القائمة الرئيسية

الصفحات

translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية مافيا الحي الشعبي(القناع الخفي) الفصل السادس وعشرون والسابع وعشرون بقلم إيه محمد رفعت

 

رواية مافيا الحي الشعبي(القناع الخفي) الفصل السادس وعشرون والسابع وعشرون بقلم إيه محمد رفعت





رواية مافيا الحي الشعبي(القناع الخفي) الفصل السادس وعشرون والسابع وعشرون بقلم إيه محمد رفعت



#القناع_الخفي_للعشق

#مافيا_الحي_الشعبي

#الفصل_السادس_والعشرون

......معزوفة خاصة......

بفيلا "زين"....

ظل بأحضانها كالطفل الصغير الذي يحتمى من الرعد ،حتى هي بكت لما فعلته فكان لها تصرف أحمق للغاية ،أخبرته بما فعله عبد الرحمن وصابرين  حتى تستمع لهم فنجح بنقل مأساة صابرين لها وما فعلته من أجل زين وحق إبنها الراحل ....

نهض عن الأريكة بفرحة عارمة بعدما عادت لتملأ المنزل بهجة بحضورها فتوجه لغرفته ولكن ساقته قدماه لغرفة شقيقته ...

طرق الباب ؛فولج حينما أستمع أذن الدخول ليجدها مازالت مستيقظة بعد ...

أقترب منها بنظرة تغوم بالمحبة لتقف أمامه فخرج عن صمته قائلاٍ بثبات :_مش عارف أشكرك أزاي على الا عملتيه ؟

إبتسمت قائلة بستغراب :_تشكرني ! ، أنا معملتش نقطة فى بحر من الا أنت عملته معايا ...

ثم لمعت عيناها بالدموع قائلة بأبتسامة تكاد ترسم بنجاح :_أنت فضلت جانبي رغم أسلوبي......طريقتي متخلتش عني وكنت أول واحد يحضن الموت عشاني ....أعتبرتك عدو ليا وأنت شايفني حتة منك ...لا يا زين أنا معملتش حاجة ...

كلماتها لمست قلبه فقربها إليه ثم أحتضنها بقوة كأنه يحمد الله كثيراً على منحه العوض بعد فقدان أخيه ...

***********

زالت غيمة الليل شمس الصباح بعد أن قضاه العشاق بحماس ليوم الغد الحافل بلقاء وأعلان العشق المتوج للجميع ....

بمنزل "طلعت المنياوي"  ..

كان المنزل يعج بالنساء يعملون بجد فى تنظيم المنزل لهذا اليوم فأعدت البعض منهم الطعام والأخري أعدت الحلوى بينما جلست الفتيات بالأعلى تزاور كلا منهم أفكاراً معتادة ....

هبط النمر للأسفل ولحقه عبد الرحمن وأحمد ليشرع بتوزيع المهام على كلا منهم فيجب الأتمام على مستلزمات الزفاف ،وقف بالخارج عيناه تغوم بمن يعلق الأنوار بالحارة ليشعر بيد ممدودة على كتفيه فأبتسم دون النظر :_جاي بدري يعني ؟

وقف زين لجواره بمكر :_ومش عايزني أجي بدري ليه مش فرحي زي ماهو فرحك ؟! 

وضع يديه بجيب سرواله مضيقٍ عيناه بغموض :_أتمنى تعجبك الأفراح الشعبي . 

رمقه بنظرة متفحصة ثم قال بغضب :_ناوي على أيه يا أدهم ؟

رُسمت على وجهه بسمة خبث قائلاٍ بثبات بعدما تحرك بضعة خطوات للأمام :_كل خير أن شاء الله ..

تراقبه  زين بأبتسامة زهول ثم ردد بهمسٍ خافت :_ربنا يستر ...

شرع عبد الرحمن بترتيب القاعة الخارجية لأستقبال الرجال فعاونه يوسف وأحمد لتتعال بينهم ضحكات المرح ..

يوسف :_يالا كله هيعدي هى ليلة وهنرتاح من أشكلكم جميعاً ..

رمقه أحمد بنظرات نارية ليضع الأريكة أرضاً قائلا بغضب :_ما تلم نفسك يا حيوان أنت على الصبح ماسك هنرتاح هنرتاح كنا بنأكل أكلك يا زبالة ...

تعالت ضحكات عبد الرحمن بعدم تصديق فتطلع له أحمد بغضبٍ جامح :_بتضحك !  ..دا بدل ما تلم أخوك 

رتب عبد الرحمن الأريكة جوار الأخري قائلاٍ بثبات لا يليق سوى به :_وحد زعلك يا عم أخويا ومش محترم وأهو أدامك مستنى أيه عشان تربيه أشارة مني مثلا ! ...

ألقى أحمد ما بيديه قائلاٍ بتأييد وهو يجذب يوسف بغضب :_تصدق أنت صح ..

يوسف بضحكة مكبوتة :_صلى على النبي يا أبو نسب دا حتى الليلة ليلتك يا عريس ...

تعالت النيران بالتأجج قائلا بعصبية :_متقولش أبو زفت ، ثم جذبه بقوة قائلاٍ بتحذير :_أسمعني يا حيوان أنت أنا النهاردة صاحي مزاجي فل عارف لو شوفت خلقتك النهاردة هعمل فيك أيه ؟

دفشه برفق وعدل من قميصه بضيق :_ولما حضرتك مش حابب تشوف وشي أمال مين الا هيروش الليلة النهاردة دانا متفق مع الفرقة أنهم يروقوني كل شوية يقولوا بالميك تحية جامدة من يوسف باشا المنياوي للمافيا ...

جذبه أحمد برعب قائلاٍ بغضب :_ورحمة ستك الغالية لو قلبت فى الا فات لأكون دفنك هنا فاهم ؟

أكتفى ببسمة مكر بعدما أعد هو وضياء خطة سداسية الأبعاد ..

كبت عبد الرحمن ضحكاته بصعوبة على تصرف أحمد ليقطع وصال المشاجرة صوت حازم الرجولي :_صباحو فل يا شباب ...

أستدار عبد الرحمن بأبتسامة هادئة :_أحلى صباح 

أقترب منه حازم ليلقي سلام اليد  بفرحة الزفاف الحافل لأصدقائه فقطعهم حمزة بعدما وضع على الأرض الأريكة قائلا بستغراب لرؤية ما يحدث بين أحمد ويوسف :_هو فى أيه ؟ ..

تعالت ضحكات زين بعدما أقترب منهم ليرفع يديه على كتفي حمزة :_لا متخدش فى بالك المهم عملت الا قولتلك عليه ؟

أشار له بهدوء :_كله تمام وهيكونوا موجودين مع طلوعكم للأستديو أن شاء الله ..

رفع يديه له بهدوء :_كدا تمام ...

وقف النمر يتأملهم بنظرات غاضبة لتخرج نبرته الساخرة :_لو هقطع لمتكم الحلوة دي ممكن تساعدوا ضياء بتزين البيت من برة ..

أستدار له أحمد بغضب :_بس دي مهمة الفرقة ! ...

نظراته الثابتة لم تتنحى ولو لثواني فقط بقى كما هو قائلاٍ بصوته الرجولي :_وأنا حابب أنكم تزينوا البيت مش الفرقة ...

حازم بأبتسامة كبتها بنجاح :_بس كدا عيونا يا نمر ...

رمقه زين بنظرة محتقنة قائلاٍ بغضب :_نعم !! ..

جذبه حازم بمكر :_عيب دا عريس ولازم يتدلع علينا ...

قطعه ساخراً :_وأنا يعني الا بواقي مواصلات مأنا متزفت عريس زيه ...

تعالت ضحكات عبد الرحمن فقال بخبث :_خلاص بقى يا زين متكبرش الموضوع أنت وحمزة وأحمد زينوا البيت الجديد وأنا وحازم والحيوان دا هنزين بيت العيلة ...

كبت غضبه وهو يتطلع للنمر الساكن وإلي يد حازم الممدودة بسلة الورد وفروع النور فحمل السلة بضيق وتوجه للمكان المنشود ونظراته تكاد تخترقهم جميعاً لا يعلم بأن النمر يعد له سكنٍ خاص لمعزوفة العشق ! ...

**********

ولج ضياء للداخل ليحمل المشروبات للرجال من والدته فقدمته له قائلة بسرعة وهى تتجه للمطبخ سريعاً :_ودي الشاي والعصير للرجالة الا مع جدك وأبوك وتعال خد الباقي لزين والشباب ...

أشار له بأحترام بوجود جميع السيدات :_حاضر ..

وبالفعل غادر ضياء ليقدم المشروبات للرجال بالقاعة ثم عاد مجدداً ليجدها من تحمل المشروبات وتنتظره بلهفة فما أن رأته حتى تقدمت لتقف أمامه:_العصير ...

حمله منها ثم توجه للخروج بصمت فتمسكت بذراعيه سريعاً قائلة بحزن :_فى أيه يا ضياء من إمبارح بتحاول تتجاهلني حتي بكلمك  مش على التلفون مش بترد ...

أستمع لها بسكون عجيب حتى أنهت حديثها فخرج بصمت قذف قلبها بجمرات حرقت ما تبكى فوقفت تتأمل خطاه المبتعد عنها بصدمة وعدم إستيعاب ...

**********

شرع زين بتزين المنزل فكان يقف على أرتفاع شاق والضيق يكتسح ملامح وجهه ،لانت ملامح وجهه لعشقٍ طاف به فجعله كالأهوج .... كالورقة الهاشة التى يحركها الهواء مثلما يشاء حينما رأى معشوقته تجلس على المقعد شاردة بالفراغ والبسمة تزين وجهها .....كأنها تشعر به لجوارها ...نسمات الهواء تتسلل من الشرفة لترفع خصلات شعرها بتمرد فتسقط على عيناها تارة وعلى خصرها تارات أخرى ،نبض قلبه بقوة وهو يراها ...تلك الحورية الفاتنة صاحبة السلطة العظمي بداخل هذا القلب الفقير ....لم يعلم كم ظل يتأملها هكذا ...هل سيبقى عمره بأجماعه هكذا !! ...

بالأسفل تتابعه حمزة بستغراب قائلاٍ بأشارة يديه لعبد الرحمن الذي أتى على الفور :_زين ماله ؟

رفع  عيناه للأعلى ليجده متصنم محله فعلم خطة النمر ليبتسم بخفوت ويشير له بأستكمال عمله بينما أقترب هو من النمر قائلاٍ بسخرية وعيناه تغمز لحازم المتراقب له :_مش كنت أنا أولى منه بالطلعة دي ؟! ..

بقى النمر محله بهدوء ...عيناه تراقب من يقوم بتزين المكان للزفاف ثم تحرك بثبات قائلاٍ دون النظر إليه :_خد الفرش من العمال هتحتاجوه ...

وغادر بثبات فتطلع له عبد الرحمن بزهول ولم يعي ما يتفوه به ،تطلع له حازم بصدمة ثم هرولوا معاً للرجل المطوف للأعمدة بالفرش المزخرف بالألوان ليجذبه سريعاً ويسرع كلا منهم بالوقوف ولكن كان العدد ينقصه الكثير ...

بالأعلى ...

نهضت عن الفراش لتشمط شعرها حتى ترتدي الحجاب وتهبط مع الفتيات بعدما رتبن بعض الأغراض الخاصة بصابرين بغرفتها ولكن خفق القلب سريعاً فأستدارت بتعجب لتراه أمام عيناها ! ،عيناه الزرقاء تبعث لها أنشودة خاصة يستمع لها نبض القلب.....نظرات صدمتها طوفها حنين اللقاء فتطلعت له بستغراب هل ما تراه حلماً أم سراب فكيف لها بالوقوف على مستوى الطابق الثالث ! ...بقيت ساكنة تتأمله بعدم إستيعاب فلم تسعفها اللحظة لتحسس حجابها ...ولجت صابرين من الخارج تتفقد أمرها للهبوط فحان وقت الذهاب للبيوتي سنتر لتقف مصعوقة حينما رأت أخيها فقالت بهمسٍ خافت :_زين !

كانت كلماتها كصاعقة فصل الأزمان لتعيدهم سوياً لأرض الواقع ولكن مع أختلال لقدماه فلم يشعر بذاته الا وهو يحلق بالهواء فحتى الصراخ لم يقوى على التحلى به ! ..

بالأسفل ..

أنضم يوسف وأحمد لعبد الرحمن وحازم ولكن لم يبقى الأمر عادلا سوى بأنضمام سليم وفهد بعدما ولجوا للحارة ليجدوا ما يحدث أمامهم فأسرعوا للأنضمام إليهم ليسقط الزين على طوافة النجاة الخاصة بشباب المافيا وأعوانهم ،فتح عيناه بفزع لرؤية الدماء تنثدر من جسده ولكن خاب الظن برؤية الفهد وباقي الشباب أمامه ..

مد الفهد يديه ليسرع إليه زين بحرج من تصرفه بعدما أتى لجواره طلعت المنياوي وباقى الرجال ليخرج عن صمته بلهفة :_أنت بخير يا ولدي ؟

أشار له بأرتباك :_متقلقش يا حاج دانا دخت شوية 

أشار له بغموض :_يبجا تقعد أهنه وتسيب الا بتعمله للفرقة ..

أشار له بتوتر ليغادر طلعت بنظرة شك له فأنفجر حازم ضاحكاً  قائلاٍ بسخرية:_لا معاه حق يدوخ ...

عبد الرحمن بلهجة التحفيل :_أخص عليك عرتنا بقى أنا متنزلك عن الطلعة دي تقوم تقصر رقبتنا وسط الخلق !

يوسف بستغراب لما يحدث :_أشرح بالظبط الا شوفته فوق وبالتفاصيل 

رمقه بنظرة محتقنة فطلت من الأعلى بعدما أرتدت حجابها والخوف يحفل وجهها فأبتسم أحمد وعيناه للأعلى :_من أولها كدا ! 

سليم بغضب وهو يهم بالرحيل :_مفيش فايدة فيكم هتفضلوا زي مأنتم   

لحق به أحمد والجميع بأبتسامة تعبئ وجوههم وتبقى زين يرمق كلاٍ منهم بغضب  فأستدار ليجد الفهد أمام عيناه يتراقبه بسكون خرج عنه قائلاٍ بثبات :_يعني بنساعدك عشان تفضحنا كدا ! . 

تطلع له بهدوء ثم رفع عيناه للأعلى ليجدها مازالت أمامه فأبتسم بهيام :_معزور ..

وتركه وغادر ليبتسم الفهد بألم فهى قاسم العشق الأول ويعلم جيداً أن ليس لديه قواعد ولا قوانين .. 

*******

وقفت سيارة حازم وزين وحمزة  بالأسفل أمام منزل "طلعت المنياوي" بأهبة الأستعداد للذهاب للبيوتي فهبطت صابرين وهمس أولاً لتخطف نظرات سريعة لزين بخجل يكاد يقتلها كأنها تراه لأول مرة حتى أنها أسرعت للسيارة للتحاشي النظر لهم جميعاً بعدما فعله زين ،أما صابرين فأبتسمت لعبد الرحمن بسعادة فاليوم سيقطع وصال البعاد بالعيش لجواره ....نعم هى بمفردها من تشعر بسعادة عارمة لقرب الفوز به والعيش بأمانه الخالد فكلا من الفتيات تحتمي بمعشوقها فيجمعهم سقف منزل واحد على عكسها فكانت بغيدة عنه للغاية حتى همس كانت تقضي معظم وقتها مع زين ...

هبطت ياسمين وجيانا بدموع تغزو وجوههم فأخذت كلاٍ منهم ترمق المنزل بدموع تكسو وجهها ،كأنهم على عهد مؤقت بذكريات الطفولة حتى غادة أرتمت بأحضان شقيقتها فلم تعد تجمعهم غرفة واحدة بعد ...

أقترب منها أدهم بضيق لرؤية دموعها قائلاٍ بهدوء :_ممكن أفهم أيه سبب الحزن دا ؟ ، أنتِ هتتجوزي فى بلد تانية !...

رفعت عيناها له بنظرة مطولة كأنها تستمد شيء ما غامض منه فعلم النمر ما يتودد لعقلها ليرفع يديه يزيح دموعها غير عابئ بعائلته ليردد بهمس  يحمل المرح:_بيفصلنا عنهم خطوات بس وبعدين أحنا هنكون معاهم ليل نهار يعني مستحيل يتخلصوا مننا بسهولة ...

كانت كلماته منبع سعادة وضحكات للجميع فأستبدلت الأمهات دموعهن بفرحة وضحكة مرسومة من القلب لتحمل الأغراض الخاصة بها وتنضم لهم بالسيارة ،أسرع أحمد إلي معشوقته يحمل عنها الحقيبة فتلامست الأيدى لتسري رعشة خجلة بجسدها فرفعت يدها سريعاً ليبتسم بنظرة تحمل تذكار كلماته لها لتقرأها بخجل وتسرع بالصعود ....

تحركت السيارات الثلاث لتقف أمام البيوتي سنتر فهبطت كلا منهم للداخل بتحاشي نظرات ستجعلها عرضة للجميع .  

************

تبقى فهد وسليم يراقبون العمل حتى يكون كل شيء على أنضباط بالموعد المحدد فعلت الأنوار  الملونة بألوان مبهجة لتخلق بالحارة البسيطة جو من البهجة والسرور ، كما نصب الرجال المنصة الضخمة لتسع الثنائي المتعدد ...

رفضت غادة الذهاب لليبوتي فظلت بالمنزل حزينة على معاملته الجافة معها فلم تراه اليوم مبهجاً ككل يوم بل يعمل بصمت وهدوء ...

ولجت لغرفتها حتى تتفرد بذاتها بعيداً عن الجميع بالخارج فأخرجت هاتفها للمرة الحادية عشرة تحاول الوصول له ولكن كعادة أمس لم يجيبها ...

*********

أشار طلعت لحمزة الذي  أقترب منه على الفور فرفع يديه بالمال قائلاٍ بوقار :_معلش يا ولدي روح المحل الا بنهاية الحارة وأديله الفلوس دي وجوله عمي طلعت بيجولك نزل الساقع بليل ...

أشار له حمزة بأبتسامة أحترام له ثم أخذ المال وتوجه للمحل المنشود كأن "طلعت المنياوي" كان وصلة بينه وبين لقاء نغم القلب ،ولج حمزة للداخل ليجد فتاة تقف أمامه تنتظر البائع ليحسم لها ما تريد فوقف وعيناه أرضاً بأنتظار أن تنتهي ...

ناولها الرجل الأكياس قائلاٍ بأبتسامة عملية :_حاجة تانية ؟

أشارت له قائلة بهدوء:_عايزة  كيس ملح و.....

رفع عيناه بعدم تصديق ...نعم هي ! ...صوتها الساكن بقلبٍ هوسه حد الجنون يعلم كيف مسمعه ! ...

أقترب بخطاه قليلاٍ قائلاٍ بعدم تصديق :_حنين ! ...

سمعت إسمها من صوتٍ تظن بأنها أستمعت له من قبل فأستدارت لتجده يقف خلفها ! ،بقى الصمت سيد الموقف لدقائق حتى قطعه صوت الرجل بعدما قدم لها ما تريد ،حملت منه الأغراض وغادرت مسرعة كأنها تهرب من حقيقة محالة ليقدم للرجل المال ويلحق بها سريعاً قائلاٍ بلهفة :_حنين أستنى ..

توقفت عن الحركة وعيناها تتفحص المكان بخجل ورعب فأقترب قائلاٍ بحزن :_أستنيت أجابتك ومردتيش ! ، حتى الشغل مبقتيش تيجي زي الأول ممكن أعرف ليه ؟ 

رفعت عيناها جوارها بخوف من كلمات الناس المسنونة حينما يرى فتاة مع شاب فخرجت الكلمات بأرتباك :_أنا أسفة يا أستاذ حمزة بس مش هقدر أقف معاك كدا عن أذنك 

وكادت بالرحيل ليعترض طريقها قائلاٍ بتصميم :_مش قبل ما أعرف أجابتك ...

وضعت عيناها أرضاً بخجل :_أرجوك لازم أمشي ...

إبتسم بعشق ينبع بقلبه قائلاٍ بهمسٍ رجولي :_والله بأيدك جاوبيني على سؤالي ...

كاد الأرتباك أن يقتلها فجاهدت لخروج الكلمات وقدماها تسرع بالرحيل :_تقدر تشرفنا فى ايه وقت ..

وغادرت مسرعة من أمام عيناه ليطوف به سعادة عارمة بعدما أخبرته بذكاء جاوبها دون التعمد لتخطي عادات وتقاليد تحترم بذاك الحي ...توجه حمزة للقصر حتى يبدل ثيابه ومازالت هى سُكنان العين والقلب  ..

*********

أنهى ضياء عمله بالخارج ثم توجه بالصعود للأعلى ليبدل ثيابه المتسخة بفعل العمل الشاق بالأسفل فأوقفته والدته قائلاٍ بأبتسامة محبة :_أحضرلك الغدا يا حبيبي ..

أشار لها بهدوء :_مليش نفس يا ماما هطلع أغير وأنزل عشان الفرقة ..

وصعد للأعلى تحت نظراتها المراقبة له لتدلف للمطبخ وتعد له الغداء قائلة لنجلاء بخجل :_ممكن أطلع له الأكل ..

أكتفت ببسمة بسيطة وتوجهت لتكمل عملها فحملت غادة الطعام وتوجهت للأعلى ...

طرقت الباب ففتح ضياء بظن أنها والدتها ليجدها أمام عيناه فتراقبها بنظرات صامته تحمل غضبٍ خفى ليتركها ويدلف للداخل فولجت ووضعت الطعام على المائدة ومن ثم تقدمت منه قائلة بدمع بدأ بالتمرد :_ممكن تقولي مالك ؟ 

زفر بمحاولة تحكم بهدوئه فأقتربت منه قائلة بغضب :_على فكرة أنا بكلمك بطل أسلوبك المستفز دا ..

رفع عيناه عليها لينقل لها غضبه المتزايد حد الموت قائلاٍ بسخرية :_بلاش أنتِ الا تتكلمي عن الأسلوب   

تطلعت له بزهول ليكمل بغضب :_لأنك مهما حصل فمستحيل هتتغيري على طول سري وسر عيلتي بره البيت عن خالتك وبناتها ..

صعقت مما استمعت إليه فأقتربت منه قائلة بصعوبة بالحديث :_أنت تقصد أيه يا ضياء ..

أقترب منها ليصيح بغضب :_أمبارح وقفتتي بنت خالتك قال أيه عايزة تطمن أذا كان جدي رجع أدهم وولاد عمي البيت ولا لا أيه الا عرفها باللي حصل هنا ؟! ..

زوارها الدمع محاولة جاهدة بالحديث :_أنا مقولتش ح....

قاطعها بنظرة جعلت الكلمات تبتر والدمع يسود حينما رأت نظرات الشك وعدم التصديق بعيناه فحملت ذاتها وغادرت بصمت تاركة لقلبها أصواتٍ تتحطم بقسوته ، أما هو فبقى يتأمل الفراغ بعدما غادرت تاركة الباب على مصرعيه كأنها تركت هذا الفراغ بقلبه هو ...

********

بقصر "حازم السيوفي" ...

شعرت بأن ألماً عاصف يخترق جسدها فنهضت بصعوبة لتغتسل ولكن طاف بها الأمد لتهوى أرضاً فاقدة للوعى .... 

بالخارج ..

صعد الدرج والبسمة تغمر وجهه ،كلماتها تترنح بعقله ،صورتها محفورة بداخل العين ....توجه لغرفته فتوقف حينما أستمع لصوت أرتطام قوي فأسرع لغرفة أخيه ليتردد قليلاٍ بالولوج ولكن بنهاية الأمر حسم أمره ليجدها تفترش الأرض بأهمال فحملها سريعاً للفراش ومن ثم شرع بالأتصال بأخيه ولكن لم يجيبه على الهاتف فجذب الحجاب ووضعه على رأسها ومن ثم حملها للمشفي سريعاً ..فهو يعلم جيداً ماذا تعنى لأخيه ؟ ..

***********

أنهى فهد أشرافه على الزفاف حتى أكتمل بأشعال الأضاءة والموسيقي فترك العمل لعمر الذي وصل مع فزاع الدهشان منذ قليل ثم صعد للأعلى  ليبدل ثيابه وينضم للشباب بالأعلى ....

عاد حازم للقصر هو الأخر ليبدل ثيابه ويحضر زوجته فتفاجئ بعدم وجودها ،حمل هاتفه وشرع بالأتصال بها والقلق ينهش قلبه بعدما تركها منذ الصباح فكانت فى حالة لا بأس بها ...

أغلق هاتفه حينما رأى حمزة يدلف من باب القصر حاملها بين ذراعيه ، تقدم منه بستغراب أنقلب لرعب حينما وجدها فاقدة الوعي فحملها منه سريعاً قائلاٍ بلهفة :_فى أيه ؟

ناوله إياها ثم جلس على المقعد بصمت يتأهب ليخبر أخيه بهذا الخبر السار ، حاول حازم أفاقتها فأستجابت له بضعف ليخرج صوتها الواهن :_أيه الا حصل ؟

جذبها لأحصانه بلهفة وخوف قائلاٍ بهمس :_ الحمد لله ..

ثم أخرجها لتعدل من حجابها حينما رأت حمزة يجلس لجوارهم وبسمة المكر تحتل وجهه ...حازم بلهفة :_قولي فى أيه ؟

جذب الفاكهة قائلاٍ بتسلية :_أنا رجعت لقيت المدام مغمي عليها فخدتها لأقرب مستشفي وأتضح الأمر الخطير ..

أرتجفت قائلة بخوف :_أمر أيه ؟

تناول ثمرة الفاكهة بتسلية ليلكمه حازم بغضب :_ما تنطق الله ..

رمقه بنظرة تسلية :_الحلويات الأول ..

جذبه حازم قائلاٍ بجدية :_حمزة أنطق أن قلبي فى رجلي ..

إبتسم قائلاٍ بفرحة :_هتبقى أب أن شاء الله ...

تسلل الفرح لقلب رهف فغمرتها السعادة أما حازم فساقه الخوف من حديث الطبيب نعم يعلم بأن راتيل من تسببت بقتل هذا الطفل ولكن ماذا لو كان كلام الطبيب الصائب ؟ ..أسئلة كثيرة دارت به ولكنه قطعها ببسمة هادئة وحضن دافي لها ليصعد للأعلى ويبدل ثيابه بشرود ويتوجه معها ومع شقيقه لزفاف أصدقائه ..

**********

علت الأنوار الحي والموسيقي الشعبية  فوقف فزاع بالأسفل جوار طلعت بأنتظارهم ليهبط أحمد أولا ببذلته السوداء الأنيقة التى لمعت عيناه لحرافية ولجواره عبد الرحمن بطالته الأكثر من جذابة لينضم لهم النمر بعدما حطم للوسامة عناونين ...

فزاع بأبتسامة لا تليق سوى به :_ألف مبروك وربنا يتمم عليكم بخير ...

أدهم بأبتسامة هادئة :_الله يبارك فيك ...

طلعت بهدوء :_يالا يا واد عمي نطلع للرجالة بره وهما هيجبوا العرايس ويحصلونا ..

وبالفعل خرج طلعت وفزاع للخارج وتوجه الشباب بسيارتهم لأحضار الفتيات ...

تميلات السيارات على الدفوف الصادحة بالأرجاء حتى أستقرت أمام المكان المنشود فهبط كلا منهم بعدما أنضمت لهم سيارات زين وحازم وحمزة فصعدوا جميعاً لأستقبال العروس ..

تطلع أدهم لهم بستغراب حينما وجد الأربع يقفون أمامهم بغطاء يحجب عنهم رؤية الوجوه ،وقف كلا منهم بحيرة من أمره فأقترب أدهم منهم ليبتسم بمكر حينما رأى يد معشوقته تفرك على الأخري بتوتر كعادتها حينما يقترب منها ليرفع عنها الستار فأختراقت ملامحها أسوار قلبه فأبتسم بعشق وأعجاب وقدم لها يديه ليهبط للأسفل بها ، بينما تقدم أحمد منها بنجاح فهو يميز وقفتها عن الجميع وكذلك فعل زين وعبد الرحمن المبهور بجمال حوريته المميز....

تحركت السيارات للمصور فصعد كلا منهم للأعلى ليلتقط لهم  أجمل الصور لكل ثنائي منفرد وزاد الجمال بصور جماعية لهم ...

هبطوا للسيارات فتوقفت حينما شرعت المزمار بالعزف أمام السيارات بجو أستعراضي مميز أحبه الفهد كثيراً فلم تكن فكرة زين بهينة حيث أشاد بها الجميع ...

زفت السيارات وهم لجوارها حتى وصلت للفرقة الشعبية التى أستقبلتهم بالدق على الدفوف والطبول ليهبط من السيارة الأولى زين وهمس فوقف لجوارهم الشباب حاملين فروع الورد الأبيض لتبدأ نغمات الفرقة بالبدأ ،لتعلو الزغاريد بأستقبال الثنائي الأخر أدهم وجيانا وأحمد وياسمين وأخيراً عبد الرحمن وصابرين ..

زفوا بالورود حتى صعدوا المنصة فجلسوا بفرحة يتراقبون أعضاء الفرقة حينما شرعوا بالفقرات ليعلو الزفاف نغمة هادئة فيُطلب منهم الهبوط لمشاركة بالرقص الهادئ فترنحت كلا منهم بين يدي معشوقها ، نظرات تقابل فيض من العشق وهمسات تنقل لهم بحرافية بشوق للقاء ...

رفعت عيناها لتتقابل مع عين النمر فبدت علامات التوتر عليها ليبتسم بخفة :_خلاص مش هبصلك تاني الناس هتاخد بالها منك ..

أخفت بسمتها بنظرات خجلها وأستكانت بين ذراعيه ..

أما أحمد فكان يتودد لها بفرحة قائلا بعشق :_مش مصدق نفسي يا نااس حد يقرصني طيب ..

تعالت ضحكاتها ليغمرها بقبلة على جبنيها لتغزو الخجل قسمات وجهها ويرمقه يوسف بغضب مردداً بهمس سمعه حمزة وضياء وفهد :_شوفت الواد مش محترم وجودنا ..

تعالت ضحكات حمزة قائلاٍ بستغراب :_  وأنت شاغل نفسك بيه ليه! ..مراته والنهاردة فرحهم يوم فرحك اعمل ما بدالك 

تطلع على من تقف مقابل له بجوار غادة والفتيات قائلاٍ بعشق وهيام :_هعمل ! دانا هعمل وأعمل وأعمل كمان .  

جذبه ضياء بغضب :_عينك يا خفيف ..

لم يتمالك حمزة ذاته فخر ضاحكاً ليرمقهم فهد بنظرة غاضبة ثم تركهم وأنضم لعمر وسليم قبل أن يفتك بهم ...

كان يقف لجوارها ساكناً فجذبته ببسمة هادئة :_مالك يا حازم ؟

رسم البسمة سريعاً قائلا بعشق :_ممكن بحبك 

إبتسمت قائلة بخجل :_على فكرة احنا برة البيت 

أحتضن يدها قائلا بسخرية :_هو الحب له وقت معين !

  تاهت بعيناه فأستندت برأسها على كتفيه قائلة بعشق :_بحبك يا حازم ونفسي ربنا يرضيني بولد شكلك ...

أغلق عيناه بقوة قائلا بصدق يتابعه :_مش أكتر مني يا قلب حازم ...

******

بداخل العصوف كانت تتميل بصمت مغلقة عيناها بقوة كأنها تلتمس حقيقة وجوده لجوارها تميل معها بصمت قطعه بأبتسامة :_سرحانة فى أيه ؟

إبتسمت بتلقائية :_مش مصدقة أني خلاص هكون معاك يا عبد الرحمن ...

تطلع لها بعشق :_ربنا يقدرني وأسعدك يا صافي ..

إبتسمت ووضعت عيناها أرضاً بخجل أما لجوارهم فكانت تتميل معه بطريقة مختلفة فزين مختلف عن الجميع لم ينشئ بحارة شعبية فكان يتحرك بحرافية بعض الشيء ،لم يخجل من أحد وتأمل عيناها بعشق ختمه حينما همس لها قائلاٍ بترنيمة خاصة :_بعشقك يا همس ..

وقبل أن تسنح لها الفرصة بالخجل حملها وطاف بها بسعادة وسط دهشة الجميع ..

طلب مسؤال الصوت أن يرفع كل عريس يد العروس للأعلى ففعلوا جميعاً مثلما طلب لتصدح النغمات الشعبي الأرجاء وتطوف بهم سحر خاص ليتميل كلا منهم ممسكاً يد عروسه وسط الزغاريد وصفقات الجميع .....تحركت معه ببطئ وهى تراقب حركاته الرجولية بالرقص الشعبي ببسمة خجلة ليرفع يدها حتى تتحرك معه فكانت ياسمين بغاية سعادتها ...أما النمر فرفع يدها عالياً وباليد الأخرى يتحرك بخفة ليبدى رقصٍ رجولي زاد من وسامته وصنع له حاجبٍ خاص ....

أرتقى الحفل برقص كل ثنائي خاص لتطوف النظرات والغمزات بينهم ليحيل بهم بعد فترة طلب مسؤال الصوت أنضمام الأهل لهم فأنضم لهم والدتهم بسعادة بعد أن قبلت كلا منهم إبنها وإبنتها بسرور ،جذبت مكة يد أدهم لتتحرك معه بسعادة فقط أذرع السيدات تتحرك فقط جسدهم ثابت فتلك العادات محكمة على الجميع ومن قبلهم الوقار والخوف من الله سبحانه وتعالى ....فمنزل طلعت المنياوي نسائه تحفظن رجولة أزواجهن فلا تفعلن أيه تصرف قد يكون عرضة لهم ..

أنضم لمكة وأدهم ضياء فتميل معهم بسعادة خاصة بعد أن جذب أبيه ليتحرك معهم ، طافت كل عائلة بالعرسان لينضم فهد وعمر لزين ليعلو صوت مسؤال الأيقاع بعد دقائق طويلة بأخلاء الساحة للشباب وبالفعل تم ذلك ليتميل جميعهم بسعادة بأنضمام حازم وسليم لتعلو الأجواء سعادة ...أخرج يوسف القداحة فصاح به حمزة قائلاٍ بخوف :_بلاش يا يوسف   

لم يستمع له وشعل الفتيل ليعلو أصوات سبيهها بالأنفجار بالزفاف لتتعالى صرخات الفتيات بفزع فرمقه النمر وعبد الرحمن بنظرات وعيد ....تعالت ضحكات عمر قائلاٍ بسخرية :_أعتبره مات 

سليم بغضب :_يستهل 

صفى الحفل بالمزمار ليحمل كلا منهم العصا وتعلو الزغاريد وسط رقصهم الصعيدي وبسمة صغيرة تملأ وجه فزاع وطلعت ليكتسح كلا منهم بطالته الخاصة وخاصة النمر وحازم وزين حينما تعالت المشدة بينهم وبين عبد الرحمن وأحمد وفهد ....

أنتهى عزف المزمار فصعد كلا منهم لعروسه ليستريح قليلاً ،لجوارهم كانت تقف غادة بحزن غير عابئة لفرحة العالم بأكمله فأقتربت منها بنات خالتها تحاول جاهدة لمعرفة أخر تطورات علاقتها بضياء لتستنج غادة بأنهم يريدون الأيقاع بينهم بشتى الطرق ولكن لن تسمح بذلك ....

أشار يوسف لضياء بغمزة فأبتسم وتقدم من مسؤال الأيقاع ليرفع الصوت بتحية يوسف المنياوي وضياء المنياوي بتهنئة للعرسان ومن ثم تلونت وجوه أحمد وعبد الرحمن والنمر بالغضب حينما صدحت أغنية مافيا بالزفاف ليغمز لهم ضياء  ويوسف ويتميل كلا منهم على الأيقاع تحت ضحكات زين وحازم  وفهد المكبوتة ..

توعد كلا منهم لهم بالمزيد من المحبة بعد الأنتهاء من الزفاف فأخفي طلعت بسمته على وجوه أحفاده البادي عليهم الخوف بأيقاظ ما مرأ ...

جذب يوسف شقيقته من جوار أحمد لتزداد حمرة الغضب فأشار له عبد الرحمن بأبتسامة شماتة :_أخوها ...

غمز فهد لزين بمكر فجذب يد صابرين وهبط للساحة فغضب ليرمقه فهد بسخرية :_أخوها ..

نهض أحمد هو الأخر قائلا بمرح :_ما بدهاش بقا ...

وتوجه لجيانا ليسحبها من بين براثين النمر ....

تميلت كل عروس مع شقيقها بفرحة ودموع تلمع بشتياق  ليهبط عبد الرحمن وينضم لياسمين ويوسف فتأملتهم كل أم بدموع غير مصدقة لما يحدث لرؤية بناتها عرائس وأبنائها ...

جذبت مكة يد غادة لتسحبها لأنحاء الزفاف لتضع يدها بيد ضياء وتتميل معهم ولكن سحبت يدها من يديه سريعاً وكادت بالرحيل فجذبها ضياء ورقص معها بأبتسامة تزين وجهه لتشعل جمرات الحقد بقلوب بنات الخالة الخبيثة ..

صعد فهد وجلس لجوار النمر قائلا بأبتسامة هادئة :_مبارك يا نمر كدا مهمتنا أنتهت نرجع بقا الصعيد ونشوف أمورنا ..

تطلع له بثبات :_لسه مش عايز تقولي عملت أيه ؟

رفع يديه على كتفيه بأبتسامته الوسيمة :_متشغلش بالك يا إبن عمي دا أحسن يوم فى حياتك ومسيرنا هنتكلم كتير ....لازم أمشي دلوقتي عشان ألحق أرجع الصعيد قبل بكرا الصبح راوية تعبانه ولازم أكون جانبها ..

أشار له بتفهم فبادله السلام ليغادر الفهد وسليم معه بينما تبقى عمر وكبير الدهاشنة ...

أنتهى الزفاف بعد ثلاث ساعات متوصلة ما بين الرقص وبين فقرات ترفيهية ليصعد كلا من المافيا الثلاث للأعلى بينما غادر زين بسيارته المزينة بفروع الورد المنيرة للمنزل بعد أن ودعت والدته صابرين على وعد اللقاء بها بالغد ....

***********

عادت رهف مع حازم وحمزة للقصر فصعدت الدرج وأتابعها حازم ليوقفه حمزة بحرج :_ممكن ثواني يا حازم  .

توقف وأستدار له بتعجب فأبتسمت رهف قائلة بتفهم :_طب هطلع أريح فوق ..

أشار لها حازم وهبط ليجلس جوار أخيه قائلاٍ بستغراب :_فى أيه ؟

خرج عن صمتٍ طال لثواني :_عايزك تيجي معايا بكرا عشان نطلب أيد حنين . 

إبتسم حازم بفرحة فعلم الآن بأن أخيه يعشق حقاً بعدما أتخذ تلك الخطوة الهامة . 

********

بعد ساعات من أنتهاء الزفاف ..

بشقة أحمد ...

كان ينتظرها بالخارج بنفاذ صبر فطرق باب الغرفة قائلا بهدوء :_مش معقول كل دا بتغيري  هدومك ! طب على الأقل اديني بيجامة ألبسها بدل مأنا متكتف بالبدلة كدا ! ..

كبتت ضحكاتها وفتحت الباب لتلقى له الملابس سريعاً وتغلق مجدداً فأبتسم لعلمه الآن بمشاكستها ،حمل الثياب وتوجه للحمام فأغتسل وأبدل ثيابه ثم توجه ليطرق مجدداً ولكن تبك المرة بخبث ليخبرها بحاجته للمنشفة فأخرجت أحداهما وكادت بألقائها ولكن تلك المرة وقعت بشباكه بعدما جذبها للخارج ليجدها ترتدي أسدال ابيض اللون إبتسم قائلاٍ بمكر :_متحاوليش تتذاكي عليا تاني ..

خجلت من قربه منها فتراجعت ليبتسم ويفرش سجاد الصلاة قائلاٍ ببسمة هادئة :_يالا نصلي ..

وبالفعل صلى بها أمامٍ لتدلف معه عالم محفور بنقاء بصلاتها وعاشق بترنيماته الخاصة ليقصر شوق الطفولي بختام زواجه منها فأصبحت ملكٍ له ...

********

بشقة عبد الرحمن ...

أنهى صلاته  وأستدار لها ليجدها تطول بسجدتها ثم أنهت هى الأخرى صلاتها فرفع يديه وردد دعاء الزواج ومن ثم قال بأبتسامة هادئة :_مبروك يا قلبي ..

إبتسمت وعيناها تتأمله بعشق :_الله يبارك فيك 

أقترب منها ليمسك بيديها قائلاٍ بعشق :_قوليلي نفسك فى أيه ؟

إبتسمت بألم قائلة بدمع يلحقها :_مش عايزة غيرك يا عبد الرحمن ..

طافت كلماتها قلبه فجذبها بين أحضانه لتصبح زوجته بفيض من الرحمة والمحبة والعشق   ..

**********

أما بشقة النمر ...

جلس مقابل لها بعد أن أنهوا صلاتهم يبتسم بمكر وهو يراها تتحاشي النظر إليه وتفرك بيدها بأرتباك يكاد يفتك بها ،جلس جوارها فتلون وجهها بشدة حتى كادت أن تقتل فرفع يديه على يدها يفرق كلتهما عن الأخري ومن ثم رفع وجهها لتقابل وجهه ...نظراته تجبرها على اللقاء بنظرات النمر المرسومة بفوج من الحشائش الخضراء ،رفع يديه يحتضن وجهها قائلاٍ بأبتسامة لا تليق سوى به :_ليه دايماً مش بتحبي تبصيلي ؟

تلون وجهها فحاولت الهرب ولكن هيهات يتمسك بها جيداً ويقربها منه قائلاٍ بجدية وعشق :_مش عارف أرتباكك دا خجل ولت خوف بس أنا هكسر كل دا يا جيانا ...

تاهت بعيناه ليخطفها بعشق ببحور النمر الخاصة لتصبح زوجة له بمسمى مقولة العشق الخاصة ...

*********

بفيلا زين ..

جلسوا يتناولان الطعام بجو مشحون من الضحك والمرح بعد أن أنهوا الصلاة الخاصة بهم فتعمد زين قضاء وقت مثلما كان يقضيه معها ....تعالت ضحكاتها بعدم تناثر معجون الطماطم على قميصه الأبيض دون عمد منها فعلت الضحكات ليرمقها بنظرة غاضبة قائلاٍ بوعيد :_بقى كدا ! ..

رفعت يدها تشير له بصعوبة بالحديث :_لا مقصدتش و...

قطعت باقي كلماتها بصراخ حينما جذب الزجاجة الأخري وقذفها بها لتصرخ هى الأخري فحاولت أن تبعده عنها ولكن تقابلت العينان وربما القلوب وربما حلت الترنيمة الخاصة بهم ليحملها بين ذراعيه وصعد لغرفتهم لتصبح زوجة له ...

عشق طاف الأمد وحطم خطوط الأقدار ...لم يعنيه سواء بالقصور أم بحارة شعبية بسيطة فالنهاية موحدة من كأس العشق الطواف ...ولكن مازال هناك سؤالا يطرح ذاته هل أنتهى الشر؟ أم مازال له أوصال ؟! ..

وأن كان ينبت بخفيان فهل سيتمكن كل عاشق بصنع درعاً خاص لحمايتة معشوقته ؟!! ...

#مافيا_الحي_الشعبي ....(#القناع_الخفي_للعشق)...


  رواية القناع الخفي للعشق مافيا الحي الشعبي الفصل السابع والعشرون بقلم اية محمد



.......صباحٍ مميز ......


نهضت عن الفراش بأبتسامة رسمت بعشق حينما رأته يجلس على سجادة الصلاة ويرفع يديه بشهادة أن لا إله الا الله محمداً رسول الله ، بقيت تتراقبه بعشقٍ ينبع بعيناها بعد تذكر ليلة الأمس الحاملة لطوفان من الحنان ،أنهى "عبد الرحمن" صلاته ثم نهض يرتب سجادة الصلاة على المقعد المجاور له ليجدها تجلس ونظراتها تراقبه ،أقترب منها بأبتسامته الساحرة قائلاٍ بغضب مصطنع :_لأول مرة تفوتني صلاة الفجر بسببك ..


تطلعت له بستغراب :_بسببي أنا ! .


ضيق عيناه بمكر ثم كشف عن ساعديه قائلاٍ بثبات مخادع :_فين فطاري ؟


بقيت ساكنة لهفوات تتمكن بها أستيعاب ما تفوه به ليكمل هو بخبث :_فى مصر الراجل بيصحى من نومه يلاقى الفطار جاهز على التربيزة واضح كدا أن فايتك كتير ...


بدى الخوف يتسرب لها فقالت بأرتباك :_بس أنا مش بعرف أطبخ ..


إبتسم قائلاٍ بمكر :_تتعلمي ..


أغلقت عيناها كمحاولة للتفكير ثم قالت :_من مين ؟! ..


رفع يديه يعدل من قميصه بغرور :_أكيد مني طبعاً ..


إبتسمت قائلة بحماس :_أنت بتعرف تطبخ ..


رمقها بنظرة مطولة فأنهاها بأن عقد ساعديه أمام صدره العريض قائلاٍ بصوتٍ شبه ساخر :_أي شاب مصري أصيل دخل الجيش هيكون عنده الأمتياز دا ...


سحبت الغطاء بلطف ثم أقتربت لتقف أمام عيناه قائلة بحماس :_أكيد هكون غبية لو ضيعت فرصة زي دي ! ..


رُسمت على وجهه أحتراف الوسامة الخاص به لتجعلها تتورد خجلاً فربما كانت قدماها الأسرع بتقبل الأمر لتتراجع بأرتباك وعيناها متصنمة بين جفون عيناه ....نظرات ....همسات ....تتودد لها فتجعلها هالكة لا محالة ....أخفى إبتسامة الخبث الخاص به وتابع تقدمه بخطاه الثابت حتى حاصرها بين ذراعيه والحائط ،أنحنى برأسه قليلاٍ ليهمس بمكر :_الفرص كتيرة ...والأيام أكتر منها ..


أغلقت عيناها بقوة وتوتر يفوقه من صوته اللافح لوجهها ليكمل بعدم جذبها لتقف على أطراف قدميه :_يمكن وعودي ليكِ تكون غير كافية بالتعبير بس الا أتمنى تعرفيه أني لو فى عمري دقايق بس أتأكدي أني مش هتردد ثواني عشان أقضياهم معاكِ .....


أختبأت بين أحضانه بخجل وإبتسامة تنقل تردد القلب بالخفقان أم يلوذ بالتوقف فينتعي عذاب قربه الغامض ،إبتسم عبد الرحمن وهو يعيد خصلات شعرها خلف أذنيها ليحملها بلطف حتى تشاركه أعداد الطعام ...


*************


بمنزل "أحمد" ..


أفاقت من نومها تسعل بشدة ففتحت عيناها تبحث عنه بخوف من رؤية الضباب الأسود المحاط بها ،خرجت من الغرفة سريعاً قائلة بخوف :_أحمد ...أحمد ...


عادت نوبة السعال أكثر لتجده يخرج من المطبخ قائلاٍ بفخر :_صباح الخير يا قلبي ...


لم تستطيع الحديث فقط تسعل بقوة ليسرع بأحضار المياه لها قائلاٍ بأبتسامة واسعة :_حضرتك فطار ملوكي ...


صعقت مما أستمعت إليه فولجت معه للداخل لتتصنم محلها حينما رات المطبخ بحالة لا يرثي لها وعلى الطاولة المخصصة للطعام قطعتين من الباذنجان المحروق والبيض الأسود بفعل ما حدث بالداخل فبترت الكلمات لتصبح بلا رجعة و نظرات كافيلة ببث ما بداخلها تجاهه ولكن ما عليها فعله ؟!! ...


رفع يديه يعبث بخصلات شعره المتمردة على عيناه قائلاٍ بحرج :_دا الا عرفت أعمله ...


حاولت كثيراً أن تظل ثابتة وبالكاد أستطاعت ليخرج صوتها الحنون ببسمة صادقة :_كفايا أنك فكرت بس تعملي أكل دي لوحدها أسعدتتي أوي ...


بقى كما هو يتأمل عيناها بعشق ....خصلات شعرها البنية بعدما تركتها بحرية فهو الآن نصفها الخاص ...حلم يحاول أستيعابها ليجذبها برفق لتجلس على المقعد ويجذب الأخر ليجلس أمامها محتضناً يدها بين يديه :_هعيش حياتي كلها أحاول أسعدك بس ..


رفعت عيناها له بعدم تصديق لكلمات سلسلت من ماس ....بقيت هكذا طويلاٍ ليخرج صوتها المرتبك :_بجد يا أحمد ؟


رفع يديه ببسمة تتحل وجهه بنجاح قائلاٍ بهمس :_بجد يا قلب أحمد ..


هنا صيحات القلب تعالت بالهتفات فأقترب منها كالمهوس لينغمر وجهها بحمرة الخجل فأسرعت بالوقوف لتتحدث بلهفة وهى تعيد خصلات شعرها بأرتباك :_طيب أنا هنضف المطبخ وأعمل فطار تاني ...


لمعت عيناه بالمكر ليرسم بسمة بسيطة وهو يجذب الأطباق :_معنديش مانع أساعدك ..


صاحت بسخرية غامضة :_لاا كتر ألف خيرك أنا  الا هعمل الأكل  ..


لم يتمالك زمام أموره فتعالت ضحكاته الرجولية الفتاكة قائلاٍ بصعوبة :_عندك حق بعد الا عملته متدخلنيش المطبخ 20 سنه ..


ثم أقترب منها قائلاٍ بمكر :_أنا يا ستي هقف ساكت مش هعمل حاجة ...


رمقته بنظرات شك فكبت ضحكاته وحمل الأطباق قائلاٍ بعد تفكير :_أمممم ممكن أغسل الأطباق أنا ..


وبالفعل ولج للمطبخ وشرع بتنظيف الأطباق بصعوبة لا بأس بها وهى مازالت متصنمة محلها لتسرع إليه ...


أغلقت "ياسمين " الصنبور قائلة بتردد :_لا يا أحمد أنا هغسل وهعمل كل حاجة ..


وجذبت المقعد قائلة بهدوء :_أقعد أنت بس وأنا هظبط الدنيا ..


رفع يديه على معصمها قائلاٍ بثبات  لعلمه ما يجول بخاطرها :_بلاش تفكير رجعي يا ياسمين ..الرسول صلي الله عليه وسلم ..


قاطعته سريعاً :_عليه أفضل الصلاة والسلام ..


باشر حديثه :_كان بيساعد زوجاته دا مش شيء خاطئ او عيب بالعكس أنك تخدي رسول الله قضوة ليكِ فدا  بيزيد من رجولة الراجل مش بيقللها! ...


ثم إبتسم بمرح :_ثم أني مش هساعدك على طول أنا ماشي بمبدأ الا عمل حاجة يشيل حمولها وأنا الا خربت الدنيا هنا ... وجذب الأطباق قائلاٍ بغرور مصطنع :_  متقلقيش مش هكسر حاجة ..


إبتسمت بسعادة وشرعت بأعداد الطعام تاركت عيناها تختطف نظراتٍ فائضة بالعشق له ...


**********


ولجت المطبخ بخجل ووجهاً متورد بشدة تحاول أن تبقى أطول وقت ممكن بالداخل فربما ستحظي بدقائق النجأة بعيداً عنه ....جلست على المقعد تتذكر نظراته ....كلماته....همساته....فشعرت بأنها على وشك الأنضمام لعداد الأموات  ..حتى وجهها لم تشعر بنيران الخجل تنبعث منه كالبركان ....


زفرت "جيانا" بغضب وهى تحاول أن يترك القلب تذكره فتحظى بالسكينة لوهلات ، وزعت نظراتها بالمكان قليلاٍ فأبتسمت لتوصلها لحلاٍ يرضيها لتسرع بحمل الأطباق النظيفة لتعيد ترتبيهم من جديد فحينها سيترك القلب ذكراه ....لا تعلم بأنه أنغمس بالأوصال! ...


أستند بجسده الرياضي على الحائط ،مربعاً يديه أمام صدره ببسمة زادت من ثباته أضعافٍ وعينٍ تشبه لقبه كثيراً فتجعله مزيج خاص بين الحدة والغموض ....بين الآمان والخوف....الغضب والهدوء ....ربما من يقف أمامه يقسم بأنه يرى شفرات غامضة يصعب معرفة رموزها ...نعم هكذا هو النمر ! ...


كفت يدها عن تنظيف الأطباق وتخشبت قدماها محلها لينبض القلب بقوة كمن يلاحق الفرار من شبحٍ ما ؛ لترفع عيناها بصدمة أن تستدير فلماذا عليها ذلك وقلبها يشعر بوجوده ؟! ....رائحة عطره الخاص كافيلة بأخبارها بأنه بالمكان ذاته ! ...


إبتلعت ريقها بأرتباك فجاهدت أن تستدير ولكن بقيت كما هى لتسرع بفتح الصنبور وتكمل ما بداته حتى تهرب من حالتها المزرية ...


لوي فمه بسخرية على ما تفعله حوريته فأستقام بوقفته وأقترب منها بضعة خطوات لتنسال البرودة جسدها والنيران وجهها بأنٍ واحد !!! ..


 بقي قريباً منها ليخرج صوته الساخر :_ممكن أعرف بتعملي أيه ؟ ..


إبتلعت ريقها بأرتباك وهى تجاهد بالحديث :_زي مأنت شايف بنضف المطبخ ...


رفع يديه يحك جبهته كمحاولة للتحكم بذاته لينهي ما به حينما جذبها سريعاً لتبقي أمام عيناه الهالكة قائلاٍ  بثبات بعد فترة من الصمت  :_الا شايفه أنك بتحاولي تهربي مني ..


رفعت عيناها بصعوبة فحاولت سحبهما بشتي الطرق التى باتت بالفشل ، بقيت أمامه ساكنة تتطلع له بشرود ...عيناها متعلقة به ....طالت اللحظات بالتأمل ...ثواني ....دقائق وربما لساعات  ...تعمد البقاء ثابتٍ فهو أيضاً يرغب التطلع لعيناها الساحرة مثلما ترغب هي بتأمله ...رأي بنهاية الأمر فرصة عظيمة للتحدث معها فربما سيتمكن من توضيح الأمر لها ! ...


رفع أدهم أطراف أنامله على وجهها ليقربها إليها فيعاونها على العودة لأرض واقعه ،صعقت بشدة حينما أفاقت على حقبقة تأمله فحاولت كالمعتاد الفرار ولكن تلك المرة لم تتمكن حينما قال بهدوء :_عايزك جانبي على طول يا جيانا ..


ضيقت عيناها بستغراب :_بس أنا جانبك ! ..


إبتسم بخبث فحملها بين ذراعيه وهى بصدمة من أمرها ليخرج بها لطاولة الطعام بالخارج فجلس على المقعد ليجذبها على قدميه قائلاٍ بنظرات تفيضها وسخرية تلحقه :_جانبي ! ..أعتقد أجابة مخادعة ..أنتِ على طول بتحاولي تهربي مني كأني شبح هيقبض روحك ! ..


تسلل الغضب لوجهها لتزفر بتلقائية غاضبة :_هعملك أيه يعني مأنت الا كل شوية تبصيلي وأنا بتوتر من نظراتك وعي......


بترت كلماتها حينما رأت بسمة جانبية تطوف بوجهه لتفق على ما تفوهت به ليقترب بوجهه هامساً بخبث :_ مالها نظراتي ؟ ..كملي ..


تلون وجهها كثيراً فلم تجد سوى الأختباء بداخل أحضانه لتتعال ضحكاته فجذب الشطائر ليطعمها بذاته وهى بين ذراعيه تتمسك به بخجل ...


********


بفيلا "زين" ...


فتحت عيناها بأبتسامة رقيقة لتجد الفراش فارغ ، أستندت بجسدها على الوسادة لتفتح عيناها ببطئ فترة تلك الكلمات المحفلة على ورقة صغيرة مطوية لجورها ...


جذبت "همس" الورقة بلهفة لتجد كلماته تزينها بعشق ..


"بأنتظارك تحت متتأخريش".


إبتسمت بهيام لتنهض سريعاً عن فراشها وتركض للنافذة بلهفة لتراه يقف بالحديقة يرتب الطاولة ، رفع وجهه للأعلي ليجد حوريته تزين شرفة غرفته ،خلع عنه نظارته السوداء بنظرة مطولة لها تلك الفاتنة التي تنجح بأسر قلبه على الدوام ...


أشارت له بسعادة ثم ولجت تستعد للهبوط بينما أكتفي هو بتراقبها بعشق حتى صارت أمام عيناه ...


همس بأبتسامة مرحة :_صباح الخير ...


جذب المقعد مشيراً لها بالجلوس :_صباح النور والجمال على أجمل همس بالدنيا ..


جلست على المقعد فأعاده للأمام قائلة بخجل "_كل دا ليا ..


جلس مقابل لها قائلاٍ بغرور مصطنع :_متفكريش أن تجربة الجزيرة هتتعاد ! ..أنا هنا ليا برستيجي بين الخدم ...


كبتت ضحكاتها ليكمل بغمزة عيناه الزرقاء :_أكتفيت برص الأطباق بس عشان عيونك ..


تعالت ضحكاتها ليصفن بها فتابعت الحديث المرح وهو بعالم أخر لم يستمع لكلماتها فقط يتابع عيناها ليقطع حديثها بكلماته :_بحبك ..


إبتسمت بخجل وسحبت عيناها لتلهي ذاتها بتناول الطعام فأبتسم وترك مقعده ليجلس جوارها قائلاٍ بمكر :_بتأكلي من غيري ؟


جذبت الطعام وقربته  منه فتراقبها قليلاٍ وهى تطلع له بستغراب فظنت أن الطعام لا يروقه ولكنها تفاجئت به يجذب الطعام من الملعقة ليضعه بين يديها ويتناول طعامه بنظرات تطوف بها لتجعلها كحبات الكرز الحمراء ...جذبت يدها سريعاً بأرتباك ليبتسم بأنتصار قائلاٍ بمكر :_مش بحب أكل بالشوكة ..


رمقته بنظرات نارية وجذبت الأخري ليجذبها منها قائلاٍ بخبث :_ولا المعلقة ...


ضيقت عيناها بضيق قائلة بسخرية :_أمال سياتك بتأكل بأيه ؟! ..


أقترب منها ليطبع قبلة رقيقة على يدها قائلاٍ بخبث :_سيادتي معنديش مانع أكل من النهاردة من أيدك أنتِ ..


تجمدت نظراتها فرسمت بسمة هادئة على وجهها وهى تتأمله ،سحبت يدها سريعاً حينما أقتربت منه الخادمة لتناوله الهاتف بأحد العملاء ...


جذب زين الهاتف قائلاٍ بثبات بعد سماعه ما قاله :_أنت عارف كويس أني مش بتناقش أمور الشغل غير بالشركة ...


حدد معاد مع السكرتيرة ونشوف موضوعك ..


وأغلق الهاتف ثم أستدار قائلاٍ بلطف :_ها كنا بنقول أيه ؟


زمجرت بدلال :_العملاء مش قادرين يستغنوا عنك ولا أيه ؟


تعالت ضحكاته قائلاٍ بصعوبة بالحديث :_بين كدا معرفش مستعجلين على أيه مأنا رجعلهم بعد بكرا!



تطلعت له بصدمة وجدية :_أيه دا أنت راجع الشغل بعد بكرا ؟


رفع عيناه لها  بهدوء :_أيوا يا همس لازم أرجع بعد بكرا الشركة أنتِ عارفة أننا دخلنا من رمضان على أجازة العيد وبعدها على الفرح والشغل بالفترة الأخيرة كان في أهمال عالي ..وأدهم كان معايا بكل ظرف لكن مهما كان لازم أتابع شغلي بنفسي ..


إبتسمت بتفهم :_ربنا يعينك يا حبيبي   


جذبها لأحضانه قائلاٍ بعشق :_ويخليكي ليا يا همستي ...


أبتعدت عنه بنظرات نارية لتتعالي ضحكاته ليستكمل مشاكسته مجدداً ..


**********


بقصر "حازم السيوفي" ..


هبطت رهف للأسفل تبحث عنه بضيق حتى أستقرت عيناها عليه ، أقتربت منه بتذمر حينما أستمعت لضحكاته المرتفعه مع شقيقه ..


حمزة بسخرية :_ليك حق تضحك ياعم مأنا الا لساني مقصوص منه حتة ..


حازم بمحاولة مميتة للثبات :_شكلك كان مسخرة بجد 


وعاد لنوبة الضحك مجدداً ليبتسم حمزة بخبث :_أضحك أضحك بين كدا اليوم هيتقلب عليك ..


وأشار بعيناه تجاه رهف التى تقترب منهم ليرفع حازم عيناه عليها قائلاٍ ببعض الخوف :_هو في أيه ؟


تعال المكر عيناه ليجذب جاكيته ويتوجه للخروج قائلاٍ بسخرية :_أستلقى وعدك بقى ..


واستدار قائلاٍ بتذكر :_ما تنساش معادنا بليل مع أبو حنين ..


رمقه بضيق فجذب الجريدة لتستقر بين عين حمزة ليصرخ بغضب :_أه يا غبي ..


فتح عيناه ليجد وجهاً لا ينذر بالخير ليشرع بالهرب من أمامه ،أقتربت منه رهف بغضب:_ممكن أفهم أيه أخرة الا بتعمله دا ؟


أستقام بجلسته قائلاٍ بجدية :_أيه الا عملته ؟


نهضت عن المقعد بضيق :_أنت فاهمني كويس يا حازم ..


ترك الطاولة وتوجه ليقف أمام مياه المسبح قائلاٍ بضيق :_يوووه  أنا بجد معتش فاهمك ! بقيتي بتعشقي المشاكل بدون أسباب 


لمعت عيناها بالدموع فأقتربت لتقف أمامه قائلة بمجاهدة للحديث :_ أنت مش مبسوط بالحمل صح ؟


تطلع لها بصمت قليل ثم قال بغضب :_أنتِ أتجننتي يا رهف 


قاطعته بحدة :_أتجننت عشان قولت الحقيقة !


_دي مش حقيقة دا كلام فارغ وجنون ..


قالها بصراخ بعدما جذب جاكيته هو الأخر ولحق بأخيه تاركها بصدمة من أمره لتهوى دمعاتها ببطئ لا تعلم بأنه بصراع بين ما أخبره به الطبيب وما فعلته راتيل فلا يعلم ما حدث لها بفعلها أم أن حديث الطبيب صائب! .. 


***********


 عالت الزغاريد وأصوات السيارات بالحارة فخرجت النساء لترى ماذا هناك ؟ ...فأذا بشاحنات تحمل الطعام والبسكويت للعرائس ،توقفن أمام المنزل فحملت النساء الأغراض للأعلى وتلحقها الأخري بالزغاريد ليستقبلهم أدهم وجيانا بعدما تألقت بجلباب منزلي بسيط التصميم وحجابها الفضي الرقيق فأحتضنتها والدتها بسعادة ...


ولجت غادة للمطبخ مع والدتها لتعد الاغراض ومن ثم تضع البسكويت والشوكلا والبتفور لأستقبال الرجال والنساء بالخارج أما ريهام فجذبت إبنتها برفق وولجت معها للداخل كالمعتاد بين الطبقات البسيطة ....


صعدت عائلة ياسمين للأعلى هى الأخري فكانت كل عائلة تجتمع بمنزل العروس بينما صعد الحاج طلعت المنياوي وأبنائه الثلاث لعبد الرحمن ليكون عزوة وسند لصابرين ولكن كانت المفاجآة للجميع بحضور والدة زين لتحتضنها بحنان وتخبرها بأنها الآن أماً لها ...


************


حل أسارير الليل بأقصوصات عشقٍ خاص تكتمل بنبوع القلوب وتوحد الأرواح لتظل ساكناً وأمانٍ...


********


بقصر "حازم السيوفي"..


ألتزمت غرفتها ورفضت الذهاب معهم ولكن مع رجاء حمزة لها هبطت للأسفل وعيناها تتحاشي النظر له فتمزق قلبه وحاول كثيراً التحدث معها ولكنها تركته وصعدت بسيارة حمزة ....


لحق بهم بغضب لما فعلته فلم يرتكب معها أي خطأ ،يكبت خوفه بداخله ولن يصرح لها ...لم يعد يعلم ما عليه فعله سوى زيارة الطبيب ليقص عليه ما حدث ويعلم ما عليه فعله ؟ ..


توقفت السيارات أمام منزل بسيط للغاية فصعد حمزة ورهف للأعلي  ولحق بهم حازم ...


نظراتها بالأعلي كانت تراقبه ...دمعاتها تلحقها بغموض ...أفكار تزوج بها لبئر عميق مظلم لتغفل عن عشقه وترى به مساوامة لما فعله لوالدها ...


جلست حنين على الفراش بدموع لتردد بداخلها بكسرة :_يارب أنت الا عالم وشاهد على حالي ...حمداك وشكرة افضالك عليا بس جوايا هموم بتقتلني وبتحاول تستدرجني للغلط ...مش عارفة موفقتي على الجوازة دي كانت صح ولا لا بس الا أعرفه أن محدش بيعمل حاجة بدون مقابل وأنا مقدرش أدفع المقابل دا بمعصيتك عشان كدا وفقت على الجواز منه حتى ولو عرفي ...


هوى الدمع بلا توقف فتلك الحمقاء بترت عقلها ودعت الهواجس تحتله بنجاح فظنت أنه يود الزواج بها بالسر لا تعلم أنه يعشقها حد الجنون! ..


ولجت شقيقتها تهرول إليها بسعادة :_حنين العريس جيه بره وبابا بيقولك قدمي الشربات ..


حمدت الله كثيراً على أرائها للنقاب ..الستر العظيم لها ..فربما هو سرها الكتوم ليحبس دمعاتها وآنينها ...


أشارت لها بهدوء فخرجت الفتاة وتوجهت حنين للمطبخ لتحمل الأكواب وتخطو ببطئ للداخل ...


إبتسمت لها رهف بسعادة وحملت عنها الأكواب لتجذبها بفرحة لتجلس لجوارها ،تبادلت معها الحديث والأخري تجيب بثبات يكبت بالحزن ..


تعجب حمزة من هدوئها ولكن لا عليها فتلك اللحظات تبيح للفتيات الخجل ...


إبتسم حازم قائلاٍ بهدوء :_أزيك يا حنين ..


رفعت عيناها له بأبتسامة ثابتة :_الحمد لله ..


أكمل حديثه :_أتمنى تكوني بخير دايماً ..عموماً أنا مش هلاقي لحمزة أفضل منك وأتمنى أكون ليكِ أخ دا لو مش هيضيقك وأهو بالمرة تشتكي لي لو الحيوان دا عمل فيكِ حاجة ..


تطلع له بغضب :_ما تصلي على النبي ياخويا فى أيه ؟ ..ثم تطلع لرهف قائلاٍ بحدة :_شوفي جوزك يا رهف ..


رفعت يدها على كتفي حنين بمرح :_ميخصنيش غير حنون ...


إبتسمت لها فتطلع حازم لوالدها بجدية :_كدا يا عمي مش فاضل غير موافقة حضرتك على معاد الفرح..


إبتسم الرجل ذو الخمسون من عمره قائلاٍ بحرج_والله يابني المعاد قريب جداً وأنا مش هلحق أخلص ا...


قاطعه حمزة بلهفة :_بس أنا مش عايز حاجة يا عمي الفيلا جاهزة من كله ..عايز بس موافقة حضرتك عشان أرتب القاعة ودعوات المعازيم ...


إبتسم الرجل وأبدى موافقته بينما كانت حنين بحالة لا يرثي لها بين الصدمة والحزن ...حزن لرؤية والدها منكسر والصدمة بحديث حمزة عن الزفاف والدعوات فعلمت بأنه يعد لها زفافٍ كبيراً ...ولكن هل ستزيح أفكارها عنه ؟!! ..


************


تعالت الضحكات بشقة النمر بعدما هبط عبد الرحمن وزوجته وأحمد وياسمين للأسفل فأقترب عبد الرحمن من ياسمين مقبلا جبهتها ويقدم لها المال :_ألف مبروك يا قلبي ..


تناولت منه المال بتعجب :_بس أنت كمان عريس ..


رمقها بنظرة ساخرة :_هأخد فلوس مثلا ! ..انتوا الا بتقفشوا ثم أني لو مكنتش عريس كنت هحضر معاهم الصبحية وأديكِ نقطتك فى أيدك ..


أبتسمت بسعادة وأحتضنته قائلة بفرحة :_ ربنا يخليك ليا يارب ..


على الجانب الأخر ..


خجلت صابرين كثيراً حينما قدم لها أدهم المال وأخبرها بأنها شقيقته فتناولت منه المال بفرحة أما جيانا فكانت سعادتها  لا توصف بعدما تناولت المال من أحمد ولكن تعالت ضحكاتها حينما رأته غاضبٍ ونظراته تعيق عبد الرحمن فأسرع ليحيل بينهم قائلاٍ بغضب :_مش قولتلك متحضنهاش تاني ؟! 


تعمد أن يحتضنها مجدداً قائلاٍ بمكر :_ودا يضيقك فى أيه ؟ ..


جذبه بالقوة قائلاٍ بسخرية :_دا شيء يخصني أنت تنفذ الا اقوله وبس ..


تعالت ضحكات عبد الرحمن قائلاٍ بتسلية :_وحضرتك بتحضن جيانا ليه ؟


أجابه بغضب :_لأنها أختي يا خفيف 


جحظ عيناه بخبث :_وياسمين أخاي يا خفيف ..


وأحتضنها مجدداً لتعلو المشاكسات بينهم من جديد تحت نظرات النمر الساكن ليقطع بؤرة الصمت والثبات قائلاٍ وعيناه تطوف بهم :_بره ..


عبد الرحمن بصدمة :_نعم!


أجابه ومازال يجلس بمحله :_ما بكررش كلامي كتير ..


آبتلع احمد ريقه بصعوبة لعلمه بعناد عبد الرحمن فجذبه قائلاٍ بخوف ؛_تعال نطلع نكمل شكلنا بره أنت متعرفش ممكن يعمل أيه ؟


أجابه بغير مبالة :_هيعمل أيه يعني ؟


حمله أحمد وهرول للخارج لتلحق بهم صابرين وياسمين بضحكات مرتفعة ...وتبقت هى تتأمله بخجل وإبتسامة تعلو وجهها فأقترب منها لتتراجع للخلف مجدداً بخجل فأبتسم بعدم تصديق على عدم قدرته على نزع أرتباكها الزائد ..


*******


بمكانٍ أخر مظلم بعض الشيء ...ومعبئ بالدخان الصاعد من المحرمات كان يجلس على المقعد يرتشف ما حرمه الله بتلذذ وأسفل المقعد كان يجلس أحد رجاله يحرص على أشعال الجمرات ليتنفسه اللعين بتلذذ غير عابئ بمحرمات أنهاها عنها الله سبحانه وتعالي ...


رفع الرجل عيناه له قائلاٍ بتردد :_الا متأخذنيش يعني يا معلم شايفك هادئ كدا وسايب العيال دي من غير ما تعلم عليهم ! ..


نفس الدخان من فمه بأبتسامة لعينة قائلاٍ بسخرية :_وأنت من أمتى بتفهم عشان تعرف المعلم آسلام السلاموني بيفكر فى أيه ؟ ...


آبتسم قائلاٍ بغمزة عيناه الحاملة للشرور :_طول عمرنا ما نفهمش دماغ المعلم بس نحب نعرف برضو ..


نهض" إسلام السلاموني "عن مقعده ليقترب من الشرفة قائلاٍ بغضب مميت :_الواد دا  ملوش كبير يكسره كنت فاكر أما جده يعرف هيتصرف معاه لكن واضح كدا أنه زي قلته ..


لحق به الرجل قائلاٍ بعصبية :_يبقى نخلص عليه ..


قاطعه بوعيد يلمع بعيناه :_ودي برضو مش سهلة 


صرخ الشاب بجنون :_يعني ايه هنسيبه كدا ؟!! ..


ضم معصمه بقوة والمكر يلمع بعيناه :_مش بقولك غبي ..الواد دا  عشان يتربى صح لأزم نستغل نقطة ضعفه ساعتها ممكن يتكسر ويعرف هو أتحدى مين ؟


الشاب بأهتمام :_الا هي ؟


أكتفى ببسمة بسيطة توحى بالهلاك ومصير مختوم ليتنزع قلب نبض بعنف لأجلها لأجل من تربعت على عرش قلب النمر ولكن كيف سيواجه تلك العاصفة ؟! ..


.......آنين قوي سيعصف به حينها ربما سيتبين له مفهوم العجز المخيف ليصنع منه وحشاً ثائر لن يقوى أحداً على إيقافه ليرى ذلك الأحمق الذي ظن بأن ما فعله سيقضي به عليه ليرى بعيناه قوة النمر ! ...


تكملة الرواية من هناااااااا 

لمتابعة  الرواية الجديدة زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل 

متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا

الرواية كاملةمن هناااااااااا

مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا

 مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هناااااا


تعليقات

التنقل السريع