رواية مافيا الحي الشعبي(القناع الخفي) الفصل السادس عشر والسابع عشر والثامن عشر بقلم إيه محمد رفعت
رواية مافيا الحي الشعبي(القناع الخفي) الفصل السادس عشر والسابع عشر والثامن عشر بقلم إيه محمد رفعت
مافيا الحي الشعبي(القناع الخفي)
البارت السادس عشر
.......مجهولاٍ مؤلم ......
أغلقت عيناها بقوة وخوف ويدها تتحسس جسدها ظنة بأن الرصاص أخترق جسدها ،فتحت عيناها ببطئ وأستغراب لعدم شعورها بالألم فتصنمت محلها حينما رأته أمامها يحتضنها لتستقر الرصاصة بكتفيه...طافت عيناها بالزهول والصدمة بأنٍ واحد كيف له ذلك بعد ما أرتكبته من ذنبٍ فاضح ! ....
هرول إليه بزعر ليصرخ برعب :_زين ! ...
رفع عيناه القاتمة من شدة الألم ليرى أن كانت على ما يرام ثم سمح لنفسه بالأنهيار ليهوى أرضاً غارقٍ بدمائه ......
صدح الصوت بالأسفل فركض أدهم وفهد والجميع للأعلى ليصعق حينما يرى رفيقه متمدد أرضٍ والدماء تنبعث من جسده كالسيل ،هرول إليه يحركه بلهفة وصراخ يخترق أضلاعه :_زين ...زين ......
فتح عيناه بضعف ليحمله بجسده فردد بخفوت والظلام يطوفه :_ همس يا أدهم....
قال كلماته الأخيرة ليتغيب عن الواقع بسردامٍ مخيف للجميع ،لكمه فهد بقوة ثم أنتشل منه السلاح ببراعة ليشل حركاه أحمد بغضب ...فولج رجال الشرطة بأمر زين بعد أن حضروا الحفل لتنفيذ مخططه ولكن تلك الخطوة لم تكن بالحسبان ،تم القبض عليه وعلى تلك المرأة اللعينة ...
حمل أدهم وعبد الرحمن زين وأسرعوا جميعاً للمشفي بينما تراقبتهم هى بصمت وصدمة لتسقط أرضاً تبكى بقوة وأستغراب ..ضحى بحياته لأجلها !! رغم كل ما أرتكبته وفعلته له ...
*********
عادت للمنزل بعد أن أخبر طلعت ضياء بأصطحابهم فصعدت لغرفتها والدمع يسرى بعيناها ،صورتها تأبى ترك مخيلاتها لا تقوى على تحمل ما رأته منذ دقائق معدودة ...لا كيف له بذلك ؟! ، أمازال على علاقة بها ! ..
شعرت بأن قلبها يوشك على التوقف من كثرة آنينه فبكت بقوة وبداخلها تصفع ذاتها قائلة بأسى لما تفعل بى ذلك ! ، لما وهبتني من سرور عشقك ببحور لا حصى لها ثم ألقيت بى ببئر عميق ...مظلم للغاية أستمع به لصيحات الآنين ...
طال بكائها وأزداد معه الآلآم فقالت بهمسٍ أليم :_ليه كدا يا أدهم ؟ ، أنا حبيتك أوى ! ...
لتغمص عيناها بقوة رافضة لذلك الألم المخيف ...
*********
حملوه سريعاً للعمليات فأسرع عبد الرحمن للداخل ليجذبه طلعت بنبرة تشق الصدر :_دير بالك عليه
أكتفى بأشارة بسيطة ثم أسرع للداخل فجلس جوار من يجذبه برفق قائلاٍ بحكمة :_أتعشم فى ربك خير يا طلعت ...
أستدار لفزاع بعينٍ توشك على فرار الدمع :_كيف يحصله إكده يوم فرحه ؟!
أسرع بالحديث بغضب :_هتعارض أمر ربك إياك ..
أغلق عيناه بقوة :_حاشة لله ...
إبتسم فزاع قائلاٍ بهدوء :_زين قوى وهيجوم منها يا ولد عمي
أشار له بأمل :_يارب
على بعد ليس بكبير ..كان يستند بجسده على الحائط وعيناه على الغرفة برعب ينبض مع خفقان القلب ،رفع الفهد يديه على كتفيه قائلاٍ بنبرة ثقة :_متقلقش الأصابة سطحية ...
أستدار له أدهم بوجهه يلتمس الصدق فأشار له قائلاٍ بتأكيد :_صدقني أنا شوفته بنفسي قبل ما يدخل العمليات ..
أقترب منهم أحمد قائلا بحزن :_المفروض أنه اليوم الا بيستناه ! ..
عمر بعتاب :_دا وقته يا أحمد ؟!
يوسف بدمع أوشك على الهبوط :_طب وعروسته الا مستانياه دى هيكون مصيرها أيه ؟! ...
تألم قلبٍ كلاٍ منهم وهو يرى حلمٍ تتمناه كل فتاة يحطم بلا رحمة أمام عيناها ، كيف لها الأنتظار لدقائق لترى معشوقها أمامها ثم تفاجئ به بجسد معطم بالدماء !!! ...
جاهد النمر للحديث قائلاٍ بثباتٍ زائف :_عمر خد أحمد وأطلع على البيوتي
تفهم الأمر فأشار له بهدوء ثم غادر بصمت ....
أقترب منه فهد قائلاٍ بألم :_تفتكر هتتحمل الصدمة ؟
رفع عيناه المحملة لعذاب يكفى لعالم بأكمله قائلاٍ بثبات فشل بالتخلى عنه :_ربنا يصبرها ..
قطع حديثهم ولوج حازم المسرع إليهم بزعر بادي على وجهه قائلاٍ بستغراب :_فى أيه يا أدهم ؟
وضع عيناه أرضاً بحزن ثم شرع بقص ما حدث على مسماعه ..
********
أخترقت ذكريات الماضي أضلاع قلبها لتجردها من العشق الطائف له ، لتعود فكرة الأنتقام على مسماعها ...لاااا لن يفعل بها معشوقها ذلك لن يتعمد أنكسارها بيومٍ هكذا !! ..
هل ما فعله كان مجرد خدعة لينال منها بدافع الأنتقام ! ، هبط دمعها حينما مرأ أكثر من ساعتين وهى تجلس بأنتظاره حتى صارت أخر العروس ..يتأملها البعض بستغراب والأخر ببسمة متطفلة وهناك من يشعر بقلقها المريب ....
وضعت همس الهاتف من يدها بيأس من أجابته لتهوى دمعاتها على وجنتها لتزيح أثر التجميل كما أزالت غشوة القلب كما ظنت تلك البائسة ....للحظة أنقلب عشقها للعنة تحرق لحظات الهوس والجنون ...
ولج من الخارج بنظراتٍ مضطربة وقلبٍ يصرخ ألمٍ لما سيخبرها به ، أقتربت منه سريعاً قائلة بدموع تغزو وجهها :_شوفت يا بابا زين عامل فيا أيه ؟
صمت ولم يستطيع التحدث لتكمل هى بصوتٍ متقطع من الدموع :_زين خدعني يا بابا خدعني ودمرني ..
سقطت دمعة هاربة من عيناه قائلاٍ بحزنٍ ونبرة محملة بالأنكسار :_زين مخدعكيش لوحدك يا همس زين خدعنا كلنا ..
تطلعت له بستغراب لدمعه الفياض فرفع يديه يجفف دمعها قائلاٍ بحزنٍ يضاهى أفواه :_زين بين الحياة والموت يا بنتي خدعنا لما وعدنا أن اليوم دا هيكون مميز لكن للأسف هو الا بيواجه الموت ...
سقطت باقة الورد البيضاء من بين يديها لتختلط بالأرض كما أختلط قلبها بمشاعر مختلفة بين الصدمة والآلآم بين الزهول والحزن ....مشاعر مضطربة جعلته كالعروس المحنطة لا تقوى على الحركة أو التفكير ...
أستدارت بجسدها والدمع يتحجر بعيناها لتخطو ببطئ للخارج ،دفشت الباب بلطف ثم خرجت بسكون وتماسك لترى أحمد يقف بصحبة شخصٍ ما أمام السيارة ،أسرع والدها خلفها ليرى إلى أين تتجه فتفاجئ بها تخطو بخطوات أشبه لزفاف الموت لتقف أمام أحمد ،رفعت عيناها ببطئ قائلة بتماسك يلتمس بها لأخر دقائق :_خدني له ...
حزن أحمد وعمر للغاية على حالها البائس فأشار لها على الصعود وبالفعل فعلت ليلحق بها والدها ويصعد بالخلف ....
توجهت السيارة للمشفى لتزف عروسٍ محطم بقلب حرم من لقاء معشوقه ! ...قلبٍ بنى أحلامٍ لهذا اليوم ليضعه على قايمة المفضلات وها هو يصبح من أسوئهم ليصبح تهديد لأنتزاع حياة معشوقها !!...
تطلع لها الجميع بالمشفى بتعجب فكيف لعروس الحضور للمشفى بذلك الوقت ...
أسرعت بخطاها لتقف أمام غرفة العمليات بقلبٍ يصدح بأنحائه الخوف ،أقترب منهم والدها ليسرع بالحديث :_أيه الا حصل يا حاج طلعت ؟
رفع عيناها المتكورة بالدمع قائلاٍ بصوتٍ ثابت :_جريمة دفع حقها زين ...
جلس لجوارهم بحزن :_طب هو عامل أيه دلوقتي ؟
أجابه فزاع بهدوء :_لسه مخرجش من العمليات ،ثم أسترسل حديثه ببعض العتاب :_ليه مخلتهاش تغير خلجاتها ؟
رفع عيناه بالدموع له :_ملحقتش والله يا حاج فزاع يدوب عرفت جيت تجري على هنا ...
أشار له بحزن هو الأخر ثم تحلى بالصمت وعيناه تراقب الغرفة بأنتظار أخبار عنه ....
أقترب منها أدهم قائلاٍ بهدوء :_أهدي يا همس زين هيبقى كويس ..
تطلعت له بدمع كُبت بنجاح وصوتٍ يجاهد للخروج :_زين على طول بيختبرني وكل أختبار أصعب بكتير من الا قبله
تحولت نظراته لألم لما مرت به تلك الفتاة ولكن سرعان ما تنقلت نظراته لمن تقترب منهم بدموع جعلتها محطمهة للغاية لتنير وجهاً لاطالما تخفى خلف عادات الغرب ليتنحى الآن أمام ما فعله أخيها ...
هرولت إليه قائلة بدموعٍ تكاد تملأ المشفى بأكمله :_ طمني يا أدهم
صمت قليلاٍ يعى ما يراه فقطع عنه الأجابة خروج عبد الرحمن من غرفة الجراحة لتسرع إليه راكضة قائلة بأرتباك وتوتر يلحقها :_زين ! ..
تطلع لها بغموض ثم تخل عن سكونه قائلاٍ بنبرة طمانينة :_الحمد لله الأصابة كانت سطحية شوية وهينقلوه غرفة عادية ..
طلعت بفرحة :_الحمد لله
فزاع بأبتسامة بسيطة :_ربنا يجومه بالسلامة ...
فهد :_يارب يا جدي ...
زفرت براحة وأزاحت دموعها تحت نظرات عبد الرحمن المتراقبة لها فجذبها بعيداً عنهم لغرفته الخاصة قائلاٍ بصوتٍ يحمل المكر والغموض :_شايفك حزينة على زين رغم كرهك الشديد له ..
رفعت عين الندم له قائلة بدموع :_زين فداني بروحه يا عبد الرحمن ..
قاطعها بغضب وسخرية :_وكان لازم يعمل كدا من زمان عشان تحسى أنك ليكِ أخ ؟! ..
وضعت عيناها أرضاً لتبكى بصمت فقالت بصوت متقطع :_كان غصب عني هى نجحت أنها تزرعلي أفكار مش كويسة عنه بس خلاص أنا فوقت ولازم أعترف بجريمتها عشان أخد حق خالد وممكن زين يسامحني لو عملت كدا ..
أخترقت دمعاتها قلبه بنجاح فأقترب منها بحنان :_هتقدري تعملي كدا ؟! ..
إبتسمت بسخرية مؤلمة :_هى قدرت على الأصعب من كدا ..
لم يحتمل رؤياها هكذا فمن يحتمل أن يرى والدته ترفع سلاح الموت عليه بدلاٍ من حمايته !! ،جذبها لأحضانه فشددت بقوة من أحتضانه قائلة ببكاء حارق :_مش عايزة فلوس ولا أملاك يا عبد الرحمن لو كنت أعرف أنهم هيحطموني كدا وأنا شايفة أمى عايزة تخلص مني مكنتش فكرت بالطريقة دي أبداً ...
أخرجها من أحضانه ثم جذب مقعده الأسود المتحرك ليعاونها على الجلوس قائلاٍ وعيناه تتأملها :_الا حصل دا خير ليكِ يا صابرين ، نزولك من أمريكا لمصر بحد ذاته خير والا حصل دا علامة من ربنا عشان تفوقي وتشوفي زين بحقيقته ..زين الشهم الا عمره ما يفكر يأذي أخته الوحيدة ! ...زين الا أتحدى والدته لأول مرة وأتالم مليون وهى سايبة البيت وميعرفش لحد الآن عنها حاجة كل دا عشانك أنتِ يا صابرين ...
ثم قال بمكر :_وجايز عشان تقابلي الدكتور اللعين ..
تطلعت له قليلاٍ ثم أنفجرت ضاحكة لتقطعه دمعات متمردة على فرحة مؤقتة ، رفع أطراف أنامله الحنونة يزيح دمعاتها الحارقة المعبأة بالندم قائلاٍ بهدوء :_ أنتِ لازم تكوني سعيدة وندمك دا فى أنك تقربي لزين وأعتذري الأعتذار مش كبير على حد ..
أغلقت عيناها بسعادة على وجوده لجوارها فأزاحت تلك الدمعة الساقطة قائلة بأرتباك :_هيسامحني !
إبتسم بسخرية :_مكنش ضحى بحياته عشانك ! ..
رفع يديه عن وجهها حينما تعال طرق باب الغرفة ليسمح للطارق بالدخول فولج عمر قائلاٍ بهدوء :_زين أبتدى يفوق
هرول معه عبد الرحمن فلحقته سريعاً ...
*********
بدأت تستعيد وعيها بألم يعتصرها لتجدها لجوارها ...
رمقتها بضيق لتجاهد بالحديث :_شوفتى عملوا فيا أيه ؟
رمقتها راوية بضيق ثم قالت بسخرية :_عملوا أيه يعني هسيبوا البيبي يعفن فى بطنك مثلاٍ ما كان لازم تدخل جراحي!
سال الدمع من عيناها من شدة الألم قائلة بصراخٍ خافت :_ياستى لا يعفن ولا يحزنون أنا عايزة أطلق من الأنسان دا وبأسرع وقت
كبتت ضحكاتها بصعوبة على ما تتفوه به كل مرة ...لمعت عيناها بالمكر حينما رأته يقف أمام الغرفة فقالت ببسمة خبث :_هتطلقي تروحى فين ببدر وحور ! ...
رمقتها بنظرة نارية ثم صرخت بغضب :_هيموتوا من الجوع أنا عايزة أرجع أمريكا وأ. ...
تخشبت الكلمات على لسانها حينما رأته يقف أمامها بنظراتٍ غضب توحى بأنها على حافة الهاوية ....نقلت نظرها لمن تجلس جوارها بوعيد ، أقترب منها ثم جذب المقعد لتسرع راوية بالخروج بعد أن غمزت لها بطرف عيناها ...
خرج صوته ونظراته كافيلة بنقل تعبيرات وجهه :_عايزة تطلجي إياك
إبتلعت ريقها ببعض الرعب :_مين الا قال كدا ؟!
رمقها بنظرة مميتة فأسرعت بالحديث :_دا بعد عنك تخريف بنج ...
سليم بمكر :_خلاص نتعود عليها عشان المرة الجاية
صرخت بغضب لا مثيل له :_هو لسه فيها مرة تانية لا أنا أقصد كل كلمة قولتلها من فضلك طلقني وحلال عليك العيال ...
لم يتمكن من كبت ضحكاته ليقترب منها بنظراته الحاملة لعشق تلك الحمقاء فأنحني قليلاٍ يقبل رأسها قائلاٍ بنبرة حنين :_حمدلله علي سلامتك يا جلبي ..
محت بسمته آلمها فأبتسمت بهيام لقربه المطوف بحنين طال لأخر الأمد ،رفع عيناه الماكرة قائلاٍ بصوتٍ هامس :_لساكِ عايزة تطلقي ؟
تعالت ضحكاتها لتنغمس بين أحضانه بخجل وسعادة ...
***********
صوتٍ ما أنتشاله من دوامة الظلام ففتح عيناه بضعف ليجدها أمامه بفستانها الأبيض الملكي ، وجهها شاحب قليلاٍ ولكن لم يقلل من جمالها المطبوع بنبض القلب ...
أقترب منه النمر قائلاٍ بلهفة :_حمدلله على سلامتك
أكتفى ببسمة بسيطة وأشارة له توحى بعدم قدرته على الحديث ...
أنتهى عبد الرحمن من فحصه ليشير لهم بسعادة :_الحمد لله بس أفضل نسيبه شوية يفوق أكتر ..
فزاع بتأييد :_الا تشوفه يا ولدي ...
وأشار لهم جميعاً بالخروج لتبقى هى لجواره ....
جلست على المقعد المجاور له ثم تمسكت بيديه والدمع يزول من عيناها بعد أن رأته أمامها قائلة بصعوبة من بين دموعها :_أفتكرت أنك بتنتقم مني يا زين
تطلع لها بحزن وهو يعافر للحديث وبالنهاية أستطاع فقال بأسف :_وعدتك أنه هيكون أسعد يوم بحياتك ومعملتش بوعدي ! ..
أزاحت دمعها بغضب :_وعد أيه ؟! ...
ثم أقتربت لتجلس مجاور له لتقول بدموعٍ غزيرة :_أنا قلبي كان هيقف من الخوف عليك ....خفت أخسرك ..خفت من الوحدة وغيابك ....خفت أعيش ألم الفراق تاني بس المرادي هيكون أصعب لأنى بعشقك يا زين ...
إبتسم بفرحة بدت على وجهه فجاهد لرفع يديه وبالكاد فعل فوضعها على وجهها قائلاٍ بصوتٍ يحمل همسات الصدق والحنين :_زين مبقاش زين غير بحبك أنتِ يا همس ، أنا مخفتش من الموت لأخر ثانية خفت عليكِ أنتِ مكنتش شايف غيرك ...
إبتسمت من وسط دمعاتها لتقبل يديه بأعين منغلقة من أثر الأوجاع ففتح ذراعيه قائلا بألم مصاحب لصوته :_تعالى ..
لم تتردد لثانية واحدة لتلتمس بحنان زين العاشق لتستكين داخل أحضانه فتستمع ذاك القلب النابض بداخل صدره فربما تهدأ قليلاٍ ....
ضغط على يديه بقوة فكتفيه الحاملة للأصابة تألمه بقوة حتى شعرت هى به فأبتعدت عنه على الفور بأبتسامة حب تنقلها له ، فرغم ألمه الا أنه حاول بأبسط الطرق منحها الأمان حتى تهدأ وتعود البسمة لوجهها ...
تطلع لها ببسمة مجهدة ثم قال بمكر :_الفستان جميل عليكِ ...
نجح فى زرع إبتسامة الخجل على وجهها لتتهرب مجدداً من النظر بالعينان ....رفع يديه على يدها التى تفرك على الأخرى بخجل فرفعت عيناها له بأهتمام ليقول بجدية وثبات :_هعوضك عن اليوم دا يا همس أخرج من هنا وهتشوفي الليلة الا هعملهالك
وضعت يدها الأخري تحتضن يديه بعشق :_مش عايزة حاجة من الدنيا غيرك يا زين ..
أكتفى ببسمة صغيرة لتبعد يدها بخجل حينما ولج عبد الرحمن ....
أقترب منه بأبتسامة هادئة :_أسف للمقاطعة بس دا معاد حقنة المسكن ...
وشمر عن ساعديه فلم تحتمل رؤيته لتخرج سريعاً ، إبتسم زين قائلاٍ بأمتنان :_شكراً يا عبده
ألقى بالأبرة بالسلة ونظرات الغضب تلحقه قائلاٍ بضيق :_بتشكرني على أيه ؟ أني نجدتك من الموت ولا لأني أشتركت فى خطتك الفاشلة الا كانت هتوديك للمقابر ..
إبتسم على طريقته بالحديث ثم قال بهدوء :_دا مكنش فى مخططي يا عبد الرحمن كل الا كنت عايزه أن صابرين تشوف حقيقة أمها حتى لو كانت على علم بيها فلازم تخرج عن سكوتها دا ..
رفع يديه على يده قائلاٍ بأبتسامة صغيرة :_ونجحت يا زين ..
لم يفهم ما يقوله الا حينما أسترسل حديثه قائلاٍ بهدوء :_صابرين جاهزة تشهد وتقدم الأدلة أن والدتها هى الا عملت كدا
تطلع له بستغراب فنهض عن الفراش وفتح باب الغرفة لتدخل سريعاً وعيناها تبحث عنه بلهفة حتى وقعت عليه فأنهارت الدمعات لرؤيته هكذا لتسرع بالأقتراب منه تحت نظرات صدماته ...
خرج صوتها الباكي :_ليه عملت كدا يا زين ؟
بقى قليلاٍ يتأمل دمعاتها بستغراب ثم رفع عيناه على عبد الرحمن ليجده يبتسم بمكر له ...وضعت عيناها أرضاً بحزن :_أنا مستهلش كدا ..
هنا تخلت عنه الكلمات ليرمقها بضيق :_متقوليش كدا تانى فاهمة ..
رفعت عيناها له بدموع ثم ألقت بذاتها بداخل أحضان أخيها تبكى بلا توقف على ما أرتكبته من جرائم بشعة بحقه ، ربت على كتفيها بحنان فقالت بضيق مما أرتكبته :_رغم كل الا عملته حميتني من الموت وقدمت نفسك له ! ..أد أيه أنا كنت غبية ..
شدد من أحتضانها قائلاٍ بحنان :_لو طولت أحميكِ من الدنيا كلها مش هتردد ثانية واحدة ...نفسي تفهمي أنك من لحمي ودمي ومستحيل أكرهك بسبب ورث والكلام الفارغ دا ! ..
تطلعت له بحزن ثم جذبت من حقيبتها الشيك الذي قدمه لها لتمزقه بعصبية :_فهمت يا زين ..
إبتسم بفرحة تكفى العالم بأكملها حتى عبد الرحمن المراقب لما يحدث إبتسم بسعادة لما يراه ،لمعت عيناها بوعد وهى بين أحضان أخيها العثور على والدته والتوسل لها للعودة مجدداً حتى وأن كان ثمن العودة رحليها ! ...
*********
بالخارج ....
كان يجلس طلعت براحة بعد أن أستعاد زين وعيه ، نظراته لأحفاده الثلاث بعدما خرج عبد الرحمن ليطمئنهم تحمل الغموض والسكون الذي سيسبق العواصف الهامدة ما علمه منذ ساعاتٍ قليلة كافيل بهدم المعابد فوق رؤسهم ، أخرج فزاع هاتفه ليعلم أن هناك العديد من الأمور بحاجة لتدخل كبير الدهاشنة لذا كان عليه العودة مجدداً ليتبعه عمر والأطفال وتبقى الفهد الذي سيشهد على غضب طلعت المنياوى المؤجل لما به زين ! ....
ولج حازم للداخل ليطمئن عليه ومعه أدهم ليجدوه أستعاد وعيه كلياً ويجلس ببعض الراحة ...
إبتسم زين قائلاٍ بهدوء :_مكنش له داعى أنك تفضل لحد الوقت دا يا حازم
رمقه بنظرة ضيق :_أنت ناسى أننا أصدقاء ولا أيه ؟
أحمد بمرح :_توقع أيه حاجة مدام خارج من البنح ولا أيه يا دكتور ؟
تعالت ضحكات عبد الرحمن ليقول بصعوبة :_أنا معاك فى الحتة دي ...
رمقهم بنظرة ضيق ثم قال بسخرية:_أنا بقول تخدوا بعضكم وتطلعوا تهونا شوية .
أدهم بنظراتٍ غامضة :_وأنا بقول كدا برضو ...
وزعوا نظراتهم بينهم ثم خرج كلا منهم بغضب فتعالت ضحكات حازم بعدم تصديق ....
تذكر زين ما كان يود قوله لحازم فقال بصوتٍ متعب قليلاٍ :_أنت تعرف عثمان منين يا حازم ؟
ضيق عيناه بأستغراب ثم قال بزهول :_أنت تعرفه ! ..
أكتفى ببسمة صغيرة ليقول بصوتٍ يكاد يكون مسموع :_بينا شغل ، وصلني منه مكالمة قبل الفرح بساعات بيهددني فيها بشكل صريح ومن الواضح كدا أنه عارف بعلاقتي بيك بس الغريبة أنى مش عارف الا بينكم بالظبط ..
زفر حازم بغضب ثم قص على مسماعهم ليحل الغضب قسمات وجه النمر فقال بضيق :_لا الراجل دا محتاج الا يفوقه ويعرفه مقامه كويس ..
زين بغضب هو الأخر :_عندك حق يا أدهم عشان كدا هسحب كل العقود الا بينا أما الشركات الا لغت التوكيل لشركاتك يا حازم فأنا هعرف أزاي أتعامل معاهم كل لاعب وفى الأكبر منه وهما الا جنوا على نفسهم ...
أسرع بالحديث :_ أنا مش عايز أورطكم معايا م...
قاطعه أدهم بغضب :_ورطة ! ...هو الا هيكون فى الجحيم لما نجتمع أحنا التلاتة عليه ..
إبتسم زين بمكر :_عجبني تعبير الجحيم دا يا نمر
تطلع له بعين تشع بالشرار ثم تعالت الضحكات الرجولية بينهم على ما ينوى فعله ،ولج والد همس للداخل ليرى زين فستأذن أدهم بالرحيل للمنزل حتى يبدل ثيابه فأوصله حازم وعاد للقصر هو الأخر ...
*********
هبطت من سيارة الأجرة تطلع للفيلا ببعض الخوف فهبط عبد الرحمن بأعين تحمل الغموض فخرج صوته الثابت :_خايفة ؟
أستدارت له برعب يتسرب من عيناها فتمسكت بذراعيه قائلة برجاء :_خليك معايا يا عبد الرحمن .
إبتسم بخفوت وهو يزيح خصلات شعره التمردة على عيناه بفعل الهواء العليل :_لازم تتقبلي عادتنا يا صابرين ..
رمقته بستغراب :_بس أنت جوزي !!
نبض قلبه بقوة وعشق يتمرد على حصونه فرفع يديه يزيح تلك الخصلة المتمردة على عيناها :_عشان كدا مش هقبل أن أيه حد يتكلم عليكِ بالسوء لازم الكل يعرف أنك مراتي ودا هيحصل لما تلبسي الأبيض ويتعملك أجمل فرح فى الدنيا ..
أغمضت عيناها بسعادة عارمة من لمساته ثم قالت بخجل وصوتٍ يجاهد للخروج :_أنت بتحبني يا عبد الرحمن ؟
تطلع لها بغموض ودهاء يكمن بعيناه ثم قال :_حبي ليكِ له شروط غالية مش هتقدري عليها ..
تطلعت له بزهول وأستغراب فأبتسم قائلاٍ بمكر :_ أولهم أنك تكوني ملكِ لوحدي محدش يشوف جمالك غيرى ودا شرط مش هتقدري عليه ..
علمت ما يريد قوله فأبتسمت بسعادة لتسرع بالحديث التلقائي :_يعني لو أتحجبت هتحبني ؟
إبتسم على تلك الفتاة ثم رفع يديه على وجهها قائلاٍ بجدية :_ودي كمان مش هقبلها لازم تلبسيه عن قناعة ، أنا لما شوفت خشوعك فى الصلاة أستغربت جداً أنك أزاي مش قادرة تحمى جمالك دا لزوجك بس بصراحة يكفى أنى أشوفك بعيوني وأنتِ عارفة دينك دي حاجة متوقعتهاش عشان كدا لما تحسى أنك حابة تحجبي العيون عن جمالك دا ساعتها هكون أسعد أنسان فى الدنيا كلها ..
وتركها تفكر بما يقوله وتوجه ليصعد للسيارة فتخشبت قدماه وهو يتذكر خوفها ليستدير بتفكير :_تيجى معايا ؟
أتسعت بسمتها لتركض إليه سريعاً فأكتفى ببسمة بسيطة ليجلس جوار السائق ليسرسل رسالة لأحمد يخبره بها أن يصعد للنوم معه لتقضى صابرين الليلة مع جيانا وغادة وياسمين بشقة العم إبراهيم ...
**********
عاد أدهم للمنزل فتوجه للصعود لغرفته ليجدها تنتظره على الدرج وعلامات البكاء تستحوذ على وجهها ...
أقترب منها قائلاٍ بستغراب :_ليه قاعدة كدا ؟
رفعت عيناها القاتمة له قائلة بلهجة مختلفة عنها :_ ليه طلبت تتجوزني يا أدهم ؟
ضيق عيناه الساحرة بتفحص ثم أكمل الدرج غير عابئاً بها فأسرعت خلفه قائلة بصوت مرتفع :_سألتك سؤال جاوبني عليه ..
وقف على أخر درجة المؤدية للشقة الخاصة به ليرفع يديه بضيق يعيد تلك الخصلات الكثيفة المتمردة على عيناه الخضراء ليقول بثبات يجاهد له :_جيانا أنا راجع أعصابي تعبانة من الا حصل ومش هقدر أدخل معاكِ فى نقاش أنا شايفه منهى من وجهة نظرك ..
صعدت لتقف أمام عيناه قائلة بصدمة وزهول :_يعني أنت عارف أنا عايزاك فى أيه ؟! ..
تطلع لها بسكون فتلك الحمقاء لم تعلم تفكيره بعد ..
أخرج مفاتيح المنزل ثم أوشك على الدخول لتلقى به أرضاً قائلة بضيق وغيرة بادية بنبرتها :_أنت لسه على علاقة بيها ليه ؟ ..
أطبق على معصمه بقوة ومازال يتحاشي النظر إليها حتى لا ترى غضب النمر الساحق فيخترق الخوف أضلاع قلبها لربما سيتحول عشقه لخوفٍ قاسي ! ...
رمقته بنظرة محتقنة بالغضب :_ممكن ترد عليا ...طب لما أنت بتحبها ولسه بتشوفها عايز تتجوزني ليه ؟! ....ولا أخدني وسيلة عشان تجدد الماصي وتع....
قطعت باقي كلماتها حينما ألتقت بتلك العينان القاتمة بمزيج من اللون الأحمر ولونٍ مجهول صعبت بالتعرف إليه ،ذراعيه المنغرسة على يدها بقوة جعلتها ترتجف برعب فخرج صوته الشبيه لزفاف موتها :_عيدى أسلوبك بالكلام دا تانى وأوعدك أنك مش هتلحقى تكمليه ولا هيهمني أي مخلوق ولا أنك مبقتيش مراتي ...
وتركها لتوشك على السقوط فتراجعت للخلف وعيناها تتراقب نظراته برعب لتصعد الدرج وعيناها متعلقة به حتى كادت السقوط لتنفذ بحياتها حينما هرولت للأعلى ، أما هو فزفر بغضب وحمل المفاتيح الملقاة أرضاً ثم ولج للداخل ليجد أخيه يجلس بالداخل مع غادة ومكة فولج لغرفته غير عابئ بهم ..
غادة بستغراب :_أدهم ماله يا ضياء ؟
أجابها بحزن :_أكيد حزين على زين الا حصل مش سهل ..
مكة بتأكيد :_الله يكون فى عون عروسته ويقومه بالسلامة ..
********
بالأعلى ...
نهض من الفراش بنوم ثم توجه للأعلى بضيق عندما أخبره عبد الرحمن بذلك ليجدها تحمل ثياب بيديها وتهبط للأسفل ،أقترب منها أحمد ببسمة مكر :_واضح أن عبد الرحمن قالك ؟
أكتفت ببسمة صغيرة فأقترب منها قائلاٍ بعشق :_هكون سعيد لو نمتي على سريري
ثم قال بمشاكسة :_بس بلاش تخلى الزفتة غادة تنام مكاني دي ممكن تنقلى عدوة البرود الا فى دمها ! ..
تعالت ضحكاتها فصعد الدرج ليكون أمامها :_تصبحي على أجمل أحلام بالكون كلها وأكون أنا فيها
وغمز بعيناه الكحيلة ثم أكمل الدرج للأعلى بنظرات تسلية لرؤية الخجل يسرى بأنحاء وجهها ....
**********
هبطت من السيارة ثم لحقت به للأعلى بخجل فصعد بها لشقة ريهام ،طرق الباب ليجدها بأستقباله هى والفتيات ما عدا جيانا التى تقاسي بغرفتها لما رأته من معشوقها ...رأت قسوة بعيناه تراها لأول مرة لتربط بذهنها علاقة حبه بتلك الفتاة ...
*******
بقصر حازم السيوفي ...
ولج لغرفته ليقترب منها طابعاً قبلة على رأسها بعشق :_لسه صاحية ..
بدا الألم على وجهها فقالت بهدوء :_مستحيل أنام من غيرك ..
إبتسم بهوس عشقها :_عارف ..
رمقته بضيق وهى تقرب وجهها منه هامسة بغضب :_مغرور ..
تعالت ضحكاته الوسيمة :_عارف ..
كبتت غضبها لتسرى علامات الألم على وجهها فرفع يديه على موضع جنينها مثلما وضعت :_مالك يا حبيبتي ؟
أجابته سريعاً :_مفيش
رمقها بنظرة متفحصه :_مفيش أزاي أنتِ مش طبيعية !
إبتسمت بسخرية :_العادي لأى واحدة حامل ..
تطلع لها بنظرة ماكرة وهو يكرر حديثها :_العادي للحامل ! أوك هأخد شاور وهرجع نشوف الموضوع دا مع بعض ..
أكتفت ببسمة بسيطة وهى تجاهد الآلآم فولج لحمام الغرفة وهى برحلة معاناة أنتهت بصدمة كبيرة لتصرخ بآلم لا يطاق بأسمه المتردد بحروف من الآنين ..
جذب حازم المنشفة ثم وضعها على خصره ليخرج من الحمام سريعاً فصعق بشدة حينما رأى حوريته ملقاة أرضاً ...غائبة عن الوعى ..تفترش الأرض بدمائها التى لا حصى لها لا يعلم أنها بداية لأنتقامٍ ما ...لا يعلم بأن هناك عدو حقيقي لجواره ! ...لا يعلم أنها من سيعاني لأجل ذلك الأنتقام بأبشع أحساس سيدمر قلبها رغم أن الحقيقة تجرى لصالحها ....لا يعلم أن هناك مجهولاٍ قاسي لن يقوى على محاربته بمفرده فكيف سيحارب وعدوه مجهول !!!!! ...
عشقه الطواف سيدمره الأنتقام أمام عيناه وصوتها يسرى بجسده ليجعل النمر مطعون بخنجر نصله سيصل للعدو فكيف له بالقضاء على نمر جامح ؟! ...
ستختار طريق الشوك والحصى وستترك درب الحب والأشواق لتجمع ما حصدته من لعبة دانئية لتنال عقاب عاشق محترف ليريها الآن قوانين العشق !...
رحلة سيغتنمها العقاب ليرحل المافيا لأركان الصعيد ولكن ماذا عن وجود الفهد !! ..
ما سبب أختفائه المفاجئ !! ..
يتبع....
مافيا الحي الشعبي(القناع الخفي )
البارت السابع عشر
.
.....قلبٍ يشكو ....
خرج سريعاً ليتصنم محله حينما رأها تفترش الأرض بدمائها الغزير ، هرول إليها ليحملها بين صدره يتأمل ملامح وجهها المتخشبة كالجثة الهامدة ، مرر يديه على وجهها كمحاولة لأفاقتها ليصرخ بلهفة :_رهف .....حبيبتي فوقي ..
لم تستمع له فتعالى صراخه حتى صعد حمزة وراتيل للأعلى ...سريعاً ...أقترب منه حمزة بستغراب :_فى أيه يا حازم ؟
أحتضنها بقوة والدمع يلمع بعيناه ليشير لأخيه على الهاتف :_أطلب الأسعاف فوراً ..
أنصاع له وهرول سريعاً يلبى طلبه أما راتيل فبقيت محلها تطلع له بغموض وغضب ليس لما حدث معها ولكن لشيء خفي هل حان البوح عنه ؟! ...
*************
بمنزل إبراهيم المنياوي ...
بقيت مستيقظة تبكى طوال الليل لتذكرها ما فعله أخيها لأنقاذها ، شعرت بأن ما فعلته خزي كبير وعليها أن تكفر عنه ...
نهضت "صابرين" عن الفراش ثم أقتربت من ياسمين الغافلة لجوارها تحركها ببطئ حتى أستجابت لها فجلست على الفراش تدعس عيناها بنوم :_فى أيه يا حبيبتي ؟ ..
أشارت لها على الخروج :_عايزة أروح لزين المستشفي ..
فتحت عيناها على مصرعيها :_فى الوقت دا ؟! ..
جلست جوارها بدموعٍ غزيرة :_لازم أروحله يا "ياسمين"
تطلعت لها بتفكير :_بس مش هينفع لوحدك أحنا بقينا نص الليل ، ثم صمتت لوهلة :_ تعالى نطلع نصحى "عبد الرحمن" وهو هيتصرف ..
وبالفعل صعدت كلا منهم للأعلى فطرقت الباب بهدوء ...
فتح الباب بعينٍ مغلقة ففزع قليلاٍ حينما وجدها أمام عيناه أما هى فوضعت عيناها أرضاً بخجل حينما رأته يقف أمامها بقميصٍ يرتديه بأهمال ...
خرج عن صمته قائلاٍ بلهفة :_فى أيه ؟
"ياسمين" بهدوء :_صابرين مش راضية تنام وعمالة تعيط
تطلع لها بخوف :_ليه !
رفعت عيناها له برجاء :_عايزة أروح لزين
تطلع لها قليلاٍ كمحاولة للتحكم بها حتى الصباح ولكن دمعاتها الثمينة جعلته كالمسحور فقال بهدوء :_أنزلي مع ياسمين وأنا هغير هدومي وجاي ..
رُسمت البسمة على وجهها لتهبط للأسفل سريعاً ....أما هو فولج لغرفته يبدل ثيابه بنوم شديد ،تململ بالفراش ليجده يرتدى ثيابه فجلس يتأمله بستغراب :_رايح فين فى الوقت دا ؟!
رمقه "عبد الرحمن" بضيق :_نام يا "أحمد" وأتمنى تعيد تفكير فى موضوع كتب الكتاب دا ...
أنفجر ضاحكاً فقال بصعوبة الحديث :_كدا فهمت ..
وجذب الغطاء قائلاٍ بسخرية :_تروح وترجع بالسلامة يا دوك ..
كبت غضبه وخرج من الغرفة ثم هبط للأسفل ليجدها بأنتظاره ...
*********
كان بالخارج يتراقب الغرفة بتلهف وقلبٍ ينبض بعنف ، مع كل نبضة كان يتمنى أن يطوف هو الموت وتلوذ هى بالحياة ...
هدأ القلب وتعال السكون حينما خرج الطبيب فأسرع إليه قائلاٍ بخوف :_طمني يا دكتور ..
رفع الطبيب عيناه له قائلاٍ بأحترام لعلمه بمكانة "حازم السيوفي" :_ المدام بخير لكن خسرت الجنين ، شوية والممرضة هتنقلها غرفة عادية أتمنى من حضرتك تشرفني بمكتبي عشان نتكلم ..
أشار له قائلاٍ بتماسك:_أطمن عليها الأول وهجي لحضرتك ..
أنسحب الطبيب بتفهم فأقترب منه "حمزة" بحزن :_ربنا يعوض عليك
أكتفى "حازم" ببسمة صغيرة ولكنها محملة بصبر يفوق أعناق الجبل الشامخ ...
وما هى الا دقائق حتى خرجت الممرضة بها ليسرع ذاك العاشق المتلهف لرؤياها ليحملها بين ذراعيه حتى ينقلها بنفسه لفراشها دون الحاجة لذلك السرير اللعين ....شُعلت الغيرة بمقلتيها فظنت تلك الحمقاء أن ما فعلته سيضعف علاقتهم ! ...لا تعلم أن لقلب الحازم ملكة وحيدة ولو ظلت تعافر لأبد سيلوذ بمقتلها ! ..
وضعها على فراشها ليقبل جبينها بلهفة وشوق ختم بطمأنينة قلبه ، ليعلم بأنها تستمع إليه ...تشعر به ...فهمس جوار أذنيها بنبرة صادقة :_كدا يا رهف تعملي فيا كدا ...أنا شوفت أسوء لحظات ممكن أعيشها فى حياتي ...كنت حاسس أنى حاضن الموت وأتمنيت من ربنا أنه يأخدني بدالك يا قلبي ...أنتِ الدنيا كلها بالنسبالي حتى لو كنت فى أختيار لجنة على الأرض هرفضها عشان نظرة من عيونك ....
دمعة سقطت من عيناها تحمل عزم السعادة لوجود هذا الزوج لجوارها ، تركها وتوجه لغرفة الطبيب ليرى ماذا هناك ؟! ..بعد أن ترك حمزة وراتيل لجوارها ....
*********
وصلت للمشفى فتوجهت معه لغرفة "زين" فولجت للداخل سريعاً بفرحة ، جلست جواره وهو يتراقبها بستغراب ليعلم الآن أن ما فعله "زين" لما يكن هباءٍ بل جنى ثمار الحب والموادة ...
تململ بنومته ليجدها لجواره وعبد الرحمن يقف على مقدمة الغرفة فحاول النهوض قائلاٍ بستغراب :_صابرين ! ...أيه الا جابك بالوقت دا !
لمعت عيناها بالدمع لتجلس جواره قائلة بصوتٍ مصاحب للدموع :_جيت أتطمن عليك وأعتذرلك تانى على غبائي
إبتسم بهدوء ليرفع يديه يزيح دمعاتها قائلا بمرح :_بس الأعتذار مش هيفيد
رفعت عيناها بعدم فهم ليكمل هو بغضب مصطنع :_حضرتك أنا المفروض عريس .. قضيت ليلتي الأولى الا الكل بيحلم بيها هنا يعني على الأقل لما أخرج ألقى فرح جديد والعروسة ولو فى معازيم يبقى كتر خيرك
لم يستطيع عبد الرحمن كبت ضحكاته أما هى فأقتربت منه قائلة بعدم تصديق :_أنت فى أيه ولا أيه ؟
رؤية بسمتها جعلته يبتسم فأحتضنها قائلاٍ بحذم :_يالا بقا أرجعي مع عبد الرحمن أنتِ خلاص أتطمنتي عليا ..
قطعته ببكاء :_هفضل معاك ..
رمقها بغضب ثم قال بصوتٍ منخفض سمعه عبد الرحمن جيداً :_كفايا يا صافي لازم ترجعي معاه حالا يكفى أنه خالف قواعد طلعت المنياوي وخرجك فى وقت زي دا ! ..
إبتسم بسخرية :_لا خد راحتك أنت وأختك أحنا ورانا غيركم
تعالت ضحكات زين قائلاٍ بتوعد :_أخرج بس من هنا ونشوف الموضوع دا ..
إبتسمت هى الأخرى فنهضت عن الفراش وتوجهت إليه ليخرجوا سوياً بعدما ودعت أخيها بفرحة الفوز بأخٍ مثله حتى هو شعر بسعادة عارمة ....
صعدت معه لسيارة والدته فتوجه "عبد الرحمن " للمنزل لتستدير هى له قائلة بخجل :_مش عارفة أشكرك أزاي على الا بتعمله معايا ؟
رفع عيناه عن الطريق إليها قائلاٍ بهدوء :_مفيش داعى للشكر بين الأزواج ..
إبتسمت قائلة بتردد :_أنا بحبك أوى يا عبد الرحمن ..
أخفى بسمته قائلاٍ بغموض :_عارف ...
رمقته بنظرة محتقنة فقالت بسخرية :_أنا شايفة أن حضرتك بقيت مغرور ! ..
تعالت ضحكاته الرجولية قائلاٍ بثبات سرعان ما تحلى به :_ لازم أكون كدا ..
صفنت قليلاٍ بحزن فكم تود أن تعلم بمشاعره ولكنه كان صادق معها فهى رجل غيور للغاية مثله كمثل رجال الشرق المتحفظون .....
************
صعق "حازم" قائلاٍ بعد مجاهدة بالحديث :_للأسف مكناش على علم باللي حضرتك بتقوله ..
أشار له الطبيب قائلاٍ بهدوء لما هو به :_مدام رهف حملها صعب وأرجح من البداية أنها تكون على علم عشان متعش التجربة تاني ..
نهض "حازم" عن مقعده قائلاٍ بثباتٍ يضاهيه :_هحاول ...
ثم صفحه قائلاٍ بأمتنان :_بشكرك على تعبك معانا ...
وخرج حازم من الغرفة حزين على ما يحمله من أعباء ثقيلة على كاهليه لا يعلم أنها على ما يرام ولكنها تجاهد الموت لأجل تلك اللعينة ....
*******
تخفى الليل بستاره الأسود ليعلن عن سطوع شمسٍ تتلألأ بالضوء الساطع ....
أستيقظ النمر من نومه مبكراً حتى يتوالى أدارة شركات "زين" لحين أن يتعافى فأبدل ثيابه لسروال من اللون الأسود وقميص أبيض ضيق على جسده الرياضي ، مصففاً شعره بحرافية تدعى النمر عنوانٍ للوسامة ...هبط للأسفل ليجد والدته وزوجات أعمامه بالأسفل فألقى عليهم تحية الصباح ثم جلس بأنتظار طعام الأفطار ...
هبطت "جيانا" للأسفل لعدم تمكنها من النوم فكانت تود ألهاء ذاتها بعمل المنزل الشاق حتى تنسى ما فعله مساء أمس ، تملكها الخوف حينما رأته يجلس أمامها فجاهدت للتحرك سريعاً للمطبخ حتى تهدأ من فزعها ، نعم فما رأته بالأمس كان شخصٍ مخيف يحق لها ذاك اللقب القابض للأنفاس ....
تسلل الحزن لعيناه وهو يرى معشوقته تكاد تقتل من الرعب فكادت الرحيل سريعٍ ليوقفها حينما قال بهدوء :_تعالِ ..
كلمة قصيرة ولكن كانت لها الرهبة بجسدها المرتجف ، أقتربت منه "جيانا" وعيناها أرضاً بخوف فظل يتأملها بعشق طوافه الحزن لعدم تمكنه من رؤية تلك العينان ...قطع الصمت وبؤرة الخوف صوت ريهام الحامل للأستغراب :_جيانا ! ..غريبة يعني أول مرة تصحى بدري كدا ؟
أستدارت لها بثبات مخادع :_مكنش جايلي نوم فقولت أنزل أساعدكم ..
وهبت بالهروب للداخل فأسرع "أدهم" بالحديث :_لو مش هيضيق مرات عمي أقعدي أفطري معايا ..
إبتسمت والدتها بمكر لتجذب المقعد قائلة بأبتسامة هادئة :_وأيه الا هيضيقني يا حبيبي دي خطيبتك
وتركتهم وتوجهت للمطبخ لتكمل عملها أما "جيانا" فظلت كما هى تفرك بيدها بخوف موالية ظهرها له ..
خرج عن صمته وتفحصه لها قائلاٍ بهدوء :_الأكل هيبرد ! ..
خطت لتجلس مقابل له وعيناها مازالت تفترش الأرض بخوف يشكل على معالمها ، فرك يدها جعل النمر يعلم بخطيئة ما أرتكب ..
رفع عيناه يتفحص القاعة ثم رفع يديه بحنان على يدها لترفع عيناها إليه بتلقائية لتجد بسمته الوسيمة تزين وجهه ، أنتفضت سريعاً وسحبت يدها فقرب مقعده إليها قائلاٍ بعد مجاهدة بالحديث فكم ظن أن البوح بالكثير ما يخصه هو ضعف بشخصية النمر ولكن مهلاٍ معشوقته بحاجة لمعرفة الحقيقة :_ممكن ما تزعليش من طريقتي
هوت تلك الدمعة الحاملة لذكرى أمس على وجهها فرفع أطراف أنامله يجففها بحنان ثم قال بثبات :_أنا ورهف علاقتنا أنتهت من زمان
رفعت عيناها له قائلة بدموع :_أمال كانت واقفة معاك ليه ؟!
كبت غضبه ببسمة صغيرة ونبرة رجولية هادئة :_بتغيري عليا ! ..
أرتبكت للغاية فقالت بتوتر وضيق :_مش دي الأجابة على سؤالي ...
جذب الخبز ثم غمسه بالعسل الأبيض ليقربه من فمها قائلاٍ بخبث حتى يظل محتفظ بشخصية النمر :_لو أكلتى وهديتي ممكن أفكر أقولك
تطلعت له بسكون ثم تناولت ما بيدها ليشرع هو بأطعامها بزهول من شبعه المفاجئ دون تناول طعامه ! ..ليبتسم حينما يتذكر هوس أحمد حينما أخبره بأن العشق يجعلك تشعر بها قبل ذاتك ! ...
أخفت دمعاتها حتى أنهت طعامها من بين يديه فأبتسم قائلاٍ بثبات وهو يتأمل عيناها الملزمة للأرض :_رهف أتجوزت واحد من أصدقائي
رفعت عيناها له ليكمل بصدق يتبعه :_الا بينا زمان كان مجرد إعجاب بين أي أتنين زمايل لكن هى دلوقتي لقت نصيبها وأنا كمان لقيت جوهرتي ..
خجلت للغاية وسعادتها تزداد ليسترسل حديثه :_أما أجابة سؤالك فرهف بتعاملني كأخ لا أكتر ولا غير ووقوفها معايا فدا كان بحضور زوجها الا أتغيب عننا لمجرد مكالمة خالت الشك يتزرع فى رأسك ..
قرب وجهه منها قائلاٍ بسخرية :_ثم لو أنى زي ما بتقولي هقف معها أدام جدي والكل أعتقد مش هكون غبي للدرجادي ! ..
تعالت ضحكاتها بفرحة فأبتسم قائلاٍ بعشق :_أنا مش شايف غيرك عشان أبص لحد تانى ..
كفت عن الضحك وتأملته بخجل وسعادة تنبع من العينان فجذب هاتفه بغضب من تأخره الملحوظ :_كدا أتأخرت بسببك ...
وجذب جاكيته الأسود ثم أخرج من جيبه المال وأقترب منها قائلاٍ بهدوء :_جددي باقة النت بتاعتك أكيد هيوصلك رسايلي عشان تعرفي أنى معرفتش أنام طول الليل .
حاولت رفض المال ولكن تحت نظراته المحذرة لها تناولته منه سريعاً ليبتسم غامزاً بعيناه الخضراء :_عقابك لما أرجع ...
وتركها ورحل لتتابعه عيناها ببسمة تحمل سعادة كثيفة للغاية ...
************
بالأعلى ...
أستيقظ على لكمة قوية ففتح عيناه بتكاسل ليجده أمامه بغضب فزفر عبد الرحمن بضيق :_خير على الصبح ..
أحمد بغضب :_لا بقولك أيه أنا مستحمل قرفك دا بس متحلمش كتير قوم أتصرف فى المشكلة الا أنا فيها دي بدل ما وربي أكون دفنك وأخلص
جلس على الفراش بتكاسل :_هو أنا عوت حلال للمشاكل والا أيه ؟! ..
جلس جواره بسخرية ؛_لا يا خفيف بس أنت السبب ..أنا عندي قضية مهمة بعد نص ساعة ولسه متحركتش من مكاني تقدر تقولي هنزل ألبس أزاي ؟! .
رمقه بنظرة غاضبة ثم صاح بعصبية :_يعني كل الهدوم الا عندي دي مش عاجبة سعاتك ! ..
تطلع له أحمد بتفحص ثم قال بمكر :_مين قال كدا ! ..
وتوجه للخزانة ينقى ما يلزمه فجذب عبد الرحمن الغطاء مجدداً ..أقترب منه أحمد بضيق :_مش بعرف أكوي على فكرة ! ..
خرج صوته الحذر :_غور من وشي يا أحمد والا وقسمن بالله أولع فيك بجاز
كبت ضحكاته قائلاٍ بمكر :_خلاص خلاص أنا هتصرف ...
وأخرج هاتفه يحادثها بمشكلته فسعد كثيراً حينما أخبرته بأنها ستخرج للشرفة ويضع هو القميص بالسلة وينزلها لها بالحبال كالمعتاد وهى ستقوم بكيه له ...وبالفعل أرتدت حجابها ثم طلت من شرفة غرفته ليضعه لها قائلاٍ بخبث :_ أول مرة أشوف أوضتى بالجمال دا ..
أخفت ياسمين بسمتها ثم تناولت منه الملابس وشرعت بكيها لتضعها مجدداً له وولجت سريعاً حتى تحتمى من نظراته المهلكة ...
********
نقلها للقصر قبل أن تستعيد وعيها فهو يعلم بأنها تخشى المشفى منذ الصغر ، فتحت عيناها بتثاقل لتجده يعفو جوارها على المقعد فهمست بتعب شديد :_حازم ..
فتح عيناه سريعاً ببسمة تطوف به فأقترب منها بهيام :_حمد لله على سلامتك يا قلبي ..
أكتفت ببسمة صغيرة فرفع تلك الخصلة المتمردة على عيناها قائلاٍ بحزن :_قولتيلي قبل كدا أنك مش بتحبي تشوفيني مكسور وزعلك بيكسرني يا رهف ...
كبتت دمعاتها لترسم بسمتها قائلة بصعوبة بالحديث :_هزعل أزاي وأنت جانبي ! ..
وأرتمت بأحضانه تستمد القوة لتجدها مرحبة بها بصدراً رحب ....
أما على الجانب الأخر فكانت تجلس بضيق بادى على وجهها تعتصر يدها بقوة والغضب يستحوذ عليها ليزيل قناع البراءة الزائف ...هوس الطفولة يطاردها لتحاول جاهدة رسم عشقها الأهوج على حمزة ولكن القلب يصدح بطرب أخيه !!! ...أنساها ذاك العاشق المتصدى لهجمات تفوقه أضعاف لأجلها ! ..
ولج حمزة للداخل فظن أن حزنها لما حدث لرهف لا يعلم ما بقلبها الأسود ...جلس لجوارها قائلاٍ ونظراته تتفحصها :_ممكن أعرف القمر زعلان ليه ؟
رفعت عيناها القاتمة بالغضب :_ممكن أنت الا تسبني
ضيق عيناه بستغراب لما يحدث لها بالفترة الأخيرة فنهض وتوجه للخروج قائلاٍ بهدوء :_ماشي يا راتيل هسيبك لحد ما أشوف مالك بالظبط !...
وخرج تاركها تغرق بخططها الدانيئة ...
*********
بالمشفى ...
ولجت للداخل تحمل باقة الورد الحمراء فأقتربت منه لتضعه بين ذراعيه فحمله بسعادة :_أحلى صباح
أخفت "همس" بسمتها قائلة بحذم:_ليه مفطرتش لحد دلوقتي ؟
غمز زين بعيناه بخبث :_مستنى لما تأكليني
رمقته بغضب مصطنع فأسرع بالحديث الماكر :_هو أنا مش تعبان وكدا وبعدين دراعي مش بقدر أحركه ...
جلست لجواره بنظرات متفحصة فكبتت بسمتها وشرعت بأطعامه ...
************
بشركات "زين المهدي"
شهدت بتغيرات محفلة على ذراعيه فجلس يعمل بجد إلى أن تلقى أولى ضربات عثمان ليعلم بأنه بدأ بقرع دقات الحرب فطلب حازم على الفور ليبدأ كلا منهم بالعمل المشترك للقضاء عليه ...
***********
بمنزل طلعت المنياوي ..
كان يكبت غضبه من أحفاده بعدما علم بأنهم المافيا الراهبة فكيف بعد أن زرع بهم العلم والأحترام أن يخذلوه بتلك الدرجة ! ...رأى أن يؤجل معاقبتهم حتى يتماثل زين الشفاء حينها يستطيع من شن الحرب عليهم ....
بالأسفل ...
هبطت غادة تبحث عنه إلى أن وجدته يجلس جوار يوسف فأقتربت منهم مشيرة له بخجل فنهض إليها مسرعاً ...تطلعت له بحب ينبض بالقلب ثم قالت بهدوء :_أنا كنت عايزة أروح أعيد على تيتا
ضياء بأبتسامة مشرقة :_هاخدك بليل ونعيد عليها مع بعض .
تطلعت له بفرحة وأندهاش :_بجد يا ضياء ..
إبتسم بعشق :_بجد يا قلبي وبالمرة نعيد يا نانا ...
أسرعت بالحديث :_قشطة
أخفى بسمته خلف غضبه المصطنع :_طب مفيش بقا سندوتش وكوبية شاي
رفعت يديها على وجهها بفرحة :_عيوووني ..
وتركته وهرولت للمطبخ سريعاً فوقف يتراقبها إلي أن تخفت من أمام عيناه ليفق على هزة يوسف العنيفة فزفر بغضب :_أيييه ! ..
إبتسم بتسلية :_الحب ولع فى الدرة يا فتحية
تلونت عيناه بحمرة الغضب قائلاٍ بسخرية :_وأنت مالك خاليك فى نفسك
جلس جواره قائلاٍ بنبرة يعرفها جيداً :_ماشي ياعم بس خاليك معايا كدا وقولي رأيك ؟
تطلع له ضياء بجدية :_معتقدش أنها الفرصة المناسبة أنك تفاتح جدك بموضوع مكة .
زفر يوسف بحزن :_ليه يا ضياء مأنا هلبس دبلة زي أخوك وولاد عمك وباقي الشبكة بالفرح أن شاء الله ..
قاطعه بتفهم :_أنت عارف يا يوسف أن جدك هيرفض لأنك لسه متعينتش ولا أشتغلت لكن ولاد عمك كل واحد فيهم بيشتغل ويقدر يفتح بيت أنا قولتلك وجهة نظري وفى النهاية الا تشوفه صح أعمله أنا مش هلاقي أحسن منك لمكة ودا رأيي الكل ...
إبتسم بأعجاب على هذا الفتى الذي ظن كثيراً أنه ينقصه الحكمة لصغر سنه ولكن الآن حطم مقاييس العقل ....
وضعت غادة الشطائر أمامهم قائلة بأبتسامة هادئة :_الشاي يا ضياء ..
رمقها بنظرة عاشقة وتناول طعامه فتطلع لها يوسف بغضب :_بقى تعملى لخطيبك فطار وتسيبني يابت ..
وزعت نظراتها بينهم بخزي :_أسفة يا جو معرفش والله أنك مفطرتش ثواني وهعملك أحلى فطار ..
رمقها بضيق وقد بدت العين بخطة المكر :_مش عايز منك حاجة
تدخل ضياء قائلاٍ بغضب :_ما خلاص ياخويا أنت هتقلبها حوار ..
تطلع لمن تقف بنهاية القاعة قائلاٍ بمكر :_أعمليلي أنتِ يا مكة ..
أشارت له بخجل وتوجهت للمطبخ فلكمه ضياء بلطف :_أه قول كدا بقا ..
أقترب منه يوسف قائلاٍ بصوتٍ منخفض :_سبنا نقلب عيش جانبك ولا هو حلو ليك ووحش لغيرك ..
تعالت ضحكات غادة بينما ساد عيناه الغضب من تصرفه الحذق ..
هبطت ياسمين للأسفل ومعها صابرين فتركتها وتوجهت للمطبخ تعد الفطور لها ولكن سبقتها نجلاء ووضعت أمامها الطعام بفرحة ...شرعت بتناول الطعام معهم والفرحة تسرى لها على حديث غادة ومكة المرح ومشاكسة ياسمين لجيانا حتى توقفت عن الضحك حينما رأت أمامها طبيبها اللعين بأبهى طالته بعدما هبط للأسفل للذهاب لعمله ...
جلس على الأريكة جوار يوسف وضياء يتبادل معهم الحديث الجادي حول ذهابهم لزيارة زين الواجبة ثم توجه للخروج فأسرعت خلفه غير عابئة بنظرات من بالقاعة ..
هبط الدرج ليقف على صوتها المرتفع :_عبد الرحمن ...
أستدار بقلبٍ يرفرف من سعادة سماع أسمه قائلاٍ بستغراب :_أيوا يا صابرين فى حاجة !
تطلعت له بخجل ثم خطت لتصبح أمامه قائلة بعد صمت طال عليه بالنظرات :_كنت حابه أقولك أنى عايزة ألبس الحجاب ..
بقى ثابتٍ كما هو فأكملت هى بأبتسامة صغيرة :_أطمن مش أجبار دا أقتناع من الكلام الا سمعته منك ومن البنات وكمان عشان أ...
وقطعت باقى كلماتها بالصمت والخجل فضيق عيناه قائلاٍ بستغراب :_عشان أيه ؟
أقتربت منه تجاهد لخروج الكلمات :_عشان .....عشان حبيبي بيغير عليا ومش حابب حد يشوفني غيره .
وتركته وصعدت سريعاً ليبتسم بفرحة وعشق تمرد على القلب ليهمس بخفوت قبل رحيله :_شكلى وقعت ! ..
وغادر للمشفى وحديثها يتردد له حتى صورة خجلها تطبع أمام عيناه ...
********
أبدل "حازم" ثيابه وتوجه للرحيل بعد أن تناولت رهف دوائها وغفلت بنوم عميق فهبط الدرج ليتوجه للخروج ولكن سرعان ما توقف على صوتها ...
أستدار بقامته المهيبة :_فى حاجة يا راتيل ؟
أقتربت منه قائلة بنبرة غامضة :_أيوا ..
أستقام بوقفته بجدية :_أتفضلي ..
إبتسمت قائلة بدلال :_حبيت أشكرك على اللبس الا بعته مع السواق ..
تطلع لها بستغراب :_لبس أيه ؟
بقيت تتأمله بأعجاب ثم قالت بهدوء :_زوقك المميز يخليني أميز أنك الا بعت الهدايا مش حمزة ..
ألتمس من نبرتها بأن هناك أمراً ما ولكن تجاهله عن عمد بأنها لم تقصد فرفع ساعة يديه قائلاٍ بثبات :_أنا وحمزة واحد عن أذنك أتاخرت ..
وتركها وتوجه للمشفي ليجتمع بزين والنمر ....
**********
بشركات السيوفي ...
ولج للداخل فأسرعت إليه السكرتيرة بالملفات الهامة قائلة بسرعة كبيرة :_الملفات دي واقفة على توقيع حضرتك يا حازم بيه
إبتسم قائلاٍ بثبات :_أنا حمزة مش حازم بس أوك أبعتيهم لمكتبي وأنا هوقعهم ..
أشارت له بأحترام :_تحت أمر حضرتك ..
وأكمل طريقه للمكتب الأحتياطي لحين الأنتهاء من مكتبه الذي أمر حازم بأعداده خصيصاً له جوار مكتبه الرئيسي ....
كف عن الخطى حينما أستمع لصراخاتٍ خافتة فأستدار يبحث عن مصدر الصوت ليستمع له بالطابق الذي يليه ،تتابع حمزة الصوت للأعلى ليصل لغرفة المطبعة فوقف أمام الباب قائلاٍ بصوته الرجولي :_فى حد هنا :_
:_أرجوك خرجني من هنا هموت
صوت لفتاة مجهولة جعلت شعوراً ما يتسلل له ولكن سرعان ما تخلى عن ما به وأسترسل بحديثه بستغراب :_أنتِ بتعملي أيه هنا المكان دا مقفول للتجديد !...
سعلت بقوة قائلة بضعف :_مكنتش أعرف أنا لسه متعينة جديد أرجوك خرجني مفيش مكان للتهوية ..
أسرع بالحديث :_أرجعي بعيد عن الباب ...
وبالفعل تراجعت ليحطمه بقوة بعد عدد من الركلات ليخر أمامه مستسلمٍ ...ليجدها تلك المغطاة أمامه لا يظهر سوى عيناها البنيتان المخفية خلف ذاك الستار المطوف لجسدها ، خرجت تركض من الغرفة لتسعل بقوة فى محاولة لأستنشاق الهواء على الرغم من ضيق تنفسها الا أنها أحتفظت بنقابها الثمين ليستدير حمزة متفهمٍ فرفعته قليلاٍ تزف الهواء الطلق لها فيعيد لها نشاطها المبتور ...
مرت الدقائق فعدلت من ملابسها قائلة بأمتنان :_مش عارفة أشكر حضرتك أزاي ؟
أستدار حمزة على صوتها الرقيق قائلاٍ بهدوء :_قسم الطبعة فى النحية التانية المفروض الا بعتتك كانت شرحت الطريق ..
أسرعت بالحديث :_الحق مش عليها أنا الا أتسرعت ومشيت بدون ما أسمع باقى كلامها ..
تطلع لها بأعجاب وفضول يفوقه فأشار لها ثم غادر بهدوء لتحمل الأوراق وتغادر هى الأخرى للأسفل فأسرعت إليها السكرتيرة :_أنتِ كويسة يا حنين ؟! ..
أشارت لها بأبتسامة تتخفى خلف نقابها الثمين :_الحمد لله ..
أكمل طريقه لمكتبه وصوتها يطارده بخطاه حتى نبرة السعادة والرضا يستشعره من يتحدث إليها ...حنين لما الأسم يحمل معاني وأفواه ....
أنفض عنه تفكيره بها ثم ولج يستكمل عمله ليترأس الشركات محله ومحل أخيه ...
*********
بالمشفى ...
زين بغضب :_وأنت مستنى أيه يا أدهم ؟!
حازم بستغراب هو الأخر :_الخطوة دي لو كنت عملتها كنت نهيت بيها على الحيوان دا ! ..
بقى صامتٍ يتراقبهم بتلذذ وسكون فخرج عن صمته قائلاٍ بغموض :_أنك تستقل بعدوك دا بداية لهزيمتك ودا الا هو عمله هو أستقل بينا عشان كدا هنبينله ضعفنا المزيف لحد ما يجيب أخره وبعد كدا نديله الضربة القاضية الا هتكون نهاية ليه مش من أولهم نعمل زي مأنتم عايزين لازم نستنزفه أولاٍ ونخلص عليه ثانياً ...
تطلع زين لحازم والأخر يتطلع لها بصدمة وأعجاب فخرج حازم عن زهوله قائلاٍ بأعجاب :_لا نمر بصحيح
زين بأبتسامة لا تليق سوى به :_أنا أبتديت أخاف من تفكيرك وهدوئك دا ..
ولج ضياء ليستمع إليهم فقال بسخرية :_الهدوء الذي يسبق العاصفة ياخويا
تعالت الضحكات الرجولية بينهم لينضم لهم عبد الرحمن وأحمد الذي أنهى عمله وتوجه لزين سريعاً ..
قطعت الهمسات حينما ولج طلعت المنياوي بهيباته الرانحة ليخطف الصمت الأفواه فأقترب من زين قائلاٍ بهدوء يلزمه :_حمد لله على سلامتك يا ولدي
إبتسم قائلاٍ بفرحة لوجوده :_الله يسلمك يا حاج ...
أقترب منه حازم وتبادل معه السلام فجلس طلعت على المقعد ونظراته تتوزع بين أحفاده بغموض قطعه قائلاٍ بحذم :_فرحك عندي يا ولدي بين ناسك وأهل حتتك فى نفس يوم فرح أحفادي لأنك بمعزتهم عندي ...
تطلع له أدهم والجميع بصدمة فأكمل حديثه :_ العمال جالوا أنهم جدامهم قيمة شهر إكده وهيخلصوا وأهو تكون بجيت كويس ونعمل فرحكم سوا
إبتسم زين بفرحة :_أكيد يا حاج
سعد أحمد كثيراً بينما تعجب عبد الرحمن وأدهم ليعلم كلا منهم بأن هناك أمراً ما خفى ! ...
ولج الفهد للداخل فأبتسم قائلاٍ بفرحة :_ متجمعين عند النبي ...
رددوا جميعاً بنفسٍ مرتفع :_عليه أفضل الصلاة والسلام ...
طلعت بأبتسامة واسعة :_تعال يا ولدي ..
ولج ليجلس جوارهم قائلاٍ وعيناه مركزة على زين :_حمد لله على السلامة يا زيزو .
تعالت ضحكاته قائلاٍ بمرح وعيناه على الجميع :_والله ما عارف أودي جمايلكم فين متشكرين يا شباب ..
تعالت الضحكات بينهم والمرح سيد الموقف وخاصة بعد رحيل طلعت ولكن عم الحزن حينما أخبرهم فهد بأن عليه العودة للصعيد فى أمراً هام ....وأنه سيعود بأقرب وقت ...
**********
بقصر السيوفي ...
كانت تتأملها بغضب هى تراها غافلة أمامها فجذبت المقعد وجلست جوارها تحدث ذاتها بنبرة مخيفة ...
..."كنت فاكرة أن بعد ما أتسببت فى خسارة البيبي أن أهتمام حازم هيقل بيكِ لكن بالعكس زاد هموت وأعرف أنتِ عامله أيه عشان تعملي فيه كدا ....ثم تطلعت للشرفة بشرود ومازال الحديث قائم بينها وبين ذاتها ...."أنا قبلت بحمزة لما لقيت علاقته أتحسنت بحازم عشان أكون جانبه يمكن يحس بحب السنين الا فاتت دي كلها بس لقيت أن أنا الا بموت وأنا شايفة دلعه ليكِ وحبه الزايد عن حده وخاصة بعد ما عرف بحملك عشان كدا كان لازم أحطلك الدوا بالعصير وأخلص منه وهفضل أعمل كدا عشان ما يجمعهوش بكِ أي رابط ...حازم ملكى أنا وبس ..."
تشكلت البسمة الزائفة على وجهها حينما فتحت رهف عيناها بضعف فأقتربت منها بلهفة مصطنعة :_طمنيني عنك يا حبيبتي ..
إبتسمت رهف ببراءة :_الحمد لله يا راتيل
ثم أستندت بجذعها لتجلس بأستقامة والدمع مازال يلمع بعيناها على فقدان طفلها فجلست تلك الحية جوارها تزرع لها حبٍ مطعون بالكرهية والغيرة ولكن هل سيعلم حازم عدوه الحقيقي الذي يريد أنتشال عشقه المتيم منه ؟! ..
*********
بمنزل طلعت المنياوي ..
علم الجميع بأمر الزفاف المحدد بعد شهر من الآن فبدأت الأمهات بأعداد الهمة بتجهيز فتياتهم له ....سعدت البعض وشعرت أحدهم بالخوف والأخرى بالحماس ولكن مطافهم يجمعهم عشق متوج ...
*********
أنهى حمزة عمله وتوجه للخروج ليلمحها تعمل جوار مكتب السكرتيرة لا يعلم لما سحبه نظره ليتطلع لها نظرة سريعة ربما لا يعلم أن هناك رابط سيجمعه بتلك المنتقبة ....
*****
جلست بالخارج مع مكة عيناها تراقب الطريق بتلهف للقائه فرأته يقترب منها على أول الحارة بقامته الطويلة وعيناه العاكسة للون الحياة ..أخفت بسمتها فولج لتقترب منه قائلة بخجل :_شوفت رسايلك ..
إبتسم أدهم قائلاٍ بغموض وثبات :_جاية شمتانة أن النمر وقع ..
كبتت ضحكاتها قائلة بخبث :_لا مش النمر دا قلبه بس ..
تأملها ببسمة على دهائها وقلبه ينقل طرب عشقها ، تلاقت العينان ليقطعهم ولوج عبد الرحمن قائلاٍ بستغراب :_صابرين فين يا مكة ؟
أجابته بعد أن نهضت عن الأريكة :_مع ياسمين وغادة فوق..
أشار لها بهدوء ثم صعد للأعلى بينما جلس أدهم بأنتظاره حتى يعود معه لزين بعد أن عاد لمنزله ...
*****
بشقة إسماعيل المنياوي ...
ولج من الخارج ليصيح بصوتٍ مرتفع بعض الشيء :_ ماما ....ماما.
خرجت سلوى من المطبخ قائلة بسعادة :_أيوا يا حبيبي ..
بحث بعيناه عنها :_صابرين فين ؟
أشارت له على الغرفة فتوجه إليها فدخل حينما أستمع أذن الولوج ،تصنم محله وهو يراها تقف أمامه بفستان أحمر اللون طويلاٍ للغاية وحجابها الذي أستمد أخر ما تبقى بمحاولات الصمود ...أقترب منها قائلاٍ بهمس كالمسحور :_ما شاء الله ..
تلون وجهها بحمرة تفوقها أضعاف فأبتسمت غادة وياسمين لتنسحب كلا منهم بصمت ..
خرج صوتها المجاهد للحديث :_حلو؟
رفع يديه يجذب طرف الحجاب ليضعه على كتفيها قائلاٍ بتأكيد:_أجمل من القمر نفسه ..
رقص طرب قلبها وهى تراه يتغزل بها لأول مرة فرفع يديه لها قائلاٍ بهيام :_يالا ..
ضيقت عيناها بعدم فهم فأكمل بهدوء:_زين رجع البيت
إبتسمت بسعادة ورفعت يديها له سريعاً فخرجت معه لتحاول والدته أن تجعلها تمكث قليلاٍ ولكنه رفض ذلك ...
هبطت معه للخارج فوقفت أمام السيارة بأرتباك ثم تركته وصعدت لتقف أمام أدهم قائلة بدمع يلمع بعيناها :_فى حاجة لازم أعملها قبل ما أرجع البيت
تطلع لها بسكون لتكمل بدموع :_هحتاج مساعدتك ..
علم النمر ما تود فعله فأتبعها بصمت ليكون خير الأختيار لتلك المهامة ...
**********
بمنزل زين ..
وضعه أحمد ويوسف على الفراش قائلا بأبتسامة هادئة :_نورت بيتك يا زيزو ..
أكتفى ببسمة بسيطة :_الله يسلمك يا جو ...طمني عامل أيه فى الشرطة ؟
أحمد بسخرية :_هيعمل أيه يعني أهو مرمي أقصد مستني التعيين
رمقه بغضب لتتعالى ضحكات زين قائلاٍ بصعوبة بالحديث :_مفيش فايدة فيكم هتفضلوا زي مأنتوا ..
كاد الحديث ولكن قطعهم ولوج همس بالطعام ليغمز له أحمد بمكر ثم خرج كل منهم لتقترب منه قائلة ببسمة رقيقة :_حمد لله على السلامة يا حبيبي ..
تطلع لها بستغراب :_الله يسلمك يا قلبي ، بس أنتِ لحقتي تعملي أكل أمته ؟! ..
جلست جواره قائلة بغرور :_أنا هنا من ساعة تقريباً رتبت الفيلا وعملت الأكل ..
ظهر الضيق على ملامحه :_والخدم فين ؟! ..
أجابته بهدوء :_أكيد فى أجازة بعد الا حصل
ثم أقتربت منه قائلة بغضب :_وبعدين أنت مش عايزني أعملك الأكل بأيدي ! ..
رفع يديها يقبلها بعشق :_أنتِ عارفة أد أيه أنا بعشق أكلك بس مكنتش حابب أتعبك ..
إبتسمت بفرحة بعدما سحبت يدها بخجل :_لازم أتعود مش بيتي ولا أيه ؟
تعالت ضحكاته قائلا بتأكيد :_البيت وصاحب البيت ملكك ..
تركت نظراتها عنه والبسمة تحفل على وجهها حينما تناول طعامه بدلال حتى تظل تطعمه طوال النهار ...
علم زين بوجود أدهم بالأسفل فحملت همس الأطباق وتوجهت للأسفل لتقف على صوته قائلا بأمل :_همس ...عايزك تقربي من صابرين صدقيني هى بسيطة جداً
أكتفت ببسمة له وبداخلها توتر من تلك الفتاة الغربية التى لم تتقبلها قط ...
خرجت بالأطباق لتتقابل معها على الدرج فأسرعت إليها صابرين تتناول منها بعض الأطباق لتعوق الصدمة كاهليها حينما رأتها ترتدي الحجاب وتعاونها بذاتها ربما بداية المحبة بينهم فهبطت معها تعد المشروبات لأدهم وعبد الرحمن ثم صعدت كلا منهم للأعلى ...
وضعت المشروبات على الطاولة لتجد زين يتطلع لها بصدمة قائلاٍ بستغراب :_قدرتي تعملي كدا يا صابرين ؟
أقتربت منه بدموع لتجلس جواره قائلة بألم :_عشت سنين من عمري بكن لها الأحترام لأنها أمي بس مكنتش أعرف أن النهاية هتكون أن الفلوس عندها أهم من حياتي ...
ذرفت الدمع والجميع يراقبها بتأثر لتكمل ببسمة سخرية :_كنت بعاملك على أنك مجرم وممكن تقتلني فى أيه وقت لكن أخر توقعاتي أنك تكون الحمى ليا منها ! ..عشان كدا مش ندمانه على شهادتي ولا الدليل الا قدمته للنيابة أنها قتلت خالد هى أجرمت ولازم تتعاقب
أحتضنها زين بسعادة وعدم تصديق على ما فعلته لأجله تحت نظرات فرحة الجميع فربما الآن بداية للقاء حافل بين ثنائي الملحمة .....وربما أعلان قاموس لهربٍ مميتة ...
لقاء قريب فى الفصل القادم من
يتبع...
مافيا الحي الشعبي(القناع الخفي)
البارت الثامن عشر
...نبضات بين الوجدان ....
عاد للقصر فصعد للأعلى سريعاً ليجدها تجلس على فراشها ببسمة تصنعها بنجاح ، لم يعبئ على من تجلس لجوارها وأسرع إليها يحتضنها بلهفة قائلاٍ بمبرر لوعده القاطع لها بوجوده لجوارها حينما تستيقظ :_جالى تلفون مهم وكان لازم أنزل سامحيني ..
رفعت عيناها له قائلة بعشق متلهف :_لسه صاحية من شوية يعنى مش كتير ...
أكتفى ببسمة صغيرة ولكنها ناقلة لطوفان من العشق ليزداد نيران من تجلس جوار زوجته على توعد بهلاكها حتى تمحى أثرها بقلبه ....
********
وقفت تتأمل خطاه المغادرة للقصر بأبتسامة ترسم على وجهها وعشق يطوف عيناها فأستدار ليراها تقف بالأعلى فأشار لها بهدوء ثم أتبع النمر للخارج ..
صعد أدهم وعبد الرحمن مع أحمد الذي أتى بسيارة عمه ليقيلهم للمنزل وكلاٍ منهم شارداً بملكوته الخاص ....صدحت السيارة بصوتٍ شديد للغاية جعل كلا منهم يفق ليتفاجئ كلا منهم برجالاٍ يطوفون الطريق بأسلحة بيضاء وأعين تشع بالشرار ..
عبد الرحمن بأستغراب :_فى أيه يا أحمد ؟
تحلى بالصمت وهو يتأمل ما يراه فربما لا يعلم لجلوسه بالمقعد الخلفي أما بالأمام فأتضح الأمر لأحمد والنمر ....
أقترب منهم بعض الرجال ليفتح كلا منهم الأبواب على مصرعيها مشيراً بالأسلحة :_أنزل منك له ..
علم النمر بما يحدث فهبط ولحقه أحمد وعبد الرحمن ...ليتفاجئ به يقف أمامه ونظرات الشر تكمن بعيناه ...
ردد أحمد بخفوت :_ حد عنده أفكار ؟
عبد الرحمن بسخرية :_ أعتقد الدراع أفضل حل ..
إبتسم النمر بخبث وعيناه تراقب من يقف أمامه :_وأنا مع عبد الرحمن .
وقبل أن يتفوه بكلمات أخرى كانت المعركة قد شُعلت حينما أشار لهم إسلام السلاموني لينقض كلا منهم على رجاله ...
كانت المعركة غير عادلة برجاله الكثيرون ولكن مهلا ربما كانت منصفة بوجود النمر ! ...
صد أدهم الضربات ببراعة لينال من معظمهم بعناء كبير حتى عبد الرحمن وقف ليكون حمى له يصد الضربات الموجهة للظهر ،صعق أدهم حينما وجد أحداهم يقترب من أحمد بخنجر حاد مستغل أنشغاله باللكمات المتصدية لهذا الرجل العملاق فأسرع إليه سريعاً ليتلقي الطعنة بيديه ...
أغمض عيناه يتحمل الآلم فأسرع إليه عبد الرحمن ليجذب الخنجر من معصمه سريعاً ولكن سرعان ما عادت ملامحه للثبات والقوة ...
طاف بقدمياه جوارهم ونظرات الغضب تفتك به وهو يرى هؤلاء يتصدون لرجاله الأقوياء دون عناء! ...
كانت نظراته مسلطة على أدهم بالأخص وهو يرى يديه تنزف بشدة ورغم ذلك يقف كالنمر يصد الضربات بيديه غير عابئ بأصابته ،حسم أمره سريعاً ليهرب من ساحة المعركة مع عزم أكثر وعيد بالأنتقام ولكن تلك المرة بطريقة مختلفة عن ذى قبل نعم فتعمد أخبار طلعت المنياوي بأمر المافيا ظنٍ بأنهم سيلاقوا مصيراً مأسوي ولكن لم يجد ردة فعل فقرر الأنتقام بذاته وها هو يفشل للمرة الثانية ولكن مع وعيد بالبحث عن نقاط ضعف كلا منهم ...
تمددوا أرضاً كالجثث الهامدة فأقترب عبد الرحمن منه يتفحص أصابته قائلاٍ بزعر :_أنت كويس ؟
وقف ثابتٍ يبحث بعيناه عنه فأبتسم بسخرية :_كنت متأكد أنه هيهرب ..
أحمد بخوف بعدما أقترب منهم :_أصابته كبيرة يا عبد الرحمن ..
أكتفى بالأشارة له ثم أسرع للسيارة يحضر حقيبته الصغيرة ليداوى جرح النمر ...
**********
بمنزل طلعت المنياوي ...
أوشك النهار على محو سواد الليل فبقت العائلة بالأسفل بخوف من جلوس طلعت بالقاعة بأنتظارهم والغضب يكمن بعيناه الهادئة ...حاولت جيانا الوصول لأدهم ولكن لم تتمكن من ذلك فأخفضت هاتفها حينما وجدتهم أمامها ! ..
تراقب الجميع طلعت الذي نهض عن مقعده ليقف أمامهم كالنمس الهادئ يتفحصهم بنظراتٍ تكاد تفتك بهم ليرى ذراع أدهم المصاب ....تعال التوتر على وجوه الجميع ليصدح آذان الفجر على مسمعهم ومازالت نظرات طلعت تسودهم ....
خرج عن صمته أخيراً قائلاٍ بصوتٍ مزلزل بالهدوء المخادع :_الكل إهنه فاكر أنى هزعق عشان التأخير ومحدش يعرف حاجة عن عملكم البطولي الا بتقوموا بيه ! ..بس يا ترى الأصابة دي كان سببها أيه سرقة ولا ضرب بلطجي ؟!
أنكمشت ملامح أحمد وعبد الرحمن بعدم فهم بينما بقى أدهم ثابتٍ كما هو ، علت ملامح الجميع بالأستغراب ليكمل هو بعدما طرق الأرض بعصاه قائلاٍ بغضب لا مثيل له :_طول عمري ماشي وسط الخلج ورافع رأسي ، محدش جدر يقف قصادي ..على أخر الزمن تيجوا أنتوا وتمحوا أحترام طلعت المنياوي ! ..
إبتلع يوسف وضياء ريقهم برعب لعلمهم الآن ما يود طلعت قوله ، أقترب منه إبراهيم قائلاٍ بزهول :_طول عمرك رأسك مرفوعة يا حاج ومحدش عمل حاجة توطي رأسك لا سمح الله ! ...
رمقه بنظرة كانت كافيلة بجعله يتراجع خطوات للخلف فأقترب منه إبنه الأكبر قائلاٍ بهدوء :_فى حاجة حصلت زعلت حضرتك؟
طافت عيناه أحفاده الثلاث ثم نقل نظراته لأبنه قائلاٍ بعصبية شديدة :_فى أنك معرفتش تربى يا ولدي .....فى أن تربيتك فى أبنك البكري كانت كلها غلط فى غلط ..
رفع محمد المنياوي عيناه على أدهم بتفحص كأنه يسأله بنظراته عما أرتكبه بأبيه ولكن وجده ثابتٍ للغاية فقال بخوف وتوتر :_ أدهم ؟ عمل أيه أيه !
أقترب خطوة منهم قائلاٍ بعد صمت بلتزم به ليستكشف تعبيرات وجوههم :_أحفادي المتعلمين بيطلعوا من بيتهم مغمين وشهم وعاملين بلطجية على خلق الله
صعق الجميع وعلى رؤسهم الفتيات فأخذت كلا منهم تتأمل معشوقها بصدمة ، جلست نجلاء أرضٍ تبكى بقوة وتلطم وجهها بصراخ وعويل متقطع :_ أدهم إبني !!
خرج أحمد عن صمته قائلاٍ بهدوء :_أحنا معملناش حاجة غلط أحنا دافعنا عن الح...
قطعه صفعة والده الحادة قائلاٍ بغضب:_مش عايز أسمع صوتك كفايا أوى الا عملته يا محامي الشرف والصون !
صعق أحمد من رد فعل والده وبقى متخشباً محله بصمت ، تبادل أدهم نظراته بجده بأنتظار ما سيقول فرفع يديه للجميع بالصمت ثم قال بصوتٍ آمر :_دي كانت أخر حاجة أتوقعها منيكم
ثم ولاهم ظهره قائلاٍ بقسوة :_مش عايز أشوف وش حد فيكم تلموا خلجاتكم وتدلوا الصعيد عند فهد لحد معاد الفرح
وتركهم وولج لغرفته لتعلو صيحات البكاء فيما بينهما ... فأقتربت منهم نجلاء قائلة بصدمة :_ليه ؟ ليه تعملوا كدا ! ..
أخفض أدهم نظراته عنها ثم صعد للأعلى بصمت ليحزم أمتعته فرفع عبد الرحمن يديه على كتفيها قائلا بصدق :_مكنش غرضنا غير خدمة الناس وفكرة الأقنعة دي كانت لنفس الأفكار الا دخلتلكم
خرج أحمد عن غضبه قائلاٍ بعصبية :_أحنا فى زمن الا يعمل معروف بيكون بلطجي ! .وفى نفس الوقت زرعتوا فينا الرجولة وأن دا ينفع ومينفعش كنا هنعمل أيه وأحنا شايفين العاجز عشان واحد أقوى منه ! ..ولا الغني الا بفلوسه بينهش لحم الفقير لو كنا مشينا كنتوا هتكونوا فخورين بينا ! ..
بكت ريهام بقوة على حاله بينما صعد عبد الرحمن هو الأخر لينفذ عقوبة طلعت المنياوي ...
جلست أرضٍ تبكى بقوة وتطرق بضعف حتى تسللت دمعاتها قلبه العاشق ففتح باب غرفته ثم توجه لخزانته يكمل ترتيب ملابسه ...تحملت جيانا حتى أصبحت على قرب منه فجاهدت بالحديث:_هتسبني ؟
لم يجيبها وأكمل ترتيب ملابسه فأقتربت بدموع تغزو وجهها بلا رحمة ثم تمسكت بذراعيه الحاملة للثياب لتطرق بضعف :_مش هقدر أعيش من غيرك يا أدهم
رفع عيناه الخضراء الكابتة لغضب أحترام الجد فكم كان يود الصراخ به ليستمع لهم ولكنه أكتفى بعقابه اللعين دون الأستماع لما لديهم ! ...
بكت وتمسكت بمعصمه قائلة بصوت متقطع :_متمشيش يا أدهم ...
تحطم أسوار قلبه وغضبه بذاتٍ واحد فرفع يديه يزيح دمعاتها قائلاٍ بعشق ومرح :_غبية دا مجرد شهر واحد وهرجع ليكِ بس هتكونى مراتي وملكِ ..
بكت قائلة بنفي :_لا مش هسمحلك يا أدهم
رفع يديه يحتضن يدها قائلاٍ بهدوء :_هكلمك على طول يا جيانا
وسحب يديه سريعاً يعد حقيبة ثم أغلقها وحملها وهبط للأسفل سريعاً لتلحقه والدموع تزف أوجاعها فكلما كانت تقترب منه كان يسرع حتى لا يتألم قلبه ..
هبطوا جميعاً وكلا منهم حامل لحقيبته لتتساقط الدمعات الحارقة على وجوه الجميع ...أقتربت ياسمين من أحمد والدموع تكسو وجهها فرسم بسمة بسيطة على وجهه قائلا بهدوء :_لو كنت أعرف أنك جميلة بالحزن كدا كشفت حقيقتنا من زمان ..
إبتسمت بحزن ثم جاهدت خجلها قائلة ببكاء :_أنا عارفة أنت عملت ليه كدا... أنا فخورة بيك يا أحمد
إبتسم بألم :_أنتِ الوحيدة الا فهمتيني صح يا ياسمين لكن أبويا ..
وصمت بحزن يكبت أوجاعه ثم توجه للهبوط سريعاً ..تمسكت مكة بأخيها وتعالت بالبكاء الحارق فأشار النمر لضياء بحذم ليجذبها بعيداً عنه بحزن أما يوسف فأقترب من أخيه قائلا بدموع :_أخدت أيه من خدمة الناس ؟!
لم يجيبه عبد الرحمن ليصرخ به :_جاوبني أخدت أيه غير لقب بلطجي محدش عارف الا بتعملوه ...صورة واحدة بس الا بتترسم ليكم ! ..
جذبه أدهم بغضب :_الصورة دي هتترسم للبيتفرج على الا محتاج مساعدته وهو عاجز عنها ..أحنا مش مجرمين أحنا أبطال ودا الا أنت هتفضل عمرك كله ومش هتفهمه ..
وتركه وغادر ليلحقه عبد الرحمن حاملاٍ حقيبته بحزن ...
بكت كلا منهم وتراقبت الأخرى أخر طيف لمعشوقها لتترنح على نغمات الآنين وهوس الألم ...
***********
بقيت غافلة بأحضانه وهو بعالم أخر منشوب بما فعله ليصد هجمات ذلك اللعين فأبتسم على ردة فعله الخبيثة التى ستتمكن منه ،صدح نهار اليوم المنشود سريعاً ففتحت رهف عيناها بفزع وصراخها يعبئ الغرفة بأكملها فخرج حازم من خزانته قائلاٍ بفزع :_فى أيه ؟
جلست على الفراش تسترد ذاتها لترفع عيناها بدمع وهى تتأمله ثم ألقت بذاتها بأحضانه :_متخرجش يا حازم
أخفى بسمة سخريته من تلك الفتاة المدلالة فجلس جوارها وهو يعقد قميصه :_أسيب شغلي بقا وأقعد جانبك طب مين الا هيصرف علينا !
إبتسمت بخفة ثم قالت بمشاكسة نجح بزرعها :_هى محتاجة تفكير عميق حبتين ..
تعالت ضحكاته الرجولية قائلاٍ بسخرية :_شوفتي بقا ! ..يبقى زي الشطرة كدا تسيبني أكمل لبس وألحق الميتنج أنا حاسس أن حمزة فاضله تكة ويولع فياا ..
أكتفت ببسمة صغيرة وهى تراقبه يرتدى الجرفات الخاص به بأعجاب ولكن مازالت تشعر بأنقباض قلبها لأمراً ما لا تعلم بأن ما تشعر به هو الصائب فهناك أمراً غامض سيحيل بهم لتلوذ بالنجاة لعاشق يتخطى الموت لأجلها ! ..
هبطت معه للأسفل بأصرار منها رغم عدم شفائها كلياً فطبع قبلة على جبينها قائلا بعشق :_هتوحشيني
إبتسمت قائلة بسخرية :_هفكر كدا وأشوف أذا كنت هتوحشنى ولا لا ..
كبت ضحكاته قائلا بثبات يضاهيه :_طب وأنا هعرف أزاي أنى وحشت الأميرة بتاعتي ؟
ضيقت عيناها بتفكير "_ممكن أكلمك فون ..
كبت ضحكاته غامزاً بعيناه بتسلية :_هنتظر مكالمتك ..
وتركها ورحل ونظراتٍ ما تكاد تخترعهم ...نظرات محفزة بحقد دافين لسنوات ..
*********
وقفت سيارة الأجرة بعد قيادة ما يقرب لستة ساعات متواصلة أمام ذلك المنزل الشامخ ،تحفه الحشائش والأشجار من كل جانب ، تعلو بنخيله العالى كأنها تعلن عن كبير الدهاشنة ...فزاع الدهشان ...وقف أدهم يتأمل المكان بنظراته الساكنة المخفزة بأعجاب بادى بها ، خلفه وقف أحمد الغير عابئ بالمكان فحزنه يكبت بالأعماق ولجواره عبد الرحمن المبتسم من رؤية من يقترب إليهم ...
سليم بفرحة كبيرة :_نورتوا البلد كلتها يا ولاد العم ..
عبد الرحمن بأبتسامة هادئة :_بنورك يا سليم وحشني والله ..
أحتضنه قائلاٍ بسخرية :_أتوحشتك ولا عقاب طلعت المنياوي الا حدفك إياك !
رمقه أحمد بضيق :_هو أنت مفيش حاجة بتستخبى عليك !
تعالت ضحكاته قائلاٍ بمكر :_لع ومن الواضح إكده أننا هنتبسطوا سوا فى الأرض
إبتلع عبد الرحمن ريقه بخوف :_أرض أيه ولمواخذة !
أتى عمر من خلفه قائلاٍ بغرور :_الحاج طلعت المنياوي موصينا بأننا منأجرش أنفار السنادي وحضراتكم موجدين
تطلع عبد الرحمن لأحمد بزعر ثم تطلعوا جميعاً للنمر الساكن فحمل حقائبه وتوجه للداخل بثبات وصمت يغلفه ...
خطى الدرج العملاق ليجد رفيقه أمامه بجلبابه الأسود قائلاٍ بغمزة عيناه الساحرة :_نورت بيتك يا نمر أو نمشيها زعيم المافيا !
رمقه أدهم بنظرة مميتة ثم ألقى بحقائبه بغضب ليلتقطها فهد بأبتسامة مرتفعة ليعلو صوتٍ ما خلفه بلهجة صعدية مفاجئة للجميع :_متضيقهوش أمال يا فهد سيبه إكده لحد ما نعرف أيه الا حصول
أستدار النمر ليردد بصدمة لرؤية من يقف أمامه بجلباب أببض ووشاح تعمد أحكمه كالعمامة فردد بزهول وصدمة :_زين ! ..
أكتفى ببسمة صغيرة وهو يعدل من جلبابه بغرور :_نورت الصعيد كلتها يا نمر ..
أقترب منه أحمد بزهول :_أنت جيت أمته وأزاي ؟!
حمل عنه الحقائب قائلاٍ بأبتسامة لا تليق سوى به :_ندخل ونتكلم ..
عمر بغرور :_وأنا بقول كدا برضو ..
عبد الرحمن بسخرية :_أوك شيل بقا ..
وألقى بحقائبه عليه ليلتقطهم بوعيد منه ،ولجوا جميعاً للداخل لتحل الصدمة على وجه عبد الرحمن حينما وجد صابرين بالداخل تجلس مع رفيقتها المقربة نادين فكانت تدرس معاً بالخارج ...أسعفهم من جو المشاكسة فيما بينهم صوت هبوط الكبير على الدرج العملاق المكتسح لنصف مساحة القاعة بجلبابه وعماته البيضاء وعصاه الأنبوسية التى تزيد وقاره لا تليق سوى بفزاع الدهشان كبير الدهاشنة قائلاٍ بثبات :_مرحبا بيكم يا ولد ...
وهبط ليقف أمامهم قائلاٍ ببعض الغضب :_أنى خابر زين كيف ولد عمي متسرع فى قرارته عشان إكده أنى جاهز أسمعكم ولو طلع عنديكم حق أنى الا هجفله وأنتوا أهنه أحبابي مش بتقضوا عقوبة زي ما هو خابر ...
إبتسم زين وأحمد بأعجاب على هذا الرجل فرفع يديه على كتفى النمر :_نورتنا يا نمر ..
تطلع له بعين لمعت بالمكر فأبتسم كبير الدهاشنة بغموض حائل بينهم ...لتبدأ الآن معركة المافيا والدهاشنة ! ..
********
صفن للغاية بها فدق هاتفه برنين خاص يعلن عنها فرفعه بأبتسامة سخرية :_لحقت أوحشك ! ..
سعلت بقوة وقالت بمجاهدة للحديث :_حازززم ألحقني
تمزق قلبه لصراخها فنهض عن مكتبه قائلاٍ بلهفة :_فى أيه يا رهف ؟
لم تستطيع الحديث ليستمع لجسدها المرتطم بالأرض وصوتها الخافت :_حا .....ز....م ..
لم يتمكن من ثباته الملازم فجذب مفاتيح سيارته وأسرع بالركض إليها غير عابئ بنظرات الموظفين ليهرع لسيارته ورتيل أسمه يتردد بخفوت وتعب شاق ....أنقباض نفسها جعله يستشعر بما توجهه فحمل هاتفه الأخر يتحدث مع الحرس والخدم الخاص بالقصر ولكن كانت المفاجأة له بأن لا رد فأزداد قلبه بخوف ورعب يضاهيه لا يعلم بمن يترابص به لينهى حياته فما أن صعد لسيارته حتى خرجت شاحنة عمالقة للقضاء عليه ،تفاجئ حازم بمن يهاجمه من الخلف فأستدار ليجد شاحنة ضخمة للغاية تتعمد أن تصطدم به فعلم بأن هذا اللعين يريد التخلص منه حتى يتمكن من القضاء على حمزة ولكنه لم يعبئ سوى بمن تلفظ بأسمه فتزلزل حوائط قلبه فتجردها للآنين ....ود لو تصبح سيارته طائرة تنقله لهناك سريعاً فيحتضنها بلهفة وجنون ولكن سرعان ما خرت قواها أمام قوة الشاحنة فأنقلبت على الطريق كحال قلبه المهشم ليجثو أرضٍ تغمره الدماء والهاتف بيديه يستمع لصوتها الخافت ولكن هل سيتمكن من أحيائه مجدداً ليتمكن من أنقاذ معشوقته ! ...هل سيلبي ندائها ؟
هل سيتحدى الموت لأجل من حكمت زمام قلبه ؟
ما الغامض بين كبير الدهاشنة والنمر ؟
كيف وصل زين للصعيد ؟
كيف سيجتاز العشاق ذلك الأختبار المميت ؟
وأخيراً كيف سيكون أتحاد المافيا والدهاشنه ؟..
من هنا تبدأ الدهاشنه بالبدأ بجزائها الجديد لنرى الكبير المستقبلى لتوالى أموراً سترغمه على الزواج من فتاة أخرى فهل سيصمد عشقه أمام المجهول ...
من هنا بداية لمسار جديد خاص بالنمر والفهد ...قريباً
يتبع....
لمتابعة الرواية الجديدة زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا
بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل
متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا
الرواية كاملةمن هناااااااااا
مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا
مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هناااااا
تعليقات
إرسال تعليق