رواية مافيا الحي الشعبي(القناع الخفي) الفصل الثامن وعشرون والتاسع وعشرون بقلم إيه محمد رفعت
رواية مافيا الحي الشعبي(القناع الخفي) الفصل الثامن وعشرون والتاسع وعشرون بقلم إيه محمد رفعت
....قلبٍ يرتجف......
أنقضت الأيام سريعاً ليعود كلاٍ منهم لحياته السابقة بأمراً من "طلعت المنياوي" ..
بشقة "النمر" ..
فتح عيناه على صوت الهاتف المنضبط على المعاد المحدد لعمله فنهض عن الفراش ببطئ ظناً بأنها مازالت غافلة بعد ولكن تفاجئ بعدم وجودها لجواره ،عبث بعيناه قليلاٍ ثم تخلى عن الفراش وتوجه للخروج عابثاً بخصلات شعره المتمردة على عيناه بحرافية ،ولج للحمام المجاور للغرفة ليغتسل فخرج بعد قليل يبحث عنها بفضول ....
ساقته قدماه للمطبخ فوقف يتأملها تعد الفطور بنشاط وسعادة نابعة من القلب بأبتسامته الجانبية الفتاكة ،وضعت الأطباق على المائدة ثم قالت بصوتٍ خافت ونظرة أعجاب :_كدا تمام ..
وأستدارت بأبتسامتها الواسعة حتى تتوجه لتيقظه ولكن ربما صدمة خجلها كانت الأسرع إليها! ، وقفت محلها تتأمله بصدمة غمرتها بحمرة الخجل حينما رأته يقف أمامها عاري الصدر فقط يرتدي المنشفة القطنية على خصره ،يتأملها بنظرة متفحصة ،مستنداً على الحائط بثبات تاركاً بسمته تخترق حاجز صمته المحفل ..
جاهدت للحديث قائلة بأرتباك :_الفطار جاهز ..
تخل عن ثباته ببضع خطوات ثابتة ليقف أمامها قائلاٍ بهدوء :_مكنش في داعي تعذبي نفسك ..
نجحت بالتهرب من عيناه قائلة بأبتسامة هادئة :_فين التعب ؟ ..يالا ألبس هدومك على ما أعملك الشاي ..
وبالفعل شرعت بأعداده سريعاً لتكون بعيداً عنه قدر ما أستطاعت ....
جذبت الوعاء وعبأته بالمياه لتسرع بأشعال النيران فأستدارت لتشهق فزعاً حينما رأته أمام عيناها لا يفصلهم سوى ممر الهواء الغير ملموس ، بقيت كما هى تتأمله بأستسلام فتراجعت تلقائياً للخلف ولكن تلك المرة ستفتك بحياتها! ، تمسك بها جيداً قبل أن ينسكب الوعاء بالمياه على جسدها فطالت نظراته بها على ما تفعله من جنون ليقطعها بهمسٍ ساخر :_لحد أمته هتفضلي كدا ! ..
تطلعت لفمه وهو يتحرك بالحديث ولكن ما تستطيع أن تفهم ما يقول فعالمه الخاص مجرد من الكلمات ....خرجت عنها الكلمات وعيناها تنغمس بنظراته المحلالة :_هاا ...
إبتسم مشيراً بعيناه بعدم الفائدة من تلك الفتاة ثم قال مشيراً لها :_هو فى حد هنا غيرنا ؟
أجابته بستغراب :_لا ليه ؟! ..
أعاد تلك الخصلة المتمردة على سحر عيناه قائلاٍ بثبات بعدما أغلق الشعلة :_طب ليه عاملة الكمية دي كلها ناوية توزعي على الحارة كلها شاي بالمجان ! ..
هنا تدرجت أمرها فتطلعت للوعاء تارة ولعيناه الحاملة بالمكر تارة أخري ؛ فدفشته بعيداً عنها قائلة بغضب :_والله مش عيب أوزع على الناس شاي لكن العيب هو خروجك كدا وأنت عارف ومتأكد أن معاك ناس هنا وأ....
بترت كلماتها بصدمة حينما أستمعت لصوت ضحكاته المرتفعة لأول مرة! ،جحظت عيناها فهي تراه فقط مبتسماً بسمة بسيطة فلأول مرة تستمع لصوت ضحكاته ! ، يا الله أيريد بها الهلاك وقد حاوطتها! ..أيريد بها الجنون وقد طاف بها! ...ماذا يريد بعد! ...الا يكفي عشقه حد الجنون! ..
تأملته بزهول أزداد بالعشق له فكم زادته البسمة وسامة أما هو فتحدث بصعوبة :_معاكِ حق .....وعاد لموجة الضحك مجدداً قائلاٍ بثبات جاهد التحلى به :_بس أوعدك أني هأخد بالي من تصرفاتي بعد كدا ...
ثم أقترب منها قائلاٍ بمكر :_بس متحلميش بأكتر من كدا ..
رمقته بصدمة فتباعدت عنه سريعاً ليرفع يديه ويحاصرها ،تطلعت ليديه المحاصرة لها يساراً واليد الأخري قائلة بأرتباك :_هتتأخر على شغلك على فكرة ..
ضيق عيناه بمكر :_تفتكري حجة مقنعة للنمر ؟
إبتسمت بخجل :_لا بس أنا عارفة أن النمر مواعيده منضبطة جداً ومينفعش يعني يكسر قوانينه بالأخر ! ..ولا أيه ؟
رسمت البسمة على وجهه فرفع يديه بطريقة مسلية :_ذكاء غير متوقع أبهرتيني الصراحه ..
تعالت ضحكاتها بسعادة فجذب قطعة الفاكهة يتناولها ثم ترك المطبخ بعد أن غمز لها بمكر لتكمل أعداد الشاي بأبتسامة حالمة به ..
*************
هبط على الدرج سريعاً ليقف على صوتها المناجي له :_أحمد ..
أستدار وهو يرتب حقيبته بأنشغال:_ايوا يا حبيبتي ..
لحقت به قائلة بأبتسامة رقيقة :_نسيت دا ..
وقدمت له الهاتف فأبتسم قائلاٍ بهيام :_يعني أصح الصبح القي هدومي مكوية والفطار جاهز لا وكمان أخده بالك من حاجاتي ..
وصعد الدرجتين الفاصلة بينها وبينه لتبقى أمام عيناه :_طب بذمتك مش كدا كتير عليا ؟ ..
إبتسمت بخجل وعيناها تتوزع على شقة النمر وعلى الدرج المودي لشقة أخيها :_مفيش حاجه كتيرة عليك يا حبيبي ..
رفع حقيبته بصراخ :_حبيبي! ..الله أكبر بعد أسبوعين جواز اشهد أن لا إله الا الله ..
:_فرحان بخيبتك ! ..
كانت كلمة "عبد الرحمن" الساخرة بعدما هبط الدرج ليستمع لحديث أحمد ، كبتت ياسمين ضحكاتها بينما تلونت عيناه بالغضب :_خيبة مين يالا ؟
رفع عبد الرحمن عيناه الساحرة لأعلي الدرج قائلاٍ بسخرية :_هو فى حد غيرك هنا يابو حميد ! ..
خرج النمر هو الأخر ليجد المعركة على وشك البدأ ؛ فاقترب منهم قائلاٍ بثبات :_خير على الصبح ..
رمقه أحمد بضيق :_مفيش يا نمر ..
تعالت ضحكات عبد الرحمن قائلاٍ بمكر :_الوقتي مفيش عشان ميعرفش بالخيبة الا أنت فيها بس ولا يهمك صاحبك موجود ..
صاح أدهم بغضب :_أنجز أنت وهو على الصبح ..
إبتسم عبد الرحمن بغرور :_أنا أقولك الحيوان الا جانبك دا عامل أحتفال وتعظيمات على السلم عشان زوجته المبجلة بتقوله يا حبيبي ! ..ما بالك بقا من التوقعات التانيه!! ..
صعق احمد فجاهد للحديث ولكن نظرات أدهم لياسمين جعلتها تنصاع له وتنسحب للداخل بصمت ..
أحمد بهدوء :_أوعى تفهمني غلط الواد دا وقسمن بالله مش هيرتاح غير لما نخسر بعض ..
بقي ثابتٍ كما هو ليخرج صوته الساخر :_ من الواضح كدا أن انت الا خسرت كل حاجة ...يعني من فترة الخطوبة لحد الآن عايشلي دنجوان وحالياً أتضح كل حاجه على حقيقتها ..
صاح عبد الرحمن بتأييد :_أيوا كله باااان ..
أستدار بوجهه قليلاٍ :_أخرس أنت ..
أرتدى نظارته بحرج :_حاضر ..
أحمد بشماته :_شوفت الأحترام للي زيك نعمة كبيرة ..
أدهم بسخرية :_ما بلاش أنت يا معلم الجميع كيف هو العشق ؟! ..
تعالت ضحكات عبد الرحمن فلكمه أحمد قائلاٍ بغضب :_يعني دا جزاتي أني مقدر أن أختك بتتحرج من الكلام وبعدين ياخويا أنا بفضل الله سمعت النهاردة حبيبي فمتفائل أن بأذن الله هسمع المزيد غداً ..
وحمل الحقيبة ثم غادر رامقاً إياهم بنظرة نارية ...أغلق عبد الرحمن فمه بصعوبة :_الواد أتجنن ..
تطلع له أدهم ليشير له بتأكيد فأرتدى نظارته السوداء وغادر هو الأخر بعد أن رومقه بنظرة غاضبة ، إبتلع عبد الرحمن ريقه وهو يتأمل الدرج بأرتباك :_أنتوا سايبني ورايحين فين خدوني معاكم أتاخرت على المستشفي ...
وهرول عبد الرحمن خلفهم للأسفل ليتوجه كلا منهم لعمله .
************
بمنزل الحاج " طلعت المنياوي" ...
كانت تعد الطعام مع زوجات أعمامها بشرود بكلمات ضياء القاتلة لها ،تحاول الحديث معه ولكن تنتهي محاولاتها بالفشل ...
ولجت مكة للداخل قائلة بستغراب :_أنتوا لسه بتحضروا الفطار ! ..
إبتسمت سلوي قائلة بفرحة :_ أيوا يا حبيبتي بنعمل فطار ملوكي كدا النهاردة يوم نزول العرايس خلاص هيشاركونا كل حاجه الاكل والسهرة وكله يالا روحي نديلهم علي ما نحط الأكل بره ..
مكة بحرج :_بس الوقت بدري أوي ممكن يكونوا نايمين لسه ..
إبتسمت ريهام قائلة بتفاهم :_متقلقيش يا لوكه عبد الرحمن وأدهم وأحمد نزلوا النهاردة الشغل يعني البنات لوحديهم ..
إبتسمت وهى تركض بمشاكسة :_مش تقولي من بدري ..
تعالت ضحكات نجلاء على جنون إبنتها المعتاد فأشارت لغادة بستغراب :_روحي معها يا غادة ..
حملت الأطباق ببسمة مصطنعه :_لا يا مرات عمي أنا هحضر معاكم الأكل ..
وخرجت غادة لتتطلع ريهام لنجلاء بحزن فقد أخبرتها منذ قليل بشعورها بأن هناك شيئاً ما يحتجز قلب إبنتها ...
هرولت مكة للخارج بعدما أرتدت جلبابها الفضفاض لتراه يصعد الدرج حاملاً الأغراض التي طلبتها منه والدته فتطلع لها بستغراب :_رايحه فين يا مكة ؟
تلون وجهها بشدة فحينما ينطق أسمها تشعر برعشة باردة تسري بأنحاء جسدها .أستدارت قائلة وعيناها أرضاً :_هروح أنادي للبنات عشان الفطار ..
إبتسم يوسف وهو يتأمل خجلها :_متتأخريش ..
اكتفت باشارة بسيطة له ثم غادرت بينما ظل هو محله يتأملها بنظرة تحمل للغرام منابع وللعشق هوس ...أطبق عيناه عنها قائلاٍ بهمسٍ حزين لما فعله فلم يغض بصره كما أمره الله سبحانه وتعالى :_أنت عالم يارب أني عايزاها زوجة ليا ادام الكل ...
وزفر بضيق لما بداخله فحمل الأكياس وأكمل الدرج للأعلي ولكن تخشبت قدماه حينما أنتهى الدرج "بطلعت المنياوي" ....وقفته المهيبة ،عماته البيضاء المنيرة ، عصاه التى تزيد من وقاره وتصنع هاجس بالقلوب مثلما صنعت بقلب يوسف الذي إبتلع ريقه برعب وأكمل طريقه للأعلي ليقف أمامه قائلاٍ بتوتر بعدما قبل يديه:_صباح الخير يا جدو ..
لم ينتظر أجابته وتوجه للولوج سريعاً ولكنه توقف على صوته الحازم :_يوسف ..
تمالك ذاته وأستدار قائلاٍ بخوف :_نعم .
ضيق عيناه بتفحص قائلاٍ بثبات :_هتستلم شغلك أمته أمال ؟
أجابه بأرتباك :_بعد بكرا يا جدي ..
هز رأسه وعيناه كالنسر ليستدير ويتوجه بهبوط الدرج قائلاٍ دون النظر له :_خطوبتك على بت عمك السبوع الجاي جهز حالك ..
وغادر "طلعت المنياوي" تاركه بصدمة كبيرة أستحقت تخشب قدماه وبسمته الكبيرة ....
بالداخل ..
وضعت الأطباق على الطاولة الكبيرة بهدوء وحزن يخيم عليها فأستدارت للتوجه للمطبخ بعد أن أنتهت من وضعهم ولكن كانت المفاجآة حليفتها حينما وجدته يهبط أخر الدرجات ليكون بالأسفل أمام عيناها ..
بقيت محلها تتأمله بنظرات أعتادت منه على الألم ،نقلت له بنظرتها القاتمة كم أعتاد القلب على قسوته وأتهامه لها ، نظرة القت به لجحيم من النيران وأزدادت حينما تركته وغادرت دون الحديث كالمعتاد لها! ..أقترب ضياء من الطاولة وعيناه عليها وهى تغادر للمطبخ بصمت لتحل الدهشة ملامح وجهه فبقي كالمتصنم فكان يتوقع محاولتها بالحديث معه كالمعتاد ولكن تلك المرة باتت توقعاته بالفشل ..
كاد أن يجن من التفكير ولكن ذاك المتصنم لفت أنتباهه فخرج ليتوجه إليه بستغراب :_يوسف! ..
رفع عيناه له قائلاٍ بصوت منخفض :_جدك وافق ..
ضيق عيناه بستغراب :_على أيه؟! ..
صاح بصراخ :_علي جوازي من أختك ..
فزع ضياء فدفشه بغضب :_قطعت خلفي الله يجحمك ،ثم أعتدل بوقفته قائلاٍ بسخرية :_عارف خسارة فيك الدعوات الا هدعيها عليك يكفي الا هيجرالك بعد الموافقة لأول خطوات العذاب وأبقي أفتكر فرحتك دي وقول الله يرحمها ..
وتركه وغادر ليصعق الأخر قائلاٍ بستغراب :_أتجنن ولا ايه ؟ ..مش مهم المهم الوقتي افرح ماما ...
وحمل الأغراض وهرول للداخل سريعاً ..
********
بشركة "زين"...
ولج أدهم للداخل قائلاٍ بغضب :_هو أنا لحقت عشان تبعتلي ..أنا لسه واصل من دقايق! ..
رمقه زين بنظرة مطولة ثم صاح بسخرية :_طبعاً وأنت هتحس أزاي بالكارثة الا أنا فيها مأنت مقضي أسابيع بعيد عن الشركة ومشاكلها ...
جلس على المقعد المقابل له واضعاً قدميه فوق الأخري بتعالي مصطنع :_دي غيرة بقى ؟
كبت ضحكاته قائلاٍ بسخرية :_سميها زي ما تحب ولو ممكن يعني نخلينا فى الكارثة دي الأول وبعدين نشوف موضوع غيرتك دي ..
ضيق النمر عيناه بأهتمام :_كارثة أيه ؟ ..
وضع أمامه عدد من الأوراق قائلاٍ بغضب :_أول مرة حد يتجرأ ويستغفل "زين المهدي"! ..
جذب أدهم الأوراق من أمامه وتأملها بصمتٍ وثبات على عكس زين الغاضب :_هموت وأعرف أزاي قدروا يستغفلوني كل المدة دي ؟ ..
وضع أدهم الأوراق بهدوء وألتزم الصمت فجن جنون زين لينهض عن مقعده ويتوجه ليجلس أمامه قائلاٍ بغضب :_هو حضرتك مش معانا ولا أيه بقولك الشركة دي أستغفلتنا وأنت قاعد بمنتهي البرود كدا! ..
ظهرت شبح بسمة على وجهه قائلاٍ بثبات :_معلوماتك مش صحيحه ..
صاح بضيق :_نعم ؟
أشار له النمر قائلاٍ بثقة :_لو بحثت كويس هتلاقي أنها معتش لها وجود يعني بالعربي كدا من وجهة نظرك استغفال لزين المهدي لكن من وجهة نظري كانت الضربة القاضية على عثمان وعلامة حمرا فى السوق عشان تكون عبرة لأي حد ممكن يتهاون مع شركاتك ..
تطلع له بزهول ثم قال بستغراب :_أنت تقصد ايه ؟ وأيه دخل الشركة دي بعثمان الكلب! ..
إبتسم النمر قائلاٍ بثبات :_الشركة دي كانت نقطة ضعف عثمان أو بالمعني الأصح أنا الا عملتها نقطة ضعفه بعد ما أظهرتها ادامه بالوقت الا كان بأشد الحاجة للي يشغل أسهامه الموقوفة وفي نفس الوقت الشركة دي حابت كالعادة تعمل مصالح ليها من ورا الطرق الأخر وهنا بقى كانت نهايتهم الأتنين ...
همس زين بصدمة:_يعني أنت كنت على علم بكل دا من الأول!! ..
أشار له بتأكيد :_بالظبط كدا ..
تطلع له زين بزهول ثم صاح بأعجاب :_يأبن ال...
قطعه بنظرة حادة فكبت كلماته بضحكات صدحت بأرجاء المكتب بأكمله لتقطع حديثهم دلوف السكرتيرة تعلن عن أنتظار "حازم السيوفي " فشرع له زين بالولوج الفوري ..
ولج للداخل قائلاٍ بضحكته الرجولية :_أيه دا النمر هنا تبقى كملت ..
تعالت ضحكات زين قائلاٍ بسخرية :_وهى بتكمل غير بيه ياخويا تعال تعال .
وبالفعل جلس على المقعد المقابل لهم فرمقهم النمر بنظرات غاضبة :_أنا بقول أقوم اشوف شغلي أحسن ما أسمع لتعليقاتكم السخفية وممكن ساعتها أفقد أعصابي عليكم ..
جذبه حازم بأبتسامة هادئة :_لا خليك يا أدهم عايزك ..
جلس يتطلع له بجدية فالآن صارت بينهم كالسهام ليتطلع له زين وأدهم بجدية تامة ، أخرج حازم بطاقات الدعوة والقلق ينهش ملامحه قائلاٍ بهدوء :_الفرح بعد بكرا ..
زين بستغراب :_تاني مش كان أتلغي وكل حي راح لحاله ؟ ..
أجابه بحزن وقلق :_فعلا دا الا حصل لكن أتفاجئت بحمزة بيجهز للفرح وأنا مش عارف ماله من البداية ولا أعرف السبب الا خالاه يلغي الفرح ويرجع يحدده من جديد بجد معتش قادر أفكر ..
أدهم بهدوء :_متشغلش دماغك بالتفكير يا حازم هو أكيد راجع قراره وشاف حاجه أنت مش شايفها ..
زفر بضيق :_بس على الأقل أفهم ليه بعد ما نتفق مع الراجل على الفرح الا بعد يومين القيه بيلغي كل حاجة ورافض يتكلم والنهاردة القيه بيديني بطاقات الدعوة! أكيد يعني هيكون عندي فضول أعرف ايه الا بيحصل مع أخويااا ؟..
رفع زين يديه على كتفيه :_مفيش حاجه تستدعي قلقك يا حازم وبعدين حمزة مش صغير يعني ..
إبتسم ادهم قائلاٍ بمكر :_ننسى بقى الكلام دا ونستعد عندنا فرح ولا أيه ؟
لم يتمالك زين وحازم التماسك فأنفجر كلا منهم من الضحك لفهم ما يود النمر قوله .
**********
بشقة جيانا ..
أنتهت ترتيب الشقة فجذبت قميصه المتسخ لتضعه بالمغسالة ولكن توقفت يديها عن فعل ذلك فرفعته لوجهها لتغلق عيناها بعشق وهى تستنشق عبيره العطر ...أبتسمت بسعادة فعطره يجعلها بهالة خاصة به يصعب عليها الخروج منه ....أنتفضت حينما قرع جرس المنزل فوضعت القميص من يدها سريعاً بخجل كأنها ترتكب جرمٍ ما وأسرعت لحجابها لتري من؟ ..فأذا بمكة تدلف للداخل قائلة بفرحة :_يالا يا حلوة عشان نرجع نفطر مع بعض من جديد ..
تعالت ضحكاتها بمرح :_انا كنت لسه هلبس وأنزل ....
أشارت لها بفرحة :_طيب البسي يالا على ما اروح اشوف سوسو ..
اشارت لها فغادرت للشقة جوارها وبدأت جيانا بارتداء ملابسها لجلباب منزلي فضفاض وحجاب رقيق يليق بملامحها الهادئة ..
****
بمنزل ياسمين ..
صاحت بغضب :_يعني أنا جاية اناديلك تدبييني فى تنضيف الشقة ! ..
تعالت ضحكات ياسمين بمكر :_وأيه يعني ما تساعديني يا مكة الاخوات لبعضها ياستي واكيد فى يوم هتتجوزي وهتلاقيني بردلك الجميلة ..
رمقتها بنظرة شك :_أما نشوف ياختي انجزي بس وخلصي المطبخ خالينا نمشي ..
قرع الجرس فأبتسمت قائلة بسعادة :_اكيد جيانا اهي تساعد برضو ..
رمقتها مكة بغضب :_أنتِ واخدنا اعتقال ولا أيه ياختي اطلعلي هاتي صابرين بالمرة! ..
إبتسمت بغرور :_اكيد طبعاً عملتها ...لسه مكلمها قبل ما تدخلي وقالت أنها بتلبس ونازلة ..
وبالفعل ولجت صابرين خلف جيانا فتطلعت لها بستغراب :_ليه لبسة لبس خروج يا صافي ؟
إبتسمت صابرين بأرتباك :_أصلي ...يعني ...كنت ...
صاحت مكة بضيق :_ما تنجزي ياما الكلام مش مجمع ولا ايه ؟
ياسمين بغضب :_ماهي بتتكلم أهي أخرسي أنتِ بس ..ثم تطلعت لها قائلة بمكر :_ كملي كملي ..
وزعت نظراتها بينهم ثم قالت بحزن:_أنا خايفة على عبد الرحمن ..
مكة بسخرية :_خايفة على مين ياختي ؟ ..
لكمتها ياسمين بقوة ثم قالت بأبتسامة واسعة :_كملي يا قلبي سيبك منها ..
كبتت جيانا ضحكاتها فأكملت صابرين بغضب :_أتريقي وأنتِ وهي براحتك بس أنا مش هقعد كدا وأسيبه للبنات تخطفه مني ..
جيانا بصدمة :_هتخطفه منك أزاي ؟! ..
جلست على الأريكة قائلة بضيق :_عبد الرحمن مز ويتخاف عليه أنا شوفت بعيوني الدكتورة الا هناك دي كانت هتأكله بعيونها عشان كدا هروحله مهو لازم الكل يعرف أنه متجوز
تطلعت ياسمين لجيانا ثم تعالت ضحكاتهم بعدم تصديق لترمقها مكة بنظراتٍ متخشبة ....
جاهدت ياسمين بالحديث :_عبد الرحمن أخويا معتش هيكون مز بالنسبالك بعد الا قولتيه مش بعيد لو شافك هناك يعلقك مكانك ..
تعالت ضحكات جيانا قائلة بمرح :_صابرين انا عارفة أنك عشتي فترة طويلة بره مصر بس حالياً لازم تتأقلمي على نظامنا هنا .
تطلعت لها بغضب :_نظام أيه كل دا عشان عايزة أروح لجوزي ؟! ..
جذبت مكة ياسمين وجيانا بالقوة ليسقطوا معاً على الأريكة قائلة بأبتسامة واسعة :_سيبولي الطالعة دي ..
ثم أقتربت منها قائلة بسخرية :_حضرتك عايزة تروحيله الشغل ..أمممم ...وفاكرة أن الموضوع عادي ..أمممم..
صاحت بصراخ :_أنا أمي قعدت 33سنة متعرفش مكان الشغل بتاع أبويا المكان نفسه بسس تيجي أنتِ ببساطة كدا وتقولي هروحله !! ..
إبتسمت بغرور :_مأنا ياما روحتله كتير .
ياسمين بصدمة :_نهار أسوح
مكة بصدمة هى الأخري :_ دا بين الموضوع كبير ومحتاج تعميق وتحاليل وموال يطول شرحه ..
رفعت جيانا هاتفها قائلة بأبتسامة هادئة :_غادة بتستعجلنا ننزل نفطر وبليل نشوف موضوعك أيه ؟ ..
جذبتها ياسمين للداخل :_تعالي ألبسي أيه عباية بيتي من عندي أصل عبد الرحمن لو شافك كدا هيخدك معاه المستشفي كل يوم ..
إبتسمت بسعادة :_بجد
ياسمين بتأكيد :_أه أمال المريض الا عنده كسور مميتة هيوده فين ؟! ..
حل الرعب ملامح وجهها فأتبعتها بصمت وسط ضحكات جيانا ومكة .
*********
بقصر "حازم السيوفي" ..
وقفت بالشرفة بملل فوقعت عيناها علي حمزة يجلس بالأسفل بحزن شديد ،هبطت رهف للأسفل ثم أقتربت منه قائلة بهدوء :_عارفة أني ماليش أسالك مالك بس أنت أعتبرتني أختك والأخت مستحيل تشوف أخوها كدا وتسكت!
رفع عيناه السوداء ليراها أمامه فأبتسم بألم :_هتصدقيني لو قولتلك أني معرفش مالي ؟
تطلعت له بستغراب ليكمل بآنين يتابعه :_كل الا أعرفه أني مجروح أوي وحاسس أن قلبي بينزف من جوا يمكن لو عرفت أيه سبب ألمي كنت أرتاحت ..
جلست لجواره مع تحفظ المسافة بينهما قائلة بثبات :_حنين الا مزعلك يا حمزة ؟
إبتسم بسخرية :_حنين ضحية يا رهف ..ضحية لشخص عاش حياته كلها غلط فى غلط أكيد يعني مش هتأخد عني فكرة غير أني وش لشيطان لعين ..
هنا علمت ما به فأسترسلت بالحديث :_عشان كدا لغيت الفرح ورجعت حددته تاني ؟ ..
أستدار بوجهه لها لتبرز الآلآم بداخل عيناه :_محبتش أشوف فى عيونها أتهامات كتيرة ليا عشان كدا بعدت لكن أكتشفت أن الحل دا بيقضي عليا أنا عشان كدا رجعت وطلبت أيدها من جديد ..
قاطعته بهدوء :_بس كدا غلط يا حمزة أنت بتضيعها كدا من أيدك ..
إبتسم بتأييد :_عارف وعارف كمان أني بأكدلها كدا أفكارها عني بس غصب عني يا رهف صدقيني غصب عني ..
تألم قلبها لأجله فهو لها أخٍ لم تنجبه والدتها لتهوى دمعة خائنة من عيناها أزاحتها مسرعة حينما رأت معشوقها يقترب منهم .
حازم بأبتسامة هادئة لا تليق سوى به :_يا مساء الجمال واضح كدا أني محظوظ عشان ألحق القعدة دي ..
أكتفى حمزة بأبتسامة بسيطة لينهض عن الأريكة قائلاٍ بمرح مصطنع :_لا للأسف مش محظوظ لأني كنت قايم أصلا ..
وتركه وتوجه للداخل بأبتسامة مرح ليبادله حازم إبتسامة حزن فجلس جوارها يتأمله وهو يغيب عن عيناه ليتطلع لها بأهتمام :_قالك زعلان ليه ؟ ..
رفعت عيناها له بأرتباك :_لا ..
ضيق عيناه بتفحص :_مش مضطره تكدبي عليا يا رهف ..
زفرت بملل فلم تتمكن يوماً من خداعه :_قالي يا حازم بس مقدرش أقولك مأخدتش على كدا .
أحتضن وجهها بيديه قائلاٍ بعشق :_وأنا مقدر دا وبعتذر ، أنتِ عارفة أد أيه انا مشغول عليه ..
أبتسمت بعشق وهى تتأمل عيناه قائلة بهمس :_ولا يهمك هو بخير زي ما شوفت
إبتسم بخبث :_طب ممكن تسمحيلي أطمن على إبني .
ضيقت عيناها بعدم فهم حتي أستوعبت ما يقول حينما أنحني برأسه ليستمع حركاته فأبتسمت بخجل ...
إبتعد عنها قائلاٍ بحزن :_مسمعتش حاجه ..
تعالت ضحكاتها بسخرية :_هو لسه أتكون عشان تسمع حاجه ! ..
رمقها بنظرة مطولة ثم قبل جبينها بعشق :_ربنا يكملك على خير يا قلبي ويسعدني بشوفتك أنتِ وهو بخير ..
زمجرت بضيق :_أنا معتش فاهماك يا حازم شوية تكون حزين وشوية تكون مبسوط بجد أحترت بأمرك! ..
تطلع لها بجدية ثم قال بحزن :_كان غصب عني يا رهف أول حمل ليكِ الدكتور قالي كلام خوفني جداً حتي بعد الا راتيل قالتله فضلت قلقان ومطمنتش غير لما قعدت معاه تاني وكشف عليكِ ..
ثم أحتضنها قائلاٍ بخوف :_مكنتش هتحمل لو عرفت انك بخطر تاني ..
شددت من أحتضانه بأبتسامة عاشقة ودمع يلمع بسعادة له ..
*********
بمنزل "طلعت المنياوي"..
بعد تناول الفطور وقفت كلا منهم تعد طعام الغداء المفضل لزوجها بحب وفرحة فلم ترغب نجلاء بمنعهم من ذلك فاليوم ستعدان الطعام لأول مرة لهم فحرصن النساء على الطهي لهم طوال الفترة الماضية حيث تناوب الجميع الأدوار كالجدة والخالة وغيرها ، وقفت صابرين جوار سلوي وهى تعد الطعام لعبد الرحمن تتعلم منها بسعادة وفضول لصنعها بمفردها ...
أنقضي اليوم سريعاً فعاد كلا منهم للمنزل بعد يوماً شاق ...جلس ادهم ولجواره عبد الرحمن ومن ثم لحق بهم أحمد قائلاٍ بتعب :_النهاردة كان يوم متعب أوي بس بفضل الله كسبت القضية .
يوسف بأبتسامة واسعة :_فين الساقع بقا يا خفيف ..
ضياء بمكر :_الساقع عليك ياخويا مش عريس
عبد الرحمن بضيق :_مش عارف جدي وافق ازاي يدي مكة للحيوان دا ؟! ..
أحمد بتأكيد :_أه وقسمن بالله نفسي أروحله وأترجاه يغير رأيه بس يالا قدر ومكتوب .
تعالت ضحكاتهم بسعادة وتبقى النمر ثابتٍ يراقب حوريته وهى تقترب منه حاملة للطعام فأسرع إليها وحمله عنها قائلاٍ بهمس لها :_أيه الجمال دا ..
وضعت عيناها أرضاً وبدت الحمرة تكسو وجهها فأبتسم بمكر ليضع ما بيديه على الطاولة ...
خرجت ياسمين وصابرين أيضاً فتطلع لهم عبد الرحمن بستغراب :_أيه دا كل واحد هيأكل لوحده ولا أيه؟
تعالت ضحكة نجلاء وهى تضع المياه قائلة بحنان :_كل واحد مراته صممت تعمله الأكل بنفسها أحنا عندنا أغلي منكم .
إبتسم عبد الرحمن وجلس على الطاولة فوضعت صابرين أمامه الطعام ،أما أحمد فهرول للطاولة قائلاٍ بحماس :_ها يا سوسو عملتيلي ايه ؟ .
ثم صاح بسعادة :_ايه داا المكرونة الا بحبها لا كدا بقى نجبلك هدية ..
إبتسمت بسعادة فجذبها بخفة :_أقعدي كلي معايا ..
تطلعت لأدهم وعبد الرحمن بخجل فابتسم عبد الرحمن بمكر :_خلاص أقعدي يا صابرين أنتِ كمان ..
جلست لجواره وتناولت بخفة فأشار أدهم لجيانا بعيناه لتجلس جواره وعيناها أرضاً فأقترب منها هامساً بخبث:_لو مأكلتيش هأكلك أنا بأيدي ومش هيهمني حد ..
ما ان أنهي كلماته حتى تناولت طعامها بنهم فأبتسم قائلاٍ بمكر :_بعشقك وأنت خزيان كدا ..
رمقته بنظرة محتقنة فغمز لها بعيناه ،أما صابرين فجذبت يديه لينحني لها فهمست بخجل :_مش أنا الا عملت الأكل ..
إبتسم بعشق :_عارف وقولتلك هعلمك كل حاجه فى وقتي الفاضي وماما كمان موجودة ..
رسم البسمة على وجهها فقالت بخجل :_نفسي اتعلم عشان اطبخلك بنفسي ..
تطلع لها بهيام :_لمستك على الأكل كفايا ..
خجلت للغاية فتناولت الطعام كمحاولة للهرب منه ..
**********
بفيلا "زين"
صف سيارته بأهمال وصعد للأعلى يبحث عنها بعيناه ولكن لم تقع على حوريته الفتاكة ، صعد لغرفته بستغراب فعزم أمره على أن يبدل ثيابه أولا ثم يشرع بالبحث عنها ...
خلع قميصه ثم فتح الخزانة ليصعق حينما تنخلع المياه على وجهه وجسده باكمله ففتح عيناه الزرقاء بصعوبة ليجدها تجلس بالخزانة قائلة بضيق مصطنع :_دا عقاب التأخير ..
أزاح المياه عن وجهه قائلاٍ بغضب :_أنتِ أتجننتِ صح ؟! ..
رفعت يدها تفكر قائلة بعد وهلة :_أممم ممكن كل ما هتتأخر مش هتلاقي غير الجنون ..
رفع عيناه بخبث :_بقى كدا
أبتسمت بتأكيد :_وأكتر من كدا أنت لسه مشفتش حاجه و ..
صرخت بقوة حينما حملها وتوجه بها لحمام الغرفة ليضعها أسفل المياه قائلاٍ بغرور :_ما تفكريش تتحدي زين المهدي يا قطة ..
صرخت بقوة وهى تحاول الخروج ولكن يدها أسيرة لقبضة يديه حتى الزجاج المحاط بها يمنعها من ذلك ...رفعت يدها الأخري تلكمه بقوة فتعالت ضحكاته بتسلية لتستقر بنهاية الأمر بين أحضانه ...
**********
أما هناك على شاطئ المياه المتراكم كان يجلس حمزة بحزن وبداخله سؤالا يطوف به :_ليه عملتي فيا كدا يا حنين ؟ لييه أنا مستهلش كدا .بس أنتِ هتكوني هنا ادمي ولازم هعرف الأجاية على كل أسئلتي ...
وألقي بالحجر الصغير بالمياه بقوة توضح ما بقلبه من آنين ..ليسوق معه لعذاب سيفيض به ...برحلة ستسوق البعض لمجهول أليم . .
انتظروني بفصل جديد أن شاء الله البقاء واللقاء فى ..
#مافيا_الحي_الشعبي
#بقلمي_ملكة_الأبداع
#آية_محمد_رفعت
*******_____****_____****
بشكركم بجد على ريفيوهات الفصول الا بتسعدني جدا وبفكركم من جديد بمعرض عمان بالاردن بجناح اطلس D5 ....والبنات الا بتسأل عن الجارحي الورقي وتمائم فهى متواجده حاليا وبخصومات عالية جدا بابداع بوك ستور بالقاهرة 10 شارع هدي الشعراوي بجوار مطعم كوك دور وسط البلد ...أما البنوتات الا على الواتباد فأنا بشكركم بجد بيوصلني اسكرينات بتعليقاتكم اول باول والا بتسأل عن البيدج الخاص بيا فهي #قصص_وراويات_بقلم_ملكة_الابداع_ايه_محمد
****___*******
#مافيا_الحي_الشعبي
#القناع_الخفي_للعشق
#الفصل_التاسع_والعشرون ..
....همسٍ خافت......لا ترحلي .....
أمواج البحار تتراطم ببعضها البعض كأنها بتحدى سافر له ،كلماتها تتردد على مسماعه بقوة فتخترق القلب لتحطمه بلا شفقة أو إنسانية ...
ترددت كلماتها كالسهام المشتعلة بقلبه ،لم يعبئ بتخفى القمر وسطوع الشمس الذهبية بأشعتها الحارقة ،رنين كلماتها جعل جسده كالنيران المتأججة ،خلع قميصه بقوة ثم ألقى بنفسه بين أحضان المياه الباردة لعلها تتمكن من شفاء قلبه العليل ، ولكن علت صوت الكلمات بلا توقف.
"أتعودت أشوف ناس كتير زيك لازم يكون ليهم مقابل لخدمتهم للأسف فكرت كتير أوي بالمقابل الا هدفعه مقابل خدمتك لأبويا وللمصدقية فمكنش فى دماغي أي أمل أنك تطلب تتجوزني هو طلب غريب حبتين بس بالنهاية أنت قدمت خدمة ولازم يكون ليك مقابل" ..
شُعلت النيران بوجهه فأنخفض أسفل المياه ليزيح أفكاره القاسية وكلماتها الأشد قسوة بوعد قاطع على معاقبتها .
**********
بشقة "آدهم"
فتح عيناه بتكاسل ليجدها تغفو بين أحضانه براحة كبيرة بدت له على ملامح وجهها ،إبتسم وهو يتراقبها بعشق ليطبع قبلة صغيرة على جبينها ثم رفع الغطاء عنه لينهض للأستعداد لعمله ولكن سرعان ما عاد ليتمدد جوارها حينما وجد شيئاً ما يتمسك به بقوة ،أستدار بوجهه بستغراب ليجدها تتمسك بقميصه الذي أستجاب لتمسكها به فأنفتح على مصراعيها ،بقي النمر لجوارها يوزع نظراته بين يدها المتمسكة به بشدة وبين وجهها الملاكي وعيناها الغافلة ربما أن أستيقظت ورأت كم تتعلق به لقتلت خجلاٍ ...
ظل لجوارها دقائق يتأملها ببسمة مبسطة لينظر لهاتفه بصدمة من تأخره الملحوظ ،جذب يدها بهدوء من عليه ثم أسرع للحمام الملحق بالغرفة ليغتسل ويبدل ثيابه لسروال أسود اللون وقميصٍ أسود مصففاً شعره الطويل بأحتراف .
هرول للأسفل بعد أن علم بخروج أحمد وعبد الرحمن فتأكد من شدة تأخره ،أوقف سيارة أجرة لتنقله لشركات الزين ..
************
بمنزل "حنين" ..
كانت تجلس على الأريكة بصمت فزفر والدها بملل من معرفة أجابتها عن سؤاله المتكرر ،خرج صوته بضيق :_يابنتي ردي عليا ليه مش عايزة فرح وخلتيه يلغي القاعة لييه ؟ ..
خرجت عن صمتها أخيراً بأبتسامة مخادعة :_يا بابا أنا منتقبة يعني هيكون ليا قاعة منفردة عنه وأحنا ملناش حد يعني ملهاش لزوم الكلفة دي ..
تطلع لها بنظرات شك أنهاها بحديثه الحامل للحزن البادي :_الا أنتِ عايزاه يا بنتي ..
وتركها ورحل للخارج لتغوص عيناها بالدموع ،أستندت برأسها على حافة الشرفة لتغوص ذكرياتها بما حدث حينما خرجت معه لأول مرة بأحد المطاعم ...
##
كانت تجلس مقابل له وعيناها تتطلع عليه بثبات ،تعجب حمزة من هدوئها فأبتسم قائلاٍ بهدوء :_لو المكان مش عجبك ممكن نغيره .
بقت ساكنة للحظات لتقطع صمتها بكلماتها المباشرة :_طلبت تتجوزني ليه؟
ضيق عيناه بستغراب :_هو أيه الا ليه قولتلك قبل كدا حبيتك وأ...
قاطعته بأبتسامة سخرية :_فاكرة كلامك بس أنا هنا عشان أسالك على أنفراد وأتمنى أسمع الحقيقة ..
زُهل حمزة فخرج صوته بصدمة :_حقيقة أيه ؟
وضعت يدها على الطاولة من أمامه قائلة بهدوء :_أسمع يا حمزة أنا أتعودت أشوف ناس كتير زيك لازم يكون ليهم مقابل لخدمتهم للأسف فكرت كتير أوي بالمقابل الا هدفعه مقابل خدمتك لأبويا وللمصدقية فمكنش فى دماغي أي أمل أنك تطلب تتجوزني هو طلب غريب حبتين بس بالنهاية أنت قدمت خدمة ولازم يكون ليك مقابل.
صعق حمزة فبترت الكلمات على لسانه ليجاهد مراراً وتكراراً بالحديث :_أيه الكلام الفارغ دا ! ..
أخفت دمعاتها قائلة بثبات :_دي الحقيقة ..
بقى صامتاً للدقائق يحاول أستيعاب ما أستمع إليه ؛فرفع عيناه بصدمة :_أنتِ متخيلة أني عايز أتجوزك عشان كدا! ..
كادت بالحديث فقطعها حينما نهض بطالته المهيبة ليرفع يديه لها بحذم :_بس خلاص مش حابب أسمع حاجه ..
وجذب المال من جيب سرواله ليضعه على الطاولة قائلاٍ بنظراتٍ حادة لها :_ممكن أكون كنت وحش بس مش لدرجة الواساخة دي ...
وتركها وغادر وملامح وجهه تنقل لها شيئاً ما يصعب عليها التعامل معه ،لا تعلم لما تبقت تتأمل طيفه حتى تخفي عنها! ،تشعر بأنها حطمت قلبها هي وليس قلبه! ، لا تعلم ما هذا الشعور الغريب الذي يطاردها كل ما تعلمه أنها تشعر بالأنزعاج ...
##..
ازاحت دمعاتها بعد آنين الذكريات فبعد ساعات قليلة ستصبح ملكاً له ، أسئلة كثيرة تطاردها ولا تجد لأي منهم أجابة مصرحة ...نعم تركها منذ أخر لقاء بها بالمطعم لتتفاجئ به بعد عدة أيام يطالب بالزواج بها من جديد حتى بعد أن وضعت شرطها بعدما حاجتها لزفاف ضخم يكفي وجود العائلتين بقاعة منزله الخاص ؛ فتفاجئت بقبوله لشرطها دون الحديث معها ...كما أن أرسل "رهف" إليها بكل ما يلزمها فكان يفضل البقاء بعيداً عنها ..
جذبت "حنين" سجادة الصلاة وشرعت بأداء صلاتها بخشوع لتلقي بما يتحجر بقلبها بركعة سجود مطولة تشكى ما يضيق بصدرها لله الواحد الأحد ..
***********
وصل أدهم للشركة فتوجه لمكتبه سريعاً ليبدأ بالعمل على عدد من الملفات ،ولج زين بعدما علم بوصوله فتطلع له بخوف :_خير يا أدهم أول مرة تتأخر ؟!
رفع النمر عيناه قائلاٍ بأبتسامة هادئة :_قلقت عليا ولا أيه ؟
ضيق زين عيناه بشك فجذب المقعد ليجلس أمامه قائلاٍ بصوتٍ هامس :_أول مرة تيجي الشغل متأخر لا وكمان بتضحك أعتقد كدا أن الشك أبتدى يتسلل لقلبي ..
أستند بظهره على المقعد قائلاٍ بمكر :_أنت عايز أيه يا زين ؟
صاح بغضب ساخر :_هكون عايز أيه غير أني أطمن علي سياتك ! .
رمقه بنظرة خبث :_لا أطمن أنا كويس أدامك زي ما أنت شايف ..
كبت زين ضحكاته قائلاٍ بمكر بعدما توجه للخروج :_طيب أستأذن أنا ..
ثم توقف عن الخطى وتقدم لينحني بجسده على مكتب النمر قائلاٍ بصوتٍ منخفض للغاية :_هي بتبتدي بكدا صدقني بعد كدا هتلاقي نفسك كرهت الشغل وهتخسر سمعتك البرفكت دي ..
ضيق النمر عيناه بغضب ليكمل زين بتأكيد :_أسمع مني أنا غرضي مصلحتك ..
تحكم بذاته فقال بصعوبة بالحديث :_متشكرين لنصايحك الغالية لو ممكن تروح تشوف شغلك أنت كمان بدل ما تخسر حاجة تانية ..
كانت رسالة صريحة له بأنه على وشك خسارة حياته الغالية فنهض ليعدل الجرفات الخاصة به وهو يلقي بنظراته على المؤظفين بهيبة وثبات لا تليق بسواه ليتنحنح قائلاٍ بثبات مخادع :_أحمم طب سلام أنا بقى يا نمر وأشوفك بليل فى فرح الواد حمزة ..
كبت أدهم ضحكاته ليغادر زين لمكتبه بعدما عاد لجديته الطاغية ،أقترب منه أحد العاملين قائلاٍ بأحترام :_الأوراق الا حضرتك طلبتها يا فندم ..
تناوله من زين بستغراب :_يعني دا مكان نشوف فيه أوراق مهمة زي دي ؟! ..
أجابه بحرج بعدما رفع يديه ليتناوله منه :_بعتذر من حضرتك هسيبهم لحضرتك على المكتب ..
أشار بوجهه قائلاٍ بهدوء :_لا خلاص روح أنت .
:_الا تشوفه سعاتك ..
قالها الراجل بعدما غادر لعمله بينما توجه زين لمكتبه وعيناه تتفحص الملف بفضول جعله كالأسير فلم يشعر بشيء جواره الا حينما تعال صرخات خافتة لجواره ،رفع عيناه ليجد فتاة ما تتمسك به بعدما أصطدم بها عن دون عمد فعاونها على الوقوف قائلاٍ بهدوء :_بعتذر منك مقصدتش ..
وأنحني يلملم أغراضها المبعثرة أرضاً ليقدمها إليها ،وقفت كالمتصنمة أمامه تتأمله بنظرات أعجاب لترفع يدها بصعوبة وتتناول منه الأغراض ،جذب زين أوراقه الخاصة وتوجه للمغادرة ليتفاجئ بهمس أمام عيناه ، نظراتها كالبركان الهائج ولجوارها صابرين تبتسم بخبث على ما حدث منذ قليل .
أقترب منهم زين بستغراب :_بتعملوا أيه هنا ؟ ..
أجابته صابرين بأبتسامة واسعة حاملة للخبث :_والله يا زيزو أحنا جينا نشوفك بس الظاهر أننا جينا بالوقت الغلط والمكان الصح ..
ضيق عيناه بوعيد لها ليكمل طريقه إليهم قائلاٍ بهدوء :_أنا مش لسه سايبك من 3ساعات ؟! .
رفعت عيناها له بغضب ليخرج صوتها المميت :_جيت عشان أشوف حقيقة سيادتك ...جيت عشان أفوق من الوهم الا عايشة فيه وأكتشف خيانتك بنفسي ..
صعق زين فردد بخفوت :_خيانة مين ؟ ..
أجابته صابرين بأبتسامة واسعة :_خيانتك يا زيزو ..
رمقها بنظرة مميتة فرفعت يدها على كتفي همس بتسلية :_طب يا همسة هروح بقا أشوف عبد الرحمن وأسيبك تشوفي موضوع الخيانة دا بنفسك .
وغادرت صابرين بعد أن غمزت لأخاه بمكر فأقسم لها بالوعيد ..
أقتربت همس منه قائلة بنظرات مميتة :_أنا عايزة أعرف أزاي كنت نايمة على وداني كل دا ..
تطلع لجواره بنظرات متفحصه للمؤظفين ومن ثم جذبها بقوة لمكتبه ،ألقت حقيبتها على المكتب بغضب لتقترب منه بنظرات ضيق :_الا حصل من شوية دا أيه ؟
أستند بجسده الرياضي على الحائط مربعاً يديه أمام صدره ونظراته تطوفها بتسلية بأنتظار رد فعلها الجنوني فأصبح الآن معتاد على ذلك .
ضغطت على أسنانها بغيظ :_هتبصلي كدا كتيير ..
:_والمفروض أعمل أيه ؟
قالها ببرود جعل جنونها يتضاعف فجذبت المزهرية ودفشتها أرضاً قائلة بغضب :_ماشي يا زين والله لوريك ..
بقى كما هو يتراقبها بصمت وهى تحطم المكتب بأكمله أما هى فغضبها كان يتزايد أضعافٍ مضاعفة كلما رأته هادئ أمامها ..
حاولت تحريك الخزانة الضخمة بالكتب فلم تستطيع فتراجعت للخلف بزعر حينما تحرر زين عن سكونه وأقترب منها ،تراجعت للخلف حتى أصطدمت بالحائط وعيناها تتطلع له بخوفاً شديد ،شهقت فزعاً حينما ألقى زين بالخزانة أرضاً ببرود ..
أقترب منها وهى بصدمة مما فعله فرفع يديه جوارها مقرباً وجهه إليها هامساً بصوته الرجولي العميق :_بقيتي أحسن ..
أشارت إليه ببلاهة وصدمة فأبتسم قائلاٍ بسخرية:_طب كويس ..ممكن نقعد نتكلم زي البني أدمين ؟
أشارت إليه مجدداً بموافقتها فتركها وجلس على الأريكة المتبقية جواره فأشار لها بعيناه لتجلس سريعاً جواره ..
بقى قليلاٍ يتراقبها فجذبها إلي أحضانه قائلاٍ بهمس :_لو مكنتش بعشقك بس كان تصرفي هيكون أقوى من كدا بس هعمل أيه مغلوب على أمري ..
إبتسمت بين أحضانه فشددت من أحتضنه قائلة بسخرية :_الزوج الأصيل هو الا بيستحمل مراته وقت غضبها ..
ضيق عيناه الزرقاء بمكر فأخرجها لترى سحرهما الخالد مشيراً بيديه على المكتب الكارثي:_طب أنا راضي ذمتك دا غضب ولا جنون ؟
تطلعت لما يشير إليه بصدمة فرددت بزهول :_جنون ..
تدرجت ما تفوهت به فتعالت ضحكاتها بعدم تصديق فشاركها زين البسمة مقربها إليه بجدية وعيناه تفترس ملامحها :_قولتلك قبل كدا أني مش شايف غيرك ..
إبتسمت بخجل مرددة بصوتٍ يكاد يكون مسموع :_بجد يا زين ..
أقترب منها بخبث :_أنا بقول أن المكان لطيف جدا ...
دفشته بعيداً عنها قائلة بغضب:_أوعى تكون بتثبتني وأنت مقضيها
رفع يديه يشدد على خصلات شعره كمحاولة للتحكم بغضبه ليجذب الحاسوب الخاص به ويكمل عمله مشيراً لها بهدوء :_كملي تكسير وفرتي عليا أجيب حد يغيرلي ديكور المكتب..
تحاولت نظراتها لغضب مميت فأقتربت منه وجذبت الحاسوب لتلقي به أرضاً بعصبية وصراخ :_بكرهك يا زين ..
إبتسم غامزاً لها بعيناه الساحرة :_وأنا بموت فيكِ يا قلب زين ..
كبتت صرخاتها بصعوبة فحملت حقيبتها وغادرت سريعاً قبل أن ترتكب جريمة حمقاء بينما تعالت على ملامحه بسمة نصر لأمتصاص غضبها الهائج لا يعلم بأنها بمرحلة جنون الحمل المتعصبة ...
تلاشت ضحكات زين حينما رأى أمامه أعضاء الوفد الأيطالي فكانت نظراتهم خبيثة للغاية وبالأخص الفتيات ،إبتسم بسمة مصطنعة :_طبعاً لو قولتلكم أن كل الأفكار الا فى دماغكم دي غلط محدش هيصدقني ولو قولت أنها مراتي الجريمة هتكون فى وشي خبط لزق ..
أقترب منه أدهم بضحكات مكبوتة قائلاٍ بسخرية :_دي المرحلة الأولى بس سمعتك حالياً بقيت فى الحديد .
جلس على المكتب مردداً بوعيد :_ماشي يا همس ..
**************
بالمشفى ..
إبتسامته المرسومة على وجهه وهو يتابع عمله تنجح دائماً بأسر قلوب الصغار قبل الكبار فمن قال أن الداء دوائه الوقار أحمق ما فربما البسمة تصنع جانب بقلوب المرضي فتجعل آلمهم هين للغاية ..
أنهى عبد الرحمن فحصه للطفل الصغير وتوجه لمكتبه ليستريح قليلاٍ قبل الجرحة ،ولج للغرفة الخاصة بالأطباء ليتفاجئ بها بأنتظاره ..
جلس على المقعد بأستغراب :_فى حاجه حصلت بالبيت ؟
أجابته بهدوء :_أطمن كلنا بخير ..
تطلع لها بغضب مكبوت بالهدوء لنظرات من حوله :_أمال جاية ليه ؟
أنكمشت ملامحها بحزن :_هو حرام أجيلك؟
زفر بمحاولة للتحكم بذاته قائلاٍ بثبات :_دا مش مكان فسحة يا صابرين دا مكان شغلي ..
كادت الحديث فجذبها قائلاٍ بهدوء :_تعالي معايا ..
لحقت به للخارج ودموعها على وشك الهبوط فجلست لجواره بحديقة المشفى قائلة بدموع :_واضح أن مكة كان معها حق ..أنا أسفة .
وحملت حقيبتها وكادت بالرحيل فجذبها قائلاٍ بهدوء :_ممكن تقعدي ..
أنصاعت له وجلست فأكمل حديثه بثبات بعدما جاهد للتحلى به :_يا حبيبتي أنا مش مضايق من شوفتك هنا بالعكس أنا خايف عليكي ..
رفعت عيناها له بستغراب فأكمل بهدوء :_الناس هنا مش زي بلاد برة هنا فى عادات قاسية أو أتربينا لقينا نفسنا عليها وأنا مش هستحمل أشوف حد بيبصلك نظرة كدا أو كدا مش كل الا هنا عارفين أنك مراتي ..
إبتسمت بأقتناع :_مش هتكرر تاني ..
ونهضت قائلة بخجل :_هروح لماما بقى عشان قولتلها متعملش الطبيخ الا لما أرجع عشان أتعلم منها ..
سعد كثيراً حينما لفظتها بأمي لأول مرة فأخرج من جيبه المال قائلاٍ بعشق :_خلي بالك من نفسك وأنتِ راجعه لو مكنش عندي عمليات النهاردة كنت روحتك أنا ..
إبتسمت بتفاهم :_عارفة يا حبيبي ربنا يعينك يارب ..
أقترب منها بضع خطوات قائلاٍ بمكر :_حبيبي ! ..أنا بقول أخلي الدكتور أسامة ينوب عني النهاردة ..
تعالت ضحكاتها بخجل فقالت بغضب مصطنع :_عبد الرحمن الله ..
وقف بثبات :_أحمم خلاص روحي بقا ..بس خدي الفلوس دي معاكي..
رفعت يديها إليه برفض :_فلوس ليه؟ الا أنت أدتهوني أمبارح لسه معايا ..
إبتسم قائلاٍ بنظرات تتفحص حجابها الهادئ وملامحها الرقيقة :_ماليش دعوة باللي معاكِ دا مصروفك الشخصي غير مصروف البيت أعملي بيه الا تحبيه وتأكدي أني عمري ما هسألك بتعملي أيه بيهم ..
رغم أن بحسابها البنكي الكثير من الأموال المحولة لها عن طريق زين الا أنها تشعر بسعادة لا مثيل لها حينما يقدم لها هو المال ،أخذت منه المال بأبتسامة هائمة به ،نعم فهي الآن تعلم الفرق بين رجال الشرق والغرب تراه للرجولة عنوان محتماً ..
ودعها عبد الرحمن وولج ليكمل عمله الجاد بأخلاص رغم عمله بمشفي حكومي الا أنه يقدم ما يتمكنه بعطاء وسعادة ،فربما مثلما يفعل بعمله يمنحه الله السعادة وراحة البال علي الدوام فيصبح المبلغ القليل من العمل رزقاً وفير يبعث السعادة لمن يقتضيه! ..
*************
بمنزل "طلعت المنياوي" .
صعدت غادة من الأسفل حاملة للسجاد المبلل فتوجهت للطابق العلوي لتضعه ،حاولت التماسك فكانت ثقيلة للغاية ولكنها حملتها رغم رفض نجلاء ذلك وطلبها أن تتركها حتى عودة الشباب ،صعدت غادة الدرج ببطئ فتخطت الطابق الأول لتجده أمام عيناها ،تطلع لها ضياء بصدمة فأسرع إليها قائلاٍ بلهفة :_هاتي هطلعهالك ..
تطلعت له قليلاٍ ثم حملتها وأكملت طريقها للأعلى غير عابئة به ،تلونت عيناه بالغضب فلحق بها ليجذبها بقوة وغضب :_مش بكلمك
جذبت يدها منه بعصبية :_لسه عايز أيه تاني ؟ ..
أقترب منها بصوتٍ كالرعد :_بتكلميني كدليه أنتِ نسيتي نفسك ولا أيه .
لم تجيبه وأكملت طريقها للأعلى فجذبها بغضب لتسقط ما بيديها على الدرج وكادت هى السقوط فصرخت بفزع ليجذبها إليه ،عيناها مقربة إليه نظرات طالت بالتأمل فظل هو ساكناً يتأملها بعشق يرتعد بقلبه وهى بعتاب قطع بدفات الدموع القاسية على وجهها ، يدها تتمسك بصدره فتخترق ضربات قلبه روحها ،ظلت هكذا إلي أن طال بها العناء فأبتعدت عنه تجفف دمعاتها لتهبط سريعاً وتحمل السجاد ومن ثم تصعد للأعلي سريعاً ..
وضعتها أرضاً بالطابق العلوي وشرعت بغسلها مجدداً بعدما سقطت أرضاً أو كأنها تعمدت أن تفرغ غضبها بشيئاً ما ،لحق بها ضياء فوقف يتأملها بحزن ،تقدم منها فأنحني ليكون على مستواها الأرضي قائلاٍ بهدوء :_ليه مش بشوف فى عيونك الندم زي كل مرة بترتكبي فيها غلطة ..
رفعت عيناها القاتمة من أثر البكاء قائلة بسخرية :_وليه أنت الا دايماً بتشوفني غلط ؟ ليه ربطت كلام بنت خالتي أني أنا الا قولتلها ليه مربطتش كلامها أن ماما كانت زعلانه على الا حصل لأبنها وزي أيه ست بتتكلم مع أختها عادي ليه ربطت كل دا بيا ..
عجز عن الكلام فنهضت تاركة المياه أرضاً :_لأنك خدت دايماً أني غلط وأتعودت تتهمني بدون ما تسمعني وأنت كالعادة أجري وراك وأتأسف وأطلب تسامحتي لكن المرادي لا يا ضياء أنا مغلطتش أنت الا غلط ..
وتركته وكادت بالهبوط ولكن تعثرت قدمها بخرطوم المياه القوي لتسقط أرضاً بألم ،أسرع إلي المياه فأغلقها ومن ثم عاونها على الوقوف فخرج عن صمت تأملها قائلاٍ بعشق :_ياه مكنتش أعرف أني وحش كدا ..
تحاشت النظر إليه وبكائها يسري بشهقات تمزق القلوب ،رفع يديه يجفف دمعها قائلاٍ بحزن :_أنا أسف يا حبيبتي تفكيري كان غبي أوي ..
جاهدت للحديث فأقترب بمكر :_أحنا على السطوح وأنا ممكن أعمل المستحيل عسان تسامحيني أعقليها صح ..
إبتسمت من وسط دموعها على كلماته فردد بهمس قطع عنها الضحكات :_وحشتيني أوي..
رفعت عيناها بخجل :_وأنت كمان وحشتني ..
أبتعد عنها يحمل السجاد على السور قائلاٍ بمرح :_أنا حبيت غسيل السجاد على فكرة أعتقد أنه وشه حلو..
تعالت ضحكاتها بعدما رأت ثيابه المبتلة قائلة بصعوبة بالحديث :_لا مهو واضح جدا ..
تطلع لملابسه بضيق فرفع عيناه عليه لتهرول للأسفل سريعاً قبل أن تهاجمه فكرة حمقاء ..
**************
بالأسفل ...
جلس لجوارها مع تحفظ المسافات قائلاٍ بعشق :_مش مصدق أن خطوبتنا خلاص بعد بكرا وأننا هننزل بليل نجيب الشبكة ..
وضعت عيناها أرضاً بخجل فتطلع لها بخبث :_طب مش هتقوليلي عايزة دبلة محفورة بأسمي ولا مش مهم ..
شعرت بأن وجهها كاد على الأنفجار من الخجل فحمدت الله كثيراً حينما ولجت صابرين بأبتسامة هادئة :_مساء الخير .
إبتسم يوسف هو الأخر قائلاٍ بثبات :_مساء النور ..
أقتربت منها مكة بفرحة :_مساء العسل أتاخرتم ليه النهاردة دا العصر قرب يدن ؟
جلست على الأريكة بستغراب :_هو ياسمين وجيانا لسه مجوش ؟
أجابتها مكة بزهول :_أمال أنتِ جاية منين ؟
وضعت عيناها أرضاً بخجل :_روحت مع همس عند زين وبعدين عديت على عبد الرحمن ..
يوسف بمرح :_من أولها كدا ؟ ..
إبتسمت صابرين بخجل :_أطمن مش هتحصل تاني .
مكة بغرور :_عشان تبقي تصدقيني أنا خبرة يا بنتي ..
يوسف بهيام :_أنتِ كل حاجة حلوة ..
تطلعت لهم صابرين بمكر فصاحت بسخرية :_واضح أني جيت بالوقت الصح ..
تلون وجه مكة بالخجل فتركتهم وتوجهت للداخل سريعاً لتعلو الضحكات فيما بينهم ..
**********
خرج من المحكمة بسعادة تنبعث من القلب ليتقدم من العجوز قائلاٍ بأبتسامة واسعة :_خلاص يا أمي كله تمام إبنك ساعتين تلاته وهيروح معاكِ بأذن الله ..
سال الدمع من عيناها قائلة ببكاء :_ربنا يكرمك يابني أنا ماليش غيره فى الدنيا هو الا بيصرف عليا وعلى أبوه المريض محدش رضي يترافع عنه عشان معيش فلوس الأتعاب لحد ما ربنا عتورني فيك ..
رفع أحمد يديه على كتفيها :_أنا فى خدمتك بأي وقت يا أمي ..
كادت أن تقبل يديه قائلة بدموع :_ربنا يجبر بخاطرك يابني زي ما جبرت بخاطري ...
قبل رأسها بدمع يلمع بعيناه وقلبه يرقص فرحاً لدعائها فحمل حقيبته وجلس بالخارج ليرفع هاتفه بمعشوقته فكانت بالصباح متوعكة قليلاٍ ..
طال أنتظاره حتى أجابته بصوتٍ خافت :_أحمد .
أنقبض قلبه فقال بلهفة :_ياسمين مااالك ؟
خرج صوتها بصعوبة :_مش عارفة يا أحمد حاسة أني هموت مش قادرة أقف على رجلي خالص ولا حتى أنادي لجيانا أو لماما ..
حمل حقيبته وتوجه بالخروج قائلاٍ بخوف :_متقلقيش يا حبيبتي أنا ثواني وبأذن الله وهكون عندك هتصل بجيانا حالا تجيلك
أجابته بضعف :_ بلاش حد من البيت يعرف مش حابين نقلق حد وهما بيحضروا خطوبة مكة .
أجابها على عاجلة من أمره :_خالي بالك من نفسك بس وأنا جايلك اهو ..
واغلق الهاتف معها ليطلب جيانا التى أجابته بنوم لتنتفض على كلماته فأسرعت إلي شقته المجاورة لها بعد أن أحضرت المفاتيح الخاصة به ..
ولجت جيانا للداخل تبحث عنها إلي أن وجدتها بالفراش والتعب بادى عليها ..
جيانا بخوف :_مالك يا حبيبتي في أيه ؟
رفعت عيناها بضعف :_مش قادرة يا جيانا هموت ..
جذبت جلبابها الأسود وأقتربت منها تلبسها إياه بحزن :_بعد الشر عليكي يا قلبي ألبسي أحمد هيجي وهننزل مع بعض نكشف عليكِ ..
أنصاعت لها وأرتدت الجلباب ومن ثم الحجاب فجذبت جيانا هاتفها وأخبرت أدهم بهبوطها مع شقيقها وعن وضع ياسمين فأخبرها أنه سيعود بعد ساعة تقريباً ، وصل أحمد سريعاً فحملها بين ذراعيها وأوقفت جيانا سيارة أجرة ليتوجهوا معاً للمشفي ..
***********
بقصر "حازم السيوفي"
أرتدى الحلى السوداء بملامح متخشبة فظل أمام المرآة يتطلع على ملامحه بغموض ،ولج حازم للداخل وبيديه الجرفات فأدراه إليه ليضعها له قائلاٍ بهدوء :_لسه برضو مش حابب تقولي مالك ؟
إبتسم حمزة بثبات :_هيكون مالي يعني يا حازم مأنا قدامك أهو عريس ومتشيك .
إبتسم بسخرية :_فاكرني غبي يالا يعني من حفلة لفرح سكتي كدا ومحدش هيحضره غير أصدقائك بس ؟ ..
أجابه بثبات :_أنت عارف أن دي رغبة حنين عشان منتقبة .
رمقه بنظرة مطولة :_هحاول أصدقك ..
وتركه وتوجه بالهبوط :_أنجز هستناك تحت رهف وحنين لسه بالبيوتي ..
أكتفى بأشارة بسيطة له وعاد لرحلة سكونه من جديد ..
*********
تصنم محله بعدما أنتهت الطبيبة من فحوصاتها فعامت الفرحة جيانا لتحتضن ياسمين بسعادة :_ألف مبرووك يا قلبي ربنا يكملك على ألف خير ..
شعرت بحاجتها للبكاء من السعادة على عكس أحمد المتصنم محله من الفرحة لتزف كلمات العجوز بعقله .
"ربنا يجبر بخاطرك زي ما جبرت بخاطري" ..لما يشعر بدموعه فتلك الدعوة ثمينة للغاية ليكافئ فى ذات اليوم على ما فعله ...نعم فمن يفعل المعروف يكافئه الله بأضعافه ..فهل تستوى عطية العبد والرب ؟!!!..
أقترب أحمد منها بسعادة يعاونها على الهبوط للسيارة مرة أخري قائلاٍ بلهفة :_على مهلك ..
أكتفت بمنحه بسمة تحمل الفرح ليتوجه بالسيارة لمنزل "طلعت المنياوي" . علم الجميع بالمنزل بهذا الخبر السعيد وعلى رأسهم أدهم فكان على تواصل بأحمد طوال الطريق ...أستأذنت جيانا لتتوجه لشقتها لتبدل ملابسها وتعود على الفور ...
*************
أنهى أدهم عمله على الملف الهام فتوجه لمكتب زين الجديد ليدلف بسخرية :_تصدق دا أحلى ..
رمقه بنظرة مميتة فجلس وضعاً قدماً فوق الأخرى بتعالي :_عشان تصدق لما أقولك تتعامل معايا بحدود الدنيا محدش ضامنها يا صاحبي ساعه وبتلاقيها حدفت عليك كتاكيت ..
زين بغضب :_عايز أيه يا أدهم أنجز ؟ ..
وضع الملف أمامه قائلاٍ بمكر :_الملف أهو هرجع بيتي بقا دا لو مفيش مانع عند سعاتك ..
وتوجه للخروج فعاد لينحني على مكتبه مثلما فعل زين بالصباح قائلاٍ بمكر:_المكتب دا لو شاف مصير التاني صورتك مش هتتهز أدام الوفد الأيطالي بس لا دا أدام مصر بحالها ...
شرار من عيناه لم يكن كافيل بأيقاف النمر فأكمل بخبث "_أسمع مني ...
وخرج قائلاٍ بأنتصار :_أشوفك بليل بفرح حمزة .
لكم زين المكتب بقوة :_ماشي يا أدهم اصبر عليا بس ..
توجه أدهم لمنزله سيراً على الأقدام بالهواء الطلق فوقف أمام النيل يتأمله بهدوء أنقطع برنين هاتفه ،رفع الهاتف بستغراب للرقم المجهول فقال بثبات :_ألو ..
=أهلا بالعريس ألف مبرووك معلش هي جيت متأخر بس ملحوقة تتعوض ..
ضيق عيناه بستغراب :_مين معايا ؟
=أخص عليك لحقت تنسى صوتي طب دانا من حبي فيك فاكر صوتك جدا رغم أني مشفتش ملامحك كاملة من القناع ..
بدى لأدهم من المتحدث فقال بهدوء طاغي :_لسه الحكومة مجبتكش !
=ومش هتوصلي أطمن الأمور بخير .
زفر بملل:_وأيه الا فكرك بيا ؟
تعالت ضحكاته قائلاٍ بصوتٍ قابض :_هو فى حد بينسى حبايبه وبالأخص لما يكون فى جمايل زيادة من عندهم أنا من النوع الا بشيل الجمايل أوى ولازم بردها ..
بدى الخوف يتسرب لملامحه فقال بثبات :_أنت تقصد أيه ؟
أجابه بصوتٍ لعين :_قصدي هيوصلك بعد دقايق من دلوقتي ، كنت فاكر أنك عديت باللي عملته .
وتعالت ضحكاته الخبيثة ليغلق الهاتف بوجهه صرخ أدهم بغضب :_الوووو ...
أنقطع الأتصال فشدد أدهم على شعره البني الغزير فى محاولة للعودة لثباته حتى يتمكن من التفكير بمغزى كلماته ،ظل لدقائق يفكر فقطعهم بصدمة وهو يردد بفزع :_جيانا لاااا ..
وركض سريعاً بأتجاه المنزل وبيديه الهاتف يحاول الوصول إليها ولكن لا رد ...أكمل ركضه ليطلب أحمد الذي أجابه سريعاً :_أيوا يا نمر ..
خرج صوته بعصبية :_جيانا فين يا أحمد ..
=راحت الشقة تغير هدومها وزمنها على وصول بتسأل ليه؟ ..
لم يجيبه وأغلق الهاتف ليعاود طلبها من جديد ..
*********
خرجت من غرفتها بعدما أبدلت ثيابها لتجذب الهاتف والمفاتيح وتتوجه للخروج لمنزل جدها ،هبطت الدرج ومنه للحارة لتتفاجئ برنين أدهم الذي تعدى العشرون فرفعت هاتفها بطلبه بقلق ليجيبها على الفور وقد أوشك على الوصول إليها :_جيانا أنتِ كويسة ؟
أجابته بستغراب وهى تكمل طريقها :_أيوا يا أدهم ليه ؟
توقف ليلفظ أنفاسه قليلاٍ قائلاٍ ببعض الراحه :_طب أنتِ فين وليه مش بترودي على أتصالاتي ؟!
تعجبت من صوته المجهد ولكن أجابته سريعاً :_مسمعتوش والله أنا فى الشارع راحه عندنا ..
عاد الفزع لقلبه فأكمل ركض دون توقف قائلاٍ بصعوبة بالحديث :_أطلعي الشقة حالا أنا جيالك أهو ..
توقفت عن الخطي قائلة بستغراب :_ليه ؟ ..
ظهر أمامها على الجانب الأخر فرفعت يدها ببسمة مبسطة لتلفت أنتباهه ليراها أدهم فزفر براحة ،أغلقت الهاتف وتوجهت لعبور الطريق قائلة بأبتسامة هادئة :_أدهم ..
سُحب قلبه ببطئ حينما رأى تلك السيارة المتعمدة لقطع الحارة الضيقة لأجلها فأشار بيديه وهو يحاول الأسراع إليها :_خاليكي مكانك ..
لم تستمع لم يقول فعبرت لتصعقها السيارة بقوة لترتفع للأعلى وتهوى أرضاً ببطئ ومعها يتحطم قلب النمر رويداً رويداً ليتخشب محله لثواني وهو يراها أمامه منغمسة بدمائها ،عيناها تجاهد الأغماء ولكن تقاوم لتراه بنظرة طعنته بقوة ..يدها ترتجف بقوة فتمددها فى محاولة بائسة للوصول للمعشوقها لتردد بهمسٍ خافت :_أ ...د ....ه...م...(أدهم) ..
ركضت النساء اليها بنواح قوي عصف لمنزل طلعت المنياوي بينما تجمدت خطي أدهم ليرفع عيناه على السيارة فيري أشارة تحية من السائق ليعلمه بأن هدية ذلك اللعين قد أحاطت به ،كسر ما به حينما هرول كالجسد المميت ليلقي بالناس يساراً ويميناً فى محاولة للوصول لمحبوبته ..
سقط أرضاً جوارها حينما وجد الدماء تغلف جسدها بأكمله ليقربها لصدره بصدمة :_جيانا ..
فتحت عيناها بضعف والدموع تسرى على وجهها فرفعت يديها على وجهه كأنها تترك له رسالة غامضة ومن ثم هوت ذراعيها ليهوى قلبه بلا رجعة فصرخ بقوة عاصفة :_جياااااااانا ...جياااااانا ..
ركضت ريهام بصراخ لمكان الحديث فأستلقت أرضاً فاقدت الوعى حينما رأت أدهم يحمل أبنتها ويركض لسيارة عبد الرحمن المنصدم مما يحدث بعدما عاد من العمل ليجد ادهم يهرول لسيارته ويطلب منه الأسراع للمشفى حتى أحمد بقى ثابت فأسرع لفتح باب السيارة الخلفي ليجلس بالأمام ويقود عبد الرحمن طريقه بمصير مجهول للنمر! ...
وزع منزل طلعت المنياوي بصراخ عاصف ليهرع الجد والأباء إليهم ويعلمون بما حدث فتوجهون جميعاً للمشفي ..
تمسك بيديها وهى بأحضانه يحتضنها بجنون غير واعى لما يحدث حوله همس بأذنيها فربما يعلم بأنها تستمع إليه :_متسبنيش يا حبيبتي أنا ممكن أموت من غيرك ...عشان خاطري يا جيانا عشان خاطري متكسرنيش ...أنا السبب فى الا أنتِ فيه يارتني كنت أنا ..أنا أسف بجد أسف أوي ومستعد أتحمل أيه عقاب فى الدنيا بس ميكنش فيكِ يا قلبي ..
شدد من أحتضانها قائلاٍ بصراخ حينما شعر ببرودة جسدها :_بسرعه يا عبد الرحمن ...
أنصاع له وأجتاز أشارات المرور ليعبر سريعاً ولكن هل سيتمكن النمر من أجتياز ذلك الأختبار ؟! ..
موعدنا بالفصل القادم من
#مافيا_الحي_الشعبي
#القناع_الخفي_للعشق
#بقلمي_ملكة_الأبداع
#آية_محمد_رفعت
********________********_______*****
تكملة الرواية من هناااااااا
لمتابعة الرواية الجديدة زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا
بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل
متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا
الرواية كاملةمن هناااااااااا
مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا
مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هناااااا
تعليقات
إرسال تعليق