القائمة الرئيسية

الصفحات

translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

سكريبت لقاء في غرفة العمليات الفصل الاول والثاني والثالث الكاتبة سلمي جاد حصريه

 سكريبت لقاء في غرفة العمليات الفصل الاول والثاني والثالث الكاتبة سلمي جاد حصريه 




سكريبت لقاء في غرفة العمليات الفصل الاول والثاني والثالث الكاتبة سلمي جاد حصريه 



في أحد مستشفيات مدينة الإسكندرية، وخصوصًا في قسم الجراحة، دخل شخص تظهر على ملامحه علامات التعب الشديد، واضعًا يده على بطنه التي تنزف بغزارة، واليد الأخرى تمسك بسلا*ح مخفي في جيبه.


الممرضة: خير يا أستاذ، أقدر أساعدك بحاجة؟


الشخص المجهول بتعب: عايز دكتور يوقف نزيف بطني.


الممرضة بسرعة بعد ما لاحظت هدومه المليانة دم: ادخل بسرعة الأوضة اللي على اليمين، هتلاقي الدكتورة سارة، هتكشفلك على الجرح.


دخل الشخص المجهول الأوضة اللي قالت عليها الممرضة، واتكلم بغضب وسلا*حه في إيده:


الشخص: أنا عايز حد يوقفلي النزيف ده!


وقفت بنت جميلة، لابسة فستان وعليه بالطو أبيض، وملامحها باين عليها الجدية، وقالت:


سارة: إيه الهمجية دي! إزاي تدخل من غير ما تخبط؟


وأول ما لاحظت السلا*ح، اتكلمت بشجاعة وقوة:


ما تفتكرش إني هخاف من اللي في إيدك.

وبعدين كملت: أنا هساعدك عشان ده واجبي، فياريت تنزل السلا*ح وتقعد على السرير.


لبست الجوانتي، وقعدت قصاده، وبدأت تشوف جرحه. لاحظت إن الجرح متلوث وشكله غريب.


سارة باستغراب: مين مخيطلك الجرح ده؟ واضح إنه مش دكتور حتى.

لكن قبل ما تكمل، لمحت شيء صلب تحت الجرح، وكأنه جهاز مزروع.


وقبل ما تعلق، اتفاجئت بشخص بيقتحم الأوضة، وبيقرب منهم بخطوات سريعة.


سارة بصت للي دخل باستغراب، ولقت شاب وسيم، طويل، وجسمه رياضي ضخم.

لفت نظرها هدومه السودة القاتمة. ورغم وسامته، كان باين على ملامحه الغضب والجدية.


سارة بضيق: إنت مين؟ وإزاي تدخل الأوضة بالطريقة دي؟ مش عارف إنها أوضة كشف؟!


الشاب بعدما طلع الكارنيه وعينه على الراجل اللي على السرير:

أنا حيدر العطار، ظابط في القوات الخاصة. والراجل اللي بتعالجيه ده إرها*بي، ومزروع في بطنه قنب*لة قادرة تنسف المستشفى من على وش الأرض.


سارة وقفت بصدمة، وبحركة تلقائية وقفت ورا حيدر علشان تحتمي فيه.


حيدر قرب من الراجل اللي فقد وعيه من النزيف، وبعدين فجأة طلع آلة حاد*ة من جيبه، وقرب من الشخص اللي على السرير.


سارة باستغراب: إنت بتعمل إيه؟!


حيدر بجديّة: هفتح بطنه علشان أخرج القنب*لة وأوقفها.


سارة بصدمة: أفندم؟! حضرتك بتقول إيه؟ ده ممكن يموت!


حيدر بغضب وأنفاسه عالية: اللي زي ده ما يستحقش يعيش. اللي بيقتل أبرياء باسم الجهاد، يستحق يحس بالألم مش العلاج.


سارة بتحدي: والله يا حضرة الظابط، أنا دكتورة، وشغلي إني أنقذ حياة الناس، ومش بيفرق معايا مجرم ولا بريء.


وفجأة، حيدر رجع يخرج الآلة الحاد*ة من جيبه، وقرب من المجرم اللي فقد وعيه:


حيدر: أنا هفتح بطنه وأخرج القنبلة، ومحدش هيقدر يمنعني.


جريت عليه، ووقفت قدام السرير. وبرغم خوفها منه وإحساسها بالضعف، خصوصًا لما وقفت قصاده وبان فرق الطول الكبير بينهم، وما فصلش بينهم غير سنتيمترات قليلة، قالت بشجاعة مزيفة:


سارة: أنا اللي همنعك.


بصلها باستخفاف بعينيه اللي زي عيون الصقر، وقبل ما يتكلم، قطعه صوت مدير المستشفى:


مدير المستشفى: يا حيدر باشا، اللي بتحاول تعمله ده ضد القانون. وزي ما الدكتورة سارة قالت، شغلنا نعالج الناس مش نحاسبهم.


بص حيدر وسارة لبعض، وسارة لفت نظرها اسم "حيدر" المميز، اللي تقريبًا عمرها ما سمعته قبل كده. أما حيدر، فبصلها كأنه أول مرة ياخد باله من شكلها.


ملامحها الهادية اللي بتجمع بين البراءة والتمرد، طولها المتوسط، لكنه شايفها قصيرة جدًا، مش واصلة حتى لبداية صدره. وأخيرًا، حجابها المحتشم اللي زاد جمالها.


فاق حيدر من تفكيره على صوت مدير المستشفى:


المدير: مفيش غير حل واحد. المريض لازم يدخل العمليات علشان نخرج القنب*لة، وفي نفس الوقت نحافظ على حياته.


حيدر هز راسه: تمام، أنا موافق.


المدير: محتاجين حد من دكاترة الجراحة يتطوع ويدخل مع حيدر باشا.


سارة رفعت إيدها بتوتر: أأ.. أنا هتطوع.


بعد خمس دقايق، تم تجهيز حيدر وتعقيمه، وكذلك سارة.


وفي غرفة العمليات، اللي كانت في مبنى صغير بعيد نسبيًا عن المستشفى ومخصص للعمليات الخطيرة، وده عشان يكون خالي من الناس.


بدأت سارة تفتح الجرح بسرعة ومهارة، وحيدر متابعها، لحد ما ظهرت القنب*لة.

في اللحظة دي، رفعت عينها بخوف لعينيه، اللي طمنها بعنيه .


مسكت القنب*لة بإيديها المرتعشة، لكن فجأة حسّت بإيد حيدر على إيديها، وساعدها تخرجها بحذر. وفعلاً قدروا يخرجوها من جسم المجرم.


حيدر بأنفاس عالية من تحت الماسك: فاضل سبع دقايق وتنفجر.


سارة بخوف: طيب يلا بسرعة، اقطع السلك اللي بيوقف العداد!


حيدر بسخرية: أكيد مش مستني جلالتك تعرفيني المعلومة الفظيعة دي. الموضوع مش بالسّهولة دي يعني!


وبعدين كمل بغضب: لولا إن حضرتك عَطلتيني، ومخلتنيش أفتح بطنه، مكانش الوضع هيبقى كده.


سارة بغضب مماثل: آه يعني أنا السبب! أهو ده حالكم أنتو الظباط، ما عندكوش قلب ولا إحساس!


حيدر بصدمة: إحنا؟! ولا إنتو الدكاترة اللي بتتعاملوا مع أجسام الناس كأنها لعب بتشرحوا فيها؟ ده أنا مكملتش دقيقتين في العملية وبطني قلبت من المنظر!


سارة بتحدي: إحنا بنحاول نعالجهم، الدور والباقي على اللي...


وقبل ما تكمل، ارتفع صوت عداد القنب*لة، علامة على إن فاضل أقل من خمس دقايق.


رجعت الأجواء تتوتر، والوقت بيعدي، وحيدر بيحاول يعرف أنهي سلك يقطعه.

فاضل دقيقة على الانفجا*ر


حيدر بيأس ووشه مبلول عرق، بص لسارة وقال:

شكل مفيش أمل. دي أول مرة أتعامل مع النوع ده...

بعدين بص لها: اخرجي انتي من هنا، وابعدي عن المبنى.


ساره احساس جواها بيقولها خليكي معاه أياً كانت العواقب .


سارة برفض وإصرار: لا، مش هخرج. أنا وانت دخلنا مع بعض، وهنخرج مع بعض.


حيدر بحدة: قولتلك، أنا مش ضامن أوقف القنب*لة. أخرجي... أنا لو مُت فيه غيري كتير، لكن إنتي جراحة، وشاطرة كمان، ولازم تعيشي.


سارة بعناد: لا، مش هخرج. ولسه فيه أمل، إن شاء الله هتلحق!


فعلاً حيدر حاول تاني، وبإصرار غريب. مش عشان ينقذ نفسه، هو عمره ما كان بيخاف على حياته، لكن المرة دي، كان هدفه ينقذ سارة.


غمض عيونه، وفي نفس اللحظة قطع سلك من أسلاك القنب*لة، على أمل يكون هو الصح...


فجأة، العداد وقف، والقنب*لة اتعطلت.


سارة فتحت عينيها بخوف وترقُّب، ثم فرحة، لما شافت القنب*لة اتعطلت.

بصت لحيدر، اللي شال الماسك وبياخد أنفاسه اللي اتحبست وقالت بابتسامة:


سارة بفرحة: أنا مش مصدقة... إحنا ما موتناش! دي معجزة!


حيدر ابتسم من فرحتها وحس بضربات قلبه السريعه لما شاف عيونها اللي بتلمع خصوصاً مع لونهم البني 


ساره: أنا هنضف الجرح وأقفله وانت أخرج ارتاح انت مذلت مجهود جبار 


حيدر رد : لا أنا هستناكي لحد ما تخلصي 


ساره ابتسمت : تمام زي ما تحب 


حيدر بهزار:تحبي أساعدك في الخياطة أنا بعرف أخيط كويس عفكره


ساره بسخرية: بتخيط قمصان طبعا مش أجسام بني آدمين 


حيدر: يا ستي ما كلها خياطه الاتنين بتضربي الابرة من ناحية وتخرجيها من الناحية التانية 


ساره فتحت عينها بصدمه من تشبيهه لكنه كمل بصدق :

بس بجد بقا .. انتو الدكاترة الجنود الحقيقة مش إحنا 


ابتسمت وهي بتقطع أخر خيط وقالت :

مكانش ده كلامك من شوية 


حيدر :كنت بهزر عشان أهديكي شوية من التوتر .. يلا نخرج 


ساره بابتسامة: يلا


خرج حيدر وسارة من غرفة العمليات، ولَقوا المستشفى كلها مستنياهم وبيسقفولهم. الناس كلها كانت بتتكلم عنهم، وعن شجاعتهم، وقد إيه شكلهم حلو مع بعض.


وكمان الشرطة كانت حضرت المكان علشان تقبض على الإرها*بي.


قرب حيدر من سارة، اللي كانت واقفة مع زملائها من الدكاترة، وحمحم بتوتر:


حيدر: احم... دكتورة سارة...


سارة لفت باستغراب: نعم، يا حضرة الظابط؟


كان حيدر لسه هيتكلم، لكن قطعه صوت موبايله... كانت مكالمة شغل، ولازم يروح فورًا.


حيدر بضيق: أنا لازم أمشي دلوقتي.


سارة حاولت تداري ضيقها: مع السلامة يا حضرة الظابط.


حيدر كان لسه هيكمل كلامه، لكن المرة دي، ممرضة نادت على سارة علشان ترجع الشغل.


سارة باعتذار: أنا كمان لازم أمشي حالًا.


هز حيدر راسه بتفهم، ومشي. وكل واحد فيهم رجع لشغله... ولحياته العادية.


"""""""""""""""""""""""""""""""""""""


بعد مرور أسبوع


رجعت سارة لروتينها العادي، بين شغلها في المستشفى، وصحابها، وأهلها.


كانت الساعة ٨ بليل، ودخلت أوضتها في سكن المستشفى بعد يوم طويل في العمليات.


سارة بإرهاق: آه ياني... مش شايفة قدامي. هاخد شاور وأنام أخيرًا...


جهزت بيچامة لونها أسود، لكن قبل ما تدخل الحمام، سمعت صوت موبايلها بيرن.


ردت وكانت صاحبتها ندى:


ندى: ألو! أيوه يا سارة، عاملة إيه؟


سارة: الحمد لله، يا ندى... تعبانة شوية، لسه مخلصة شغل.


ندى: ها، هتيجي التجمع بتاعنا النهارده زي ما اتفقنا؟


سارة: معلش يا ندى، والله مش هقدر أجي، تعبانة... يادوب أستحمى وأنام.


ندى: مفيش الكلام ده! لازم تيجي. إحنا أصلًا ما بقيناش بنتقابل مع صحابنا، وانتي دايمًا في المستشفى ومش بتشوفي حد. قومي جهّزي نفسك، وهعدي عليكي.


سارة بتفكير: بسس...


ندى: مفيش "بس"!


سارة تنهدت: خلاص... هاجي، اديني نص ساعة أجهز، وتعالي خُديني.


ندى: قشطة


رجّعت سارة البيچامة مكانها، ووقفت محتارة قدام الدولاب، لحد ما استقرت على فستان أزرق بنقشة بسيطة، وحجاب أبيض، وساعة فضي، وكوتشي أبيض، واكتفت بإسوارة وسلسلة فيها فراشات بلون الفستان.


بعد نص ساعة، كانت أخدت شاور وجهزت، ونزلت بعد ما ندى كلمتها وقالت إنها تحت المستشفى.


"""""""""""""""""""""""""""""""""""""


في مطعم راقٍ بيطل على بحر الإسكندرية


كانت قاعدة وسط صحابها، شبه الملاك بفستانها الأزرق بلون البحر، وحجابها الأبيض اللي منوّر وشها من غير أي ميكاب، وابتسامتها الجميلة اللي تقدر تجذب أي حد.


وأثناء ما كانت بتشرب عصير المانجو المفضل ليها، واحد من صحابها وقف فجأة، وواضح إنه بيكلم حد في الموبايل 


الشاب: أيوه يا ابني، إحنا في الترابيزة اللي في آخر المطعم. أهو، أنا اللي بشاورلك، تعالى.


لفّت سارة بشكل تلقائي تشوف مين، لكن فجأة فتحت عينيها بدهشة وذهول.


الشاب: أقدملكم يا جماعة... حيدر العطار، ظابط في القوات الخاصة، وابن خالتي وصاحبي.


سارة بصدمة: حيدر؟! ......



ــ أيوه يا ابني، إحنا على الترابيزة اللي في آخر المطعم. أهو، أنا اللي بشاورلك... تعالى.


لفّت بشكل تلقائي تشوف مين، لكن فجأة فتحت عينيها بدهشة وذهول.


الشاب: «أقدملكم يا جماعة... حيدر العطار، ظابط في القوات الخاصة، وابن خالتي وصاحبي.


سارة اتصدمت من وجود حيدر. معقولة الصدفة مُصرة تجمعهم للمرة التانية؟! لقاؤهم الأول كان شبه الحلم، زي الأفلام والمسلسلات اللي ما بتحصلش في الواقع. لكن دلوقتي هي شايفاه قدامها بهيبته الطاغية وحضوره الملفت.


كان لابس جاكيت جلد أسود، وتحت منه تيشيرت رصاصي، مع بنطلون جينز نفس لون الجاكيت.

وفي إيده ساعة سمارت باللون الأسود، مع نظارة رافعها على راسه.


أما بالنسبة لحيدر اللي وزع عيونه علي اللي قاعدين بابتسامة وتحيه لكن اتصنم مكانه لما وقعت عيونه علي ساره وحس بضربات قلبه اللي ارتفعت فجأه لما دقق في ملامحها واستغرب من الصدفه اللي جمعتهم في مكان وظروف مختلفه 


حيدر بدون وعي وعيونه علي سارة : سارة !


واحد من اللي قاعدين باستغراب ايه ده هو حضرة الظابط يعرف سارة


سارة بتوتر وبتحاول تتلاشي نظرات حيدر :

أأ أيوة اتقابلنا مره في موقف غريب جدا وحكتلهم اللي حصل أول يوم اتقابلوا وازاي دخلوا غرفة العمليات مع بعض عشان يخرجوا القنب*لة من بطن الإرها*بي وباقي الحكايه 


واحده من صحبها بانبهار : واااو ده ولا في الروايات معقول فيه كده 


ندى صاحبة ساره بخبث : إنه القدر يا سادة مصر إنكوا تتجمعوا تاني ويطلع حيدر باشا ابن خالد صاحبنا


> ﴿وَلَا مُتَّخِذَاتِ أَخْدَانٍ﴾

(سورة النساء: 25)


في الوقت ده، حيدر شد كرسي وقعد في المكان الفاضي الوحيد على الترابيزة، واللي بالصدفة كان قصاد كرسي سارة مباشرة.


حيدر (بابتسامة خفيفة، موجه كلامه لسارة):

"عاملة إيه يا دكتورة؟ ما توقعتش إننا نتقابل تاني."


(والكلام ده مش حقيقي، لأنه كان جواه إحساس غريب إنه هيقابلها تاني، وإن حكايتهم لسه ليها باقي...)


سارة (فركت إيديها بخجل):

"الحمد لله، بخير."


حيدر ابتسم من خجلها الواضح، ولفت نظره فستانها الأزرق الرقيق، وحجابها اللي منوّر وشها، وحسّ إنه شايف نسخة جديدة منها.

أيوه، هو قابلها قبل كده، لكن وقتها كانت لابسة وش الجدية والتحدي بالاسكراب الطبي وملابس العمليات ...  لكن دلوقتي شايف النسخة الأنثوية منها.


عدّى الوقت بسرعة، وخلص التجمع أسرع مما كان حيدر متوقع.

كان نفسه الوقت ما يعديش، ويطول أكتر، أو حتى يختفوا كل اللي في المكان وما يتبقاش غيره هو وهي... وبس.


خالد (مال على حيدر واتكلم بخبث):

"ما تقوم تطلب رقمها يا قلبي، بدل ما إنت مش قاعد على بعضك كده وبتفرك في الكرسي؟"


حيدر (بضيق):

"إنت عارف إني مش بتاع الكلام ده... ولا دي مبادئي."


خالد:

"يا عم، هو أنا قلتلك تعمل حاجة لا سمح الله؟ إنت مش هتبطّل بقى جملة (ولأن الحلال أفضل سأنتظر) اللي حافظها أكتر من اسمك؟! ده إنت هتاخد رقمها بس، مش أكتر.

تقدر تقولي بعد ما نمشي هتقابلها تاني إزاي؟"


حيدر:

"لو فيه نصيب، هقابلها تاني... أنا واثق من كده."


خالد بسخرية:

"آه... إنشاء الله في الأحلام!"


وبرغم الاختلاف الكبير في شخصيات حيدر وخالد وطريقة تفكيرهم، إلا إنهم أقرب أصدقاء لبعض من ساعة ما اتولدوا، بسبب صلة القرابة.


الكل استعد عشان يمشي، وحيدر كان متابع سارة بعينيه...

العينين اللي قالت كلام كتير... كان نفسه هو اللي يقوله.


"""""""""""""""""""""""""""""""""

بعد مرور شهر


في أحد مستشفيات عروس البحر المتوسط، وفي منتصف الليل،

كانت سارة واقفة في غرفة الاستراحة، بتشرب قهوتها باستمتاع وبتتأمل القمر اللي كان بدر، ونسمات الهوا بتداعب وشّها بلطف.


بتستنى الوقت ده طول اليوم عشان تفصل من ضغط المستشفى، وترجع تستمد طاقتها من تاني.


مسكت موبايلها، ووصلته بالآيربودز، وشغلت أغنية بتوصف حال قلبها:


"جيتني فجأة كده، من غير ميعاد

ولقيت الطبطبة، راحة لقلبي وعناد

جيت ومشيت، وسبت فيّا حكايات

لسه صورتك فـ بالي، ولسه بدوّر عليك."


لكن اللحظة الهادية دي ما طولتش، فجأة دخلت ممرضة وهي بتنهج وبتناديها:


– دكتورة سارة! في حالة خطيرة وصلت الطوارئ، مصاب بعدة طلق*ات مركزه في منطقة الصدر،  الحالة حرجة جدًا، وبيجهزوه دلوقتي لدخوله غرفة العمليات.


سارة حطت الكوباية بسرعة، ووشّها اتبدل من الهدوء للتركيز، وراحت جري على غرفة العمليات.


لكن أول ما دخلت، وعيونها وقعت على المصاب، اتجمدت في مكانها.

كان هو… حيدر.


الصدمة خلت قلبها يضرب بسرعة، ودماغها لفّت في لحظة، بس حاولت تسيطر على أعصابها وتكتم مشاعرها، خصوصًا قدام باقي الفريق.

لبست الجوانتي والماسك، ومسكت أدواتها، وبدأت في العملية بكل حِرَفية وتركيز.


طول العملية كانت بتحارب بين خوفها عليه، وبين مسؤوليتها كطبيبة.


نجحت العملية، بس حالته فضلت حرجة، وحرارته كانت عالية، وفضل تحت الملاحظة.


"""""""""""""""""""""""""""""""


في اليوم التالي – داخل غرفة العناية

كان حيدر نايم على سريره، مغطي بأجهزة المراقبة، ومضمد بالضمادات.

أول ما فتح عينه، لمحها… سارة.


كانت قاعدة على كرسي قصاد السرير، نايمة وهي ساندة راسها على إيدها، باين عليها الإرهاق والسهر.


فضل يتأملها، وكل ملامحه كانت فيها راحة ودهشة.

ولما حسّ إنها بدأت تتحرك، نده بهدوء:


– سارة...


فتحت عينيها بسرعة، وفوقتها شافته صاحي.

ابتسمت ليه بهدوء، وسألت:


–  عامل ايه دلوقتي حاسس بأي وجع؟


– لا الحمدلله 


في الوقت ده دخلت ممرضه عشان تعطيله العلاج اللي جيه معاده 


الممرضه :واضح إنك غالي عالدكتورة أوي يا حضرة الظابط دي سهرت طول الليل بتحاول تنزل حرارتك لإنها كانت مرتفعه جدا ومنزلتش غير لما الصبح طلع


بص لسارة بنظرة ممتنة :شكرا يا سارة مش بس علي انقاذك لحياتي لكن كمان علي اهتمامك بيا


سارة بصت له، وحاولت تخفي مشاعرها كعادتها، وقالت بنبرة هادية:


– كنت بعمل شغلي... زي ما أي دكتور بيهتم بمريضه.


بس عيونها ما قدرتش تخدع عيونه، ولا قلبه قدر يتجاهل نظرتها.


""""""""""""""""""""""""""""""""


بعد خروجه من المستشفى بعدة أيام


بدأ حيدر يتحسن، وخرج من المستشفى بعد ما حالته استقرت.

بس قلبه ما قدرش ينسى سارة، وقرر يرجع يشكرها بنفسه.


دخل من باب المستشفى، وسأل أول ممرضة شافها:


– دكتورة سارة هنا؟

– أيوه، في أوضة الكشف رقم ١١٠، بتكشف على حالة دلوقتي.


اتجه حيدر ناحيتها، وكان الوقت متأخر، الجو هادي والممرات شبه فاضية.

وصل عند الباب، وخبط مرتين بلطف...

ماحدش رد.

لكن فجأة، سمع صوت صر*خة مكتومة من جوه.


وقف في مكانه لحظة، قلبه دق بسرعة، حس إن فيه حاجة مش طبيعية.

مد إيده على مقبض الباب، وفتح بهدوء... لكن المشهد اللي شافه خلّى الدم يغلي في عروقه.


شاب، تقريبًا في سنه، كان بيحاول يعتد*ي على سارة، وكان ماسكها بعن*ف وقلع عنها حجابها، وهي بتقاومه بكل قوتها، دموعها ماليه وشها، وصوتها بيرتعش وهي بتصرخ وتقول له "ابعد عني!"


حيدر ما شافش قدامه، نسى جرحه اللي لسه ملمش، واندفع ناحيته بكل قوته.


شد الشاب من فوقها، وانهال عليه ضرب، عيونه فيها نا*ر، وصوته بيزعق:


– إزاي تلمسها! إزاي تمد إيدك عليها!


الممرضين والدكاترة جم عالصوت ، وحاولوا يبعدوه بالعافية، وهو لسه بيضرب فيه رغم احساسه إنه جرحه فتح وبدأ ينزف لكنه مهتمش بأي حاجه غير إنه يطمن عليها


ولما قرب من سارة، كانت الممرضات حواليها بيحاولوا يهدوها، جسمها بيرتعش، دموعها مغرقه وشها، حجابها مبهدل.


قرب منها، صوته هادي لكنه مليان قلق:


– متخافيش... إنتي كويسة؟


ماقدرتش ترد.

نظرت له بنظرة مكسورة، عيونها حمراء جدا ومليانه دموع هزت راسها بنفي … وفجأة، أغمى عليها بين إيديه.


قلبه اتقبض، شالها بحذر وهو بيصرخ:


– سارة!!! سارة، ردي عليّا


وصوته اتملّى في المكان، كأنه بينده على نص قلبه اللي بيضيع منه......


#سكريبت_لقاء_في_غرفة_العمليات

#بقلم_سلمي_جاد


#لقاء_في_غرفة_العمليات

وصل عند الباب، وخبط مرتين بلطف...

ماحدش رد لكن فجأة، سمع صوت صرخة مكتومة من جوه.


وقف في مكانه لحظة، قلبه دق بسرعة، حس إن فيه حاجة مش طبيعية.

مد إيده على مقبض الباب، وفتح بهدوء... لكن المشهد اللي شافه خلّى الدم يغلي في عروقه.


شاب، تقريبًا في سنه، كان بيحاول يعتد*ي على سارة، وكان ماسكها بعن*ف وقلع عنها حجابها، وهي بتقاومه بكل قوتها، دموعها ماليه وشها، وصوتها بيرتعش وهي بتصرخ وتقول له "ابعد عني!"


حيدر ما شافش قدامه، نسى جرحه اللي لسه ملمش، واندفع ناحيته بكل قوته.


شد الشاب من فوقها، وانهال عليه ضرب، عيونه فيها نار، وصوته بيزعق:


– إزاي تلمسها! إزاي تمد إيدك عليها!


الممرضين والدكاترة جم عالصوت ، وحاولوا يبعدوه بالعافية، وهو لسه بيضرب فيه رغم احساسه إنه جرحه فتح وبينزف لكنه مهتمش بأي حاجه غير إنه يطمن عليها


ولما قرب من سارة، كانت الممرضات حواليها بيحاولوا يهدوها، جسمها بيرتعش، دموعها مغرقه وشها، حجابها مبهدل.


قرب منها، صوته هادي لكنه مليان قلق:


– متخافيش... إنتي كويسة؟


ماقدرتش ترد.

نظرت له بنظرة مكسورة، عيونها حمراء جدا ومليانه دموع هزت راسها بنفي … وفجأة، أغمى عليها بين إيديه.


قلبه اتقبض، شالها بحذر وهو بيصرخ:


– سارة!!! سارة، ردي عليّا!


وصوته اتملّى في المكان، كأنه بينده على نص قلبه اللي بيضيع منه.


""""""""""""""""""""""""""""""""'"""

بعد مرور ساعة... في إحدى غرف المستشفى


سارة فتحت عينيها ببطء، وحسّت كأن في وشّها ضباب تقيل. سقف أبيض، لمبة نيون بتنور بنبض هادي، والريحة حواليها كانت خليط ما بين كلور ومطهّرات طبية.


فضلت شوية تبص حواليها، عقلها مش مستوعب هي فين، ولا وصلت هنا إزاي. حاولت تقعد، بس راسها كانت تقيلة، ونبض قلبها بيعلى.


قالت بهمس مرتبك:

"إيه اللي حصل؟ أنا...فين؟"


وفجأة، الذكريات بدأت ترجع، مشهد ورا التاني، كأن حد بيقلب في شريط قديم بسرعة.


كانت في المستشفى، بتراجع حالة مريض المفروض عمليته بعد يومين. دخلت أوضته كالعادة، بس من أول لحظة، حسّت بحاجة مش مريحة.


الشاب كان في أوائل التلاتينات، باين عليه هادي في الشكل، لكن عينيه كانت بتقول غير كده. نظراته كانت تقيلة، مش مريحة، وكلامه فيه تلميحات مش لائقة. حاولت تسلك، وتخلّص كشفها وتمشي.


قربت منه علشان تبص على الجرح، رفعت الكمامة، وبدأت تراجع الضمادة.

وفجأة، لقت إيده بتلمس إيدها، وبعدين كتفها.


اتصنمت من الصدمة، وكأن جسمها اتشل، مش بيستجيب تماماً 


مدّ إيده وشدّها ناحيته، ولما صرخت، صوتها طلع مخنوق.

حاولت تبعده، لكنه كان أسرع، وبكل وقاحة 

"تجاوز حدوده بشكل مستفز، لما شد حجابها ... وهي بتحاول تبعده بكل قوتها."


وفي عز لحظة الرعب...


الباب اتفتح وشافت نور نجاتها ، لكن من الصدمة ودموعها اللي ماليه عنيها، مكانتش عارفه تميز مين اللي دخل .


كان واقف زي ما يكون جاي من معركة.

ومن غير كلام، شدّ الشاب ورماه بعيد.


سارة وقعت على الأرض، وإيدها بترتعش، وهي بتحاول تلملم نفسها وتخبّي خصلات شعرها البُنّيّة اللي بانِت.


فاقت من شرودها على صوت خافت حواليها.

لفّت وشّها ببطء... لقت حيدر قاعد على كرسي قدامها، ساكت، بس عينيه كلها كلام.


خدت لحظة، وبعدين قالت بصوت واطي:

"انت اللي ضربته؟"


هزّ راسه بمعنى "أيوه"، وهو لسه ساكت.


سكتت، وبصّت له تاني، والدمعة كانت على طرف عينها،

بس المرّة دي مش دمعة خوف...

كانت دمعة نجاة.


سارة بتحاول تسيطر على رعشة خفيفة في إيديها. قلبها بدأ يهدى، وأنفاسها تنتظم شوية بشوية.


حيدر، وهو لسه قاعد قدامها، بصّ لها بهدوء وقال بصوت واطي فيه حنية:


"كل حاجة خلصت... متخافيش، إنتي دلوقتي في أمان."


نبرته كانت ثابتة، وعيونه صادقة، وده كفاية يطمنها.


غمضت عينيها لحظة، تنفّست بعمق، وحست لأول مرة إن الأرض رجعت تقف تحت رجليها.


لكن الطمأنينة ماطولتش...


الباب اندفع فجأة، لأن حيدر من الأساس ماكانش قافله عليه هو وسارة.


قال رسول الله ﷺ:

> "لا يخلونّ رجل بامرأة، فإن الشيطان ثالثهما."


دخل مدير المستشفى، ووشه مليان توتر، وراه نايب المدير، ومعاهم راجل واضح من لبسه وساعته وشكله إنه من الناس اللي ليهم وزن... أو على الأقل فاكرين نفسهم كده.


عين الراجل ده أول ما وقعت على حيدر، لمعت بالغِل، وبصّ له من فوق لتحت كأن بيعايره وبيشوف مين اتجرأ وضرب ابنه


الراجل الغني واللي اسمه "المنشاوي" بنبرة مليانة تهديد:

"واضح إنك مش فاهم تبعات اللي عملته... وصدقني، مش هعدّيها بالساهل


سارة كانت لسه مرعوبة ، وحسّت إنها على وشك تنهار تاني.


لكن حيدر، بهدوء مريب، قام من على الكرسي، ووقف بطوله وهيبته، وعيونه ثابتة في عين المنشاوي.


قال بنبرة قوية وواثقة:

"أنا المقدم حيدر العطار، قوات خاصة.

ولو مش مصدق، ممكن تتواصل مع القيادات"

سكت لحظة، وبعدين كمّل بهدوء أشد:


"أنا كنت بحمي دكتورة اتعرضت لمحاولة اعتد*اء أثناء ممارسة عملها."


الدنيا وقفت والراجل الغني  وشه اتبدل في لحظة من الهجوم للدفاع.،لما سمع رتبة حيدر وكمان اسم عيلته اللي يعتبر من أشهر عائلات اسكندرية بسبب رتبهم العالية في الشرطة 


اتكلم بتوتر واضح:

"أنا... أنا مكانش قصدي... أنا كنت فاكر إن—"


حيدر قاطعه بنبرة حادة:

"إنت كنت فاكر إيه؟ إنك تلطّخ سمعة حد من غير ما تفهم؟ ابنك حاول يعتدي عليها، وفي شهود، وفي كاميرات."


سارة بصت لحيدر بدهشة وامتنان، ومشاعِرها مش قادرة تترتب.


المدير قال بحرج:

"إحنا... آسفين جدًا يا دكتوره سارة، واضح إننا اتسرعنا في الحكم. وهنحقق في اللي حصل فورًا."


وبدون كلمة زيادة، كلهم خرجوا من الأوضة.


وسارة فضلت ساكتة لحظات بصّت لحيدر، وبعينها لمعة امتنان وراحة:


"أنا... مش عارفة أقولك إيه.

لو ماكنتش موجود في اللحظة دي...

أنا أصلاً كنت هبقى فين دلوقتي؟

كنت جاي تشكرني علشان أنقذتك في العملية، بس الحقيقة...

أنا اللي لازم أشكرك... إنت أنقذتني من حاجة... ماكنتش هعرف أخرج منها لوحدي."


حيدر بصّ لها بابتسامة خفيفة وقال بهدوء:


"وجه الدين، يا دكتورة..."

 قالها وهو بيبصّ لها بنفس النظرة اللي كانت على وشّها يوم ما أنقذته. كأنه بيقول: أنا بردّلك الجميل بنفس الطريقة .


""""""""""""""""""""""""""""""""

في أوضة تانية في نفس المستشفى، كان الصوت عالي والجو مشحون.


المنشاوي كان واقف ووشه متلون بين الغضب والصدمة، وبصوته اللي اتعود يسيطر بيه قال:


"إنت مجنـــــون؟!

إزاي تعمل كده؟!

إزاي تِمِد إيدك على دكتورة جوه المستشفى؟

دي مش أي واحدة، دي كانت في شُغلها، وكان ممكن تودينا في داهية!"


حسن، اللي كان قاعد على الكرسي ببرود غريب، رفع عينه وقال بنبرة عنيدة:


"ماهو مفيش حاجة حصلت... وكانت ممكن تعدي،

بس إنت سيبتني لوحدي!

أول مرة محتاجك توقف جنبي، لقيتك بتعتذر!"


المنشاوي اتنفض وقال:

"أعتذر؟! أيوه، أعتذر!

لإنك ورطتني قدام واحد مش أي حد...

ده مقدم في القوات الخاصة، فاهم يعني إيه مقدم؟!

يعني الكلمة منه تخلّي الدنيا كلها تتحرك.

غير كده... ده من عيلة العطار...

عيلة وراها بلد، وناسها معروفين من زمان،

وأنا... أنا ماكنتش أعرف!"


حسن بصله بغل وقال:

"يعني علشان ظابط... سكت؟

ولأن وراه ناس... ماجبتليش حقي؟

إنت عمرك ما سبتني كده قبل كده...

كل مرة كنت بتقفلي الدنيا وتجبلي حقي بالعافية...

إيه اللي اتغير؟!"


المنشاوي صرخ:

"اللي اتغير إنك كبرت وبقيت بتعمل مصايب ما تتغطيش!

دي مش خناقة في نادي ولا واحدة بتشتكيك ع الفاضي،

دي قضية شرف، ودي فضيحة،

ولو كاميرات المستشفى كانت شغالة، كنت دلوقتي في الحبس!"


حسن قام فجأة، وكأنه انفجر من جواه.

عناد وغِل في عينيه، ووشه اتشد بقسوة.


"أنا مش هعديها..."

قالها وهو بيشد الباب، وبنبرة غليظة مليانة حقد:

"اللي حصل مش هينتهي هنا، لا سارة ولا حيدر خدوا حسابهم ... وخصوصًا حيدر"


طلع من الأوضة، سايب أبوه واقف مصدوم،

مش عارف هل يخاف على سمعة ابنه،

ولا على اللي ممكن يعمله لما يفقد عقله 


"""""""""""""""""""""""""""""""""""

نفس اليوم – الساعة قرّبت ١٢ بليل


كانت سارة قاعدة على السرير، لابسة بيچامة خفيفة، وعينيها بتجري ورا أي نقطة في السقف، مش قادرة تنام.

رغم هدوء الأوضة، بس جواها كان مليان دوشة.


رنّ الموبايل.

"ندي صاحبتها بتتصل..."


سارة خدت نفس وردّت بصوت تعبان شوية:

سارة:

"ألو..."


ندي بسرعة:

"سارة! صوتك عامل زي اللي لسه كان بيعيط... مالك؟ لسه تعبانة؟"


سارة حاولت تضحك بخفة:

"لا يا شيخة... ده صوت النوم."


ندي باهتمام حقيقي:

"أنا حافظة صوتك كويس... في حاجة؟"


سارة سكتت ثواني، وبعدين قالت بصوت واطي:

"أنا محتاجة أحكيلك حاجة... حصلت لي النهارده."


ندى سكتت، مستعدة تسمع، وسارة حكتلها باختصار عن اللي حصل في أوضة المريض، عن الخوف، وعن تدخل حيدر، وعن صدمتها اللي لسه ما راحتش.


ندي، بصوت فيه حنية وقوة:

"يا بنتي، ده انتي بطلة!

والله لو كنت مكانك، كنت خبطت دماغه بالترولي وجريت!"

ضحكت، وبعدين قالت:

"بس بجد... الحمد لله إنك كويسة، وإن حيدر كان موجود في الوقت المناسب."


سارة، وهي بتتنهد:

"آه... بجد توقيت دخوله كان غريب... يعني إزاي في كل لحظة مهمة يظهر؟"


ندي غمزت بصوتها وقالت بمناكفة:

"ما هو شكله مش بس ظابط... ده كمان ظابط قَدَر!

إنتي عارفة؟ أنا بدأت أشك إن في حاجة بينكوا."


سارة بسرعة:

"يلهوووي عليكي! بقولك لسه خارجة من صدمة، تقوليلي قدر ومصير؟"


ندي ضحكت وقالت:

"خلاص خلاص،

بس عايزاكي تفضلي فاكرة إن كل حاجة بتحصل لحكمة،

وإنتي قوية وهتعدّي ده."


سارة بابتسامة حقيقية لأول مرة:

"تسلميلي يا ندي... بجد وجودك في حياتي نعمة."


ندي بخفة دم:

"نعمة إيه يا بت؟ دي لسه ما خلصتش!

بالمناسبة...

أنا كنت ناوية أفاجئك، بس قولت بلاش مفاجآت أكتر النهارده."

سكتت لحظة وقالت:

"خطوبتي بعد يومين."


سارة بدهشة:

"إيييه؟! بجد؟! أوعي يكون اللي في بالي؟"


ندي ضحكت وقالت:

"هو، بغباوته... حسن!"


سارة ضحكت وقالت:

"ده انتي وهو كنتوا دايمًا زي القط والفار!"


ندي بمناكفة:

"القط والفار؟! طيب لعلمك بقى... أحلى حب هو اللي بيبدأ بخناقة!"

وبعدين اتكلمت بنبرة ماكرة:

"ده انتي حتى مجرّبة مع حضرة النقيب!"


سارة فتحت عينيها بخجل وقالت:

"برضو انتي مش هتبطّلي رخامتك دي؟"


ندي بتحاول تكتم ضحكها : بقى أنا رخمه الحق عليا نفسي نكون نسايب ، انتي ناسية ان حضرة الظابط يبقي ابن خالة حسن .


سارة فتحت عينها باستعياب،كانت ناسية موضوع القرابة بين حسن وحيدر  تماماً ،يعني معنى كده حيدر أكيد هيكون موجود في الخطوبة ؟!!


لكن قطع تفكيرها صوت ندي وهي بتتكلم بجدية ..


المهم، الفستان اللي هتحضري بيه خطوبتي لازم تجهزيه من دلوقتي،

عشان كل اللي في الخطوبة هيكونوا لابسين أزرق... يعني لونك المفضل! ملكيش حجة، أهو!"


وكملت بمزاح:

"وكمان جهّزي نفسك... سكين كير بقى وحركات!

مش كل حاجة شغل ومطهرات!

بقيت حاسة إني مصاحبة إزازة ديتول!"


سارة، وهي بتضحك:

"والله في دي بالذات، عندك حق!"


ضحكوا الاتنين، والمكالمة خلصت،

وسارة أخيرًا نامت، وعندها سبب تبتسم عشانه..


""""""""""""""""""""""""""""""""""

 بعد يومين ــ قاعة الفرح – الساعة ٨ مساءً


المكان منور بأضواء ناعمة، موسيقى هادية بتدّي للمكان طابع راقي، والناس بدأت تِتجمّع حوالين ندي وخطيبها، اللي واقفين على الـ"استيدچ" بيستقبلوا الضيوف بابتسامة.


باب القاعة اتفتح بهدوء، وسارة دخلت.


كانت لابسة فستان أزرق سماوي ناعم، تصميمه بسيط لكن فخم، من غير أي بهرجة، بس شكله كان يِشدّ العين غصب عنها.

مع طرحة بنفس اللون، بس بدرجة أفتح شوية، ملفوفة برقه بدون ما رقابتها أو خصلات شعرها تبان ونازلة على ضهرها بنعومة، ومن غير نقطة ميكب،

وشّها كان منوّر بطبيعته، وعينيها فيها لمعة خفيفة من التوتر.


حوالين رقبتها، سلسلة فضي بسيطة فيها دلاية على شكل وردة صغيرة،وفي إيدها أنسيال رقيق


مشيتها كانت هادية، مترددة شوية، وبتبص حواليها تدور على ندي وباقي صحابها،

لكن لحظة دخولها... حصل اللي ماكانش محسوب.


(قال مش محسوب قال، ده قرّائي قاعدين على نار من أول ما المشهد بدأ عشان اللحظة دي😉)


حيدر... كان واقف في الجنب، لابس بدلة كُحلي أنيقة، كلاسيكية،قميص أبيض، كرافتة رفيعة، وساعة جلد بني على إيده،

وشعره الفحمي مترتّب بعناية، باستثناء بعض الخصلات الناعمة اللي اتمردت ونزلت علي جبهته، وأعطته مظهر الباد بوي بدون قصد ..


كان بيضحك مع أصحابه، كلام عادي...

بس فجأة... سكت.


كل حاجة حواليه وقفت، كل الأصوات بقت بعيدة،

واللي في الصورة... بس هي.. "سارة"


في فستانها السماوي، وهي بتدخل بخطوات هادية كأنها داخلة من عالم تاني.

الهدوء اللي حواليها، الوَقار، البساطة...

خلوه ينسى الناس، وينسى حتى هو كان بيقول إيه.


عينه فضلت عليها، متسمر، مش قادر يشيح بنظره،رغم إنه من جواه عارف إنه مأمور بغض بصره عنها زي ما اتعود طول حياته مع أي بنت،لكن معاها هي بتنهد كل حصونه...


(أنا لا أبرر عدم غض البصر أبداً، ولكن مش بايدي البطل دايما يكون شخص مثالي،أتمني تفهمو قصدي🙏🤍)


سارة، في اللحظة دي، خدت بالها.

وهي بتقرب من ندي، شافت عينيه متعلقة بيها،

نظرة سكون... مش مفهومة، مش مزعجة، بس مربكة.


خفضت راسها بخجل ،وكملت كلامها مع ندى وكأنها مش شايفة حاجة،بس قلبها كان بيخبط


وفي الخلفية، حيدر فضل واقف، لابس نفس النظرة...


نظرة اللي شاف ملاك... من غير ما يكون مستعد.


""""""""""""""""""""''""""""""""""

في نفس القاعة، بعيد عن العيون، وفي رُكن مظلم، كان واقف شخص ملثّم، ماسك مسد*س في إيده، ومستني اللحظة اللي هيضرب فيها ضربته.

عنيه كانت مولعة نار، ومركّزة على شخص واحد بس... 

وماكانش فيه غير جملة واحدة بتتردد على لسانه، بصوت واطي، بس مليان غِل:


"هنتقم منك عاللي عملته يا حيدر باشا ، وهتدفع التمن غالي ...غالي أووي."


"يا ترى الفرح هيعدي على خير؟ ولا هيحصل الي هيدمر كل حاجة في لحظة ؟!



تكملة الرواية بعد قليل 


تعليقات

التنقل السريع