رواية بحرالعشق المالح الفصل الحادى عشر والثاني عشر والثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر بقلم سعاد محمد سلامة
رواية بحر العشق المالح الفصل الحادى عشر والثاني عشر والثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر بقلم سعاد محمد سلامة
رواية بحر العشق المالح الحلقة الحادية عشر
﷽
#الموجه_الحاديه_عشر
#بحر_العشق_المالح
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بالمزرعه
إستيقظ عواد يتمطئ بيديه نظر لتلك النائمه جوارهُ لمعت عيناه ونام على جانبه متكئًا برأسهُ فوق يدهُ ينظر الى صابرين لا يعلم سبب لتلك النظرات هو فقط يريد أن يظل ينظر لوجهها، جاء الى خاطرهُ فكره ماكره لما لا يفعلها ويشاغب بها صابرين،
بالفعل أعتدل فى الفراش ومد يديه نحو منامة صابرين التى ترتديها وقام بفتح أزرارها،لكن تفاجئ أنها ترتدى كنزه ثقيله أسفل تلك المنامه، همس لنفسه ساخرًا:
أمال لو مش الإستراحه كلها فيها نظام تدفئه كانت لبست الدولاب بقى.
لاحظ بربشة أهداب صابرين علم أنها بدأت تسيقظ،إعتدل نائمًا على جانبه ينظر ناحية وجهها
مازالت صابرين بين الغفوه و اليقظه زفرت أنفاسها وجذبت غطاء الفراش عليها تتنهد بتكاسُل مازال النُعاس مُسيطر عليها ، تبسم عواد وأقترب بوجهه أكثر من وجه صابرين وقام بزفر نفسه على وجهها.
شعرت صابرين بدفئ أنفاس عواد على وجهها فتحت عينيها تتنهد تحاول الأستقاظ لكن أغمضت عينيها مره أخرى مازالت تريد النوم، تبسم عواد حين أغمضت صابرين عينيها وزفر نفسه مره أخرى على وجهها ثم إتكئ برأسه فوق يده ينظر لها بإنتظار أن تصحو. بينما صابرين تجاهلت ذالك وإستدارت تنام على جانبها تُعطى له ظهرها دون شعور منها.
تبسم عواد وبمكر منه إقترب بجسده من صابرين ولف إحدى يديه فوق جسدها يضمها لجسده ليس هذا فقط بل زفر نفسه على عنقها ثم قام بتقبيل جانب عُنقها هامسًا:
صباح الخير يا حبيبتى.
شعرت صابرين بقيد يدهُ وكذالك أنفاسه على عنقها وتلك القُبله فتحت عينيها ومالت برأسها تنظر لوجه عواد
رأت تلك الإبتسامه السمجه الذى يرسمها على وجهه…
حاولت الفكاك من قيد يدهُ قائله:
إبعد إيدك عنى أنا نايمه عالكنبه وسايبه لك السرير تنام فيه لوحدك براحتك مش بتقول بحب أخد حريتى على سريرى.
ضحك عواد قائلاً بإستفزاز:حبيبتى إنت اللى جيتى نمتى جانبى عالسرير وعشان أنا قلبى حنين مقدرتش أقولك لأ.
ردت صابرين بسخريه:قلبك حنين هتقولى،وبعدين أنا نايمه عالكنبه.
ضحك عواد قائلاً:فين الكنبه دى يظهر إنك لسه نايمه بصى جانبك الكنبه أهى هناك فاضيه،أنتِ نايمه عالسرير وفى حضنى.
نظرت صابرين بإتجاه الكنبه إتسعت عينيها بذهول قائله:إزاى أنا فاكره إنى بعد ما أكلت نمت عالكنبه.
ضحك عواد ضحكته الإستفزازيه قائلاً:
مكنتش أعرف إنك بتمشى وأنتِ نايمه،أنا كنت نعسان لقيتك فجأه جيتى نمتى جانبى عالسرير قولت وماله بس بعدها لقيتك قولتلى خدنى فى حضنك يا حبيبى.
إستقامت صابرين كالملسوع وإبتعدت عن عواد قائله:
أنا عملت كده وكمان قولتلك حبيبى،مستحيل إنت كذاب.
ضحك عواد وأكمل إستفزاز لها:
حتى قولتيلى أنا سقعانه خدنى فى حضنك دفينى.
كم شعرت صابرين بمقت من تلك الابتسامه السمجه بنظرها
وقالت بحُنق: متأكده إنك كذاب.
مازالت تلك الضحكه هى رد فعل عواد على غيظ صابرين
التى نظرت له تُعيد ذاكراتها حين شعرت أن أحد يحملها ويضعها فوق الفراش، بسبب غفوتها خيل لها عقلها أن من يحملها والداها، غص قلبها ولامت نفسها بصمت، بينما إقترب عواد منها مره أخرى يريد مُشاغبتها
لكن صابرين إنتبهت له ورجعت للخلف بجسدها ودون إنتباه منها كادت تسقط من فوق الفراش، لولا جذبها عواد على جسده… وقام بلف يديه حولها.
حاولت صابرين الفكاك من قيد يديه قائله: إبعد إيدك عنى وبطل حركاتك دى، وكفايه إستفزاز.
حاولت صابرين التملص من بين يديه، لكن عواد إستدار بهم على الفراش ليصبح هو من يعتليها، رغم محاولتها التملُص من أسفلهُ، لكن نظر عواد الى ذمها لشفتيها بقوه وإحنى رأسه وقبلها على غفله منها.
رفعت صابرين يديها وحاولت دفع عواد كى يتبعد عنها، لكن عواد أمسك أحدى يديها وثبتها على الفراش بيدهُ وظل يُقبل صابرين التى للحظات ضعفت وكادت تمتثل لطوفانه، لكن فاقت سريعاً قائله:
إبعد عنى يا عواد كفايه…
بينما عواد كان يود المزيد ومازال يحاول نيل ما يريدهُ.
لكن صابرين وضعت يدها على ظهر عواد فوق تلك العلامه التى بظهره وقالت بإستفزاز:
العلامه دى مكان الرصاصه اللى عمى مراون أطلقها عليك يوم…..
لم تُكمل صابرين حديثها حين نهض عواد عنها كالملسوع وتبدل لون عينيه الى اللون الأحمر الناري، وألقى غطاء الفراش بعنف ونهض من على الفراش بعصبيه مُفرطه قائلاً:
قومى إنزلى حضرلى الفطور فى الجنينه نص ساعه ويكون جاهز.
ردت صابرين:
أنا لسه عاوزه أكمل نوم زمان فردوس وصلت خليها تحضرلك الفطور فى المكان اللى أنت عاوزه.
إقترب عواد من الفراش وقام بشد يد صابرين بقوه حتى انها كادت تقع أرضاً لكن هو مسك يدها الاخرى وثبتها تقف أمامه ونظر لعينيها مُتحديًا يقول بعصبيه:
هاخد دُش ولو ملقتش اللى قولت عليه إتنفذ صدقينى وقتها رد فعلى مش هيعجبك وهعمل اللى عاوزهُ غصب ومش هيفرق معايا رفضك ولا لسانك الزالف.
قال عواد هذا وذهب الى الحمام وعصف الباب بقوه إرتجفت لها صابرين،لكن فى نفس الوقت شعرت بالغضب من نفسها لما قالت ذالك القول الأبله،كان من الممكن بجمودها المعتاد فى الايام السابقه أن يبتعد عنها عواد بعد أن يشعر بعدم إستجابتها له كما كان يفعل ويتنحى عنها ويتركها،أيقنت قول صبريه عواد يكره أى شئ يذكرهُ بذالك اليوم.
فكرت صابرين لما حزنت حين رأت عين عواد التى تبدل لونها الصافى الى لون الدم،لكن سرعان ما نفضت عن رأسها ذالك وقالت:
لو فضلت أفكر هتجنن أحسن حاجه أنزل اشوف فردوس زمانها وصلت وهى اللى تحضر له السفره وبكده أبقى عملت اللى هو عاوزه بس على مزاجى.
بينما بالحمام فتح عواد صنبور المياه البارده تسيل على جسده ومع ذالك يشعر بحراره قويه تغزو جسده
تلك الحمقاء دائماً ما تسعى لإستفزازه وإخراج السئ به.
بعد قليل
ذهب عواد الى تلك المظله الموجوده بحديقة المزرعه وجد سفرة الفطور وكانت صابرين تجلس على احد المقاعد…وجوارها تقف فردوس التى نظرت لـ عواد قائله:
صباح الخير يا بشمهندس، أنا حضرت لحضرتك إنت والدكتوره الفطور زى ما طلبتهُ منى وقالتلى عاوزه أفطر تحت المظله الجو النهارده الشمس دافيه…تؤمرنى بحاجه تانيه
أماء عواد رأسه بـ لا فأنصرفت فردوس
جلس عواد على المقعد المقابل لـ صابرين ونظر لها قائلاً:
أنا كنت طلبت إن إنتِ اللى تحضرلى الفطور ومطلبتش منك تشاركينى الفطور ليه قاعده على السفره معايا.
ردت صابرين بإستفزاز وهى تضع إحدى لقيمات العيش بفمها:
والله سبق وقولت لى بيوت عيلة زهران عمرانه بالخير، أعتبرنى ضيفه وجاتلك وقت الفطور مش هتعزم عليها تقعد تاكل معاك، وطبعًا لما تشوف السفره اللذيذه دى هتوافق وتقعد تاكل.
أخفى عواد غيظهُ وقال: وماله، بس الضيفه هتاكل وفى الآخر هتشكرنى إنى سمحت لها تشاركنى الفطور بذوق، لكن إنتِ اللى هتشيلى السفره بعد ما نفطر.
ردت صابرين: لكل مقامٍ مقال يا بشمنهدس، دلوقتي خلينى أستمتع بالفطور اللذيذ وسط الصباح الدافى.
بعد قليل إنتهى عواد من الطعام، نظر نحو صابرين قائلاً:
شبعت يلا قومى شيلى الأطباق من على السفره دخليها المطبخ.
ردت صابرين ببرود:بس أنا لسه مشبعتش.
رد عواد بعناد ونهض من مكانه ومسك يد صابرين قبل أن تصل لفمها وإنحنى عليها قائلاً:
كملى أكلك فى المطبخ بعد ما تشيلي الأطباق من هنا… لأنى مش هبقى بعد كده مسؤول عن اللى هيحصل لما أسيب الكلاب، ومتفكريش هعمل زى المره اللى فاتت وأحميكى منهم.
رفعت صابري رأسها تنظر لعين عواد مازالت حمراء يبدوا انه مازال غاضب للحظه أرتعبت من أصوات تلك الكلاب التى سمعتها للتو…لكن أنقذها مجئ فردوس قائله:
سفره دايمه يا بشمهندس تحب أطبخلك نوع اكل معين عالغدا.
إستقام عواد وقال بمكر:لأ إنتِ إرتاحى يا فردوس صابرين هى اللى هتطبخ النهارده نفسى أدوق الأكل من إيدها أكيد هيبقى له طعم تانى ،مش كده يا حبيبتى.
نظرت صابرين لعين عواد المتحديه وقالت بتحدى:للآسف يا حبيبى مش بعرف أطبخ كويس بس معنديش مانع اساعد فردوس وهى بتجهز الغدا حتى كمان هساعدها فى شيل الاطباق وأدخلها للمطبخ.
بالفعل نهضت صابرين وأخذت طبق واحد وتوجهت نحو المطبخ ولم تعود مره أخرى
بينما أخرج عواد سيجاره وأشعلها ونفث دخانها بغضب يود سحق تلك المستفزه التى تناورهُ بتحدى،تفعل ما يريدهُ لكن بالحقيقه تفعلهُ كما تريد هى…لكن لا بآس من إظهار بعض قوته،وهى ستخضع عاجلاً.
……. ــــــــــــــــــــــــــــ
بمنزل جمال التهامى
نهض جمال واقفًا يقول:
همشى أنا بقى لازم أروح الوحده الزراعيه أباشر الموظفين.
رد عادل:كنت خدلك يومين أجازه أقضيهم مع فادى هو مكنش واحشك ولا أيه؟
رد فادى بدل عن جمال:
وليه يعطل مصالح الناس،أنا خلاص مش مسافر تانى وبقينا قدام بعض طول الوقت…روح يا بابا للوحده بلاش تعطل مصالح الفلاحين..وأنا كمان هقوم أكمل نوم لحد الضهر.
تبسم جمال لـ فادى قائلاً:
نوم العافيه،أشوفك أما أرجع لينا قاعده طويله مع بعض
أومأ فادى له رأسه ببسمه.
غادر جمال وظل عادل جالسًا للحظات قبل أن تآتى تلك الوصوليه قائله:
أنا اللى عملت الكيكه دى إمبارح قبل ما توصل ومرضتش أخلى حد يدوقها قبلك جيبتهالك ومعها الشاي، يلا دوقها وقولى رأيك؟
أخفى عادل بسمته ونظر الى ساميه التى آتت خلف نهى قائلاً: شوفتى يا ساميه البنت مرضتش تاكلنا إمبارح من الكيكه وشيلاها كلها لـ فادى.
ردت ساميه: آه أمبارح قولت لها هاتى أدوقها قالتلى محدش هيدوقها قبل ما فادى هو اللى يدوقها الأول ويقولى رأيهُ فى كيكة الفراوله اللى عملتها مخصوص عشانه.
تبسمت نهى قائله: أنا طبقتها بالضبط زى ما عملتها فى الكليه…وكل اللى داقها مدح فيها.
رد فادى:للآسف أنا مش بحب الفراواله وعندى حساسيه منها إنتى مش عارفه كده يا ماما،اللى كان بيحب الفراوله وكيكة الفراوله مصطفى الله يرحمه وكنتى بتحججى بيا ومبتعملهاش له عشان أنا متعبش بعد ما أكل منها.
شعرت نهى بالحرج وجلست ساميه تبكى وهى تتذكر فقيدها، بينما قال عادل بلوم:
ليه كده يا فادى إحنا بنحاول ننسى ساميه وجع قلبها وإنت بتفكرها بيه.
ردت ساميه ببكاء شديد: أنا منستش وجع على مصطفى للحظه يا عادل كفايه إن اللى كانوا السبب فى موته إتهنوا ببعض من بعد هو ما أندفن فى التراب.
شعر فادى بحرقة قلب قويه، بينما نهض عادل ومد يدهُ لـ ساميه قائلاً :
تعالى معايا يا ساميه كفايه دموع فادى لسه جاى من الغُربه بلاش توجعى قلبه أكتر من كده.
نهضت ساميه مع عادل بطاعه، عادل الذى غمز بعينيه لإبنته وفهمت مغزى تلك الغمزه، أن تظل تحاول الإيقاع بـ فادى.
أخذ عادل ساميه ودخلا أليها،نظر لها قائلاً بلوم:
جرى أيه يا ساميه أنتى مكنتيش عارفه إن فادى مش بيحب الفراوله كده تحرجى نهى معاه،وكمان حكاية بُكاكِ دى كل ما تجى سيرة مصطفى لازم تقل شويه ختى عشان خاطر فادى متخلهوش يحس بالحزن أكتر من كده.
ردت ساميه ببكاء حار:
نسيت إن فادى مكنش بيحب الفراوله وعنده حساسيه منها،مصطفى هو اللى كان بيحب الفراوله وأنا قليل لما كنت بجيبها كنت بخاف فادى يقلد مصطفى وياكل منها ويتعب بعدها…وأنا مستحيل قلبى ينسى الوجع على مصطفى.
نظر عادل لها قائلاً:هقولك على حاجه ومتأكد إنها هتبرد نار قلبك على مصطفى.
بينما بخارج الغرفه ظلت نهى جالسه مع فادى الذى مع الوقت يشعر بزيادة حرقة قلبه التى إزادات توهج منذ أن عاد ليلة أمس لهنا، بينما نهى نهضت من مكان جلوسها وجلست جوار فادى وبجرآه منها وضعت يدها فوق فخذ فادى قائله:
يلا إحكلى على ألمانيا.
نظر فادى ليد نهى الموضوعه على فخذه بإسمئزاز ونفور وقام بوضع يده فوقها وسحبها بعيد عنه قائلاً:
عاوزه تعرفى أيه عن ألمانيا؟
ردت نهى: عايزه اعرف مثلاً الفرق بين بنات ألمانيا هما الاجمل والامهر ولا إحنا المصريات.
رد فادى:معرفش الفرق،لانى مكنش ليا تعامل مع بنات هناك خارج شُغلى،بس مش شايف فرق كبير فى المهاره.
قال فادى هذا ثم نهض قائلاً:أنا منمتش كويس وحاسس بصداع هدخل أنام شويه لحد آدان الضهر.
نهضت نهى خلفه وبجرآه وضعت يديها فوق جبهة فادى حاولت تدليكها،قائله:
خلينى أدلك راسك وبعدها هتحس براحه والصداع هيختفى.
أبعد فادى يدها عنه بقوه قائلاً:مالوش لازمه،قولت هنام شويه هصحى كويس…عن إذنك.
فى تلك اللحظه خرج عادل وخلفه ساميه التى تغيرت ملامح وجهها وزال عنه العبوس والكدم كآنها تبدلت بأخرى حين قالت:
واقفين كده ليه؟
ردت نهى: فادى قالى عنده صداع وقولت له أدلك راسك والصداع هيخف مرضاش.
إقتربت ساميه بلهفه قائله:
فى هنا كذا نوع علاج للصداع الدكتور واصفهم لى من يوم وفاة المرحوم مصطفى وأنا الصداع مبيفرقش دماغى.
نظر لها فادى متعحبًا من رد فعلها فلو أخرى غيرها كانت لامت تلك الفتاه على جرآتها،لكن يبدوا له أنها لا تهتم بذالك و قال :لأ مش محتاج علاج،ده صداع بسيط من قلة النوم،هدخل أنام ووقت صلاة الضهر إبقى صحينى.
قال فادى هذا وغادر الى غرفته
بينما نظر عادل بلوم لـ ساميه قائلاً:مفيش فايده قولتلك حاولى تقللى سيرة مصطفى قدام فادى،فادى ممكن يطفش.
ردت نهى بنفس الشئ قائله:فعلاً كلام بابا صح،اللى لاحظته إن فادى بيضايق قوى لما بتجى سيرة مصطفى قدامه.
نظرت ساميه لهم وأمائت رأسها بموافقه.
بينما دخل فادى الى غرفته ألقى بجسده فوق الفراش يشعر بآلم بصدره عاد الى ذاكراته مزاحُه وشجارهُ مع مصطفى و ذكريات أخرى شعر بغضب عارم يغزو قلبهُ مع الوقت يزداد، كان يظن أن هذا الغضب بسبب بُعده عن هنا وانه عاش الحزن وحده بعيد عن هنا إعتقد أن هذا سينقص حين يعود لكن بالعكس الغضب والآلم يزداد
نهض من على الفراش وخلع قميصه العلوى وظل نصف عارى بالبنطال فقط، وآتى بتلك الأوزان الرياضيه الصغيره الحجم والثقيلة الوزن وبدأ بحملها بين يديه يحاول السيطره على غضبه يخرج طاقته السلبيه بالتمارين الرياضيه القاسيه،لكن هيهات.
ظل كذالك لوقت طويل لم يشعر به الإ حين دخلت الى الغرفه نهى دون إستئذان وقفت تنظر لجسده الرياضى المُتصبب عرقًا،لم تحيد بصرها عنه
لكن هو تضايق بشده قائلاً بتعنيف وتعسف:سبق وقولتلك ممنوع تدخلى أوضتى بدون إستئذان منى وواقفه كده ليه إتفضلى أخرجى عشان انا عاوز أكمل بقية التمرين.
رغم تمعن نهى بجسد فادى ولم تشعر بالحرج لكن قالت:
إنت كنت قايل لعمتى إنها تصحيك على آدان الضهر وهى قالتلي أدخل أصحيك وانا كنت مفكره إنك نايم… عالعموم انا جيت أقولك الظهر خلاص هيآذن عالمدنه.
رد فادى بعصبيه: تمام متشكر أتفضلى أنتِ أنا صاحى مش نايم.
خرجت نهى من الغرفه وأغلقت خلفها الباب وقفت على جانب الباب تعض شفتيها بإشتهاء وإثاره، يزداد بداخلها رغبة الحصول على فادى، وستسعى لذالك بكل الطرق والطريق ممهد أمامها عمتها مُرحبه بذالك.
بينما زفر فادى نفسه بقوه يشعر بالنفور من تلك الجريئه التى تفرض نفسها عليه تتعلق بأمل كاذب فهو لديه قصاص مع أخرى يود ان يأخذهُ أولاً وقبل أى شئ.. آن الآوان أن يبدأ.
بعد قليل
بعد أن أدى فادى صلاة الظهر بأحد جوامع البلده وألتقى ببعض المعارف وقضى معهم بعض الوقت سار مغادرًا يعود للمنزل،لكن فى أثناء سيرهُ مر على تلك الأرض وقف قريب منها،يتذكر قول زوجة عمه”صبريه”التى أخبرته بعد وفاة مصطفى أن تلك الأرض هى السبب فى موته وأن صابرين لا دخل لها بمقتله حتى عواد نفسه كان فى حالة دفاع عن النفس…للحظات تضاربت الأقوال فى عقل فادى،بين حديث صبريه ولوعة حديث والداته عن مصطفى،عقلهُ يغلى بل يفور
لكن حسم الأمر فى عقله تلك السياره التى توقفت بالقُرب منه ورأى فتاه تنزل منها كانت مثل الملاك وهى تقف أمام تلك الطفله تطمئن عليها بعد أن سقطت أمام سيارتها لولا فرملة السائق لكان دهسها،رأى تعاملها مع تلك الفتاه بلين وبرفق مع أن الطفله هى من أخطأت بالركض أمام السياره
حتى أنها أخرجت من حقيبتها قطع حلوى وأعطتها لتلك الطفله التى ركضت سريعاً كأنها عثرت على كنز،بينما عادت الفتاه الى السياره مره أخرى وقاد السائق بهدوء…
لحظات مرت عليه وهو واقف يتأمل الموقف لا ليس الموقف بل تلك الفتاه التى لم ترفع رأسها وتنظر أمامها لكانت رأت وقوفه ينظر لها..
ظل شاردًا لوقت لم يشعر الأ حين شعر بأيد توضع على كتفه من الخلف نظر خلفهُ شعر بنفور لكن تبسم قائلاً:
خالى.
رد عادل عليه:أيوا خالك ايه بنادى عليك وإنت واقف سرحان فى أيه؟ ومش سامعنى.
رد فادى:مش سرحان ولا حاجه،بس انت جاى منين مشوفتكش فى الجامع.
رد عادل:أنا وصلت للجامع بعد نهاية الصلاه وصليت لوحدى وخلصت وكنت راجع عشان أخد نهى،بس إنت ايه اللى موقفك هنا.
رد فادى بإستخبار:العربيه دى بتاع مين؟
نظر عادل نحو تلك السياره وقال:
دى عربية من بتوع عيلة زهران واللى فيها تقريبًا دى بنت فهمى وتبقى أخت عواد زهران.
تفاجئ فادى يهمس لنفسه: الجميله الرقيقه دى تبقى أخت عواد!.
…..ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد الظهر
بفناء المزرعه
سمع فاروق عواد وهو يطلب من أحد عمالهُ أن يذهب الى إستراحة المزرعه ويُخبر زوجته أن تذهب اليه.
ذهب الى مكان وقوف عواد الذى يقف بيدهُ بندقية صيد يرفعها يُركز فى النشان وقف جواره
تبسم عواد يقول:
أخيرًا صحيت يا عمى، أنا قولت مش هتصحى غير عالمغرب.
رد فاروق الذى يشعر بصداع:
فعلاً عندى صداع وكنت بفكر أكمل نوم، بس سمعت طلقات البندقيه قولت أجى أشوف سببها أيه؟
رد عواد وهو يركز فى حركة تلك الطيور:. ده غراب بقاله مده كده بيجى يوقف وينعق عنها وصوته نذير شؤم
همس فاروق لنفسه: والله ما نذير شؤم غير بنت التهاميه اللى دخلت لبيت زهران
همس فاروق بذالك ونظر الى عواد قائلاً
بنصح : أنا مش مطمن لبنت التهاميه اللى إنت إتجوزتها، مكنش لازم تتجوزها، خايف تكون جبت حيه فى سريرك تلدغك من غير متحس.
ضحك عواد بإستمتاع وثقه قائلاً: حتى لو كانت حيه آخرها تدفى سريرى،إطمن يا عمى.
رد عليه:بلاش ثقتك الزايده دى تنسيك،إنك خطفتها ليلة عُرسها و قتلت إبن عمها اللى كان هيبقى جوزها.
رد عواد بغضب:قولتلك إطمن يا عمى،ومتخافش أنا كسرت كل أجنحة عيلة “التهامى” سويتهم بالحريم،مش هتيجى حُرمه منهم وتعصى عليا ولو هى زى ما بتقول عليها حيه، أنا “رفاعي” وقبل ما تفكر تلدغنى هكون نازع سِمها.
كان سيعارضهُ،لكن قطع عليه عواد الحديث،بطلقه خرجت من سلاح الصيد الخاص به.
ثم نادى على أحد عُمال المزرعه الذى لبى نداؤه سريعاً،قال له:شيل جتت الغراب ده وإدفنها فى أى مكان مش عاوز باقى زمايله تنعق حوالين المزرعه… وفين الدكتوره مجتش للمرزعه ليه، مش قولتلك تبعت لها حد للدار يديها خبر تجى لهنا.
حمل العامل جثة الغراب قائلاً:بعتلها زى ما حضرتك أمرت.
أشار له بأصبعه أن يغادر.
بينما كاد عمه أن يتحدث،قاطعه هو:سيبنى دلوقتي يا عمى وأطمن،لو بنت التهاميه حيه،أنا معايا الترياق اللى هيقتلها هى قبلى.
سخر فاروق بينه وبين نفسه على حديث عواد عن ان معه الترياق، واهم فما يراه أن عواد ينجرف نحو صابرين ووقتها لن ينفعه الترياق الذى يتحدث عنه، فالعشق سُم لم يعثر أحد على ترياق له.
………………. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بينما بداخل الأستراحه
بالمطبخ
كانت صابرين تجلس مع تلك الخادمه تتسامر معها وتساعدها فى طهي بعض الاطعمه
الى أن تنحنح أحد العمال ودخل الى المطبخ وقال بإحترام:
الباشمهندس عواد أمرنى أقول لحضرتك أنه بيستناكِ فى المزرعه وعاوزك ضرورى.
ردت صابرين:فين فى المزرعه.
أجاب العامل عليها وأخبرها بمكان عواد.
ردت عليه قائله:تمام هغسل أيدى وأروح له المكان ده.
أماء لها العامل ثم إنصرف بإحترام
نهضت صابرين وتوجهت الى الحوض وغسلت يديها قائله:
هنقعد مع بعض تانى.
تبسمت فردوس قائله:
والله إنتى بنت حلال وتستهلى كل الطيب من اول مره شوفتك لما المهندس عواد جابك لهنا وانا قلبى إنشرحلك.
تبسمت صابرين قائله:قصدك لما خطفنى،يلا نتكلم بعدين هروح أشوف عواد عاوز أيه؟
…
ذهبت صابرين الى ذالك المكان الذى أخبرهها عليه العامل أن عواد ينتظرها به
وقفت فجأه تشعر برجفه بسبب صوت تلك الطلقه الناريه
تبسم عواد بزهو وتحدث وهو يعطيها ظهره قائلاً:متخافيش يا دكتوره ده طلق مطاطى ودى كانت وليفة غراب إصتادته من شويه كانت بتنعق عليه ومحرمتهاش منه خليتها تحصله.
نظرت الى تلك الجثه الملقاه قريبه من مكان وقوفه،وفهمت فحوى حديثه وقالت بجساره:قصدك قتلتها هى كمان.
أدار وجهه لها يضحك قائلاً:
هو اللى كان بينعق حوالين مزرعتى، ومش بيقولوا صوت الغراب نذير شوم.
نظرت له بجمود قائله: خير العامل قال لى إنك منتظرنى هنا عاوزنى فى أيه.
إقترب منها بخطوات بطيئه يتمعن فى وجهها من خلف تلك النظاره الشمسيه الذى يضعها تُخفى عيناه.
تعلم أنه ينظر لها من خلف نظارتهُ،لكن أظهرت الأمبالاه.
حين إقترب منها جذبها من خصرها للسير معه عكس جسدها،الى أن أصبح خلفها جدار بالمزرعه،خلع نظارته الشمسيه،وتأمل وجهها الغاضب وقبل أن تتحدث،كان ينقض على شفاها بقُبلات قويه،يسحب أنفاسها التى كادت أن تنقطع،ترك شفاه كى للحظات كى تستنشق بعض الهواء،لكن لم تستنشق من الهواء ما يكفى قبل أن يعاود تقبيلها يسحب ليس فقط أنفاسها بل روحها التى كادت أن يزهقها لولا..
سماعه لأحد عمال المزرعه الذى قال بعفويه:
الغدا جاهز فى المضيفه زى ما حضرتك أمرت يا عواد بيه.
ترك شفاها، وتحدث بهمس يسب العامل بسب نابى…
لكن قال له بغضب : أيه جابك هنا دلوقتي،يلا غور .
بينما هى تنفست بقوه تسترجع الشعور بنسمة الحياه التى كادت أن تغادرها.
كان ينظر بزهو لها وهى تستنشق أنفاسها بتصارُع.
هدأت أنفاسها قليلاً، رفعت وجها تنظر له بتحدى، ونفضت ذراعيه اللذان يحيطان بجسدها، بقوه قائله بضيق:
قبل ما تسب العامل، كنت فكر إنك فى مكان مفتوح وإن أى حد كان ممكن يشوف قباحتك دى.
ضحك بهستريا كى يزيد فى غضبها، ثم جذبها من خصرها قوياً تلتحم بصدره ينظر لها بإستهوان،رغم أنه يرى بعينيها التحدى…الذى يعلم أنها لن تتخلى عنه بسهوله،أو ربما لا تتخلى عنه أبداً….
فهما الأثنين يسبحان ضد الأمواج فى بحر مالح.
نفضت يدهُ عنها قائله: بلاش حركاته الوقحه دى إنت عارف إننا فى مكان مفتوح والعمال فى المكان، عاوز توصلهم أيه، إنك قادر تسيطر عليا بعد ما سيبتك ومشيت قدامهم الصبح… عاوز تظهر إنك الآمر والمسيطر.
ضحك عواد بهستريا قائلاً :
أنا مش محتاج أثبت أى حاجه لأى حد لآنى فعلاً الآمر والمسيطر، ودلوقتي أنا جعان خلينا نروح نتغدى… يلا يا حبيبتى عارف إنك ساعدتى فردوس فى الطبيخ عاوز أدوق طعم طبيخك اللذيذ.
قال عواد هذا وجذب صابرين للسير معه دون إراده منها، لكن أمتثلت له وهى تتوعد له فيما بعد.
…… ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بمنزل الشردى
على طاولة الغداء
جلسن كل من
ماجده وسحر واولادها، التى كانت تُخدم عليهن فاديه وتعطيهن ما يردون من الطعام، كانت تفعل ذالك طواعيه منها كـ حب منها للأطفال..
بينما سخرت سحر من هدوء وتعاطف فاديه فى التعامل مع الاطفال وقالت:
مش عارفه ليه يا ماما معظم اللى مش بيخلفوا بيحبوا الأطفال وبيقى عندهم طولة بال.
ردت ماجده: الحرمان.. الحرمان ببخليهم عندهم طولة بال مجربوش دوشة عيالهم طول الوقت.
شعرت فاديه بغبطه فى قلبها تعلم انهم يقومن بالتلقيح عليها، فصمتت وجعلت انها لم تنتبه لحديثهن مما أغاظهن أكثر، فقالت سحر:
بقول لـ فاروق عاوزه ابطل وسيلة منع الحمل يمكن ربنا يكرمنا بولد كمان يبقى سند لأخوه، قالى صحتك يا حبيبتى أهم.
ردت ماجده: وأيه اللى هيتعب صحتك فى الحمل، الحمد لله التلات مرات اللى حبلتى فيهم كان حملك بيكمل بخير وسلام وربنا بيجبرك فى الآخر بالسلامه… دورك على اللى الحمل مش بيكمل شهرين ونص فى بطنها.
أفضل الهدايا لأحبائكم
مازالت فاديه تدعى أنها لا تنتبه لحديثهن تحاول تمالك نفسها حتى لا تضعف امامهن، وتدعى الإنشغال بتلبية طلبات الصغار… مما زاد فى غيظهن…
لكن تحدثت ماجده بتعسف:
فاديه بطلى دلع فى العيال وإنتبهى شويه لكلامنا وشاركينا برأيك.
نظرت لها فاديه تدعى عدم الانتباه قائله:
كلام أيه اللى عاوزنى أشاركم فيه معليشى كنت مشغوله مع العيال ومخدتش بالى.
نظرن سحر وماجده لبعضهن بغيظ
وقالت سحر:
فاروق خايف عليا أحبل وأخلف لرابع مره بيقولى صحتك عندى غاليه قوى.
شعرت فاديه بنغزه قويه فى قلبها لكن ردت بثبات:
أكيد أنتِ غاليه عند فاروق وهو خايف عليكي طبعًا، بس أيه سبب خوفه ده؟
ردت سحر: بيقولى إنتِ كملتى الخمسه وتلاتين سنه والحمل والولاده بعد العمر ده بيبقوا تعب وإرهاق عالستات.
ردت ماجده: فعلاً فاروق فى دى عنده حق.
شعرت فاديه بفحوى حديثهن وتجرعت الغصه فى قلبها وقالت:
مش شرط فى ستات كتير بتخلف وهى معديه الخمسه وأربعين سنه.
ردت ماجده بسخريه وتسرع: أيه وأحنا لسه هنستنى لحد الخمسه وأربعين سنه.
إدعت فاديه عدم الفهم وقالت:
مش فاهمه قصدك أيه؟
ردت سحر: بصى يا فاديه كده من الآخر إنتِ فرصك فى الخِلفه مع الوقت بتقل والمفروض ترضي بالآمر الواقع، وأنتِ اللى تطلبى من وفيق إنه يتجوز واحده تانيه عشان ربنا يكرمه ويكون له ذريه من صُلبه، وإنت برضوا تعيشى معاه مش هيأثر عليكِ حاجه.
نظرت فاديه لـ سحر ليس بصدمه هى توقعت منها ذالك
لثوانى ثم نهضت واقفه تقول:
أنا سبق وقولت لـ وفيق ردى،وأعتقد هو مبيخبيش عليكم سر بينى وبينه،وإن مكنش قالولكم وأشك فى كده إبقوا أسألوه على ردى عليه، أنا شبعت، أهتمى إنتِ بولادك، سفره دايمه.
قالت فاديه هذا وغادرت تكبت دموع عينيها
بينما لوت ماجده شفتيها قائله:
معرفش عامله لأخوكِ أيه زى ما يكون سحراله، بس أنا مش هسكت أكتر من كده، عاوزه أشوف ولاده قبل ما أموت بخسرتى.
وافقت سحر والداتها فى الحديث، لكن فى نفس اللحظه تشاجر اطفالها شعرت بالغيظ ونظرت لهن قائله:
هو معرفش أرتاح من خناقتكم مع بعض بس يلا قوموا أغسلوا إيديكم والعبوا فى الجنينه.
تحدث احد الاطفال: بس إحنا لسه جعانين.
ردت ماجده بتعسف: زى ما قالت لكم يلا قوموا العبوا فى الجنينه وريحوا دماغنا شويه.
نهض الأطفال وقال احدهم: والله طنط فاديه أحن منكم انتم الاتنين وخالوا وفيق محظوظ بيها.
سخرت ماجده قائله: حظ أيه يلا غوروا عالجنينه.
……. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد مرور خمس ايام بالأسكندريه
صباحً
بمكان قريب من ڤيلا زهران
كان يجلس فادى على تلك الدراجه الناريه متربصًا ينتظر منذ أكثر من ثلاث أيام ينتظر فرصه تسنح له لتنفيذ مُخططه، لكن يبدوا أن الحظ معه اليوم والفرصه آتت
رأى خروج غيداء من الڤيلا تسير على قدميها وحدها
إذن تلك هى الفرصه لابد من إستغلالها الآن
بالفعل أدار الدراجه الناريه وقادها سريعاً يتوجه نحو سير غيداء بسرعه عاليه حتى أنه كاد أن يصدمها لولا أن تجنبت منه على الطريق آخر لحظه، قبل الإصتطدام
لكن إختل توازنها وسقطت أرضًا، أوقف فادى الدراجه الناريه بعد خطوات من مكان وقوع غيداء سمعت غيداء صوت عجلات الدراجه القويه أثناء فرملة فادى كادت أسنانها أن تصتك بسبب ذالك الصوت.
أما فادى ترجل سريعًا يدعى الخوف حين أقترب من مكان حلوسها أرضًا قائلاً بإعتذار:
متأسف جداً مقدرتش أسيطر على سرعه الموتوسيكل إنتى بخير؟
رفعت غيداء وجهها تنظر الى فادى رأت أمامها رجُل عريض الجسد،لكن سُرعان ما رفع فادى عن رأسه تلك الخوذه لترى ملامح وجهه التى تبدوا من الوهله الاولى قاسيه عكس لهفتهُ وإعتذارهُ بهذه الطريقه المُهذبه.
……. ــــــــــــــــــــــــــــ
يتبع
رواية بحر العشق المالح الحلقة الثانية عشر
﷽
#الموجه_الثانيه_عشر
#بحرالعشق_المالح
ـــــــــــــــــــــــــــــ
بعد مرور يومين
صباحً
بالمزرعه
خرج عواد من الحمام بعد أن أزال عن جسده وخم النوم بحمام بارد نظر نحو تلك الأريكه، رأى صابرين مازالت نائمه، أقترب منها وقف ينظر لوجهها للحظات قبل أن يبتسم بمكر، وقام بنثر تلك المياه التى مازالت عالقه بين خُصلات شعره على وجهها وهى نائمه بشغب منه يعلم أنها ستصحو بضيق بالفعل حين شعرت صابرين بالمياه فوق وجهها فتحت عينيها بخضه
لكن تحولت نظرة عينيها الى ضيق حين رأت بسمة عواد المقيته حين قال:
صباح الخير…مش كفايه نوم عاوز أفطر من أيد مراتى حبيبتى.
ظلت صابرين نائمه لكن جففت قطرات من على وجهها وسحبت الغطاء عليها قائله:
عندك فردوس خليها تحضرلك الفطور إفطر براحتك وسيبنى أكمل نوم.
قام عواد بالجلوس على الأريكه لكن كاد يجلس على ساق صابرين التى تآلمت…ضحك عواد نهض قليلاً حتى ابعدت صابرين قدمها قليلاً وأفسحت مكان لجلوسه قائله:
أي أهى رِجلي إنكسرت إنزل بقى لـ فردوس وأفطر وسيبنى اكمل نوم .
تبسم عواد ونحى الغطاء من على ساق صابرين ووضع يدهُ عليها قائلاً بعبث:
خلينى أشوف الكسر فين يمكن تحتاج لتجبيس.
جذبت صابرين ساقها من يد عواد قائله: لأ مش محتاجه تجبيس محتاجه شويه راحه، فإنزل ومتحملش هم.
ضحك عواد قائلاً: ومين قالك إنى هحمل هم،
وأنا النهارده بالذات عاوز أفطر من إيدين مراتى حبيبتى يلا قومى كفايه نوم.
شعرت صابرين بغيظ من عواد وإضجعت على الاريكه تضع أحدى يديها على عُنقها قائله بسآم :
هو لازم موال كل يوم ده،
والنهارده يفرق أيه بقى عن الأيام اللى فاتت، بلاش إزعاج كل يوم كده وفى الآخر فردوس هى اللى بتحضر الأكل وانا زيك باكل من إيديها.
تبسم عواد وهو يستفز صابرين التى يبدوا بوضوح أن عُنقها يؤلمها:
النهارده آخر يوم لينا هنا وبعد الضهر….
توقف عواد عن إستكمال حديثه حين صدح رنين هاتفهُ،نهض من على الأريكه وجذب الهاتف وتبسم وهو يرى هواية المُتصل وقام بالرد عليه وضحك على مزاحهُ:
ايه العريس غرقان فى العسل وناسى خالهُ اللى كان السبب فى جوازتهُ أفتكر أكل العسل حلو بس النحل بيقرص.
ضحك عواد ونظر ناحية صابرين التى عادت تتسطح على الأريكه وسحبت عليها الغطاء تهكم قائلاً: إنت عارف إنى مش بحب أكل العسل بس لدع النحل مش بيآثر فيا عندى مناعه ضدهُ.
ضحك رائف قائلاً: بلاش الثقه الزايده دى أنا مستنى النحله اللى معاك تقرصك ووقتها أشوف إن كان عندك مناعه قويه ولامناعتك فاضيه.
تبسم عواد قائلاً: لأ أطمن مناعتى قويه،يا خالي.
ضحك رائف قائلاً:بلاش كلمة خالي دى يا إبنى إنت أطول منى،سيبك من الهزار أيه مش هشوفك قبل ما أسافر شكل النحله اللى معاك دوشاك بدليل قاعد فى المزرعه مش بتفارقها.
تهكم عواد وهو ينظر الى صابرين التى يبدوا انها عادت للنوم مره أخرى وقال: لأ إطمن أنا جاى النهارده إسكندريه وإن كان عالنحله
هى فعلاً دوشانى بدليل قدامى أهى نايمه، يلا أشوفك المسا فى إسكندريه.
ضحك رائف متهكمًا بنبرة شماته مرحه:
كل واحد حسب نيتهُ وإنت نيتك كانت صافيه من الأول
شكلك وقعت فى الملكه اللى كل مهمتها النوم وبس … أنا مش فى إسكندريه أنا فى القاهره وراجع بكره إسكندريه.
ضحك عواد قائلاً: بتعمل ايه فى القاهره؟
رد رائف: بخلص شوية اوراق مهمه، يلا هسيبك تروح تصحى النحله بس حاسب لا تلسعك فى قلبك.
رد عواد بثقه ومزح:
بس النحله بتلسع مره واحده بس وبعدها هى اللى بتموت.
ضحك عواد وأغلق الهاتف وعاد الى تلك الاريكه وقال:
عارف إنك مش نايمه بلاش تمثيل يلا قومى خلينا نفطر سوا عشان عندنا سفر بعد الضهر.
نحت صابرين الغطاء ونهضت بسرعه رغم ما تشعر به من تبُس بجسدها وقالت: هنسافر فين… هنرجع للبلد.
نظر عواد لـ صابرين قائلاً: ومال النشاط جالك كده فجأه لما قولت هنسافر وأشمعنا الرجوع للبلد هو اللى جه فى تفكيرك.
ردت صابرين:بصراحه انا زهقت من هنا فى المزرعه إنت طول الوقت مشغول مع العمال وانا بسمع لحكاوى فردوس،وأكيد نفسى أرجع للبلد،ماما وفاديه وحشونى وكمان با…
توقفت صابرين قبل أن تكمل كلمة بابا وتغيرت ملامحها تشعر بغصه قويه فى قلبها.
لاحظ عواد ذالك للحظه شعر بنغزه فى قلبهُ عليها،وقبل ان يتحدث أكملت صابرين تود معرفة إجابة عواد بعد أن تقول:
وإنت أكيد مامتك وحشتك.
تغيرت ملامح وجه عواد للتجهُم وقال بتتويه: هنسافر إسكندريه،
لو فضلت واقف بالفوطه دى هاخد برد،يلا غيرى هدومك وخلينا ننزل نفطر سوا.
قال عواد هذا وتخطى صابرين ذاهبًا نحو الدولاب.
تأكدت صابرين هنالك فجوه بين عواد ووالداته حين تذكر إسمها تتغير ملامحهُ كما أنه بعدها يتحدث بشئ آخر.
إستدارت صابرين ناحية عواد وكادت تشاغبُه بحماقتها لكن حين رأته عاريًا قالت بضيق:هو مش فى حمام تلبس فيه هدومك،أنا مش عارفه ليه دايماً بتمشى عريان فى الأوضه.
تبسم عواد بخباثه قائلاً: مش بيقولوا الراجل بيتعرى من هدومه قبل طبعهُ قدام مراته.
تهكمت صابرين ساخره:لأ إنت معاك العكس إنت إتعريت قدامى من طبعك اللى عرفته من قبل ما أتجوزك وتتعرى من هدومك قدامى فاكر.
توقف عواد عن إرتداء ملابسهُ وأقترب من مكان وقوف صابرين قائلاً بسؤال:
ويا ترى إيه إنطباعك عنى؟
ردت صابرين بكلمه واحده: مُختال.
لم يستطع عواد منع نفسه من الضحك قائلاً كلمتها بتكرار: مُختال… مش فاهم معنى الكلمه ده “ذم ولا مدح”
ردت صابرين: “ذم” ومازالت عند رأيي… إنت عندك غرور كافى يمنعك إنك تعترف بغلطك رغم إنك متأكد إنك غلطان.
ضحك عواد وهو يقترب من صابرين بتسليه قائلاً:
أنا فعلاً مش بعترف بغلطي ومستحيل يجي يوم أقول إنى كنت غلطان.
قال عواد هذا وبمفاجأه منه جذب صابرين عليه بقوه ولف يديه حول خصرها وهجم على شفاها بالقُبلات الشهوانيه، مما جعلها تنفر منه وحاولت دفعهُ كى يبتعد عنها لكن هو أحكم قيدها بين يديه لم يترك شفاها الإ حين شعر بقرب إنقطاع نفسيهما، ترك شفاها لكن مازالت مُقيده بين يديه حتى أنه إحتضنها يتنفس على عُنقها يشعر بلهاث أنفاسها كأنه يخترق جلد جسدهُ
ويصل لـ قلبهُ يُحرقهُ.
حين شعرت صابرين بهدوء نفسها رفعت بصرها نحو وجه عواد وركزت بعينيه قائله: وفى إنطباع تانى خدته عنك كمان وقتها: إنك “وغد”.
قالت صابرين هذا وحاولت دفع عواد بالفعل فك عواد قيد يديه عن جسد صابرين وذهب يُكمل إرتداء ملابسهُ قائلاً بتهديد مباشر :
أنا بقول تغيرى هدومك وخلينا ننزل نفطر بدل ما أكدلك بالبرهان فعلاً إنى” وغد”.
توجهت صابرين نحو دولاب الملابس وأخذت لها ملابس أخرى قائله بتحدى:إنت أكدتلى فعلاً بالبرهان من أول مره إتقابلنا فى محطة القطر.
قالت صابرين هذا ولم تنتظر وذهبت الى الحمام وأغلقته خلفها توجهت ناحيه تلك المرآه التى بالحمام ووقفت أمامها تنظر بنفور الى شفاها التى مازالت شبه مُدميه بسبب قُبلات عواد لها قبل لحظات بتلك الطريقه الشهوانيه المُقززه بالنسبه لها.
بينما عواد نظر نحو باب الحمام بداخلهُ لا يعرف سبب لتلك الطريقه الشهوانيه التى قبلها بها، لكن هى دائمًا من تبدأ بالإستفزاز، تذكر ذكرها للقائمها بمحطة القطار، تلك المستفزه تعتقد أن تلك هى المره الأولى التى تقابلا بها هى مُخطئه أو بالأصح ناسيه أو ربما تناست مع الأيام أنها كانت آخر وجه رأه قبل أن يذهب الى غيبوبه حين عاد منها علم أنه أصبح قعيد والأسوء تيتم من أبيه.
…….. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد الفطور الصامت التى تناولته صابرين مع عواد فهو لم يفعل مثل عادتهُ فى الأيام السابقه كان يشاغبها بأوامرهُ التى كانت تنفذها لكن كما تريد هى، أما اليوم فتناول الفطور فى صمت حتى إنتهى ثم ذهب الى عُماله وتركها،
بعد الظهر
صعدت صابرين الى غرفة النوم حتى تبدل ثيابها بعد أن وقع عليها بالخطأ بعض قطرات القهوه.
حين دخلت الى الغرفه قبل أن تبدل ثيابها صدح رنين هاتفها تبسمت وهى تنظر لشاشة الهاتف وضحكت حين سمعت مُزاح أختها:
يا عينى على اللى مقضياها نوم أوعى أكون أزعجتك وصحيتك من النوم.
ردت صابرين بتهكم:من كُتر النوم رقابتى مش قادره أحركها وجسمى مخشب غير زاد عليهم مغص كمان.
ردت فاديه بلهفه:طب وجع رقابة وجسمك بسبب نومك عالكنبه أيه سبب المغص…صمتت فاديه قليلاً ثم قالت بمزح:لا تكوني حامل،ألف مبروك يارب توأم شبه باباهم.
وضعت صابرين يدها حول عُنقها قائله بضحك:وهبقى حامل إزاى وإنت كنتِ معايا عند الدكتوره اللى أدتنى الحقنه بشهر والله ما كان لها لازمه إستشارة الدكتوره غير الإحراج اللى حسيت بيه وقتها…… كنا وفرنا الإحراج عند الدكتوره وأخدت الحقنه وخلاص إنت بتاخديها وجايبه مفعول معاكِ…ولا أقولك عادى أنا سبق كَشَفت عليا أكثر من دكتورة نسا جت على دى.
شعرت فاديه بغصه فى قلبها بسبب نبرة صوت صابرين المتأثره رغم أنها تعلم انها تمزح،حاولت التخفيف عنها قائله:وأيه سبب المغص،ليكون تسمم،يمكن عواد عاوز يِسمك بسبب نومك عالكنبه بعيد عنه… برضو راجل وعريس جديد وعروسته منشفه ريقهُ مقضياها نوم عالكنبه.
ضحكت صابرين قائله بسخريه:
والله ياريت عالاقل هموت وارتاح من وش المختال الابرص، قال منشفه ريقهُ قال.
ضحكت فاديه قائله:طيب مُختال وعرفاها ألأبرص دى بقى جديده معناها أيه؟
ردت صابرين: مش شايفه النمش اللى فى وشه اهو جسمه كده، بس أيه بصراحه النمش ده لايق عليه.
ضحكت فاديه تقول بمغزى: يعنى النمش ده عاجبك بقى.
ضحكت صابرين تقول:يظهر الهرمونات إشتغلت بقولك سيبك من عواد قولى لى أخبار اللى عندك أيه الحيزبون حماتك وبنتها وإبن أمه.
تنهدت فاديه بآسى قائله:ربنا عالقوى،أنا مش فارق معايا وسوسة حماتى وبنتها الفارق معايا وفيق بكلمه منه يقدر يسكتهم لو إختارني.
ردت صابرين:والله جوزك ده متوقعش منه خير،والله إحنا الإتنين وقعنا فى واحد وغد والتانى لطخ آه غير مصطفى مش لقياله صفه،يلا ربنا يرحمه،يظهر إن بنات التهامي موعدين بالرجاله العاهات.
ضحكت فاديه قائله:فعلاً والله وفيق و مصطفى الأتنين عاهات رجاله إنما عواد النمش بتاعه بيسحر.
تبسمت صابرين قائله:إنتِ هتمسكهالى ولا أيه بقولك ده بسبب الهرمونات بس المده تخلص وهيرجع وش البرص من تانى…سيبك فادى رجع من السفر بقاله كم يوم،زمان ساميه عامله محزنه قدامه أربعه وعشرين ساعه وتلاقي البت السمجه نهى بنت أخوها لازقه جانبها ترسم على فادى.،ما هى وأبوها طماعين زى ساميه،اكيد هنسمع خبر خطوبته قريب.
ردت فاديه:أنا مشوفتش فادى لما روحت أول مره ساميه قالتلى إنه نايم وفعلاً السمجه نهى كانت هناك،روحت بعد كم يوم قالتلى إنه سافر لاسكندريه عشان هيستلم شغله فى فرع الشركه اللى فى إسكندريه،حتى فكرت أكلمه على الموبايل بس إتراجعت آخر مره كلمته بعد موت مصطفى مردش عليا وبعدها حتى متصلش عليا قولت بلاش أتقل نفسى عليه…ربنا يهدى.
ردت صابرين:هو فعلاً من يوم ما عواد خطفنى مكلمنيش تانى،بس معتقدش إن فادى هيتجوز نهى ده بنفسه مره قالى أنا لا بطيقها ولا بطيق خالى.
ردت فاديه:بس ده كان قبل موت مصطفى دلوقتي ساميه ممكن تستغله وتمثل عليه الآسى وهو يوافقها،عالعموم إحنا مالنا…قولى لى لسه مطوله عندك فى المزرعه.
ردت صابرين بتوافق: وإحنا مالنا صحيح،لأ عواد قالى هنسافر إسكندريه بعد الغدا.
ردت فاديه: وهتقعدوا كام يوم هناك.
ردت صابرين: معرفش، بس بفكر أقطع أجازتى وأرجع للشغل تانى زهقت من القاعده.
ردت فاديه: فعلاً كويس إنك واخده شهر أجازه أهو عواد كل كم يوم ياخدك لمكان.
ردت صابرين بحنق: يعنى واخدنى فنيسيا يا أختى انا مش بشوف وشه غير عالاكل والنوم، وطول اليوم مع فردوس او عالموبايل أو التليفزيون، بس كويس أهى فرصه أخد أجازه أنفض دماغى قبل ما أرجع تانى لشُغلى ودوشته.
تبسمت فاديه قائله:
هو عواد معندوش إعتراض على إنك ترجعى لشُغلك تانى؟
ردت صابرين: أنا مسألتوش قبل كده بس لو ليه هيعترض هو متجوزنى وعارف إنى بشتغل، طب ياريته يعترض وانا وقتها فرصه وأطلق منه وأرتاح من الجوازه اللى مكسبتش منها غير وجع رقابتى وتشنُج جسمى.
ردت فاديه بخبث:وأيه غاصبك تنامى عالكنبه ما تنامى عالسرير حتى الدنيا سقعه نفس عواد يدفيكِ
قبل أن تُكمل فاديه الحديث مع صابرين سمعت صوت طرق على باب الغرفه،فتحت الباب رأت إحدى فتيات سحر تبتسم لها قائله:
أنا رجعت من المدرسه فى درس المس شرحته لينا وانا مش فهماه.
ردت عليها فاديه:طيب بعد ما نتغدى هنقعد سوا واشرحه ليكِ،يلا إنزلى وانا هحصلك.
غادرت الفتاه مبتسمه.
بينما سمعت صابرين حديثهن وقالت بتهكم:
وفين مامتها متفهمها اللى مش فهماه ولا هو شغل إستقطاع وخلاص،كل ده بسبب طيابتك وياريت فى الآخر بيطمر.
ردت فاديه:كله عند ربنا،يلا
هسيبك لهرموناتك والمُختال الابرص.
أغلقت صابرين الهاتف مع فاديه ثم بدلت ثيابها و ذهبت الى مطبخ الإستراحه وتحدثت : أعمليلى كوباية نعناع سخنه معاكِ يا فردوس.
قالت صابرين هذا وجلست على أحد المقاعد الموجوده بسفرة المطبخ الصغيره.
ردت فردوس: حاضر يا دكتوره.
بعد دقائق
وضعت فردوس كوبً من النعناع الساخن أمام صابرين قائله: النعناع اللى طلبتيه أهو يا دكتوره.
تحدثت صابرين:تسلم إيديك اقعدى يا فردوس نتكلم شويه مش خلصتى طبيخ لسه بدرى على ما عواد يقولك حضرى الغدا خلينا ندردش سوا.
تبسمت فردوس وجلست على مقعد مقابل لـ صابرين قائله:
تعرفى يا دكتوره.
قاطعتها صابرين قائله:
بلاش دكتوره دى قوليلى صابرين بدون ألقاب سابقه.
تبسمت فردوس قائله:. بنت حلال زي البشمهندس بالظبط من اول مره شوفتك هنا فى المزرعه لما البشمهندس عواد جابك لهنا وأنا قلبى إتفتحلك وقولت أكيد بيحبك ده وقتها منع أى راجل يلمسك حتى هو نفسه أستحرم يغيرلك هدومك وطلب منى أغيرلك الفستان بعبايه من بتوعى.
تهكمت صابرين ساخره تهمس لنفسها: لأ فعلآ بيستحرم بأمارة خطفه ليا ولا تزويره كشف العذريه.
بينما قالت لـ فردوس:
انا ملاحظه إن مفيش فى المزرعه دى ستات بتشتغل غيرك… غير إن شغلك لوقت معين وبعدها بتمشي.
ردت فردوس: فعلاً المزرعه كل اللى بيشتغلوا فيها رجاله انا بشتغل هنا بس لما بيكون البشمهندس هنا بجهز له أكله وأنضف الاستراحه.
تسألت صابرين بفضول:
طب ما ممكن أى عامل ينضف الاستراحه و يجهز الاكل او حتى يشترى أكل من أى مطعم قريب.
شعرت فردوس بخزو وصمتت.
شعرت صابرين بذالك وقالت بآسف: أنا مش قصدى حاجه مش قصدى إنى أقطع رزقك، وآسفه إن كنت زعلتك بدون ما أقصد.
تبسمت فردوس قائله: مش بقولك إنك بنت حلال زى البشمهندس عواد أهو عمل زيك كده فى يوم.
ردت صابرين بإستفسار: قصدك أيه بـ عواد عمل زيي، لو مش عاوزه تجاوبى براحتك.
تبسمت فردوس قائله:
اول مره لما قابلت الشمهندس عواد كان بعد وفاة جوزى بأيام كان جاى عشان يعزينى فيه،جوزى كان بيشتغل فى شركة صابون خاصه وكمان كان بيشتغل هنا فى المزرعه مع العمال،وبعد ما توفى البشمهندس عواد بعت مرتبه مع واحد من العمال وقاله يقولى أن مرتبه هيفضل ساري…وقتها أنا إستحرمت بس خدت المرتب من العامل وجيت لهنا بالصدفه كان البشمهندس هنا وطلبت أقابله وهو وافق وقابلنى هنا فى المزرعه،وقتها رجعت له المرتب وقولت له إنى مقدرش أخد شئ مش من حقى،قالى إن ده مش مساعده منه ده زى معاش له زى معاش الحكومه كده،قولت له على إن شركة الصابون اللى كان بيشتغل فيها وقفت صرف معاش للمرحوم،بس هو كلم واحد من معارفهُ الواصلين وخلى الشركه صرفت معاش إستثنائى ليا،وبرضوا رجع يبعت لى مرتب جوزى،فأنا قولت له طالما مصمم يبقى أشتغل قصاد المرتب ده،مش هاخد شئ بدون وجه حق فقالى إنى ممكن أشتغل فى استراحة المزرعه لما يكون هو هنا وأنضف الاستراحه وأطبخله وأرجع آخر اليوم لبيتى وولادى.
تعحبت صابرين قائله:عواد عمل كده!
تبسمت فردوس قائله:مش بقولك أبن حلال.
شعرت صابرين بإعجاب لـ عواد لكن نفضت عن رأسها قائله:إنت عندك ولاد قد أيه يا فردوس.
ردت فردوس:عندى بنتين وولد
البنت الكبيره فى سنه أولى كلية طب الاسكندريه والتانيه فى تانيه ثانوى نفسها تبقى مهندسه اليكترونيات والولد الوحيد فى تالته إعدادى… ونفسه يبقى مهندس زى البشمهندس عواد.
ردت صابرين: ماشاء الله ربنا يباركلك فيهم.
ردت فردوس يتمني: يارب، ويرزقك إنتِ والمهندس بالذريه الصالحه.
أمائت صابرين رأسها بينما بداخلها تهكمت من أمنية فردوس المستحيل تحقيقها.
…. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بمنزل زهران
قبل المغرب بقليل
دخل فاروق الى المنزل،ترجل من سيارته
تبسم حين رأى أطفاله الثلاث يتجهون إليه بفرحه يقولون:
بابا رجع من إسكندريه.
تبسم لهم حين وقفوا جوارهُ قائلاً:غريبه أزاى مامتكم سيباكم تلعبوا كده فى الجنينه.
ردت إحدى الفتاتين: إحنا لسه راجعين من عند تيتا ماجده دلوقتي.
رد فاروق:آه عشان كده ما انا أستغربت.
نظرت ابنة فاروق الصغرى له قائله:
بابا مش اللى يزعل أو يخلى حد يبكي هيدخل النار.
رد فاروق بإستفسار: ومين ده اللى عمل كده؟
ردت إبنتهُ الآخرى: ماما وتيتا ماجده،بيقولوا كلام و يزعلوا طنط فاديه مرات خالو وفيق وإحنا شوفناها بتعيط.
إهتز قلب فاروق حين سمع إسم فاديه لكن شعر بالغضب حين رأى إقتراب سحر عليه ترسم بسمه نظر لأطفاله قائلا: روحوا أنتم إدخلوا للبيت عشان الجو سقعه ومتبردوش .
بالفعل ذهب الأطفال الى داخل المنزل
بينما إقتربت سحر من مكان وقوف فاروق قائله ببسمتها التى يمقتها:
حمدلله على السلامه فكرتك هتبات الليله كمان فى إسكندريه.
رد فاروق:أنا مكنتش فى إسكندريه انا كنت فى المزرعه عند عواد وصابرين.
تهكمت سحر ولوت شفتيها بسخريه قائله:
وهو عواد وصابرين مش بقالهم خمستاشر يوم متجوزين مش كفايه دلع لحد كده ويرجعوا لهنا بقى،ولا صابرين هى كمان هتسحب عقل عواد وتلعب بيه على كيفها زى غيرها ما بتعمل،اكيد زي أختها…بس معتقدش عواد هــ….
لم تُكمل سحر بقية تهجمها على صابرين حين قاطعها فاروق بحِده:
عواد حُر مع مراتهُ،وليه حاسس أنك متغاظه من صابرين رغم إنها مش سلفتك،غير إنها تبقى أخت مرات أخوكِ الوحيد اللى بتروحى كل يوم تقضى طول النهار فى بيتهُ.
ردت سحر:وأنا هتغاظ من صابرين ليه،أنا كل الحكايه مش عاوزاه يبقى ساذح ويصدق نعوميتها وبعد كده هى اللى تتحكم فيه زى وفيق أخويا كده ما أختها هى اللى بتتحكم فيه كفايه إنه بسببها لغاية دلوقتي محروم من الخِلفه اللى تفرح قلبهُ .
تهكم فاروق قائلاً بحنق: تفرح قلبهُ، والخِلفه هتعمل لـ وفيق أخوكِ أيه لو متجوز وعايش مع مراته بس عشان أولاده،أنا بقول بلاش تتدخلى فى شئ ميخصكيش وأخوكِ ومراته أحرار،أنا جاى زهقان من الطريق مش فاضى لكلامك الفارغ،ولآخر مره هقولهالك،ماليكش دعوه بشؤن غيرك،هو حر فى حياته طالما سعيد.
سبق فاروق سحر ودخل الى المنزل يشعر بالندم على ما فقدهُ بغباؤه حين ظل صامتًا وإمتثل لوالده وتزوج من أختارها له يبدوا أن الأثنان لم يعثرا على السعاده كل منهم ينقصهُ شئ يجعلهُ يشعر بالتعاسه.
بينما زفرت سحر نفسها بغضب قائله:
طبعًا يومين قضيتهم مع عواد والمحروسه صابرين خدعتك بنعوميتها زى أختها،معرفش فيهم أيه بيسحر اللى قدامهم،حتى عواد اللى كنت مفكره إنه شديد مش لين زى أخويا وفيق،يظهر بنات التهاميه بحرهم غميق ومالوش قرار غير الغرق.
…….ـــــــــــــــــ
بالأسكندريه
ليلاً
دخل عواد الى الڤيلا إستقبلته إحدى الخادمات قائله:
مساء الخير يا بشمهندس تحب أحضرلك العشا.
رد عواد: مال الفيلا ساكته كده ليه؟
ردت الخادمه:
ماجد بيه راح عند أهل مدام “فوزيه”مراته وقال هيتعشى هناك،والدادا الخاصه بالبنات عشتهم وناموا.
تهكم عواد لنفسهُ ساخرًا: طبعاً الدادا تهتم ببناتهُ وهو يجرى وينسى كل شئ فدا الاميره فوزيه بنت سيادة السفير.
بينما أكملت الخادمه:
والآنسه غيداء من وقت ما رجعت من الجامعه وهى فى اوضتها ومن شويه طلبت منى سندوتشات.
تنهد عواد قائلاً:ومدام صابرين إتعشت؟
ردت الخادمه:لأ مدام صابرين حضرتك من بعد ما وصلتوا وحضرتك خرجت مره تانيه،هى طلبت منى مُسكن آلم وبعد شويه قالت إنها هتنام ومش عاوزه أى إزعاج.
شعر عواد برجفه فى قلبهُ وترك الخادمه وصعد فورًا الى الغرفه…فتح الباب بهدوء وأشعل الضوء ونظر ناحية الفراش كانت صابرين نائمه أقترب من الفراش ووضع يدهُ فوق جبهة صابرين لكن للغرابه حرارتها طبيعيه إذن لما طلبت من الخادمه مُسكن آلم،للحظه تذكر حين كانوا بالسياره على الطريق كانت تبدوا ملامحها متهجمه هو ظن بسبب حديثهم الجاف صباحًا،لكن تبدوا من هدوء ملامحها وهى نائمه أنها بخير، ربما أخذت المُسكن حتى يُخفف من وجع عُنقها بسبب نومها على تلك الاريكه الايام السابقه ذهب الى الحمام أنعش جسده بحمام بارد وعاد يندس جوارها على الفراش،يشعر بشعورمُريح غريب عليه.
……..ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
باليوم التالى صباحً
بمنزل زهران
على طاولة الفطور
تحدث فهمى لـ فاروق قائلاً:
إمبارح متعشتش معانا سحر قالت إنك كنت راجع مُرهق من المزرعه.
رد فاروق:فعلاً الشغل فى المزارع مُرهق جداً وبالذات المزرعه دى أكبر مزرعه فيهم وعواد هو المسؤل عنها والله عواد كتر خيرهُ يعتبر شايل أكتر نص شُغل المزارع والمصانع بتاعة زهران لوحده…غير أنه عريس جديد،يلا أهو خد مراته وقال هيقضى كام يوم فى إسكندريه.
تحدثت أحلام التى تشعر بالحقد:
هو مش المفروض يرجع لهنا، ناسى إن زفاف ولاد عمه فاضل عليه واحد وعشرين يوم ولازم نبدأ فى تحضيرات الزفاف.
ردت تحيه: وهو هيعمل أيه فى تحضيرات الزفاف خليه ينبسط هو وعروسته .
تهكمت أحلام بحنق هامسه: وماله يتهنى وينبسط،الغبيه بعد عملتها يوم الصباحيه والملايه اللى فرجت الكل عليها أشهرت وبرهنت رجولتهُ اللى حاولت التشكيك فيها، والمصيبه الأكبر أنها تحمل منهُ.
……… ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بـ ڤيلا الأسكندريه
إستيفظت صابرين تشعر براحه فى جسدها
كان هنالك شُعاع نور يأتى للغرفه من خلف تلك الستائر المُغلقه بعشوائيه،نظرت لجوارها كان عواد نائمًا على جانبه وجهه لها،تمعنت فى ملامحه للحظات تذكرت حديث فردوس عن شهامته معها تبسمت بلا وعى تخطن عينيها عن وجهه ونظرت الى صدرهُ وذالك النمش الذى بنظرها يُعطى جاذبيه خاصه لـ عواد .
حتى أنها لم تنتبه لـ عواد الذى فتح عينيه وأقترب بجسدهُ من جسدها قائلاً:صباح الخير.
أعقب قوله بوضع يده فوق كتف صابرين وقربها منه وقام بتقبيل شفاها قبله رقيقه،ثم ترك شفاها ونظر لوجهها تبسم حين رأها تُغمض عينيها شعر بحاجته لـ قُبله أخرى
لم يُفكر وقبلها مره أخرى بل مرات،قبلها برقه بالغه
عكس تلك القُبلات الشهوانيه التى قبلها لها بالأمس.
بسبب مفاجأة قُبلة عواد الأولى إرتبكت صابرين وقبل أن تفيق من سكرة القُبله الأولى باغتها بالقبله الثانيه لم تستطيع الأعتراض وإستمتعت بتلك القُبلات الرقيقه
لكن قطع اللحظه صوت هاتف عواد الذى صدح،فى البدايه مازال عواد لا يريد ترك شفاه صابرين حتى أنه قرب جسدها منه للغايه،لكن إنتهى مدة الرنين الاول وعاد يرن مره أخرى…إبتعدت صابرين عن عواد برأسها قليلاً وأخفضت وجهها بخجل لوهله سحر عواد توهج وجهها لكن تحدثت صابرين بحشرجة صوت:موبايلك بيرن.
رفع عود يده وأمسك خصلة شعر صابرين المتمرده ووضعها خلف أذنها وملس بيدهُ على وجنتها وعاد ينظر الى شفاها مره أخرى،لاحظت صابرين نظرات عواد وشعرت بخجل وعاودت قولها:
موبايلك بيرن يظهر اللى بيتصل عليك محتاجك فى حاجه مهمه.
مازال عواد تحت تآثير تلك اللحظات لكن صوت الهاتف مُزعج مما أرغمهُ أن يبتعد قليلاً عن صابرين ومد يدهُ وآتى بهاتفه ونظر له وقام بالرد بإختصار:
ساعه ونص بالكتير وهكون بالمصنع نتقابل هناك.
أغلق عواد الهاتف ووضعه مره أخرى على الطاوله وعاد بجسده مره أخرى ينظر نحو صابرين التى فاقت من تلك السطوه وكادت تنهض من على الفراش لولا أن جذبها عواد مره أخرى لتتسطح على الفراش وكاد يعتليها لكن سمعوا صوت طرق على باب الغرفه يصحبهُ قول:. بشمهندس عواد ماجد بيه مستنى حضرتك عالسفره.
زفر عواد نفسهُ بضجر ونهض من على الفراش متوجهًا ناحية الحمام يقول بضيق:
تمام قولى له ربع ساعه ونازل.
تبسمت صابرين بخفاء وقالت بمشاغبه:
مش عاوزنى أنزل أحضرلك الفطور، زى كل يوم.
توقف عواد قبل ان يضع قدمه بداخل الحمام قائلاً:
لأ مالوش لازمه كملى نوم لو عاوزه.
ردت صابرين بمشاغبه: لأ مش عاوزه أنام شبعت نوم طول الليل.
نظر لها عواد بغيظ وهو يغلق باب الحمام فهى مثل الشريك المخالف.
بينما صابرين ألقت بجسدها على الفراش براحه تبتسم وتشعر براحه فى جسدها عن آلم أمس الذى إختفى وضعت يدها على شفاها تشعر بنشوه لكن سُرعان ما نفضت عن رأسها وهى تسمع لـ رنين هاتف عواد برساله.
…. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بغرفة غيداء
وقفت أمام المرآه تهندم ملابسها وأمسكت ذر كنزتها وكادت تُغلقهُ لكن تآلمت قليلاً بسبب آثر ذالك الجرح الذى بمعصم يدها بسبب وقوعها على الأسفلت قبل أيام
تذكرت ذالك الشاب العريض الجسد والغليظ الصوت والملامح لكن كان رقيق فى رد فعلهُ حين إعتذر منها وساعدها على النهوض وقدم أكثر من إعتذار نادمًا حتى أنه عرض عليها أخذها لمشفى قريب، لولا أن رفضت هى.
شعرت بإشتياق غريب لما بداخلها رغبة تريد ان ترى هذا الشاب العريض الجسد والغليظ الملامح، نهرت نفسها قائله: بلاش هيافه يا غيداء دى كانت مناسبه طارئه زمانه نسي أساساً.
جذبت بعض الكتب وحقيبة يدها وخرجت من غرفتها وأخبرت الخادمه بمغادرتها للـ ڤيلا
خرجت تترجل على قدميها فأمامها وقت طويل على المحاضره سارت تستمتع بتلك النسمه الشتويه الربيعيه بعض الشئ..
غير منتبه لذالك المتربص الذى
منذ أيام وهو يأتى لهنا ينتظر فرصه أخرى…وها هى الفرصه آتت له
رأى غيداء تسير وحدها
سريعًا أدار دراجته الناريه لكن لم تكن بسرعه عاليه حتى إقترب منها أوقف الدراجه الناريه وترجل منها وخلع خوذته ووضعها على ذراع الدراجه الناريه وأخذ تلك الباقه الصغيره المكونه من ثلاث زهرات فقط ذهب بها سريعًا ومد يدهُ بها لـ غيداء
التى حين رأت فادى أمامها إنشرح قلبها بشعور خاص لأول مره تمُر به فى حياتها وذُهلت حين مد فادى يدهُ لها ثلاث زهرات شعرت أنها مثل الفراشه لكن خجلت وأخفضت وجهها.
لاحظ فادى إحمرار وجه غيداء بسبب خجلها الواضح للحظه كاد ينسى مهمته الأساسيه وهى الإيقاع بتلك الفتاه،رسم بسمه قائلاً:
تسمحى تقبلى منى التلات وردات دول إعتذار منى عن اللى حصل قبل كده.
رفعت غيداء وجهها ونظرت ليد فادى الممدوده وبتلقائيه لا تعرف سببها مدت يدها وأخذت منه الثلاث زهرات وأستنشقت رحيقهما ثم رفعت وجهها تنظر لـ فادى قائله بنبره هادئه:
إعتذارك مقبول لأنك جبت أكتر نوع ورد أنا بحبه زهور الأوركيد بس دى زهره معروف إن تمن الزهره الوحده منها غالى قوى.
رد فادى: عارف إنها زهره تمنها غالى ولوإمكانياتى الماديه كانت تسمح بباقة كامله مكنتش هتبقى غاليه كإعتذار منى ليكِ
أنا صحيح مهندس سيارات بس لسه فى أول الطريق.
إستنشقت غيداء الزهرات مره أخرى ثم نظرت لـ فادى ببسمه رقيقه سُرعان ما عادت تنظر لزهرات بخجل.
نظر فادى لخجل غيداء يتهكم بداخلهُ لكن رسم بسمه هو الآخر قائلاً:
أنا فادى التهامى.
رفعت غيداء وجهها ونظرت لـ فادى بإرتباك…
ثم نظرت ليدهُ الممدوده لها كى تصافحهُ..فكرت قليلاً ثم شعرت بالخجل من مد يدهُ ومدت يدها له.
تبسم فادى حين مدت غيداء يدها ووضعتها بيدهُ مُصافحه،شعر بنصر حين شعر برعشة يدها الصغيره الرقيقه بين يدهُ القاسيه.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يتبع
رواية بحر العشق المالح الحلقة الثالثة عشر
#الموجه_الثالثه_عشر
#بحرالعشق_المالح
ـــــــــــــــــــــــــــ
بإحساس برئ شعرت غيداء بزلزله قويه فى قلبها حين ضغط فادى بيده القاسيه على يدها، تلاقت عيناهم رأت غيداء بعين فادى نظرات داكنه للحظات شعرت بالرهبه من عيناه وسحبت يدها من يدهُ،رغم تمسُكهُ لوهله بيدها جعل تلك الرهبه تزداد بقلبها
لكن حديثه الناعم أزال تلك الرهبه حين قال بصراحه مُغلفه بتلاعب بالكلمات:
بصراحه لقاءنا النهارده مكنش صدفه، أنا من تانى يوم صدمتك بالموتوسيكل وأنا باجى لهنا فى نفس الميعاد بستنى إنك تطلعى وأشوفك عشان أطمن،قصدى أعتذر لك.
تعجبت غيداء وإرتبكت قائله:
مكنش له لازمه….
قاطعها فادى سريعًا:
إزاى مالوش لازمه أنا اللى كنت غلطان وسايق بسرعه وبسببى إتأذيتى أقل شئ أعمله إنى أعتذر عن غلطى.
نبرة حديثه الناعمه تُربك قلبها البرئ كما أنه أبدى الأهتمام بها شعور جديد يختلج قلبها.
تنحنحت غيداء تود الأستفسار قائله:
إنت من عيلة التهامى اللى عندنا فى البحيره ولا تشابه أسماء.
تفاجئ فادى من سؤال غيداء وجاوب:
أنا فعلاً من البحيره بس درست هنا فى جامعة هندسة اسكندريه وبعدها سافرت ألمانيا كم سنه ورجعت هنا بشتغل فى فرع للمصنع اللى كنت بشتغل فيه فى ألمانيا والمصنع فى منطقه الصناعيه قريبه من هنا.
تفاجئت غيداء قائله: يعنى إنت عِشت سنين فى ألمانيا على كده بقى تعرف تتكلم ألمانى كويس.
ضحك فادى قائلاً: بعرف اتكلم ألماني بس مش متمكن قوى يعنى كنت بعرف الكلمات والجُمل اللى تمشى حالي هناك.
تبسمت غيداء قائله: كلمات وجُمل زى أيه كده؟
تبسم فادى بمكر قائلاً:
يعنى لو كلمتك بالألمانى هتعرفى أنا بقول أيه؟
ردت غيداء بدلال:
جرب كده.
تبسم فادى وقال: تمام… ich möchte ein paarmönner sachen kaugn
ردت غيداء: أريد شراء بعض الأغراض الخاصه بالرجال.
عاود فادى الحديث معها بأكثر من جمله كانت تترجمهم بسهوله
تبسم بمكر قائلاً بالألمانيه:ich libe dich so sehr und du bist mein leber und meine seele
ترجمت غيداء بتسرع:أنا أحبك وأنت هى حياتى وروحى.
لا تعلم غيداء لما شعرت بالحرج من حديثها رغم انها تعلم أنها لا تقصد معنى حديثها،و توهج وجهها بخجل.
تبسم فادى بتسليه على خجل فاديه قائلاً بخباثه: فعلاً ترجمتك كلها صحيحه.
صمت فادى للحظات ثم قال: أكيد كنتِ بتدرسى فى مدارس ألمانيه.
رغم شعور غيداء بالخجل لكن جاوبت: فعلاً أنا كنت بدرس فى مدرسه ألمانيه، وأما دخلت الجامعه كمان بدرس آداب ألماني.
رد فادى:بس نظام المدارس الألمانيه صارم قوى إزاى قدرتى تتحمليه،هما حتى من معاشرتى لهم نظام حياتهم صارم.
تنهدت غيداء قائله:فعلاً نظامهم صارم ومنظم زياده عن اللزوم،بس….
توقفت غيداء عن الحديث فجأه يلومها عقلها كيف كانت ستقول له أنها لم يُكن بيدها شئ وأن الدراسه فى تلك المدارس صنعت منها شخصيه شبه إنطوائيه او بالأصح فرضت عليها الإنطواء.
نظر فادى لـ غيداء قائلاً بإستفسار:بس أيه؟
نظرت غيداء لـ فادى فى نفس اللحظه كانت هنالك سيارة تسير على الطريق تقترب من المكان الواقفان به تسير عكس مكان وقوف غيداء،بتلقائيه من فادى حين لاحظ إقتراب السياره جذب غيداء من معصمها وأبعدها عن طريق السياره.
للحظه إنخضت غيداء وتوترت من مسكة يد فادى لمعصم يدها،ليس هذا فقط بل من قُربها من فادى فالمسافه بالكاد خطوتين،شعرت بضئالة جسدها أمام جسدهُ العريض،شعرت بخجل أكثر ،وسحبت يدها سريعًا وعادت خطوات للخلف… أجزمت لنفسها لو بقيت لوقت أكثر تتحدث مع فادى من السهل أن تبوح له أنها تشعر بالوحده، و أرادت الهروب من أمامهُ وتلك السيطره التى تشعر بها من فادى، إدعت النظر الى ساعة يدها قائله:
الوقت سحبنا أنا عندى محاضره كمان أقل ساعه يادوب ألحق أوصل،بشكرك على الوردات.
تخابث فادى وهو يرى إبتعاد غيداء بعينيها عنه وقال:
مره تانيه بعتذر منك وكنت سعيد إنك وقفتى معايا الدقايق دى وأتمنى نتقابل مره تانيه.
أمائت غيداء برأسها وسارت من أمامه تشعر بالتعجب كيف سمحت لنفسها بالوقوف معه فى الشارع هكذا دون أم تغلب عليها طبيعتها الإنطوائيه.
بينما فادى تبسم بظفر غيداء تبدوا سهلة المنال عكس ما توقع،لكن فى نفس اللحظه شكك أن ربما ذالك قشره خارجيه تخدعهُ بها.
…. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد وقت
بغرفة صابرين
كانت تتمدد نصف جالسه فوق الفراش تعبث على الهاتف بين المواقع الاليكترونيه شعرت بالضجر ، زفرت نفسها قائله: عواد جايبنى هنا عشان يحرق دمى برخامة مرات إن عمك الآتيكيت ولا مديرة البيت محسسانى إنها فى أوتيل فايف ستار بترد عليا بطريقه تفرس،نهضت صابرين قائله:وأنا أيه يجبرنى أفضل هنا .
بالفعل بعد وقت
كانت تقف أمام شقة صبريه…فتحت حقيبة يدها تبحث عن مفاتيح الشقه لكن لم تجدها، فإطضرت لرن جرس الشقه.
فتح لها الباب إياد متعجبًا حين رأها أمامه قائلاً بمرح:
أيه عواد زهق منك وطردك، تعالى تعالى أنا كنت عارف إنه محدش يقدر يتحمل إستفزازك ليه.
ضربته صابرين على كتفه بخفه قائله: بدل رخامه، دا انا اللى طفشانه من عواد فين صبريه والواد هيثم أخويا.
رد أياد: هيثم عنده محاضرات فى الجامعه وماما بتجهز الغدا.
ضربته صابرين مره أخرى على كتفه قائله: وإنت ليه مروحتش المدرسه اللى صبريه بتدفع ليها مصاريف قد إكده، لو باعتك مش هتجيب نص المصاريف دى؟
ضحك إياد قائلاً: أنا عند ماما أغلى من الملايين يا حقوده وبعدين أنا ثانويه عامه يعنى ملهاش لازمه المدرسه كله بناخده فى الدروس… أدخلى ادخلى…دى ماما هتفرح قوى لما تشوفك معرفش بتحبك على أيه .
ضحكت صابرين ودخلت الى الشقه وذهبت الى المطبخ تبسمت حين سمعت صبريه تقول:
مين اللى كان بيرن جرس الشقه يا إياد.
ردت صابرين بمزح:
ضيفه عسوله عازمه نفسها عالغدا.
نظرت صبريه لها ببسمه قائله:
صابرين وحشتينى اوى،انا عرفت من فاديه إنك هتجى إسكندريه،بس متوقعتش تجى لهنا بالسرعه دى،ختى متوقعتش عواد يسيبك تجى لعندى؟
ردت صابرين: وليه عواد مش هسييبنى أجى لعندك.
ردت صبريه: عواد لما كان طفل كنت أنا أقرب حد فى العيله له، بس بعد اللى حصل من واحد عشرين سنه هو كرهنى.
إقتربت صابرين من صبريه قائله:
ومين اللى يقدر يكره صبريه الجميله ، بقولك أنا طفشانه من الڤيلا من مرات أخوكِ الاتيكيت وقولت أجى أطب على صبريه وأتغدى من ايديها الحلوين، واقعد أتسلى معاها بدل ما أنا زهقانه.
تبسمت صبريه قائله:وأيه سبب زهقك وفين عواد وإزاى سابك تخرجى كده أنتم مش عرسان.
ردت صابرين:ما قولتلك طفشانه من وراه،وعرسان أيه وحدى الله عواد متجوز شغله طول الوقت فى المزرعه كنت بلاقى فردوس أحكى واتساير معاها،إنما فى الفيلا هنا لقيت نفسى لو فضلت ساعه هكلم نفسى قولت مبدهاش،خلينى اساعدك فى تحضير الغدا.
تبسمت صبريه قائله:تمام،وبعد الغدا نقعد سوا تحكيلى عامله أيه مع عواد أكيد بتمارسى عليه هوايتك الاولى
الإستفزاز.
ضحكت صابرين.
فى المساء
كانت صابرين تجلس هى وإياد وهيثم يتشاغبون بإرسال الصور المُضحكه لبعضهم على هواتفهم الى ان رن جرس باب الشقه،تناقر الثلاث على من يفتح الباب،
تحدثت لهم صبريه:
أنا اللى هفتح باب الشقه،أنتم هتفضلوا تتناقروا لحد ما اللى عالباب يزهق ويمشي.
ضحكوا ثلاثتهم،وذهبت صبريه تفتح باب الشقه
تعجبت قائله:
فادى!
رسم فادى بسمه قائلاً:.أيوا فادى عارف إننا المسا جاي فى وقت غير مناسب ولا أيه؟
ردت صبريه:لأ أبداً يا فادى إنت عارف إن البيت بيتك أتفضل أدخل.
تجنبت صبريه ودخل فادى،أغلقت صبريه باب الشقه قائله:
واقف كده ليه إدخل للصالون.
بالفعل توجه ناحية الصالون وسمع تلك الأصوات المشاغبه،لكن هنالك صوت نسائى معهم.
تفاجئ حين رأى صابرين جالسه بين هيثم وإياد،للحظه شعر برجفه فى قلبه لكن سُرعان ما تحولت تلك الرجفه لمقت حين وقع بصرهُ على يدها ورأى ذالك الخاتم صق عواد الذى بيدها.
بينما صابرين التى كانت تمزح وتمرح بين هيثم وإياد حين رأت فادى سآم وجهها وصمتت الى أن أخفى فادى مقتهُ قائلاً:
إزيك يا صابرين.
ردت صابرين:أنا الحمد لله بخير حمدلله عالسلامه يا فادى.
رد فادى:الله يسلمك.
تحدثت صبريه:
حظك فى رجليك يا فادى كنت لسه بحضر العشا،وصابرين قاعده تلعب مع هيثم وإياد ومش عاوزه تساعدنى.
رد فادى:خلينى أنا أساعدك.
تبسمت له صبريه.
بعد قليل
إنتهوا من تناول العشاء وحلسوا بغرفة الصالون يتجاذبون الحديث،بتحتفظ بين صابرين وفادى،
الى أن صدح هاتف صابرين
نظرت لشاشة الهاتف
ونهضت تخرج من الغرفه،لكن قبلها سمع فادى ردها:
أيوا يا عواد.
شعر بغضب حارق
بينما صابرين
للحظه إرتعبت من صوت عواد العالى بالهاتف حين سألها:
الهانم خرجت من الصبح ومرجعتش إنتى فين لدلوقتي؟
ردت صابرين:أنا عند مرات عمى صبريه؟
تضايق عواد قائلاً:
هبعتلك عربيه نص ساعه تكونى هنا،ليلتك سوده.
قال عواد هذا واغلق الهاتف دون إنتظار رد صابرين
التى للحظه إرتجفت لكن همست لنفسها:
يلا هى موته ولا أكتر.
عادت مره أخرى للغرفه قائله: الوقت أتأخر أنا لازم أمشى،تصبحوا على خير.
نهض فادى قائلاً:أنا كمان عندى شغل فى المصنع ولازم أصحى فايق له.
تبسمت له صبريه قائله: خليك إنت نام هنا…أوضة صابرين فاضيه من يوم ما أتجوزت.
رد فادى:لأ شكرًاشقتى قريبه من المصنع اللى بشتغل فيه،تصبحوا على خير.
غادر فادى قبل صابرين التى قالت:هاخد شنطتى زمان السواق وصل بالعربيه تحت العماره.
هبطت صابرين بالفعل وجدت السياره تنتظرها كأن الساىق سابق الريح…صعدت الى السياره،التى غادر السائق سريعًا
بصابرين التى عقلها مشغول بتهديد عواد لها،لكن لا يهم
بينما فادى تعقب بدراجته سيارة صابرين الى ان دخلت الى تلك الڤيلا…ثم غادر يشعر بغضب عارم .
بينما دخلت صابرين الى داخل الڤيلا إستقبلتها الخادمه قائله:المهندس عواد فى أوضة المكتب…بينتظرك.
إبتلعت صابرين حلقها وذهبت الى المكان التى أشارت لها الخادمه عليه…طرقت على الباب ثم دخلت الى المكتب.
حين راها عواد نهض واقفًا ينظر لساعة يدهُ قائلاً:
الساعه عشره ونص المدام كانت ناويه تبات بره ولا أيه؟
صمتت صابرين.
إغتاظ عواد:ليه خرجتى بدون ما تقولى رايحه فين وأيه اللى آخرك كده؟
ردت صابرين:والله زهقت من القاعده لوحدى،فروحت عند صبريه والوقت سرقنى مش أكتر.
كز عواد على اسنانه قائلاً:ومين أذنلك بالخروج.
كادت صابرين ان ترد بعجرفه على عواد لكن دخول الخادمه جعلها تصمت خين قالت:
العشا جاهز يا بشمهندس.
رد عواد:تمام أنا جاى.
ذهبت الخادمه بينما قال عواد:
خلينا نروح نتعشى وبعدها لينا كلام تانى فى أوضتنا.
ردت صابرين:أنا أتعشيت عند صبريه وحاسه بصداع هطلع أنام.
رد عواد:لأ نوم أيه لينا حساب مع بعض قبل ما تنامى.
ردت صابرين بلا مبالاه:
الحساب يوم الحساب،تصبح على خير.
غادرت صابرين مسرعه من أمام عواد الذى يشعر بغضب وضيق.
بعدقليل
سمعت صابرين صوت محاولة عواد فتح باب الغرفه، تبسمت وهى تعتقد أنه لن يستطيع فتح باب الغرفه لكن
سمعت صوت حركة محاولة إسقاط مفتاح الغرفه من المقبض ، نهضت سريعًا وذهبت ناحية الباب وحين أصبحت خلفه رات سقوط المفتاح من المقبض
إنحنت سريعًا تُمسك بالمفتاح حتى تعيد وضعه مره أخرى بمقبض الباب قبل أن يتمكن عواد من وضع المفتاح الآخر بالجهه المقابله، لكن لسوء الحظ كان عواد أسرع وتمكن من فتح باب الغرفه فى ذالك الوقت كانت تنهض صابرين خلف الباب مما جعل رأسها يصتطدم بالباب، شعرت بآلم ووضعت يدها على رأسها مكان الآلم بتوجع وآنت بآهه خافته…
ضحك عواد قائلاً:
أحسن تستاهلى.
نظرت له صابرين بـ غِل… هو يضحك على آلمها بل ويتشفى بها.
أكمل عواد ضحكه وقال: كنت متوقع الحركه دى منك أنا مش بعد كده هشيل مفاتيح الأوض معايا.
نظرت له صابرين بإستهزاء دون رد
إقترب عواد منها عينيه تنذر بالسوء
توجهت صابرين بعيد عنه، لكن عواد كان الأسرع حين حمل جسدها بمباغته منه قائلاً:
أنا اللى المره دى هرميكى من البلكونه وأخلص من أفعال الأطفال اللى بتعمليها.
تشبثت صابرين بيديها بقوه حول عُنق عواد.
أخفى عواد بسمته وآتى إليه فكره أخرى وأخذ يدور أكثر من مره بـ صابرين مما جعلها تشعر بدوخه وقالت له:
عواد خلاص أنا دوخت نزلني.
توقف عواد عن الدوران قائلاً بخبث:. وأيه سبب الدوخه دى يا ترى
لا تكون الوسيله اللى أخدتيها مجابتش مفعول وبقيتى حامل.
نظرت له صابرين قائله بثقه:
لأ متأكده مش حامل، أكيد سبب الدوخه الخبطه ودورانك بيا فى الأوضه.
تبسم عواد وتوجه بـ صابرين ووضعها على الفراش وإقترب منها مُقبلاً شفتيها،ثم ترك شفتيها وجال بقُبلاته على وجنتيها وبداية عُنقها دفعته صابرين عنها قائله:
كفايه يا عواد…
لكن سُرعان ما تخلت عن المقاومه حين
عاد عواد يُقبل شفاها مره أخرى لكن نهاية القُبلات كانت مالحه..حين إكتشف ذالك الآمر علم لما لم تتمسك صابرين بمقاومة قُبلاته ولمساته وتركته ينجرف حتى النهايه ويكتشف الآمر بنفسه فيشعر بخيبة عدم المنال كالمعتاد مثل الأيام السابقه التى توالت بعد ليلة زفافهم.
بالفعل وضع عواد رأسه يتنفس على عُنقها يشعر بالخيبه فمثل الايام السابقه يتنهى المطاف بينهم ببضع قُبلات فقط هى كل ما يحصُل عليه.
بينما صابرين حاولت كتم بسمتها بعد أن شعرت بأنفاسهُ المُضجره على عنقها لكن قالت:
عواد فى موضوع مهم كنت عاوزه أتكلم معاك فيه؟
زفر عواد نفسهُ بضجر ورفع رأسه نظر لوجهها قائلاً:
وأيه هو الموضوع المهم ده؟
مازالت صابرين تحاول كبت بسمتها حتى لا تُزيد من ضجرهُ، وإبتعدت بجسدها قليلاً عن عواد قائله:
أنا هقطع الأجازه وأرجع لشُغلى من تانى.
نظر لها عواد بتفكير لثوانى ثم قال:
بس شغلك هنا فى إسكندريه مينفعش.
للحظات فكرت صابرين أن عواد يود فرض سيطرته ويمنعها من العمل مثلما فعل زوج فاديه سابقًا، لكن هى ليس مثل فاديه وستسلم لكن قبل أن تعترض عاود عواد الحديث:
إحنا هنرجع تانى للبلد وهنعيش هناك أنا شغلى بين هنا وهناك ومش معقول هتفضلى هنا وأنا هناك.
ردت صابرين بإستعلام: قصدك أيه، هتمنعنى أنى أشتغل وأبقى مُرافقه ليك.
نظر عواد لعين صابرين رأى بهم التحدى فقال:
أنا مقولتش همنعك من الشغل، تشتغلى او لأ مش فارق الموضوع معايا.
تحدثت صابرين بتسرُع: قصدك أيه مش فاهمه وضح أكتر.
تبسم عواد قائلاً: بلاش تتسرعى وتقاطعينى فى الكلام إسمعينى للآخر.
زفرت صابرين نفسها قائله: أدينى سكت قولى قصدك أيه؟
رد عواد ببسمه يستفز بها صابرين:قصدى إن بحكم شغلى إنى بتنقل بين المصانع والمزارع يعنى مش ثابت فى مكان.
تسرعت صابرين تشعر بمقت من بسمة عواد وقالت:
وأنا بحكم تنقلاتك الكتير، يأما هبقى مرافقه ليك، يأما أفضل أستناك لحد ما تنهى مهامك العظيمه وترجعلى ، تمام أنا بختار الأمر التانى أستناك لحد ماترجعلى وأفضل هنا فى إسكندريه وأرجع لشُغلى أضيع وقتِ فيه.
بنفس البسمه المقيته تحدث عواد: برضو إتسرعتى تانى،أنا كان قصدى زى ما قولت فى بداية كلامي إننا هنرجع تانى لبيت زهران فى البلد يبقى المفروض مكان شغلك يبقى هناك،يعنى تطلبى نقلك من إسكندريه
للـ البحيره فى أى مكان يكون قريب من البلد.
عقلت صابرين حديث عواد فى رأسها وقالت بعد تفكير:
تمام أنا هقطع أجازتى وأستلم شغلى هنا وهقدم على طلب نقل لحد ما يوفقوا عليه هفضل أشتغل هنا.
تبسم عواد قائلاً: أمر نقلك بسيط، أنا ممكن أكلم أى حد من معارفى فى الوزاره يتمنى يقدملى خدمه وينقلك…حتى من غير ما تقدمى طلب نقل.
نظرت صابرين له وهمست لنفسها:
طبعًا معارفك دول شخصيات واصله وإيديها طايله بدليل تقرير كشف العذريه اللى زورته بسهوله،متأكده إنى شكِ فى محله وإن المصانع بتاعتك فيها تجاوزات ومش بعيد كمان فى المزارع،بس وماله الصبر يا عواد يا زهران.
بينما قالت له:تمام،بس أنا مستغنيه عن خدماتك أنا هقدم الطلب ومعتقدش هياخدوا وقت طويل فى الموافقه على نقلي من هنا لأى مكان قريب من البلد،دلوقتي انا كبس عليا النوم تصبح على خير.
تبسم عواد من رد صابرين وقال بمكر وعبث: إن مكنتش خدماتى تنفع مراتى حبيبتى يبقى تنفع مين بعدها.
شعرت صابرين بمقت وكادت تتحدث بتهجم: لكن عواد أخرسها بقُبلتهُ المفاجأه، مما لجمت المفأجاه لسانها
ليترك شفاها منتشيًا وهو يضم جسدها بين يديه قائلاً:
وإنتِ من أهل الخير.
رغم غيظ صابرين لكن صمتت تحاول فك حصار يديه عنها بحركتها الزائده.
تبسم عواد وأحكم يديه هامسًا:إهدى و نامى يا صابرين، أنا هلكان طول اليوم؛ أظن بعد اللى إكتشفتهُ مفيش داعى إنك تبعدى عن حضنى على الأقل هتترحمى من وجع رقابتك الصبح.
….. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بشقة فادى شعر بالسآم وهو يتذكر صابرين حين نهضت وقامت بالرد على الهاتف لتستأذن بعدها وتغادر، ،يبدوا أن فعلاً صابرين تُحب عواد صابرين حقًا مثلما قالت له والداته هى الوحيده التى فازت فيما حدث،تزوجت من قتل أخيه،فربما لو لم يُقتل مصطفى وظل حي وتخلى عن صاپرين وطلقها كان عواد هو الآخر تخلى عنها ونالت عقاب تستحقه،لكن مقتل مصطفى أفسح لها الطريق مع عواد الذى تزوجها حتى يُظهر شهامه منه وتسامح،لكن لا
الاثنان سيدفعان ثمن القصاص العادل.
بدأ عقل فادى يثور نهض وخلع ثيابه وبدأ فى عمل بعض التمارين الرياضيه القاسيه،لكن آتى أمامه صورة غيداء،تذكر كم هى رقيقه لكن سُرعان ما نفض ذالك عن رأسهُ فـ غيداء مثل صابرين الاثنين بملامح تبدوا بريئه لكن تخفى تلك الملامح خلفها مكرهن وخداعهن… هو ليس مصطفى ولن يسقط ببراءة غيداء الخادعه…
ترك تلك التمرينات القاسيه وألقى بجسدهُ على الأرض جذب هاتفه وفتحه على أحد صفحات الفيسبوك تبسم بظفر حين رأى صوره لزهرات الأوركيد…تلك الحمقاء غيداء نشرتها على صفحتها الخاصه،كان أول تعليق على تلك الصوره من نصيبهُ يركب به بدايه موجه يوجهها هو نحو تيارهُ.
……ــــــــــــــــــــــــ
بينما قبل بغرفة غيداء
تلك الثلاث زهرات كانوا بنظرها أغلى هديه،رغم أنهم كانوا إعتذار،تذكرت رقة حديث فادى صباحً،لا تعلم معنى لذالك الإنشراح الذى بقلبها لأول مره تقف مع شاب وتُسيطر على خجلها الزائد بصعوبه،هنالك سحر خاص
لـ فادى… وضعت الثلاث زهرات على فراشها وآتت بهاتفها وقامت بتصوريهم لا تعلم لما أرادت أن يرى غيرها تلك الصور وتحصد بعض تعليقات أصدقائها،بالفعل نشرت الصوره على صفحتها الشخصيه
لتفاجئ بأول تعليق “أنتِ أجمل وأنقى أكثر من تلك الزهرات”
قرأت إسم مُرسل التعليق زاد إنشراح قلبها حين همست بإسم “فادى التهامى”
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد مرور أكثر من أسبوعين
بعد الظهر
بمنزل زهران بالبلده
حين ترجل من السياره توجه الى الناحيه الأخرى من السياره وأمسك يد صابرين، التى شعرت بضيق وحاولت سحب يدها من يده لكن هو أطبق يدهُ عليها بقوه ثم دخل سويًا الى داخل المنزل
إستقبلته الخادمه مرحبه بهما.
أماء عواد للخادمه برأسه قائلاً: أمال فين أهل البيت.
ردت الخادمه: فى اوضة السفره.
رد عواد: تمام.. ثم سار ساحبًا صابرين،التى حاولت سلت يدها قائله بضيق:سيب أيدى.
لم يترك عواد يدها وهمس لها قائلاً: خلينا نتدخل نتغدى مع العيله،ثم أكمل متهكمً يظهر حماتك بتحبك.
نظرت له صابرين بغيظ ودخلا الأثنين معًا الى غرفة السفره تحدث عواد:
سفره دايمه.
نظر الجميع نحوهم،تبسمت تحيه كذالك فهمى بينما أحلام شعرت بغيظ وهى ترى تلك البسمه الحيويّه على وجه عواد كذالك صابرين التى إبتسمت بمجامله منها فقط لهم،ليس ذالك فقط ما أغاظها بل مسكة يد عواد ليد صابرين بتلك الطريقه التى تدل على المحبه،كذالك شعرت سحر ببعض البُغض من ذالك،بينما فاروق لم يفرق معه الامر لم يبالى،
بينما تحدثت أحلام رغم شعورها بإمتعاض:
أهلاً بالعرسان أخيرًا خلص شهر العسل…نورتوا البيت.
قالت أحلام هذا ونظرت الى صابرين بإمتعاض أخفته قائله:أهلاً بعروستنا أكيد حماتك بتحبك.
قالت أحلام هذا ونظرت نحو تحيه التى تشُق البسمه وجهها وهى تنظر لعواد وصابرين…إستشفت من ملامح عواد أنه لديه مشاعر لـ صابرين وأنها هى سر تلك البسمه الصافيه التى على وجهه تلك البسمه التى كانت مفقودة منذ سنوات.
فقالت بترحيب: أكيد بحب صابرين معزتها من معزة عواد، يلا
واقفين كده ليه يلا أقعدوا نتغدا سوا.
سحب عواد يد صابرين وتوجه نحو السفره وجذب المقعد للخلف كى تجلس صابرين التى تعجبت من ذالك الفعل الراقى، جلست رغم ذالك، جلس عواد على مقعد مجاور لها…
بينما سحر
بداخلها تشعر بالغيره من كان يُصدق أن عواد يفعل ذالك يبدوا أن لـ صابرين سِحر هى الأخرى على عواد مثل فاديه على وفيق
تناول الجميع الغداء فى هدوء وسط حديث هادئ بينهم.
بعد قليل نهض عواد واقفًا قائلاً:
إحنا جايين من سفر هنطلع نرتاح شويه…يلا يا حبيبتى. قال عواد هذا ومد يدهُ يجذب يد صابرين التى تشعر بمقت من كلمة حبيبتى التى يقولها عواد بتباهى منه أمامهم…مع ذالك نهضت معه.
بينما قالت أحلام:
سفر أيه هى إسكندريه بعيده عن هنا دا الطريق ميكملش ساعتين ونص سيب صابرين معانا شويه.
بينما قالت تحيه:هما ساعتين ونص شويه سيبهم يطلعوا يرتاحوا شويه.
ردت سحر:مش نقعد مع بعضينا شويه عشان نرتب لزفاف الشباب دول إتنين مش واحد.
ردت أحلام:كان نفسى يبقوا تلاته وقولت لـ عواد يأجل جوازه أربعين يوم ويتجوز مع أخواته وتكون فرحه كبيره،بس هو اللى كان مستعجل،مصدق إن عِدة صابرين يا دوب خلصت.
نظر عواد لـ أحلام بضيق قائلاً:صابرين مكنش لها عِده لآنى أول راجل يلمسها،يلا يا صابرين.
قال عواد هذا وسار ومعه صابرين التى لا تعلم لما شعرت بضيق من أحلام ذكرتها بزوجة عمها نفس طريقة الحديث،لكن رد عواد جعلها تشعر أنها ذات قيمه.
بينما نظر فهمى الى أحلام قائلاً بنهر:
ليه قولتى الكلام البايخ ده،كلنا عارفين إن عواد هو الراجل الوحيد اللى لمس صابرين.
ردت سحر:أحلام مش غلطانه، كلنا عارفين إنها كان مكتوب كتابها على إبن عمها،يعنى كانت تعتبر مراته شرعًا حتى لو مدخلش بها.
نظر فاروق نحو سحر قائلاً:ده أمر يخصهم هما الاتنين محدش له دخل بالموضوع ده لانه واضح أنه بيضايق عواد…أنا كمان قايم عندى شغل فى مصنع الألبان هاخد معايا العرسان كلها يومين وزفافهم يتم ويبقوا زى عواد مش عاوزين يفارقوا عرايسهم.
نهض فهمى هو الآخر قائلاً:أنا كمان عندى كم مشوار يلا أشوفكم المسا.
خرج الجميع وتبقى
احلام وسحر وتحيه التى نهضت قائله:
أنا كمان هطلع أتصل على غيداء أشوف مجتش مع عواد ومراته ليه،هسيبكم تقعدوا مع بعض تتحاكوا براحتكم.
غادرت تحيه وتركتهن،تحدثت أحلام بغيظ:
هو ده أيه،لسه اول يوم ترجع فيه الكل طفش،يظهر قدم صابرين خير عالعيله.
تهكمت سحر قائله:شكلها زى ما قولت لـ فاروق،ناعمه زى أختها وسحبت عقل عواد،مشوفتيش داخل ماسك بإيدها إزاى زى ما يكون مش عاوز يفارقها.
ردت أحلام بحنق:شوفت وشكلنا لسه هنشوف العجب…مع بنت التهاميه.
……ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مساءً بمنزل الشردى
على طاولة العشاء
تمنعت ماجده عن الطعام تتلاعب بالمعلقه فى الطبق الذى أمامها… لاحظ وفيق ذالك وقال:
مش بتاكلى ليه يا ماما، الاكل طعمه لذيذ.
نظرت ماجده للأكل بإمتعاض قائله: إنت عارف إن الدكتور فى أخر كشف قالى بلاش دهون كتير فى الأكل وفاديه مشاء الله بتكتر السمنه فى الأكل.
تعجبت فاديه قائله: بس الطبق اللى قدامك ده خضار سوتيه مفيهوش أى سمنه وأنا عملاه مخصوص عشانك.
إمتعضت ماجده قائله بتتويه:
مش الأكل اللى مزعلني،بصراحه كده أنا زعلانه على
(ناهد)بنت أخويا الواطى جوزها طلقها ومعاها ولدين يشرحوا القلب.
رد وفيق:وأيه سبب الطلاق حد علمى ناهد هى اللى كانت مسيطره على طليقها.
ردت ماجده: ماقولتلك طليقها طلع واطى، وسبها إنها بتواعد شاب عالموبايل،وقال أيه سجل ليها كلامها معاه وطلقها من دون أى شئ بعد ما هددها ومضاها على تنازل على كافة مستحقاتها،ويادوب عمل نفقه وديه لولاده،يلا منه لله ربنا يعوضها خير،لو واحد غيره كان صانها وحطها فى عنيه مش كفايه خلفت له ولدين يشرحوا القلب وغيرها حتى مش عارفه تحبل فى حتة بنت تفرح قلبنا.
شعرت فاديه بنغزه قويه فى قلبها تمنت أن يرد وفيق على والداته ويقول لها أنه راضى بما أراده الله ،لكن كالعاده ليته ما رد:
فعلاً لو ربنا بيدى النعمه لناس متستحقهاش… زى نوعية جوز ناهد كده.
شعرت فاديه بضيق من رد وفيق وقالت:
منين جالكم إن جوز ناهد ظلمها مفيش دخان من غير نار، وناهد كانت زميلتى فى المدرسه وكانت فعلاً بتكلم شباب وتتواعد معاهم من قبل ما تتجوز، وانت قولت كانت مسيطره على جوزها فجأه كده هيطلقها الأ لو مكنش متأكد فعلاً، وهو مش مجبور يستحمل واحده مش صاينه شرفهُ عشان بس معاه منها ولدين، أنا شبعت وتعبانه طول اليوم من شغل البيت ومذاكرة ولاد سحر، هطلع أستريح…والشغاله تبقى تشيل السفره.
نهضت فاديه وغادرت الغرفه…
نظرت ماجده لها بضيق ثم نظرت لـ وفيق تُسمم أفكاره: شايف ردها من غير ذوق،
الغيره واكله قلبها من ناهد عشان عارفه انها معيوبه،وكمان شايف اهى كده طول اليوم مقضياها كلام فى الموبايل مع أختها ومرات عمها او أمها وأما أطلب منها حاجه تقولى عندك الشغاله،وحاطه ولاد أختك فى عنيها بتكرهم،يارب تعمى ما تشوفهم.
نظر وفيق لها قائلاً بتهدئه:خلاص ياماما هدي نفسك أنا ماليش بركه غير رضاكِ عنى.
قال وفيق هذا وإنحنى يُقبل يد ماجده التى تبسمت بزهو قائله:
راضيه عنك وبدعيلك من قلبى ربنا يوسع رزقك كمان وكمان،ويخلف عليه بالذريه الصالحه قريب بس إنت إسمع كلامى.
نظر لها وفيق قائلاً:
أسمع كلامك فى أيه؟
ردت ماجده:أتجوز ناهد وهى اللى هتحيبلك الولد اللى يسعد قلبك.
……….ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليلاً
خرج عواد من حمام الجناح الخاص به يرتدى معطف حمام قطنى قصير ، رأى صابرين تجلس تتحدث بالهاتف من ردها علم أنها تتحدث مع والداتها، أخذ علبة سجائرهُ والولاعه وذهب نحو شُرفة الغرفه وخرج إليها وأغلق خلفه الباب بمواربه.
أشعل إحدى السجائر ووقف ينظر امامه ينفث دخانها، مازال يشعر بالغضب من قول زوجة عمه أن صابرين كانت زوجه لآخر غيرهُ عن قصد منها تود تذكيرهُ انها كانت لغيرهُ حتى إن لم تكُن له جسدًا لكن كانت زوجته رسميًا
زفر دخان السيجاره بغضب لا يعرف له تفسير.
لكن فى نفس الوقت سمع صوت فتح باب الشرفه
نظر الى باب الشرفه تبسم حين رأى صابرين تزم طرفي ذالك المعطف الثقيل عليها
بينما صابرين شعرت بالبرد الشديد بسبب لفحةتلك النسمه الربيعيه البارده التى قابلت وجهها حين فتحت باب الشرفه فزمت معطفها ويديها حول صدرها وكذالك إغتاظت صابرين من ضحكة عواد حين رأها، تعلم أنها ضحكة تهكم منه و
قالت:
إنت مش حاسس بالبرد وأنت واقف كده بالروب وصدرك مفتوح مش خايف تاخد هوا فى صدرك.
إقترب عواد من مكان وقوف صابرين وجذبها من خصرها قائلاً:
لأ مش خايف من البرد، يمكن إنتِ اللى خايفه إنى أبرد.
فتحت صابرين يديها ودفعت عواد حتى يبتعد عنها قائله بإستهجان:
وهخاف عليك ليه، أنا بس كنت بسأل إنت إزاى مش حاسس وواقف فى البلكونه فى البرد ده ولا يمكن دخان السيجاره اللى فى إيدك مدفيك.
كاد عواد أن يخبرها أن هنالك شرائح ودُعامات طبيه مزروعه بجسده تُعطى لجسده حراره أكثر من الملابس الثقيله.
لكن
نظر عواد لعينيها بشغب قائلاً:
قولى إنك خايفه على نفسك أنى آخد برد ووقتها ممكن أعديكِ.
تهكمت صابرين وهى تحاول الفكاك من يدي عواد قائله:
وهتعديني إزاي بقى،وأنا طول الوقت بعيده عنك.
تبسم عواد بمكر قائلاً:بس إنتِ مش بعيده عنى إنتِ بين إيديا،وسهل….
لم يقول الكلمه بل فعل ما أراده وقام بتقبيل شفتيها.
دفعت صابرين عواد بيديها… تبسم وهو يترك شفاها ونظر لوجهها الغاضب بوضوح حين قالت له:
معندكش حيا، مش حاسس إننا واقفين فى البلكونه وأى حد ممكن يشوفنا.
تبسم عواد قائلاً:
إحنا فى العالى،وكل العيون بتبص عالعالى، بس الدنيا دلوقتي ضلمه فا مش هيشوفوا حاجه.
نظرت له صابرين بضيق قائله: مين قالك إن كل العيون بتبص عالعالى، إنت بس اللى بتبص عالناس بتعالى زى ما قولتلك قبل كده إنك مُختال… أنا سقعت من الوقفه هنا خليك إنت واقف هنا بص عالناس من فوق بتعالى.
دخلت صابرين الى الغرفه وعصفت خلفها الباب.
نفث عواد دخان السيحاره، ثم شعر بالبرد يغزو جسده منذ مده طويله لم يشعر بهذا الآحساس، زم طرفى معطفه ألقى باقى السيجاره ثم دخل الى الجناح.
نظر نحو الفراش لم يجد صابرين بتلقائيه علم أنها ذهبت للنوم على تلك الاريكه التى بالصالون المُصاحب للجناح…
ذهب وأزاح غطاء الفراش قليلاً ثم تستطح نائمًا عليه وجذب غطاء الفراش عليه، لكن للغرابه مازال يشعر بالبروده والضجر، نهض من على الفراش وتوجه الى ذالك الصالون نظر نحو نوم صابرين على تلك الاريكه ذهب وجلس على ساقيه أمامها، للحظه فكر أن يحملها ويأخذها معه الى الفراش يستمتع بذالك الشعور الخاص الذى يشعر به حين تكون نائمه لجوارهُ على الفراش يشعر بالهدوء والسكينه، رغم أنهم ليس بينهم علاقه تامه بعد ليلة زفافهم لكن هو بتشوق إلى الشعور بجودها جواره على الفراش، للحظه حسم أمرهُ وكاد أن يمد يديه يحمل صابرين، لكن تحكم عقلهُ مُحذرًا لا تنجرف نحو ألاعيب النساء حين تتمنع كى تجعل الرجال تلهث خلفها طالبه الوصال، وقتها ستتحكم بك وتفقد رجولتك من أجل أن تنال بعض لحظات العشق المالحه.
…… ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بغرفة وفيق
لم يستطيع النوم يتقلب بالفراش مازال يُفكر فى طلب والداته منه بالزواج من ناهد حتى تُنجب له طفل.
شعرت فاديه بتقلبات وفيق صحوت وأشعلت ضوء أباجوره جوار الفراش ونظرت لـ وفيق قائله:
مالك من أول الليل وأنا حاسه بيك عمال تتقلب كل ناحيه شويه، أيه اللى مطير النوم من عينك… إحكى لى يمكن أريحك.
إعتدل وفيق جالسًا ينظر لـ فاديه قائلاً:
أنا قررت أتجوز ناهد بنت خالي.
ردت فاديه هى كانت تنتظر منه ذالك:
وأنا سبق قولتلك هريحك، وفعلاً هريحك لما
نطلق قبل ما تتجوز ناهد.
ـــــــــــــــــــــــــــ……..
يتبع
رواية بحر العشق المالح الحلقة الرابعة عشر
﷽
#الموجه_الرابعه_عشر
#بحرالعشق_المالح
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بغرفة تحيه
وضعت الهاتف على الشاحن وتوجهت نحو زِر الإناره وكادت تطفئ الكهرباء لكن فُتح باب الغرفه، تبسمت بتلقائيه منها حين دخل فهمى للغرفه، تبسم هو الآخر
قائلاً: لسه منمتيش؟
ردت تحيه: كنت بكلم غيداء على الموبايل بسألها ليه مجتش مع عواد ومراته لما أتصلت عليها بالنهار ردت برساله إنها فى محاضره، وكلمتها عشان اعرف هتيجى هنا أمتى قالت هتوصل بكره عالضهر.
تبسم فهمى قائلاً: توصل بالسلامه.
قال فهمى هذا وتوجه يجلس على الفراش وتنهد مبتسمًا.
ذهبت تحيه وجلست جواره قائله: أيه سر التنهيده والبسمه دى كمان.
رد فهمى: السبب صابرين مرات عواد، إنبسطت لما شوفتهم داخلين علينا، لاحظتى البسمه الصافيه اللى على وش عواد.
تبسمت تحيه: لاحظت بسمة عواد اللى بقالها سنين مبتسمهاش، بقى عندى يقين عواد فعلاً كان يعرف صابرين من زمان وكان عنده ليها مشاعر مش الأرض بس هى اللى كانت السبب.
رد فهمى:وده اللى لاحظتوا برضوا،بس إستغربت اللى عرفته من أحلام إن صابرين إتخطبت من أكتر من سنتين،وكمان كان مكتوب كتابها على مصطفى…لو عواد كان يعرفها قبل كده ليه مقالش او حتى أتقدم ليها زى ما عمل بعد ما وافت وقت العِده.
شعرت تحيه بحِيره قائله: معرفش عواد كتوم،أو يمكن وقت ما قرر يتقدم لها كانت إتخطبت لـ مصطفى الله يرحمه،هتصدق لو قولتلك إنى كنت فى المستشفى مع صبريه عند عواد ولما صبريه قالت إن مصطفى مات قلبى وجعنى عليه رغم إنى معرفوش،حمدت ربنا إن ربنا نجى عواد ورجع للحياه من تانى صحيح اللى حصل بعدها كان صعب عليا بس يكفينى إنى أشوفه عايش قدامى حتى لو بيكرهنى.
وضع فهمى يده فوق كتف تحيه يضمها له قائلاً:
متأكد عواد مش بيكرهك يا تحيه،عواد ميعرفش إنك موافقتيش على الجواز منى غير لما أبويا هددك إن موافقتيش تتجوزينى إنه مش هيتكفل بعلاج عواد وهيسيبهُ يعيش مشلول…أنتِ وافقتى تتجوزينى مُرغمه
شعرت تحيه بالآسى قائله:مفيش أم هتقدر تتحمل إن إبنها يعيش مشلول وهى فى إيديها تخليه يُقف على رجليه مره تانيه أنا لما شوفت عواد راجع من لندن واقف على رجليه حسيت إن روحى رجعتلى من تانى،عواد كان أول فرحه دخلت قلبى،حتى لما حبلت مره تانيه وولدت قبل ميعادى وقالولى إنى خلفت ولد تانى بس ربنا إختارهُ يبقى من الآبرار منكرش وقتها زعلت قوى،بس لما رجعت للبيت ولقيت عواد كان عمرهُ وقتها بتاع أربع سنين جاى عليا يحضني وزعلان لما عرف إن أخوه الصغير مات بعد الولاده وانه كان نفسهُ يبقى له أخ أو أخت مش عاوز يبقى وحيد قولت له ربنا أختار أخوك يبقى ملاك، وأكيد ربنا هيرزقهُ بأخوات فى المستقبل،بس حتى ده محصلش
بدون أسباب يمكن كانت إرادة ربنا إن عواد يكون إبن جاد الوحيد عواد كان نفسه يكون دكتور مشهور و سباح عالمي،بس اللى حصل قضى على حلم إنه يكون سباح عالمي،حتى لما حقق حلمهُ التانى ودخل كلية الطب بعد سنتين قال أنه ساب دراسة الطب الطب وحول لدراسة علوم بيطريه معرفش ليه ولما سألته ليه عاوز تسيب دراسة الطب وتدرس فى جامعه تانيه،إنت كان حلم حياتك تكون دكتور مشهور قالى جمله لغاية دلوقتي مقدرتش أنساها”حلمت بحاجات كتير كلها فى الآخر طلعت سراب،أولها يكون لى أب وأم متفاهمين وده كان سراب،أم بعد ما جوزها إتقتل رمت نفسها فى حضن أخوه حُبها القديم واللى كان السبب فى إن بابا يكرهني.
أغمض فهمى عينيه بآلم قائلاً:
جاد كان قاسى على عواد،كان خايف إن عواد يطلع ضعيف عشان وحيد مش لازم يبقى مدلع.
تدمعت عين تحيه قائله:رغم قسوة جاد بس عواد كان مرتبط بيه حتى لحظة موته غدر شافها عواد ومش بس كده إنصاب هو كمان إصابه كانت بالنسبه له هى والموت واحد،حتى لما رجع واقف على رجِليه حسيتهُ قلبه ميت مكنش له هدف فى حياته غير أنه يبقى ناجح وقوى وده فعلاً اللى وصله ذكاء وقوة، عواد هو اللى صنع إسم “زهران” بس فى سبيل ده كان ناسي إن فى عنده قلب بينبض كنت بدعى قلبهُ يتمرد عليه ويحب ويتحب .
وضع فهمى يديه على وجنتي تحيه يمسح دموعها بأناملهُ قائلاً:وأهو دعوتك إستجابت بعد اللى شوفته النهارده عواد قلبه إتمرد عليه ومتأكد إنه بيحب صابرين من زمان .
تنهدت تحيه قائله: نفس إحساسى بس ليه محاولش يقرب منها قبل كده فاكر صابرين يوم الصباحيه لما جابت ملاية السرير وقالت إن عواد ملمسهاش غير وهى مراته،نفسى أعرف أيه اللى كان عواد عاوز يوصلهُ.
……. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بڤيلا زهران بالاسكندريه
كانت غيداء ترد على اتصال والداتها، وهى مُتسطحه على الفراش بمجرد أن أنهت الإتصال وضعت الهاتف على الفراش جوارها تنظر الى سقف الغرفه تتنهد شعرت بسآم لأول مره تُهاتفها والداتها تسألها لما لم تأتى مع عواد وزوجته وتؤكد عليها العوده الى البلده بالغد،تبسمت بتهكم
شعرت بالخواء
صدمت يدها بهاتفها دون قصد،جذبته وعاودت فتحه تفكر للحظات الى أن إتخذت القرار بحثت بين الصور الموجوده بالمعرض على هاتفها تنتقى بين الصور تختار إحداها،بالفعل كان هنالك صوره لفتت نظرها وهى
صوره لـ قطتها الصغيره الرقيقه التى حصلت عليها مؤخرًا
قامت بنشر الصوره على أحد مواقع التواصل الاجتماعي ووضعت الهاتف مره أخرى جوارها على الفراش
وإنتظرت قليلاً لم يفوت وقت طويل لكن بالنسبه لها كانت تترقب سماع إشعار من الهاتف بوجود تعليق أو حتى إعجاب بالصوره
بالفعل
سمعت صوت إشعار الهاتف جذبته سريعًا لكن خاب ظنها فالإشعار ليس مرتبط بتلك الصوره بل برساله من إحدى صديقاتها تسألها عن ميعاد سفرها وعودتها من البلده…
شعرت بسآم سُرعان ما إنتهى حين رأت إشعار بتعليق على تلك الصوره فتحت الهاتف عليه سريعًا وقرأته بإنشراح قلب”تُشبهك تلك القطه فى رِقتها ونعومتها وبرائتها ”
تنهدت بإنشراح مُبتسمه حائره أترد على تعليقهُ أم تنتظر قليلاً،أصبحت تسعد كثيرًا تعيش بعالم وردى على الهاتف
بسبب فادى الذى لا يفوت منشور لها إلا ويعُلق لها عليه بإعجاب ومدح يجعل قلبها البرئ يتراقص.
…..
على الجانب الآخر بـ شقة فادى
إنتهى من ممارسة تلك التمارين القاسيه سمع رنين هاتفهُ ذهب نحوه ونظر الى الشاشه زفر نفسهُ بضجر حين رأى إسم المتصل ثم قال:مش ناقص سماجتك إنت كمان.
ترك الهاتف يرن ثم ذهب الى الحمام يأخذ حمام دافئ يُنشط جسده… خرج بعد قليل ذهب نحو الهاتف الذى صدح بصوت رساله، جذب الهاتف من موضعه وفتحه
قرأ تلك الرساله المُرسله له، شعر بضجر قائلاً:
عليكِ سماجه ملهاش حدود واحد مردش عليكِ إحفظى حيا الوش حتى، لكن متبقاش نهى بنت عادل حمدان.
بنفس اللحظه جاء إشعار لديه أن هنالك منشور جديد على أحد مواقع التواصل، فتح المنشور ورأى تلك الصوره زفر نفسه يقول:
وانتِ كمان قمة التفاهه، نشرالى صورة قطه.
جلس على الفراش يُفكر قليلاً أن يتجاهل المنشور ويذهب للنوم، بالفعل تستطح على الفراش وجذب الغطاء عليه لكن هنالك جزء بعقله أيقظهُ إذا كنت تريد القصاص فعليك بتحمُل بعض التفاهات، جذب هاتفه وقام بالتعليق على الصوره وانتظر قليلاً ينظر للهاتف ها هو ما أراده وضعت إعجاب على تعليقهُ حقاً لم ترد على تعليقه لكن يكفى ذالك القلب الذى وضع على تعليقهُ، فكر تلك الحمقاء هل هى ساذجه أم انها خبيثه وتدعى البراءه
إهتدى عقلهُ للجواب الثانى هى خبيثه تدعى البراءه، إذن لنبدأ الطريق،يكفى تلميحات من بعيد عليك بأخذ بخطوه وقد كان
آتى بأحد وسائل الإتصال وقام بإرسال رساله
فى البدايه يعتذر عن تطفلهُ عليها وإن كانت لا تريد الرد والتواصل معه لا بأس.
لكن كما توقع تلك الخبيثه ترسم البراءه
حين كان الرد بخجل:
لأ أبدًا مفيش تطفل أنا كنت لسه منمتش.
ليجذبهم الحوار على الهاتف برسائل ورديه لها خبيثه منه وهو يستعلم منها على بعض الأشياء وهى ترد ببراءه
حتى أنها قبل نهاية الحديث أخبرته أنها ستذهب بالغد الى البلده لحضور عُرس أخويها الذى سيتم بعد ثلاث أيام.
إنتهت بينهم تلك الرسائل
وضعت غيداء الهاتف بحضنها تتنهد بإنشراح صدر مشاعر جديده تشعر بها تجعلها تتخلى عن خجلها الزائد فى الرد على أسئلة فادى، تسأل عقلها ما به دون عن غيره لما حين تتحدث معه تنسى خجلها
كان جوابها على نفسها: الراحه النفسيه ويمكن رجولته الطاغيه…وذوقك فى الكلام.
لكن عارضت نفسها:طب ما أنتِ قابلتى قبل كده شخصيات بنفس المواصفات دى مكنتيش مشدوده ليها زى دلوقتى ليه؟
جاوبت نفسها:زى ما قولت فى البدايه هى الراحه النفسيه اللى بحسها معاه وكمان صراحته معايا من البدايه.
بينما على الجانب الآخر وضع فادى هاتفه على طاوله جوار الفراش وألقى بجسدهُ على الفراش يشعر بغضب قائلاً بغيظ وتهكم: أفراح عيلة زهران كترت قوى الفتره الأخيره تلات عرسان فى أقل من شهر ونص، وماله…ربنا يزيد الأفراح… بس يا ترى فرح مين اللى بعد الشباب، مبقاش غيرها طبعًا، غيداء
للحظه تذكر وجهها الجميل البرئ ونهر نفسهُ على هذا الاسلوب المخادع الذى يتخذه طريق للوصول إليها لكن سُرعان ما آتى الى ذاكرته حديث أخيه معه عن حبه بل عشقهُ لـ صابرين التى بالنهايه غدرت به وتسببت فى موته والادهى تزوجت من قاتلهُ، لام ذاته قائلاً:
لا تغتر فى البراءه فخلفها أنثى تُجيد التلاعب بالمشاعر.
… ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بغرفة وفيق
صُعق وفيق من رد فاديه المفاجئ له، طلبها للطلاق كان آخر توقعهُ
تحدث قائلاً: أكيد بتهزرى أو أتجننتى…لأ أتجننتى.
نهضت فاديه من جوارهُ على الفراش وقالت بثبات:
لأ أنا عرفت قيمتى كويس،قيمتى اللى إنت متعرفهاش وفكرت إنى هوافق على إنك تتجوز عليا يا….وفيق
عشان يكون لك ولد يسعد قلب مامتك،ويورث اللى بتشقى وتكونه لمين؟
أكيد مش هيبقى لولاد زهران
وفيق وصلنا للنهايه أنا أستحملت كتير وإستسلمت لأوامرك كتير،لما قولتلى مش عاوز مراتى تشتغل قولت لك تمام وفضلتك على مستقبلى عشت خدامه تحت رجلين مامتك وأختك وولادها عمرى ما كرهتهم رغم المعامله السيئه اللى كنت باخدها رد منهم،مكنتش بقولك عليها وأسكت،بس النهارده لما تقولى عاوز تتجوز مش هقولك مبروك يا وفيق،هقولك طلقنى،ختى عشان متبقاش جوز الإتنين صاحب بالين كداب يا وفيق،عارفه هتقولى أنا قادر ماديًا وجسديًا للجمع بين زوجتين،هقولك مش انا اللى هستنى لما أتركن عالرف وغيرى تبقى هى الأولى وأستنى تحن عليا بليله.
مازال التعجب على وجه وفيق الذى نهض هو الآخر من على الفراش وتوجه ناحيه فاديه ومد يديه يجذب فاديه،لكن فاديه إبتعدت عنه وعادت خطوات للخلف…
تقرب وفيق منها وجذبها بقوه قائلاً:
فاديه كل دى تخاريف فى دماغك،أنا بحبك أوى وأنت عارفه كده كويس،جوازى من ناهد هيكون بس عشان تخلف مش أكتر.
نفضت فاديه يد وفيق من عليها قائله:
بلاش توهم نفسك يا وفيق إنت عارف كويس إنى لسه قدامى فرص كتير إنى أخلف بس إنت اللى بتستسهل وعاوز تجرب مع غيرى،يبقى لك حرية الإختيار
جوازك من ناهد قصاد طلاقنا.
قالت فاديه هذا ونظرت لتعابير وجه وفيق، تمنت أن يجذبها ويقول لها: لنحاول ونتحدى معًا ونهايه الصبر الجبر، لكن كان الصمت هو الرد لتتأكد فاديه أنه
هو قطع آخر ورقه كانت تتمسك بالفرع لتأخذ الرياح الورقه بعيدًا.
…… ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بجناح عواد
يتقلب فى الفراش يشعر بضجر كآنه سهد النوم
بعد أن كان يشعر بالبرد بدأت الحراره تغزو جسده قليلاً
ازاح غطاء الفراش من عليه وآتى بعلبة السجائر وسحب إحداها وأشعلها ينفث دخانها بشعور الآرق
تذكر حديثه مع رائف ليلة تأخير صابرين عند صبريه أول مره ثانى يوم لذهابهم الى الإسكندريه
[فلاشـــــــــــــــــ/ـــباك ]
فبعد أن تحدث إلي صابرين عبر الهاتف وعلم أين تكون تعصب وأغلق الهاتف، كان معه بالغرفه وقتها رائف الذى قال بمزح:
لسه مكملتش شهر جواز وطفشت مراتك أمال هتعمل أيه عالأربعين هتخليها تخلعك بقى.
رد عواد بعصبيه: مش ناقص هزارك… إنت عارف هى عند مين، المدام راحت لمرات عمها.
رد رائف: وماله لما تروح عند صبريه، يعنى لو كانت قالتلك إنها مثلاً فى مكان تانى غير عند صبريه مكنتش هتضايق؟
رد عواد بكذب: كنت هضايق طبعًا.
تبسم رائف قائلاً:كنت هتضايق بس مش بنفس الدرجه اللى على وشك دى،إنت فارق معاك وجودها عند صبريه عمتك.
نظر عواد لـ رائف قائلاً:من فضلك بلاش تفسير على هواك،صبريه كانت عمتى دلوقتي زى أى حد غريب بالنسبه لى،ياريت متنساش إن بسببها بابا إتقتل وإنى عشت مشلول لاكتر من سنتين.
واجههُ رائف قائلاً:واللى عملته لما خطفت صابرين وبعدها قتل مصطفى مكنش نفس اللى عمله مروان زمان،أيه الاختلاف.
رد عواد:الإختلاف كبير،أنا مكنتش أقصد قتل مصطفى كان دفاع عن النفس هو اللى جالى بيتى وكان عاوز يقتلنى،حتى كان هيقتل صابرين نفسها.
تهكم راىف قائلاً:ومين اللى منعه يقتل صابرين،مش إنت،ليه منعته،إعترف يا عواد عندى يقين إنك كنت تعرف صابرين من زمان يمكن من قبل ما تبعتلى صورتها عشان أمنتچهالك وتبان إنكم عُشاق.
تهرب عواد من الرد قائلاً:
بطل تخاريفك دى،أنا بتكلم فى أيه وإنت بتتكلم فى أيه،أنا متعصب إن صابرين خرجت بدون إذنى وراحت عند صبريه.
تبسم رائف قائلاً بتفهم:يعنى لو كانت إستأذنت منك قبل ما تروح لعند صبريه كنت هتوافق؟
رد عواد:طبعًا لأ.
تفهم رائف قائلاً:بس إنت متقدرش تمنعها أنها تقطع علاقتها بصبريه فى النهايه هى مرات عمها وعاشت معاها سنين هنا،عواد بلاش تتصادم مع صابرين من أولها،صابرين هتعند معاك وقتها اللى أنا شوفته بعد صابرين ما فرجت الجميع عالملايه عشان تثبت طهارتها، إنها مش باقيه على حاجه وكان لها هدف وصلتلهُ وسكوتك وقتها برهنه،عارف إنه جه فى صالحك أنه أثبت رجولتك قدام اللى كانوا بيشككوا في إن الحادثه القديمه سببت لك ضعف…لو عاوز تحافظ على صابرين بلاش تجبرها إنها تقطع علاقتها بصبريه لآن وقتها صابرين هتعند معاك.
قبل أن يرد عواد آتى لـ رائف إتصال هاتفى
أخرج هاتفه ونظر الى شاشة الهاتف قائلاً:
دى روزانا هطلع أكلمها من الجنينه عشان الشبكه فكر فى كلامى وبلاش تتعصب على صابرين.
بالفعل أعقل عواد حديث رائف فى عقلهُ لكن مازال يكبت غضبهُ.
بعد قليل على طاولة العشاء
جلس رائف وعواد ومعهم ماجد وزوجته فوزيه التى قالت:غيداء قليل لما بتتعشى معانا وبتفضل تاكل فى أوضتها، امال
فين صابرين ليه مش بتتعشى معانا.
رد عواد:سبقتنا وإتعشت أصلها مش متعوده عالسهر…بس غريبه فكرتكم هتتعشوا الليله كمان فى ڤيلا سيادة السفير؟
ردت فوزية بأنزحه:فعلاً بابى كان طلب مننا نتعشى عنده بس أنا قولت لـ ماجد عندنا فى الڤيلا ضيفه ولازم نراعى الذوق معاها.
نظر لها عواد بإستفهام:ومين الضيفه دى بقى؟
ردت فوزيه:صابرين طبعًا.
رد عواد بتسرع:صابرين مش ضيفه،صابرين تبقى مراتى وأى بيت عايش فيه يبقى بيتها،ولا ليكِ رأى تانى.
تلبكت فوزيه وحاولت كبت غيرتها قائله:إنت فهمتنى غلط أنا مكنش قصدى تفسيرك ده أنا كان قصدى إنها لسه جايه هنا جديد ولازم نرحب ونهتم بيها.
تهكم عواد قائلاً: تسلمى،ياريت تهتمى باللى يخصك وبس،وبالمناسبه يا ماجد،وصلنى إن فى تجاوزات فى المصانع بتاعتنا هنا.
إرتشف ماجد بعض المياه ثم قال:.تحاوزات أيه أنا بنفذ اللى بتقولى عليه؟
رد عواد:لأ أنت بتتعدى تخصصاتك تقدر تقولى ليه بعض العملاء بقوا بيشتكوا من تأخير وصول منتجاتنا ليهم غير إن فى معايير للجوده قلت.
رد ماجد:دول عملاء قدام وأحنا بنكبر فى السوق وإسمنا بيكبر ولازم ندور على عملاء جُدد غيرهم وده اللى عملته بعض العملاء تواصلوا معايا وأنا اتفاهمت معاهم شفهى والفتره الجايه هيكون بينا عقود غير كمان عندنا فرصه لتصدير منتجاتنا فى دول عربيه كبيره.
تهكم عواد قائلاً:الشخص اللى اتواصلت معاه ده نصاب وسبق وعرض عليا نفس العرض الاهبل اللى بتقول عليه،الموضوع ده منتهى مفيش فيه نقاش،وبالنسبه لمعايير جودة المنتجات…مش عاوز أى تجاوز مفهوم
مالكش دعوه بخطة الإنتاج ولا التوزيع كل المطلوب منك تدير شئون العمال اللى فى المصنع شُغل الفنيات وبس التسويق والتوزيع ده أناالمسؤول عنهم.
شعر ماجد بالدونيه ونظر ناخية زوجته التى ظهرت تعابير وجهها الغاضبه لكن قالت:
ماجد بيهتم بمعايير الحوده وإن كان على تفتيشات وزارة الصحه الكتير اللى كانت فى الفتره الاخيره أكيد كان فى حد عنده غرض دنئ وعاوز يشوه سمعة منتجاتنا بس الخمد لله،اللى أعرفه إن صابرين بتشتغل فى وزارة الصحه وتقدر توقف الحملات دى بسهوله.
تهكم عواد لنفسه هو يعلم أن صابرين تتمنى ان تجد تجاوز ووقتها لن تفوت الفرصه،بينما قال:
أنا عارف مين اللى كان السبب فى الإشاعه اللى طلعت على منتجاتنا وعرفت أتعامل معاه كويس بس أى تجاوز بعد كده أنا مش مسؤول عن رد فعلى وقتها أبسط شئ هفصل حقى فى مصانع زهران لوحده.
قال عواد هذا ونهض من على السفره قائلاً:
شبعت سفره دايمه.
كذالك فعل رائف وغادر خلف عواد مبتسمًا ودخلا الى غرفة المكتب…وجد عواد يشعل سيجاره…تحدث بعتب:
مش ناوى تخف من السجاير اللى بتحرقها دى حرام عليك صحتك.
رد عواد بسخريه: خايف على صحتى لأ متخافش انا تمام بس بنفث بالسيجاره عن غضبى،البيه مفكرنى مش عارف إن السبب فى التفتيشات الكتير اللى بقت على مصانع زهران نسيبهُ اللى دخل السوق وعاوز يكتسح السوق هو.
تعجب رائف قائلاً:ووصلك الكلام ده أمتى مش كان عندك شك إن صابرين هى اللى بتفتعل التفتيشات دى.
شعر عواد بغصه قائلاً:فعلاً فى البدايه كان ده شكِ وزاد بالأخص بعد ما عرفت إن عيلة التهامى حطوا إيدهم على الارض مره تانيه بس من كام يوم جالى معلومات إنها مش السبب وإنها كانت صدف معرفش بقى كانت مقصوده أو لأ،بس سبب التفتيشات دى إبن سيادة السفير اللى عاوز يفرض نفسه فى السوق ومفكر أنه هيستحوز على مكان مصانع زهران.
تبسم رائف قائلاً:يعنى صابرين طلعت بريئه.
نظر له عواد بحنق قائلاً:لأ متتغرش قوى كده صابرين دى مُصيبه وحلت عليا وبكره أفكرك،متأكد لما ترجع لشغلها من تانى هيبقى هدفها مصانع زهران.
ضحك رائف قائلاً:
كان االله فى عونك،يا إبن أختى إنت اللى بدأت بالعداوه إشرب بقى.
[عوده]
عاد عواد من تلك الذكرى ينفث دخان سيجارته بغضب ويُشعل أخرى خلف أخرى يشعر بالضجر والسأم الى أن سطع النهار.
…… ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
إستيقظت صابرين من النوم
تشعر ببعض الآلم فى عُنقها وظهرها نحت الغطاء عنها قليلاً ونهضت قليلاً بجسدها تضع إحدى يديها حول عُنقها قائله:
الجوازه دى لو إستمرت ست شهور أنا بعدها هعيش عليله آه يا آنى عاضمى كله بيوجعني.
تبسم عواد الذى يقف على ذالك الحائط الذى يفصل بين غرفة النوم والصالون قائلاً: لأ أطمنى جوازنا هيستمر أكتر من ست شهور هنعمر مع بعض إن شاء الله، وبعدين
أيه غصبك فى النوم عالكنبه طالما بتتعب عضمك،قولتلك السرير واسع عادى ممكن أتحمل نومك جانبى عليه.
نظرت صابرين له بتمعن يبدوا وسيم بخصلات شعره النديه المبعثره على جبينه كذالك معطفه المغلق بعشوائيه ويظهر منه جزء كبير من ساقيه وصدره،يبدوا انه أخذ حمام للتو، لكن سرعان نفضت ذالك الاعجاب قائله:سجاير عالريق زى العاده راعى إنى معاك بلاش تضرنى أكتر من كده.
تبسم عواد قائلاً:أنتى اللى بضرى نفسك،عالعموم صباح الخير يا زوجتى العزيزه.
نظرت صابرين بغيظ لعواد قائله:
جديده زوجتى العزيزه دى.
قالت صابرين هذا وأعتدلت فجأه فى الجلوس على الكنبه مما جعلها تشعر بآلم أقوى لكن قالت: ولا تكون طريقه جديده وبعدها تقولى حضرلى الفطور.
ضحك عواد قائلاً: لأ هنا مش هقولك عاوز أى حاجه أطمنى.
تعحبت صابرين من رده قائله: وإشمعنا هنا أيه الفرق بين هنا وأى مكان تانى.
رد عواد ببساطه: هنا بيت زهران الرئيسى وأنتى هنا مرات عواد زهران مكانتك من مكانتى.
تهكمت صابرين قائله: وفى الأماكن التانيه مكنتش مرات عواد زهران، ومكانتى من مكانتك، ولا عشان فوزيه بنت السفير لازم تكون صاحبة المكانه العاليه.
رد عواد: بنت السفير بالنسبه لى ملهاش أى مكانه ولا قيمه، وكفايه رغى عالصبح ، قومى خدى دوش دافى بعدها هتحسى براحه وخلينا ننزل نفطر مع العيله الكريمه.
تهكمت صابرين لنفسها قائله:
عيله كريمه خالص،يلا إستعنا عالشقى بالله أنا مش باقيه على أى حاجه ومش هخسر أكتر من اللى خسرته.
نهضت صابرين من على تلك الاريكه وتوجهت نحو غرفة النوم،لكن حين دخلت الى الغرفه سعلت بشده وقالت من بين سعلاتها:
ايه ريخة الدخان اللى ماليه المكان دى إنت كنت مولع فيها حريقه.
ضحك عواد من خلفها قائلاً:
حريقة أيه؟
ردت صابرين وهى تضع يدها على انفها:
حريقة سجاير طبعًا.
ضحك عواد قائلاً:بلاش مبالغه المكان فيه شفطات تهويه.
ذهبت صابرين نحو باب شُرفة الغرفه قائله: الاوضه مش محتاجه شفطات تهويه دى محتاجه يدخلها عاصفه هوائيه تطهرها من ريحة السجاير.
قالت صابرين هذا وفتحت باب الشُرفه،لتشعر بنسمة هواء بارده لكن نظيفه لكن لف إنتباهها لاول مره ترى إحدى شُرفات منزلهم ليس فقط تلك الشُرفه بل سطح منزلهم بالكامل وتلك العشش الصغيره… للحظه شعرت بنغزه فى قلبها وتذكرت حين كانت تصعد لتلك العشش تسرق البيض من خلف والداتها،للحظه تبسمت لكن فجأه تدمعت عيناها بحسره، لكن شعرت بشال ثقيل يوضع على رأسها…
نظرت خلفها، رأى عواد تلك الدمعه التى بعينيها فقال:
بدمعى ليه؟
رفعت صابرين يدها وجففت تلك الدمعه قائله:
تلاقي من شدة الهوا عنيا دمعت،بس أول مره أشوف سطح بيتنا من هنا،يبان كأنه بيت صغير بالنسبه لك.
نظر عواد نحو منزل صابرين قائلاً:تصدقى عمرى ما أخدت بالى بس مش صغير يعنى وبعدين ده بقى بيت باباكِ هنا بيتك،قال عواد هذا وجذب يد صابرين ودخل الى داخل الغرفه وبلا مقدمات قبلها بشغف
لكن صابرين حاولت دفعه الى أن ترك شفاها يشعر بنشوه وهى تضع رأسها تتنفس بقوه على صدرهُ…لترفع رأسها بعد أن هدأت انفاسها
قائله:وغد.
تبسم عواد قائلاً بإستفزاز:عارف إنى وغد ومعنديش مانع لو فضلتى قدامى إنى أشاركك حمام مُميز زى اللى أخدناه هنا قبل كده ليلة الصباحيه فكراه.
شعرت صابرين بهزه فى جسدها وقالت بتحدى:لأ مش فكراه.
قالت هذا وإبتعدت عن عواد وذهبت نحو دولاب الملابس وأخذت لها ملابس أخرى وتوجهت نحو الحمام ودخلت إليه.
ضحك عواد وهو يسمع صوت تكات غلق باب الحمام بالمفتاح،ضحك اكثر على تلك الحمقاء المستفزه التى تجعلهُ يكاد يُجن فهى بكل وقت بحاله غير الأخرى.
…… ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ظهرا بمنزل الشردى
جلستا كل من ماجده وسحر التى قالت:
الايام الجايه مش هبقى أجيلك بالنهار إنت عارفه تحهيزات زفاف ولاد سلفى ولازم اكون هناك موجوده أشوف الطالع والداخل ويكون ليا كلمه الحيه صابرين رجعت هى وعواد إمبارح لو شوفتى دخلتهم تقولى عُشاق… شكلها ناعمه زى أختها وعرفت تضحك على عواد معرفش فيهم أيه بيسحر الرجاله.
تهكمت ماجده قائله:
عندك حق ما أنتى متعرفيش المبغوته فاديه عملت ايه دى خيرت أخوكِ وقالت له طلاقى قصاد جوازك من ناهد لأ وبعد ما مشى راح لشغله لقيتها نازله بشنطة هدومها ولما سألتها قلت ادبها عليا، بس انا مسكتش ليها واخدت شنطة هدومها وقولت لها عاوزه تمشى، تمشى بطولها أنا عارفه هى كانت واخده ايه فى شنطة الهدوم دى ما يمكن كانت واخده الدهب اللى أخوكي كان بيجيبه لها، وهى سابت الشنطه وغارت، ياريت ما ترجع تانى.
تبسمت سحر قاىله:
كده كويس اللى عملتيه يا ماما، وبعدين فيها ايه لما يتجوز هى لا منها ولا من كفاية شرها دى تحمد ربنا ناسيه إنها هى المعيوبه،بس وفيق يبقى غلطان لو رجعها ويبقى غلطان لو طلقها.
تعجبت ماجده قائله:وأيه الغلط لما يطلقها اهو نخلص منها.
ردت سحر:لأ يا ماما لو طلقها هيدفع لها نفقه ومؤخر وقيمة القايمه بتاعتها، هو يسيبها كده فى بيت اهلها زى البيت الوقف عاوزه تطلق يبقى تتنازل عن نفقتها ومؤخرها وكل مستحقاتها.
…. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يتبع
رواية بحر العشق المالح الحلقة الخامسة عشر
﷽
#الموجه_الخامسه_عشر
#بحرالعشق_المالح
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قبل العصر بقليل
عاد سالم التهامي من عمله الى المنزل يشعر بالارهاق رغم ذالك قابل زوجته ببسمه لكن لاحظ تجهُم وجهها قليلاً رغم أنها حاولت رسم بسمه لكن غلبت عليها ملامح وجهها الحزينه قائله:
على ما تغير هدومك أكون حضرت الغدا.
اماء لها برأسه موافقًا رغم شعوره بحدوث شئ سئ لكن آجل معرفة سبب ذالك الحزن على وجهها الى بعد أن يبدل ثيابهُ
بعد قليل
جلس سالم مع شهيره يتناولان الغداء لاحظ سالم عدم رغبة شهيره بالطعام وملامحها التى إزدادت حزن، فقال:
مالك يا شهيره ملامح وشك زعلانه.
تدمعت عين شهيره قاىله: فاديه؟
تسرع سالم بلهفه: مالها فاديه جرالها أيه؟
ردت شهيره: فاديه هنا من بعد ما أنت روحت للشغل جات وقالتلى إنها طلبت من وفيق الطلاق.
أغمض سالم عينيه يعتصرهما بآلم فى قلبه ثم فتحهم قائلاً:
كنت متوقع النهايه دى فاديه إتأخرت كتير على ما خدت الخطوه دى وفاديه فين؟
ردت شهيره بآسى:من وقت ما جات وهى فى أوضتها نايمه حتى دخلت عليها من شويه أصحيها عشان تتغدى معانا قالتلى إنها مش جعانه هى محتاجه تنام.
شعر سالم بآسى قائلاً:أنا هقوم أدخل ليها.
قال سالم هذا وكاد ينهض لكن أمسكت شهيره يدهُ قائله:
سيبها شويه مع نفسها يا سالم هى محتاجه تفكر.
رد سالم:تفكر فى أيه أكيد فى حاجه كبيره حصلت وصلتها إنها تسيب بيت جوزها وكمان تطلب الطلاق اللى إتأخر كتير،فاديه ضحت بعشر سنين من عمرها مع شخص عديم الإحساس.
ردت شهيره تحاول تهدئة سالم:
فاديه ووفيق راجل ومراته وياما بيحصل،والطلاق مش سهل يا سالم،كلمة مطلقه مش شويه يمكن أما ترتاح لها يومين تغير رأيها .
نظر لها سالم بتعجب قائلاً:
عارف إن كلمة مطلقه مش سهله،بس كمان وفيق
لازم يعرف إن فاديه مش جاريه عندهُ هو وأمه الست دى من أول ما دخلت بيتنا وطلبت فاديه وانا مش برتاح ليها.
ردت شهيره:ربنا يهديها هى فعلاً على رأى صابرين حيزبون.
برغم شعور سالم بالآسى على فاديه لكن تبسم على وصف صابرين لوالدة زوجة أختها…وقال:
فعلاً صابرين بتكره الست دى من أول ما دخلت بيتنا،فاكره صابرين ليلة جواز فاديه جالتلنا الاوضه تعيط وتقول الوليه الحيزبون وإبن أمه خطفوا فاديه إنها خايفه تنام فى الأوضه لوحدها،لتتخطف هى كمان.
تبسمت شهيره هى الأخرى قائله:
فاكره يا سالم حتى إنت ليلتها خدتها فى حضنك ونامت جانبك عالسرير وبعدها كانت أما تخاف تجى تنام هنا جانبك.
تنهدت شهيره بآسى قائله: وأهى هى كمان أتخطفت تعرف إنها وحشانى قوى، دى من تانى يوم لجوازها مشوفتهاش عمرها ما غابت عننا المده دى كلها.
شعر سالم بغصه فى قلبه يهمس لنفسه:علىى الأقل إنت مشوفتهاش بس بتكلميها عالموبايل وتطمنى عليها..
بينما نظر لـ شهيره حاول رسم بسمه قائلاً:المنطقه اللى إحنا فيها كانت وقتها بين الاراضى الزراعيه ومكنش فيها بيوت غير بيتنا وبيت جمال أخويا،وصوت الرياح كان بيخوف فاكره لما كانت تقول:
إنها شافت حد واقف وراء باب البلكونه.
تدمعت عين شهيره قائله:مش عارفه ليه حظ بناتنا كده إن كان فاديه ولا صابرين الأتنين إنظلموا فى جوازهم،فاديه براجل عنده كلمة أمه مقدسه حتى لو هتهد حياته طالما هى مرتاحه هو مرتاح.
قاطع سالم شهيره قائلاً:منين جالك إن وفيق مرتاح بس هو أتعود عالسمع والطاعه ليها،بس خلاص كفايه كده بس قبل ما قرر لازم اسمع من فاديه الاول حقيقة أيه اللى حصل ومش هسمح لـها تضعف تانى وفيق يا يثبت إنه راجل ومسؤول ويقدر قيمة فاديه يا مش هرجعها له تانى.
. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد قليل بغرفة فاديه
أشعل سالم ضوء الغرفه
إقترب من فراش فاديه نظر لآثار الدموع الواضحه على وجنتيها تآلم قلبهُ وهو يجلس على الفراش جوارها قائلاً:
عارف إنك صاحيه يا فاديه.
هنا لم تستطيع فاديه سوا النهوض والإرتماء بحضن والداها تبكى.
مسد سالم بيديه على ظهر فاديه بحنان وتركها تبكى الى أن هدأت.
عاد براسه للخلف قائلاً:حسيتى براحه دلوقتي إحكى لى أيه اللى حصل بالظبط.
سردت فاديه لوالداها ما قاله لها وفيق ونيته الزواج بأخرى من أجل الإنجاب او بالأصح من أجل إرضاء أمهُ.
تنهد سالم بحُزن قائلاً:
يعنى وفيق زى كل مره كلمة مامته مقدسه وإنتِ لما خيرتيه بين طلاقك وجوازه من ناهد هو مردش وسكت كالمتوقع،وإنت دلوقتي أيه قرارك النهائى يا فاديه لآنى هتصرف على ضوء القرار ده؟
ردت فاديه:الطلاق يا بابا،كفايه مبقتش قادره أتحمل أكتر من كده،وفيق شخص معندوش شخصيه قدام مامته رغم أنه عارف إنها بتبقى غلطانه فى أحيان كتيره لكن حتى تطيب الخاطر بيستخسره يبقى كفايه لحد كده.
تنهد سالم براحه مغصوص قلبه:
تمام،أنا دلوقتي هستنى كم يوم أشوف رد فعل وفيق على إنك سيبتى البيت.
ردت فاديه:مع أنى عارفه رد فعلهُ هيبقى زى رد فعله قبل كده بس مجتش من كام يوم،بس فى حاجه عاوزه أقولك عليها يا بابا…أنا قررت اقطع أجازتى وأرجع تانى للتدريس.
تبسم سالم قائلاً:
بس إنتِ كنتِ بتدرسي فى مدرسه فى إسكندريه قبل ما تاخدى الاجازه.
ردت فاديه:أيوا يا بابا،بس حضرتك ناسى إنى كنت قبل الاجازه عملت إنتداب لمدرسه قريبه من بلدنا
لفتره وبعدها أخدت الأجازه لما وفيق قال إنه مش عاوزنى أشتغل…بس حتى لو هرجع للمدرسه اللى كنت بشتغل فيها فى إسكندريه مفيش مشكله.
رد سالم:تمام آمر رجوعك تانى للشغل سهل متحمليش همهُ.
قال سالم هذا وعاود حضن فاديه التى حضنته قائله:ربنا يخليك لينا يا بابا… بس ليا عندك عتاب.
نظر سالم لوجه فاديه قائلاً: عارف سبب عتابك صابرين صح.
امائت فاديه رأسها بنعم.
ثم قالت: ليه مش مصدق إنها مكنتش على علاقه بعواد، وأنه فعلآ خطفها ليلة زفافها على مصطفى.
أبعد سالم فاديه عنه ثم نهض بصمت كاد يخرج من باب الغرفه لكن….
عاودت فاديه الحديث: متأكده إنك مصدق صابرين يا بابا وأحب أطمنك أفعال صابرين بتستفز عواد.
تبسم سالم وهو يُعطى ظهرهُ لـ فاديه قائلاً:
يستحق خليها تطلع عينيه.
قال سالم هذا وخرج من الغرفه وأغلق خلفه الباب.
رغم حُزن فاديه لكن تبسمت تشعر براحه فوالداها هو لهم السند دائماً مهما تظاهر بعكس ذالك.
….. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مساءً
بمنزل الشردى
كانت دموع التماسيح الخادعه هى إستقبال ماجده لـ وفيق الذى بمجرد أن دخل الى المنزل قالت له الخادمه أن والداته منذ الصباح بغرفتها ولم تتناول اى طعام أو دواء، صعد الى غرفتها مباشرة ليفتح باب الغرفه يتفاجئ بها تكفى وجهها وهى جالسه، بتلك الوساده، بمجرد أن سمعت صوت فتح باب الغرفه رفعت وجهها
إقترب وفيق من الفراش سريعاً يقول بلهفه:
ماما، فى أيه مالك، الشغاله قالتلى إنك طول اليوم فى أوضتك ومخدتيش دواكِ ودلوقتي عيونك حمره يه؟!
مثلت دور المظلومه بقداره قائله:
مفيش حاجه أنا كويسه يا حبيبى.
نظر وفيق لوجهها قائلاً بإستعلام: كويسه أيه يا ماما عيونك حمره زى لون الدم، قوليلى وبلاش تخبى عليا، إنت عيانه، خلينى أخدك للدكتور وبعدين فين فاديه إزاى تسيبك بالحاله دى من غير ما تسأل عنك طول اليوم؟
تدمعت بدموع تماسيح تسيل زخات من عينيها مما جعل وفيق يبتعد عنها ويذهب نحو باب الغرفه ينادى بعلو صوته على فاديه، لكن لم يجد رد
فعاودت الاقتراب من الفراش وجلس جوار والداته التى قالت بدموع كاذبه:
أنا مكنتش ناويه أقولك بس مش قادره اتحمل خلاص،السبب فى الحاله اللى أنا فيها هى مراتك فاديه،الصبح إتفاجئت بها نازله بشنطه كبيره فى إيديها بسألها بحسن نيه،شنطة أيه دى،ردت عليا بغباوه وإنت مالك دى شنطة هدومى أنا هسيب البيت عشان ترتاحى…حاولت معاها أقول لها ليه يا بنتى هتسيبى بيتك،قالتلى مالكيش دعوه يا وليه يا خرابة البيوت،حتى حاولت اخد منها الشنطه قامت كسعتنى بقوتها وقعت عالارض وإيدى إتجزعت،وخدت الشنطه ومشيت.
ذُهل عقل وفيق وقال:قصدك أيه،يعنى فاديه سابت البيت.
نهنهت ماجده بدموع قائله:
والله حاولت معاها اقول لها قوليلى أيه اللى مزعلك إن كان وفيق قوليلى وانا هجيبلك حقك منه بس بلاش تسيبى البيت فى غيابه ده بيتك يا بنتي، لكن دى كسعتنى حتى كان قدام الخدامه لو مش مصدقنى إسألها، إن كنت غلطت فى حقها انا على إستعداد أروح لها بيت أهلها أخد بخاطرها.
إقترب وفيق من والداته وضمها بذارعهُ قائلاً بعصبيه و تصديق:
مصدقك يا ماما، يعنى فاديه مش بس سابت البيت فى غبابي، لا وكمان كسعتك على الأرض دى لوحدها لها رد فعل مختلف.
قال وفيق هذا وإنحنى يُقبل يد ماجده.
التى شعرت بنشوه وهى مازالت تُمثل قائله:قصدك أيه برد فعل مختلف.
رد وفيق:هروح أجيب فاديه من دار أبوها لهنا تبوس إيدك وتعتذر لك.
قال وفيق هذا وكاد ينهض، لكن تمسكت ماجده بيدهُ قائله: متبقاش إبنى لو روحت ورجعتها لهنا، هى اللى سابت البيت هو حد كان داس لها على طرف، بدل ما تحمد ربنا إننا متحملينها بعلتها لو غيرنا كانوا من زمان أقل شئ إطلقت، هى بتستقوى بضعفك قدامها عشان بتحبها، لكن لو سيبتها فى دار أهلها كم يوم هتتأدب… وبعدها تبطل تستقوى علينا، وفى حاجه كمان لو عملتها وقتها هترجع لهنا راكعه.
تسآل وفيق: وأيه هى الحاجه دى؟
ردت ماجده بكُهن: تتجوز من ناهد زى ما طلبت منك إمبارح، فاديه متفرعنه بسبب حبك وصبرك عليها عارفه إنك بتضعف قدامها.
تذكر وفيق رد فعل فاديه وطلبها الطلاق المفاجئ له بليلة أمس حين أخبرها عن نيته الزواح بـ ناهد،أعتقد أن فاديه تفتعل كل ذالك كنوع من الضغط عليه،لكن لا هو ليس ضعيف.
نهض وفيق دون رد على ماجده وخرج من الغرفه تاركًا،ماجده التى جففت دموع عينيها تتنهد براحه تشعر بسعاده فهى وصلت لما ارادته أشعلت قلب وفيق من ناحية فاديه الآن عليها الصبر قليلاً وفيق سيعود لها بعد دقائق موافقًا على طلبها منه.
بينما ذهب وفيق الى غرفة النوم الخاصه به هو وفاديه توجه ناحية دولاب الملابس بالفعل الدولاب خالى من ملابسها…نظر نحو ذالك الصندوق التى كانت تضع فيه مصوغاتها ليس موجود هو الآخر ذهب الى ناحية ملابسه بحث بأحد الادراج التى كان يضع فيها بعض المبالغ الماليه التى يحتاج إليها لم يجد المال،تعصب بشده إذن حديث والداته صحيح فاديه تركت البيت لكن أخذت المصوغات الخاصه بها وكذالك ذالك المبلغ المالى الذى كان يضعه فى أحد أدراج الدولاب،فاديه تُمارس الضغك عليه كى يتراجع، لكن أخطأت الطريقه،إن كان يفكر سابقًا فى التراجع الآن لن يتراجع،
خرج وفيق من الغرفه وعاد الى غرفة والداته وجدها مازالت جالسه على الفراش تدعى الإنكسار،تحدث بلا مقدمه:
أنا موافق على الجواز من ناهد وحددى اقرب وقت نروح نطلبها من خالى.
إنشرح قلب ماجده قائله:نروح لهم بكره خير البر عاجلهُ،أنا عرفت من مرات خالك إنها مطلقه من أكتر من شهرين،يعنى عِدتها قربت تخلص،دى حتى كانت قالتلى إن متقدم لها واحد بس ناهد رفضته،يمكن ربنا رايدها تكون من نصيبك وتكون أم ولادك.
رد وفيق المسحوب منه عقلهُ: تمام نروح نطلبها بكره لآنى مسافر بعد بكره القاهره فى مصنع للعلف فى القاهره صاحبه هيبيعهُ وانا أتفقت مع السمسار الوسيط إنى هشتريه منه وهسافر كم يوم عشان أتمم الإجراءات.
……..ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
باليوم التالى
بعد الظهر
بمنزل جمال التهامى
جلسن كل من تحيه واحلام التى إستقبلتهم ساميه بفتور
وقع بصر تحيه صدفه على تلك الصوره المُعلقه على الحائط وعليها شريط أسود علمت بتلقائيه أن تلك صورة مصطفى للحظه شعرت بالحزن عليه.
لكن تحدثت أحلام بمواساه:
أنا جايه وربنا يعلم الحِزن اللى فى قلبى مش مكنش ينفع مجيش وأخد وبخاطرك
عارفه إن اللى فقدتيه فى عز شبابه حته من روحك،ربنا يبرد نارك ويصبر قلبك،أنا وتحيه جايين النهارده ناخد بخاطرك وأقولك إن ولادى فرحهم بعد يومين أنا عارفه غلاوة الضنى،بس دول زى ولادك برضوا.
تدمعت عين ساميه تتجاهل وجود تحيه قائله:تسلمى يا أحلام طول عمرك صاحبة واجب،وولادك زى ولادى ربنا يتمم لهم بخير.
شعرت تحيه بتجاهل ساميه كما أنها أستغربت هدوئها هكذا فهى سابقًا نهرتها حين آتت لتُعزى فى مصطفى وطردتها ودعت كثيرًا على عواد وقتها بقلب محروق وتمنت ان يلحق بولدها، لكن ارجعت ذالك ألى انها كانت بداية الفاجعه ربما مع الوقت هدأ قلبها.
نهضت أحلام قائله:
ربنا يبرد قلبك ويلهمك الصبر، هنقوم أحنا بقى أنت عارفه تحضيرات الفرح ودول إتنين، وكمان لسه هندعى حبايبنا، وكمان أهل مرات عواد… بس انا قولت لازم قبل كل شئ أجى انا وتحيه ناخد بخاطرك إحنا أهل.
نهضت ساميه هى الأخرى تنظر نحو تحيه التى نهضت خلفها وقالت بفتور وتعمُد تجاهُل لـ تحيه:. شرفتى يا أحلام ربنا يتمم بخير.
ردت أحلام: ربنا يصبر قلبك ويباركلك بـ فادي وعقبال ما يفرح قلبك بيه قريب.
ردت ساميه: آمين.
توجهت أحلام التى سبقتها تحيه نحو باب المنزل وكادت تضع يدها على مقبض الباب، لكن تفاجئت بمن فتح الباب وكاد يصتطدم بها لولا أن تراجع للخلف حتى تخرج هى، ثم أحلام التى تبسمت
لـ فادى قائله:
عقبالك يا فادى نفرح بيك قريب.
أماء فادى براسهُ صامتًا
واغلق الباب خلفهن ثم توجه ناحية وقوف ساميه التى تبسمت له بترحيب وتوجهت نحوهُ وحضنته قائله:قلبى كان حاسس إنك جاى النهارده.
حضنها فادى بود لكن قال بإستفسار:
مين دول وأيه معنى قول الست دى عقبال ما نفرح بيك قريب؟
ردت ساميه: دى أحلام بنت عمى نسيتها ولا أيه وجايه تاخد بخاطرى هتجوز ولادها.
تذكر فادى قائلاً: آه أفتكرتها، بس مين اللى معاها دى؟
ردت ساميه بغيظ: دى تحيه ضُرتها وتبقى…..
صمتت ساميه فأكمل فادى بغضب:
ضُرتها وتبقى حمات صابرين، أم عواد اللى قتل مصطفى، قال هذا وهمس لذاته:. وكمان تبقى أم غيداء.
بينما قال لـ ساميه بحنق:
لأ كتر خيرهم بيفهموا فى الواجب.
ردت ساميه بتهكم: بيفهموا فى الواجب ولا جايبن برو عتب هما عارفين إن مستحيل انسى دم مصطفى اللى على إيد عواد لو مش جمال هو اللى قبل بالصلح عمرى ما كنت دخلتهم من باب البيت زى ما حصل يوم جنازة المرحوم،هى عارفه إن محدش مننا هيحضر…بس طبعًا بيت عمك هيحضروا،دى راحه لهم تدعيهم.
رد فادى بمفاجأه: ومين اللى قال إن محدش مننا هيحضر، أنا هحضر الفرح مش زى ما قولتى حصل بينا صُلح، يبقى ليه محضرش زفاف أنجال عيلة زهران.
تعجبت ساميه وقبل ان تتحدث تحدث فادي:
أنا جاى من أسكندريه على لحم بطنى على ما تحضري الغدا يكون بابا وصل من الجمعيه الزراعيه نتغدى سوا، هدخل آخد دوش عالسريع.
…… ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد قليل بمنزل سالم التهامى
رحبت شهيره بـ تحيه وأحلام وأخذتهم الى غرفة الضيوف جلسن الثلاث معًا
تبسمت تحيه بود لـ شهيره
بينما ردت أحلام على سؤالها عن صابرين:
صابرين بخير هى هنا فى البلد من إمبارح إنت متعرفيش ولا أيه ؟
تلبكت شهيره ولم تستطيع الرد ردت عنها تحيه:
أكيد شهيره عامله حساب إن صابرين وعواد يعتبروا لسه عرسان جُداد مش بتسألها كتير عشان متقلش عليهم.
سخرت أحلام قائله بتوريه: آه أكيد طبعًا لسه عِرسان مش لازم نتقل عليهم عالعموم هما جُم أمبارح طبعًا عشان يحضروا الفرح.
قالت أحلام هذا ونهضت واقفه تقول:
إحنا جايين النهارده ندعيكم لو إنكم مش محتاجين دعوه، إحنا بقينا اهل خلاص ولادى سلايف بنتك.
ردت شهيره: ربنا يتمم بخير.
ردت أحلام: إن شاء الله هيتمم بخير عرايس ولادى بنات أصول وأكيد مش هيهربوا من الفرح، مش يلا يا تحيه بينا قدامنا لسه هندعى حبايبنا، الوقت خلاص حنة العرسان بكره.
شعرت شهيره بضيق من طريقة رد أحلام الفظه لكن طيبت تحيه خاطر شهيره قائله:
مفيش حبايب أعز من الست شهيره، كفايه إنها أم الغاليه صابرين.
تبسمت شهيره لها.
بينما آزداد غيظ أحلام وقالت بتهكم مُبطن بود:
طبعًا أم الغاليه مرات الغالى، بس برضوا الناس خواطر.
نهضت تحيه وسارت خلف أحلام وخلفهن سارت شهيره يتوجهن ناحية باب المنزل لكن تقابلت أحلام مع فاديه التى كانت تحمل صنيه عليها بعض الاكواب ورحبت بهم قائله:
مستعجلين ليه مشربتوش حاجه.
ردت أحلام بتهكم: معليشى، مره تانيه نشرب شربات عوضك قريب إن شاء الله.
صمتت فاديه،بينما تبسمت تحيه لـ فاديه وطبطبت على كتفها.
تبسمت فاديه لها بقبول.
خرجن الاثنين اغلقت خلفهن شهيره الباب وعادت تنظر ناحية فاديه التى قالت:.الوليه اللى مع طنط تحيه دى شكلها حيزبون من نسخة مرات عمى ساميه مش ولاد عم ومتربين سوا،يعنى نفس السيماويه فى قلوبهم،بس ربنا إبتلاها
بـ صابرين أختى …او يمكن من أعمالكم سُلط عليكم صابرين أختى مش باقيه على حاجه لو الحيزبون دى أتوقفت لها هتجيب لها جلطه.
ضحكت شهيره قائله:
فعلاً تستحق،بس إنت متعرفيش إن صابرين هنا فى البلد من إمبارح.
شعرت فاديه بالآسى وقالت:.لأ معرفش بقالى يومين مش بكلمها،حتى هى مش كلمتنى .
شعرت شهيره بحزن فاديه لكن حاولت التفريج عن فاديه قائله:
أكيد مش فاضيه تلاقيها بتمارس الاستفزاز عالحيزبون أحلام.
تبسمت فاديه قائله: وكمان الشمطاء سحر أكيد هيجتمع الأتنين على صابرين، وبالذات سحر هى وصابرين الاتنين من زمان معندهمش قابليه لبعض.
ردت شهيره: بس الست تحيه شكلها حابه صابرين وصابرين مستبيعه.
تبسمت فاديه قائله: صابرين مستبيعه عالآخر ولو واحده فيهم الشيطان لعب فى عقلها من ناحيتها هتخليهم ينتحروا بإستفزازها وبرودها،
قالت فاديه هذا وهمست لنفسها:
ده كفايه اللى عملاه مع عواد على رأيها هو اللى بدأ بالعداوه واللى بتعمله رد حق.
……. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد مرور يومان
يوم العرس
بـ منزل زهران صباحً
على طاولة الفطور
جلس معظم العائله عدا البعض
لكن كان من بين الجالسين صابرين وعواد
كانت سفره هادئه الى ان تحدث فاروق وهو ينظر لـ عواد:
كده بجواز ولاد عمك شُغلهم هيبقى عليك ما هو مش معقول هيسيبوا عرايسهم ويروحوا يشتغلوا.
تهكم عواد قائلاً بهمس لم يسمعه سوا صابرين الجالسه جوارهُ:على إعتبار إنهم مقطعين الشغل والله قلتهم أحسن.
بينما قالت أحلام وهى تنظر الى صابرين:طبعًا عواد هياخد مكان اخواته زى ما عملوا معاه بعد ما أتجوز صابرين كانوا شايلين عنه الشُغل وسايبنه على راحته يتهنى.
تهكمت صابرين،بينما مال عواد على كتف صابرين قائلاً بغيظ:
فعلاً متهنى عالآخر.
فهمت صابرين نبرة تهكم عواد،بينما إغتاظت أحلام وكذالك سحر التى قالت:
طبعًا جواز عواد وصابرين جواز عن حب وإشتياق فلازموا يتهنوا ببعض،بس سمعت إن الحب اللى بيجى بعد الجواز بيدوم أكتر.
ردت صابرين بإستبياع:والله لا ده بيدوم ولا ده بيدوم كل شئ نصيب،وحسب تحمُل الطرفين،سهل طرف واحد يهدم الجوازه.
نظر عواد لـ صابرين يفهم تلميحها.
بينما قال فاروق بتوافق مع قول صابرين:
فعلاً ياما جوازات مستمره منظر مش أكتر عشان وجود أطفال فى النص.
أفضل الهدايا لأحبائكم
غضبت سحر قائله:وياما جوازات عن حُب سهل فشلها بسبب عدم وجود أطفال.
ردت صابرين بتفهم:تبقى هى الكسبانه وقتها لانه ميبقاش حُب يبقى وهج وإنطفى مع الوقت… أنا شبعت، سفره دايمه.
نهضت صابرين.
شعرت سحر بضيق قائله:
أيه قلة الذوق دى، المفروض حتى لو شبعت مكنتش تقوم قبل الرجاله ما تقوم.
نظر لها عواد ونهض هو الآخر قائلاً:
أنا كمان شبعت،
قال هذا ونظر نحو فهمى قائلاً: هستنى حضرتك فى المكتب فى موضوع مهم خاص بالشغل لازم نتكلم فيه.
…… ــــــــــــــــــــــــــ
بعد قليل بـ حديقة المنزل كانت تسير صابرين تنظر لشاشة هاتفها بضيق قائله:
معرفش شبكة الموبايل معلقه هنا ليه،أطلع الجناح فى العالى يمكن تلقُط.
تصادمت أثناء دخولها مع سحر،حاولت التجنُب منها لكن تحدثت سحر:
مالك ملامح وشك مضايقه كده ليه أكيد عرفتى إن فاديه سابت بيت وفيق وطالبه الطلاق.
نظرت صابرين لها بتعجب او بمعنى اصح بصدمه لكن قالت:
ده يبقى أحسن خبر سمعته،فاديه اتأخرت كتير،عن إذنك هطلع أغير هدومى واروح اتأكد منها.
أفضل الهدايا لأحبائكم
تركت صابرين سحر،وصعدت بينما شعرت سحر بغيظ كبير قائله:
واضح إنك حيه زى أختك.
… ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد قليل
دخلت صابرين الى غرفة فاديه بمنزل والداهما
حين نظرت لـ فاديه بكت قائله:
بقالى يومين بتصل عليكِ مش بتردى عليا،ليه،عشان متقوليش ليا إنك سيبتى بيت وفيق وعاوزه تطلقى.
ردت فاديه:أكيد سحر اللى قالتلك،كنت متوقعه كده.
أقتربت صابرين من فاديه وحضنتها قائلة:
أيوا هى،بس انا افحمتها متخافيش،قولت لها ده احسن خبر سمعته فى حياتى.
تبسمت فاديه وهى تضم صابرين قائله:أنا قولت إنك مستبيعه،بصراحه ردك زمانه جابلها الضغط.
تبسمت صابرين قائله:
والله دى أحسن حاجه تعمليها،إنتِ تطلقى من وفيق
ابن امه وانا أطلق من عواد عدو امه ونرجع ننام فى حضن بعض زى زمان بلا جواز بلا قرف،مخدناش من الجواز غير حرق الدم ووجع رقابتى وجسمى .
تبسمت فاديه قائله:فعلاً بس انا بقول وجع الرقبه ممكن نلاقى له علاج فى حضن عواد…والله ده يستحق وسام الصبر،الراجل عريس جديد ومراته مقضياها نوم عالكنبه.
نظرت صابرين لها بغيظ قائله بسخريه: لأ انام جانبه عالسرير عشان يتحرش بيا،كله بسببه أتأخرت فى ميعاد أخد الحقنه،أنام عالكنبه أحسنلى.
تبسمت فاديه قائله:سبحان الله،أنا مشكلة حياتى إنى أتأخرت فى الخِلفه وإنتِ خايفه عواد يقرب منك لا تحملى منه…صحيح الدنيا مش بتدى كل شخص اللى محتاح له.
…….ـــــــــــــــــــ
مساءً
دخل عواد الى جناحهُ الخاص توقع وجود صابرين لكن لم يجدها،نزل الى أسفل نادى على إحدى الخادمات وسألها عن صابرين،أجابته انها لا تعرف أين تكون أمرها بالذهاب ثم
أخرج هاتفه كى يتصل عليها،لكن شبكة الهاتف سيئه بداخل بالمنزل كاد عواد أن يصعد الى الجناح لكن تقابل مع تحيه على السلم التى وقفت امامه تبتسم قائله:كنت بتسأل الشغاله على صابرين،صابرين راحت بيت أهلها.
نظر عواد الى تحيه قائلاً:راحت كده من نفسها.
ردت تحيه:لا قالتلى وانا قولت لها تروح بس بلاش تتأخر عشان تلحق تجهز قبل ميعاد القاعه.
نظر عواد لساعة يدهُ قائلاً:وميعاد القاعه فاضل عليه ساعه يا دوب ولسه مرجعتش،وماله هطلع انا اجهز.
قال عواد هذا وترك والداته على السلم وصعد الى جناحهُ.
تبسمت تحيه قائله: بتحبها يا عواد، أفعالك فضحاك.
بينما دخل عواد الى الجناح بضيق وفتح هاتفه يتصل على هاتف صابرين التى ردت عليه وقبل ان تتحدث كان حديثهُ أمرًا متوعدًا
ربع ساعه وتكونى قدامى هنا فى بيت زهران، لو اتأخرتي عن ربع ساعه هاجى ليك بيت أهلك أسود ليلتك.
قال عواد هذا واغلق هاتفه والقاه فوق الفراش بغيظ،وذهب الى الحمام.
……
بعد ثلث ساعه
دخلت صابرين الى الجناح ببرود
نظرت فى الجناح قائله:
يظهر عواد لاقنى اتأخرت رمى طوبتى،
وقع بصرها على الفراش رات هاتف عواد، لكن هنالك شئ آخر لفت نظرها، هو ذالك الثوب النسائى الرمادى اللون،إقتربت من الفراش وأمسكت ذالك الثوب إنبهرت بذوقه الجميل والبسيط هو ثوب أنيق غير مُبهرج ولا متكلف،كان لجواره معطف فرو باللون الأبيض الزاهى.
لكن إنخضت حين تحدث عواد من خلفها قائلاً: أنا قولت ربع ساعه وتكونى قدامى.
وضعت صابرين الثوب والمعطف على الفراش قائله:
عادى قيمة السكه من هنا لبيت أهلى، وبعدين مضايق كده ليه عادى يعنى.
إقترب عواد منها مما جعلها ترجع للخلف خطوات بعيد عنه، تحدث عواد من بين أسنانه: أنتى
مش عارفه إن الليله زفاف ولاد عمى، وفى ميعاد للقاعه، ولازم نلحقه.
ردت صابرين ببرود: عادى ميعاد القاعه الساعه تمانيه ونص والساعه تمانيه لسه.
إغتاظ عواد من برود صابرين قائلاً:
الساعه تمانيه وحضرتك لسه حتى ملبستيش الفستان اللى هتحضرى بيه الزفاف،ولا هتحضرى بالبلوزه والجونله اللى عليكِ.
ردت صابرين: عادى هشوف أى فستان فى الدولاب انط فيه خمس دقايق واكون جاهزه.
تهكم عواد قائلاً: تنطى فى اى فستان ونعم الالفاظ،
قدامك فستان اللى كان فى إيدك أهو ألبسيه وخمس دقايق تكونى جاهزه عشان نلحق ميعاد القاعه.
اخذت صابرين الفستان وتوجهت نحو الحمام.
تضايق عواد قائلاً:
رايحه فين.
ردت صابرين: رايحه ألبس الفستان فى الحمام…
جذب عواد شعر رأسه بيده بضيق قائلاً:الصبر.
ردت صابرين التى تكبت بسمتها،أهو كلامك ده هو اللى هيعطلنا،هروح البس الفستان وأرجع حتى تكون سترت نفسك بدل ما انت واقف بالفوطه على وسطك…هبجيلك برد.
لم تنتظر صابرين ودخلت الى الحمام واغلقت خلفها باب الحمام،بينما ود عواد الفتك بتلك المستفزه..
التى إستفزته اكثر حين غابت بداخل الحمام مما جعل عواد يذهب نحو باب الحمام وقام بالطرق على بابه وقال بوعيد: صابرين إخلصى مش قولتى خمس دقايق وتكونى جاهزه، أفتحى الباب واطلعى لأحسن والله أكسر الباب وأدخل عليكِ أسلخك.
أهتزت صابرين وفتحت باب الحمام نظرت ل؟
عواد الذى إرتدى بذه رسميه مُضاهيه للون الرمادى.
تحدثت صابرين بخجل قبل ان يتحدث عواد:
سوستة الفستان مش عارفه أقفلها.
هدأ عواد قائلاً: تمام ديرى وانا أقفلها ليكِ.
شعرت صابرين بخحل وسارت بظهرها من أمام عواد ترفع إحدى يديها تُمسك طرفى الفستان من الخلف قائله:
كتر خيرك
هنادى على أى واحده من الشغالين.
ذهب عواد ووقف خلفها ووضع يده على بداية سحاب الفستان وبدأ بغلقهُ بهدوء.
شعرت صابرين برجفه حين شعرت بآنامل عواد على ظهرها الشبه عارى أمامهُ.
بينما عواد سارت قشعريره بجسده حين وضع يدهُ على ظهرها، ود أن يجذبها إليه ويقبلها يشعر بنعومة جسدهت بين يديه، لكن تمالك
جآشهُ بصعوبه، وأنهى إغلاق سحاب الفستان،ثم نظر لإنعاكسها فى المرآه أمامه قائلاً:.الفستان مش ضيق قوى من على صدرك.
شعرت صابرين بخجل وقالت بارتباك:.هو ضيق بس الجاكيت الفرو هيدارى ضيقهُ.
تنهد عواد قائلاً:تمام يبقي متقلعيش الجاكيت ده خالص مفهوم.
ردت صابرين:مش هقلعه عشان مش مفهوم،عشان أنا مش رايحه أتحالى بجسمى قدام المعازيم.
كتم عواد بسمته.
إتت صابرين بوشاح الرأس وإعتدلت امام المرآه تهندم منه
كذالك عواد بدأ يهندم ثيابه امام المرآه
بينما بالحقيقه
كانت عيناهم مُنصبه تنظر لإنعكاس الآخر بالمرآه
تمعنت صابرين وجه عواد لاحظت ذقنهُ الحليق التى كآنها تراه لاول مره بتلك الوسامه دون ذقنه المُشذبه،كذالك خُصلات شعره أقصر قليلاً عن المُعتاد قائله:
إنت قصرت شعرك وحلقت دقنك.
رد وهو ينظر لإنعاكسها فى المرآه: أيوا، بتسألى ليه؟
ردت صابرين: عادى بس لاحظت إن شعرك أقصر و حلقت دقنك النهارده مع إنك يوم زفافنا مكنتش حالق دقنك.
وضع عواد يدهُ على ذقنهُ الحليق قائلاً: عادى مسألة مزاج، أنا جالى مزاج أقصر شعرى أحلق دقنى النهارده.
قال عواد هذا ثم تخابث قائلاً: ولا يمكن دقنى الخشنه كانت بضايقك.
هزت صابرين رأسها قائله: ودقنك الخشنه كانت بضايقنى ليه؟
تبسم عواد بمكر قائلاً بوقاحه:
يمكن بضايقك مثلاً وأنا ببوسك.
شعرت صابرين بالخجل لكن قالت:
بلاش قلة أدب وتمعين سؤالى على هواك، عادى واحد شايل دقنك أنا مالى مكنش سؤال.
قالت صابرين هذا وجذبت قنينة العطر الخاصه بها وقامت برش رشه خفيفه حول رقبتها، ثم وضعت القنينه مكانها مره أخرى وإستدارت بجسدها
لكن فى نفس اللحظه توغل الى فؤاد عواد رائحة ذالك العطر المُميز وبتلقائيه سد الطريق أمامها بجسدهُ وجذبها من خصرها يضمها بين يديه وبلا إنتظار إنهال على شفتيها بالقبلات الشغوفه
لجمت المفاجأه صابرين ولم تشعر الأ وهى مُمده على الفراش وعواد فوقها يترك شفتاها ولكن مازالت قُبلاتهُ مستمره يُقبل أسفل ذقنها وعنقها،
رفعت إحدى يديها تحاول دفع عواد وهى تستجمع شتات نفسها قائله بلهاث:
عواد هنتأخر على قاعة الزفاف.
خلل عواد أصابع يدهُ بين أصابع يدها وعاود تقبيل شفاها، لكن هنالك ما قطع اللحظه، صوت ذالك الهاتف المتكرر، ترك عواد شفاه صابرين لكن مازال فوقها يتنفس الأثنين بتسارُع
ينظران لأعين بعضهما لثوانى قطع تواصل العيون صابرين حين قالت:
عواد موبايلك بيرن.
نهض عواد من فوقها وذهب نحو مكان هاتفه واغلقه بضيق ثم نظر لـ صابرين التى نهضت من على الفراش تُهندم فستانها وقال بآمر :
إعملى حسابك مفيش نوم عالكنبه الليله.
ردت صابرين بعند وتحدى : براحتى هنام فى المكان اللى يعجبني.
تبسم عواد بتحدى وهو يجذب ذاك المعطف الفرو من على الفراش يقترب منها بتسليه وقف خلفها ورفع يديه بالمعطف ووضعه على كتفيها قائلاً بهمس:
بوعدك الليله دى هتنامى فى حضنى وبإرادتك دلوقتي ألبسى الچاكيت خلينا نروح القاعه أكيد زمان العرسان وصلوا وإحنا هنكون آخر من يوصل بعد العرسان مش عيب إحنا كمان عِرسان.
….. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فى منزل جمال التهامى
تآنق فادى بزي شبابى عصرى ونثر عطرهُ وخرج من باب غرفته
لكن تفاجئ بتلك السمجه نهى تقترب منه تنظر له بإعجاب سافِر
تضايق من نظراتها االسافره الوقحه.
بينما هى صفرت بإعجاب ولم تخجل من وقوف ساميه،وقالت ببلاهه منها:
واو فادى إنت اللى يشوفك يقول إن إنت العريس المنتظر لـ عيلة زهران.
….ــــــــــــــــــــــــــــــ
يتبع
تكملة الرواية بعد قليل
تعليقات
إرسال تعليق