رواية اسر قلبى الفصل العشرون والحادي وعشرون والثانى وعشرون والثالث وعشرون بقلم هدير الصعيدي وولاء يعقوب
رواية اسر قلبى الفصل العشرون والحادي وعشرون والثانى وعشرون والثالث وعشرون بقلم هدير الصعيدي وولاء يعقوب
الحلقه العشرون
فجأه إنطفأت الأنوار كلها فهتف فارس قائلا
فارس بإستغراب : إيه إلى حصل النور قطع ولا إيه ؟
جنى بخوف وهى تمسك بذراع فارس : فارس أنا بخاف من الضلمه .. هو فى إيه ؟
فارس وهو يضمها إليه بذراعه : متخافيش يا حبيبتى أنا معاكى أهو .. هو سليم الصغير فين ؟
جنى : نايم فووق
فارس : طيب تمام .. متخفيش بقى
أما رؤى فبحثت عن سليم فلم تجده وهتفت بإسمه عده مرات ولكنه لم يجيبها ... وفجأه ظهر ضوء من ركن بالقرب من الجميع فتوجهت الأنظار إليه وفجأه جحظت رؤى بعينيها ما إن رأت شاشه عرض كبيره تعرض صور تجمع بينها هى وسليم فى مختلف مراحل حياتهم وظهر سليم من خلف الشاشه وهو يتحدث فى الميك و يقترب من رؤى هاتفا
سليم : أول ما جيتى الدنيا كنت أنا أول واحد أشيلك .. كنت أنا أول واحد أشوف عنيكى .. من اليوم ده حسيت إنك مسئوله منى معرفش ليه مع إنى كنت وقتها طفل .. على مدار حياتنا كان الإحساس ده بيزيد أكتر وأكتر .. كنت بخاف عليكى أكتر من نفسى .. حسيت إنى عايش بس عشانك
صمت سليم وما إن وصل إليها حتى هتف قائلا وهو ينظر فى عينيها : أوعدك إنى أفضل دايما جنبك .. أوعدك إنى أحافظ عليكى .. و أوعدك إنى أكون قد كلامى معاكى
كانت رؤى تتطلع إليه بذهول والدموع تترقرق فى عينيها فنظر إليها سليم وهتف قائلا
سليم : ممكن تغمضى عنيكى
رؤى بإستغراب : ليه ؟
سليم بغضب مصطنع : لا يا هانم محبش مراتى تعارضنى .. يلا غمضى عنيكى
رؤى : حاضر .. أهو
وبالفعل أغمضتهما فإقترب سليم منها وهمس بجانب أذنها
سليم بهمس : واثقه فيا ؟؟
رؤى : طبعا
سليم : طب هاتى إيدك
أمسك سليم بيد رؤى وهى مغمضه العينين وأوقفها فوق أرضيه مصنوعه من الزجاج ثم إنطفئت الإضاءه فجأه وفى تلك الفتره أمسكت رؤى بسليم بشده وهتفت قائله
رؤى بخوف : سليم إيه ده ؟؟
سليم : متخفيش مش قولتى إنك واثقه فيا
ثم بعد لحظات هتف قائلا : يلا فتحى عينيكى
فى تلك اللحظه عادت الإضاءه مره أخرى وتوجهت على مكان رؤى وسليم فشهق الجميع بذهول
فقد كان سليم ورؤى بمكان مرتفع للغايه وكأنهم يقفون بين النجوم ... أما رؤى فما إن فتحت عينيها حتى هتفت قائله
رؤى بدهشه : إيه ده .. إحنا إزاى وصلنا هنا ؟
سليم وهو ينظر إلى عينيها : لو عايزه نجوم السما أجبهالك وفى لحظه تكون بين إيديكى .. إحلمى بأى حاجه وأنا هعملهالك .. أنا موجود بس عشان أسعدك
ثم نظر سليم للجميع من مكانه وأعاد النظر لرؤى وبدأ يغنى
سليم بصوته العذب : أجمل نساء الدنيا .. جوا عيونى أنتى
جمل نساء الدنيا .. أنتى يا حبيبتى
خدنى الغرام .. خدنى لحكايه حب حلوه
عشت ليها .. شفت فيها أجمل حياه
أنا مش مصدق نفسى .. إنك بين إيديا
من يوم ما حبك خدنى .. مش بتنام عنيا
جوايا شووق .. قد الحنان إلى فى عنيكى
روحى فيكى .. نظره ليكى هيا الحياه
أجمل نساء الدنيا .. فى عنيا أنا
قدرت تاخدنى فى ثانيه .. من روحى أنا
وعد منى ما أحب غيرك .. فى الوجود
كانت عينى رؤى معلقتان على سليم وهو يغنى وقد نست تماما ما حولها .. وبدأ إرتفاع الأرض الزجاجيه يقل إلى أن وصل لمستوى الأرض مره أخرى فى نفس اللحظه التى إنتهى فيها سليم من الأغنيه .. وما إن إنتهى حتى صفق لهم الجميع بحراره وقام حازم بالتصفير عده مرات
وفجأه ظهرت فى السماء ألعاب ناريه كثيره فنظر الجميع لأعلى وإرتفت البلالين لأعلى وكان وسط تلك البلالين بلونتان مكتوب عليهم R >>> S
فى تلك اللحظه نظرت رؤى لسليم بأعين دامعه وهتفت قائله
رؤى بدموع : كل ده عشانى يا سليم
سليم وهو يمسح دموعها : مش عايز أشوف دموعك دى تانى أبدا .. رؤى كل ده قليل عليكى .. أنتى لو طلبتى عمرى هديهولك
ثم صمت ونظر فى عينيها وهتف قائلا : رؤى أنا ب......
قطع سليم حديثه عندما صاح حازم قائلا بجانبهم
حازم : أيوه بقى يا رومانسى
سليم بغضب : يا بنى إرحمنى .. أبوس إيدك نفسى أقول كلمتين على بعض .. أنت بتيجى فى أوقات مهمه ومصيريه .. أعمل إيه فيك .. أضربك بالنار
حازم بغل مصطنع وهو يبتسم : دوووق بقى إلى كنت مدوقهولى يا سليم .. عشان تعرف أنا كنت ببقى عامل إزاى أما كنت بتهب عليا فجأه كدا
نظر إليه سليم بغضب و كاد أن يضربه فهتف حازم قائلا
حازم وهو يشير بيده على الجميع : إيه عيب .. الناس برده يقولوا عننا إيه .. أنا ماشى أهو خلاص
فى تلك اللحظه ذهب فارس وجنى وفريد وأمل وعز وفريده إلى رؤى وسليم
فارس وهو يغمز بعينيه لسليم : أيوه يا عم .. إيه الرومانسيه دى كلها .. بس من ورايا ومتفق مع حازم .. ماشى ماشى
سليم : معلش بقى يا أبو الفوارس بس حازم هو الوحيد إلى كان موجود هنا .. وأنت كنت معايا فى الشغل فإضطريت ألجأله
حازم بضيق مصطنع : والله .. إضطريت تلجألى .. ده بدل ما تشكرنى على إلى عملته
سليم : بس ياض أنت بدل ما أضربك
فريد بإبتسامه وهو يحتضن رؤى وسليم : مبرروك يا حبيبى .. ربنا يسعدكوا يارب
أمل : رؤى طلعت كل إلى كنت مخبيه يا سليم .. إيه الرومانسيه دى كلها
فريده : مبرروك يا حبيبى ربنا يسعدكم يارب
عز وهو يحتضن سليم : خلى بالك منها .. دى حته من قلبى
سليم : رؤى فى عنيا يا عمو
ثم نظر لرؤى وغمز لها بعينيه فنظرت للأرض بخجل
أما حازم ودينا
فوقفت دينا بجانب حازم وهو تبتسم فى سعاده
دينا بسعاده : شاايف يا حازم .. حلوين أوى إزاى .. يا خلاسى عليهم
حازم وهو يلوى فمه : يا خلاسى عليهم !! .. قولت هبله محدش صدقنى
دينا وهى تضربه فى كتفه : بدل ما أنت عمال تتريق عليا .. بص لسليم وإتعلم منه
حازم : نعم .. نعم .. أتعلم من مين كدا سمعينى .. سليم .. ده سليم يتعلم منى
دينا وهو تلوى فمها : أه يتعلم منك قله الأدب
لم يرد عليها حازم ونظر فى الإتجاه الأخر وفجأه إتسعت إبتسامته و أطلق صفيرا ما إن رأى فتاه تقف بعيدا فإنتبهت دينا له وهتفت قائله
دينا بغضب : أنت بتعمل إيه ؟؟
حازم : إستنى بس يا دينا .. خلينى أشوف الصاروخ ده
دينا وهى تضربه : صاروخ فى عينك .. أنت هتفضل كدا عينك بتروح ورا أى كعب جزمه وخلاص .. أقولك خليها تنفعك
ثم تركته وذهبت فى غضب وتوجهت حيث تقف جنى
جنى بإستغراب : مالك يا دينا مبوزه ليه كدا ؟؟
دينا بضيق : الأستاذ حازم إلى مبيسيبش بنت تعدى من غير ما يبص عليها .. ده وصلت بيه إنه يبص على البنت وأنا جنبه ... ثم أخذت تجز على أسنانها وهى تهتف : ماشى يا حازم ماشى إما وريتك
فى تلك اللحظه أتى فارس ورأها وهى غاضبه فهتف قائلا
فارس : مالك يا دينا .. أكيد حازم معصبك مش كدا ؟
دينا : أنا هقتله فى مره يا أبيه بسبب عمايله دى .. ثم صمتت لحظه وهتفت فجأه قائله : يالهووى دنا سيباه مع الصاروخ
وجرت سريعا بإتجاه حازم فإنفجر فارس وجنى فى الضحك
بعد إنتهاء الحفل ذهب الجميع لغرفهم ليستريحوا من عناء اليوم .. أما سليم فما إن أبدل ملابسه حتى أمسك بهاتفه وأرسل رساله لرؤى
سليم : " مبسوطه يا ملكتى ؟ "
رؤى : " أووى أووى يا سليم "
سليم : " طب أنا عندى ليكى مفاجأه "
رؤى بسعاده : " قووول .. قوول بسرعه "
سليم بإبتسامه : " إستنى هكلمك فون
وبالفعل إتصل بها سليم وما إن فتحت الخط حتى هتف قائلا
سليم بإبتسامه : أنا إتفقت مع عمو عز إننا نخرج سوا بكره .. أنا وأنتى وحازم ودينا وفارس وجنى وسليم الصغير .. ها الملكه تحب تروح فين بقى ؟؟
رؤى بسعاده : هيييه .. بجد يا سليم .. بس أنا مش عارفه إختار أنت المكان
سليم : طيب إيه رأيك ننزل القاهره كلنا ونروح الحسين وشارع المعز والأهرامات والملاهى و........
قاطعته رؤى هاتفه بدهشه
رؤى بدهشه : كل ده هنروحه بكره يا سليم ؟؟
سليم : أنا هوديكى كل حته .. ملكيش دعوه أنتى .. المهم توافقى
رؤى بإبتسامه : موافقه طبعا
سليم : طيب .. ممكن حرم سياده الرائد سليم تنام عشان هنمشى بكره الصبح بدرى
رؤى بإبتسامه : أوامرك يا فندم
سليم : تصبحى على خير يا ملكتى
رؤى : وأنت من أهل الخير
وناما كلاهما والسعاده تملأ قلوبهم
****************************
فى صباح اليوم التالى
إستيقظ سليم وذهب إلى الملحق الثانى من الفيلا فوجد الجميع مجتمعين على الطاوله فإبتسم وهتف قائلا
سليم بسعاده : صباح الخير عليكم جميعا
الجميع : صباح النور
فارس : صباح النور يا عريس .. أيوه يا عم نموسيتك كحلى .. الله يرحم زمان أما كنت بتصحى من النجمه
سليم : إتريق أوى يا خويا .. يلا إفطروا عشان عايزين نمشى و منتأخرش
ثم توجه سليم للجلوس بجانب رؤى وما إن جلس حتى إقترب منها وهمس قائلا
سليم بهمس : صباح الخير يا قمر
رؤى بخجل : صباح النور يا سليم
سليم : ده أجمل صباح عدى عليا من يوم ما إتولدت
رؤى بخجل شديد : سليم يلا إفطر بقى
كان يتابعهم فارس بعينيه فهتف قائلا
فارس : أحم أحم ... نحن هنا يا عم الرومانسى .. مش كنت بتقول يلا هنتأخر ... وبعدين شوف أنا صاحبك بقالى كام سنه .. عمرك ما قولتلى ده أجمل صباح عدى عليا دايما مصدرلى الوش الخشب
إنفجر الجميع فى الضحك فخجلت رؤى .. فهتف سليم قائلا
سليم : هو أنا أخلص من حازم تطلعلى أنت ؟؟
فارس بمزاح : أهو بنعمل منوبات مع بعض
سليم وهو يبحث عن حازم بعينيه : أومال هو فين صحيح ؟؟
فارس : الأستاذ نايم فووق ومش راضى يصحى
سليم موجها حديثه لرؤى : رؤى أعمليلى سندوتش على ما أصحى الأستاذ حازم الى نايم ده
رؤى : حاضر
نهض سليم من جلسته وإتجه إلى الدرج وصعد مسرعا وما إن وصل حتى توجه إلى غرفه حازم وطرق الباب ولكنه لم يتلقى أى رد ففتح الباب ودخل ووجد حازم يغط فى نوم عميق فقذفه ببعض الوسائد وهو يهتف قائلا
سليم : إصحى يا بيه .. كل ده نوم
حازم بنوم : إيه يا سليم عايز إيه .. أنت مش خطبت روح شوف خطيبتك وسيبنى أنام يا عم .. دنا بحلم بشويه بنات إنما إيه فل
سليم : طيب أنا هروح أقول لدينا وخليها هى تشوف موضوع الأحلام ده بنفسها
وهم بالمغادره فإعتدل حازم فى جلسته سريعا وهتف قائلا
حازم : لا لا .. دينا لا .. كفايه إلى حصل إمبارح .. أنا قومت أهو خلاص .. وبعدين إيه يا عم هو الواحد ميعرفش يهزر معاك ولا مع أختك إيه العيله دى
سليم : طيب يلا قوم إلبس يا أخويا عشان عايزين نمشى وهنتأخر كدا
حازم وهو يقفز من الفراش : يا سلام بس كدا فوريره
وما إن إنتهوا من تناول الطعام حتى إستعدوا للذهاب وودعوا الجميع على باب الفيلا
عز : خلى بالكم من بعض يا ولاد .. ومتسوقوش بسرعه وخصوصا أنت يا سليم
سليم بإحراج : حاضر يا عمو
حازم غامزا بعينيه : سيبنلك البيت أهو يا زيزو .. خد راحتك بقى مع ديده
عز : إتلم يا ولد .. أنت إتجننت
فارس : معلش يابا .. هو حازم كدا .. يلا إحنا هنمشى بقى
وغادر الجميع وإستقل كل من سليم ورؤى وفارس وجنى وسليم الصغير سياره سليم .. أما دينا وحازم فإستقلوا سياره حازم .. وإتجهوا جميعا إلى القاهره
فى الطريق
كان سليم الصغير فرح للغايه بوجوده فى السياره وظل ينظر من زجاج النافذه إلى الطريق وهو يبتسم .. أما سليم فكان يختلس النظرات لرؤى من خلال المرآه الموجوده أمامه حيث كان فارس يجلس بجانبه وكانت هى تبتسم بخجل كلما إلتقت نظراتهم
وبعد عده ساعات
وصلوا إلى القاهره وتوجهوا إلى الحسين وشارع المعز وقضوا اليوم بأكمله هناك
فى المساء
توجهوا لأحد المطاعم المشهوره بالقاهره لتناول الطعام وما إن إنتهوا حتى كان الوقت قد تأخر فإقترح سليم أن يناموا بالشقه لليوم التالى ويعودوا للأسكندريه صباحا وبالفعل إتصلوا بعز وفريد وأخبروهم فوافقوا
وذهبوا جميعا إلى الشقه الخاصه بسليم وفارس ... وفور وصلوهم هتف سليم قائلا
سليم : الشقه هنا فيها أوضتين نوم بس ... ففارس وجنى وسليم الصغير هيناموا فى أوضه
حينها قاطعه حازم هاتفا بمزاح
حازم بمزاح : وأنا ودينا فى أوضه
نظر إليه سليم بغضب وهتف قائلا
سليم بغضب : طب إبقى جرب تعملها كدا عشان يكون أخر يوم فى عمرك .. ثم أكمل قائلا : والأوضه التانيه رؤى ودينا هيناموا فيها .. وأنا وحازم هنام فى الليفنج
حازم وهو جاحظ العينين : نعم ! هنام فين يا أخويا سمعنى كدا .. لا أنا مش هنام على كنب
سليم : يكون أحسن برده .. نام على الأرض
وبعد فتره
توجه الجميع للنوم ونام كلا من حازم وسليم على كنبتين متقابلتان وبعد فتره من نومهم هتف حازم قائلا بضيق
حازم بتأفف وهو يتقلب : مش عارف أنام أنا على البتاعه دى
سليم بغضب : نام يا حازم .. وإسكت شويه .. دى مره يعنى .. أومال كنت عايزنا ننيم البنات هما الى على الكنبه
تأفف حازم وبعد عده لحظات فٌتح باب الغرفه وخرجت دينا وتوجهت إلى المطبخ وأثناء ذهابها للمطبخ مرت بالليفنج فرآها حازم فإبتسم فى سعاده ونظر بإتجاه سليم فوجده يضع يده فوق عينيه فنهض ببطء من مكانه ومشى على الأرض ببطء شديد وما إن وصل لباب الغرفه وكاد أن يخرج حتى هتف سليم قائلا
سليم بغضب : رايح فين يا زفت .. إرجع مكانك .. فاكرنى نايم مش كدا
حازم بخضه : أعوذ بالله من الشيطان الرجيم .. خضتنى يا سليم .. حرام عليك يا أخى .. وبعدين أنا رايح أشرب
سليم : لا والله .. طب إقعد وإشرب بعدين
حازم : عطشان .. أموت يعنى
فى تلك اللحظه جاءت دينا من المطبخ وهتفت قائله بإستغراب
دينا بإستغراب : أنتوا لسه صاحين .. وبعدين مالكوا بتتكلموا بصوت عالى كدا ليه ؟؟
سليم : مفيش حاجه .. يلا روحى نامى أنتى يا حبيبتى
دينا : طيب تصبحوا على خير
سليم وهو ينظر لحازم : إتفضل تقدر تروح تشرب
حازم بضيق وهو ينام على الكنبه : مش عايز
ضحك سليم بهدوء ثم أغمض عينيه ونام
****************************
فى صباح اليوم التالى
إستيقظ الجميع من النوم وقامت جنى ورؤى ودينا بتحضير طعام الإفطار وما إن إنتهوا من تناول الطعام حتى إستعدوا ونزلوا بالأسفل وإستقلوا سيارتهم عائدين إلى الأسكندريه
وبعد مرور عده ساعات وصلوا إلى الفيلا ووجدوا فريده وعز وأمل وفريد فى إنتظارهم وجلسوا وتحدثوا عن رحلتهم بالأمس وأخذوا يشاهدون الصور التى إلتقطوها
فى مساء نفس اليوم
كان سليم وفارس بالخارج ينهون بعض الأوراق المتعلقه بالعمل وما إن إنتهوا حتى عادوا إلى المنزل وفور دخولهم من باب الفيلا وجدوا الجميع بالأسفل فجلسوا معهم .... وبعد فتره صعد الجميع ليناموا
فى غرفه جنى وفارس
كانت جنى تجلس على الفراش تحاول أن تجعل سليم الصغير يغفو ولكنه كان مصر على الإستيقاظ ... وما إن دخل فارس الغرفه حتى هتف قائلا
فارس : طلعتى ليه بدرى من تحت ؟؟ .. تعبانه يا حبيبتى ولا حاجه ؟
جنى : لا يا حبيبى أنا كويسه متقلقش .. بس كنت عايزه أنام وبقالى ساعه بحاول أنيم سليم بس مش راضى ينام
فارس وهو يقترب منهم ويجلس بجانب جنى على الفراش
فارس : يا بختك يا عم سليم
جنى بإستغراب : يا بخته إزاى يعنى ؟!
فارس : قاعد معاكى طول النهار والليل وأنا إلى هو جوزك مش عارف أقعد معاكى وكل أما أجى أقولك كلمتين الأستاذ يعيط
ثم صمت قليلا وإقترب منها وهتف قائلا : بقولك إيه فى تقرير مهم ........
قاطعته جنى وضحكت بشده وهتفت قائله
جنى بضحك : ههههههههه .. إرحمنى من تقاريرك دى يا فارس وأبوس إيدك متقوليش مصر دى أمى وحماتك ومعرفش إيه
فارس : إستنى بس .. التقرير ده مختلف صدقينى عن التقارير التانيه
جنى بضحك : بس بقى يا فارس .. أجل تقاريرك دى .. وبعدين سليم هيقعد يعيط لو سيبته
نظر فارس شرذا لسليم الصغير والذى كان بدوره يبتسم له وهتف فى نفسه قائلا : إضحك يا أخويا أووى .. معرفش بتضحك على إيه .. ماشى يا سليم يا أنا يا أنت
ثم نهض من جلسته وتوجه إلى الشرفه فهتفت جنى بإستغراب
جنى بإستغراب : أنت رايح فين ؟
فارس : هعمل تليفون خاص بالشغل يا حبيبتى
جنى بإستغراب : شغل !! ده الوقت متأخر
لم يجيبها فارس ودخل إلى الشرفه وأخرج هاتفه وقام بالإتصال بسليم
سليم : أيوه يا فارس باشا
فارس : سليم بقولك إيه تعالا بسرعه سليم الصغير قاعد يعيط ويقول عايز عمو سليم .. عايز عمو سليم
سليم بإستغراب ممزوج بالدهشه : نعم ! .. هو أنت إبنك بيتكلم أصلا ؟!
فارس : قالها جواه يا سيدى وبما إنى أبوه فحسيت بيه
سليم وهو يرفع حاجبه فى إستنكار : يا راجل
فارس : أيوه زى ما بقولك كدا .. هو فى حد هيفهم إبنى أكتر منى
سليم : طيب طيب .. جاى أخده
وما إن أنهى فارس المكالمه مع سليم حتى دخل من الشرفه وهتف قائلا
فارس : جنى هاتى سليم عشان سليم جاى ياخده
جنى بإستغراب : جاى ياخده فين ؟
فارس : عايزه فى مشوار .. يا ستى إتنين أصحاب وعايزين يقعدوا مع بعض شويه .. ندخل إحنا ليه
جنى بإستغراب ممزوج بالدهشه : هيقعدوا مع بعض شويه ودلوقتى .. على العموم خده أنا بكون مطمنه عليه مع سليم
وبالفعل أعطته الطفل ,, وفى ذلك الوقت كان سليم قد أتى وطرق الباب فتوجه فارس إيه فورا وفتح الباب وأعطاه الطفل بدون مقدمات
فارس وهو يعطى الطفل لسليم : خد .. خليه معاك بقى
ثم أغلق الباب فى وجه سليم فعقد سليم حاجبيه فى إستغراب وهتف قائلا موجها حديثه للطفل
سليم بإستغراب : ماله أبوك يا بنى ؟!
وما إن تحدث سليم حتى إبتسم الطفل فى سعاده فإبتسم سليم على إبتسامته وهتف قائلا
سليم بإبتسامه : بما إنك عسل كدا .. فيلا بينا نقضى شويه وقت سوا وهنلعب وهنعمل كل حاجه
أما بداخل غرفه جنى وفارس فما إن أغلق فارس الباب حتى وجد جنى تقف تمشط شعرها فظل ينظر لها وما إن إنتهت حتى ذهبت بإتجاه الفراش ووجدها تنام فهتف قائلا بدهشه
فارس : أنتى بتعملى إيه ؟
جنى بإستغراب : هنام .. فى إيه ؟
فارس وهو يلوى فمه : ليه هو أنا كنت بسرب سليم الصغير عشان تنامى
إبتسمت جنى بعد أن فهمت تلميحات فارس فإبتسم فارس على إبتسامتها وهتف قائلا
فارس : أيوه بقى إضحكى كدا
*******************************
فى صباح اليوم التالى
كانت رؤى تراقب سليم من على بعد وهو يتدرب على ضرب النار وبعد فتره لمحها سليم فأشار لها بيده كى تأتى فذهبت إليه ودخلت الغرفه "والتى هى عباره عن حوائط من الزجاج مغطاه بعازل للصوت وبها أقراص نشان على أبعاد مختلفه "
رؤى : فى حاجه يا سليم ؟
سليم : تعالى عايز أعلمك تضربى نار
رؤى بخضه : إيه !! لا لا .. أنا أصلا بخاف من صوت الرصاص وبعدين المسدس تقيل أوى
سليم : لا حرم الرائد سليم فريد متخافش أبدا
رؤى : أنا مش بخاف طول ما أنت موجود وجنبى .. بس أنا مبحبش الرصاص
ترك سليم سلاحه وذهب بإتجاهها وهتف قائلا
سليم : ممكن توعدينى متخافيش خالص من أى حاجه سواء أنا كنت موجود أو لا .. أوعدك طول منا عايش حياتى كلها فداكى
رؤى والدموع تترقرق فى عينيها : ليه بتقول كدا .. هتبقى موجود علطول معايا إن شاء الله .. ربنا يخليك ليا يا حبيبى
سليم بإبتسامه واسعه : يا إيه ؟؟
رؤى بخجل : يا .. يا حبيبى
سليم : طيب أنا أروح أقول لزيزو بقى إنى أكتب كتابى عليكى ولا أعمل إيه .. يلا يا رؤى الله يكرمك أعلمك ضرب النار بدل ما تطق فى دماغى وأتجوزك النهارده
إبتسمت رؤى بخجل وذهبت مع سليم تجاه المسدس
سليم وهو يمسك بالمسدس : يلا إمسكى
رؤى بخوف ما إن همت بحمله : أه .. لا لا ده تقيل أوى هيقع منى
سليم وهو يمسك بيد رؤى ويجعلها تحمل المسدس : لا يلا إمسكى .. أنا ماسكه معاكى أهو ... أيون كدا تمام شوووفتى شيالته سهله إزاى .. يلا بقى دوسى على الزناد
رؤى بخوف : لا .. مش عايزه أنا مسكته كفايه كدا
سليم : لا يلا خليكى شجاعه وبعدين أنا معاكى أهو
كان سليم يقف خلفها مباشره وهو يساعدها على حمل المسدس
ضغطت رؤى بتردد وخوف على الزناد فإنطلقت الرصاصه وأحدثت صوت مرعب فصرخت رؤى وتشبثت بسليم
رؤى : أنا بخاف .. قولتلك بلاش
سليم : طيب خلاص إهدى
أحست رؤى بالخجل نتيجه قربها الشديد من سليم فإبتعدت عنه وهتفت قائله
رؤى بإحراج : أحم .. أنا هطلع بقى عشان أجهز عشان عندى جامعه
سليم : طيب تمام .. إطلعى وأنا مستنيكى عشان أوصلك
ذهبت رؤى فتابعها سليم بعينيه وهو مبتسما .. ثم هتف قائلا : حلو موضوع ضرب النار ده نبقى نجربه كل يوم ... ثم إستدار مره أخرى وأكمل تدريبه
وبعد فتره
نزلت رؤى وتوجهت إلى سليم فوجدته يجلس فى إنتظارها بالحديقه فتوجهوا إلى السياره وإستقلوها متوجهين إلى الجامعه .. وما إن وصلوا حتى ودعت رؤى سليم وأخبرته أن لديها محاضره واحده فقال لها بأنه سينتظرها .
وبعد فتره إنتهت رؤى من محاضرتها وخرجت فوجدت سليم مازال ينتظرها فإبتسمت وركبت بجانبه فى السياره
رؤى : إتأخرت عليك ؟
سليم : لا يا قلبى .. تحبى تروحى فى حته ولا نروح الفيلا علطول
رؤى بتفكير : أممممممم .. ثم هتفت فجاه بسعاده : أنا عايزه أيس كريم
سليم : طلباتك أوامر .. أحلى أيس كريم لأحلى وأجمل بنوته
وبالفعل توجه سليم ورؤى إلى إحدى محلات بيع الأيس كريم ونزلوا من السياره
سليم : خليكى أنتى هنا وأنا هجيب الأيس كريم وأجى
رؤى بإبتسامه : أوك
يتبع
بقلمى \ بنوته شقية(H\W)
الحلقه الحاديه والعشرين
ذهب سليم لإحضار الأيس كريم وجلست رؤى على السياره من الخارج وظلت تنظر إلى البحر وهى تبتسم فى سعاده
وبعد فتره
خرج سليم من المحل وتوجه إلى رؤى ولكنه تسمر فى مكانه ما إن رأى شاب يتطاول عليها فنظر تجاهه بغضب و تقدم نحوهم والنيران تشتغل فى عينيه وما إن وصل إليهم حتى هتف قائلا
سليم بهدوء : إدخلى العربيه
رؤى بخوف : سليم أنت هتعمل إيه ؟
سليم بهدوء : خدى الأيس كريم ده وإدخلى العربيه
رؤى بخوف : بس .......
سليم وهو يجز على أسنانه : سمعتى قولت إيه
رؤى بخوف : حاضر
وبالفعل أخذت منه الأيس كريم وإتجهت إلى السياره وركبت وظل نظرها معلق علي سليم
أما سليم فنظر للشاب وأخذه بعيدا عن السياره بمسافه قصيره وهتف قائلا
سليم بهدوء : ممكن رقم تليفونك ؟؟
الشاب بدهشه : نعم ! .. ليه يعنى ؟؟
سليم بهدوء : عادى عايزه .. أقولك خد رقمى أهو وهات رقمك
وبالفعل أعطى سليم الشاب رقم هاتفه فهتف الشاب قائلا
الشاب بإستغراب : ماشى خد أهو ( ........ )
وما إن أخذ سليم الرقم حتى توجه مره أخرى إلى السياره وإستقلها فهتفت رؤى قائله
رؤى بإستغراب : سليم أنت كنت بتقوله إيه ؟
سليم متجاهلا سؤالها : عجبك الأيس كريم ؟
رؤى : مكلتوش أصلا .. بس أنت مردتش عليا قولتله إيه ؟
سليم : أنا راجع بكره القاهره على فكره أنا وفارس .. تحبى أجبلك حاجه معايا ؟
علمت رؤى أنه يتجاهل الرد على سؤالها فهتفت قائله بضيق
رؤى بضيق : لا مش عايزه
وما إن وصلوا إلى الفيلا حتى همت رؤى بالنزول وفتحت باب السياره ولكنها إستغربت من مكوث سليم فهتفت قائله
رؤى بإستغراب : إيه أنت مش هتنزل ؟؟
سليم : لا إنزلى أنتى .. أنا رايح مشوار
رؤى بخوف : رايح فين يعنى ؟ .. سليم أوعى تكون رايح تتخانق مع الزفت ده
سليم : إنزلى يا رؤى يلا
رؤى بخوف : لا مش هنزل .. قولى رايح فين .. يا إما مش هتحرك من هنا
سليم بعصبيه : سمعتى قولت إيه إنزلى
لم ترد رؤى وإنما نزلت مسرعه من السياره ودخلت الفيلا وفور دخولها صعدت السلالم جريا إلى أن وصلت لغرفه فارس فطرقت الباب
وما إن فتح فارس حتى هتف قائلا بإستغراب
فارس بإستغراب : فى إيه يا رؤى مالك بتنهجى كدا ليه ؟
رؤى بقلق : أبيه إلحق سليم .. فى شاب عاكسنى وسليم جابنى الفيلا ونزلنى ومعرفش رايح فين .. أنا خايفه يكون راجعله
فارس بقلق : وسليم فين دلوقتى ؟؟
رؤى : معرفش أنا سيبته تحت فى العربيه .. مش عارفه مشى ولا لسه موجود تحت
فارس : طب أنا هشوفه إهدى أنتى
فى نفس التوقيت
كان سليم يتصل بالرقم الذى أخذه من الشاب وما إن رد الشاب حتى هتف سليم قائلا
سليم : أنت فين ؟
الشاب : مين معايا ؟
سليم : أنا إلى قابلتك من شويه .. أنت فين ؟
الشاب : وأنت مالك أنا فين .. عايز منى إيه ؟
سليم بغضب : وله .. قولى أنت فين يا إما أنا هجيبك بنفسى وساعتها مش هرحمك .. ويا ويلك لو إدتنى العنوان غلط
الشاب محاولا التغلب على خوفه : أنت فاكرنى خايف منك .. على العموم أنا موجود فى ....
ما إن سمع سليم العنوان حتى إنطلق بسيارته تجاه العنوان الذى أعطاه له الشاب
أما فارس فأخذ هاتفه ونزل السلالم مسرعا وهو يتصل بسليم ولكن سليم كان يتجاهل إتصاله وبعد العديد من الإتصالات رد سليم هاتفا
سليم بعصبيه : فى إيه يا فارس ؟؟ عمال أكنسل عليك بتتصل ليه ؟؟
فارس : أنت فين ؟
سليم : ليه فى حاجه ؟
فارس : قولى أنت فين عايزك
سليم : أنا عند ............
فارس : تمام خليك عندك متتحركش .. أنا جاى
وذهب فارس إلى سليم وما إن وصل حتى وجد سياره سليم تقف فى جانب الطريق وهناك مجموعه من الناس متجمعه حول شخصين على ما يبدو يتشاجرون فنزل فارس من السياره وجرى سريعا تجاه التجمع فوجد سليم يتشاجر مع شاب ما فتدخل ساحبا سليم
فارس وهو يسحب سليم : سليم خلاص بقى الواد هيموت فى إيدك
سليم بغضب : عارف يا حيوان لو بس مشيت تانى مره باصص على جزمه واحده فى الشارع هعمل فيك إيه
كان الشاب يرتعد من الخوف بسبب سليم ولم ينطق ولكن أومأ برأسه إيجابا عده مرات .. فتركه سليم وذهب مع فارس بإتجاه سيارتهم وعادوا إلى الفيلا
وما إن وصلوا حتى تقدمت رؤى جريا تجاههم وهتفت قائله
رؤى بخوف : كدا يا سليم .. رجعت للزفت إلى كان بيعاكسنى صح ؟
سليم بعصبيه : أومال عيزانى أسيبه وأقف أتفرج عليه وأصقفله يعنى !!
فارس بمزاح محاولا تغطيه الموقف : ده سليم طحنه .. إيه يا عم العضلات دى .. ده الواد كان هيموت فى إيدك
لم يعلق سليم وهتف قائلا بغضب : أنا طالع الجنينه
وبالفعل توجه إلى الحديقه فذهبت رؤى خلفه وما إن خرجت حتى وجدته يجلس على العشب وينظر أمامه فى غضب فجلست بجواره هاتفه
رؤى بهدوء : سليم
سليم وهو مازال ينظر أمامه : نعم
رؤى : أنا مكنتش أقصد إنى أضايقك أنا كنت خايفه عليك
سليم : عارف .... ثم صمت قليلا وهتف بعد لحظات قائلا : أنا أسف إنى إتعصبت عليكى .. بس بجد كنت مش طايق نفسى والحيوان ده مقدرتش أشوفه واقف بيضايقك وأسيبه
رؤى : طب ليه متخانقتش معاه ساعتها .. ليه رجعتله
سليم : أتخانق معاه وقتها وأنتى معايا عشان أبص ألاقى واحد معدى يضايقك ولا يمسك إيدك وأنا أبقى ملخوم مع التانى فقوم أنا ضربه بالرصاص بقى وأدخل السجن
رؤى بخضه : رصاص إيه .. سليم هو أنت معاك مسدس فى العربيه
سليم : أيوه طبعا .. هو أنا مبشيلش سلاح غير وأنا رايح الشغل بس .. معايا فى العربيه واحد كمان
رؤى بخوف ودهشه : وضربت بيه حد قبل كدا ؟
سليم بضحك : هههههههه ليه هو أنا ماشى أَقتل فى الناس
رؤى : أنت بتضحك وأنا خايفه عليك
سليم : لا متخفيش يا قلبى طول منا موجود معاكى
**************************
فى صباح اليوم التالى
سافر فارس وسليم إلى القاهره .. وكان حازم هو الأخر قد إنتهت أجازته فذهب هو الأخر لعمله
وبعد مرور أسبوع
عاد فارس وسليم وحازم ولكن فى الصباح عاد حازم وفى منتصف النهار عاد سليم وفارس
وما إن دخل سليم وفارس إلى الفيلا حتى توجه إليهم سليم الصغير وهويبتسم فى سعاده و يحاول المشى وكلما مشى قليلا يقع على الأرض وهو يهتف : بباه
فإبتسم فارس وكذلك سليم وما إن وصل سليم الصغير إليهم حتى مال فارس ليلتقطه ولكن جحظ بعينيه ما إن ذهب الطفل إلى سليم فضحك الجميع
فار وهو جاحظ العينين : أنت رايح لسليم وبتقوله بابا كمان .. أومال أنا مين بنسبالك عمو !
سليم وهو يحمل الطفل ويقبله : أنت مش قولتلى أنا مبربيش عيال وخده ده مسئوليتك .. هو أنا هربيه ومش عايزه يقولى بابا كمان
فارس وهو يقترب منهم وينظر للطفل شرذا : أنا مين ياض أنت
الطفل بإبتسامه : بباه
فارس : ولما أنا بابا رايح لسليم ليه ؟
لم يرد الطفل وإنما إبتسم فضحك الجميع وهتفت جنى قائله
جنى بإبتسامه : هو عارف إنك بابا يا فارس .. بس هو بيحب سليم .. مش أنت علطول مديهوله
فارس : بقى كدا .. ماااشى .. ثم نظر للطفل وهتف قائلا : خلى سليم ينفعك
فى المساء
جلس الجميع فى السطح وكان سليم الصغير يلعب فذهب إليه سليم وحمله وذهب ليجلس مره أخرى فنظر له الطفل بإبتسامه
سليم بإبتسامه : أنا مين ؟
قلب الفل شفتيه فى دليل على عدم معرفته .. فهتف سليم قائلا : أنا سليم .. قول كدا
الطفل : بباه .. إبتسم سليم وهتف قائلا : لا .. بص وأشار على فارس وهتف قائلا : ده بابا .. لكن أنا سليم
الطفل : ميم
سليم : لا .. سليم
ظل الطفل ينظر إلى شفتى سليم وهو ينطق الكلمه وبعد فتره هتف الطفل قائلا بإبتسامه
الطفل بإبتسامه : ليم
إبتسم سليم فى سعاده وقبله على وجنته وهتف قائلا
سليم : برااافو .. أنت كمان إسمك سليم
فهز الطفل رأسه إيجابا ونزل من على قدم سليم وذهب تجاه ألعابه وهو يمشى قليلا ثم يقع ويعود لينهض مره أخرى ثم يكمل سيره إلى أن وصل إلى ألعابه
فى هذا الوقت كان حازم قد أتى للتو من الأسفل وهو يحمل شنطه هدايا كبيره وما إن وصل حتى هتف قائلا
حازم بإبتسامه واسعه : سلامو عليكو يا أهل السطح الكرام
الجميع : وعليكم السلام
سليم : كنا قاعدين فى هدوء .. جينا بقى لوجع الدماغ
حازم بفخر : طبعا كنتوا متضايقين من غيرى .. عارف عارف
سليم بإستغراب : إيه إلى معاك ده
حازم بإبتسامه : دى هدايا لسليم الصغير
ثم نزل حازم على ركبتيه بجانب سليم الصغير وأخذ يخرج الهدايا من الشنطه فجحظت عينى الجميع وهتف فارس قائلا
فارس : إيه إلى أنت جايبهوله ده
حازم ببراءه مصطنعه : لعب
فارس : لعب إيه .. أنت جايبله عرايس باربى يا حازم .. ده ولد
حازم : بعلمه إنه يتعامل مع الجنس اللطيف من وهو صغير .. أومال عايزه يطلع خام ومبيعرفش يتكلم مع البنات
فارس : أنت عايز تجننى .. كل دى عرايس جايبها .. وإيه دى كمان
حازم وهو يحمل عروسه كبيره : دى بقى عشان تنام جنبه بالليل
فارس : الله يخرب بيتك .. أنت بتعلم الواد قله الأدب من وهو صغير
حازم : يا عم بقى .. سيبه يتدردح شويه
فارس وهو يضرب كف على كف : حسبى الله ونعم الوكيل .. بالذمه ده منظر عم
أما حازم فجلس يلعب مع سليم الصغير وأخذ يبعد عنه المكعبات والألعاب الأخرى من أمامه وأعطاه العرائس التى أحضرها وأخذ يخلع عنها الملابس
حازم بإبتسامه : شوفت قلعتهملك أهو .. لبسهم يلا
فارس وهو ينهض من جلسته ويتقدم تجاههم ويحمل الطفل : سيب يا حبيبى إلى فى إيدك ده
أنت مجنون يا حازم مش كدا .. أنت غلط الواحد يسيب معاك سليم الصغير .. أنت بالذات ملكش دعوه بيه خالص سامع
وأخذ فارس الطفل وذهب ليجلس مره أخرى وكان الطفل يحاول النزول ولكن فارس كان يمسكه جيدا فهتفت جنى قائله
جنى : إيه يا فارس جبته ليه .. سيبه يلعب
فارس : أنتى مش شايفه البيه بيقوله إيه .. بيقوله يلا لبس العرايس أنا قلعتهوملك
إنفجر الجميع فى الضحك وإنتهت الليله على ذلك
****************************
فى صباح اليوم التالى
إستيقظ سليم وذهب لقضاء بعض المشاوير الخاصه بالعمل وما إن عاد حتى وجد غرفه الرسم الخاصه بعز مفتوحه فتقدم إليها ودخل فوجد عز يجلس على الكرسى يرسم وبجانبه يجلس سليم الصغير ويمسك بفرشاه وألوان ويرسم على لوحه بيضاء أمامه فإبتسم
سليم : إيه ده يا عمو .. حضرتك واخد سليم من وهو صغير وبتعلمه الرسم
عز بإبتسامه وهو ينظر للطفل : هو إلى جه من شويه وكان عايز ياخد ألوان ويرسم فإديتله لوحه وفرشه وألوان وقاعد أهو .. بس بهدل نفسه وهدومه وماما هتيجى تزعق دلوقتى
أما الطفل فكان منشغلا بالتلوين على اللوحه وهو يبتسم فى سعاده .. فهتف سليم قائلا
سليم بإبتسامه : سليم
نظر الطفل إلى مصدر الصوت فوجده سليم فنهض من جلسته وتوجه إلى سليم فإنخفض سليم لمستواه و حمله وهتف قائلا
سليم بإبتسامه : وحشتنى يا عفريت .. أنت قاعد بترسم مع جدو
أومأ الطفل برأسه إيجابا وهتف مشيرا إلى عز : ديدو
جاء فارس فى ذلك الوقت هو وجنى وهتف قائلا
فارس وهو يلوى فمه فى مزاح : سبحان الله .. شايله يعنى ومتكلمتش ولا قولت هدومى باظت ولا حاجه
(فقد كان الطفل ملابسه مغطاه بالألوان ويمسك فى يده فراشه الرسم وقد أصبحت ملابس سليم مليئه هو الأخر بالألوان )
سليم بإبتسامه : سليم ده يعمل إلى هو عايزه .. وبعدين إحنا صحاب مالك أنت بقى
فارس : خلاص بعتنى وصاحبت العيل الصغير .. ماشى يا سليم
جنى وهى تتجه نحو سليم : هاته بقى يا سليم أغيرله هدومه عشان بهدل نفسه خالص
أما الطفل فكان يتلوى ما إن حملته جنى فقد كان يريد أن يكمل تلوينه فهتف عز قائلا
عز : سيبيه يا جنى يكمل تلوين .. غيريله كمان شويه .. متخليهوش يعيط
تركته جنى وهتف قائله : حاضر يا بابا
وبالفعل ذهب الطفل مسرعا حيث توجد لوحته على الأرض وجلس مره أخرى وأخذ يكمل تلوينه
فى مساء نفس اليوم
كانت دينا تجلس على الأرجوحه الموجوده بالحديقه وكانت شارده تفكر فى أمر ما حينما جاء حازم من خلفها فجأه وهتف بجانب أذنها
حازم : بتعملى إيه ؟
دينا بخضه : أوووف بقى يا حازم .. كل شويه تخضنى كدا .. حرام عليك بجد
حازم وهو يجلس بجانبها : بهزر معاكى .. وبعدين كنتى سرحانه فى إيه يا هانم ؟
دينا بإرتباك : هاااه ... بص هقولك بس أوعدنى إنك متتنرفزشى
حازم : قولى قولى عملتى إيه .. مهو البوقين دوول مبيتقالوش غير أما تكونى عامله كارثه
دينا : كارثه إيه حازم .. إسمعنى بس ... بس إوعدنى متزعقش
حازم بنفاذ صبر : إخلصى يا دينا
دينا بخوف : أنا عايزه أحضر الماجيستير
حازم بعد فهم : أعمل إيه يعنى .. هو ده إلى هزعق عليه مثلا
دينا بخوف : لا مهو أنا عايزه نأجل جوازنا سنتين
حازم بصياح : نعم ياختى .. نأجل إيه ؟
دينا بخوف : حازم أنا قولتلك متزعقش
حازم : هو أنتى بتقولى أى هبل وخلاص .. بتقولى حاجه تنرفزنى وعيزانى مزعقش
دينا : يا حازم بقى .. إحنا لو إتجوزنا أنا مش هعرف أحضر الماجيستير
حازم وهو يلوى فمه : ليه إن شاء الله .. هتتجوزينى وهيبقى وراكى المسح والغسيل .. ما أنتى هتبقى فااضيه
دينا : لا مش هبقى فاضيه وأنت عارف يا حازم ده كويس .. وإفرض جبنا بيبى .. أنا ساعتها مش هعرف أحضر الماجيستير نهائى .. هخلى بالى منه ولا أحضر الماجيستير
حازم بضيق : أنا مش موافق على الهبل إلى بتقوليه ده
دينا : عشان خاطرى يا حازم .. متزعلنيش منك
حازم بعصبيه ممزوجه بالغضب : أنا إلى بزعلك ولا أنتى .. نأجل جوازنا ليه .. طز فى الماجيستير
دينا بخوف : بطل زعيق يا حازم .. صوتك عالى
حازم وهو يجز على أسنانه : قومى من قدامى دلوقتى
دينا : يا حازم بس
حازم : أقولك خليكى قاعده أنتى أنا قايم
وبالفعل نهض حازم وذهب بإتجاه الفيلا فهتفت دينا قائله
دينا : يا حازم إستنى .. أووف بقى
***************************
فى صباح اليوم التالى
إجتمعت العائله على طاوله الطعام ليتناولوا طعام الإفطار وكان الجميع يجلس على الطاوله وكانت دينا تنظر لحازم والذى كان يتعمد عدم النظر إليها .. أما سليم فكان ينظر بإتجاه رؤى ويبتسم وكذلك كانت تفعل رؤى
وما إن إنتهوا من تناول الطعام حتى ذهب عز إلى المعرض وفريد إلى المستشفى وناريمان هانم وفريده وأمل ذهبوا ليشاهدوا التلفاز .. أما جنى ورؤى فذهبا للخارج مع سليم الصغير ليجلسوا بالحديقه وذهب فارس وسليم إلى غرفه المكتب لمناقشه بعض الأمور المتعلقه بعملهم
أما حازم فذهب ليعد النسكافيه الخاص به فلحقت به دينا وما إن دخلت المطبخ حتى هتفت قائله
دينا بخوف وتردد : حازم
تجاهل حازم ندائها ولم يرد .. فذهب دينا إليه ووضعت يدها على ذراعه وهتفت قائله
دينا : هو أنت هتفضل مخاصمنى كدا ومبتكلمنيش ؟
حازم وهو ينظر إليها بضيق : عايزه إيه يا دينا ؟
دينا : عيزاك تفهم أنا ليه بأجل جوازنا يا حازم .. هو أنا يعنى مش عايزه أتجوزك
حازم : والله إسالى نفسك السؤال ده
دينا : يا سلام .. حازم متستهبلش بقى .. إفهمنى وإفهم أنا ليه عايزه نأجل جوازنا
حازم بضيق : أعملى إلى تعمليه يا دينا .. عايزه تلغيه خالص إلغيه براحتك
ثم تركها وغادر المطبخ فى غضب وأثناء خروجه إصطدم بسليم فهتف سليم قائلا
سليم : مش تحاسب يا بنى .. ماشى كدا ليه ؟
حازم بضيق : سينى يا سليم لو سمحت مش فايق لحاجه
سليم : مالك فى إيه .. حصل حاجه ؟
حازم وهو يتخطاه : لا .. أنا طالع فوق
عقد سليم حاجبيه فى إستغراب وما إن دخل المطبخ حتى وجد دينا جالسه على الكرسى وتبكى بشده فعقد حاجبيه فى إستغراب وتوجه نحوها
سليم وهو يضع يده على كتفها : فى إيه .. بتعيطى كدا ليه ؟
دينا ببكاء : حازم
سليم بإستغراب : ماله .. عملك إيه
دينا ببكاء : زعلان منى ومبيكلمنيش
سليم : ليه يعنى .. حصل إيه
دينا : أنا عايزه نأجل جوازنا سنتين وهو مش راضى وفى الأخر راح قايلى عايزه تلغيه خالص إلغيه
سليم بإستغراب : وأنتى عايزه تأجلى الجواز سنتين ليه ؟
دينا ببكاء : عايزه أحضر الماجيستير
سليم : طيب إهدى خلاص .. أنا هتكلم معاه
دينا : بجد هتكلمه
سليم : أه .. بطلى عياط بقى
دينا وهى تحتضن سليم : ربنا يخليك ليا يا سليم
سليم وهو يحتضنها ويقبل رأسها : ويخليكى ليا يارب .. إوعى تعيطى تانى فاهمه
أومأت دينا برأسها إيجابا فربت سليم على شعرها فى حنان
وبالفعل توجه سليم إلى حازم ليتحدث معه وبعد محاولات من سليم وافق حازم على مضض .. وبعدها ذهب سليم إلى دينا وأخبرها بموافقه حازم ففرحت بشده
فى المساء
بحثت دينا عن حازم وفى النهايه وجدته يجلس يشاهد التليفزيون فذهبت إليه وجلست بجانبه
دينا بهدوء : حازم
حازم : نعم
دينا : لسه زعلان ؟
حازم : لا
دينا : إيه الردود دى .. أنا بسحب منك الكلام
حازم : برد على أسئلتك
نظرت دينا إلى الجهه الأخرى فى حزن فنظر حازم إليها وإبتسم
حازم : ما تعمليلى نسكافيه
دينا وهى تنظر إليه : إشمعنى
حازم : هو الواحد بيشرب نسكافيه بسبب كمان
دينا : طيب .. عايز حاجه تانى
حازم بإبتسامه : لا .. بس تعالى بسرعه ومتتأخريش عشان عايز أقعد معاكى
دينا بإبتسامه : فوريره
أما فى الحديقه فكان سليم يجلس راقدا على العشب مغمض العينين ورؤى تتطلع إليه من شرفه غرفتها
رؤى فى نفسها : يا ترى بتفكر فى إيه يا سليم .. يااه لو تعرف بحبك قد إيه .. نفسى أسمعها منك بقى .. بتلمح عليها كتير بس مبتقولهاش .. كل تصرفاتك بتقول بحبك بس نفسى أسمعها منك صريحه .. نفسى تقولى بحبك يا رؤى
خرجت رؤى من شرودها على إهتزاز الهاتف فى جيبها وهو يعلن عن قدوم رساله فأخرجت الهاتف من جيبها وفتحته وعقدت حاجبيها فى دهشه حينما وجدت الرساله من سليم ولكنها فتحتها وإبتسمت ما إن رأت محتواها " هتفضلى تبصى عليا كدا يا ملكتى "
رؤى بهمس : هو شافنى إزاى !
وأرسلت إليه رساله محتواها " أنت إزاى شوفتنى وأنت مغمض عنيك ؟ "
حينها رأت سليم وهو يمسك بهاتفه ويرسل لها رساله محتواها
" أنا بشوفك بقلبى .. يا قلب قلبى "
إبتسمت رؤى ونظرت لسليم فوجدته يعتدل فى جلسته ويغمز لها بعينه ثم نام مره أخرى على العشب فإبتسمت فى سعاده
*****************************
فى مساء اليوم التالى
كان فارس يقف فى صاله الفيلا وينظر فى الساعه على الحائط فى خوف ويزفر فى ضيق وهو يمشى بالصاله ذهابا وإيابا إلى أن هتف عز قائلا
عز : ما تقعد بقى يا فارس مش كدا
فارس بغضب : أنا هموت من القلق على البيه إلى خارج من الساعه 8 الصبح لغايه دلوقتى .. لا وكمان قاافل موبيله
عز : إهدى بس ... هو سليم عيل صغير .. زمانه جااى
رؤى بخوف : أنت هتقلقنى ليه بس يا أبيه ؟
أمل : إسترها يارب .. هو سليم غاوى كدا يقلقنى عليه
عز : إهدوا يا جماعه .. خير إن شاء الله
فريده وهى تنظر لعز بشك : عز هو أنت عارف سليم فين ؟
عز : وأنا هعرف منين يعنى
فريده بشك : أصلك قاعد هادى كدا ومطمن
عز : يعنى لازم أقلق نفسى وخلاص
بعد فتره
سمعوا صوت كلاكس من الخارج فخرجوا جميعا للخارج وما إن خرجوا حتى هتف حازم قائلا
حازم بدهشه ممزوجه بالإنبهار : إيه ده .. واو ده تحفه .. أنا عايزه يا سليم
فارس : أنت كنت فين كل ده ؟
سليم بإبتسامه واسعه : كنت بجيب ده ... وأشار إلى الموتسيكل الذى يركبه
فارس : وقافل موبيلك ليه .. مش عارف إنى ببقى قلقان
سليم بمزاح : إيه يا فارس محسسنى إنك مراتى
فارس بضيق : الحق عليا إنى قلقان عليك
حازم : أنا عايزه أركب .. هاته يلا شويه
سليم : لا .. أول واحده هتركبه هى رؤى .... تعالى يلا يا رؤى
رؤى بخوف : لا لا .. مش هركب أنا بخاف من العربيه وأنت سايق بسرعه أقوم أركب الموتسيكل
سليم : تعالى يلا متخفيش
عز بمزاح : مفيش حد تستأذن منه .. هتاخدها كدا منك لنفسك
سليم بدهشه : إيه يا عمو منا لسه قايلك من شويه
فريده وهى تنظر لعز : مش قولتلك كنت عرفه إنك عارف
عز : هو أنت لازم تفضحنى يعنى يا سليم
ضحك الجميع .. وذهبت رؤى لكى تركب خلف سليم فهتف عز قائلا
عز : سليم براحه .. و متجريش بالموتسيكل
سليم : حااضر إطمن يا عمو
ما إن ركبت رؤى حتى أمسكت فى سليم من ياقه قميصه بخوف فهتف سليم قائلا
سليم : كده تخنق على فكره .. إمسكى من تحت شويه
رؤى بخجل : لا أنا همسك من هنا
سليم : هموت وهنقوم عاملين حادثه
رؤى : بعد الشر
وبالفعل أنزلت يدها للأسفل قليلا وإنطلق سليم بالموتسيكل بسرعه فأمسكت رؤى به فى خوف وهتفت قائله
رؤى بخوف : سليم براحه شوويه .. أنا خايفه
سليم : متخفيش .. وبعدين أحلى حاجه فى الموتسيكل إنك تكونى طايره
كانت رؤى طووال الطريق ممسكه فى سليم بشده فى خوف شديد وما إن عادوا مره أخرى للفيلا حتى هتفت رؤى قائله
رؤى : كنت هموت من الخوف حرام عليك
سليم : بعد الشر عليكى .. قولتلك مره متخافيش طول منا معاكى
رؤى بإبتسامه : حاضر
*****************************
بعد مرور سنتين
كان سليم الصغير قد أصبح بعمر الثلاث سنوات وكان يجرى فى الحديقه بسعاده وكان يجرى خلفه سليم وهما يضحكان فى سعاده وما إن أمسك به سليم حتى حمله ورفعه عاليا فضحك سليم الصغير فى سعاده وفى تلك الأثناء جاءت رؤى ولعبت معهم
أما حازم فكان يجلس بجانب دينا وهتف قائلا
حازم : دينا بقولك إيه .. ما تيجى نكتب الكتاب
دينا بإستغراب : إشمعنى .. مش إحنا قولنا إن فرحنا هيكون مع رؤى وسليم كمان 3 شهور .. أنت غيرت رأيك ولا إيه ؟
حازم : لا مغيرتش رأيي بس عايز نكتب الكتاب .. بقالنا 3 سنين مخطوبين أهو
دينا : قول لسليم
حازم بإبتسامه : أقوله .. بس أهم حاجه إنك موافقه
وذهب حازم بإتجاه سليم وهتف قائلا
حازم : بقولك يا سليم
سليم وهو يلاعب سليم الصغير : إيه
حازم : أنا عايز أكتب كتابى
سليم بإستغراب : ليه ؟؟ .. مش قولنا إننا هنعمل فرحنا مع بعض
حازم : هو أنا كل ما أقول لحد يقولى كدا .. عايز أكتب الكتاب بس حاليا لغايه ما نبقى نعمل الفرح
سليم بتفكير : أمممم .. ماشى يا حازم .. بس روح بقى قوول لعمو عز وبابا
حازم بتهكم : وماله .. هلف أنا على كل أفراد العيله
وبالفعل ذهب حازم وأخبر عز وفريد بالأمر ووافقوا وإتفقوا على كتب الكتاب أخر هذا الأسبوع
وبعد فتره
جلسوا جميعا يتحدثون وفجأه هتف سليم الصغير قائلا موجها حديثه لسليم
سليم الصغير : عمو سليم
سليم : أيوه يا حبيبى
سليم الصغير : أنا عايز أضرب نار زيك
فارس بخضه : إيه !! .. لا يا حبيبى مينفعش
سليم الصغير بحزن : مليش دعوه .. وأمسك بيد سليم وسحبه منها وهتف قائلا : يلا يا عمو .. عايز أضرب نار
سليم : أنت تؤمر يا باشا .. يلا بينا
فارس : لا يا سليم .. رصاص إيه ده لسه صغير
سليم : متخفش عليه .. أنا معاه .. وبعدين ده هيبقى ظابط كبير .. ثم نظر لسليم الصغير وهتف قائلا : مش أنت هتبقى ظابط
سليم الصغير بإبتسامه : أنا عايز أبقى زيك يا عمو
إبتسم سليم بسعاده وذهب هو وسليم الصغير بإتجاه الغرفه التى يتدرب فيها وأوقفه على كرسى وأمسك المسدس ووقف خلفه وأمسك المسدس معه وبدأوا فى إطلاق الرصاص وكان سليم الصغير يبتسم فى سعاده ما إن يُطلق رصاصه .... أما فارس فكان يتابعهم بعينيه وهو يبتسم فى سعاده
يتبع
بقلمى \ بنوته شقية(H\W)
الحلقة الثانيه والعشرين
فى صباح اليوم التالى
فى معرض عز
كان عز يقف يتابع بعض اللوحات ولكنه شعر ببعض التعب فذهب إلى المكتب ليجلس قليلا .. ولكن زاد التعب عليه بشده وأحس أنه يختنق .. فبحث عن هاتفه وما إن وجده حتى هاتف فريد
عز بتعب : فريد إلحقنى أنا بموت
فريده بخضه : فى إيه يا عز ؟
عز بتعب شديد : مش قادر أخد نفسى .. شكلها كدا خلاص يا فريد
فريد بقلق : متخفش هكون عندك حالا
وبالفعل خرج فريد سريعا من المستشفى وذهب بإتجاه معرض عز
وبعد فتره قصيره
وصل فريد المعرض و دخل بسرعه فوجد عز يضع رأسه على المكتب أمامه وعلى ما يبدو فقد الوعى فذهب تجاهه وهتف قائلا
فريد بخوف : عز .. عز
لم يجيبه عز فوضع فريد يده عند رقبته ليرى إن كان هناك نبض أم لا فوجد نبض فحمد الله كثيرا وإتصل بعربه الإسعاف لكى تأتى ليقله إلى المستشفى
وبعد فتره
وصلت عربه الإسعاف وتم إدخال عز بها ولحق بهم فريد بسيارته وما إن وصلوا إلى المستشفى حتى تم وضع عز بغرفه العنايه المركزه وتم إجراء الكشف عليه وبعد لحظات دخل إليه فريد وما إن رآه عز حتى هتف قائلا
عز بإبتسامه يشوبها الألم : عايز فريده .. هاتهالى يا فريد
فريد : عز ممكن تهدأ ومتتكلمش .. أنت كويس متخفش وهتقوم تروح معايا بس نطمن عليك
عز بنفس الإبتسامه : مبتعرفش تكدب يا دكتور .. ولو كدبت على الدنيا كلها مش هتقدر تكدب عليا .. مفيش وقت يا فريد .. إتصل بفريده عايز أشوفها
وقف فريد ينظر لعز ولم يجيبه فأعاد عليه عز كلامه
عز : يلا يا فريد
أومأ فريد برأسه وخرج وقام بالإتصال بفريده والتى هتفت قائله
فريده : ألو
فريد بحزن : فريده
فريده بقلق : فى إيه يا فريد مال صوتك ؟
فريد : عز
فريده وهى جاحظه العينين : ماله عز يا فريد .. جراله حاجه .. رد عليا
فريد بحزن شديد : إحنا فى المستشفى تعالى بسرعه عايز يشوفك ومتعرفيش حد عندك بأى حاجه
لم تجيبه فريده وإنما أخذت هاتفها ونزلت السلالم بسرعه كبيره وتوجهتت إلى خارج الفيلا والدموع تنهمر من عينيها وتدعو الله فى سرها : يارب .. يارب ... مش هقدر أعيش من غيره يارب
ولم تجد السائق بالأسفل فخرجت بسرعه خارج الفيلا وإستقلت سياره أجره وذهبت بإتجاه المستشفى
وما إن وصلت حتى نزلت سريعا من السياره وركضت فى ممرات المستشفى وهى تبكى والكل كان يتطلع إليها بإستغراب ولكنها لم تعبأ بنظرات أى منهم وما إن وصلت للغرفه التى أعطاها فريد رقمها حتى وجدت فريد يقف فى الخارج يبكى فتقدمت نحوه فى خوف شديد وهى ترتعد بشده وما إن وصلت إليه حتى وضعت يدها المرتعشه على ذراعه وهتفت قائله
فريده بإرتعاش وبكاء : عز فين يا فريد .. إوعى تقول إنه مات
فريد بدموع : إدخلى يا فريده هو مستنيكى
إستدارت فريده ونظرت للباب ومدت يدها المرتعشه ناحيه المقبض وفتحته بهدوء وما إن رأت عز حتى جرت مسرعه تجاه فراشه وأخذت تقبل يده ورأسه والدموع تنهمر من عينيها كالأمطار .. أما فريد فما إن رآهم هكذا حتى أغلق الباب وجلس على الكرسى بالخارج وأخذ يبكى بشده
أما بالداخل فما إن أحس عز بوجود فريده حتى فتح عينيه وهتف قائلا
عز بتعب : كنت عارف إنك مش هتتأخرى عليا .. حسيت بيكى من قبل ما تدخلى الأوضه
فريده ببكاء : عز .. متسيبنيش يا عز
عز وهو يرفع يده ويضعها على شعرها فى حنان ويربت عليه : إحنا قولنا إيه .. مش عايزك تعيطى يا فريده .. إحنا كنا عارفين إن اليوم ده هيجى
فريده ببكاء : مهما كنت عرفه يا عز .. مش قادره .. خليك معايا
عز بتعب : مش بإيدى يا فريده .. لو بإيدى كنت فضلت جنبك العمر كله ... فريده إسمعينى أنتى حبيبتى وأمى وأختى .. أنتى صبرتى معايا كتير أوى يا فريده .. ووقفتى جنبى كتير .. عشان كدا أنا مطمن على العيله كلها من بعدى عشان عارف إنك هتكونى وسطهم .. لميهم حواليكى يا فريده وإوعى يتفرقوا عن بعض .. دايما كونوا عيله واحده زى ما كنا طوول عمرى .. إوعوا تزعلوا أبدا على موتى .. أنا هفضل معاكوا .. روحى هتفضل محوطاكوا .. حازم يا فريده كان نفسه يكتب الكتاب متأجليهوش يا فريده .. وصيتى ليكى متزعليش حد لمجرد إنى موت .. متوقفوش حياتكم عشان أنا روحت ..أنا هكون دايما معاكى .. إفضلى فرحانه ومبسوطه دايما عشان أكون مبسوط أنا كمان .. المرسم بتاعى يا فريده خلى رؤى ترجع تعرض فيه لوحاتها .. متقفلوش المرسم خليه دايما مفتوح .. قولى لرؤى متزعلش .. قوليلها أنتى حته من قلب بابا .. وأنتى الوحيده إلى طلعتى زى بابا فنانه ... وخلى بالك من سليم يا فريده أنا عرف إنه بيحب رؤى وهيحافظ عليها .. هو الوحيد إلى بحسه شبهى وعارف إنه هو إلى هيقف وهيبقى عمود العيله من بعدى .. متنسيش تديله الوصيه يا فريده .. فى ليكى وصيه ولسليم وصيه وللباقين كلهم وصيه مجمعه .. وفارس خلى بالك منه .. أنا عارف إنه هيتعب من بعدى بس كونى جنبه يا فريده .. أنا عيشت طول عمرى بحبك يا فريده وهموت وأنا برده بحبك .. أوعدينى تستحملى فراقى .. عايزك تقفى ومتقعيش يا فريده .. عايزك تقفى فى العزا جامده ومتتهزيش .. أنا رايح لربنا ومش خايف .. هو عنده حجات حلوه .. أنا طول عمرى بحبه وبحاول إنى أرضيه عشان يرضى عنى وهو إن شاء الله هيكون راضى عنى
كانت فريده تستمع إليه والدموع تنهمر من عينيها بدون توقف وما إن إنتهى من حديثه حتى قبلت يده وأخذت تبكى فرفع هو رأسها ونظر إليها فى حنان ثم أمسك يدها وقبلها وهتف قائلا
عز بتعب : عايز أشرب يا فريده عطشان
فريده وهى تنهض من جواره : حاضر
وبالفعل خرجت من الغرفه وذهبت لتحضر له مياه ولكنها ما إن عادت حتى وجدت فريد يقف بجانب عز ويغطى وجهه فوقع الكوب من يدها وظلت تنظر لعز بصدمه ... وما إن لمحها فريد حتى تقدم نحوها وأمسك بها
فريد ببكاء : فريده إهدى كدا لازم تجمدى .. أومال الولاد هيعملوا إيه
جففت فريده دموعها وإعتدلت فى وقفتها وهتفت قائله : إتصلى بسليم يا فريد وهات أكلمه
فريد : حاضر
وبالفعل إتصل فريد بسليم وأعطى الهاتف لفريده والتى هتفت قائله
فريده : سليم .. فارس جنبك
سليم بقلق : لا يا عمتو .. مال صوتك ؟
فريده : عيزاك تيجى أنت وفارس .. بس خلى فارس يروح هو الفيلا وأنت تعالالى على المستشفى عند فريد
سليم : فى إيه يا عمتو حد حصله حاجه .. أنا عندى شغل هنزل إزاى !
فريده بعصبيه : سمعت قولت إيه يا سليم .. هتفضل تسألنى كدا كتير وبعدين خد أجازه ضرورى وخليها لفتره طويله
سليم بهدوء : حااضر يا عمتو
وما إن أغلق سليم معها الخط حتى هتف قائلا : يا ترى فى إيه وعمتو متعصبه كدا ليه .. ومين الى فى المستشفى .. إستر يارب
وتوجه سليم سريعا لفارس وإستقلوا سياره سليم وتوجهوا إلى الأسكندريه
وما إن وصلوا الفيلا حتى نزل فارس من السياره ولكن سليم أخبره أنه لديه أمر ضرورى سينهيه ويأتى إلى الفيلا مره أخرى فوافقه فارس ودخل إلى الفيلا
أما سليم فتوجه مباشره إلى المستشفى الخاصه بفريد وما إن دخل حتى سأل عن مكان وجود فريد فدلته الممرضه على مكانه فذهب إليه وما إن رآه حتى توجه إليه مباشره ولكن قدمه تسمرت فجأه ما إن رأى والده يبكى بشده وأخذ يبتلع ريقه فى خوف وتوتر ولكنه عاد لكى يسير مره أخرى تجاه والده وما إن وصل إليه حتى هتف قائلا
سليم بقلق : فى إيه يا بابا .. مالك بتعيط كدا ليه ؟
فريد وهو يحتضن سليم : عز مات يا سليم .. صاحب عمرى مات
ألجمت الصدمه لسان سليم ولم ينطق ولكن ترقرت الدموع فى عينيه وما إن إبتعد عنه فريد حتى هتف قائلا
سليم : فين عمتو ؟
فريد : تعال هى جوا مع عز
وبالفعل دخلوا الغرفه ورآوا فريده تجلس بجانب عز وتنظر إليه وهى كاشفه عن وجهه وما إن رأى سليم عز حتى إنهمرت الدموع من عينيه كالأمطار فنظرت إليه فريده ونهضت من جلستها ومدت يدها ومسحت دموعه وهتفت قائله
فريده : متعيطتش .. أنا جيبتك أنت هنا عشان عارفه إنك هتبقى مكان عز .. هو قالى إنك شبهه وأنا عرفه هو قد إيه كان بيحبك ومتأكده إنك بتحبه أنت كمان .. مش عايزه أشووف دموعك لغايه ما العزا يخلص خالص .. سامعنى يا سليم .. ودلوقتى روح خلص الإجراءات مع فريد عشان الدفنه ونعمل العزا
أومأ سليم برأسه ولم ينطق بكلمه واحده وإنما خرج كما أمرته فريده وذهب لينهى الإجراءات
وما إن خرج حتى هتف فريد قائلا : فريده كدا غلط إنك مجبتيش فارس .. هيزعل لو عرف إلى عملتيه ده .. لازم فارس يكون موجود
فريده : كلمه يا فريد .. قوله يجى وميعرفش حد من الى فى البيت خالص بإنك قولتله يجيلك المستشفى ومتعرفوش إن عز مات إلا لما يجى هنا عشان هيبقى سايق .. إتصل أنت بس عرف أمل بالى حصل عشان تخلى بالها من البنات هناك
أومأ فريد برأسه إيجابا وخرج لكى يهاتف فارس وما إن هاتفه حتى إتصل بأمل وأخبرها والتى شهقت ما إن سمعت الخبر ولكنه أخبرها أن تظل كما هى ولا تخبر أى شخص بما حدث
وما إن أنهى سليم الإجراءات لكى يخرج عز حتى ذهب مره أخرى لفريده وما إن دخل الغرفه حتى وجد فارس يبكى بشده فتوجه إليه وإحتضنه
سليم : إهدى يا فارس .. مينفعش كدا .. لازم تكون أقوى من كدا عشان أخواتك
فارس : أبويا يا سليم .. مات وسابنى
ربت سليم على ظهر فارس وما إن أحس به يهدأ حتى إبتعد عنه وإستدار برأسه لفريده وهتف قائلا
سليم : خلاص يا عمتو .. خلصت كل حاجه .. بابا بيجهز عربيه الإسعاف إلى هتنقل عمو للفيلا
فريده : ربنا يباركلى فيك يا سليم
وما إن دخل رجال الإسعاف ليحملوا عز ..حتى خرج سليم خارج الغرفه وإتصل بالفيلا فردت سنيه
سليم : داده بقولك إيه مين عندك فى البيت ؟
سنيه : جنى ودينا ورؤى وسليم الصغير
سليم : وحازم فين ؟
سنيه : خرج يا بنى من شويه
سليم : طيب .. بصى ركزى كويس فى إلى هقولهولك ده .. هتاخدى رؤى ودينا وجنى وسليم الصغير وتوديهم الملحق التانى عند ماما .. قولى لرؤى سليم جايب معاه ضيوف ومش عايز حد يكون موجود فى الملحق بتاع عمو عز خالص .. إياك يا داده أجى ألاقى أى حد
سنيه : حاضر يا بنى حاضر
وبالفعل توجهت سنيه إلى غرفه رؤى وطرقت الباب ودخلت
رؤى بإبتسامه : خير يا داده
سنيه : سليم جايب ضيوف وجاى وعايزكوا كلكوا تروحوا الملحق التانى
دينا بإستغراب : ضيوف مين ؟
سنيه : مش عارفه يا بنتى ... هو قالى كدا .. وقالى أقولك أنتى ورؤى وجنى وسليم الصغير تروحوا الملحق التانى
رؤى : طيب .. يلا يا دينا .. أنتى عرفه أخوكى لو كلامه متنفزشى ممكن يعمل إيه
وبالفعل خرجوا وتوجهوا إلى غرفه جنى وذهبوا جميعا للملحق الثانى من الفيلا
أما سليم فقام بمهاتفه حازم وأخبره أن يعود فورا إلى الفيلا
وبعد فتره
وصل سليم بسيارته وكان معه فارس فهو قد ترك سيارته أمام المستشفى فهو لم يقوى على القياده .. أما فريد فكان يستقل هو الأخر سيارته وفريده أصرت على أن تستقل عربه الإسعاف مع عز .. أما حازم فكان قد وصل قبلهم وجلس بإنتظارهم كما أخبره سليم
وما إن وصلوا حتى فتحت أبواب عربه الإسعاف وقاموا بإنزال عز وتوجهوا به إلى الداخل
فى ذلك الوقت
كان سليم الصغير يقف خلف الزجاج يتطلع على الحديقه حينما لمح والده وسليم وفريده وفريد يدخلون فهتف قائلا
سليم الصغير بفرحه : عمو سليم جه هو بابا
وجرى مسرعا بإتجاه الباب ليذهب للملحق الثانى فإنتفضت جنى من مكانها وجرت وراؤه
جنى وهى تجرى خلف سليم الصغير : سليم تعال هنا .. بابا هيزعق .. يا سليم
ولكن سليم الصغير لم يستمع إليها وظل يركض إلى أن وصل للملحق الخاص بعز وما إن دخل حتى وجدهم يدخلون غرفه كبيره فدخل ورائهم .. فوجد والده يبكى فوقف يتطلع إليه بحزن ووجد شخص نائم ومغطى فظل ينظر إليهم فى إستغراب
فى ذلك الوقت كانت جنى قد جائت وهى تركض وتهتف بإسم سليم وما إن وصلت حتى وجدت فارس ينظر إليها فى غضب
فارس بغضب : أنتى إيه إلى جابك هنا ؟
جنى بخوف : سليم جرى وأنا كنت جايه وراه
إلتفت فارس برأسه يمينا ويسارا يبحث عن سليم الصغير فوجده يقف فى ركن وهو خائف فذهب تجاهه وهتف قائلا
فارس بعصبيه ممزوجه بالغضب : أنت إيه إلى جابك هنا .. أنت مبتسمعش الكلام خالص .. مش سليم قال محدش يجى هنا
جنى وهى تقترب منهم : فى إيه يا فارس .. بتزعق للولد كدا ليه .. وبعدين منا مش شايفه حد غريب موجود يعنى أنت و........
قطعت جنى حديثها ما إن وجدت شخص نائم على الفراش ومغطى وهتفت قائله
جنى بخوف : مين ده يا فارس ؟
فارس بغضب : ممكن تخدى سليم وتروحى الملحق التانى
جنى : طب فهمنى الأول بس مي......
قاطعها فارس بعصبيه : جنى .. سمعتى قولت إيه
إنتفضت جنى وأخذت سليم الصغير والذى كان يبكى نتيجه صراخ والده وذهبت للملحق الثانى وهى تبكى
وما إن وصلت للملحق الثانى حتى أنزلت سليم الصغير على الأرض وذهبت وجلست على الكنبه وأخذت تبكى بشده فعقدت رؤى ودينا حاجبيهم فى إستغراب
رؤى : مالك يا جنى فى إيه ... بتعيطى كدا ليه ؟
جنى ببكاء : فارس زعقلى .. شخط فيا جامد قدام كل الموجودين
رؤى : أنتى إيه بس إلى وداكى هناك يا جنى
جنى ببكاء : ما أنتى شوفتى سليم إزاى طلع يجرى .. وأنا روحت وراه
رؤى وهى تنظر لسليم الصغير : كدا يا سليم .. شايف ماما زعلانه إزاى عشان بابا زعق
نكس الطفل رأسه فى حزن وتقدم من والدته ومد يده الصغيره وأخذ يمسح دموعها ثم صعد بجوارها على الكنبه وقبل وجنتها
فإبتسمت رؤى وكذلك دينا وهتفت دينا قائله
دينا بمزاح : يا سلام على الحنيه بتفكرنى بواحد كدا حنين برده
ونظرت لرؤى وغمزت بعينيها فإبتسمت رؤى بخجل
بعد فتره
قام فارس وسليم بإستدعاء من يقوم بتغسيل الموتى .. وكان حازم يجلس فى ركن فى الفيلا يبكى بشده ... وما إن إنتهى المُغسل وقام بتكفين والده حتى هتف فارس قائلا
فارس : إستنى ماما قالتلى إنها عايزه تشوفه قبل ما نقفل الكفن
فريد : خلوا بالكوا رؤى متعرفش حاجه لغايه دلوقتى ولا لميس .. لازم نعرفهم .. يمكن يكونوا عايزين يشوفوه هما كمان
هتف سليم بحده : لا رؤى لا ... هتتعب مش هينفع تشوفه ...
ثم صمت قليلا وهتف بعدها قائلا : أنا هقولها بنفسى
فأومأ فارس وكذلك فريد برأسهم إيجابا
ذهب سليم إلى الملحق الثانى وما إن دخل حتى نهض سليم الصغير وذهب إليه بسرعه وهو يهتف قائلا
سليم الصغير بفرحه : عمو سليم .. عمو سليم
حمله سليم وقبله على وجنته .. ثم أنزله وذهب بإتجاه والدته وهتف بجانب أذنها هامسا
سليم بهمس : أنا هاخد رؤى .. أنا عرفها بالخبر .. أنتى قولى لدينا والبنات
أومأت أمل برأسها إيجابا فتوجه سليم إلى رؤى وهتف قائلا
سليم وهو جامد الملامح : رؤى تعالى معايا عايزك شويه
رؤى بإبتسامه : حاضر
وبالفعل ذهبت مع سليم وخرجوا سويا إلى الحديقه فأغمض سليم عينيه وإبتلع ريقه فى توتر وهتف قائلا
سليم : رؤى أنا عايزك تكونى قويه .. وتبقى جامده كدا
قاطعته رؤى بضحك هاتفه : إيه إلى أنت بتقوله ده يا سليم
سليم بخوف : رؤى أنتى مؤمنه بالله صح
رؤى بإستغراب : أيوه طبعا .. ده سؤال يا سليم
سليم : وعرفه إن كلنا هنموت وكل واحد ليه عمر
رؤى بقلق : فى إيه يا سليم حد جراله حاجه
سليم بتردد : عمو عز .. عمو عز توفى يا رؤى
بهتت ملامح رؤى ولم تبدى أى تعبير فتوجس سليم من شكلها فهتف قائلا
سليم بخوف : رؤى .. أبوس إيدك ردى عليا .. أنتى سمعتى إلى قولته صح
ظلت رؤى تنظر إليه بدون أن تتحدث بكلمه واحده ولكن لمح سليم الدموع تترقرق فى عينيها
سليم بخوف : رؤى متخوفنيش عليكى .. قولى أى حاجه .. إصرخى طيب
لم ترد رؤى وظلت على حالتها وفجأه شعر سليم برؤى تترنح فى وقفتها وخاف أن تغيب عن الوعى فإحتضنها بقوه فإنفجرت هى فى البكاء بشده
سليم وهو يشدد من إحتضانها : هشششششش إهدى يا رؤى عشان خاطرى
رؤى ببكاء : بابا .. عايزه أشوفه يا سليم
سليم : لا يا رؤى .. مش هتقدرى
رؤى وهى تبتعد عنه : عشان خاطرى يا سليم
سليم : بلاش يا رؤى .. مش هتستحملى وأنا عارف
رؤى ببكاء : دى أخر مره .. متحرمنيش من إنى أشوفه .... عشان خاطرى
سليم على مضض : تعالى معايا
وبالفعل توجهوا للفيلا وكان سليم يضمها لصدره بذراعه وما إن دخلوا حتى وجدوا جنى ودينا يبكيان بشده فنظرت لهم رؤى وهى تبكى وتوجهت مع سليم إلى الغرفه التى بها عز
وما إن دخلوا حتى أحس سليم بإرتعاش جسدها وشعر بها تتشبث به بقوه فشدد هو من ضمها إليه .... وما إن وصلوا لعز حتى بكت رؤى بشده ولكنها لم تتحمل رؤيته هكذا بالكفن فخارت قواها فى الحال فإنتفض سليم ولكنه أمسكها جيدا وحملها وتوجه بها إلى الخارج ووضعها على الكنبه وما إن رأتها دينا حتى توجهت إلى سليم وهتفت قائله
دينا بخوف : رؤى .. فى إيه يا سليم مالها ؟
سليم : إطلعى هاتيلى أى برفيوم من فوق بسرعه
دينا : حاضر
وبالفعل صعدت دينا إلى الطابق الأعلى وأحضرت البيرفيوم لسليم وأخذه منها ورش بضع القطرات على يده وقربها من أنف رؤى ففتحت رؤى عينيها ببطء وأخذت تهتف
رؤى : بابا .. بابا
سليم : رؤى .. إفتحى عينك
ما إن رأتها فريده هكذا حتى ذهبت تجاههم بسرعه وهتفت قائله
فريده بخوف : مالها رؤى يا سليم ؟
سليم : أغم عليها أما شافت عمو عز
فريده بعتاب : وليه سليم دخلتها بس ؟
سليم : مرديتش .. كانت عايزه تدخل .. مقدرتش أمنعها ... عمتو خليكى جنبها أنا لازم أقوم عشان الدفنه
فريده وهى تربت على كتفه : روح يا بنى .. أنا معاها أهو متخفش
وبالفعل توجه سليم إلى الغرفه مره أخرى وقاموا بوضع الجثمان بالصندوق وحمل الصندوق سليم وفارس وحازم وفريد وتوجهوا به إلى العربه المخصصه لنقل الموتى وتوجهوا خلفها بسياره سليم
وما إن إنتهوا من دفن عز حتى عادوا مره أخرى إلى الفيلا لإستقبال الناس القادمون للتعزيه
وطوال الثلاث أيام الخاصه بالعزاء كان سليم جامد الملامح .. لا يبكى ولا ينام على الإطلاق
وفى اليوم الثالث من العزاء
جلست فريده مع العائله حيث أمرتهم بالإجتماع فى فيلا عز بعد ان أعطاها المحامى الثلاث وصايا
جلست فريده وهتفت فى حزن شديد : عز الله يرحمه كان عنده كانسر فى الرئه
شهق الجميع بصدمه ولكن فريده أكملت حديثها قائله
فريده : محدش كان يعرف إنه عنده المرض ده غير أنا وفريد وهو بس هو مرضيش يشيل حد الحمل ده .. لما شاف فى عينى الحزن مقدرش يستحمل وقالى إنه مش هيعرف حد .. فريد هو أول واحد عرف لإنه كان متابع حالته بنفسه ... مقدرش يشوف فى عنيكوا الحزن ولا الخوف وأنتوا مستنين موته فى أى لحظه .. حاولنا كتير إننا نعالجه بس للأسف مكانش فى أى أمل كان وصل لدرجه متأخره جدا ... عز بيتعذب بقاله 7 شهور
ثم صمت قليلا وأكملت حديثها مره أخرى : عز ساب 3 وصايا .. وصيه لينا كدا ووصيه لسليم ووصيه ليا ... الوصيه بتاعتنا كلنا سليم هيقرأها
نظر سليم فجأه لفريده فأومأت برأسها إيجابا ..وأكملت حديثها : أما الوصيه بتاعه سليم فهو حر يقرأها معانا هنا أو لوحده .. ووصيتى إعذرونى عايزه أقراها لوحدى
ثم أعطت لسليم الوصيه والمكتوب عليها للجميع وفتح سليم الظرف وأخرج الورقه وبدأ يقرأ
" فريده .. حبيبتى ورفيقه عمرى .. الست إلى عشت معاها أجمل أيام حياتى .. فريد صديقى ورفيق دربى .. ماما ناريمان .. الست إلى عوضتنى عن أمى وعاملتنى زى إبنها بالظبط وزمان إدتنى فريده وحطتها أمانه فى عينى وأتمنى أكون قدرت أشيل الأمانه دى يا ماما زى ما كنتى بتتمنى .. أبنائى الأعزاء
أولا : أشكركم على الأيام السعيده التى منحتونى إياها .. إستنوا كدا يا ولاد إيه النحوى ده .. أيوه إضحكوا مش عايزكم أبدا زعلانين
أنا عايز أعتذرلكم إنى خبيت عليكم مرضى .. بس مكنش ينفع تشيلوا الحمل التقيل أوى ده .. كنت عايز السعاده تفضل موجوده فى بيتنا لغايه ما أودعكوا مؤقتا .. أه مؤقتا ما هو حازم قال إنه لما يتجوز هو ودينا لو ربنا كرمهم بولد هيسموه عز .. طلعوه رسام زيي و قعدوه فى أوضه الرسم بتاعتى .. خلوه يحب الرسم من وهو صغير .. أوعى تضايق دينا يا حازم أو فى يوم تزعلها .. أنا عارف إنك بتحبها فبطل حركاتك دى ومتأجلوش فرحكم وإتجوزوا علطول .. أنا هبقى معاكم وفرحان بيكم
فارس أنت كنت سندى فى الدنيا .. إضحك يا بنى ومتزعلش أنا متأكد إن سليم هيفضل جنبك زى ما فريد وقف جنبى لحد أخر لحظه فى عمرى .. خليكم سند لبعض .. غطا لبعض يا فارس .. سليم الصغير هيطلع نسخه من سليم الكبير خلى بالك منه .. سليم أنت بقى ليك وصيه لوحدك هتعرفها لما تقراها .. لميس خدى بالك من ولادك وجوزك وبطلى تفترى على الراجل أنا عارف إنك بتحبيه ومتأكد إنه كمان بيحبك .. رؤى قلب بابا وعمر بابا كله .. رؤى عز الدين حرم الرائد سليم فريد .. خلى بالك من نفسك وإسمعى كلام خالو هو دلوقتى مكانى .. وخدى الدوا بإنتظام لو بتحبى بابا ... كريم ركز فى شغلك وبطل تاخد حازم قدوه ليك يا بنى .. كان نفسى أشوفك مع عروستك بس عمرى كدا ....... وأخيرا أحب أقولكم أشوف وشكم بخير
فريد خلى بالك منهم .. مع السلامه يا صديق عمرى "
ما إن إنتهى سليم من قراءه الوصيه حتى رفع رأسه عن الورقه فوجد الجميع يبكى بشده .. فطوى الورقه ووضعها فى الظرف وأعطاها لفريده .. أما فريده فأعطته الظرف الخاص به
فتنتحنح سليم وهتف قائلا : أنا هطلع أقرأ الوصيه فى الجنينه .. عن إذنكم
وبالفعل خرج سليم إلى الجنينه فهتف حازم قائلا
حازم بقلق : فارس سليم هيجراله حاجه كدا .. ده متكلمش مع حد من يوم وفاه بابا
أمل بقلق واضح : ولا حتى أكل حاجه ولا بينام وكل أما أدخل عليه ألاقيه سرحان .. وأما أنادى عليه مبيردش كإنه مش سامعنى
فريده : سيبوه .. هو بس بيحاول يستوعب إلى حصل و هيبقى كويس إن شاء الله أما يقرأ الوصيه .. أنا متأكده من كدا
يتبع
بقلمى \ بنوته شقية(H\W)
الحلقه الثالثة والعشرين
فى الحديقه جلس سليم فى أحد الأركان وسند ظهره على الشجره خلفه وأخذ ينظر للظرف بيده فى حزن ثم فتحه وأخرج الورقه وبدأ يقرأ
" إبنى سليم .... أنا عمرى ما فرقت بينك وبين فارس أبدا فى المعامله .. كنت دايما بعتبركوا واحد فى كل حاجه .. من أول ما كبرت قدام عينى وأنا شايف فيك نفسى .. حسيتك نسخه منى زى منا بردو شايف سليم الصغير نسخه منك .. علمه يا سليم إلى أنا وأبوك علمنهولك زمان وأنت صغير .. من أول مره شفتك وأنت شايل رؤى أول ما إتولدت وأنا شفت فى عنيك نظره حب حسيتها مع إنك كنت طفل ... وزاد إحساسى ده لما رؤى كبرت شويه وكانت دايما بتتحامى فيك أما أجى أزعق لها أو لما فارس أو حازم يضايقوها .. كنت بشوفك دايما بتدافع عنها ومبتقبلش إن حد يضايقها .. ساعتها قولت رؤى إن شاء الله هتكون لسليم ..مش محتاج أوصيك عليها عشان عارف قد إيه بتحبها ولا هقولك متزعلهاش .. بس هقولك كبروا الحب إلى إتولد بينكوا من وأنتوا أطفال ... عايزك يا سليم تبقى قوى وعايزك تبقى مكانى فى البيت .. أنا عارف إن موتى هيأثر على فريد عشان كدا عايزك تقف جنبه وتسنده .. حاول تعوضه عن غيابى يا بنى .. وخلى بالك من فريده حطها فى عينك يا سليم .. أنا عارف إنها هتتعب فى بعدى ..وصيتى ليك البيت إلى تعبت فيه أنا وأبوك عشان نكبره عايزك تحافظ عليك .. أنا عارف إن المسئوليه كبيره عليك .. بس أنت قدها ولو كان عندى شك فى إنك مش هتقدر تشيلها مكنتش سلمتهالك .. إلى يقع فيهم قومه من تانى يا سليم .. خليك فى ضهر كل واحد فى العيله .. لو أنت وقعت كلهم هيقعوا وراك .. كون قوى عشان ميضيعوش ... وخلى بالك من نفسك يا بنى وبطل السواقه بسرعه .. أشووفك بعد سنين كتير أووى .. ربنا يديك طوله العمر يا حبيبى .. أشوف وشك بخير ...... أبوك عز "
كان سليم يقرأ الوصيه والدموع تنهمر من عينيه كالأمطار ودموعه قد إختلطت بالكلام المكتوب على الورقه
فنظر أمامه فى حزن وهتف قاائلا : المسئوليه كبيره أووى يا عمو .. كبيره أووى
ثم نكس رأسه فى حزن وظل يبكى
فى ذلك الوقت كانت رؤى قد إستأذنت هى الأخرى من الجميع وذهبت إلى الحديقه لكى تلحق بسليم وما إن وصلت الحديقه حتى بحثت عنه بعينيها إلى أن وجدته يجلس بعيدا مستندا بظهره على الشجره فتوجهت إليه ... وما إن إقتربت منه حتى وجدت جسده يهتز ويبكى بصوت مرتفع فهتفت بإسمه
رؤى : سليم
ما إن سمع سليم إسمه حتى مسح دموعه بسرعه وأدار وجهه للجهه الأخرى ... فإقتربت منه رؤى وجلست بجانبه وهتفت قائله
رؤى : سليم
لم يرد سليم وظل موجه رأسه للجهه الأخرى فمدت يدها فى تردد وأدارت وجهه إليها وما إن تطلعت بعينه حتى هتف قائله
رؤى : مكسوف منى يا سليم .. مكسوف تعيط قدامى
سليم : مش عايزك تشوفينى وأنا كدا يا رؤى .. عايزك دايما تشوفينى قوى
رؤى ببكاء : أنت هتفضل طول عمرك قوى يا سليم .. أنا متأكده من كدا .. بس إحنا بشر ولازم يجى علينا وقت ونضعف شويه .. عيط يا سليم .. مينفعش تكتم كدا الحزن جواك
سليم ببكاء : عمو عز .. شيلنى مسئوليه كبيره أوى .. مش عارف هقدر أشيلها ولا لا .. خايف أوى يا رؤى أووى
رؤى : بابا طالما شيلك أنت المسئوليه فيبقى متأكد من إنك هتقدر تشيلها يا سليم .. أنا جنبك وعارفه إنك هتكون قدها
بكى سليم بشده ... ثم إرتمى فى حضن رؤى وظل يبكى وهو يهتف : أنا تعبان أوى يا رؤى .. خليكى معايا متسيبنيش
إنتفضت رؤى فى البدايه ما إن إرتمى سليم بأحضانها ولكنها مدت يدها فى تردد وربتت على شعره فى حنان
أما فريده فبعد فتره قصيره أخذت الوصيه الخاصه بها وصعدت إلى غرفتها وما إن وصلت الغرفه حتى فتحت الباب بهدوء ودخلت ومن ثم أغلقته خلفها ووقفت تنظر للغرفه بحزن وهى تتذكر كل مكان كان يجلس فيه عز وكل ذكرياتهم سويا فى تلك الغرفه
ثم ترقرت الدموع فى عينيها وهتفت قائله : ربنا يرحمك يا حبيبى
ثم سارت بإتجاه الدولاب وفتحته وأخذت تنظر إلى ملابس عز .. ثم مدت يدها وأخذت قميصه وقربته من أنفها وإستنشقت رائحته التى مازالت عالقه به ...... ثم أبعدته عن أنفها وأغلقت الدولاب وذهبت بإتجاه الفراش و جلست عليه وأراحت ظهرها للخلف ووضعت القميص جوارها وفتحت الظرف وأخرجت الورقه من داخله .... ثم أخذت نفس عميق وفتحت الورقه وبدأت تقرأ
" حبيبتى ديده ... أنا عارف إنك زعلانه وعارف إنى خلفت بوعدى معاكى وسيبتك ... بس أنتى عرفه إنه مكنش بإيدى ... أنا عشت معاكى يا فريده أجمل أيام حياتى وربنا رزقنى منك بأجمل أربع أولاد ... حبى ليكى عمره ما قل ولا ثانيه .. بالعكس كان دايما بيزيد .. كل ما كنت بكبر فى السن وكنت بشوفك جنبى كنت بتعلق بيكى أكتر زى ما أكون طفل ومش قادر يسيب أمه ... فاكره يوم جوازنا .. وقتها الدنيا مكنتش سيعانى وكنت عايز أعملك أى حاجه أنتى عيزاها .. أنا عارف إنك تعبتى معايا كتير ولولا فضل ربنا عليا وكرمه وبعد كدا وجودك فى حياتى مكنتش هوصل للى أنا وصلته طوول عمرى ده ... فريده أنا كنت أما بشوفك كل يوم قدامى .. كنت بشكر ربنا على إنه أدانى نعمه كبيره وكنت بدعيه إنه يقدرنى إنى أحافظ عليكى .... عايزك تخلى بالك من ولادنا يا فريده ... كونى ليهم الأم والأب هما مهما كبروا هيفضلوا بردو محتجينلك .... عوضيهم عن غيابى .. وفارس كونى معاه دايما أنا عارف إن موتى أثر فيه جامد .. هو يمكن يكون قدامكم قوى بس أنا متأكد إنه من جواه متدمر .. وحازم يا فريده وصيتى ليكى تجوزيه لدينا ... وسليم ورؤى جوزيهم كمان متسيبهمش ولا تأجلوا أى حاجه .. أعملوا كل حاجه زى ما كنا مرتبينلها كأنى موجود بالظبط .. شجعى رؤى عشان ترسم وتنشر لوحتها فى المعرض .. قوليلها المعرض ده بابا حطه أمانه عندك يا رؤى حافظى عليه .. سليم أنا عارف إنه راجل وهيحافظ على رؤى وعليكوا ... ولميس وصيها دايما على جوزها يا فريده .. علميها إزاى تحبه ومتزعلوش زى ما كنتى دايما بتعملى معايا .. علمى ولادنا يا فريده إن المشاكل فى البيوت حاجه أساسيه بس المهم إننا منكبرهاش ونحلها ومنخليهاش تأثر على حياتنا ولا تدمر الحب بينا .. علميهم الحب وخليهم يبقوا زينا ... إحكيلهم عن حياتنا ومشاكلنا إلى ميعرفوهاش .. قوليهم كنت بعمل إيه عشانك وأنتى كنتى بتعملى إيه عشانى عشان بنحب بعض .. مكناش بنقول إشمعنى أنا .. أو إشمعنى أنتى ... لا كل واحد فينا كان بيحاول يسعد التانى من غير ما يبص التانى هيعمل إيه .... عشان كدا حياتنا كانت حلوه .... أنا بحبك أوى يا فريده ... من أول مره شوفتك فيها وأنا حبيتك ومن ساعتها قلبى ده مدخلوش أى واحده غيرك ... هتوحشينى أووى يا عمرى ... يارب دايما تكونى بخير ... زورينى دايما يا فريده .. أنا هستناكى علطول تجيلى عشان تحكيلى أخبارك .......... حبيبك عز "
ما إن أنهت فريده قراءه الوصيه حتى أجهشت بالبكاء بشده وإحتضنت القميص الخاص بعز ومالت على الفراش وأخذت تبكى وهى تهتف : يارب الصبر من عندك ..... إزاى هقدر أكمل من غيرك يا عز إزاى
**********************************
فى صباح اليوم التالى
إستيقظت فريده من نومها على صوت طرقات على باب غرفتها ففتحت عينيها ببطء ووجدت نفسها نائمه بملابسها كما كانت بالأمس وبيدها وصيه عز وقميصه فإعتدلت على الفراش وترقرت الدموع فى عينيها ما إن نظرت ولم تجد عز وتذكرت كل ما حدث ولكنها إنتفضت ما إن سمعت طرقات على الباب مره أخرى فهتفت قائله
فريده : مين ؟
سنيه : أنا يا ست فريده
فريده : تعالى يا سنيه .. إدخلى
فتحت سنيه الباب ودخلت بهدوء وهتفت قائله
سنيه : محدش نزل خالص عشان الفطار والساعه بقت 11 .. ولما روحت عند أوضه فارس أناديله .. جنى قالتلى إنه مش راضى ياكل ومش عايز ينزل وحازم كمان ورؤى عملوا كدا ومحدش رضى ينزل ياكل وسليم خرج من الصبح ولسه مرجعش ودكتور فريد قاعد فى الجنينه
فريده بهدوء : روحى يا سنيه حطى الفطار على السفره وقوليلهم كلهم ينزلوا عشان أنا عيزاهم
سنيه : حااضر
ثم إستدارت سنيه وتوجهت للباب وفتحته وخرجت وأغلقته خلفها فى هدوء ... ثم توجهت لغرفه فارس وطرقت الباب وبعد لحظات فتحت لها جنى
جنى بهدوء : أيوه يا داده
سنيه : الست فريده عايزاكوا كلكوا تنزلوا تحت
جنى : بس فارس مش راضى ينزل
سنيه : هى بلغتنى كدا يا بنتى
جنى : طيب يا داده أنا هحاول معاه تانى
أومأت سنيه برأسها فى هدوء ومن ثم توجهت إلى غرفه حازم وأبلغته بما قالته فريده .. ثم توجهت لغرفه رؤى أيضا وأبلغتها ... وكذلك توجهت إلى فريد وأبلغته
فى غرفه فارس وجنى
ما إن أغلقت جنى الباب حتى توجهت إلى فارس والذى كان يجلس فى الشرفه ووقفت أمامه ونزلت على ركبتيها .. ثم وضعت يدها على كفه الممدوده على قدمه وهتفت قائله
جنى : فارس .. هتفضل كدا لحد إمتى ؟
لم يجيبها فارس وأشاح بوجهه للجهه الأخرى فهتفت قائله
جنى : طب ممكن تاكل حاجه .. ماما عايزانا ننزل كلنا تحت دلوقتى .. يلا يا فارس متزعلهاش
فارس والدموع تترقرق فى عينيه : مش قادر يا جنى .. مش قادر أنزل ولا أشوف حد
جنى : عشان خاطر ماما يا فارس .. أنت لازم تقف جنبها يا حبيبى .. يلا يا فارس أنا جنبك
ونهضت جنى وأمسكت بيده تسحبه لكى ينهض وبالفعل إستجاب لها ونهض ونزلوا سويا للأسفل
أما فى غرفه رؤى
فكانت رؤى جالسه على الفراش تبكى ثم أخذت الهاتف من جوارها وإتصلت بسليم ... وما إن أجابها حتى هتفت قائله
رؤى : سليم .. أنت فين من الصبح .. داداه قالتلى إنك مش فى البيت ؟
سليم : جاى يا رؤى .. 10 دقايق وهكون فى البيت
رؤى : طيب أنت فين .. عرفنى
سليم : بعدين يا رؤى .. أما أجى هبقى أقولك
رؤى : طيب يا سليم .... سوق براحه
سليم : حاضر
أغلقت رؤى الهاتف ونظرت بجانبها فوجدت سليم الصغير مازال يغط فى نوم عميق فإقتربت منه وقبلته فى حنان
......... فلاش بااااك .........
بعد أن صعد الجميع لغرفهم إقتربت جنى من فارس وهتفت قائله
جنى : فارس .. مش هتطلع ؟؟
فارس : لا .. أنا رايح أوضه بابا شويه
وبالفعل تركها فارس وذهب بإتجاه غرفه والده الخاصه بالرسم ودخل وأغلق الباب خلفه .. فنكست جنى رأسها فى حزن .. ثم نظرت إلى سليم الصغير وهتفت قائله
جنى : يلا يا سليم عشان نطلع فووق
سليم الصغير : عايز أتفرج على الكرتون
جنى : بعدين يا حبيبى .. يلا دلوقتى
نكس سليم الصغير رأسه فى حزن فذهبت إليه جنى وقبلت وجنته وحملته وهتفت قائله
جنى : بص بابا تعبان دلوقتى وكلهم ناموا ... مينفعش نشغل التليفزيون عشان ميصحووش .. يلا بقى نطلع فووق عشان ننام يا قلب ماما
وافقها سليم الصغير فأنزلته إلى الأرض ثم أمسكت يده وصعدوا سويا للطابق الثانى ومن ثم توجهوا إلى غرفتهم
وما إن دخلوا الغرفه حتى أغلقت جنى الباب خلفها وأبدلت ملابسها وأبدلت لسليم الصغير ملابسه هو الأخر
وبعد فتره قصيره توجهوا إلى الفراش لكى يناموا وأصر سليم الصغير على أن ينام بجانب والدته ورفض النوم بفراشه
وبعد فتره
صعد فارس للغرفه وأبدل ملابسه وما إن إقترب لينام بالفراش حتى وجد سليم الصغير ينام فيه فأيقظ جنى
فارس : جنى .. جنى
جنى بنوم : فى إيه يا فارس
فارس بغضب : إيه الى منيم سليم هنا
جنى : مرضاش ينام فى سريره
فارس بعصبيه : يعنى إيه مرديش ؟
جنى : فى إيه فارس .. وطى صوتك شويه .. ليه كل العصبيه دى ؟؟
فارس بعصبيه : مجنون أنا يعنى عشان بزعق من غير سبب .. قومى يلا ونيميه فى سريره
جنى بغضب : فارس الولد هيصحى من صوتك .. محصلش حاجه لكل ده يعنى
حينها إستيقظ سليم الصغير على صراخ والده ووالدته فنظر لوالده بخوف وإقترب من والدته وإلتصق بها فنظر له فارس بغضب وهتف قائلا
فارس بغضب : إتفضل قووم روح سريرك .. إيه إلى منيمك هنا
سليم الصغير بخوف وبكاء : أنا مش بحبك .. أنا هقول لعمو سليم وجدو عز عليك
ونهض الطفل من الفراش وجرى بإتجاه الباب وفتحه ونزل للأسفل فنظرت جنى لفارس فى غضب وهتفت قائله
جنى بغضب : ليه كدا يا فارس .. ده طفل ميفهمش حاجه
ونهضت وإرتدت إسدالها ونزلت خلفه بسرعه .. أما فارس فزفر فى ضيق وتوجه خلفهم
وما إن نزلت جنى للأسفل حتى وجدت سليم الصغير يقف أمام غرفه الرسم الخاصه بعز يبكى ويطرق على الباب بيده الصغيره ويحاول فتح الباب ولكنه لم يستطيع نتيجه لقصر طوله فظل يبكى بشده فجرت جنى ناحيته بسرعه وهتفت قائله
جنى وهى تحتضنه : يا حبيبى جدو مش هنا .. بطل عياط يا قلب ماما .. وبعدين بابا مش قصده يزعقلك .. بابا بيحبك .. بس هو تعبان شويه
سليم الصغير ببكاء : جدو فين يا ماما ؟ .. أنا هقوله يضرب بابا
جنى : جدو مسافر يا حبيبى .. يلا تعال نطلع فووق ننام
أخذ سليم الصغير يصرخ ويبكى ويتلوى فى أحضان والدته فصرخ فارس فيه
فارس بعصبيه ممزوجه بالغضب : بطل عياط .. سامع
أخذ الطفل يصرخ بشده كلما صرخ والده
فارس بعصبيه : مش سامع قولتلك إيه .. هو أنا كلامى مبيتسمعش .. أضربك يعنى
وكاد أن يضربه فأمسكت جنى بسليم الصغير بشده وأدارت جسدها للجهه الأخرى وخبأته بأحضانها وهتفت قائله
جنى بخوف : لا يا فارس .. أنت هتضربه
فى تلك الأثناء نهض سليم ورؤى من الحديقه ما إن إستمعوا لصراخ فارس وتوجهوا بسرعه إلى الفيلا وما إن دخلوا حتى وجدوا فارس يصرخ فى سليم الصغير ويوشك على ضربه وجنى تمنعه فتوجه سليم إليه بسرعه وأمسكه وهتف قائلا
سليم بغضب : إيه إلى بتعمله ده أنت إتجننت .. فى حد بيصرخ فى طفل كدا
فارس بغضب : عشان أنا كلامى مبيتسمعش
سليم : خلاص يا فارس .. الولد بيصرخ من الخوف .. كفايه كدا
ثم توجه سليم إلى سليم الصغير وأخذه من جنى وقبله وهتف قائلا
سليم بهدوء : بس يا حبيبى .. معلش .. أنا هضربلك بابا
ثم وجه حديثه لرؤى : رؤى خديه وإطلعوا فووق خليه معاكى النهارده
رؤى بهدوء : حاضر
وبالفعل أخذت سليم الصغير من سليم وقبلته وصعدت به إلى غرفتها .... وما إن صعدت رؤى حتى إقترب سليم من جنى وهتف قائلا
سليم : إطلعى أنتى يا جنى لو سمحتى .. أنا هقعد مع فارس شويه
جنى بهدوء : طيب
وصعدت جنى إلى الطابق العلوى .. وما إن صعدت حتى هتف سليم قائلا
سليم : ممكن أفهم إيه إلى بتعمله ده ؟؟ ... فى حد يزعق لطفل صغير كدا
فارس بغضب : هو إلى مبيسمعشى الكلام
سليم : هو عشان مبيسمعش الكلام تقوم تصرخ فيه كدا .. ليه كدا يا فارس ؟؟
فارس ببكاء : أنا تعبان يا سليم موت أبويا كسرنى .. مش قادر أستحمل والله .. غصب عنى
إحتضنه سليم وأخذ يربت على ظهره فى حنان
سليم : أنا معاك يا فارس وفى ضهرك دايما .. بس عشان خاطرى .. إهدى شوويه مينفعش تبقى كدا عشان خاطر إبنك على الأقل
إبتعد عنه فارس وأخذ يكفف دموعه ثم هتف قائلا
فارس : طب انا هطلع أشوفه
سليم : لا .. خليه شوفه بكره .. بلاش دلوقتى عشان ميعيطش أكتر
فارس : طيب
سليم : يلا إطلع أوضتك لمراتك .. وأنا رايح أنام .. تصبح على خير
فارس : ماشى .. وأنت من أهله
وبالفعل صعد فارس إلى غرفته
وما إن دخل حتى وجد جنى نائمه فى الفراش ولكنه لاحظ إهتزاز جسدها فعلم أنها تبكى .. فأغلق الباب خلفه بهدوء وتوجه إلي الفراش ... وما إن وصل إليه حتى جلس بجوارها وإقترب منها ووضع يده على شعرها وهتف قائلا
فارس : جنى
لم ترد جنى بينما زادت شهقات بكاءها فأداراها فارس إليه وهتف قائلا وهو يضمها إلى صدره
فارس : أنا أسف .. حقك عليا يا حبيبتى
جنى ببكاء وهى تدفع فارس بعيدا عنها : وسع يا فارس .. أنا زعلانه منك
شدد فارس من إحتضانها ولم يدعها تبتعد وهتف قائلا
فارس : معلش يا جنى إستحملينى شويه الفتره دى .. أنا والله تعبان أوى
جنى وهى تحتضنه : أنا بحبك أوى يا فارس .. وهضل دايما جنبك
فارس وهو يقبل جبتها : وأنا كمان بحبك .. ربنا يخليكى ليا
ثم بعد فتره راحت جنى فى سبات عميق وما إن أحس فارس بنومها حتى أبعدها برفق عن صدره ونهض من جوارها وتوجه للشرفه وجلس على الكرسى وأخذ يتطلع أمامه فى حزن
.... عوده إلى الوقت الحاضر ....
بعد فتره قصيره
نزل الجميع للأسفل وجلسوا على الطاوله وجلست فريده فى مكانها وتركت كرسى عز فارغا
فريده : كل يوم كلنا هنتجمع هنا على السفره وهناكل مع بعض .. دى كانت وصيه عز .. وهنفذها ومش عايزه أى حد يخلف بوصيته ولا يقول فى مره إنه مش هينزل
فى تلك اللحظه أتى سليم وما إن دخل حتى توجه ليجلس على الطاوله وهتف قائلا
سليم : أنا أسف على التأخير
فريده : سليم تعال هنا .. أنت هتقعد هنا
سليم بدهشه : إيه !
فريده : عز الله يرحمه لما خلاك مسئول وإداك المسئوليه مع أبوك كان عارف إنك قدها وعشان كدا أنت هتقعد مكان عز .. تعال يا سليم
ذهب سليم إلى الكرسى وتردد فى الجلوس عليه ولكن فريده نظرت إليه وهزت رأسها إيجابا كى تشجعه على الجلوس فجلس سليم
فريده : من هنا ورايح .. مكانك هيبقى هنا يا سليم
أومأ سليم برأسه إيجابا .. وأكمل الجميع فطورهم
وأثناء تناولهم للفطور نزل سليم الصغير على السلم وهو يفرك عينيه وما إن وصل إليهم حتى ذهب إلى سليم فحمله سليم وأجلسه على قدمه
سليم : صباح الخير يا حبيبى
سليم الصغير بنعاس : صباح النور يا عمو
جنى : تعال يا سليم هنا .. عشان تاكل
نزل سليم الصغير من على رجل سليم وتوجه إلى جنى فحملته وأجلسته بجوارها وأخذت تطعمه .. وما إن إنتهوا جميعا من الفطور حتى ذهبوا ليجلسوا جميعا بالحديقه
وأثناء جلوسهم بالحديقه هتف فارس موجها حديثه لسليم الصغير
فارس : سليم
نظر إليه سليم الصغير فى خوف وحزن ولم يرد .. فنكس فارس رأسه فى حزن .. ثم نهض وتوجه إليه وما إن وصل إليه حتى نزل على ركبتيه وهتف قائلا
فارس : أنت زعلان منى ؟؟
نظر إليه سليم الصغير وترقرت الدموع فى عينيه وهز رأسه إيجابا ... فأمسك فارس يده وقبلها فى حنان وهتف قائلا
فارس : أنا أسف .. متزعلش من بابا .. بابا بيحبك
سليم الصغير : لا .. أنت بتزعقلى .. أنا هقول لجدو عليك
فارس : لا أنا بحبك .. .. تيجى نلعب أنا وأنت سوا
هز سليم الصغير رأسه فى فرح .. فإبتسم له فارس وإحتضنه
ثم ذهب سليم الصغير ليحضر الكره الخاصه به وأخذ يدفعها بقدمه الصغيره بإتجاه فارس وفارس يردها إليه وظلوا يلعبون لفتره
وفى المساء
كان سليم يقف بالحديقه شاردا كعادته منذ وفاه عز .. يفكر بكلام عز ووصيته له وفجأه أخذ يغنى بصوته العذب والدموع تترقرق فى عينيه
لفيت كتير .. شفت المصير
الى انتهاله .. ناس كتير
القاه أنا
فى الدنيا ليه .. دايما نهايه محزنه
جوايا خوف ... من كلمه الظروف
تبقى طريق .. للوحده تذلنا
اوعدونى ... تبقوا جنبى تطمنونى
اوعدونى .. مهما كان مش هتسيبونى
يوم ما اروح .. والدنيا تدارينى
والوحده تنادينى ... زرونى مره كل عيد
اشوفكوا حتى من بعيد
اوعدونى لو يوم لقيت .. نفسى انحنيت
واحتجت من ضعفى ... بلاش تتأخروا
الناس تغيب .. بس أنتوا لازم تفضلوا
خايف أكون .. فى الدنيا وحيد
عمرى يهون .. أضيع وأنتو بعيد
إوعدونى ...تبقوا جنبى تطمنونى
إوعدونى ... مهما كان مش هتسيبونى
وفى تلك الأثناء جاء سليم الصغير وأمسك بقدم سليم كأنه يقول له ببراءته المعتاده : أنا معك
فنظر له سليم والدموع تنهمر من عينيه .. وحمله وإحتضنه ... وكان يتطلع عليهم فارس بأعين دامعه من شرفه حجرته فأتت جنى وإحتضنته من ظهره ... أما رؤى فكانت هى الأخرى تقف فى شرفه حجرتها وهى تبكى وتتطلع إلى سليم
أما فريده فكانت تقف فى الحديقه تستمع إليه والدموع تنهمر من عينيها وجلست فى ركن بعيد تتذكر عز وذكرياتهم سويا
*********************************
وبعد مرور ثلاثه أيام
توجه سليم وفارس مره أخرى إلى القاهره للعوده إلى العمل .... وخلال فتره عملهم لاحظ فارس عصبيه سليم وشروده الدائم .... وكان يحاول دوما التحدث معه وكان سليم يحاول إشغال نفسه فى العمل بكثره فموت عز قد أثر عليه بشكل كبير .. ومع ذلك كان سليم يحاول قدر الإمكان أن يبدو متماسكا أمام فارس ويحاول هو الأخر التخفيف عنه
أما فريده فكانت دوما فى المساء تنام وهى محتضنه لملابس عز ولا تغفو إلا بجوارها ..
أما فريد فكان يحاول إشغال نفسه بالمرضى والمستشفى لكى يخفف عن نفسه ذكرى رحيل عز
و رؤى كانت تذهب للمرسم يوميا وتجلس به وتتطلع إلى لوحات عز وتبكى
أما حازم فكان منشغلا هو الأخر فى عمله .. فعلى الرغم من مزاحه وروحه المرحه دوما إلا أن موت عز أثر فيه وكسر شيئا كبيرا بداخله
وإستمر كل أفراد العائله فى العمل .. كل منهم يحاول أن يلهى نفسه عن التفكير والحزن ..
وإستمر فارس وسليم كذلك فى التدريب ولم ينزلا الأسكندريه لفتره طويله وكانوا يطمئنوا على العائله بالهاتف وعوده حازم ووجوده مع العائله فى تلك الفتره هو ما جعل فارس وسليم مطمئنين إلى حد ما
يتبع
بقلمى \ بنوته شقية(H\W)
جاري كتابة الفصل الجديد للروايه حصريا لقصر الروايات اترك تعليق ليصلك كل جديد أو عاود زيارتنا الليله
لمتابعة باقى الرواية زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا
بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل
متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا
الرواية كاملةمن هناااااااااا
مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا
مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هناااااا
تعليقات
إرسال تعليق