القائمة الرئيسية

الصفحات

translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية بحر العشق المالح الفصل السادس عشر والسابع عشر والثامن عشر بقلم سعاد محمد سلامة

 رواية بحر العشق المالح الفصل السادس عشر والسابع عشر والثامن عشر بقلم سعاد محمد سلامة 





رواية بحر العشق المالح الفصل السادس عشر والسابع عشر والثامن عشر بقلم سعاد محمد سلامة 




رواية بحر العشق المالح الحلقة السادسة عشر

#الموجه_السادسه_عشر

#بحرالعشق_المالح

ــــــــــــــــــــــــــــــ

نظر فادى لتلك السمجه بإمتعاض بينما قالت ساميه بإستعلاء:

أيه عريس عيلة زهران…هى عيلة زهران دى ايه اللى متحلمش بعريس زى فادى.

ردت نهى سريعًا: فعلاً يا عمتى عيلة زهران دول منفوخين عالفاضى، هى كده الفلوس بتعمل قيمه للى ما يستحقش، يعنى عواد زهران ده لو مكنش معاه فلوس هى اللى غوت صابرين خلتها طمعت خدعت المرحوم مصطفى.

نظر لها فادى بغضب قائلاً:

كفايه رغي فاضى فى موضوع صابرين وعيلة زهران،كل ده عارفه مش جديد ،لازم أمشى هتأخر على ميعاد القاعه.

نظرت له ساميه قائله: مش عارفه سبب لتصميمك تروح الزفاف ده، صحيح جمال قبل الصلح معاهم وصفح عن عواد بعد ما قدم كفنهُ قدام الخلق بس برضوا عمرى ما أنسى دم مصطفى على أيدهُ.

رد فادى الذى يشعر بنار حارقه فى قلبهُ:

بس ده مش زفاف عواد، ده زفاف ولاد بنت عمك واظن جاتلك لهنا بنفسها تاخد بخاطرك وتدعيكى يبقى نرد لها الواجب وأحضر الزفاف الميمون

عن إذنكم.

قال فادى هذا وكاد يُغادر المنزل لكن تشبثت بذراعهُ تلك السمجه نهى قائله:

خدنى معاك، بابا قالى طالما فادى هيحضر الزفاف هبقى مطمن عليكِ لما تروحى معاه.

نظر فادى لـ يد نهى العى تضعها على معصمه بإشمئزاز ثم أمسك يدها وأبعدها عن مِعصمه قائلاً:

وهو خالى مش هيحضر الزفاف.

ردت نهى:هو قالى هيحضر بس هيتأخر عنده مشوار مهم وهيقابلنى فى القاعه،أنا بقول كفايه نوقف كده خلينا نستعجل عشان نلحق الزفاف من اوله واشوف داخلة العرسان للقاعه.

….ـــــــــــــــ

قبل قليل


بمنزل سالم التهامى

بغرفة فاديه

دخلت شهيره تحمل بيدها كيسًا عليه إسم أحد محلات الملابس.

قائله:

هى صابرين فين ؟

ردت فاديه ببسمه:صابرين عواد أتصل عليها أترعبت ومشيت.

تبسمت شهيره قائله:وهى صابرين هتترعب من عواد تلاقيها راحت تمارس عليه شوية إستفزاز، خدى قومى

ألبسي الفستان ده وأناكمان هروح أغير هدومى بحاجه مناسبه وبعدها نروح القاعه.

سآم قلب ووجه فاديه قائله:

عاوزانى أحضر الزفاف،وأنا فى الحاله دى؟

ردت شهيره: ومالها حالتك، قومى وبلاس كسل.

ردت فاديه بغصه: مش كسل يا ماما ده فشل، وناسيه إن سحر مرات عم العرسان وأكيد مامتها وكمان وفيق هيكونوا هناك معزومين.

رد سالم الذى دخل قائلاً:

وأحنا كمان معزومين ولازم نحضر وتقدرى تتجاهلى سحر ومامتها حتى وفيق نفسه، بلاش إنهزام إنت مش غلطانه، يلا قومى بلاش حكي فارغ،خمس دقايق وتكونى جاهزه عشان خلاص ميعاد القاعه

نظرت لها شهيره بتمعن قائله:

مالها الحاله اللى انتِ فيها إنت قمر


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

بقاعة الزفاف

كانت غيداء تشعر بشعور لا تعرف له تفسير لما هى متضايقه من رؤية فادى يتودد بالحديث لـ صابرين

هكذا، لا تعرف لما شعرت أن فادى يكن مشاعر ناحية صابرين أيُعقل أنه كان يُحبها، لكن سُرعان ما نفضت عن رأسها وهى تهمس لنفسها:

بلاش تخاريف دى كانت خطيبة أخوه.

فى نفس الوقت تراجعت عن ذالك وهى ترى ميل فادى على صابرين يتحدث لها بود وهى فجأه بعد ان كانت تبتسم غبن وجهها، ونظرت بإندهاش ناحيه فاديه التى جلست جوار صبريه…كان الفضول يتآكلها وتود معرفة ما حقيقة سمعته قبل قليل وإعتراف فاروق أنه مازال يُحبها رغم تلك السنوات الماضيه لم يخفُت حبها فى قلبه…لكن أرجئت ذالك لوقت آخر.

بينما شعرت غيداء بغضب من تلك السمجه نهى التى وضعت يدها على كتف فادى تلفت نظرهُ حتى يستمع لما قالته له جعلته يبتسم.

بينما عواد يشعر بغيره من جلوس صابرين جوار صبريه لا ليس فقط صبريه بل جلوسها بالمنتصف بين صبريه وفادى ذالك الغبى الذى يتعمد التحدث إليها حتى أنه لاحظ تغيُر ملامح صابرين بعد أن تحدث إليها.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

بعد إنتهاء حفل الزفاف

دخلت صابرين الى الجناح الخاص بهما


جلست صابرين غير مستوعبه ما سمعتهُ هذا مستحيل لابد أن ما سمعته فهمته خطأ… فاديه وفاروق الأثنان كان بينهم قصة حب وإنتهت

لكن كيف ذالك.

ظلت صابرين شارده حتى أنها لم تنتبه لدخول عواد الى الغرفه

عواد الذى لاحظ جلوس صابرين على أحد المقاعد تبدوا شاردة الذهن إقترب من مكان جلوسها وجلس على أحد مسندي المقعد وإنحنى برأسه يُقبل إحدى وجنتيها هامسًا بإسمها: صابرين.

همست صابرين بهدوء: نعم.

تعجب عواد من هدوء صابرين وقال بسؤال:

فادى كان بيقولك أيه وإحنا فى قاعة الزفاف؟

نهضت صابرين: معرفش مسمعتش هو قال أيه بسبب صوت الموسيقى العالى، هروح الحمام أغير الفستان.

رد صابرين لم يُرضى فضول عواد هو لاحظ ملامح وجه صابرين التى تغيرت بعد أن جلس فادى لجوارها ومال عليها تحدث بشئ، حتى أنه شعر بالضيق من حديث فادى لها بتلك الطريقه المُقربه.

قبل أن تسير صابرين خطوه جذبها عواد من خصرها وقربها منه وضمها بين يديه وإنحنى برأسهُ يُقبل جانب عُنقها يستنشق ذالك العطر المميز التى رشت نسبه خفيفه منه، حاولت صابرين الإبتعاد، لكن عواد أحكم يديه يحتضنها رفع رأسه من بين عُنقها ونظر لشفاها وبلا أنتظار قبلها،

شعرت صابرين بالتشتت تشعر أنها بين الأمواج تتلاطم الأفكار برأسها، ما سمعته منذ قليل وبين قُبلات عواد ضاع عقلها حتى أنها لم تشعر بيد عواد التى فتحت سحاب فستانها وبدأ يُزيح طرفيه من على كتفيها الى أن أزاحهُ عن جسدها بالكامل

أفضل الهدايا لأحبائكم


حين شعرت صابرين بيد عواد تسير على ظهرها بلمسات تُشتت مشاعرها، شعرت بالخجل حين إنتبهت أنها بملابسها الداخليه فقط حاولت الابتعاد لكن عواد جذبها عليه و قبلها قُبلات رقيقه بشغف جعلها تستسلم له بمحض إرادتها لتلك القُبلات، إنحنى عواد وحملها بين يديه وذهب نحو الفراش جلس عليه وهى بين يديه

نظرت صابرين لعين عواد نفضت عن رأسها ذالك التشتُت وضاعت بين موجة قُبلات عواد العاتيه التى تجرف فؤادها، ليس فؤادها هى فقط بل فؤادهُ هو الآخر

لينجرف الاثنين بدوامه قرارها لا مفر سوا الذوبان مثل الملح بمياه البحر بنهاية الموجه يختلط الأثنين معًا، تدفعهم الموجه نحو شط خالي لا يوجد به سواهم فقط .

بعد قليل تنحى عواد عن صابرين ونام بظهره على الفراش يشعر بإنتعاش فى قلبه، مال براسه ينظر ناحية صابرين

التى تشعر هى الاخرى بشعور لا تنكر أنه مُميز نست ذالك التشتُت التى كانت تشعر به قبل قُبلات ولمسات عواد لها التى جعلتها تذوب وتستجيب لهمساتهُ و لمسات يديه.

نشوه خاصه يشعر بها الإثنين مذاقها لذيذ لهما

مالت صابرين بوجهها ناحية عواد الذى تبسم لها ثم إعتدل نائمًا على جانبه وأقترب منها وجذب جسدها عليه ثم أمسك يدها وقام بتقبيلها عدة قُبلات…شعرت صابرين بزلزله فى مشاعرها


بينما عواد جذبها أكثر ولف يديه حول جسدها بتملُك ثم قام بتقبيل وجنتيها قُبلات ناعمه ثم ألتقم شفاها فى قبلات شغوفه متشوقه إزادت شوق حين وجد إستجابه من صابرين التى رحبت بذالك السيل من قُبلات عواد الذى يغزو عقلها يجعله يتوقف عن التفكير فى شئ سوا تلك النشوه التى تغزو قلبها…

تجعلها بغفوه لذيذه تستمتع بدقائق مُفعمه بالعشق

كذالك عواد يشعر براحه و كآن قلبهُ عاود النبض يشعر بدقاته بعد سنوات كان يشعر أن قلبه مثل الترس فى الآله يتحرك فقط بداخل جسده،لكن عادت لوظيفته الأساسية الآن عاد ينبُض ويضخ مشاعر.

بعد وقت جذب عواد صابرين يحتضنها بين يديه

لتنتهى ليله يشعر فيها الإثنان بـ ذبذبات قويه تختلج بقلبيهما.

صباحً

إستيقظ عواد يشعر براحه وهو ينظر الى صابرين النائمه بين يديه وجهها له كانت بعض خُصلات شعرها على وجهها تبسم بمكر وقام بنفخ تلك الخصلات حتى تبتعد عن وجهها، لكن كانت خُصلات متمرده مثل صاحبتها، تعود للخلف ثم تعود

كرر النفخ عدة مرات

حتى أن صابرين شعرت بذالك النفخ على وجهها فتحت عينيها للحظات ثم أغمضتها مره أخرى ، تبسم عواد وقام بنفخ تلك الخصلات، تضايقت صابرين وتحدثت وهى مازالت تُغمض عينيها :

فى أيه عالصبح صاحى تُنفخ فى وشى.


تبسم عواد وعاود النفخ… مما ضايق صابرين أكثر وفتحت عينيها تنظر له شعرت بيديه اللتان يلفهما خول جسدها حاولت فكهما لكن فشلت وتخدثت بغضب طفولى :

بطل نفخ فى وشى عالصبح…وبعدين إنت مكلبش فيا كده ليه.

ضحك عواد وبمكر منه فك حصار يديه عن جسدها

كادت تتنهد لكن تفاجئت به يعتلي جسدها

اربكتها فعلته وبتلقائيه دفعته بيديها،لكن عواد خلل أصابع يديه بين أصابع يديها وأحنى رأسه يقبلها بشغف

حاولت صابرين التمنع لكن عواد بقُبلاتهُ وهمساته سيطر عليها لتستجيب معه لوقت حتى تنحى عنها نائمًا على جانبه حتى أنه شعر أنها تآلمت من تكرار العلاقه بينهم منذ ليلة أمس لكن تجاهل ذالك جذبها بين يديه

بقوه هامسًا جوار أذنها:

قولتلك امبارح قبل ما نروح القاعه هتنامى فى حضنى وبمزاجك ونفذت كلامى… مش هتقوليلى فادى قالك أيه فى القاعه غيرك بالشكل ده.

عادت صابرين برآسها للخلف قليلاً ونظرت لوجه عواد عادت مره أخرى من ذالك التوهان التى كانت به معه بليلة أمس حتى هذا الصباخ ،حاولت أن تبتعد عن جسد عواد،لكن عواد أحكم يديه يتشبث بها،

تحدثت بلذاعه: حتى لو فادى قالى على حاجه فهى تخصنى وأنا حره،


أكيد اللى حصل بينا كان لحظة ضعف، لو سمحت إبعد إيديك عنى.

قالت هذا ودفعت عواد بقوه عنها

بالفعل تركها عواد ونهض من جوارها يضحك ثم ذهب الى الحمام

بينما شعرت صابرين بالغيظ والخذو من نفسها قائله:

وغد، وأنتِ غبيه يا صابرين إزاي سيبتيه يتحكم في مشاعرك بالشكل ده، كله بسبب اللى سمعت عمك الحقير بيقوله لـ فاديه واضح إن عيلة زهران كلها متفرقش عن بعضها كلهم أوغاد.

قالت صابرين هذا رغم انها تشعر بآلم جسدى، لكن تحاملت على نفسها ولمت غطاء الفراش على جسدها ثم نهضت من على الفراش تسير برويه وأخذت قميص عواد المُلقى على الأرض ونظرت ناحيه الحمام،بسرعه ألقت الغطاء وإرتدت ذالك القميص وأغلقت أزراره

وتوجهت ناحية دولاب الملابس

كانت تتحدث لنفسها دون أن تشعر بخروج عواد من الحمام

قائله:

منك لله يا عواد يا إبن تحيه جسمى كله بيوجعنى،والله نومة الكنبه أرحم منك.

ضحك عواد من خلفها قائلاً:

معليشى أصلى كنت بعوض الفتره اللى فاتت حتى قميصى عليكِ مُغرى اوى كنت بفكر…..

إنخضت صابرين حين شعرت بيد عواد على خصرها من الخلف إستدارت تنفض يديه عنها ونظرت له بغيظ قائله:عارف لو قربت منى أنا هصوت وألم عليك كل اللى فى البيت.


ضحك عواد بهستريا وعينيه تنظر بوقاحه قائلاً:

صباح الخير يا…. حبيبتى

قال هذا وقبل وجنتها

وبمفاجأه حملها بين يديه… كادت تصرخ بالفعل، لكن إلتقم شفاها يُقبلها دفعته بيديها حتى ترك شغاها لكن قال بوعيد:

لو صرختى انا هسيبك تقعى من بين إيديا ووقتها عضمك هيتفشفش

ألجمتها المفاجأه وخافت أن تصرخ فيتركها تقع أرضًا فجسدها يؤلمها ولا تريد زيادة الآلم

صمتت.

تبسم عواد وسار بيها نحو الحمام

تحدثت صابرين لوهله برعب:إنت رايح فين نزلنى.

شعر عواد بنبرة الخوف التى بصوت صابرين

لوهله شعر بالغبطه لكن صمت وهو يدخل بها الى الحمام.

خشيت صابرين أن يؤذيها عواد وقالت له:

عواد نزلنى بقولك.

لم يسمع عواد لحديثها وأكمل سير حتى وصل الى حوض الاستحمام

نظرت صابرين للحوض هو به مياه غزيره

لكن خشيت منها وتشبثت بعنق عواد

الذى قال لها:

مع إن المفروض إن إنتى اللى تحضرى لى الحمام بس ده إستثناء مني حضرت الحمام لينا إحنا الأتنين.

تهكمت صابرين قائله:شكرًا مستغنيه عن خدماتك، نزلنى وبعدها خد حمام لوحدك.


تبسم عواد بمكر وقام بترك صابرين من بين يدهُ لتسقط فى حوض الاستحمام

شهقت صابرين وهى تخرج رأسها من المياه تستنشق الهواء لكن تفاجئت بعواد خلفها بحوض الاستحمام يجذبها لصدرهُ.

تحدثت بلذاعه:

وغد.

تبسم عواد وهو يضع يديه على كتف صابرين يدلكهما قائلاً بوقاحه:

دلوقتي المايه هتفُك جسمك و بقية الوجع هيروح.

فعلاً شعرت صابرين ببداية راحه بجسدها لكن قالت:

إبعد إنت عنى وأنا هرتاح من أى وجع.

همس عواد جوار أذنها:

فاكره يوم صباحيتنا لما قولتىلى إننا وقعنا فى دوامه واحده،فعلاً إحنا هنفضل فى دوامه واحده.

……ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

بغرفة غيداء

بعد نوم مُتقطع إستيقظت على صوت رساله آتيه لهاتفها

توقعت من مُرسل تلك الرساله،إنها بالتأكيد الرساله اليوميه من فادى الذى أصبح يُرسلها لها

جذبت الهاتف،بالفعل الرساله منه

فكرت للحظه قراءة الرساله والرد عليها كما فى الأيام السابقه

لكن تذكرت جلوسهُ بالأمس جوار صابرين ونظرات عينيه لها،الواضحه فادى كان يكن مشاعر لـ صابرين


وربما مازالت تلك المشاعر لديه،لكن عقلها يرفض كيف إن كان يُحب صابرين كيف كان سيتحمل زواجها من أخيه

عقلها يشت من مجرد التفكير فى ذالك

كذالك تلك السمجه البارده الأخرى التى كانت مثل العلقه تلتصق به وهو لم يقوم بأى رد فعل…

شعرت بالقهر

وحسمت أمرها لن ترد علي تلك الرساله

بل وقامت بفصل هاتفها ووضعته بمكانه على الطاوله جوار الفراش،وعادت تستكمل نومها.

..

على الجهه الأخرى

إنتظر فادى رد غيداء عليه لوقت طويل لكن لا رد والأدهى هاتفها أصبخ مُغلق

ليلقى هاتفه على الفراش ويشد بخصلات شعره وهو يعلم أنه عاد للصفر مره أخرى،بسبب أفعال تلك الغبيه السمجه نهى بالامس،لكن فكر كثيراً بمكر ثعلب هو لن يستسلم بل سيستغل ذالك ويحوله الى صالحه.

…….ــــــــــ


يتبع

رواية بحر العشق المالح الحلقة السابعة عشر

#الموجه_السابعه_عشر

#بحرالعشق_المالح

ــــــــــــــــــــ

زفر فادى نفسه بسخط شديد حين خرج من غرفته وذهب الى المطبخ ورأى تلك السمجه نهى تجلس مع والداته تبدوان منسجمتان فى الحديث أثناء تحضير الطعام، لكن ليس هذا ما أثار سُخطهُ بل وقاحة نهى المُتبرجة الوجه تضع مساحيق تجميل بشكل زائد و ترتدى منامه منزليه مُجسمه على جسدها وأكثر من نصف شعرها يظهر خُصلاتهُ الملونه تُشبه الراقصه.

تجاهل فادى هذا ونظر لوالداته قائلاً:

ماما أنا خارج.

نهضت ساميه وإتجهت نحو وقوف فادى قائله بإستفسار:رايح فين،لسه أكتر من نص ساعه على صلاة الضهر خليك أقعد معايا شويه،إنت من وقت ما وصلت من إسكندريه مبتعدش فى البيت ساعتين على بعض وبتقول إنك راجع إسكندريه تانى بكره ملحقتش أشبع منك.

نظر فادى نحو تلك السمجه نهى وكاد أن يسمع لرجاء ساميه ويظل بالبيت لكن حين تحدثت أخذ القرار لن يتحمل البقاء هنا وتلك السمجه جالسه معهم،خاصتًا مع عقلهُ الشارد فى طريقه يستطيع بها محو ما حدث من تلك السمجه بالأمس كان له تآثير بالتأكيد فى عدم رد غيداء على رسالته الصباحيه والتى سابقًا كان يأتيه الرد بمجرد إرسالها كآنها كانت تنتظر والهاتف فى يدها أما اليوم فالى الآن رغم ظهور ان الرساله قد رأتها لكن لا رد يبدوا أنها تتعمد تجاهُل الرد او تجاهلت الرساله من الأساس.

بينما عينين تلك السمجه نهى كآن الحياء إختفى من قاموسها حين قالت:

فادى إمبارح يا عمتى كان أحلى من العرسان وكان له هيبه كبيره وبالذات لما قعد جانبى كل اللى شافونا فكروا إننا العرسان…حتى عمتى أحلام كسفتنى وقالت لى ألف مبروك الخطوبه أمتى.

تنهدت ساميه بفرحه قائله:آمين يارب…أنتى الوحيده اللى أتمناها عروسه لـ فادى كفايه مصطفى يوم ما أختار لـنفسه كانت صابرين


اللى…..

قطع فادى ذالك الحديث الفارغ بالنسبه له قائلاً:

موضوع الجواز ده مش وارد عندى دلوقتي،عندى هدف تانى لازم أوصله وبعدها أبقى أفكر فى الجواز وتأكدى يا ماما وقتها هسيبك تختارى اللى تشوفيها مناسبه ليا.

شعرت نهى بالحرج والكسوف… بينما قالت ساميه:

وأيه هو الهدف التانى اللى فى دماغك غير الجواز دلوقتي؟

رد فادى:هدفى مستقبلى،انا لسه ببدأ طريقى مش عشان عندى شقه ومعايا قرشين يبقى خلاص كده لازم قبل ما أتجوز وأفتح بيت أكون مآمن مستقبلى بشكل أفضل عن دلوقتي،يعنى مش هتجوز قبل سنتين تلاته كده عن إذنكم.

قال فادى هذا وغادر وتركهن يشعرن بالغيظ من حديثهُ القاطع برفض فكرة الزواج الآن

لكن نهى رسمت دمعة تمثيل وقالت:

شوفتى يا عمتى أهو بعمل زى ما بتقولى لى عشان أعجب فادى وهو كده فى الآخر بيصدرلى الوش الجبس…أنا خلاص….

قاطعتها ساميه قائله:

خلاص أيه يا هبله هتستسلمى كده بسرعه،فادى زى المرحوم مصطفى وقع فى المخفيه صابرين بسبب حركاتها قدامهُ ولما كانت بتتمنع كان عقله بيفور بسببها،خليكِ زيها كده،أمسكى العصايه من النص لقتيه هو بيبعد قربى انتِ ومع الوقت هلين فادى أبنى وانا عارفه طبعهُ هو لما هيلاقيكى متمسكه وتحاولي تلفتى نظرهُ بأى طريقه وقتها بقى تعملى زى اللى ما يتذكر إسمها ما كانت بتعمل مع المرحوم تدلع وتتمنع عشان تجنن عقلهُ.


تهكمت نهى قائله:

ما هى صابرين أهى إتسببت فى موت مصطفى وفى الآخر راحت أتجوزت عواد اللى قتلهُ.

شعرت ساميه بنغزه فى قلبها ثم قالت بحسم:عاوزه تتجوزى فادى يبقى تسمعى كلامى وفى الآخر فادى هيكون من نصيبك.

….

بينما سار فادى فى البلده بلا هدف يشعر بضيق فى قلبهُ ليتوقف فجأه وحين وجد نفسه أمام منزل زهران،لا يعلم كيف وصل الى هنا،يبدوا ان عقله كان شارد وساقتهُ قدميه الى المكان الذى يبغضهُ بشده لكن هنالك بهذا المنزل توجد به غيداء نظر الى أعلى المنزل لا يعلم سبب لذالك غير انه من الممكن أن يراها صدفه، لكن يبدوا أن الخذلان هو حظهُ اليوم.

….ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

بعد الظهر بمنزل سالم التهامي.

عاد سالم من العمل مبكرًا

تبسمت شهيره وهى تستقبلهُ قائله:

رجعت بدرى النهارده.

جلس سالم يشعر بإنهاك قائلاً:

عندى صداع فى راسى بسبب الوش اللى كان فى القاعه إمبارح غير كمان حاسس بجسمى متخشب من القاعده لنص الليل،يظهر خلاص الصحه بقت بعافيه…مبقتش حمل سهر.

تبسمت شهيره قائله:

ربنا يديك الصحه وطولة العمر،انا عارفه السبب إنت مقدرتش تفضل كتير إمبارح فى القاعه السبب الاول صابرين لما شوفتها وكانت عنيها عليك مقدرتش تتحمل وكان نفسك تقوم تاخدها فى حضنك.


تبسم سالم

بينما عاودت شهيره الحديث: بس عارف

واضح فعلاً إن عواد بيحب صابرين لو شوفت وشه لما قامت من جنبهُ وقعدت جنب صبريه ولما فادى قعد جنبها،كانت عنيه بتقدح نار لو كنت فضلت شويه كنت شوفت بعينيك،إنت مش تايه عن طبع صابرين أكيد بتتعمد تستفز عواد .

تبسم سالم رغم ذالك شعر بغصه فى قلبهُ… وسأم وجهه بحسره.

شعرت شهيره بذالك من ملامح وجهه حاولت التخفيف عنه قائله:

فاديه!

عارفه إنك زعلت لما شوفت سحر وماجده وترحيبهم بـ ناهد،بس تعرف فاديه ربنا كان مديها هالة نور ولا كآنها شايفاهم وهما اللى إتغاظوا وكانت النار بتطلع من عنيهم بسبب تجاهلنا لهم حتى صابرين نفسها كانت متجاهله سحر رغم إنها تبقى مرات عم جوزها بس سمعت منها إن عواد تقريبًا مش بيرتاح لنسوان عمه الاتنين حتى مامته علاقته بها مش قد كده.

تعجب سالم قائلاً:

طب نسوان عمى ماشى ومقبول انه يكون مش بيرتاح لهم، لكن مامته ده شئ غريب.

ردت شهيره: فعلاً غريب بس يمكن صابرين فاهمه الصوره قدامها غلط، بس بتقول على تحيه انها بتعاملها كويس، حتى يوم ما جت مع احلام تدعينا كانت ذوق.


رغم شعور سالم بغصه لكن تبسم قائلاً:

سبحان الله فاديه الهاديه حماتها تكون شر بيتحرك عالأرض وصابرين اللى عندها قدره تستفز الشيطان أنه يغلط يتبدل حظها من ساميه لـ الست تحيه، فعلاً الست دى واضح انها محترمه وعندها ذوق.

إبتسمت شهيره قائله:

فعلاً ربنا بدل حظ صابرين، عقبال ما يبدل حظ فاديه للأحسن.

تنهد سالم يؤمن على أمنية شهيره ثم قال بأستخبار:

أمال فاديه فين؟.

إبتسمت شهيره قائله:

فاديه نايمه من شويه دخلت أصحيها قالتلى إنها عاوزه تفضل نايمه أسبوع على ضهرها بعد سهرة إمبارح.

ضحك سالم قائلاً: وأنتِ شايفك بخير.

ضحكت شهيره قائله: ومنين جالك انا كمان حاسه بجسمى متخشب وصحيت بسبب إتصال هيثم وقولت لنفسى لو فضلت نايمه عالسرير مش هقوم والبيت فى شغل كتير لازم يتقضى.

تبسم سالم وهو ينظر لـ فاديه بحبور.

….. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

بمنزل زهران

رغم شعور صابرين بآلم فى جسدها سواء بسبب سهرة ليلة أمس او حتى بسبب عواد

لكن شعرت بسآم وهى تجلس بالجناح الخاص بهم هاتفت فاديه لكن لم ترد عليها.


نهضت صابرين قائله:

أكيد فاديه نايمه بعد سهرة إمبارح، إنما

آه يا آنى جسمي كله بيوجعنى منك لله يا إبن تحيه..قال جسمك هيفُك بعد الحمام،أهو فك شويه ورجع يوجعنى تانى لو فضلت ممده عالسرير هيجيلى كُساح،أما اقوم أنزل أتمشى شويه فى الجنينه أهو هبقى بعيد عن الحزبونتين سحر وأحلام.

بالفعل

بدلت صابرين ثيابها ونزلت تسير فى حديقة المنزل

شعرت ببعض الصفاء بسبب نسمة الهواء المحمله برائحة الزهور الربيعيه، إقتربت من إحدى أشجار الورد البلدى ذو اللون الأحمر قامت بقطف إحدى الزهرات ثم جلست على مقعد خلف تلك الطاوله الصغيره…، رفعت بصرها نحو تلك الشُرفه

لا تعرف لما مر أمام عينيها ذكرى ما حدث حين أطلق عليها مصطفى الرصاص بهذا المكان

سُرعان ما حولت بصرها نحو تلك الزهره التى بيدها وتذكرت ما حدث بليلة أمس منذ بدايتها.

[بالرجوع لـ ليلة أمس]

بالجناح الخاص بها مع عواد

وضعت يديها وأدخلتهم بذالك المعطف ثم إبتعدت عن عواد وذهبت بإتجاه المرآه وضعت بعد الكحل بعينيها بعشوائيه لكنه برز بريق عينيها،ثم أمسكت قلم الحمُره وكادت تضع منه على شفاها،لكن أمسك عواد يدها قبل أن تضع القلم على شفاها وقال:

هتعملى أيه؟


ردت صابرين بتلقائيه:هحط روچ على شفايفي.

نظر لها عواد قائلاً:

ومن أمتى بتحطى روچ على شفايفك؟

ردت صابرين:عادى قبل كده مكنتش بحط روچ ولا مكياچ،بس أكيد فى الزفاف كل البنات والستات هيكونوا متمكيچين،مشوفتش نسوان عمك إمبارح بعد الحنه ولا أيه.

رد عواد: مشوفتش وممنوع تحطى أى مكياچ وروچ بالذات…

قال عواد هذا ثم قال بمكر:

أقولك أما نرجع من القاعه إبقى حطى روچ عاوز أشوف لونه على شفايفك يمكن….

قاطعت صابرين حديثه:

يمكن أيه، وبسيطه طالما عاوز تشوف لون الروچ على شفايفى سيبنى أحط دلوقتي.

قالت صابرين هذا وكادت تضبغ شفاها بقلم الحُمره لكن قال عواد متوعدًا:

عارفه لو حطيتى من الروچ ده على شفايفك دلوقتي أنا هلغلى إننا نحضر الزفاف ومش هنطلع انا وأنتِ من أوضة النوم.

فهمت صابرين فحوى وعيد عواد وقامت بوضع قلم الحُمره مكانه وأدعت القوه قائله:

أنا أساسًا مكنتش هحط روچ أكيد طعمه وحش، يلا أنا خلاص جهزت خليها نمشي الساعه بقت تسعه الأ ربع زمان العرسان دخلوا للقاعه، خساره كان نفسى أشوف زفة دخولهم للقاعه.


تبسم عواد بزهو قائلاً: ومين اللى أخرنا، عالعموم يلا.

نزل الاثنان توقفا أمام أحد السيارات تحدث عواد:

واضح إن مفيش هنا سواق

تعالى إنتِ سوقى العربيه.

تعحبت صابرين قائله:

وفيها أيه أكيد سبقوا عالقاعه، وبعدين ما تسوق إنت عادى يعني.

نظر لها عواد وقال بخبث ونبرةتريقه:

تعالى إنت سوقى العربيه ولا مبتعرفيش تسوقى غير عربيتك اللى محتاجه تترد عالبارد.

شعرت صابرين بالضيق قائله:

عجبانى عربيتى على فكره ده أولاً، ومين اللى قالك إنى مغرفش أسوق عربيتك دى بسهوله جدًا

تبسم عواد قائلاً بتحدى:

ورينى شطارتك، يمكن وقتها أفكر أجيبلك عربيه زيها وأنا مطمن إنك هتعرفى تسوقيها مش هتخبطيها زى الخبطات اللى فى عربيتك الخرده.

تضايقت صابرين قائله:

قولتلك عحبانى عربيتى بخبطاتها ومش محتاجه منك أى عربيات وفر تمنها لنفسك… وعشان تتأكد بقى أنا هسوق عربيتك بس عشان اثبتلك إن مفيش أختلاف بينها وبين عربيتى.

جلست صابرين خلف مقود السياره والناحيه الأخرى جلس عواد لجوارها مبتسماً حين رأها تبحث عن مكان مفاتيح السياره.

رفع يدهُ بسلسلة مفاتيح قائلاً: المفاتيح أهى


أشهد أن لا إله إلا الله.

زفرت صابرين نفسها بغضب قائله:

مويس إنك إتشاهدت قبل ما أحط المفاتيح فى الكونتاك… كده ضمت الشهاده فى سبيل إستقزازك ليا.

تبسم عواد

لكن بعد قليل قال:

لأ فعلاً بتعرفى تسوقى، كده بقى أفكر أجيبلك عربيه هديه فى عيد جوازنا الاول إن شاء الله.

ردت صابرين:

لأ وفر هديتك جوازنا مش هيعمر لسنه كُن مطمن.

تبسم عواد قائلاً:

أنا عن نفسى مطمن ومآمن بالقدر اللى خلاكِ تبقى من نصيبي أكيد جوازنا كمان هيستمر متخافيش أنا صبور وعندى قوة إراده بوصل لهدفى دايمًا فى النهايه.

ردت صابرين بنزك: وهدفك دلوقتي ان جوازنا يستمر سنه معتقدش.

تبسم عواد دون رد

صمتت صابرين هى الأخرى بقية الطريق الى أن دخلا بالسياره الى جراچ أسفل تلك القاعه

نظرت صابرين الى المكان كان هنالك أماكن خاليه تستطيع ركن السياره فيها بسهوله، لكنها أرادت ان تستفز عواد، حين رات مكان ضيق

ذهبت إليه ودخلت بالسياره

ليسمع الاثنان صوت زمجرة حديد السياره بسبب إحتكاكهُ بأحد الاعمده الفاصله بالمكان.


إغتاظ عواد وترجل من السياره ونظر الى إطارها الامامى قائلاً:الجراچ كان فيه أماكن واسعه غير هنا أختارتى أضيق مكان عشان تركنى العربيه فيه أهى العربيه إتحكت من الرفرف الجانبى.

تبسمت صابرين وهى مازالت تجلس خلف مقود السياره.

بينما ترجل عواد وذهب الى باب السياره المجاور لها وقام بفتحه قائلاً بغضب ملحوظ:

قاعده ليه إنزلى حسابنا بعدين،هتدفعى تمن الرفرف اللى حكتيه لآنى متأكد أنك قاصده تعملى كده.

ترجلت صابرين تكبت بسمتها وقالت:

أدفع تمن أيه؟

الرفرف…أنا مرتبى لسنه كامله ميجبش تمن الرفرف ده،وبعدين مسوقتش إنت ليه عربيتك من البدايه.

جذبها عواد من يدها قائلاً:

نتكلم فى تمن الرفرف ده بعدين خلينا ندخل للقاعه.

بعد دقيقه

كان عواد يدخل الى قاعة العُرس يمسك بيد صابرين…

تسلطت فجآه كاميرات التصوير بالقاعه على دخولهم الاثنين،ليحتلا شاشات العرض بالقاعه

تركزت العيون عليهم،كآنهما كما العروسان،طلتهم كانت قويه

هنالك عيون تنظر بمحبه وعيون خبيثه تتمنى زوال تلك البسمات المرسومه على وجهيهم.

نظرت صابرين بالقاعه تبسمت حين رأت كل من


والدايها وجوارهم فاديه وتعجبت حين وقع بصرها على صبريه،فمتى وصلت من الاسكندريه…

كادت تتوجه الى تلك الطاوله اللذين يجلسون خلفها

لكن جذب عواد يدها وذهب الى طاوله أخرى مقابله لهم.

بعد قليل

كانت تجلس غيداء بين والدتها وصابرين التى تبسمت لها قائله:عقبالك يا غيداء.

تبسمت لها غيداء بود

لكن رفعت بصرها تنظر أمامها

رأت دخول فادى للحظة إنشرح قلبها قبل أن ترى تلك الفتاه التى دخلت خلفه مباشرةً تبخث بعينيها عن مكان تجلس به الى ان وقع بصرها على تلك الطاوله التى يجلس عليها عائلة صابرين،وضعت يدها على كتف فادى ومالت تهمس له قائله:

الطرابيزه اللى عليها عمك فى تلات أماكن خلينا نقعد معاهم.

رغم ان فادى حين دخل الى القاعه عينيه كانت تبحث عن غيداء،حتى راها رسم بسمه،لكن سمع حديث نهى وذهب معاها وجلسا بطاوله عمهُ

شعرت غيداء بنغزات فى قلبها وهى ترى تودد وهمس ولمسات تلك الفتاه لـ فادى، حاولت إحادة بصرها عنهم… لكن فادى أحيانًا كانت عيناه تنظر ناحية جلوس صابرين جوار عواد يشعر بالكُره الشديد لـ عواد.

بعد قليل نهضت والدة عواد وأخذت معها غيداء وتوجهت نحو طاولة جلوس عائلة صابرين


وقفت ترحب بهم بود.

تبسمت شهيره قائله:

عقبال ما تفرحى بـ غيداء.

تبسمت تحيه قائله:

إن شاء الله نورتوا الزفاف… قالت تحيه هذا ومدت يدها نحو فادى قائله:

اللى أعرفه أن معندكمش غير ولد واحد ولسه فى الجامعه.

تبسم سالم قائلاً:

فعلاً… بس فادى يبقى إبن أخويا جمال التهامى وهو زى إبنى بالظبط.

رحبت به تحيه قائله:أنا فعلا شوفته يوم ما كنا بندعى ساميه معليشى خالت عليا والحلوه اللى جانبك دى خطيبتك .

رد فادى وعيناه تنظر ناخية غيداء التى سُئم وجهها

قائلاً: لأ دى مش خطيبتى دى نهى بنت خالى.

تبسمت له تحيه، ثم إستأذنت وعادت هى وغيدء الى مكان جلوسن.

تلاقت صدفه عين فادى وغيداء التى أخفضت وجهها، تشعر بمفاجأه لم تكن تعلم أن فادى إبن عم صابرين هى فكرت حين سالته أنه من عائلة التهامى سابقًا ظنت أنه من الممكن ان يكون من العائله ليس بدرجة تلك القرابه من صابرين،شعرت بلغبطه.

بعد قليل

تحجج سالم بوقت عملهُ صباحً ونهض من مكانه وإنحنى على شهيره يخبرها أنه سيغادر،وإن كانت تود البقاء لا مانع.


ردت شهيره:هفضل عشان فاديه مترجعش لوحدها انا شايفاها مبسوطه أهى تفك عن نفسها شويه.

تبسم سالم:تمام خليكم…

غادر سالم القاعه لكن قبل ذالك نظر نحو عواد وأماء براسه له

كذالك فعل عواد،بينما صابرين شعرت بغصه فى قلبها وهى تنظر نحو مغادارته للقاعه دون حتى الإيماءه لها.

بينما بعد قليل

نهضت فاديه من مكانها ومالت على والداتها وهمست لها أنها ذاهبه الى الحمام…

لم ترى ذاك العينين اللتان كان يرقبنها منذ بداية الحفل

نهض هو الآخر وخرج من القاعه.

كذالك صابرين نهضت من جوار عواد وذهبت الى الطاولة التى تجلس عليها والداتها وإنحنت عليها تقول بإستفسار:

فاديه راحت فين،لا تكون إضايقت من مناظر الرخامه اللى بتعملها سحر والحيزبون أمها ومعاهم ناهد رنات.

ضحكت شهيره قائله: حلوه ناهد رنات دى، لأ فاديه من اول الفرح وهى مش حطاهم فى راسها، هى جايه تنبسط، راحت الحمام وزمانها راجعه تانى.

تبسمت صابرين لها قائله: هروح انا كمان الحمام حاسه بضيق الفستان على صدرى هيطلع روحى ولو قلعت الچاكت الفرو هيبقى منظري زى الرقاصه اللى جنب فادى،هروح أبحبح الفستان شويه واهو أتنفس بعيد عن هنا شويه.


ضحكت شهيره قائله: طيب متغيبوش عشان محدش ياخد باله، من غيابكم.

قبل لحظات

خرجت فاديه من حمام النساء

إنخضت حين رات فاروق أمامها قبل ان تتحدث جذب يدها وسار بهم الى خارج المكان وذهب الى أحد الغرف المُرفقه بالقاعه.

فى ذالك الوقت كانت صابرين إقتربت من الوصول الى مكان الحمام لكن تفاجئت برؤية جذب فاروق ليد فاديه التى سارت خلفه،بفضول منها تعقبتهم

بينما فى تلك الغرفه نفضت فاديه يد فاروق قائله:

إنت إزاى تسمح لنفسك تسحبنى وراك بالشكل ده،وإزاى مفكرتش إن ممكن حد يشوفنا ونتفهم غلط.

رد فاروق:

ميهمنيش حد،اللى يشوفنا يشوفنا.

تهكمت فاديه قائله:ومن إمتى الجرآه دى،لو تفتكر زمان إنت اللى طلعت جبان.

شعر فاروق بالآسى قائلاً:

فعلاً كنت جبان يا فاديه وإستسلمت وضيعتنا إحنا الاتنين،فاديه أنا سمعت إنك سيبتى بيت وفيق وطالبه الطلاق.

ردت فاديه:فعلاً اللى سمعته صحيح،بس حتى لو إنفصلت عن وفيق متفكرش إنى هفكر فيك مره تانيه إنت خلاص إنتهيت بالنسبه ليا يوم ما أتخليت عنى ووافقت باباك وقبلت تتجوز من سحر…ودلوقتى أوعى من قدامى خلينى ارجع للقاعه قبل ما حد ياخد باله من غيابى،وكمان إنت ارجع لمراتك حتى لو مش علشانها علشان ولادك اللى لا إنت ولا سحر تستحقوهم،بس هقول أيه ربنا عادل دايمًا،أنا أستحمل أعيش مع وفيق اللى معندوش شخصيه وأنت تتحمل تعيش من غير شعور بالنعمه اللى فى ربنا مَن عليك بها.


بالخارج تسمعت صابرين على حديثهم التى ذُهلت منه لم تكن تتوقع ذالك فاديه وفاروق كانا بالماضى كان بينهم قصة حب لم تكتمل ما سبب ذالك نبرة وحديث فاديه ان فاروق من تخلى عنها وقتها

كم شعرت بالبُغض أكثر لتلك العائله

همست قائله:

واضح إن عيلة زهران رجالها كلهم اوغاد من أول عواد زهران الكبير نفسه اللى سبق وقبل المساومه ووافق على جواز صبريه من عمى مروان قصاد حتة أرض طمع فى مكانها وأخدها “ديه” لإبنه.

قبل ان تخرج فاديه عادت صابرين الى القاعه وتوجهت للجلوس جوار صبريه تسالها متى آتت من الاسكندرية ومن الذى دعاها لحضور الزفاف.

تبسمت صبريه ونظرت نحو فهمى قائله:

فهمى بنفسه هو اللى جالى إسكندريه ودعانى أحضر

وانا كنت سيباها مفاجاه لما تشوفونى قدامكم.

تبسمت صابرين ونظرت نحو عواد الذى أشار براسه لـ صابرين أن تذهب الى جواره لكن تجاهلت ذالك…وظلت جالسه جوار صبريه

حتى ان فادى نهض من مكانه وجلس بالمقعد المجاور لصابرين

قائلاً: عواد شكله إضايق لما بعدتى عنه، يا ترى بقى أمتى أبتدت قصة حبكم قبل ما ينكتب كتابك على مصطفى ولا بعدها.

لم تنتبه صابرين لحديث فادى او ربما بسبب علو صوت الموسيقى لم تُفسر حديثه، لكن فى نفس الوقت عادت فاديه الى القاعه وجلست مكانها جوار صبريه،الفضول لدى صابرين تود معرفه أساس وحقيقة ما ما سمعته من إعتراف فاروق انه مازال

أفضل الهدايا لأحبائكم


يحب فاديه،لكن أرجأت ذالك لما بعد.

بعد وقت طويل أقتربت الساعات الاولى من يوم جديد بحوالى الثانيه فجرًا

أنتهى ذالك الزفاف الطويل.

بدأ الخضور الخروج من تلك القاعه

أمام القاعه

وقفت صابرين مع والداتها وصبريه وفاديه عينيها مُسلطه على فاديه يتآكلها الفضول، لكن فى نفس الوقت نادى عواد عليها، فقالت لها شهيره:

يلا روحى مع جوزك الصباح رباح.

على مضض ذهبت صابرين نحو عواد وصعدت الى تلك السياره

تفاجئت بوجود تحيه وغيداء بالسياره

جلست جوارهن بالخلف بينما عواد صعد جوار السائق

دار حديث ودى بينهن حول بعد مقتطفات حفل الزفاف، كان عواد صامتً يستمع لهن فقط…

الى ان وصلا الى المنزل

ترجل عواد أولا

ثم نزلن هن بعد ذالك

تبسمت تحيه وهى تنظر لـ عواد قائله:

عقبال ما أشيل ولادكم قريب.

نظر عواد نحو صابرين بداخله يتهكم من ذالك

بينما صابرين قالت بود: أن شاء الله وعقبال فرح غيداء.

وضعت تحيه يدها على كتف غيداء قاىله: لأ لسه صغيره عالجواز


نفرح بتخرجها من الجامعه الاول.

ردت صابرين: ربنا يوفقها عن أذنكم انا حاسه بصداع ودماغى بتوش من الموسيقى العاليه، تصبحوا على خير.

ذهبت صابرين مع عواد الى الجناح الخاص بهم

لكن قبل أن يتحدثا آتى إتصال هاتفى لعواد

فقام بالخروج الى شرفة الغرفه يرد عليه

بينما صابرين خلعت ذالك المعطف وجلست على احد المقاعد شردت مره اخرى فيما سمعته عن فاديه وفاروق.

[عوده]

فاقت صابرين من شروها على يد عواد الذى وضعها فوق يدها الممسكه بالزهره نظرت ليدهُ ثم رفعت بصرها لأعلى لترى بسمة عواد الذى قال:

بتكلم معاكِ شارده فى أيه متأكد إنك مكنتيش سرحانه فيا.

قال عواد هذا وجلس بالمقعد المجاور لها ومازالت يدهُ على يدها بل ومد يدهُ الأخرى على على إطار المقعد خلف ظهرها.

بينما صابرين نظرت لوهله له بسخريه وحُنق ثم قالت:

فعلاً مستحيل أسرح فيك بس ليا سؤال بتمنى تجاوبنى عليه؟

تبسم عواد يقول:وأيه هو السؤال ده؟

ردت صابرين بمفاجأه لـ عواد:

ليه لما مصطفى رفع سلاحه عليا شدينى بعيد،وكمان ليه لما غيداء وقتها جت عليك خايفه قولت لها أنا كويس شوفي صابرين جرالها أيه،رغم إن إنت كمان كنت مُصاب؟


نظر عواد لـ صابرين متفاجئ من سؤالها الذى هو نفسه لا يعرف له تفسير غير أنه لم يرد لها الأذى…

لكن تهرب من الجواب قائلاً:

لو مكنتش شديت إيدك يمكن كانت الرصاصه بدل ما تجى فى كتفك كانت أخترقت قلبك وموتى.

تنهدت صابرين قائله:

ومنين جالك إن رغم إن الرصاصه مخترقتش قلبى بس أنا فعلاً حاسه إنى موتت بالحيا.

قلب عواد من قول صابرين ود أن يقول لها أنها تصف حالته بعد أن عاد مره أخرى للحياه كان يشعر أنه عاد للحياه من أجل أن يعيش بلا قلب ينبض فقط كان يضخ دماء فى جسده هذه كانت وظيفته لكن مؤخرًا بدأ يشعر أنه عاد يخفُق ويخشى شعور الفقدان مره أخرى وعلى من خاف من والفقدان عليها هي،حين رأى فوهة سلاح مصطفى مصوب عليها بلا تفكير جذبها بعيد عنه لكن رغم ذالك أُصيبت وقتها

تذكر ذالك اليوم بالمشفى حين كان يجلس أمام أحد الأطباء كى يُخرج له تلك الرصاصه التى أصابت معصمه لم يشعر بآلم بيدهُ رغم أن الطبيب كان يُخرج الرصاصه من يده دون تخدير له، بل كان يشعر بآلم أقوى فى قلبه،وهو يطلب من الطبيب سرعة الإنتهاء من تضميد يدهُ حتى يذهب ويطمئن عليها،وأنه بعد ان أنتهى الطبيب من إخراج الرصاصه من كتفها كان أول من دخل الى الغرفه التى نقلوها لها وظل لدقائق بها ولولا دخول والداها وقتها ربما ظل جوارها حتى تفيق ويطمئن عليها،لكن تهجم والداها عليه وقتها جعله يخرج حتى لا يزيد من إفتعال المشاكل بينهم.


……

كانت هناك عين سعيده وهى ترى جلوس عواد جوار صابرين تشعر بإنتعاش فى قلبها، وهى ترى السعاده على وجه عواد والتى سببها صابرين

وهنالك عين خبيثه

تكره رؤية تلك السعاده على وجه عواد فهو كان السبب الرئيسى لزواج زوجها بأمرأه أخرى أصبحت ضُره لها، تكره له السعاده

حاولت المساس سابقًا والتشكيك برجولته حتى تُثبت انها هى ام رجال العائله، لكن آتت تلك الحمقاء وأشهرت رجولته أمام الجميع ليزاد فى قوته بها، لكن لن تسمح بذالك كثيرًا

كما ان هنالك حليف آخر لها بالمنزل سحر التى تمقت صابرين بلا سبب.

وهنالك تلك البريئه غيداء التى تشعر بخيبة الحب الاول وهى تظن أن فادى واقع بغرام صابرين…كانت تظن انها وجدت الاهتمام من احد اخيرًا لكن كالعاده تشعر بـ الخيبه،لكن من الجيد انها آتت مبكرًا قبل ان تتعمق مشاعرها إتجاه فادى .

ـــــــــــــــــــــــأفضل الهدايا لأحبائكم


يتبع…

رواية بحر العشق المالح الحلقة الثامنة عشر

#الموجه_الثامنه_عشر

#بحر_العشق_المالح

ــــــــــــــــــــــــــــــــ

توه عواد فى الحديث حتى يتهرب من الإجابه على سؤالها الذى لا يعرف هو نفسه له جواب

قائلاً:

ليه لغاية دلوقتي مقدمتيش طلب نقلك لأى مكان قريب من هنا.

إرتبكت صابرين قائله:

بصراحه كده أنا مش مع فكرة إنى أتنقل هنا أنا مقدرش أتحمل أشتغل فى وحده زراعيه أكشف عالحيوانات بتوع الفلاحين.

إبتسم عواد بمكر قائلاً:طالما كده يبقى تاخدى أجازه بدون مرتب، ولا أقولك أنا ممكن أشغلك عندى وأديكِ ضعف المرتب اللى كنتِ بتاخديه من آذية الناس.

نظرت له صابرين بغضب قائله: وفر فلوسك لنفسك تنفعك او أقولك هات بها سجاير وأحرقها، وبعدين أنا آذيت مين؟

ضحك عواد على غضب صابرين قائلاً:

والجزاءات اللى بسببها إتسببتى فى خساير لبعض أصحاب المصانع والمُجمعات الاستهلاكيه.

ردت صابرين بحِده:

الحمد لله عمري ما خالفت ضميري ولا إتسببت فى آذية حد عنوه ولا لمصلحة حد والجزاءات اللى بتتكلم عنها دى أصحابها فعلاً كان عندهم مخالفات جسيمه ممكن تضر صحة البشر، حتى مصانعك كمان متأكده إن فيها مخالفات بس طبعاً بتقدر تحلها بذكاء.

ضحك عواد قائلاً بغرور: كويس أنك معترفه بذكائى.

تهكمت صابرين قائله:بلاش تتغر ليه متقولش إن معاك حظ مش أكتر،وكمان الفلوس بتنيم ضمير البعض.

تبسم عواد قائلاً بتوافق:فعلاً الفلوس بتنيم ضمير البعض،وأنتِ أيه اللى بينم ضميرك.

ردت صابرين بثقه:أنا مفيش عندى حاجه تنيم ضميري عارف ليه يا عواد يا زهران.


نظر لها عواد يود معرفة الجواب قائلاً بإيجاز: ليه؟

ردت صابرين:لأن الفلوس عمرها ما كانت هدفى ده أولاً،ثانيًا مبقاش عندى أى اهداف غير هدف واحد فى حياتى،وده مش مرتبط بالفلوس، فبالتالى الفلوس عندى ملهاش أى أهميه.

نظر عواد بإعجاب هو علِم ذالك مؤخراً صابرين لا يفرق معها المال،لكن لديه فضول معرفه الهدف الوحيد بحياتها…فقال بفضول وسخريه:

ويا ترى أيه هو الهدف السامى اللى فى حياتك بقى؟

نظرت صابرين لعواد بتحدى قائله:

هدفى إن أكشف حقيقة أكاذيبك يا عواد.

ضحك عواد بهستريا قائلاً بتكرار:

حقيقة أكاذيبي، زى الملايه اللى فرجتيها للكل تانى يوم لجوازنا كده، كسبتي أيه، الشخص اللى كان نفسك أنه يصدقك باباكِ معطاش للموضوع أى أهميه، بس تعرفى إنك وقتها فيدتني كتير بدون معرفه منك.

نظرت له صابرين تشعر بنغزه فى قلبها، لكن اظهرت القوه وكادت تتحدث بإستفسار لولا…

سماعهم لحديث أحلام التى إقتربت من مكان

جلوسهم بعد أن كانت تنظر لهم من بعيد تشعر بنار حارقه من صوت ضحكات عواد

فحسمت أمرها وتخابثت وذهبت الى مكان جلوس عواد وصابرين بالحديقه تريد قطع صفوهما الواضح أمامها

حين إقتربت منهم تحدثت:

تسمحولى أقعد معاكم ولا هقطع صفوكم وأبقى عازول.


نظرت صابرين لـ عواد الذى كاد ان يتحدث تعلم أنه لا يتعامل بذوق مع أحد وقادر على إحراج أحلام بلا مبالاه منه وقالت:

عازول أيه يا طنط، طبعًا أتفضلى أقعدى معانا.

جلست أحلام على أحد المقاعد قائله:

الجو حلو النهارده الشمس طالعه الربيع رجع من تانى، الشتا السنه دى كان قاسى ، متعرفوش انا كنت قلقانه قد أيه لا الطقس يرجع يتغير اليومين اللى فاتوا صحيح كان الجو سقعه بس قولت ارحم ما الدنيا تشتى والفرح يبوظ .

ردت صابرين: وكان أيه اللى هيبوظ الفرح لو الدنيا مطرت، الحنه والزفاف كانوا فى قاعه مُغلقه يعنى المطر مش هيآثر على حاجه.

ردت أحلام: إزاى بقى المطر مكنش هيآثر، المطر بيشل الحركه، كان ممكن المعازيم تكسل تخرج من بيوتها بحجة المطر، والعرسان متفرحش بعُرسها، ويبقى الفرح عالضيق زى فرحك إنت وعواد كده مر ومحدش حس بيه غير القليل بس دول بنات عضو مجلس الشعب تعرفى فى بعض المعازيم إتفاجئوا وزعلوا إن عواد إتجوز من غير ما ندعيهم بسبب طبعًا إن فرحكم كان عالضيق، بس انا وتحيه قولنا لهم إن ضيق الوقت كان السبب مش معقول كنا هنقول لهم على حقيقة جوازكم اللى تم بدون حفل يليق بعريس من عيلة زهران.

شعرت صابرين أن أحلام تحاول الإستقلال من نسبها لكن تهكمت قائله:


وأيه حقيقه جوازنا بقى.

نظرت أحلام لـ عواد ثم قالت:

يعنى اللى حصل قبلها وكمان إنك شبه كنتِ متجوزه من….

لم تُكمل أحلام قولها حين قاطعها عواد بحسم قائلاً:

سبق وقولت صابرين متجوزتش من غيري،اللى كان بينها وبين مصطفى ورقه مبقاش ومكنش لها أى أهميه، والموضوع ده منتهى مش عاوز أى كلام فيه مره تانيه.

إرتبكت أحلام قائله بتبرير كاذب مصحوب بغيظ حاولت إخفاؤه:

أنا مش قصدي حاجه أنا…

قاطعها عواد قائلاً بحسم: قصدك او مش قصدك الموضوع ده خط أحمر، صابرين متجوزتش غيرى.

شعرت أحلام بغيظ وأنقذها من الرد صوت هاتف صابرين المُتعجبه من قسوة رد عواد على زوجة عمه ومتعجبه أكثر لما تحدث بتلك الطريقه بالنهايه فعلاً كانت شبه متزوجه من مصطفى، ودت معرفة سبب ضيق عواد حين يذكُر أحد أنها كادت أن تكون زوجة مصطفى،لكن نظرت لشاشة الهاتف

تبسمت حين رأت إسم من يتصل عليها وقالت:

دى فاديه أختى،عن أذنك هقوم أتمشى أشوف مكان فيه شبكه كويسه وأرد عليها.

بالفعل نهضت صابرين وتركت عواد مع أحلام لكن صمت الأثنان قليلاً ثم نهض عواد قائلاً:

الشمس وجعت دماغى،عندى كم طلبيه لعملاء لازم مراجعتهم قبل الموافقه على التعامل معاهم.


غادر عواد هو الآخر وترك أحلام تشعر بغيظ كبير تود سحق عواد الذى لم يستحي ورد عليها بفظاظه أمام تلك السخيفه زوجته التى يُظهر غيرتهُ حين بتحدث أحد عن زواجها بآخر قبلهُ،أليست هذه حقيقة الآمر فلولا ما حدث ومقتل مصطفى كان من المستحيل ان يتزوجها،لوهله آتى لخيالها المريض فكرة أن عواد تعمد قتل مصطفى من أجل الظفر بتلك الحمقاء التى سلمت له بكل سهوله.

…..

بينما صابرين سارت بالحديقه وردت على إتصال فاديه قائله بمرح:

ناموسيتك كحلى لسه صاحيه من النوم قربنا عالعصر.

تبسمت فاديه قائله: غريبه أنا قولت إنك بعد سهرة ليلة إمبارح هتنامى اليوم بطوله، ولا يكون عواد هو اللى صاحكِ بدرى، ولا يمكن منيمكيش خالص.

وضعت صابرين يدها خلف ظهرها تشعر ببعض الآلم الطفيف قائله: فعلاً المختال الوغد هو السبب إن أصحى من النوم، فقولت أزعجك إنتِ كمان.

تبسمت فاديه بمكر قائله: المختال الوغد، مش كان المختال الابرص، ولا خلاص الهرمونات إنتهت مدتها والنمش اللى كان عاجبك إختفى من جسمهُ، وبقى وغد ليه دلوقتي، أيه سهرك معاه طول الليل بصراحه الراجل معذور وإمبارح كان فى زفاف والجو كان شاعريّ أكيد لما رجعتوا من الحفله كمل حفله تانيه خاصه بيكم إنتم الإتنين وبس .

تبسمت صابرين قائله:هتقولى فيها،حاسه إن جسمى كله بيوجعنى،بس سيبك من الكلام ده،انا زهقانه كده بقولك ربع ساعه وأكون عندك فى البيت فى موضوع مهم عاوزه أتكلم معاكِ فيه ومش هينفع عالموبايل.


تبسمت فاديه قائله:عارفه موضوعك المهم وهستناكِ بس إستأذنى من عواد الاول قبل ما تجي لأحسن يعاقبك بعدين،وواضح إنه عقابهُ بيوجع اوى.

تبسمت صابرين قائله:بطلي طريقتك دى،اللى يسمعك يقول مش دى فاديه العاقله الرزينه.

تهكمت فاديه قائله:خدت أيه من العقل والرزانه،يلا سلام،بس إستأذنى الاول قبل ما تجي.

تبسمت صابرين وأغلقت الهاتف،وكانت ستعود الى مكان جلوس عواد مع زوجة عمهُ لكن تقابلت معه بالحديقه وهو يسير فقالت له:

أنا حاسه بزهق.

تهكم عواد قائلاً:وايه سبب الزهق ده بقى.

ردت صابرين:معرفش،أنا هروح بيت بابا أقعد مع فاديه أهو اتسلى معاها شويه حتى الزهق ده يروح.

فكر عواد فى الرفض للحظات لكن تراجع قائلاً:

وماله روحى لبيت باباكِ،بس بلاش تتأخري فى الرجوع،زى عادتك ما تصدقى تخرجى ومش عاوزه ترجعى تانى

قال عواد هذا وإنحنى يهمس بأذن صابرين بنبرة وعيد:

لأن لو إتأخرتى فى الرجوع زى عادتك الفتره اللى فاتت هيبقي ليا رد فعل لذيذ زى ليلة إمبارح والصبح كده.

إهتزت صابرين لوهله ثم قالت: إنسى اللى حصل ده يتكرر تانى، كانت لحظة ضعف.

تبسم عواد بمكر قائلاً:


أمتى بالظبط كانت لحظة الضعف دى، إمبارح ولا النهارده الصبح ولا لما كنا فى البانيو مع بعض.

توترت صابرين وإنصهر وجهها وقالت:

أهو كلامك الهايف ده هو اللى هيأخرنى فى الرجوع بدرى…أنا ماشيه.

ضحك عواد على إنصهار وجه صابرين باللون الأحمر وليس هذا فقط أيضًا ضحك على توترها وهروبها من أمامهُ…

ظلت عيناه تنظر لها الى أن خرجت من بوابة المنزل الخارجيه،عاد بنظرهُ نحو المنزل،تلاقت عيناه مع عيني والداته التى تقف بشُرفة غرفتها،تبسمت له بتلقائيه،بينما هو تجاهل النظر إليها وعاد الى داخل المنزل.

بينما تحيه رغم شعورها بغصه فى قلبها لكن إنشرح قلبها من تلك البسمه و ضحكات عواد التى عادت تراها وتسمعها من جديد.

……ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

بعد وقت طويل بمنزل سالم التهامى

بغرفة فاديه جلسن صابرين وفاديه

اللتان سحبهن الوقت دون شعور منهن بسبب حديثهن الذى تفرع لمواضيع كثيره الى أن

قالت فاديه:

كان دخولك إمبارح إنتِ وعواد للقاعه وهو ماسك إيدك له وهج جامد والله غطى على دخول العرسان نفسهم…والكاميرات والعيون كلها إتسلطت عليكم والله أنا سميت الله عليكم وكنت خايفه تتحسدوا من عيون الغجر اللى كانوا فى الزفاف.


تبسمت صابرين قائله:

ياريت كانت عنيهم صابتنا،عالاقل كان زمان جسمى مش بيوجعنى بسبب المختال الوغد.

ضحكت فاديه قائله بغمز،تنكري إن المختال الابرص ده كان وسيم أوى من غير دقن تحسى أنه صغر عشر سنين من عمرهُ،لو مكانك أقوله متحلقش دقنك دى تانى،ولا عيونه اللى منزلتش من عليكِ طول الفرح وبالذات لما قومتى من جانبه وقعدتى جنب صبريه كانت عنيه بتقدح نار وكم مره شاورلك براسهُ ترجعى لعنده بس كنتِ بتطنشى…مش عارفه ليه عندي إحساس أن عواد كان يعرفك قبل كده.

تهكمت صابرين قائله: أكيد احساسك غلط عواد كان هيعرفنى منين، أول مره شوفته فى نفق محطة القطر،وبعدها بقى كارثه وحلت عليا،بس سيبك من الكلام عن عواد عشان حتى سيرته بتوجع ضهرى.

غمزت فاديه لها قائله: سيرته بتوجع ضهرك بس وجع لذيذ.

تبسمت صابرين قائله: بطلى غمز وقوليلى إنتِ وأنا بكلمك فى الموبايل قولتى عارفه أنا عاوزه أتكلم معاكِ فى أيه؟

شعرت فاديه بغصه قائله:

فاروق زهران…أنا شوفت طرف فستانك وإنت واقفه جنب باب الاوضه اللى سحبنى فيها فاروق،وإستغربت إنك مدخلتيش علينا،مع إن كان نفسى فى كده بصراحه كنت عاوزه أحرج فاروق.

تعجبت صابرين قائله:أيه حكاية فاروق القديمه معاكِ؟


ردت فاديه:فعلاً فاروق بقى حكايه قديمه وحتى كنت نسيتها.

ردت صابرين بإستفسار:وأيه اللى فكرك بيها تانى؟

ردت فاديه:ومين قالك ان فكراها،بس يمكن لغبطة اللى حصل فى الكام يوم اللى فاتوا ،وطلبى الطلاق من وفيق،وصلوا الخبر مفكر إنى ممكن أنسى الماضى وإنه كان جبان.

تسألت صابرين:وإنت فعلاً ممكن تنسي.

تنهدت فاديه بشعور الفشل قائله:

معتقدش إن فى حاجه أنا محتاجه أنساها دلوقتِ لإنى مش بفكر فى حاجه غير أنى أرجع فاديه القديمه اللى فجأه إتهزمت وإستسلمت وقالت نصيبى كده،أنا طلبت من بابا انى ارجع أشتغل وخلاص قدمت طلب رجوعى تانى للتدريس،بس الشكل العام كده هرجع للمدرسه اللى كنت بدرس فيها فى إسكندريه قبل ما أتجوز،إحنا خلاص بقينا تقريبًا فى نص التيرم التانى،ومش هينفع إنتدب فى أى مدرسه قريبه من هنا.

تبسمت صابرين قائله:فعلاً خبر حلو وأهو نبقى سوا فى إسكندريه انا كمان مقدمتش طلب نقل وبصراحه كده مش هقدمهُ، أنا مش هقدر أتحمل رخامة أحلام،ولا سيماوية سحر واللى متأكده هتزيد بعد إنفصالك عن إبن أمه اللى أتأخر كتير….

توقفت صابرين عن الحديث للحظه ثم ضحكت قائله :مش قادره أنسى لما شوفت الحيزبون ماجده وهى خلاص كانت هتقع قدام المعازيم فى القاعه لو مش ناهد رنات مسكت إيدها على آخر لحظه كانت إتفضحت.


ضحكت فاديه هى الاخرى قائله:

تعرفى انى خدت بالى بالصدفه وإن ناهد هى السبب إن كانت ماجده هتوقع، وتقريبًا كانت قاصده أنها تكعبلها وفى نفس الوقت تسندها قبل ما توقع قدام المعازيم.

ضحكت صابرين قائله:

نظام إضرب ولاقى يعنى والله ناهد رنات دى فعلاً كهينه ولئيمه وهى اللى تعرف تلاعب ماجده وسحر على صوابع إيديها.

تنهدت فاديه قائله:

فعلاً كل واحد بيختار اللى شبيهه…أنا وفيق مبقاش يفرق معايا خلاص.

تبسمت صابرين تشعر بوجع قلب فاديه التى تحاول إخفائه لكن تسألت بفضول منها:

فاديه أنتِ وافقتى عالجواز من وفيق عشان كان نسيب فاروق بكده تنتقمى منه لما يشوفك أتجوزتى من شخص قريب منه .

تهكمت فاديه قائله: أبدًا والله أنا لما إتقدملى وفيق كنت خلاص حذفت فاروق من حياتى وكان هدفى أأسس لى حياه خاصه بيا، وحولت مشاعرى كلها

لـ وفيق بس مع الوقت وموضوع الخِلفه بدأت أحس بالخيبه لتانى مره، غير إن وفيق شخص ودنى وبيسلم نفسه لقرارات مامته اللى مقدسه عنده، حتى مع الوقت إتأكدت إنى حتى لو كنت خلفت من وفيق كنا هنوصل للنهايه دى،عشان سبب واحد مامته،بحس إنها زى ما تكون خايفه إنه يتعلق بحد غيرها ووقتها يبعد عنها،حتى سحر دايماً تلعب فى دماغها بكده وبالذات من ناحيتي.


تعجبت صابرين قائله:تفتكرى سحر حاسه إن فاروق عنده مشاعر ليكِ وعشان كده بتكرهك.

ردت فاديه:لأ،سحر نوعيه غلاوويه عندها إحساس بالنقص،أو يمكن السبب فاروق أنه عاش معاها بصورة زوج فقط،واضح إن المشاعر بينهم معدومه زود إحساس النقص جواها،غير كمان مامتها بحس إنها بتحب وفيق أكتر منها،فـ بتحاول توسوس لها من ناحيتي إنى هخطف وفيق منها،بس أنا كان نفسى وفيق مره واحده يشترينى،بس أهو إنتِ شايفه بقالى كم يوم سايبه البيت حتى متصلش عليا مره حتى لو هددنى أنه فعلاً هيطلقنى يمكن كنت فكرت وعطيته فرصه أخيره،بس التجاهل ده مالوش معنى عندى غير إن وصلت للنهايه مع وفيق،وأكد ده مناظر سحر وماجده مع ناهد إمبارح فى القاعه،اللى كانوا بيتعمدوا يغظونى بس ربنا بيرد الحق فى وقتها،سمعتى بنفسك فاروق وهو بيقولى أنه لسه بيحبنى رغم السنين دى،كلها مع سحر وأنه معاه منها تلات عيال،إنتِ مشيتى قبل ما تسمعى بقية حديث فاروق،فاروق قالى أتمسك بالطلاق من وفيق أنه مستعد يطلق سحر فورًا لو ده هيبرهن لى إنه لسه بيحبنى.

تعجبت صابرين لكن قبل أن تتحدث دخلت عليهن شهيره مبتسمه تقول:أيه يا بنات الرغي بينكم مش بيخلص مفيش واحده فيكم تخلى عندها دم وتقوم تساعدنى أوضب العشا زمان بابا راجع من صلاة العشا،وانتم عارفين إنه مش بيحب السهر،يجى من صلاة العشا يتعشى وينام.


تهكمت فاديه قائله:إحنا مبقناش بنات خلاص الكلمه دى بقت ماضى.

ردت شهيره بسؤال مازح:

أمال بقيتوا أيه بقيتوا رجاله.

ردت صابرين:لأ بقينا ولايا غلابه …عمرك شوفتى ولايا بيبطلوا رغي .

تبسمت شهيره قائله:

إنتِ وليه وغلبانه،إنت عندك قدره تستفزى الشيطان إنه يتوب على إيدك،يلا يا بناتى قوموا ساعدونى أنا خلاص طول اليوم بقاوم وجع جسمى بسبب سهرة إمبارح وتكه واحده هقع من طولى.

غمزت صابرين لفاديه وقالت:

تقعى من طولك كده بابا يبقى لازمهُ واحده جديده كده تفرفشه وتنعنشه.

أكملت فاديه بمزاح هى الأخرى: وتلبس له القميص الأحمر الشفتشي.

ضحكن الثلاث بمرح لكن سأم وجه صابرين

حين دخل سالم عليهن وقال:بتضحكوا على أيه أنا راجع من العشا قولت هلاقى العشا جاهز،لكن يظهر الرغى خدكم،أنا جعان وعاوز أنام،ولا أنام من غير عشا.

ردت شهيره: لأ طبعاً دقايق والعشا يكون جاهز

يلا يا بنات تعالوا معايا نجهز السفره بسرعه ونتعشى مع بعض.

نظرت صابرين نحو سالم وقالت بغصه:

أنا همشى عشان متأخرش…


سبق سالم قائلاً: الوقت لسه بدري أقعدى إتعشى معانا يا صابرين.

تدمعت عين صابرين وأمأت رأسها بموافقه وهى تبتسم وقالت:

يلا يا ماما نجهز العشا بسرعه انا واحشنى طعم عجة البيض اللى كنتِ بتعملها للواد هيثم وأنا كنت بخطفها منه وأكلها.

تبسمت شهيره قائله:والله هيثم واحشنى اوى ربنا يسهل له وينجحه.

تبسمت صابرين قائله:

نسيت أقولكم إن هيثم خس النص بسبب دراسة طب الجراحه الحمد لله إنى مدخلتش طب بشرى

طب الحيوانات أسهل.

تبسم سالم هامسًا لنفسه:أنتِ أحسن واحده دايماً تختار الطريق السهل.

بعد قليل على طاولة السفره

جلسن الثلاث ومعهم سالم يتناولن الطعام البسيط،لكن له مذاق خاص لديهم،كانت صابرين تختلس النظر الى سالم شعرت بفرحه غامره حين تلاقت أعينهم وتبسم لها سالم وأشار لها بيدهُ ان تُكمل طعامها…رغم انه كان صامتًا لكن شعرت براحه فى قلبها

حتى شهيره وفاديه شعرن بفرحه فى قلوبهن.

..ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

بنفس الوقت نزل الشردى

كما يقولون فى الأمثال “الدوي على الأذان أقوى من السِحر والأقلام.


بغرفة الصالون

كانتا ماجده تجلس مع سحر الإثنان تتحدثان حول زفاف الأمس وعن تضايقهن من تجاهل فاديه لأفعالهن التى إن دلت على شئ فتدل على إنحطاطهم… بنفس الوقت

دخل عليهن وفيق يبدوا على ملامحه الإرهاق قائلاً:

مساء الخير، مالكم سكتوا لما دخلت للأوضه.

ردت سحر: مساء النور… وهنسكت ليه إحنا معندناش أسرار نخبيها عنك.

إضجع وفيق على أحد المقاعد متنهدًا بإرهاق.

نظرت له ماجده قائله:

ها عملت أيه،ربنا وفقك وخصلت عقود تسجيل المصنع بإسمك.

رد وفيق:آه الحمد لله وكمان ربنا وفقنى بمدير كويس رشحوا ليا صاحب المصنع القديم قالى إنه كان بيشتغل عنده وأنه نشيط و أمين.

ردت سحر:مبروك عليك المصنع الجديد ربنا يرزقك من وسع ويجعل وش المصنع ده عليك خير ويجبر بخاطرك بذريه صالحه تقِر عينك.

شعر وفيق بغصه لكن آمن على دُعائها،بينما تحدثت ماجده :

إن شاء الله هيكون وش المصنع خير، وتكون ناهد هى سبب فرحة قلبك، شوفت أهو يادوب قرينا مع خالك الفاتحه وربنا وفقك بالمصنع الجديد…مش زى البومه المعيوبه اللى معندهاش إحترام لحد لو شوفتها إمبارح فى زفاف ولاد سلف أختك.


نظرت سحر بخباثه لـ ماجده قائله:

مالوش لازمه الكلام ده يا ماما مش شايفه وفيق راجع من القاهره مُرهق.

إعتدل وفيق قائلاً بفضول:

هى فاديه حضرت زفاف ولاد سلف سحر وياترى

أيه اللى حصل منها يا ماما.

تخابثت سحر قائله:مالوش لازمه اللى حصل منها.

نظر وفيق لها قائلاً:إسكتِ إنت يا سحر،قولى لى أيه اللى حصل يا ماما…واضح كده أن فاديه مصدقت وفجرت من أمتى كانت بتحضر أفراح.

تهكمت ماجده رغم انها تعلم أنها كاذبه لكن إدعت البراءه:

ياما كنت بتحايل عليها تجى معايا نجامل حبايبنا مكنتش بترضى كأنها كانت بتستعر تظهر قدام الناس معايا،إمبارح كانت لابسه فستان شكله غالى وكانت بتتعايق بجمالها قدام الناس فى القاعه،طبعًا مش فى بالها عارفه ومتأكده إنك فى الآخر هترجع تطلب رضاها وتستعطفها،لأ ولما شافت ناهد قربت منى وخدت بأيدى عشان أطلع أبارك للعرسان زغرتلى وزى ما يكون دعت عليا وكنت هقع فى القاعه قدام الناس لولا اللى ربنا يصلح حالها ناهد مسكت أيدي كنت وقعت وأتفضحت قدام المعازيم

حتى ما هان عليها تقوم من مكانها وتجي تطمن عليا مكنتش عشرة يومين اللى بينا،ربنا عالم انا كنت بعاملها إزاى بس هى معندهاش أصل.

شعر وفيق بغضب وغيظ من فاديه كذالك شعور آخر بقلبهُ رغم أنه يشتاق لرؤية فاديه لكن لو وقفت أمامه الآن لا يضمن رد فعله بعد الذى سمعه عنها من والداتهُ،لكن إستسلم وصدق كذبهن المُلفق وقال بلحظة غضب:


أنا قررت أطلق فاديه.

تسرعت ماجده قائله:

أوعى تطلقها،لو طلقتها هيبقى طلاق غيابى وتدفع لها نفقة ومؤخر قد كده،سيبها زى البيت الوقف وإقهر قلبها.

نظر وفيق لوالداته قائلاً بعدم فهم:.قصدك ايه؟

ردت ماجده:إتجوز عليها وأقهر قلبها ميقهرش قلب الست ويأذبها غير ست غيرها،ناهد فاضل اقل من عشرين يوم وعدتها تخلص، وقتها حُط فاديه وأهلها قدام الأمر الواقع وهى تختار بقى دول ناس معندهمش معرفه بالأصول المفروض أبوها كان عقلها ورجعها لبيت جوزها، إنما تقول أيه ناس مبيفهوموش فى الأصول وقدامك اكبر دليل أختها اتسببت فى موت إبن عمها اللى كان كاتب كتابها وبعد منه يادوب قضت عدتها وإتجوزت من اللى قتلهُ.

تحكمت الظنون السيئه بعقل وفيق وسار خلف وسوسة والداته موافقًا على فعل ما تريدهُ كذالك الطمع فى سلب حقوق فاديه… إن كانت تريد الخروح من حياته فلتخرج خاليه يكفى ما أخذته سابقًا حين غادرت المنزل قبل أيام.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــ

بعد مرور أسبوعين

بالأسكندريه

بڤيلا زهران

صباحً

بغرفه عواد


رفعت صابرين رأسها من فوق الوساده ثم شعرت بوخم النوم عادت مره اخري للنوم لكن أيقظها رنين تنبيه الهاتف،

تمطئت بضجر تحاول نفض وخم النوم مدت يدها وجذبت الهاتف وأغلقت صوت التنبيه نظرت لجوارها لم يكُن عواد بالفراش بالتأكيد أسيقظ باكرًا

تمطئت لا تعرف سبب لذاك الوخم الذى أصبح يُسيطر عليها مؤخرًا لكن فجأه تذكرت شئ فإنتفضت من فوق الفراش وتمعنت بالتاريخ الموجود على الهاتف وقالت إزاى نسيت ميعادها،دى متأخره أكتر من خمس أيام معقول أكووووون

عقلها رفض التخمين فى الجواب،حتى انها لم تشعر بعواد الذى دخل الى الغرفه الأ بعد تحدث متهكمً:

مالك صاحيه عالصبح تبصى فى الموبايل وتكلمى نفسك.

رفعت بصرها عن شاشة الهاتف وكادت تتحدث بلذاعه لكن منظر عواد الأنيق جعلها تغير حديثها وقالت بسؤال:

لابس ومتشيك كده ليه عالصبح أول مره أشوفك لابس بدله كامله وكرافت كمان،حتى الليله السوده اللى أتجوزنا فيها مكنتش لابس بالاناقه دى.

تبسم عواد يقول بمكر:

ذاكرتك ضعيفه يا حبيبتي ليلة جوازنا السوده كنت لابس بدله سوده أخت دى بس مكنتش لابس كرافت،بس النهارده لازم أكون فى كامل أناقتى قدام الضيوف.


تهكمت صابرين قائله:ضيوف،وضيوف مين بقى دول،لا تكون ناويت تتجوز مره تانيه.

ضحك عواد وجلس على الفراش جوار صابرين ومد يدهُ وضعها على وجنتها قائلاً: أنا الغلطه اللى بغلطها

مره مستحيل أكررها،نسيت أقولك صباح الخير يا حبيبتي.

انهى حديثه بقُبله أقتنصها من شفاه صابرين التى حاولت دفعه بيديها بعد ان كادت تشعر بالإختناق

ترك عواد شفاها ونهض من جوارها ينظر لها ثم هندم من ثيابه قائلاً:

هستناكِ تحت فى أوضة نفطر سوا بطلى كسل شكل وشك مُجهد أكيد بتتعبى نفسك زياده فى الشغل،هسيبك تاخدى شاور تنتعشي.

غادر عواد وأغلق باب الغرفه خلفه شعرت صابرين بغيظ وألقت بالوسائد خلفه قائله:قال بيقولوا عليا إستفزازيه أمال عواد ده أيه ملك الإستفزاز الوغد،قال بيقول عليا غلطه،ماشى يا عواد أنا صبرت عليك كتير،أخد شاور وأفوق لك

نفضت غطاء الفراش من عليها ونهضت كى تنزل على الفراش لكن حين وقفت على قدميها شعرت بدوخه بسيطه فجلست مره أخرى على الفراش حتى ذهبت تلك الدوخه تعجبت من تلك الدوخه وقالت:

مُصيبه لو اللى فى دماغى طلع صح…مستحيل…

سُرعان ما نفضت ذالك الظن عن رأسها وقالت:

مالك يا صابرين مكنش كم يوم تآخير يرعبوكِ كده اكيد سبب الدوخه دى ألاوهام اللى حطاها فى دماغك غير فعلاً بجهد نفسى فى الشغل قبل كده كنت بشتغل بس وباخد راحتى فى النوم،قبل ما أتجوز من الوغد عواد كنت مرتاحه وجسمى مرتاح.


فكر عقل صابرين وقالت:بسيطه سهل أقطع الشك ده باليقين فى أقرب وقت ويمكن تكون بس مخاوف مش فى محلها والتأخير عادى.

بعد قليل نزلت صابرين لكن قبل أن تدخل الى غرفة السفره

تسمعت صوت عواد العالى وهو ينهر ماجد ويذمهُ عن تقصيره بالعمل و حديثهُ عن وجود تجاوزات يقوم هو بحلها.

كادت ان تقف تتسمع لباقى ذالك الحديث لكن إقتراب فوزيه منها جعلها تدخل الى الغرفه

صمت عواد حين رأى صابرين تدخل وخلفها فوزيه لتقول فوزيه بسؤال:فى أيه مالكم صوتكم كان عالى انا سمعاه من وأنا نازله عالسلم حتى صابرين كمان كانت واقفه جنب باب الاوضه يمكن كانت خايفه من صوتكم العالى.

نظر عواد نحو صابرين التى قالت: أما أقعد أفطر

أنا جعانه وهتأخر على ميعاد شغلى،ماليش فى حواراتكم ولا صوتكم العالى.

لم تنتظر صابرين وجلست على أحدى المقاعد وبدأت تتناول الطعام

بينما عواد كان يختلس النظر لها يعلم أنها لن تفوت ما سمعتهُ ربما وجدت فرصه.

بينما قالت فوزيه بإمتعاض:أنا معنديش مانع الست تشتغل بس تشتغل فى أماكن تناسب انوثتها، مش فى التفتيش أنا

مش عارفه أيه اللى مخليكِ متمسكه بشغلك ده غير إنك بتتعبى قصاد مرتب زهيد جداً.


ردت صابرين:فعلاً المرتب بتاعى زهيد طبعًا بالنسبه ليكِ لا يُذكر ممكن تدي ضعفه بقشيش، بس ممكن المرتب الزهيد ده فى بيوت بتتفتح بنص المرتب ده وأهلها عنده رضا وقناعه وبيناموا وهما مرتاحين البال مش بيفكروا فى صبغ شعرهم ولا تأقليم ضوافرهم المهريه ولا سنفرة ولا شد تجاعيد ولا تنحيف قوام،أنا شبعت عندى تفتيش ومش لازم أتأخر.

نهضت صابرين وتركت فوزيه تشعر بإزدراء من رد صابرين الجاحف،بينما عواد كتم ضحكته،ونهض بعد قليل،متحدثًا:

مش يلا يا ماجد عندنا لقاء مع سيادة المحافظ فى الغرفه الصناعيه.

نهض ماجد قائلاً:أنا جاهز

قال هذا ولم يستحي وقبل وجنة فوزيه قائلاً:

أشوفك المسا يا حبيبتى أدعي لينا اللقاء ده مهم جداً.

تبسمت فوزيه قائله: ربنا يوفقك يا حبيبي قصدي يوفقكم.

تهكم عواد على تلك المناظر الفارغه بالنسبه له.

ــــــــــــــــــــــــــــــ……

فى حوالى العاشره صباحً

أمام الفيلا

تفاجئت غيداء

بمن يقطع على السياره التى تجلس بها الطريق بدراجته الناريه مما جعل السائق يقف كى لا يصطدم معه

ظل فادى واقفًا بالدراجه بعرض الطريق


كاد السائق ان يترجل من السياره ويذهب له لكن قالت غيداء:

خليك أنت أنا هنزل أتكلم معاه وأشوف سبب وقفته بالعرض قدام العربيه يقطع الطريق.

اومأ لها الساىق قائلاً: خليكِ يا آنسه غيداء وانا بعرف أتعامل مع النوعيه دى، ممكن يكون شخص وقح ويقل أدبهُ عليكِ.

ردت غيداء: لأ متخافش واضح من شكله أنه شخص مش قليل الأدب يمكن يكون محتاج لمساعده.

ترجلت صابرين من السياره وتوجهت نحو وقوف فادى على الدراجه وحين أقتربت منه نظرت له بحِده مع ذالك تغلبت طبيعتها الرقيقه وقالت بلطافه:

أيه اللى موقفك قدام العربيه

خير محتاج لمساعده.

تبسم فادى قائلاً: وحشتينى.

إرتبكت غيداء واهتز قلبها وحاولت الحديث لكن كآن صوتها ذهب، وظلت صامته الى ان ترجل فادى من على دراجته وأقترب منها قائلاً:

ليه مش بتردي على رسايلى حتى حاولت أتصل عليكِ أكتر من مره برضوا مش بتردي

بقالى أسبوعين بحاول أعرف عملت أيه يخليكِ تتجاهلى الرد على رسايلى حتى إنى آخر ما زهقت إتصلت عليكِ وبرضوا مردتيش عليا، وكنت قلقان عليكِ… قوليلى أنا عملت أيه زعلك

تهكمت غيداء قائله بتعالى : وإنت مين بتكون عشان تعمل حاجه تزعلنى، عادى أنا كنت بشوف رسايلك مش برد عليها بمزاجِ حتى إنى قافله كل الإشعارات والإتصالات كنت محتاجه أشعر بهدوء…


بس كان عندى سؤال،ليه لما سألتك إنك من عيلة التهامي مقولتليش إن صابرين مرات عواد أخويا تبقى بنت عمك….غير إنك واضح جدًا إنك كنت أو يمكن مازالت مُعجب بيها،رغم إنها كانت تبقى خطيبة أخوك،متحاولش تنكر وتكذبني.

رد فادى بمفاجآه:فعلاً أنا كنت فى وقت حسيت بإنجذاب

بـ صابرين بس من يوم ما مصطفى أخويا خطبها وعرفت إنى كان إنجذابى لها وهم وأنى شعورى الحقيقى ليها أخوه مش أكتر .

شعرت غيداء بغصه فى قلبها وقالت بمفاجأه:

يمكن إتجدد الإنجذاب مره تانيه بعد وفاة أخوك،بس يمكن إتأخرت و عواد خطف صابرين من قدامك.

…….ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


يتبع…


جاري كتابة الفصل الجديد  للروايه حصريا لقصر الروايات اترك تعليق ليصلك كل جديد أو عاود زيارتنا الليله

لمتابعة باقى الرواية زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل 

متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا

الرواية كاملةمن هناااااااااا

مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا

 مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هناااااا







تعليقات

التنقل السريع