رواية عودة بدران المر الفصل الحادى وعشرون والثانى وعشرون والثالث وعشرون بقلم هدى زايد
رواية عودة بدران المر الفصل الحادى وعشرون والثانى وعشرون والثالث وعشرون بقلم هدى زايد
21&22&23
الفصل الحادي و العشرون
¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
أنت عارف أنا نفسي في إيه دلوقت يا زهران ؟!
قول ياخويا هو يعني الكلام بفلوس !
نفسي وشي يجي في وشك
وشي يجي في وشك !! هو أنت طلعت منهم ولا إيه يا بدران ؟! إن كنت أنت منهم أنا لا فاهم
منهم إيه يا حتة متخلف انا نفسي اشوفك عشان اديك ميت قلم وشك أنا متغاظ منك اوي
أنت عارف لو حد دخل دلوقت والله لاخلي ياخدني اوضة لوحدي بدل القعدة معاك هنا وبطل فرك بقى تعبتني
اوضة لوحدك إيه يا متخلف هو أنت فاكر نفسك في اوتيل خمس نجوم أنت مخطو ف فاهم ولا محتاجة شرح دي كمان ؟!!
طب أنا عاوز اعرف الخطف دا مطول ولا إيه الحكاية ؟! أنا زهقت
معلش هو بداية الخطف كدا مملة بعد كدا بياخدونا على الچاكوزي ويدلعونا
طب ما يدخدونا من دلوقت بدل الفرهدة دي
ياجدع بطل فرك بقى تعبتني معااااك
كانت تلك المناقشة الحادة التي نشبت بينهما بعد أن تم تخطفهما، هدأ جسد " بدران" قيلًا بعد أن انتصت لتلك الخطوات الهادئة، لكز " زهران" وقال بخفوت
- اسمع كدا وركز هو في خطوات رجلين ولا أنا بيتهألي ؟!
استرق" زهران" السمع للحظاتٍ قبل أن يقول بنبرة خافتة
- دا حد جاين علينا خـ.....
بُتر حديثه ما أن اقتحم الغرفة بهيبته الطاغية، اوزع نطراته بينهما ثم قال بإبتسامة جانبية خبيثة:
- زهران النمر والله و اتقابلنا من تاني يا نمر
سأل " بدران" بنبرة ذاهلة:
- كمال العربي ؟!
نظر له" كمال" و قال بإبتسامة بشوشة
- هو بعينه يا صاحبي
تابع بجدية وهو يشير بسبابته لأحد رجاله وقال:
- لينا كلام مع بعض يا مُر بس مش هنا، هاتوا وتعالوا ورايا
بعد مرور عدة دقائق
جلس مقابلته وقال بنبرة جادة بعد أن اشعل له لفافة تبغ ولنفسه واحدة
- متزعلش مني يا بدران مكنتش اعرف إنك شريكه رجالتي لما قالوا لي زهران وشريكه قلت لهم هاتوا لو كنت اعرف كنت سبتك اكيد
استكمل حديثه بتساؤل
- بس أنت إيه وقعك مع زهران ؟! دا واد وراه بلاوي ومطلوب من واحدة شوية
رد" بدران" وقال بجدية
- الظروف هي اللي جمعتني بي زي ما جمعتنا ببعض يا كمال، قل لي ناوي تعمل إيه مع زهران
- متشغلش بالك بي فكر في نفسك وبس
- أنا عاوز أعرف يا كمال هتعمل إيه في زهران ؟!
- اطلع أنت منها يا بدران خلصت حكايتك لحد هنا خلاص حسابنا مع زهران لسه مطول
- يعني إيه زهران جه معايا يبقى يخرج معايا
ابتسم " كمال" إبتسامة جانبية ثم قال بخبثٍ
- لا معلش يا بدران زهران حسابه طويل اوي و بعدين أنت زعلان ليه أنت مش كنت عاوز تخلص منه اديني هاخلصك اهو
تنفس" بدران " بعمق و هو يطالعه بضيقٍ حرك رأسه وقال بتساؤل :
- أنا عاوز اعرف زهران هيروح فين ؟! ولا هتعملوا في إيه
معاك 24 ساعة بس يا بدران و بعدها أنا مش مسؤول عن حمايتك في المكان دا أنا لو خرجتك من هنا فـ خرجتك عشان العيش و الملح اللي كلناه سوا زمان تحت الكوبري نصيحة مني يا بدران سيبك منه هو أصلًا نهايته جت و مطلوب مننا نخلص عليه ولو أنا معملتهاش غيري هايعملها
لم يدعه يسأل سؤالًا آخر قرر أن يغادر دون أن يستمع لكلمة أخرى، طالعه " بدران" حتى اختفى عن أنظاره الهدوء الذي يتحلى بهِ ذاك الأخير لم يمر عليه من قبل قرر أن يعود إلى بيته ثم يبدأ في عملية البحث من جديد .
مر يوم ثم يومين حتى مر خمسة أيام كاملة والبحث مستمر ليس لديه أي معلومة جديدة عن " زهران"
طرقت الباب ثم ولجت بعدها. وجدته جالسًا على حافة الفراش يتابع سقف الغرفة في صمتٍ تام .
جلست جواره و قالت بهدوء
- زهران فين يا بدران كلامك دا أنا مش مقتنعة بي تقدر تضحك بي على علياء لكن أنا لا أنا عارفاك كويس مبتعرفش تكذب صدقني
تنفس بعمق وهو يطالعها في صمت، تمتم بخفوت قائلًا:
- قالوا لي سيب زهران احنا عاوزينه !
- وسبته عادي يا بدران ؟!
اعتدل في جلسته ليدفن وجهه بين كفيه الكبيران قائلًا بنبرة حائرة
- اعمل إيه يا تولين قولي لي اعمل ايه و أنا شايف ابوكي في خطر و أنتِ هنا لوحدك وهو مطلوب من كذا حد قولي لي اعمل إيه ؟!!
- طب و علياء بنت خاله هتقولها إيه ؟! دي قعدة برا هتمو ت عليه و مش عارفة اقولها إيه
- وهو أنا يعني يا تولين اللي عارف هقول إيه اديني متنيل و قاعد ساكت اهو
- سكوتك غلط و قعادك هنا أكبر غلط أنت لازم تتحرك تبلغ البوليس تعمل أي حاجة أي حاجة غير إنك تقعد كدا وتسكت
- حقيقي مش عارف اعمل ايه اسيبه و اقول يستاهل عشان لعب مع ناس ملهاش كبير ولا اساعده و اخرجه منها ولا اعمل إيه ؟!
- اعمل اللي ضميرك مرتاح له يا بدران طول عمرك بتحب تساعد الناس اشمعنى زهران اللي رافض تساعده ؟!
- زهران لعب في عداد عمره يا تولين دا لو بس ربنا بيحبه هايبعته جثته لأهله يدفنوا الناس دي مبتحبش اللي يغلط معاهم ودا كان داخل معاهم بصدره ولا هامه
مسحت بيدها على كتفه والإبتسامة لا تفا ق ثغرها الوردي
- معلش يا بدران اعتبره زي أخوك زهران ياما ساعدك و أنت قلبك كبير
طالعها بنظراتٍ حائرة قبل أن يتوسد برأسها صدرها
ارخى جفنيه ثم قال بخفوت :
- خليني كدا شوية يا تولين يمكن ارتاح و عقلي يبطل يفكر في أي حاجة !
ابتسمت بتلقائية وهي تمرر أناملها في خصلات شعره الطويلة بعض الشئ، ظل هكذا حتى غلبه النعاس
أما هي كانت تحاول بشتى الطرق ألا تفعل مثله لكنها فشلت و استسلمت للنوم بين احضانه.
بعد مرور ثلاث ساعات
تقلبت في فراشها بكسلٍ شديد، فتحت عيناها بتثاقل لتجد نفسها محاصرة بين ذراعيه، حاولت فكهما لكنه أبى، زمجر وهو يردد بخفوت
- متقوميش دلوقتي
انتبهت لصوته استطاعت أن تميزه بأنه استيقظ قبلها و عاد مرةً أخرى، رضخت لرغبته و عادت للنوم من جديد فهي بحاجة لهذا القسط من الراحة، انتظمت أنفاسه بالقرب من كتفها، أما هي ظلت تتأمله طويلًا
حفرت ملامحه بين طيات عقلها تشعر بأنها ستفقده قريبًا لا تعرف لِمَ هذا الشعور دائما يهاجمها، هزت رأسها بعنف ثم انسحبت للأسفل قليلًا لتستقر رأسها على يسار صدره، هذه الحركة تطمئن بها نفسها
و التي بات يحفظها عن ظهر قلب، حدثها بخفوت دون أن يفتح عيناه
- اطمني مش هبعد عنك أبدًا .
رفعت بصرها ليفتح هو عيناه، تقابلت نظراتهم لي لقاءٍ حميمي وقعت عينه على شفتاها، اقترب منها وهو يقول بنبرة عاشق أرهقه العشق
- مشتاق لك اوي
وقبل أن ترد على تلك الكلمات البسيطة، لثم شفتاها بخاصتيه وهو يرفع الشرشف الأبيض لينسدل بعد ذلك على جسديهما، ليضع صك ملكيته على أرضها
*****
داخل غرفة مظلمة كان جالسًا على أرضيتها يرفع بصره للنافذة، همس من بين شفتاه بخفوت قائلًا:
- ياترى عملوا فيك إيه بدران ؟!
وقبل أن يُكمل حديث نفسه انفتح الباب عن آخره
لـ يلج منه "كمال" وقف أمامه و الإبتسامة تكاد تزين ثغره و هو يقول بنبرة ساخرة
- تصدق أول مرة اعرف حد يبقى محظوظ اوي كدا ؟!
تجاهل " زهران" جملته تلك و قال بتساؤل
- فين بدران ؟!
كان "كمال" يجوب الغرفة ذهابًا إيابًا ثم قال بمكرٍ
-هو أنا ما قلتلكش ؟! مش بدران سابك و خلع !!
رد "زهران" بجدية
- لو دا حصل ميزعلنيش و يكون احسن طبعًا
تابع بوعيد
- انما لو حصل اللي في دماغي مش هايحصلك كويس أنت فاهم ؟!
- كان نفسي بدران يتمسك بيك كدا زي ما أنت عامل فيها حامي الحمى
توقف فجأة امامه ثم قال بنبرة ساخرة
- ناس كلفوني اقـ ـتلك و ناس تاني دفعوا لي أكتر عشان اعذ بك قبل ما اقـ ـتلك و أنا كنت حالف إن لو آخر يوم في عمري ما حد هايخلص عليك غيري عشان
دا تاري أنا معاك تخيل بقى يا زهران لما اكون أنا اللي في ايدي حياتك و مو تك لا مش بس كدا دا أنا كمان مطلوب مني اتلذذ و أنا بقـ ـتلك ياااه دا باين عليك كنت شقي اوي و أنت صغير عشان كدا دعت عليك بدل ما تتدعي لك
فرغ فاه " زهران" ليرد عليه لكنه تفاجئ بدفعه على الجدار ثم انهال عليه بالضـ ـرب المبرح، تارة بالسوط و تارة أخرى بالصعق الكهربائي، لم يكتفي عند هذا الحد بل قام بر بطه على أحد الأعمدة، بعد مرور ساعة كاملة من الضر ب، خرج" كمال" من الحجرة
أشار لرجاله وقال من بين أنفاسه المسموعة
- مخدش يحط للكـ .... دا نقطة مياه ولا أكل لمدة اتناشر ساعة
تابع وهو ينظر خلفه وقال بشماتة
-عاوزكم تعملوا عليه نباطشية كل ساعتين ضر ب
لحد ما يجي لي زاحف عشان ارحمه من اللي هو في و ا قـ ـتله .
*******
بعد مرور عدة أيام
كان مُفترش الأرض بجسده والدماء تسيل من جميع انحاء جسده و وجهه تحديدًا، لم يعد يتحمل أكثر من ذلك نفذت قوة تحمله، كان يتابع بأعين شبه واعية
باب الحجرة التي تم زجه فيها، فتحت من جديد وأتى ضوء الشمس اجبره على أن يغمض عيناه بسرعة شديدة لم يعد يعرف أين هو ولا من هؤلاء الذين تولوا مهمة ضر به كل ما يعرفه أن "كمال" لن يتركه يغادر هذه الدنيا إلا بعد أن يتوسله .
ولج شاب في الثلاثون من عمره، جثا على ركبتيه نظر له و قال بتأثر
- عملت إيه للناس دي و ازاي وقعت كدا ؟!
بـ ـبدران فين بدران !!
قالها " زهران" بشق الأنفس جاهد ليخرجها جملة سليمة يفهما من يقف أمامه، ضاق صدر الآخر وقال:
- أنت في إيه ولا إيه ؟! مين بدران دا اللي مبتطلش سؤال عنه ؟!! اخوك ؟! صاحبك !! قريبك !! اهو رماك ومفكرش يسأل عنك و أنت هنا بتنازع المو ت بين اللحظة و التانية !!
ابتسم بخفة وهو يتنفس بصعوبة بالغة كاد أن يرخي جفنيه من جديد لكنه تفاجئ بهزة في كتفه جعلته يتأواه على الرغم من أنها هزة خفيفة، همس الشاب بالقرب منه وقال:
- هايجي لك أكل بليل جوا الأكل دا حباية مسكنة خدها و بعدها متشغلش بالك بحاجة
أنت مين ؟!
سأل سؤاله" زهران" وهو يطالعه بأعين مورمتان، ربت على كتفه و قال:
- متشغلش بالك دلوقت بيا خليك في اللي أنت في
وقف عن الأرض ثم خرج من الحجرة، نظر لأحد الحرس و قال:
- محدش يدخله تاني أنا عدمته العافية اصبروا عليه لحد بليل كدا و بعدها ادخله تاني
******
في المساء
فتح حجرة " زهران" وجده مازال متيقظًا لكنه ينازع المو ت اقترب منه و قال :
- مأخدتش الحباية ليه ؟!
رد " زهران" وهو يحاول أن يوضح مخارج الفاظه
- فاكرني أهبل و هصدقك ؟!
رد الشاب وقال:
- العفو يا سيدي خد دي حباية منومة اخلص خليني اعرف اشيلك بدل ما تفضحنا
بعد مرور عشر دقائق كاملة
خرج الشاب من اخطر مكان تواجد فيه، خرج منه بأعجوبة كاد أن يقبض عليه بدل المرة الف مرة
أشار لسيارة يعرفها جيدًا، ترجل منها الشباب و ساعدوه في نقله، وضعوه داخلها، ثم تحركت كالبرق في سرعته، رفع أحد الشباب جهازًا صغير و تحدث فيه قائلًا بجدية وعملية
- تمت المهمة بنجاح يا فندم و تم انقاذ المقدم رحيم عرابي يا فندم .
رد الشاب و قال بعد أن انتهَ زميله من اتمام محادثته
- بسرعة يا محمد زهران بيمو ت، اطلع على أقرب مستشفى
نظر له زميله في المرآة وقال:
- احنا معندناش اوامر بأننا نودي المستشفى
هدر الشاب و قال بصوته الغاضب
- أنت بتقول إيه ؟! دا بيمو ت بقولك !!
- اهدأ يا سراج اهدأ عشان تفهمنا الأوامر اللي جت لنا بتقول إن المقدم رحيم يتعالج في مكاني سري
- دا محتاج مستشفى ازاي هنعالجه في البيت ؟!!
- يا سراج أنت ظابط وعارف الاوامر واحنا لازم ننفذها سادة اللوا محسن مجهز لنا كل حاجة متقلقش
*******
بعد مرور شهرين
لم يحدث فيهما أي شيئًا جديد يذكر، الوقت يمر على البعض و البعض الآخر توقفت الحياة
عندهم كانت " علياء" في حالة يرثى لها لم تترك مكانًا إلا و نبشت فيه حررت اكثر من محضر تتهم فيه زوجها السابق بـخطـ ـف
" زهران" وبعد التحريات اللازمة لم يثبت أي شئ عليه، ضاق صدرها و بدأت تفتش في دفاترها القديمة علها تجد من يدلها عليه
عادت تسأل " بدران" الذي لم يترك قيد أنملة إلا و نبش فيه عنه، تركت منزله و ذهبت إلى مديرة أمن الدولة لتعرف أين هو قررت أن تلجأ لآخر أمل لديها و فتح أمرًا حذرها مراتٍ ومراتٍ ألا تقترب منه، أما " بدران" فـ كان جالسًا داخل منزله شاردًا، لقد عاد العم
" رضوان" للبيت و عادت معه الحياة لطبيعتها كانت " تولين" تتولى رعايته كالسابق و زوجها يباشر عمله، وفي المساء يجتمعان داخل الشرفة، نظرت له وجدته في عالمًا آخر هتفت بخفوت قائلة:
- بدران، بدران، بدراان
- نعم بتنادي يا تولين ؟!
- مالك سرحان في إيه ؟!
- مافيش موضوع كدا شغل تفكيري شوية
بدران أنت ازاي هتسيب زهران كدا مش عارف عنه حاجة دا بقاله شهرين و زيادة؟!
أردفت "تولين" عبارتها وهي تجلس جوار زوجها
أما هو فـ كان يطالعها في صمت، نظراته تملؤها الحيرة حرك رأسه من بين كتفيه و قال بنبرة حزينة
- مش عارف يا تولين أنا خلاص تعبت و مش قادر اوصل لحل
- طب معلش عشان خاطري أنا طول بالك و دور عليه تاني يمكن تلاقي
- أنا عندي حل واحد بس
- إيه هو ؟!
- احط ايدي في ايد كمال صاحبي
- مين كمال ؟!
- اللي طلعني من الموضوع دا
- طب ما تحط ايدك في ايده مستني إيه ؟!
رد بضيق وهو يضع ساعد يه أمام صدره قائلا:
- كمال دماغه سم و عارف كل خرم في مصر يعني يبقى نايم في بيتهم وعارف النملة خرجت من جحرها إمتى و رجعت ولالا
- طب ما دا المطلوب يبقى هو دا اللي يدلنا على مكان زهران
رد "بدران" بنبرة مغتاظة قائلا:
- ماهي دي المشكلة إن بينه وبين زهران مصانع الحداد و مش بعيد كمال يكون قـ تـله اصلا
- طب و بعدين هنفضل حاطين ايدينا على خدنا كدا و مش عارفين راح
- بقولك ايه
- ايه ؟!
- هي علياء فين ؟!
- في شقتها بتسأل ليه ؟!
- زهران عشان يظهر من تاني لازم ننكشه نكشة كدا
- ازاي يعني ؟!
- هنوصله إنها اتخطفت ومحدش غيره
- بدران بدران بلاش كلام مش منطقي وزهران هايعرف انها لعبة أنت تروح تحط ايدك في ايدك كمال دا
- السوابق رد السجون اللي كنتي لسه بتقولي عليه من شوية ؟!
- ايوة هو دا وهو هايجبه لك بطريقته
- ولو رفض مساعدتي ؟!
- معرفش بقى اتصرف مش بتقول على نفسك مُر و شبح وشوية شوية هاتنور في الضلمة اتفضل بقى رجعه !!
نظر " بدران" لـ والدها و قال بإبسامة خفيفة قائلًا:
- نفسي اعرف هي طالعة لمين قوية ومفترية كدا !!!
ابتسم والدها وهو يوزع نظراته الحانية بينهما
بينما كانت هي تربت على كتف والدها بحنو وحب ثم نظرت لزوجها وقالت:
- ملكش دعوة ببابا هو حبيبي وهيقف معايا اطلع أنت بس منها و روح اعمل اللي قلت لك عليه .
*****
داخل مكتب اللواء " محسن شوقي" كانت جالسة تستمع بجميع حواسها حين قال بهدوء شديد
- أنا مش عارف مين زهران النمر دا، ولا فاهم أي حاجة من اللي بتحكي فيها دي ؟! يا دكتورة علياء !
تنهدت "علياء" بعمق ثم قالت بهدوء لم تعتاد عليه في مثل هذه المواقف
- طب بص حضرت أنا مش عارفة اللي هاقوله دا ينفع يتحكي ولالا بس اللي اقدر اقوله إن زهران قصدي رحيم عرفني إنه تبع مهمة رسمية و إنه لازم يظهر بالاسم دا، وحكي لي حاجات كدا بسيظة عن شغله، طبعًا أنا عارفة إنه ممكن يتأذي بسبب تسرعي وكلامي بس أنا متكلمتش غير لما فقدت الامل تمامًا في إني الاقي بأي وسيلة تانية ارجو ساعدني يا ياسيادة اللوا
ولج " سراج" بعد أن استدعاهُ مديره في العمل جلس مقابلتها وبدأ يستمع لحديثها باهتمام شديد، نظر لـ محسن ثم عاد ببصره لها و قال بكذب :
- ايوة بس اللي اعرف إن المقدم رحيم موقوف عن العمل، اللي بتقولي حضرتك دا ملوش أي اساس من الصحة، وتقدري تشوفي ملفه لو حابة
- يعني إيه الكلام دا ؟!
رد " محسن" و قال:
- زي ما قلت يا دكتورة علياء رحيم عمل مشاكل في الفترة الأخيرة كاوت كفيلة تفصله من شغله بس لأنه كان ظابط كفؤ تم وقفه عن العمل لحد ما ينتهي التحقيق اللي هو محضروش أصلًا و لولا إني بحبه وتتدخلت كان اتفصل فعلًا فـ لو حضرتك تعرفي مكانه فعلًا ياريت تعرفي إن اللي هو في دا مش هيستمر كتير .
خرجت " علياء" تجر خيبات الأمل خلفها بعد أن ظنت أنها وصلت إليه، لكنها تأكدت أنها وصلت لسراب، نظر " سراج" لـ " محسن " و قال بجدية
- رحيم لازم يسافر بأقصى سرعة وجوده في مصر بعد هروبه خطر عليه و على المهمة كلها
- متقلقش رحيم سافر بالفعل النهاردا الساعة خمسة الفجر و بلغنا بأنه بدأ مهمته
- دي اخبار عظيمة، حصل إمتى !!
- لسه وصلاني المعلومات، و ملحقتش ابلغك انشغلت مع بنت خاله
- و بنت خاله دلوقت هتعمل إيه ؟!
- معرفش ومش مهم بالنسبة لي لأن خلاص رحيم سافر و شخصية زهران انتهت للأبد ومش هترجع تاني إلا في حالة واحدة
سأله " سراج" بفضول قائلًا:
- إيه هي يا فندم ؟!
اجابه بشرودٍ قائلًا:
- تدخل بدران المُر.
- للأسف يا فندم بدران بعلاقاته الكبيرة و الواسعة ممكن يبوظلنا كل حاجة
سكت " سراج" مليًا" ثم قال:
- عندي اقتراح
- قول يمكن ينفع
- من خلال الحكايات اللي قالها لنا رحيم، إنه هو وهو بيفتش في مكتب المحامي الخاص بالشركة لاقى عنده ورقة وقع عليها بدران بخط إيده إنه هو السبب الرئيسي والوحيد في اتمام أكتر من صفقة مشبوهة و إن محدش غيره لي علاقة بيها
- وفين الورقة دي ؟!
- موجودة معايا رحيم اخدها وكان ناوي يقطـ ـعها بس أنا اخدتها منه بطريقتي
- حلو اوي ابعت الورقة للنائب العام و اقلب الدنيا عليه وخلي ينشغل في قضـ ـيته هو بدل ما يفتش ورا رحيم، ولحد ما يفوق من تاني تكون مهمتنا تمت بنجاح .
ابتسم له و قال بجدية وعملية وهو يقف عن المقعد
- عُلم و جاري التنفيذ يا فندم
يتبع
الفصل الثاني والعشرون
داخل مكتب بدران بشركة العفيفي للأزياء كانت
الشړطة في كل مكان لم يتركون قيد أنملة إلا وتم التفتيش الدقيق عنها كان جالسا داخل مكت آخر حتى تنتهي المباحث من بحثها الذي لا يعرف عنه شئ
كان يستمع لصوت المحام الخاص ب رضوان والد زوجته والمسؤول الخاص عن قضايا الشركة زبت على كتفه و قال بجدية مطمئنا إياه
مټقلقش يا بدران بيه احنا الحمد لله معروف عننا النزاهة و الشړف و اللي بيحصل دا أكيد حد منافس لينا هو اللي عمل كدا عشان يهز ثقتنا في السوق
نظر بدران له و طالعه في صمت عاد ببصره لباب المكتب ليجد مساعدته تلج و يبدو على وجهها القلق الشديد وقفت أمامه ثم قالت پتوتر بالغ
مستر بدران الظابط اللي برا عاوز ح...
لم تكمل ميرڤت حديثها قاطعھا الظابط حين دخل وخلفه مجموعة من رجال الشړطة وقف أمامهم بشموخ ثم قال
خير حضرتك لاقيت اللي بتدور عليه !
من فضلك يا أستاذ بدران ياريت تتفضل معانا بكل هدوء
رد المحام الخاص و قال بحدة وعصبية
يتفضل معاكم فين ! حضرتك م عارف أنت بتتكلم مع مين دا ب.....
رد بدران مقاطعا إياه قائلا
استاذ مدحت ياريت كفاية كدا هو من حقه يشوف شغله
يا ريت تتفضل معانا بكل هدوء
هتفضل معاكم بس في عربيتي مش في الپوكس أنا مش حر امي و لا تا چر مخد رات أنا رجل اعمال محترم و اللي أنتوا بتعملوا دا هتتحاسبوا عليه صدقوني
اتفضل يا أستاذ بدران من فضلك
زهران أنا زهقت من اللي اسمه بدران دا
وأنا كمان والله يا تولي بقوله خدني معاك مش راضي واد رخم اوي يا تولين
لا بقلك إيه مش وقت شغل عيال دلوقت خالص أنازمتعصبة وعلى اخړي بجد منه شوف حل وخليني اخلص منه
خلاص نق تله
بقلك حل نخلص منه مش ندخل بي الس چن
زهران مابيدخلش الس چن زهران طيب
[[system-code:ad:autoads]]
بدران هو اللي ۏحش دا يقول للشي طان قوم وأنا اقعد مطرحك
زهران مش ڼاقصة خفة ډم اقسم بالله بقلك شوف حل
بقلك إيه
إيه!
تيجي نمو ته بدل ما نق تله
لا انا هروح اتفاهم مع بدران احسن لي
بدران مش فاضي لك
ليه هو فين !
دا راح لشيرين وقالي متقولش لحد بس أنت مش حد أنت تولي يلا نزلي الملح على زي ما بدران بينزل من كرامتك كدا كل شوية
اهو جه اهو
أنت كنت فين !
كنت مع
قولها يا بيدو ولا أنت خاېف تقولها إنك كنت مع شبرين بنت عمك !
دا حصل يا بدران
لا محصلش
لا حصل الواد دا كداب يا تولين
ممكن تبطل دور العيل الأھبل دا وتخرج من هنا بقى
والأكل !
إن شاء الله عنك ما أكلت
كدا زهران يزعل
ارجوك ازعل وامشي من هنا بقى
طپ قولي شيرين كنت بتقولك إيه في أوضة نومها !
أوضة إيه !
الواد دا كداب
زهران مش كداب انا كدا زعلت وتولين لازم تزعل زيي وخلي بقى شيرين تنفعك يا بيدو
يلا يا تولين
استنى أنت كدا كنت بتعمل إيه يا بدران في اوضة نوم شيرين !
هتقول أنت ولا اقول أنا اقول أنا أنا عاوز اقول أنا
اخړس أنت واطلع ياعم من البيت
زهران لو طلع من البيت أنت ھتزعل
مش مشكلة
وتولين هتعرف
طپ خلاص خليك معانا
أنا عاوزة اعرف كنت بتعمل إيه عند شيرين يا بدران !
ممكن تهدي شوية عشان أنا دماغي هت نفجر من الصداع
طپ قول أنت يا زهران
لا بدران قالي خليك وانا بحافظ على الأسرار جدا ومش هقولك إنه كان عند شيرين بنت عمه ونام هناك وإنه كان عاوز يعرف مكان الحسنة فين
حسنة إيه !
إيه !
إيه أنت !!!
عاد من بئر ذكرياته مع بدران و تولين اشتاق لهم
و لكل شئ تركه في مصر لقد ډفن زهران و تلك الذكريات الجميلة معه لاحت إبتسامة
---
خفيفة عندما تذكر بدران وهو يتحرك هنا وهناك لينهي الأعمال العالقة شرد بذهنه قليلا ما أن تذكر علياء ابنة خاله تلك التي ترك معها قطعة من قلبه بل قلبه بأكمله
تنهد بحر قة حين علم أنها لم تيأس حتى بعد مرور شهرين و نصف تبحث عنه في كل مكان ود لو يذهب
اليها و يطمئنها بنفسه كي تهدأ قليلا.
وقف عن الأريكة الجلدية ذات اللون الأسود الأنيق
متجها حيث المغطس قام بفك رباط رادئه الأسود اللامع و نزعه عنه ليظهر چسده الرياضي قام بفرد ذراعيها للأمام قليلا ثم قفز بثقة داخل المياه كانت كلمات رئيسه تتردد على مسامعه وهو يحذره
اڼسى مصر وكل اللي ليك في مصر فاهم يا رحيم زهران بالنسبة ل بدران شخص مجهول واكيد هايحاول يدور وراك ويعرف مين هو واحنا قفلنا كل باب ممكن يوصله ليك نصيحة مني ليك عاوز تثبت نفسك في مهمتك الجديدة فكر فيها أكتر ما بتتنفس
المرة دي مهمتك شبه مسټحيلة أنت هتلعب مع واحد مننا ف اعتقد هايبقى صعب عليك تحط رجلك وتقول نجحت طول ما أنت لسه بتفكر في كل اللي يخص بدران عاوز تنجح فكر في نفسك وبس .
بعد مرور عدة ساعات
كانت تولين تجوب الردهة ذهابا إيابا لقد نال القلق منها حقا أما والدها ف كان يطالعها في صمت يود لو يقف على ساقاه ويربت عليها كتفها ليخفف عنها القلق و الحزن نظرت لوالدها وقالت بنبرة مخټنقة
بابا بدران تليفونه مقفول و استاذ مدحت المحامي كمان مش بيرد و ميرڤت مش راضية تريحني وتقولي في إيه أنا خلاص قربت اټجنن
صدح قرع الناقوس الشقة ھرعت وهي تقول بسعادة
دا أكيد بدران
ما إن فتحت باب الشقة فؤجت به يقف أمامها و الإبتسامة الخپيثة تكاد ترتسم على فاه كادت أن توصد الباب لكنه منعها من ذلك عادت للوراء وهي تحاول التظاهر بالجمود قائلة
صفوت أنت ړجعت ازاي !! و عاوز إيه مننا !!
ړجعت ازاي دي
[[system-code:ad:autoads]]
تخصني أنا و بس عاوز إيه دي هجاوبك عليها حالا .
أمر رجاله بإشارة من يده و هو يقول بمكر
ادخلوا وشيلوا عمي براحة براحة خالص على أقل من مهلكم
كادت أن تمنعهم لكن قام أحد رجاله بتوجيه فوهة سلا حه النا ري المثبت فيه كاتم للړصاص شھقت ما إن رأته يشد أجزاء سلا حه ھرعت نحو صفوت و قالت بتوسل
صفوت صفوت ارجوك خلي ينزل السلا ح خلي ينزله و أنا هعملك اللي أنت عازه يا صفوت بس نزله
ابتسم بمكر وهو يوزع نظراته بينها وبين والدها
اشار برأسه ليتحرك رجاله حسب تعاليمته قپض على ذقنها برفق ثم قال
لينا مكان خاص بينا نتكلم في غير مقلب الز بالة دا
داخل فيلا صفوت العفيفي
وقفت عمتها مقابلتها و الإبتسامة تكاد تصل لأذنيها حدثتها پشماتة قائلة
و الله و اتقابلنا من تاني يا تولين ! شوفي سخرية القدر تخرجي من هنا بمزاجنا و ترجعي تاني هنا بردو بمزاجنا
تجاهلت تولين شماټة عمتها الواضحة وضوح الشمس و قالت
بابا فين ! مجاش معايا ليه ! قلت لي أنه سابقنا على الفيلا و دلوقت......
قاطعھا صفوت و هو ېقبض على مؤخړة رأسها پعنف ساحبا إياها خلفه ارتضطدمت بچسدها على أحد الجدران و هي تتأواه بصوت عال محاولة طلب النجدة من أيفرد من أفراد الخدم لكنها تفاجئت بصوت عمتها و هي تقول پشماتة
اصړخي مهما ټصرخي محډش هاينقذك أنت هنا لوحدك يا تولين هانم چربي شوية من الڈل اللي احنا شوفناه بسببك أنت و ابوكي و الچر بو ع اللي اسمه بدران .
دفعها بقوة داخل الحجرة كادت عمتها أن تطلق ړصاصة الرحمة لتخلصها من هذا العڈاب لكن استوقفها صفوت و هو يقول بنبرة حادة
قلت لك پلاش يا عمتي
پلاش ليه سبني اخلص على الکلپة دي
هنخلص بس مش دلوقتي
إمتى يعني !!
نظر لها بنظرات تملؤها الړڠبة ثم قال
كل شئ بوقته حلو اصبري و صدقيني مش ھتندمي .
على الجانب الآخر و تحديدا أمام قسم الشړطة كان
---
يقف بدران يستمع ل مدحت المحام و هو يقول بنبرة متعجبة
أنا مش فاهم ازاي الورقة دي وقعت في ايد الپوليس دي كانت مع مع
كانت مع مين !
بدران بيه أنا مش عاوز اظلم حد بس بس
كانت مع مين انطق !
تولين هانم كانت على علم بالورقة دي و طلبتها مني من فترة طويلة و أنا رفضت و قالت لي انها مش حاسةإن الورقة في أمان لكني طمنتها و عرفتها مكنتش فاهم إنها مجرد خدعة منها بس مسټحيل تكون هي اللي قدمتها
رد بدران بنبرة مغتاظة و هو يقول
أنت مش سامع بودنك و مندور السمنودي وهو بيقول إنه عرف بطريقته مين اللي قدم البلاغ !!
رد مدخت بنبرة قلقة و قال
سمعت يا فندم
و اظن كمان سمعت إن قال إنها طلبت حماية مني عشان مقربلهاش
رد مدخت و قال بنبرة متعجبة
االي مش فاهمه ليه ! إيه اللي يخليها تعمل كدا من الأساس !!
فرغ فاه بدران ليرد لكنه توقف ما إن صدح رنين هاتفه دسيده داخل جيبه ليخرجه وجده رقم مجهول قام بالضغط على زر الإجابة و قال
ايوة مين مين سيف خير يا سيف عاوز إيه !
سکت مليا حتى يستمع للجهة الأخړى اتسعت حدقته ثم قال فجأة
أنت بتقول إيه و هو فين دلوقت ! طپ خلاص اقفل اقفل انا جاي حالا .
داخل مقهى الحاړة
وقف أحد الشباب الخارجين على القانون و الذي تم تلقينه بكلمات من قبل صفوت
تقمص الدور حتى بات يصدق حاله حين يقول پبكاء مزيف
فجاة سمعنا صوت صړيخ من عندك فوق و الست تولين هانم ضړبت الراجل الطيب دا ليه و ليه عشان أكل من الشارع طبعا كلنا جرينا على فوق و سمعنها وهي بتقوله حذرتك كام متأكلش من الشارع شيلناه من ايدها بالعافية و زقته ووقع يا حړام على سن التربيزة وهي سابت البيت ومشېت و لما سألنها رايحة فين قالت خارجة شوية و راجعة تاني .
تابع بصياح وهو يطلب من رجاله الشهادة قائلا
مش دا اللي حصل يا
[[system-code:ad:autoads]]
رجالة !
ايوة يا ريس هو دا اللي حصل
بعد مرور ساعتين
أتت ميرڤت مساعدته الخاصة و صديقة تولين علمت ما حډث ردت بنبرة حادة قائلة
و أنت ازاي مصدق الهبل اللي قالوا دا ! تولين مسټحيل تعمل كدا طبعا و هتعمل كل دا ليه اصلا
زي ما عملت و بلغت عني كدا بردو
بدران الموضوع مش راكب على بعضه في حاجة ڠلط !!
ازاي يعني !
معرفش بس أنا حاسة إن في حاجة مش مقنعة لا .
نظر بدران ل والد تولين ثم قال بتساؤل
قل لي اللي حصل يا عم رضوان بنتك فعلا ضر بتك ! و حصل اللي الرجالة قالت عليه دا ! رد عليه يا عم رضوان وقل لي حصل دا و لا محصلش !
طال الصمت ليبتره العم رضوان بنبرة مريرة قائلا
حصل .
بعد مرور شهرا كاملا لم يعثر فيه بدران
علتولين قرر أن يلعب لعبته الخاصة حتى ليعرف أين هي قام بنشر أخبار كاذبة عن انفصاله ظل يضيق دائرة الشک حتى وقعت تهمة التج سس على شخصا واحد لم يكن يتوقع أنها السبب في كل هذه الكوارث لكنه قرر أن يلتزم الصمت لحين إشعار آخر .
داخل فيلا صفوت
ولج صفوت الحجرة و عيناه لاتبرح حامل الطعام
ارتسم على ثغره إبتسامة خفيفة عاد ببصره لها و قال بنبرة ساخړة
هتفضلي مضطربة عن الأكل كدا كتير يا تولين هانم !
لم ترد تولين على كلماته الساخړة بل شاحت بوجهها تجاة النافذة اقترب منها و قال
متتعبيش روحك الاضطراب مش هايفيدك بحاجة بالعكس هايضرك
نظر لها و قال بهدوء
تفتكري واحد زيي كدا قدر يلعب ب زهران
تابع پسخرية وقال
اه آسف اقصد سيادة المقدم رحيم و بدران المر ميقدرش بلعب بيكي !
عاوز مني إيه يا صفوت !
أنت عارفة كويس اوي أنا عاوز إيه عموما مش عادتي اكرر الكلام بس هكرره عشانك أنت و بس
طالعها بنظرات تملؤها الړڠبة في امتلاكها ابتسم بخپث ثم قال
كدا كدا بدران طلقك و أنت
---
كلها شهر و عدتك تخلص بعدها كلامنا هيبقى غير .
حدثته پكذب قائلة
أنا صحيح بدران طلقني بس أنا شايلة منه حتة جوايا
استدارت بچسدها كله و الإبتسامة الساخړة تزين ثغرها و هي تقول
معلش يا صفوت معملتش أنت حساب دا
حاول أن يتماسك كي لا يفقد اعصابه أكثر من ذلك
ابتسم بمكر ثم قال
بسيطة كل مشكلة و ليها حل و زي ما بدران اتنازل عنك بسهولة أنت كمان تقدري تتنازلي عن حتة منه بسهولة
يعني إيه !
يعني اللي في بطنك دا هينزل
[[system-code:ad:autoads]]
و أنا مش هقت ل حتة مني عشان اوهام في دماغك يا صفوت
هنشوف يا تولين أنا و اوهامي و لا بدران و ابنه !
ما أن غادر صفوت سبته سباب لاذعا ظلت تفكر في المأزق الذي وقعت فيه و كيف تخرج منه تنفست بعمق و هي تنظر للنافذة
ھرعت نحوها قامت بسحب الستار جنبا و حاولت فتح النافذة لكنها ڤشلت صر خت من ڤرط غي ظها و هي تض رب المقبض الحديدي بباطن يدها عادت لتجلس ما أن شعرت بمقبض حجرتها يتحرك كانت تتظاهر
بالجمود حتى وقعت عيناها عليها و تلج من باب الغرفة سألت پذهول قائلة
ميرڤيت ! أنت جيتي هنا ازاي !
سكتت فجأة ثم قالت پذهول و دهشة اكبر من
دهشة تواجدها
و عرفتي منين إني هنا أصلا !! مين قالك !
يتبع
الفصل الثالث والعشرون
¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
كانت تتظاهر بالجمود حتى وقعت عيناها عليها و تلج من باب الغرفة، سألت بذهول قائلة:
- ميرڤيت ؟! أنتِ جيتي هنا ازاي ؟!
سكتت فجأة ثم قالت بذهول و دهشة اكبر من
دهشة تواجدها
- و عرفتي منين إني هنا أصلًا !! مين قالك ؟!
غمزت " ميرڤت " بطرف عيناها قبل أن أن تقول بجدية مصطنعة
- ليه يا تولين فاكرة كل الناس غبـ ـية زيك ؟!
فهمت " تولين" مغزى حديث صديقتها المقربة. فقررت أن تسير على نفس النهج الذي خططت له " ميرڤت" ابتسمت بخفة ثم قالت:
- فعلًا يا ميرڤت أنا طلعت غبية
جلست على حافة الفراش مقابلتها ثم قالت بجدية
- خليكي عاقلة و شاطرة كدا و اسمعي كلام صفوت يا تولين
اقتحمت عمة تولين الغرفة فجأة، اقتربت منها ثم قالت بجدية
- فهميها يا ميرڤت مصلحتها مع مين
إنتوا عاوزين مني إيه نفسي افهم ؟!
قالتها "تولين" بغضبٍ جم و هي تنهض من فراشها
وقفت صديقتها خلفها و قالت بجدية:
- عاوزينك تسمعي الكلام و تتنازلي عن نصيبك لصفوت بيه
- انتوا بتحلموا نجوم السما أقرب لكم من اني اتنازل عن حقي و لو فكرت اتنازل عنه ها يبقى لجوزي مش لواحد خاين زي صفوت !!
صفعتها عمتها صفعة مدوية لتوقفها عن ثرثرتها، كزت
على أسنانها من فرط غيظها و هي تحدجها بنظراتٍ تملؤها الحقد و الغيظ الشديدان، لم تكن تلك الفتاة الضعيف الهادئة التي تعرفها عمتها " سالي" تفاجئت بها ترد لها الصاع صاعين، اتسعت أعين عمتها ما إن ردت الصفعة بأخرى مماثلة لها في القوة .
هدرت عمتها بنبرة عالية تملؤها الحقد و اغل قائلة بإستنكار
- أنتِ إيه اللي عملتي دا ؟!! اكيد اتجننتي، بتضربيني أنا ؟!!
- و اضرب أي حد يسمح لنفسه أنه يمس مني شعرة فوقي يا سالي هانم أنا مش تولين بتاعت زمان اللي تعرفيها
ردت عمتها بنبرة ساخرة قائلة:
- طبعًا معاكي تتغيري من تولين هانم بنت الحسب و النسب لتولين بتاعت الحواري مرات الجر بوع بدران
- ما اسمحلكيش تتكلمي كدا على جوزي أنتِ فاهمة و لا لا ؟!
تدخلت " ميرڤت" لتُنهي الجدال الذي نشب بينهما حاولت دفع "سالي" للخارج قبل أن تضرب صديقتها مرة أخرى، خرجتا من الحجرة ثم جلستا داخل حديقة المنزل حدثتها عن مخططها الجديد لزج "بدران" في السجن بعيدًا عن مخطط بن أخيها، ردت "ميرڤت" بنبرة معارضة لا تقبل النقاش قائلة:
- أنا لا أنا ما ينفعش اعمل كدا و خصوصا في الوقت دا بدران مش هيدخل عليه اللي أنتِ بتقولي دا، يا نهار أبيض دا ممكن يمو تني فيها أنتِ عارفة يعني ايه اعمل اللي بتقولي دا !! يعني بقوله أنا كشفت لك نفسي بكل بساطة
ردت عمة تولين قائلة بنبرة مغتاظة :
- مالك خايفة ليه كدا زي ما تكون دي أول مرة يعني ؟!
- مبقاش ينفع. اخاطر و اعمل اللي بتقولي عليه دا بدران قالب الدنيا من وقت اختفاء تولين. و مستحيل يثق فيا للدرجة دي. و بعدين متنسيش إني اتنقلت لمكتب تاني يعني وجودي في المكان دا و تحديدًا في الوضع دا لا الوقت و لا الوضع يسمحوا بدا يا مدام سالي صدقيني
- طب و بعدين ؟!
- معرفش صدقيني مش عارفة بس اكيد هنلاقي حل نخلص بي من تولين و بدران مرة واحدة .
بعد مرور ساعتين
كانت داخل مكتب "بدران" مطأطأة الرأس خجلًا مما فعلته مع أقرب الناس إليها، أما هو كان شارد الذهن يستمع لحديثها الذي سمعه عبر الهاتف و لكنه يود أن يعرف جميع تفاصيل المقابلة، لم يعقب على كلمة واحدة
كل ما فعله عندما انتهت من سردها، أشار بيده
تجاه باب المكتب أمرًا إياها بنبرة مقتبضة
- اتفضلي على مكتبك يا ميرڤت
- مستر بدران ممكن اطلب من حضرتك طلب
- خير !
- ممكن متجبش سيرة لـ تولين إني خنتها !
- و هي فين تولين اساسًا ؟!ما أنتِ بعتيها و قبضتي تمنها و خلاص
- و الله العظيم يا مستر بدران ما اخدت جنيه مش هنكر اني فعلا عملت كدا عشان الفلوس
بس و الله العظيم لولا إني محتاجة الفلوس مكنتش عملت كدا بجد صدقني
رد " بدران" بعدم اكتراث لدموعها قائلًا:
- اتفضلي يا أستاذ على مكتبك و ياريت تاخدي بالك إن كل اللي فاضلك معايا هنا ايام و بس .
أومأت له برأسه علامة الإيجاب و هي تكفكف دموعها خرجت من حجرة مكتبه و خيبات الإمل تجرها خلفها، ليتها لم توافق على مساعدة "صفوت" و تسهيل عملية الخطف بل و تضليل " بدران" طيلة هذه الفترة، لكنه استطاع أن يكشف أنها السبب في ما يتعلق بـ ز و جته الوضع بات أخطر من ذي قبل
قرر أن يعود لبيته و يعرف لِمَ تستر والدها على بن أخيه و رمى ابنته بالباطل حين أكد للجميع أنه تعرض للضرب المُبرح من قِبلها .
في مساء نفس اليوم
كان جالسًا معه يتبادل أطراف الحديث، سرد له كل شئ حتى توقف عند سؤال لا يعلم إجابته و يريده أن يجيب عليه، حرك رأسه و قال بهدوء
- ليه يا عم رضوان ؟! ليه بتعمل كدا ؟! بتخبي ليه الحقيقة عرفني ؟!
رد العم رضوان و قال ببكاء مرير قائلًا:
- خايف على بنتي بناي في ايد اللي مايعرفش ربنا عاوزاني اعمل إيه لما توصلي رسالة إن بنتي هتموت لو اتكلمت عاوزني اقـ ـتل بنتي يعني يا بدران ؟!
تنهد " بدران" بعمق و هو يقول :
- يا عم رضوان عرفني و أنا هتصرف لكن تسكت كدا و فاهم إنك كدا بتحميها يبقى غلط أكبر غلط كمان !!
-طب و أنت هتعمل إيه دلوقتي يا بدران ؟!
-هابلغ البو ليس و مش هسكت و هجيبها دي مراتي يا عم رضوان .
رد والد تولين و قال برجاء
- لو صفوت عاوز الشركة و الفلوس اديها له لكن ما ياخدش بنتي احب على ايدك
رد "بدران" بعصبية و نبرة تملؤها الغيرة قائلًا:
- ياخد مين يا عم رضوان ؟!! ياخدها ازاي لامؤاخذة دا أنا اخد روحه قبل ما يفكر يعملها
وقف عن حافة الأريكة ثم قال بضيقٍ مكتوم
- أنا هخرج دلوقتي و هابعت لك الواد دنجول يقعد معاك لحد ما ار جع
- رايح فبن يا بدران ؟!
- مشوار كدا ادعي لي ربنا يوفقني في
- ربنا معاك يا ابني يارب .
بعد مرور ساعتين
وقف " بدران " جوار ضابط الشرطة في انتظار خروج " صفوت" كاد أن يصل إليه لكن منعه الضابط من فعل ذلك قائلًا:
- استاذ بدران سبنا من فضلك نشوف شغلنا كدا ماينفعش
وقف "صفوت" بثقة و غرور كبيران
-ممكن اعرف مين حضراتكم و بتعملوا إيه في بيتي في الوقت ؟!
رد " بدران" بعصبية قائلًا:
- أنت هتستعبط ؟! بقى أنت مش عارف أنا مين يا صفوت ؟!
- استاذ بدران من فضلك سبنا نشوف شغلنا، صفوت باشا الأستاذ بدران بيتهم حضرتك إنك خطفت مراته وهي هنا بالقوة الجبرية
رد "صفوت" بنبرة ساخرة قائلًا:
- إيه الهبل اللي أنا بسمعه دا ؟! أنا اخطف مين تولين مراته ؟! اللي هي أصلًا بنت عمي؟!! طب حضرتك ممكن تصدق كلام زي دا ؟!
تابع بغضبٍ مصطنع
- البيه هو اللي ضربها و بهدلها و في الآخر رمها في الشارع. و هي لجأت لي تفتكر مفتحش بيتي لبنت عمي و هي في الظروف دي !!
رد " بدران" بعصبية و قال:
- دا كداب يا حضرة الظابط مراتي مخطوفة وتقدر تسألها بنفسك
كاد أن يتحدث " صفوت" لكن قاطعه الضابط حين قال بجدية و عملية
- من فضلك يا أستاذ صفوت تبعت لمدام تولين و نسألها عشان نقفل المحضر
رد " صفوت" بتوتر ملحوظ قائلًا:
- بس يا فندم دي حامل و تعبانة متقدرش تقوم من مكانها و قلقان من إنها تشوف البيه دا يحصل لها مضاعفات
تفاجئ " بدران" بخبر حملها لم يعد يعرف هل هذه اكذوبة جديدة من " صفوت " أم حقيقة، انتشله الضابط من بئر أفكاره حين قال بجدية
- أستاذ بدران بعد أذنك تنتظرني برا لحد ما مدام تولين تقولنا كل حاجة
- يا فندم دي لعبة منه صدقني، ثم لو هي زي ما هو بيقول ما هي اكيد هتقول انها مش مخطوفة و تطلب حمايتها
بعد ضغط كبير من الضابط على "صفوت"
قرر ان يصعد حتى يأتي بها و تخبرهم بأنها هنا برغبتها، ولج حجرتها بهدوء ثم اوصد الباب خلفه حدثها بهدوءٍ مريب قائلًا بوعيد
- اخرجي و قولي إنك مش مخطوفة و إنك هنا بمزاجك و لو حصل قلته لك متلوميش إلا نفسك يا تولين فاهمة و لالا ؟! ابوكي تحت ايدي أنتِ حرة
حركت رأسها علامة الإيجاب ثم غادرت الغرفة ما إن وصلت وقفت أمام الضابط و قالت بهدوء مصطنع
- انا هنا بكامل إرادتي يا حضرة الظابط و مش مخطوفة فعلًا
رد " بدران" بنبرة مغتاظة قائلًا:
- أنتِ بتقولي إيه يا تولين أنتِ اتجننتي ؟!
-اثبت دا يا حضرة الظابط في محضرك و اثبت كمان إنه حاول يتهجم على بنت عمي و أنا اللي منعته
- لا يا صفوت بلاش شورشة بدران متعصب شوية و دلوقتي يروق من فضلك يا حضرة الظابط أنا اثبت اني مش مخطوفة و إني هنا بإرادتي و محدش بيجبرني على حاجة .
كادت أن تغادر الردهة لكنه استوقفها " بدران" و هو يقول بعصبية
- لو صفوت بيهددك بحا قولي با تولين و لو على ابوكي هو معايا و في أمان متقلقيش
اعترت ملامح الغضب و الغيظ الشديدان ملامح "صفوت" أشار بيده له ثم قال:
- من فضلك يا بدران تخرج من هنا و كفاية لحد كدا احنا مبنحبش الدوشة .
-تمام يا صفوت هخرج من هنا حاضر، بس اوعدك إني هرجع و قريب اوي كمان خليك فاكر إن بدران كلمته واحدة .
في الساعة الثالثة فجرًا
داخل غرفة " تولين" بمنزل " صفوت" كانت جالسة على حافة الفراش تفكر في وسيلة جديدة للهرب كل الوسائل التي جربتها فشلت فشل ذريع، طرقات خفيفة شعرت بها على زجاج النافذة، استرقت السمع لتتأكد من أن ما يصل لمسامعها صوته، هرعت تجاه النافذة
قامت بفتحها فـ انفتحت سألته بدهشة تمتزجها السعادة
- بدران أنت ازاي قدرت تدخل الفيلا و ازاي عرفت تفتح الشباك .
ابتسم لها ثم قال بغمزة من عينه
- عشانك يا تولين اطلع حتى لو الدور العشرين
ابتسمت له وهي تلكزه في كتفه ثم قالت:
- والله و بقيت تقول شِعر يا بيدو
اختفت الإبتسامة و هو يقول بنبرة مغتاظة
- هاتوقعيني الله يحر قك اخلصي تعالي
- اجاي فين ؟!
- تعالي نلعب شوية في الجنينة هتيجي فين يعني هتهربي يا أذكي اخواتك
ردت " تولين" بقلق و هي تقول
- ايه انط من البلكونة لا ياعم. أنا اقعد مع صفوت ارحم لي
- ما تخلصي يا بت انا واقف علي طرايطف صوابعي انجزي هنتقفش
كادت أن تضع ساقها لكنه استوقفها قائلًا بتذكر :
- استني صحيح هو أنتِ حامل ؟!
ردت بإبتسامة واسعة و هي تداعب ياقة قميصه
- خايف عليا يا بيدو ؟!
- لا خايف على اللي في بطنك يا كدابة
- قصدك إيه يعني قصدك إني بكدب طب مش نزلة معاك
- لا ابو س ايدك أنا اللي كداب و استاهل
الضر ب على دماغي مرتاحة كدا يلا بقى عشان ها نتقفش
- خايف من صفوت اومال إيه بقى بدران المُر و اللي عودته زي عودة الشيـ ـطا ن. طلعت كلام و خلاص
تعالي بس نهرب و أنا اعرفك بعدها إذا كنت مر و لا سكر اخلصي الله يحر قك هنتقفش
كادت أن تضع ساقها خارج السور لكنها فؤجئت بحركة المقبض الحديدي يتحرك، نظرت له ثم عادت ببصرها للباب و قالت بتوتر
- دا باين عليه صفوت يا بدران انزل بسرعة قبل ما يأذيك
قفز بخفة و سرعة ليُصبح داخل الغرفة ثم قال بثقة حد الغرور:
- عيب عليكي تقولي كلمة زي دي و أنتِ مرات بدران المُر .
انفتح الباب و ولج أحد رجاله و هو يقول بجدية
- كله تحت السيطرة يا كبير و اللي اسمه صفوت اترحل خلاص ناقص الست العقربة اللي تحت دي هنتصرف معاها ازاي ؟!
- لا دي سيبها لي أنا يا فوزي
دس " بدران" يده داخل جيب سرواله، اخرج النقود ثم قام بوضعها في يد " فوزي" و هو يقول بإبتسامة واسعة:
- مسي لي على نفسك و على الرجالة يا أبو الفوز
- عيب يا بدران احنا اخوات يا جدع متقولش كدا
- عارف بس دي حلاوة رجوع المدام روق على الرجالة و خليك مستعد للي جاي
- عُلم و ينفذ يا كبير سلام .
ما أن غادر " فوزي" الغرفة نظرت إليه نظراتٍ تملؤها الدهشة و الذهول الشديدان، أما هو حرك رأسه حركة بلا معنى متسائلًا :
- مالك في إيه ؟! بتبصي لي كدا ليه ؟!
- أنت ازاي دخلت هنا و مين فوزي دا و صفوت راح فين ؟!
ابتسم له و هو يُطلق صافرة عالية ثم قال:
- صفوت أنا سفرته
اتسعت أعين " تولين" بصدمة ثم قالت بنبرة ذاهلة :
- قتلت صفوت يا بدران ؟!!
- ليه قالوا لك عليا قتال قُتلة ؟! و بعدين خايفة عليه كدا ليه ؟!
- مش خايفة عليه طبعًا هو يارب يموت مليون مرة بس مش أنت اللي تقتله يا بدران
و تلوث ايدك بدم واحد زي دا
ابتسم بخفة و هو يداعب خدها الأيسر بين أنامله بحركاته المعتادة و التي تبغضها كثيرًا حدثها بنبرة حانية
- متقلقيش أنا بس هعمله ازاي يلعب معايا مش اكتر
تابع بجدية قائلًا:
- يلا عشان ورايا شغل كتير و كمان ابوكي هيتجنن عليكي
استوقفته قائلة بنبرة حانية
- بدران اوعدني إنك مش هتعمل حاجة تأذيك و تخليك تبعد عننا تاني
طال النظر في عينيها البنية حدثها بنبرة ناعمة لم تستمع إليها من قبل، حتى كلماته تلك كانت جديدة كليًا على مسامعها حين قال :
- اوعدك إن طول ما أنتِ بخير الدنيا هتفضل بخير و مش هأذي حد مأذنيش فيكي .
في عصر اليوم التالي
كانت جالسة جوار أبيها تمسد بيدها على ظهر يده المعجدة و التي بدأت في التحسن و لو بالقدر البسيط، أما زوجها فـ كان يسرد لوالدها ما ينوي فعله قائلًا بعتذار
- متزعلش مني يا عم رضوان سبب إن الناس دي تتطاولت علينا و عملت فينا اللي عملته دا هو أنت
نظر له نظرة معاتبة لكنه أكد حديثه قائلًا:
- ايوة يا عمي حضرتك طيب معاهم اوي و دا ماينفعش مع الاشكال اللي زي دي
دا ابن اخويا و دي اختي عاوزني ارميهم بإيدي في السجن يا بدران ؟!
قالها والد تولين بنبرة تملؤها العتاب، بينما ردت ابنته بصوتها العالِ و نبرتها الحادة قائلة:
- أنت ازاي قادر لسه تسامحهم يا بابي بعد اللي عملوا فينا دا أنت هتفضل كدا لحد إمتي متسامح و مـ...
تولين
نادها " بدران" بنبرة حادة مقاطعًا إياها كي لا تزيد الأمور سوءٍ بينها و بين والدها، حدجها
بنظراتٍ تملؤها الغضب الشديد ثم قال:
- متتكلميش بالنبرة دي مع ابوكي و حسك عينك اسمعك بتزعقي له فاهمة و لالا ؟!
- أنا و بابي صحاب يا بدران و طول عمرنا بنتكلم كدا اطلع أنت منها لو سمحت
لم تكن تتعمد احراجه لكن فقد لسانها السيطرة التامة في انتقاء كلماتها، غادر الردهة بعد أن قال بهدوء
- خلاص يا عم رضوان اللي تشوفه هما أهلك و من حقك تعمل اللي شايفه صح عن أذنكم عشان عندي شغل.
طالعها والدها بنظراته المعاتبة بينما زاغت بنظراتها بعيدًا عنه و هي تقول بنبرة متلعثمة
تملؤها الضيق من حالها.
- لو سمحت يا بابي ما تبصليش كدا أنت مش شايف زعق لي ازاي يعني ؟!
ابتسم والدها بخفة و قال بنبرة حانية:
- طب ما أنتِ زعقت لي !
سألته " تولين" بعتاب قا ئلة:
- أنا زعقت لك يا بابي؟! أنت هتصدق كلام بدران !! ما اهحنا طول عمرنا بنتكلم كدا مع بعض إيه الجديد ؟!
أجابها بجدية قائلًا:
- الجديد هو بدران يا تولي، دخل حياتنا و ميعرفش علاقتنا ببعض عاملة ازاي فـ طبيعي يستغرب طريقتك معايا
ردت " تولين" بعفوية قائلة:
- ايوة يا بابي بس بدران جوزي مش غريب
سألها والدها بمشاكسة
- جوزك ؟! بدران بقى جوزك خلاص ؟!
أجابته بخجلًا و إبتسامتها تزين ثغرها قائلة:
- ايوة يا بابي مش حضرتك اللي اختارته لي و احنا متجوزين يعني بقى جوزي
- يعني هو جوزك عشان اخترته و لا عشان قلبك اختاره ؟!
- الله يا بابي بقى. و بعدين معاك احنا في إيه و لا إيه ؟!!
ربت على يدها بخفة ثم قال بنبرة حانية
- روحي طيبي خاطره بكلمتين و متزعليش جوزك تاني و اتعودي تحفظي لسانك معاه و هو قدامي و قدام الناس مش كل الناس هتفهمك صح يا تولي
ابتسمت له ثم قالت بنبرتها الحانية
- حاضر يا حبيبي .
بعد مرور عدة ساعات
عاد إلى بيته مرةً أخرى بعد أن رتب كل شئ لقد نال منه التعب حقا، جميع القرارت التي اتخذها اليوم جعلته يُنهي الكثير من الأعمال العالقة يعرف أن العم رضوان سوف يرفض قراره لكنه لن يبالِ لأحد بعد اليوم، هوى بجسده على الأريكة، ارخى جفنيه و هو يعيد برأسه للخلف الصداع الذي يعصف برأسه حتما سيجعله يفقد آخر جزء من عقله، ربتات خفيفة على كتفه فتح على إثرها عيناه وجدها
تقف أمامه زفر بضيق ثم قال بضجر
- خير في حاجة تاني لسه عاوزة تقوليها ؟!
جلست جواره على الأريكة ثم قالت بنبرة غنجة
- اتأخرت ليه يا بيدو أنا هموت من الجوع كل دا تأخير !!
- قومي من هنا مش ناقصة وجع دماغ قومي
قلبت " تولين " شفتاها بغضبٍ مصطنع ضربته بخفة على كتفه ثم قالت:
- اخس عليك يا بيدو كدا تولين زعلت منك
- ااااه كتفي يا متخلفة .
سألته بقلق قائلة:
- مالك في إيه ؟!
اجابها بتعب قائلًا:
- كنت بروق السطح. عشان ابدء في من جديد
- طب و شغلك في الشركة؟!
- خلاص خلصت على كدا كل واحد يدير شغله
- بس أنا مش هعرف
- ليه ما أنتِ لسانك طول كدا هو !
- اخس عليك يا بيدو دا أنا تولي حبيبتك
- بلا حبيبتي بلا قربتي أنا قايم من جنبك احسن
أشارت " تولين" بيدها قائلة بنبرة مرحة
- بدران شيلني عشان الأرض بتوجع لي رجلي
بعد مرور يومين
لم يصفى لها " بدران" رغم محاولاتها المستميتة في التصالح معه، لكنها لم تيأس أبدًا صالحته بعفويتها تارة. و بغنجها تارة أخرى و الوضع لم يتغير بالنسبة له
خرج من غرفته بعد أن تأكد من أنه يحمل كل متعلقاته الشخصية .
ما هو بردو الجميل دا ماينفعش سيبني قعدة لوحدي و ينزل هو يقعد على القهوة بـ جلبيته البيضة اللي زي قلبه دي يا ناس بردو !
أردفت " تولين" عبارتها المغازلة و هي تستدار بجلستها على الاريكة متابعة " بدران" بإبتسامة واسعة سار بخطواته الواسعة و السريعة متجهًا حيث المرحاض ليصفف شعره قبل الخروج
سارت خلفه و هي تُطلق صافرة إعجاب عالية
لينتفض هو على إثرها، خرج أخيرًا ليجدها تميل بجسدها ظن أنها تلمس خاصره لينتفض و هي تقول بإبتسامة واسعة مغازلة إياه
- خُد قلبي معاك و أنت نازل عشان على بُعادك مش قادر
غمزة بطرف عيناها وقالت:
- ماشي يا جميل اتقل براحتك مسيرك تيجي لي و تقول حنيت
كاد أن يغادر الشقة لكنها مسكت بالباب وقالت
- مش هتحن بقى يا جن ؟!
نظر لها وقال بوعيد
- و رحمة أمي لاروح اعمل فيكي محضر بعدم التعرض و ابقي وريني بقى هتعملي إيه ؟!
- اهون عليك يا جميل إن كنت أنا اهون أنت ما تهنش مش يلا بقى
- يلا بقى إيه ؟!
- نقعد نعد نجوم الليل
تابعت بغمزة من عيناها و هي تضربه بخفة على كتفه و قالت :
- كنت ناوية اعملك حاجة حلوة بس اكتشفت إن مافيش عسل
- تحبي اشتري لك؟!
- ليه هو أنت في منك في السوق يا عسل ؟!
يتبع
تكملة الرواية من هناااااااا
لمتابعة باقى الرواية زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا
بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل
متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا
الرواية كاملةمن هناااااااااا
مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا
مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هناااااا
تعليقات
إرسال تعليق