رواية مافيا الحي الشعبي(القناع الخفي) الفصل الثامن والتاسع والعاشر بقلم إيه محمد رفعت
رواية مافيا الحي الشعبي(القناع الخفي) الفصل الثامن والتاسع والعاشر بقلم إيه محمد رفعت
مافيا الحي الشعبي(القناع الخفي )
البارت الثامن
هبط زين للأسفل فوجده يجلس بشرود بدا له ..أقترب منه قائلا بأبتسامة هادئة :_عبد الرحمن
أنتبه له فوقف يتبادل معه السلام قائلا بحرج :_أسف لو جيت من غير ميعاد بس كنت عايزك فى موضوع مهم
رمقه بغضب وهو يشير له بالجلوس:_دا بيتك تجي فى أي وقت.. أتفضل أقعد ...
وبالفعل جلس عبد الرحمن بثبات يبحث عن مدخل مناسب للحديث فحاوطته نظرات زين الغامضة فخرج صوته بهدوء :_مالك يا عبد الرحمن ؟ أنت كويس ؟
رفع عيناه له قائلا بغضب لحق به :_أختك جاتلي المستشفي النهاردة وعرضت عليا مبلغ كبير توفير للمجهود الا عملته عشان أتجوزها هى والأملاك
زين بصدمة :_أيه ؟!!
أجابه والضيق يطوف صوته :_زي ما سمعت وياريت كدا وبس الكلام كان أدام زمايلي يعني مش عارف أودي وشي فين بجد
نهض زين عن المقعد والغضب يلمع بعيناه قائلا بصوت كالرعد :_صافي
لم يستوعب عبد الرحمن ما فعله زين حينما صعد الدرج مسرعاً لغرفتها ...بقى عبد الرحمن بالأسفل فكاد أن يلحق به ولكن لا يصح له ذلك ...
بقى بالأسفل لدقائق إستمع بهم صراخها فهرول للأعلى ليحيل بينهم ....
ولج عبد الرحمن لغرفتها ليجد زين يكيل لها الضربات المبرحة قائلا بغضب فتاك :_ورحمة أبويا لأربيكِ من أول وجديد
صرخت بآلم وهى تحاول تخليص نفسها قائلة بصراخ :_أبعد عني أنا معتش هقعد هنا هرجع لمامي
أجابها بسخرية :_دا على جثتي أن شاء الله رجوع تانى أنسي أنتِ هنا تحت تصرفي
دفشته بعيداً عنها قائلة بغضب :_أنت مستحيل تكون بني آدم أنت إنسان حقير ..
شُعلت نيران الغضب ليصفعها بقوة حتى أسرع عبد الرحمن بالتداخل بينهم ليقوى على الفصل بينهم بفضل قوته الجسمانية قائلا بزهول :_أنت أتجننت يا زين ؟!
حاول الوصول إليها قائلا بغضب :_أبعد من هنا يا عبد الرحمن الزبالة دي محتاجة الا يفوقها ..
رفعت يديها تحتمي بقيمصه فأبعده عنها قائلا بحذم :_أهدا يا زين الأمور متتحلش كدا
شددت من التمسك به قائلة بتصميم:_هرجع أمريكا يا زين والا عندك أعمله وشوف بقا هتقدر تقف فى وش مامي ولا لا
إبتسم زين بسخرية مما أثار أستغرابهم فأقترب منها قائلا بصوتٍ ساخر :_والدتك المصون باعتك مقابل 5مليون جنية أخدتهم مني وكان كل أمالها أني أزود المبلغ شوية
صعقت وتلبشت محلها ليخرج صوتها المتقطع من الصدمة :_أنت كاذب وحقير ..
أقترب منه عبد الرحمن يحاول أخراجه قائلا بغضب :_خلاص يا زين أيه الا بتقوله داا ؟!
ازاح زين يديه وأقترب منها يتأملها بتحدي ثم قال وهو يرأها تنتظر حديثه بلهفة وخوف :_مسألتيش نفسك ليه مجتش مصر زي ما وعدتك طب بلاش دي ليه مش بتكلمك فى الفون أو حتى على الأقل ترد على تلفوناتك والمسدج !
تراجعت للخلف بصدمة لم تعد تستوعب ما يحدث لجوارها كيف ذلك ؟!!! نعم تعلم بأن المال المقرب لوالدتها ولكن تفضله عليها ؟!! ...على إبنتها !
سقطت الدموع من عيناها لأول مرة ...تأملها زين بصدمة وآلم حينما رأها تبكى لأول مرة أمامه فكانت تتصنع القوة ولا مبالة به ..حزن عبد الرحمن حينما رأها هكذا فربما لا يعلم بأنه على وشك دلوف عرين وحشه مخيفٍ للغاية ...
جذبه عبد الرحمن للخارج فأنصاع له وهبط معه للأسفل ليتفاجئ كلا منهم بالنمر ..
وزع نظراته بينهم بشك قائلا بثبات :_فى أيه ؟
جلس زين على المقعد بأهمال ليقترب منه بنظراته المتفحصه فثار بغضب :_تاني يا زين ؟! مش قولتلك مترفعش أيدك عليها تانى ؟
زفر بغضب :_تصرفاتهم هى السبب بتخليني أفقد أعصابي أنا حاسس أنى ممكن أوصل للقتل معها ..
عبد الرحمن بسخرية :_مش محتاج تحلف
تطلع زين وأدهم لعبد الرحمن بتذكار بأنه حل تلك الكارثة من وجهة نظر زين فأبتسم قائلا بثقة لا تضاهي سواه ؛_مأنا عشان كدا كنت جايلك بس أنت الا قفشت فى وشك وطلعت من غير ما تسمع باقي الكلام ..
أعتدل زين بجلسته بأهتمام :_يعني أيه ؟
طاف نظره أدهم ثم قال بجدية :_يعني حدد معاد أجيب الحاج وأجي أخطبها منك
إبتسم زين بسخرية :_دلوقتي لو تحب
أدهم بسخرية :_أول مرة أشوف أخ بيحب أخته كدا ؟!
خرج صوته الجادي :_للاسف عشان لازم أحبها لأنها أختى فمضطر أعمل المستحيل عشان تتغير للأحسن ..
آبتسم عبد الرحمن بتفاهم له ثم جلس معهم يتبادلان الحديث المرح ...
******
بكت بآلم وهى تحاول تخليص نفسها منه قائلة بصراخ :_أبعد عني وقسمن بالله لهنزل أقول لأدهم وجدو أن أنت رفعت أيدك عليا
أقترب منها يوسف قائلا بسخرية :_متقلقيش لما يعرفوا بالواسخاه الا أنتِ عملتيها هيعملوا فيكِ أكتر من كدا
تساقطت الدموع من عيناها فصرخت بغضب :_أنا مش عارفة انت بتتكلم عن أيه ؟
جذبها من حجابها بقوة قائلا بصوت مخيف:_هعمل نفسي مصدقك بس عايز أسالك سؤال واحد وأنتِ بتكلمي الحيوان دا مخفتيش أنه يقولي مهو كدا كدا أحنا صحاب يعني هعرف هعرف
صعقت وهى تستمع له فرددت بصدمة :_بكلم مين ؟! أنت مجنون !
هوى على وجهها بصفعة قوية قائلا بشرار :_مجنون عشان كشفت حقيقتك الواسخة ...بتكلميه من أمته وأزاي أستغفلتينا كدا ؟!
بكت وهو تحاول تخليص نفسها من بين يديه قائلة بدموع :_هو مين والله العظيم ما بكلم حد
لم يستمع لها فقط يستمع لحديث ذاك اللعين بأنها على تواصل معه منذ سنوات ...
بالخارج ...
حمل عنها ضياء الحقائب قائلا بضيق :_عنك يا مرات عمي مفيش حد يساعدك ؟
آبتسمت سلوى وهو يتناول منها الحقائب فقالت بتعب :_مفيش حد تحت يا حبيبي أمك وريهام راحوا ينقطوا واحدة جارتنا والبنات راحت معاهم وأحمد وأدهم وعبد الرحمن معرفش راحوا فين ؟! ...
ضياء بهدوء :_زمانهم على وصول ..
وأتابعها للأعلى فتعجب حينما أستمع لصوت صراخات مكة فأسرعت سلوى بفتح باب الشقة وقلبها يكاد يتوقف ...
ولجوا سوياً فصعقوا حينما وجدوا يوسف ينهال عليها بضربات مؤلمة ،ألقى ضياء الحقائب ثم هرول سريعاً ليدفشه عن شقيقته بغضب لا مثيل له فشددت مكة من أحتضان أخيها برعب وأستنجاد جعل عيناه تشع شرارت من جحيم ليصيح بصوتٍ كالرعد :_أنت بأي حق ترفع أيدك عليها خلاص عمالى فيها راجل وشايف نفسك لا فوق وقسمن بالله أدفنك هنا
أقترب منه يوسف قائلا بغضب يضاهيه :_راجل غصب عنك
أسرعت سلوى بصراخ تجذب إبنها قائلة بدموع :_فى أيه يا يوسف وبتمد أيدك على مكة ليه ؟
أجابها بغضب :_أساليها عملت أيه ؟
تلبشت مكة بأخيها والبكاء يزداد أضعافاً فأقترب منه قائلا بصوتٍ كالرعد :_مهما كانت عملت تمد أيدك عليها بتاع أيه ؟!! ملهاش أب ولا أخوات !!
سلوى برعب من تزايد الأمر :_أهدا بس يا ضياء لما نعرف أيه الا حصل ؟
قاطعها بصوتٍ جمهوري :_مش ههدأ غير لما يعتذر منها وحالا
إبتسم بسخرية :_أعتذر !! أنا لو طولت أقتلها بأيدى مش هتردد ثانية واحدة
شهقت سلوى بصدمة ليكمل يوسف بسخرية :_لما أعرف من صاحبي العزيز أن البنت الا معلقها بقاله سنتين ونص هى هى بنت عمي لا وفخور أهو أنه طالها وبيفرجني الرسايل الا بينهم بسعادة كأنه فاز ببطولة دولية يبقا ليا الحق أخلص عليها بأيدى
صفعته سلوى بقوة قائلة بغضب يراه بها لأول مرة :_أخرس قطع لسانك أنت وهو وأي مخلوق يمس بنات المنياوي بحرف أنا ساكتة من ساعتها مفكرة أن فى خلاف بينك وبينها لكن لهنا ولاااا أنا ومرتات أعمامك مربين بناتنا كويس مفيش واحدة فيهم تقدر تعمل كداا
تطلع لها يوسف بصدمة ، أما مكة فكانت نظراتها متعلقة على أخيها بخوف من أن يصدق الامر هو الأخر ولكنه فاجئها حينما جذبها من معصمها برفق ثم أستدار ليوسف قائلا بحزن :_عمرك ما هتتغير يا يوسف هتفضل طول عمرك كدا ودا سبب مشاكلك المستمرة مع أخوك وولاد عمك أنك عمرك ما حكمت عقلك صحيح أنا أصغر منك بس عمري ما فكرت بطريقتك دي وعلى فكرة أنا عمري ما أصدق على أختي كدا وعارف الحيوان دا قال كدا ليه وهتعرف لما أوريه يعني أيه الرجولة
وخرج قائلا بصوتٍ ساخر :_عن أذنك يا أبن عمي ..
وغادر ضياء مع شقيقته بعدما ذكره بالقرابة بينهم لعله يعود لواقعه ،أقتربت منه سلوى بدموع كسرة قائلة بقلبٍ محطم :_يا خسارة تربيتي فيك يا يوسف يا خسارة
وهبت بتركه فأقترب منها بغضب :_أنتِ بتعاقبيني على أيه عايزاني أسمع منه كدا وأسكت !!
صرخت بغضب :_لااا كنت عايزاك تقلع الا فى رجلك وتنزل بيه على دماغه ..تقوله لااا بنت عمي مستحيل تكون كدا لكن أنت ما صدقت ومن باجحتك جاي تمد أيدك عليها !! عارف لو الا كان طالع معايا أدهم كان هيعمل فيك أيه ؟!!
ضياء متسامح عن أدهم لكن ادهم مستحيل كان يشوف أخته كدا كان ممكن يطلع بروحك
صاح بعصبية :_يطلع بروح اخته الا مرمطت بشرفنا الأرض
بكت قائلة بيأس وهى تتجه لغرفتها :_زي ما قال ضياء مفيش فايدة فيك ..
وتركته ورحلت ليجلس على المقعد بأهمال يعيد حساباته مجدداً ...
ولجت مكة للداخل فخطت بدموع خلف ضياء فقالت ببكاء :_والله الكلام دا كدب يا ضياء أنا حتى معرفش الواد دا
أستدار لها بأبتسامة هادئة :_غبية مفكراني هصدق الكلام الأهبل دا سيبك منه مأنتِ عارفة يوسف معندوش عقل خالص شوية وهتلقيه جاي يعتذر ..
أشارت له بكسرة فأقترب منها يحاوطها بذراعيه :_متزعليش بقا يا مكة أنا أديته كلمتين فى جناباته ومش هسكت والله لأكون قاطع لسان الكلب دا أنا عارف هو قال ليوسف كدا ليه ...عايزك بس متقوليش حاجة لأدهم أنتِ متعرفيش ممكن يعمل فى يوسف أيه ؟
أسرعت بالحديث والخوف يمزق قلبها :_لاااا مش هقوله حاجة ..
إبتسم ضياء فبعد ما فعله بها مازالت تخشي عليه من غضب النمر فأشار لها قائلا بأبتسامة مرحة :_طب عشان الأحترام الا نزل عليكِ دا أدخلي غيري هخدك معايا أنا والبت غادة هجبلها طقم العيد وأجبلك واحد ميضرش
تعالت ضحكاتها بسعادة :_هوا
وأسرعت لغرفتها تبدل ثيابها فطلب ضياء غادة ليخبرها بالعودة سريعاً ...
***********
فتحت عيناها المتورمة من أثر البكاء لتصعق بشدة حينما رأته يحتجزها بين ذراعيه حاولت الأبتعاد عنه ولكن لم تستطيع التصدى لبنيته القوية ..
شعر بحركتها ففتح عيناه بأبتسامة لا طالما كرهتها :_صباح الخير
دفشته بعيداً عنها بنظرات قاتلة ثم نهضت عن الفراش ولكنها سقطت أرضاً بفعل القيد الملتف حول قدمياها ...
إبتسم حمزة قائلا بسخرية :_دايما متسرعة ..
ظلت كما هى أرضاً تتحسس حجابها بصدمة حينما رأت شعرها مكشوف فأعتدلت بجلستها وأخذت تبكى بقوة على ما بها ...
خرج بعد دقائق من المرحاض ليجدها مازالت تجلس أرضاً لم يعبئ بها وتوجه للمطبخ يعد الفطور ...
جلس جوارها ثم وضع الطعام أمامها قائلا وهو يلتقط الشطائر :_مستانية أيه ؟
رفعت رتيل عيناها الممتلئة بالدموع ثم قالت بأنكسار :_هو أنا لو طلبت منك طلب ممكن تعملهولي
رفع عيناه البنية لها بثبات وصمت فأزاحت دموعها وأخفضت بصرها عنه لعلمها برفضه القاطع من صمته ...قطع حاجز الصمت حينما أكمل طعامه متصنع اللامبالة :_لما أسمع الأول
أزاحت دموعها سريعاً بأمل ثم قالت بخوف :_ممكن تأخدني المقابر عند ماما
تطلع لها بصمت يزداد وغموض يترأس عيناه فقالت برجاء :_5دقايق بس أرجوك
أكمل تناول طعامه مشيراً برأسه فأبتسمت لأول مرة منذ ولوجها ذاك المكان المخيف ..
حمل الطعام ووضعه على الطاولة ثم حرر قدماها لتعدل ثيابها ،بحثت عن حجابها كثيراً لتجده معلق بين يديه يقدمه لها بثبات ،جذبته منه ثم أرتدته بفرحة وتوجهت للخروج فصرخت بفزع حينما جذبها لتلتقي بعيناه المشعة بالشرار :_لو حاولتي تعملى أي حركة كدا ولا كدا أوعدك أنك هتدفعي تمنها غالي أوى أظن فهمتي كلامي
أشارت له سريعاً برعب يسرى على ملامح وجهها فجذبها خلفه للسيارة ...ثم توجه للمقابر ...شعرت رتيل بالخوف فلأول مرة تزور المقابر ليلاً ولكنها بحاجة للبكاء أمام قبر والدتها لتشعر بالأرتياح ...
تركته وهرولت لها ثم جلست أرضاً تبكى بقوة وهى تردد أسمها لعل جروحها تشفى ...
وقف حمزة يتأملها بصمت وملامح ثابتة التعبير فطافت نظراته المقبرة الحاملة لأسم والده بجوارها ...صفن قليلا ليشعر بغصة تحتل قلبه لتطوفه عاصفة قوية بتردد كلمات أخيه برأسه ...
خرج من شروده قائلا بحذم :_ال5دقايق خلصوا
لم يجد منها رداً لحديثه فقال بغضب :_متجبرنيش أستخدم معاكِ أسلوبي وأنتِ عارفاه ..
لم يجد الرد فأقترب منها يحركها بقوة لتهوى بين ذراعيه فصعق بشدة ليردد بخوف يجتازه لأول مرة :_رتيل ! ....رتيل ...
لم تجيبه وبدت له كأنها جثة هامدة فحملها وهرول لسيارته سريعاً والخوف ينهش قلبه ! ...ينهش قلب الشيطان الذي ظن يوماً أن الرحمة لا تعلم طريقاً لقلبه !!
***********
عاد أدهم وعبد الرحمن للحارة فتفاجئوا بصراخ سيدات مسنات بالعمر ..فأذا بهم يروا رجالا يوسعون شابٍ فى الثلاثين من عمره ضرباً مبرحاً ..
تلونت عين أدهم بالغضب فأقترب ليخلصه ولكن جذبه عبد الرحمن مشيراً على الأقنعة فأرتداها أدهم بتأفف ثم أسرع ليتدخل سريعاً بينهم ويخلص الشاب من بين براثينهم ..
كاد عبد الرحمن التداخل ولكن ظن بأن ادهم أنهى الأمر لا يعلم بأن المعركة أوشكت على البدء ...فبداخل محل الجزارة ولج أحد الرجال المصابون بفعل ضربات أدهم يلهث من قوة أصابته ليصيح من يجلس على المقعد بغضب :_مين الا عمل فيك كدا يالا ؟
اجابه بصوت متقطع :_فى واحد دخل فى الخناقة وأحنا بنعلم علي الواد صالح يا معلم
دفشه بقدميه بغضب :_واحد يعمل فيكم كداا ؟!!
ثم خرج من الداخل ويلحق به عدد مهول من الرجال أصحاب البنية القوية ليصيح بغضب حينما وجد رجاله الأربعة ممددون أمامه :_شوية كلاب هو فين الواد دا ؟
أشاروا جميعاً على من يساعد ذاك الشاب فتطلع له بغضب مميت ثم أشار لهم قائلا بلهجة مميتة :_خلوه عبرة لليفكر يتحدا المعلم آسلام السلاموني
إنتبه لهم عبد الرحمن فأخرج هاتفه وأسرع بطلب أحمد حتى يتمكنوا من صد هذا الجيش المميت ثم أسرع لينضم لأدهم ...
صعق الرجل وهو يراهم يتصدون لهم بحرافية ثم أوقعوهم أرضاً ليعم الحقد قلبه وهو يرى الحارة بأكملها تتأمل ما يحدث إذاً الأمر مرتبط بهيبته أمامهم ...تدخل عدد من الرجال التابعين له بسلاح أبيض قاتل ...فأقترب أثنين من عبد الرحمن وقيدوا حركته تماماً ثم أقترب منه الثالث حامل لسكين حاد ..حاول عبد الرحمن تحرير ذاته ولكن لم يستطيع حينما أقترب منه أثنين أخرين يشلون حركاته فاصبح مقيد من قبل أربع رجال فكيف له التحرر من قيودهم ؟!!
حاول أدهم التقرب لينقذه ولكن تكاثرت الرجال عليه بالأسلاحة فكان عليه التصدى لهم ونظراته تتطوف عبد الرحمن يحاول بشتى الطرق الأنتهاء منهم ثم أنقاذه ، رفع يديه بقوة ليطعنه بالسلاح الحاد ونظرات الأنتصار بدأت على وجه إسلام السلاموني ولكن سرعان ما تبدلت لزهول حينما طاح الرجل بالهواء ليسقط أرضاً وعلى رقبته قدماً قوية فتكت به وأنهت أمره فتطلعوا جميعاً لما حدث فتفاجئوا بالشاب الثالث أمامهم ..نعم هم قوة بمساندة بعضهم البعض لن يقوى كلا منهم على المحاربة بمفرده ...أقترب منهم أحمد ثم دفشهم بقوة ليعود عبد الرحمن للمعاركة محطم الأشلاء فتطلع لأحمد بغضب وهو يتبادل الضربات مع أحداهما :_كل دا يا حيوان كنت هموت
صرخ الرجل بقوة حينما حطم أحمد ذراعيه قائلا دون النظر له :_هو أنا بلحق أفوق من كوارثكم ادي يوم قولت أخرج أغير مود
عبد الرحمن وعيناه على من يحمل سيفٍ ويقترب من أحمد فأسرع إليه وحطم رقبته ليصعق أحمد حينما رأى من خلفه فكان الموت يطوف به ! أشار له عبد الرحمن بالمناصفة :_كدا خلصين
إبتسم وعاد لأرض المعركة لينهيها أدهم بجسارة ....تعجب سكان الحارة بشدة فهؤلاء من المؤكد من حلف الجنون لتحدى هذا الرجل ...خرج صوت آسلام السلاموني بصوتٍ كالرعد :_أنت مين يا زبالة أنت وهو؟ ..
أقترب منه أدهم بعيناه المشعة لشرارت فتراجع للخلف برعب بدا للحي لأول مرة ..وضع أدهم قدميه على المقعد وقرب وجهه منه قائلا بنبرة مميتة :_الزبالة دول مستعدين يخلوا هبتك الا بتعتمد عليها من حماية شوية كلاب زي دول فى الأرض بس مش هنعمل كدا عارف ليه ؟
إبتلع ريقه برعب ليكمل النمر وعيناه تتحداه :_لأننا أقوى من كدا مش أحنا الا نكسر واحد معندوش رجولة فبيعتمد على الا يظهرها ..
وغادر أدهم بعدما جعله شعلة مشتعلة من الغضب ..
أقترب عبد الرحمن من الشاب فحمله لشقتهم بالأعلى ثم عالج جروحه أمام الجميع فأقتربت منه والدته الباكية :_ربنا يباركلكم يا ررب وميوقعكمش فى مشاكل أبداً أنا أفتكرت خلاص أنها النهاية لأبني بس ربنا كريم
أحمد بحزن :_أيه الا مدخلكم فى مشاكل مع الراجل دا يا أمي ؟
أغمضت عيناها بآلم :_هو الا بيتعرضلنا يابني المحلات الا هو واخدها دي كان مأجرها من جوزي الله يرحمه وأنا بصرف بيها عليا أنا وعيالي بس من ساعة ما جوزي مات رافض يدينى الأيجار قولتله ألف مرة حتى لو هيديني النص بس رده كان وحش أوى وأخرهم أنه ضرب أبني لما طلب منه يطلع منهم ..
أدهم بهدوء :_الأيجار كام ؟
العجوز :_ال3محلات ب1500ج
أحمد بصدمة :_بس دا قليل أوى المحلات كبيرة وتستهل أكتر من كدا !
العجوز بحزن :_أنا مش عايزة منه حاجة غير أنه يسيب أبني فى حاله والمحلات أستعوضنا ربنا فيهم
أدهم بغضب :_بس دا حقك يا حاجة وأعتبري أنه رجعلك
وتركها وغادر ليتابعه أحمد وعبد الرحمن بزهول ...
هبط أدهم للأسفل ثم أقترب من الرجل فأبتلع الرجال ريقهم برعب من تواجدهم بالمنطقة بعد ،أقترب منه قائلا بأعين تلمع بشرار :_حبيت اديك أنذاري الأخير قبل ما أمشي
رفع إسلام السلاموني عيناه له بغضب مكبوت ليكمل أدهم :_بكرا الساعة 10 بليل لو مريت من هنا ولقيتك لسه فى المحل دا أوعدك أنك هتخرج منه جثة أنت ورجالتك
وتركه وغادر ليحطم الرجل الزجاج بغضب على ما فعله به !
***********
صعد زين لغرفة همس فجلس جوارها يتأملها بهدوء فأبتسم بشرود :_ لما أتقابلنا أول مرة عيوني أتعلقت بيكِ ورفضت تسيبك كنت فاكر أنى راجع عشان أنتقم بس وقعت بحبك يا همس الا عملته كان غصب عني
أحتضن يديها بين يديه قائلا بعشق :_كل الا فات همحيه بس أرجعي يا همس أوعدك أنى مش هسيبك أبداً حتى لو فضلتي كدا هفضل جانبك وعمري ما هشوف غيرك ..
أقترب منها ليتمدد لجوارها ثم قربها منه ليحتضنها بعشقٍ جارف ،إبتعد عنها سريعاً حينما أستمع لشهقات بكاء مكبوتة ليجدها تبكى وهى بأحضانه أخرجها زين بصدمة وغضب قائلا بزهول ؛_همس !!
*********
بقصر حازم السيوفي ..
صعد لغرفتها بعد أن ظل كثيراً يستعيد قواه فوجدها تجلس أرضاً بجانب الغرفة ...أقترب منها ثم جلس لجوارها مستنداً على الحائط بفترة قضاها بالصمت ثم قال بهدوء :_كان لازم أعمل كدا
خرجت عن صمتها بسخرية :_أنك تقدم نفسك للموت ؟!
أعتدل حازم بجلسته قائلا بغضب :_مستعد أعمل أكتر من كدا بس أغيره
لكمته على صدره بقوة وبكاء :_خلاص أقتل نفسك وريحني
أستند على الحائط ثم جذبها لتقف أمامه قائلا بثبات :_خلاص يا رهف
لم تستمع له وظلت تكيل له الضربات الخفيفة على صدره العريض فأبتسم بسخرية ووقف ثابتٍ يتأمل ضرباتها التى تشبه التيار الذي يحاول إيقاع بناءٍ ضخم ...
صاحت بعصبية :_أنت هيهمك أيه ؟ وعدتني أنك هتكون معايا على طول ودلوقتي عايز تخلى بوعدك !
إبتسم قائلا بجدية وهو يحتضن وجهها بين يديه :_ممكن تهدي ...
دفشت يديه بعيداً عنها قائلة بدموع :_أنا مش مجنونة يا حازم أنت مفكرتش فيا هعمل أيه لو الحيوان دا عمل فيك حاجة ؟!
أقترب منها بقلق فقربها منه قائلا بحنان :_خلاص يا رهف أهداي أنا كويس ..
وضمها بقوة حتى أستكانت بين ذراعيه .....
**********
بمنزل طلعت المنياوي ...
ولج ضياء ومكة وغادة سعداء للغاية بعد قضاء يوماً ممتع بالخارج فحملت مكة الحقائب قائلة لضياء بسعادة :_ألف شكر يا ديدو هطلع أوريهم لماما وأغير هدومي عشان نعمل السحور ..
أشارت لها غادة قائلة بأبتسامة :_هحصلك
صعدت مكة فأقتربت غادة منه بخجل :_لسه زعلان مني يا ضياء ؟
اقترب منها وهو يحاول غض بصره عنها :_لو زعلان كنت أخدتك يا هبلة !
إبتسمت بسعادة :_عارفه أن قلبك أبيض
قاطعها بتحذير :_قلبي ابيض أه بس مش لدرجة أنك تسوءي فيها
رمقته بغضب ثم حملت الحقائب وتوجهت للصعود قائلة بسخرية ؛_مفيش فايدة فيك ..
...على الدرج ..
صعدت مكة للأعلى بالحقائب ولكنها توقفت محلها حينما وجدت يوسف يهبط للأسفل ،وقفت أمامه بصمت ....قدماها تخشبت عن الحركة ....عيناها تذرف الدمع حينما تذكرت ما فعله بها ....أما هو فما أن رأى كدمات وجهها حتى تألم قلبه ...شددت من قبضتها على الحقائب وأكملت صعودها للأعلي ...ولجت للداخل ثم أغلقت الباب غير عابئة به ...وقف يتأملها قليلا ثم هبط للأسفل ليجد ضياء يجلس على المقعد وما أن رأه حتى هم بالخروج فاوقفه قائلا بحرج :_أستنى عايز أتكلم معاك
تطلع له بثبات :_مظنش في كلام بينا ...
وأستدار ضياء ليغادر ولكنه صعق حينما وجد أدهم وعبد الرحمن أمامه ..
أقترب منه أدهم قائلا بعيناه الغامضة :_فى أيه ؟
ألتزم الصمت فزفر عبد الرحمن بغضب :_أتخانقتوا تاني !!
لم يجيبه أحداً فشعلت عين ادهم بالغضب قائلا بحذم :_سألت فى أيه ومحدش جاوب !
ضياء بعد تفكير :_الأستاذ شايف نفسه على الكل من ساعة ما دخل شرطة محدش عاد ملي عينه فاكر أنه بقى وكيل وزارة
ولج أحمد من الداخل قائلا بملل :_واضح أنى جيت فى الوقت الصح !
تطلع ضياء ليوسف بنظرة فهمها جيداً فأسرع بالحديث :_أنا برضو ولا أنت الا بتشاكل دبان وشك !
أدهم بغضب :_مش هتبطلوا لعب العيال دا ...ثم صاح بصوتٍ مرتفع :_شوف الموضوع دا يا عبد الرحمن لو أتدخلت هخلص عليهم الأتنين
احمد بصوت يكاد يكون مسموع :_يارريت
عبد الرحمن بهدوء :_أهدا بس يا ديدو مأنت وهو على طول كدا أيه الجديد بس ؟
ضياء بغضب مصطنع :_بس مكنش شايف نفسه كداا
أحمد بغضب :_لا طول عمره شايف نفسه ودا رأيك يعني مفيش جديد يعني وفروا على نفسكم وعلينا مجهود كل يوم دا يعنى بالمعني الأصح أتقوا الله فينا أحنا شباب وعلى وش جواز هنرجع من شغلنا مهدودين ونحل مشاكلكم كمان !!
تطلع يوسف لضياء ثم أنسحبوا معاً للخارج ...أقترب منه عبد الرحمن بأعجاب :_عملتها أزاي دي !! أنا أتوقعت تحقيق صباحي
احمد بغرور :_عيب عليك يالا دانا أبو حميد الا مدوخ ال...
قطع باقي كلماته ووقف جوار عبد الرحمن بصدمة فأبتسم قائلا بصوتٍ منخفض :_مش عارف لما بتشوف جدك بتقلب على أنعام ليه ؟
رمقه بضيق ولكن سرعان ما تعدل بملامحه فأقترب منهم طلعت قائلا بغموض :_حبيت أتسحر معاكم النهاردة رمضان جرب يخلص ومجعدناش على الوكل
عبد الرحمن بأبتسامة واسعة :_دا أحلى سحور والله بيك يا جدي
رسم احمد البسمة المصطنعه :_داحنا حتى هنأكل بنفس ..
أقترب منه طلعت قائلا بنظرات شك :_مش بين
وتركه وجلس على الطاولة تحت ضحكات عبد الرحمن المكبوتة ....
هبط الجميع وجلسوا جواره فسعد طلعت وهو يتناول طعام السحور بجوار أحفاده نعم لم يفتقد لأبنائه بوجودهم ..
غامت نظرات أحمد تلك الفاتنة التى ترتدي اسدال من اللون الأبيض جعلها آية تتوق للمعني فرمقه أدهم بغضب ليغض عنها البصر سريعاً ..
إبتسم الجد قائلا وهو يتناول طعامه :_جولتلي أنك خارج مع خطيبتك يا ضياء
سعل بقوة قائلا بصعوبة بالحديث :_أيوا يا جدي روحنا جبنا لبس العيد عقبال أمالتك العيد بعد أربع أيام وكدا
رفع عيناه له فصرخ ضياء لعبد الرحمن :_أديني المية دي الله يكرمك
كبت ضحكاته وقدم له المياه فتطلع له أدهم بغضب...حملت جيانا المشروب وقدمته للجميع فتناوله منها أدهم بنظرة جعلتها متوردة من الخجل فأسرعت بالجلوس جوار ياسمين ...بقي الصمت الحليف بينهم ليقطعه الجد قائلا بخبث وهو يوزع نظراته بين أحمد وأدهم وعبد الرحمن :_إكده الصغير عنده ذوق عنيكم !
تطلعوا إليه جميعاً بعدم فهم ليكمل هو :_خاد خطيبته وجبلها لبس العيد وأنتم يا كبار معملتهوش
تطلع الجميع لبعضهم البعض بزهول لينهض عن الطاولة قائلا بمكر :_كل واحد يأخد خطيبته بكرا يجبلها الا هى عايزاه وأنت كمان يا عبده
وتركهم بصدمة من أمرهم وغادر .....ما أن غادر الجد حتى صرخ أحمد بحماس وهو يتوجه لياسمين :_طلعت المنياوي وفق غلى الخطوبة يا جدعان
عبد الرحمن بسخرية :_واقع واقع يعني
إبتسمت ريهام قائلة بعتاب:_ما تسيبه يا عبد الرحمن يفرح الف مبروك يا حبيبي
سلوى بأبتسامة هادئة :_مبروك عليك جيانا يا أدهم
تطلع لها فخجلت للغاية حتى ياسمين ..
صاحت غادة بزهول :_لحظة واحدة من فضلكم دلوقتي جدو وافق على الجواز فطبيعي جيانا لأدهم وياسمين لأحمد هو ذكر عبد الرحمن لمين بقاااا ؟!!
صمت الجميع وتطلعوا لهم بزهول فتحدث بأبتسامة مرح :_لمكة أكيد
صعق يوسف وتطلع له بنظرة قاتلة فأبتسم عبد الرحمن بخبث للشباب ليعلموا الآن بأنه سينضم قريباً آليهم ..
تعالت ضحكاته قائلا بسخرية :_لا أنا الحمد لله خارج العائلة بس خيار يشرف بعون الله
تعالت ضحكات أحمد وأكتفى أدهم بأبتسامة بسيطة للغاية ...
بينما تطلع يوسف لمكة فوجدها تتحاشي النظر إليه والحزن يعمر وجهها ...
*********
وضعها على الفراش فمازالت غائبة عن الوعي فأسرع بأحضار البرفنيوم الخاص به ولكن لم تستجيب له ..
حركها حمزة بقلق:_رتيل ..رتيل ..
فتحت عيناها بضعف شديد فأحتضنها برعبٍ حقيقي ..أستعادت وعيها فأخرجها بعيداً عن أحضانه قائلا بقلق :_أنتِ كويسة ؟
تطلعت له بصمت تدرس ملامح وجهه بتعجب فهوت دمعاتها قائلة بسخرية :_هتفرق معاك !
جذبها من معصمها قائلا بجنون :_هتفهمي أمته أنى بحبك !
إبتسمت والدمع يتمرد عليها :_أنت مش بتحب غير نفسك وبس يا حمزة ..لسه عايز مني أيه خلاص كسرتني وعقبتني على كدبة كدبتها زمان لسه عايز أيه تانى ..
ردد بهمس وإستغراب :_كدبة !
أشارت له بدموع تغزو وجهها :_أنا فعلا حبيت بس محبتش حازم
ضيق عيناه بغضب ظناً بأن هناك أخر لتكمل بدموع :_حبيتك أنت يا حمزة بس حبي دا كان غلط ودا الا أكتشفته عشان كدا حاولت أغيرك لما كدبت وقولت أنى بحب أخوك كنت عايزاك تشوف ليه قولت كدا تشوف الحلو الا فيه وتتغير بس للأسف كل الا أنت فكرت فيه الأنتقام مني ودا الا عملته ..
تراجع للخلف بصدمة فبكت قائلة بتعب يلحقها :_أنا دلوقتي بكرهك يا حمزة أيوا بكرهك أنت حولت كل ذرة حب فى قلبي لكره ..
تعالت شهقات بكائها لتصرخ بجنون :_بكرهك سامعني بكرهك يالا أقتلني عشان تنتقم براحتك
أغمض عيناه بآلم وترك الغرفة بأكملها حتى لا يستمع المزيد ولكن إلي أين الفرار !! هل سيتركه قلبه قليلا ؟!...كيف سيتمكن من مواجهته ؟! ..
ما مصير همس بعدما وقعت بين براثينه ؟!!
ماذا ستفعل تلك الفتاة مع من تطلق عليه الطبيب اللعين ؟! ..
هل سيتمكن المافيا من القضاء على إسلام السلاموني وماذا سيحصد لهم ؟؟
ماذا لو كشف للجميع القناع الخفي ل#مافيا_الحي_الشعبي؟ وماذا ستكون ردة فعل طلعت المنياوي ؟؟
وأخيراً ما المجهول للجبابرة ؟!! وماذا سيحدث ليتحدوا من جديد ؟
يتبع....
مافيا الحي الشعبي(القناع الخفي )
البارت التاسع.
أبعدها عن أحضانه بصدمة أزدادت حينما رأها أستعادت وعيها ،تلونت عيناه بالغضب من تردد أفكار مميتة برأسه فجذبها بقوة لتقف أمام لهيب عيناه قائلا بصوتٍ مشابه للموت :_يعنى أنتِ كنتِ بتستغفليني ؟!
لم تجيبه وأكتفت بالبكاء فى صمت فشدد من قبضة يديه على معصمها لتصرخ بآلم فتركها لتهوى على الفراش بينما شدد هو من الضغط على شعره الكثيف ليقترب منها بعينان تشعان شرار :_طريقة حلوة عشان تكسريني مش كدا ؟
زادت دمعاتها والصمت يجتاز وجهها فيجعل الغضب يتمكن منه ،جذبها بقوة قائلا بغضب لا مثيل له :_ساكتة ليه ؟ أتكلمي !
رفعت عيناها الممزوجة بالدمع له قائلة بصوتٍ منحاز للكسرة والحطام منقذ :_هيفيد بأيه أنى أتكلم وأنت على طول بتقدم أتهامات بدون ما تسمعني ! أنا خلاص مش عايزة منك حاجة تانية غير الطلاق دا الحل المثالي
صعق زين فتطلع لها بصدمة :_طلاق ! ...أنتِ فاكرة أنك هتتحديني يا همس ؟
صرخت بقوة وجنون :_أيوا بتحداك لأنك هتفضل زي مأنت عمرك ما هتتغير ..
وجذبت حجابها ثم أرتدته بأهمال وتوجهت للخروج فجذبها بقوة قائلا بصوت كالرعد :_كدا طب وريني هتخرجي من هنا أزاي ؟
وأغلق باب الغرفة جيداً ثم جلس على المقعد ببرود يتراقب ما تفعله ....
جففت دمعاتها وجلست على الأريكة المقابلة له بصمت طال قليلا فقطعته بشرود بالماضي ؛_كنت بحبه أوى ...متخيلتش حياتي من غيره ..جهزنا كل حاجة الشقة والعفش كل حاجة ..مكنش فاضل على جوازنا غير أسبوعين بس كان مصمم أنه يجبلي فستان الفرح من أفخم مكان فى أمريكا .قالي أنه هيسافر 48 ساعة بس ..
إستمع لها زين بحزن وقلب يتآلم لدمعاها الناقل لكم المعاناة التى قضتها ...أكملت بشهقات بكاء حارق :_ال48ساعة بقا أسبوع وأكتر ومفيش أي أخبار عنه حتى عيلته مكنوش عارفين يوصلوا له...لحد ما أتفاجئت أنه فضل فى المستشفى الفترة دي كلها بسبب حادث فى سيارة الأجرة الا كان فيها والخبر أتاكد بوفاته ...
تطلع لها زين بأسف لتكمل بدموع :_الخبر دا كان كافيل أنه يكسرني للأبد يا زين ...عروسة المفروض أن فرحها بعد أربع أيام تتفاجئ بموت حبيبها ! ..بس أنا عشت عشان أبويا ورسمت الفرحة لسنين وأنا من جوايا مكسورة ومقهورة أوى ....كل مكان كان بيفكرني بيه ..كل نفس خارج مني كأنه على وعد أنه يكون ذكري ليا ...كل دا وجهته لوحدى يا زين ومن نحية تانية بابا الا كان بيضغط عليا عشان أرتبط لأنه نفسه يشوفلي أولاد قبل ما يموت ...أمنية زي كل أب وأم ..حاولت أرضي رغبته فأرتبطت بأول واحد أتقدملي ..
رفعت عيناها الممتلئة بالدمع له :_أرتبطت بخالد
ثم قالت بصوت باكي :_حاولت أنساه وأبدأ مع خالد بس مقدرتش صدقني مقدرتش 6شهور بحاول اقنع نفسي أني أعيش مع خالد بس رفضت أظلمه أزاي هعيش معاه بعد الجواز وأنا تفكيرى فى واحد تاني ؟!! مقبلتش أعمل كدا يا زين ..
وتعالت شهقاتها فأسرع إليها يضمها لصدره قائلا بهمسٍ لها :_خلاص أهدي
سكنت بين أحضانه حتى هدأت ثم قالت ببكاء :_حياتي أتغيرت لما دخلتها بدأت أنساه حبيتك يا زين معرفش أزاي ولا أمته ؟! بس فى الأخر أنت كمان كسرتني
وأبتعدت عنه ثم توجهت للخروج فلحق بها قائلا بحنان :_ليه مقولتليش الكلام دا من الاول ؟
زاد الدمع بعيناها فأستدارت له بصوتٍ محطم :_أنت مدتنيش فرصة أحكيلك
تسلل الحزن لتعبيرات وجهه فرفعت يدها على مقبض الباب حتى تهرب من أمام عيناه ولكن يديه كانت الأقرب لها ...
بكت همس قائلة برجاء :_أرجوك يا زين محتاجة أكون لوحدي
تطلع لها بعشق طال بنظرات من طوفان ثم سحب يديه ببطئ ليقدم لها الحرية فركضت لتخرج من المنزل بأكمله ...
*********
حمل الطعام وولج لها فوجدها مازالت تعتلى الفراش بشرود ، أقترب منها حمزة ثم حمل بعض الشطائر قائلا متحاشي النظر إليها "_الأغماء الا بيجيلك دا من قلة الأكل
ورفع يديه بالطعام لها مقربها من فمها ،رمقته بنظرة محتقنة بالغضب فرفعت يدها بجنون ودفشت يديه بعيداً عنها قائلة بغضب :_أنت أيه معندكش دم مفيش عندك ذرة أحساس ..
حوريته الفتاكة أيقاظت شيطانه المخيف ،أستدار بوجهه لها بعدما غامت عيناه بالعواصف الرعدية،إبتلعت رتيل ريقها بصعوبة وهى تراه يقترب منها بنظرات لا تنذر بالخير قد تكون على محافة الهلاك ...
توقفت عن الحركة حينما أصبحت محاصرة بينه وبين الحائط اللعين فرفعت يديها ببكاء على وجهها ظنة بأنه سيصفعها مجدداً ..
ما فعلته تلك الفتاة أخترق قلب الشيطان فوقف يتأملها بنظرات غامضة وهو يرى حب طفولته المسعى الوحيد لعشقه المتيم ترتعب منه حد الموت ...
لم يحتمل رؤياها هكذا فخرج من الغرفة سريعاً أما هى فأخفضت يديها برعبٍ لتجد الغرفة فارغة فسقطت أرضاً تبكى بجنون ...وهو بالخارج يراقبها بصمت وتفكير عميق ليصل لأمراً سيحطمه ! ولكن عليه ذلك ....
**********
عاد أدهم من المسجد ليتفاجئ بجيانا تتجه للمنزل بمفردها ،أسرع إليها وعيناه تتفحص طريق المسجد قائلا بستغراب :_أنت جاية لوحدك ؟
شهقت رعبٍ فأخذت نفس طويل تسترد ذاتها ثم قالت وعيناها أرضاً :_أيوا ماما ومرتات عمي صلوا النهاردة فى البيت
أدهم بغضب :_تقومي تيجي لوحدك فى الوقت دا ؟
أسرعت بالحديث :_لا أنا جيت مع أحمد وفضلت واقفة أستناه بس لقيته اتاخر فى الخروج فقولت أروح أنا وبعدين الناس كلها خارجة تصلى الفجر بالمسجد يعنى الطريق آمان ..
تفحصها بنظرات غامضة ثم اشار لها بيديه :_هشوف موضوعك دا بعدين أتفضلي
أخفت بسمتها وخطت معه للمنزل تخطف نظراتها الجانبية لمن يخطو جوارها ...مازالت لا تصدق أنه سيصبح زوجٍ لها قريباً !...
وصلت معه لشوارع الحارة الخاصة بهما فرمقتها الفتيات بنظرات محتقنة بالغيرة ولكن البادي منها نظرات تتقمص دور الفجور لها رغم أن من تخطو معه هو إبن عمها الأكبر ! حتى مع تحفظ المسافات بينهم بالطريق !! ولكن تلك العادة السيئة الطابعة للقلوب ...
ولجوا للداخل فوجدوا أحمد يتمدد بالداخل على الأريكة ويغط بنوماً عميق ،تطلعت له جيانا بغضب فأقترب أدهم منه يحركه بهدوء ولكن لا فائدة من ذلك فرفع قدميه ليلكمه بقوة أسقطته أرضاً ليصيح برعب :_فين ؟ مين !
كبتت ضحكاتها بصعوبة فأنحني له أدهم بعيناه المشعة بالشرار ليخرج صوته الساخر :_قابض الأرواح
نهض عن الأرض بضيق ثم جلس على الأريكة قائلا بغضب :_نعم عايز أيه ؟ مش كفايا الا بيحصلنا طول النهار من تحت راسك كمان الأحلام بتطلع فيها !!
تعالت ضحكات جيانا فتطلع لها أدهم بنظرة خاطفة ثم جذب أحمد بقوة ؛_لا سيب الكلام دا لما تفوق دلوقتي يا حيوان أنت راجع البيت ونايم عادي كدا ؟!
أحمد بصدمة :_والمفروض أعمل أيه ؟
ضيق عيناه بغضب لتقول جيانا بغضب :_أنت نسيتني ولا أيه !
تطلع لها بصدمة ثم صاح بزهول :_أيوا صحيح نسيت البت خاالص دي راحة معايا !
أقتربت منه جيانا بخبث :_أيه الا واخد عقلك ؟
رمقه بنظرة محتقنة ثم قال بصوتٍ حازم :_لا بقولك أيه فوقي كدا أن كنت ومازلت أخوكِ الكبير يعنى هتبصي تلاقي القلم نزل على وشك يزغرط
صدح صوت الصفعة بالمكان بأكمله فتطلع لها احمد بتعجب ليجد النمر لجواره بعدما هوى على وجهه بالصفعة التى تمناها هو !...
رمقه أحمد بغضب ثم جذب الوسادة قائلا بتوعد :_ماشي وقسمن بالله لأوريكم بس حالياً محتاج راحة ونوم عميق أفوق بس وهوريكم
وتركهم وصعد للأعلى وهو محتضن وسادة الأريكة ،ما أن تخفى من أمامهم حتى أنفجرت جيانا ضاحكة ...
بقى صامتٍ ويتأملها حتى تدرجته فوقفت تعبث بأصابعها بخجل يعشقه الأدهم ...أقترب منها مع حرص المسافة بينهم:_على فكرة أحنا فى صيام فمتحاوليش تعملي كدا تاني ..
وتركها وصعد للأعلى ليرتجف نبض القلب بعين تتابع المعشوق وهو بتخفى من أمام عيناها، ويا ويلتاها حينما أستدار بوجهه لترى عيناه الخضراء الفتاكة ،غضت عنه بصرها سريعاً وبداخلها تدعو الله أن يتم الزواج التى حلمت به كثيراً ...
******
تسللت بأشعتها الذهبية لتملأ العالم بنور لا يعي قيمته سوى قلب العاشق المرتجف لتعلن بدء يوم جديد ...
بمنزل زين ..
لم يذق طعم النوم فبقى مستيقظ طويلا ليتفاجئ بصوت خطوات بسيطة بالخارج ..
خرج زين من غرفته بعدما أغلق قميصه على صدره العريض بأهمال فتفاجئ بأخته تجذب حقيبتها وتتسلل للخروج من المنزل ،تلك الحمقاء أيقظت حبال الغضب بداخله ليخرجها عليها ...
تسللت ببطئ لباب المنزل الخارجي ولكنها تفاجئت به يقف أمام عيناها كالصقر ،لم تهتز له وبقيت تتأمله بتحدى وسكون ...أقترب منها زين ليجذبها بقوة قائلا بصوتٍ كالأعصار :_أنتِ أيه مفيش فايدة فيكِ ؟
جذبت معصمها من بين يديه قائلة بغضب :_أنت عايز أيه ؟ ما خلاص خدت الفلوس وكل حاجة سبني بقا أرجع للعالم الا عمره ما يشبهك
إبتسم بسخرية :_أسيبك ! بالسهولة دي
تأملته بغضب ثم صاحت به بجنون ؛_أسمع يا زين أنا عمري ما هتجوز الحيوان دا فاهم أنا عارفة كويس أيه غرضك من جوازي منه لكن دا بعدك
لم يعد يحتمل أكثر من ذلك فجذبها بقوة لغرفة بالأسفل ثم أغلقها من الخارج ليخرج هاتفه ويحادث أدهم وعبد الرحمن ...
*******
بغرفة رتيل ...
كانت تستند برأسها على الحائط بأهمال ،وجهها خالى من الحياة ،تشبة الجثث الهامدة الفاقدة لحياة لا توجد بها سواه !...
أقترب منها حمزة بعينٍ تحمل الغموض ونظرات تطول بتأملها كأنها تتشبع بها للمرة الأخيرة ...
أنحني على قدميه ليكون بمستواها ثم رفع يديه لها بحقيبة مغلقة ..
رفعت عيناها الدامعة له بصمت فخرج صوته بثبات ؛_غيرى هدومك
بقيت كما هى ولم تتحرك فزادت نظرته تعمقاً لها ليشعر بأن قراره صائب ..نعم من عاونه على الأفاقة أخيه وكلماته الطاعنة له ...أذهب عن عقله تلك الأفكار ثم قال بنظرات عيناه البنية :_غيرى هدومك يا رتيل هرجعك لأبوكِ ..
رفعت عيناها له بعدم تصديق فجاهد كثيراً للحديث :_أيوا هرجعك بنفسي لهناك بس لازم تغيرى لبسك دا
ووضع حمزة الحقيبة على قدماها ثم غادر للخارج لينتظرها ولكن غابت كثيراً عنه فولج للداخل ليجدها تبكى بغزارة ومازالت تجلس ارضاً تحتضن جسدها بذراعيها ..
أسرع إليها بلهفة ثم أنحني لها بقلق :_ مالك ؟ فى أيه ؟!
رفعت عيناها الحمراء من كثرة دمعاتها قائلة بصوت يكاد يكون مسموع :_لسه عايز مني أيه يا حمزة ! جاي دلوقتي وعايز ترجعني لأبويا عشان يتفضح ؟ أرجوك أقتلني وخلص نفسك من العذاب الا جواك وخلصني معاك
حطمت قلبه بكلماتها فجاهد ليرفع يديه على وجهها الباكي وبالكاد فعل ذلك لتقف أمامه ،رفعت عيناها له لتقف بزهول من نظراته أزدادت أضعافٍ حينما قال بصوتٍ صادق :_أنا مأذتكيش يا رتيل ...مقدرتش أعمل كدا ممكن أكون وحش بس مش لدرجة آذي حد بحبه وأنا بح..
إبتلع باقي كلماته بآلم وسحب يديه سريعاً ثم توجه للخروج قائلا بثبات :_5دقايق وتكوني غيرتي هدومك والا تصرفي مش هيعجبك ..
وتركها وغادر للخارج فبقيت هى متصنمة محلها لا تقوى على الحركة ..تزداد بكائها وفكرها بهذا الغامض ...إبتسمت بفرحة لا تضاهيها أميال بعدما أستمعت له لا ليست فرحة بقائها طاهرة ! ولكن بأنه حقاً يعشقها ! ..
جلست على الفراش تجمع ذاتها لما لم تعد تشعر برغبة الرحيل ؟!! لم تشعر بآلآم تهاجمها مع فكرة الأبتعاد عنه !! ..
انفضت عنها تلك الأفكار وفكرة الرحيل من هنا وضعتها مسارها الرئيسي فتوجهت للحقيبة الموضوعة أرضاً وشرعت بتبديل ملابسها ...
أما بالخارج ..
جلس على الأريكة يعبث بهاتفه ثم قطع العبث برنين بشخص لم يتوقع اللجوء له ! ...
...بقصر حازم السيوفي ...
تملمت من بين أحضانه على صوت الهاتف الصادح بالغرفة ،فتح حازم عيناه بصعوبة ثم جذب الهاتف قائلا بنوم :_ألو ..
فتح عيناه على مصرعيها ثم أعتدل بجلسته سريعاً قائلا بعدم تصديق :_حمزة !!
أجابه حمزة بصوتٍ محطم وهو يرسم القسوة الزائفة :_مكنتش أتمنى أسمع صوتك تاني بس مضطر
أغمض حازم عيناه بآلم وهو يقول بثبات خادع :_فى أيه ؟
حمزة :_قابلني على الطريق ##بعد ربع ساعة
حازم بستغراب :_ليه ؟
:_لما تيجي هتعرف
وأغلق الهاتف بوجهه فبقي حازم ساكناً يفكر فيما سيريده به ..وضع الهاتف لجواره ليجدها مستيقظة وتطلع له بصدمة ليخرج صوتها الغاضب :_متقولش أنك هتروح ؟
نهض عن الفراش ثم جذب ملابسه من الخزانة قائلا بهدوء :_أكيد هروح لازم أشوف في أيه ؟
نهضت عن الفراش سريعاً قائلة بصراخ :_أنت مجنون ! أكيد هيقتلك
أرتدى قميصه وعيناه بعيدة عنها لتجذبه بقوة :_أنت أيه يا حازم معندكش عقل هو يقولك تعال تروح كدا بعد الا عمله فيك ؟!!
وضع يديه حول معصمها قائلا بهدوء :_مفيش حاجة هتحصل يا رهف شوية وهرجع
وتركها وهبط للأسفل فلحقت به ببكاء لتقف على الباب الخارجي قائلة ببكاء :_مش هسمحلك تخرج من هنا
زفر بضيق :_تاني يا رهف !
صرخت بجنون :_تاني وتالت ورابع أبقى مجنونة لو سبتك تخرج من هنا
شدد على شعره الغزير بغضب ثم تركها وتوجه للخروج من الباب الخلفي فلحقت به ببكاء حارق لتجده يكاد بالخروج فجلست أرضاً تبكى بقوة وهى تصرخ ببكاء :_حازم أنا حامل
أستدار لها بصدمة ممزوجة بفرحة لا مثيل لها فأسرع إليها يحتضنها بسعادة :_بجد !
أشارت له بتأكيد فحملها بين ذراعيه وصعد بها للأعلى قائلا بسعادة :_دا أفضل خبر سمعته بعد خبر موافقتك على الجواز مني
تعلقت به برعب :_مش هتمشي صح ؟
حزن لرؤية الخوف على وجهها فأحتضن وجهها بين يديه قائلا بنبرة تحمل الحنان بين طايتها "_رهف أنتِ عارفاني كويس مش بتخلى عن حد ما بالك دا أخويا !
كادت الحديث لتذكره بما فعله فقطعها قائلا بتفهم :_عارف الا هتقوليه لكن فى النهاية أنا حازم مصطفي السيوفي وهو حمزة مصطفي السيوفي ..حمزة مش وحش أوى كدا الظروف هى الا خاليته كدا وأنا بحاول أوضحله سوء التفاهم الا بسببه خسر نفسه
هوت دمعة من عيناها وهى تستمع له ليزيحها بحنان :_متقلقيش عليا هأخد الحرس معايا
آبتسمت براحة فقبل رأسها وغادر تاركاً قلبها بمعركة دانية ...
خرج حازم من القصر بسيارته الخاصة بعدما رفض تماماً ان تلاحقه الحرس فربما لا يعلم بمن يتتابعه ليعلم مكان إبنته بعدد من الرجال وبداخله قسم القصاء على حمزة ..ولكن هناك مجهول دائم وحتما اللقاء به ...
******
بمنزل زين ..
أدهم بغضب :_لا يا زين أنا مش معاك هتجوزها بالغضب ؟!!
نهض عن الأريكة بتصميم :_أيوا هجوزها بالغصب يا أدهم وحالا المأذون على وصول
أحمد بصدمة :_دا جنان راسمي !
:_بالعكس أنا شايف قرار زين فى محله ..
قالها عبد الرحمن بعدما توجه لباب الغرفة الفاصل بينه وبينها تحت نظرات غموض النمر ...
أقترب أدهم منه ثم جذبه للخارج :_تعال معايا عايزك
وبالفعل خرج معه لحديقة الفيلا فدفشه أدهم بقوة ليجلس على المقعد فزفر بغضب :_فى أيه يا أدهم ؟
أقترب منه بنظراته المحتقنة ليخرج صوته الغامض :_أسمعني كويس يا عبد الرحمن محدش فاهمك أدي أنا عارف أنت عايز تتجوزها ليه ؟
تأمله بقليل من الصمت ثم قال بهدوء ؛_عشان أساعد زين
قاطعه بنظراته الفتاكة ونبرته الساخرة :_عشان تنتقم من الا عملته فيك
أخفى نظراته عنه ولكن من هو أمام نظرات النمر ! ..
ليجذبه بقوة وصوتٍ كالرعد :_فوق يا عبد الرحمن مش أخلاقك الا هتسمحلك تعمل كدا ولا تربيتك
دفشه بعيداً عنه بغضب "_أنت كنت مأيد الفكرة ليه الوقتي غيرت كلامك
صاح بصوتٍ مرتفع :_عشان كنت على حق كنت راجل وعايز تساعد صاحبك لكن دلوقتي أنا شايف الكره والأنتقام فى عيونك ودا مصيرهم وحش أوى يا صاحبي أنا مش بكلمك كأبن عمك ولا أخوك لا بكلمك صاحب لصاحبه... الا هتعمله دا هيغضب ربنا يا عبد الرحمن وأنت عمرك ما عملت كدا
وضع عيناه أرضاً بأقتناع ليقترب منه النمر وضعاً يديه حول ذراعيه :_مستعد أدخل معاك حالا واشهد على العقد بنفسي بس لما تأكدلي أنك مش هتسمح لأنتقامك أنه يتغلب عليك هتعاملها بما يرضي الله ساعتها هتلاقيني فى دهرك ..
رفع عيناه له ثم أشار لها بتأكيد فأبتسم أدهم وولج معه للداخل ليتم عقد قرأنه عليها بعدما علم طلعت المنياوي من زين ما حدث فوافق على ما يحدث ...
تركهم عبد الرحمن وتوجه للغرفة المحتجزة بها فولج للداخل ليجدها تجلس على أحد المقاعد وتنفس السجار بغضب شديد ،إبتلعت ريقها برعب حقيقي حينما رأته بالغرفة ..
أقترب منها عبد الرحمن بهدوء سحب أنفاسها ثم وقف أمام وجهها يتأملها بنظرة متفحصة ،رفع يديه جاذباً السجائر من بين يديها ثم دعسه تحت قدميه بقوة أخافتها بجلست على المقعد برعب ،أنحني بجسده لها ثم قرب وجهه لها قائلا بصوتٍ ثابت متخفى بطيات الغضب :_خلاص بقيتي مراتي يعني من هنا ورايح هتسمعي الكلام
كادت الحديث فقطعها قائلا بهدوء :_ للأسف مفيش ادامك أختيارات لأني زعلي وحش أوى وأنتِ جربتيه ولا أيه ؟
إبتلعت ريقها برعب والصمت يحفل على وجهها فأكمل بأعجاب :_كدا تعجبيني فى شوية تعليمات لازم تعمليهم والا ....
وتعمد الصمت مشيراً بعيناه الساحرة المنقلبة للون مخيف فأشارت له بالموافقة قبل سماع ما سيقوله ليكمل هو بأبتسامة ساحرة ويديه تشير على جسدها :_القرف الا بتلبسيه لو شوفتك لبساه تاني متلمويش الا نفسك ...صوتك لو على علي أي حد عقابك معايا هيكون عسير ..
ثم اقترب منها مردد كلماته بتحذير :_فهمتي أي حد ؟
أشارت له بخوف فأعتدل بوقفته قائلا بلغتها :_سنرى عزيزتي ولكن تذكري كلماتي جيداً فعقاب الطبيب اللعين لن يقوى جسدك الهزيل عليه ..
أرتعبت للغاية وتلبشت محلها هل سيبرحها ضرباً !!
إبتسم بأنتصار وتوجه للخروج ولكنه أستدار لها قائلا بتذكر :_أه أفتكرت ساعتين وهجي أخدك عشان أعرفك على عيلتي أتمنى تعليماتي تتنفذ بالحرف ..
أشارت له بسرعة فأقترب منها مجدداً قائلا بعد نظرات طالت بتفحصها :_على فكرة أسمك الحقيقي أفضل بكتير من صافي دا
وتركها وغادر لتدفش المزهرية بغضب وهى تبكى برعب فأن كانت هنا وترتعب هكذا ماذا أن ذهبت معه بمفردها !..
******
بمنزل طلعت المنياوي ..
صاحت سلوى ببكاء وغضب :_يعني أيه إبني يتجوز كدا وأنا أخر من يعلم ؟!!
إسماعيل بخوف :_واطي صوتك هو كتب كتابه بس وهيعمل خطوبة مع أحمد وأدهم والفرح معاهم فين الجواز بقا ؟
قاطعته بسخرية :_لا كتر خيركم والله دا حتى العروسة معرفهاش أنا مش زي كل أم أنقي عروسة لأبني وأشوفها ولا خلاص دوري أنتهي !!
آسماعيل بهدوء :_يا سلوي أهدي أبويا الحاج لو سمعك هيزعل منك الواد منقي بنت زين وأنتِ عارفاه كويس أكيد أخته زيه
قاطعته بدموع :_مقولتش حاجة بس على الأقل كان يعرفني !
دق الباب فتوجهت ياسمين الباكية على بكاء والدتها لترى من؟ فتعجبت بشدة حينما رأت جدها بهيبته الطاغية ..
ياسمين بفرحة :_جدو أتفضل
وبالفعل ولج طلعت المنياوي للداخل فأسرع إليه إسماعيل بفرحة :_أبويا أتفضل نورت الشقة والله
جلس طلعت على الأريكة واضعاً العصا لجواره قائلا بهدوء ونظراته عليها :_جري أيه يأم عبد الرحمن مبجاش ليا جيمة عندك
صعقت بشدة لتقول بصدمة :_أيه الا بتقوله ده يا أبويا الحج ؟!!
قاطعها بحذم :_حديتك هو الا بيجول ..من متى بنخبر الحريم بحاجة واصل ؟!
وضعت عيناها أرضاً ليكمل هو بهدوء ؛_زين جال أن العروسة عايزة تسافر لأمها فأني جولتله بعد الجواز فأقترح أننا نعقد القران عشان تسافر تشوف أمها فى بلاد برة وأني وفجت ..الأمور جيت بسرعة أجوله أستنى أما أخد آذن آمه !
أسرعت بالحديث :_لا العفو يا أبويا الحج
رفع عصاه قائلا بثبات :_قفلي حديتك وأنزلي أعملي وكل عشان مرات ولدك هتاجي تأكل معانا النهاردة
إبتسمت برضا وأقتناع :_من عيوني يا حاج
وتركته وهبطت للأسفل بعدما قلب حزنها لفرح ...أقتربت منه ياسمين بعدما أشار لها قائلة بأحترام :_نعم يا جدي
خرج صوته :_جهزى نفسك أنتِ وبت عمك بعد الفطار هتروحوا تجيبوا الدهب واللبس
إبتسمت بفرحة :_حاضر يا جدي
وتركته وهبطت تخبر جيانا بما أخبرهم به بينما قبل إسماعيل يديه بفرحة :_ربنا يباركلنا فيك يابوي ..
إبتسم طلعت وهو يرتب على كتقيه :_ويبارك فى عمرك ياولدي ...يالا بقا ننزل نصلي صلاة الظهر بالمسجد
إبتسم له وعاونه على الوقوف ثم هبط معه للأسفل ..
********
أنتظره حازم طويلا إلي أن لمح سيارة تقترب منهم لتقف على مسافة ليست بكيبرة عنهم ..
بداخلها ..
تحاشت النظر له حتى لا يرى دمعاتها فحتى هى لا تعلم سببهما ...بينما تبقى حمزة ساكناً ليخرج صوته بهدوء :_أنزلي
تطلعت له بحزن ثم وزعت نظراتها على المنطقة بأكملها لتجد حازم يقف على مقربة منخم فتطلعت له بستغراب ليتحدث ونظراته أمامه :_حازم هيساعدك ترجعي لوالدك
أشارت له بتفهم فهبط من السيارة وفتح لها الباب المقابل لها ..
تعجب حازم من رؤيتها ولكنه علم الآن بأن جزء من قلب أخيه عاد للحياة لذا سيعدها ..
تطلعت له رتيل فأشار لها بالذهاب ..وقفت تتأمله بنظرات مقبضة لقلبها المتدفق بالآلم فتوجهت لحازم الواقف على بعد مسافات قليلة منها بخطى أشبه بالموت ...
مرأت ذكريات ما حدث أمام عيناها وهى ترى طفولتها وحاضرها وما قضته بجواره ...رغم نشود الآنين الا أن جانب منها كان سعيداً لكونه جوارها لعد تلك السنوات ..
تخشبت محلها فرفضت قدماها الأبتعاد أكثر لتستدير بوجهها له فوجدته يتأملها بهدوء مخفى لآلآمه ،هوت تلك الدمعة المرتجفة على وجهها لتزيحها وتركض بقوة حتى دانت منه فوقفت تتأمله وهو يتطلع لها بستغراب زاد أضعافٍ حينما أحتضنته ببكاء ..
تخشب محله ومعه أطراف أصابعه من أن يحتويها حتى حازم إبتسم بتسلية كأنه يوضح له أن التضحية تصنع الحب ..وما فعله أستحق ذلك ..
رتيل ببكاء :_مش عايزة أرجع يا حمزة
أبعدها عنه بصدمة لتكمل بدموع :_مش عارفة أيه الا بيحصلي بس الا أنا فاهماه أنى عايزاك أنت لو رجعت لبابا هيرفضك
لم يستوعب ما يستمع إليه فرفع يديه يلامس وجهها بزهول فأبتسمت بعشق ليحتضنها بقوة قائلا بعدم تصديق :_دا بجد
شددت من أحتضانه لتؤكد له فأبتسم وأغمض عيناه بسعادة ...
سعد حازم لسعادته فأخيراً حصل على ما يريد ..ولكن سرعان ما أنقلبت نظراته لغضب فأسرع إليه ودفشه أرضاً قائلا بصراخ :_حمزة
تعجب حمزة فرفع عيناه ليجد ضربات نارية تطوف المكان وأذا به أمامهم ...إبراهيم السيوفي ...
وقف حازم وحمزة فأقترب منهم قائلا بغضب :_كنت عارف أنك عارف مكان أخوك
حل الغضب عيناه وهى يطيح بالحرس الخاص به :_وأنا حذرتك أنك تآذيه
صعق آبراهيم وهو يرى رجاله يسقطون رجل تلو الأخر بفضل قوة حازم حتى حمزة تخشب محله والدمع يتلألأ بعيناه وهو يراه يحاربهم لأجله ويستمع لحديثه ...
أقترب إبراهيم من آبنته بعدما صعد سيارته قائلا بصراخ :_مستانية أيه ؟ أركبي
تساقطت الدموع من عيناها وهى تتراجع للخلف حتى تخفت خلف جسد حمزة فصعق الرجل ولكن عليه التحرك سريعاً فحازم على وشك القضاء عليه ..
غادر سريعاً فأنهى حازم المعركة ثم أقترب منه سريعاً قائلا بلهفة :_أنت كويس ؟
بقى ساكناً كما هو الدمع يلمع بعيناه فقط فأشار له بهدوء ليشير له حازم بآلم وهو يجاهد أحتضانه ...
فقال بثبات :_لازم نمشي من هنا حالا تعال فى عربيتي
وبالفعل تتابعه وجلس بالخلف ولجواره رتيل ليسرع حازم بالعودة للقصر ..
*******
عاد أدهم مع أحمد للمنزل فجلسوا بالقاعة يخططون لبناء الأرض حتى لا يطول الزفاف عن أشهر معدودة ولكن عليهم الأجتهاد كثيراً وبالفعل أتفاقوا على بدء العمل من الغد بعدما أتفاقوا مع العمال ...
صعد أدهم للأعلى ليرتاح قليلا فأذا به يجدها بالداخل تجلس مع مكة بحزن ...
أقترب منهم بستغراب :_فى أيه ؟
أنتبهت له فوقفت سريعاً :_مفيش
ضيق عيناه بشك فوقفت جيانا قائلة بحزن مصطنع :_مكة حرقت القطايف وخايفة طنط نجلاء تعرف وتزعقلها ..
أدهم بسخرية :_لا والله أخيراً بقى عندها دم
رمقته بضيق فأخرج من جيبة المال ثم صاح بصوت مرتفع :_ضياء ..ضياء
خرج من غرفته يعبث بعيناه بنوم:_نعم
ادهم بهدوء :_خد الفلوس دي وأنزل هات الطلبات الا هتقولك عليها مكة
فتح عيناه بسخرية :_نعممم طلبات أيه أنا أتهريت من الصبح طلبات قال أيه عروسة عبد الرحمن جاية وأنا مالي ياعم مايروح يجيب هو
أقترب منه قائلا بعين تشع تحذير :_سمعت كلامي صح ؟
إبتلع ريقه برعب فجذب المال وأقترب منها بضيق :_قولي ياختي طلباتك وخلصينا
تطلعت مكة لجيانا بأرتباك فتدخلت على الفور قائلة بأبتسامة هادئة :_هات 2كيلو قطايف وربع كيلو زبيب وربع بشر وشوية مكسرات بقا ..
رمقها بنظرة محتقنة :_ماشي صبركم عليا بس لما يخرج ورحمة نانتك لأربيكِ أنتِ والسلعوة الا جانبك دي ..
وغادر والغضب يتمكن منه أما أدهم تطلع لها بنظرة مطولة ثم ولج لغرفته ..
زفرت مكة براحة ثم صاحت بغضب :_قطايف أيه الا أتحرقت يا حيوانة
جيانا بغضب يفوقها :_تصدقي أنا غلطانه أنى نجدتك منه
جلست على الأريكة بخوف :_الحمد لله أنه معرفش متتصوريش ممكن يعمل فى يوسف أيه لو عرف ؟!
جيانا بتأييد :_عارفة والصراحة هيكون معاه ألف حق الا يوسف عمله كبير جداً ..
شكل الحزن على وجهها لتغوم بأحداث ما حدث معها ...
جلب ضياء الأغراض ثم توجه للأعلي فأتبعه يوسف قائلا بهدوء :_كنت فين ؟
أستدار له بضيق :_وأنت مالك
وضع عيناه أرضاً قائلا بعد صمت :_ضياء أنا عارف اني غلطت بس حط نفسك مكاني
قاطعه بغضب :_أنا مش مكانك يا يوسف وعمري ما هكون مكانك أنت للأسف معندكش عقل تميز بيه حتى أختيارك لأصحابك الزبالة دول
تشكل الغضب على وجهه :_ليه الغلط بقا ؟
وضع ضياء الأغراض على الطاولة ثم قال بهدوء :_تعرف يا يوسف أيه مشكلتك ؟ انك مش بتشوف الناس صح ..حيوان زي الا أسمه علاء دا مصاحبه بقالك أكتر من 6سنين وللأسف مقدرتش تكتشف كمية الغيرة والحقد الا جواه من نحيتك
تطلع له بدهشة ليردد بزهول :_غيرة ؟ غيرة أيه؟
إبتسم بسخرية :_غيرة أنك مش زيه بتقضي وقت معاهم ورغم كدا دخلت شرطة وهما فى الهابط غيرة من كل شيء وأخيرهم حبك لمكة الا حاول يآثر عليك عشان يبعدك عنها ..
صعق يوسف وتطلع له بصدمة فكان يظن أن حبه لها مكنون بقلبه فكيف له بذلك ؟!
إبتسم ضياء قائلا بثبات :_متستغربش أنا عارف من البداية والا مكنتش عديت الا عملته كدا بمزاجي وحرصت ان الموضوع ميوصلش لأدهم ... أنا عارف أن أي حد هيسمع كدا هيعمل زي ما عملت بس للأسف كنت أتمنى تحكم عقلك ومتدمش أيدك عليها زي ما عملت .....تغيرك معاها الفترة الا فاتت كلها ومعاملتك الزبالة كانت إشارة ليا أن الحيوان دا بدأ سمه وسبته بمزاحي لكن بعد الا حصل مكنش ينفع أسيبه
يوسف بجدية :_عملت فيه ايه ؟
إبتسم وهو يحمل الأغراض :_الا كان لازم يتعمل من زمان ..
وكاد التوجه للاعلى فأوقفه صوتها :_ضياء
أستدار ليجد غادة أمامه وتشير له بالأقتراب فتطلع ليوسف الحزين بمكر ليقترب منه واضعاً الأكياس على يديه قائلا بمكر :_خد دول طلعهم لمكة وجيانا فوق أما أشوف البت دي عايزة أيه ؟
رفع يوسف عيناه له فغمز له ضياء وتوجه لها ليبتسم بعدم تصديق ويصعد للأعلي ..
ضياء بتأفف :_نعمين ومتقوليش محتاجة طلبات هنفجر فيكم كلكم
رمقته بحزن :_خلاص أطلع
وكادت الرحيل ليجذبها بجدية :_مالك فى أيه ؟
أخفت دمعاتها ليجذبها لتجلس على الأريكة قائلا بقلق :_مالك يا غادة في ايه ؟ حد زعلك
أشارت له بالنفي فجلس جوارها قائلا بستغراب :_طب مالك بس ؟
أجابته بدموع حارقة :_التلفون بتاعي وقع مني فى الشارع وعليه كل صوري وصور البنات وكلامنا على الواتس ..
رمقها بغضب جامح :_قولتلك ميت ألف مرة متحطيش عليه الصور دي
بكت قائلة بشهقات حارة :_دا وقته يا ضياء جدك لو عرف هيموتني ..
هدأ قليلا ثم رفع يديه على يدها :_خلاص متزعليش قوليلي خرجتي فين ؟
رفعت عيناها بلهفة :_طنط سلوي بعتتني أجيب لحمة وشوية طلبات من الماركت الا على اول الشارع ..
ضياء :_خلاص أمسحى دموعك ومش تبيني لحد حاجة وأنا هخرج أشوفه وبأذن الله مش هرجع غير وهو معايا
آبتسمت بسعادة :_ربنا يخليك ليا ياررب
إبتسم الأخر بعشق قائلا بغضب :_اللهم أني صائم عن أذنك
وتركها وغادر لتنفجر ضاحكة ...
بينما بالأعلي ..
طرق يوسف الباب فظنت مكة أن ضياء عاد بالطلبات فتوجهت لتفتح ولكنها تخشبت محلها حينما وجدته أمامها ...
وضعت عيناها أرضاً بحزن ودمع مكبوت فرفع الأكياس لها قائلا بأرتباك :_الحاجات الا ضياء جابها ..
تناولت منه الأكياس وهمت بالولوج ولكنها توقفت على صوته :_مكة ..
أستدارت له فأقترب قائلا بخجل :_أنا أسف صدقيني معرفش الا حصل دا حصل أزاي ؟!
تطلعت له بصمت والزهول بداخلها يرقص على طرب الصدمات ..ليكمل هو :_أنا عارف أنك مستحيل تعملي كدا بس معرفش ليه أتصرفت كدا يمكن عشان ...
وصمت قليلا يجاهد خروج الكلمات ليقطعها قائلا :_أنا هنتظر أما أخلص تعليمى وأطلبك من جدك
وتركها وصعد للأعلى فظلت كما هى تعيد الكلمات بزهول ظنت بأنه حلم ولكن الأغراض بيديها !
اقتربت منها جيانا بصدمة :_واقفة كدليه يابت؟
تطلعت لها بأبتسامة واسعة ؛_يوسف أعتذرلي وقالي أنه ...
وابتلعت باقي جملتها بخجل لتجذبها للداخل وتغلق الباب ثم توجهت للمطبخ تعد الحلوى قائلة بهدوء :_تعالى نعمل الحلويات عشان مفيش وقت وأحكيلي بقا كل حاجة ...
إبتسمت بسعادة وشرعت بتجهيز الحلوى معها وهى تقص لها بفرحة كبيرة ما حدث ..
********
ولج حمزة للداخل معه فجلس على الأريكة لتجلس رتيل مقابل له ...تركهم حازم وصعد للأعلى فهو يعلم حاجتهم للحديث ...
رفعت عيناها له لتجده يتأملها بصمت خرج عنه قائلا بستغراب :_ليه عملتي كدا ؟
أقتربت منه قائلة بسخرية :_أنا نفسي معرفش ..
يمكن عشان لسه بحبك !
ترك مقعده وأسرع إليها قائلا بفرحة :_أيه ؟
أشارت له بدموع قائلة بخجل :_أيوا يا حمزة
قربها منه قائلا بحزن :_بعد كل الا عملته فيكِ ؟
لم تجيبه وألتزمت الصمت فأزاح دمعها قائلا بخوف :_تتجوزيني ؟
رفعت عيناها له بأبتسامة ساحرة لتشير برأسها بالموافقة فأحتضنها بسعادة وقلب يترفرف بفرحة ...
********
بمنزل زين ...
انتظرها عبد الرحمن بالأسفل فبقيت بغرفتها كثيراً تفكر بالهرب مجدداً ولكنها تذكرت ما قاله فأسرعت للخزانة تبحث عن شيئاً محتشم ولكن بعد مدة طالت بالبحث باتت محاولتها بالفشل فما جلبته معها فاضح للغاية ..
جلست على الفراش بغضب :_يا إلهي ماذا سأفعل الآن ؟! ..
لم تجد سوى هاتفها فجذبته وطلبت فستان سريع من المول المجاور لها ليأتي لها العامل بعد مدة لم تقل عن نصف ساعة فأرتدته على عجالة من أمرها ثم مشطت شعرها وهبطت للأسفل مسرعة ..
زفر بضيق من تأخرها حتى أنه قرر مضايقتها ولكنه كان بموقف لا يحسد عليه حينما رأها تهبط للأسفل بفستان أسود طويل للغاية يغطى جسدها بأكمله تاركة العنان لشعرها البرتقالي يتمرد على عيناها ..
هبطت للأسفل برعب وهو ساكناً امامها يتأملها قليلا ثم أشار لها بالخروج :_يالا ..
لحقت به برعب وهى تبحث بعيناها عن زين ولكن لم تجده فخرجت معه بصمت قبل ان يحطم عنقها هكذا ظنت ...
أما بغرفة زين الرياضية ..
لم يهتم كونه صائم فمارس رياضة شاقة وهو يرى ما فعلته به وما فعله بها ....ذكرياته تفتك به وبقلبه المسكين ....تعرق جسده بشدة ولم يبالي فأسرع بالركض لينسى ما حدث له على يدها أو ربما ينسى قسوته الزاهقة ...
أبتعد عن الجهاز بغضب وجلس يلهث بقوة حينما تذكر رجائه لها بان تعافر وتستعيد وعيها وهى تستمع له بقسوة وتتصنع فقدان الوعي ..
جفف عرق جسده بأعين تشع لهيب فألقى المنشفة بغضب ثم أسرع للخزانة ليبدل ثيابه ويتوجه لها ...
*********
صعدت معه لسيارة الأجرة برعب وزهول بعدما توجه به للحي الشعبي ..فكانت تتأمل الناس بزهول ..
إبتسم بخبث "_هتتعودي
تطلعت له بغضب ليبتسم بمكر حينما توقف السائق فهبط عبد الرحمن لتهبط هى الأخرى برعب ،توجهت معه للداخل بقدماً ترتجف فهى لا تعلم تقاليد المصريين ولا ألي أين يأخذها ؟!..
ولجت معه للداخل فتفاجئت بنساء تقترب منها بفرحة والأخرون علامات الزهول ترتسم وجوههما من شعرها المكشوف ...
سلوى بنظرات تحمل الحزن حينما رأتها غير محجبة :_أهلا يا بنتي
أشارت لها برأسها فرفع عبد الرحمن يديه :_دي ماما ودي صابرين
أستدارت له بغضب فأبتسم وهو يهمس لها :_قولتلك أسمك الحقيقي أفضل بكتير ..
وغمز لها ثم تركها تتعرف علي عائلته ....
شعرت بالخوف فى بدء الأمر ولكن بعدما جلست معها الفتيات شعرت بالراحة وتبادلت الحديث معهم ..
تركتهم سلوى وولجت للمطبخ باكية فلحقت بها ريهام ونجلاء مسرعين ...
ريهام بلهفة :_مالك يا حبيبتي
رفعت سلوى عيناها الباكية :_مالي ؟ يعنى إبني بعد كل التربية الا ربتهاله جايبلي واحدة مش محجبة وبتقوليلي مالك ؟!
نجلاء بهدوء :_وأيه المشكلة يا سلوي أنتِ عارفة أن عبد الرحمن عاقل وأكيد هيخليها تلبس الحجاب
قاطعتها بغضب :_وهو يختارها ليه من الأول مهي ممكن ترفض وساعتها لو أجبرها هيكون بيرتكب ذنب !
:_عمري ما هجبرها يا أمي بالعكس هخليها تأخد الخطوة دي بأقتناع ..
قالها عبد الرحمن بعدما أسرع خلف والدته ..
أقترب منها ثم قبل يدها وأزاح دموعها قائلا بهدوء :_حقك عليا متزعليش مني كان غصب عني والله الأمور جيت بسرعة وملحقتش أقولك حاجة
أحتضنته بفرحة :_ مش زعلانه يا حبيبي ربنا يقدملك الخير ويبع د عنك الشر
قبل رأسها بفرحة :_مش عايز غير الدعوة الحلوة دي
إبتسمت نجلاء بسعادة فلكمته ريهام بغضب :_أخس عليك يعني تحضن أمك دي وتنسى الباقي أه مهو خلاص راحت علينا ولا أيه يا نجلاء
تعالت ضحكاتها فاسرع إليهم يقبل يديهم بأبتسامة هادئة :_لا أزاي أنتوا الخير والبركة ..
نجلاء وهى تحتضنه :_شوفتي الواد البكاش
عبد الرحمن بستسلام ؛_أنا خارج لحسن معركتي معاكم خسرانة
تعالت ضحكاتهم بسعادة فتوجه للاعلى ليرى أدهم وأحمد ..تاركها تتعرف على الفتيات بسعادة فهى وحيدة بدون صديقات هنا ..
*********
بمنزل همس ..
دق باب المنزل فأرتدت أسدلها ثم توجهت لترى من ؟ فصعقت بشدة حينما رأته يقف أمامها ..
رددت بخفوت :_زين ..
بقى صامتٍ لدقائق ثم جذبها بالقوة وأغلق الباب ليحملها لسيارته صرخت به بجنون :_أنت واخدني فيييين ؟
لم يجيبها وصعد لجوارها ليقود بسرعة جنونية والصمت يخيم عليه وهى تصرخ به ولكن لا مفر له من الصمت ليعلمها الآن جزاء ما فعلته به ! ...
***********
أعد آسلام السلاموني خطط لكشف هؤلاء المقنعين والفتك بهم ولكن هل سيتمكن من ذلك ؟! ...
ربما هناك خطط مدبرة للأيقاع بالجبابرة لتجمعهم خطة محكمة لينضموا لبعضهم البعض ويكونوا حلفٍ للمجهول ...
ماذا يخفى المجهول لرهف ؟!!
هل ستستمر علاقة النمر بالحب الدائم أم أن هناك عواصف رعدية ستفتك به ؟
هل أنتهت رحلة الانتقام بجواز عبد الرحمن أم أنها على وشك البدء ؟!!
المجهول محتوم لكل ثنائي بعصبة عليه التصدى له ولكن ماذا لو أشتدت عليهم ؟!!.
بتبع...
مافيا الحي الشعبي(القناع الخفي )
البارت العاشر.
قاد سيارته بسرعة جنونية وهى تطلع له بخوف شديد يبت بداخلها فأسرعت بالحديث الحامل لطيات القلق بين أحضانه :_أنت واخدني على فين ؟
لم يجيبها فنظراته كانت مسلطة على الطريق غير عابئاً بها ...
أستدارت بجسدها له وهى تصرخ بغضب :_وقف العربية يا زين
لم يستمع لها وزاد من سرعته فجذبت يديه بغضب فى محاولة بائسة منها بأن توقفه عن هذا الجنون..
وبالفعل كسر السرعة بوقفته المفاجئة لتصطدم همس بجانب السيارة الأمامي بقوة ،شعرت بالدماء المنثدرة من رأسها بغزارة فلم يعنيها الآلآم وتحملت بقوة لتقوى على القادم برحلة هذا القاسي ..
رفع رأسها سريعاً فجحظت عيناه بشدة حينما رأى الدماء المتغلغة بغزارة فهمس بصدمة :_همس ..
رفعت عيناها له تتأمل زعره بسخرية ولكنه لم يعبئ لنظراتها الحمقاء وتوجه بالسيارة سريعاً ليصل أمام المشفى بزمان قياسي ثم هبط إليها سريعاً ..
فتح باب السيارة قائلا بخوف يسرى بقلبه المتحجر :_أنزلى بسرعة ..
جلست بسترخاء قائلة بهدوء :_أنزل ليه ؟
علم بأنها عادت لمعركة التحدى من جديد ولكنه لن يسمح لمكروه يصيبها فزفر بغضب :_همس مش وقته العناد دا أنتِ بتنزفي !
إبتسمت قائلة بسخرية :_وأيه يعني ؟! ...
صاح بصوتٍ غاضب :_همس
رفعت عيناها له ببرود قائلة بنبرة ثابتة تتحلى بها لأول مرة :_لازم أعتاد على الجرح والآلم لأنهم هيكونوا جزء من حياتي معاك ..
صعق زين وهى تردد كلماتها الطاعنة لقلبه بلا رحمة مثلما فعل هو من قبل ..فسترسلت حديثها قائلة بغموض :_روحني البيت يا زين أنا مش هنزل لأى دكتور وفر تعبك ...
أطبق على قبضة يديه بقوة كادت أن تهشمها وتوجه للسيارة ثم قاد مجدداً بذات السرعة ،فاضت كلماتها بعقله فكان يود ءن يصفعها بقوة تفيقها وهذا ما كان يخطط لفعله ولكن ما حدث لها حطم خططه المدبرة ...
توقفت السيارة مجدداً فهبط زين بمفرده وأختفى من أمامها ،لا تعلم إلي أين ذهب ؟ ولكن ما تعلمه بأنها بحاجة للضعف والبكاء ....بكت همس بصوتٍ مكبوت ...مكبل بالآلآم ...آلم قلبٍ يتتوق لأحتضان عشقه المتيم .....آلآم أنثي بحاجة لأمانها ...نعم زين أمانها وملاذها المحبب لها ! ...
جففت دموعها سريعاً حينما شعرت بحركة تقترب منها لتجده يصعد مجدداً للسيارة بأكياس مغلقة ثم توجه بالسيارة لمنطقة معزولة عن المساكن ...
توقفت السيارة فزفرت همس بضيق :_ممكن أفهم حضرتك جايبني هنا ليه ؟
تطلع لها بنظرات نجح بكبت مغزاها فرفع يديه على وجهها يقربها منه ،صعقت للغاية ولكن زالت قوتها الزائفة فلم تقوى محاربته أو الأعتراض !...
تطلع لها قليلا بعيناه الهائمة بالكثير من الأسئلة والعتابات لها ..حتى هى تحمل ذاتها ليقطعها حينما خلع عنها الحجاب فأغمضت عيناها لتهوى دمعة حارقة من عيناها ...نعم هو من يؤذيها ويدويها مجدداً !! ..من يحطمها ويحاول لم أشلاء قلبها الممزق !! ....كم لعنت ضعفها وهى تحاول أخفائه بقوة مصطنعة ! ...
فتحت عيناها تتأمله وهو يطهر جروحها ويضمدها جيداً فأبتسمت بسخرية ...
عدلت من حجابها حينما أنتهى من معالجتها فبقى هو لجوارها ساكناً ..عيناه تتوجج بالعواصف التى يود أشعالها ،يلهى ذاته بالنظر لخارج السيارة ولكنه لم يعد يتمكن من كبت زمام أموره ...
خرج صوتها الساخر فكان حافز قوى لخروج وحش القسوة من عرينها :_دايما أنت بتكون السبب فى جروحي وبرضو بتحاول تعالجني !! ..يمكن عشان أكون كويسة وأستحمل باقي الجروح ؟ ...
حطمت ما تبقى من صمته وسكونه الزائف فخرج من سيارته ثم توجه لها ليجذبها بقوة صرخت لأجلها بقوة ....جذبها لتقف أمام شعلة عيناه المشتعلة قائلا بصوتٍ مخيف للغاية :_أنتِ صح أنا الا سبب جروحك وهفضل كدا على طول يا همس عشان كدا جبتك هنا عشان أحط حد للعلاقة دي ...
إبتلعت ريقها بخوف لا مثيل له فجاهدت الكلمات بالخروج قائلة بأرتباك :_تقصد أيه ؟
أقترب منها ليكون مقرباً للغاية ..يتأمل عيناها بأخر نظراته المحلالة له ...ليخرج صوته بعد مدة طالت بالصمت قائلا بنبرة تسمعها لأول مرة :_ليه دايما بتشوفي عذابك أنتِ وأنا لا ؟! ...ليه دايما شايفة نفسك بتعاني وأنا لا ؟!...
كادت الحديث فرفع يديه بتحذير :_ لا أتكلمتِ بما فيه الكفاية النهاردة أنا الا هتكلم وأنتِ الا هتسمعي ..
قالها بصوتٍ مخيف جعلها تشعر بأنها النهاية لعلاقتهم ..فهوت دمعاهتها بصمت وهى تستمع له ...بينما أسترسل هو حديثه بثباته الفتاك :_كنتِ حابة يكون أيه تصرفي وأنا سامع أخويا الوحيد وإبني الا ربيته على درعي بيموت !! .. كانت كل أمنياته أن حبيبته تحس بيه وتحبه ربع الحب الا حبهولها !...لا وكل دا وهو بيلفظ أنفاسه الاخيرة بسبب الحادث الا عمله فى نفس اليوم الا سبيته فيه كنتِ عايزاني أنزل من سفري وأجي أضمك على الا حصل لأخويا الوحيد ؟!! ..
أزدادت بالبكاء فجذبها لصدره القوى قائلا بعين تفيض بالقوة والقسوة معاً :_لا يا همس دموعك دي مش هتمنعني أنى أتكلم ..خلاص مبقتش تآثر فيا ...لازم تسمعي كل كلامي عشان متعشيش فى وهم مزيف أنك الا بتتآلمى والباقي لا ...أتالمتي أوي لما كشفت وشي ليكِ مع أنها كانت خدعة حاولت أرسمها صح ومحستيش بلا أتحط جوا النار دي من أول ما عينيه وقعت عليكِ ؟! ..محستيش أد أيه كنت بتألم بين قلبِ الا حبك وبين أنك كنتِ لأخويا وبين أنتقامي منك ؟! ..محستيش بآلمي وأنا بعلن ليكِ وش بني آدم تاني بعيد عن شخصيتي ....محستيش بيا وأنا بكسرك وأنا الا بنكسر من جوايا ؟!!! ..
سحب يديه المحاوطة لجسدها قائلا بسخرية :_لا محستيش يا همس وياريت دا بس لا وعقبتيني وأنتِ سامعاني بموت جانبك فى الساعة آلف موتة ومستمتعة جداً وأنتِ شايفاني كدا ! ..
عل صوت بكائها فأكمل بغضب :_محستيش بكل دا لأنك أنانية شفتي وجعك قبل وجعي لكن أنا عالجت وجعك الا أنتِ من شوية بتسخري منه حتى لو كنت أنا السبب فيه !! ..عارفة ليه ؟
رفعت عيناها العاتمة بالدمع ليكمل بسخرية وصوت يكاد يكون مسموع :_لأني حبيتك بجد بس خلاص جيه الوقت الا أحررك فيه من جرحي وقسوتي الا أنتِ شايفاهم
أنقبض قلبها وهى تستمع له بخوف يتزايد مع كلماته ! ..يخترق أضلاعها بخنجر مسنون وهى تستمع له وتتوقع ما يود قوله ...
أقترب منها زين حتى لفحت أنفاسه وجهها ،أستند بوجهه على جبهتها مغلق عيناه بقوة كأنه يستعيد قواه أو ربما هو وداع أخير لما يجمعهم ...إبتعد عنها بعد دقائق ليقف أمام عيناها الباكية قائلا بصوتٍ خالى من الحياة :_خلاص يا همس النهاردة هحررك من العلاقة دي بشكل أبدي
أقتربت منه بصدمة وعيناها مركزة على خروج مسمع كلماته برعب ..فصمت كثيراً يجاهد لقول تلك الكلمة اللعينة التى ستعلن وداعهم الأخير ...ستبتر أجزاء من القلب والروح ...نعم يعلم ولكن عليه ذلك ...
بدت القوة بعيناه قائلا ونظراته مسلطة على من تقف أمامه :_أنتِ ط...
كاد أن يكملها فصرخت بجنون وهى تغلق فمه بيديها معاً ..تبكى بجنون أكبر وتحرك رأسها بعنف :_لااا يا زين متقولهاش ...
بكت بقوة ومازالت تصرخ وتترجاه أن لا يحطمها بتلك الكلمة القاسية لتسقط أرضاً أمامه ..تجلس تحت قدميه فلم تعد تحملها قدماها على الوقوف ولا جسدها على البقاء لسماع موتها بذاتها ....بينما بقى هو محله يجاهد دمعاته الحارقة على أن تتبلد محلها ولكن شهقات دموعها حطمت ما تبقى له لينحني القاسي ذو القلب المتحجر ويتأملها عن قرب بأعين متلهفة لرؤية عيناها ...جاهد ليرفع رأسها المنكوس أرضاً تخفى دمعاتها القاتلة ولكنه فشل فبقي لجوارها هادئاً للغاية وهى بأصعب أختبارها لتستمع باقي كلماته القاتلة أو أن يقترب منها بحنانه المعتاد ...
صدح الآذان بالمكان بأكمله لتستغفر الله كثيراً وتدعو بداخلها أن يجمعهم مجدداً بالخير فهى تعشقه حد الجنون ...ظلت تردد الدعاء إلى أن أنتهى فرفعت عيناها لتبحث عنه ولكنها تفاجئت أنه لجوارها ...
تأملها بثبات زائف وهى تتمزق من الداخل فهى الآن بحاجته تخشى أن يتركها ويعيد كلماته مجدداً ..أشاحت بعيناها بعيداً عنه ليخرج صوتها الباكي :_ أنا بحبك يا زين بحبك أوى ..
وتعالت صيحات بكائها الحارق وهى تحتضن الأرض بدمعاتها المتخفية منه ..لتقول مسرعة بآلم :_أي كان قرارك أرجوك قوله دلوقتي ..
علم ما يقصد فكبت آلمه ورفع وجهها بيديه ليقربها منه قائلا بصوتٍ غامض :_أنتِ ...
أغلقت عيناها بقوة ويديها ترتجف لسماع ما سيقول ليكمل هو :_أنتِ أحسن حاجة حصلتلي فى حياتي يا همس ...رغم كل الالم دا بس بعشقك ..
بكت بقوة فظنت أنه سيحاول قولها مجدداً فجذبها بقوة لأحضانه لتحطم أضلاعه بدمعاتها الطاعنة حينما سقطت بوابل من الدموع والبكاء بعدم تصديق لما كان سيحدث لها أن أنهى علاقتهم سريعاً ...همس بصوته الحزين .. الذي يكاد يكون مسموع :_اللحظة دي مش هتحصل تاني يا همس أوعدك..
لم يزيدها حديثه سوى البكاء فشددت من أحتضانه والتعلق به بقوة أسقطته أرضاً لجوارها ..نجحت بدموعها الغزيرة نقل ما سيحدث لها أن إبتعد عنها ...نعم تعلم بأنها مخطئة مثله ولكن لا تريد الأبتعاد عنه ...
مرت الدقائق الكثيرة ومازالت ساكنة بأحضانه حتى غفلت من كثرة بكائها ...شعر بحركتها الخافتة فأبعدها عنه برفق ليجدها تغط بنوماً عميق ...أحتضانها مجدداً بعدم تصديق مما كان سيفعله من تصرف أحمق للغاية ثم قبل رأسها قائلا بهمس مسموع لها :_أنا آسف يا حبيبتي ..
وحملها بين يديه ثم نهض بها لسيارته وتوجه عائداً لمنزله ...
********
بقصر حازم السيوفي ...
صعد للأعلى فوجدها تنتظره والغضب يكاد يقتلها فما أن رأته حتى أسرعت إليه قائلة بعصبية :_أنت مفيش فايدة فيك يا حازم
جلس على الفراش وأبدل ثيابه بهدوء تاركها لتهدأ قليلا ولكن هيهات ...جلست جواره لتخرجه من صمته حينما قالت بغضب :_رد عليا يا حازم الحيوان دا بيعمل أيه هنا ؟!
أستدار لها قائلا بنبرة تلتمس الهدوء وتسعى لبتر الغضب :_الحيوان دا يبقا أخويا يا رهف
رمقته بسخرية :_أخوك !
أجابها بتأكيد :_أيوا أخويا وذا ما دا بيتي بيته كمان لأنه شريكي فى كل حاجة بالنص لازم تفهمي دا كويس ...
هوت دمعاتها وهي تستمع له بصدمة فرددت قائلة بحزن :_يعني أنا الا طلعت وحشة دلوقتي يا حازم وهو الحلو بعد كل الا عمله ؟!
زفر بغضب وهو يحاول الهدوء قليلا ليجذبها إليه بعدما كانت توشك على الرحيل ...جلست أمامه فتحدث لها برجاء :_رهف عشان خاطري أفهميني ..صدقيني أنتِ أغلي حاجة عندي فى الكون دا كله ..عشقي ليكِ مالوش وصف ممكن أضحى بكل حاجة عشانك ..بس حمزة الدنيا ظالمته كتير أوى وصل للمرحلة دي غصب عنه مش بأيده ...
ألتزمت الصمت فجذبها لتقف أمامه محتضن وجهها بيديه :_عارف يا حبيبتي أن الا عمله كتير وخاصة معاكِ أنتِ بس عشان خاطري نديله فرصة لو متغيرش أنا بنفسي الا هطرده من هنا ..
رفعت عيناها له لترى ما فعله لأجلها فخجلت من ذاتها للغاية لتسرع بالأشارة له بالموافقة فأحتضنها بسعادة حقيقة ...
بالأسفل ...
أستندت برأسها على الأريكة بحزن يطوف بعيناها فأقترب منها حمزة بقلق :_أنتِ كويسة ؟
أعتدلت بجلستها وتأملته بغموض ثم قالت بصوتٍ منكسر :_بحاول ..
جلس جوارها قائلا بخزن :_رتيل أنا كنت عايز أرجعك لعمي معرفش أنتِ عملتِ ليه كدا ؟
قطعته بأبتسامة تحمل للسخرية معالم ثم قالت بصوتٍ باكي:_عارف يا حمزة لما خطفتني كنت أتمنى أنك تقتلني بجد عشان أخلص من حياتي البائسة دي ..
تطلع لها بغضب لتكمل هى ببكاء :_طول عمري عايشة فى وجع الناس بتشوفني من برة بترسملي صورة بعيدة عني تماماً ...عشت عمري كله بتمنى الأنسان الا حبيته يتغير مكنتش عايزاه يعرف بحبي دا وهو كدا ..
رفعت عيناها له لتقول بتأكيد :_أيوا يا حمزة كنت بتمنى تتغير وساعتها كنت هعافر عشان أعرفك بحبي أو تحس بيا بس مكنتش عايزاك كدا ...ورغم كل دا عشت حياتي عادى جداً مع المعتاد فى حياتي من أبويا ..كل حاجة كانت بالغصب حتى أختياري للكلية أتلغي عشان هو مش حاببها ..كل حاجة عنده رأى مختلف عني بيتدخل فى كل حياتي حتى لبسي وأعتراض كامل على حجابي وأصدقائي أخر مرة وصلت أنه حدد جوازي مع أكبر رجل أعمال أيوا منصبه كبير فمفيش داعي أبص لسنه الا أكبر من أبويا بخمس سنين ...
تحطم قلبه وهو يستمع لها فبكت قائلة بأنكسار :_طول عمري بدافع أنا التمن يا حمزة ..
رفع يديه على يدها قائلا بعشق :_مش من النهاردة يا رتيل ..
تطلعت له بعين تفيض بالدمع ليكمل هو :_أنا أتغيرت من اللحظة الا عفا فيها حازم عني بعد كل الا عملته أتغيرت من اللحظة الا فوقني فيها على حقيقة أن الحب تضحية مش أنانية وأنا كنت أناني عشان كدا قررت أرجعك لعمي ..
إبتسمت قائلة بخجل :_الخطوة دي الا رجعت حبك فى قلبي من جديد ...
رفع يديه يزيح دمعاتها قائلا بصوت كبت لسنوات عديدة :_بحبك لأبعد حد ممكن تتصوريه
هتغير عشانك يا رتيل عشانك أنتِ وبس ..
إبتسمت بفرحة لا مثيل لها ..وأطبقت يدها على يديه بينما هناك على الدرج كان تتأملهم رهف بأبتسامة متوردة بالخجل لتعلم الآن بأن عليها منحه فرصة مجدداً ..
هبط بها حازم للأسفل فوقفوا الأخرين ..تطلعت لها رتيل بأبتسامة هادئة على عكس حمزة تهرب من نظراتها بخجل لما فعله ...
حازم بثبات :_ رهف مراتي ودى رتيل بنت عمي
تبادلت كلا منهم التحية فقطعهم دلوف الخادمة قائلة لحازم بهدوء :_الفطار جاهز يا فندم والمغرب آذن من ربع ساعة ..
أشار لها بالأنصراف ثم أشار لرتيل بالتقدم بلحقت به ..كادت رهف أن تتبعهم ولكنها توقف على صوت حمزة قائلا وعيناه أرضاً :_أنا عارف لو أعتذرت ميت سنة قدام مش كفايا على الا عملته بس لو قدرتي تسامحيني يكون كرم كبير منك ..
جاهدت شعورها بالغضب تجاهه قائلة بأبتسامة خفيفة :_مسامحاك يا حمزة
رفع عيناه لها بزهول فتطلعت لحازم الذي يعد الأطباق قائلة بهيام به :_متستغربش أنا نفسي مكنتش هسامحك أبداً بس حازم أقنعني أن الفرصة دي ممكن تحيك من جديد وأنا حسيت من كلامه أد أيه بيتمني أن دا يحصل فمقدرتش أني أساعده فى حاجة حتى لو كان الأمل فيها صفر فى المية لمجرد أني أشوف بسمته ..
وتركته رهف وتقدمت منهم ...تركته بآلم أخترق قلبه وهو يتأمل أخيه الذي ظن به السوء على الدوام ...
أقترب منه والدموع تغزو وجهه وعيناه مسلطة عليه وهو يقف أمامه بزهول ...
تطلعت لهم رتيل ورهف برعب وهو يقف أمام أخيه بصمت طويل فقط النظرات السائدة بينهم ليقطعها حمزة حينما خر باكياً بين يدي شقيقه ليبكي الأخر ويحتضنه بقوة كأنه أسترجع شخص غالي غادر الحياة منذ سنوات كثيرة ...
سعدت رتيل كثيراً وكذلك رهف ولكن تساقطت دموعهم من المشهد المحطم للقلوب ...خرج صوت حمزة هامساً له بندم :_سامحني ..سامحني يا حازم أنا غلطت فى حقك أوى
شدد من أحتضانه قائلا بصوتٍ صادق :_سامحتك من زمان أوى ودلوقتي خلاص مفيش مكان للكلام دا مصدقت أنك ترجع من تاني ..
تطلعت رهف لرتيل بمشاكسة بعدما غمزت لها بطرف عيناها فقالت بحزن :_على فكرة أنا هنا وأبتديت أغير
رتيل بغضب مصطنع :_واضح كدا أنهم خلاص أتحدوا وهيخرجونا من حياتهم خالص .
رهف بضيق مصطنع :_حازم بيكدب عليا وبيقولي الحضن دا ملكك أنتِ يا حبيبتي والوقتي بيخوني عيني عينك كدا حتى مصبرش لما أفطر !!!
إبتعدوا عن بعضهم البعض بأبتسامة واسعة نجحت الحوريات برسمها بنجاح على وجه معشوقها ...فجلس كلا منهم لجوارهم وتناولوا طعام الافطار بسعادة تدلف للقلوب لأول مرة
*************
بمنزل طلعت المنياوي ...
أنهت الطعام بأعجاب بدا على ملامح على وجهها فقالت بأبتسامة هادئة :_الأكل جميل أوى
بادلتها سلوى الأبتسامة قائلة بمحبة :_بالهنا والشفا حبيبتي
شعرت بشيء من الراحة تجده بداخلها ، وزعت نظراتها بينهم لتجد ضحكات الفتيات المشاكسة تملأ الغرفة الخاصة بهم وبالخارج أصوات الرجال تبعث تبث الآمان بشيء غامض لها ...وجدت الأحترام من الفتيات لتلك السيدات ومساعدتهم بأن قاموا بحمل الأطباق بعد تناول الطعام فأسرعت تعاونهم بستغراب من ما فعلته فلم تظن يوماً أنها ستفعل واجبات المنزل اللغيضة لها ...
أقتربت منها نجلاء سريعاً :_لا يا حبيبتي أنتِ تغسلي أيدك وتقعدي متتعبيش نفسك البنات هتشيل كل حاجة ..
إبتسمت قائلة بهدوء :_هو أنا مش بقيت منهم ؟
ريهام بتأكيد :_أكيد ياحبيبتي ..
جيانا بمرح :_أنتِ أنضميتي من أول التعارف يا قلبي مش كدا يا ياسمين ؟
تعالت ضحكاتها قائلة بتأييد :_كدا ونص كمان
سعدت للغاية وشاركتهم ما يفعلوه بصدر رحب حتى أنها صعدت معهم للأعلى ليبادلوا ملابسهم للذهاب مع الشباب ...
ولجت مع جيانا للداخل فجلست على المقعد تتابعهم بأبتسامة هادئة إلى أن أنهت كلا منهم تبديل ملابسها ثم شرعن بأرتداء الحجاب ..
أقتربت منها ياسمين قائلة بحماس :_تعالى معايا يا صافي ..
أجابتها بستغراب :_على فين ؟
إبتسمت الأخري وأشارت للأعلى :_شقتنا فوق هغير أنا كمان عشان مش نتأخر
نهضت عن المقعد وصعدت معها للأعلي بأعجاب لأطباق المنزل المرتب رغم إتسامه بالبساطة البادية ....
طرقت ياسمين باب المنزل بسعادة لصعود صابرين معها فأستدارت قائلة :_ها يا ستى أيه رأيك فى البيت كله بقا
صعدت أخر درجة قائلة ببسمة هادئة :_جميل بجد يا ياسمين وأحلى حاجة فيه الراحة النفسية
رفعت يديها أمام صدرها بغرور مصطنع :_متقلقيش معانا الراحة كلها .
أنفجرت صافي من الضحك حتى أصبح وجهها شديد الحمر قائلة بصعوبة بالحديث:_أنتِ كارثة بجد
ياسمين بتأكيد :_هو أنتِ لسه شوفتي حاجة صبرك بالله بس
تعالت ضحكاتها بعدم تصديق فلم ترى من يتأملها بغموض ويستمع لها منذ الصعود ..
زفرت ياسمين بملل وهى تعيد طرقها الشديد على الباب ..
:_فى حد عاقل يخبط كدا ؟
أستدارت الفتيات سريعاً لتراه يقف خلفهم بعدما صعد ليبدل ثيابه هو الأخر ...
تعلقت عيناها به ولكن سرعان ما أخفضتها بخوف ينبش بقلبها بينما أقتربت منه ياسمين قائلة بغضب :_أعمل أيه أخوك يوسف عامل شبه الا واقع على ودنه ! ..
تركها وأكمل الدرج ليخطو من جوارها فتخشبت محلها كأنها تعرضت لصاعق كهربي حاد ،رائحته تسللت لها لتغمغمها بطائفة خاصة به ...فتح الباب فدلفت ياسمين بتعجب من بقائها بمحلها فقالت بستغراب :_مدخلتيش ليه يا صابرين ؟
أفاقت على صوتها فتطلعت لها بأشارة برأسها برفق ثم همت بالدخول لترفع عيناها له ترمقه برعب على أن يتنح جانبٍ حتى تتمكن من الولوج ، تركته ياسمين وتوجهت للمطبخ بخجل من النظرات بينهم فأعدت لها المشروبات بينما ظلت بالخارج تتأمله بخوف وهو بملامح تسلية لرؤيتها هكذا ...
أقترب منها فتراجعت للخلف بزعر لتنحصر بينه وبين الباب فأخفض رأسه لمستواها قائلا بهمسه الرجولي وإبتسامة التسلية تعلو وجهه :_مبكلش بني آدمين أنا
تمتمت بخفوت :_ها
أزدادت بسمته وأقترب منها أكثر قائلا بسخرية :_لو حابب أقتلك مثلا أكيد مش هعملها فى بيتي ووسط عيلتي !!
صعقت بشدة وتطلعت له بأعين تكاد تصل للأرض فأعدل من جاكيته وإبتسامة النصر تحفل على وجهه ثم ولج لغرفته تاركها بالخارج تلفظ أنفاسها المنقطعة بصعوبة ....
حملت ياسمين الأكواب وخرجت تبحث عنها فتفاجئت بعبد الرحمن يدلف لغرفته فخرجت لتجدها مازالت بالداخل ..
ياسمين بسخرية :_أيه يا صافي المكان عاجبك بره !
هبطت لأرض الواقع بفضلها فلحقت بها للداخل ...جلست على الأريكة فناولتها ياسمين الكوب قائلة بأبتسامة بسيطة :_أشربي بقا الكوكتيل دا من أيدى وقوليلي رأيك ؟
وضعته جانباً قائلة بتعب :_لا والله يا ياسمين ما أقدر أنا تقلت فى المحشع دا أوي
أنفجرت من الضحك ثم قالت بصعوبة :_محشي ....ما علينا هعتقك بس لو أخدتي بق صغير وقولتيلي رأيك ..
حملت الكوب ثم أرتشفت رشفة صغيرة قائلة بأعجاب :_جمييل بجد
إبتسمت بسعادة ثم فتحت التلفاز قائلة بهدوء :_طب أتفرجي بقا على أي حاجة لما أصلى المغرب الأول قبل ما ألبس
وتركتها وحملت المصلاة (السجادة) لتوقفها قائلة بخجل :_ياسمين
أستدارت لها بعدما أرتدت حجابها قائلة بأبتسامة هادئة :_نعم يا حبيبتي
أجابتها بعد أن نهضت عن الأريكة :_ممكن أتوضا عشان أصلى المغرب أنا كمان
زُهلت ياسمين وتطلعت لها كثيراً فقالت بخجل :_ ولا أقولك خلاص هبقا أصلي فى البيت
أسرعت بالحديث :_لا طبعاً تعالى معايا
وأرشدتها ياسمين بسعادة ولكن مازالت الصدمة تحفز تعبيرات وجهها فما أن رأتها ترتدي هكذا ظنت بأنها بعيدة عن ربها لا تعلم بأن تلك الفتاة تحمل معاناة كبيرة تحت مسمي قاتل ! ...
خرجت من الحمام فقدمت لها ياسمين حجاب قائلة بأبتسامة واسعة :_جهزتلك السجادة خلصي وأنا فى أوضتي ..
وأشارت لها عن غرفتها ثم غادرت لتشرع هى بأداء صلاتها بحرافية على عكس المتوقع ...
أبدل عبد الرحمن سرواله ثم جذب قميصه بضيق شديد وخرج يبحث عن ياسمين بغضبٍ جامح ولكنه تصنم محله بصدمة لا مثيل لها حينما رأها هكذا ...
أنهت صابرين صلاتها ثم حملت المصلاة ووضعتها على المقعد المجاور لها ..خلعت عنها الحجاب ووضعته أيضاً ثم أقتربت من المرآة تعدل شعرها ليعود مثل قبل ،أستدارت متوجهة لغرفة ياسمين ولكنها تخشبت محلها بخجل حينما رأته يقف أمام عيناها عاري الصدر ....يتطلع لها بزهول وصدمة كبيرة ...وضعت عيناها أرضاً بأرتباك ثم أسرعت لغرفة ياسمين ولكن يديه كانت الأقرب لها ..
أرتجفت برعب فهي قوية للغاية ولكنها تخشاه حد الجنون ،وقف أمام عيناها قائلا بستغراب :_ياسمين الا جبرتك ؟
رفعت عيناها الغاضبة له لتقول بسخرية :_هتجبرني على فرض ربنا ؟!
لا ما يحدث معه ليس حلمٍ سخيف من تلك الفتاة التى يراها أمامه ؟!! ...
جذبت يدها من يديه ثم ولجت للغرفة أمامها بأرتباك ..لما تعلم أنها الغرفة الخاصة به ؟ ...
شعر عبد الرحمن بأن تلك الفتاة غامضة للغاية ..هناك الكثير التى تخفيه بنجاح وعليه معرفة ذلك ...ولج لغرفة ياسمين بعدما إستمع لأذنها بالدلوف فألقى القميص على الفراش بضيق :_مش قولتلك الصبح يا ياسمين أنى هلبس دا بليل ليه مش كوتيه ؟
أنهت أرتداء حجابها قائلة بأسف :_أنا أسفة يا عبد الرحمن والله نسيت خالص ..هات وأنا هعملهولك فى ثانية ..
أشار لها بتفهم فحملته وخرجت سريعاً لتنظمه له أما هو فأنسحب لغرفته المجاورة لها ليجدها بالداخل تحمل البرفنيوم الخاص به وتترك عبيره يتسلل لأنفها وما أن رأته حتى سقطت من بين يديها لتتحطم لقطع صغيرة ..
أرتجفت برعب وحاولت جذب الزجاج سريعاً قائلة بخوف :_أنا أسفة جداً بس أفتكرت أن دي أوضة ياسمين ..
أقترب منها فتراجعت للخلف سريعاً قائلة بلهفة :_متزعلش هجبلك واحدة غيرها ..
ضيق عيناه بزهول فقطعته ياسمين حينما قدمت له القميص قائلة بأبتسامة هادئة :_أهو يا سيدى
ثم أستدارت بوجهها لها :_يالا يا صافي ..
أشارت لها بأمتنان ثم لحقت بها للأسفل تحت نظراته الغريبة لها ...
*********
بالأسفل ...
هبط أدهم بعدما أنهى تبديل ملابسه لسروال أسود وقميصٍ أسود ضيق يبرز عضلات جسده القوى ،هبط ليجدها تجلس على الأريكة ولجوارها تجلس مكة وغادة يتبادلان الحديث فيما بينهم ...
شعرت بطيف من الهواء العليل فعلمت بأنه أوشك على الأقتراب منها ،رفعت رأسها فى أتجاهه فزهلت من وسامته الغامضة ..فهى تشعر بأنه يمتلك جاذبية لكل نوع مختلف من الثياب حتى تسرحات شعره تجعله جذاباً للغاية ...
أقترب منهم وعيناه تجوبها بفستانها الودري المرصع ببعض الورود البيضاء البسيطة وحجابها الأبيض فكانت جميلة للغاية ،خرج صوته قائلا وعيناه ترفض ترك عشق القلب :_جاهزة ؟
أشارت له بخجل فأشار لها بالخروج معه لتتابعه للخارج وهمسات مكة وغادة عليهم تلاحقهم ...
هبطت صابرين مع ياسمين فمرأوا من أمام الشقة الخاصة بأحمد ...
أغلق أحمد باب شقته وأستدار ليهبط ولكنه تخشب محله حينما رأى حوريته تتآلق بفستان أسود اللون هادئ للغاية وحجابها الرقيق بوجه خالى من المساحيق التجملية ..أقترب منها أحمد بأبتسامة ساحرة قائلا بهيام دون الوعي لوجود صافي :_أيه الجمال دا ؟!!
خجلت للغاية وهى توزع نظراتها بينه وبين صابرين بخجل لا مثيل له ...أخفت صافي بسمتها على ما يحدث فعلمت الآن بأنه خطيبها الذي تحدثت عنه كثيراً ...
:_مفيش فايدة فيك ؟!
قالها من يهبط الدرج خلفهم فأسرع أحمد بالتراجع والوقوف بجدية حينما رأى صابرين وعبد الرحمن ...أكمل عبد الرحمن الدرج للأسفل قائلا بغضب :_أنا مش قولتلك ميت ألف مرة تتكلم بآدب معاها ..
أحمد بسخرية :_وأنا عملت أيه يعني مأنا بتكلم بأدب أهو ؟!
أشار له بعيناه بالهبوط من أمام عيناه فهبط على الفور لتلحقه الفتيات ومن خلفهم عبد الرحمن بثباتٍ تام ...
جلست جيانا معه بالخارج بأنتظارهم فتأملها بصمت قطعه حينما قال بصوت منخفض :_جميلة فى كل حالاتك يا جيانا ..
تطلعت له بزهول فأبتسم قائلا بعشق :_مش شايفة نفسك ؟!
خجلت للغاية وجاهدت لأخفاء عيناها عنه ولكن لم تستطيع ليكمل هو :_خلاص الهروب دا معتش هيكون له وجود لأنك هتكوني مراتي ..
وضعت عيناها أرضاً وبسمتها تحتل وجهها ...قلبها يخفق بقوة ....عقلها يعاركها بجنون أن تهرب من أمام عيناه الممزوجة بالحدائق الخضراء ...أخرج أدهم من جيبه علبة ملفوفة بحرافية وبداخلها ورقة صغيرة مطوية قائلا بصوته الرجولي العميق :_عارف أن أعياد الميلاد عندنا بدع وبالأخص فى بيتنا هنا بس أنا شايفه أجمل يوم عارفه ليه يا جيانا ؟
نبض قلبها بجنون فرفعت وجهها له تشير له بأنها لا تعلم ..بأن يتحدث ويخبرها المزيد ...تريد سماعه ..تريد النظر لسحر عيناه الدافئة ...تطلع لها بصمت قائلا بهيام بعيناها :_مش لأن أجمل ملاك جيه الأرض فى اليوم دا بالعكس لأنى أنا الا أتولدت من جديد ..
ضيقت عيناها بعدم فهم فسترسل حديثه قائلا بهمس حتى لا يستمع إليه أحد :_لأن فى اليوم دا من سنة تقريباً أكتشفت أن لقلبي عشق تانى بعيد عن العلاقة الا كانت فى حياتي ..
صمت قليلا يتأمل ملامحها بأبتسامة جانبية مثيرة قائلا بنبرة منخفضة :_العشق دا ليكِ يا جيانا ..
لم تعد تحتمل قرع الطبول عليها الفرار من أمامه ..عاد لثباته الطاغي قائلا بهمس جادي :_عيني العلبة فى شنطتك
تطلعت لما يتطلع إليه فوجدت أحمد وعبد الرحمن يتوجهون إليهم بصحبة صابرين وياسمين ...
وقف أدهم قائلا بغضب :_كل دا بتعملوا أيه بالظبط ؟
أحمد بضيق :_أنا جاهز من بدري عبد الرحمن هو الا أتاخر
رمقه بنظرة محتقنة ثم توجه للداخل قائلا بضيق :_هجيب مفتاح العربية من عمي بدل ما نتبهدل فى المواصلات ..
وتركهم وتوجه للداخل فتطلع أدهم لأحمد بغضب ليرفع يديه سريعاً :_والله ما عملت فيه حاجة هو نازل كدا ..
رمقه بضيق ثم وجه حديثه للفتيات :_هنستناه تحت ...
وهبطوا جميعاً للأسفل ،تطلعت صابرين للحارة بأعجاب شديد ونظرات تتلفت هنا وتتفحص هناك ...وقفت الفتيات بالخلف وأمامهم كان يقف أحمد وأدهم بأنتظاره ...مرأ من أمامهم شبابٍ أعينهم تكاد تقتلع على صابرين فنظر لهم النمر بعيناه القابضة للأرواح فأسرعوا بالركض من أمامه ...
بعد دقائق وقف عبد الرحمن بالسيارة أمامهم فصعدت الفتيات بالخلف لتنطلق إلى وجهتهم التى لا تعلمها صافي بعد ...
**********
بفيلا زين ...
فتحت عيناها بفزع فصرخت بجنون :_زين .....زين ...
تفحصت الغرفة بأرتباك لتجده يخرج من حمام الغرفة سريعاً بعدما وضع المنشفة على خصره فأقترب منها بلهفة :_فى أيه ؟ ...أنتِ كويسة ؟!
أحتضنته ببكاء حارق كلما تذكرت بأنها كانت على وسك خسارته ،أبعدها عن أحضانه قائلا بنبرة تحمل الحنان المعتاد به :_ممكن تهدأي الا حصل النهاردة دا مش هيتكرر تاني أبداً
رفعت عيناها له برجاء :_بجد يا زين ؟
إبتسم قائلا بعشق :_وعد يا نبض قلب زين
إبتسمت بخجل ثم صرخت بجنون فزع لأجله زين وهو يراها تهم بالأبتعاد عنه لتسقط أرضاً وتصرخ ألماً ...أقترب منها سريعاً قائلا بستغراب :_ فى أيه ؟
أغلقت عيناها بيديها قائلة بصراخ :_أنت ازاي تقف كدا أدامي ؟! أنت أيه معندكش أخوات بنات ؟ ..
إبتسم قائلا بسخرية :_للاسف الشديد عندي
رمقته بضيق :_أنت مش متربي فى بيتكم على فكرة
جفف صدره بقطرات المياه قائلا بسخرية :_وأنا فى بيتي على فكرة
تطلعت له بغضب وهمت بالخروج فأوقفها حينما جذبها بأبتسامته الساحرة قائلا بصوت منخفض :_أولا أنتِ مراتي ...ثانيا أنا مجاش فى بالي أنى لما أخلص الشاور أخرج ألقاكي فوقتي ! ...ثالثاً بقا ودا الأهم أنى واخد لبسي معايا جوا ومحترم نفسي لكن مش ذنبي أن حالة جنون العشق دي هترجع تهاجمك من جديد وتخليني أخرج كدا ؟! ..
أستدارت له بغضب وهى تردد بضيق :_ حالة .....جنون العشق ؟!!
وقبل أن يتحدث كانت تلكمه بقوة قائلة بغضب :_أنا الا غلطانه أنى حبيت واحد زيك من البداية
حاول التحكم بها ولكن لم يستطيع ليختل توزانها وتسقط أرضاً ولكن ذراعيه كانت الأسرع لها ...هامت عيناها البنية بسحر عيناه الزرقاء فتأملها بعشق حطم قلبه مجرد فكرته الحمقاء ...أرتجفت بقوة فصاحت بغضب :_أبعد عني
إبتسم بمكر :_أوك
وكاد أن يتركها لتسقط أرضاً فتعلقت برقبته وصرخت بجنون :_لاااا أوعى تسبني
إبتسم بعشق هامساً بصدق :_لو أخر نفس خارج مني هيكون معاكِ يا همس ..
صمتت وداعت القلب يغرد معه على دفوفه الخاصة فظل يتأمل عيناها كثيراً حتى عاونها على الوقوف قائلا بجدية وهو يتحاشي النظر إليها ويجذب ملابسه ليخرج سريعاً :_جبتلك هدوم عندك فى الخزنة بتاعتي غيرى هدومك وهستانكي تحت عشان نفطر قبل ما أروحك
إبتسمت وهى تتأمله يخرج من أمام عيناها فجلست على الفراش بفرحة من كونه يخشى عليها من ذاته !! ..لم يحطمها تحت دافع بأنها زوجته !! ....كم شعرت هى بالسعادة لذلك وأزدادت عشقٍ وأحترام له ...
******
ولج كلا منهم منعزل عن الأخر ...خطت معه بخجل للداخل فوقف أمامها لتشهق فزعاً من تصرفه فأبتسم قائلا بعدم تصديق :_مش مصدق يا ياسمين أنك خلاص هتبقي مراتي
وضعت عيناها أرضاً بخجل:_دي خطوبة يا أحمد !
أبتسم قائلا بعشق "_والله ما حبيت الأسم دا غير لما قولتيه أنتِ ..
أستدارت تبحث عن جيانا كمحاولة للهرب من سحره الخاص فأبتسم وتقدم معها للداخل لينقى معاً الرابط الذي سيجمعهم معاً ..خاتم الخطبة (الدبلة) ..
*********
بداخل محل الجواهر..
جذب يديها برفق ثم ألبسها بخفة قائلا بأبتسامته الهادئة :_كدا بقا أجمل
تعلقت نظرات جيانا به فناولها العامل الدبلة المخصصة بالرجال فتناولتها منه بخجل ثم تمسكت بيد أدهم برجفة شعر بها فأبتسم بخبث فحاولت أن تضعه بأصابعيه ولكن كان يتعمد الهرب منها لتبقي متمسكة بيديه ...رفعت عيناها له برجاء فثبت لتضع رابط جمعهم سوياً بيديه ...
**********
لحقت به صافي للداخل فولج لمحل الجواهر ..وأنقى لها دبلة مناسبة ثم هم ليضعها بأصابعها فتطلعت له بزهول وخوف :_هتعمل أيه ؟
أخفى بسمة التسلية قائلا بهمس :_هقطع صوابعك
إبتلعت ريقها برعب فجذبها برفق ووضعه لها ..تطلعت له بزهول ثم قالت بتعجب :_أيه دا ؟
لم يجادلها فهو يعلم جيداً بأنها ليست على عادتهم فأقترب منها بلطف وقدم لها دبلته المحفورة بأحرف بارزة :_دي دبلة أي أتنين مرتبطين بتجمعهم دي ..
تطلعت له بزهول وإبتسامة مشرقة قائلة بحماس وهى تتأمل يدها :_ Amazing
زفر بغضب :_ممكن جنابك بقا تحطي الدبلة دي فى أيدى
أرتعبت منه وتناولتها سريعاً ثم وضعتها بأصابعه الأوسط لتبقى نظرات الغضب حليفته فتطلعت له بعدم فهم فأشار بعيناه على الأصبع الأخر فأسرعت بنقله قائلة بخفوت :_Sorry
غادر عبد الرحمن وهى خلفه تتأمل ما بيديها بشعور غريب يطارد قلبها ..أخبرها عبد الرحمن بأن تقف لدقائق وذهب ليحضر لها شيئاً تتناوله فغامت عيناها به بشعور يهاجمها ...يخترق قلبها وعيناها تتفحص حركاته وتلحق به حتى عاد ليقف أمامها فلم تشعر بوجوده أمامها فقط تتأمله ببسمة مرسومة على وجهها ..ناولها الكوب فلاحظ شرودها بعيناه حتى هو شرد بها ليعلم بأنه وقع لا محالة له ! ...
********
خرج أدهم معها للمحل المجاور لهم فوقف جواره تهمس له بخجل :_أحنا هنا ليه يا أدهم ؟
لم يجيبها ووقف يتأمل الثياب إلي أن وقعت عيناه على فستانٍ سحر رأها به فأشار للعاملة بأن تحضره ..
جيانا بخجل :_أدهم أنا مش هأخد حاجة ..
تطلع لها بجدية مزيفة ثم قال بسخرية :_تفتكري حد ممكن يتكلم معايا كدا غيرك ؟
إبتسمت بسعادة وحاولت أخفاء خجلها قائلة بصوتٍ منخفض :_مش عايزة أكلفك
بدا الغضب على ملامحه قائلا بجدية :_لحد هنا وأستوب مفيش بينا الكلام دا فاهمه
أشارت له بتفهم فرفع الفستان لها قائلا بأهتمام :_أيه رأيك فى دا مش هيكون ضيق ولا واسع جداً ..
مسكت به بأعجاب فكان د من اللون البنك مطرز بحرافية جذبت لها العينان فقالت بخجل :_جميل
همس بمكر :_عليكِ هيكون أحلى بكتير ..
تركته وغادرت المكان فأبتسم بمكر لينقى لها بمفرده الحقيبة والحذاء والحجاب اللازم له ...
********
بفيلا زين ...
تناولت طعامها ثم غادرت معه لمنزلها فصعد ليوصلها قائلا وعيناه تتفحصها :_خلي بالك من نفسك يا همس
أشارت له بأبتسامة عاشقة لتطرق باب المنزل ففتحه والدها بوجهٍ لا ينذر بالخير ...
زين بأبتسامة هادئة :_أزاي حضرتك يا عمي ؟
أجابه بوجه متخشب :_الحمد لله يابني تعال نتكلم جوا عايزك
تطلعت له همس بخوف ثم دلفت خلفه للداخل ...
جلس زين أمامه ليجلس الأخر قائلا بزعل بدا بحديثه :_أسمع يابني أنا لما وافقت على كتب كتابك من بنتي مكنش رغبة مني فأنك متحترمنيش بالشكل دا
صعق زين فقال بلهفة :_العفو يا عمي بالعكس أنا بكن لحضرتك كل الأحترام ! ..
أجابه بحذم :_لا محترمتنيش يا زين لما كل يوم والتاني أرجع أتفاجئ بعدم وجود بنتي بدون علمي يبقى مفيش أحترام لا منها ولا منك مش معني أنى قبلت أنكم تكتبوا الكتاب أنك تهني بالطريقة دي...
أرتعبت همس وقالت ببكاء :_أنا أسفة يا بابا أنا ...
قاطعها بجدية :_أنتِ حسابك معليا بعدين لكن دلوقتي كلامي معاه هو أتفضلي على أوضتك
تطلعت له بحزن ثم غادرت لغرفتها فصمت زين قليلا ثم قال بهدوء :_يا عمي أنا عارف أني غلطان بس صدقني غصب عني
قاطعه بسخرية :_غصب عنك ! تعرف يا زين أنا مطلعتش من الدنيا دي غير ببنتي همس حتى بعد وفاة امها رفضت أتجوز وربتها كل حاجة عن بنتي كنت على علم بيها لحد ظهورك فى حياتها كل حاجة كانت بتحصل كنت بتأكد أن بنتي فيها حاجة بس هى بتخبي عليا همس عمرها ما لجئت للأنتحار وأنا أتفاجئ أنها أخدت جرعة سم بدون سبب وحالياً حضرتك بتختفي أنت وهى وأنا معرفش فى أيه ؟ ياريت تفهمني بدل ما كدا الشك هيبدأ فى دماغي و..
قطعه زين بحدة :_لاا أوع تفكر بالطريقة دي أنا فعلا غلطت بس مش الغلط دا لا أخلاقي ولا أخلاقها تسمح بلا حضرتك بتفكر فيه دا
هدأ الرجل قليلا ليقول بيأس :_طب قولي يابني قولي فى أيه وريحني ؟
صمت زين قليلا ثم قال بهدوء :_حاضر يا عمي أنا هقولك كل حاجة ...
**********
بمكانٍ أخر ...
وبالاخص بأفخم مكاتب الشرق الأوسط ..
طرق على المكتب بغضب :_يعني أيه يا إبراهيم الكلام دا هو هزار ؟
أجابه بخوف :_الحيوان دا يا فندم الا خطف بنتي وأنا معرفتش أخلصها منه
وقف بعيناه المخيفة :_متكدبش عليا رجالتي قالولي أنها راحة معها بأرادتها
إبتلع ريقه برعب :_لا رتيل بنتي متعملش كدا هو الا هددها أنا شوفت كل حاجه بعيوني
جلس على مقعده بسكون مريب :_تعرف لو كلامك دا طلع كدب أنا هعمل فيك أيه ؟
دب الرعب بقلبه ليقول بلهفة "_متقلقش رتيل ليك مش لحد تاني
نفث دخان سجاره بوجهه :_كدا تعجبني والا أنت عارف الفلوس الا أخدتها مقابل جوازي منها هتأخد تمنها أيه ؟ ..
رفع يديه على رقبته برعب قائلا بخوف :_متقلقش يا عثمان بيه متقلقش
وتركه وغادر والأنتقام من حازم وحمزة يعلو وجهه ...شعلة الأنتقام عادت من جديد ولكن ماذا لو تجمع الشقيقان لخوض تلك المعركة المميتة ؟
ما المجهول لرهف ؟؟؟؟
ما السر الخفي وراء تغير صافي وماذا تخبئ بداخل صدرها من أسرار ؟؟؟؟؟!!!
آخيراً ...سيكشف لغزاً ويظهر أخر ولكن مسواهم بأتحاد
يتبع....
تكملة الرواية من هناااااااا
لمتابعة الرواية الجديدة زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا
بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل
متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا
الرواية كاملةمن هناااااااااا
مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا
مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هناااااا
تعليقات
إرسال تعليق