القائمة الرئيسية

الصفحات

translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية بحر العشق المالح الفصل السادس والسابع والثامن والتاسع والعاشر بقلم سعاد محمد سلامة

 

رواية بحر العشق المالح الفصل السادس والسابع والثامن والتاسع والعاشر  بقلم سعاد محمد سلامة 




رواية بحر العشق المالح الفصل السادس والسابع والثامن والتاسع والعاشر  بقلم سعاد محمد سلامة 




رواية بحر العشق المالح الحلقة السادسة

#الموجه_السادسه

#بحرالعشق_المالخ

….. ـــــــــــــــــــــــــــ

على صوت الطلقه

إستيقظ عواد فجأه من غفوته.. دلك عيناه ينفض عنه تلك الغفوه التى سحبته دون درايه منه ، نظر حوله هو ليس جالس خلف المكتب هو مُمدد فوق آريكه بالغرفة المكتب…نفض ذالك النُعاس عنه وإعتدل جالسًا نظر أمامه السلاح موضوع على طاوله قريبه من الآريكه…يتذكر ما رآه بغفوته وتعجب لما آتت تلك الحمقاء المستفزه له بمنامه حتى بالمنام كانت مستفزه،جذب السلاح من على المنضده ووضعه على حزام خصرهُ بالخلف ، وهو ينهض بتكاسل ثم ذهب بإتجاة تلك الشُرفه المصحوبه بالمكتب وأزاح الستائر و خرج الى الشُرفة التى لها عدة سلالم تنزل الى حديقة المنزل… كان وقت الظهيره وبذالك الحر القاسى كل شئ ساكن ينتظر نسمة عصارى علها تُلطف الطقس قليلاً، رغم ذالك ظل واقفًا بالشُرفه وأخرج سيجاره وأشعلها ينفث دخانها، لكن عاود طيف صابرين أمام عيناه تبسم بإمتعاض وفسر لنفسه ذالك الحلم الذى رأه قبل قليل، بالتأكيد بسبب ما حدث بالأمس…

[بالعوده الى الأمس]

هاتفت صابرين والداها كى تخبرهُ بوجودها بأحد مراكز الشرطه القريبه من البلده…

بـ منزل “سالم التهامى”

بعد أن غادر جمال وساميه بليلة أمس ظل مصطفى بمنزل عمه، بغرفة الضيوف، كان يجلس سالم متكئًا على إحدى الوسائد الصغيره مُغمض العين شارد فيما حدث، كذالك فاديه وشهيره وصبريه الجالسين جوار بعضهن على إحدى الآرئك

الجميع يترقب أى خبر

صدح هاتف سالم

إنتفض الجميع واقفًا

كذالك سالم الذى نظر الى الهاتف، رغم أن الرقم لا يعرفه لكن رد سريعًا، ثم وقف بتلهف حين سمع صوت صابرين تقول:

بابا أنا كنت مخطوفه وهربت وأنا دلوقتي فى مركز شرطه ببلغ عن اللى كان خَطِفني .

شعر سالم براحه قليلاً ثم قال لها بسؤال: مين اللى كان خاطفك.

ردت صابرين: أنا فى مكتب الظابط لما تجى أكون خلصت أقوالى.

رد سالم: تمام مسافة السكه وهكون عندك.

أغلق سالم الهاتف، وتحدث ببسمه طفيفه: صابرين بتقول إنها كانت مخطوفه وهى دلوقتي فى مركز شرطه مش بعيد عن هنا.

إبتسم مصطفى هو الآخر قائلاً: خلينا نروح لها بسرعه.


بينما شعرت شهيره بآنها لم تعد تستطيع الوقوف على ساقيها وجلست مره آخرى تضع يدها على قلبها براحه كذالك فاديه.

بينما قالت صبريه التى تستشعر حدوث شئ سئ:

هاجى معاكم.

رد مصطفى: لأ مالوش لازمه هروح أنا وعمى كفايه ، وهنتصل عليكم لما نوصل للمركز ونقابل صابرين،ونعرف منها أيه اللى حصل بالظبط.

شعرت صبريه بتوجس،فـ عواد ليس أحمق كى يترك صابرين تهرب بسهوله،لكن إمتثلت لقول مصطفى وهى تتمنى أن يخيب حَدِثها الشئ.

……..

بالمركز الموجوده به صابرين

أغلقت الهاتف الأرضى،نظر لها الضابط قائلاً:

كلمتى أهلك دلوقتي خلينا نكمل أخد أقوالك فى المحضر اللى عاوزه تعمليه،إتفضلى أحكى لينا أيه اللى حصل من البدايه.

سردت صابرين ما حدث معها منذ أن صعدت الى تلك السياره بسبب إحدى النساء هى من كانت تدفعها أمامها الى أن وصلت الى السياره وفتحتها ودفعتها للدخول بها وتفاجئت بالسياره تسير وحين سألت السائق لما لم يتنظر لم يُجيب عليها فأستشعرت السوء،فتهجمت عليه و حاولت أن تجعله يقف بالسياره لكن هو قام برش شئ على وجهها لم تشعر بعدها بشئ.

قاطعها الضابط بسؤال:تعرفى السواق ده شوفتيه قبل كده.


ردت صابرين:لأ،دى أول مره أشوفه،بس أنا أتمعنت فى ملامحه ولو شوفته مره تانيه هتعرف عليه بسهوله.

رد الضابط:تمام كملى.

أكملت صابرين سرد ما حدث معها حتى حين حاولت الهروب بالسياره وكادت تدهس عواد،وغيابها عن الوعى بسبب الأصتطدام، الى أن أستطاعت الهرب من تلك المزرعه قبل قليل.

تسأل الضابط:يعنى الكدمه اللى فى راسك وأحمرار أنفك بسبب إصتطدام العربيه اللى حاولتى تهربى بها وكنتى هتدهسى اللى خاطفك،طيب مش شئ غريب إنك تعرفى تهربى من المزرعه بالطريقه البسيطه اللى حكيتيها دى.

ردت صابرين قائله:قصدك أيه،إنت مكدبنى إنى كنت مخطوفه.

رد الضابط:لأ مش بكدبك،بس معتقدش الشخص اللى كان خاطفك كان هيسيب المكان كده من غير حراسه،بالذات إنك حاولتى قبل كده تهربى منه.

تنبهت صابرين، بالفعل حديث الضابط صحيح، لكن قالت له:

ممكن لأن لما هربت من المزرعه كان الطريق خالى والمزرعه فى منطقه شبه نائيه على الحدود بين إسكندريه والبحيره، هو أكيد كان متوقع إنى مش هعرف أبعد عن المكان بسهوله قبل ما يحس ،بس لحُسن حظى إن كان فى عربيه نص نقل صغيره محمله بضاعه شاورت له وهو اللى جابنى لهنا.


حاول الضابط الاقتناع وقال بسؤال: والعربيه النص نقل الصغيره دى كانت محمله أيه بدرى قوى كده.

ردت صابرين: كانت أقفاص معرفش فيها ايهمركزتش فى صندوق العربيه بمجرد ما وقفلى جريت عليه وطلبت منه يوصلنى لأقرب مركز.

فكر الضابط ثم قال:والسواق وافق تركبى معاه بسهوله كده فى وقت زى ده.

ردت صابرين بإستفهام: قصدك أيه، الواضح إنك مش مصدق إنى كنت مخطوفه.

ردت الضابط: لأ مش حكايه مش مصدقك، بس مجرد أسئله خاصه بالمحضر، أنا دلوقتي هبعت إشاره إنهم يبلغوا السيد…..؟

توقف الضابط ثم قال: قولتلى إسمه ايه اللى كان خاطفك.

ردت صابرين: عواد جاد زهران.

تعجب الضابط قائلاً: عارفه إسمه ثلاثى!

أنتِ عارفاه بقى شخصيًا.

ردت صابرين: أنا معرفوش شخصيًا بس إتقابلنا مره مباشر قبل كده.

رد الضابط: وأيه سبب المقابله دى،ممكن أعرف.

سردت صابرين له أنها تعمل طبيبه بيطريه وذهبت ضمن لجنه من وزارة الصحه الى أحد مصانعه وتقابلت معه هناك.

تفهم الضابط قائلاً:

تمام…بس عندى سؤال انا ملاحظ إن إيدك عليها ضماد واضح من لفه إنه ملفوف بإتقان.


نظرت صابرين لضماد يدها وقالت:الشغاله اللى بتشتغل فى المزرعه هى اللى لفته على أيدى.

رد الضابط:يعنى كان فى شغاله كمان فى المزرعه،تمام،كده كفايه قوى،تقدرى تفضلى هنا فى المكتب لحد ما والدك يجى،ويجيب معاه بطاقة هاويه نكمل بيها بيانات المحضر بس انا هبعت إستدعاء للسيد عواد جاد زهران عالمزرعه بتاعته يجى لهنا.

تنهدت صابرين وقالت:ممكن أشرب مايه.

أماء لها الضابط رأسه بموافقه،وأعطى لها زجاجة مياه،تجرعت منها ليس بالكثير ولا بالقليل،مما أثار تعجب الضابط،فلو أخرى مكانها لكانت إحتست المياه بنهم.

………

بعد أكثر من ساعه.

بالمركز

دخل كل من سالم وخلفهُ مصطفى، بسرعه نهضت صابرين الجالسه وتوجهت ناحية والداها وألقت بنفسها بحضنهُ ودموعها المكبوته سالت قائله:

بابا.

للحظات حن قلب سالم ولف يديه حولها، ثم أبعدها عنه ينظر لها نظره شبه جافيه ثم صفعها ليس بقوه.

إنصدمت صابرين، ووضعت يدها على وجنتها وتدمعت عينيها تنظر لوالداها بعتاب،أزاح سالم بصرهُ عنها كى لا يحن لها.

لم يُبالى مصطفى بذالك، وأقترب من صابرين وكاد يتحدث لكن فى ذالك الوقت دخل عواد الى الغرفه دون إستئذان وتوجه ناحية صابرين قائلاً بلهفه مُصطنعه وثقه كبيره بالأصح جبروت منه:


صابرين حبيبتي… أيه اللى خرجك من المزرعه قولتلك أنا اللى هواجه والداك و هقدر أقنعهُ إن اللى حصل كان غصب عنا قلوبنا إتحكمت فينا .

ذُهلت صابرين من قول عواد أين له بكل هذا الكذب…حاولت التحدثُ لكن هول الصدمه ألجم لسانها،

كذالك محاولة صفع سالم لها مره أخرى لكن هذه المره قبل أن تصل يد سالم الى وجه صابرين كانت يد عواد منعته،تلاقت عين سالم وعواد

سالم بحقد كبير،عواد بإستهزاء

هنا لم يستطيع مصطفى الصمود صامتًا،وقال بحِده وحقد كبير:

أيه اللى حصل بينك وبين صابرين،وإزاى تسمح لنفسك تخطف بنت مكتوب كتابها على غيرك.

تحدث عواد بحُنق وتمثيل: أنا عارف إن صابرين مكتوب كتابها وكنت أتفقت أنا وهى إنها تطلب منك الطلاق،بس كان حصل بينا خلاف فى الفتره الأخيرة،ويمكن هى فكرت إنى تخليت عن حُبها بسبب سفرى الفتره اللى فاتت بس لما عرفت أنها خلاص قبلت وهتكمل جوازها منك،أنا رجعت مخصوص عشان أمنعها بس ضيق الوقت هو اللى أتحكم فى الموضوع،وكلمتها عالموبايل وهى فى صالون التجميل،وقولت لها إن فى عربيه بسواق بره قدام الأستديو لو باقيه على حُبى أنا مستنيها فى المزرعه،اللى شهدت على قصة حبنا من البدايه.

نظرات ساحقه من مصطفى كذالك سالم نظراته قادحه سواء لـ صابرين او لـ عواد.


بينما صابرين فقدت الإدارك لدقيقه،قبل أن تذهب وتتهجم على عواد وكادت تصفعهُ لولا أن أمسك معصم يدها بقوه قبل أن تتهجم عليه بالقول:.

كداب،والله العظيم كداب أنا عمرى ما أتقابلت معاه غير فى مصنع من مصانعهُ وكنت بأدى شغلى،والمزرعه دى أنا اول معرفهاش أنا فوقت لقيت نفسى فيها.

إبتلع عواد غضبهُ من تهجم صابرين واظهر البرود قائلاً:

حبيبتي خلاص….

قاطعهُ مصطفى قائلاً:خلاص أيه فى أيه كمان حصل بينكم كمل.

نظر عواد لـ مصطفى بنفور وقال بإستهزاء: حصل اللى كان لازم يحصل والمفروض دلوقتي شهامه منك تطلق صابرين.

سَخِر مصطفى قائلاً: شهامة أيه، إنت بتحلم إنى أطلق صابرين موتها عندى أهون.

قال مصطفى هذا وتوجه وجذب صابرين ناحيته بقوه… قائلاً بشك:

إنطقى فى أيه اللى حصل بينك وبين الحقير ده يخليه يتكلم بالثقه دى.

كان سالم مثل المُغيب كأنه يرى ذالك بحلقة مسلسل عبر شاشة تلفاز، مصدوم من تلك الثقه التى يتحدث بها عواد.

كاد أن يتحدث لكن قال الضابط:

أظن كفايه كده، واضح إن الحكايه متستحقش بلاغ فى مركز الشرطه تقدروا تخرجوا من المركز وتكملوا بقية القصه فى قاعده عُرفي بينكم،ومالوش لازمه المحضر اللى الدكتوره كانت عاوزه تعملهُ،لآن الواضح قدامى إن المحضر دلوقتى مش فى صالحها.


نظر عواد ناحية الضابط قائلاً بكُهن:محضر أيه؟

رد الضابط عليه:الدكتوره كانت عاوزه تعمل محضر إنك خطفتها بس بعد اللى أنا شايفه مالوش لازمه، تقدروا تتفاهموا فى ده بينكم.

تحدثت صابرين: أنا مُصره عالمحضر وعلى أقوالى السابقه، إن الحقير ده خطفنى.

تنهد عواد يكبت غيظه قائلاً:حبيبتى أكيد هما اللى ضغطوا عليكِ قولت لك بلاش تواجهيهم أنتى وسيبينى أنا اواجهم.

نفرت صابرين من عواد قائله بغيظ:أواجه مين،إنت كذاب،إنت خطفتنى وأنا هربت من المزرعه اللى كنت خاطفنى فيها.

تنهد عواد يقول:هربتى إزاى وأنتى خرجتى مع واحد من سواقين المزرعه، من ورايا… أنا عاقبت السواق، لو مش قطع الأرزاق حرام كنت طردته إزاى يسمع كلامك ويخرج بيكِ من المزرعه من ورايا وفى الوقت البدرى ده، بدون أذنى.

نظرت صابرين بذهول لبسمة عواد المقيته، وهو ينظر لها بثقه وزهو.

قبل أن يتحدث أحد تحدث الضابط: كفايه كده سبق وقولت موضوعكم ده مش لازمه محضر، ده لازمه جلسه عرفيه بينكم.

صمت الجميع لثوانى الى أن جذب سالم يد صابرين قائلاً: واثقه من الكلام اللى قولتيه ده… إن عواد هو اللى خطفك.

ردت صابرين: والله يا بابا هو ده اللى حصل هو كداب وبيدعى عليا معرفش ليه، أنا مفيش بينى وبينه أى حاجه خالص.


تنهد سالم براحه وثقه

بينما قال مصطفى بغباوة: بس أنا مش واثق فى كلامك يا صابرين وهتعملى كشف عشان نتأكد من كلامك ده.

نظرت صابرين نحو مصطفى بتعجب وقالت بإستعلام:

كشف أيه ده؟

رد مصطفى: كشف عذريه.

ذُهلت صابرين، كذالك عواد وسالم

تحدثت صابرين برفض: مستحيل أعمل الكشف ده، معناه إنك مش واثق فيا.

رد سالم: هتعمليه يا صابرين.

إنصدمت صابرين من قول والداها لكن قالت:

هعمله يا بابا، بس بعدها مصطفى يطلقنى، لآنى مش هعيش مع واحد شك فيا.

تحدث الضابط: فى مستشفى قريبه من هنا تقدروا تعملوا فيها الكشف، وأنا بقول الموضوع مالوش لازمه المحضر، منعًا للفضايح، للطرفين.

إمتثلت صابرين غصبًا لرأى الضابط، بعدم عمل محضر خطف لـ عواد

خرجوا جميعًا من غرفة الضابط

أمام المركز مسك مصطفى يد صابرين بقوه قائلاً:

هنروح المستشفى دلوقتي ونعمل الكشف.

نفضت صابرين يد مصطفى عنها قائله: طالما مش واثق فيا تقدر تطلقنى ومتخافش هبريك فى المؤخر لكن مش هعمل الكشف ده مهانه ليا.


رد سالم: سبق وقولت هتعملى الكشف يا صابرين، خلينا نروح للمستشفى.

مازالت صابرين تعانى من الصدمات اليوم حتى من والداها، إمتثلت قائله:. تمام يا بابا، بس زى ما قولت بعد نتيجة الكشف مصطفى يطلقني.

رد سالم:هنشوف ده بعدين.

تلاقت عين صابرين مع عواد الذى يتوجه لمكان وقوف سيارته أمام المركز، عواد ينظر بتشفى ونصر بينما صابرين مازالت تنظر له بتحدى، لاحظ مصطفى تلك النظرات وشعر بغيظ واجم، وسحب صابرين الى السياره… بينما عواد إستهزئ بذالك وصعد الى سيارته وغادر مباشرةً.

بعد قليل بأحد المشافى الحكوميه

دخلت صابرين الى غرفة طبيبه نسائيه كان مصطفى سيدخل معها،كانت صابرين سترفض ذالك لكن خشيت أن يُشكك مصطفى فيها أكثر،لكن

رفضت الطبيبه حتى بعد أن علمت أنها زوجها،منعًا للحرج.

بعد قليل خرجت من الغرفه صابرين التى تشعر بضياع ومهانه،فهذا أسوء ما حدث لها طيلة حياتها.

دخل مصطفى وسالم الى الطبيبه فقالت لهم:. تقدروا تجوا بكره تاخدوا نتيجة الكشف فى تقرير.

حاول مصطفى مع الطبيبه أن تُعطيه نتيجة الكشف لكنها أصرت على الرفض وقالت له غدًا نتيجة التقرير.

بعد وقت عادت صابرين مع والداها ومصطفى الى المنزل،


كان اول من أستقبلتها صبريه،ضمتها بود،كذالك فاديه،بينما شهيره تشعر بغصه فى قلبها لكن مع ذالك ضمتها بأمومه،وسألوها عن ما حدث،

ردت بإرهاق:

أنا حكيت كل حاجه لـ بابا وإحنا جاين فى السكه، هو يحكى لكم أنا تعبانه ومحتاجه أرتاح.

فى ذالك الوقت دخلت ساميه الى المنزل ونظرت

لـ صابرين قائله بإمتعاض:

خليتى راسنا فى التراب،بعملتك.

ردت صبريه عن صابرين قائله:

مالوش لازمه الكلام ده يا ساميه،مش شايفه وش صابرين،سيبيها تروح ترتاح،وسالم يحكى لينا أيه اللى حصل.

نظرت ساميه نحو مصطفى الذى عيناه لاتفارق صابرين،التى ذهبت مع فاديه وتركت المكان

تنهدت بسأم تسخر من مشاعر إبنها قائله:

خير يا سالم قول لينا أيه اللى حصل.

بغرفة صابرين،ساعدتها فاديه فى أخذ حمام دافئ ثم جففت لها شعرها وأبدلت ذالك الضماد الذى بيدها بآخر ثم جذبتها ناحية الفراش وإضجعت عليه وجذبت صابرين لحضنها قائله:

إحكى لى بقى أيه اللى حصل..أنا مش مصدقه الصوره اللى اتنشرت على حسابك دى ولا الرساله اللى بعتيها

لـ بابا .

تعجبت صابرين قائله: صورة أيه اللى نشرتها ورسالة أيه اللى بعتها لـ بابا.


آتت فاديه بهاتفها وفتحت على حساب صابرين، وقالت لها: الصوره دى.

أخذت صابرين هاتف فاديه تنظر بتمعن للصوره غير مُصدقه، حقًا الصوره بها جزء كبير من الحقيقه

لكن هنالك بعض الرتوش عليها أظهرتها عكس الحقيقه،

فـ بالحقيقه كانت تنظر ببُغض ناحية عواد، كما أن الدماء كانت تحيطهم كذالك ملابسهم كان عليها أثر لـ دماء…أيقنت أن كل ما حدث من ترتيب عواد وله هدف من خلف ذالك،لكن ما هو…أيكون بسبب أنها كانت من ضمن لجنات التفتيش على مصانعه،لكن لا هذا ليس سبب مُقنع…لكل تلك الحقاره والسفاله الذى وصل لها.

تعجبت فاديه من صمت صابرين حين رأت الصوره،وكادت أن تسأل صابرين،لكن بكت صابرين

ضمتها فاديه قائله بشفقه:

قولى إن الصوره مش حقيقيه.

ردت صابرين:ولو قولتلك إنها مش حقيقيه هتصدقينى ولا هتعملى زى بابا ومصطفى والشك هيسيطر عليكِ زيهم.

ردت فاديه:هصدقك يا صابرين،ناسيه إنك أختى الصغيره انتِ اتربتى على إيدى.

بكت صابرين وقالت:الحقيقه الاتنين،الصوره حقيقيه بس مكانتش بنفس المنظر ده،عليها رتوش خاصه.

تنهدت فاديه قائله:إحكى لى حكاية الصوره دى وبعدها كملى حكاية اللى حصل.


سىردت صابرين ما حدث معها لـ فاديه التى قالت بإنزعاج:

وإزاى بابا يوافق مصطفى إنه يكشف عليكِ،طالما شاكك فيكِ قدامه الطلاق،يطلقك.

ردت صابرين بدموع:ده اللى هيحصل فعلاً بكره بعد نتيجة التقرير.

لم يستطع أحد النوم الجميع مُترقب نتيجة التقرير،لكن صبريه شفقت على صابرين وأعطت لها منوم يكفى ما تشعر به من إهانه

ساميه كانت مثل نافخين النيران…تترقب نتيجة التقرير التى ربما تكون فى مصلحتها وتتطلق صابرين من مصطفى.

…….

بحوالى الساعه الحاديه عشر فى صباح اليوم التالى.

دخلت فاديه بصنية طعام صغيره الى غرفة صابرين، وضعتها على الفراش وبدأت توقظ صابرين…التى أستيقظت تشعر بهبوط فى قلبها

تحدثت فاديه:أنا جبت ليكِ فطور ملوكى لحد السرير أهو.

نظرت صابرين ناحية الطعام قائله:تسلم إيدك بس أنا ماليش نفس.

ردت فاديه:إفطرى وارمى حمولك على الله متأكده التقرير هيظهر برائتك،بابا ومصطفى راحوا يجبوه من المستشفى

.

شعرت صابرين بسوء وقالت برفض:مش جعانه..هقوم أتوضى وأصلى الضحى وأنتظر التقرير اللى هيحدد حياتى الجايه.


غصبت فاديه على صابرين تناول بعض اللقيمات البسيطه.

بخارج الغرفه.

تحدثت صبريه لـ شهيره

ربنا يستر،فاديه قالتلى إن صابرين مُصره عالطلاق من مصطفى…ومصطفى عقلهُ جانن عالآخر…بصراحه يُحق لها الكشف ده ذُل ومهانه كان فين عقله،وكمان سالم مكنش لازم يرضخ ليه؟

ردت شهيره:قولت كده لـ سالم،قالى مكنش قدامه حل تانى بعد اللى حصل،أنتى عارفه ساميه ممكن تاخدها فرصه على صابرين.

ردت صبريه:مش عارفه ليه حاسه بسوء ربنا يستر.

…… ـــــ

بالسياره أثناء عودة مصطفى وسالم بعد أن

إنصدم الآثنين من نتيجة التقرير التى تُفيد بأن صابرين ليست عذراء،جُن عقل مصطفى وكذالك سالم الذى يشعر أنه بكابوس وقلبه يكاد يتوقف نبضهُ،رغم ذالك نظر لـ مصطفى قائلاً بإنهزام:

طلق صابرين يا مصطفى.

إنتفض مصطفى الذى يقود السياره وضرب بيديه على المقود بعنف قائلاً:مستحيل أطلق صابرين واسيبها تروح تتجوز من الحقير اللى فرطت فى نفسها معاه موتها عندى أهون.

توقف مصطفى بالسياره أمام منزل سالم…

تحدث له سالم قائلاً بإنكسار:

بلاش إنت تدخل معايا أنا اللى هدخل لوحدى وأقولهم على نتيجة التقرير.


أماء مصطفى برأسه موافقًا،ثم قال:

تمام أنا هروح أغير هدومى،بس بقول كده كده صابرين مراتى مالوش لازمه تفضل أكتر من كده فى بيتك،المسا هاجى أخدها على شقتى.

أماء له سالم رأسهُ بموافقه مجبور.

بداخل المنزل،إستقبل كل من صبريه وفاديه وشهيره نتيجة التقرير بذهول ورفض من صبريه وفاديه،بينما شهيره نظرت لـ سالم صامته تشعر بإنكسار هى الآخرى.

….

بمنزل جمال التهامى

كانت ساميه فى إنتظار عودة مصطفى حين دخل أقتربت منه قائله:

أيه نتيجة الكشف، كلام اللى إسمه عواد ده صح… ولا…؟

صمت مصطفى وترك ساميه وتوجه الى غرفته وقام بفتح أحد الأدراج وأخذ ذالك السلاح ووضعه خلف خصره أسفل قميصه العلوى، لم ترى ذالك ساميه التى دخلت للتو تقول له:

قولى نتيجة التقرير، ملامح وشك متتفسرش.

رد مصطفى بإختصار: أعملى حسابك أنا المسا هروح أجيب صابرين من بيت عمى لشقتى.

ردت ساميه بتصميم: صابرين مش هتخطى خطوه هنا فى البيت قبل ما أعرف نتيجة التقرير أيه، قولى، عواد كداب ولا صادق.

رد مصطفى: ميهمنيش كدب عواد من صدقهُ، قولتلك صابرين هتدخل الليله شقتى والسلام.


ردت ساميه بإستفزاز: مستحيل لا أنا ولا أبوك هنرضى بكده قبل ما نعرف نتيجة التقرير، أبوك خرج الصبح عنده تفتيش فى الوحده الزراعيه ولازم يبقى موجود…وزمانه على وصول…قولى وريح قلبى نتيجة الكشف بتقول أيه.

تنهد مصطفى بسآم وبسبب إصرار وتكرار ساميه للمعرفه قال لها بعصبيه:

التقرير بيقول مش عذراء…إرتاحتى كده.

شعرت ساميه بنشوه لكن أخفتها قائله:وهترضى على نفسك واحده فرطت فى شرفها لغيرك،طلقها وكفايه عليها كلام الناس اللى يتمنوا يرجموها،دى تستحق القتل،بس بلاش تلوث إيدك بنجاسة دمها، دى مستحقش تضيع شبابك عشانها،طلقها وسالم حر معاها… وتشوف الحقير اللى هربت لعنده وقتها هيرضى ببها ولا هيتخلى عنها بعد ما وصل لغرضهُ منها، أنت مصدق كدبة إنها هربت من المزرعه، هو أكيد خد اللى كان عايزهُ، ومبقلهاش قيمه عنده… فسابها تغور بعيد عنه، وهى طبعاً واثقه فى حبك ليها وعملت تمثلية انها كانت مخطوفه عشان تتلاعب بينا.

تنرفز مصطفى قائلاً:مستحيل أطلقها وطالما تستحق القتل فأنا أولى بقتلها ناسيه إنى كاتب كتابى عليها،يعنى مراتى وعارها يمسنى أنا فى الأول.

ردت ساميه:لأ مش مراتك وحتى لو كان عارها يمس أبوها الكلام ده لو هى كانت دخلت بيتك،لكن الحمد لله إحمد ربنا إن اللى حصل كشف الحقيقة قبل ما كنت تدخل عليها وتوهمك بالكدب إنك أول راجل يلمسها.،خليها تغور،تشوف بعد كشف سترها الواطى اللى خانت شرفها معاه هيرضى بيها ولا هو كمان هيتبرى من عملته القذره…صدقنى وقتها مش هيآمن لها ومش هيعبرها وكفايه عليها تعيش بحسرتها.


رد مصطفى:أنا لو طلقتها هعيش أنا بحسرتى.

قال مصطفى هذا وغادر تاركًا ساميه،وخرج من الغرفه،ذهبت خلفه لكن كانت سمعت صوت إغلاق باب المنزل،توجهت خلفه

فى نفس وقت خروج مصطفى من باب المنزل رأى نهوض صابرين من أمام باب منزل عمه وسيرها،تتبعها وهو يتوعد إن ذهبت الى منزل ذالك الحقير عواد ستكون نهايتها اليوم…سار خلفها من بعيد

بينما ساميه قبل أن تذهب خلف مصطفى أتاها أتصال هاتفى، ردت عليه بإختصار، ثم فتحت باب المنزل رأت مصطفى يسير بعيداً عن منزل عمه،شعرت براحه…وحسمت أمرها بالذهاب الى منزل سالم،لابد لهذا من حل،ينتهى الزواج بشكل ودى…دون أى مستحقات

لـ صابرين.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

بمنزل زهران.

كان عواد بغرفة المكتب يقوم بإنهاء بعض الأعمال على حاسوبه الخاص،حين دق هاتفه ترك الحاسوب وجذب الهاتف وقام بسماع ما قاله له الآخر بإختصار:

نتيجة التقرير بتقول إن الدكتوره مش عذراء.

تبسم عواد وأغلق الهاتف ونهض من خلف المكتب توجه الى تلك الخزنه الموجوده بالغرفه وقام بفتحها وجذب ذالك السلاح وأغلق الخزنه ثم ذهب وجلس على أريكه بالغرفه ومدد ساقيه عليها يُزفر نفسهُ قائلاً بتبرير لما فعله:


أنتم اللى إضطرتونى أعمل كده.

أنهى قوله وهو يضع السلاح على طاوله قريبه من الأريكه وظل ينظر له لدقائق بلا هدف قبل أن تسحبه تلك الغفوه.

[عوده]

عاد عواد من شروده بما حدث بالأمس، زفر دخان السيجاره التى بيده،وقع نظره على من تدخل من باب المنزل للحظه شعر بالغبطه هامسًا:

هو الحلم هيتحقق ولا أيه؟

لكن تفاجئ برؤية مصطفى من بعيد قليلاً ربما سار خلفها فإستهزء من ذالك.

بينما صابرين حين دخلت الى المنزل رأت وقوف عواد بتلك الشُرفه توجهت ناحيته مباشرةً

من ملامح وجهها الأحمر استشف عواد غضبها لكن سخر حين أقتربت منه وأصبحت تقف أمام السُلم الصغير الذى يؤدى الى الشُرفه،قائلاً:

الشمس قاسيه قوى النهارده وشك أحمر،بعد كده هيقلب بسواد.

تهجمت صابرين وهى تصعد تلك السلالم قائله:

سواد زى قلبك قولى هتكسب أيه من تزويرك لنتيجة التقرير.

تحدث عواد ببرود وتلاعب حين رأى إقتراب مصطفى من مكانهم قائلاً:

حبيبتى كنت متأكد إن مشاعرك إتجاهى هى اللى هتتغلب عليكِ فى النهايه.

تهجمت صابرين قائله:


مشاعر أيه أنت موهوم، وكداب ومنافق ومُخادع، وأنا هرجع أعمل محضر والمره دى هتهمك بالتزوير فى تقرير طبى.

ضحك عواد متهكمً: تزوير تقرير طبى، أنا صحيح عندى خبره قديمه فى الطب، أصلى كنت درست سنتين فى كلية الطب بس معجبتنيش سيبت الطب وحولت لكلية علوم بيطريه… أكتشفت إن التعاون مع الحيوانات أفضل من البشر، على الأقل معندهمش غريزة الطمع فى اللى مِلك لغيرهم.

فى ذالك الوقت كانت صعدت صابرين درجات السلم وأصبحت أمامه مباشرةً ولتعامُد الشمس فى ذالك الوقت عكست لونها عيني صابرين التى رغم الأرهاق وبعض العروق الدمويه بعينيها لكن أعتطتها توهج آخاذ.

نفض عواد عنه ذالك سريعاً،وهو ينظر الى من صعد السلم خلف صابرين قائلاً بإستفزاز:أيه ده مكنتش متوقع بعد ما تعرف نتيجة الكشف الطبى إنك هتفضل متمسك بـ حبيبتى صابرين.

نظرت صابرين خلفها تفاجئت بـ مصطفى نظرات لها نظرات حارقه يود قتلها الآن،لا بل قتلهما الإثنان،هو تأكد أن صابرين خانتهُ مع ذالك الحقير…لكن لن يترك له الفرصه بالتمتُع بخيانتها سيقتلها الآن أمام عيناه.

بالفعل جذب ذالك السلاح من خلف خصرهُ وأشهرهُ بناحية قلب صابرين ولم ينتظر قام بإطلاق رصاصه… لولا لم يجذب عواد صابرين من يدها للخلف لأصابتها الرصاصه فى مقتل،لكن مع ذالك أصابتها الرصاصه وعادت للخلف جاثيه على مرفقيها تآن بآلم، مما أغاظ ذالك مصطفى ووجه سلاحهُ هذه المره ناحية عواد، لكن فى ذالك الوقت، جذب عواد سلاحه من خلف خصره، وقام بإطلاق رصاصه


لتصبح رصاصه مقابل رصاصه… وكل رصاصه تُخطئ مُستقرها.

ـــــــــــــــــــ…….


يتبع

رواية بحر العشق المالح الحلقة السابعة

#الموجه_السابعه

#بحرالعشق_المالح

ــــــــــــــــــــــــــــــــــ

قبل دقائق بمنزل زهران.

بغرفة غيداء كانت تجلس على الفراش ممدة الساقين تضجع بظهرها على بعض الوسائد بيدها الهاتف تعبث به وتتجول بين المواقع الخاصه بالأزياء كذالك صفحات زُملائها بالجامعه كانت تنظر لتلك الصور التى يضعونها من بعض رحلاتهم فى فترة أجازتهم،تنهدت بسأم رغم أنها بمستوى مادى أفضل منهم لكن ليس بإمكانها التنزُه والتمتُع بالأجازه،فهى تعيش مهمشه بين عائلتها الثريه،رغم أنها الفتاه الوحيده بالعائله بين خمس ذكور لكن هى لا تشعر بأهميتها بوسطهم،أربع ذكور أخوتها من أبيها تشعر أحيان كثيره أن لا أهميه لها عندهم فهى إبنة المرأه التى تزوجها أبيهم على والداتهم بسبب أمر من والدهُ،كذالك عواد أخيها من والداتها ربما هو مختلف عنهم قليلاً أحيانًا تشعر أنه يعطف عليها بود عن الأربع الآخرين،تنهدت بآسى،وشعرت بالعطش نظرت لجوارها لم تجد مياه،نهضت من على الفراش وتوجهت الى تلك الثلاجه الصغيره الموجوده بغرفتها وفتحتها وأخذت زجاجة مياه، إحتست القليل منها ثم وضعتها مره أخرى مكانها وأخذت إحدى ثمرات الفاكهه قامت بقضمها وتوجهت ناحية باب شـُرفة الغرفه نظرت من خلف زجاج الباب الى حديقة المنزل بالصدفه وقع بصرها على دخول تلك الفتاه تعرفت عليها فهى رأت صورتها المنشوره برفقة عواد تعجبت كثيرًا وساقها الفضول أن تعرف لما آتت الى منزلهم الآن أتكون القصه حقيقيه وعواد يُحب تلك الفتاه، أبدلت ثيابها بآخرى سريعًا وهبطت الى أسفل المنزل توجهت مباشرةً الى مكتب عواد طرقت على الباب طرقه واحده ثم فتحت الباب ودخلت الى الغرفه رأت زجاج تلك الشرفه مفتوح ذهبت إليها بفضول منها ذهبت،لكن وقفت قبل أن تصل الى باب الشرفه حين تسمعت على جزء من حديث عواد وتلك الفتاه وتعجبت منه، كذالك ذالك الصوت الثالث، كادت أن تعود وتخرج من الغرفه لكن دوى صوت رصاصه إنفزعت وخرج منها صرخه وعادت مره أخرى بإتجاه تلك الشُرفه جذبت الستائر علىةجنب إنفزعت حين رأت صابرين جاثيه على ساقيها كذالك رأت عواد ومصطفى وهما يوجهان سلاحيهما نحو بعضهما،قبل أن تصرخ كان الرصاص يخرج من السلاحين…أصبح أمامها الثلاث مُصابين،ذُهل عقلها تشعر بالحزن على الثلاث والخوف الأكبر على أخيها،توجهت سريعًا نحوه بفزع لكن حين أقتربت منه قال لها:

أنا كويس شوفى صابرين، تعجبت كثيراً

على صوت طلقات الرصاص تجمع كل من بالمنزل بذالك الوقت

آتى فهمى وكذالك أحلام وفاروق

بعد قليل بالمشفى

كان عواد يجلس أمام أحد الأطباء يقوم بإستخراج تلك الرصاصه التى أصابت عضد يده لم تكن إصابته خطيره، كان عقله مشغول بـ صابرين لا يعلم سبب لذالك فسر ذالك بربما شفقه لا أكثر.

بغرفة العمليات

كان مصطفى بين يدي الأطباء يقومون بإستخراج تلك الرصاصه التى أصابت إحدى الرئتين، بالفعل تمكنوا من إستخراج الرصاصه لكن مازال الخطر قائم.

بينما صابرين هى الأخرى فى غرفة العمليات أخرى بسبب تلك الرصاصه التى أصابت كتفها من الأمام.

كان بالمشفى

ساميه وصبريه وجمال وسالم ذهبوا بعد أن علموا بما حدث

كانت ساميه بمشاعر هائجه، كذالك جمال وإن كان أكثر منها بدأ يفكر بحديث صبريه له قبل قليل قبل أن يعلم بإصابة إبنه

أن لديها يقين عواد ينتقم منهم بسبب إستلائهم على تلك الأرض

.. …… ….

علمت البلده بما حدث وإشاعات تخرج وكذب يُصدق

فتاه السبب فى نزاع حدث وبسببها شابان تقاتلا وهى الأخرى مثلهم أُصيبت، كل ذالك حدث بسبب صراع العشق على فتاه شبه متزوجه من إحداهم .


ــــــــــــــــــــــــــــــــ

مساءً

فتحت تحيه باب الغرفه برجفه ودخلت تقول بلهفه:

عواد.

إستهزء عواد من لهفتها ولم يرد…

بينما تحيه نظرت له حين وجدته يجلس براحه على اريكه بالغرفه، رغم أنه يربط ذراعهُ بحامل طبى على صدره لكن شعرت براحه قليلاً وإقتربت من مكان جلوسهُ

جلست جوارهُ وكادت تضع يدها على كتفهُ السليم، لكن نهض عواد واقفًا يقول:

أنا بخير مكنش له لازمه تجى للمستشفى.

تدمعت عين تحيه وهى تنظر الى حجود عواد وكادت أن تتحدث لكن فُتح باب الغرفه.

سخر عواد حين رأى من دخل وقال متهكمًا:

هبدأ أصدق إنى غالى عندكم، أمى وعمتى الإتنين جاين يطمنوا عليا،

قال هذا ثم صمت ووضع سبابته على فمه بتفكير، وقال إستهزاء:

ولا يمكن فى سبب تانى لمجيكم.

زفرت صبريه بغضب قائله: قولى كسبت أيه من كدبة إن صابرين هى اللى جات بنفسها لعندك كسبت أيه لما شوهت صورتها قدام الناس بصوره متفبركه، صابرين أذتك فى أيه؟ إحنا هنعمل لها كشف عذريه تانى وكذبتك هتنكشف.

ضحك عواد متهكمًا.


بينما قالت تحيه: آخر حاجة كنت أتوقعها إن تتلاعب بشرف بنت بريئه… قول لينا غرضك أيه؟

ردت صبريه: الأرض، غرضه الأرض.

رد عواد بحُنق: صابرين بريئه، هو فى ست بريئه برضوا، وبعدين الجزاء من جنس العمل.

تعجبت صبريه قائله: وصابرين كانت عملتلك أيه عشان تتدعى عليها بالكذب… وتخوض فى شرفها.

رد عواد بعصبيه وتبرير:

مع إنى مش محتاج أبرر لكم، بس مفيش مانع

لما الدكتوره صابرين سالم التهامى تستقصد مصانعى وكل يوم والتانى لجنة تفتيش على مصانعى وطبعًا وجود الدكتوره من ضمن اللجنه شئ أساسى، صدفه مش كده.

ردت صبريه: صابرين دكتوره وبتشوف شغلها، وليه هتستقصد مصانعك مصلحتها أيه.؟

رد عواد: أقولك أنا مصلحتها أيه، تِشغلني بالمصانع عشان تسهل على عيلة التهامى هنا الإستيلاء على الارض وانا طبعاً مشغول هناك معاها فى المصانع، هفكر فى أيه ولا فى أيه.

تعجبت صبريه من تفكير عواد وكادت أن تبرأ صابرين من تفكيرهُ المخطئ لكن رن هاتفها، نظرت له ثم ردت سريعًا، سئم وجها وهى تقول:

البقاءوالدوام لله.

أغلقت صبريه الهاتف ونظرت لـ عواد قائله بحُزن:

مصطفى مات.

لا يعلم عواد لم إهتز بذالك هو لم يكُن يتوقع حدوث ذالك.


كذالك تحيه التى شعرت بنغزه قويه فى قلبها وتدمعت عينيها دون شعور منها

….. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

بـ ألمانيا

جُن عقل فادى وهو يسمع خبر وفاة أخيه الوحيد…كيف حدث ذالك فمنذ ساعات كان يحدثهُ بسعاده عن قُرب نيله لمحبوبة قلبه.

……. ـــــــــــــــــــــــــــــــــ

بعد مرور ثلاث شهور ونصف تقريبًا

بعد صلاة العصر بأحد جوامع البلده

طلب شيخ الجامع الحديث مع جمال التهامى فى أمر خاص، وافق جمال وجلس معه لبعض الوقت وأستمع الى حديثهُ ثم نهض قائلاً بإختصار:

تمام يومين وهقولك ردي.

…… ـــــــــــــــــــــــــــــ

باليوم التالى شقة صبريه بالاسكندريه

مساءً

دخلت صابرين برفقة أخيها وإياد

تفاجئت بوجود والداها أسرع هيثم بالترحيب بوالده وأرتمى بحضنهُ ضمهُ وعيناه على صابرين التى تقف خلف إياد مازال وجهها عابس منذ أن عادت من البلده الى هنا بعد إنتهاء عزاء مصطفى التى لم تحضرهُ بسبب بقائها بالمشفى وقتها بسبب إصابتها، لم يراها سوا مره واحده منذ عدة أيام من أجل إنهاء إجراءات إعلام الوراثه الخاص بـ مصطفى وتلك الصدمه التى تفاجئ الجميع بها عدا ساميه.


شعرت صابرين بغصه من تجاهُل والداها حين رحب بإياد وأحتضنه ثم جلس بالمنتصف بين إياد وهيثم، لكن إبتلعت حلقها بمراره وكادت تغادر الغرفه لكن تحدث سالم:

صابرين تعالى فى موضوع لازم أخد رأيك فيه قبل ما أقول قراري.

إمتثلت صابرين تشعر بمراره وجلست صامته… بينما نظر سالم لها قائلاً:

عواد زهران بعت شيخ الجامع لـ جمال طالب الصُلح.

ذُهلت صابرين، ببنما تنهدت صبريه قائله بإستفسار:

طب كويس وجمال رأيهُ أيه؟

رد سالم وهو بنظر لوجه صابرين:

جمال وافق بشرط.

مازالت نظرة الإندهاش مرسومه على وجه صابرين…لكن قالت بحشرجة صوت:وأيه هو شرط عمى؟

رد سالم:إن الصُلح يبقى بجلسه عرفيه قدام الناس بعد صلاة الجمعه.

ذُهلت صابرين من ذالك وأعتقدت أن عواد يفعل ذالك لهدف برأسهُ وتذكرت حديثه معها منذ أيام قليله على مشارف البلده ، لكن نفضت ذالك هن رأسها سريعًا قائله بإستعلام :وعواد وافق على الشرط ده.

رد سالم:عواد لسه ميعرفش شرط الصُلح،لأن فى طلب تانى هو طلبهُ ولازم يكون الرد على الطلبين بعد يومين.

ردت صبريه:وأيه الطلب التانى بتاع عواد؟

نظر سالم ناحية صابرين قائلاً:


الطلب التانى صابرين…عواد طلب يتجوز صابرين.

رفعت صابرين وجهها تنظر لـ والداها بتفاجؤ،أحاد سالم وجهه عن صابرين،التى شعرت بالآسى ونهضت واقفه تقول: أنا صحيح بكره

عواد، بس عواد مأذنيش قد ما مصطفى أذانى أكتر من مره بعد اللى عرفته فى يوم إعلام الوراثه،وقبلها لما صدق الكذب عليا وحاول يقتلنى،بس هلوم عليه ليه إذا كان أقرب الناس ليا صدق نفس الكدب،أنا موافقه أتجوز من عواد…مش هيكون أسوء من مصطفى.

قالت صابرين هذا وغادرت الغرفه تحبس تلك الدموع بعينيها ذهبت الى غرفتها أطلقت سراح تلك الدموع،تشعُر أنها مثل الدُميه الباليه التى تتمزع بين أيادى أقرب الناس لها.

بينما شعر سالم بغصه وحاول مداراتها بقلبه حين قالت صبريه:

كويس إن جمال وافق على الصُلح بس الخوف من ساميه بتمنى الصُلح ده يتم فى أسرع وقت قبل ما فادى يرجع من ألمانيا وساميه تمسك ودنه،مصطفى اللى كنا بنقول عليه عاقل شوفنا عمل أيه ما بالك فادى لو إتحكمت فيه عصبيته هيعمل أيه،وقتها ممكن يتفتح بحر دم،اللى حصل زمان هو اللى لازم يحصل دلوقتى إن يتم صُلح بين العلتين وكل طرف يلتزم حدهُ بعيد عن التانى ،لسه عند رأيي ساميه وطمعها فى الأرض هو اللى جر كل المصايب دى.

رد سالم:أنا بعد اللى عرفته يوم إعلام الوراثه بقيت زى التايه،بس أنا كمان رأيي من رأيك لازم يتم الصلح ده،خصوصًا بعد قضية قتل مصطفى اتحولت لـ قضية


دفاع عن النفس لانه هو اللى كان متهجم على عواد فى قلب بيته.

……. ـــــــــــــــــــــ

بعد مرور يومين

بمنزل زهران

بغرفة مكتب عواد

نظر لهاتفه الذى يدُق،تبسم حين رأى إسم المُتصل،وإنتظر للحظات قبل نهاية مدة الرنين الأول رد عليه.

رد عواد عليه بـ ترحيب هادئ:

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، خير يا حضرة الشيخ.

رد عليه الشيخ: خير إن شاء الله

جمال وافق على طلبك للصُلح لكن بشرط لازم يتنفذ الأول.

رد عواد بإستخبار:وأيه هو الشرط ده بقى؟

رد عليه:

الصُلح يبقى قدام الناس كلها بجلسه عُرفيه وتقدم كفنك له.

تعجب عواد وكاد يرفض بغرور لكن تحدث الآخر بمحاولة إقناع عواد:

الصُلح ده فى مصلحة العيلتين بكده هنوقف العداوه وتنتهى للأبد… ومفيهوش أى إستقلال من عيلة زهران بالعكس ده هيرفع منها قدام الناس، وإن قتل مصطفى مكنش مقصود، وإنك إنت اللى إبتديت بطرح الصُلح هيرفع من شآنك قدام الناس، لأن اللى إتذكر قبل كده إن مصطفى هو اللى إتهجم عليك فى قلب بيتك مش العكس.


فكر عواد قليلاً فى حديث الشيخ ثم قال: تمام موافق على جلسة الصُلح، طب وبالنسبه للطلب التانى.

رد الشيخ: قصدك جوازك من الدكتوره صابرين… الرد جالى من شويه من المهندس سالم إنها وافقت على الجواز بشرط يكون بعد جلسة الصُلح وده بعد ما تكون وافت عدتها.

تبسم عواد بزهو قائلاً:تمام خلاص أنا موافق يكون كتب الكتاب بعد جلسة الصُلح مباشرةً فى نفس المكان.

قال الشيخ: تمام هعرفهم بموافقتك.

……..ـــــــــــــــــ

بعد قليل

بغرفة السفره

تحدث فهمى: فين عواد؟

ردت أحلام: انا شوفته من شويه راجع ودخل لمكتبهُ.

قبل أن يأمر فهمى الخادمه بإعلامهُ أن الغداء أصبح جاهزًا كان عواد يدخل الى غرفة السفره وتوجه الى مكان جلوسه على السفره.

نظرت له تحيه ببسمه تجاهلها عن قصد، وبدأ وفى تناول الطعام بهدوء الى أن قال:

أنا قررت أتجوز.

رفعت تحيه رأسها تنظر لـ عواد بفرحه قائله: بجد أحلى خبر قولى مين العروسه وأنا أروح أطلبها لك.

توقف عواد عن الطعام ونظر لها قائلاً:

متشكر لخدماتك،أنا خلاص طلبتها وتمت الموافقه.

تعجب فهمى قائلاً:ليه مالكش أهل،الأصول إن تحيه هى اللى كانت تطلبها فى الأول من أهلها.


رد عواد بحُنق:حبيت أوفر عليها تعب المشوار والإحراج إفرض أهل العروسه مكنوش وافقوا.

رد فاروق تعالى وغرور:ومين دى اللى تقدر ترفض عواد زهران؟

رد عواد وهو ينظر لـ تحيه وقال بسخريه:

يمكن تكون مصدقه الأشاعه اللى بتقول إنى مش راجل.

رد فهمى: بلاش كلام فارغ مالوش لازمه طالما خلاص حصل قبول وجاى تقولنا من باب المعرفه كمل وقول لينا مين العروسه من هنا من البلد ولا من إسكندريه.

رد عواد بمحاوره:من هنا من البلد بس عايشه فى إسكندريه من فتره.

رد فهمى بقلة صبر:بلاش المحاوره وقولينا مين العروسه؟

سلط عواد عينيه على وجه عمه ينتظر رد فعله بعد أن يُخبره من تكون العروس وقال:

العروسه هى…صابرين سالم التهامى.

تفاجئ فهمى،لا ليس فهمى فقط بل جميع الجالسون تفاجؤا بذالك،مرر عواد بصرهُ على وجوهم قائلاً بتهكم:

مالكم سهمتوا كده ليه،لما قولت لكم على إسم عروستى.

ردت تحيه:مستحيل،أكيد بتهزر.

تبسم عواد بسخريه قائلاً:هو الموضوع ده فيه هزار برضوا يا….ماما…مش كان نفسك إنى أتجوز أهو هحقق لك أمنيتك.


ردت أحلام قبل تحيه:

بكده تبقى إنت بتأكد إن الكلام اللى حصل قبل من تلات شهور أنه صحيح،مش إشاعه أو فى لغط فى الموضوع زى الناس ما فكرت بعدها،وإنك إنت وصابرين…..

قاطعها عواد قبل أن تسترسل حديثها:

الناس بكره مع الوقت تنسى اللى حصل زى ما نسيوا اللى حصل قبل كده،الحياه بتمشى مبتوقفش عند حد… أنا خلاص أخدت الموافقه،حتى عشان رد الحق لمصلحة الجميع، جهزوا نفسك للفرح فى خلال شهر ونص بالكتير..

قال عواد هذا ونهض من خلف طاولة الطعام وغادر الغرفه،تركهم ينظرون لبعض بقلة حيله ليس عليهم الآن سوا الإمتثال لما قاله وقبول هذا الزواج،من أجل مصلحة الجميع.

…….. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

بعد مرور شهرين تقرييًا

اليوم هو زفاف صابرين وعواد

لكن هنالك مراسم خاصه قبل مراسم الزفاف

فقبل الزفاف هنالك جلسة تصالُح عرفيه ستتم أولاً لفض النزاع.

بألمانيا

أنهى فادى الأتصال مع والداته التى قطعت نياط قلبهُ ببُكائها ونحيبها، وهو يشعر بنيران تستعر فى قلبهُ وهو أصبح يعد الأيام للعوده الى مصر عشرة أيام فقط هى الباقيه قبل العوده ليبدأ بالآخذ بالقصاص لــ مقتل أخيه، لن يجعل من كانوا السبب يهنئوا.


ــــــــــــــــــ…..

بعد إنتهاء صلاة الجمعه بساحه كبيره أمام أحد جوامع البلده

كان هنالك تآهُب آمنى ضخم من الشرطه فـ مثل هذه المجالس العُرفيه من السهل الغدر من أحد طرفي النزاع.

بمظله خاصه أمام الجامع حول بعض الطاولات

جلس بعض كبار رجال الشرطه وبعض كبار رجال المحافظه سواء الأغنياء وأعضاء المجالس النيابيه،بعض شيوخ رِجال الأزهر ومعهم شيخ الجامع، وكذالك طرفي النزاع

جمال، سالم من ناحية عائلة التهامى

فهمى، فاروق، عواد، من عائلة زهران

وهنالك بقيه لأهالى العائلتين بين ذالك التجمُغ الشعبي من أهالى البلده، لكن بعيد قليلاً عن ذالك المجلس

فى البدايه كان هنالك خُطبه خاصه لأحد كبار شيوخ الأزهر الشريف مضمونها عن التسامُح والعفو عند المقدره وجزاء الأثنين سواء بالدنيا او الآخره

إنتهى الشيخ من إلقاء الخُطبه، نهض أحد كبار رجال الشرطه وتحدث:

النهارده إحنا متجمعين لفض النزاع بين عائلة التهامى وعائلة زهران، وده بعد ما ابدى الحاج جمال التهامى موافقته بالصُلح اللى طلبهُ الباشمهندس عواد زهران وإن هو على إستعداد لتقديم أى فديه يطلبها الحاج جمال، وكان طلب الحاج جمال هو إن الباشمهندس عواد يقدم له كفنهُ وده اللى قِبل به الباشمهندس عواد، اللى هيتم دلوقتي.


نظر رجُل الشرطه ناحيه عواد الذى نهض من مجلسهُ وأخذ ذالك الكفن الموضوع على الطاوله

وذهب الى الناحيه الأخرى للساحه،

نهض جميع الجالسون بتحفُز وترقُب، كذالك رجال الشرطه التى تملأ المكان

كذالك نهض جمال التهامى و ذهب يقف جوار رجُل الشرطه وآتى لجوارهم شيخ الجامع

بينما عاود عواد السير يحمل الكفن بين يديه يسير بخُطى ثابته مُطمنئن وهو يتجه نحو مكان وقوف جمال التهامى

الى أن توقف أمامهُ مباشرةً

مد عواد يدهُ بالكفن ناحية جمال…

لكن شيخ الجامع ضغط بقوه على كتف عواد، نظر له عواد

فأماء له الشيخ بأن يجثوا على ساقيه أولاً…

رغم عدم رضاء عواد لكن إمتثل لـ شيخ الجامع وجثي على ساقيه أمام جمال التهامى

التى للحظه تلاعب عقلهُ لكن عاد لرُشده فإذا غدر الآن سيفتح بحر دم والخاسر سيكون عائلة التهامى…

تدمعت عينه ومال على شيخ الجامع وأعطى له نية قبول الصُلح

إبتسم شيخ الجامع قائلاً:

“و فديناه بذبح عظيم” الحاج جمال التهامى قبل كفن عواد زهران.

أخذ جمال الكفن من يد عواد الذى نهض سريعًا يشعر بآلم عضوى فى جسده بسبب جثوه لفتره أمام جمال، كذالك يشعر بسخريه، لكن كل ما يهمه أن ينتهى ذالك النزاع فلديه الأهم من إستمرار هذا النزاع القديم.


بنفس الوقت كان هنالك شاه كبيره ممده أرضًا، ذهب جمال لذبحها، ليتنهى ذالك المجلس العرفى الخاص بفض النزاع لكن هنالك مراسم أخرى ستتم الآن أيضاً وهى عقد قران عواد وصابرين.

ذهب عواد وجلس على طاوله يجلس خلفها مأذون البلده

نادى شيخ الجامع على سالم التهامى كى يأتى لإتمام عقد القران

نهض سالم على مضض وجلس على الناحيه الأخرى للمأذون، مد يدهُ ناحية يد عواد الممدوده بعد أن طلب منه ذالك المأذون، ليضع الآثنين يديهم فى بعض ووضع المأذون المنديل فوق يديهم ثم وضع يده يرتل تراتيل الزواج ويردد خلفه الآثنين، ليتم عقد القران.

جذب سالم يدهُ سريعًا بمجرد ان أنتهى المأذون، سخر عواد بداخله، فهو أظهر عائلتهُ اليوم أنها أقوى عائله بالبلده وفى نفس الوقت أظهر الشهامه والرجوله.

….. ــــــــــــــــــــــــــــــــــ

عصرًا

عاد عواد الى المنزل، إستقبلته إحدى الخادمات قائله:

ألف مبروك يابشمهندس، ضيف حضرتك وصل وهو فى الأوضه اللي أمرتنا بتجهيزها.

رد عواد: تمام روحى أنتى شوفى شغلك.

ذهب عواد الى تلك الغرفه، طرق أكثر من مره على باب الغرفه لكن لا رد، مما جعله يفتح باب الغرفه

نظر بداخلها لم يجد أحد نظر نحو شُرفة الغرفه مبتسمًا لذالك الذى دخل للغرفه يبتسم مازحًا يقول:


أهلاً بالعريس، أخيراً هتتجوز، كنت مفكر إنى مش هشوف اللحظه دى، نفسى أشوف البنت دى، صحيح شوفتها فى الصوره اللى عدلتها كانت حلوه، أكيد فى الحقيقه أحلى من الصوره.

زغده عواد بكتفهُ قائلاً: شكلك عاوزنى أطردك.

ضحك الآخر غامزًا: أيه هو ده دق ولا أيه!

قال هذا وأشار الى قلب عواد.

تبسم عواد قائلاً:

بلاش هزارك الفارغ ده يا “رائف” إنت عارف الحكايه من أولها

ده جواز رد حق مش أكتر.

ضحك رائف قائلاً: رائف كده من غير إحترام ناسى إنى خالك،وأكبر منك بست شهور ونص.

ضحك عواد قائلاً:خال مين دول كانوا بيفكرونى أخوك الكبير وإحنا صغيرين.

ضحك رائف قائلاً بخُبث: طب لما البنت مش فارقه معاك ليه زغدتنى لما قولت عليها فى الصوره حلوه.

توه عواد فى الحديث قائلاً: أمال فين جدى مجاش معاك من إسكندريه ولا أيه؟

رد رائف: لأ طبعًا جه وحط إيده فى البت دودو يلفوا شويه فى البلد، يا بختهُ، بس البت دودو كبرت وبقت موزه يا خساره لو مش طفاستى و تحيه أختى رضعتنى عليك ومكنتش خالها مكنتش عتقتها.

ضحك عواد قائلاً: أهى طفاستك دى بضيع عليك حاجات كتير، هسيبك ترتاح شويه وعندى كم حاجه كده لازم أخلصهم الوقت ضيق قبل المسا.


غمز رائف بعينهُ قائلاً: آه ما أنا عارف الحاجات دى، لازم تجهز برضو عشان تعجب العروسه.

قال رائف هذا وأقترب من عواد ينظر له بتفحص وقال بمزح: دقنك عاوزه شوية تهذيب وكمان شعرك عاوز يقصر شويه، وحاجات تانيه عاوزه تهذيب أكيد الحلاق هيعرف شغلهُ

ضحك عواد قائلاً: والله لو مكنتش خالى كنت بعتك للى يعملك، إصلاح وتهذيب، سلام أشوفك المسا يا خالى.

قال عواد هذا وغادر ضاحكًا، بينما ضحك رائف هو الآخر متمنيًا أن يقع عواد فى عشق تلك الفتاه كى تُزيل تلك القساوه المغلفه قلبهُ، هو أكثر من يعلم كيف إكتسبها بسبب ما مر به بمحنة العلاج الذى خاضها وحيدًا

هو يعلم مفاتيح شخصية عواد لو لم تستفزهُ تلك الفتاه ما كان فكر بالزواج منها،عواد يأخذ هذا الزواج تحدى…لكن لا أحد يستطيع تحدى القدر.

… ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ…..

فى المساء

أمام منزل سالم التهامى

كان عواد يقف أمام سيارتهُ المُزينه بالورود ينتظر أن يخرج سالم بـ صابرين

بالفعل خرجت صابرين من باب المنزل أولاً للحظه تعجب عواد لكن خرج خلف صابرين سالم وسار بجوارها بينهم مسافه صغيره الى أن وصل الى مكان وقوف عواد مد سالم يدهُ مسك يد صابرين وقام برفعها ناحية يد عواد الممدوده وأعطاه إياها بصمت دون أى حديث.


شعرت صابرين بغصه قويه فى قلبها وتدمعت عينيها لولا ذالك الوشاح الأبيض الموضوع على وجهها لرأى سالم تلك الدمعه المُتحسره فى عينيها

……. ــــــــــــــــــــــــــــــــ

بمنزل جمال التهامي

كانت ساميه تنوح وتلوم على جمال قبوله لذالك الصُلح.

رد عليها جمال بقسوه:

كنتى عاوزانى أرفض الصُلح ده ونخسر إبنك التانى هو كمان،اللى عملته هو الصح عشان أحافظ على إبنى التانى،كفايه سمعت كلامك مره وأطمعت فى حتة أرض دفعت تمنها موت إبنى الكبير.

ردت ساميه:بلاش تسمع لـ بخ صبريه الفارغ السبب فى قتل مصطفى هى الفاجره صابرين وهى اللى فازت وأتجوزت من الواطى اللى فرطت فى نفسها له.

رد جمال:كدب،صابرين شريفه،أنا أخدتها لعند دكتوره فى إسكندريه وأكدتلى إنها بنت بنوت ومحدش لمسها.

صُعقت ساميه وحاولت تشويه صابرين قائله:

ما يمكن متفقه مع الدكتوره او حتى يمكن عملت عمليه زى اللى بنسمع عنهم.

هز جمال رأسه بيآس قائلاً:

تعرفى كل اللى حصل كان نتيجة طمعك فى حتة أرض،لعبتى فى دماغى وقتها ووافقتك عالطمع ،الأرض دى ملعونه بالدم،وكفايه أرحمينى وبلاش تزودى بخ سم فى ودان إبنك التانى اللى جاي بعد عشر أيام.


….. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

بعد قليل بحديقة منزل زهران

فتح عواد باب السياره ومد يدهُ ناحية صابرين كى يساعدها على النزول من السياره،لكن تجاهلت صابرين يدهُ ورفعت ذالك الوشاح الأبيض عن وجهها ونزلت وحدها من السياره دون مساعدته

وقفت لجواره،تجاهل هو الآخر ذالك بسخريه مُرغم ،لكن ثنى ذراعهُ كى تضع يدها بين ثنايا ذراعهُ كى يدخل بها الى المنزل

وضعت يدها مُرغمه وقبل أن تسير،كان هنالك ذبيحه تُذبح أمامهم،للحظه شعرت صابرين بالغثيان من ذالك المنظر وضعت يدها على فمها…لاحظ عواد ذالك

فمال على أذنها هامسًا بسخريه :

أيه العروسه حامل ولا المنظر ده أول مره تشوفيه.

نظرت صابرين له بمقت وإمتعاض وكادت ترد عليه أن ،لو بيدها لذبحته مثل تلك الذبيحه، لكن تجاهلت الرد عليه حين إقتربت فاديه عليها ترسم بسمه مُزيفه ورفعت ذيل الفستان قليلاً عن الأرض حتى لا يتلوث الفستان بدماء الذبيحه.

سار عواد بـ صابرين بضع خطوات توجه الى تلك الخيمه الموجوده بحديقة المنزل، تفاجئت صابرين بوالدة عواد وزوجتي عميه يقفون أمام تلك الخيمه،يبتسمون ، تقدمت أحلام زوجة عمه وجذبت يد صابرين من يدهُ بقوه قائله:

كده مهمتك خلصت يا عواد،الخيمه كلها ستات،هات عروستنا وروح إنت لقعدة الرجاله،قدام الدار.


بالفعل ترك عواد صابرين وذهب،بينما شعرت صابرين نحو تلك المرأه بمقت ودخلت معها الى داخل تلك الخيمه الكبيره كان هنالك حضور طاغى

لـكل نسوة البلد تقريبًا حتى والداتها وصبريه من ضمن الحاضرات…

تقبلت الجلوس بينهن على مضض منها.

جلست فاديه جوار صابرين

لكن بعد قليل نهضت وجلست جوار حماتها وسحر،اللتان سممتا أذنيها وذكراها بـ عِلتها التى تحاول نسيانها،كبتت دموع عينيها،لكن شعرت أنها لم تعد قادره وستبكى بأى لحظه،نهضت بحجة أنها ستذهب الى الحمام،بالفعل تركت الخيمه ودخلت الى داخل المنزل سألت إحدى الخادمات عن مكان حمام قريب،دلتها الخادمه على مكان حمام بالدور الثانى

ذهبت الى ذالك الحمام ظلت لدقائق تبكى الى أن شعرت براحه قليلاً،غسلت وجهها وخرجت من الحمام كى تعود لتلك الخيمه قبل أن يلاحظ أحد غيابها.

لكن يبدوا أنه يوم البؤس ليس فقط لأختها،بل لها أيضًا حين رأت آخر من تود أن تراه اليوم،لكن تجاهلت ذالك وأكملت نزول السلم.

بينما قبل دقيقه شعر فاروق بالسأم من تلك المظاهر ببن الرجال، فنهض

زفر نفسه بغضب وهو يدخل الى المنزل يشتاط غضب و غيظ، لكن

أثناء صعوده السلم، رفع وجهه تفاجئ حين وقع بصره على آخر من كان يريد أن يراها هذه الليله.


هى الآخرى لم تكون أفضل منه وهى بمنزله تشعر بالإختناق تود أن تنتهى تلك الليله وتغادر.

تلاقت عيناهم لقاء الأمواج حين تصدم بصخور الشاطئ بقوتها العاتيه فتنثر المياه المالحه فى كل إتجاه.

تحدث هو بصوت محشرج:

إزيك يا فاديه

حاولت الثبات وردت بصوت هادئ:

الحمد لله كويسه جدًا، وأنت أخبارك أيه.

ماذا تسأله عن أخباره لا تعلم أنه بعدها يعيش جسد خالى الروح، يتمنى أن يمضى اليوم فقط لايشعر بأى هدف لبقاؤه حي.

طال صمته وهو يتأمل ملامح وجهها، كادت تشعر بضعف فـ تجنبت منه ومرت جواره كى تنزل

بينما هو

أغمض عيناه للحظه وهى تمر بجانبه لكن شعر بظمأ فى قلبه

هنا لم يستطيع السيطره على عقلهُ، جذبها من يدها قبل أن تُكمل نزول باقى درجات السلم وأخذها وصعد الى أعلى المنزل،

سلتت يدها من يدهُ بقوه قائله بحِده:

إنت إتجننت إزاى تسحبنى وراك كده، فاكرنى بهيمه من اللى عندك فى مزارعك، وإزاى مفكرتش إن ممكن حد يشوفك وأنت ساحبنى من إيدى كده يقول عليا أيه.

كان يتأمل ملامحها التى مازالت محفوره فى راسه مازال عشقها موشوم بقلبه.


بينما فاديه تضايقت من نظرات عيناه، وأدارت جسدها حتى تنزل مره أخرى…

لكن هو مسك يدها مره أخرى

نفضت فاديه يدهُ عنها بقوه قائله:

إبعد عنى يا فاروق

لم تُكمل حدتها فى الحديث حين قال:

وحشتينى يا فاديه.

ضحكت ساخره تقول:

وحشتك، بأى حق، أنا وأنت إنتهينا قصتنا خلصت قبل ما تبدأ، إنت اللى نهيتها، لأنك واحد جبان،ياريتك حتى عومت معايا ضد التيار وبلعتنا ألامواج،لكن انت هربت وفرقتنا كل واحد فى إتجاه ،كنت هقول يكفيني شرف المحاوله إنما إنت إستسلمت حتى من قبل ما الموجه الأولى ما توصل للشط، أسست حياتك مع غيرى وشايفه إن كونت معاها بيت وعيله بعيد عن وهم بيت الرمال اللى كنا بنبنيه سوا،وإتهد لما دوست عليه برجِلك، إنما أنا خاليه الوفاض.

قالت هذا وتركته وحيد يشعر بطعم ملح مياه البحر تُغرق قلبه التعيس… هو بالفعل جبان نادم ليته حارب ضد الأمواج وغرق بها و معها.

بينما رائف رأى ما حدث بين فاديه وفاروق بالصدفه، وتعجب لكن شعر بنغزه فى قلبه حين كادت تتصادم معه فاديه على باب المنزل، وقع بصرهُ على عينيها الحزينه وشعر بغصه فى قلبهُ وتنحى جانبًا لها كى تخرج من باب المنزل، تنهد بشعور لا يعرف تفسير له،ود أن يراها مره أخرى ويعلم من تلك الجميله صاحبة العين الحزينه.

…….، ـــــــــــــــــــــــــــ


يتبع

رواية بحر العشق المالح الحلقة الثامنة

#الموجه_الثامنه

#بحرالعشق_المالح

…. ــــــــــــــــــــــــ

بصوان خاص أمام منزل زهران

كان هنالك وإحتفال خاص بـ ولائم

كان يجلس عواد بين كِبار رجال المحافظه شآنًا و اللذين آتوا ضيوف على منزل زهران منذ صباح اليوم سواء لحضور جلسة الصُلح أو للتهنئه

بـ عُرس عواد زهران

شعر عواد بالسآم من تلك المظاهر الفارغه بالنسبه له.

فى نفس الوقت عاد رائف مره أخرى للصوان وجلس مكانه جوار عواد الذى يُزفر دخان سيجارتهُ بسآم واضح تبسم رائف قائلاً بمكر:

مالك بتنفخ دخان السيجاره كده ليه،زهقت من قاعدة الرجاله ونفسك تدخل للعروسه.

زفر عواد دخان السيجاره مره أخرى قائلاً: بطل تلميحاتك دى كل الحكايه إنى زهقت من المظاهر الفارغه دى مكنتش متوقع إنى عمى يعمل كل ده كان هدفى فرح عاضيق،بس طبعًا عمي لازم يتفشخر ، غير إن حاسس بوجع طفيف فى رِجليا.

نظر له رائف قائلاً: إنت معملتش الفحص الطبى الدورى بتاع كل سنه ولا أيه؟

رد عواد: لأ زهقت من الفحوصات دى،دى بتتعبنى أكتر وبفضل بعدها موجوع لفتره، وبعدين بقولك وجع طفيف، تلاقيه بسبب لما……

صمت عواد يتذكر جثوهُ على ساقيه أمام جمال التهامى..لابد أن هذا سبب ذاك الآلم الذى يشعر به.

تحدث رائف بحِيره:

بسبب أيه؟

رد عواد:مفيش خلاص هو وجع طفيف،شويه ويروح…وبعدين إنت دخلت جوه أيه اللى غيبك كده على ما رجعت،وكمان مش شايف عمى فاروق أكيد مش طايق نفسهُ،هو كان معترض عالصُلح لآخر لحظه.


تذكر رائف تلك الجميله حزينة العينين،وقال:

فاروق دخل لجوه معتقدش إنه هيرجع تانى،فُكك من ده كلهُ.

توقف رائف عن الحديث لثوانى ثم قال بمزح:

أوعى تكون بتتحجج بوجع رِجليك،وتكون الإشاعه إياها بصحيح،معتقدش العروسه بعد اللى عملته ده كله هتستر عليك،دى مهتصدق تمسك عليك ذِله.

ضحك عواد قائلاً: لأ إطمن مش هتمسك عليا ذِله، أخوك بكامل لياقته ورجولته البدنيه.

ضحك رائف قائلاً بمزح:

أشوف بعينى يا إبن أختى قبل ما أصدق الرجوله.

آتى فهمى على مزحهم معا يقول:

ضحكونى معاكم يا شباب، وبعدين فين فاروق.

صمت عواد بينما قال رائف: فاروق دخل من شويه لجوه، وبعدين هى الحفله دى مش هتخلص بقى، أنا هلكان جاى من السفر على اسكندريه ومن إسكندريه على هنا مباشرةً.

رد فهمى: لأ خلاص الضيوف المهمه بدأت تمشى واللى فاضل دول أهالى العيلتين وأهالى البلد، كان نفسى يكون فرح أكبر من كده بس عواد اللى طلب يكون عالضيق.

نظر عواد لعمهُ بسخريه قائلاً بتهكم: كل ده وعالضيق…

ليه ناقص أيه ويبقى فرح كبير.

رد فهمى: كل اللى حصل ده بيحصل يوم حنة العريس، المفروض كنا حجزنا فى قاعه كبيره عشان الزفاف…بس إنت قولت الزفاف فى نفس يوم كتب الكتاب،ومحبتش أخالفك،حتى كمان مُراعاة لمشاعر عم مراتك.


نظر عواد لعمهُ بحُنق قائلاً:

عارف إنك أكتر واحد بيحب يراعى مشاعر الآخرين.

قال عواد هذا ونهض واقفًا يقول: بقول كفايه كده طالما ضيوفك المهمين بدأوا يمشوا يبقى أدخل أنا كمان زهقت من القاعده.

تبسم فهمى قائلاً : براحتك إنت العريس وكمان أحلام رنت عليا من دقايق قالتلى إن العروسه طلعت للجناح الخاص بيكم.

رغم ضيق عواد أن صابرين دخلت الى جناحهم الخاص دونه، لكن أماء برأسهُ لعمه وتوجه لدخول المنزل، خلفه رائف الذى لاحظ ضيق عواد فـ قال بمكر:

يظهر العروسه مستعجله على دخول القفص… مش مستنيه إنك تروح تاخدها من الخيمه.

نظر له عواد صامتًا الى أن دخلا الإثنين الى داخل المنزل،وتوجه عواد ناحية سُلم الصعود،نظر أمامهُ وجد والداته تنزل برفقة فاديه وصبريه..تبسمت والداته قائله

بفرحه وحنان:

مبروك يا عواد ربنا يهدى سِركم ويرزقكم الذريه الصالحه.

كذالك قالت له فاديه وصبريه بينما شهيره إلتزمت الصمت .

رد عواد عليهن بإختصار:متشكر.

قال هذا ثم أكمل الصعود

بينما أكملت تحيه وفاديه وصبريه وشهيره نزول السلم،


لثانى مره يتقابل رائف مع صاحبة العينين الحزينه،لم تتوقف كثيرًا ذهبت مع تحيه وصبريه التى يعرفها، الى خارج المنزل…لا يعلم لما فكر أن ينتظر عودة تحيه ويسألها عنها لكن فى نفس الوقت دخلت غيداء مبتسمه تقترب من رائف الذى تبسم لها قائلاً:

عقبالك يا دودو مع إن قلبى هينجرح وقتها ومش هيطاوعنى أشوفك عروسه لغيرى… أوعى تقوليلى إن فى حد شغل قلبك من قبلى.

إبتسمت تحيه التى عادت بعد أن ودعت فاديه…وإقتربت من مكان وقوفهم وضعت يدها على كتف رائف قائله:بطل هزارك ده وأكيد طبعًا محدش شاغل قلبها ده كلام سابق لآوانه

،لسه بدرى على جواز غيداء مش قبل ما تخلص دراستها الأول.

شعرت غيداء،بالغبطه والدتها مازلت تراها تلك الطفله لا ترى أنها أصبحت فى أول العشرون من عمرها، وتريد أن تشعر بأهتمام.

……. ــــ

بينما قبل قليل.

بتلك الخيمه التى بحديقة منزل زهران كانت النساء تُغنى بعض الأغانى الشعبيه وبعضهن يتبارين بالرقص، بمرح.

بينما صابرين كانت تشعر بالضجر من نظرات من النساء الجالسه بينهم فى تلك الخيمه،تشعر بهمسهن عليها،حتى الغناء والرقص لم يمنعهن من الهمز واللمز ، كانت تجلس لجوارها تحيه من ناحيه والناحيه الاخرى كانت تجلس فاديه التى عادت تجلس لجوارها بقلب مكدوم ووجه شبه مبتسم مجامله أمام النساء


مالت صابرين على فاديه وهمست لها أنها تشعر بالضجر وتريد النهوض .

شعرت تحيه بخُطبِ ما،فقالت:

فى أيه يا حبيبتي.

ردت فاديه:لأ أبداً مفيش.

نظرت صابرين لـ فاديه بضيق ثم نظرت لـ تحيه قائله:

فى أنى زهقت من نظرات وهمسات النسوان عليا وبقول مش كفايه كده.

رغم طريقة صابرين الجافه فى الحديث لكن تبسمت تحيه قائله: كفايه يا حبيبتى، النسوان معندهمش مانع يباتوا هنا طول ما الغُنا والرقص شغال، خليني أخدك للجناح بتاعك إنتِ وعواد.

بالفعل نهضت صابرين ونهض خلفها فاديه وتحيه، كذالك

أحلام التى أقتربت منهن قائله: وقفتوا ليه؟

ردت تحيه: صابرين تعبت من القعده، كفايه كده.

ردت أحلام: بس النسوان مج لسه قاعده.

ردت تحيه: يفضلوا زى ما هما عاوزين براحتهم،كفايه كده قاعدة صابرين مش هتأثر.

بينما قالت صبريه التى إقتربت هى و شهيره منهن : فعلاً كفايه كده،ملهاش لازمه قاعدة صابرين، طول ما هى قاعده مفيش واحده من الستات هتتزحزح من مكانها.

ردت أحلام: براحتكم، مش المفروض كنا نستنى عواد هو اللى يجى ياخدها لجناحهم.

ردت صابرين: أنا خلاص مش قادره أتحمل أكتر من كده إنى أبقى فُرجه للستات، لو سمحتى يا طنط ممكن تاخدينى للجناح بتاعى أنا وعواد.


شعرت أحلام بالضجر من رد صابرين الجاف وصمتت، بينما تحيه قالت لها: يلا يا حبيبتى… خليكِ إنتِ هنا يا أحلام مع الستات.

أمائت احلام رأسها بمواقفه بداخلها تشعر بإمتعاض…

لوت شفاها حين إقتربت منها سحر قائله:

هى الحجه تحيه خدت مرات إبنها وأختها وامها ومعاهم صبريه وطلعوا من الخيمه ليه؟

ردت أحلام بإمتعاض:

أصل العروسه زهقت من القاعده، خدتها على جناحها هى وعواد… أكيد مضايقه من نظرات الستات لها ناسيه الحكايه القديمه بتاعتها هى وعواد، يلا كويس إن تم الصُلح بجوازهم، متأكده عواد لو مكنتش على كيفه كان عمرهُ ما رضي بشروط الصُلح عشان يوصلها، خلينا إحنا نقعد مع الستات.

بينما ذهبت صابرين مع تحيه وخلفهن فاديه وصبريه وشهيره… وصعدن اى ذالك الجناح الخاص بـ عواد

دخلت تحيه أولاً ثم بعدها صابرين التى ترفع ذيل فستانها الأبيض وتساعدها فاديه من خلفهن صبريه وشهيره، التى شعرت بآن صابرين تشعر بالضياع تآلم قلبها وهى تشعر بقلب صابرين المسئوم، حتي إن كانت ترسم إبتسامه خادعه على وجهها…

لم تبقين معها كثيراً وغادرن وتركنها وحدها بالجناح

شعرت صابرين بالإستياء قليلاً، ذهبت نحو فراش الغرفة وجلست عليه تنظر الى أثاث الغرفه الراقى بإشمئزاز…

لكن نهضت سريعًا حين تذكرت أن عواد بالتأكيد سيآتى بعد قليل


أثناء سيرها إنعكست صورتها بتلك المرآه الموجوده بأثاث الغرفه

توقفت تنظر لإنعكاسها بها، سخرت من نفسها لثانى مره ترتدى زي العروس، ومع ذالك لم تشعر بفرحة العروس، فى المرتين.. ودت أن تُكسر تلك المرآه لكن تراجعت حين ظهر بالخلفيه الفراش رأت عليه بعض الملابس تهكمت ساخره، وتوجهت ناحية الفراش تُمسك تلك الملابس النسائيه لتجدها ملابس حريريه شفافه كذالك قصيره بعض الشئ ، ضحكت بسخريه منها وألقتها بغضب على الفراش مره أخرى توجهت نحو دولاب الملابس فتحت أكثر من ضلفه الى أن وجدت ثيابها،جذبت بنطال أسود من المُخمل الثقيل وقميص أزرق من الجينز وخلعت عنها فستانها الأبيض ثم إرتدت تلك الملابس التى لحدٍ ما تُشبه زى الرجال ،صففت شعرها وقامت بجمعه بأحد مشابك الشعر على شكل كعكه فوضويه،رغم أن اليوم ليس مرهق بدنيًا لكن مُرهق وجدانيًا شعرت بالإرهاق جلست على الفراش،نظرت لإنعكاسها بالمرآه وتبسمت بإستهزاء،لكن فجأه غص قلبها

حين آتى لخيالها تلك الذكرى التى كانت السبب الرئيسى فى موافقتها على الزواج من عواد

[عوده ليوم إعلام الوراثه]

قبلها بليله مساءً

رغم شعور صابرين ببٕغض عمها جمال لها بعد ما حدث وتجنبه لها لكنها تفاجئت بـإتصال هاتفى منهُ

يطلب منها الحضور للبلده من أجل إنهاء إعلام الوراثه الخاص بـ مصطفى على إعتبارها ضمن الورثه،رغم تعجبها لكن أبدت الموافقه وأنها ستذهب صباحً الى البلده من أجل ذالك


بالفعل بظهيرة اليوم التالى

بمكتب أحد المحامين كان اللقاء

دخلت صابرين الى هذا المكتب

وجدت عمها وزوجته يجلسان،وهنالك فتاه بعمر مصطفى تقريبًا تجلس وعلى ساقيها طفله صغيره لم تتم العام بعد

تفاجئت بمن آتى خلفها حين قال:

سلاموا عليكم.

نظرت له صابرين بإنشراح هو والداها آتى بالتأكيد يساندها،لكن للآسف تخطاها وذهب يجلس على أحد المقاعد،شعرت صابرين بكسره فى قلبها لكن حاولت الثبات،وجلست هى الأخرى على أحد المقاعد…الى أن تحدث المحامى قائلاً:

أنا النهارده جمعتكم بناءًا على طلب الدكتوره

“هيام المنصوري”

بشآن إعلام الوراثه الخاص بالمرحوم مصطفى جمال التهامى.

تعجبت صابرين كذالك سالم، بينما جمال وساميه لم يُعطيا أى تآثر بذالك

فقالت صابرين بإستخبار:

مش فاهمه قصد حضرتك، أنا عمى طلبنى بشآن إعلام الوراثه وإنى لازم أحضر، باريت توضيح سبب إن مدام هيام تبقى موجوده او قصدى إن هى اللى تطلب إعلام الوراثه.

رد المحامى

الدكتوره “هيام المنصوري” تبقى أرملة مصطفى التهامى وكمان أُم بنته الوحيده “صابرين”


صدمه… لا فاجعه بالنسبه لـ صابرين حاولت الحديث لكن كآن إنحشر صوتها بحلقها وهى تنظر نحو عمها الذى لم يتحدث ويُكذب ذالك كذالك ساميه، شعرت أنها ربما سمعت خطأ، لكن ملامح وجه سالم المصدوم مثلها كفيله تؤكد ما سمعته من المحامى الذى عاود الحديث:

أنا معايا عقد زواج رسمى بين المرحوم مصطفى التهامى ومدام هيام المنصورى الزواج تم من حوالى سنتين تقريبًا والزواج أثمر عن الطفله صابرين مصطفى التهامى البالغه حوالى حداشر شهر.

لاااا…عقل صابرين لا يستوعب مصطفى كان متزوج من قبل أن يعقد قرانهُ عليها،كانت بالنسبه له زوجه ثانيه

كيف حدث ذالك،مصطفى من كان يتفاخر بعشقهُ لها كان متزوج من أخرى ومعه طفله،لكن عادت تستوعب أليس مصطفى هو من صدق الكذب عليها وسار خلف شيطانهُ الذى أودى بحياتهُ…

إستجمعت صابرين قوتها و إبتلعت ريقها الجاف رغم أن الطقس خريفى لكن تشعر بحلقها يكاد ينشف وقالت:

برضوا مش فاهمه ليه عمى إتصل عليا وطلب منى أحضر لهنا بشآن إعلام الوراثه؟

رد المحامى:ده مكنش طلب

الأستاذ جمال ،ده كان طلبى أنا منه،حضرتك كان معقود قرانك عالمرحوم مصطفى وده مثبوت فى سجلات الحكومه،حتى لو لم يتم إستكمال بقية أمور الزواج والمقصودطبعًا،هو “الخلوه الشرعيه”الخاصه بالازواج بس سجلات الحكومه ملهاش دخل بالأمور دى،إلا لو تم إثبات ذالك عن طريق المختصين بالشئون دى زى إثبات إن محصلش بينكم أى معاشره زوجيه،وده مش موضوعنا


بس حضرتك بصفتك زوجه قدام القانون ليكِ حق فى ميراث زيك زى الدكتوره هيام،وده سبب تجمعنا النهارده

قدامى مستندات بتثبت إن المرحوم مصطفى كان بيملُك شقه فى مدينه قريبه من البلد ودى كانت شقة الزوجيه له مع الدكتوره هيام ، كذالك مبلغ مالى لا بآس به فى أحد البنوك، غير صيدليه خاصه بيه فى الأسكندريه، وشقه كمان فى الاسكندريه… دى مفردات تركة المرحوم مصطفى… وكمان بصفة إن والدي المرحوم عايشين فهما كمان لهم نسبه فى ورثهُ.

عقل صابرين لا يستوعب، مصطفى كل ما كانت تعرفه عنه أنه يمتلك فقط تلك الشقه بمنزل عمها ومبلغ مالى لم تكن تعرف قيمته…

عاود المحامى الحديث، بشرع ربنا إنتى المفروض زوجه وليكِ السُدس فى أملاكهُ بس طبعًا لم يتم إستكمال الزواج فده عرفيًا بتاخدى نص ميراثك فقط

وكذالك الدكتوره هيام لها السُدس وبنتها لوحدها هتورث ربع تِركة والداها غير ميراث والدي المرحوم.

تحدثت ساميه بتسرُع قائله:

لو بحق ربنا دى متورثش مليم دى هى السبب فى موته بسبب….

صمت ساميه حين قاطعها المحامى قائلاً:

من فضلك يا حجه خلينى أكمل ومنواشاتكم دى تبقى بعيد عن مكتبى، انا بتكلم فى الشِق القانونى والشرعي.


صمتت ساميه، بينما نهضت صابرين التى تشعر بضياع كيف خُدعت لهذه الدرجه وقالت بشجاعه:

أنا مع كلام مرات عمى أنا فعلاً مستحقش أى ميراث من مصطفى وبتنازل عن كل ميراثى لـ بنتهُ هى الأحق والأولى… ومستعده أمضى على كده دلوقتي.

نظرت هيام نحو صابرين بتعجب وقالت:

أنا من اول الجالسه وانا كنت مستمعه فقط، بصراحه متوقعتش رد فعلك ده.

نظرت صابرين لـ هيام قائله: ليه كنت مفكره إنى هقبل على نفسى ميراث ماليش الحق فيه متهيألى إن لازم تكونى مبسوطه أنى هتنازل عن ميراثى لبنتك، بس ليا عندك إستفسار، ليه مصطفى أخفى جوازه منك وبالذات إنك مخلفه منه.

ردت هيام: أنا اللى طلبت من مصطفى يتجوزنى من البدايه، يا صابرين، وهو رفض وقالى إنه بيحب بنت عمه وشبه متكلم عنها رسمى، بس كان فى قدامنا إحنا الإتنين فرصه كبيره إننا نحسن مستوانا، والسبب كان عقد العمل فى السعوديه

صحيح مصطفى سبقنى بالسفر بـ سنه بس أنا بعدها جالى نفس العقد عن طريق صديق مشترك بينا وهو نفسه اللى جاب لـ مصطفى عقد العمل فى شركة الادويه بس طبعًا شروط النساء مختلفه لازم يكون فى مِحرم أنا ومصطفى كنا زمايل فى الجامعه وبندرس سوا وهقولك كان فى إعجاب أو حب من ناخيتى، أنا وقتها يآست إنى أفوز بالعقد ده، لآن كان لازم أتعاقد وأسافر فى مده صغيره وطبعاً مكنتش هروح أجيب واحد من الشارع أتجوزه وأخدهُ معايا كـ مِحرم فى السعوديه فقولت خلاص مفيش نصيب بس بعد ما كنت خلاص هرفض العقد لقيت مصطفى بيتصل عليا وطلب منى نتقابل، روحت أقابلهُ وقولت له إنى خلاص هرفض العقد والسبب إنى مش متجوزه وبابا متوفى وأخواتى كل واحد فى طريقهُ، لقيته فضل ساكت لدقايق وبعدها إتفاجئت بعرضه إنه ممكن يكتب كتابهُ عليا وهو كده كده بيشتغل فى نفس شركة الأدوية وبجوازنا هنبقى فى سكن واحد

أفضل الهدايا لأحبائكم


وفعلاً كتبنا الكتاب من سنتين ونص تقريباً وبعدها سافرنا وبدئنا حياتنا هناك سوا، وأنا كنت بساعد مع مصطفى من مرتبى وكان عندى خلفيه بكل ممتلكاته لأنه كان بيشتريها عن طريق سماسره بيتعامل معاهم بوساطة بعض الأشخاص معرفه.

ردت صابرين بإستفسار: وأنتِ كنتِ طبعاً بتشاركِ بجزء معاه فى الشراء.

صمتت هيام.

فقالت صابرين: زى ما توقعت، تمام كده يبقى أنا مستحقش أى حاجه ده تعبك فى الغُربه وحق بنتك.

قالت صابرين هذا ونظرت للمحامى قائله: جهز تنازل منى لـ مدام هيام.

أماء لها المخامى برأسه ، نظرت ناحية زوجة عمها التى تجلس كآنها نسيت آلم فُراق إبنها وتنظر لـ صابرين بشمت أنها كانت تعلم بزواج مصطفى من أخرى، ربما هذا ما جعلها تشعر بظفر وتشفى فى صابرين.

باعدت صابرين نظرها عن زوجة عمها ونظرت له ترى بعينيه نظرة إنكسار، تآلم قلبها..

نظرت نحو والداها الذى يجلس صامتًا كم تمنت أن ينهض ويجذبها لحضنهُ قائلاً:

إبنتى أنا أساندك لم أصدق تلك الكذبه عليكِ لكن خاب أملها،حين قال المحامى:

التنازل جاهز يا دكتوره.

ذهبت صابرين وأخذت ذالك التنازل وقرأته ثم وضعت إمضتها عليه،ثم توجهت ناحية باب المكتب لكن توقفت للحظه حين سمعت صوت والداها للحظه عاد الأمل لقلبها


لكن خاب حين قال لها:

هترجعى إسكندريه تانى النهارده.

نظرت صابرين له بدمعه تمنت أن يقول لها إبقي اليوم هنا

لكن كان أنتظار بلا أمل…

ردت عليه:ايوا انا جايه بعربيتى والوقت لسه بدرى هلحق اوصل إسكندريه قبل الضلمه .

إنتظرت صابرين لدقيقه أن يقول لها ظلى الليله هنا،لكن صمت والداها يآس قلبها وغادرت الى سيارتها وضعت نظارة شمسيه حول عينيها تُخفى تلك الدموع وإنتظرت ربما يلحقها والداها لكن أمل واهى،جففت صابرين دموع عينيها بيآس ووضعت مفتاح السياره بالمقود وقامت بتشغيل السياره وإنطلقت عائده الى الأسكندريه

تشعر بالضياع إنهدمت حياتها تخلى عنها والداها وصدق عنها كذبه تركها تعود للعيش مع صبريه فى الأسكندريه كآنها لا تعنيه

كان الطريق صغير كادت أن تصتطدم بسياره عند مفرق الطريق حين تقابلت مع سياره أخرى،لولا أن توقفت تلك السياره لكانت إصتطدمت بها…توقفت هى الأخرى فجأه…ونظرت الى تلك السياره تعرفت على تلك السياره كانت تلك السياره آخر من تريد رؤية من يقودها الآن وهى بهذا تشعر بطعم المياه المالح فى حلقها.

إنها تلك السياره التى سبق وإختطفت بها ومن الذى يقودها إنه ذالك الوغد الذى دمر حياتها بكذبه منه،إنتقامًا كما أخبرتها صبريه بذالك لاحقًا.


ببنما عواد الذى كاد أن يسب من يقود تلك السياره حين وقع بصرهُ عليها تلجم لسانها لكن أشار عليه عقله لا مانع من عرض شيق الآن…ترجل من السياره وتوجه الى مكان وقوف سيارة صابرين وقام بالطرق على زحاج شباك السياره المجاور لها.

تضايقت صابرين ولم تعطى له إهتمام لكن عاود الطرق على شباك السياره،مما جعلها تفتح الزجاج وقالن بتهجم:

خير عاوز أيه،أظن إن إنت اللى غلطان سايق و…..

قاطعها عواد بنبرة سخريه قائلاً:

أنا عربيتى أتوماتيك غير إنها ماركه مش زى عربيتك،وبعدين من زمان متقبلناش يا دكتوره.

ردت صابرين:وإنت إزاى بكل الحقاره دى اللى يسمعك يفكر إننا أحبه،إبعد عن الطريق خلينى أعدى.

نظر عواد لساعة يدهُ كانت الساعه تقترب من الرابعه والنصف عصرًا بأخر أيام الخريف،فقال:

هتعدى تروحى فين دلوقتي يا دكتوره المغرب فاضل عليه أقل من ساعه ويأذن،مش بعيد توصلى إسكندريه عالعشا.

ردت صابرين:وإنت مالك إبعد عن طريقى يا عواد يا زهران…ومتفكرش إنى نسيت اللى عملته ومعرفش إزاى خرجت من القضيه بالسهوله دى .

تهكم عواد قائلاً: خرجت من القضيه لأنى مش انا اللى بدأت بالتعدى، أنا كنت بدافع عن نفسى.

ردت صابرين: تعرف إنك إنت ومصطفى كنتم تستحقوا القتل.


قالت صابرين هذا وادارت سيارتها مره أخرى تقودها حاولت تفادى المرور من جوار سيارتهُ بالفعل تفادتها لكن قامت بحكها.

عاد عواد الى سيارته ونظر الى تلك الحكه بالسياره تبسم لكن فكر فى قولها أنه كان يستحق القتل هو ومصطفى…

ماذا تقصد بذالك، لم يفكر كثيراً لكن جاء إليه قرار لابد من أخذه هذا وقته وهى الانسب بالنسبه له، أنه قرار الزواج.

بينما صابرين قادت السياره تشعر بالإحباط والضياع تمنت أن كانت إنتهت حياتها ذالك الوغد مصطفى لم يكن أقل حقاره من عواد.

[عوده]

عادت صابرين من تلك الذكرى حين سمعت صوت فتح باب الجناح توقعت دخول عواد للغرفه بأى لحظه

بينما عواد دخل الى الجناح أغلق هاتفه قبل أن يدخل الى الغرفه

فى البدايه تهكم ساخرًا لنفسه حين رأى صابرين تجلس على الفراش بهذا الشكل الغير متوقع، أعتقد أن يراها مازالت جالسه بفستان الزفاف لكن

إبتسم بزهو وهو يرها جالسه على الفراش فى إنتظارهُ

تحدث بإستخفاف:

“صابره التهامى”…. هنا فى أوضتى وعلى سريرى.

نهضت بعنفوان وكبرياء قائله:


أنا فى أوضتك وعلى سريرك بس متحلمش إنك تلمسنى يا إبن “زهران”

ضحك بإستهزاء، وهو يقترب منها وأخذ يدور حولها بنفس الضحكه،

وفجأه توقف وجذبها بقوه لصدره وحاوطها بيديه اللذان يغرسهما فوق خصرها بقوه، جعلها تتآن.

تفاجئت بذالك وحاولت التملُص من بين يديه

لكن يديه كانت قويه، مثل مخالب الذئب حول فريسته.

نظر لعينيها وقال بإستهزاء:

فى عروسه تلبس لعريسها قميص وبنطلون رجالى.

نظرت لعينيه بشرر وهى تحاول أن تفُك حصار يديه عنها قائله بلذاعه:

كنت عاوزنى ألبسلك أيه… الشفتشى.

ضحك أقوى وهو مازال يأثر جسدها بقوه أكثر قائلاً بسخريه:

يظهر إن الدكتوره عندها جهل بلبس العرايس ليلة الدخله، بس متقلقيش أنا هعلمك تلبسى ليا أيه.

قال هذا وفك حصار يديه عنها

للحظه تنهدت تستنشق أنفاسها الهاربه، لكن فوجئت به وضع يديه على ياقة القميص التى ترتديه، وشقهُ بقوه نصفين، ليظهر أمامهُ نصف جسدها الشبه عارى الإ من إحدى ملابسها الداخليه.

تضايقت بشده وبلا إهتمام ولا تفكير كانت تصفعه صفعه قويه على وجهه… شعرت بعدها براحه نفسيه لم تدوم كثيرًا،


بينما هو تلقى الصفعه ليشتعل بداخله مراجل من جحيم فى عيناه التى تحولت للون الدم مثل أعين الذئاب.

جذبها من يدها التى صفعته بقوه وألقاها فوق الفراش

وقبل أن تنهض كان يعتليها بجسده، وأمسك يديها بقوه يقيدهما قائلاً بغيظ:

عندنا فى المدبح البهيمه الطايشه بنلجمها قبل الدبح.

حاولت سلت يديها من بين يديه لكن كان هو الأقوى

تلاقت عيناهم… كل منهم ينظر للآخر بتحدى أنه هو الأقوى.

تبسم بسخريه لها وقال: متحاوليش تناطحى

“عواد زهران” كبير عيلة “زهران”

كل اللى حاول يناطحنى قبل كده سويتهم بالحريم، وأخرهم كان رجال عيلة “التهامى”

نظرت له وقالت بتحدى: كان لازم تقتل حريم عيلة التهامى قبل رجالتها، لأن حريمها

نارهم مبتبردش غير لما تشعل فى قلب عدوينهم نار مش بتهدى حتى لو بقت رماد، بتفضل شاعله تلهبهم.

ضحك على حديثها بسخريه قائلاً:

وماله نولع بالنار دى سوا.

إنهى قوله وجثم فوق جسدها ،يستبيحهُ

بينما هى لم تقاومه،لكن أعطته شعور بنفورها وإشمئزازها منه.

نهض عنها بعض يشعر هو الآخر بالنفور مما فعله،لكن أظهر عكس ذالك وإرتمى بجسدهُ فوق الفراش،يقول بإنتشاء كاذب:


مبروك…بقيتى واحده من حريم عيلة “زهران”

يا بنت “التهامى ” سابقًا.

قال هذا ونهض ينحنى عليها ينظر لها بتشفى، بادلته النظره بثقه

وقالت: متفكرش إنك نجيت يا إبن “زهران”

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ….

بمنزل الشردى.، بغرفة نوم وفيق و فاديه

كانت فاديه نائمه على الفراش تُغمض عينيها تشعر بضياع

يعود لذاكراتها لقائها بـ فاروق، حقًا لم يُكن اللقاء الأول بينهم منذ أكثر من عشر أعوام كانت هنالك لقاءات سابقه، لكن كان كل منهم يحاول تجنُب الآخر والإستمرار فى حياته، لكن ماذا أختلف لقائها به الليله لما عاد إليها ذالك الوجع التى ظنت أنها تغلبت عليه بعد خُذلانه لها وقبوله الزواج بغيرها دون الألتفات لتلك الأحلام اللذان كان يرسمنها، ضاعت مع أول موجه أقتربت منها ذابت مثل الملح فى المياه

فى أثناء ذالك شعرت بقُبله على جانب عُنقها، فتحت عينيها وهى تشعر بيدي وفيق تسير على جسدها يتودد لها، لكن شعرت أنها لا تريد تلك اللمسات يكفى ما تشعر به من هزيمه، أجل هزيمه فى معركه كانت الطرف الذى يُعطى وبالنهايه يجد السراب من أحقيته.

شعر وفيق بعدم إستجابة فاديه للمساته كالسابق

همس جوار أذنها:

فاديه مالك بقالك فتره متغيره…كل ما أقرب منك أحس إنك مش معايا.


ردت فاديه: مش متغيره ولا حاجه، بس أنا حاسه بشوية إرهاق فى الفتره الاخيره.

تعجب وفيق قائلاً: إرهاق من أيه، أظن شُغل البيت فى خدامه بتقوم بيه.

نظرت فاديه لـ وفيق ماذا تقول له أتقول له الحقيقه الذى لا يعلمها أنها هى الخادمه التى تختلق والداته لها أى عمل من أجل أن تُرهقها وكذالك أبناء أخته حين يأتون بصُحبتها تكون مثل الخادمه لطلباتهم التى لا تنتهى، كل ذالك قادره على تحملهُ لكن ذالك الحديث الذى أصبح نغمه بفاههن حول أنها أصبحت مثل العبء على وفيق لابد أن يكون له ذريه وهى فُرصها تتضائل ليس فقط طبيًا، بل السن الذى أقتربت من الخامسه والثلاثون فمتى تُنجب، أصبحت التلميحات وارده بوجود آخرى الأ يكفيها هذا، لا أتى ذالك اللقاء الليله بـ فاروق لتشعر أنها مثل المركبه التائهه تتخبط الأمواج وتستسلم للغرق قسرًا.

….. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

على الجهه الأخرى بمنزل زهران بغرفة فاروق وسحر

كان فاروق جالسًا على الفراش يضجع بظهره على بعض الوسائد خلفه ينظر بشرود الى ذالك الدخان الذى يُنفثه من تلك السيجاره التى بيده،يتذكر عين فاديه الحزينه فى الماضى كان لعينيها بريق خاص تُشع أملًا وتفاؤل اليوم رأى إمرأه أخرى غير التى عشقها إمراه مهزومه،تذكر قولها أنا خالية الوفاض ماذا تقصد بتلك الجمله،هو يعلم وفيق جيدًا،ربما ناجح مهنيًا لكن ليس لديه شخصيه أمام والداتهُ،تلك المتحجرة القلب هو عرفها من معاملته لها السنوات الماضيه…تحير عقلهُ


لكن فاق من ذالك الشرود على حديث سحر الذى لم ينتبه له إلا حين تقربت منه ووضعت يدها على صدرهُ العارى قائله بهمس:

فاروق.

إنتبه لها فاروق

عاودت الحديث:

مالك بكلمك مش واخد بالك أيه اللى واخد عقلك،أكيد اللى حصل النهارده فى جلسة الصلح،البلد كلها بتتكلم عن ركوع عواد قدام جمال التهامى،معڨول يكون عواد وافق عالصلح وعمل كده عشان بيحب صابرين،دى متستهلش،دى عندها غرور وشايفه نفسها.

نظر فاروق لها قائلاً:قصدك أيه،وأيه عرفك إن صابرين عندها غرور وشايفه نفسها على اللى قدامها.

ردت سحر:ناسى إنها أخت فاديه مرات أخويا،تصور قامت من نص قاعدة النسوان وقالت إنها زهقت والحجه تحيه طاوعتها وطلعتها لجناح سالم ،بس عارف أنا مش مستغربه، فادي أختها، زيها عندها نفس الغرور وأنانيه ومش بتفكر غير فى نفسها.

نظر فاروق لها يقول بتساؤل:وفاديه أنانيه فى أيه بقى.

ردت سحر:لما تكون معيوبه وبدل ما تحاول أنها تبسط جوزها،بستغل حبهُ لها.

تعجب فاروق قائلاً:قصدك أيه بـ معيوبه.

ردت سحر:الخِلفه،فى الاول كانت بتحمل وتسقط بعد مده معينه لما يبدأ الجنين يتخلق فى بطنها،وأهو دلوقتي بقالها أكتر من سنتين محملتش،وماما لمحت لها إن وفيق يتجوز واحده تانيه تخلف له عيال يفرحوا قلبهُ و يشيلوا إسمه ويورثوا من بعدهةاللى بيشقى ويتعب فيه، وهى تفضل على ذمته مكرومه معاهم فى البيت،بس هى بتضغط على وفيق طبعًا بحبهُ لها وهو بيضعف قدامها.


زفر فاروق دخان سيجارته بغضب وكاد يسحق السيجاره بين إصبعيه،وقال:

بلاش تدخلى فى حاجه متخصكيش رأىى إن الموضوع يخصهم هما الاتنين وياما ناس مخلفه ومش حاسه بفرحه فى قلبها،انت بقول بلاش تزنوا إنتى وأمك كتير على وفيق هو حر فى حياته،ودلوقتى أنا مُرهق وعاوز أرتاح.

قال فاروق هذا وأطفئ السيجاره التى بيده بتلك المطفأه الكريستاليه ووضعها على طاوله جوار الفراش وإعتدل نائماً على ظهره،إقتربت منه سحر تتود له،أغمض عينيه لثوانى يتخيل لو أن فاديه هى التى تتودد إليه،كان تاه معها فى نهر يستقى من العشق،بالفعل إمتثل لذااك التودد وغاص فى بحر خيالهُ،ليعود من ذالك الخيال على حقيقه ود نسيانها.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

آتى صباح شتوى جديد

بجناح عواد

إستيقظ الأثنين على صوت رسائل تآتى لهاتف

فتحت صابرين عينيها وهى تعلم أن تلك الرسائل تُرسل لهاتفها،

إستيقظ عواد بتذمر ونظر ناحية هاتفه كان ساكنًا هو أغلق الهاتف أمس قبل أن يدخل الى الجناح، إذن تلك الرسائل لهاتف صابرين

التى إعتدلت فى الفراش وآتت بهاتفها وقامت بفتحه تنظر له مُبتسمه بإنشكاح.

نظر لها عواد الذى إعتدل نائمًا على ظهره قائلاً بتهكم:


مين اللى بيبعتلك رسايل كده عالصبح ناسين إنك عروسه…وفيها أيه الرسايل دى مخليكى مُنشكحه قوى كده.

ردت صابرين بحنق:عروسه،ما علينا،عاوز تعرف أيه سبب إنشكاحى،بسيطه خد إتفرج على الرسايل اللى مبعوته ليا،بس بص لها كويس هتنبسط قوى.

قالت صابرين هذا ومدت يدها بـ هاتفها لعواد يرى تلك الرسائل…

أخذ عواد الهاتف من يد صابرين ورأى أول رساله، سُرعان ما نهض جالسًا على الفراش

ونظر للصوره التى على الهاتف بتمعن مصدوم… قائلاً: الصوره دى متفبركه مش صحيحه.

تبسمت صابرين مش صوره واحده دول أكتر من صوره شوفهم كده كويس.

رأى عواد تلك الصور التى أُرسلت لهاتف صابرين

توضح جثو عواد على ساقيه أمامها وبيده دفتر المأذون من يرى تلك الصور يظن، بل يتأكد أن عواد كان يتذلل لها أن توافق على الزواج به.

شعر عواد بالغيظ قائلاً: متأكد محدش هيصدق الصور دى، واضح إنها فوتشوب.

ردت صابرين بتحدى: هيصدقوا الصور دى، عارف ليه لآن البلد كلها شافتك وإنت راكع قدام عمى بتقدم كفنك له، فأيه الغريب إنهم ميصدقوش إنك راكع قدامى وبتطلب منى إنى اوافق على الجواز منك بعد ما لوثت سمعتى بين أهل البلد بالصوره اللى كانت بتجمعنا وانا قاعده فى حضنك.


وضح بسهوله الغيظ على وجه عواد وعيناه التى إنقلب صفاؤها وكذالك شعورها بأنفاسه التى تصل لها سخونتها.

فتبسمت بتشفى قائله بتهكم: أنت دخلتنى فى لعبه حقيره فى مقايضه بدون شرف منك، واللعبه سهل تتقلب ضدك،

صوره قصاد صوره يا عواد شوفت أنا كمان عندى مبدعين فى الفوتوشوب.

نظر لها عواد بسُحق يود الفتك بها، لكن أظهر البرود قائلاً:

صوره تافهه فى النهايه بقيتى مراتى حتى لو بالغصب وتحت إمريتى.

ضحكت صابرين قائله بتحدى:

غلطان يا عواد، أنا اتجوزتك بمزاجى محدش كان هيقدر يضغط عليا أتجوزك، حتى بابا نفسهُ، متأكده إنى لو كنت قولت لأ مكنش هيغصبنى أتجوزك، زى ما أنا متأكده أنه على يقين إنى مخونتش ثقته فيا،بس يمكن كانت غشاوة وقت .

جذبها عواد عليه بقوه وقام بتقبيلها ثم دفعها تتمدد على الفراش أعتلاها متلمسًا جسدها بشهوانيه قائلاً:

وماله أتجوزتينى بمزاجك، وهتحملى منى وولادك هيشلوا إسم عواد زهران.

رغم نفور صابرين من لمسات عواد لكن ضحكت متهكمه قائله:

تفتكر قبل ما أسيبك تلمسنى مكنتش واخده أحتياطى كويس مستحيل ولادى يشيلوا إسمك، حتى لو عشت عمرى كله من غير خلف… أنا وأنت وقعنا فى دوامة بحر مالح مالوش شط ونهايته الغرق، المايه المالحه مبترويش من العطش.. دى بتنشف القلب.


رفع عواد جسدهُ عن جسد صابرين قليلاً ونظر لعينيها رأى بهم تحدى ، أيقن أن صابرين لن ترفع الرايه بسهوله.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


يتبع

رواية بحر العشق المالح الحلقة التاسعة

#الموجه_التاسعه

#بحرالعشق_المالح

ــــــــــــــــــــــــــــــــ

بــــ منزل سالم التهامي صباحًا

أثناء تناول سالم وجبة الإفطار مع شهيره دخل عليهم بالمطبخ هيثم وإياد قائلان:

صباح الخير.

تبسمت لهما شهيره قائله: صباح النور.

كذالك سالم رد عليه:

صباح النور، فكرتكم هتفضلوا نايمين للضهر.

تثائب هيثم قائلاً: إحنا أساسًا منمناش

كنا بنعدل شوية صور بالفوتشوب بس الحمد لله عملنا إنجاز حتى خُد شوف يا بابا، أنا بفكر أحول من كلية الطب لكلية الهندسه وأبقى مصمم فوتشوب ماهر، الفتره الصغيره اللى فاتنت إياد علمنى على شوية برامج فوتشوب وأنا بقى تفوقت عليه وبقيت بيرفيكت أكتر منه وعينة الصور اللى أنا منتچتها أهى إتفرج كده يا بابا وقولى رأيك.

أخذ سالم الهاتف من يد هيثم ونظر لتلك الصور، ذُهل قائلاً:

أيه ده! إزاى!

رد هيثم بعتاب مبطن بين حديثه:

عشان تعرف يا بابا إن سهل اللعب فى أى صوره، حضرتك مش مصدق الصور اللى معاك، وصدقت صورة صابرين اللى كانت مع عواد،دى زى دى،صوره ودخلت عليها شوية تآثيرات ومنتچتها…

للحظه إنشرح قلب سالم لكن أظهر الجمود قائلاً:

صدقت أو كدبت خلاص،صابرين فى النهايه بقت زوجة عواد،أنا شبعت عندى شغل مهم ومش لازم أتأخر.

نهض سالم الذى نظر نحو شهيره سُرعان ما نهضت خلفه قائله:

إفطروا أنتم على ما أرجع مش هغيب.

نظر هيثم وإياد لبعضمها وإبتسما الى أن دخلت عليهم صبريه تتثائب قائله:


صباح الخير يا شباب،إتأخرت فى النوم وحاسه ودانى بِطِن من القعده بتاع إمبارح فى خيمة الستات،غير حاسه بصداع.

تبسم إياد قائلاً:هى أى حاجه من ناحية صابرين مُتعبه دايمًا،يلا أهى أتجوزت،وزمان الصور وصلتها،خليها تستفز فى عواد تندمهُ عاليوم اللى إتولد فيه.

ضحكت صبريه وهمست لنفسها:بتمنى صابرين تخترق قلب عواد وتزيل الغشاوه اللى عليه ويظهر قلبه الشجاع ويعترف إنه غلط فى حقها لما دخلها فى قصة إنتقام قديمه،عواد فكر إنه بيسترد حق الماضى.

………

بغرفة النوم

دخلت شهيره خلف سالم وجدته جالس على الفراش يُحنى رأسهُ،تحدثت له:

أنا الوحيده اللى فهماك يا سالم،من عِشرتى ليك بقيت أشوف قلبك فيه أيه،إنت من جواك بتتقطع على صابرين ونفسك تاخدها فى حضنك وتقولها أنا مصدق برائتك،وثقتى فيكِ إن عمري ثقتى فيكِ ما إتهزت لكن أوقات بنحس بغشاوه.

رفع سالم وجهه ينظر الى شهيره،تراقصت بعينيه دمعه لكن توقفت بين أهدابهُ قائلاً:

صابرين إنظلمت قوى يا شهيره،عواد دخلها فى إنتقام بدون أخلاق،حتى مصطفى أنا بعد ما كان قلبى مكسور على موته،بس بعد يوم إعلام الوراثه ومعرفتى إنه كان متجوز من واحده تانيه،وحمدت ربنا إن ربنا نجى صابرين من ساميه اللى كانت عارفه بجوازهُ ويمكن هى اللى شجعته عالجوازه دى زيادة طمع منها،لما سألت جمال قالى إنه معرفش غير قبل إعلام الوراثه بكام يوم وإتفاجئ،بس فِرح إن فى ذكرى عايشه من مصطفى،بنته حس إن نار قلبه بردت شويه.


جلست شهيره جوار سالم على الفراش ووضعت يدها فوق يد سالم،الذى ضم يدها بقوه قائلاً:

يوم إعلام الوراثه كان نفسى أضم صابرين لحضنى وأقولها مصطفى كان جبان ميستحقش القهره اللى شايفها فى عينيكِ،حتى لما روحت لها إسكندريه عشان أقول لها على طلب عواد إنه يتجوزها،لو كانت رفضت مكنتش هضغط عليها.

ردت شهيره:عارفه يا سالم كل ده،بس ليا عندى عتاب ليه بتحاول تخبى مشاعرك دى.

هنا فرت دمعه من عيني سالم وقال:

خايف صابرين تبقى زى فاديه وتستسلم وتضعف عشان ترضى غيرها، أنتى عارفه طبيعة صابرين مكنش لها هدف فى حياتها،فاكره حتى فى دراستها كانت بتذاكر بس عشان تنجح وتدخل كليه تضمن بيها وظيفه فى الآخر، إنها يبقى لها دخل مالى تعتمد عليه، لما فرقت درجه وتلاته من عشره على كلية الطب زعلت قوى وقتها فاكره أنا قولت لها أدخلى صيدله بس عشان وقتها مصطفى كان إتخرج من كلية الصيدله خافت لا ساميه تقول إنها بتقلد مصطفى،وكمان فوبيا الحُقن اللى كانت عندها فاكره.

تبسمت شهيره قائله:دى لغاية دلوقتي لما بتمسك حُقنه إيديها بتتهز.

تبسم سالم هو الآخر قائلاً:

صابرين مش بتواجه مخاوفها وأختارت الطب البيطرى أن فى النهايه تعاملها مع حيوانات حتى لو غلطت مش هيكون نتيجة الغلط فادحه،زى الروح البشريه…حتى لما إتخرجت كانت ممكن تبقى مُعيده فى الجامعه وتبقى صاحبة شآن أفضل بس برضوا إستسهلت ولما جالها جواب التعيين فى وزارة الصحه أنها تبقى تبع لجنه فحص المنتجات،طالما هتبعد عن التعامل مع الحيوانات بشكل مباشر،صحيح بتحب تشاغب وتستفز اللى قدامها،بس معندهاش روح قتاليه بتستسلم بسرعه طالما وصلت لجزء من غرضها،أنا لو كنت حسستها إنها مش غلطانه كانت مع الوقت هتعتبر اللى عمله عواد زى مقلب وإنتهى وخلاص،بُعدى عنها طلع روح المحاربه اللى جواها صابرين آن الآوان تواجه وتاخد حقها من عواد بإيديها هو اللى بدأ بالكدب ودخلها فى إنتقام ملهاش ذنب فيه غير إنها بنت سالم التهامى اللى شافه فى يوم رافع السلاح فى وش


“جاد زهران”

ويشاء القدر إن نفس السلاح ينضرب بيه هو

وجاد بإيد مروان أخويا…إنتِ عارفه إن وقتها الصُلح تم بعد ما أتجبر أبويا يبيع الأرض دى لـ جد عواد كـ ديه مقابل مش بس موت جاد،كمان كانت مقابل العِرض…عواد إنتقم

العِرض مقابل الأرض اللى طمع ساميه وجمال فيها هو اللى فتح الماضى،وعندى إحساس إن هو اللى هيرسم المستقبل.

…… ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

بـ منزل زهران

بالدور الأرضى، بالمطبخ

دخلت تحيه على الخادمات قائله:

واحده منكم تجهز صنية فطور وطلعها لـ جناح المهندس عواد.

جائت من خلفها أحلام قائله بتوريه:

دول عرسان بلاش تزعجيهم، يمكن يكونوا لسه نايمين

عواد لو عاوز حاجه كان إتصل على تليفون المطبخ وطلب منهم اللى هو عاوزه،زى ما بيعمل دايمًا،ده معظم أكلهُ فى البيت لوحده نادر لما بيقعد معانا على سفره.

فهمت تحيه فحوى قول أحلام وقالت بإنهاء:

وماله مش هيحصل حاجه،حتى لو صحيوا من النوم،كويس عشان نطلع نصبح عليهم قبل أهل صابرين ما يجوا المسا.


قالت تحيه هذا ونظرت للخادمه قائله بآمر خلصى وأعملى اللى قولتلك عليه.

ثم غادرت المطبخ

تاركه تلك اللعينه التى تكرهها وتتمنى لها ولولدها وبنتها السوء دائمًا كان لديها يقين أن فهمى لم يتزوج بها بناءً عن أمر والدهُ فقط، بل هو كان يعشقها ربما من قبل أن تتزوج أخيه…

نظرت لتلك الخادمه بنظرات فهمت معناها،لتفعل لها ما أمرتها به سابقًا…إرتبكت الخادمه لكن فعلت مثلما أمرتها ووضعت بكوب اللبن ذالك الدواء الخاص بمنع الحمل

هى تود إثبات أن عواد لديه إعاقه جسديه تمنعه من الإقتراب من إمرأه وإذا حملت صابرين ستؤكد رجولته.

….. ــــــــــــــــــــــــــ

بجناح عواد

أكملت صابرين تحديها وإستفزاها لـ عواد قائله:

بابا كان بسهوله يرفض يتوكل عنى يحط إيده فى إيدك وقت كتب الكتاب، كان ممكن يخلى هيثم بداله، أو حتى أنا متنساش إنى قانونًا كان ليا تجربة جواز سابقه فـ عادى إنى أتوكل لنفسى، يعنى إنت كنت جوازى التانى.

شعر عواد بالغيظ ليس من حديث صابرين له عن ثقة والداها فيها فقط بل شعر بغيظ أكبر حين ذكرته أنها كانت زوجه لآخر، ربما لم يكتمل زواجها منه وأنه هو الرجُل الأول بحياتها،لكن ود أن يقول لها لا تتحدثى مره أخرى عن ذالك الشخص أنا فقط من تزوجتى به…


هبط عواد بجسدهُ فوق جسد صابرين مره أخرى لديه شعور بآلم طفيف فى ظهره وساقيه لكن تغلب على ذالك الآلم ووضع إحدى يديه على عُنق صابرين يتلمسها بآنامله

ثم نظر لشفاها يود إقتناصها وتقطيعها حتى لا تتحدث بإستفزاز مره أخرى، وكاد يتحدث قبل أن يفعل ذالك لكن سمع الإثنين صوت رنين جرس،

تعجبت صابرين من أين صوت ذالك الجرس.

بينما تضايق عواد من ذالك ونهض من فوقها وأزاح ذالك الغطاء من عليه وهبط من على الفراش

إستحت صابرين وأخفضت بصرها حين وقع عليه وهو عارى،تهكم عواد بحُنق وهو يسير يآتى بذالك المعطف كى يرتديه،رفعت صابرين عينيها مره أخرى لاحظت ذالك ذالك النمش الذى يُغطى معظم جسد عواد،كذالك رأت آثر ذالك الجرح الكبير الذى بظهر عواد للحظه لا تعرف سبب لشعورها برجفة فى قلبها،لابد أن هذا الآثر كان بسبب إصابة عواد بطلق نارى بالماضى كما أخبرتها صبريه جزء مما حدث بالماضى،ربما هذا الجزء هو ما جعلها توافق على الزواج من عواد كى تقتص منه لما أدخلها فى دائرة إنتقامهُ بخِسه منه،حين تلاعب بالشرف.

بينما عواد إرتدى ذالك المعطف وتوجه للخروج من غرفة النوم وذهب يفتح باب الجناح للطارق

نظر لتلك الخادمه التى تقف أمامه تحمل صنية طعام قائلاً بضيق:

أنا مطلبتش أكل.


ردت الخادمه وهى تُخفض وجهها:

دى الست تحيه هى اللى أمرتنى أجيب لحضرتك وللعروسه الفطور.

زفر عواد نفسه بغضب قائلاً:مكنش له لازمه، لسه هنا صنية العشا، بس

تمام أدخلى حطى الصنيه دى وخدى الصنيه التانيه .

دخلت الخادمه ووضعت الصنيه على إحدى الطاولات، وتعجبت وهى تأخذ الصنيه الاخرى فهى تقريبًا لم تُمس ثم قالت:تؤمرنى بحاجه يا باشمهندس.

رد عواد:لأ،بس ممنوع تطلعى لهنا مره تانيه الأ لو أنا اللى طلبت منك مفهوم وكمان قولى لهم إنى مش عاوز إزعاج من أى حد مفهوم كلامى.

ردت الخادمه:حاضر يا باشمهندس،وألف مبروك ربنا يرزقك الذريه الصالحه.

أماء عواد للخادمه التى غادرت وأغلقت باب الجناح خلفها وقف يتنهد بغضب حين رنت كلمة الخادمه أن يرزقه بالذريه الصالحه،تذكر تلك الحمقاء التى أخبرته أنها أخذت إحتياطها،لا يعلم ماذا تعاطت من أجل ذالك.

إستدار حين سمع صوت صابرين من خلفه تتسأل:

ليه قولت للشغاله إن محدش يطلع لهنا.

رسم نظرة وقاحه على وجهه وقال متهكمً:

عاوز أشبع منك.

شعرت صابرين بالخجل وزمت طرفي ذالك المئزر التى إرتدته عليها وأحكمت غلقهُ قائله بتعلثم وتتويه:

كويس إن الخدامه جابت لينا فطور،أنا جعانه جداً.


تبسم عواد على رد فعل صابرين وإحمرار وجهها كذالك تعلثمها وتتويها ورفع يدهُ قائلاً:

قدامك الأكل أهو،متخافيش بيت زهران عمران بالخير.

جلست صابرين خلف تلك الطاوله قائله:وصنية العشا اللى متلمستش كانت من بيت سالم التهامى.

تبسم عواد وتوجه ناحية غرفة النوم…نظرت له صابرين قائله بسؤال:إنت مش هتفطر؟

لم يرد عواد ودخل الى غرفة النوم

مدت صابرين يديها وبدأت تأكل قائله:إن شاله ما كلت أكل أنا براحتى كفايه هرتاح من وشك اللى يسد النفس.

إنخضت صابرين حين رأت عواد يجلس علىةالناحيه الأخرى من الطاوله وأمسك معصم إحدى يديها وضغط عليه بقوه قائلاً بتحذير:

لسانك ده يتلم شويه مش عشان سكت مره تسوقى فيها.

شعرت صابرين بالآلم وحاولت سحب يدها،لكن عواد كان يضغط عليها بقوه تآلمت قائله بآمر:سيب أيدى يا عواد.

ترك عواد يد صابرين التى نظرت الى مِعصمها الذى تركه عواد، وبدأت تفركه بيدها الأخرى لثوانى حتى زال الآلم عنها وعادت تأكل بلا مبالاه… لكن تضايقت حين أشعل عواد إحدى السجائر ونفث دخانها بالقُرب من وجهها دون قصد منه، سعلت قليلاً قائله:

إنت من النوعيه اللى بتغير ريقها عالصبح بالسجاير… بس ياريت تلاحظ بعد كده وجودى معاك فى الأوضه وكفايه الضرر اللى جالى من ناحيتك قبل كده.


نظر عواد لها بصمت وأكمل تنفيث السيجاره، لكن أبعد إتجاه الدخان عنها.

صمتت صابرين هى الأخرى وعادت تأكل

لكن قطع عواد الصمت قائلاً:

أيه نوع الوسيله؟

ردت بعدم فهم: وسيلة ايه؟

رد عواد: نوع وسيلة منع الحمل اللى أخدتيها.

سعلُت صابرين بشرقه ومدت يدها نحو كوب الماء وبدأت ترتشف منه ببطئ الى أن هدأت.

بينما عواد لم يُخفى بسمته وعاود السؤال مره أخرى:

مالك شرقتى ووشك إحمر، واللى يشوفك يقول بطلع فى الروح… مكنش سؤال يعنى… أيه هى الوسيله؟

شربت صابرين مياه مره أخرى ثم نظرت له بغيظ من بسمته عليها وقالت بحِده فى البدايه ثم أكملت ساخره:

وأنت أيه شآنك بنوع الوسيله اللى أخدتها، ولا تكون بتفهم كمان فى الامور النسائيه.

ضحك عواد، مما جعل صابرين تضايقت ونهضت واقفه

مسك عواد يدها سريعًا يقول بمرح: أقعدى كملى أكلك شكلك كنتِ جعانه قوى، حتى عشان تقدرى تُصلبى طولك للجاي.

نفضت يدهُ عنها بعنف قائله: وأيه هو اللى جاي بقى؟

رد عواد بتوريه: الضيوف اللى هيجوا يباركوا لنا عالزواج الميمون ويقولوا لنا بالرفاء والبنين… اللى مش هنشوفهم مع بعض.


نظرت صابرين له ثم قالت: وماله أكمل أكلى بس ياريت تفضل صامت.

قالت صابرين هذا وجلست مره أخرى وبدأت تتناول الطعام بصمت حتى عواد شاركها الطعام هذه المره،رغم أنه نادرًا ما يفطر يحتسى القهوه مع السجائر فقط.

قطعت صابرين الصمت قائله: مش شايف إن الشغاله تقريبًا فكرتك لوحدك ومجبتش غير كوباية لبن واحده.

نظر عواد لكوب الحليب قائلاً:

لأ الشغاله عارفه إنى مش بحب شُرب اللبن.

نظرت صابرين له بتفاجؤ قائله: أنا كمان مش بحب شُرب اللبن.

نظر عواد لها مبتسمًا يقول: كويس أول حاجه نتفق عليها هى إن إحنا الإتنين إتفطمنا.

لأول مره تضحك صابرين أمامه بصفو، دون شعور منه تبسم هو الآخر يشعر بصفاء يحتاجهُ حتى لو للحظات

…..ـــــــــــــــــــــــــــــــــ

بـ منزل الشردى

على طاولة الفطور

تهكمت ماجده وهى تنظر نحو فاديه قائله:

إمبارح وإحنا فى قاعدة العروسه لما قومتى معاها مرجعتيش ليه تانى للخيمه عشان كُنا رجعنا لهنا سوا… ربنا يسترها سحر ويبارك لها فى عيالها خلت السواق وصلنى لحد هنا.


نظر وفيق ناحية فاديه التى قالت بتبرير:

أنا فضلت شويه مع صابرين واما نزلت بسأل على حضرتك سحر قالتلى إنك مشيتي مع السواق.

شعرت ماجده بالغضب قائله: ما أنتِ زى ما يكون ما صدقتى الأيام اللى فاتت كنتِ بتباتى فى بيت ابوكِ ناسيه إن عندك مسؤوليه بيتك.

تهكمت فاديه بحسره فى قلبها هامسه لنفسها أى بيت هى مسؤوله عنه هى هنا مجرد خدامه بالنهار فى البيت وفى الليل مُلزمه بخدمة رغبة جوزها.

لكن ردت: خلاص الفرح تم،

قالت فاديه هذا ونظرت لـ وفيق قائله: ياريت ترجع للبيت بدرى عشان نروح نصبح على صابرين.

لوت ماجده شفتيها بإمتعاض قائله بحنق : تـ أيه تصبحوا على صابرين، كانت أول جوازه ليها إياك، عاوزه تصبحى عليها روحى لوحدك.

نظرت فاديه نحو وفيق الذى أزاح نظرهُ عن فاديه وإنشغل فى تناول الفطور، شعرت فاديه بحسره تزداد فى قلبها..من ذالك السلبي عديم الشخصيه.

….. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

مساءً

بالصالون المرفق بجناح عواد

تجمع عائلة صابرين كلهم حتى سالم

طلبت صابرين حضور أهل المنزل أيضًا

صعدوا جميعًا

كان الصالون مُزدحم،كان عواد يجلس بينهم لديه شعور أن صابرين لديها هدف من هذا الجمع،بالفعل توجهت نحو غرفة النوم لثوانى ثم عادت وبيدها ملآة الفراش،قائله:


من كام شهر عواد خطفنى ليلة زفافى على مصطفى،وكذب كذبة ومعظمكم صدقها إننا بنحب بعض والصوره اللى إتنشرت وقتها أكدت كذبته، حتى خضعت لكشف عذريه عشان أكذبه وللأسف وقتها هو إشترى الدكتوره وقدمت التقرير إنى مش عذراء واللى حصل بعدها معروف،بس النهارده معايا دليل كذبة عواد إن محدش لمسنى قبل ليلة إمبارح

توقفت صابرين عن الحديث وقامت فتح الملآه قائله:

والدليل أهو وعواد قدامكم أسألوه.

رغم ضيق عواد من ما فعلته صابرين فهذا شئ خاص بينهم وهى أفتضحته لكن فعلة تلك الحمقاء ليست فقط دليل على عفتها بل دليل آخر يُثبت رجولته التى سبق أن شككوا بها.

توجهت صابرين تنظر لـ سالم قائله:أنا مخونتش ثقتك فيا يا بابا.

إنشرح قلب سالم ود أن يحتضن صابرين ويقول لها أنه لم يصدق تلك الكذبه ربما أهتز وقتها،لكن سريعًا ما نفض عنه تلك الغشاوه،تحجرت دمعه بعينيه ورسم بسمه طفيفه،لو فعل ذالك صابرين سُرعان ما تنسى ما حدث،هى مازالت فى بداية رد حقها الذى أهدره عواد.

صمت سالم أعاد طعم المرار فى حلق صابرين

التى جلست بينهم عينيها على سالم الى أن إنتهت تلك الجلسه التى ضمتهم.

بعد ذهاب الجميع

ذهب عواد الى شُرفة الغرفه كان الطقس باردًا،لكن يشعر بحراره تغزو جسدهُ بسبب تلك الحمقاء المستفزه…


دخل الى غرفة النوم ينظر بها لم يجد صابرين،توقع انها دخلت الى الحمام،فكر قليلاً وأخذ قراره لا مانع من مشاركتها حمامًا خاص.

بالفعل نزع عنه ملابسه وفتح باب الحمام ودخل إليه توجه مباشرة الى كابينة الإستحمام وقام بفتحها

مما أربك صابرين وشعرت بالخجل وهى تقف أسفل المياه عاريه،لكن قالت بتهجم:

إنت إتجننت إزاى تدخل عليا وأنا بستحمى،إخرج بره.

إقترب عواد منها أكثر قائلاً:وفيها أيه لما أشاركك الإستحمام يا حبيبتى،حتى تبقى حُماية الصباحيه…

قال عواد هذا وغير درجة حرارة المياه لتصبح ساخنه للغايه،

حاولت صابرين الإبتعاد عن المياه،لكن عواد ثبت جسديهما أسفل تلك المياه التى تقترب من درجة الغليان

حاولت صابرين أن تخرج من كابينة الأستحمام أكثر من مره لكن عواد كان يمنعها لبعض الوقت،حين شعر أنه هو الآخر لم يعُد جسدهُ يتحمل البقاء أسفل تلك المياه،أغلق المياه وخرج من كابينه الإستحمام،خرجت صابرين خلفهُ سريعًا ووقفت تلهث كآنها كانت بمارثون،لكن تشعر بآلم شبه حارق بجلدها …كذالك يشعر عواد لكن لم يبالى بذالك الآلم وآتى بمنشفه كبيره وألقاها على جسد صابرين قائلاً بتهكم:الشو اللى عملتيه بالملايه بصراحه عجبنى وكان لازم أكفأك عليه،وأشاركك حمام الصباحيه يا عروسه.


قال عواد هذا ولف خصره بمنشفه أخرى وخرج من الحمام، مبتسمًا بإنتشاء… بينما صابرين تشعر بنيران الغضب مع شعورها بآلم شبه حارق بجلدها ودت سحق عواد لكن لن تدعه ينتشى بفعلته،ألقت تلك المنشفه وآتت بمنشغه أخرى صغيره قامت بلفها حول رأسها ثم قامت بإرتداء تلك المنامه التى آتت بها معها قبل أن تدخل الى كابينة الأستحمام،رغم أن المنامه من القطيفه الناعمه لكن تشعر كآنها من “الخيش الخشن” بسبب آلم جلدها الحارق…

خرجت الى الغرفه كان عواد مازال شبه عارى بالمنشفه فقط، كان لون جسدهُ أحمر داكن، رأت بيده إنبوب مرهم صغير قام بفتحها وبدأ يضعه فوق جسدهُ، نظر لوجهها الأحمر الداكن مبتسمًا ومد يدهُ بذالك الانبوب لها قائلاً:

خدى ده مُرطب إدهنى بيه وشك وجسمك والآلم والإحمرار هيروح.

نظرت له صابرين بإستحقار وأزالت تلك المنشفه عن رأسها وتوجهت الى الفراش وقامت بأخذ أحد الاغطيه ووساده وتركت الغرفه وخرجت الى الصالون المُرفق بها، وضعت الوساده على أحدى الآرائك وقامت بتعديلها وأثنت نصف ذالك الدثار وتمددت بجسدها على الأريكه وجذبت الطرف الآخر للدثار فوق جسدها وأغمضت عينيها.

خرج عواد خلفها ورأى ذالك،علم أنها ستنام هنا على الآريكه،تحدث بتوريه:

أيه معجبكيش الحمام ولا أيه؟


لم ترد صابرين وأعطته ظهرها،إبتسم عواد قائلاً:

معليشى المره الجايه هبقى أضبط درجة الحرارة،والعموم براحتك أنا متعود أنام عالسرير لوحدى بحب آخد راحتى وأنا نايم،تصبحى على كابوس وجودى فى حياتك،يا حبيبتي.

قال عواد هذا وعاد الى غرفة النوم تسطح على الفراش يشعر بسآم وندم هو بالغ فى رد فعلهُ معها.

بينما صابرين تشعر بضياع قدمت كل ما يثبت عفتها لكن مازالت تجنى الخُذلان من والداها،وأكمل عليها ذالك الوغد بذالك الآلم الجسدى التى تشعر به أغمضت عينيها وتمنت ان تكون بكابوس وحين تصحو فى الصباح ينتهى…وتعود لحياتها السابقه.

…… ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

فى صباح اليوم التالى.

فتحت صابرين عينيها تتمنى أن يكون إنتهى الكابوس وعادت ل حياتها السابقه..تمطئت بيدها وإبتسمت…لكن لا هذا الصوت التى سمعته جعلها تتوقف عن الإبتسام،إذن لم يكن كابوسً انها الحقيقه المُره التى تعيشها.

بينما عواد لاحظ بسمة صابرين كانت فاتنه، صابرين حين تبتسم يظهر جمالها الهادئ..

نفض عواد عن رأسه وقال:

صباح الخير يلا قومى عشان لازم نسافر.

نهضت صابرين جالسه تقول:

هنسافر… مين اللى هيسافر.

ذهب عواد وجلس جوارها على الاريكه ونظر لوجهها زال الإحمرار عنه كثيرًا لم يتبقى الإ بعض البُطش الصغيره،


وقال: هنسافر أنا وانتِ ناسيه إننا عِرسان ولازم نروح شهر عسل.

ردت صابرين بتسرع: عسل ومعاك، أكيد هيبقى عسل أسود.

تبسم عواد قائلاً: قدامك ربع ساعه تجهزى هستناكى تحت فى أوضة مكتبى أسألى أى شغاله فى البيت هدلك عليها.

قال عواد هذا ونهض وتوجه يخرج من الجناح لكن عاندت صابرين قائله: مش هتحرك من هنا قبل ما أعرف هنروح فين.

رد عواد وهو يُعطيها ظهره:مفأجاه المكان هيعجبك قوى،هنزل أبعت شغاله تاخد شنطة الهدوم.

تعجبت صابرين قائله:ومين اللى حضر شنطة الهدوم.

رد عواد:أنا اللى حضرتها بنفسى عشان تعرفى قد أيه بحبك يا حبيبتى…يلا بلاش أسئله كتير هستناكي تحت متغبيش عليا.

أغلق عواد خلفه الباب مبتسمًا يشعر بغيظ صابرين

بينما صابرين نهضت قائله:يارب الصبر من عندك.

بعد قليل

وقف عواد يُمسك يد صابرين،رأته تحيه وكذالك أحلام وسحر

تبسمت أحلام بخباثه قائله:على فين يا عِرسان؟

ضغط عواد على يد صابرين قائلاً: مسافرين، هناخد عشر أيام عسل.

تبسمت أحلام بخباثه قائله:ربنا يهنيكم بس هترزخوا فين؟


نظر عواد لـ صابرين التى يظهر على وجهها الضيق قائلاً بمكر: المكان

مفاجأه لصابرين ، ده المكان اللى شهد قصة حبنا، عن أذنكم.

غادر عواد وصابرين

تحدثت سحر: شكل صابرين مش سهله، زى ما سبق وقولت أنا معاشره أختها وأكيد نفس الطباع.

تممت على حديث سحر أحلام

لكن تبسمت تحيه تتمنى أن يعثر عواد على السعاده مع صابرين وقالت: عندى مشوار مهم مش فاضيه لكلام لا هيودى ولا هيجيب.

عادرت تحيه هى الاخرى تاركه هاتان الخبيثتان لسواد قلبهم.

……ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ

بعد وقت

دخلت السياره الى داخل المزرعه الخاصه بـ عواد

ترجل عواد أولاً،ثم مد يدهُ الى صابرين قائلاً:يلا إنزلى وصلنا.

نظرت صابرين حولها قائله:

مش دى المزرعه اللى كنت خاطفنى فيها.

رد عواد:أيوا هى يلا إنزلى.

تهكمت صابرين قائله:

هو ده المكان اللى جايبنى فيه عشر أيام عسل بين المواشى.

ضحك عواد وقال:إنزلى يا صابرين اوعدك بعشر أيام متنسيهمش فى حياتك.


نزلت صابرين من السياره قائله:

أنا نفسى أنسى كل حياتى وبالأخص إنت.

…….

ليلاً

شعرت صابرين بالضجر فعواد منذ أن آتى بها لهنا ظهرًا تناولا الغداء وبعدها ذهب الى العمال وتركها تجلس مع تلك الخادمه التى غادرت قبل قليل،شعرت بحرقه بسيطه فى جسدها قررت أن تأخذ حمام بارد

لكن تذكرت دخول عواد عليها الى الحمام بالأمس،ربما يأتى الآن ويدخل خلفها الى الحمام،آتى إليها فكرة غلق باب الغرفه عليها بالمفتاح أضمن،بالفعل أغلقت الغرفه بالمفتاح لكن قبل أن تذهب الى الحمام كانت تسمع صوت أقدام تقترب من الغرفه، فظلت ترتقب

بينما عواد يشعر بالإرهاق فهو منذ أن ترك صابرين مع الخادمه وهو يقوم ببعض الاعمال بين عمال المزرهه، ود أن يأخذ حمامً دافئًا ثم يخلد للنوم بسلام

لكن حين

وضع يده حول مقبض باب الغرفه وضعط عليه ليتفاجئ أن باب الغرفه لا يفتح، علم مباشرةً أن صابرين أغلقت الباب بالمفتاح من الداخل

تنهد عواد بضجر وقام بالطرق على باب الغرفه أكثر من مره لكن لا ترد صابرين ولا تفتح الباب

زفر نفسهُ وإقترب من باب الغرفه قائلاً:.

صابرين متأكد إن لسه منمتيش إفتحى الباب.

تبسمت صابرين من خلف الباب قائله بتحدى: فعلاً منمتش ومش هفتح الباب… شوفلك أى مكان نام فيه.


زفر عواد نفسه يُلجم غضبه وقال: صابرين إفتحى الباب وبلاش تخلى صوتى يعلى وإحنا لسه فى شهر العسل.

تهكمت صابرين قائله: شهر عسل… لأ عَلي صوتك، ميهمنيش، محسسنى إننا فى ڤنيسيا ولا باريس وهنزعج السُياح.

تنهد عواد يقول: أفتحى الباب وأوعدك نروح المره الجايه ڤنيسيا،هتحسى كأنك فى الجنه.

تهكمت صابرين قائله: ومين قالك إنى عاوزه أروح معاك فى أى مكان أنا أساسًا مش طيقاك الجنه معاك جحيم ، أنا أساسًا هقطع أجازتى وأرجع لشُغلى… قال شهر عسل قال الكلام ده للناس الفاضيه.

شعر عواد بالضيق لكن تبسم قائلاً بوعيد: إفتحى الباب يا صابرين، لأحسن والله أكسر الباب على دماغك ومش بس كده اللى حصل ليلة إمبارح أعيده والمره دى مش هكتفى بإحمرار جِسمك أنا هسلخ جِلدك.

للحظات إرتجفت صابرين لكن شعرت بالغيظ وعاندت بتحدى أكثر: أعلى ما فى خيلك أركبه، إن شاله تولع فى المكان وأنا فى قلبه مش هيهمنى، وبرضوا مش فاتحه الباب.

صنت صابرين قليلاً تقف بعيد عن باب الغرفه تحسُبًا، لكن لم يتحدث عواد مره أخرى ،تنهدت براحه ثم توجهت ناحية حمام الغرفه، قائله:

هو أساسًا شخص مستفز ومعندوش كلمه،يلا أخدلى حمام رايق.


بينما

زفر عواد نفسهُ بغضب شديد وفكر بالفعل فى كسر باب الغرفه، لكن جاء الى خاطرهُ شئ آخر.

بعد قليل خرجت صابرين من الحمام ترتدى مئزر حمام قطنى يصل لما بعد رسغيها تُغلقه بعشوائيه، وأغلقت خلفها باب الحمام

وأحنت رأسها وتقوم بتنشيق شعرها بمنشفه، ثم لفتها حول شعرها وإستقامت برأسها، لكن بنفس الوقت صرخت صرخة خضه بخفوت حين رأت أمامها عواد بالغرفه، بتلقائيه نظرت نحو باب الغرفه وجدت الباب سليم والمفتاح بالمقبض.

تبسم عواد قائلاً: مالك مخضوضه كده ليه شوفتى عفريت، ولا خايفه أنفذ اللى قولتلك عليه لو مفتحتيش الباب.

ردت صابرين بتحدى: لأ مش خايفه، أنا بس معرفش إنت دخلت للأوضه إزاي.

نظر لهاعواد بتسليه ثم قال: هقولك دخلت إزاي، عشان بعد كده هنفذ اللى قولتلك عليه…

أنا دخلت من شباك الأوضه.

شعرت صابرين برجفه لكن قالت ببرود: إزاي يعنى إتسحبت من على الحيطان زى البُرص، تصدق نسيت إنك من نفس سُلالة البُرص.

كتم عواد تلك الضحكه وإقترب من صابرين بخطوات متوعدًا.

لكن صابرين هرعت نحو الشباك قائله:

والله لو قربت منى لخطوه كمان لا أرمى نفسىى من الشباك وأجيبلك مُصيبه… وشوف هتطلع منها إزاي المره دى؟ أنا مش باقيه على حاجه.


أخفى عواد ضحكته وقال بوقاحه:

عاوزه ترمى نفسك من الشباك وأنتى بالبورنص بتاع الحمام، طب إسترى جسمك اللى نصه ظاهر من البورنص وبعدها أرمى نفسك مش همنعك، عشان ده هيكون أرحم من اللى أنا هعمله فيكِ دلوقتي.

شعرت صابرين بالخجل وقامت بهندمة المئزر عليها،ثم رغم تلك الرجفه التى تشعر بها لكن نظرت لـ عواد بسخريه وإستبياع.

بينما عواد إقترب منها بتسليه مما جعلها تتجه ناحية الشباك، لكن جذبها عواد من حزام ذالك المئزر

جذبها عليه بقوه مُقيدً حركتها بحضنهِ لها بين يديه.

نظر لها وهى تتملص بين يديه تحاول فك قيد يدهُ، ضحك قائلاً: كل مره بتحاولى تتحدينى بتيجى على دماغك فى الآخر.

توقفت صابرين عن محاولة التملُص من بين يدى عواد ونظرت الى ذالك الجزء الظاهر من صدر عواد مازال لونه أحمر ثم قالت بتحدى : قصدك بتيجى على دماغنا إحنا الإتنين، كفايه عليك أتجوزت واحده بتكرهك وهدفها تدمير حياتك زى ما ساهمت فى تدمير حياتها.

بسبب سكون جسد صابرين بين يديه كانت القُبلات الممزوجه بمذاق الملح عقاب خاص منهما الإثنين ليبدأ إنجراف نحو غرق لن ينجوا منه.

……. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

بعد مرور ثمانية أيام.

ليلاً


بالڤيلا الخاصه بعائلة زهران بالأسكندريه

تمددت غيداء على الفراش تشعر بالسُهد وهى تتذكر

تلك الرسائل الهاتفيه التى كانت تُراسلها صديقتها مع حبيبها شعرت بالتعاسه لما ليست مثل صديقتها ويكون لها حبيب، لما ليست مثل صديقتها هى منطويه على نفسها فإذا جذب أحد زملائها الشباب معها الحديث تشعر بالخجل،ويظن أنها تفعل هذا تكبُرًا منها عليه سواء بجمالها أو بنسبها العالى ، معظم الشباب يُريدون الفتاه المُتفتحه اللبقه

بينما هى طبيعتها التى إكتسبتها منذ طفولتها تجاهل المُقربين لها هو الإنطواء ، شعرت بالبؤس ونهضت من على الفراش توجهت ناحية باب الشُرفه الخاصه بغرفتها، أزاحت تلك الستائر عن الباب الزجاجى نظرت الى السماء المُعتمه بسبب سوء الطقس، لكن فجأه شق تلك العتمه شهاب يمُر سريعًا، تذكرت مشهد بفيلم رأته سابقًا، أن البطله أغمضت عينيها وتمنت أمنيه، فأغمضت عينيها وتمنت أن يآتى لها حبيب يُخرجها من تلك الوحده التى تشعر بها.

…… ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

بسياره على الطريق

بالمقعد الخلفى

وضع جمال يدهُ على كتف فادى مبتسمً يقول:

حمدلله عالسلامه.

رسم فادى بسمه مغصوصه قائلاً: الله يسلمك يا بابا دى تالت مره ترحب بيا.

تبسم جمال وهو ينظر لـ فادى بحنو قائلاً: بصراحه خوفت لما أعلنوا فى المطار عن تأخر وصول الطياره.


تبسم فادى يقول: الطياره إتأخرت فى الإقلاع من ألمانيا بسبب سوء الطقس.

تبسم جمال قائلاً :

خلاص ناويت تستقر فى مصر مفيش سفر تانى.

رد فادى: أيوا، الحمد لله معايا قرشين محترمين، والشركه اللى كنت بشتغل فيها فتحوا فرع فى إسكندريه، هستقر بين البلد و إسكندريه.

رد جمال: ربنا يوفقك ويسهل امورك.

ود فادى الإستفسار من والده عن بعض اخبار المحيطين به فقال: أخبار عمى سالم أيه؟

رد جمال: بخير الحمد لله.

فاجئ فادى والده بالسؤال:

صابرين إتجوزت عواد.

تفاجئ جمال هو أكد على ساميه الأ تخبر فادى بذالك قبل عودته، لكن قال بتفسير:

صابرين صغيره فى السن،ولازم تكمل حياتها وكان هيجى يوم وتتجوز مش هتعيش وحيده.

رد فادى بنزك:

آه طبعًا لازم تكمل حياتها، ومفيش أجدر من عواد تكمل معاه حياتها.

رد جمال: سواء إتجوزت صابرين عواد أو غيره، ربنا يسهل لها، ده النصيب.

تهكم فادى ساخرًا لنفسه بهمس وتوعد:

ياريتها إتجوزت واحد تانى غير عواد كنت هقول فعلاً النصيب… بس مستحيل الأتنين يتهنوا بعشقهم الخادع.

….. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


يتبع…


رواية بحر العشق المالح الحلقة العاشرة

#الموجه_العاشره

#بحرالعشق_المالح

ـــــــــــــــــ

قبل العشاء بوقت قليل

بالمزرعه

دخل عواد الى غرفة النوم

نظر نحو الفراش للحظه تعجب من نوم صابرين على الفراش فهى منذ أن آتوا الى تلك المزرعه تنام فوق تلك الأريكه التى بالغرفه، إقترب من الفراش، كى يشاغبها،فالوضع بينهم بعد منذ ليلة زواجهم لا يتعدى أكثر القُبلات،وبعدها يشعر يحدث شئ يُنهى اللحظه أو تعود صابرين لجمودها بين يديه وهو لا يريد أن يفرض نفسه عليها،أو بمعنى أصح لن يسمح لها أن تتلاعب به كما رأى غيرها تفعل ذالك سابقًا كى يلهث خلفها طالبًا الوصل هو لن يجعل إمرأه تتحكم بمشاعرهُ، لكن بالفعل تفاجئ ان صابرين غارقه بالنوم فى هذا الوقت المبكر من أول الليل، مد يدهُ وكاد يتلمس وجه صابرين الهادئ البرئ، رغم لذاعة لسانها وطبيعتها المستفزه لكن الآن وهى نائمه عكس ذالك،ملامحها بسيطه وبريئه…زفر عواد نفسهُ أخبرهُ قلبهُ ربما لو تقابلت معها قبل ما حدث لكان هنالك شعور آخر غزى قلبك من ناحيتها…لكن سريعًا نهر عقلهُ قلبهُ لائمًا يُحذرهُ… أفق لا تكُن آبله مثل اللذين سبقوك ووقعوا بفخ براءة النساء ليسقطوا بعد ذالك بداومة العشق المالح.

إبتعد عواد عن صابرين وذهب نحو الدولاب وقام بأخد معطِف ثقيل وغادر الغرفه بهدوء.

……..

بعد وقت قليل

تمطئت صابرين بيديها تنفض عنها النوم ونظرت نحو ذالك الشباك الذى بالغرفه يظهر الظلام بوضوح، نهضت جالسه على الفراش

الدنيا ضلمه،جذبت هاتفها من جوارها ونظرت به حتى تعلم ما الوقت،تفاجئت تُحدث نفسها: أنا نمت طول الوقت ده كله إزاي، معرفش نمت أساسًا إزاي آخر حاجه فكراها بعد الغدا لما طلعت لهنا وكنت سقعانه ،أكيد بسبب السرير ده جسمى إرتاح من نوم الكنبه وقال يعوض قلة نوم الأيام اللى فاتت…أما أقوم لو فضلت عالسرير ده هنام تانى وعواد ممكن يفكر إنى بتقرب منه.

بالفعل نهضت صابرين هندمت ملابسها ونزلت الى أسفل الاستراحه

دخلت الى المطبخ

وقفت لها تلك الخادمه قائله:

مساء الخير يا دكتوره، تحبى أحضرلك العشا قبل ما أمشى.

ردت صابرين بتثاؤب: مساء النور يا فردوس معرفش النوم أخدنى من بعد الغدا حتى فاتتنى صلاة العصر والمغرب، أصليهم قضى بقى مع العشا،تمام حضرى العشا وشوفى حد ينادى على عواد.

ردت فردوس:نوم الهنا والعافيه يا دكتوره، المهندس عواد مش فى المزرعه خرج من بعد المغرب بشويه ومعاه السواق.


تسألت صابرين بتعجب: وخد معاه السواق ليه ومقالش رايح فين؟

ردت فردوس : لأ، تحبى أحضرلك العشا.

ردت صابرين: لأ خلاص أنا مش جعانه عاوزه تمشى أمشى أنا لما أجوع هبقى أحضر لنفسى،بس بتقولى عواد خد السواق معاه،مين اللى هيوصلك دلوقتي؟

ردت فردوس:فى سواق تانى هنا فى المزرعه.

ردت صابرين: تمام مع السلامه تصبحى على خير.

ردت فردوس: وأنتى من أهله يا دكتوره.

غادرت فردوس وتركت صابرين وحدها بالاستراحه

ذهبت توضأت وأدت فروضها الفائته قضاءً ثم جلست وفتحت الهاتف على أحد وسائل الأتصال

تبسمت حين رأت رساله مبعوثه قبل وقت سابق عليها من فاديه.

قامت بإرسال رد عليها.

كآن فاديه كانت تنتظر الرد

قامت بإرسال رساله عتاب:

على ما أفتكرتى تردى.

ردت صابرين ببسمه: والله معرفش أيه اللى جرالى من بعد الغدا نمت مصحتيش غير من يجي ساعه.

ضحكت فاديه قائله ب

نومك عالكنبه بعيد عن عواد بيتعبك ولا أيه ،خلاكى نمتى من غير ما تحسى.

تبسمت صابرين قائله: لا والله انا بعد الغدا كنت سقعانه،قولت عواد مشي راح يكمل شُغله،قولت أمدد جسمى شويه عالسرير،نوم الكنبه ده صعب قوى، يظهر لما حسيت بالدفى عالسرير نمت.


ضحكت فاديه وأرسلت لها:

وأيه يغصبك على نوم الكنبه،متنامي عالسرير جنب عواد هو هياكلك.

ردت صابرين:الحقير زى ما يكون ما صدق إنى نمت عالكنبه ومطنش وبتمطع عالسرير لوحده،وأنا يومين كمان من نوم الكنبه هيطلعلى آتب.

ضحكت فاديه بينما سبقت صابرين فى إرسال رساله:

وأنتى أخبارك أيه مع الحيزبون حماتك والنطع إبنها،وسحر معرفش ليه من يوم ما شوفتها مرتحتلهاش لله فى لله ويشاء القدر تبقى مرات عم المختال جوزى بس هو شكله كمان مش بيرتاح ليها ولا لمرات عمه ولا حتى مامته حاسه بوجود فجوه كبيره بينهم قليل،أو بالاصح نادر لما بيرد على إتصالها بس بصراحه بتتصل عليا كده على إستحياء يظهر مغشوشه ومفكره إننا عِرسان بجد،متعرفش إن إبنها طول اليوم مبشوفوش وشهُ غير عالأكل أو النوم حتى من شويه بسأل فردوس عليه قالتلى أنه مش فى المزرعه.

ضحكت فاديه وأرسلت:

آه عشان كده بقى تلاقيكى نايمه عالسرير تتمطعى براحتك.

ردت صابرين:بقولك سيبك من الكلام على عواد قوليلى أخبارك أيه؟

شعرت فاديه بغصه فى قلبها وكذبت:أنا كويسه الحمدلله.

شعرت صابرين بالآسى من رسالة فاديه،وقالت لها:


وإبن أمه أخبارهُ أيه؟

كادت ترد فاديه،لكن تحدث وفيق النائم الذى دخل الى الغرفه بحُنق قائلاً:يعنى سيبتينى أنا وماما قاعدين تحت عشان تجى هنا تبعتى رسايل وتهزرى عالموبايل،بتكلمى مين والبسمه واكله وشك،البسمه اللى مبشوفهاش على وشك وأنتى بتكلمينى.

شعرت فاديه بالآسى وقالت له:دى صابرين.

قالت فاديه هذا وأرسلت رساله لـ صابرين أنها ستحدثها بوقت آخر ثم أغلقت الهاتف ووضعته على طاوله جوار الفراش.

زفر وفيق نفسه بغضب قائلاً:يادى صابرين اللى شاغله عقلك عالدوام،لو واحده تانيه مكانك كانت بعد اللى عملته خافت على نفسها وقطعت علاقتها بها،بس أقول أيه عجبك الدور اللى بتمثليه.

نهضت فاديه قائله:دور أيه اللى بمثله،وكمان صابرين أختى عملت أيه عشان اقطع علاقتى بها،صابرين أظهرت برائتها وأظن سحر أختك قالت لمامتك إن صابرين كانت بنت بنوت لحد يوم جوازها من عواد.

تهكم وفيق بسخريه قائلاً:

بنت بنوت وماله مش موضوعنا،والدور اللى بتمثليه ده لازم يخلص؟

رغم شعور فاديه بالآلم لكن قالت له:قولى ايه الدور اللى مضايقك منى قوى كده؟

رد وفيق:دور الأمومه اللى مفكره إنك زى مامت هيثم وصابرين مش أختهم الكبيره.

ردت فاديه بتأكيد:أنا فعلاً بحس بكده أنهم مش بس أخواتى لأ زى ولادى كمان،زى إنت كده ما بتقول دايمًا ولاد سحر مش ولاد أختى دول ولادى.


صدمها وفيق بحقاره قائلاً:ما هو لو عندى ولاد من صُلبى مكنتش قولت على ولاد غيرى ولادى.

شعرت فاديه بمراره قائله:إنت عارف إنى حاولت أكتر من مره وربنا….

قاطعها وفيق قائلاً:ربنا قال خدو بالأسباب،وأنتى مع الوقت إستسلمتى ووقفتى العلاج وده آثر عليكِ غير كمان العمر أنتى خلاص كلها أيام وتكملى خمسه وتلاتين سنه.

فاق رد وفيق عن الحد تآلمت فاديه وقالت بخفوت:

قصدك أيه يا وفيق،إنت ناويت خلاص تسمع لكلام مامتك اللى بتلمح له؟

صمت وفيق كان الجواب.

لكن قالت فاديه التى حاولت إستجماع شجاعتها رغم مرارة ما تشعر به: وماله،بس وقتها هيبقي ليا رد فعل تانى مش هيعجبك يا وفيق؟

إقترب وفيق من فاديه وأمسكها من عضدى يديها يا قائلاً:

إنتِ بتهددينى يا فاديه؟

حاولت فاديه نفض يدي وفيق عنها لكن فشلت بسبب تمسُكه بها بقوه،تدمعت عينيها.

شعر وفيق بغصه فى قلبه لديه حرب طاحنه بين قلبه وعقله،قلبهُ يريد فاديه،عقله يريد السماع الى حديث والداته لابد أن يكون لديه أطفال يرثون ما يشقى فى تكوينه.

نحى عقله الآن وإمتثل لقلبه يقُبل فاديه يريدها فقط

بينما فاديه برغم المُر التى تشعر به ليس عليها الآن سوا الاستسلام لتلك الموجه العاليه تنتظر الغرق بأى وقت.


………. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ…..

بينما

بأحد النوادى الليله(كباريه) بالأسكندريه.

كان فاروق يجلس يحتسى بعض المشروبات الروحيه يعتقد انها تساعدهُ على نسيان من أضاعها بضعفهُ لكن كان العكس هو ما يشعر به بعقله الذى يفور وهو يُفكر بـ حديث فاديه تلك الليله هو فعلاً كان جبان وأضاعهما الأثنين حين إستسلم وأنهى قصة حب أخذت من عمرهم خمس سنوات،أحلام وأمنيات تدمرت حين إستسلم ولم يقاوم

وأمتثل لإختيار والده له شريكة حياته التى رأها مناسبه دون ان يسأله إن كان بحياته أخرى يهواها،لكن ليس والدهُ المخطئ،هو المُخطئ الوحيد آنذاك بصمته وإمتثاله لقرار غيره،فاديه بعدها لم تنتظر وتزوجت بآخر يشاء القدر أن يكون صهرهُ،لتظل أمام عينيه طول الوقت يتعذب حين يرى بسمتها لـ وفيق،لكن للأول مره يتمعن بعينيها رأى هزيمه وإنكسار،لماذا قالت له أنها خالية الوفاض ماذا تقصد بذالك،فجأه آتى لخيالهُ حديث سحر حول عدم قدرة فاديه فى الإنجاب وفرصتها التى تقل مع الوقت، سخر ضاحكًا هو لديه ثلاث أطفال رغم لا يشعر بالسعاده.

فاق فاروق من تلك الدوامه على يد توضع على كتفهُ، رفع رأسهُ ينظر لصاحب اليد هو يعرف من، ضحك متهكمًا:

عواد، أيه اللى جابك الليله لهنا، غريبه ليه سيبت العروسه فى المزرعه لوحدها… مين اللى قالك إنى جيت لهنا، أيه زارع جواسيس بينقلوا لك تحركاتى.

أفضل الهدايا لأحبائكم


جلس عواد جوار عمهُ قائلاً:

فعلاً فى اللى بينقلى تحركاتك بس مش جاسوس يا عمى،قوم معايا وكفايه سُكر لحد كده.

مسك فاروق ذالك الكآس وقربهُ من فمه وكاد يرتشفه لكن عواد أمسك الكآس قبل أن يصل الى شفتيه.

تضايق فاروق لكن قال:هنقوم نروح فين،خلينا دى الرقاصه هتطلع تتلوى عالبيست دلوقتي.

وضع عواد الكأس على الطاوله ونهض واقفًا يجذب فاروق قائلاً:

كفايه قوم معايا يا عمى،خلينا نرجع للمزرعه قبل نص الليل.

ضحك فاروق يقول:ما لازم نرجع للمزرعه مش العروسه هناك وطبعًا متقدرش تبات بعيد عن حضنها ليله…

فاجئ فاروق عواد بقوله:.

إنت بتحب صابرين من أمتى.

تفاجئ عواد ساخرًا كيف فكر عمه أنه تزوج بـ صابرين لانه يُحبها.

لكن قبل الرد آتت إحدى الراقصات تتدلل بميوعه وإرتمت بجسدها على عواد الذى تراجع للخلف لكن كان عطر الراقصه الفواح ترك أثر رائحه عالقه بثيابهُ كذالك قبلتها التى حاولت أن تطبعها على عُنقهُ لكن طبعتها على كف يده،لتترك أثر ذالك الطلاء

ضحك فهمى قائلاً:أنا بقول بلاش نرجع عالمزرعه لأحسن الدكتوره تزعل منك وتنيمك فى الطل.

إبتعد عواد عن الراقصه وجذب عمه بقوه كى ينهض قائلاً بضيق:قوم معايا يا عمى مش عارف ايه حكايتك كل فتره والتانيه إنك تجى للمكان المقزز ده.


نهض فاروق معه يسير بمطوحه:

باجى هنا عشان أنسى إنى كنت جبان وضيعتها من إيديا بسكوتى.

تسأل عواد بإستفسار:ومين دى بقى؟

رد فاروق بإستعلام :بتسأل على مين،أنا مش فاكر حاجه.

تنهد عواد بغضب فى ذالك الوقت كانا قد أصبحا امام السياره،ساعد عواد فاروق على الصعود للسياره،وصعد لجواره،وقال للسائق:روح بينا عالمزرعه.

نظر عواد لـ فاروق الذى سُرعان ما ذهب بغفوه يتنهد بسآم

يتمنى أن يعرف من التى يقصدها، ولما ينعت نفسه بالجبان، دخل إليه إقتناع أن العشق يهزم هِمم الرجال حين تُسلم نفسها له، وهذا هو البرهان الثانى لذالك البرهان الأول كان والدهُ

……..

بعد وقت منتصف الليل تقريبًا.

كانت صابرين نائمه على الفراش تشعر بالضجر وهى تقوم بالتنقل بين القنوات التليفزيونيه تاره وتعبث على الهاتف تاره أخرى، أرجعت سبب ذالك الضجر الى نومها باليوم لفتره طويله،لكن شعرت بجوع فقالت لنفسها:

واضح كده إن عواد مش راجع الليله الله أعلم هو راح فين خلاص قربنا عالساعه واحده بالليل أما أقوم أنزل أكُل لقمه خفيفه تسد جوعى،وأشرب كوباية شاى بنعناع تضيع الزهق اللى انا فيه ده.


بالفعل نهضت صابرين وقامت بإرتداء مئزر نسائى ثقيل وطويل فوق منامتها كذالك وضعت طرحه فوق رأسها لفتها بطريقه عشوائيه من أجل تدفئتها،وهبطت الى أسفل.

بنفس الوقت دخل السائق بالسياره الى المزرعه

ترجل عواد من السياره أولاً ثم مد يده لـ فاروق قائلاً:

يلا إنزل يا عمى وصلنا للمزرعه.

فتح فاروق عينيه وقال بسُكر:جيبتنا المزرعه ليه،مش كنا روحنا الڤيلا فى إسكندريه،ولا مش قادر تبعد ليله عن العروسه.

تنهد عواد قائلاً: مش وقت كلامك الفارغ إنزل خلينا ندخل للإستراحه بسرعه الجو برد جدًا.

تمسك فاروق بيد عواد وترجل من السياره لكن حين وضع قدميه على الأرض كاد أن يتعرقل،فسندهُ عواد سريعًا،فى نفس اللحظه قامت بعض كلاب المزرعه بالعواء…

قال فاروق:

هى الكلاب بتعوي ليه شافت شيطان.

تبسم عواد قائلاً:لأ يمكن بتعوي جعانه خلينا أسندك لحد ما ندخل للأستراحه وأعملك كوباية قهوه تفوقك شويه.

بينما بداخل المطبخ فجأه سمعت صابرين صوت نُباح الكلاب، إرتجفت أوصالها وسقط من يدها تلك الملعقه التى كانت تُقلب بها الطعام

قائله: هي الكلاب دى بتعوي كده ليه ليكون حد فتح لها الباب و سابت،أو ممكن يكون عواد مشي وسابنى لوحدى بالمزرعه وامر حد من العمال يسيب عليا الكلاب تاكلني.


هكذا فكرت صابرين بسذاجه منها،حتى أنها تجمدت مكانها بالمطبخ وإنخضت حين دخل عواد الى المطبخ،وصرخت قائله بسذاجه

: إنت اللى سيبت الكلاب عشان تاكلنى.

رغم مزاج عواد السئ لكن ضحك على وجه صابرين المخضوض قائلاً:كنت أتمنى بس أكيد الكلاب إتعشوا بغيرك،خليكى إنت لعشوة بكره بقى.

لا تعرف صابرين لما شعرت بالامان لكن قالت بحِده: هزارك سخيف.

ضحك عواد قائلاً: مين اللى قالك إنى بهزر.

قبل أن ترد صابرين بلذاعه دخل فاروق الى المطبخ يتمطوح… وقع بصرهُ على صابرين للحظات غشيت عيناه ورأى صورة فاديه بها، وكاد ينطق بإسمها، لكن كاد يسقط لولا إسناد عواد له، أغمض عيناه يُريد نفض تلك الغشاوه عن عيناه.

بينما تنهد عواد بسأم وأجلس فاروق على أحد المقاعد بالمطبخ.

نظرت له صابرين قائله:

ماله عمك،بيتمطوح كده ليه؟

رد عواد:مفيش،ثم أقترب من مكان وقوف صابرين قائلاً بتوعد:أيه اللى نزلك لهنا فى وقت زى ده وكمان بالبيجامه.

تهكمت صابرين قائله:والله متعشتش ولقيت نفسى جعانه أنام جعانه اللى أعرفه وسبق وقولته لى إن عيلة زهران خيرهم كتير وبيوتهم عمرانه.

نظر عواد لها بغيظ يود أن تذهب يشعر بالضيق من رؤية فاروق لها بذالك المنظر،حقًا ترتدى زى فضفاض وكذالك حجاب على رأسها بطريقه فوضويه لكن بالنهايه لا يريد أن يراها أحد بمنامه ورديه.


كاد عواد أن يأمرها أن تغادر المطبخ لكن حديث فاروق الذى قاله:

أقولك سُك عالقهوه يا عواد أنا هقوم أروح أنام وهصحى الصبح فايق ولا كآنى شربت حاجه… يلا تصبخوا على خير.

قال فاروق هذا وحاول النهوض لكن جلس مره أخرى بسبب ثُقل رأسهُ بسبب إحتساؤه لذالك الشراب المُسكر.

نظرت صابرين لـ عواد بتساؤل:

هو عمك ده سكران.

سمع فاروق سؤال صابرين وجاوب:

أنا مش سكران دول هما كم كاس بس اللى شربتهم فى الكباريه… قال فاروق هذا ويبدوا ان السُكر جعله لا يشعر بماذا يقول حين قال:

بس الرقاصه اللى قربت منك يا عواد دى كانت جامده ياريتك سيبتها تبوسك.

علمت صابرين سبب مطوحة فاروق، كذالك أين كان عواد الى هذا الوقت تهكمت وهمست بصوت منخفض:

حلو إنت تاخد عمك وتروحوا الكباريه هو يسكر وإنت تبوس الرقاصه.

ضحك عواد الذى سمعها.

ليس عواد فقط الذى سمع همسها، بل فاروق سمعها، وقال وهو شبه غفلان:

لأ مش عواد هو اللى كان بيبوس الرقاصه دى الرقاصه هى اللى باسته، بس هو بعد عنها.


إمتعضت صابرين ولوت شفتيها بسخريه قائله:

لأ عيب عليه كده يكسر بخاطرها.

حاول عواد كتم ضحكته وقال بتتويه:

بقولك أيه اللى نزلك للمطبخ بالبيجامه…إتفضلى أطلعى لأوضتك غيرى البيجامه دى وأنزلى تانى.

تهكمت صابرين ووضعت بعض الاطباق على صنيه صغيره،وأخذتها وغادرت قاىله:

مالوش لازمه انزل تانى،خلاص خدت الاكل اللى حضرته لنفسى هطلع أكل فى الاوضه حتى أكل بنفس بعيد عنك يابتاع الرقاصه وعن عمك السكران.

رغم غيظ عواد لكن هو يود ان تذهب من أمام فاروق،الذى هزى بعد خروج صابرين من المطبخ بآسم إحداهن لكن بسبب إنشغال عقل عواد بـ صابرين لم يستطيع تفسير الأسم الذى نطقه فاروق جيدًا… وأقترب من عمهُ وساعده على النهوض وسحبه الى الحوض الموجود بالمطبخ ووضع رأسهُ أسفل صنبور المياه البارده مما جعل فاروق يشعر برجفه فى جسده،وكاد يبتعد عن المياه لكن عواد ثبته قائلاً:

إستحمل عشان تفوق يا عمى.

بالفعل بعد قليل وضع عواد كوب من القهوه الداكنه أمام عمه قائلاً:القهوه أهى هتفوقك شويه.

أمسك فاروق كوب القهوه وبدأ يحتسيه بتروى الى أن انهاه…نهض وهو يبتعد بنظرهُ بعيد عن نظر عواد حتى لا يجاوب على أسئلته المعتاده قائلاً:

أنا بردان بسبب الميه بلت هدومى لو فضلت شويه أكتر من كده هاخد دور برد،هطلع أغير هدومى وأنام،وأنت أطلع لمراتك.


قال فاروق هذا ولم ينتظر وهرب من أمام عواد سريعًا يشعر بآلم قوى برأسه وآلم أقوى بقلبهً.

تنهد عواد بسآم وهو يعلم ان عمه كالعاده هرب كى لا يجاوب على سؤالهُ المعتاد،من التى يفعل ذالك بنفسه من أجلها.

بعد قليل صعد عواد الى غرفة النوم، وجد صابرين أنهت طعامها… نظرت له بإشمئزاز دون حديث.

بينما هو تجاهل وجودها وبدأ فى خلع ثيابه ووضعها على أحد المقاعد بالغرفه وتوجه ناحية الفراش نظر الى عدم هندمة الفراش مبتسمًا لكن لديه صداع ليس بمود بستطيع مشاغبة صابرين به.

تهكمت صابرين حين رأته يتمدد فوق الفراش وقالت بحنُق:

مش تاخدلك دُوش يفوقك على الأقل يضيع زفارة برفان الرقاصه من على جلدك.

رغم إرهاق عواد لكن تبسم ونهض نائمًا على أحد جانبيه ينظر لـ صابرين قائلاً:

فعلاً برفان الرقاصه ريحته زفره المره الحايه هبقى أخد لها إزازة برفان بعطر الاڤندر، أنا بحب العطر ده قوى.

نظرت له صابرين بضيق قائله: لأ أبقى خد لها ديتول أفضل.

قالت صابرين هذا وتمددت على تلك الاريكه، وسحبت الغطاء عليها وأعطت لـ عواد ظهرها.

تبسم عواد وإعتدل نائمًا على ظهره بالفراش يشعر بشعوى لا يفهم لا تفسير.


بعد قليل

شعر عواد بالضجر نهض من على الفراش وأقترب من تلك الاريكه التى تنام عليها صابرين نظر لوجهها كثيرًا قبل أن يحسم أمره

ومد يديه أسفل جسدها وحملها بين يديه…

للحظه فتحت صابرين عينيها وتبسمت

تحدث عواد:نامى يا صابرين.

بالفعل أغمضت صابرين عينيها وبتلقائيه وضعت رأسها على موضع قلب عواد الذى إهتز قبل أن يضع صابرين على الفراش ويسمع همسها

حين تنهدت ببسمه بعد أن وضعها عواد على الفراش قائله بهمس:

بابا.

هى تعتقد أن من حملها هو والداها ووضعها على الفراش كما كان يفعل معها وهى صغيره حين كانت تنام وهى جالسه تُذاكر ليلة الإمتحان ويدثرها بالغطاء.

بينما عواد شعر بغصه هى إعتقدت أن من يحملها هو والداها لديه شعور أن صابرين تفتقد لوالداها رغم وجوده،لديه يقين أنه سبب تلك الفجوه التى بين صابرين وأبيها…للحظات شعر بالندم حين أدخل صابرين فى دائرة ذالك الانتقام، لكن شعر بآلم فى ساقيه فعاد لجموده فما فعله كان رد على ما حدث بالماضى حين فقد والده وظل هو قعيد وحيد يواجه الموت من أجل أن يقف على ساقيه مره أخرى.

… ـــــــــــــــــــــــــــ


سطعت شمس شتويه دافئه قليلاً

بمنزل جمال التهامى.

صباحً

فتح فادى عيناه على رؤية تلك الفتاه التى تُداعب وجنتيه بزهره قائله:

أصحى بقى يا “دودى”

نهض جالسًا على الفراش قائلاً بتهكم:”دودى”

الف مره قولتلك بكره الأسم ده يا “نهى”

وبعدين أيه اللى دخلك اوضتى سبق وقولتلك إن ده عيب تدخلى أوضة شاب وهو نايم.

تحدث من خلف نهى آخر قائلاً:

فيها أيه عيب إنت أبن خال نهى، وهى بتدلع عليك.

نظر فادى نحو الصوت بإستهزاء وأعاد قوله: بتدلع عليا.

رد عليه قائلاً: أصحى يلا يا إبن اختى دى نهى صاحيه من قبل الفجر مستنيه النهار يطلع عشان تحي تصحيح وتسلم عليك.

رد فادى: صحيت صباح الخير يا خالى.

رد الخال قائلاً: صباح النور، يلا يا نهى قومى روحى لعمتك حضرى معاها فطور مميز لـ فادى على ما يغير هدومه.

نهضت نهى مبتسمه تقول: حاضر يا بابا هروح أساعد عمتى.

ذهبت نهى بينما أقترب الخال من فادى وقام بحضنه قائلاً: حمدلله عالسلامه يا فادى، قلقنا عليك إمبارح لما الطياره اتأخرت فى الوصول، بالاخص نهى حتى جت عليها نومه وزعلت لما صحيت قبل الفجر كنت إنت نمت وبالعافيه سمعت كلام ساميه إنها تسيبك نايم للصبح،هى بتحب عمتها ساميه قوى،هى اللى مربياها.


تبسم فادى بتهكم بين نفسه وسبق قبل حديث خالهُ :عارف هقوم أخد دوش افوق عشان نفطر من ايد نهى.

بعد قليل على طاولة الفطور

جلس فادى مع والدايه كذالك خاله وتلك الفتاه الذى يستسخفها،لكن يرسم بسمة مجامله لها.

إنتهى الفطور وظلت نهى مع ساميه لضب السفره رغم أنها تريد قضاء وقت أكثر مع فادى،لكن لابد أن تحصُل على مساندة ساميه بان تُظهر انها ظل لها….

بينما جلس فادى مع جمال وخالهُ الذى قال له:

عرفت من ساميه إنك خلاص ناويت تستقر هنا فى مصر احسن شئ عملته،بصراحه بعد المرحوم مصطفى ساميه وجمال لازمه ونس معاهم هنا فى البيت،ربنا ينتقم منها اللى كانت السبب فى موته،لأ وفى الآخر راحت أتجوزت اللى قتلهُ.

نظر جمال له قائلاً:خلاص يا “عادل” مالوش لازمه الكلام فى الموضوع ده إنتهى خلاص.

رد عادل:لأ منتهاش،بس إنت اللى إستسلمت وقبلت صُلح عواد اللى ظهر قدام البلد أنه شهم ومسامح فى حقهُ بعد تعدى المرحوم مصطفى عليه فى قلب بيته،والقضيه إتأيدت دفاع عن النفس،أى دفاع وعواد هو اللى بدأ لما لعب بعقل صابرين وهى مكتوب كتابها على المرحوم وخلاها هربت معاه يوم فرحها،فى الآخر الأتنين فازوا ببعض واللى خسر المرحوم إندفن شاب فى التراب.

نظر جمال لـ عادل قائلاً بحسم:سبق وقولت الموضوع ده إنتهى خلاص عواد ركع قدامى وقدم كفنه قدام البلد كلها،وخلاص بكده إنتهى الصراع.


قال جمال هذا ونظر الى فادى قائلاً:

مقولتليش هتستلم شغلك فى مصنع إسكندريه أمتى.

رد فادى الذى يشعر بنيران تحرق صدره:

أنا هسافر بكره إسكندريه.

تعجب جمال عادل الذى قال:بالسرعه دى ليه،إنت لسه واصل ليلة إمبارح.

رد فادى بتبرير كاذب:

عندى شوية أوراق لازم اخلصها قبل ما أستلم شُغلى بالشركه.

بينما همس فادى لنفسه:

عندى قصاص عاجل لازم أبدأ فيه وبنفس الطريقه هاخد القصاص لـ مصطفى وكل شئ قدامى مُباح

الشرف بـ الشرف…”شرف مصطفى قصاد شرف عواد”.

…. ــــــــــــــــــــــــــــــــ


يتبع

تكملة الرواية من هناااااااا 




تعليقات

التنقل السريع