فى أيه ؟


أجابه بضيق :_تلفونه مقفول 


أردف الأخر سريعاً :_خلاص كلم أحمد ..


جذب زين الهاتف وبالفعل طلب أحمد ليخرج صوته الغاضب :_أزاي يا أحمد متقولش ..


_طب أنت فين دلوقتي ؟. 


_خاليكم مكانكم أنا جايلكم حالا ..


وأغلق الهاتف ليسرع لسيارته بعد أن قدم التهاني لحمزة ليرحل سريعاً ،صعد لسيارته وكاد بالتحرك ليجد حازم لجواره ،أشار له بغضب :_مش هينفع يا حازم لازم تكون جانب أخوك ..


رفع عيناه الرومادية بضيق :_لو فاكر أني ممكن أتخل عنكم فى الظرف دا تبقى هتضيع كل وقتك هنا ..


إبتسم زين بسخرية :_مع بعض للجحيم ..


تعالت ضحكات حازم ليقطعها صوت السيارة بعدما تحرك بها زين سريعاً ليلحق باحمد وعبد الرحمن ...


*********


ظلت لجوارها تشاركها البسمة حتى أنتهي الحفل فبحثت عن معشوقها بأستغراب من عدم وجوده ، اقتربت من حمزة قائلة بتوتر :_حازم فين يا حمزة ؟


رفع عيناه الهائمة بشرارة غامضة :_معرفش يا رهف بس تقريباً خرج مع زين ...متقلقيش ..


أشارت له ببسمة هادئة فكادت الصعود لغرفتها لتركهم بمفردهم ...توقفت عن الصعود حينما صاح :_رهف ..


أستدارت قائلة بثبات :_أيوا ..


تطلع حمزة لمن تجلس جواره بصمت قائلاٍ بغموض :_عرفي حنين مكان الأوضة  


تعجبت كثيراً فكادت الحديث ولكنها صعقت حينما تركهم حمزة وغادر بصمت ، دمعاتها تخفت خلف ستارها الأبيض وهى ترى بعيناها مصيرها المجهول الذي كان أختيارها ،نهضت عن الأريكة المزينة لتقترب منها بأبتسامة باهتة ،أردت رهف الحديث معها لمعرفة الأمر الغامض بينهم ولكن فضلت الصمت حتى لا تكون غير مرغومة على الحديث ..


أتابعتها حنين للأعلي فأشارت لها رهف على الغرفة ثم توجهت لغرفتها هى الأخري ...


...جذبت النقاب عن وجهها لتنفجر بنوبة بكاء حادة تخرح بها ما يكبت بذلك القلب ،لا تعلم لما تشعر بذاك الشعور المميت ، كلماته تترنح بعقلها كأنها تتعمد أن تدعسها بلا رحمة ، تعلم الآن بأنه سيتزوج بها للأنتقام عما تفوهت به فربما الآن صارت شكوكها حقيقة ...


أما بالأسفل ...


خلع عنه جاكيته والجرفات الخاص به بضيق ليجلس أرضاً بالهواء الطلق ، يسارع هذا القلب العاشق والعقل المنتقم ..


لا يعلم كم ظل هكذا من الوقت كل ما يراه أمامه طريقان أحداهما يسلكه قلبه والأخر أنتقامه اللعين ...نعم هو بحاجة للقرار فالآن لم يعد هناك مفر له ...


نهض حمزة بعد أن طال وقته بالتفكير الغامض فصعد للأعلى بخطاه المترنحة،فتح باب الغرفة ليجد الظلام الدامس حائل بالمكان والغرفة يطوفها السكون ،لمحها تجلس أرضاً بركناً صغير محتضنه جسدها بذراعيها ....أقترب منها حمزة بخطوات ثابتة بعض الشيء ،تطلع لها طويلا ليتمكن من رؤية ملامحها بوضوح ولكن الظلام لم يمنحه الفرصة لذلك ،قلبه عُصف بقوة وهى يرى تلك الفتاة التى لا طالما زرع صوراً لها وها هى أمام عيناه ولكن لا يتمكن من تحديد ملامح وجهها ! ...يرى فقط حورية تحتضن ذاتها بحزن ...ملامح وجهها غامضة بعض الشيء ولكن شعرها الغزير كان أشد سواد من الظلام الكحيل فكأنه تعمد أن يحميها حينما أخفى حصرها ببراعة ....


 أقترب حمزة ليجلس بالقرب منها فكان الضوء متسلط عليه قليلاٍ كان يجلس بصمت مستنداً برأسه على الحائط متعمداً عدم النظر إليها ....


طال الصمت بينهم لتقطعه هى حينما قالت بدموع :_مستنى أيه يالا خد حقك مني بعد الكلمتين الا قولتلهم أو الحقيقة الا وجهتك بيها عشان كدا قررت تتجوزني تاني ..


إبتسم بسخرية لتكمل بدموع وهى تهم بالنهوض :_مفيش فايدة من الكلام مع أمثالك لأنك أحقر ما يك.....


إبتلعت باقي كلماتها بصرخة مداوية حينما جذبها إليه بقوة وغضب ،أغلقت عيناها برعب من مصيرها على يديه ،شُلت أصابعه وهو يرأها عن قرب،بقي ساكناً للحظات يتراقب ملامحها ببطئ كأنه يختم صورتها بعيناه قبل أن يختمها بذاك القلب المهوس بعشقها قبل رؤية هذا الوجه ،شعرت بتحرر يديه ففتحت عيناها لتراه أمامها ...عيناه تتأملها بنظرات كالمشروب فجعلها كالفاقدة للوعى تحت تأثير تلك النظرات الفتاكة ،بقيت تتأمله وهو هكذا ،غامت العينان ببعضهم البعض فشعرت بطوافة من الآنين تقذفها بقوة لأحضانه الدافئة ...


نهض حمزة ليجذبها إليه فقطع تلك اللحظة قائلاٍ بألم :_رغم ظلمك المتواصل ليا مش قادر أكرهك كل ما بحاول بفشل للأسف ...


أنتفض جسدها بين يديه فتركها قائلاٍ بنبرة محطمة كحاله :_ حبي ليكِ خالني ضعيف لدرجة أني بكره نفسي بجد ..


وتركها وغادر بصمت لتجلس على الأريكة ببسمة رسمت تلقائياً بعدما أستمعت لسحر كلماته ،ترنمت الكلمات بقسوة لتجعلها تفق على حقائق أعتقدت بأنها أطالت الأمور ..


*************


بمكانٍ أخر ...


صاح بخوف :_المعلم لو شم خبر أن البضاعه أتمسكت ممكن يخلص علينا كلنا ..


أجابه الأخر برعب :_طب والحل مهو كدا كدا لأزم يعرف ..


زفر بضيق :_يعرف بطريقته هو أحسن ما نقوله أحنا .


كاد الأخر أن يجيبه ولكن سرعان ما تخلي عن كلماته حينما ولج آسلام السلاموني للداخل ليجلس على مقعده المقزز قائلاٍ بغضب :_فاكر أنك بقيت معلم وهتعرف تتحكم برجالتي يالا ...


آبتلع ريقه برعب فى محاولات عديدة بالحديث ليقطعه بأشارة من يديه قائلاٍ بغضب :_مش عايز أسمع صوتك غور هاتلي حاجة أشربها ..


أنصاع له برعب :_عيوني يا معلم ..


وتوجه للخارج سريعاً قبل أن يطوف به الموت ،شُعلت نظراته بضيق بعد ما حدث بأمواله الملوثة بدماء الأبرياء ،طال أنتظاره فزفر بغضب:_شوف الحيوان الا بره دا أتاخر ليه ؟


أشار له سريعاً وخرج يتفحص هذا الأحمق الذي حطم أحد قواعد هذا اللعين آسلام السلاموني ولكنه صعق حينما رأه جثة هامدة ، تراجع للخلف بصدمة حينما أقترب منه هذا النمر القاسي بعيناه الشييهة لزفاف الموتى ،تعثرت أقدامه ليسقط أرضاً بعدما تراجع ليصبح بالداخل ...


أستدار أسلام السلاموني قائلاٍ بستغراب :_فى أيه يا زفت ؟


طالته بعدما ولج للداخل كانت رداً على كلمته لينهض عن مقعده برعب حينما رأى أدهم أمام عيناه ،نظراته تكاد تحرق من أمامه من شدة غضبه ،طالت صدماته قائلاٍ بصدمة :_أنت ؟ 


رفع قدميه ليحطم عنق أخر رجاله قائلاٍ دون النظر إليه :_كنت متوقع حد تاني ؟


 إبتلع ريقه برعب فأستدار لجواره يتفحص السلاح الأبيض ليحمله قائلاٍ بصدمة :_وصلت هنا أزاي ؟


أقترب أدهم بخطاه الثابتة ليستند بقدمياه على المقعد قائلاٍ بسخرية :_هو أنت كنت فاكر أن العشة دي هتقدر تحميك بعد الا عملته ولا أفتكرت أن مكاتك لغز خفي صعب الوصول له ..


أرتعب كثيراً ليبدأ بالحديث بعنف :_جيت لقدرك ..


أستكمل حديثه الساخر :_مستعجل على موتك وأنا هكرمك ..


وصاح بصوت مرتفع ليلبي أحد من رجاله نداءه الحامل للجبن ولكن الخذلان كان مصيره حينما لم يستجيب له أحد ..


إبتسم أدهم بسخرية :_الميت أحياناً بيبقى سمعه تقيل ..


تراجع للخلف برعب فكيف تمكن من القضاء على رجاله الأقوياء ! ..


جذبه أدهم ليلتقى بعيناه الهائمة قائلاٍ بغضب :_هديتك وصلتني بس وأنت جبان ومستخبي هنا زي الفار أنا حبيت أوصلك هديتي أنا كمان بس وش لوش زي أيه راجل 


ولكمه أدهم بقوة ليستلقى أرضاً فى محاولة للهروب ولكنه قد سقط ضحية نمر طاف به الغضب ليجعله كالفهد ..


ناوله لكمات قاتلة فكان مغيب لا يرى أحداً أمامه سوى أخر نظرات لمعشوقته قبل أن تفقد الوعى كأنها تذكره بوعده لها ، رؤية جسدها الهزيل بين يديه منحته قوة تفوق قوته ليحمله بذراعيه على أحد الحوائط لينهي حياته ...


طوفت الشرطة المكان فولج حازم وزين سريعاً ليتخشب كلا منهم من الصدمة ، أسرع زين إليه فى محاولة بائسة بتحرير الرجل بينما صرخ به حازم بجنون :_سيبه يا أدهم متوديش نفسك فى داهية ..


لم يستمع لهم فكان مأسور من قبل نظراتها القاتلة ...نظرات تمنى الموت والهوان على أن يتذكرها مجدداً ..


نجح زين بصعوبة بمساعدة حازم بشل ذراعيه لتسرع الشرطة بالقبض عليه بعدما تمدد أرضاً يلتقط أنفاسه بصعوبة ونظراته تخترق أدهم بخوف كأنه رأى شبحاً ما يتوعد له ! ..


خرج مع أحد عناصر الشرطة للسيارة بصعوبة بعد أن لقى جزائه من الضرب المميت ..


حاول حازم تهدئة أدهم بينما وقف زين مع المقدم يستمع له بثبات ...


المقدم بهدوء :_وصلنا بالوقت المناسب والا كان أدهم ممكن هيكون له وضع تاني ...الا حصل للحيوان دا أنا هسجله بالشرطة أنه حاول يهرب وأحنا قومنا معاه بالواجب   


إبتسم زين بأمتنان :_بشكرك جداً يا سيادة المقدم ..


أجابه الاخر بضيق :_مفيش داعي للشكر الا زي دا حلال فيه الموت ...


وغادر المقدم ليقترب زين من أدهم ،جلس لجواره بفترة من الصمت يوزع نظراته بين النمر تارة وحازم تارة أخري ليقطع سيل الصمت بملل :_متقولش أنك بتعز الحيوان دا لدرجة تخليك حابب تقعد بالمكان الزبالة دا كتير ..


أستدار أدهم بوجهه له وكذلك فعل حازم لتطول نظراتهم لتنتهي بسيل من الضحكات الرجولية ...


حازم بصعوبة بالحديث :_هو بيعزه بس دا هيفتكره طول العمر... بعد الا شافه النهاردة أعتقد هيختم الأجرام بشهادة موقعة من وزير الصحة والبيئة ..


زين بسخرية :_أنا خايف المقدم يتوه عن الا حصل ويدخل سلاموني بسجن النسا ..


لم يتمالك النمر زمام أموره لتتعال ضحكاته لأول مرة بينهم فكان فتاكٍ حقاً ...شركوه الضحكات ليجذبه حازم بضيق مصطنع :_قوم يا عم شوف مراتك ومتقلقش خالص حقك رجعلك كامل بدون تداخل الشرطة ..


نهض النمر وتتابعهم للخارج ليصعد كلا منهم بسيارة زين ليتواجه للمشفي ...


**********


بالمشفي ..


أحمد بقلق :_مفيش جديد يا عبد الرحمن   


وضع الهاتف بسرواله قائلاٍ بأبتسامة هادئة :_زين طمني الشرطة قبضت على الكلب دا هما بطريقهم لهنا ..


سعد أحمد كثيراً ولكن سرعان ما تبدلت ملامحه للأستغراب :_بس أزاي زين وحازم عرفوا مكان أدهم والحيوان دا ؟


أجابه الأخر بذهول :_والله الوقتي كل حاجه هتكون على المكشوف ..


*********


بالداخل ...


تراقبت عيناها الغرفة بتلهف لرؤياه غير عابئة بأوجاع جسدها المؤلمة ،دقات قلبها تخترق صدرها بقوة لتلتقي به بعد أن شعرت بأن الموت كاد أن يفرقهما ...منحها الله الصبر لتكون مكافأته رؤياه ...


ولج للداخل بخطاه الثابت ليجدها أستعادة وعيها ونظراتها مركزة عليه كأنه لم يعد بالعالم أمامها سواه ....أقترب منها أدهم ببطئ فرفعت يديها بتعب شديد وهى تردد حروف أسمه ببطئ شديد ودموع أشد ...أحتضن يدها بين يديه ثم جلس لجوارها يحتضن وجهها بحنان يديه الأخري ..


بكت نجلاء قائلة بصوت متقطع :_هي كدا من ساعة ما فاقت منطقتش غير أسمك ورافضه تأخد أيه دوا ..


تركتهم بمفردها وأغلقت باب الغرفة لتدع العاشق المتلهف من التوق برؤياها ...جاهدت للحديث ولكن فشلت فأكتفت بالتطلع له بدموع وهمسٍ متقطع ..


حملها لصدرها ليدفن رأيها بين رقبته حتي يتمكن من سماعها لتتعلق به كالطفل الصغير قائلة بدموع :_ ك ن ت خ ا ي ف ة ا م و ت و م ش ف ك ش ت ا ن ي (كنت خايفة أموت ومشفكش تاني ) ..


أغلق عيناه بقوة للفظها ذكر الموت فردد جوار أذنيها بهمسٍ حزين لآلمها :_قولتلك قبل كدا مستحيل أتخل عنك وربنا عارف أد أيه بعشقك مستحيل يقبل يكسر حد بيقول يارب وأنا على طول بدعي يكون يومي قبل يومك يا حياتي ودنيتي وكل حاجة بملكها .


أبتسمت بوهن وهي تتعلق برقبته لتهمس بأذنيه بضعفٍ أشد :_أم ن ت ي ك ا نت أ نت د ل وقتي ما ليش امني ات تا نية ...


(أمنيتي كانت أنت ودلوقتي ماليش أمنيات تانية ) .


أرتعب قلبه لحديثها فسعلت بقوة لتحاول الحديث مجدداً :_أخ ر أ م ن ي ة أتمنتها من ك ا م ي و م كانت طفل منك ..(أخر أمنية أتمنتها من كام يوم كانت طفل منك ) ..


عاد الأنهاك ليشكل معالم وجهها لتشدد من أحتضانه بجنون كأنها تحتمي من شيء ما يخترق جسدها ...أخرجها من أحضانه قائلاٍ برعب :_فى أيه يا حبيبتي؟ حاسه بأية ؟ ..


رفعت يدها بصعوبة على وجهه كأنها بمحاولة مستميتة للبقاء فأردت بهم أن تحفظ عيناها وأصابعها ملامح وجهه لتسقط يدها ومعه جسدها على الفراش وهو بصدمة من أمرها ليحملها لصدره مجدداً بهدوء :_جيانا ..


لم يأتيه الرد فتطلع لملامحها المستكينة ليصيح بقوة وصراخ :_جياناااا فوقي ...أنتِ مستحيل تسيبني ردي علياااا ...


ولجوا جميعاً من الخارج فأسرع إليها عبد الرحمن يتفقد أمرها بزعر بينما تمسك أدهم بذراعيها يقبله بجنون وعيناه تراقب أشارات وجه إبن عمه ..تصنم محله ليكون وجهه أشارة للجميع حتى زين وحازم لتصيح بالغرفة نوبة صراخ وعويل ، أغمض أدهم عيناه بقوة لتعصف دمعتين من عيناه كأنهن عهداً من الزمان فلأول مرة كان ضحكاته لها واليوم دمعاته لأجلها هي ...


صرخت ريهام بجنون وعدم تصديق :_لاااا بنتي لاااااا 


حاول أحمد بالتحكم بها ولكن لم يستطيع فخر أرضاً مستسلم للبكاء فهى شقيقته وصديقته المقربة ...


وقف طلعت المنياوي يتأمل الوجوه بثبات مصطنع فأمر أحد الممرضات أن تخرج جيانا من الغرفة سريعاً حتى يتمكن من السيطرة على الجميع ..أشار لعبد الرحمن فتفهم الأمر ليضع على رأسها الغطاء الأبيض كأعلان نهاية حياة للنمر ...


كان يجلس أرضاً جوار الفراش ...يدها بيديه وكلماته تترنح بعقله فأغمض عيناه بألم لتصدح كلمات بداخله ...


جذبت الممرضة التخت بقوة لتخرجها من الغرفة فلم يتمكن أحد من منعها فالجميع بصدمة مريبة مما يحدث .....تخشب التخت محله فتصنمت الممرضة وأستدارت لترى ماذا هناك ؟ ...تعلقت نظرات الجميع بصدمة بذلك الرابط القوي بين الفراش وأدهم ....تمسك يديه بيدها كان حاجز للجميع ....ظنوا أن أدهم من منع التخت بالتحرك ولكن زادت صدمتهم حينما فتح عيناه المغلقة بصدمة لينهض ويقترب من الفراش برجفة تسري بجسده فرفع الغطاء عنها ليجد نظراتها تطوفه ويدها مازالت تتشبس بيديه هكذا هو العشق ....زرع بأعين الجميع الدمع والبسمة الصادمة ...زاح الدمع بأعين الجبل طلعت المنياوي ...سجل بتاريخ العشق ليكون مميزاً من نوعه ...عشقٍ عصف بالأمد وتخطى الصعاب لتربطهن رابط عاصف ليس تعلق النبضات ببعضهم البعض ولا حاجز الروح السائدة عشقٍ بث من الأعماق فكان بحاجة لمن يزيح عنه الغمامة ليظهره للنور ...ليحطم القناع الخفي عنه ليظهر بقوة لا مثيل لها ......


أقترب منها أدهم غير عابئ بمن حوله ليحملها بين ذراعيه عن ذلك الفراش اللعين ومن ثم يطوف بها لأحضانه بدمع تناثر علي كتفيها فجعلها تعلم كم هي أغلي منه إليه كم هى أنشودة يختلط بها الدمع والوجدان كم هى أقصوصة عشقها وسيظل يعشقها للأبد ......


#مافيا_الحي_الشعبي

#القناع_الخفي_للعشق

#الفصل_الواحد_والثلاثون

.....(والأخييير )

.....بعنوان ...

....عودة النبض!.........

تركها وخرج سريعاً ليقف أمام الشرفة بضيق ود أن ينجح ذاك الهواء البارد أن يخترق صدره ويخرج ما به ،لا يعلم كم ظل هكذا فقط عيناه تتراقب الخارج بنظرة مطولة ،أحتل وجهه الذهول حينما شعر بملامس أصابع رقيقة على كتفيه تكاد تخترق أضلاعه فتلمس ذاك القلب ،أغلق عيناه بقوة يجاهد للبقاء على وعيه فما يحدث ليس سوى مجرد سراب ! ..هكذا نبش له هذا العقل اللدود ، أستدار ببطئ ليحطم حاجز الحقيقة والخيال ليجدها أمام عيناه ،تقف بحزن ودموع تغزو عيناها التى تفترش الأرض بخزي مما تفعله ...فكيف ستخبره بأن كلماته حطمت حواجز القلب والوجدان ؟ ...كيف تخبره بأنها رأت أن ما فعلته جُرم فاضح بحقه ؟ ...

بقى حمزة يتراقبها قليلاٍ ليستوعب ما يحدث فلم يجد ذاته الا حينما لامست أصابع يديه وجهها لتزيح تلك الآلماسات الغالية بحنان طغي على كبريائها فنزعه عنها لتلتقي بعيناه الدافئة بعشقها .....قربها لتقف أمام عيناه يتأمل صمتها بفضول ولهفة بسماع قرارها من المجيئ لخطاه ...جاهدت لخروج الكلمات فوضعت عيناها أرضاً قائلة بخجل :_أسفة يا حمزة أنا قسيت عليك بكلامي أوي و....

إبتلعت باقي كلماتها بخجل حينما أحتضنها بقوة هامساً بعشق:_ متعتذريش يا حنين اللي حصل دا كان سببه أنا مش أنتِ ..

ثم أبعدها عن أحضانه لترى عيناه الملونة بالصدق والعشق :_الماضي عمره ما كان بالأيد بس اللي جاي هغيره بحبك أنتِ أوعدك أنك مش هتندمي أبداً وأنتِ معايا ..

وقربها لصدره لتستمع ضربات قلبه العاشق ومن ثم أصطحبها لترى صدق كلماته فى معزوفة عشق خاصة ...

******************

بالمشفي ....

أغلق عيناه بقوة ومازالت بأحضانه يحاول مسرعاً أن يمحى تلك الكلمة المريرة من ذهنه ، لا معشوقته مازالت على قيد الحياة ....بين يديه تهمس بأنفاسها المتقطعة من شدة أحتضانه لها .. جذبها أدهم بأصابع يديه المرتجفة ليرى وجهها بتفحص ليراها تتأملها ببسمة ودموع تغزو وجهها بسعادة لعشق النمر المتمرد على هذا القناع الخفي فظهر بوضوح ...أزاح دمعاتها بيديه قائلاٍ بصوتٍ مرتجف :_ليه بتعملي فيا كدا ؟ ...لييه ؟ ..

تعلقت بين ذراعيه كالطفل الصغير لتقربه إليها حتى يستمع همساتها الضعيفة :_عشان بحبك ...

إبتسم بتهكم علي حالها فأحتضنها مجدداً قائلاٍ بحزن :_لو تعرفي أد أيه أنا بعشقك مش هتفكري تعيدها تاني ..

وحملها أدهم لينهض ببطئ فجذب أنتباهه عائلته وأصدقائه فمنهم من يبكي والأخرون يتأملون ما يحدث بصدمة وذهول ...

خرج بها لمكتب الطبيب فوضعها على الفراش الطبي ثم طلب منه أن يتفحصها مجدداً وأن يصرح لهم بالخروج فلم يعد يحتمل البقاء بذلك المشفي اللعين من وجهة نظره ،تفهم الطبيب ما يمر به وقدم له الأشاردات للتعامل معها ....

**********

بمنزل "طلعت المنياوي" ...

كانت تجلس كلا منهم بجانب معتم ،البكاء يشكل على وجوههم بخوف على جيانا .....

زفرت ياسمين بغضب :_أحنا هنفضل كدا كتير دا حتى تلفوناتهم مش بيردوا عليهااا ..

أجابتها صابرين ببكاء :_وأحنا يعني بأيدنا أيه نعمله ؟ دا حتى مكان المستشفي منعرفوش! ...

مكة بصوت متقطع من البكاء :_طب حاولي يا صافي تكلمي عبد الرحمن تاتي يمكن تلفونه أتفتح ..

أجابتها غادة مسرعة بدموع كالسيل :_او شوفي ضياء ويوسف هما أكيد زمنهم وصلوا هناك ..

أشارت لهم بهدوء ورفعت هاتفها فى محاولة للوصول له ، تعجبن كثيراً حينما صدح صوت هاتف عبد الرحمن بالخارج فركضت مكة قائلة برعب :_عبد الرحمن بينه بره ...

خرجت لشرفة المنزل الخارجية لتجد  سيارة بالخارج وأدهم ينحني بجسده قليلاٍ فخرج حاملها بين ذراعيه ليتوجه لشقته بالطابق الأول ووالدتها ونجلاء يلحقون به ،هرولت غادة لحجابها ومن ثم توجهت إليهم بلهفة لترى شقيقاتها فلحقت الفتيات بها بلهفة .....

صعد بها النمر للأعلى بحرص كأنه يحمل قلبه الرقيق بين يديه ففتح أحمد الباب سريعاً ليضعها على فراشه الوثير بعطره المختوم ،تأمل وجهها الهزيل بحزن وحطام تربص به فرفعت والداته يدها على كتفيه بحنان :_هتبقى كويسة يا حبيبي متقلقش ..

أكتفى بأشارة بسيطة لها ثم رفع يديه لأحمد قائلاٍ بحذم وثبات :_هات الرشته يا أحمد هنزل أجيب العلاج ..

أشار له بهدوء :_هنزل معاك ..

لم يحتمل أن يتجادل معه فتوجه للخروج بصمت ليلحق به أحمد على الفور ....

صعدت ياسمين وصابرين للأعلي فأقتربت منه قائلة بقلق :_طمني على جيانا يا عبد الرحمن . 

رفع عيناه ليجدها أمامه بوجهاً تعتليه حمرة من كثرة البكاء فأحتضن يدها بين يديه بحنان :_متقلقيش يا حبيبتي جيانا بخير ..

أشارت له بفرحة ثم أتبعت ياسمين للداخل ليجلسوا جميعاً جوارها ...

صعد الحاج طلعت للأعلى بصحبة حازم وزين وأبنائه الثلاث فجلسوا بالقاعة الخارجية ليبدو عليه الحزن والقلق بعد يوماً قضوه بأصعب ما يكون    ..

خرج صوت زين بحرص :_مفيش داعي للحزن دا يا جماعة الحمد لله أحنا أطمنا عليها والدكتور طمنكم ! ..

أجابه طلعت بيقين :_الحمد لله يا ولدي كنا فين وبجينا فين ..أني كنت خابر زين أن الحيوان دا مهيسكتش غير لما يأخد بطاره من أدهم بس مجاش فى دماغي أنه يأخد طاره من حرمة !  ..

إبتسم حازم بخفة :_دا مجرم حقير يا حاج معندوش فرق بين الست ولا الطفل لأنه معدوم الضمير والأنسانية ...

آبراهيم بأبتسامة رضا :_الحمد لله أنها جيت على قد كدا 

ولج يوسف للداخل لينضم لهم قائلاٍ بعد تفكير لزين :_بس أنا عايز أعرف ازاي قدرت تعرف مكان أدهم والحيوان دا بالسهولة دي الشرطة لو كانت أخدت وقت بالبحث عنه كانت هتأخد وقت ما يقلش عن ساعات! ...

أجابه زين وعيناه على طلعت بفخر :_أنا طلعت على المكان اللي أدهوني الحاج ...

تطلعوا جميعاً إليه بتعجب فرفع عيناه بهم بحذم :_فكرني نايم على وداني إياك أني الحاج طلعت المنياوي متهغفلش واصل . ربنا رايد أن يحوصل إكده فى بنتنا وأنى مجدرتش أعرف كيف بيخطط لكني كنت خابر بمكانه وبراقبه زين عشان ميأذيش حد من أحفادي  .

زادت نظراتهم بالفخر والصمت حليف كلا منهم فحتى الكلمات لا تعلم كيف تثني على هذا الرجل ! ..

***********

صعد النمر للأعلى بعدما جلب ما طلبه الطبيب ، أمر طلعت المنياوي بعودة الجميع لمنازلهم فالوقت بات متأخر للغاية حتى مع رفض ريهام أن تترك إبنتها ولكن أمام أصرار أدهم وطلعت عادت لترتاح قليلاٍ  ...

وضع ما بيديه لجوارها ثم خلع عنه جاكيته ،أقترب منها ليتمدد لجوارها يحرر عنها حجابها .....ظل لجوارها يتأمل ملامحها بتفكيراً طال بخوف من فكرة قد شُعلت لتصديقها لا فراقها بعيد المحال عن ذاك القلب فربما سيكون بأقسى أختبار له ......

رفع رأسها ببطئ لصدره ليقرب منها زجاجة المياه والدواء قائلاٍ بهمساً خافت حتى لا يزعجها :_جيانا 

فتحت عيناها بتعب شديد لتجد عيناه دوائها ،ربما تسرب آلمها بأكمله وربما تعمد ان يمتص ما بها بنظرته المطولة لها ....تناولت الدواء من يديه وبداخل قلبها قسم أنه سيكون سريع الشفاء فكيف لعاشق يتبعها بالدعاء لله وبعشقه النابع بأن يخذل ؟! ......

وضعها مجدداً للفراش حينما أستمع لصوت آذان الفجر يعلو بالأنحاء ..ها قد حان وقت السكينة للطلب والرجاء ...أسرع ليتهيئ بلقاء مع الله عز وجل فى علاه ليقترب ويلقى التحية مردداً بصوتٍ خاشع الله أكبر ...نعم هو الأكبر والأقوى ...نعم هو من سيلبي ندائك له ..هو من سيجيب دعواتك فهو عند حسن ظن عباده وأنت ظننت الخير به .....وقف النمر يردد الآيات القرانيه بصوته الخاشع بعد أن أختار البقاء بالمنزل ليكون جوار زوجته فأن غاب عنها للمسجد سيشعر بالقلق حيال أمرها ....

طال بالسجود وهو يبكي ويتضرع لله أن يشفيها ...أن يشفي من عشقها وتوجها فأصبحت الأختيار له على القلب ...طال سجوده بألحاح لطلبه بأن تعود مثلما كانت أو يلقى بأوجاعها بصدره هو.. فلن يحتمل صراعها كثيراً...

أنهى صلاته وتمدد لجوارها بأعين تشتاق لرؤياها هي غير عابئ بعيناه التى تجاهد للراحة قليلاٍ فربما القلب كافي لشعوره بها ...

************

عاد زين لمنزله بعد أن طلب منه طلعت ذلك فصعد لغرفته ليرتاح بعد قضاء ليلاٍ شاق ....

أغلق باب الغرفة ليجدها تجلس على الفراش بدموع أكدت له أن بكائها لمدة طويلة ، أسرع إليها زين بلهفة فجلس جوارها قائلاٍ بستغراب :_مالك يا همس في أيه ؟ 

رفعت عيناه به طويلاٍ فى محاولة لكبح زمام أمورها فلم تتمكن من ذلك لتنهال عليه باللكمات الحاملة لغضب عاصف ودموع قوية فتكت بها ...حاول زين التحكم بيدها ؛ فكورها بين يديه ببراعة ليتطلع لها ببرود فكيف ستصيبه بالآلم ويدها كالفراشة الرقيقة من قباع أنظاره ؟ ....

رفعت عيناها له بدموع كادت أن تقتله ليقول ببرود :_أنا كنت شاكك من الأول أن دي أعراض ما قبل الجنون ودلوقتي أتأكدت ..

دفشته بعيداً عنها لتصرخ بغضب وبكاءاً جامح :_أنت كنت فين كل دااا سايبني هموت من القلق ولا على بااالك تلفونك مقفول ومش عارفة أوصلك أنا كنت هتجنن من القلق ...

تطلع لها بملامح لانت لرؤية دموعها فحاول الأقتراب قائلاٍ بهدوء :_موبيلي فصل شحن مش متعمد أقفله وبعدين أنتِ عارفة أنا رايح فين وأكيد كنت هتأخر ...

صاحت بصوت متقطع من أثر البكاء :_تتأخر لوش الفجر! ...

رفع يديه حول معصمها قائلاٍ بثبات :_طب ممكن تهدي ونقعد نتكلم وأنا هحكيلك كنت فين ؟....

دفشته بعيداً عنها لتصرخ ببكاء :_مش عايزة أعرف حاجه ...

وتركته وكادت بالرحيل ولكن تعثرت قدماها لترفع يدها على رأسها سريعاً وتصرخ بصوتٍ خافت من الآلآم لتستقر أرضاً فاقدة للوعي وسالبة أوتار قلب الزين ليهرع إليها بلهفة وجنون ؛ فحملها للفراش وأسرع لهاتفها يستدعى أحد الأطباء الذي أتي بالحال ....

ضربات قلبه تكاد تعلن الوقوف عن العمل وهو يتراقب ملامح الطبيبة فشعر بأنه هو الذي على وشك أن يفقد وعيه ...

نهضت الطبيبة بعدما أتت الممرضة لها لتزف لها نتيجة الأختبار فتحولت نظراتها لزين قائلة بهدوء :_زي ما كنت شاكة ..

أجابها بلهفة ورعب :_شاكة فى أيه ؟ ..

أجابته بأبتسامة عملية :_المدام حامل ألف مبروك ..

وقع الخبر على مسمعه كالفرحة العارمة التى لا يستعبها الزين فأخرج من جيبه المال الوفير وقدمه لها فلا يعلم ما يفعله سوى أنها مازال واقفاً على قدميه ...

أقترب منها بعد رحيل الطبيبة ليحتضنها بثبات ففتحت عيناه بغضب حينما وجدته لجوارها فقالت بضيق :_أبعد عني ليك عين ؟ 

أجابها بأبتسامة هادئة :_مبروك ..

أجابته بأستغراب :_على أيه ؟ ..

إبتسم وهو يتأمل موضع جنينها :_أنتي حامل ..

رمقته بنظرة سخرية :_جبت حاجه جديدة مثلا ! ..

تطلع لها بذهول وغضب تلون بعيناه :_يعني أنتى كنتي عارفة ومقولتليش ؟ ..

أجابته بعناد :_أقولك ليه أنت اللي هتحمل فيه مثلا ..

غضبه جعل الحزن يتسلل لها فوضعت عيناها أرضاً بخيبة أمل :_كنت هقولك فى عيد ميلادك بس النصيب بقى ..

إكتفى ببسمة صغيرة ليحتضنها لصدره بعشق ختمه بلهجته الساخرة :_أممم كدا فهمت اللي بيحصل اليومين دول سببه أيه ؟  ..بس برضو كان لازم تقوليلي أنا وصلت معاكِ لمرحلة أني كنت بخاف على نفسي وأنا نايم جانبك والظاهر كدا لازم أتأقلم ..

لكمته على صدره بقوة وغضب فتعالت ضحكاته ،وضعت يدها حول خصرها بغضب :_برضو مجاوبتنيش كنت فين ...

عاد الحزن لوجهه فقص عليها ما حدث لجيانا لتهوى الدمعات على وجهها فعزمت على زيارتها بالغد ..


************

صعد حازم للأعلى بعينان تشتاقان لرؤيتها ....طافت الغرفة فباتت باليأس ليلمح نور مكتبه الخاص مشعل ....وضع جاكيته على أقرب مقعد مقابله ثم توجه ليستند على باب الغرفة بهيام بمعشوقته وهى تحتضن مقعده الخاص تاركة الشرفة تنثر هوائها العليل لتخطف ضوء القمر على وجهها فتجعلها كالنسيم الدافئ .....دميات الهواء تداعب خصلات شعرها بلا توقف فتجعلها كالنعام المرفرف بين أنسجة السحاب .....ظلام الغرفة كالغيوم ولكن هالة الضوء تخطفها لتجعلها مميزة بالظلام ...

أقترب منها حازم بهيام ليجذب المقعد المقابل لها ويجلس جوارها يتأملها بصمت ،أطراف أصابعه تزيح الخصلات المتمردة علي عيناه فتقطع تلك اللحظة برؤية وجهها عن قرب ....طال نظراته لها ونهاها بأن حملها للفراش ليتمدد جوارها مستيقظاً ليتأملها تارة وجنينه تارة آخري ...

***********

تميل القمر ليختفي بين زقاق الظلام ليعلن عن شمس يوماً جديد مميز للغاية  ...لتقطعه شمساً أنارت بنورها الذهبي العالم بأكمله ...

بشقة عبد الرحمن ....

أرتدى ملابسه سريعاً بعد أن أتاه أتصال هاتفي من المشفي لضرورة الحضور لجراحه متعجلة ، خرج ليرتدى حذائه وعيناه تبحث عنها ليخبرها بأنه سيغادر الآن .....وجدها تقف أمامه بالمطبخ شاردة للغاية ......تحمل كوب من القهوة تعيد الملعقة به عدة مرات غير واعية لما هي به .....

أقترب منها بأستغراب :_صابرين ...

فزعت على صوته فسقط الكوب أرضاً ليصبح عدة أجزاء ، أنحنت تلملم المحتويات بأرتباك :_أنا اسفة كنت سرحانه شوية ...

وقف محله ثابتٍ لثواني يدرس ملامح وجهها بأتقان ليقترب منها ثم جذبها لتقف أمامه ، حمل عنها الزجاج وألقاه بالسلة ليقف أمامها مجدداً قائلاٍ بجدية :_مالك ؟ 

رفعت عيناها بأرتباك فأعدت خصلات شعرها مراراً وتكراراً لا تعلم ما الذي عليها قوله ...

ضيق عيناه بتفكير ليحمل حقيبته الصغيرة قائلاٍ بهدوء :_عندي عملية حالا لما ارجع أشوفك ..

وتركها وهم بالرحيل لترفع يدها على قميصه بتلقائية ودون وعي بما تقوله :_أنا حامل . 

تخشب محله لثواني ثم أستدار ووجهه متصلب بكامل قسماته ، أنتبهت لما قالته فجذبت يدها ووضعت عيناها أرضاً بخجل ، خرج عن صمته أخيراً بعد أن أحتضن رأسه قليلاٍ قائلاٍ بتوتر:_أنتِ أيه ؟ ....بدري كدا ...أقصد يعني أنزل أجيب اللبس الوقتي ولا أجبله الببرونه ..طب بقولك أيه متتحركيش خالص لحد ما أجبلك دكتورة نسا كويسة أه مش هتأخر ...

لم تتمالك زمام أمورها فتعالت ضحكاتها قائلة بسخرية :_ هو أنا بقولك أنا هولد !! ...

عاد لرشده بعد ثواني من كلماتها فأحتضنها بجنون ليقبل رأسها بعشق :_ربنا يحميكِ أنتِ وهو يا حبيبتي ويكملك على خير ..

إبتسمت بخجل فأحتضنها مجدداً ليهمس لها بالعشق فلم تحتمل كلماته لتسرع بالحديث الماكر :_أنت نسيت العملية المستعجلة ولا أيه ؟! ..

إبتعد عنها بزعر :_يا نهاررر 

وهرول لحقيبته قائلاٍ ببسمة واسعة :_هنزل  وهرجعلك بسرعة الريح  ..

تابعته ببسمتها الرقيقة ففتح الباب وتوجه للخروج ولكنه عاد سريعاً قائلاٍ ببسمة واسعة :_لو بنت هسميها ملاك ولو ولد سيف بأذن الله ..

وغادر تاركها بأبتسامة وفرحة كبيرة وهى تحتضن جنينها الصغير ...

*************

فتحت عيناها بعد عدد من المحاولات لتجد الغرفة فارغة للغاية ، أستندت على الحائط بصعوبة بالحركة فيدها ملتفة بشاش أبيض يحجرها عن الحركة ، توجهت للحمام الملحق للغرفة ولكن لفت أنظارها ضوء المطبخ الخاقت ، جاهدت للوصول إليه وبالفعل وصلت لتفتح عيناها على مصرعيها حينما وجدت النمر يعد الطعام لأول مرة ويحضر دوائها بعد أن قام بتنظيف المطبخ والشقة بأكملها ...

لم تشعر بدمعاتها ولا ببسمتها ترسم ببطئ فكم ودت أن تحمد الله على هذا الزوج ...

شعر بها أدهم فأستدار بوجهه لينزع عن خصره الرداء الخاص بالمطبخ وأسرع إليها قائلاٍ بلهفة :_فى ايه يا حبيبتي أيه الا قومك من السرير ؟ ..

تطلعت لعيناه مطولاٍ ثم جذبت عيناها عنه قائلة بخجل :_أنا بس كنت هدخل الحمام أغير هدومي وكدا ..

إبتسم قائلاٍ بمكر :_بس كدا عيووني 

وحملها بين يديه لتصرخ بخجل :_رايح فين ؟

أجابها بخبث بعد أن وضعها برفق أرضاً :_هساعدك تغيري هدومك ...

وضعت عيناها أرضاً بأرتباك وقد تلون وجهها بأكمله بصعوبة فأبتسم ليقترب منها ويحرر يدها بلطف من الرابطة المتصلة بالعنق قائلاٍ بهمس :_ أنا بره لو أحتاجتي حاجة متتردديش ...

أشارت له بوجه أشبه لحبات الكرز فأزدادت بسمته الجانبيه عليها وخرج حتى لا يحرجها أكثر من ذلك ....

حمل الطعام ووضعه على الكوماد وجلس بأنتظارها فأخرج هاتفه يطلب ضياء الذي أجابه على الفور ...

ضياء بقلق :_أيوا يا أدهم جيانا كويسة ؟ 

أجابه بثبات :_متقلقش عايزك تقول لمكة تلبس وتجي تقعد مع جيانا لحد ما أرجع من الشغل ولو تعبت ولا حاجه تتصل عليا فوراً . 

اجابه بضيق :_شغل أيه يا أدهم دا وقته ؟

أجابه النمر بحدة ممزوجة ببعض الهدوء :_فى أدوية لسه مطلوبة لجيانا وأنا لازم أشتغل عشان أقدر أجيب باقيتهم 

تنحنح ضياء قائلاٍ بثبات :_طب ما تفضل جانبها وتطلب من جدو أو من بابا ي....

إبتلع باقي كلماته على صوت الرعد الذي قطعه :_ليه فاكرني سوسن  عشان أطلب مساعدة من حد مراتي محدش يصرف عليها جنيه غيري ...قول لمكة زي ما قولتلك وياريت توفر نصايحك الغالية دي لنفسك ..

وأغلق الهاتف فأبتسم ضياء بفخر لرجولة أخيه الطاغية نعم فهو ذات شأن وكيأن ...

أبدلت ثيابها لجلباب رقيق باللون الوردي فخرجت تستند على الحائط لتجده أمامها يحملها بحنان لفراشها ،وضعها برفق ثم جلس أمامها قائلاٍ بهدوء :_نفطر بقا عشان نأخد العلاج ..

إبتسمت وهى تتأمله بعشق بعدما حطم قواعده لترتيب المنزل وأعداد الطعام لها ...تناولت ما قدمه لها بأبتسامة مشرقة فتناولته بنهم كأنها لم تتذوق الطعام لسنوات فلديه طعم خاص حينما يكون مصنوع بحبٍ وحنان ....أنهت طعامها بين النظرات والهمسات فشعرت بأن مرضها قد أوشك على هجرها لدلال معشوقها ، رفع الدواء لها فأنكمشت ملامحها  لتتناوله بضيق ملحوظ ولكن تعجبت كثيراً حينما وجدت الدواء شهي للغاية فصفنت قليلاٍ تجيب على الأسئلة بعقلها ...هل مذاق الدواء جيداً أم أنه معسول يداه وتخدير عيناه الساحرة ؟! ...

بقيت لوقتٍ لا بأس به تتأمله إلي أن نهض ووضع المال لجوارها قائلاٍ بهدوء :_أنا لازم أنزل الشغل النهاردة يا جيانا بس متخافيش يا قلبي مش هتأخر وزمان مكة على وصول ..

أشارت له ببسمة رضا وسعادة فقبل جبينها قائلاٍ بعشق متلهف :_ربنا يشفيكي يا حبيبتي ...

وغادر النمر بعد أن زرع السعادة بقلبها فتناست آلآم جسدها المبرح لما فعله هكذا هو الراجل كما ينبغي ....

وبالفعل ما هي الا دقائق معدوده حتى وصلت مكة وظلت لجوارها ...

************

بمنزل "طلعت المنياوي" ...

دقت على الباب كثيراً حتى فتح لها فزفرت بضيق :_كل دا عشان تفتح ؟! ..

تأملها ببسمة مشرقة :_يا أحلى صباح عدى عليا بالبيت دا ..

جاهدت لتخفى بسمتها كثيراً وبالكاد فعلت لتقول بحذم :_مكة قالتلي أخدلها عباية بيتي وأنا راحه عند جيانا ..

وقبل أن تستمع له تركته وتوجهت لغرفة مكة تنقى ما تريد ثم كادت بالرحيل لتتفاجئ به يقف أمامها مستنداً على باب الغرفة بجسده ،عيناه الزرقاء كالبحر العاصف بليلة صافية تبرز لون المياه الزرقاء كالنسمات ...

عبث بحجابها قليلاٍ قائلة بأرتباك :_فى أيه يا ضياء ليه بتبصلي كدا ؟ ..

اقترب منها قائلاٍ بهيام :_مش عاجبك نظراتي ؟ ..

أجابته بأرتباك وهى تحاول التراجع :_لا 

إبتسم بمكر :_بحاول أكون محترم لأبعد حدود بس الفرحة خلاص مش سيعني بعد ما لقيت شغل جانب الجامعه ومش فاضل غير شهر الأمتحانات وأكون مؤهل للجواز ونتجمع بقى ..

إبتسمت بخجل فأسرعت للهروب من أمامه ليتابعها بنظرات هائمة ...

*******&****

هبطت صابرين لشقة جيانا فأنضمت لهم ياسمين وهمس بعد أن أتت مسرعة لرفيقتها ليقضوا يوماً منيز للغاية بين المزحات والضحكات ....فشعرت جيانا بأنها أصبحت على ما يرام فماذا تريد أكثر من ذلك ؟! ...

ولجت ريهام وسلوي ونجلاء بطعام الأفطار ليسود الجو النسائي العائلي بالمكان وتتعال الفرحات بمعرفة حمل صابرين وهمس  ....

**************

توجه زين لمكتب أدهم فولج قائلاٍ بأبتسامة مشرقة :_أنا هبقى أب يا نمر ..

كبت أدهم ضحكاته ليقول بسخرية :_سبحان الله الجنان جاي لواحد واحد فيكم ..

جلس زين على المقعد المقابل له بأستغراب :_ليه مين اللي أتجنن تاني ؟!

إبتسم بسخرية :_قصدك تالت ...أحمد كان من يومين وعبد الرحمن الصبح وحضرتك دلوقتي ..

تعالت ضحكات زين بفرحة :_عقبالك يا نمر ..

نهض قائلاٍ بأبتسامة غرور :_مش الوقتي يا حبيبي أنا مش مستعجل أعيشلي يومين تلاته كدا على هوامش العشق ..

زين بسخرية وهو يهم بالرحيل :_بكرا نشوووف ..

وتركه ورحل والسعادة تنير وجهه ..

************** 

عاد من عمله فتوجه لشقة النمر ليرى جيانا ، طرق باب المنزل ففتحت مكة لتتخشب قدماها وهى تراه أمامها بملابس الشرطة لأول مرة ، وسامته كانت تاج تزين ذاك الحلي الأبيض ....عيناه كالطوافة فتجذب من حولها بلا رحمة لتنغرس بجمالها الآخاذ ...

تأملها بأبتسامة هادئة :_عاملة أيه يا مكة ؟ ..

عادت لأرض الواقع على صوته فأسرعت بالحديث المرتبك :_الحمد لله أتفضل ..

ولج للداخل فأقترب منها قائلاٍ بثبات :_مش عايزك تتديقي أن الخطوبة أتأجلت أن شاء الله هعوضك بخطوبة محصلتش ولا هتحصل قبل كدا صحيح يعني هخاف عليكي من العين لكن اللي مطمني أني هكون جانبك ..

شعرت بأن تنفسها يصبح بطيء للغاية فقالت بأرتباك :_هروح أعملك قهوتك ..

وهرولت للداخل سريعاً قبل أن تفتك بها نظراته فتراقبها بعشق قطعه حينما ولج للداخل ليري إبنة عمه ....

**********

عاد أحمد هو الأخر من العمل حاملاٍ لأطباق متعددة من الحلوي فوضعها أرضاً ثم بحث عنها ليجدها تلج من الخارج بعد أن أستمعت لصوت باب شقتها يغلق فعلمت بأن معشوقها قد عاد ..

تطلعت للأريكة بأستغراب :_ايه دا كله ؟! ..

أقترب منها بأبتسامة زادته وسامه ليضع يديه على رقبتها بعشق :_مفيش حمدلله على السلامة يا حبيبي الأول ؟ ..

رمقته بنظرة ضيق فزفر بغضب مصطنع ؛_وقسماً بالله أنا جوزك أدخل أجبلك القسيمة من جوا نفسي أسمع كلمة بحبك قبل ما أموت حرام يا سوسو والله ..

تعالت ضحكاتها قائلة بمكر :_هتسمعها بعون الله وقريب جداً ..

شُعلت عيناه بالحماس فقال مسرعاً :_أمته ؟؟؟

وضعت يدها على جنينها بمكر :_البيبي هيقولك بحبك يا بابا ..

تلونت عيناه بجمرات الغضب ليصيح بسخرية :_يعني مش كفايا أنتِ لا كمان عايزاني أستنى الولا لحد ما ينطق ويقول بحبك !. 

وجذب الحلوي قائلاٍ بغضب :_خدي أدي علبة لصابرين وجيانا وأنا وديت عند الجماعه هناك ..

ورمقها بنظرة أخيرة محتقنة قبل أن يخرج من الشقة لتعلو ضحكاتها بأنتصار ...

************

أنهت صلاتها بخشوع لتجده لجوارها يتأملها بنظرات مطولة ، لملمت السجادة الخاصة بالصلاة ووضعتها لجوارها بخجل ..فنهضت قائلة بأبتسامة هادئة :_أعملك حاجة تشربها ..

جذبها إليه بأبتسامة مكر :_هتعرفي تنزلي للمطبخ لوحدك ؟ 

أجابته بسخرية :_ليه فى هنا وحوش ...

تعالت ضحكاته قائلاٍ بمغازلة صريحة :_أخاف على الصوابع دول من النار ...

تلون وجهها قائلة بخجل :_أبعد يا حمزة ..

أشار لها بأبتسامة خبث :_هو أنا جيت جانبك ؟ ..

رمقته بنظرة شك فأحتضنها ليطوف بها بعشق فتعالت ضحكاتها بعهد لتنفيذ وعده بأنها ستكون ملحقها   

**********،****

بمكانٍ أخر مظلم للغاية ...

تلوت ألماً والغل يسكن بعيناها فلم يخمد نيرانها ما فعلته بل أزداد أضعافاً مضاعفة ...ولج عثمان إليها بأبتسامة زرعت لرؤيتها هكذا :_أيه رأيك بالأقامة هنا ؟ ..

رفعت راتيل عيناها التى تشبه الحية قائلة بغضب  وغل :_هتشوف هعمل فيك وفيهم أيه يا كلب فاكر أنك راجل وأنت مقيدني كدا أنت متعرفش الشر الا جوايا دا ممكن يعمل فيك أيييه لسه فى كتير هعمله معاك ومع حمزة الكلب ورهف هقبض روحها زي ما قبضت روحي ...لو فاكر أنك كدا هتضاف على قايمة الرجالة تبقى مهوم أنت ولا تسوى يا حيوان ..

شُعلت النيران بوجهه فجذب السكين الموضوع لجواره لينهي بها حياتها بكره لا طالما زرعته بالنفوس وها هى تحصده بنجاااح ..

****************

بالمساء ...

عاد النمر لمنزل طلعت المنياوي بعد أن علم من مكة بأن أحمد حمل جيانا للمنزل بأمر من جده لتظل برفقتهم طوال اليوم ...

وضعت نجلاء الطعام على الطاولة العربضة لتلم شمل العائلة مجدداً ، جلسوا جميعاً لتناول طعام الغداء سوياً ليترأس الطاولة "طلعت المنياوي" كعادته بينما تمددت جيانا على الأريكة بعد أن رفضت تناول الطعام مجدداً....

تطلع لهم بعين تحمل السعادة لسماع مزحات أحمد ومشاكسات ضياء ويوسف المعتادة ...

قطع حديثهم صوته قائلاٍ بوقار :_جعدتي معاكم أهنه ووسطيكم بالدنيا وما فيها ..

تطلعوا له جميعاً ليكمل الجد :_من سنين كنت بنبه على عيالي أنهم ميخرجوش من بيتي ده واصل فى أوقات كنت بشوف بعيونهم أسئلة كتير جوي جوابها أني محبتش أشوف كل واحد بحاله فى دوامة الدنيا زمان أخواتي تركوني ولا همهم أمري لأننا أتربينا إكده كل واحد يأخد ورثه ويطلع يبني دار بره ويشتغل عشان عياله مكنش ليا حد غير جدكم فزاع هو مكنش صاحبي لع كان أجربلي منيهم كليتهم ...عشان إكده خاليتكم ببيت واحد عشان ميكنش لواحد فيكم أخ ولا أخت واحدة لع تكون جيش وعزوة لبعض وزي ما ربيتكم على إكده هتربوا عيالكم على نفس تربيتي ...أني تعبت كتير لحد ما خليتكم آكده مش بالعلام لع بالأخلاق ...

زادت نظراتهم بالأعجاب والفخر فتطلع لأحفاده الثلاث قائلاٍ بأبتسامة ثابتة :_أوعاكم تكونوا فاكرين أني أضيقت أني عرفت أنكم المافيا الا رعبين الحارة كلتها لع أني كنت واثق فى تربية عيالي ليكم أكتر من أي حاجة وخابر كل واحد فيكم كيف أخلاقه بجولكم الحديث ده دلوقت لأنه المناسب  بعد ما سمعت منكم الخبر السعيد بالمولود أنتوا اللي بأيدكم تربوه كيف ما يكون الله أعلم أذا كنت هكون موجود ولا تحت التراب  ...

نهض أحفاده الرجال ليقبلوا يدي طلعت بوقار فرفع يديه على رؤسهم بسعادة ونظراته تطوف أبنائها بتهنئة لتربية هؤلاء الرجال ....

مرت أيام عديدة بتحسن جيانا الملحوظ وظهور الحمل لدي الفتيات فكانت كالحشد لا يترك بعضهم البعض .....

**********

بمكتب زين .......

جذب أحمد الفراش من على الطاولة قائلاٍ بمرح :_شيل ياعم خالينا نعرف نأكل كدا بضمير ...

تعالت ضحكات حازم بسخرية :_يخربيتك أحنا بالمكتب مش بالبيت ..

أجابه يوسف بخبث :_حد قاله يعزمنا بمكتبه ..

تعالت ضحكات زين الرجولية قائلاٍ بنبرة مرحة :_ همس ممكن تأكل الأكل دا قبل ما تخطوا جوا عتبت البيت ...

لم يتمالك عبد الرحمن زمام أموره فتعالت ضحكاته قائلاٍ بضيق مصطنع :_تعال ياخويا شوف أختك بقيت عاملة شبه الكرنبة يالا هنعمل أيه؟ ..

حمزة بضيق :_النمر هو الا مرتاح وعايش حياته ملك ..

رفع عيناه الخضراء عليهم بنظرات ثابتة كحاله قائلاٍ بنبرة تحمل البرود بين أزفاتها :_خاليكم كدا أفضلوا أندبوا حظكم بدل ما تحمدوا ربنا ! ثم أنكم لسه فيها أيه واحد حابب يعيش حياته بيعشها مش شرط الهبل دا ...

تطلع حازم لزين ثم تبادلت النظرات بين أحمد وعبد الرحمن ....فتطلع لهم يوسف وضياء بستغراب فلم يعلم كلا منهم ماذا يخططون ؟ ..

صاح أحمد بسعادة :_النمر صاح نأخدلنا أجازة أسبوع كدا فى جمصه أو رأس البر ...

رمقه عبد الرحمن بنظرة مميتة :_جمصه ولا رأس البر رايح تفسح خالتك يا حيوان ...

حمزة بسعادة :_أمال هنروح فين ؟

تطلع عبد الرحمن لزين فأبتسم قائلاٍ بغرور :_أسكندرية ..

حازم بأبتسامة واسعة :_هو دا الكلااااام ...

احمد :_معااااكم ...

حمزة :_وأنا كمان ..

ضياء بلهفة :_وأنا والواد يوسف هنيجي معاكم   

تعالت ضحكات حازم بمكر :_للأسف مش هينفع دي خروجة للمتزوجون فقط كل واحد هيأخد مراته ويسافر ..

رمقه بغضب فتعالت الضحكات فيما بينهم ليتطلعوا جميعاً للنمر الذي تحلى بالصمت طويلاٍ ليقطعه قائلاٍ بهدوء :_على بركة الله حدودا معاد مناسب ...

تعالت بينهم نظرات المكر فكلا منهم يفهم الأخر بنظراته فحينما يجتمع العمالقة يسود الخفاء بينهم لينثر كلا منهم أقصوصة عشقه الخاصة بتلك الرحلة التى ستطوف بهم بين سحابة الوجدان وترنيم الهوس والجنون فكلا منهم يمتلك طباعاً خاصة ومختلفة عن الأخر وملامح تفصله وتميزه عن الأخر ولكن يجمعهم قلبٍ عاشق يطرب العشق بلجانه الخاص ليأسر معشوقته براباط أبدي رباط تطوفه عاصفة العشق ..بين النظرات والهمسات ...بين خفق القلب وبين تردد الروح ليزيح أقنعة أرتداها البعض ليخفي عنوان العشق فاتت تلك الفتيات لتزيحه عن تعمد وتصنع بالعشق عاشق ختم أسمها بعيناه وقلبه وجوارحه ليظل أحضانه طوق نجأته ..ولعل اللقاء القادم بالخاتمات بعنوان

#عاصفة_ستزيح_الأقنعة

لنري بها كيف سيصمد الحب على مدار السنوات وكيف يكون العشق بين أطراف الفئة المبسطة ...فى الحارة الشعبية ...

أنتظروا الخاتمات قريباً جداً أن شاء الله .....

#القناع_ الخفي_للعشق 

#مافيا_الحي_الشعبي ..

#بقلمي_ملكة_الأبداع

#آية_محمد_رفعت ..

**********

أتمنى أني اكون تمكنت من نقل جزء مبسط عن هؤلاء الملوك حقاً ليسوا ملوكٍ بالمال ولا بالقصور ولكن بالقلوب والرجولة ...مواقف أدهم وأحمد وعبد الرحمن ويوسف وضياء وزين وحازم وحمزة أتمنى بجد يكونوا قدروا يطلعوا صورة كويسة ليكم ...أدهم هنا قال لضياء أنه نازل يشتغل عشان يجيب علاج مراته مقعدش جانبها زي أي راوية فيها البطل غني ودا أتمنى تأخدوا بالكم منه ..الطبقة دي الأغلب منها متزعليش وأنتي فى عز مرضك زوجك نزل الشغل ممكن تقولي دا عدم تقدير وتزعلي لكن لاا هو نزل عشان يشتغل ويجيب فلوس لعلاج أو للبس أو لمصاريف البيت مفيش حد بيحب يتعب لكن هو بيتعب عشانك وعشان أحتياجات البيت كلنا عندنا جواهر ثمينة بس محتاجين نبص كويس وندقق النظر ...الراوية دي أهداء للحياة البسيطة الا ممكن تلمع لما عشناها بطريقة صح .. وفى النهاية حابة أشكركم جداااااااً لرحابة صدركم وصبركم عليا طول الأيام دي انتوا عارفين ظروفي الخاصة وفعلا هانت جدا أن شاء الله معاد اللايف الا هنتكلم بيه بأستفاضة عن أحفاد الجارحي وأتناقش فيه عن كل أسئلتكم عن مافيا هحدده فى الخاتمات ...وزي ما قولتلكم الجارحي بعد ما أقوم بالسلامة عشان أباشر النشر المنتظم زي الأول ...وطبعاً هزعل جدااا لو ملقتش على الأقل 1000 ريفيو عن الراوية لأن الا تابع الراوية اكتر من كدا بكتير ...أنا بحب أعرف ارائكم بكل عمل بعمله لأنكم الحكم الأكبر واللي بقدر من خلاله أحسن اسلوبي وللمرة الأخيرة بتمنى محدش يزعل مني لتأخيري ..بحبكم فى الله ....

#آية_محمد_رفعت ...

******_________******_______*******______******____***

*******

تكملة الرواية من هناااااااا 

لمتابعة  الرواية الجديدة زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل 

متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا

الرواية كاملةمن هناااااااااا

مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا

 مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هناااااا


تعليقات

التنقل السريع