رواية دلال والشيخ الفصل الثامن والثلاثون 38بقلم شيماء سعيد
رواية دلال والشيخ الفصل الثامن والثلاثون 38بقلم شيماء سعيد
#دلال_والشيخ
الحلقة الثامنة والثلاثون
.............
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله ❤️
الأمل بالله هو وقود الحياة وشعلة النور التي تنير دروبنا في أحلك الظروف. إنه الإيمان العميق بأن الله تعالى هو القادر على كل شيء، وأنه لن يخذل عباده المؤمنين. الأمل بالله يمنحنا القوة للمضي قدمًا، والصبر على البلاء، والثقة بأن القادم أجمل بإذن الله.
........
تمعضت حور طوال الرحلة من نظرات سليم التى تفضح عينيه وكأنها تقول للعالم أجمع أنها حبيبته .
كما لاحظ أحمد تلك النظرات فاستغفر: استغفر الله العظيم يارب، الواد طالع شبه أبوه بالظبط ربنا يهديك يا ابن شيكو .
وعندما نظر إلى حور وجد وجهها يكاد ينفجر من الغيظ، فابتسم أحمد وحمد الله إن ابنته قوية وليست ضعيفة حتى لا تنجرف لمشاعر قد تكون غير حقيقية .
أما ياسمين فكانت تصك على أسنانها بغيظ من نظرات سليم إلى حور، فلكزت شيكو بذراعها فتألم وطالعها بغضب قائلا: مش تحاسبى يا آخرة صبرى .
ياسمين بغيظ: ما تخلى ابنك اللى يحاسب شوية ويخلى عنده شوية دم، بدل ما عينه مش بتنزل من على البت وأبوها واخد باله ومكشر ومش بعيد لما يزهق يقوم يضربه ولا يفك الشراكة معاك وتحتاس بقا بمخك الضلم ده زى ابنك يا شيكو .
احتقنت دماء شيكو ومسح على وجهه بإنفعال قائلا: اللهم طولك يا روح، هو يا ست أنتِ متعرفيش تقولى كلمة حلوة أبدا وسده نفسى كده على طول.
انا زهقت والله، وبقولك ملكيش دعوة بالموضوع ده وسبيه ومتخافيش على اللى بينى وبين أحمد .
لأن اللى بنا اكبر بكتير من كده، أنا وأحمد روح واحدة منقدرش نفترق أبدا .
غير أنه عارف سليم محترم بزيادة حتى لو عينه فضحاه لكن مستعد يحميها حتى من نفسه .
أما البنت فكل اللى عليه وعليكِ تدعى وبس ربنا يلين قلبها لسليم عشان الولد صعبان عليه جدا .
ياسمين بنفور: ولد ايه بقا، يارتنى كنت جبت بت أحسن.
ده عيرة الرجالة .
فبرق شيكو لها من الصدمة ولم يستطيع الكلام فاستغفر: استغفر الله العظيم و اتوب اليه .
ربنا يهديكِ يا ياسمين .
أما آسر فظهر على وجهه الحزن ولاحظ أحمد ذلك فسئله: ايه يا هندسة مالك كده مكشر بس كفاية علينا ست حور هانم .
آسر: صعبان عليه جدا سمر، مش قادر أنسى دموعها قبل ما أسافر بس مكنش فى ايدى حاجة .
أنا أصلا عمرى ما وعدتها بحاجة وعلى طول كنت شايفها مجرد أخت وبس مش اكتر من كده لكن مشاعر وحب وكده لا
أنا لسه مقبلتش الإنسانة اللى تخطف قلبى لكن بجد سمر أنا كنت هضعف أمام دموعها وألغى السفر واتجوزها وأمرى لله بس إترجعت على آخر لحظة .
فأخرج أحمد تنهيدة مريرة ثم قال بحزن: كده أحسن يا آسر .
وأفضل كمان بدل ما كنت تقضى طول عمرك حزين وتحس إنك ظلمت نفسك معاها وظلمتها هى كمان لانك مش قادر تديها قلبك.
ثم همس: يارتنى أنا زمان كنت رفضت أشجان يمكن كانت تلاقى حد غيرى يقدرها ويحبها بدل ما اتظلمت معايا، ويمكن كنت قدرت أتجوز دلال قدام كل الناس عشان تحس بالأمان اللى يمكن بسببه حصل اللى حصل وسبتنى فجأة حتى من غير وداع .
يا ترى ليه عملتى كده يا دلال؟
ويا ترى أنتِ فين أراضيكِ؟
ويا ترى ممكن نتقابل بعد العمر ده كله ؟
أنا فعلا خايف أموت من غير ما أشوفك يا أجمل ما شافت عينى ونبض قلبى .
.....
طلب شاهين من سعد وهو شاب ذكى يدير حسابات المحلات أن يذهب إلى شقته ويأخذ دفتر للحسابات قد تركه ولم يأتى به .
فاستجاب سعد وصعد إلى شقة شاهين وطرق الباب ففتحت له سمر، فتخشب سعد فى مكانه وتفتح فمه ببلاهة من جمالها الآخاذ ببشرتها البيضاء وطابق الحسن الذى يزين وجهها .
وعندما لاحظت سمر تحديق سعد بها إنفعلت وصاحت بغضب: صورتنى ولا لسه يا اسمك ايه؟
_هو فيه ايه جدع ما مالك كده متخشب، ما تنطق تقول عايز ايه ؟
سعد بتلعثم: اه أنا كنت جى عشان ..
ثم وضع يده على رأسه محاولا التذكر، فباغتته بقولها بحدة: أنت لسه هتفكر، طب لا مؤاخذة هقفل الباب ولما تفتكر ابقا خبط عشان انا مش فاضية وعندما حاولت غلقه.
أتت والدتها على صوتها المرتفع وتسائلت: صوتك عالى ليه يا سمر، بتكلمى مع مين ؟
ثم لاحظت سعد فابتسمت واستطردت: أنت جيت يا ابنى
الحج لسه مكلمنى أديك الدفتر.
فجحظت عيم سعد متذكرا: اه الدفتر.
فتابعت سمر بتهكم: توك ما افتكرت، الجدع ده دماغه بايظة.
فأشارت لها أنهار: هاتى يا بنتى لسعد كوباية عصير يبل ريقه، عقبال ما أدخل اجبله الدفتر .
فصكت سمر على أسنانها بغيظ مرددة: حاضر يا ماما .
وعندما تقدمت بخطواتها استوقفها سعد بقوله: ملوش لزوم يا آنسة سمر.
أنا هاخد الدفتر وانزل على طول.
فتمتمت سمر: وفرت .
حدث سعد نفسه: لسانها طويل بس زى القمر، يا بخته اللى هتكون من نصيبه ويصحى يلاقى القمر ده قدامه .
ثم جاءت أنهار وناولته الدفتر ثم غادر .
لتغلق سمر الباب من ورائه بقوة، فنهرتها أنهار: ما براحة على الباب يا سمر .
سمر بإنفعال: معلش يا ماما، أنا مصدقت الراجل الغلس ده مشى .
فضحكت أنهار مرددة: غلس!!
ده سعد ده سكر وطيب اوى وأبوكِ ديما يكلم عنه وعن شطارته غير، أنه امين اوى على الشغل ودبة النملة يكتبها، صراحة محترم ويا بخت اللى هتكون من نصيبه .
سمر بتهكم: يبختها قولى أمها داعية عليها، دى سحنته كفاية تقفلها .
......
وصل أحمد مع ابنته وآسر وشيكو وعائلته إلى مطار ألمانيا وعندما هبط من الطائرة شعر بنبضات قلبه تزداد فوضع يده على قلبه وهمس باسم دلال لا إراديا .
ولاحظت حور ذلك فطالعته بقلق قائلة: مالك يا بابا، أنت تعبت من السفر يا حبيبى ؟
ابتسم أحمد لها وقال مطمئنا: لا يا قلب بابا، أنا بخير .
ودلوقتى هنخلص الإجراءات ونروح البيت نستريح شوية من السفر وبعدين ننزل نتفسح ونتعرف شوية عن البلد والمعالم اللى فيها .
فهمست حور فى أذن أحمد: وطى صوتك يا بابا عشان ميسمعش عمو شيكو ويجى هو وابنه الرذل ده سليم .
ويا لهوى لو جت أمه كمان دى تفضحنا بين الأجانب يا مولانا .
فغضب أحمد ونهرها: حور ده كلام عيب وحرام عشان يعتبر نميمة.
اخفضت حور بصرها قليلا واستغفرت: استغفر الله العظيم.
مش قصدى يا بابا بس بجد أنا عايزة أخد راحتى معاك ومع آسر لوحدنا بليز ممكن .
فابتسم أحمد ولبى طلب صغيرته: حاضر يا عيونى زى ما تحبى .
وبالفعل تم ما تريد لتنبهر حور بجمال تلك البلد الغريبة عليها وأخذت تلتقط كثيرا من الصور لها مع والدها وآسر لتكون تذكار لها عندما تعود إلى أرض الوطن .
تذمر آسر من كثرة المشى وشعر بالإجهاد فقال: مش كفاية كده ونرجع بقا يا ست حور، مش قادر أقف على رجلى ربنا يسامحك .
حور: معلش خمس دقايق كمان يا أسورة ونروح بس تعال نتصور عند النافورة الحلوة دى .
آسر: ماشى آخر صورة بس .
حور: ايوه يا اخى مش عارفه متسربع كده ليه .
وعندما اتجهوا نحو تلك النافورة، صادف وجود مُنايا مع صديقة لها مصرية أيضا تدعى سلمى .
قالت سلمى بإنبهار: بصى يا مونى اللى جى ده مع بنت محجبة، شكله مز خالص، ياريت يكون مصرى ولا حتى ثرى عربى يا بنتى اهو تبقى مصلحة .
مُنايا: بس يا حبيبتي، عيب كده مبتبصيش عليهم ألا يخدوا بالهم .
سلمى: عيب ايه!!
دى حتة مارون جلاسيه بس يا ترى البنت اللى معاه دى ايه نظامها خطيبته ولا أخته ولا صاحبته، يارب تكون أخته .
ثم لاحظت سلمى أحمد فقالت بإعجاب: اوبا ومين ده كمان اللى جى وراهم عسول اوى واللحية هتاخد منه حتة، شكله كده أخوهم الكبير بس قمر، أنا بحب السن ده اوى .
بيكون الراجل عاقل وراكز ويدلع الست اللى معاه .
منايا بإنفعال: وبعدين معاكى يا سلمى، لو مبطلتيش كلام عليهم همشى واسيبك.
سلمى: طول عمرك وش فقر، ومش مقدرة النعمة ، دول الرجالة دول حاجة قمر خالص.
منايا بضحك: قمر بالستر يا بت.
بقا الرجالة حاجة قمر، دول بوز نكد من خلال التجارب اللى بقرئها على الفيس إلا بابى بس الله يرحمه هو الوحيد اللى عمرى ماما ما اشتكت منه ونفسى بجد اتجوز واحد زيه .
سلمى: ما هو عشان كان أكبر من مماتك كتير اوى يا مُنايا، فعشان كده كان مدلعها وميقدرش يزعلها .
وأظن العسل ابو لحية ده ممكن يقوم بالواجب ده، أنا هتنازلك عنه زى بعضه مع أنه عجبنى وهاخد الصغير .
شوفتى بقا أنا حنينة ازاى .
مُنايا بضحك: أنتِ هتقوليلى..!!
وعندما رفعت بصرها وطالعت أحمد بجانب حور ويقوم بتصويرهم آسر .
نبض قلبها بشعور لم تشعر به من قبل، شعور غريب لأول مرة يرواد قلبها الصغير.
فوجدت نفسها تتأمل ملامحه وغزى قلبها شعور أنه ملامحه ليست بالغريبة عليها وأنها قد رأته من قبل .
فابتسمت دون شعور منها ثم لفت نظرها صوت حور
_ عايزين نصور احنا التلاتة مع بعض نشوف حد يصورنا
فتقدمت مُنايا التى لم تبرح عينيها أحمد دون شعور قائلة:
_ممكن أنا أقوم بالمهمة دى أصوركم .
فابتسمت حور ورددت: ايه ده مصرية زينا ، يا هلا ومرحبا بنت بلدى، أنا سعيدة اوى انى شوفتك وممكن تكون صحاب .
لم ينظر أحمد إلى مُنايا عندما إقتربت منهم وعرضت عليهم التصوير ولكن صوتها الذى يعلمه جيدا عن ظهر قلب ويشبه صوت أحب الناس إليه " دلال" جعله يرفع عينيه ليطالعها لثوانى معدودة وهمس دون أن يسمعه أحد" دلال" .
ولكنه أخفض بصره سريعا وهمس بحزن: أنت اتجننت يا أحمد.!!
دلال ايه، دى عيلة من دور بنتك .
ثم أخرج زفيرا حارا وهمس بمرارة: وبعدين يا دلال، أنا بقيت مهوس بيكِ لدرجة إنى بشوف شكلك فى اى بنت ولا ايه .
يا ترى أنتِ فين يا حبيبتي، وامتى هشوفك ولو حتى للحظة واحدة أقولك قد ايه أنتِ وحشتينى يا ضى عيونى .
أما آسر فكان فى عالم آخر عندما رآى منايا، فقد انبهر بجمالها الطبيعى ورقتها وصوتها العذب .
لذا ردد سريعا: طبعا احنا لينا الشرف يا آنسة انك تصورينا .
خجلت منايا وقالت: ميرسى.
أنا أسمى مُنايا المنياوى.
حور: الله اسم جميل جدا وجديد .
آسر: فعلا اسم قمر زى صاحبته .
منايا: هو مشابه لإسم بابى الله يرحمه، وماما هى اللى اختارت الاسم ده عشان كانت بتحبه جدا .
تنبه أحمد لكلمة الله يرحمه، فأشفق عليها وهمس: يتيمة يعنى !
لا حول ولا قوة الا بالله، قلبى وجعنى عليها .
ثم رفع بصره إليها، ليجدها تبحلق به، فشعر بالحرج وسرعان ما أخفض بصره وهمس: البنت دى فيها حاجة غريبة اوى، ومش عارف فعلا هى شبه دلال فعلا ولا انا من كتر ما دلال وحشانى بيتهيألى .
بس كل اللى أقدر اقوله إنى حاسس ان نظرات البنت دى مش طبيعية وبتقول حاجة مش فاهمها .
وبالفعل قامت منايا بتصويرهم وشكرتها حور
_ متشكرة جدا يا منايا، وياريت أشوفك تانى ممكن
منايا: ياريت نتقابل تانى، ممكن رقمك عشان اتواصل معاكِ.
حور: أكيد، أتفضلى .
منايا: تمام هرن عليك دلوقتى، تسجليه .
فهمس آسر إلى حور: ابقى ادينى رقم الموزة دى يا حور.
فدعست حور قدمه فتألم، فابتسمت حور وقالت بمكر: سورى يا آسورة مخدتش بالى .
فصك آسر على أسنانه بغيظ وقال: مخدتيش بالك ودينى لما نروح بس مش هسيبك .
ثم جاءت سلمى مسلطة نظرها على آسر وقالت: ايه يا مونى سبتينى وروحتى فين ؟
مش تعرفينا طيب عليهم ؟
منايا بحرج: اسفة يا سلمى، أتاخرت عليكى .
حور: أهلا بيكِ يا قمر، ومعلش خدنا منك صاحبتك شوية.
أنا حور والمشاكس ده آسر اخويا .
والقمر ده بابا .
فرمقته منايا بحزن وهمست: بابا ازاى مش باين عليه .
يعنى مجوز .
فسئلت بحرج: امال فين ماما عشان تصور معاكم ؟
فلمعت عين حور بالدموع وقالت بحزن: ماما الله يرحمها .
فسارعت منايا بقولها بآسف: أنا اسفة جدا .
آسر: مفيش آسف ولا حاجة .
ثم نظر إلى سلمى: أهلا بيكِ يا آنسه.
سلمى بدلال: أسمى سلمى وحقيقى أنا سعيدة انى اتعرفت عليك ، يوه قصدى عليكم .
حور: أهلا بيكِ يا سلمى .
والله أنا سعيدة جدا انى اتعرفت على ناس من بلدى لأنى كنت جاية خايفة اكون وحيدة هنا عشان معرفش حد وأنا من النوع الاجتماعى اللى ميعرفش يكون لوحده .
ولو انى عارفة إن دراسة الطب هتاخد كل وقت.
اتسعت عين منايا مرددة: انتِ فى طب ؟
حور: اه اول سنة ليه وبابى كمان هيكمل دراسته بعد انقطاع طويل بسبب شوية ظروف كده.
أما آسر فهو باشمهندس بس هيشتغل فى فرع شركة بابا هنا .
فهمست سلمى: شركة، يا حلاوة يا ولاد، اخيرا لقيت واحد حليوة ومتريش كمان، إظاهر أمك دعيالك يا سلمى واخيرا هتستريحى من الشغل والممرطة عشان تقدرى تخلصى كليتك هنا .
ابتسمت منايا بفرحة أن ذلك الملتحى الذى لا تعلم ما به يجذبه إليها هل وجهه المريح ام قلبه النقى الذى تكاد تراه من داخله
لتستطرد: يا محاسن الصدف، سبحان الله أنت كمان اولى طب، يعنى معناها هشوفكم كتير .
توتر أحمد عند سماعه كلماتها ولكنه حاول السيطرة على نفسه وحدث نفسه:مالك يا أحمد فيه إيه .
ايه خلاك متوتر كده لما عرفت انك هتشوفها كل يوم !
عادى فيها ايه .
_ مش عارف البنت دى فيها حاجة غريبة وكأنى اعرفها قبل كده وحاجة بتجذبنى ليها بس مش عارف هى ايه ؟
حور: بجد والله، لا أنتِ كده عايزة بوسة كبيرة، تعالى لما أبوسك يا قمر أنتِ .
فضحكت منايا وعلق آسر يتهكم:
_ براحة عليها ألا تكليها يا حور ، عشان عارفك مفجوعة.
تذمرت حور مرددة: أنا مفجوعة يا بابى.
ابتسم أحمد وأشار برأسه: اى نعم .
حور: لا أنتم متفقين عليه بقا .
أنا زعلانة، بقولك ايه يا مونى ما تخدينى معاكِ.
منايا بضحك: ياريت أنا كان نفسى اوى فى أخت تشارك معايا كل حاجة فى البيت .
سلمى بغيظ: ايه يا ست منايا، من لاقى أحبابه نسى صحابه ولا ايه .
هو أنا مش أختك برده ولا ايه ..!
منايا: اه طبعا بس أنا قصدى على الأخوات الشُققه من الدم .
سلمى: يا ستى مش مهم ، المهم انى موجودة اهو .
ومش كفاية نروح بقا عشان الكلية الصبح .
منايا: اه طبعا، طيب بعد اذنكم يا جماعة وان شاء الله نتقابل بكرة فى الكلية .
آسر: أنا كده شكلى هقدم طب بعد الهندسة عشان الصحبة الحلوة دى .
فابتسمت منايا بخجل واحمرت وجنتيها .
آسر: لا مقدرش على كده، هو فيه لسه بنات بتكسف وخدودها تحمر، دى البنت اللى معاها عينها قبيحة ومش منزلة عينيها من عليه .
لكن شكل منايا دى حاجة تانية خالص وحاسس انى هيكون ليه معاها قصة.
،ياااه ممكن تكون فعلا البنت اللى بحلم بيها طول عمرى والحب اللى انتظرته كتير .
غادرت منايا بعد ذلك وعندما غادرت شعر أحمد بخفقان فى قلبه، لا يعلم سره .
بل تشوق لرؤية صغيرته مرة أخرى.
فمتى سيعلم أنها ابنته من حبيبة العمر والقلب" دلال"
......
عادت مُنايا الى المنزل وعانقت والدتها وأخذت تقبلها
مرات عديدة والإبتسامة لا تفارقها .
دلال بحب: حبيبة قلب ماما، وشك منور يعنى ومبسوطة، خير قد كده الخروج مع سلمى ريحك .
مُنايا: هى سلمى لذيذة ودمها خفيف وانا بحبها وبنت بلد مجتهدة بتشتغل وتصرف عشان تقدر تكمل دراسة مش زييى نايتى وبصرف من فلوس بابا الله يرحمه .
فضحكت دلال: أحلى نايتى وبسكوتة يا قلبى.
وربنا يرحمك يا باشا بحق ما جعلتنا مستورين.
إستطردت منايا: بس اللى خلانى مبسوطة يا ست الكل انى قابلت بنوتة عسل كده اسمها حور هى وبابها وأخوها .
شكلها عسولة اوى ودمها خفيف وحبتها جدا وكمان طلعت زميلة ليه فى الكلية، وان شاء الله هجبها هنا معايا مرة عشان تتعرفى عليها ، أنا متأكدة انك هحتبيها .
وشكلهم عيلة ملتزمة لأن حجابها كبير وبابها ملتحى.
سرى شعور سيطر على كيان دلال عند ذكر ملتحى وتذكرت احمد بلحيته التى خطفت قلبها عندما شاهدته اول مرة .
وهمست: كنت قمر يا مولانا باللحية، كانت هتاكل من وشك حتة .
ولكنها لم تتخيل أن ذلك الملتحى هو أحمد .
دلال بلهفة: شوقتينى أشوفها .
منايا: صح يا ماما، أنتِ ليه مجبتيش ليه أخ ولا أخت بدال ما أنا وحيدة كده .
فحركت دلال شفتيها بإستياء وهمست: ودول كنت هجبهم إزاى باللاسلكى وكان هينفع من غير مولانا .
ثم قالت بهدوء: هو النصيب وإرادة ربنا يا حبيبتي.
.....
اتصل شيكو على أحمد بناءا على رغبة سليم بعد إلحاح شديد منه، لأن حور لا تجيب على رسائله فأصابه القلق .
رغم أن شيكو أفهمه أنها ربما تكون نائمة من عناء السفر ولكنه أصر فاضطر للإتصال فأجابه احمد:
حبيبى يا اخويا وصاحبى.
شيكو: لا يا عم انا زعلان لا حس ولا خبر من ساعة ما جينا، ايه مش معقول كل ده نايم .
أحمد: لا يا صاحبى مقدرش على زعلك بس الانسة حور دبستنى فى فسحة عشان تتفرج على البلد وراجع رجلى متكسرة والله .
فضحك شيكو: يا راجل أجمد كده ولا شكلك كبرت وعجزت.
أحمد بضحك: شكلها كده يا صاحبى.
شيكو: لا متقولش كده انت لسه فى عز شبابك يا أحمد .
ونفسى بجد تنسى الماضى ولى فيه ونشوف نفسك شوية، كفاية السنين اللى عدت وانت دافن نفسك حرام كده .
حب الدنيا عشان تحبك وشوف بنت الحلال اللى تسعدك باقى عمرك يا أحمد ويمكن ربنا يكرمك منها بالولد الصالح اللى يشيل اسمك ويقدر تعبك كل السنين اللى فاتت ويكمل هو .
لم يتحمل أحمد كلمات شيكو بنهره بحزن: أنت بتقول ايه يا شيكو .
لو بتحبنى صح متفتحش سيرة الموضوع ده تانى .
يستحيل وحدة ست تدخل حياتى بعد دلال أبدا، لأنى قلبى معها هى وبس .
فمش عايز أظلم حد معايا تانى، كفاية ظلمت أشجان الله يرحمها .
شيكو: يعنى هتقضى بقية عمرك مترهبن كده يا مولانا .
ما تجيب وحدة تعكنن عليك عيشتك يا ياسمين كده ، مراتى حبيبتي.
فضحك أحمد وردد: لا شكرا سبتلك أنت النكد، حلال عليك .
شيكو: بقا كده، ماشى يا ندالة .
طيب هشوفك بكرة بقا فى مقر الشركة الجديد .
أحمد: اه باذن الله بس انت عارف هتأخر طبعا بعد ما اخلص الكلية .
شيكو: والله فرحنلك يا دكتور أحمد انت تستاهل كل خير .
أغلق شيكو الخط مع أحمد ليطالع سليم بحزن لما آل إليه من حزن على فتاة لا تشعر به .
فوجده يغادر الى غرفته بعد أن استمع الى المكالمة وعلم أنها كانت تستمتع بوقتها دونه ولا تفكر به .
فألقى بنفسه على الفراش وضم وسادته إلى صدره وحدث نفسه بغصة مريرة: للدرجاتى أنا مش فى بالك يا حور ومطنشة كل رسايلى ومبترديش عشان حضرتك بتتفسحى ومش فاضية وكمان من غير ما نعرف .
اه ما هو صحيح مش عايزانى معاكِ عشان تاخدى راحتك .
ماشى يا حور وحياة قلبى اللى احبك واتمنى منك ولو كلمة ولا حتى نظرة، هتيجى أنتِ اللى تقوليلى بحبك وعايزاك .
وأنا ايه تفتكروا هرفض واعمل تقيل لا دى نبض قلبى وحتة منى هاخدها فى حضنى واقول نورتى حياتى .
فاصمد يا قلبى أمام حبها وصون كرامتك حتى تنال المراد عزيزا .
ومنذ تلك اللحظة قرر سليم الا يحدثها وان يهتم بمستقبله كما تهتم هى وأكثر ولكن إن كان لسانه لن ينطق بحبها ، سيدع قلبه سيد المواقف إن احتاجت له فى أى لحظة .
ولن ييئس حتى تهيم به حبا .
......
وفى اليوم التالى
أصر آسر على توصيل أحمد واخته إلى الجامعة .
تعجب أحمد قائلا: أنت يا ابنى ملوش لزوم تعطل نفسك وروح المكتب عشان تشوف شغلك مع عمك شيكو، حرام هو يشيل لوحده كل حاجة .
توتر آسر حتى لا يفتضح أمره أنه يريد رؤية تلك الساحرة التى سحرته من أول نظرة .
ولكن حور انقذته من ذلك الحصار لأنها شعرت به من نظراته إليها فقالت: سيبه يا مولانا، خليه يجى ياخد فكرة عن الجامعة ويشوفها من جوه ويخدله صورتين يتمنظر بيهم قدام صحابه أنه بقا شخصية مهمة ويقدر يدخل اى مكان .
ويرد عليه أصحابه: عاش يا بطل اللى مشرفنا جوه وبره .
فقهقه أحمد واستطرد: وأنا أقول البت سيلينا طالعة لمين، طالعالك لسانها متبرى منها .
ليهمس آسر فى أذنها: جبارة بس ماشى اى حاجة المهم أشوفها.
حور: ما يوقع الا الشاطر، يا عينى عليكِ يا سمورة، مش كانت أولى بيك يا ابنى.
آسر: القلب وما يريد يا حور، وافتكرى الكلام ده كويس لما يجى نصيبك .
حور بنفور: لا أنا مليش فى الصنف اشبعوا بيه انتوا، أنا هتخصص قلب عشان أداوى مش انجرح زيكم .
فضحك آسر: اه يا جااامد أنت .
ليصلوا بالفعل الجامعة وكانت منايا فى انتظارهم بفارغ الصبر وعينيها تبحث عنهم فى كل مكان .
ولا تعلم سر انجذابها الى أحمد اهو اعجاب ام حنين لمشاعر أب افتقدته منذ سنوات وترك فى قلبها فارغ تريد أن تملئه بالقرب من أحمد .
ولكنها فى ذات الوقت عندما رأت آسر فى فنبض قلبها وغزت السعادة روحها فتعجبت وسئلت نفسها:
_يووو ما ترسى على بر يا ست مونى أنتِ معجبة بالولد ولا أبوه ومش عارفة ازاى ده يكون ابو ده شكله جابه وهو إعدادى لسه ههههه.
وعندما ضحكت اذابت قلب آسر عشقا وتمتم بحب: لا مقدرش على كده انا ومش بعيد النهاردة اقولها بحبك و بالليل اكون كاتب عليها واقولها متضحكيش تانى غير قدامى أنا بس، عشان مصورش قتيل لو حد فكر بس يبصلك .
أما أحمد فتوتر من ضحكتها وقال: مش ممكن الشبه بينها وبين " دلال" حتى فى الضحكة ونظرة العين وطريقة الكلام .
أنا هتجنن !!
البنت دى طلعتلى منين بس ؟وهتصرف معاكِ إزاى ؟
ويا ترى أنتِ فين يا نبض قلبى، أنا من غيرك ولا حاجة .
يارب تكون الحلقة عجبتكم ومتنسوووش لايك وكومنت لرفع الحلقة ❤️
نختم بدعاء جميل ❤️
أَصلِح لي شأني كُلَّهُ يا الله.. ولا تتركني وحيدًا فإنِّي لا أعرف كيف تستمر الحياة دون أن أشعر بلطفك، دون أن أشعر بيدك معي في كل أمر.. فكن معي وثَبِّتني وأعنّي على نفسي، وتولّني بحُسن تدبيرك وسعة فضلك، وسخّر لي الخير يا ربّ.. كل الخير.
لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا
بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل
متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا
الرواية كامله من هناااااااااا
مجمع الروايات الكامله1 اضغط هناااااااا
مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هنااااااا
تعليقات
إرسال تعليق