القائمة الرئيسية

الصفحات

translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية مافيا الحي الشعبي(القناع الخفي) الفصل التاسع عشر والعشرين والحادي وعشرون بقلم إيه محمد رفعت

 رواية مافيا الحي الشعبي(القناع الخفي) الفصل التاسع عشر والعشرين والحادي وعشرون بقلم إيه محمد رفعت




رواية مافيا الحي الشعبي(القناع الخفي) الفصل التاسع عشر والعشرين والحادي وعشرون بقلم إيه محمد رفعت



مافيا الحي الشعبي(القناع الخفي )

البارت التاسع عشر

........تحدى ولقاء.........

صوتها تغلغل بالأعماق فشعر بأن هناك نورًا خافتًا يجذبه إليه ليحول بين ظلامه فيذكره بأن معشوقته بحاجة إليه! ، فتح عيناه بضعفٍ شديد ليجد أحداً ما يسنده لسيارة الإسعاف؛ فوقف يجاهد للثبات ثم بحث عن هاتفه ليحمله ويركض مسرعاً تحت نظرات صدمة الجميع، لم يعبأ لجروح جسده العميقة؛ فكل ما يعنيه معشوقته! ...

وصل للقصر بعد وقتٍ قصير فقد أوشك على الوصول بسيارته ولكن سرعان ما انقلبت به، استند بجسده على بوابة القصر العمالقة ففتح عيناه بصعوبة وهو يبحث عن أحد من الحرس ولكنه صعق حينما وجدهم متمددون أرضًا بصورة مخيفة، لم يتأملهم كثيراً وهرع للداخل ليتخشب جسده حينما رأى دخانًا متصاعدًا من غرفته، اقترب للأمام بخطى بسيطة وعيناه تكاد تسقط من وجهه من الصدمة، ولكن سرعان ما عاد لواقعه فركض للأعلى سريعاً وصوته يعلو المكان بأكمله :

_رهف.......رهف ..

صعقت من تختبئ بالخارج من سماع صوته، فكانت تود التخلص منها للأبد بعد التأكد من عدم عودته بذلك الوقت، فأسرعت بالاختباء وشعلة الحقد والغيرة تشتعل أكثر من ذى قبل .....

فتحت عيناها بضعف حينما استمعت لصوت أمانها فرددت بخفوت :

_ حا..ز..م ..

ثم عادت للسعال مجددًا ربما ازداد اختناقها مع اشتعال الغرفة بأكملها، تساقطت الخزانة المشتعلة بالنيران أرضاً فتراجعت رهف ببكاء وضعف، فشعرت بأن جسدها قد شُلّ عن الحركة فقد استنزفت قواتها بمحاولاتها العديدة لفتح باب الغرفة المغلق من الخارج بإحكام ...

وقف أمام الغرفة بصدمة وخوف يزداد مع طرب قلبه حينما تولج فكرة حدوث السوء لها، رفع يديه يشد من خصلات شعره المتمردة على عينيه وهو يجاهد الحديث بخوف فيخشى عدم إجابتها له فحينها سيلقى بذاته بداخل تلك النيران المشتعلة، وقف خلف الباب قائلاٍ برعب :_رهف

استمع لصوت أنينها فأسرع بتحطيم باب الغرفة الذي خر أمامه مسرعاً رغم ما به من إصابات ولكن قلبه سيطعن أن حدث لملكته سوءاً ....

سقط الباب أرضًا ليقابله الدخان المتصاعد فسعل هو الآخر بقوة ليجاهد لفتح عينيه، والبحث عنها فأسرع إليها حينما وجدها تحتمي أرضًا بالطاولة والضعف يشدو على قسمات وجهها، جذبها لأحضانه بقوة ودمعه يسيل بتمرد فأغلق عيناه بقوة ويديه تشدد من احتضانه ولكن سرعان ما تحاول حينما ازدادت النيران بالاشتعال فسقطت محتويات الغرفة بقوة ليدفشها سريعاً بيديه ثم حملها وخرج من الغرفة سريعاً ...

*****

بالصعيد ...

جلسوا جميعاً على المائدة العمالقة التى يترأسها كبير الدهاشنة فزاع ، نظراته تطوف أحفاده بصمت وبالأخص النمر ....

جذب فهد زين قائلاٍ وعيناه تتفحص النمر :_طب بزمتك يا زين مش الجلباب على أدهم هيأكل حتة

رمقه بنظرات محتقنة فكبت زين ضحكاته قائلاٍ بلهجة صعدية مصطنعة :_حتة بس ده ه....

إبتلع باقى كلماته حينما أزدادت نظرات النمر بالحدة فكبت فهد ضحكاته وتناول طعامه بصمت يحفل على الجميع بوجود فزاع ...

تطلع أحمد للجميع بتعجب ثم همس لعمر قائلاٍ بزهول :_أنا عرفت جو الأكشن الا عندنا في البيت دا منين ؟

إبتسم عمر قائلاٍ بسخرية :_ممتد من الجذوع يا خفيف ..

تطلع سليم لفزاع بخوف ثم أقترب منهم برأسه قائلاٍ بحذم :_خف أنت وهو لا نتعلق جمب التور الا بره

طاف السكون مرة أخرى حينما أنهى الكبير طعامه فتطلع للنمر قائلاٍ بثبات يلاحقه :_خلص وكل وحصلني يا أدهم

أشار له بهدوء فغادر فزاع للقاعة بأنتظاره ،جذب زين أدهم قائلاٍ بفضول :_هموت وأعرف الا بينك وبين عمي ؟

رمقه بنظرة غضب ثم دفش ذراعيه بعيداً عنه ليتبعه بنفس خطاه غير عابئ بهم ...

عبد الرحمن بسخرية :_يبقى هتموت وتدفن ومش هتعرف سر النمر

عمر بتأييد :_وأنا بقول كدا برضو مأحنا عندنا زميله ياخويا ..

تطلعوا جميعاً للفهد فتناول طعامه ببرود وبسمة خبث تزين وجهه ! ..

بداخل القاعة ...

جلس أدهم على المقعد المقابل لفزاع بأنتظار ما سيقوله فقطع صمته الطويل قائلاٍ بهدوء :_أنى خابر زين يا ولدي بالحقيقة وعارف أن طلعت أتسرع بقراره بس زي ما كنت بشجعك لأنك كنت على حق هقف ضدك المرادي ..

ضيق أدهم عيناه بعدم فهم فأكمل فزاع بهيبته الطاغية :_لما صرحتني وأنى بالبندر عن الا بتعمله أنت وولاد عمك شجعتك ووجفت جانبك لكن دلوجت بجى فيه خطر عليك أنت وهما وده الا مش هسمح بيه أبداً الراجل الا أنت عملت معاه عداوة خرج من السجن وعرف أنك أنت الا عملت فيه إكده وكانت البداية الا حوصل لكن الا جاي يا ولدى كبير وجدك مش هيسمح بيه ..

أنتظر النمر حتى أنهى حديثه فقال بثبات ووقار له :_كل الا حضرتك بتقوله مظبوط بس أنا متعمدتش أكشف هوايتي لحد الا حصل مكنش مقصود أما الزفت دا فلا عمله حسابه عسير

نهض فزاع عن مقعده قائلاٍ بغضب :_لع يا أدهم الحساب العسير دا مش بيولد غير الكرهية والأنتجام يا ولدي وده هيكون فى أجرب الناس ليك عشان إكده أنى الا طلبت من طلعت أنه يجبك أهنه لحد ما رجالتنا يوصلوا للحيوان ده مدام أتعرضلكم مرة يبجا ناوي على الأذية ..

صعق أدهم مما يستمع إليه فأقترب منه قائلاٍ بستغراب :_يعني جدي كان عارف من البداية !

إبتسم الكبير قائلاٍ بمكر :_يكش تكون فاكر نفسك النمر علينا أحنا قمان لا فوج إكده وشوف أحنا كبار بالسن والعقل

جلس على المقعد ببسمة أعجاب على ما فعله فزاع من بداية الأمر حتى لا يكشف أمر جده ! ..فذاك الرجل فطين للغاية فكيف له خداع أدهم وطلعت المنياوي بذات الوقت ! ..

أقترب منه فزاع ليجلس على الأريكة المجاورة له قائلاٍ بثبات بلهجة تلحق به :_أسمع يا ولدى الراجل ده ناوي على الشر لما خبر جدك على التلفون أنكم المافيا اللي رهبة الحارة بس جدك كان عارف من البداية وبالعكس كان فخور بيكم وبيراقبكم من بعيد من إهنه غضبه زاد لما ظن أنكم كشفتوا هوايتكم وخوفه قمان زاد عليكم أني جولتله يطمن وأني هتابع الموضوع عشان إكده كلمته وحذرته بأن الراجل ده خرج من السجن وخبرته أنه يجبكم أهنه بالصعيد لحد ما نتحصل عليه وساعتها مهيكفناش فيه رجبته ...

تعبيرات وجهه كانت كافيلة بنقل صدمته مما كان يحدث وهو لم يشعر بالأمر فلاطالما ظن أنه ذكي للغاية ولكن ما فعله الجد وكبير الدهاشنه نقطة حاسمة لهم ...

أنتبه لوجود فهد بالغرفة فأقترب منهم قائلاٍ بهدوء :_الخوف أنه يأذي حد من العيلة يا أدهم فأنا بقترح أن الحاج طلعت والعيلة يجوا هنا فى البيت لحد ما الرجالة يوصلوا للراجل دا .

صدمة أخرى لأدهم معرفة فهد بالأمر ولكنه بقى ثابتٍ للنهاية ،أستدار فزاع بوجهه لفهد قائلاٍ بغضب :_خبرتك جبل سابق ما تتحدتش بلهجة ولاد البندر مش جادر تنسى أنك درست هناك يا كبير الدهاشنة ! ..

كبت ضحكاته ببسمة بسيطة ثم أنحتى يقبل يديه قائلاٍ بمحبة وبعض الضيق :_كبير الدهاشنة واحد بس يا جدي

رفع يديه على رأسه قائلاٍ بمجهول يطوفه :_مش هعيش العمر كله يا ولدي عشان إكده لازمن تكون واعى وتأخد تار أبوك وعمك من الا جتلهم ..الدهاشنه كلتها متحبش كبيرها ضعيف وأنت كبيرهم من دلوجت

نهض فهد وعيناه تكبت الغضب والجحيم لمن قتل والده وعمه نعم يعلم بأن هناك الكثير من العداء لعائلته ولكن بعد أن قُتل أبيه عليه الثأر لا يعلم بأنه سيخطئ بالأنتقام من الشخص الخاطئ وسيفرض عليه الزواج من زوجته والتكافل بأبنه الرضيع ولكن ماذا لو هناك لغزاً خفى بين هذا الأنتقام ! ..

نهض النمر عن مقعده ثم تقدم ليقف جوار فزاع قائلاٍ بضيق :_بعد الشر عليك يا عمي أطمن مدام أنا هنا هساند فهد وهكون معاه لأخر نفس فيا ..

نهض فزاع وطرق الأرض بعصاه بغضب :_لع أنت لع مهتتعلمش من الا بتعمله واصل يا ولدي فوج أنت عريس وداخل على جواز بلاش عداوة هتخسرك كتير ..

كاد أدهم الحديث ليقطعه بأشارة يديه قائلاٍ بحذم :التار ده ميخصكش ياولدي ده تار الدهاشنه وهما ليهم كبير ، ثم أستدار برأسه لفهد :ولا أيه يا فهد ؟

أشار له بوعيد قائلاٍ بنبرة مكبوتة بالآنين :_من قتل يقتل ...

****

بالأعلى ...

صابرين بفرحة :_أنتِ الا وحشاني أوى يا نادين وبعدين أنتِ الا مش بتسألي

رمقتها بنظرة محتقنه :_هو أنا عارفة أسال على نفسي بكرا تتجوزي وتشوفي الهم من العيال أقولك خدى حور يوم واحد هتعتزلي أم الجواز من أولها ..

أستندت برأسها على المقعد قائلة بهيام :_مستحيل أنا وصلت معاه لمرحلة صعب تتوصف بالكلام ..

ولجت راوية وريم من الخارج فأشارت لهم نادين بالصمت والأقتراب لرؤية تلك العاشقة فجلسن جوارها يتربعن بأيدهم ونظراتهم تتأملها ببسمة هادئة ...

أسترسلت صابرين حديثها وملامحه ترسم أمامها بأحتراف فيرفرف القلب وتبدع الكلمات :_لما بشوفه بتمنى الأيام تقصر وأكون ليه ...بعشق غيرته وأسلوبه بالكلام ونظراته كل حاجة كمان بع...

قطعت باقي كلماتها بوجه متورد بعدما وجدتهم يجلسون جوارها ، رفعت نادين يدها قائلة بسخرية :_كملي كملي كلنا كنا كدا ياختي وبعدين قضناها أشتراكات ...

لم تتمالك راوية وريم أنفسهم فأنفجروا ضاحكين لعلمهم بما تود تلك الحمقاء قوله ، خرجت عن صمتها قائلة بغضب :_تصدقي أنا غلطانه أنى طلعت قعدت معاكِ كنت فاكرة أنك هتفرحي بيا لكن أنتِ عايزة تعقديني فى الدنيا الا لسه مدخلتهاش ..

راوية بأبتسامة هادئة :_لا يا حبيبتي نادين بتهزر معاكِ خاليكِ عارفة أن حياتك هتكون بالشكل الا أنتِ ترسميه

تدخلت ريم قائلة بتأكيد :_ومدام جوزك بيحبك وشاريكي يبجا هتخافي من أيه ؟! ..

أنكمشت ملامح وجهها بحزن فقالت بتوتر :_مهو أنا معرفش أذ كان بيحبني ولا لا

نادين بصدمة :_نعم يا حبيبتي ؟ جوزك ومتعرفيش أزاي! ...لا أنا أقوم أشوف إبني بدل ما أرتكب جناية ..

وتركت الغرفة بأكملها فتطلعت صابرين لهم بخجل فهى لا تعرف سوى نادين ...

ريم بأبتسامة مرحة :_مالك أتخشبتي إكده أحنا مش بنأكل بنى أدمين واصل

تعالت ضحكة راوية لترفع يديها على كتفي صابرين قائلة بسخرية :_أحنا كيوت خالص على عكس المتخلفة الا أنتِ مصاحبها دي ثم أنك بتتكلمي فى أمور محدش غيرنا هيفهمها دي عقدة متنقلة ممكن تعديكي

أنفجرت ضاحكة ثم تبادلت الحديث معهم لتشعر براحة غريبة بينهم كأنها تجلس مع جيانا والفتيات ! ...

**

بمكتب حمزة ...

كان منهمك بالعمل على الملفات العديدة حتى الحاسوب كان يعمل عليه بعض الوقت فأستدار برأسه للقهوة الموضوعة على مكتبه فجذبها ليرتشف منها بلهفة قائلاٍ بأمتنان :_شكراً بجد كنت محتاجلها ..

أخفت بسمتها خلف وشاحها الأسود قائلة بصوتٍ يكاد يكون مسموع :_العفو يا فندم ..

لا يعلم لما جعله صوتها الدافين لشعوراً لا يدريه أن يرفع عيناه فيرى تلك المتوجة بثوب أسود يغمرها من رأسها حتى قدميها ،ظل يتراقب عيناها بستغراب فأذا كان القلب عشق لما يتأملها هكذا !! ، إذا كان للقلب ملكة فلم يخفق بسرعة كبيرة عن رؤية تلك الفتاة المقنعة !! ...ربما لا يدري بأنه بملحمة الأقنعة الخفية للعشق ! ..

أشاح بعيناه عنها ليجذب الأوراق من يدها ثم ختم توقيعه عليها فحملتهم وتوجهت للخروج ولكن وقفت محلها وأستدارت بأستغراب وتوتر :_أسفة يا فندم بس أعتقد أن حضرتك أتلغبطت بالتوقيع ..

ضيق عيناه بعدم فهم فأقتربت منه ووضعت الأوراق أمام مجدداً ليلمحها بنظرة سريعة ثم إبتسم بتلقائية :_حابب أشيل يافتة أني مش حازم أنا حمزة يا بشر أعمل أيه تانى عشان أكون مميز ؟!

إبتسمت بخجل ثم جمعت الأوراق وتوجهت للخروج قائلة بصوتٍ خافت :_أسفة بس حضرتك الا موجود بالمكتب الغلط

إبتسم هو الأخر قائلاٍ بسخرية :_حظى بقا أشيل الليلة هنا وهناك ...

أزدادت بسمتها وغادرت ليظل يتراقب باب الغرفة بهيام وبسمة تزين وجهه الرجولي لينتشله من دوامته رنين هاتفه برقم أحد أصدقائه ولكن كانت تذكرة ليرى رسائل أخيه المبعوثة منذ ما يقرب لساعتين ولم ينتبه هو لها فنهض عن مكتبه سريعاً ثم هرول للقصر مسرعاً وبداخله رعبٍ يكمن بصدره ...

***

بقصر حازم السيوفي

خرج بها للأريكة يحاول أفاقتها فجذبها لصدره بتعبٍ شديد والدماء تنثدر من جسده بلا توقف فأخرج هاتفه وطلب المطافي سريعاً ثم توجه للمطبخ بصعوبة ليرى الخدم حالهم مشابه للحرس ليتأكد الآن شكوكه بأنها محاولة للتخلص منها ،جذب المياه وخرج إليها سريعاً ينثر بضع قطرات على وجهها حتى أستجابت له فنهضت بزعر وعيناها تتفحص القاعة خوفٍ من النيران ولكنها تفاجئت بمن هوى القلب بدائه من صرخت الروح بتوق النجاة ...

رفع يديه على وجهها قائلاٍ بلهفة :_حبيبتي أنتِ كويسة ؟

قالها سيد العشق وجروحه تنزف بغزارة ! ...قالها ومازالت جروح جسده لم تشفى بل تتغلغل بالآنين فلم يعبئ سوى بها ! ....لم يعبئ سوى بمن ملكت قلبه وجعلت ذاتها أفضل من ذاته ! ...

بكت بقوة وأختبأت بأحضانه فما تراه ليس بالهين تارة فقدان الجنين وتارة رؤية الموت بعيناها ! ...شدد من أحتضانها بقوة وأشتياق من فكرة فقدانها مع كل ثانية حارب فيها النيران فلم يعبئ بما سيتعرض له من أصابات أو موت قاتل كل ما يعنيه أن يخرجها من ذلك الجحيم مهما كلف الأمر ! ...

رفع حازم عيناه لمن يقف أمامه بزعر لرؤية دمائها فقال بخوف :_فى أيه يا حازم ؟ وأيه الا عمل فيك كدا !

خرج صوته أخيراً قائلاٍ بنبرة يأس:_ أنا نفسي معرفش فى أيه ؟ بس كل الا أعرفه أن الا بيحصل دا مقصود يا حمزة ..

جذب الهاتف يتحدث مع الطبيب قائلاٍ بتوعد :_كله من الكلب دا وقسمن بالله ما هسيبه

هبطت من على الدرج متصنعة الدهشة والزهول فقالت بخوف ولهفة مصطنع :_رهف ! أيه الا عمل فيكِ كدا ؟

بدأ الشك بأبداء رأيه على حازم فنهض عن الأريكة ليضع رهف بهدوء فتمددت وأنصاعت له ثم تقدم ليقف أمامها قائلاٍ بثبات :_كنتِ فين ؟

أجابته سريعاً :_كنت نايمة فى أوضتي ولسه صاحية حالاٍ

رفع يديه أمام صدره بسخرية :_ياااه يعني كل الا حصل دا ومصحتيش !

تطلع لها حمزة بزهول فأسرعت بالحديث قائلة بأرتباك :_تقصد أيه ؟

بدا الغضب على ملامحه ولكن ألتزم بسكونه المعتاد :_يعني صراخ رهف والا حصل هنا دا مصحاش حضرتك ؟!

قاطعته بحديث مسرع :_أنا نومي تقيل فأكيد مش هسمحها وأسيبها تموت يعني !

أقترب منهم حمزة بطوفها بذراعيه قائلاٍ لأخيه ببعض الضيق :_فى أيه يا حازم أكيد مسمعتش الا حصل

ضيق عيناه بسخرية غير عابئ بأخيه :_نفترض أن نومك تقيل فعلاٍ ريحة الدخان مكنش ليها تأثير عليكِ ؟

صرخت بدموع مصطنعة :_أنت عايز توصل لأيه يا حازم ؟

عل صوته بنفس لهجتها :_للحقيقة فى محاولة قتل حصلت هنا والمقصودة منها رهف بالأخص

حمزة بهدوء :_أهدا يا حازم أنت عارف كويس أننا مهددين بالقتل

قاطعه بحدة :_أديك قولتها كلنا مهددين بالقتل مش رهف لوحدها ثم أيه دخليها بالموضوع دا !

حمزة بستغراب :_أنت عايز تقول أيه يا حازم ؟

صاح بغضب :_عايز أقول أن الا حاول يقتل كان قاصد رهف بدليل أن الأوضة الا كانت موجودة فيها هى الا كانت ولعة لكن القصر عادى

راتيل بتوتر :_جايز صدفة

رمقها بنظرة سخرية :_والا حصل للحرس والخدم برضو صدفة ! وصدفة كمان أنك مفقدتيش وعيك زيهم ! ...

صرخت ببكاء به :_أنت بتتهمني بقتل رهف !! .

بقى صامتٍ وعيناه تراقبها كالصقر يتفحص ما كان مغيب عنه منذ سنوات يكتشفه بنظراته المتفحصة ،أسرع إليها حمزة قائلاٍ بهدوء :_لا طبعاً حازم ميقصدش كدا

:_لا أقصد كل حرف يا حمزة

قالها بكلمات كالسهام كأنه أعلن ناقوس الحرب على تلك الفتاة ،نهضت رهف قائلة بغضب وصعوبة بالحديث :_ أيه الا بتقوله دا يا حازم أنت أتجننت !

أستغلت راتيل ما يحدث فبكت بصوتٍ مرتفع وهى تتجه للخروج قائلة بحزن وكسرة مصطنعة :_أنا لا يمكن أقعد هنا ثانية واحدة بعد ما شكيت فيا !

لحق بها حمزة والغضب يعتلى عيناه قائلاٍ بصوتٍ كالسهام :_مش لوحدك يا راتيل رجلي على رجلك ..

وبالفعل جذبها وتوجه للخروج وبقى حازم ثابتٍ محله يتطلع لهم بغموض لتسرع إليه رهف ببكاء :_أيه الا بتعمله دا يا حازم فوق هى هتقلتني ليه الا حصل دا قضاء ربنا والحمد لله أنك جيت بالوقت المناسب

لم يستمع لحديثها فكان يحسم قراره بأنقاذ أخيه من تلك الأفعى لا لن يتركه يفترق عنه مجدداً حتى وأن تطلب الأمر محاربة تلك اللعينة بعد أن كشفها ...

:_أستنا يا حمزة ..

قالها وعيناه تشع بمجهول فأقترب منهم وخطاه غامضة كحال ما ينصبه للأيقاع بها ففي النهاية هى من أعلنت دفوف حربٍ خاسرة أمام دهاء حازم السيوفي ! ..

وقف أمامهم بشموخ ونظراته تطوف بهم ثم قال بنبرته الثابتة :_بعتذر منك يا راتيل الا حصل أثر عليا مش عارفة قولت كدا أزاي أنا فعلا محتاج أرتاح بعد الحادث الا عملته ..

نطقت بلهفة كانت سببٍ لتعجب الجميع :_حادث! طب أرتاح

ثم أستدارت لحمزة قائلة بخوف وتوتر :_أطلب دكتور فوراً ..

ضيق عيناه بستغراب ولكنه قال بهدوء :_زمانه على وصول ..

أقتربت منه رهف بدموع :_ مكالمتي ليك السبب ..

رفع يديه ببسمة رسمها بعد صدمته بحقيقة ما تكنه له راتيل قائلاٍ بثبات ونبرته العاشقة :_لا يا حبيبتي دا قضاء ربنا ولا أيه ؟

إبتسمت على تقليد نبرتها بالحديث فأحتضنته بخوف من القادم ،رفع عيناه سريعاً ليرى شعلة الغيرة والحقد بعيناه فعلم الآن ما دافع الأنتقام الكامن بداخل منزله فرفع يديه يشدد من أحتضانها بخوف من ما سترتكبه تلك اللعينة للتخلص منها لا عليه أبعادها عن القصر حتى تكون بمأمن وأين الآمان أن لم يكن بمنزل فزاع الدهشان ! ..

****

جلست بشرفتها تبكى بدموع حارقة وهى تتمسك بالهاتف بلهفة أنطفأت مع طول الأنتظار فقالت بصوتٍ متقطع بالدموع :_كدا يا أدهم أهون عليك ! ..

كأنه كان لجوارها وأستمع لها ، كأن قلبه نقل لها آنينها ليصدح هاتفها بأسمه فأزاحت الدمعات سريعاً ثم جذبته قائلة بلهفة :_أدهم ..

أغمض عيناه بقوة لتحمل أشتياق سماع أسمه من صوتها الحنون فخرج صوته الهامس لمن يغفل جواره بالفراش :_نبض قلب أدهم وروحه ..

تلون وجهها بالخجل فأسرعت بالعتاب :_كدا متسألش عليا ولا حتى ترد على تلفوناتي !

أجابها بثبات ولهجة ثابتة :_غصب عني يا جيانا كنت قاعد مع الشباب طول اليوم متنسيش أنى مجتش هنا غير مرتين تلاته وأنا صغير

إبتسمت قائلة بتوق :_أيوا عارفة بس أنا لسه فاكرة المكان عندك والزرع بجد حاجة جنان ..

:_وحشتيني

قالها دون دافع أو الأستماع لما قالته فأبتسمت وهى تحاول أخفاء وجهها ظنٍ بأنه يراها ! ...

إبتسم النمر بخبث :_شيلي أيدك أكيد أنا مش جانبك عشان أشوفك ! ..

صعقت للغاية فنهضت عن الأريكة تبحث عنه بالغرفة لتتعالى ضحكاته الفتاكة ...فجلست بتذمر :_أنت ليه بتحب تديقني !

إبتسم قائلا بسخرية :_يمكن عشان بحبك مثلاٍ ..

تطلعت للهاتف بغضب ثم صاحت بضيق :_الا بيحب حد مش بيزعله يا حضرت

تعالت ضحكاته قائلا بثبات :_خلاص هصلحك بخبر هيسعدك

صاحت بلهفة :_هترجع !

إبتسم هامسٍ بعشق :_هو أنا لحقت أوحشك ! ثم أن فترة العقاب شهر كامل

تلون الحزن على وجهها قائلة ببكاء :_يبقى مفيش حاجة هتسعدني من الا عايز تقولها

خفق قلبه لبكائها :_لا فى أنك تجيلي هنا مثلا

صاحت بسعادة جنونية :_بجد يا أدهم ؟

صمت قليلا وعيناه مغلقة يتلذذ بأسمه النابع بين طرب عشقه قائلا بنبرة تحمل حذم النمر :_وأنا من أمته هزرت معاكِ ..

إبتسمت بسعادة :_طب أمته ؟؟

لمعت عيناه بالمكر:_لما تحسى أنك نفسك تشوفيني

وأغلق الهاتف فتأملته بعدم تصديق ثم صاحت بغضب :_مفيش فايدة فيك

ثم إبتسمت لتذكرها كلماته لتلقى بذاتها على الفراش بسعادة ...

أما هو فوضع الهاتف لجواره ثم أغلق الضوء وتمدد لجوار أحمد الذي همس بغضب :_أه لو أنا الا عملت كدا كان زماني متعلق أنما هو يكلم أختى ويعاكسها وأنا جانبه وعادي كدا يا بجاحتك يا أخي ! ...

جذب الغطاء قائلاٍ بخبث :_بتقول حاجة يا زفت ؟

أسرع بالحديث :_حبيبي أنا أقدر !

ثم أغلق عيناه بغضب وتوعد له فأبتسم النمر وطاف بنومٍ محفز بصوت معشوقته ...

***

بغرفة فهد ..

كان يقف بالشرفة والغضب بادي على وجهه بعدما توصل لمن تسبب بقتل أبيه فحسم أمره بقتل هذا المعتوه فربما لا يعلم بأنه يسلك دربٍ رسم له للأيقاع بأشباك تلك اللعينة التى تريد الولوج لعائلة الدهاشنة وبالأخص الفوز بكبيرها فهد الدهشان فربما هناك أسرار غامضة وقلوب ستحطم برابط الغيرة والحقد وقلب عاشق ليستحوذ على العقبات ليطوف سحابة العشق بين قلوب مصيرها مختوم بختام خاص بالعشق ..

هل حان وقت كشف الأقنعة ؟ ..

همس ...مصير محتوم عليها دبر لها منذ أعوام وقد حانت اللحظة للتنفيذ فهل سيسطيع زين التصدى لبئر عميق للغاية قد ينتزع قلبه وحبه ؟!! ..

هل ستصمد راوية امام المجهول ؟

ماذا هناك للنمر ومعشوقته وهل سيتمكن من المحاربة بمفرده ؟!!!

مصير مجهول لكل ثنائي ويتواجب علي الطرف الأقوى المحاربة لاخر رمق به فهل ستمحى أثر المجهول ...

قريباً ...بملحمة نارية ...فى الفصول القادمة من

يتبع.


مافيا الحي الشعبي(القناع الخفي )

البارت العشرون

...عودة للقلب !...

تسللت الشمس بأشعتها المنيرة لتكفى ظلام الليل الدامس ..

بمنزل "طلعت المنياوي "...

تعجب ضياء ويوسف من طلب الجد بأن يأخذوا النساء للصعيد فلم يتمكن كل منهم فهم ما برأسه ، حتى "رهف" انضمت إليهم بعد أن أوصلها "حازم" لمنزله رغم محاولاتها بالرفض ولكن أمام إصرار "حازم" انصاعت له .....

سعدت للغاية باللقاء به فأغمضت عينيها طوال الطريق الشاق على أمل رؤياه ..

********

بغرفة الفهد ..

فتحت عيناها بتثاقل فبحثت عنه لتجده يجلس على المقعد جوارها، استندت بذراعيها حتى جلست على الفراش قائلة باستغراب :_فهد ! ، انت صحيت امتى ؟

تخلب وجهه ببسمته الجذابة قائلاٍ بنبرة ساكنة :_صباح الخير يا روحي ..

ابتسمت قائلة بخجل :_هتفضل تدلعني كدا كتير ؟

جذبها لتستقر بين أحضانه قائلا بخبث :_يعني لحد ما تملي مني

أسرعت بالحديث :_مستحيل

إبتسم بمكر وهو يقبل جبينها بعشق :_وأنا من رابع المستحيلات .

تلون وجهها بحمرة اكتسحت بلون الكرز لتبتعد عنه سريعاً لتهرب من تلك النظرات لحمام الغرفة فعادت ملامحه مثلما كان بعد أن لانت لقرب معشوقته منه فلا طالما حافظ على عدم إزعاجها بما هو بها ففي نهاية الأمر لا ذنب لها بمشاكله حتى تتحمل عبء قسوته كما يفعل أغلب الرجال ! ...

حملت عيناه وعيدا لمن ارتكب ذلك، فأقسم على التخلص منه اليوم قبل الغد ، فحمل سلاحه وخرج من الغرفة بعدما ارتدى جلبابه الأسود الذي يجعله قامة رجولية فتاكة ....

هبط الدرج متوجهاً للأسفل ليتفاجأ به أمام عينيه، والغموض يتركز بنجاح فيجعل الفهد يفشل بتخمين ما به ؟! ..

خرج النمر عن صمته قائلاٍ وعيناه تباشران نظرات الثبات :_على فين يا فهد ؟

تراقبه بصمت لعلمه صعوبة التهرب منه فقال بهدوء :_مالكش صالح يا "أدهم"

تطلع له أدهم بغضب ثم قال بلهجته المخيفة :_رجلي على رجلك يا فهد ودا الا لازم تفهمه

زفر بضيق ثم أشار له بستسلام :_أتفضل

ظهرت شبح بسمة الأنتصار على وجه النمر فهبط بغرور ليتابعه فهد والغضب يكمن بداخل عيناه ...

*******

بغرفة زين ...

أخرج هاتفه بصعوبة لأصابة يديه ليطلب عشقه المتيم ولكن تفاجئ برقمها المغلق منذ أمس فزفر بغضب وألقى بهاتفه بضيق فظن أنها مازالت غاضبة لسفره المفاجئ حتى أنه لم يستمع لصراخها لأنه مازال لم يشفى بعد ولكن لا يعلم ما يحدث معها ! ...

**********

خطت بين الأشجار بسعادة وهى تتراقبها بلهفة وفضول يسرى بعيناها ،فجلست أرضٍ تلامس تلك الأعشاب اليانعة بالحياة وبيدها زهرة بلون الشمس تشم عبيرها بفرحة وتتأملها بأعجاب ...

:_مش أحلى منك

صوتٍ تعلمه جيداً نعم فهو مصاحب لضربات قلبٍ تعشقها وتعلم صاحبها جيداً ...

نهضت "صابرين" تبحث عنه بالأرجاء حتى وقعت عيناها عليه يستند بجسده على أحد فروع الأشجار ، ظلت لوهلة تتأمله بأعجاب وفمٍ فارغ وهى ترى الطبيب اللعين كما نعتته يتألق بجلباب رمادي اللون جعله غاية فى الوسامة والجمال فربما الآن ترى الملابس الصعيدية أبهى صيحات الموضة والجمال بعدما رأته يرتديه ، أخفى بسمته وأقترب ليقف أمامها بثبات ، تعبيرات وجهه ذكية لدرجة عدم نطقها بما يحمله القلب من معاني وكلمات ! ...

ظل يتأملها بعين تخفى أعجابه بعدما تمرنت يدها على لف الحجاب لتصبح محترفة بما ترتديه فكانت كالحورية البيضاء ، لم يخشى أن يرأها أحداً مثلما كان يفعل فكان يشتعل قلبه بنيران الغيرة كلما رأى عين أحد تقع على مفاتنها ...نعم ذاك خير الرجال الذي يحفظ جمالها لذاته وليس فرجة لمن يرى ما يخصه ! ...

كسرت حاجز الصمت قائلة بتلقائية مغيبة :_اللبس دا جميل عليك أوى

إبتسم "عبد الرحمن" قائلاٍ بمكر وغرور مصطنع :_أنا طول عمري جميل أيه الجديد ؟!

وضعت عيناها أرضاً بخجل وحزن مما تتفوه به فيجعل ما بقلبها ظاهراً له على عكس هذا الرجل المغرور ..لا مهلاٍ ربما لم يكن لها الحب ! ..هذا ما ظنته فتركته وتوجهت للداخل بدمع يتلألأ بعيناها ؛ فأسرع خلفها بقلبٍ جعل ما بعيناها بصيراً له فعلم ما تفكر به ...

لم تقوى على التحرك ويديه تتمكن من معصمها فأستدارت لترى أهناك سخرية يريد البوح بها ! ؛ فوجدته يقف أمامها بعين تحمل الكثير والكثير ليقطع عنها معانتها فى فهم ما يود قوله :_بحبك ..

كلمة مكونة من أربع حروف كانت لها تأثير قوى لتسحب زمام أمورها وتجعلها كالمتخشبة حتى كلماتها الكثيرة تخلت عنها لتصبح فارغة البوح ، فقط النظرات هى من رأفت بها لتخرج ما تود قوله ..

أما هو فأبتسم قائلاٍ وعيناه تتأمل أسئلتها الغزيرة :_بحبك من أول ما حسيت أنك مختلفة عن الصورة الا رسمتها لبنت عاشت برة طول حياتها ..

صمت قليلاٍ ثم أسترسل حديثه للأجابة على ما يشغل خاطرها فيبرع هو بقرائته :_لا يا صافي مش لأنك لبستى الحجاب ..أنا منكرش سعادتي لأنى كنت فى نار لما بشوف حد بيبص عليكِ لكن حبي ليكِ من أول ما دخلتي بيتنا وشوفتك على طباعك المختلفة ..

تطلعت له بزهول فلاول مرة ينطق بأسمها الغربي ولكنه أبتسم وأكمل حديثه المرح :_تقدري تقولي كدا أن الطبيب اللعين وقع فى غرامك ..

لم تتمكن من كبت ضحكاتها فتعالت بالسعادة وهو يتراقبها بعشق لينهيه حينما جذبها لتقف أمام عيناه قائلاٍ بعشق متيم وصوتٍ هامس :_بفرح لما بشوف بسمتك أعتقد دا سبب كفايا أنك تبتسمي على طول

تاهت بعيناه فأقسمت على أنها على وشك الجنون ، هل تشعر ببرودة المياه أم حرارة الشمس المتسلطة عليها !! ..ماذا هناك ؟ ..هل هى على ما يرام ؟! ، لم تجد أجابة سوى الركض من أمامه لتلوذ بنجاة لقلبها المسكين ...تراقبها ببسمة تجعله ثابتٍ للغاية ومن داخله قلبٍ يطرب برؤياها ! ...

*********

بكت بضعف وآلم يكبل قلبها فيحطمه ، حتى فمها المكبل لم يقوى على نطق أسمه لتستمد أمانها المعهود ؛ فبقيت تتأمل الغرفة بدموع ورعب يسري بأنحاء جسدها ، لم تجد سوى أن تفعل كما أخبرها به من قبل ؛ فأغلقت عيناها بقوة تستمد القوة من كلماته ..

..._لما تحسى أنك محتاجالي غمضي عيونك وتخيلني أدامك وأنا أوعدك قبل ما تفتحيهم هكون أدامك _....

هوت دمعاتها الساخنة على وجهها بلا توقف ؛ ففتحت عيناها بلهفة ليتحقق كلماته ولكن أزداد زعرها حينما رأت رجلاٍ يقف أمامها ويتراقبها بسكون ! ، الظلام الدامس بالغرفة لم يسعفها على التعرف على ملامحه ، حاولت جاهدة لرؤية وجهه فتعمد البقاء بالظلام طويلاٍ ليبث لها الرعب أكثر فأكثر ...

ليقطعه هو حينما شرع بالأقتراب منها بخطوات بطيئة تقتلها عن عمد ، تخطى الظلام ليظهر بطاقة نوراً تضئ بخفوت لتظهر ملامحه فتكون الهلاك لها ، كأنها بجحيم لا تقوى الهرب منه ...لا هى بأبعد من ذلك هى بخيال ربما أو حلماً لعين تريد الأفافة منه ! ، جفت حنجرتها وسحبت الكلمات وتبقت نبض القلب المرتجف سيد الموقف ليقطعهم صوته الغامض :_ وحشتينى يا همس ...

صعقت وهى تحاول الصراخ بأسم الزين ليكون لها العون ولكن لا تعلم بأن أساطير قلبه الحاملة لرنين الروح قد بدت بمرحلة التمرد لتعلمه بأن معشوقته على حافة الخطر !.... فربما عليه المحاربة لأجلها وربما عليه المعأناة للفوز بقلبها من جديد ! ....

********

بالمندارة ...

جلس الكبير "فزاع الدهشان" بعينان تشعان الغضب المميت بأنتظار الخبر القاطع بهلاك ذلك الرجل حتى يتمكن قلبه من الراحة أخيراً ، جانب من غضبه تجاه أدهم لمخالفة أوامره وأتباع فهد فيما سيقوم به من مجازفة ولكن عليه ذلك ...

ولج سليم للداخل بحزن على ما يحدث ؛ فجلس مقابل له بصمت قطعه فزاع حينما قال بحذم :_لو جاي أهنة عشان تعطيني عظة فمش هتلاجي غير الغضب يا سليم ..

وضع عيناه أرضاً بحزن ثم قال بهدوء :_يا جدي أنت خابر زين أني أجدر أنتقم من الا جتل أبوي بس أني خايف على ولادي ليكونوا هما الضحية للتار المريض ده ..

نهض عن مقعده الخشبي قائلاٍ بسخرية وغضب :_ يبجا تجفل خشمك و تخليك جاعد بالبيت كيف الحرمة وهمل فهد يأخد بتار أبوك

وتركه وغادر المندارة ليظل هو محله حزين على عدم تمكنه من فهم ما يود قوله ، كيف يحتمل خسارة أحد أبنائه ؟! ...

جلس عمر لجواره قائلاٍ بهدوء :_متزعلش من كلامه يا سليم أنت عارف أن الا حصل كان صعب عليه خسارة ولاده الأتنين فى وقت واحد كانت صعبة جداً ..

رفع سليم عيناه بحزن :_وأني مكنش صعب عليا خسارة أبوي !.

ربت على كتفيه بحزن فأكمل سليم بضيق :_يا عمر أني نفسي أنتقم من الا عمل إكده بس خايف على ولادي ملهمش ذنب فى الا حوصل ولا حتى نادين كيف أحطم قلبها على فراق حد من أولادها ! ، أنى أتكلمت مع فهد كتير وهو الا رافض يسمعني

عمر بهدوء :_فهد غيرك يا سليم مرتبط بمسؤلية كبيرة ولازم يكون أدها

أشار برأسه بتفهم :_خابر زين يا واد عمي عشان إكده هملته

كاد عمر الحديث ولكن قطعه رنين هاتفه برقم جاسم فرفعه ليرى كيف حاله ؟ بعد أن ترك الصعيد وتوجه للأسكندرية مع زوجته ..

*********

جلس على المقعد الخارجي بشرود بها ، يراها تتجسد أمامه بملامح وجهها الرقيق فيغمض عيناه بتردد بسماع صوتها ؛ فكيف سيصمد أن سمعه ! سيقطع المسافات ويخالف قوانين طلعت المنياوي لأجل اللقاء بها ..

مُزجت ملامحه بالحزن الشديد ليخترقه هالة من الضيق لأشتياقه لها ؛ فأزاحت تلك النسمة أوجاعه حينما وجدها تهبط من السيارة لتقف أمامه بفرحة رسمت ببراعة ، وقف أحمد بزهول مما يرأه هل يعقل أنه قد جن باللقاء بها فأصبح يتوهم رؤياها ؟! ..

أقتربت منه ياسمين قائلة بفرحة :_أحمد ..

رفع عيناه بعدم تصديق فردد بزهول :_ياسمين !! بتعملي أيه هنا ؟! ..

أقتربت بخطاها قائلة ببعض العتاب :_مش فرحان ؟

أسرع بالحديث :_فرحان بس ! أنا مش ببطل تفكير بيكِ ..

إبتسمت بسعادة فأشار لها بالجلوس ليعلم منها كيف أتت لهنا ؟! ...

********

ولجت رهف مع الجميع للداخل فأستقبلهم فزاع الدهشان بوقار لا يليق سوى به فصعدت للأعلى للجناح المخصص للسيدات ، أما جيانا فبقيت محلها تبحث عن أدهم بلهفة اللقاء ولكن سرعان ما تبدل ما بقلبها لحزن حينما علمت بأنه خارج المنزل منذ وقت طويل ...

********

بقصر حازم السيوفي ...

بقى بغرفته يحسم أمره بتفكير عميق فهبط للأسفل حينما علم بمغادرة أخيه للعمل ...

جلس على المائدة يتناول طعامه بشرود حتى أخرجه صوت الأقدام التى تقترب منه فلم يرفع عيناه عن طعامه وبسمة الأنتصار والمكر تحوذ به ، جذبت راتيل المقعد لتجلس جواره قائلة بعد مدة طالت بصمتها وهى تتصنع الخجل :_ينفع أقعد أفطر معاك ..

رفع عيناه فى محاولة الثبات قائلاٍ بلهجة مرحة :_بس أنتِ قاعدتي خلاص ..

إبتسمت بدلال جعله يشعر بالتقزز ولكنه حسم أموره بأنقاذ علاقته بأخيه ولو كلف الأمر ، شرعت بتناول طعامها ونظراتها تراقبه فقالت بأرتباك :_هى فين رهف مش شايفها ؟

أجابها دون النظر إليها :_عند والدتها

ونهض عن مقعده ؛ فجذب معطفه وتوجه للخروج هو الأخر لتسرع خلفه قائلة بتوتر :_حازم

أستدار قائلاٍ بهدوء :_أيوا

أقتربت قائلة بخجل مصطنع :_كنت حابة أنزل أشتري شوية حاجات وحمزة نزل لو ينفع يعنى تأخدني فى سكتك ..

ضيق عيناه بغضب وهو يكبت بداخله غضب سيجردها للجحيم ليتحكم بذاته قائلاٍ بهدوء :_أوك ..

سعدت كثيراً وجذبت حقيبتها ولحقت به لا تعلم أنه يعد لها ما سيوقعها بشباكٍ أعدتها لذاتها ..

*********

بجناح سليم ..

صعد للأعلى مهموم بالتفكير على ما سيفعله فهد فولج للداخل وألقى بعمامته على الفراش بضيق ليجد من تطوفه من الخلف قائلة بمرح :_كيف تدخل عليا إكده أفرض أني بغير خلجاتي المفروض تستأذن الأول ..

تطلع لها بهدوء ثم سحب يدها وأكمل تبديل ملابسه بصمت زرع الشك بقلبها فضيقت عيناها بتفكير :_أمم ممكن مخنوق كالعادة بس المرادي مش هتقدر تطلع خناقتك فيا لأن مزاجي كويس جداً ..

رمقها بنظرة محتقنة قائلاٍ بتحذير :_نادين أخرجي من دماغي أنا الا فيا مكفيني

تطلعت له بضيق ثم حملت إبنتها الصغيرة وخرجت من الغرفة بحزن ..

***********

هبطت جيانا للأسفل فجلست على الأريكة بحزن وعيناها تتراقب الطريق بتلهف لرؤياها ..

فأتى صوته من خلفها هامسٍ بعشق :_قولتلك لما تفكري فيا هتلاقيني جانبك

إبتسمت بسعادة وسرعان ما أستدارت لتجده يقف أمامها بطالته الساحرة ،يرتدى جلباب من اللون الأسود جعله كعادته ساحراً بطريقته الخاصة ...

أقترب النمر منها ليقف أمامها يتراقب نظرات أعجابها بخبث خرج بحديثه :_خوفتي عليا من بنات الصعيد ..

رفعت عيناها له بغضب ثم قالت بوعيد :_وأخاف عليك ليه عيل صغير ! ..

إبتسم بمكر :_أوك همشيها بس حبيت أعرفك أن قلبي مرتبط بواحدة بس

وغمز بعيناه ثم تركها وتوجه للولوج ليقف على صوتها الرقيق :_أدهم ..

إبتسم بثقة ثم أستدار قائلاٍ بثبات :_عيونه

جاهدت للحديث ففركت بيدها تارة وعبثت بحجابها تارة أخري فأبتسم النمر وأقترب منها لتخرج الكلمات بتردد :_وحشتني

تطلع لها بفرحة وزهول بينما تلون وجهها كحبات الفراولة الحمراء حتى كادت أن تتحول أمامه فأخفى فرحته قائلاٍ بثبات :_والجديد ؟

رفعت عيناها له بغضب أستوحذ عليها قائلة بغضب لا مثيل له :_على فكرة أنت مغرور أوي ..

وتركته وهبت بالرحيل فجذبها من معصمها هامسٍ بعشق :_بس بموت فيكِ وفى جنونك دا ..

تخشبت محلها حتى ثقلت خطاها فلم تتمكن من الحركة حتى أتت مكة مهرولة من الداخل تحتضن أخيها بفرحة فأبعدها عن أحضانه بمشاكسة :_أنتوا ليه بتصورلي أني مسافر بقالي قرن ! ..

مكة بغضب :_اليوم عندنا كدا

إبتسم وهو يصفعها بخفة على وجهها كما أعتاد فولج للداخل ليجد حزبٍ الشياطين قد أكتمل بأجتماع يوسف وضياء ولكنه لاحظ شرود زين وصمته الغير معتاد فجلس جواره يتفحصه قائلاٍ بصوتٍ منخفض ساخر :_مالك يا زين الصعيد

أستدار له بغضب ثم تحل بسكونه فعلم النمر بأن هناك أمراً ما فأسرع بالحديث الجادي :_مالك يا زين ؟

زفر بغضب :_همس لسه زعلانه مني ورافضة ترد على تلفونتها وأنا هتجنن وأسمع صوتها

كبت أدهم ضحكاته قائلاٍ بهدوء :_مهي معها حق فى حد يسيب البلد وهو تعبان كدا ؟

رمقه بضيق فأسترسل حديثه بسخرية :_طب أوك نفترض أنها وحشاك ممكن تكلمها على تلفون والدها ..

إبتسم قائلاٍ بلهفة :_تصدق فكرة أزاي غابت عني ؟!

وأسرع لهاتفه ليتخشب محله حينما أخبره والدها بأنه ظن بأن همس معه بمنزله تتوالى أموره لمرضه حتى هو صعق للغاية فعلم الآن أن ما يشعر به هو الصواب معشوقته تواجه شيئاً ما لذا يشعر بقلبه يكاد يتوقف ! ، أسرع زين لسيارته وقلبه ينبض بقوة فلحق به أدهم ولكن فزاع رفض أن يقف يلحق به فأمر عمر وسليم بأتباعه ...

***********

بمكتب حمزة ...

أنهى عمله فحمل هاتفه ومفاتيحه ثم توجه للخروج فهبط للجراج الخاص بالشركة ثم صعد لسيارته وتوجه بالخروج ولكنه توقف حينما وجد ذات الوشاح الأسود تقف مع رجلاٍ ما يعنفها بقوة وهى خاضعة برأسها أرضاً وتبكى بأزلال غرس بقلبه الغضب فلم يشعر بذاته الا بعدما هبط من سيارته وتوجه إليهم قائلاٍ بصوتٍ كالرعد :_الحيوان دا بيضايقك ؟

رفعت حنين عيناها لتجده يقف أمامها فكادت الحديث ولكن سبقها هذا الرجل اللعين حينما قال بسخرية :_ودا مين دا كمان ؟

صاح حمزة بنبرة مخيفة حينما أشار لحرس الشركة :_هعرفك حالا أنا مين ؟

أسرعت بالحديث برعب :_لا يا حمزة بيه أرجوك هو معمليش حاجة أرجوك خليهم يسبوه

تطلع لها بزهول وغضب بأنٍ واحد فأشار للرجال بتركه ؛ فأقترب منه قائلاٍ بسخرية :_بدل الرجولة الا عملها دي أدفع الا عليها هى وأبوها بدل ما وربي هحبسهم ..

وتركه وغادر ليتطلع لها بستغراب عما يتفوه به أما هى فزادت بالبكاء عما هى به من خجل لا نهاية له ؛ فأقترب منها حمزة قائلاٍ بهدوء :_ممكن نتكلم فى أي مكان ؟

كانت كالمغيبة لا تقوى على نطق شيء فلحقت به لأحد المطاعم العامة ثم جلست بهدوء ويدها تفرك بالأخرى من الخجل الذي وضعها به هذا اللعين ..

أشار حمزة للنادل بأحضار ليمون لها فجلست بصمت لا تحرك عيناها أرضاً حتى قطع هو الصمت قائلاٍ بحذر :_مين دا ؟

أغلقت عيناها بكثير من الألم والدموع عن أجابة هذا السؤال الحرج فهى تمقت الشفقة التى ستراها بعد قليل ..

أخرجها من أفكارها قائلاٍ بهدوء :_لو هيضايقك بلاش

أشارت نافية قائلة بدموع :_الراجل دا بابا مديون له ب40 ألف جنية

ضيق عيناه بعدم فهم فباشر بسؤاله :_لما هو وحش كدا باباكِ ليه يستلف منه ؟

هوت دمعاتها بصمت فحمدت الله بأرتدائها هذا الستار لتكمل بألم :_مأخدش منه فلوس ..أحنا ناس على قدانا وأختي كانت مخطوبة بقالها 3سنين كان لازم يجوزها ويستر نفسه فمكنش فى طريقة غير أنه يأخد الجهاز كامل من الراجل دا ومضى على نفسه شيكات ...

حزن حمزة لمعانتها فأكملت بدموع :_بابا كان بيسدد كل شهر بأنتظام مكنش بيرجع البيت غير لما يجمع جزء من فلوسه كان بيفضل يشتغل ليل نهار على الميكروباص عشان يجمع تمن الشيك الواحد لحد ما عمل حادث كان السبب فى عجزه فأضطريت أنزل أشتغل بشهادتي المركونة لحد ما ربنا ألهمني ولقيت شغل بشركات حازم السيوفي بس هو مش راضي يديني مهلة لأخر الشهر ...

لمست دمعاتها أسوار قلبه فأقسم بأنه لم يعلم الحب كيف الطريق له ؟

أما هى فلم تنتظر أن تستمع لشفقته مثلما تستمع لكثير منه لذا أستغلت شروده ؛ فهرولت من أمام عيناه بدموع وكسرة خسارة العمل الذي كانت ستجني منه المال لسداد الأقساط ولكنها لن تستطيع العمل وهى ترى نظرات الشفقة من أحد ! ...

أفاق من شروده على رؤيتها تهرب من أمامه فرفع هاتفه يتحدث مع الحرس بأمر أتباعها فأذا ضايقها هذا اللعين عليهم التدخل على الفور وعليهم الحرص لمعرفة منزلها ...

أما هو فتوجه للقصر مهموم ونظراتها تلحقه كمخمد من النيران لا يعلم بأن أخيه يعد له حفلا خاص ليكشف له القناع عن تلك الفتاة اللعينة ..

********

بقيت محلها بصدمة تفوقها أضعافٍ فخرجت عن سكونها قائلة بصوت يكاد يكون مسموع :_عادل ! ..

إبتسم بسخرية :_طب كويس أنك لسه فاكرة أسمى كنت فاكرك نسيته زي ما نسيتي حاجات كتيرة ..

نهضت عن الأرض قائلة بصدمة :_أنت عايش ! ...مستحيل ..

أقترب ليقف أمامها قائلاٍ بلهجة مميتة :_هو أيه الا مستحيل ! ولا خايفة أرجع من جديد لحياتك وأخسرك زين بيه بفلوسه ؟

بكت قائلة بصراخ :_أخرس أن....

قطعت باقى كلماتها بصراخ حينما جذبها من حجابها بقوة ولهجة الغضب الحائل بنبرته تغمر المكان :_الا هيخرس دا هيكون أنتِ ...أنتِ ليا يا همس وزي ما طعنتيني بخيانتك ليا هكسرك يا همس ..

بكت وتباعدت عنه قائلة بدموع :_أنا حاسه أنى بحلم ! ..

أجابها بسخرية :_لا كابوس يا همس ..بس مش فيه غيري أنا وأنتِ ..

وألقاها أرضاً بقوة ثم شرع بالأقتراب منها فتباعدت عنه برعب ليقول هو بسخرية وألم :_لما فوقت من الا أنا فيه كان عندي أمل واحد أنى أشوفك وأعملك الفرح الا كنا بنحلم بيه أنا وأنتِ بس مكنش عندي الجراءة أكلمك وأنا على كرسي متحرك وعاجز طلبت منهم يقولوا لأهلى وللكل أنى ميت بس كان أخر توقعاتي أنك تتخطبي بعد الخبر ب6شهور بس وبعد كدا تتجوزي غيره لا بجد شابو ليكِ قدرتي تخدعيني بحبك المزيف دا ..

بكت بألم وهو تحاول جاهدت التغلب على ذاك القلب هل تشتاق لمحبوبيها القديم أما صاحب هذا القلب ولكن مهلا هل بعد عودته سينبض القلب بحب الزين !! ..

كلما تبعدت عنه بزحفها البطيئ كانت تزداد خطواته منها قائلاٍ بصوته الرعدي :_خالينا نشوف مين هيقدر ينقذك مني يا همس ..

وجذبها بقوة ليهوى على وجهها بصفعات عديدة كل صفعة حملت ألم لذكرى حملها لها بعشق ، لم يستمع لصراخها لتهوى بين يديه كالجثة الهامدة فهمست بألم وضعف :_ زين ..

جن جنونه ليركلها بقدميها بقوة حتى غابت عن الوعى ...

توقف عن القيادة فرفع يديه يشدد من خصلات شعره بجنون وهو يستمع لأسمه الخافت من بين شفتها ...يستمع لها تلوذ بالنجاة به وهو مازال بسيارته !

صرخ بقوة وألم :_همس ...

ثم قاد بسرعة جنونية كأنه يتحدى الموت لأجلها ولكن هل سيتمكن من أنقاذها بعدما أعد لها هذا الحبيب المجروح خندقٍ ليكون هلاكها ؟! ...

هل سيتمكن من ضمها لصدره بقوة مثلما فعل من قبل ؟! ..

يتبع......


مافيا الحي الشعبي(القناع الخفي )

البارت الواحد وعشرون

.......ترنيمات من آنين .....

أغلقت عيناها فاقدة للوعى فبقي يلكمها بالضربات التى تخرج ما به من حقد ؛ فزفر بغضب حينما لم يجد منها سوى الهروب للظلام ،جذب المقعد المجاور له ثم جلس بضيق تاركاً عيناه تتأملها بوعيد ......

طافت عيناه تلك الحقيبة الملقاة أرضاً فأسرع إليها يفرغ محتوياتها بضيق وغضب حتى وجد الهاتف الخاص بها ففتحه ليرى صورها مع "زين" فكاد الجنون بالتسرب إليه حتى أنه حمل السكين الحاد لينهى عناءه مع تلك الفتاة ....

على الطرف الأخر كان بحاول بشتى الطرق الوصول لمكانها عن طريق الهاتف فسعد للغاية حينما فُتح ليسرع بتحديد مكانها ليعزم الرحيل لهناك سريعاً ولكن لم يتركه عمر وسليم بمفرده لحقوا به لذاك المكان المنعزل ولكن ربما هو بحاجة للسرعة ...

*********

بالمندارة ..

ولج فهد للداخل بخطاه الثابت ليجلس جواره قائلاٍ وعيناه تشع بالشرار :_خلاص يا جدي أخدت بتار أبوى وعمي ..

أستدار فزاع لحفيده بثباتٍ مشيراً بوجهه :_إكده هرتاح يا ولدي ..

تطلع له فهد بصمت ثم قبل يديه وصعد للأعلى بسكون يترابص به فيجعله أشد خطورة من زي قبل ...

**********

بالأسفل ..

جلست هنية لجوار الفتيات تتبادل معهم الحديث بصدر رحب على عكس من تجلس جوارهم هائمة بعالم أخر ..عالم لا يوجد به سوى من لفظ القلب بعشقه الفياض ...عالم لا طالما رأته صعب المنال وها هو يصبح حقيقة مع كل دقة تتناغم بها الروح بهمسه ...

أفاقت جيانا من شرودها على هزات صابرين الخافتة لها ظنٍ بأنها خجولة من الجلوس معهم ولكن تفاجئت بها تهرع للخارج بخطى سريع للغاية حتى أنها ظنت بأن تلك الفتاة قد جنت ! ..

أسرعت بالخطى حتى وجدته يقف بالخارج أمام الحدائق المطوفة لمنزل "فزاع الدهشان" يتحدث لرهف ، وقفت محلها تتأملهم بنظرات متخشبة تعيد تفكيرها بما حدث أخيراً لا لن تقبل أن تضعه فى خانة الشكوك مجدداً عليها الثقة أولاٍ والصمود ثانياً ، أقتربت منهم بخطاها المتزنة على عكس ما بقلبها لتستمع لحديثهم الحائل بينهم ..

رهف بغضب :_معرفش يا أدهم ليه طلب مني أسيب القاهرة وفجأة كدا ! ..

أجابها بعد وهلة من التفكير :_أكيد خايف عليكِ يا رهف ، الا حصل زرع عنده شكوك أن الكلب دا ممكن يأذيكِ ..

وضعت عيناها أرضاً بحزن :_بس أنا عايزة أكون جانبه يا أدهم ، ثم رفعت عيناها على المكان بتفحص :_مش حاسه بجمال المكان دا من غيره ..

وهوت دمعاتها بلا توقف فخرج النمر عن صمته قائلاٍ بهدوء :_متقلقيش يا رهف نهاية عثمان على أيدى وأوعدك بأنك هتنزلي مصر قريب ..

رُسمت السعادة على وجهها قائلة بفرحة :_طول عمرك شهم وجدع يا أدهم بجد مش عارفة أشكرك أزاي ؟!

أكتفى ببسمة صغيرة :_قولتلك قبل كدا مفيش شكر بين الأخوات ...

إبتسمت بسعادة وكادت الرحيل لتجد تلك الفتاة تقف لجوارهم ولم ينتبه لها ، تطلعت لها رهف بتعجب ولكن سرعان ما أنقلبت لهدوء تذكرها ..إبتسم أدهم مشيراً لها بأن تقترب فأقتربت منهم ...

رفع عيناه لها بنظراتٍ متفحصة باتت بالسعادة حينما لم يجد الشك يكمن بعيناها فخرج عن فترة صمته قائلاٍ بهدوء :_جيانا خطيبتي وبعد أيام بسيطة الزوجة المستقبلية ..

قالها بنبرة مرحة فأبتسمت رهف وهى تتبادل معها السلام قائلة بفرحة صادقة :_ألف مبرووك حبيبتي وربنا يتتم لك على ألف خير ..

بادلتها البسمة قائلة ببعض الخجل لحديثها :_الله يبارك فيكِ

رفعت يدها بطريقة مسرحية :_طب أستأذن أنا بقا عشان مكنش العزول ...

وغادرت بأبتسامة مرحة بعد أن عمت الضحكات الوجوه ؛ فجلست جيانا تتراقبها بنظراتها حتى تخفت من أمامهم ..

جذب أدهم المقعد وجلس جوارها يتأملها بعيناه الساحرة بنظراتٍ لم تقوى على تحملها فأشاحت عيناه عنه قائلة ببعض الغضب :_شايفة حضرتك سعيد !

زادت بسمته قائلاٍ بمكر :_وأيه الا ممكن يضايقني وأنا شايف فى عيون حبيبتي ثقة كبيرة جداً ! ..

تراقبت كلماته بسعادة فجذب يدها إليه قائلاٍ بهمس :_مش عايز أكتر من كدا يا جيانا

سحبت يدها سريعاً بخجل فأستند بجسده على المقعد بخبث :_أوك بس بعد كدا مفيش مفر

تلون وجهها بشدة ؛ فنجحت من التهرب من نظراته ولكن كيف ستفعل أمام تلك الكلمات ! ، أقترب منهم عبد الرحمن فكان المنقذ لها لتسرع للداخل سريعاً أما هو فجلس أمام النمر الذي أسرع بالحديث :_مفيش أخبار ؟

زفر عبد الرحمن بحزن :_لا لسه بس سليم بيقول أنهم بيحاولوا يتعاقبوا الفون ربنا يستر بقا ..

تلونت عيناه بحمرة الغضب ليلكم الطاولة بقوة :_وجودي معاه كان هيفرق مش عارف أنا لحد أمته هقدر أتحمل تحكم جدك دا

أسرع عبد الرحمن بالحديث :_لا يا أدهم أوعى تعمل أيه تصرف بلاش عناد أبوس أيدك عايزين نرجع على خير ..

رمقه بنظرة نارية ثم جذب الهاتف وأبتعد عنه قليلاٍ ليرى ماذا فعل ؟ ..

********

بالجناح المخصص لفهد ..

شعر بأن النيران تنبعث من جسده بلا توقف فخلع عنه ثيابه وهوى أسفل المياه الباردة لعلها تكبت ما به ولكن كيف لها بالتسلل لقلبٍ يعانى وجعٍ يكفى عالم بأكمله !! ..

لا يعلم كم بقى أسفل المياه فجذب المنشفة حول خصره وخرج لينقى ما سيرتديه ، ولجت راوية للداخل تراقبه بنظراتٍ ساكنة حتى تمردت الكلمات فأقتربت منه قائلة بغضب يلحقها بالحديث :_أرتاحت !

أستدار بوجهه لها وعلامات الأستغراب تكسو ملامحه فأقتربت لتصبح أمامه مباشرة قائلة بسخرية :_يعني لما أخدت بتارك أرتحت أو عمي رجع ؟ مش شايفة فرق يعني ؟

زفر بغضب لعدم مقدرته على خوض نقاش مؤلم فجذب قميصه يرتديه بأهمال لتجذبه بقوة والدموع تغزو عيناها القوية :_رد عليا يا فهد أرتحت لما أقتل !

تطلع لعيناها بألم فرفع يديه يحاول أزاحتها عنها ولكن دفشته بعيداً عنها قائلة بعصبية:_رد علي سؤالي

بقى ساكناً أمامها حتى لا يفقد زمام أموره على من ملكت هذا القلب فخرج صوته الهادئ :_مش حابب نتكلم بالموضوع دا أقفليه أفضل ..

وتوجه للخزانة يكمل أرتداء الحلى السوداء أستعداداً للسفر للقاهرة ليتضم لزين ولكن سرعان ما تخلى عن هدوئه حينما جذبته قائلة بصراخ :_وأنا مش هسيبك غير لما تجاوبني ..أرتاحت بعد ما قتلت وبقيت مجرم ! ..خلاص قلبك أرتاح وحزنك على أبوك راح !

خرج عن هدوئه قائلاٍ بنبرة تشبه الموت بعدما جذبها بقوة لترى عيناه الممتلأة بحمرة الغضب :_عيدي الكلمة دي تاني وأنا هوريكِ المجرم دا ممكن يعمل أيه ؟

تخشبت نظراتها بعيناه والصدمة تخمن بوجهها فتركها بقوة كادت أن تسقطها أرضاً ثم جذب جاكيته وأغلق باب الغرفة بقوة كبيرة ليتوقف هذا الطوفان حينما يستمع لبكاء مكبوت فأستدار ليرى إبنته الصغيرة تقف جوار باب الغرفة بعدما أتت على صراخه ، تألم قلبه كثيراً فبقى يتأملها لوقتٍ طويل قطعته قدمته حينما أقترب منها لينحني لنفس مستواها قائلاٍ بأبتسامة تزين وجهه :_واقفة كدا ليه يا حبيبتي ؟

لم تجيبه وبقيت تتأمله بخوف خرج عنها قائلة بدموع :_أنت بتزعل ماما ليه ؟

أخفى ما به قائلاٍ بهدوء :_مين قال كدا أنتِ وأخوكِ وماما كل حياتي ومستحيل أزعل حد فيكم

ثم حملها بين يديه قائلاٍ بمكر :_طب أنا عمري زعلتك ؟

رفعت الصغيرة يدها على وجهها بتفكير :_لا

تعالت ضحكاته على تصرفها الطفولي قائلاٍ بلهجة صعيدية بعدما طبع قبلة على وجهها :_زين إكده روحى بجا ألعبي مع أخوكِ لحد ما أعاود وأجبلك معايا ألعاب كتيرة

رمقته قائلة بغضب :_هو أخويا بيلعب مع حد ؟! ...

وضع مشاكسته أرضاً قائلاٍ بمكر :_خلاص ألعبي مع ولاد عمك سليم

زمجرت بوجهها الطفولي قائلة بغضب :_مش بحب ألعب معاهم أنا هروح ألعب مع أحمد ..

وتركته وهرولت سريعاً فأتلعها بنظراته قائلاٍ بسخرية :_مش خايف غير منك أنت وسى أحمد مهو مستحيل أناسب عمر الحيوان أنا وهو مش ركبين على بعض ..

وأشار بوجهه بسخرية وغادر بعدما تأهب بطالته الفتاكة وثباته المعهود ....

*********

صاح بغضب :_ يعني أيه ؟ دا جنان يا حازم وممكن تخسر أخوك للأبد ..

أجابه بحزن ونبرة محطمه :_دا الا لازم يحصل يا أدهم حمزة لازم يفوق من الوهم دا وأنا الا هساعده

قطعه بحدة :_بس مش بالشكل داا بلاش تنفذ الا فى دماغك وأسمعني ...

إبتسم حازم بألم :_لازم يحصل يا أدهم جايز دا الا هيحدد علاقتي بحمزة بقيت أيه ؟ ..لو زي زمان فأنا مش محتاج وجوده جانبي

زفر النمر بغضب ثم تحلى بهدوئه وحكمته الراناحة :_ماشي يا صاحبي بس مش بالشكل دا هتنفذ الا هقولك عليه عشان متخسرش حمزة ...

وبدأ النمر بقص ما يجب فعله فأستمع إليه حازم جيداً لينهى على تلك الأفعى بذاك السم القاطع التى أستخدمته من قبل ! ...

*********

فتحت عيناها بضعف شديد لتجده يجلس أمامها على المقعد وبيديه سكينٍ حاد ، أستندت على الحائط لتقف بصعوبة وجسدها يرتجف بقوة فزادت رجفة جسدها حينما رأت خندق صغير محفور بأسفل المخزن فعلمت بأنه ينوى قتلها ودفنها هنا دون أن تودع معشوقها بنظرة ستغمرها عمراً فوق عمرها ...

تعال بكائها وهى تتراجع بألم ودماء منبعثة من جسدها بلا توقف فنهض عن مقعده قائلاٍ بسخرية :_تحبي تموتي بأي طريقة ؟

وقبل أن تحاول الثبات رفع سكينه ليغمسها بجسدها ...باتت محاولتها بأن سقطت أرضاً وهى يحاول جاهداً غمس خنجره لينهى حياة تلك البائسة ،حملت الغبار ثم ألقته بوجهه ليدعس عيناه بصراخ بينما تحملت هى على ذاتها لتلوذ بالهرب البطيئ لأصابة جسدها ولكن لم تعد تحتمل الخطى على جرحها أكثر فهوت أرضاً تحت أقدامه ....لترفع عيناها المغمورة بالخوف والدموع فوجدته يقف أمامها شامخٍ بجسده المنسق فرددت بصوتٍ مبحوح من البكاء :_زين .....

***********

هبط فهد من سيارته بتعجب حينما رأى نخلة ضخمة عائقة لطريقه ليعلم الآن بأن هناك محاولة للفتك به فتراجع ليقف أمام سيارته وعيناه تتفحص المكان كالصقر ، لم تتخلى عنه القوة قط فكيف ستتركه الآن ...

طاف به عدد من الرجال ليظهر أمامه هذا المهيب ويلقى بها أسفل قدم الفهد ليرفع نظراته عن الرجل لمن تمسد أسفل قدمه فكانت الصدمة حليفته ليردد بزهول :_ريحانة !! ....

يتبع....

جاري كتابة الفصل الجديد  للروايه حصريا لقصر الروايات اترك تعليق ليصلك كل جديد أو عاود زيارتنا الليله

لمتابعة  الرواية الجديدة زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل 

متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا

الرواية كاملةمن هناااااااااا

مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا

 مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هناااااا


تعليقات

التنقل السريع