رواية اسر قلبى الفصل الثامن وعشرون والتاسع وعشرون والثلاثون بقلم هدير الصعيدي وولاء يعقوب
رواية اسر قلبى الفصل الثامن وعشرون والتاسع وعشرون والثلاثون بقلم هدير الصعيدي وولاء يعقوب
الحلقه الثامنة والعشرين
ما إن فقدت رؤى وعيها على صدر سليم حتى شهقت فريده بقوه وهتفت قائله
فريده بخوف : رؤى
وتوجهت إليها هى وفريد وحازم وحاولوا إفاقتها ولكنها كانت غائبه عن الوعى تماما .. فإتصل فريد بالمستشفى ليخبرهم بحاله رؤى وتم نقلها فورا للمستشفى ... وكانت فريده وحازم وفريد بصحبتها .. وما إن وصلوا حتى توجه فريد معها إلى داخل الغرفه لإجراء الكشف عليها .. وبعد فتره خرج فريد من الغرفه فتوجهت إليه فريده بسرعه وهتفت قائله
فريده بخوف : إيه يا فريد رؤى مالها ؟؟
فريد بحزن : للإسف رؤى غايبه عن الوعى تماما ومش راضيه تستجيب لينا وكمان القلب إتأثر جدا بالصدمه الى هى إتعرضتلها
فريده بخوف : يعنى إيه ؟ .. بنتى هتروح منى
فريد بحزن : هى هتفضل فى العنايه المركزه الفتره دى لحد ما نطمن عليها .. ودلوقتى لازم نرجع الفيلا عشان العزا
فريده ببكاء : يارب .. سليم ورؤى الإتنين
حازم وهو يمسك بفريده : يا ماما إهدى .. يلا وقفتنا هنا مش هتعمل حاجه .. يلا خلينا نرجع الفيلا ... يلا يا خالو
فريد ببكاء : هنا هيتابعوا معايا كل شويه بالتليفون ولو حصل حاجه هيبلغونى
وبالفعل غادر فريد وفريده وحازم المستشفى متوجهين إلى الفيلا بعد أن قام فريد بالتوصيه على رؤى وضروره إبلاغه بأى أمر طارىء يحدث لها
فى الفيلا
كانت أمل جالسه على الأرض بجوار فراش سليم تبكى وبجوارها دينا تحتضنها .. أما فارس فكان لا يزال جالسا بجوار سليم يبكى هو الأخر ... وما إن وصل فريد وحازم وفريده إلى الفيلا مره أخرى حتى بدأت مراسم الدفن ... جاء مغسل الموتى .. وتم تكفين سليم .. وقاموا بوضعه بداخل صندوق الموتى ... وأثناء خروجه من الفيلا كانت أمل منهاره تماما وكانت تسير خلفه وهى تردد إسمه مرارا وكانت فريده بجوارها تمسك بها وهى تبكى ... وتم وضع سليم بعربه نقل الموتى متوجهين إلى المقابر .. وأصر فارس على أن يركب معه فوافق فريد وحازم وأدهم وكريم وتوجهوا خلفهم بسياره حازم
فى المقابر
بعد أن تم دفن سليم ... كان فريد يقف يبكى أمام قبر سليم وترنح فى وقفته فأمسك به حازم وهتف قائلا
حازم بخوف : خالو ... فارس تعال إمسكه معايا .. يا فارس
لم يرد فارس فقد كان فى حاله شديده من الصدمه وظل ينظر إلى قبر سليم والدموع تنهمر من عينيه ... أما أدهم فتوجه سريعا إليهم وأمسك هو وحازم بفريد والذى كان يبكى بشده وأدخلوه إلى السياره ... وبعدها نظر حازم بإتجاه فارس فوجده مازال واقفا أمام قبر سليم فتوجه إليه .. وما إن وصل إليه حتى أمسك بذراعه و هتف قائلا
حازم : فارس .. يلا عشان العزا
فارس ببكاء : سليم يا حازم ... مش قادر أسيبه وأمشى
حازم ببكاء : يلا يا فارس .. يلا عشان خاطر خالو فريد .. ده منهار خالص فى العربيه
ظل فارس ينظر إلى قبر سليم ويبكى بشده .. ولكنه فى النهايه ذهب مع حازم إلى السياره وتوجهوا مره أخرى إلى الفيلا
طوال فتره العزاء .. كانت أمل منهاره و لا تكف عن البكاء والهتاف بإسم سليم .. وكانت فريده تبكى هى الأخرى وهى محتضنه دينا ... أما فارس فكان يجلس شاردا لا يعى ما حوله ... وما أن إنتهى العزاء حتى إختفى فارس عن الأنظار
بعد فتره
بحث حازم عن فارس فلم يجده وذهب إلى جنى وسألها فأخبرته أنها لم تراه .. فذهب سريعا يبحث عنه فى غرفه سليم وغرفه التدريب فلم يجده فزاد القلق بداخله ... وذهب سريعا إلى كريم وهتف قائلا
حازم : كريم .. متعرفش فارس فين ؟
كريم ببكاء : لا .. كان هنا من شويه .. شوفه يكون طلع فوق
حازم : لا .. دورت عليه فى كل حته مش لاقيه ....... ثم صمت قليلا وأخذ يفكر إلى أن هتف فجاه قائلا : كريم بقولك إيه تعال معايا أنا عارف هو ممكن يكون فين
أومأ كريم برأسه إيجابا وذهب مع حازم
فى ذلك الوقت كان فارس يجلس أمام قبر سليم يبكى بشده
فارس ببكاء : ليه يا سليم .. طب أنا هعيش دلوقتى إزاى وأنت مش معايا .. كدا يا صاحبى .. أنت وبابا فى نفس السنه .. ياريتنى كنت روحت معاك وأنت مسافر ... سيبتنى ليه فى الدنيا لوحدى .. مش دايما كنت بتقولى إننا هنفضل طول العمر سند لبعض ... حتى رؤى يا سليم كانت حاسه إن هيجرا حاجه .. طول اليوم كانت قلقانه عليك وأنا الى كنت أقولها ده عنده شغل وهيجى علطول
حينها كان حازم قد أتى هو وكريم بسيارته ... وما إن وصلوا حتى نزلوا ودخلوا سريعا إلى المقابر .. فوجدوا فارس يجلس أمام قبر سليم وعز وهو يبكى فتوجهوا إليه سريعا .. وما إن وصلوا حتى هتف حازم قائلا
حازم : فارس .. موتنى من القلق عليك ... إيه الى جابك المقابر فى الوقت ده
فارس ببكاء : جاى لصاحبى يا حازم
حازم ببكاء وهو يمسك بذراع فارس : يا فارس .. غلط إلى بتعمله ده .. قوم معايا يلا
فارس ببكاء وهو يبعد حازم : لا .. مش هقدر أسيبه أول ليله لوحده .. ده عمره ما سبنى فى يوم لوحدى .. دايما كان بيفضل جنبى ومعايا فى أى حاجه .. أقوم أنا أسيبه دلوقتى
كان كريم يستمع إليهم والدموع تنهمر من عينيه بشده
حازم : يا فارس متعذبوش .. دموعك دى بتعذبه .. إدعيله يا فارس
فارس ببكاء : حازم هو سليم مات بجد .. طب أنت مصدق .. قولى إنه ممتش .. ده كله حلم مش كدا
لم يرد حازم بينما نظر إلى كريم وهتف قائلا
حازم ببكاء : كريم تعال نقومه مش هينفع كدا
وبالفعل قام كريم وحازم بالإمساك بفارس ورفعوه عن الأرض ونجحوا فى رفعه بعد مقاومه كبيره من فارس .. وتوجهوا به إلى السياره
فى الفيلا
كانت جنى تجلس فى الغرفه بعد أن نام سليم الصغير ... وفجأه وجدت الباب يُفتح ورأت فارس يدخل ويغلق الباب ... فنظرت إليه فى قلق وتوجهت إليه
جنى بقلق : فارس .. خوفتنى عليك .. كنت فين
فارس : كنت فى المقابر
شهقت جنى وهتف قائله : دلوقتى !
لم يرد فارس وإنما توجه إلى الفراش وجلس عليه .. فتوجهت إليه جنى وجلست بجواره ووضعت يدها على كتفه وهتفت قائله
جنى بحزن : فارس .. أنا متعوده منك إنك تكون أقوى من كدا .. متخوفنيش عليك
فارس ببكاء : سليم يا جنى
جنى ببكاء : إدعيله يا فارس .. هو فى مكان أحسن بكتير دلوقتى .. وبعدين كلنا نموت يا حبيبى .. عشان خاطرى إجمد كدا
إرتمى فارس فى أحضانها فجأه وأخذ يبكى بشده .. فضمته جنى إلى صدرها وأخذت تربت على رأسه وهى تبكى .. وبعد لحظات هتف فارس قائلا
فارس ببكاء : كلمنى قبل ما يموت بشويه يا جنى ووصانى على كل الى فى البيت .. وأنا إلى مفهمتش قصده وقعدت أهزر وأقوله دول أربع ساعات وأضحك .. كان بيكلمنى اخر مره .. أخر مره يا جنى ومش هسمع صوته ولا هشوفه تانى .. سليم مكنش صاحبى وإبن خالى بس ده كان أبويا .. انا كنت بعتبره أبويا التانى ... كان شايل مسئوليه كل حاجه .. هو و أبويا ماتوا فى نفس السنه يا جنى نفس السنه .. أنا إتيتمت مرتين .. أأأأه .. يارب الصبر من عندك
كانت جنى تربت على رأسه وهى تبكى هى الأخرى .. وفى تلك اللحظه إستيقظ سليم الصغير على صوت بكاء والده وتوجه إليهم ونظر لوالده بحزن وهتف قائلا
سليم الصغير بحزن : بتعيط ليه يا بابا ؟
إعتدل فارس فى جلسته وإبتعد عن جنى وأخذ يجفف دموعه وهتف قائلا
فارس : تعبان شويه يا حبيبى .. أنت إيه إلى صحاك
فارس الصغير بحزن : هو عمو سليم فين .. أنا مشوفتوش خالص النهارده ؟
نظر له فارس بأعين دامعه ولم يجيبه فهتفت جنى قائله
جنى : عمو سليم مسافر يا حبيبى عنده شغل
سليم الصغير : طيب هيجى إمتى ؟
جنى : مش عارفه لسه ... وبعدين هو أنت صحيت ليه مش أنا لسه منيماك .. يلا يا حبيبى عشان تنام
ذهب سليم الصغير مع جنى وتوجه إلى فراشه وظلت جنى بجانبه إلى أن نام مره أخرى
بعد مرور خمس أيام
فى المستشفى .. كان فارس يجلس هو وفريده مع فريد بغرفته وحينها هتف فارس قائلا
فارس : يعنى هى حالتها إيه دلوقتى يا خالو .. هتفوق ولا إيه ؟
فريد بحزن : الحاله على مدار الخمس أيام الى فاتوا ساءت جامد .. ورؤى للأسف رافضه تستجيب للعلاج
فريده بخوف : يعنى إيه يا فريد .. إتصرف أعمل أى احاجه .. طب خلينى أشوفها يمكن أما تسمع صوتى تفوق
فى تلك اللحظه سمعوا طرقات على باب الغرفه وبعدها دخلت الممرضه وهتفت قائله
الممرضه : دكتور فريد .. الحاله الى حضرتك متابعها فى العنايه فاقت
ما إن سمعت فريده حديث الممرضه حتى نهضت من جلستها وتوجهت سريعا للخارج ولحق بها فريد وفارس
وما إن وصلت فريده لغرفه العنايه حتى وجدت الممرضه تقف على باب الغرفه و تمنعها من الدخول فهتفت قائله
فريده بغضب : هو إيه الى ممنوع .. أنا أمها .. وسعى كدا
الممرضه : يا فندم ميصحش كدا .. بعد إذنك ممنوع تدخلى دى عنايه مركزه
حينها كان فارس وفريد قد وصلوا إلى الغرفه فهتف فريد قائلا
فريد : فريده .. ممكن تستنى بعد إذنك .. مش هينفع تدخلى .. أنا هدخل أشوفها
فريده : أنا عايزه أشوف بنتى يا فريد
فريد : بس أشوفها انا الأول .. إستنينى هنا .. خليها معاك يا فارس
أومأ فارس برأسه إيجابا .. ودخل فريد إلى الغرفه وتوجه إلى رؤى .. فوجدها تفتح عينيها ببطء ثم تغلقها مره أخرى .. فهتف قائلا
فريد : رؤى .. رؤى .. أنتى سمعانى .. رؤى أنا خالو فريد
رؤى بتعب وهى مغمضه العينين : سليم
فريد : حبيبتى .. حسه بإيه يا رؤى
رؤى بتعب : سليم
ترقرقت الدموع فى عينى فريد وخرج من الغرفه وتوجه إلى الخارج ... وما إن رأته فريده حتى توجهت إليه سريعا وهتفت قائله
فريده بقلق : ها يا فريد .. فاقت ؟؟
فريد : هى فاقت بس مش واعيه للى حواليها وبتنادى على سليم .. بس إنها فاقت دى حاجه مطمئنه جدا .. بإذن الله هتتحسن
فريده وفارس : يارب
فى مساء اليوم التالى
كانت فريده مازالت فى المستشفى وبجانبها فارس ... وبعد فتره خرج فريد من غرفه العنايه المركزه وتوجه إليهم وهتف قائلا
فريد : رؤى فاقت الحمد لله .. نقدر حاليا ننقلها أوضه عاديه .. بس المشكله إنها طول الوقت بتسأل عن سليم
فارس بإستغراب : يعنى هى مش فاكره إنه مات ؟
فريد : لا هى عرفه .. بس عقلها رافض يصدق فبتسأل عنه بإستمرار
فارس : طب وبعدين .. نعرفها إنه مات ولا نعمل إيه ؟
فريد : أيوه عرفوها لما تسألكم .. زى ما قولتلك هى عارفه إنه مات .. بس عقلها رافض يصدق فعشان كدا بتسأل عليه .. دلوقتى هى هتتنقل لأوضه عاديه بعدها تقدورا تشوفوها وتقعدوا معاها
بعد فتره
تم نقل رؤى لغرفه أخرى وتوجهت فريده وفارس إليها وما إن دخلوا حتى توجهوا إلى فراشها وهتفت فريده قائله
فريده ببكاء : كدا يا رؤى .. تخوفينى عليكى
رؤى : ماما فين سليم ؟
نظرت فريده لفارس والذى توجه ليجلس بجانب رؤى على الفراش وأحاط كتفيها بذراعه وهتف قائلا
فارس بحزن : رؤى .. سليم ...
صمت فارس قليلا فنظرت له رؤى وترقرقت الدموع فى عينيها .. فهتف فارس قائلا
فارس بحزن : سليم مات يا رؤى
رؤى والدموع تنهمر من عينيها : مات .. يعنى أنا مكنتش بحلم يا أبيه .. سليم سابنى بجد
ضمها فارس إلى صدره فأخذت تبكى بشده .. وظلت هكذا إلى أن ذهبت فى سبات عميق
بعد مرور يومين
خرجت رؤى من المستشفى وكانت تجلس بجوار فارس فى السياره وفجأه نظرت لفارس وهتفت قائله
رؤى : عايزه أروح المقابر يا أبيه
فارس : بلاش يا رؤى
رؤى : عشان خاطرى .. عايزه أروح
فارس على مضض : حاضر
وبالفعل ذهبت رؤى وفارس إلى المقابر .. وما إن وصلت رؤى ووجدت إسم سليم مكتوب على القبر بجانب إسم عز .. حتى أخذت الدموع تنهمر من عينيها كالأمطار وجلست على القبر وتحسست بيدها إسم سليم وهتفت قائله
رؤى ببكاء : مكنتش مصدقه إنك موت .. لحد ما جيت هنا وشوفت الإسم على القبر .. كنت عماله أكدب نفسى طول الطريق .. كدا يا سليم .. مش قولتلك متسافرش .. كان قلبى حاسس إن فى حاجه هتحصل .. قولتلك خدنى معاك مردتش .. أنت وعدتنى إنك هترجعلى .. تقوم ترجعلى ميت ..
ثم إلتفتت ونظرت إلى فارس وهتفت قائله : سليم مات يا أبيه .. ده كلمنى أخر واحده .. مات معايا وهو على التليفون .. من أول ما سمعت صوت صريخه وانا عارفه إنه مات وكنت بكدب نفسى وأقول هيرجع .. سليم مش هيسيبنى ده وعدنى إنه هيجى ..
ثم إستدارت ونظرت إلى القبر مره أخرى وهتفت قائله : كدا يا بابا يعنى كنت جايلى فى الحلم عشان تاخد منى سليم ..
فارس ببكاء وهو يضم رؤى : رؤى كفايه يلا بينا نمشى عشان متتعبيش
رؤى ببكاء : طب وسليم
فارس ببكاء : إدعيله يا حبيبتى .. هو إن شاء الله هيكون فى الجنه
ذهبت رؤى مع فارس وتوجهت إلى السياره وظلت تنظر خلفها كل لحظه على قبر سليم وعز وتبكى ..وما إن إستقلوا السياره حتى توجهوا مباشره إلى الفيلا
وبعد فتره
وصلوا إلى الفيلا فقام فارس بصف سيارته ونزل هو ورؤى وتوجهوا سويا إلى الداخل .. وما إن رآهم سليم الصغير حتى جرى مسرعا تجاه رؤى وهتف قائلا
سليم الصغير بفرحه : عمتو رؤى
رؤى وهى تحتضنه : عامل ايه يا حبيبى
سليم الصغير بإبتسامه : الحمد لله .. وحشتينى أوى
ثم نظر سليم الصغير خلف رؤى وهتف قائلا : أومال عمو سليم فين .. هو مجاش معاكوا ؟
ترقرقت الدموع فى عينى رؤى ولم تجيبه فحزن سليم الصغير لبكائها وهتف قائلا
سليم الصغير بحزن : بتعيطى ليه يا عمتو ؟
فارس : جنى تعالى خدى سليم
جاءت جنى وإحتضنت رؤى .. ومن ثم أخذت سليم الصغير وصعدت به إلى غرفتها
أما رؤى فهتفت قائله
رؤى : أنا رايحه الملحق التانى
فارس : ليه ؟
رؤى : رايحه أوضه سليم
وإستدارت رؤى وتوجهت إلى الملحق الثانى .. وما إن دخلت من باب الفيلا حتى صعدت الطابق الثانى وتوجهت إلى غرفه سليم
وما إن فتحت الباب حتى دخلت إلى الغرفه ونظرت إلى كل أركان الغرفه والدموع تنهمر من عينيها .. وتوجهت إلى خزانه الملابس الخاصه بسليم وفتحتها وأخذت تتطلع إلى ملابسه ثم أمسكت إحداهما وإحتضنته وأخذت تبكى .. ثم توجهت إلى المكتب الخاص به وأخذت تتلمس أشياءه .. ودارت حول المكتب وجلست على الكرسى وأخذت تفتح أدراج المكتب وتشاهد محتواياتها .. وما إن رفعت رأسها حتى وقعت عينيها على فراشه فتذكرت اللحظه التى دخلت بها الغرفه يوم وفاته ووجدته على الفراش .. فنهضت من جلساتها وتوجهت إلى الفراش .. وما إن وصلت حتى جلست عليه واخذت تتحسسه بيدها فوجدته دافئا فإبتسمت وهتفت قائله والدموع تنهمر من عينيها
رؤى ببكاء : زى ما تكون كنت لسه نايم عليه .. الأوضه لسه فيها ريحتك يا سليم
ثم مالت على الفراش وأخذت تبكى بشده
فى مساء اليوم التالى
كان فارس يقف فى شرفه الغرفه شاردا حينما توجه إليه سليم الصغير وأمسك بقدمه .. فنظر له فارس فهتف سليم الصغير قائلا
سليم الصغير : بابا إتصلى بعمو سليم عشان عايز أكلمه .. هو مش راضى يجى فكلمهولى
فارس : روح يا سليم دلوقتى .. إدخل يلا ورح إلعب
سليم الصغير ببكاء : هو عمو سليم زعلان منى ؟
فارس بحزن : يا سليم .. روح لماما يا حبيبى
سليم الصغير ببكاء : لا .. كلملى عمو سليم الاول
أخرج فارس الهاتف من جيب بنطاله وإتصل على رقم سليم وهتف قائلا ببكاء : مبيردش أهو .. أكيد عنده شغل
سليم الصغير : طب أنا عايز أروحله
فارس بعصبيه : خلاص بقى يا سليم .. روح عند ماما
أتت جنى على صوت صراخ فارس وبكاء سليم الصغير وهتفت قائله
جنى بخوف : فى إيه يا فارس .. بتزعق ليه وسليم ليه بيعيط ؟
فارس بعصبيه : خديه من هنا يا جنى
جنى بخوف : طيب حاضر .. تعال يا سليم
سليم الصغير ببكاء : أنا عايز عمو سليم
جنى : طيب تعال بس معايا
ذهب سليم الصغير مع جنى بينما ظل فارس فى الشرفه وإنهمرت الدموع من عينيه وهتف قائلا
فارس : وحشتنى أوى يا سليم
فى تلك الفتره كان فارس قد تغير بشكل كبير .. وزادت عصبيته حتى أن جنى أخذت تتجنب الحديث معه فهو يتشاجر معها على أى سبب ... وما أثار دهشتها هو توجه فارس لشرب السجائر بكثره على غير عادته فهو يبغضها بشده .... أما سليم الصغير فظل دوما يسأل عن سليم ويبكى كل ليله بسبب رغبته فى رؤيه سليم أو محادثته
أما رؤى فأهملت علاجها ورفضت تناول الدواء ولم تخبر أى شخص بتوقفها عن العلاج فهى كانت فى تلك الفتره قد دخلت فى حاله من الإكتئاب وكانت ترغب فى الموت والذهاب إلى سليم لذلك رفضت تناول العلاج
أما أمل فكانت دوما تبكى فى الليل وكان فريد يحاول تهدئتها وما إن كان يفشل فى تهدئتها كان يستدعى فريده والتى كانت تظل معها إلى أن تنام
أما دينا فكان حازم دائما بجوارها وقد تغير حازم معها تلك الفتره وكف عن شجاره معها وإثاره غضبها وغيرتها وإبتعد عما كان يفعله مسبقا وظل يهتم بها دوما
أما فريد فقام بإصلاح سياره سليم ولكنه أمر بإصلاحها من الخارج فقط وتبقى كما هى من الداخل ولم يخبر أى شخص بما فعله
بعد مرور شهرين
كانت العائله كلها مجتمعه على الطاوله يتناولون الطعام وكان سليم الصغير يجلس بجوار جنى ولا يرغب فى تناول طعامه فنظر إليه فارس بغضب وهتف قائلا
فارس بغضب : أنت مبتكلش ليه ؟ .. هو الكلام مبيتسمعش أبدا
سليم الصغير بعند : مش هاكل .. و هقول لعمو سليم عليك
فارس بعصبيه : يا تاكل .. يا تقوم تترزع فوق لوحدك
فريده : فى إيه يا فارس براحه على الولد .. هو يفهم إيه عشان تزعقله كدا
سليم الصغير ببكاء : هقول لعمو سليم عليك .. بس كدا
ونهض سليم الصغير من جلسته وتوجه إلى الطابق الثانى وهو يبكى .. فكادت جنى أن تنهض خلفه ولكن أوقفتها رؤى وهتفت قائله
رؤى : خليكى يا جنى .. أنا أصلا شبعت هطلع أنا وراه
وبالفعل صعدت رؤى خلفه فوجدته يجلس على الدرج يبكى .. فجلست بجانبه وضمته إلى صدرها وهتفت قائله
رؤى : معلش يا حبيبى .. بطل عياط .. بابا ميقصدش يزعقلك كدا
سليم الصغير ببكاء : أنا هقول لعمو سليم عليه .. هو هيجى إمتى بقى يا عمتو ؟
رؤى والدموع تترقرق فى عينيها : تعال نروح الاوضه عندى إيه رإيك ونلعب
سليم الصغير وهو يجفف دموعه بيده الصغيره : ماشى
وبالفعل ذهب سليم الصغير مع رؤى إلى غرفتها ولعبوا قليلا
وبعد فتره شردت رؤى مره أخرى كعادتها مؤخرا فتوجه سليم الصغير إلى الشرفه الموجوده بالغرفه وظل ينظر إلى الحديقه .. وفجأه فتح فمه بدهشه ممزوجه بالفرحه وهتف قائلا
سليم الصغير بفرحه : عمو سليم عمو سليم
ودخل سريعا إلى الغرفه وهتف قائلا
سليم الصغير بفرحه : عمو سليم جه يا عمتو
رؤى وهى جاحظه بعينيها : سليم
سليم الصغير بفرحه : أه جه ... تعالى بسرعه .. أنا نازل
وبالفعل توجه سليم الصغير إلى باب الغرفه وفتحه وجرى بإتجاه السلم ونزل سريعا إلى الأسفل فنهضت رؤى بسرعه وذهبت خلفه
وما إن وصل سليم الصغير إلى باب الفيلا حتى خرج سريعا فى الوقت الذى كان يدخل فيه فريد .. وما إن هم فريد بالدخول من الباب حتى وجد رؤى تجرى تجاهه .. وما إن وصلت إليه حتى هتفت قائله
رؤى : فين سليم ؟
فريد بإستغراب : سليم لسه طالع من شويه برا .. تلاقيه رايح الجنينه .. أصل فارس قاعد فى الجنينه شوفته وأنا داخل
رؤى : لا.. مبسالش عن سليم الصغير .. .. سليم فين يا خالو ؟
فريد بقلق وإستغراب : رؤى .. فى إيه يا حبيبتى .... تعالى يا رؤى معايا نطلع فوق
رؤى : بس سليم قالى إن سليم جه
فريد : طب تعالى بس
أما فى الخارج فكان سليم الصغير يجرى تجاه سياره سليم .. ففريد كان قد إستلمها اليوم من التصليح .. وما إن رآها سليم الصغير وهى تدلف من باب الفيلا .. حتى ظن إن سليم قد أتى
وما إن وصل سليم الصغير إلى السياره حتى توجه إلى بابها وفتحه وبحث بعينيه عن سليم فلم يجده ولكنه لمح هاتف سليم موضوع فى السياره فدخل السياره و مد يده لكى يأخذه ونظر إليه فوجده مكسور فعقد حاجبيه فى إستغراب وأخذ يضغط على الزر الموجود به من الجانب ولكنه لم يفتح .... فأخذده ونزل من السياره وتوجه إلى الفيلا
أما فى غرفه رؤى
فجلس فريد بجانب رؤى على الفراش وهتف قائلا
فريد : رؤى إحنا قولنا إيه .. مينفعش كدا .. لازم تخرجى من الحاله دى
رؤى ببكاء : مش عارفه يا خالو .. مش قادره أعيش من غير سليم
فريد : يا حبيبتى .. أنا مقدر إلى أنتى فيه بس كلنا هنموت .. وبعدين أنا عايزك تيجى معايا بكره المستشفى عشان نعمل الأشعه ونشوف إيه الأخبار
رؤى بحزن : مش عايزه أعمل حاجه
فريد : لا هتعملى .. مش هنكرر إلى حصل قبل كدا وبعد فتره نكتشف إنك تعبانه أكتر
رؤى بحزن : إن شاء الله يا خالو
قبل فريد رأسها وهتف قائلا : هروح أشوف فريده وأمل
رؤى : أوك
نهض فريد من جلسته وتوجه إلى باب الغرفه .. وما إن فتحه حتى وجد سليم الصغير أمامه فإبتسم ونزل لمستواه وقبل وجنته وهتف قائلا
فريد : إزيك يا حبيبى ؟
سليم الصغير بإبتسامه : الحمد لله يا جدو
فريد : يلا إدخل لرؤى بقى
إبتسم سليم الصغير و دخل الغرفه .. بينما توجه فريد إلى غرفه فريده
ما إن توجه سليم الصغير إلى رؤى حتى هتف قائلا
سليم الصغير : عمتو .. بصى موبيل عمو سليم أهو
جحظت رؤى بعينيها وأخذت من سليم الصغير الهاتف وهتف قائله
رؤى : إيه ده .. أنت جيبت الموبيل ده منين ؟
سليم الصغير : من تحت من عربيه عمو سليم
رؤى بدهشه : عربيه سليم !
سليم الصغير : أه .. تعالى بصى
أمسك سليم الصغير يد رؤى وشدها وتوجه معها إلى الأسفل .. وما إن وصلوا إلى الطابق السفلى حتى شدها من يدها وتوجهوا إلى الخارج حيث تقف السياره
ما إن رأت رؤى السياره حتى وقفت فجأه ولم تتحرك .. فنظر إليها سليم الصغير وهتف قائلا
سليم الصغير بإستغراب : يلا يا عمتو .. وقفتى ليه ؟
ظل نظر رؤى معلق على السياره ولم ترد .. فشد سليم الصغير يدها مره أخرى فتوجهت معه إلى السياره .. وما إن وصلوا حتى هتف سليم الصغير قائلا
سليم الصغير : أهو شفتى عربيه عمو سليم أهى .. بس هو مش موجود فيها .. مش عارف راح فين
تركت رؤى يده وأخذت تتلمس السياره بيدها .. ثم فتحت باب السياره وركبت بداخلها .. وما إن ركبت بالسياره حتى إرتعش جسدها بشده فقد إشتمت رائحه سليم .. وظلت تتطلع الى السياره من الداخل ومدت يدها وفتحت تابلوه السياره فوجدت به سلاح سليم فوضعت يدها عليه وأخذت تتلمسه والدموع تترقرق فى عينيها
أما سليم الصغير فكان يتابعها بعينيه ليرى ماذا تفعل
وأثناء تفحص رؤى للسياره لمحت مؤشر السرعه خلف المقود وهو مكسور ولكنها جحظت بعينيها ما إن وجدت أثار دماء عليه ... فمدت يدها المرتعشه ببطء تجاه الدماء الموجوده على مؤشر السرعه ... وما إن تلمسته حتى إنهمرت الدموع من عينيها وأخذت تصرخ وتبكى بشده .. ثم أمسكت بالمقود ووضعت رأسها عليه وزاد بكائها وصراخها فإنتفض سليم الصغير وأخذ يبكى هو الأخر وهتف قائلا
سليم الصغير ببكاء : عمتو .. عمتو
لم تجيبه رؤى بينما ظلت تبكى بشده وهى تهتف بإسم سليم .. فذهب سليم الصغير بسرعه إلى حيث يجلس والده بالحديقه ولكنه لم يجده .. فتوجه سريعا إلى الفيلا وصعد إلى الطابق العلوى وأخذ يطرق الباب بشده وهو يبكى ففتح له فارس وما إن رآه سليم الصغير حتى هتف قائلا
سليم الصغير ببكاء : بابا .. عمتو رؤى بتعيط وبتصرخ
فارس بقلق وخوف : هى فين ؟
سليم الصغير ببكاء : قاعده تحت فى عربيه عمو سليم
فارس بدهشه : إيه !!
جرى فارس سريعا إلى الأسفل وتوجه خلفه سليم الصغير
وما إن خرج فارس من باب الفيلا حتى وجد رؤى تجلس بالسياره ومنكسه رأسها على المقود وتبكى بشده .. فتوجه إليها بسرعه ... وما إن وصل إليها حتى هتف قائلا
فارس بخوف : رؤى .. رؤى
ظلت رؤى تبكى وتصرخ بإسم سليم .. فأبعد فارس رأسها عن المقود وحملها وتوجه بها إلى داخل الفيلا .. وما إن دخل حتى صعد بها سريعا إلى غرفتها .. ووضعها على الفراش
أما أمل وفريده وفريد وحازم فقد أتوا على صوت صراخ وبكاء رؤى .. وما إن دخلوا الغرفه حتى هتف حازم قائلا
حازم بقلق : فى إيه .. مالها رؤى ؟
فارس بعصبيه : مين جاب عربيه سليم هنا ؟
فريد بهدوء : أنا يا فارس
فارس بدهشه : إزاى !!
فريد : أنا صلحتها وجبتها هنا .. مش هبيعها يا فارس
فارس بغضب : ممكن العربيه دى تدخل الجراش لو سمحتوا .. حازم إنزل ودخلها الجراش حالا
حازم : حاضر
أما رؤى فكانت تنتفض وهى تبكى إلى أن غابت عن الوعى
وتم نقل رؤى مره أخرى إلى المستشفى ... وقام فريد بإجراء الأشعه والتحاليل الخاصه بها ... ولكنه تفاجىء بالنتائج وتوجه مباشره إلى غرفه رؤى فى المستشفى والغضب يعتريه ... وما إن وصل إلى الغرفه حتى فتح الباب بغضب ودخل وهتف قائلا
فريد بغضب : رؤى أنتى أخر مره خدتى الدوا إمتى ؟
رؤى بحزن : مخدتوش من ساعه سليم ما مات
فريده وفارس وحازم بدهشه : إيه !
فريد بغضب : إزاى وأنا كنت بسالك عن الدوا وكنتى بتقوليلى باخده .. بتكدبى عليا يا رؤى .. ليه كدا .. شوفتى نتيجه تصرفاتك حالتك وصلت لفين
فارس وهو يقترب من فريد : إهدى يا خالو بس .. براحه عليها
فريد : أنتى عايزه تموتى يا رؤى ؟
رؤى ببكاء : ياريت .. عشان أروح عند سليم
فريده ببكاء : متقوليش كدا .. متوجعيش قلبى يا بنتى
فريد : فارس تعال معايا برا شويه
فارس : حاضر
وبالفعل خرج فريد وفارس للخارج وتوجهوا إلى غرفه فريد بالمستشفى .. وما إن دخلوا الغرفه حتى توجه فريد ليجلس على المكتب وجلس امامه فارس وهتف فريد قائلا
فريد : فارس .. حاله رؤى إتعقدت بطريقه أنا مكنتش متوقعها
فارس : يعنى إيه يا خالو إتعقدت ؟
فريد : يعنى المرض عندها زاد يا فارس .. إنها وقفت الدوا بقالها شهرين .. ده غير الى هى بتعمله فى نفسها .. ده كله تعب عضله القلب بشكل بقى خطير جدا
فارس بخوف : طب تسافر تعمل العمليه يا خالو ؟
فريد بحزن : للأسف مينفعش قلبها مش هيستحمل العمليه حاليا .. اه ممكن قبل كدا كانت تعملها بس أنا أما لقيت بديل وهو العلاج فضلت العلاج ... لكن حاليا العمليه خطر جدا على حياتها قلبها مش هيستحمل إنها تدخل العمليات أصلا
فارس بقلق : طب وبعدين ؟؟ .. طب الدوا هيعمل مفعول
فريد : العلم عند ربنا ... بس إلى باين قدامى من حاله رؤى والتدهور إلى هى وصلتله .. إن رؤى مستحيل تقدر تقوم بأى علاقه زوجيه .. ومستحيل تقدر تخلف كمان
جحظت عينى فارس بشده وهتف قائلا : يعنى إيه مستحيل
فريد : يعنى رؤى حالتها حاليا لو قامت بأى مجهود القلب هيقف .. أنا لما فهمتكوا الحاله قبل كدا قبل موت سليم قولتلكوا إن حالتها فى الفتره الى عملتلها فيها الاشعه متسمحش بإنها تقيم علاقه زوجيه ... وقولتلكوا إن ده هيكون لفتره لغايه ما تتحسن بالعلاج .. دلوقتى بقى الأمر شبه مستحيل .. رؤى بعدم اخدنها للعلاج هدت كل إلى حاولنا نصلحه عشان نرجع نشاط عضله القلب من تانى فى الشهر ونص الى قبل وفاه سليم .. وحالتها النفسيه كان ليها دور بردو فى إلى هى وصلتله
فارس بصدمه : يعنى رؤى خلاص حياتها وقفت .. هتموت
فريد بحزن : رؤى لازم ترجع تاخد العلاج يا فارس
فارس : طيب يا خالو فهمنى بس حالتها هتتحسن بالعلاج ؟
فريد : ده أنا مقدرش أقوله .. ده هيبان فى التحاليل والأشعه الى هنعملها كل فتره .. بس حتى لو متحسنتش لازم تفضل تاخد العلاج عشان نضمن إن عضله القلب تقدر تشتغل .. خليك عارف يا فارس .. ان علاج رؤى احنا مش مستنين من وراه انها تتحسن .. رؤى وخداه عشان تقدر تعيش .. ورؤى لازم تفهم الكلام ده كويس عشان تقبل تاخد العلاج .. انا اتكلمت معاك انت الاول فى وضعها وحالتها ولازم اتكلم معاها هى كمان
أومأ فارس برأسه إيجابا ونكس رأسه فى حزن
أما فريد فأخبر رؤى بتلك النتائج وما أدهشه أنها لم تعلق ولم تحزن ما إن عرفت بأن حياتها بخطر بل أخذت الأمر بشكل طبيعى وكأنها كانت تنتظر أن يحدث هذا .. ولكنه شدد عليها بضروره تناولها للدواء .. كما اوصى فريده وفارس وحازم بمتابعتها بإستمرار
فى تلك الفتره بعد خروج رؤى من المستشفى .. كانت دوما شارده ..وكانت تأخذ دوائها ما إن يلح عليها الجميع ولكنها فى بعض الأحيان كانت تتجاهل تناول الدواء وتخبرهم بأنها تناولته .. أما حازم فحاول فى تلك الفتره ان يُخرج رؤى من تلك الحاله .. فقد كان دوما ما إن يعود من عمله يأخذها بمفردها أو برفقه دينا إلى المحلات التى كانت تذهب إليها مع سليم .. أو يذهب بهم لمشاهده أحد الأفلام .. فكان يحاول دوما أن يخفف عنهم حاله الحزن تلك
بعد مرور شهرين
كان فارس جالس بالحديقه يدخن سجياره وفجأه نهض من جلسته وتوجه إلى الجراش ... وما إن وصل حتى ظل ينظر إلى السياره الخاصه بسليم فى حزن .. ثم رمى السيجاره و أطفأها بقدمه وتوجه إلى السياره لكى يستقلها .. وما إن إستقلها حتى قام بإدارتها ومن ثم قادها متوجها إلى الخارج وأثناء قيادته للسياره كان يتذكر مواقفه مع سليم ويبتسم فى حزن والدموع تنهمر من عينيه
.... فلاش بااك ....
كان فارس جالس بالسياره بجوار سليم وسليم يقود السياره فهتف فارس قائلا
فارس : سليم ما تخلينى أسوق بقى .. أنا نفسى أسوق مره وأنا مسافر معاك
سليم : يا بنى هو انت كل ما تركب تقولى نفسى أسوق مره .. أنا مبعرفش يا فارس أركب جنب حد وهو الى يسوق
فارس : أومال كنت هتعلم رؤى السواقه إزاى
سليم بإبتسامه : لا عندك .. رؤى دى حاجه تانيه خالص
فارس وهو يغمز بعينيه : سيدى يا سيدى .. ماشى يا عم الرومانسى
....... عوده إلى الوقت الحاضر .......
إنتفض فارس وخرج من شروده على صوت كلاكس سياره قادمه بإتجاهه وكان على وشك الإصطدام بها .. فأدار مقود السياره بشده جهه اليمين وأمسك فرامل اليد بسرعه فوقفت السياره وكان بينها وبين الشجره سنتيمترات قليله .. فإرتعد فارس ولم يقوى على القياده وأمسك هاتفه بأيدى مرتعشه وإتصل بحازم .. وما إن أجابه حازم حتى هتف قائلا
فارس وهو يتنفس بسرعه : حازم تعالالى عند (......) بسرعه
حازم : فى إيه يا فارس ؟
فارس : يلا يا حازم .. مش وقت أسئله
بعد فتره قصيره
وصل حازم إلى المكان الذى أخبره به فارس على الهاتف فصعق مما شاهده وتوجه سريعا إلى فارس وهتف قائلا
حازم بلهفه وخوف : فارس .. أنت كويس .. فيك حاجه ؟
فارس : إهدى .. أنا كويس محصلش حاجه .. مش قادر أسوق بس
حازم : طب قوم .. يلا إخرج من العربيه
وبالفعل ذهب فارس وحازم بإتجاه السياره الخاصه بحازم وإستقلوها بعد ان أغلقوا سياره سليم وتوجهوا إلى الفيلا ... وما إن وصلوا حتى نزل فارس من السياره وتوجه إلى الداخل .. ثم صعد مباشره إلى غرفته .. فعقد الجميع حاجبيهم فى إستغراب وما إن دخل حازم حتى هتفت فريده قائله
فريده بقلق : ماله فارس يا حازم ؟؟
سرد حازم ما حدث مع فارس .. فشهق الجميع فى خوف ولكن طمأنهم حازم على فارس وأخبرهم أنه بخير ولم يصبه مكروه .. وحينها قرر فريد أن يبيع السياره الخاصه بسليم .. ولكن الجميع إستغرب من قراره
فريده : تبيع العربيه ؟؟
أمل : هتبيع العربيه بتاعه سليم يا فريد ؟
فريد بجديه : أيوه .. أديكوا شوفتوا إلى حصل .. مش هستنى أما واحد تانى يموت من ولادى بالعربيه دى .. بكره العربيه هبيعها
فى مساء اليوم التالى
كانت رؤى تجلس بالحديقه بجوار سليم الصغير على الأرجوحه وكانت تتطلع إلى حيث كانت تجلس هى وسليم وسليم الصغير عند الشجره وتتذكر كيف كان سليم ينام على قدمها .. وخرجت من شرودها على صوت سليم الصغير وهو يهتف قائلا
سليم الصغير : عمتو .. هو عمو سليم مبقاش يجى عندنا البيت ليه .. هو زعلان مننا ؟
رؤى بهدوء وهى تضم سليم الصغير إلى صدرها : عمو سليم راح عند ربنا يا حبيبى
سليم الصغير : طب هيجى إمتى ؟
رؤى : لا هو مش هيجى ... بس إحنا فى يوم من الأيام هنروحله
سليم الصغير : طب انا عايز أروحله عشان وحشنى أوى
رؤى وهى تضمه بشده لصدرها : بعد الشر عليك .. والله وحشنى اوى أنا كمان
سليم الصغير : طب هو إلى بيروح عند ربنا بيعمل إيه ؟
رؤى : بيعيش فى الجنه .. ومش بيتعب خالص ولا بيزعل ولا بيعيط .. بيبقى علطول مبسوط
سليم الصغير ببكاء : طب وعمو سليم ليه راح عند ربنا .. هو مش عايز يقعد معانا يعنى ؟
رؤى : لا يا حبيبى .. بس كلنا هنروح عند ربنا .. وبعدين تعرف عمو سليم لما يشوفك وانت بتعيط كدا هيزعل منك اوى ومش هيبقى عايز يكلمك تانى
سليم الصغير وهو يجفف دموعه : طب خلاص مش هعيط عشان عمو سليم ميزعلش منى
رؤى بإبتسامه يشوبها الحزن : أيوه كدا .. عمو سليم كدا هيبقى مبسوط منك
يتبع
بقلمى \ بنوته شقية(H\W)
الحلقه التاسعة والعشرين
كانت رؤى تجلس فى غرفتها تتذكر مواقفها المختلفه مع سليم و تبتسم فى حزن .. ثم سمعت فجأه المؤذن يأذن لصلاه الفجر فنهضت من مجلسها وتوجهت إلى الحمام لتتوضأ .... و بعد لحظات خرجت من الحمام وإرتدت إزادل الصلاه ووقفت تصلى
وما إن إنتهت من صلاتها ... حتى سجدت على الأرض وأخذت تبكى بشده وهى تدعو الله أن يلهمها الصبر .. وتدعو لسليم
وبعد فتره .. كانت رؤى قد إعتدلت وجلست على سجاده الصلاه وشردت بذاكرتها حيث كان يصلى بها سليم فى ليله من ليالى الشهر الكريم .. حينما إنتهوا من الإفطار توجهوا سويا وصلى بها سليم صلاه التراويح ..
إنهمرت الدموع من عينيها وهى تتذكر كم كان صوته رائع فى قراءه القرءان وكم كان ملتزما دوما بصلاته ... رفعت رؤى رأسها إلى السماء وهتفت قائله
رؤى ببكاء : يارب صبرنى
فى صباح اليوم التالى
كانت رؤى تقف فى شرفه غرفتها حينما وجدت سياره سليم خارج الجراش ووجدت فريد وفارس وحازم يتحدثون مع شخص ما .. فعقدت حاجبيها فى إستغراب .. ونزلت إلى الأسفل وتوجهت إليهم
وما إن وصلت إليهم حتى هتفت قائله
رؤى : أنتوا مطلعين عربيه سليم برا ليه ؟
فريد بهدوء : هبيعها يا رؤى
رؤى بدهشه : ليه .. لا يا خالو متبيعهاش الله يخليك
فارس : أه يا خالو ياريت متبيعهاش .. سيبها
نظر فريد إليهم و تردد وكاد يتراجع عن رأيه ... ولكن أمل خرجت فى تلك اللحظه وهتفت قائله
أمل بجديه : بيعها يا فريد .. أنا كمان مش مستعديه أخسر حد تانى من ولادى
وذهبت تجاه فارس وإحتضنته فإبتسم فريد بحزن
بعد مرور أربعه أشهر
كان فريد يقف فى غرفته بالملحق الخاص به يرتدى ملابسه لكى يتوجه إلى الملحق الثانى لتناول الفطور ومن ثم التوجه إلى المستشفى
وما إن فتح باب غرفته .. حتى سمع أصوات بالأعلى فعقد حاجبيه فى إستغراب وتوجه إلى السلم لكى يصعد ليرى ما تلك الأصوات .... وما إن صعد حتى جحظت عيناه وهتف قائلا
فريده بدهشه : رؤى ! .. أنتى بتعملى إيه
رؤى بإبتسامه هادئه : بكمل الدور بتاعى انا وسليم
فريد بإستغراب : بتكمليه !!
رؤى : أيوه يا خالو .. هكمله وأعمل الديكورات زى ما كنت أنا وسليم متفقين ومختارينها .. هعمل كل حاجه زى ما هو كان عايزها تتعمل
إقترب منها فريد ووضع يده على كتفها وهتف قائلا
فريد بقلق : رؤى أنتى كويسه ؟
رؤى بإبتسامه هادئه : متخفش يا خالو .. أنا كويسه .. متقلقش
نظر إليها فريد بقلق ولكنه لم يعلق .. ونزل وتوجه إلى الملحق الثانى .. وما إن دخل حتى وجد الجميع جالسين على الطاوله فهتف قائلا
فريد : صباح الخير
الجميع : صباح النور
فريده بإستغراب : مالك يا فريد .. فيك حاجه ؟
فريد : أنتى عرفه إن رؤى بتخلص الديكورات فى الدور بتاعها هى وسليم
فريده بحزن : أيوه قالتلى كدا الصبح .. وانا سيبتها مقدرتش أمنعها
دينا : على فكره يا بابا .. رؤى قالتلى من يومين إنى أختار الديكورات عشان الجناح بتاعتى انا وحازم .. أنا قولت إنها بتتكلم عادى .. بس إتفاجئت النهارده إنها جت وبتسألنى عليها من تانى وبتقولى عشان العمال هيشتغلوا فيها عشان تخلص قبل الفرح
فريد بإستغراب : فرح إيه ؟
دينا : مش عارفه يا بابا .. أنا مش فاهمه حاجه .. أنا خايفه على رؤى لتكون دخلت فى حاله نفسيه و يعنى .. فاكره إن سليم عايش عشان كدا بتجهز الدور بتاعهم
فريد : لا معتقدش .. رؤى وأنا بتكلم معاها كانت بتتكلم معايا على إن هى هتنفز كل حاجه زى ما هو كان عايز .. ده معناه إنها واعيه وعرفه إنه مات
أمل بحزن ممزوج بالغضب : هو انت يا فريد موافق على الكلام ده .... فرح إيه الى هيتعمل وإبنى لسه ميت من 8 شهور
فريد : إهدى بس يا أمل .. إحنا مش هنعمل أفراح ولا حاجه .. دينا بتحكى بس الكلام إلى حصل
حازم : مفيش أفراح هتتعمل خالص الفتره دى
فارس بجديه : أكيد .. وده مفيش نقاش فيه
فى مساء نفس اليوم
كانت رؤى قد إنتهت من عملها فى الدور الخاص بها هى وسليم .. وما إن همت بالنزول حتى إلتقت بفريد والذى هتف قائلا
فريد : أنتى كنتى طول النهار هنا يا رؤى ؟
رؤى : أيوه يا خالو
فريد : مش أنا قولتلك متعمليش مجهود .. انتى أخدتى الدوا ولا لا ؟
رؤى بضيق : أخدته
فريد بشك : رؤى أخدتى الدوا ولا بتضحكى عليا ؟
رؤى : أخدته يا خالو متخفش
فريد : طب ممكن أتكلم معاكى شويه ؟
رؤى : أه طبعا يا خالو
توجه فريد ورؤى إلى غرفه المكتب الخاصه بفريد .. وما إن جلسوا حتى هتف فريد قائلا
فريد : رؤى أنتى إيه الى خلاكى ترجعى تشتغلى فى الدور تانى ؟
رؤى بإبتسامه هادئه : عشان عايزه أعمله زى ما كنا بنحلم بيه أنا وسليم .. مش عايزاه حاجه تقف
فريد : طب بخصوص دينا وحازم .. دينا قالتلى إنك قولتلها على الديكورات .. والفرح
رؤى بهدوء : أه .. فعلا انا قولتلها كدا .. عشان عايزه نعمل فرح حازم ودينا
فريد : مينفعش يا بنتى ... فرح إيه وسليم.....
قطع فريد حديثه وترقرت الدموع فى عينيه ... فهتفت رؤى قائله
رؤى : خالو .. سليم لو كان موجود .. كان هيبقى عايزهم يتجوزوا
فريد : يا رؤى مينفعش إلى بتقوليه ده .. رؤى أنتى تعبانه يا حبيبتى ومش مستوعبه إلى بتتكلمى فيه
رؤى : لا يا خالو .. أنا كويسه
فريد : طب ممكن نأجل موضوع الديكورات بتاعه حازم ودينا دول وتكملى شغلك زى ما أنتى عايزه فى الدور الى فوق
رؤى بحزن : وهما ذنبهم إيه عشان يستنوا يا خالو ؟
فريد بحزن : ملهمش ذنب يا بنتى .. أنا عارف إنك عايز تسعديهم وتفرحيهم .. بس مينفعش .. عشانك وعشان خاطر أمل يا بنتى .. بلاش أنا .. أنا أستحمل .. خلينا نأجل الموضوع شويه يا رؤى .. خلصى بس شغل فى الدور الى فوق
رؤى : طيب
إستمرت رؤى تتابع عملها فى تلك الفتره بالدور الخاص بها هى وسليم .. وكانت تقضى معظم وقتها هناك تباشر العمل بنفسها
أما فارس فكان يذهب إلى عمله ويأتى كل فتره كعادته ولكنه تغير عن ما كان عليه من قبل .. أصبح قليل التحدث .. كما أصبح شاردا أغلب الوقت
أما حازم فكان يحاول دوما أن يُرجع روح المرح مره أخرى فى الفيلا .. وكان يحاول أن يظل أغلب الوقت بجانب دينا
أما ناريمان هانم فتأثرت بموت سليم بشده وظلت بغرفتها أغلب الوقت ترفض الخروج كثيرا أو الجلوس مع أى شخص
أما فريده فكانت تبدو متماسكه أمام أمل التى دخلت فى حاله إكتئاب شديده .. وكان فريد خائف عليها فى تلك الفتره بشده .. وكانت فريده دوما بجوارها وأحيانا كانت تنام معها بالغرفه .. وما إن تعود إلى الملحق الخاص بعز وتذهب إلى غرفتها حتى تبكى بشده .. فسليم كان الطفل الأول فى العائله وهى كانت تعتبره إبنا لها
أما سليم الصغير فكان يجلس يبكى ويخبر جنى بأنه يريد رؤيه سليم .. وكان يقف دوما عند باب الفيلا على أمل ان يأتى سليم لكى يراه
بعد مرور شهر
كانت رؤى قد إنتهت إلى حد كبير من عملها فى الدور وبقى فيه القليل لكى تنتهى منه .. ولكنها أثناء وقوفها مع العمال أحست ببعض التعب .. فتوجهت إلى الملحق الثانى لترتاح قليلا
فى ذلك الوقت كانت جنى قد خرجت للتو من غرفتها متجهه إلى الأسفل .. وأثناء نزولها أحست بدوار وبدأت الرؤيه تتشوشش أمامها .. فأمسكت بالسلم ولكن إشتد الدوار عليها فوقعت على درجات السلم فى الوقت الذى كانت رؤى قادمه فيه
وما إن دخلت رؤى الفيلا حتى رأت جنى وهى تقع من على درجات السلم فصرخت بقوه وهتفت قائله
رؤى بصراخ : جنى
توجهت رؤى سريعا تجاه جنى والتى كانت فقدت الوعى نتيجه نزولها على درجات السلالم بأكملها بقوه وما إن وصلت رؤى إليها حتى نزلت على ركبتيها بجانبها .. وظلت تصرخ وتهتف قائله
رؤى بصراخ : أبيه فارس .. يا أبيه إلحقنى بسرعه
أتى فارس وحازم على صراخ رؤى فقد كانوا سويا بغرفه المكتب وما إن رأى فارس جنى هكذا حتى توجه سريعا ونزل على ركبته بجانبها وهتف قائلا
فارس بخوف : مالها جنى ؟؟ .. جنى .. جنى فوقى
رؤى بخوف : أنا كنت داخله من برا يا أبيه لقيتها واقفه على السلم وباين داخت فوقعت
فارس بخوف : جنى .. حازم هات العربيه بسرعه قدام الباب
حازم وهو يتوجه للخارج : حاضر
رؤى : ما ناخدها أحس.....
قطعت رؤى حديثها وجحظت بعينيها ما إن وجدت دماء أسفل جنى فهتف قائله
رؤى بخوف : أبيه إلحق .. فى دم بينزل من جنى
جحظت عينى فارس بشده وحمل جنى وهتف قائلا وهو يتوجه بها إلى خارج الفيلا
فارس : رؤى بلغى ماما بالى حصل وخلى بالك من سليم عقبال ما نيجى
رؤى وهى تجرى خلفه : طب خدونى معاكوا يا أبيه .. متروحش لوحدك .. وكدا كدا سليم قاعد مع دينا عند طنط أمل وماما معاهم
فارس وهو يدخل جنى السياره : طب إركبى يلا جنبها .. سوق أنت يا حازم يلا
توجهوا سريعا إلى المستشفى .. وفور وصولهم تم إدخال جنى إلى غرفه العمليات فورا .. وظل فارس وحازم ورؤى بالخارج
بعد فتره قصيره هتف فارس قائلا
فارس بخوف : هما إتأخروا كدا ليه ؟
حازم : إهدى يا فارس .. مبقالهمش غير 10 دقايق جوا
بعد فتره
خرج الطبيب من غرفه العمليات .. فتوجه فارس إليه سريعا وهتف قائلا
فارس بقلق : خير يا دكتور .. جنى كويسه ؟
الدكتور بحزن : أه كويسه متقلقوش ... بس أنا أسف إحنا فقدنا الطفل
فارس بإستغراب : طفل إيه ؟
الدكتور : حضرتك متعرفش إن المدام كانت حامل فى شهرين
فارس بدهشه : جنى كانت حامل !!
الدكتور : أنا بعتذر جدا .. بس مقدرناش ننقذ الطفل .. هى دلوقتى هتتنقل أوضه عاديه .. وهتفضل معانا النهارده لحد منطمن عليها .. وممكن تمشى بالليل
لم يرد فارس وظل مصدوما مما سمعه ... فإقترب منه حازم وهتف قائلا
حازم : إيه يا فارس .. حصل خير .. وبعدين بكره تخلفوا تانى .. وسليم موجود أهو ربنا يخليهولكوا
فارس بدهشه ممزوجه بالغضب : أنا مكنتش أعرف إنها حامل أصلا
رؤى : المهم دلوقتى نطمن على جنى يا أبيه
ظل فارس ينظر أمامه بغضب وتوجه إلى المقعد ليجلس فى إنتظار خروج جنى من غرفه العمليات
وبعد فتره
تم نقل جنى إلى غرفه عاديه .. ودخل فارس ورؤى وحازم إليها
وما إن دخلوا الغرفه حتى رأوا جنى وقد كانت تحت تأثير البنج .. فجلسوا بالغرفه قليلا حتى تستعيد وعيها .. وبعد فتره بدأت جنى تستعيد وعيها وما إن فتحت عينيها حتى هتفت قائله
جنى بتعب : فارس
فارس بغضب : أنتى إزاى متعرفنيش إنك حامل ؟
جنى بدهشه : حامل ! .. مين قال إنى حامل ؟
فارس بغضب : الدكتور .. هو حضرتك إتفاجئتى ولا إيه ؟
جنى بتعب : حامل إزاى .. أنا معرفش إنى كنت حامل
ثم نظرت مباشره إلى بطنها ووضعت يدها على بطنها بإستغراب .. فهتف فارس قائلا
فارس بغضب : نزل يا هانم .. نزل بسبب إهمالك
جنى والدموع تترقرق فى عينيها : إهمالى يا فارس !
فارس بعصبيه ممزوجه بالغضب : فهمينى إزاى متعرفيش إنك حامل .. شايفه حصل إيه .. ما أنتى مش مهتميه بحاجه .. قاعده كدا ولا فى دماغك أى حاجه
جنى ببكاء : حرام عليك بقى أنا تعبت من عصبيتك دى .. هو أنت علطول بتزعق .. قولتلك مكنتش أعرف إنى حامل
فارس بغضب : بردو هتقولى مكنتش أعرف .. أنتى بتعصبينى أكتر
فى تلك اللحظه أمسك حازم بفارس وهتف قائلا
حازم : إيه يا فارس .. مينفعش إلى بتعمله مع مراتك ده .. براحه وبعدين إحنا فى المستشفى وصوتك عالى أوى
فارس بغضب وهو يبعد حازم : وسع أنا خارج برا .. حاجه تقرف
ما إن خرج فارس حتى بكت جنى بشده فإحتضنتها رؤى .. فنظر حازم تجاههم بحزن وخرج إلى فارس
فى المساء
عادت جنى مع فارس ورؤى وحازم إلى الفيلا مره أخرى .. وما إن دخلت الفيلا حتى إحتضنتها فريده بشده وهتفت قائله
فريده : معلش يا بنتى .. ربنا إن شاء الله يرزقكوا بغيره
جنى ببكاء : إن شاء الله
نظرت فريده إلى جنى بإستغراب .. وهتفت قائله موجهه حديثها لدينا
فريده : دينا .. تعالى إطلعى مع جنى أوضتها يا بنتى
دينا : حاضر يا عمتو
وبالفعل أسندت دينا جنى وصعدت معها إلى غرفتها .. بينما هتفت فريده قائله
فريده بإستغراب : مالها جنى .. حصل حاجه فى المستشفى ؟
رؤى : ما انتى عرفه يا ماما عشان البيبى
فريده بجديه : لا .. فى حاجه حصلت .. ده مش زعل واحده على بيبى مكنتش تعرف بيه أصلا .. حصل إيه ؟؟
رؤى وهى تنظر لفارس بخوف : أصل أبيه فارس إتخانق معاها جامد
فريده بعتاب : ليه يا فارس كدا ؟
فارس بغضب : عشان الإهمال إلى الهانم فيه
فريده بإستنكار : إهمال إيه .. أنت واعى لنفسك .. ده أمر ربنا .. وبعدين إيه العصبيه الى أنت بقيت فيها دى
فارس بضيق : أنا طالع
نظرت إليه فريده بغضب .. ثم نظرت لرؤى وهتفت قائله
فريده : تعالى إحكيلى إيه إلى حصل ؟
ظل فارس غاضبا من جنى فتره وكلما حاولت جنى الحديث معه كان يتشاجر معها .. وكذلك سليم الصغير كان دوما يصرخ بوجهه وكان سليم الصغير يبكى
فى مساء اليوم التالى
كان حازم يبحث عن دينا وسأل عنها أمل ورؤى .. فأخبرته رؤى بأنها صعدت إلى السطح .. فتوجه حازم إلى السطح .. وما إن وصل حتى وجد دينا تقف عند السور وسمع شهقات بكائها .. فتوجه إليها .. وما إن وصل إليها حتى هتف قائلا
حازم : بتعيطى ليه ؟
دينا ببكاء : سليم وحشنى أوى يا حازم .. أوى
إقترب منها حازم وضمها إلى صدره فتمسكت به وأخذت تبكى بشده .. فربت هو على شعرها فى حنان وهتف قائلا
حازم : هششش .. بس إهدى .. أنا معاكى .. سليم فى مكان أحسن دلوقتى يا دينا .. متعذبيهوش بدموعك يا حبيبتى
دينا وهى تتمسك بحازم : خليك جنبى علطول يا حازم .. أنا تعبانه أوى .. متسيبنيش لوحدى
شدد حازم من إحتضانها وقبل رأسها وهتف قائلا : عمرى مهسيبك أبدا .. إن شاء الله هفضل معاكى طول عمرى
بعد مرور أسبوع
كانت العائله كلها تجلس بالأسفل يتناولون الطعام .. وكان سليم الصغير يلح على والدته فى الذهاب إلى غرفه سليم الخاصه بالتدريب على إطلاق النار
جنى : يا حبيبى .. مينفعش هتروح مع مين بس ؟
سليم الصغير : تعالى أنتى معايا يا ماما
جنى : لا مينفعش .. بص بعدين تروح ماشى
سليم الصغير : لا .. دلوقتى
جنى : بس بقى يا سليم .. متتعبنيش معاك
أخذ سليم الصغير يبكى بشده فنظر له فارس بغضب وهتف قائلا
فارس بغضب : ممكن تسكت ؟
ظل سليم الصغير يبكى غير عابىء بكلام فارس .. فهتف فارس قائلا
فارس بغضب : جنى خديه وإطلعى ..عشان أنا ماسك نفسى بالعافيه
نظرت جنى إلى فارس بخوف وهتفت قائله : يلا يا سليم نطلع .. بابا هيزعق قوم يلا
رفض سليم الصغير النهوض وظل يبكى .. فنظرت جنى إلى فارس بخوف وهتفت قائله
جنى بخوف : خلاص يا فارس سيبه هو شويه وهيسكت .. مش راضى يقوم أعمل إيه
نهض فارس من جلسته فى عصبيه وتوجه إلى سليم الصغير فنظرت إليه جنى بخوف وضمت سليم الصغير إلى صدرها .. فأمسك فارس بسليم الصغير من ذراعه وهتف قائلا
فارس بعصبيه ممزوجه بالغضب : كام مره هقول كلامى يتسمع ... هاااه كام مره ؟
جنى وهى تحاول إبعاد يد فارس : فارس .. سيبه .. متمسكوش كدا
فارس بغضب وهو يمسك بذراع جنى : مش عايز أسمع صوتك تعرفى ولا لا
هتفت فريده بغضب وهى تتجه إليهم وتمسك بذراع فارس
فريده بغضب : فى إيه .. أنت هتضربهم قدامى كمان .. حصلك إيه يا فارس .. أنت بقيت عامل كدا ليه .. أنت إبنى الى كنت بحكى وأتحاكى عنه وأتكلم عن حنيته ... جرالك إيه ؟
نظر فارس إلى والدته وتركهم وخرج إلى الحديقه فى غضب .. فأخذت جنى سليم الصغير وصعدت إلى الطابق الثانى وهى تبكى
بعد فتره
صعد فارس إلى غرفته .. فوجد جنى نائمه ... ونظر على سليم الصغير فوجده هو الأخر نائم فأبدل ملابسه وتوجه هو الأخر لكى ينام
........
كان فارس يجلس بالحديقه على العشب وهو منكس رأسه ويبكى .. وفجأه إنتفض ما إن أحس بشخص يضع يده على كتفه .. فرفع نظره إليه... وما إن رأه حتى جحظت عينيه وهتف قائلا
فارس بدهشه : سليم !
سليم بحزن : كدا يا صاحبى .. دى الأمانه إلى وصتك عليها ؟
فارس ببكاء : مش قادر يا سليم .. ليه سيبتى .. مش عارف أعيش من غيرك ؟
سليم : ده قدر يا صاحبى وكلنا هنموت .. فارس متزعلنيش منك .. أعمل بالوصيه الى وصتك بيها .. أنا سيبك مكانى عشان تشيل المسئوليه ... عايزك قومى مش ضعيف .. خلى بالك منهم يا فارس
فارس : سليم .. متزعلش منى
سليم بإبتسامه : نفذ وصيتى يا فارس
ثم تركه سليم ومشى بعيدا .. فنهض فارس من جلسته وهتف قائلا
فارس بلهفه : سليم .. سليم .. أنت رايح فين ؟ .. سليم
..........
فتح فارس عينيه وهتف قائلا بقوه : سليم .. وأخذ ينظر حوله ... فإنتفضت جنى من نومها وهتفت قائله
جنى بقلق : مالك يا فارس ؟
نظر إليها فارس وهتف قائلا : سليم
جنى بإستغراب : ماله سليم ؟
نظر لها فارس دون أن يجيبها ثم هتف قائلا فجأه
فارس : أنا رايح المقابر
جنى بدهشه : دلوقتى ؟!
فارس وهو ينهض من الفراش : هصلى الفجر وشويه وهروح
وبالفعل توجه فارس إلى الحمام وبعد فتره قصيره خرج وإرتدى ملابسه .. ثم توجه إلى المسجد للصلاه .. ومن ثم توجه إلى المقابر
يتبع
بقلمى \ بنوته شقية(H\W)
الحلقه الثلاثين
ما إن وصل فارس إلى المقابر حتى توجه مباشره إلى قبر سليم وعز... وجلس عند المقبره وأخذ يتحسس القبر بيده وهتف قائلا
فارس والدموع تترقرق فى عينيه : أنت زعلان منى يا سليم .. زعلان منى يا صاحبى .. أنا مش عارف أعيش من غيرك والله ... الأيام بقت تعدى كدا .. وأنا نفسى تخلص عشان أجيلك ... وحشتنى أوى .. أنا عارف إنى منفذتش وصيتك ... بس مش بإيدى مش عارف يا سليم أعمل أى حاجه .. كل ما بكون عايز أبقى كويس ببقى مش قادر ..سليم أنا بقيت بشرب سجاير .. السجاير إلى كنت بتخانق معاك عشانها ... أنا تعبان أوى يا صاحبى .. أنت كنت معايا فى كل حاجه فى حياتى وفجأه سيبتنى إزاى عايزنى أكمل لوحدى إزاى
وأخذ يبكى بشده ....و ظل فارس هكذا فتره طويله يبكى ثم يتحدث مع سليم .. ثم يعود إلى البكاء مره أخرى
بعد مرور عده ساعات
عاد فارس مره أخرى إلى المنزل وما إن دخل الفيلا حتى صعد مباشره إلى غرفته ... وما إن وصل الغرفه حتى فتح الباب فوجد جنى تصلى .. فأغلق الباب بهدوء وذهب بإتجاه فراش سليم الصغير فرأه جالس على فراشه يلعب
ولكن ما إن لمحه سليم الصغير حتى نظر إليه بخوف وذهب لأخر الفراش وأخذت الدموع تترقرق فى عينيه .. فنكس فارس رأسه فى حزن وإقترب من سليم الصغير وجلس بجواره .. ثم مد يده تجاه سليم الصغير فإبتعد سليم الصغير عنه وأخذ يبكى
فى تلك اللحظه كانت جنى قد إنتهت من صلاتها فتوجهت إليهم سريعا وهتفت قائله
جنى بقلق : فى إيه يا فارس .. إوعى تكون هتزعقله تانى .. هو عمل حاجه دلوقتى ؟
نظر إليها فارس بحزن .. ثم عاود النظر مره أخرى إلى سليم الصغير وهتف قائلا
فارس بحزن : أنت خايف منى يا سليم ؟ .. تعال يا حبيبى مش هعملك حاجه
نظر إليه سليم الصغير بخوف .. ثم نظر لوالدته فأومأت برأسها إيجابا .. فذهب سليم الصغير إلى فارس
وما إن ذهب إليه حتى أمسك به فارس وضمه إلى صدره بقوه وقبل رأسه فى حنان وهتف قائلا
فارس : أنا أسف يا حبيبى .. أنا كنت تعبان شويه .. مش قصدى أزعقلك كدا
سليم الصغير ببكاء : لا أنت بتزعقلى علطول
فارس : لا مش هزعقلك تانى أبدا .. بابا بيحبك أوى يا سليم .. بص
أخرج فارس من الشنطه التى بجواره عده ألعاب أحضرها لسليم وهتف قائلا
فارس بإبتسامه : بص أنا جبتلك إيه .. شوفت بابا بيحبك إزاى
سليم الصغير بفرحه وهو يمسك بالألعاب : دول بتوعنى ؟
فارس وهو يقبله : أه يا حبيبى وهجبلك ألعاب تانيه كتير كمان .. لسه زعلان من بابا ؟
سليم الصغير وهو يجفف دموعه بيده الصغيره : خلاص مش زعلان منك .. ومش هقول لعمو سليم عليك .. عمتو رؤى قالتلى إن عمو سليم عند ربنا .. فأنا كنت هقوله يقول لربنا عليك إنك بتزعقلى .. بس خلاص أنا بحبك
إبتسم فارس فى سعاده وإحتضنه وهتف قائلا
فارس بإبتسامه : يلا إقعد إلعب بقى بيهم
أومأ سليم الصغير برأسه إيجابا وأمسك بالألعاب فى سعاده
أما جنى فكانت تتطلع إليهم والدموع تنهمر من عينيها ... وما إن رأها فارس حتى نهض من جلسته وإقترب منها .. ومد يده ومسح دموعها ثم ضمها إلى صدره وهتف قائلا
فارس : حقك عليا .. أنا عارف إنى زعلتك أوى يا جنى .. بس أنا كنت والله تعبان .. أنا أسف يا حبيبتى
جنى ببكاء : طب والبيبى ؟
فارس : هششش .. أنا كان الشيطان مسيطر عليا ساعتها .. ربنا أكيد كان ليه حكمه فى إن البيبى ينزل .. إن شاء الله ربنا يرزقنا بغيره .. وبعدين سليم أهو ربنا يخليهولنا ..
وبعدين يا ستى أنا مش عايزك تنشغلى عنى .. عندنا تقارير مهمه يا جنى لازم تتكتب
إبتعدت عنه جنى وهتفت قائله بضحك رغم الدموع التى تنهمر من عينيها : تقارير تانى يا فارس
فارس وهو يضمها مره أخرى لصدره : أيوه طبعا .. هو فى أحلى من التقارير
ثم قبلها على رأسها وهتف قائلا : ربنا يخليكى ليا يا جنى
جنى وهى تحتضنه : ويخليك ليا يا فارس
بعد مرور شهرين
كانت رؤى قد إنتهت من الدور الخاص بها هى وسليم .. وما إن إنتهت من ترتيبه بالكامل حتى أخذت تنظر إليه فى سعاده والدموع تترقرق فى عينيها .. فى تلك اللحظه كانت أمل قد أتت وما إن رأت ما فعلته رؤى حتى هتفت قائله
أمل بدهشه : إيه ده يا رؤى ؟؟ ... أنتى عملتى إيه ؟
رؤى بإبتسامه : إيه رأيك يا ماما ؟؟
( كانت رؤى قد حولت الدور الخاص بها هى وسليم إلى معرض كبير .. وضعت به كل صور سليم .. وكذلك الصور التى كانت ترسمها له .. ووضعت بها جزء كبير من ملابسه .. ووضعت بدلته العسكريه والكاب الخاص به ... ووضعت به إسطوانات كانت مسجله بصوته وهو يغنى .. فسليم كان يؤلف بعض الأغانى ويسجلها على إسطوانات بناء على رغبه رؤى .. ووضعت الجوابات التى كان يكتبها لها سليم .. وضعت كل شىء متعلق بسليم فى تلك الغرفه .. حتى ما إن تدخل الغرفه تشعر وكأن سليم يحاوطها من كل مكان )
ترقرت الدموع فى عينيى أمل .. ثم أخذت تنهمر الدموع من عينيها كالأمطار فإقتربت منها رؤى وإحتضنتها وهتفت قائله
رؤى : ليه كدا يا ماما ؟
أمل ببكاء : وحشنى أوى يا رؤى
ثم إبتعدت أمل عن رؤى وأمسك وجهها بين كفيها وهتفت قائله
أمل : بس سابلى أكتر حد كان بيحبه .. سابلى حته منه .. انا بعتبرك حته من سليم يا بنتى
ثم إحتضنتها امل بشده .. فإحتضنتها رؤى هى الأخرى
فى مساء اليوم التالى
كانت رؤى جالسه فى غرفتها حين سمعت طرقات على باب الغرفه .. وما إن أذنت للطارق بالدخول حتى وجدته فارس فإبتسمت وهتفت قائله
رؤى بإبتسامه : إتفضل يا أبيه
فارس وهو يدخل الغرفه : بتعملى إيه ؟
رؤى : مفيش قاعده مش بعمل حاجه
فارس : طب أنا هخرج أنا وجنى وسليم .. قومى يلا تعالى معانا
رؤى : لا يا أبيه مش عايزه .. إخرجوا أنتوا
فارس : بس أنا عايزك تيجى معانا
رؤى : بس يا أبيه أنا.......
قاطعها فارس وهتف قائلا : مش عايز أعذار .. قدامك 10 دقايق تكونى جاهزه
رؤى بإبتسامه : حاضر
بعد فتره قصيره
كانت رؤى تجلس فى السياره فى المقعد الخلفى بجوار سليم الصغير وكان فارس يتحدث معهم بإستمرار وكانت رؤى تبتسم وأحيانا تشرد قليلا وهى تتطلع من نافذه السياره
وما إن وصلوا إلى أحد المولات حتى قام فارس بركن سيارته بالجراش وتوجهوا سويا إلى الداخل ... وكان فارس يلح على رؤى فى ان تشترى أى شىء تريده ولكنها كانت ترفض
وبعد أن توجهوا إلى العديد من المحلات وقف فارس فجأه أمام إحدى محلات بيع الملابس الحريمى وهتف قائلا
فارس بهمس بجانب أذن جنى : ما تيجى ندخل هنا نجيب شويه حجات
جنى بإحراج : بس يا فارس .. عيب
فارس : تعالى بس
وبالفعل أخذها فارس ودخلوا المحل ... وكانت جنى تضحك على تصرفات فارس و تنظر إلى البائعه فى خجل
أما رؤى فضحكت بشده ما إن وجدت فارس وجنى يدخلون المحل وأخذت سليم وإشترت له أيس كريم
وبعد فتره قصيره
خرجت جنى وفارس من المحل بعد أن قاموا بشراء العديد من الأشياء .. وتوجهوا إلى سليم الصغير ورؤى ... وما إن وصلت جنى إلى رؤى حتى تأبطت ذراعها وهتفت قائله
جنى بهمس : اخوكى ده مجنون على فكره
رؤى بإبتسامه : إحكيلى اول ما نروح حصل إيه
جنى بإبتسامه : أول ما فارس وسليم يناموا هجيلك ونقعد سوا
رؤى بإبتسامه : اوك
فارس وهو يضيق عينيه : أنتوا بتتوشوشوا على إيه ؟
جنى بإرتباك : هااه .. لا مفيش .. ... أنت مش كل عايز تجيب لبس ليك .. يلا نروح .. فى محل هناك اهو
وبالفعل توجهوا إلى أحد محلات بيع الملابس الرجاليه ودخلوا سويا وأخدوا يتطلعون على الملابس وكانت جنى تقف تنتقى مع فارس أحد القمصان .. فنظرت إليهم رؤى وترقرقت الدموع فى عينيها
..... فلاش باااك ......
كانت رؤى تقف فى أحد المحلات مع سليم تنتقى له بعض الملابس
رؤى : سليم بص ده كدا ؟
سليم : أمممم .. طب أوك هاتى هقيسه .. تعالى نشوف حاجه كمان
رؤى : سليم .. إستنى بص إلى هناك ده .. هيبقى حلو عليك
وبعد فتره قصيره ... كان سليم قد دخل إلى البروفه لقياس الملابس التى إختارها هو ورؤى .. اما سليم الصغير فأخذ أحد القمصان المعلقه ودخل هو الأخر إلى احد البروفات
بعد لحظات
خرج سليم من البروفه .. فوقفت رؤى تنظر إليه بإبتسامه ثم إقتربت منه وقامت بعدل ياقه القميص له .. ثم هتفت قائله
رؤى بإبتسامه : يجنن عليك
سليم بفخر : أنا بقول كدا بردو
رؤى بإبتسامه : يا سلام
هنا أتى سليم الصغير وهو يرتدى القميص وكان القميص يغطيه بأكمله ونظر إليهم بغضب وهتف قائلا
سليم الصغير بغضب طفولى : إشمعنى عمو سليم بتعدليله القميص
رؤى بضحك : طب أنا هعدلك إيه القميص أصلا مغطيك كلك .. واسع أوى عليك يا سليم
قلب سليم الصغير شفتيه فى حزن وغضب .. فتوجهت رؤى إليه ونزلت إلى مستواه وقامت بعدل ياقه القميص له .. ثم قبلته على وجنته وهتفت قائله
رؤى بإبتسامه : أى خدمه يا عم .. عدلتلك القميص أهو
سليم بخبث : إشمعنى هو بقى
رؤى بإستغراب : إشمعنى هو إيه ؟
سليم بخبث : بوستيه
رؤى بخجل : بس يا سليم
ضحك سليم على خجلها وهتف قائلا
سليم بإبتسامه : هدخل أشوف بقيت الهدوم بقى
رؤى بإبتسامه : أوك
..... عوده إلى الوقت الحاضر ......
عادت رؤى من شرودها حينما سمعت سليم الصغير يمسك يدها و يهتف بإسمها .. فنظرت له وهتفت قائله
رؤى : هااه
سليم الصغير : بصى يا عمتو ده
( كان سليم الصغير يمسك فى يده قميص )
رؤى : ماله يا حبيبى .. حلو
سليم الصغير بإبتسامه : أنا هدخل أقيسه .. عشان بابا يجبهولى
رؤى : طب ما تستنى أحسن نروح محل تانى فى حجات حلوه ليك
سليم الصغير : لا انا عايز من هنا .. إشمعنى بابا بيجيب من هنا ؟
رؤى : عشان بابا كبير .. إستنى بس بابا يخلص وهنروح محل فى حجات جميله أووى ليك
أومأ سليم الصغير برأسه إيجابا ... وبالفعل ذهبوا بعد أن قام فارس بشراء بعض الملابس .. إلى احد محلات بيع ملابس الأطفال وقاموا بشراء ملابس لسليم الصغير والذى كان يمسك بالحقائب الخاصه بملابسه وهو يبتسم ورفض ان يحملها عنه فارس
بعد فتره ... توجهوا إلى أحد المطاعم لتناول العشاء .. وما إن إنتهوا حتى توجهوا إلى السياره ليستقلوها للعوده إلى الفيلا مره أخرى
فى السياره
كان سليم يحاول الوصول إلى الكاست بالسياره ليقوم بتشغيله .. فهتف فارس قائلا
فارس : إقعد يا سليم .. عشان متتعورش
سليم الصغير : طب شغلى الكاست يا بابا
فارس : لا .. عندى صداع يا سليم
سليم الصغير بحزن : عمو سليم كان بيشغلى
فارس بحزن : الله يرحمه
رؤى بحزن : الله يرحمه
...... فلاش باااك ........
كان فارس وجنى ورؤى وسليم وسليم الصغير يجلسون بالسياره متوجهين لأحد المولات التجاريه لشراء بعض الأشياء .. وأثناء جلوسهم بالسياره هتف سليم الصغير قائلا
سليم الصغير : عمو سليم شغلنا أغنيه عشان نفرفش كداو نتظبط
سليم بدهشه : نفرفش ! .. ونتظبط !
فارس : مين الى قالك الكلام ده يا سليم ؟
سليم الصغير : عمو حازم .. يلا بقى يا عمو شغل أغنيه
قام سليم بتشغيل إحدى الأغنيات الرومانسيه .. ونظر إلى رؤى بإبتسامه فإبتسمت بخجل .. فنظر إليهم سليم الصغير وهتف قائلا
سليم الصغير بغضب طفولى : إيه ده ... أنت مشغل الأغنيه لعمتو رؤى .. أنا عايز أغنيه سمكه على بلطيه عشان نفرفش
سليم : إيه .. أنت إيش عرفك بالحجات دى .. سمكه إيه وبلطيه ايه
سليم الصغير : عمو حازم علطول بيشغلها عنده فى الأوضه .. وجدو عز إمبارح زعقله وقاله إيه القرف إلى بتسمعه ده
فارس : شوفت جدو عز قال عليها قرف إزاى .. تبقى هى وحشه
سليم الصغير : مليش دعوه شغلوها
سليم : هو أنت يا حبيبى عايز تطلع زيي أنا وبابا ولا زى عمو حازم ؟
سليم الصغير : زيك أنت وبابا
سليم : طيب ... أنا وبابا مبنسمعش الحجات دى
سليم الصغير : بس عمو حازم بيسمعها
فارس : والله عمو حازم ده ليبوظك
...... عوده إلى الوقت الحاضر ......
كان فارس قد دخل الفيلا بسيارته ونزل وقام بفتح باب السياره لينزل سليم الصغير .. ونزلت جنى هى الأخرى .. ولكنها لاحظت أن رؤى لم تنزل ففتحت الباب وهتفت قائله
جنى وهى تلوح بيدها أمام عينى رؤى : رؤى .. رؤى
رؤى : هااه .. بتقولى حاجه يا جنى ؟
جنى : أنتى روحتى فين ... يلا إنزلى إحنا وصلنا
رؤى بدهشه : وصلنا ؟
جنى : أه .. يلا إنزلى
فى صباح اليوم التالى
كان حازم يجلس بالأسفل .. وما إن لمح دينا وهى تدلف من باب الفيلا حتى نهض من جلسته وهتف قائلا
حازم : دينا
دينا وهى تتقدم تجاهه : أيوه يا حازم
حازم : تعالى إختاريلى لبس عشان محتار
دينا بإستغراب : وأنت من إمتى بتخلى حد يختارلك لبسك ؟
حازم بضيق : من دلوقتى .. نفسى تسمعى الكلام مره من غير ما تتلمضى كدا
دينا : خلاص طالعه .. إتفضل يا سيدى
حازم : ميصحش بردو .. lady's first
وبالفعل صعدت دينا وخلفها حازم .. وما إن وصلوا الغرفه حتى فتحت دينا الباب ودخلت وتوجهت إلى دولاب الملابس الخاص بحازم وفتحته ولكنه أدارت رأسها فجاه فى دهشه ما إن رأت حازم يغلق الباب وهتفت قائله
دينا بدهشه : أنت قفلت الباب ليه ؟
إبتسم حازم وإقترب منها فإبتعدت عن الدولاب وذهبت للجهه الأخرى وهتفت قائله
دينا : حازم ... أنت هتعمل إيه .. إفتح الباب
حازم : إيه يا دندونه بس هنختار الهدوم
دينا : طب خليك بعيد .. وأنا هختار اللبس وأحطهولك على السرير وأمشى .. إوعى تقرب يا حازم
وبالفعل عادت دينا مره أخرى تجاه الدولاب وفتحته وأخذت تنظر إلى الملابس لتنتقى شيئا ليرتديه حازم .. ولكنها شهقت فجأه بخضه ما إن وجدت حازم يقف خلفها مباشره ويحتضنها وهتفت قائله
دينا بخضه : حازم هصوت .. إبعد عنى
حازم : طب تعالى بس هقولك أخر أخبار الأرصاد الجويه قبل ما حد يجى
دينا وهى تضربه بيدها فى جانبه : إتلم يا حازم
إبتعد عنها حازم وتأوه وهتف قائلا
حازم متأوها : أأأه .. إيه ده يا دينا .. فى حد يعمل كدا
دينا وهى تلوى فمها فى تهكم : أه ... وبعدين هى إيدى وجعتك أوى كدا
فى تلك الأثناء كانت فريده تهتف بإسم حازم .. فشهقت دينا وهتفت قائله
دينا : يالهوى .. دى عمتو بتنادى عليك .. هتقول إيه لو لقيتنى هنا
حازم وهو يلوى فمه فى تهكم : هتقول إيه .. أنتى حضرتك ناسيه إننا متجوزين ولا إيه
دينا : ظريف أووى .. إطلع يلا بسرعه شوف عمتو لحسن تيجى هنا
حازم : ما تيجى إيه المشكله .. فكرانى بخاف
فى تلك اللحظه هتف فارس بإسم حازم
فارس : أنت يا زفت .. روحت فين ؟؟
حازم بتوتر : يا لهوى .. إجرى يا دينا بسرعه لحسن فارس يجى يشوفك هنا
دينا بدهشه : يا سلام !!
حازم : إجرى يا دينا بسرعه ... يلا برا بدل ما أغزك .. برا برا بسرعه
نظرت له دينا بضيق ثم خرجت بسرعه من الغرفه ... فهتف حازم قائلا
حازم بإرتياح : الحمد لله .. متقفشناش
فى تلك اللحظه فتح فارس الباب وهتف قائلا
فارس بغضب : أما أنت هنا .. مبتردش ليه يا زفت ؟؟\
حازم بخوف : هااه ... عايز حاجه يا فارس ؟
فارس بغضب : أه .. تعال ورايا
يتبع
بقلمى \ بنوته شقية(H\W)
جاري كتابة الفصل الجديد للروايه حصريا لقصر الروايات اترك تعليق ليصلك كل جديد أو عاود زيارتنا الليله
لمتابعة باقى الرواية زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا
بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل
متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا
الرواية كاملةمن هناااااااااا
مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا
مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هناااااا
تعليقات
إرسال تعليق