القائمة الرئيسية

الصفحات

translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية عودة بدران المر الفصل الرابع وعشرون والخامس وعشرون الأخير بقلم هدى زايد

رواية عودة بدران المر الفصل الرابع  وعشرون  والخامس وعشرون الأخير بقلم هدى زايد 



رواية عودة بدران المر الفصل الرابع  وعشرون  والخامس وعشرون الأخير بقلم هدى زايد 



24&25 والأخير 


الفصل الرابع و العشرون


¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤


كاد أن يتجاوزها لكنها تمسكت بهِ بقوة ثم قالت بتوسل  و حركات طفولية:


- عشان خاطري  يا بيدو خليك جدع و صالحني بقى 


كاد أن يغفر لها ما اقترافه لسانها لولا توسلها بأنه يبدأ أولى خطوات الصُلح، ازاحها من طريقه بهدوء ثم قال:


- دا أنتِ كمان مش عاوزة تعترفي إنك غلطانة !! 


- ما أنا قلت لك اهو صالحني 


- ابعدي عن وشي عشان أنا على أخري منك 


قلدت " تولين" حركاته و هو يغادر الشقة، تنهدت بإحباط بعد أن فشلت في أولى محاولاتها لإعادة المياه لمجراها الطبيعي، سارت تجاه غرفة أبيها لتطمئن عليه وجدته يرتب أوراقه حسب حاجتها 


جلست مقابلته تساعدهُ في ترتيبها، حدثها عن هذه و تلك حتى القى قُنبلته الموقوتة حين قال بضيق 


- رجع لي كل حاجة يا تولين و قال كفاية لحد كدا 


سألته بلهفة قائلة:


- يعني  إيه يا بابي يعني بدران ها يطلقني ؟! 


ابتسم لها ثم قال بنبرة حانية:


- دا قراركم إنتوا عاوزين تكملوا مع بعض أنا هبقى سعيد عاوزين لا قدر الله تفترقوا دا هيزعلني أكيد بس بردو دا في الأول و الآخر قراركم إنتوا 


سألته بنبرة تملؤها الحزن و قالت:


- يعني هتسيبه يطلقني ؟! 


رد والدها على سؤالها بسؤالًا آخر و قال:


- أنتِ عاوزة تطلقي منه و لا عاوزة تكملي معاه ؟! 


- اللي حضرتك تشوفه 


- مش اللي حضرتي يشوفه اللي حضرتك أنتِ عاوزاه أنا بنفذ رغبتك و بس 


سكتت مليًا ثم قالت بنبرة ناعمة


- بصراحة يا بابا أنا بحب بدران و مش هعرف احب غيره اتصرف بقى أنت 


ضحك والدها ثم قال بجدية مصطنعة


- و دي اعملها ازاي دي بقى ؟! اقوله افضل مع بنتي بالعافية ؟!  


- لا مش بالعافية بالحب 


- يعني بتحبي 


- الله بقى يا سي بابي 


- عموما زي ما قلت لك قبل كدا دي حياتكم و انتوا احرار فيها اقعدوا مع بعض و اتكلموا


تابع بتحذير قائلًا:


- بس احفظي لسانك الطويل دا مفهوم و لالا ؟! 


- يا بابي أنا أصلًا بتكسف من خيالي .


بعد مرور عدة ساعات 


سمعت آخر الأخبار ؟! 


لا خير ؟! 


قلبي في حبك و لع نااار 


والله العظيم ؟! 


اه و الله 


تولين 


قلبها و عيونها 


أنتِ قديمة اوي بلاش تعاكسيني تاني عشان شكلك بيبقى اهبل اوي بجد 


دار نقاش طويل بينهما على من يستحق المرتبة الأولى في المغازلة، انتهت بإنفراده بنفسه داخل غرفته طرقات خفيفة ثم دخلت بعدها، كان بين يدها قدحًا من القهوة، وضعته على سطح المنضدة الزجاجي ثم جلست جواره،  كانت عيناها تتنقل بين هذا و ذاك عادت ببصرها له متسائلة بفضول:


- هو أنت بتعمل إيه ؟! 


- بجمع آخر شوية سماد و بذور لفواكه وخضار عشان هبدأ من بكرا بأمر الله 


- تبدأ إيه ؟! 


- شغلي 


- شغلك ؟! 


- ايوة شغلي مالك مستغربة ليه ؟! 


- مش مستغربة و لا حاجة بس أصل أنت عندك شغلك وواخد كل وقتك فـ...


رد "بدران" مقاطعًا إياها قائلًا بجدية 


- قصدك شغلكم إنتوا انما شغلي أنا هو دا اللي مرصوص حواليا في كل مكان 


ضاقت بحدقتها متسائلة بإبتسامة خفيفة


- إيه الكلام دا بس يا بدران، بدران أنت صاحب أكبر شركة أزياء في مصر و بسببك أنت قدرت توقفها على رجليها من تاني وكـ....


رد " بدران" مقاطعًا للمرة الثانية  وقال:


- الشركة دي بتاعت ابوكي مملكش فيها شبر واحد لو اشتغلت و تعبت فيها فأنا اشتغلت و تعبت عشان دي أمانة في رقبتي و كان لازم احافظ عليها، لكن شغلي الحقيقي هو دا بدايتي هنا و نهايتي كمان هتبقى هنا 


ردت بلهفة قائلة:


- بعد الشر عنك متقلش كدا ارجوك 


ابتسم لها ثم قال:


- المو ت علينا حق و كلنا  رايحين و مافيش حاجة دايمة غير وجه الله .


- و نعم بالله بس بلاش عشان خاطري  تقول كدا .


- حاضر 


دام الصمت لعدة دقائق،  بتر هذا الصمت سؤالها عن صديقتها المقربة و هي تقول:


- تعرف إن ميرڤت بقالها أسبوع مبتردش عليا !  


توقف عن العمل فجأة ليرد دون أن ينظر إليها قائلًا بنبرة مقتضبة: 


- براحتها تلاقيها مشغولة 


سألته بضيق قائلة:


- أنا مش فاهمة  ازاي تقدم استقالتها و تمشي ؟!  دا أنا بعتبرها اختي  و صاحبتي مـ....


ترك ما بيده و قال بجدية و هو ينظر إليها:


- بلاش ثقتك العميا دي في الناس 


- ليه ؟! 


تهرب من نظراتها و عاد يلملم الأشياء و هو يقول بجدية  :


- المثل بيقول خاف من عدوك مرة و من صاحبك الف مرة 


- و أنت ليه ما خفتش من زهران ؟! 


- عشان مش صاحبي 


- و بتدور عليه رغم انك عرفت إنه ظابط ؟! 


- عشان خاطر علياء 


- يعني مش عشان هو ساعدك كتير من غير ما  تعرف يا بدران و أنت عاوز ترد له الجميل ؟! 


ترك ما بيده و قال بضيق 


- تولين أنتِ عاوزة إيه بالظبط ؟! 


- عاوزة اعرف حكاية زهران أو رحيم مش فارقة كتير المهم اعرف هو فين 


- أنا معرفش 


- بدران 


- نعم نعم نعم 


- شفت أنك بتكدب 


- و شفتي إنك رخمة  وبتصممي على حاجات ملكيش دخل فيها ؟! 


اقتربت منه حد الالتصاق ثم حاوطت ذراعه بين ذراعيها و هي تقول بنبرة غنجة


- سيبك مني و من غلاستي و احكي لي شوية عن حياتك الجاية 


طالعها بدهشة و ذهول لم يكن يعلم أنها ستقترب هكذا  على الرغم من أنه تجاوز هذه المرحلة إلا إنه يعتبر أن ما حدث قرارت متسرعة من كلاهما، رفعت رأسها عن كتفه ثم نظرت بعيناها في خاصته لتستمع إلى مخططاته حتى انتهَ من سردها،  سألته بنبرة غنجة قائلة:


- طب و أنا مش في حياتك دي ليه يا بيدو؟! 


رد على سؤالها بسؤالًا آخر قائلًا بنبرة تملؤها العتاب 


- ليه مش أنتِ كنتي بتقولي إنك اتسرعتي و شكلك مش ناوية تكملي ؟! إيه اللي جد بقى ؟! 


داعبت شفتاه بسبابتها بخفة و سرعة و هي تقول بإبتسامة واسعة بعد أن نجحت في الهروب من أسنانه التي كادت أن تقضمها 


-و أنت بتصدق أي كلام بقوله يا بيدو بردو ؟! 


تابعت بنبرة جادة لم تخلو من الدلال أيضا قائلة:


- يلا احكي لي عملت إيه في موضوع زهران 


- قصدك المقدم رحيم 


- يا سيدي احكي بقى و خلصني 


سألها بنبرة ماكرة قائلًا:


-هو أنتِ مسألتيش نفسك ليه خرجت بالسرعة دي  بعد ما قبضوا عليا بسبب الورقة اللي لاقيوها في المكتب و إني كاتب فيها إني مسؤول عن أي صفقة مشبوهة 


ردت بتذكر قائلة:


- ايوة صح  أنت محكتش اللي حصل احكي لي بسرعة 


رد " بدران" بغرور و هو يلملم الصناديق الخشبية و قال: 


- بعينك  أنتِ لسانك طويل و مش هتسكتي 


وقفت مقابلته مانعة إياه من حمل الصناديق و قالت بإصرار :


- لا عشان خاطري  يا بدران احكي لي اللي حصل 


- و تساعديني نطلع الحاجات دي فوق السطح 


- حاضر بس قل لي يلا بقى .


حمل هو الصناديق الستة أما هي حمل قدح القهوة الذي صعنته بدلًا من الآخر،  صعدا سويًا إلى سطح البناية، رس كل صندوق حسب جدوله المخصص له، بدأ في حفر التربة  الزرعية  داخل الصناديق القديمة ثم رمى داخلها البذور .


أما هي كل ما فعلته تعديل الصناديق حسب لونها  اغتاظ منها و من تدخلاتها معلقًا بضيق


- ملكيش دعوة بالحاجة هي حاجتي ولا حاجتك !! 


حاجتنا، زرعنا،  حياتنا دايما يا بيدو بتنسى حرف النون .


قالتها" تولين" و هي تجفف له حبات العرق المتكومة على جبينه،  ابتسم لها ثم مال على شفتاه ليرتوي من رحيقهما، لثمهما بقبلة خاطفة جعلتها تبتسم بتلقائية كلما تذكرتها.


استطاعت و بجدراة مصالحته و تمرير الأمر كأنه لم يكن،  ساعدته في ترتيب مشروعه من جديد و فعلت كل ما بوسعها لينتهي الأمر على خير و في المساء توسدت يسار صدره لتبدأ أولى جلستهما داخل غرفة السطح، نظرت له بحب ثم قالت بنبرة تملؤها الرجاء .


- ساعدتك في كل حاجة عشان متحسش إني مش حابة مش المشروع بس في الحقيقة أنا مش حابة  تضييع وقتك دا في حاجة لسه هتبدأها من الصفر في حين إن أنت عندك شركة ضخمة تقدر تديرها بكل راحة 


- الشركة دي شركتك أنتِ و أنا لو كنت نجحت مرة فـ دا عشان كانت ماشية ببركة ربنا ثم الناس اللي ساعدوني هناك، لو جيتي للحق أنا مش مرتاح فيها و لا بفهم في الحاجات دي 


سألته بنبرة معاتبة  وهي تنهض من حضنه لتواجهه قائلة:


- دلوقتي شركتي و شركتك ؟! 


ابتسم لها ثم أعادها مكانها و هو يقول بنبرة حانية:


- عمي الحمد لله بقى احسن  من الأول هو صحيح تحسن ضعيف بس مش وحش بردو 


- قصدك إيه ؟! 


- قصدي إني هاسيب له هو مهمة الإدارة و أنا هدير شغلي اللي بفهم في لحد ما اقف على رجلي من تاني 


ردت بغضب طفولي قائلة:


- طب و أنا  هدير إيه بقى ؟! 


مسد بيده على كتفها ثم لثم جبينها و هو يقول بحنو و حب:


- هاتديري بيتنا  مملكتك الخاصة ليكي فيها حرية التصرف و احنا فيها ضيوفك نقول أمرك مُطاع يا مولاتي .


سألته بحزن طفولي قائلة:


- يعني أنا مش هشتغل ؟! 


أجابها بجدية وهو يداعب أنفها بأرنبة أنفه ثم قال:


- شغلك هيكون من خلال البيت مش شرط النزول إلا في الضروري اوي وقتها ممكن تنزلي 


نظرت له و قالت بنبرة ناعمة


- ممكن اطلب منك طلب ؟! 


-امرك مُطاع يا مولاتي 


- ينفع ميرڤت ترجع الشغل من تاني و تسامحها ؟! 


تبدلت  ملامحه الهادئة لأخرى منزعجة ما إن ذكرت اسم تلك الأفعى، اعتدل في جلسته ليُشعل لفافة التبغ انتظرته حتى قال بهدوء رغم ضيقه منها 


- يعني عارفة عملت إيه و مع ذلك عاوزة تسامخيها  ؟! 


تابع بتساؤل قائلًا:


- اومال بتعيبي على ابوكي ليه لما رفض يسجن ابن أخو و أخته ؟! 


ردت بجدية قائلة:


- عشان هي كانت محتاجة للفلوس عشان مامتها محتاجة عملية لكن صفوت لا يا بدران 


- وهو كل اللي ابوه وامه يتعبوا ولا يحتاجوا لعملية يعالجهم من الحرام يا تولين ما تعقلي الكلام ؟!! 


- ميرڤت صاحبتي و عمرها ما هتخوني هي عملت كدا غصب عنها 


-اللي يخون مرة يخون الف مرة و لو سامحتي مرة في حقك اتعودي إنك تسامحي العمر كله و هي في كل مرة هتقول غصب عني 


حاوط وجهها بين كفيه ثم قال بنبرة حانية 


- عودي الناس إنك غالية و خسارتك متقلش أبدًا عن أكبر خسارة ممكن تحصلهم، علميهم إن اللي يبيع الدنيا و يشتريكي تشتري بعمرك كله و اللي يبيعك أنتِ كمان تبيعي و بأقل سعر ومش بس كدا لا  و بتمنه تتبرعي بي أنتِ غالية اوعي ترخصي نفسك مهما كان السبب، أنتِ ينفع تعوضي جوزك، شغلك، فلوسك، لكن عمرك ما هتعرفي تعملي صاحب يحبك و يخاف عليكي.


لم تتحدث بعد كلماته المعبرة تلك، كل ما فعلته أنها دخلت بين أحضانه لتستقر على صدره ضمها بقوة، كادت تجزم أن ضغطة واحدة تفصلها عن أضعله،  تمتمت بخفوت قائلة: 


- أنا بحبك اوي 


وصل لمسامعه صوتها و هو يخبره بحبها له 


زاد من احتضنه لها،  مرددًا نفس الجملة تقريبًا 


خرجت من حضنه و قالت بتذكر: 


- بردو مش هتحكي لي عن زهران ؟! 


******


داخل عيادة الدكتور علياء 


كانت جالسة أمام حاسوبها النقال، منفصلة عن العالم بأكمله تعلقت عيناها البنية أمام صورته و طال النظر 


مدت أناملها تتحسس ملامحه عبر الشاشة قائلة بخفوت 


- ربنا يحفظك منين ما تكون يا رحيم 


اطلقت تنهيدة طويلة تعبر عن ما يجيش بصدرها رغم عنها و غم القوة التي كانت تتحلى بها طيلة هذه الفترة إلا أن دموعها تساقطت على خديها رغمًا عنها.


سرعان ما جذبت محارم ورقية تكفكف بها دموعها 


لتعود من جديد لقوتها الظاهرية، استقبلت مريضها الجديد بإبتسامة متكلفة،  اشارت له بالجلوس ثم قالت بجدية و عملية :


- الإسم ؟! 


-علي العطار 


نظرت له ثم قالت بجدية


- السن ؟! 


- خمسة وتلاتين سنة 


- خير حضرتك بتشتكي من إيه ؟! 


- في الحقيقة مش أنا اللي بشتكي 


- مش فاهمة ؟! 


- والدي  أحمد العطار، من  أكبر عطارين مصر أكيد سمعتي عنه ! 


تنهدت "علياء" بعمق ثم قالت بإبتسامة شديدة التكلف:


- في الحقيقة محصليش الشرف، ممكن اعرف حضرتك جاي ليه ؟! 


- في الحقيقة  ولدي تعبان و كنت  حابب إن حضررك تتولي مهمة علاجه 


ردت "علياء" بجدية  و عملية قائلة:


- و والد حضرتك مجاش هنا ليه ؟! 


- في الحقيقة والدي مبيتحركش من السرير الفترة و لما بحثت كويس قالوا إنك أشطر دكتور في التخصص دا فـ أنا جاي و بطلب منك تنضمي لفريق الدكاترة المعالجين له .


- فريق !!


- اه هما حاولي أفضل خمس دكاترة و لحد الآن عملوا اللي ليهم و زيادة بصراحة ولـ...


قاطعته بعدم فهم قالت:


- ايوة و لما هما شايفيت شغلهم على اكمل وجه حضرتك جاي لي أنا ليه ؟! 


أنتِ كويسة  يا دكتورة ؟!! 


سأل " علي "  وهو يحاول أن يقرأ تعابير وجهها التي لا تنم بالخير أبدًا، بينما كانت هي تتنفس بعمق وهي تحرك رأسها علامة النفي ثم قالت بعتذار:


- أنا فعلا مش كويس بعتذر لحضرتك أنا بس مخنوقة شوية من ضغط الشغل 


- و لا يهمك  أنا ممكن اعدي عليكي وقت تاني  و نتكلم لو حابة ؟! 


وقفت عن  مقعدها ثم قالت بجدية 


- يكون أفضل بردو سيب رقم حضرتك و إن شاء الله نحدد معاد تاني 


مد يده ليصافحها لكنها اعتذرت منه قائلة بإبتسامة شديدة التكلف:

- أنا آسفة بس أنا مبسلمش على رجالة يا أستاذ علي 


تنحنح "علي" ليُخفي حرجه الشديد منها،  ترددت الإبتسامة على شفتاه ثم قال بعدم اكتراث

- و لا يهمك، أشوفك على خير مع السلامة 


ما أن غادر حجرتها و قبل أن يدخل المصعد الكهربائي رفع هاتفه على أذنه و قال بنبرة مختنقة

-دي إنسانة قليلة الذوق، بعدين يا سهى بعدين  المهم دلوقتي نشوف غيرها، يعني إيه مش هاينفع هندور و لو احتاجنا نسفره برا مش هنتأخر بقلك قليلة الذوق، سهى سهى بلاش كلام كتير أنا داخل الأسانسير دلوقت شوفي أي حد شاطر في نفس التخصص ما هو مش معقول يعني مصر مجبتش غير الدكتورة علياء الصالحي دوري كويس هتلاقي يلا سلام دلوقتي .


********

داخل شقة بدران 


تنحنح قبل أن يلج غرفة العم رضوان، جلس على حافة الأريكة يتبادل معه أطراف الحديث حول أمر " صفوت" بن اخيه،  كان يستمع له حتى قاطعه قائلًا بعتذار .

- يا عم رضوان التسامح اللي أنت في دا اسمح لي يعني ماينفعش مع الناس اللي زي دي و بعدين تضمن منين إنه مش هيعمل اللي عمله دا تاني ؟! 

- أنا هقولك عملت  إيه عشان اضمن سكوته و بعده عني أنا و بنتي 

- قول 


يتبع

الفصل الخامس و العشرون و الأخير 


( الجزء الأول) 


===============


داخل شقة بدران 


تنحنح قبل أن يلج غرفة العم رضوان، جلس على حافة الأريكة يتبادل معه أطراف الحديث حول أمر " صفوت" بن اخيه،  كان يستمع له حتى قاطعه قائلًا بعتذار .


- يا عم رضوان التسامح اللي أنت في دا اسمح لي يعني ماينفعش مع الناس اللي زي دي و بعدين تضمن منين إنه مش هيعمل اللي عمله دا تاني ؟! 


- أنا هقولك عملت  إيه عشان اضمن سكوته و بعده عني أنا و بنتي 


- قول 


بدأ العم رضوان يسرد له ما حدث، و كيف سجل لـ بن أخيه صوتًا و صورة اعترافاته على نفسه ثم قرر أن يهددهُ بأنه سيفضح أمره إذا اقترب من ابنته أو من الشركة .


لاحت إبتسامة جانبية خفيفة على ثغره و هو يتساءل بجدية مصطنعة


- دا أنت مطلعتش سهل بردو يا عم رضوان كل دا يطلع منك أنت ؟! 


- الدنيا ياما بتعلم يا بدران 


- طب متزعلش مني بس إيه اللي يضمن لك إن صفوت بعد التسجيلات دي مايزودش غضبه منم ويحاول يلعب بديله كدا ولا كدا 


- مش هيقدر 


- اشمعنى لامؤاخدة ؟! 


- عشان هو داخل مشروع جديد ولسه بيقول ياهادي و محتاج يبني نفسه من أول و جديد وأي حركة كدا ولا كدا هد مر له اللي بيبني 


- و هو جاب الفلوس منين ؟! 


طأطأ " رضوان" رأسه بعد سؤال " بدران"  ليؤمي  ذاك الأخير رأسه متفهمًا الإجابة التي لم تأتي بشكل مباشر حدثه بعدم استعياب لما يصدر منه قائلًا:


- أنا مش عارف أنت بتعمل كدا ليه بجد، اللي أنت بتعمله دا متزعلش مني بتعمله مع ناس متتساهلش والله العظيم و كـ...


كاد أن يكمل حديثه لكنه أشار له بسبابته المرتعشة قليلًا على فمه قائلًا:


- بس احسن مراتك جاية و لو عرفت هتبهدلني 


ابتسم ملء شدقيه على حركات والدها، و لم يعلق عليها،  أما هي ولجت و قدمت لهم العصائر الطازجة، أوزعت نظراتها بينهما ثم قالت بفضول


- إيه سكتوا ليه ؟! كنتوا بتقولوا كلام سر ؟! 


رد " بدران" و قال:


- و لا سر و لا حاجة دا عمي كان عاوزني ابدء شغل في الكولكشن الجديد قلت له مش هقدر 


- تاني بردو يا بدران، و فيها إيه يعني لما تمسكه ؟! 


- تولين الله يرضى عليكي أنا مرتاح كدا أنا كدا حاسس إني في مكان الصح، كسبت خسرت مالي و أنا حر في لكن شغلكم دا مقدرش ادوس في أكتر من كدا والله 


ردت " تولين" بجدية و هي تنظر لأبيها 


- خلاص يا بابي خليني أنا اشوف الكولكشن الجديد واعـ....


قاطعها " بدران" و قال:


- أنتِ لا  مافيش شغل و دا شئ ميزعلكش يا عمي  مراتي مش حاببها تشتغل و تبهدل نفسها 


- فين بس البهدلة يا بدران !! 


- معرفش بقى قلت لا ولو محتاجة للفلوس اطلبي و أنا تحت أمرك من جنيه لمليون 


- مش قصة فلوس والله يا بدران أنا عاوزة انزل الشغل و اغير جو شوية 


وقف عن الأريكة ثم قال بجدية وهو يربت على رأسها 


- غير جو في البلكونة مافيش احسن من هواها عن أذنكم عشان تعبان و عاوز ارتاح شوية 


ما أن غادر الغرفة نظرت لوالدها و قالت بنبرة مغتاظة


- شايفة يا بابا تحكماته و بترجع تقولي امسكي لسانك، دا دا مش مخليني حتى اخرج برا الشقة 


- احسن أنتِ الخروج ليكي مقرف بيت احسن 


- ايوة يابابا بس أنا زهقت بجد 


- معلش بكرا يفضى و يخرجك  قومي يلا نامي أنتِ كمان عشان محتاج ارتاح .


******


داخل غرفة " بدران"


مدد بجسده على حافة الفراش،  كان يكتب آخر النباتات التي  يحتاج لها في مزرعته الصغيرة،  طرقات خفيفة ثم ولجت بعدها تجاهلته تمامًا ظنًا منها أنه سوف تضغط عليه بهذه الطريقة لكنه تجاهلها هو الآخر،  مدت بجواره محاولة استفزاهُ قدر المستطاع لكن جميع محاولاتها باءت بالفشل الذريع،  اغتاظت منه و من هذا التجاهل، تمتمت بكلماتٍ غير مفهومة ثم قالت بصوت مرتفع بعدها :


- هات المخدة دي كدا و من غير تصبح على خير كمان ها بس كدا .


لاحت إبتسامة واسعة على جانبي فاه، كرر أن يلقنها درسًا يعلم كم هو قاسٍ بالنسبة له لكن هذه هي النقاط التي يجب وضعها على الحروف .


بعد مرور يومين 


ولج المنزل في هدوءٍ تام،  لقد انتهَ أخيرًا من ترتيباته الأولية و بقى المرحلة الأخيرة ألا و هي نتيجة المجهود الذي بذله،  استدار بجسده 


وجد مائدة مجهزة على أكمل وجه بها الكثير من الأصناف التي يعشقها،  عاد ببصره تجاه الغرفة وجدها ارتدت ثوبها الأحمر القاتم،  كان يُبرز جميع مفاتنها حقا،  يعلم جيدًا أن هذا الثوب لن تخرج به و لن يراها بهِ أحدًا بل كاد يجزم أن لمجرد التخيل كاد أن يفقده عقله،  يا لها من ماكرة تستطيع و بجدارة تحريكه حيث تشاء، وصل لمسامعه صوت كعبها العالِ و هو يصدر صوتًا مدويًا في الردهة، تنفس بعمق ما إن اقتربت منه ابتسمت بتلقائية عندما وجدت تأثيرها واضحًا وضوح الشمس على تلك الملامح الرجولية لن ينكر ما حيا أنها الأولى و الأخيرة التي فعلت به كل هذا، دارت حول نفسها ثم خطت بخطواتها البسيطة و هي تقول بإبتسامة واسعة


- شكلي حلو ؟! 


رد بإنبهار شديد وهو يمرر نظراته على جميع تفاصيلها ثم قال 


- قمر  و كلمة قمر قليلة عليكي كمان 


كاد أن يقترب منها ليطبع قبلة خفيفة تعبيرًا عن إعجابه الشديد بها لكنها فلتت منه بإعجوبة لكنها لم تترك يده بل سحبته حيث المائدة جلس عليها و حاوطت كتفيه برفق ثم مررت  اناملها على لحيته النامية قليلًا  و هي تقول بنبرتها الخافتة:


- أنت النهاردا ليا أنا و بس و ممنوع الاعتراض 


نظر لها ثم قال بإبتسامة بشوشة 


- تفتكري مين مجنونة يرفض الدلع دا كله 


سألته بنرة مرحة قائلة 


- بتعرف ترقص ؟! 


رد على سؤالها بسؤالا آخر قائلًا:


- المهم تكوني أنتِ بتعرفي ترقصي ؟! 


اجابته بعفوية قائلة:


- اه بعرف ارقص و كمان بعرف ارقصـ ....


ابتسم ثم قال  


-  لا مش قصدي رقص هادي احنا بتوع الشعبي  تعرفي ترقصي شعبي ؟! 


رنة ضحكة عالية ما أن ختم حديثه بتساؤل هزت رأسها علامة النفي ثم قالت بغنج:


- لا مبعرفش ارقص شعبي 


- سيبي لنفسك خالص و أنا اعلمك و مش بس كدا أنا كـ....


قاطع حديثه فجأة متسائلًا بتذكر 


- اومال عمي فين صحيح ؟! 


- راح الفيلا و مش راضي يرجع و قالي إني احاول اقـ....


رد مقاطعًا وقال:


- لا 


اطبق على جفنيخ بقوة ليحاول تهدأت نفسه، تنفس بعمق ثم نظر لها و قال بصوتٍ هادئ و نبرة تملؤها الحنان


- تولين يا حبيبتي أنا عاوز ازعلك و بعمل كل اللي أقدر عليه معاكي بس أنتِ كمان لازم تساعديني 


- و هو أنا قصرت معاك يا بدران ؟! 


- لا،  بس بمحايلاتك دي بتخليني احس إني فعلًا عاجز هو أنا يا حبيبتي مش مكفي طلباتك ؟! 


- ايوة 


- طب اومال إيه بقى ؟! 


ردت "تولين" بنبرة ناعمة لكنها لم تخلو من الحزن حين قالت له:


- يا بدران يا حبيبي أنا خلاص مبقتش عارفة ارضيك و لا ارضي بابي هو بيطلب مني نتجمع كلنا في بيتنا وبيقولي دا بيتي اللي كبرت و اتربيت في ومش هاسيبه لحد آخر في عمري و أنت مش راضي تسيب هنا و أنا محتارة بينكم في النصطب قل لي اعمل إيه أكتر من اللي بعمله معاكم إنتوا الأتنين ؟! 


تناول كفها بين راحتيه لثمه بقبلة ناعمة، ثم نظر لها و قال: بحنو و حب :


- حقك عليا يا ست البنات، بس أنا كمان راحتي هنا حابب بيتي الصغير حاسس إني ليا الحق ازعق واضحك في انما هناك هبقى عامل زي الضيف 


- ضيف !! ضيف و أنت صاحب بيت دا بيتي يعني بيتك 


- اديكي قلتيها بيتك انما دي شقتي 


ردت بنبرة تحذيرية قائلة بطفولية 


- شقتنا أنا شريكتك فيها يا حبيبي أوعى تنسى !!


وقف عن مقعده ثم اوقفها معاه، حاوط خاصرها بين كفيه و قال بنبرة هامسة بالقرب من شفتاها:


- أنا انسى نفسي و انسى عمري بس الحاجة الحلوة اللي كانت سبب في إنها تجمعنا لحد العمر ما يخلص اهو دا اللي مستحيل أبدًا . 


مال على شفتاها بخاصته ليرتوي من رحيقهما، و قبل 


أن يتلامسهما قرع ناقوس الباب ليصدح داخل الشقة 


انتفض كلاهما على إثره،  تخللت أنامله مؤخرة رأسه 


و هو يقول بيضق:


- مين البارد اللي جاي دلوقت !! 


استدار بجسده كله للباب قام بفتحه و هو يجز على أسنانه وقف مشدوهًا من هول مظهرها، بينما تساءلت 


"تولين" بنبرة مغتاظة:


- شيرين !! خير في حاجة ؟! 


التفت لها ثم قال بنبرة خافتة 


- مش شايفة منظرها خفي شوية 


عاد ببصره لها ثم أشار بيده قائلًا:


- ادخلي يا شيرين اتفضلي 


دخلت " شيرين" مطأطأة الرأس، ما إن ولجت وجدت العشاء الرومانسي و الاستعداد الكامل لاستقباله، ناهيك عن زوجته التي تألقت و ببراعة في اختيار ثوبها الذي رسمها و كأنها لوحة فنية، برع الرسام في رسمها لم تنكر الغيظ و الحقد الذي ملئ قلبها و انعكس على ملامح وجهها،  أما " بدران" حاول أن يلفت نظر زوجته لتضع على جسدها وشاحًا يخفي مفاتنها و جمالها البارز لكنها تعمدت إظهار هذا الجمال 


بل و زادت من غنجها أمامها .


نظرت لها ثم قالت بإستفسار:


- خير يا شيرين في حاجة ؟! 


نظر لها "بدران" نظرة معاتبة بينما عملت زوجته على إصلاح الأمر حين قالت :


- اقصد يعني جاية ليه دلوقت ؟! 


- تولين متقصدش يا شيرين أنتِ تنوري في أي وقت 


- شكرًا يا بدران أنا بس كنت عاوز ابات عندك لحد ما النهار يطلع و ابويا وأمي يرجعوا من البلد 


- ليه حصل إيه ؟!  اوعي يكون جوزك ضربك تاني يا شيرين ؟! بصراحة يبقى معاه حق أصل اللس ترخص نفسها مرة ترخصها الف مرة 


- تولين عيب كدا ! 


- إيه هو أنا قلت حاجة ؟! دا أنا بس بعرفها قيمتها عند جوزها يا بيدو 


وقفت" تولين" عن الأريكة و بيدها يد زوجها، نظرت لها و قالت بإبتسامة مزيفة 


- معلش بقى يا شيرين مضطرة اخد بدران و ندخل


 نر تاح  و كمان أنتِ ترتاحي و بكرا ابقي روحي لبيت أهلك بقى .


مش ناوي تسألني يا ابن عمي إيه السبب إني جاية لك الساعة اتنين بعد نص الليل ؟! 


قالتها "شيرين" بملامح نجحت في رسم الحزن الشديد عليها،  و نبرة صوت تحكمت بها جيدًا،  تنهدت " تولين" و هي تنظر لسقف الردهة بيضقٍ مكتوم بينما  حاول " بدران" ترك يدها ليعود لها لكنها كانت تقبض على رسغه بقوة،  فرغ فاه ليتحدث و يسألها عن سبب الضرب المبرح الذي تعرضت له،  فـ بادرت زوجته بالحديث و قالت:


- بصي يا شيرين بدران متفق معايا إنه علاقته بيكم أنتِ و باباكي اتقطـ ـعت  تماما،  فـ معل مدخليش جوزي في مواضيع ملناش فيها  اتفقنا ؟!!  


حدجتها بنظراتٍ لو كانت نارًا لحولتها رمادًا للتو  حاولت رسم البسمة المزيفة على ثغرها و هي تقول بحزن مصطنع 


- بدران ابن عمي و أنا مرضاش له الأذية أكيد يا تولين متقلقيش،  أنا هفضل هنا و الصبح ابقى امشي إن شاء الله يا حبيبتي .


- تولين متقصدش يا شيرين البيت بيتك و عن أذنك عشان محتاج ارتاح شوية .


بعد مرور ساعتين 


كان يكتم ضحكاتها  الرنانة بكفه محاولًا السيطرة عليها لكنها كانت تنتصر دائمًا عليه 


ابتسم و قال بجدية مصطنعة:


- بت أنتِ كيادة اوي بجد 


- أنا دا أنا حتى طيوبة خالص يا بيدو و بعدين هو أنا أول مرة اضحك كدا ؟!


- لا بس أول مرة صوت يبقى عالي بالشكل دا ! 


داعبت خديه و قالت من بين أسنانها بجدية مصطنعة


- اعمل إيه و أنت دمك خفيف و زي العسل يا بيدو !! 


- دمي بردو اللي خفيف و لا عقلك هو اللي خفيف ؟!


بتغييري عليا؟! 


سألها بدون أي مقدمات لتفاجئه بإجابتها حين اقتربت منها و جلست مقابلته ثم  قالت: 


- ايوة بغير عليك إيه حقي و لا مش حقي ؟! 


لاحت إبتسامة جانبية ثم قال بنبرة خافتة:


- حقك و نص، هو أنا اطول لما ست البنات الحلوة تغير عليا ! 


سألته بنبرة طفولية و قالت:


- بتحبيني يا بيدو ؟! 


رد على سؤالها بسؤالًا آخر قائلًا:


- تفتكري دي أنا جاوبتك عليها كم مرة ؟! 


رفعت كتفيها و سرعان ما انزلتهما قائلة:


- مش عارفة مش بحب اعد في الحاجات أصلها بتتحسد .


هذه المرة هو من دوت ضحكاته الغرفة، إثر صوتها الذي تحول في ثوانٍ معدودة لصوت طفولي وصل إلى مسامعها ضحكاتهم تلك 


عضت على أناملها من فرط غيظها، تمتمت بوعيد قائلة: 


- آآه يا ناري بقى مبسوط مغاها و مزاج رايق يا بدران !! إما قهرتك يا تولين و أخدته منك  مبقاش أنا شيرين و بكرا تقولي شيرين قالت 


في صباح اليوم التالي 


خرج من حجرته بهدوء و منها إلى سطح البناية ليبدأ روتين يومه المعتاد ككل صباح 


لم تمر أكثر من عشر دقائق،  إلا و صعدت خلفه وقفت  أمامه تتابع مشروعه الجديد 


بأعين داهشة سألته بفضول 


- لحقت تقف على رجلك كدا إمتى و ازاي يا بدران ؟! 


- ربنا كان معايا يا شيرين وهو اللي قواني على المشروع من جديد 


-و نعم بالله يا خويا مقلناش حاجة بس أقصد يعني جبت الفلوس منين ؟! 


- قرشين كنت شايلهم على جنب 


ردت بعتذار قائلة بخبث


- متزعلش مني يا بدران إني بسألك،دا مجرد سؤال عادي يعني مش قصدي 


- لا عادي ولا يهمك أنتِ زي أختي الصغيرة 


- اختك !! دلوقتي بقيت اختك يا بدران ؟! 


- بتقولي حاجة يا شيرين ؟! 


استدارت بجسدها كله له ثم قالت بتلعثم 


- لا أبدًا ياخويا 


استطردت بمكر قائلة:


- متزعلش مني يا بدران ابقى اقول لمراتك توطي صوت ضحكتها شوية احسن دا كان جايب آخر الشارع .


استكملت حديثها قائلة: 


- احنا بردو مش عايشين لوحدنا دا حتى في حارة و أنت اكيد مايرضكش حد يتكلم على مراتك 


- مين دا اللي يتكلم يا شيرين ؟! 


- الناس يا خويا ! 


- هاتي واحد بس كدا يقدر يتكلم كلمة كدا متعحبنيش عن بدران المُر و اللي يخصه و شوفي أنا ممكن اعمل في إيه، و بعدين هي مراتي لما ضحكت كان غريب معاها ولا أنا بس؟! 


- أنت بس يا بدران ! 


- طب يا شيرين و أنا كان على هوايا ضحكتها وهي منورة المكان و بالنسبة للناس متشغليش بالك أنا كفاءة اقطـ ـع لسان أي حد يقول كلمة على مراتي متعجبنيش .


فجأة و بدون أي مقدمات جلست على ركبتها أرضًا  أمامه،  رفعت بصرها و قالت بنبرة خافضة


- اتجوزني يا بدران و أنت تشوف شيرين اللي بتحبك هتعمل معاك إيه ؟! 


وضع "بدران" القلم جنبا على سطح الأريكة الخشبية التي يجلس عليها ثم تساءل بنبرته الساخرة قائلًا:


- هتعملي لي إيه يا شيرين ؟! 


- هبقى خدامة تراب رجليك يا بدران هاخليك قبل تطلب يكون موجود تحت رجلك، تولين دي متستاهلش واحد زيك صدقني دي مش عارفة قيمتك أنا و بس اللي عارفة قيمتك 


ابتسم لها ثم قال:


- بس أنا مبتجوزش خدامين يا شيرين،  أنا عارفة قيمة نفسك عندي و هي إنك تعيشي خدامة تحت رجلي و أنا حتى مش مستنضفك  خدامة ليا أنا يوم ما نويت اتجوز واحدة اتجوزت الهانم،  عايشة لي و عارفة قيمة نفسها و قيمتها عندي و اظن كانت صح لما قالتـ...


اتسعت أعين "بدران" ما أن وجد .......


يتبع 


الجزء الثاني من الفصل الأخير 


===================


وضع "بدران" القلم جنبا على سطح الأريكة الخشبية التي يجلس عليها ثم تساءل بنبرته الساخرة قائلًا:


- هتعملي لي إيه يا شيرين ؟! 


- هبقى خدامة تراب رجليك يا بدران هاخليك قبل تطلب يكون موجود تحت رجلك، تولين دي متستاهلش واحد زيك صدقني دي مش عارفة قيمتك أنا و بس اللي عارفة قيمتك 


ابتسم لها ثم قال:


- بس أنا مبتجوزش خدامين يا شيرين،  أنا عارفة قيمة نفسك عندي و هي إنك تعيشي خدامة تحت رجلي و أنا حتى مش مستنضفك  خدامة ليا أنا يوم ما نويت اتجوز واحدة اتجوزت الهانم،  عايشة لي و عارفة قيمة نفسها و قيمتها عندي و اظن كانت صح لما قالتـ...


اتسعت أعين "بدران" ما أن وجد "تولين" تلقي على ظهر " شيرين"  القمامة، شهقت تلك  ما إن تغطى جسدها بهذه الأشياء،  أما هي نظرت لها بنظراتٍ تملؤها الحقد و الغل و هي تقول :


- ابقى خلي الزبال يجي يلمهم مرة واحدة يا بدران 


لاحت إبتسامة خفيفة على فاه، و لم يعقب على ما صدر من زو جته بل وقف عن الأريكة و قال بنبرة مرحة  بعد أن عانق أنامله بأناملها 


- و الله ما قصرتي يا تولين .


******* 


بعد مرور عدة أيام 


لم يحدث شيئًا جديدًا يذكر سوى عودة الحياة للجميع 


و الحياة اصبحت رتيبة بشكلًا مبالغ فيه لدى البعض الآخر  كان جالسًا خلف مكتبه يُنهي بعض الأعمال العالقة قبل مغادرة البلاد، طرقات خفيفة ثم ولجت بعدها مساعدته الخاصة تنحنخت و هي تقول بنبرة هادئة:


- مستر علي دكتورة علياء الصالحي عاوزة تكلم حضرتك 


رد "علي" دون أن يرفع بصره و قال بعدم اكتراث


- متحوليش المكالمة و قولي إني مش موجود 


- بس هي يا فندم منتظرة حضرتك برا 


رفع بصره عن الملفات متسائلًا بنبرة متعجبة قائلًا:


- قعدة برا ؟!! 


- ايوة يا فندم ! 


تنفس بعمق و هو  يشيح ببصره بينما تنحنحت المساعدة قائلة بإستحياء 


- مستر علي ادخلها ؟! مستر علي ! 


حرك " علي" رأسه علامة الإيجاب ثم بجدية 


- تمام مافيش مشكلة دخليها و بعدها بخمس دقايق تدخلي و تقولي إن في اجتماع مهم و اتأخرت عليه 


- تمام يا فندم، عن أذن حضرتك 


- اتفضلي 


بعد مرور لحظات 


دخلت "علياء" و الإبتسامة ترتسم بتملف شديد على ثغرها بينما رد "علي" بأخرى مقتضبة أشار لها بالجلوس دون أي يقف و قال 


- شوفي الدكتورة تشرب إيه 


ردت بسرعة نافية 


- و لا أي حاجة أنا صايمة و الحمد لله 


- تمام،  اتفضلي أنتِ على مكتبك 


ما إن خرجت المساعدة نظر لها و قالت بتساؤل 


- خير يا دكتورة  ؟! 


- بصراحة مش عارفة اعتذر لك على قلة ذرقي مع حضر تك ازاي عن المرة اللي فاتت 


- محصلش حاجة  صدقيني عادي جدًا 


تنحنحت و هي تقول بهدوئها المعتاد 


- بص هو أنا مش عارفة أبدء كلامي منين أو ازاي بس كل اللي أقدر اقوله إن كنت قليلة الذرق جدًا مع حضرتك 


-مش عارف مصممة ليه تكبري الموضوع حقيقي مافيش حاجة حصلت 


تابع بتساؤل قائلًا:


- هو حضرتك عرفتي مكاني ازاي ؟! 


بابا هو اللي قالي عليه  وانا مكنتش عارفة اوصل لحضرتك نهائي فـ هو اخد لي معاد بإسمه  و أنا جيت مكانه .


اردفت " علياء" عباراتها بتوتر ملحوظ بينما تابع " علي" لغة الجسد خاصتها و التي تنم عن القلق و التوتر الشديدان، فرغ فاه ليتحدث لكنها قاطعته بعتذار قائلة


- بعتذر من حضرتك طبعًا على اللي صدر مني و على التطفل في ادخل بالشكل دا بس بصراحة خُفت متقابلنيش 


- متقلقيش يا دكتورة علياء متعودش اقفل بابي في وش حد ولدي ربنا يدي له الصحة قالي أوعى تكشر في وش حد، تبسم البسمة في وجه أخيك صدقة .


ابتسمت تلقائيًا ما إن ختم حديثه، تنحنحت و هي تقول بجدية:


- عموما أنا مش هطول عليك أنا كنت جاية عـ....


قاطعتها المساعدة بعد أن طرقت الباب بخفة 


وقفت بجوار المكتب ثم قالت بهدوء: 


- بعتذر يا فندم بس حبيت افكر حضرتك بالاجتماع  الكل في انتظار حضرتك من نص ساعة 


نظر لها ثم عاد ببصره لتلك الجالسة مقابلته 


لملم الملفات ثم اعطاها لمساعدته و قال بهدوء


- قولي لهم إن الاجتماع اتلغى و مش عاوز ازعاج انا في اجتماع مع الدكتورة .


- تمام يا فندم .


غادرت المساعدة و بقت هي تعاتب نفسها على ما فعلته معه في المرة السابقة،  انتشلها من بئر أفكارها و قال بتساؤل:


- خير يا دكتورة علياء ؟! 


- في الحقيقة كنت حابة اشوفـ....


للمرة الثانية  يتم مقاطعتها لكنها الأولى من قِبله  ابتسم لها و هو يشير بيده و قال بعتذار 


- آسف مش قصدي أأقطاعك بس افتكر إنك أول ما دخلتي قلتي إنك صايمة، المغرب خلاص  أذنت  و لازم تكسري صايمك 


مد يده داخل أحد الأدراج ثم قام بسحب صندوق صغير قدم لها التمر و قال باسمًا:


- إنتاجنا دا و دي أول عينة من أول طلبية 


-متشكرة تعبتك معايا 


- مافيش تعب بالعكس أنا استفدت أكتر، اقصد اطعام صائم طبعًا، نكمل كلامنا ؟! 


مضغت التمور بهدوءٍ  ثم قالت: 


- حابة أعرف والد حضرتك بيشتكي من إيه بالظبط عشان نبـ....


- أوا آسف يا دكتورة كان نفسي اعرفك حالته بس والدي  بيشرف عليه أفضل الدكاترة و اعتقد إني مش بحاجة لدكاترة تاني دلوقتي 


ردت بتساؤل ونبرة مغتاظة حاولت إخفائها 


- وهو حضرتك معرفتنيش ليه كدا أول ما دخلت ؟! 


بينما رد هو بهدوء حد الاستفزاز


- عشان حضرتك لسه متكلمة دلوقتي عن عرضك 


- ايوة بس أنا فكرت حضرتك فاهم جاية ليه و إن من معاملة حضرتك إنك موافق ابـ...


ابتسم لها و قال:


- أنا معاملتي دي بعامل بيها كل الناس و اللي بالمناسبة اسمها إكرام الضيف و أصول الضيافة لما حد يدخل عليك أول مرة .


وقفت عن مقعدها و قالت بنبرة تملؤها الغيظ المكتوم 


- الكلام دا لو أنا دخلت بيت حضرتك مش جاية في شغل !! 


- شركتي هي بيتي التاني و بتعامل فيها زي ما بتعامل في البيت اعتقد دا شئ ما يزعلـش حد و لا إيه ؟! 


فرغ فاها لتتحدث لكن قاطعها دخول فتاة صغيرة لم تتجاوز السادسة من عمرها بعد،  هرولت تجاه فتح لها ذراعيه و استقبلها استقبالًا حافل كعادته،  بينما نظرت الصغيرة له و قالت 


- هي مين دي يا علي ؟! 


نظر لها ثم نظر للصغيرة و قال:


- دي يا ستي الدكتورة علياء 


ابتسمت لها قالت بعفوية 


- أهلًا يا علياء 


- عيب كدا كارما قولي يا طنط 


نظر لها و قال بعتذار 


- آسف يا دكتـ....


كاد أن يكمل حديثه لكنها جذبت حقيبتها ثم قالت بجدية 


- مافيش داعي للأسف و انا اللي المفروض اعتذر منك على تدخلي لو كنت إنك مش محتاج مساعدتي مكنتش تدخلت عن أذن حضرتك 


لوح الصغيرة بيدها ثم قالت:


-باي يا علياء 


- كارما قلنا إيه ؟! 


لم ترد عليهما بل تجاهلت ما يدور داخل الغرفة و تابعت سيرها حتى وصلت إلى باب المصعد الكهربائي، دخلته و قبل أن تضغط على زر القفل وجدته يضع يده على الباب 


ولج دون أن يتحدث بكلمة واحدة معها دائما عكس توقعاتها ظنت أنه سيتحدث معها و يطلب منها المساعدة،  لكنه فعل العكس تمامًا 


وقف داخل المصعد و لم يعيرها أي اهتمام .


*******


بعد مرور عدة أشهر 


جلست على الأريكة الجلدية تشاهد التلفاز بمللٍ شعر برجلة خفيفة في بطنها، تحسست جنينها و الإبتسامة تزين ثغرها، تمتمت بخفوت قائلة:


- و بعدين معاك بقى أنت شقي ليه النهاردا 


كادت تكمل حديثها معه لكن قاطعها  دخول 


" بدران" و هو يقول بإبتسامة واسعة 


- السلام عليكم 


لم ترد التحية و تجاهلته تمامًا، اوصد الباب ثم سار بخطواته الهادئة، هوى بجسده على الأريكة جوارها و قال:


- القاء السلام سُنة و الرد فرض يعني المفروض تردي 


ردت بنبرة مقتضبة قائلة:


- و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته .


كاد أن يداعب خدها بأنامله لكنها ابتعدت عنه متعمدة إظهار غضبها منه، نظر لها و قال بجدية مصطنعة


- دا أنتِ زعلانة بجد بقى ؟! 


- لا و أنا هزعل ليه ؟!!


طب طالما مش زعلانة ما تجيبي بوسـ...


قالها " بدران" و هو يقترب منها بينما ابتعدت هي عنه رد ضاحكًا و قال:


- طب خلاص متزعليش يا أم سليم تعالي و أنا اراضيكي 


- لا شكرًا بعد إيه 


وضع رأسه على فخذيه  و قال بجدية مصطنعة علها ترأف بحاله و ترضى عنه 


- طب خليني اريح شوية و لما تحني عليا ابقي حضري لي العشاء قصدي الفطار 


ردت "تولين" بنبرة حانية رغم غضبها منه و قالت:


-و أنت ازاي تفضل الوقت دا من غير أكل ؟! 


نظر لها ثم قال بنبرة تملؤها العتاب 


- كنت فاكر إن مش هاهون عليكي و هتخليني افطر من ايدك بس خلاص بقت بهون 


- طب ما أنا كمان بقت بهون عليك و بتسبني زعلانة عادي 


اعتدل في جلسته ثم قال بهدوء


- يعني أنتِ لو بتطلبي حاجة مني هقدم لك روحي مكانها انما أنتِ بتطلبي مني اتكلم عن حاجة متخصنيش 


-يا سلام يا خويا دلوقتي مبقتش تخصك ؟!  اومال فضلت طول الفترة اللي فاتت دي تتدور ورا رحيم ليه ؟! 


- أنتِ عاوزة إيه يا تولين ؟! 


ردت بغنج و هي تداعب لحيته النامية قليلًا:


- احكي يا بيدو عشان خاطري و صدقني مش هقول لحد 


- و لا علياء؟! 


- و لا علياء و الله ! 


تنهد "بعمق" ثم قال :


- رحيم مش مجرد ظابط 


- ازاي يعني ؟! 


- يعني ظابط تقيل تقيل اوي كمان 


تابع بجدية وهو يذكرها قائلًا:


- فاكرة لما كنتي بتقولي لي إن أي مكان مقفول أو حاجة ممنوعة كانت بتتفح له بسهولة و أنتِ فاكراه عشان هو زهران النمر رجل الأعمال 


-اه دا كان أي مكان يدخله مخدش يقوله أنت بتعمل إيه ؟! 


- زهران دا بقى قصدي رحيم ظابط بس ظابط من اللي هما التقال دول 


- قصدك يعني شغال في أمن الدولة ؟! 


- الله ينور عليكي، اهو رحيم دا يا تولين مفتاح لأي باب مقفول و تقريبا كدا مافيش قضية مسكها إلا و قفلها و جاب ضرفها 


- طب ما أنا بردو مش فاهمة هو اختفى فين ؟! 


- اللي عرفته من ناس حبايبي إنه في برا مصر  فين و بيعمل الله أعلم 


-طب و هو هيرجع إمتى ؟! 


-مش عارف بس اللي اعرفه إن خروجه مكنش سهل و المكان االي في دلوقت مش أمان  


-طب و أنت هتعمل إيه بدران مش هتدور عليه ؟! 


رد على سؤالها بسؤالًا آخر و قال بسخرية:


- و ادور عليه هو تايهة ؟! دا و احد كبير و فاهم هو بيعمل إيه و بعدين مش يمكن كتر نكشي وراه يأذيه بزيادة مش يفيده ! و بعدين هو مش صغير  و عارف كويس اوي هو بيعمل إيه خلاص يظهر وقت ما يظهر بقى  احنا مالنا بيه.


- أنت عرفت إن علياء قالت نفس الكملتين دول بالظبط .


رد " بدران" و قال بتعاطف 


- البت دي تعبت معاه جامد اوي كل ما تصلح في عيب يرجع اسوء من الأول و كأنها بتعافر لوحدها البت دي خسارة فيه و الله .


ردت " تولين" بنبرة تملؤها الغيرة و قالت:


-و مالك كدا زي ما تكون صعبانة عليك ما تروح يا حبيبي اتجوزها بداله 


ابتسم "بدران" ملء شدقيه و قال بجدية مصطنعة. لإغاظتها:


- و ماله ما هي جدعة و أنتِ بتحبيها ليه لا و بعدين متقلقيش أنا عادل جدًا في الحتة اللي زي دي  


ضربته في كتفه و قالت بنبرة مغتاظة 


- روح يا حبيبي خدها بس ربنا ياخدك قبل ما تتجوزها بس كدا يلا بقى 


- بتدعي عليا يا تولي و أنا اللي كنت عاوز اتجوزها عشان اخفف عنك الحِمل و هي تشيل معاكي 


وقفت عن الأريكة و قبل أن تتكلم معه، صدر منها صرخة عالية و هي تضع يدها خلف ظهرها  ظهر عليه القلق و الذعر الشديدان  و قال بتساؤل :


- مالك في إيه ؟! 


- مش عارفة بس أنا تعبانة من الصبح و دلوقتي الوجع زاد عليا آآآه 


- طب دا لسه مش معادك  إيه اللي حصلك ؟! 


- مش عارفة يا بدران مش قادرة آآآآه 


بعد مرور ثلاث ساعات 


كان يجوب الردهة داخل المشفى ذهابًا إيابًا 


يرفع بصره للأعلى و يناجي ربه قائلًا:


- يارب سترك يارب 


خرجت الطبيب و على وجهها  علامات لا تبشر بالخير سألها " بدران" و قال:


- خير يا دكتورة تولين مالها؟! 


- للأسف النبض بتاع الجنين بيضعف و دا صعب جدا إن يتولد طبيبعي 


-يعني إيه ؟! 


- يعني لازم عملية قيصرية 


- ايوة و العملية دي كويسة يعني انا مش مهم عندي الجنين هو يتعوض انما اهم عندي أمه 


- متقلقش العملية سهلة جدًا و كلها ساعتين و تبقى كويسة بأمر الله  عن أذنك .


بعد مرور عدة ساعات 


كانت تعود لوعيها بشكلٍ تدريجيًا،  طلبت منه أن يأتي بالصغير، حمله و على وجهه إبتسامة بشوشة نظر له ثم عاد ببصره و قال بمرح


- بقى هو دا اللي مخليكي مش عارفة تنامي الليل ؟! 


ابتسم بتلقائية ما أن ضمت رضيعها لحضنها و قالت بنبرة حانية:


- ياروحي دا عسول خالص يا بدران، دا حتة منك مش سايب حاجة إلا و اخدها منك 


- بقى أنا رخم كدا ؟! 


- متقولش على ابني رخم عشان مزعلش منك يا بدران ؟! 


ضحك على ملامحها العابسة بسبب لفظ ابنها بلفظًا لم يعجبها قط، ظن انها تمزح معه لكنه تأكد من ذلك حين قرر والدها نفس العبارة 


اعلنت للجميع أن من يغضب ولدها يغضبها و لن ترحم احد فهي جيشه الأول و الوحيد في هذه الدنيا.


*******


بعد مرور عام 


لم يحدث  شيئًا جديد يذكر سوى تعلق "تولين" بولدها أكثر من ذي قبل،  ربما يكن هذا شيئًا طبيعي لكن جنونها و غضبها لمجرد أن زوجها يشاكس ابنه و هذا يزيد من غضب الصغير هذا لم يفهمه قط،  لن ينكر أنه يتعمد إغاظتها  احيانا، تتطورت محاصيله الزراعية و بدأ يوزع لأحد التجار الجملة و القطاعي 


و يسهل للجميع الأمور، قرر أن يشارك أحد الأصدقاء ليوسع عمله،  كان يعمل بكل جهدٍ حتى يواصل مشواره   أما هي كانت الأم و الحبيبة و الصديقة له تدعمه و تسانده و تشدد من أزره في الأوقات الصعبة 


عكس ذاك الملعون الصغير الذي بدأ المشي منذ ايام سعادة عارمة عمت على الجميع عندما ذاعت "تولين" الخبر أما "بدران" كان جالسًا يُنهي آخر أعماله قبل حفلة عيد ميلاد ولده التي أتى في نفس يومه و كأنه هدية الله له، ولج الصغير بصحبة أمه التي طرقت على الباب بخفة و قالت :


- إيه يا بيدو قاعد لوحدك بتعمل إيه كل دا ؟! 


رد "بدران" بعصبية و قال:


- نعم في إيه سايب لك الشقة ترمحي فيها أنتِ و ابنك جاية أوضتي تعملي إيه ؟!  


ردت " تولين"  بعصبية مدافعة عن ولدها و قالت: 


- ملكش دعوة بـ سمالله يا بدران أنا بقلك اهو الواد غلبان و مش قد جبروتك 


-  مين اللي الجبروت أنا و الملعون الصغير 


تنفست بصعوبة بالغة  إثر غضبها و هي تقول :


- متقلش على ابني ملعون بعد الشر عليه 


تنهد بهمق و هو ينظر لسقف الغرفة ثم عاد ببصره وقال بإ بتسامة مزيفة 


- ممكن اعرف سبب تشرفيك  لأوضتي المتواضعة يا تولين هانم  أنتِ و سليم باشا ؟!


- ايوة كدا اتعدل 


-  إيه ؟! 


-  إيه ؟! 


-  إيه أنتِ يا تولين !!! عاوزة إيه ؟! 


ترددت و هي تخبره قائلة:


- هو يعني لو ينفع يعني تخلي سليم ياخد أوضتك و يلعب فيها النهاردا براحته عشان أوضته محضرة له فيها مفاجأة 


-  ما الدنيا واسعة عندك اشمعنى يعني جت على أوضتي و اختارتيها 


-  قصدك اوضتنا و بعدين دا ابني العبه في المكان اللي اشوفه أمان له قلت إيه يا بدران ؟! اطلع أنت خلص شغلك فوق السطح 


-  قلت لا و اتفضلي بقى امشي من هنا .


-  كدا طب ماشي يا بدران 


 دفعت " تولين" ولدها للداخل برفق وهي تقول بغضبٍ مكتوم من زوجها :


- اقعد يا واد هنا في ملك أمك و جدك النص دا كله بتاعك و اللي مش عاجبه يتفضل يريني عرض اكتافه - كتاف مين اللي تشوفي عرضها ياللي حسبي الله و نعم الوكيل فيكي أنت و الملعون الصغير دا تولين لمي الدور احسن لك بدل ارزعك قلم اخليكي تتكلمي عبري و ماله يا حبيبي اهو على الأقل  يبقى معايا لغتين لغة اتكلم بيها ابني حبيبي و التانية اتكلم بيها مع اليهو دي اللي زيك


 اتمسي يا تولين و قولي يا مسا و شوفي ابن مين دا و رجعي لأهله بدل ما ابلغ عنك الحكومة و اقول بتسر ق العيال 


- اخس عليك يا بدران بقى كدا تشك في ابننا حبيبنا دا سمالله ابنك  إيه رأيك اللي التغيير اللي عملته لـ سمالله 


- س إيه ياختي !


-  سمالله مش عارفه ! دا ابننا سليم و بدلعه و اقوله يا سمالله طپ يا تولين خدي سمالله. و امشي من هنا و أوض  ملكيش عندي و اعلى ما خيلك اركبي لا بص أنت لو فاهم إني بقيت غلبانة و منكـ ـسرة يبقى آسفة شوفلك غيري أنا واحدة قوية قوية اوي كمان و بعدين الشقة من حق الزوجة و أنا زوجة و حاضڼة حاضڼة مين !حاضڼة سمالله ابننا يا بدران مالك في إيه !!في إني عاوز او لع فيكي أنت و سمالله خدي بعضك و امشي من هنا بدل چناني ما يلطع عليكي اهدأ بس كدا و قولي معاك فلوس تجيب السبلايز بتاعت سمالله عشان بفكر ادخله الحضلنه من دلوقت  و لا نلف ورا بعض في المحاكم !


مخاكم إيه يا بت هو أنت ماعندكيش. ډ م ليه بقلك امشي من هنا و خدي برميل الرخامة دا من هنا 


ماتقولش على ابني رخم دا سمالله حبيب امه دا 


يلا بقى ورينا عرض اكتافك عشان ابني يلعب براحته في اوضتك 


أقسم بالله ما شفت و لا هشوف برود زي بردوك أنت و ابنك يا بنتي نفسي اخلص اللي في أيدي و  اڼام احب على ايدك عاوز انااام 


لا متحبش على ايدي سمالله بيغير و انا لازم احترم غيرته هو صحيح عنده سنة  بس بردو فاهم كل حاجة ما هو حبيبي دا ذكي زي أمه مش طالع لك قليل الذوق 


يا مثبت العقل و الدين يارب يا رب تاخد هم الاتنين قبل ما ارتكب چنا ية فيها هي و البارد اللي معاها دا أنت يا ابني بتهبب إيه عندك 


اخس عليك يا بدران شايل الواد كدا ليه هو كان عمل إيه يعني


عمل إيه ! دلق القهوة على الورق المهم وتقولي عمل إيه !!


دلق القهوة خير وخصوصا لو كانت من ايد سمالله ياختي جماله حلو وعسل ومسكر ياناس


خدي ابنك وامشي من هنا بقى عشان أنا بدأت افقد اعصابي و حرفيا هو لع فيكم


بص أنت بترمينا ازاي عشان احنا غلابة و ملڼاش حد بس معلش بكرا سمالله يكبر و يرميك في الشارع و نتفرج عليك و


نقسي قلوبنا و نقول مسټحيل نرجعك لحضننا أبدا ابدا 


بعد مرور يومين على حفل عيد ميلاد سليم 

أتت " علياء" و بين يدها هدية مميزة للصغير 

فرح بها " سليم" و كاد أن يحلق في السماء 

لم تقل فرحته عن فرحة والدته التي امتنت لها و لهديتها الجميلة و المميزة، شكرتها قائلة:

- كلفتي نفسك يا علياء مكن له لازمة تتعبي نفسك 

- تعب إيه بس يا تولين هو سليم ابنك لوحدك دا ابني أنا كمان و بعدين ازاي ابقى عارفة إنه نفسه في قطة و مجبهاش يعني ؟! 

- أنتِ عارفة هتعب مع بدران ازاي عشان اقنعه بالقطة دي ؟!   

- دي مهمتك أنتِ بقى أنا مهمتي خلصت خلاص 

- بتدبسيني يعني أنتِ و البيه الصغير !! 

- تقريبا كدا 


ختمت كلامها معها بضحكة تكاد تجزم أنها تمزق نياط قلبها لكنها تحاول رسم العكس تماما تنهدت "تولين" قبل  أن تقترح عليها عرضها قائلة:

- عندي ليكي خبر و مش عارفة هيعجبك ولالا ؟! 


سألتها بلهفة قائلة:

-  عرفتي حاجة عن رحيم ؟! 


اجابتها " تولين" بأسف قائلة:

- في الحقيقة لا 

- اومال خبر إيه اللي عاوزة تقولي ؟! 

- بصراحة يا علياء مش عجبني ابدًا اللي أنتِ في دا حرام عليكي نفسك اللي تعبها ورا سراب 

- رحيم بقى سراب 

- اكيد طبعا مش قصدي كدا بس أنتِ اهو بقالك سنة كاملة مش عارفة عنه أي حاجة و مش قادرة توصلي له يبقى ليه تربطي نفسك جنبه ؟! 

- قصدك إيه يا تولين ؟! 

- قصدي إن جه الوقت اللي تفكري في في نفسك و بس زي ما هو عمل و اظن دا حق نفسك عليكي 

-بس أنا مش عارفة اكمل من بعده كل الدنيا وقفت عندي من يوم ما ساب مصر و مشي 


ردت" تولين" بنبرة  حزينة قائلة:

- طب و لحد إمتى يا علياء لحد إمتى هتفضلي موقفة حياتك عشانه و هو حتى مفكرش يطمنك أو يطلب منك تستني لحد ما يرجع ! 

- و دا اللي قاهرني يا تولين إنه ضامن وجودي  

عارف و متأكد إني هتسناه العمر لكله هستناه لحد ما يرجع من تاني 

- و دا أكبر غلط يا علياء ماينفعش تخلي ضامن وجودك كدا ماينفعش تديله فرصة و اتنين و عشرة و هو ميستحقش الثقة دي فوقي لنفسك بقى يا علياء 


ردت " علياء"  بتعب شديد و قالت:

- تولين ارجوكي كفاية كدا أنا تعبت من متر الكلام في الموضوع دا،  و صدقيني كلامك م هياثر في أي شئ غير إنه بيتعبني اكتر 

- عشان دي الحقيقة يا علياء م قادرة تواجهي الحقيقة .


وقفت عن مقعدها و قالت بجدية 

- معلش يا تولين مضطرة امشي عشان عندي عيادة بليل 

- علياء متزعليش مني أنا بنصحك أنتِ صاحبتي و اختي كمان 

- عارفة و الله يا تولين بس حقيقي مش قادرة اتكلم أكتر من كدا .


في مساء نفس اليوم 

داخل غرفة "علياء" بمنزل والدها، لقدت تصالحت معه و وعدها بأنه لن يتدخل في قرارتها الخاصة الزواج، حتى قرار العودة لزوجها السابق لن يتدخل فيه، طرق الباب ثم ولج بعدها وجدها شاردة الذهن جلس مقابلتها و قال:

- هتفضلي كدا كتير ؟! 

- كدا ازاي يعني يا بابا ؟! 

- كل ما يجي لك عريس مناسب ترفضي !

- بابا حضرتك وعدتني إنك مش هتتدخل في قرارتي و دلوقتي 

- دلوقتي من حقي عليكي اعترض و اقول  اللي بتعملي دا غلط 

- هو إيه بالظبط اللي غلط يا بابا ؟! 

- رفضك غير المبرر لكل عريس يتقدم، و كل دا عشان مين عشان حتة ولد مستهتر مايعرفش قيمة الجوهرة اللي بين ايده، عمر نظرتي في ماخيبت أبدًا، ياما قلت لك  رحيم ما بيدورش غير على مصلحته و بس و مسمعتيش كلامي و كنتي فاكرة إني ضدك 

- بابا ارجوك خلاص، و زي ما قلت لحضرتك قبل كدا أنا منتظرة رجوعه و اعرف ليه عمل كدا 

- انتظري براحتك بس أنا مبنتظرش حد يا علياء 

- يعني إيه يا بابا ؟! 


خلاص يا علياء  الموضوع بالنسبة لي  أصبح منتهي. و رحيم لو بكى بدل الدموع د م و الله ما هتكوني من نصيبه و دازمش عند فيكي أو في لا دا احترامًا لكرامتك اللي لتاني مرة يدوس عليها و لا عامل لك أي اعتبار 


بابا أنا مع حضرتك في كل كلمة بتقولها و عندك طبعًا و حتى لو رحيم رجع واتقدم تاني و تالت و مليون أنا خلاص مش هقبل بس بردو مش هتجوز تاني و اظن دا من حقي 


تتجوزي تاني أو لا  دازشئ يخصك و اعتقد إني وعدتك إني مش هتتدخل في أي قرار تاني لكن طالما الموضوع يتعلق بـ رحيم فأنا آسف  يا علياء مش هقبل بي زوج مش بعيد بعد ما يتجوزك  يسيبك لمهمة  خاصة ، هو كل اللي بيشتغل في الداخلية بيختفي  فجأة عشان شغله ؟!! 


بابا أرجوك كفاية 


تمام تما مقدر إنك مضغوطة و مش قادر تسمعي أي حاجة بس أنا كمان مكنتش قادر اشوف بنتي الوحيدة بتنهار قصاد عيني واسكت .


بابا 


نعم 


أنا آسفة


على إيه ؟! 


على كل حاجة صدرت مني على كل لحظة قلت لي فيها رحيم مش الشخص المناسب وأنا اتهمتك بالتعالي والتكبر و إنك بتبص لمصلحتك وبس للأسف يا بابا  مش أنت و بس اللي بتفكر في شغلك و مصلحتك  طلع كل اللي أعرفهم كدا كل اللي قلبي اتعلق بيهم خذلوني وجعوني دمروني و في الآخر بيتهموني بالأنانية 


علياء أنا عاوزك تتماسكي وتبقى اقوى من كدا أنتِ بنتي فاهمة يعني إيه بنتي يعني الجبروت و القوة. هما وبس اللي يكونوا عندك .


 امسحي دموعك وبصي لمستقبلك  فكري كدا لو بدران المُر يبقى جوزك هتتنقلي ازاي لعالم تاني 


بدران دا صاحب رحيم يا بابا !!


ماهو دا المطلوب توجعي زي ما وجعك 


طب ومراته دي اكتر من أختي و عمرها ما أذتنب أنت ازاي عاوزني أأذيها بالشكل دا 


 اتعلمي إن الناس في الدنيا دي انواع و اللي زي مرات بدران النوع  الضيعف اللي بيحب يعيش دور الضحية ثم إن أنتِ مش هتيجي على حقها 


 بدران هيعرف يقسم بينكم 


أنت بتتكلم كدا زي ما تكون خلاص متأكد إن جوزي !! 


هو فعلا هيكون جوزك 


ازاي مش فاهمة ؟! 


أنا عرضت على  بدران المُر يتجوزك 


وهو رد عليك قال إيه ؟! 


قالي هرد عليك خلال يومين 


و النهاردا الرد بس من خلال مكالمته حسيت انه وافق فعلا 

- بابا حضرتك بتقول إيه مستحيل بدران يعمل كدا دا دا بيحب مراته !!

-  في حاجات كتير اهم من الحب 

- اللي هي إيه بقى ؟! 

- المصلحة 

- دي اسمها انانية و أنا مستحيل اقبل بكدا 

- و عاوزة تقبلي ليه بـ رحيم بعد ما باعك بدل المرة اتنين 

- عشان رحيم بيحبني 


ضحك والدها بصخب و هو يردد كلماتها قائلًا:

- بيحبك تصدقي عجبتني كلمتك اوي يا علياء  و هو اللي بيحب حد بيركنه على الرف و لا بيضحي بعمره عشان يفضل معاه ؟! 


تابع بجدية قائلًا:

- عموما أنا لا عرضت بدران يتجوزك ولا هعرض أنا بس حبيت اشوفك هتنتقمي لكرامتك و لا هتفضلي كدا زي ما  أنتِ يا خسارة يا علياء كنت فاكرة بتتعلمي من اخطائك لكن للأسف هتفضلي طول عمرك سذجة و هيفضل رحيم طول عمره بيلعب بيكي الكورة 


ختم حديثه و قال بنبرة لا تقبل النقاش وهو يرفع ذقنه بشموخ 

- و يكون في علمك رحيم لو عاش عمره كله يحاول يوصلك و دا أشك في يعني بس لو حصل أن أول واحد هرفض و اتمنى يكون عندك كرامة و ترفضي أنتِ كمان .


*******

بعد مرور ستة أشهر 


دخلت على زوجها برفقة ابنها الذي تألق في اختيار حلته الجديدة بمساعدة والدته، هدرت بصوتها العالي لتعلن عن وجود نجمها الصاعد و هي تقول بسعادة:


معانا ومعاكم  أصغر موديل مصري عالمي هيغزو العالم قريبًا  سليم سمالله بدران المُر صقفوا له 


صقفوا على دماغك أنتِ و ابنك قادر يا كريم خُدي الواد و غوري من هنا بدل ما ما اسيب الدنيا أنا وارحل 


ارحل يا حبيبي ابني بكرا يكبر ويمسك  شغل امه ويبقى احسن منك، و بعدين سبني اتغزل في ابني براختي ياختي جماله حلو ياختي 

البدلة هتأكل  منك حتة يا سمالله بدران مين بس اللي تبقى شبه. أنتِ جمالك جمال تاني جمال رباني 


اقسم بالله انا اللي محدش رباني عشان سمحت  لواحدة زيك تقعد هنا امشي من هنا وخدي ابنك دا

يلا يا سمالله يلا ياحبيبي ابوك دايما كدا هو متعصب ومتعرفش تكلمه بكرا يرجع واحنا ندلع 

بس اعمل خسابك ابني سمالله مش هيتنازل عن عرض الكولكشن الجديد شئت أم ابيت سمالله بحركاته الجديدة والجميلة هايهز البيت 

- يا ستي امشي يا ستي أنا دماغي هتنفجر لوحدها 

- طب خلاص هاسيبك بس اتكلم جد و قول إنك موافق إن سليم يكون من ضمن اللي هايعرضوا الكولكش الجديد 


تنهد " بدران" و هو ينظر لسقف الغرفة و قال:

- يا مثبت العقل و الدين يارب،  تولين الله يرضى عنك خُدي ابنك و امشي أنا مش فاضي  لكم .

- ماشي يا بدران بكرا تندم و تعرف إن ابني مافيش أحسن منه يكون في المكان بس اقول إيه أنت الخسران مش هو .


بعد مرور عدة أيام 

كان جالسًا على الأريكة يتابع حركاتها الهادئة 

لكنها مثيرة حد الجنون،  هي بأكملها مُثيرة حد الفتنة، لقد فتن بها و انتهَ الأمر، اختيارها لهذا الرداء الأسود عارِ الكتفين،  جعل الأمر برمته خارج عن السيطرة،  زفر بقوة في محاولة جاهدة منه لمنع عيناه من مراقبتها 

أما هي فـ كانت تعمل و بجدارة على تعذيبه بل و تفننت به أيضًا، مالت قليلًا بجسدها و هي تقدم له القهوة الساخن ثم قالت:

- القهوة يا بيدو 


تناولها منها و قبل أن تغادر قبض على رسغها برفق ثم قال بخفوت 

- رايحة فين ؟! 

- هدخل جوا مش أنت م عاوزني قدامك و مضايق من وجودي ؟! 


رد و هو يقف مقابلتها متأملها برغبة محمومة في امتلاكها و قال:

- بقى في حد عاقل يرفض إن القمر بنفسه معاه ؟! 

- اه في 

- مين ؟! 

- أنت اللي قلت دي كدا 

- طب أنا مبفهمش أنتِ هتاخدي على كلام واحد مابيفهمش بردو ولا عارف مصلحته؟! 


حاوطت رقبته بين ذراعيها و قالت بنبرة ناعمة 

-  و ياترى حبيبي فاكر النهاردا إبه ولا 


قاطعها بنبرة الخافتة قبل أن يحملها بين ذراعيه و قال:

- حبيبك نسي اسمه إيه بس اللي فاكره حاليا 

هو اسعد يوم في حياتي 


تابع وهو ينظر لكرزيتيها و قال:

- اليوم اللي ربنا عوضني في وكرمني بأجمل زوجة شافتها عينا .


ردت بنبرة معاتبة وهي تقول بحزن طفولي

- اخس عليك يا بيدو وهو لما رزقك بسليم مكنش اسعد يوم بردو !! 

- طب اسعد يوم يا روحي 

- خلاص قولي دلوقتي انه اسعد يوم، يوم ما سليم جه الدنيا ونورها 


وضعها برفق على الفراش ثم قال بنبرة حانية

- أنا اسعد يوم في حياتي هو اليوم اللي أنتِ نورتي في دنيتي و ربنا رزقني منك بأحلى سليم في الدنيا 


ضمها لحضنه بينما ردت هي بسعادة قائلة:

- حبيبي يا بيدو أنا بحبك اوي 

- و أنا بموت فيكي يا روحي .


بابا بابا 


قالها " سليم" و هو يحاول الوقوف بعد أن دخل عليهما ضمه لحضنه  و قال بنبرة مرحة 

- و أنت كمان يا سليم ياللي بوظت عليا الليلة 


صدحت  ضحكاتها في المكان تبعها زوجها ليختمها الصغير و هو لا يعرف على أي شئ يستدعي كل هذا الضحك لكنه قرر أن يشاركهما السعادة عله يفهم بعد ذلك .


             ❤ تمت بفضل الله ❤

 لمتابعة  الرواية الجديدة زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل 

متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا

الرواية كاملةمن هناااااااااا

مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا

 مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هناااااا






تعليقات

التنقل السريع