رواية بحر العشق المالح الفصل التاسع عشر والعشرون والحادي وعشرون بقلم سعاد محمد سلامة
رواية بحر العشق المالح الفصل التاسع عشر والعشرون والحادي وعشرون بقلم سعاد محمد سلامة
رواية بحر العشق المالح الحلقة التاسعة عشر
﷽
#الموجه_التاسعه _عشر
#بحرالعشق_المالح
ـــــــــــــــــــــ
بأحد المبانى الحكوميه
بغرفة إستقبال واسعه مُخصصه لاستقبال هذا الحشد من رجال الاعمال بمحافظة الأسكندريه
كان يجلس عواد مع كبار رجال الأعمال الآخرين يتحدثون بعمليه عن النشاط الأقتصادى وكيفية الإستفاده من تعامُلات ومتطلبات السوق المُتقلبه
حصل عواد على إعجاب بعضهم بطرحه لمُقترحات يستطيع من خلالها جذب إستثمارات قويه تُنمى الأقتصاد،أثار إعجاب الكثيرون اللذين دهشوا حين علموا أن مجال دراستهُ لم يكُن الإقتصاد لكن ربما مَلكَة ذكاؤه العاليه جعلته مُلم بطبيعة السوق من حوله مما جعل إسم “عواد زهران” فى مصاف رجال الاعمال الشباب والمتوقع لهم مستقبل باهر أكثر ٠
بعد وقت من المداولات بين المحافظ ولجنه إقتصاديه خاصه كذالك رجال الاعمال،إنتهى هذا اللقاء…
قام المحافظ بدعوة الحاضرين لحضور حفل إستقبال بسيط بعد ذالك اللقاء،يُعزز من خلاله قوة التعامل بين الدوله ورجال الاعمال من أجل تنمية وتشجيع الاستثمارات
كان عواد هو وماجد يقفان مع أحد رجال الاعمال كان يستمع أكثر مما يتحدث يستشف حقيقة بعض الشخصيات عكس ماجد الذى يحاول لفت ألانتباه له أنه أيضًا رجل أعمال مُحنك وحاصل على شهاده فى إدارة الاعمال من أعرق جامعات الأسكندريه، كان عواد بداخلهُ يتهكم من تباهى إبن عمه يستمع فقط دون حديث
الى أن أقترب منهم احد رجال الاعمال قائلاً:
عواد زهران من زمان متقبلناش.
شعر عواد بالغبطه من ذالك الشخص وكاد يتحدث بفظاظه لكن رسم بسمة مجامله:
“عادل مجدى حندوق” إبن سيادة السفير،صحيح بقالنا كتير متقبلناش يمكن من حُسن الحظ بس أخبارك وصلتنى،وبالذات نجاح مصنع اللحوم اللى أنشأته قريب سمعت إنك أخدت إسم كويس فى السوق بسرعه.
علم عادل بباطن حديث عواد وقال: أعتبر ده مدح منك وأنى بقيت منافس قوى لـ مصانع زهران.
تهكم عواد ضاحكًا يقول:
طبعًا مش مدح ده مجامله مش أكتر لازمك وقت أكتر عشان تقول على نفسك منافس لـ مصانع زهران إن كان عالكام عميل اللى قدرت تقنعهم بجودة منتجك وأنه أرخص من منتجات مصانع زهران تبقى غلطان ولازمك مراجعة تقدير،لآنى العملاء دول أنا نفسى رفضت التعامل معاهم سابقًا لأنهم محتاجين منتج رخيص الجوده مش مهمه عندهم لإن معظم المنتجات دى المفروض يطعموا بها كلاب الحراسات مش البنى آدمين.
رغم غيظ عادل من رد عواد الجاحف لكن قال: على فكره نسيت أباركلك عالجواز،عرفت إنك إتجوزت من دكتوره بيطريه بتشتغل فى وزارة الصحه وإنها كانت عامله لك ناوشه كل يوم والتانى لجنة تفتيش عالمصانع، طول عمرى بقول عليك ذكى وبتعرف تستغل الفُرص.
نظر عواد لـ ماجد الذى شعر بالخزو لكن قال:
الشاطر فعلاً اللى يقدر يستغل الفُرص اللى بتجيله، زيك تمام كده إستغليت إسم سيادة السفير عشان يبرز إسمك بين رجال الاعمال،بس نصيحه منى لك
إسم سيادة السفير هيفتحلك مصنع بس مش هتقدر تستمر وتنجح لو فضلت مفكر إن ده كافى لك،وبلاش تناطح إسم أقوى من إسم سيادة السفير.
قال عواد هذا وأقترب من أذن عادل هامسًا بتوعد:.بلاش توقف قصادى وتضرب من تحت الحزام لآنى وقتها مش هراعي النسب الشريف اللى بينك وبين إبن عمى ووقتها همحيك من السوق،يا
“عادل حربوء”أوعى تكون نسيت لقبك القديم وسط ثنائى الحرابيق،اللى كنت مكونه إنت ماجد إبن عمى،خليك فى صناعة منتجات الآلبان بلاش تدخل فى مواجهه خسرانه.
قال عواد هذا ورسم إبتسامة صفراء ثم إبتعد عن عادل قائلاً:
أعتقد اجتماع المحافظ إنتهى،وبدأ رجال الاعمال فى الإنصراف أنا كمان مش فاضى لمجالس تافهه مش هستفاد منها غير الترتيب لشوية آسافين هبله.
قال عواد هذا ثم نظر لـ ماجد قائلاً:هسيبك مع أبو نسب إبن سيادة السفير.
غادر عواد الغرفه وترك ماجد مع عادل الذى قال: عواد زاد عنده الغرور والغطرسه ودول هما اللى هيدموه فى اقرب وقت هو معندوش خبره بالأقتصاد كل اللى معاه شوية حظ ومش هيستمر… البقاء للى عنده خلفيه إقتصاديه خاصه زينا… متأكد لو فضلنا شركاء زى ما إحنا هنقدر نهزم عواد فى أقرب وقت.
تحدث ماجد بتسرع: وطي صوتك محدش يعرف إن شريك معاك فى المصنع، والعملاء دول أنا اللى دليتك عليهم بعد عواد ما رفض التعامل معاهم، هما كمان محرقين من عواد.
……. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بأحد المجمعات الإستهلاكيه كانت صابرين على راس لجنة التفتيش تدقق فى بعض أنواع الأطعمه المحفوظه
تتجول دون إنتباه منها تجذب بعض علب المنتجات المحفوظه تقرأ تواريخ الإنتاج وإنتهائها
الى أن سمعت إحدى السيدات تدخل الى ذالك المُجمع الأستهلاكى تتحدث بصوت عالى تتحدث على ردائه إحدى المنتجات التى إشترتها من المُجمع بالأمس.
حاول أحد العاملين بالمجمع إسكات السيده لكن فات الوقت،إقتربت صابرين من السيده قائله:
خير يا مدام سمعتك بتزعقى.
نظرت السيده لـ صابرين قائله:
تعالى شوفى يا بنتى،إمبارح أشتريت من المجمع علبة سمنه صناعى وقولت أخد إتنين كيلو زبده فلاحى عليهم وأسيحهم على بعض السمنه الصناعى تاخد طعم الزبده الفلاحى وأطبخ بيهم،بس لما روحت وفتحت كيس الزبده الفلاحى وحطيتها فى الحله عشان أسخسخها شويه اتفاجئت إنها مش زبده صفره فلاحى، دى مغشوشه من فوق زبده ومن النص بطاطس مهروسه.
تعجبت صابرين قائله:
ده غش تُجاري إنت متأكده يا مدام من كلامك ده؟
ردت السيده: متأكده جداً ومعايا اهو الزبده اللى أشتريتها من هنا إمبارح، الحمد لله إنى مكنتش حطيت عليها علبة السمنه الصناعى.
ردت صابرين: أولا هقولك غلط إنك تسيحى السمنه الصناعى مره تانيه حتى لو هتخلطيها زى ما قولتى كده، ثانيًا قوليلى إسم نوع الزبده اللى أخدتيه.
ردت السيده بإسم نوع الزبده وقالت: العامل اللى هنا قالى إن المصنع اللى بيجيبوا منه منتجات الزبده ده مصنع صاحبه عنده مزارع خاصه بمنتجات الآلبان ولسه إسمه مش مشهور وعاوز يكسب زبون ،تقريبًا إسم المصنع “حندوق” .
نظرت صابرين الى العامل قائله:
عاوزه أشوف الزبده اللى الست قالت على إسمها.
إضطرب العامل قائلاً:
حاضر بس حضرتك عارفه إننا زى المدام بنشترى المنتج من المصنع مش إحنا اللى مصنعينه.
أماءت صابرين للعامل رأسها بتفهم ثم قالت له: هراعى كده بالتأكيد،إتفضل… ولا أقولك خليك انا هدور بنفسى عن علب المنتج ده وأتأكد من اللى الست قالت عليك.
ذهبت صابرين تبحث عن إسم المنتج الى أن وجدت عدة علب معدنيه مرصوصه على أرفف بالمُجمع كانت أرفف عاليه بعض الشئ لم تنتبه الى كيفية سحب علبه مما جعل رصة العلب تنهار فوق رأسها وإحدى يديها، لتنجرح رأسها وتُكسر يدها.
…… ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مساء
بمنزل سالم التهامي.
جلس سالم بين فاديه وشهيره قائلاً:. صديقى اللى كلمته عشان يقطع لك الاجازه قالى إنهم وافقوا على قطع الاجازه وإن ممكن ترجعى تستلمى شغلك تانى فى مدرسة إسكندريه من اول الشهر.
تبسمت فاديه قائله: ربنا يخليك يا بابا انا مبسوطه إنى هرجع تانى أدرس فى مدرسه.
تبسمت شهيره بغصه قائله:
بس المدرسه فى إسكندريه مش هنا، يعنى هترجعى تعيشى فى إسكندريه،والبيت يفضى علينا تانى، من وقت ما هيثم دخل الجامعه فى إسكندريه وأنا وباباكِ عايشين لوحدنا، باباكِ بيروح شغلهُ وانا مكنتش بلاقى غير التليفزيون اتسلى وأضيع الوقت فيه.
شعرت فاديه بغصه لكن قالت بمزح: والطيور اللى بتربيها عالسطح وكنتِ بتستخسرى البيض فى صابرين.
تبسمت شهيره قائله:هى كانت بتغلب ماهى كانت بتستسهل وتسرقه من ورايا.
ضحك سالم كذالك شهيره التى قالت:
والله واحشنى نقار صابرين مع هيثم وصوتهم العالى وخناقهم مع بعض كنت وقتها ببقى مضايقه من أفعالهم الهبله بس دلوقتي بتمنى يرجع البيت تانى له حِس…أهو تجى ماجده تشوف اللى مفكره إن الخِلفه الشئ اللى كان هيخلى وفيق يحس بالسعاده، فى الآخر كل واحد بيشُق طريقهُ بعيد، واللى بيدوم المحبه فى القلب.
شعرت فاديه بغصه فى قلبها.
شعر سالم بآسى ونظر الى فاديه قائلاً:
فعلاً كل واحد بيشُق طريقه حتى لو بعيد بس سمعنا عنهم الخير دايمًا بيفرح قلوبنا، وبالمناسبه دى أنا أتكلمت مع المحامى وشرحت له اللى حصل وقولت له أيه الحل، قالى ممكن يتواصل مع وفيق ويحل الموضوع ودى، وإن رفض فى حلول تانيه وقتها،حتى كنت معاه فى صلاة العصر وهو اتصل
بـ وفيق وطلب يقابله وقالى هيقولى عالرد وأنا منتظر تليفونه بالرد.
شعرت فاديه بالتوتر كانت دقائق الإنتظار تمر مثل الدهر رغم انها كانت تحاول أن تبتسم لحديث والدايها وتشاركهم الحديث أيضاً رغم فكرها المشغول برد فعل وفيق،هل سيُظهر أن لديه أخلاقيات ويوافق على الطلاق الودى أم….
هنا صدح هاتف سالم
الذى نظر للهاتف ثم لهن قائلاً:
ده المحامى..
إستمع سالم لرد المحامى الموجز:
وفيق رفض الطلاق الودي.
إغتص قلب سالم قائلاً بسؤال:والحل ايه دلوقتي؟
رد المحامى: فى طريقين سبق وقولت لحضرتك عليهم، فى إننا نرفع قضية طلاق او خُلع مباشرةً وده هتبت فيهم المحكمه وصعب تحصل على الطلاق بسهوله لأنه ممكن وفيق يتمسك بـ مدام فاديه حتى لو ظاهريًا فقط، وهتاخد وقت فى المحاكم…غير ضياع حقوقها الشرعيه.
زفر سالم نفسه قائلاً: والحل التانى؟
رد المحامى:
نرفع قضية نفقه عليه، صحيح الحكم بيطلع بسرعه والتنفيذ بياخد وقت بس النفقه بتعد عليه من يوم ما الحكم صدر من المحكمه وطبعًا بيدفعها وقت تنفيذ الحكم، وطبعًا النفقه بتندفع شهر بشهر وهو شخص ميسور الحال فـ مبلغ النفقه هيكون كويس، وطبعًا النوعيه دى بتبقى بلا أخلاق مش عاوز يدفع أى نفقه شهريه وكمان نرفع قضية قايمة العفش فممكن وقتها نساومه عالطلاق.
إبتلع سالم ريقه وفكر قليلاً:
تمام إرفع قضية نفقه وكمان قايمة العفش.
أغلق سالم الهاتف ونظر فى البدايه الى شهيره التى رأت بعينيه الحزن، ثم نظر لـ فاديه التى قالت بآسف:
وفيق رفض الطلاق الودي، كنت متوقعه كده أساسًا، بس ليه، يا بابا مقولتش للمحامي يرفع قضية خُلع او طلاق أفضل من النفقه و قايمةالعفش.
رد سالم:عشان متوقع وفيق هيمشى وراء ماجده ويساوم أنه مش عاوز يطلق،لكن ماجده عبده للفلوس وهتخاف انها تدفع إن كان قيمة قايمة العفش او حتى النفقه.
وافقت شهيره سالم،كذالك فاديه رغم انها غير مقتنعه لكن قالت:مع أنى كان نفسى أنهى الصفحه دى من حياتى قبل ما أرجع من تانى للتدريس تكون صفحة وفيق إنطوت من حياتى وابدا من جديد بحُريه.
…….ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
على الجانب الآخر فى أخد مكاتب المحاماه
جلس وفيق يشطاط غيظ،فاديه تود بل مُصره على الخروج من حياته،لكن ليس بهذه السهوله
تسآل وفيق: دلوقتى انا عرضت عليك المشكله قولى حل.
تسآل المحامى:يعنى المدام عرضت عليك الطلاق الودى وانت مش عاوز تطلقها،ده اللى فهمته… طب ليه الطلاق الودى بيكون أفضل للطرفين.
رد وفيق بعصبيه:أنا مش فى أيه أفضل للطرفين دلوقتي،أنا مش عاوز أطلق.
رد المخامى بتفهم:بس فى طرق قانونيه إن المدام تحصل على الطلاق سواء بالخلع او طلب الطلاق…رأيي انك تساوم عالطلاق الودى بحيث تطلع بأقل الخساير لك.
رد وفيق الذى يشعر بمشاعر ناحية فاديه مازال يود الاحتفاظ بها كزوجه،هو يُحبها لكن يود الحصول على كل شئ دون خساره:
قولتلك شوفلى حل انا مش عاوز أطلق فاديه.
رد المحامى:
فى حل أكيد وسهل تحصل عليه خصوصًا إن الحُكم فى القواضى دى بيطلع وبيتنفذ بسرعه جدًا خلال شهر بالكتير من الحُكم بيكون تنفيذه.
تسآل وفيق بلهفه:وأيه هى القضيه دى؟
رد المحامى:قضيه بيت الطاعه.
…..ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بـ ڤيلا زهران
تحدث عواد للخادمه التى إستقبلته بترحاب:
مدام صابرين فين؟
اجابته الخادمه بإيجاز: فى اوضة سيادتك حتى قالت مش عاوزه تتعشى و…
قاطعها عواد قبل ان تسترسل فى الحديث: تمام
حضرى عشا لإتنين وهاتيه ليا أوضتى.
قال هذا ولم ينتظر وترك الخادمه صاعدًا لغرفته دون معرفة ما حدث لـ صابرين
تهكمت الخادمه قائله: كل ما أجى اقوله إن الدكتوره راجعه رابطه دماغها ومجبسه ايدها يقطع عليا، يطلع بقى يشوفها بنفسه.
فتح عواد باب الغرفه دون إستئذان ودخل
ليقف مصدوم حين رأى صابرين تجلس على أحد مقاعد الغرفه، يدها مُجبره تضعها بحامل طبى على صدرها كذالك هنالك ضماد طبى على جبهتها…
إنخض وأقترب منها سريعًا يقول:
صابرين مالك أيه اللى جرالك.
فى البدايه تعحبت صابرين من لهفة عواد، لكن حين اكمل بسخريه قائلاً:
أوعى تقوليلى دخلتى بالعربيه فى عمود وربنا أنتقملى عشان خبطى عربيتى فى جراچ القاعه.
نظرت له بغضب قائله: بعيد الشر على عربيتى، وده مش إنتقام من ربنا عشانه ده حادثه عاديه جداً .
رغم قلق عواد على صابرين لكن حاول إخفاؤه ببرود وهو يضع يده فوق جبيرة يدها ثم على الضماد الموضوع على جبهتها قائلاً بإستفزاز:
فعلاً واضح من الإصابات انها حادثه عاديه،قوليلى بقى سبب الأصابات دى أيه؟
سردت صابرين ما حدث لها ببساطه.
ضحك عواد قائلاً:يعنى انتِ برضوا كان نيتك السوء لغيرك ربنا عاقبك.
تعصبت صابرين قائله:انا كنت بشوف شغلى وبراعى ضميرى وده مش عقاب من ربنا عادى يعنى أربع غرز فى دماغى وشرخ فى إيدى أنا كان ممكن اقول للدكتور بلاش يجبسها بس أتراجعت قولت فرصه أخد كام يوم اجازه مرضى،حاسه بشوية أرهاق،بس أنا فاكره إسم المصنع اللى الست قالت عليه انه بيغش فى السمنه وناويه بعد ما أرجع من الاجازه اعمل حملة تفتيش عليه،فاكره إسمه كويس
مصنع”حندوق”.
لفت اسم المصنع إنتباه عواد قائلاً: المصنع ده صاحبه يبقى أخو فوزيه مرات ماجد إبن عمى.
نظرت صابرين لـ عواد بذهول وقالت بتلقائيه:
إنتم عصابه بقى،إنت تصنع لحوم فاسده ونسيب إبن عمك يصنع البطاطس ويبيعها على انها زبده فلاحي.
ضحك عواد قائلاً:
على فكره المصنع ده بيصنع لحوم كمان.
إغتاظت صابرين من ضحك عواد وقالت: زى ما قولت عصابه.
كاد عواد ان يرد على صابرين لكن توقف حين سمع صوت طرق على الغرفه
ذهب وفتح باب الغرفه
تخدثت الخادمه: العشا اللى طلبته يا بشمهندس
تجنب عواد وسمح للخادمه ان تُدخل تلك العربه الصغيره الموضوع عليها الطعام،ثم خرجت بهدوء.
واغلق عواد خلفها باب الغرفه.
نظرت صابرين لعربة الطعام ونهضت من مكان جلوسها قائله:
أنا قولت لمديرة الفيلا انى مش هتعشى،انا مصدعه هنام ،أتعشى انت براحتك.
قبل أن تقترب صابرين من الفراش وضع عواد إحدى يديه على خصرها قائلاً:
بصراحه انا جعان تقريبًا طول اليوم مأكلتش
خلينا نتعشى سوا.
حاولت صابرين نفض يدهُ من على خصرها بيدها السليمه لكن فشلت فقالت:
مش عاوزه اتعشى قولتلك مصدعه، أتعشى إنت.
تبسم عواد بمكر قائلاً:
قدامك حل من إتنين، يا تقعدى معايا نتعشى سوا، ويبقى عيش وملح، ياأما انا هتعشى بيكِ وهيبقى…
عشا لذيذ برضوا وأنا بسمع صوت و….
لم يسترسل عواد حديثه حين قالت صابرين بحده:
قولتلك مش هتعشى هو غصب وأنسى اللى فى دماغك يحصل.
تبسم عواد قائلاً بمكر وتلاعب: وأنتِ عارفه أيه اللى فى دماغى، شكل دماغك بقت شمال، أنا كان قصدى إننا نزل نتعشى مع ماجد وحرمهُ المصون بنت السفير… انا معرفش دماغك راحت لفين، يظهر الخبطه اللى فى دماغك قصرت علي….
إبتلعت صابرين حلقها تشعر بخزو وقالت:
تمام هتعشى معاك بس تاكل وانت ساكت.
تبسم عواد وترك خصر صابرين التى توجهت ناحيه مكان الطعام وجلست، كذالك تتبعها عواد وجلس هو الآخر، لاحظ عواد عدم قدرتها على تناول الطعام بسبب يدها المُجبره، قام بمد يدهُ لها بالطعام، فى البدايه تمنعت صابرين تحاول إظهار قوتها قائله:
أنا قولتلك مش جعانه من الأول.
تبسم عواد قائلاً: وماله كُلى اللقمه دى من أيدى أهو أكسب فيكِ ثواب.
نظرت له صابرين بشرز وفتحت فمها كى تتحدث لكن عواد سبق ذالك ووضع تلك اللقمه بفمها مُبتسمًا
رغم ان صابرين تضايقت لكن مضغت اللقمه قائله: خلاص كده إرتاحت، هقوم أنا…
كادت صابرين ان تنهض لكن جذبها عواد لتجلس مره أخرى وقال لها: بلاش كِبر يا صابرين، متأكد إنك جعانه مفيهاش حاجه لما أكلك بأيدى، أعتبرينى زى باباكِ.
شعرت صابرين بغصه قويه فى قلبها حين قال عواد هذا لكن هى بالفعل جائعه نحت رفضها وتناولت الطعام من يد عواد، تشعر بالتشتت عواد لديه جزء مخفى فى شخصيته دائماً يحاول طمسهُ خلف إختيالهُ.
……ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد مرور أسبوعين
……
بمزرعة عواد
إتصل احد العاملين على عواد أخبرهُ بوجود زوجته بالمزرعه
تنهد يبتسم بمكر هو يعلم نيتها
سارع بالذهاب الى المزرعه
حين دخل الى المزرعه سأل العامل أين تكون زوجته اجابه أنها تتجول بالمزرعه فبحث عن مكانها الى أن وجدها.
تبسم بمكر من خلف تلك المُتسلله التى تتجول بالمزرعه بحثًا عن أى تجاوز تستطيع به إثبات مخالفة المزرعه للمعايير المُصرح بها صحيًا، هو يعلم نواياها جيدًا لذالك قربها منه فكما يقولون قرب عدوك منك خطوه هو فعل ذالك حتى تُصبح أمام عيناه دائمًا يُراقبها…. يبدوا أنها تُركز بشئ حتى أنها لم تشعر بخطواته خلفها، مما جعله
يتحدث من خلفها بترحيب فاتر:
أهلاً يا دكتوره المزرعه نورت مش كنتِ تقولى إنك جايه كنت فرشتلك الأرض تبن.
إنخضت صابرين من قُرب عواد منها وحين إستدارت لم تعرف كيف قدميها إنزلقت وكادت تسقط، لكن يد عواد منعتها من السقوط حين قام بلفها حول خصرها، لتصبح بحضنهُ، لكن تعامل بمكر وتهاون فى لف يدهُ مما جعلها بالفعل تسقط لكن إدعى عدم توازن جسدهُ وسقط فوقها لحسن الحظ أنهما بغرفة التبن لكن لم ذالك التبن شعور صابرين بالآلم حين سقط عواد فوقها بثُقل جسدهُ، تألمت بأه خرجت من بين شفتاها،
بينما إمتزج عواد حين سمع آنينها ولم ينهض من عليها،
مما جعلها ترفع يديها تدفع جسدهُ عنها قائله بضيق:
وغد متأكده إنك سيبتنى أقع بالقصد و قاصد توقع فوقى.
ضحك عواد بإستفزاز وبرود يقول:والله المزرعه بتاعتى وأنتى اللى متسلله فيها مش أنا اللى قولتلك إتسللى فى فى أماكن متعرفهاش.
شعرت بالغيظ منه قائله بثبات: قصدك أيه بـ متسلله.
نظر عواد لعيناها قائلاً: أنتِ فاهمه كويس قصدى يا دكتوره، وعالعموم ميهمنيش لآنى فاهم قصدك كويس وبأكدلك إن مش هتلاقى أى تجاوز عندى تقدرى تثبتى به أى مخالفه.
تضايقت صابرين من ثقة عواد ومعرفته لنواياها هى بالفعل تبحث عن ثغره تستطيع بها إثبات مخالفة المزرعه، لكن دفعته بيدها مره أخرى قائله بتوريه: كل اللى فى دماغك أوهام، لو مش عندك مخالفات وتجاوزات مكنتش هتشك إنى بدور على أى تجاوز، ودلوقتي
قوم من فوقى.
ضحك عواد وركز عيناه بعينيها للحظات ثم وقع بصرهُ على شفاها شعر بإشتهاء تذوقها قائلاً: الدكتوره كذابه.
أنهى كلمته وهو يضع شفاه فوق شفاها يُقبلها.
تفاجئت صابرين بذالك، لكن سُرعان ما دفعته بيدها أقوى، لكن عواد أمسك يديها وثبتهم جوارها بيديع وإستمر يُقبلها وكاد يُسيطر على مشاعرها، لولا سماعهما لصوت من خارج الغرفه
يُنادى
_ يا بشمهندس عواد ريمونا بتولد.
ترك عواد شفاها مُرغمًا ونهض عنها سريعًا ينفض ملابسه وهو ينظر لها وهى مازالت مُسطحه بجسدها فوق التبن
مُبتسمًا بإنتشاء من ملامح صابرين المُتهجمه، لكن مد يدهُ لها حتى تنهض.
نظرت صابرين ليدهُ الممدوده ولم تبالى بها ووقفت وحدها تنفض ملابسها وكادت تتهجم عليه، لكن قال لها:
محتاج مساعدتك يا دكتوره، زى ما سمعتى العامل بيقول ريمونا بتولد.
نظرت له وقالت بسخريه: وعاوزنى أساعدك تولدها، تحب أجيبلك ميه سخنه.
ضحك عواد وجذبها من يدها قائلاً: ملهاش لازمه الميه السخنه، يمكن نروح نلاقيها ولدت لوحدها.
قال عواد هذا وجذبها للسير جواره، حتى أنها حاولت سلت يدها من يدهُ لكنه كان متشبث بيدها مما جعلها تستلم للسير جواره الى أن وصلا الى أحد الغرف بالمزرعه،
إقترب منه العامل قائلاً ببسمه:
ريمونا شكلها تعبانه قوى يا بشمهندس.
نظرت صابرين فى الغرفه بتعجب قائله: وهى فين ريمونا دى،وليه مأخدتهاش لدكتور
أشار لها عواد بيده قائلاً: ريمونا قدامك أهى ساعديني أولدها
نظرت صابرين الى ما أشار لها عليه وقالت بذهول:
هى دى ريمونا… دى كلبه… وياترى بقى عاوزنى أساعدك تولدها طبيعى ولا قيصرى.
ضحك عواد وجذبها لتجلس جواره لكن حين وضعت الكلبه إحدى جرائها قام بحمله ثم وجهه نحو صدرها قائلاً بخباثه:
مش تسمى عالبيبى…شكلها أنثى ايه رأيك أسميها “رينا “.
إنخضت صابرين فى البدايه من فعلة عواد لكن حين قال إسم رينا شعرت بالغضب فهذا الاسم كان يُدللها به مصطفى.
نهضت صابرين من جوار عواد بغضب وتركت المكان
لعواد الذى إعتقد أنها تخاف من الكلاب كعادتها
بينما بحمام بإستراحة المزرعه، خلعت صابرين ثيابها التى تلوثت بدماء تلك الكلبه
وألقتهم بأرضية الحمام تشعر بضيق شديد:متأكد
الوغد كان قاصد إن أتلوث بدم الكلبه بتاعته… ولأ وعاوز يسميها بأكتر اسم انا بكرهه فى حياتى.
قالت هذا وتوجهت نحو كابينة الإستحمام
نزلت أسفل صنبور المياه تغتسل جسدها
الى أن أنتهت خرجت من الكابينه وتوجهت نحو تلك الملابس النظيفه
لكن قبل أن ترتديها
سمعت صوت فتح باب الحمام عليها، سريعًا جذبت منشفه كبيره ولفتها حول جسدها…
متهجمه تقول:
إزاى تفتح عليا باب الحمام.
ضحك عواد قائلاً: وهى اول مره أدخل عليكِ الحمام…
قال عواد هذا ولم ينتظر سماع رد صابرين عليه وبدأ فى خلع ثيابه
والاقاها أرضًا وهو ينظر بتسليه لخجل صابرين التى قالت:
أنا خلصت حمام هطلع ألبس هدومى فى الاوضه وانت براحتك.
قبل ان تخرج صابرين من الحمام
جذبها عليه، فى البدايه تألمت قائله:
سيب ايدى يا عواد ايدى لسه بتوجعنى.
لم يترك عواد يدها وجذبها معه الى ان دخلا الى كابية الاستحمام، وفتح صنبور المياه البارده
فى البدايه إنخضت صابرين لكن حضن عواد جسدها
وهمس جوار أذنها:
أنا بكرهك يا صابرين.
إستنشقت صابرين الهواء وردت بلا تفكير:
وأنا بكرهك أكتر يا عواد.
عاد عواد برأسهُ للخلف لكن مازال يحاوط جسد صابرين بجسدهُ
نظر لعينها رأى بهم الصدق، صابرين فعلاً تكرهه
لا يعلم فى هذا الوقت لم يفرق معه شئ وقام بضم جسدها بقوه. تهجم على شفاها بالقبلات القويه
كاد يُزهق روحهها حين شعر بضعف تنفسها بسبب تلك القبلات ترك شفاها
نظر لها وهى تستنشق الهواء بتسارُع ،يعلم أن بعد هذا اللقاء سيعود معها لمرحلة الصفر مره أخرى تحكم عقله به فلا يهم ذالك
و قال:
مش جديد عليا كُرهك
إنتِ سبق وإتشفيتى بآلمى وأنا بموت قدامك… حتى إنك وقتها إتمنيتى ليا الموت.
قال هذ ولم يُعطيها فرصه للتذكُر عاود تقبيلها يدهُ تستبيح لمس جسدها بشهوانيه ليس هى فقط من تشعر بالنفور من هذه اللمسات هو أيضًا يشعر بالنفور منها.
فجأه أغمض عيناه شعر بتبُس مؤلم للغايه فى ظهره يعود ذالك الشعور القديم بلهب حارق يخترق ظهره
لهب رصاصه تتوغل بجسدهُ
وذكرى ما مر به ذات يوم تُمر أمام عيناه….
قبل أن يندفع خلف شيطانه
دفع جسد صابرين بعيد عنه لتلتصق بالحائط تشعر بآلم طفيف فى ظهرها وهى تنظر لتبدل حالهُ وخروجه المفاجئ من تلك الكابينه
وجذبه بقوه لتلك المنشفه وخروجه من الحمام صافعًا خلفه الباب بقوه.
……. ـــــــــــــــــ
يتبع
:
رواية بحر العشق المالح الحلقة العشرون
﷽
#الموجه_العشرون
#بحرالعشق_المالح
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
خرج من الحمام يشعر بنار تشتعل مكان حرجهُ القديم لو كان ترك نفسه لشيطانه لما كان ترك صابرين قبل أن يُغرقها معه بدوامه قاتمه وعاتيه بعدها لن يكون هنالك فرصه أخرى للنجاه من تلك الدوامه
ذهب نحو دولاب الملابس وجذب بنطال إرتداه سريعًا ثم جذب قميص وأخذ كنزه من الصوف وخرج من الغرفه يُكمل إرتداء ثيابهُ تاركًا الغرفه قبل أن تخرج صابرين من الحمام، هو لا يريد مواجهتها الآن أو بالأصح غير قادر يكفيه ما يشعر به من آلم جسدى…
ذهب نحو سيارته وصعد إليها لكن قبلها نادى أحد العمال قائلاً:
ممنوع تسمح للدكتور تتجول فى المزرعه غير كمان ممنوع تخرج من المزرعه.
أماء له العامل بإمتثال لآمرهُ
بينما قاد عواد السياره سريعًا مُغادرًا المزرعه.
….
بينما بالحمام ،شعرت صابرين بإنهاك
أوصدت سيل تلك المياه ثم لم تعد قادره على الوقوف تركت لساقيها الإنهيار وجلست أرضًا
رغم شعور صابرين بآلم بظهرها من دفع عواد لها لكن بداخلها تشعر بضياع لما فعل عواد هذا، لما لم يُكمل ما كان يفعله ربما وقتها كانت أنهت هذا الزواج التى أصبحت مع الوقت تشعر أنها تضعف أكثر، لامت نفسها لما قذفت بنفسها بين تلك أمواج عواد العاليه كيف أعتقدت أنها تستطيع النجاه وليس لديها مجداف ربما كانت تستطيع من خلاله الصمود أمام تلك الأمواج
جاء لخاطرها قول عواد،أنها يومً تشفت بآلمه وتمنت له الموت،متى كان هذا هى لا تذكر شئ كهذا
وضعت يديها على جبهتها تفركها بآناملها قويًا تشعر بتبرجُل تعتصر رأسها علها تتذكر شئ لكن لاشئ يأتى لخيالها سوا صورة شخص واحد تُريد يده أن تجذبها من بين هذه الأمواج التى تغرق بها
يد والداها تنتشلها من هذا الضياع لكن لا داعى لتمني شئ لن يحدث، فجأه
شعرت بالبرد مسدت بيديها على كتفيها ثم نهضت بإنهاك
وخلعت عن جسدها تلك المنشفه المُبتله وأرتدت مئزر وخرجت من الحمام
جالت عينيها بالغرفه ضلفة الدولاب مُغلقه بعشوائيه
شبه مفتوحه،وباب الغرفه مُغلق وعواد ليس بالغرفه
شعرت براحه قليلاً،من الجيد أنه غادر الغرفه، آخر ما توده الآن مُجادلته،او حتى رؤية وجهه، وذهبت نحو الدولاب لم تجد ثياب لها إحتارت قليلاً قبل أن تحسم أمرها وجذبت أحد الأطقم المنزليه من ملابس عواد نظرت له قائله:
كويس لقيت عنده طقم يناسبنى، بدأت ترتديه الى ان إنتهت قائله: صحيح الجزء اللى فوق ضيق شويه،أهو أسيب الزارين اللى فوق مفتوحين،والبنطلون طويل حبه صغيرين أتنيه مش مشكله وهيبقى مناسب عليا وهلبس عليهم الروب،بس كده فى مشكله أنا معنديش هنا هدوم غير الطقم اللى كان عليا وزمانه مبلول غير متلوث بدم الكلبه،مفيش غير حل واحد أغسله فى الغساله هيطلع مش ناشف أوى ساعه بالكتير وينشف بعدها أبقى ألبسهُ تانى وأمشي من هنا قبل المختال ما يرجع تانى.
……ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مساءً
بمنزل الشردى
بعرفة الصالون.
دخلت ناهد تحمل كؤوس عصائر مختلفه
اول من قدمت لها العصير كانت ماجده
التى تبسمت معجبه بفعلة ناهد وان وقالت :
مش تقدمى العصير الأول لـ الضيوف.
ردت سحر:خالى ومرات خالى مش ضيوف يا ماما دول البيت بيتهم،ناهد خلاص بقت مرات وفيق أخويا.
ردت ماجده:طول عمر أخويا ومراته وباب بيتى مفتوح ليهم زى بيتهم بالظبط،بس بقول الواجب كانت ناهد قدمت لهم العصير الأول.
رد والد ناهد:
طول عمرك يا ماجده فاتحه بيتك ليا،وبعدين ناهد خلاص بقيت بنتك والبنت لازم تكون طوع أمها وهى اللى توجهها…المثل بيقول(كل دار ول؟ ها مدار) ناهد مُطيعه وطول عمرها بتعزك،
عوديها على طبعك٠
تبسمت ماجده تشعر بإنشراح وقالت:
ناهد طول عمرها كانت زى سحر عندى وكان نفسى فيها من الأول،بس النصيب وقتها حكم،يلا الحمد لله ربنا له تدابير محدش يعرفها أهى فى الآخر ناهد بقت من نصيب وفيق،ربنا يجعل منها عمار البيت.
ردت والدة ناهد بأُلفه:آمين يارب يرزق وفيق منعا بالذريه الصالحه اللى تفرح قلبك وقلبهُ.
تثائبت ماجده بخباثه قائله:
يظهر إنى كبرت ومبقتش حمل السهر، هقوم أخد علاجى وأنام، تعالى معايا يا سحر إنتِ اللى دايماً تفكرينى بميعاد الأدويه وأنواعها.
نهضت ناهد سريعًا تمسك بيد ماجده حين همت بالوقوف..قائله:
خلى سحر مستريحه يا عمتى أنا بعد كده اللى هديكى أدويتك فى ميعادها، إنا كنت أتعلمت ضرب الحقن عشان….
توققت ناهد عن تكملة حديثها لكن تحدثت والدة ناهد:اتعلمتى ضرب الحقن عشان أم اللى مطمرش فيه إنك كنتِ خدامه لمداس أمه وفى الآخر هقول ايه،ربنا أهو مطلع وشايف مين الظالم ومين المظلوم.
ردت سحر:خلاص يا مرات خالى ربنا يعوض ناهد
ووفيق أخويا ببعض،طالما ناهد هتتولى بعد كده علاج ماما أنا بقى بعد كده هقلل مجيي لهنا.
تسرعت ناهد قائله:ليه،هو انا عملت حاجه تزعلك ده بيتك،وان مشلتكيش الارض تشيلك رموش عنيا.
تبسمت سحر قائله:
ربنا ميجبش زعل بس انا كنت باجى عشان مواعيد ادوية ماما وفيق يبقى طول اليوم فى شُغله وماما بتنسى نفسها واوقات مبتعرفش انواع الادويه من بعضها،وفاديه طول اليوم كانت بين التليفزيون والموبايل تكلم مامتها وأختها ومرات عمها اللى عايشه فى اسكندريه.
ردت والدة ناهد:لأ أطمنى يا سحر،ناهد هتراعى الست ماجده،بس برضوا أنتِ وناهد أخوات وده بيت أخوكِ يعنى بيتك التانى،إزاى تقللى المجي لهنا حتى ناهد بتحب اللمه.
نظرت سحر نحو ماجده،نظره فهمن الإثنين مغزاها ان تلك ناهد ستكون لقمه سائغه بين انيابهن.
بعد قليل بحديقة المنزل
وقفت والدة ناهد معها تقول بصوت منخفض:
خدتى المُنشط اللى الدكتوره قالتلك عليه؟
لوت ناهد شفاها بإمتعاض قائله:
خدتها إمبارح عالفاضى فى الآخر راح نام فى أوضته القديمه وسابني،يظهر زى ما بتقول عمتى،إن فاديه سحرالهُ.
ردت والداتها:بلاش كلام فاضي،لو سحراله مكنش إتجوز وهى على ذمته عشان يقهر قلبها،
اسمعينى،عاوزه وفيق ينسى الدنيا كلها يبقى تحبلى بسرعه،وقتها هينشغل عقله وقلبه بيكى إنت وولادك ومش بس هينسى فاديه هينسى الدنيا كلها.
تهكمت ناهد قائله:
طب لو خلفت هينسى فاديه والحربايه عمتى وبنتها دول نفسى أكرُشهم من هنا دول عاملين زى قطاعين الأرزاق،لأ وسحر اللى بتحور عليا وبتقول هتقلل مجيها لهنا طب ياريت،المفروض كانت خدت أمها وغارت من البيت كم يوم، ناسين إنى أنا ووفيق عرسان جُداد المفروض يسيبوا لينا براح شويه مع بعض لكن جايه من قبل الضهر قاعده طول اليوم وجايبه ولادها معاها وأنا مهريه تحت رجيلهم طلبات،مفكره انى الخدامه ولا البيبي سيتر بتاعتهم،انا مش جايه عشان أخدمهم كان الاولى بخدمتى ولادى،اللى ما صدقتى رميتهم لابوهم عشان مش هتقدرى تراعيهم بعد جوازى من وفيق.
تنهدت والدتها قائله:
هما مش ولاده هو أولى برعايتهم انا صحتى بقت على قدى،وبعدين هو مش أتجوز قبل عدتك ما تخلص، أهم الولاد يقرفوا مرات أبوهم ويطفشوها جزاء اللى عملهُ معاكِ كفايه الجُرسه اللى دريناها بسببه وإحنا مكتومين.
تحدثت ناهد:جُرسة أيه إنتِ كمان هتصدقى كدبته يلا ربنا ينتقم منه.
ردت والدتها:أنا لا مصدقه ولا مكدبه،ربنا عوضك بفرصه تانيه،وفيق ميسور وعنده بدل المصنع اتنين غير البيت ده وأكيد فى أكتر،شطارتك تخلفى له وقتها هينسى الدنيا كلها حتى الحربايه عمتك وكلمتك هى اللى هتبقى مسموعه عنده.
إمتعضت ناهد قائله:حاضر هاخد المُنشط اللى الدكتوره كتباه مع انه بيهد حيلي بعدها والله فى الآخر خايفه يكون العيب كان من وفيق وفاديه كانت ساكته لحد ما فاض بيها.
تهكمت والداتها قائله بسخريه:فاض بيها من الصيغه اللى كان بيلبسها لها ولا العز اللى كانت عايشه فيه،هى إتبطرت زى ما قالتلى ماجده،العيب كان منها ووفيق حاول يعالجها بس خلاص أتأكدوا ان فرصها فى الحمل بقت معدومه كمان عشان سنها ولما قالها انه هيتجوز عشان يخلف مرعت نفسها عليه وأهو عشان تضغط عليه إشتكت عليه فى المحكمه بنفقه وقايمة العفش،بس على مين
هى مفكره نفقتها ومؤخرها ولا حتى قايمة العفش بتاعتهم فلوس بالنسبه له،ماجده قالتلى بكره لما تعرف انها مش فارقه مع وفيق هى اللى هتندم.
لوت ناهد شفاها بإمتعاض قائله:فاديه فعلاً كانت زميلتى فى المدرسه وكان عندها غرور وشايفه نفسها،ومفكره نفسها الوحيده اللى عندها اخلاق وبالذات لما إتعينت مُدرسه كانت بتسخسر ترمى السلام حتى لما أتجوزت قبلها لما كانت تقابلنى صدفه تتعالى عليا ،هى طول عمرها من وأحنا فى المدرسه كانت بتحض منى بدون سبب.
تنهدت والدتها قائله:
ملناش دعوه بـ فاديه دلوقتي ،
زى ما فهمتك،إسمعى كلامي وهتكسبى والعز بتاع وفيق هيبقى ليكِ لوحدك،بالك لما يشيل إبنه بين إيديه لو طلبتى منه لبن العصفور هيجيبه ليكِ وهتبقى انتِ الكل فى الكل.
تهكمت ناهد قائله:
والله خايفه يكون مهمتى إنى أبقى مش أكتر من ماعون أخلف وبس ، وبعد كده يرجع الست فاريه… وبعدها أبقى
زى اللى رقصوا عالسلالم وجوازه تانيه إتحسبت عليا.
ردت والداتها:لأ من ناحيه فاريه إطمنى
اللى بان لى لا ماجده ولا سحر بيقبلوها ويمكن اللى طفشوها داخل عليكِ دور الملاك اللى ماجده عملاه دى يا ما سقتنى آسافين فى بداية جوازى وكانت هتسبب فى طلاقى من باباكِ بس هو فاق منها بدرى
انا بقولك إحذرى منها وإظهرى لها الطاعه قدام وفيق.
…….
بعد قليل
بغرفة النوم
خرجت ناهد من الحمام وجدت وفيق مُسطح على الفراش بثيابه حتى مازال يرتدى الحذاء
يضع إحدى يديه فوق عينيه.
لوت شفتيها بإمتعاض هامسه لنفسها:
يظهر بختك أسود يا ناهد شكله نام تانى كمان الليله
وقفت ثوانى وفكرت قائله:
لأ ما هو أنا مش هاخد المُنشط اللى بيهد حيلى ده عالفاضى كل ليله
حسمت ناهد قرارها وخلعت ذالك المئزر من عليها لتبقى بزى نوم شبه عارى يشف ويصف مفاتن جسدها،توجهت نحو قدمي وفيق وقامت بخلع حذاؤه
تنبه وفيق لذالك ونهض جالس يقول بإستغراب:
بتعملى أيه!
ردت ناهد بنعومه بينما بداخلها تتهكم :هكون بعمل أيه يعنى،هقلعك الشوز عشان تاخد راحتك في النوم.
تعجب وفيق ذالك،فـ فاديه لم تفعل ذالك يومً
لكن نهض وانزل ساقيه من على الفراش قائلاً:
لأ مالوش لازمه أنا….
إقتربت ناهد من وفيق تحاول إغراؤه ليس فقط بجسدها الظاهر بل بتلاعبها بأزار قميصهُ قائله:إنت أيه، أوعى تقولى هروح أشوف ماما وأرجع ومترجعش وتروح تنام فى الاوضه التانيه وتسيبنى انام لوحدى كمان الليله دى… إنت شايف لهفة مامتك إنها تشيل حفيدها فى أسرع وقت…
قالت هذا ثم أكملت بدلال زائف: مش كفايه إنك نزلت الشغل وإحنا لسه يادوب متجوزين إمبارح.
نهض وفيق وسار لخطوات بعيد عن ناهد وقال:
قولتلك كان فى طلبيه كبيره لازم تتسلم وكان لازم ابقى موجود، والايام جايه كتير.
نهضت ناهد بفزع وإجادة كذب وإفتراء قائله:
قصدك أيه، بالأيام جايه كتير،
إنت مكنتش عاوز تتجوزني ولا أيه،ولا يمكن الكلام اللى فاديه قالته ليا قبل كده صحيح وهى كانت مستحمله وساكته.
نظر لها وفيق بإستفسار قائلاً:
قصدك أيه باللى قالته ليكِ فاديه وامتى كلمتك.
ردت ناهد بتوتر:
مالوش لازمه، يظهر إن كلامها كان صحيح.
امسك وفيق كتف ناهد بعصبيه قائلاً:
بسألك سؤال تجاوبينى مفهوم.
للحظه إرتعبت ناهد وقالت بكذب:
هى كلمتنى يوم فرح ولاد سلف سحر واحنا فى القاعه طلعت ورايا مخصوص وقالتلى إنك
إنك… إنك.
تعصب وفيق وضغط على يد ناهد قائلاً:
قالتلك إنى أيه، ردى وبلاش ترددى الكلمه.
إبتلعت ناهد ريقها وقالت:
قالتلى إن العيب فى الخلفه منك إنك لامؤاخذه…
تعصب وفيق قائلاً: كملى لامؤاخذه أيه؟
ردت ناهد: إنك لا مؤاخذه مالكش فى الحريم.
تعصب وفيق قائلاً: يعنى ايه ماليش فى الحريم.
صمتت ناهد للحظات تعض على شفتيها تدعى الخجل بينما هى تستحرهُ حين قالت:
قصدها يعنى إنك ضعيف وكده، بلاش تكسفني.
تأكد وفيق من فحوى حديث ناهد
إشتاط غيظ قائلاً:
فاديه قالت عليا كده، وأنتِ صدقتها؟
عضت ناهد شفتيها بإثاره قائله:
مش مصدقنى مستعده اواجهها بكلامها، وانا مكنتش مصدقاها فى الاول بس اللى حصل ليلة إمبارح لما تسيبنى وتروح تنام فى اوضه تانيه والليله اهو باينه من اولها على ما دخلت الحمام أغير هدومى طلعت لقيتك نايم عالسرير بهدومك ولما قربت منك إتفزعت وكنت هتعمل زى ليلة إمبارح وتسيبنى.
لعبت ناهد على وتر مشدود بعقل وفيق
وأستفزته فى رجولته
نظر لها وفيق ولم يتحدث بل جذب جسدها عليه ينهال على شفتيها بالقُبلات القويه إبتعد قليلا ينزع عنه قميصه وألقاه أرضًا ثم دفع ناهد بقوه لتقع فوق الفراش ولم يتنظر هجم عليها يستبيح جسدها بعنفوان كلما شعر بالنفور من ناهد تذكر حديث فاديه فيزاد فى عنفوانه مع ناهد الى أن بدأ يشعر بالإنهاك
نهض عن ناهد وألقى بجسده جوارها على الفراش لاهثًا،يُغمض عيناه يشعر بالنفور من حالهُ ليس فقط النفور،بل يشعر بالتوهه ووجع القلب.
بينما ناهد رغم آلمها الجسدى من عنفوان وفيق لكن تشعر بإنتشاء مميز لم تشعر به سابقًا مع زوجها الأول،كما أنها وصلت لمآربها مع وفيق حين إستفزته بإدعاء الكذب جعلته يفعل ما ارادت الوصول إليه من أجل ان يبرهن فحولته ورجولته أمامها…
نظرت لـ وفيق النائم جوارها
شعرت بإحتياج المزيد،لكن
فجآه
نهض وفيق وأخذ ثيابه وغادر الغرفه وتركها تواسى حالها وهى تتذكر ذالك اللقاء العاصف قبل قليل
لتعض على شفتيها بإنتشاء وتذهب لنوم عميق…غير إبهه برد فعل وفيق الغاضب…فكل ما كانت تريدهُ الليله بالنهايه حصلت عليه.
…. ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بمنزل زهران
بغرفة فاروق
دخلت سحر الى الغرفه وإبتسمت حين وجدت فاروق يقف ببنطال فقط ويدخن سيجاره
حين راها نظر لها قائلاً:
غريبه راجعه من بيت أهلك مبسوطه على غير العاده.
إبتسمت سحر قائله بتأكيد:فعلاً مبسوطه جداً.
تهكم فاروق قائلاً:
ويا ترى أيه بقى سر إنبساطك ده.
ردت سحر:كان بقالك يومين مش هنا متعرفش اللى حصل.
سخر فاروق قائلاً:وايه بقى اللى حصل،وباسطك اوى كده.
ردت سحر بإنشىراح:وفيق إتجوز ناهد إمبارح.
ذُهل فاروق قائلاً:هو وفيق طلق فاديه!
ردت سحر:لأ،بس إتجوز ناهد،فيها ايه الشرع محللهُ
وفاديه معيوبه وياريتها راضيه،لأ دى ممروعه وسايقه كِبر،وفى الآخر إشتكته بنفقه وقايمة عفش زى الشحاتين،خلي كِبرها بقى ينفعها،أنا لو مكانها أرجع بيتى أرضى بالأمر الواقع.
زفر فاروق دخان سبجارته قائلاً:
وفيق غلطان وهيرجع يندم، ومن رأيى أنه بلاش يعلق فاديه ويطلقها أكرم له.
تعجبت سحر قائله:
يطلقها غيابى عشان تاخد منه قد كده، نفقه ومؤخر وقايمة عفش والله عاوزه تطلق وقتها تبريه من ده كله.
تهكم فارق قائلاً بحنق: مش كنتِ بتقولى عليها زى الشحاتين من شويه.
ردت سحر:ما اهو لو وفيق وافق وطلقها وعطاها كل مستحقاتها وقتها ممكن تزوغ فى عين شاب غيره باللى هيبقى معاها وتروح تتجوزه وتتمتع معاه بفلوس اخويا،لكن لما تطلع بلوشى وقتها مش هتلاقى اللى يبص لها وبالذات انها معيوبه فى الخِلفه وقتها
يا هتتجوز واحد عمره قدها مرتين،يا واحد واخدها تربى له عيالهُ.
سخر فاروق قائلاً:
ياما غيرها مخلفين ونفسهم ينسوا حياتهم،بلاش توسوسى فى دماغ وفيق،خليه يطلقها طالما أتجوز غيرها عالاقل يبقي على عِشرة السنين.
تهكمت سحر قائله:
عِشرة السنين،كانت مورياه الهنا إياك مالوش لازمه،وبعدين انا ليه حاسه إنك متعاطف مع فاديه.
رد فاروق:فعلاً أنا متعاطف مع فاديه،لإنها مكنتش تستحق اللى عمله وفيق،ومتأكد إن وفيق هيندم بس وقتها مش هيلاقى فرصه تانيه.
شعرت سحر بالغيظ قائله بغطرسه:
وفيق هينبسط لما يشيل إبنه من صُلبه بين إيديه،الإبن اللى عمر فاديه ماكانت هتجيبه له.
سخر فاروق قائلاً:
حتى لو وفيق خلف مش هيحس بفرحه فى قلبه لآنه فقد زهوة حياتهُ،مش الخِلفه بس هى اللي بتسعد القلب،يمكن ساعه مع اللى بيحبها تسعد قلبك أكتر من إنه يعيش مجبور عشان عيله منظر بس قدام الناس.
ردت سحر بضيق وغضب:
والله ربنا قال المال والبنون
مع بعض، وهو عنده المال ومن حقه البنون طالما قادر ليه يحرم نفسه عشان حب وكلام فاضى يقدر يعوضه مع غيرها.
تهكم فاروق بحسره قائلاً: ياريته يقدر يعوض الكلام الفاضى ده مع غيرها، بس هقول أيه، فى نوعيه كده
دايمًا لازم تعيش إحساس الخساره والحسره والندم. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بمكان خالى من السكان على الطريق
قريب من المزرعه
زفر عواد دخان تلك السيجاره
تذكر قبل أن يدخل على صابرين الحمام.
[بالرجوع بالوقت للدقائق]
ضحك عواد على خضة صابرين حين قرب الجرو الوليد من ثيابها لاحظ ليس فقط إشمئزازها بل أيضاً حين تحولت حين أخبرها انه يود تسمية الجرو
“رينا” لاحظ تغير ملامحها التى سأمت حتى أنها لم تتحدث وتركت المكان وغادرت سريعًا وهى تستمع لصوت ضحكاته
فى نفس الوقت صدح رنين هاتفه
فنهض واقفًا ثم ذهب الى صنبور مياه موجود بالمكان وقام بغسل يديه ثم جففها
اخرج الهاتف من جيبه،بتلقائيه تبسم حين رأى إسم المتصل ورد بمرح قائلاً:
ريمونا ولدت جروين لقيت إسم الأنثى،لسه الكلب كنت محتار فى إسمه خلاص هسميه “رائف.”
لم يمزح رائف معهُ كالعاده وصمت.
إستغرب عواد ذالك وقال: مالك مش بترد ليه؟
رد رائف بحشرة دموع بصوته:
روزانا ماتت من ساعه.
شعر عواد بنغزه قويه وحزن فى قلبهُ
وقال إنا لله وإنا إليه راجعون…وإنت هتعمل أيه دلوقتي؟
رد رائف:هنفذ وصيتها وأدفنها جنب رزان.
تنهد عواد:ربنا يصبرك.
رد رائف:أنا فعلاً محتاج الدعوه دى دلوقتي حاسس إنى ضايع،وخلاص أخدت القرار هرجع إسكندريه فى أقرب وقت وأستقر مع بابا كفايه غُربه أنا بعد موت روزانا بقيت حاسس بوحده ومش هقدر أتعمل أعيش هنا مده طويله،هنهى مسؤلياتى هنا وارجع إسكندريه فى أقرب وقت.
شعر عواد بالآسى قائلاً:حاسس بيك ومعاك فى قرارك إنت اللى كانت مخلياك مستحمل تعيش فى لندن هى روزانا.
رد رائف:فعلاً،تعرف إن آخر حاجه قالتها مرات عواد شكلها شقيه ومتأكده عواد بيحبها،أنا سمعته همس بإسمها قبل كده بتمنى يعترف بحبها فى يوم ، ولما ترجع لـ إسكندريه وإبقى وصى عواد يقرالى الفاتحه،أكيد هتوصلى زى ما سألته أول مره سمعت منه بيقرى الفاتحه وهو واقف قدام البحر إنت بتدعى تقول أيه،قالى بقرا الفاتحه لروح بابا وبدعى له بالرحمه…قالى الفاتحه والدعاء هيوصلوا للشخص المقصود فى أى مكان هو فيه.
كان هذا سبب تغير حالة عواد حين شعر بالحزن الكبير هو ظن أنه لن يشعر بكل هذا الحزن فى قلبه مره أخرى بعد وفاة والداهُ لكن وفاة على تلك السيده أحيت جزء من الماضى حاول نسيانهُ لكن فشل فى ذالك
وتذكر ذالك الصبى ذو الخمس عشر أعوام
[بالعوده قبل حوالى اكثر من عشرون عام]
رأى والده يتحدث بعصبيه مُفرطه مع جده وأخذ سلاح وضعه على خصره وخرج من المنزل تتراقص امامهُ الشياطين
كان صبى بالكاد اتم الخمس عشر عام لم يكُن مُدلل أبيه بل كان يعامله بقسوه ويحدثه أنه دائمًا سيكون ضعيف بسبب دلال أمهُ له،رغم أنه كان متفوقًا دراسيًا كذالك فى رياضة السباحه كان حاصل على عدة بطولات لكن لم يكُن هذا كافيًا لينال تشجيع والدهُ بل كان دائمًا ينعته “بدلوع والداته”
لكن رغم ذالك كان يُحبهُ ويتمنى رضاه ويذهب خلفه حتى لو نهرهُ بعد ذالك
وهذا بالفعل ما فعله وتتبع والداه الى أن وصل الى بالقُرب من منزل سالم التهامى
رأى سالم التهامى يصوب سلاحهُ ناحية وجه والده الذى يتحدث بصوت عالى ويشهر سلاحه هو الآخر بوجه سالم،لكن إنقلب كل ذالك حين خرجت صبريه وقتها لا يعلم ماذا قالت مما جعل سالم التهامى أخفض السلاح لكن أخذ السلاح من يدهُ مروان
كان هنالك شجار بين والدهُ ومروان
فى نفس اللحظه شعر عواد بالخوف وأقترب من مكان والدهُ سمعه يسب صبريه بلفظ نابى
وشكك فى شرفها…تعصب مروان وقتها
تدخل سالم لفض هذا النزاع
لكن عواد تعصب حين رأى مروان قام بالعراك بالايدى مع والده حتى أنهما وقعها أرضًا ومازال العراك مستمر بينهم…
حاول عواد التدخل، لكن منعه سالم حين جذبه بعيد عنهم، لكن عاود عواد محاولة الدخول بينهم كى يساعد والدهُ ويثبت له أنه ليس بضعيف كما ينعته دائمًا، لكن سالم منع ذالك
فى نفس اللحظه
خرجت صابرين من منزلهم كانت طفله بعمر السابعه أو أكثر، حين رأت عواد يحاول أن يبعد والدها عنه ظنت انه يتهجم على والداها، ذهبت من خلفه وضربته على ظهره بطفوله قائله:
إبعد عن بابا.
دفعها عواد دون قصد لتقع على الارض
تشعر بآلم بيدها
فى نفس الوقت صمت العراك بين أبيه ومروان بصوت رصاصه لم تخترق الأجواء فقط بل إخترقت قلب والد عواد لترديه قتيلاً فى الحال.
ترك سالم عواد الذى توجه سريعًا نحو جثة والدهُ
لكن قبلها حاول التهجم على مروان حين أخذ ذالك السلاح الخاص بوالده الذى سقط من يدهُ أثناء العراك، وقام بتوجيهه ناحية مروان، لكن كان هنالك صوت رصاصه أخرى أخترقت ظهرهُ لتشل حركته ويقع السلاح من يدهُ وهو ينظر خلفه لمن أطلق الرصاصه عليه وجه لما ينساه أبدًا.
إقتربت صابرين من مكان جثو عواد على الأرض وقالت له ببراءة طفله:
أحسن كنت عاوز تضرب بابا، أهو مصطفى إبن عمى دافع عنه وضربك.
بعدها غاب عواد عن الوعى،لكن صاحب غيبوبته صوت صابرين
لم يفوق الإ بعد عدة أيام وجد نفسه بسرير
كان أول من سأل عنه هو والدهُ ليصدم بالفاجعه الاولى بحياته، وبعدها بعدة أيام كان هنالك فاجعه أخرى انه أصبح نصف مشلول
بسبب تلك الرصاصه التى إخترقت ظهرهُ ليخوض معركه كبيره بعدها كان هو المحارب الوحيد فيها
حين سافر لـ لندن لإجراء بعض الفحوصات الطبيه كان الامل فى عودته السير على قدميه شبه معدوم
لكن كان التحدى منه وحين كان يشعر باليأس كان يتذكر تشفى صابرين به فيصر على العوده للوقوف على ساقيه،لكن فى ذالك الأثناء أخذ الصدمه الثالثه؛
والداته تزوجت من عمهُ فهمى،
كره كل شئ حوله أراد الآستسلام لكن ليس للعجز بل يريد الموت ويلحق بوالده…لكن تلك كانت أمنيه لحظيه فقط،حين دخلت عليه إحدى الممرضات وهى سيده بعمر الثانيه الأربعين تقريباً فى البدايه نفر منها وتهجم عليها بالالفاظ لكن هى كانت تستوعب ما تمر به مثل هذه الحالات واصحابها اللذين يودن الموت أكثر من العلاج القاسى،تحملت رفضه لها أكثر من مره،الى أن وجدها مره تبكى سآلها لما تبكى،قالت له أنها خسرت منذ عدة شهور والداها الذى كان محور حياتها،لكنه آتى لها بالمنام وطمئنها أنه اصبح بمكان أفضل بعيد عن البشر وأحقادهم،بدأ يشعر معها بالراحه تدريجيًا الى ان اصبحا صديقين كانت له مثل الآخت الكبرى رغم انها كانت أكبر من والداته فى العمر،ساعدته كثيرًا وشجعته على المرور من تلك المحنه النفسيه ليستمر فى المُضى فى رحلة علاج قاسيه تغلب على صعوبتها وعاد لوطنه وهو يقف على قدميه.
كانت صاخبة فضل عليه فى وقت محنته كانت شبه ضوء فى عتمة قاع البحر.
[عوده]
عاد عواد من تلك الذكرى القاسيه على قلبه يزفر دخان السيجاره
فى ذالك الوقت صدح صوت هاتفه نظر للشاشه راى إسم احد عمال المزرعه فى البدايه ظن أن صابرين حاولت التهجم عليه حين منعها من الخروج لكن تعجب حين أخبرهُ العامل:
الدكتوره من وقت ما حضرتك مشيت من المزرعه مجرتش منها.
تعجب عواد وقال له:
تمام أنا جاي.
رغم تعجب عواد، لكن القى عُقب السيجاره من شباك السياره وقادها عائدًا نحو المزرعه.
بينما بالمزرعه
تمطئت صابرين بالفراش كانت الغرفه شبه مُظلمه
ضوء خافت من خارج شباك الغرفه
تعجبت قائله:
أنا نمت أمتى،آخر حاجه فكراها إنى حطيت هدومى فى المُجفف وجيت هنا عالسرير،أزاى سحبنى النوم.
بنفس الوقت شعرت بالجوع وقالت بتبرير: يظهر إنى تخنت بسبب الأنتخه والاجازات الكتير اللى بقيت باخدها حتى بقى عندى زهق مش عاوزه أشتغل بروح الشغل بس عشان أهرب من وش البومه فوزيه اللى عملالى فيها إتيكيت وبتعاملنى بتعالي منها عايشه دور الاميره فوزيه، أنا جعانه أما اقوم انزل المطبخ أسد جوعى وبعدها ابقى أشوف عواد ده فين.
بالفعل نزلت الى اسفل ودخلت الى المطبخ
وقفت تبحث عن اى طعام تأكله سد جوع لكن كل ما بالمطبخ أغذيه محفوظه غير مطهيه.
فكرت فى طهى أى شئ سريع التحضير، لكن فى نفس الوقت سمعت صوت عواء الكلاب كآنهم أمام المطبخ بالخارج، كذالك فى نفس الوقت سمعت صوت أقدام قريبه من المطبخ، فجأه أرتجف جسدها بقوه وتبيست بمكانها خوفًا
لكن زال هذا الخوف حين رات عواد يدخل الى المطبخ بتلقائيه منها هرولت سىريعًا نحوه والقت بنفسها عليه تلتقط أنفاسها قائله:
عواد.
ذُهل عواد من فعلة صابرين لكن بتلقائيه منه هو الآخر حين شعر برجفة صابرين ضم جسدها بين يديه.
لكن نفرت صابرين من رائحة السجائر النفاذه على ثياب عواد وإبتعدت عنه قائله: إزاى حضنتنى وبعدين إبعد عنى
ريحتك سجاير فاقعه.
ضحك عواد قائلاً: والله مش أنا الى رميت نفسى عليكِ أنتى اللى حضنتيني.
شعرت صابرين بالخجل وتوهت قائله:
كنت فين لدلوقتى وأيه اللى فى الكيس اللى إيدك ده.
رد عواد: اللى فى الكيس ده أكل كنت جايبه للكلاب بس لقيتهم أتعشوا قولت يمكن حد تانى له نصيب فيه.
جذبت صابرين كيس الطعام من يد عواد قائله: هات اما اشوف عشا الكلاب ده.
فتحت صابرين كيس الطعام قائله:
جايب للكلاب وجبات من ماكدونالدز، يلا انا صاحبه النصيب فى الاكل ده.
تبسم عواد بخفيه وحاول جذب الكيس من يدهت قائلاً: هاتى الكيس، ده مش ليكِ.
تمنعت صابرين قائله: اعتبرنى كلبه عندك هتكسب ثواب فى إطعامها.
ضحك عواد، كيف لصابرين ان تتحول بتلك السهوله، لو غيرها بعد ما حدث بينهم اليوم ربما كانت اخذت موقف آخر، لكن حين عاد هرولت وإرتمت بحضنه، شعر براحه كان يفتقدها، بينما صابرين تعجبت هى الاخرى من رد فعلها حين هرولت على عواد، وذالك الشعور بالأمان التى شعرت به حين رات عواد أمامها…
لكن لن تنتهى الليله قبل أن تعرف سبب لقول عواد انها تشفت بآلمه ذات يومً لكن لتسد جوعها اولاً.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ….
باليوم التالى
صباحً بمنزل الشردى
اثناء تناول وفيق وجبة الفطور مع ماجده وناهد التى تنظر له بغيظ دفين فهو منذ ماحدث بينهم ليلة امس وغادر غرفتها وعاد للنوم بغرفتة القديمه مع فاديه.
صدح هاتف وفيق، أخرجه من جيبه ونظر الي الشاشه ثم نهض بدون إستئذان وخرج من الغرفه
تحججت ناهد بالإتيان بشئ من المطبخ ونهضت خلفه.
بينما تبسمت ماجده وهى تعلم ان ناهد ستلحق
بـ وفيق
بالفعل تسحبت ناهد وذهبت الى مكان وفيق الذى رد على الهاتف:
صباح الخير يا حضرة المحامى خير عالصبح؟
رد المحامى:خير طبعًا حبيت أعرفك إن قضية بيت الطاعه اللى رفعينها على المدام إتحدد لها جلسه آخر الشهر.
تعجب وفيق قائلاً:إتحدد لها جلسه بسرعه كده!
رد المحامى:قضية الطاعه مش بتاخد وقت طويل وممكن نحصل عالحكم من اول جلسه كمان.
رد وفيق:أتمنى ناخد الحُكم ده بسرعه، وقتها اتعابك محفوظه.
أغلق وفيق الهاتف ونظر أمامه يشعر بإنشراح فى قلبهُ وهمس قائلاً:
إنتِ اللى أختارتى يا فاديه البُعد عنى ، والنهايه مش هتبقى على مزاجك.
كانت خلفه ناهد وتسمعت على حديثه مع المحامى
كل ما فهمته ان وفيق رفع قضية بيت الطاعه على فاديه، شعرت بالغيظ والغيره والحقد،يبدوا أن وفيق مازال يريد فاديه،ويستغل قضية الطاعه من أجل إستردادها حتى لو عنوه منه،لكن هيهات فاديه لن تعود لـهنا مره أخرى،منت نفسها حين وضعت يدها على بطنها وهمست قائله:
يارب قبل حكم بيت الطاعه اكون بقيت حامل وقتها انا اللى هسيطر عالامور كلها.
…. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قبل الظهر
بمنزل سالم التهامى
جلست فاديه مع شهيره تتحدثان بود
حين قالت شهيره:
والله مش عارفه هرجع أحس بالوحده من تانى بعد ما تروحى إسكندريه وتستلمى شغلك من تانى
كنت خلاص إتعودت نقعد نتسلى مع بعض حتى سالم كمان بيقولى حاسس إن الروح رجعت للبيت من تانى.
تبسمت فاديه قائله:
وأيه يغصبكم يا ماما إنتِ وبابا تفضلوا هنا
عندنا شقه فى إسكندريه، وبابا مبقاش قدامه غير شهر واحد ويطلع معاش، خلينا نروح نتجمع فى إسكندريه، وبدل ما هيثم عايش مع صبريه فى شقة عمى نعيش سوا، انا صحيح مش عارفه حكايتى مع وفيق هترسى على أيه، بس الطلاق بقى هو الحل الوحيد، بس معرفش ليه بابا أقتنع بكلام المخامى كان رفع قضية طلاق وخلصنا.
شعرت شهيره بغصه قائله: ربنا يقدم اللى فيه الخير
يلا قومى روحى السوبر ماركت فى شوية طلبات محتاجينها انا كتبتها فى ورقه أهى.
تبسمت فاديه قائله: حاضر هشرب الشاى وبعدها هطلع أغير هدومى واروح السوبر ماركت.
بعد وقت رن جرس باب المنزل.
تحدثت فاديه:
خليكِ يا ماما انا غيرت هدومى هفتح اشوف مين اللى عـ الباب.
فتحت فاديه باب المنزل وجدت امامه شخص يبدوا محضرًا من المحكمه،
تأكد ظنها حين قال:
ده منزل السيده/فاديه سالم التهامي.
ردت فاديه: أيوا هو، وانا السيده فاديه خير؟
نظر لها المحضر وقال: ممكن اتاكد من البطاقه الشخصيه
معايا إخطارين من المحكمه ولازم تستلميهم.
ردت فاديه: تمام ثوانى هجيب بطاقتى من جوه.
بالفعل دخلت فاديه للمنزل، سالتها شهيره قائله: مين اللى كان بيرن الجرس.
ردت فاديه بسرعه:
ده محضر من المحكمه، هدخل اجيب بطاقتي بسرعه.
إرتجف قلب شهيره.
بينما بسرعه عادت فاديه ببطاقتها الشخصيه وأعطتها للمُحضر الذى قرأها ثم قال:
أتفضلى إمضى هنا على إستيلام الإخطارين اللى معايا.
وقعت فاديه على دفتر المُحضر ثم اخذت منه الإخطارين ودخلت الى داخل المنزل واغلقت الباب خلفها… وقفت خلف الباب تفتح الإخطار الاول
آتت شهيره وسالتها:
خير.
قرات فاديه فحوى الاخطار ليسآم وجهها وفرت دمعه من عينيها وقالت بحشرجة صوت:
وفيق إتجوز ناهد.
……. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يتبع…
رواية بحر العشق المالح الحلقة الحادية والعشرون
﷽
#الموجه_الحاديه_والعشرون
#بحرالعشق_المالح
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
قبل قليل
بالمزرعه
خرج عواد من الحمام، تبسم حين وجد صابرين مازالت تغط فى النوم، إقترب من الفراش ينظر لها
وقع نظره على ذالك الجرح الذى بجبينها مازال أثرهُ واضح
للحظه فكر بمكر وإبتسم
آتى بهاتفه وقربهُ من أذنها مباشرةً وقام بتشغيل صوت رنين عالِ ومُفزع فى نفس الوقت.
صحوت صابرين بخضه.
ضحك عواد بشده
بينما إغتاظت صابرين ليس فقط من ضحك عواد كذالك من ذالك الهاتف الذى مازال يرن بيده.
أغلق عواد صوت الهاتف يبتسم على الغيظ الواضح على ملامح وجهها، قائلاً ببرود:مش كفايه نوم يلا أصحى عشان تحضرى لينا الفطور.
تهكمت بغيظ قائله:
يعنى إنت صحيتنى بخضه عشان أحضر لينا الفطور،بس أنا مش جعانه،أنا هكمل نوم تانى إطفى نور الأوضه وسيبنى أكمل نوم…إنت هتفطر بفنجان قهوه وسيجارتين،يعنى سهل تحضرهم لنفسك.
قالت هذا وعادت تتسطح على الفراش وجذبت غطاء الفراش عليها.
ضحك عواد وجلس على الفراش وجذب الغطاء من عليها قائلاً:
طبعًا مش جعانه بعد ما أكلتى أمبارح أربع وجبات لوحدك.
فتحت صابرين عينيها قائله:إنت هتعايرنى ولا أيه ما قولتلك كنت جعانه طول اليوم مكنتش أكلت.
تبسم عواد قائلاً:
وطالما كنتِ جعانه مطلبتيش ليه من أى عامل يجيب لك أكل.
إعتدلت صابرين جالسه على الفراش قائله:
تلاقيك كنت قايل للعمال لو طلبت منهم حاجه يسيبوا عليا الكلاب ياكلونى، انت كنت وقتها هتفرقع من جنابك.
ضحك يتحدث بإستهزاء: هفرقع من جنابى ونعم الألفاظ، لأ متخافيش كلابى مش بيأكلوا لحم اللى لهم أهميه عندي.
نظرت صابرين لعواد بإستغراب قائله:
وأنا ليا أهميه عندك، معتقدش.
نظر عواد لـ صابرين تلاقت عيناه مع عينيها صمت قليلاً بداخله شعور لا يعرف له تفسير، لكن توه فى الحديث وسخِر منها:
مش عارف إزاى دكتوره بيطريه وعندك رَهبه من الحيوانات أنتِ مين اللى شار عليكِ تدخلى كلية الطب البيطرى.
تضايقت صابرين من إستهزاء عواد قائله: اللى شار عليا جواب التنسيق فرقت عن كلية الطب درجه وإتنين من عشره.
ضحك قائلاً: كنتِ دخلتى صيدله أفضلك من الطب البيطرى.
ماذا ترد عليه أتقول له أنها كان لديها رُهاب من الحقن، سيستهزئ بها أكثر… فكرت قائله:
وأنت مالك، بعدين بلاش تستهزئ بيا، أنا كمان عمرى ما شوفت جزار بيكره أكل اللحمه، وبيأكل منابه للكلاب.
رد عواد ببساطه: عشان الكلاب بيطمر فيها عن البشر، جربى وإطعمى كلب مره تانى مره هتلاقى الكلب ده لو لقاكِ فى خطر مستعد يضحى بحياته عشانك
وعندى ليكِ الإثبات.
ردت صابرين: من غير إثبات أنا عارفه ده، بس مش كل البشر سيئين، بس يمكن الحظ هو اللي وقعنا فى أشخاص سيئه.
نظر عواد لها قائلاً:
ومين الأشخاص السيئه اللى ربنا وقعك فيهم،عارف إنى على راس القائمه.
تهكمت صابرين من عواد قائله:
لأ إنت لك حظ الأوفر فى القائمه يمكن بعدك مكان واحد فاضل غيرك.
تبسم عواد بزهو قائلاً بفضول:
ومين صاحب المكان اللى فاضل ده؟
نظرت صابرين لعواد، ودت ان تقول له أن صاحب هذا المكان هو مصطفى لكن صمتت.
بينما ألح عواد على معرفة صاحب ذالك المكان ربما لديه تخمين من يكون لكن يود معرفته منها
قائلاً:
مين صاحب المكان الفاضل فى قاىمة السيئين بالنسبه ليكِ؟
ردت صابرين:
الشخص اللى صدق كدبتك قبل كده وفكر يقتلني، جوزى الأول، مصطـــــــــ
لم تُكمل صابرين باقى الآسم حين إنقض عواد على شفاها بالقُبلات المتملكه ليست قُبلات لشفاها فقط بل تجولت القُبلات على وجنتيها وعُنقها وصدرها ويديه سارت تتجول على جسدها يتحسسهُ يفرض هيمنته الرجوليه عليها يُسيطر على مشاعرها يجعلها تمتثل للمساته وهمساته لها لتتوه معه بين أمواج لا شطوط نجاه منها غير الغرق لهما الإثنين بسبب تلك الأمواج العاتيه التى أصبحت تحاوطهما معًا.
بعد وقت
نظر لعينيها وهو مازال يعتليها
وقال بتأكيد:
أنا جوزك الأول والأخير،إحنا قدر بعض.
تهكمت صابرين ساخره وقالت:
إنت فعلاً قدري الأسود اللى فاكرلى حاجه حصلت وأنا طفله عندها سبع سنين حتى بعدها يمكن كانت إتمسحت من ذاكرتى،بس طبعًا إنت عندك ذاكره إليكترونيه.
نظر عواد لـ صابرين بتعجب وقال:
يعنى إنتِ كنتِ عارفه أنا ليه إتعصبت طب ليه كنتِ بتلحي عليا إمبارح عشان تعرفى سبب كُرهي ليكِ.
تهكمت صابرين قائله:
مش عصبيتك اللى فكرتني بكُرهك ليا،بس عندى لك سؤال يا عواد…إنت لما خطفتنى ليلة زفافي على مصطفى كنت بتنتقم من مين فينا،أنا ولا مصطفى اللى ضربك الرصاصه،متأكده إن إنتقامك مكنش عشان الأرض اللى طمعت فيها مرات عمى والأ كنت ساومت عليها من البدايه،وليه لغاية دلوقتي مطلبتش الأرض تتسجل بإسمك.
ذُهل عواد من حديث صابرين ونهض عنها بعصبيه صامتًا
وتوجه الى دولاب الملابس أخذ إحدى الثياب له،بينما صابرين لمت غطاء الفراش حولها وذهبت خلفه ووقفت أمامه تريد إجابة سؤالها.
نظرت لعواد بتحدى وقالت:مجاوبتش على سؤالى
كنت بتنتقم من مين فينا أنا ولا مصطفى…أنا هجاوبك
إنت كنت بتنتقم مننا إحنا الإتنين،بس انا كنت صاحبة نصيب الأسد فى إنتقامك،شككت مصطفى فيا مش بس مصطفى بلد بحالها كنت سيرتها الوحيده لأيام كنت البنت اللى إتلاعبت بإتنين رجاله منهم واحد يعتبر جوزها والتانى عاشق مخذول من البنت اللى حبها بس طبعًا أمواله خلت كفته هو اللى تفوز لما هربت لعنده وسابت إبن عمها…بس عارف يا عواد إنت كمان خسرت فى نفس الكذبه زيك زيي لما طلبت تتجوزنى بعد ما وفيت مدة العِده.
تعصب عواد قائلاً:
إنتِ مكنش ليكِ مدة عِده.
ردت صابرين بإغاظه:مين اللى قالك كده مصطفى كان كاتب كتابى يعنى كنا متجوزين رسمى ويمكن حصل بينا علاقه قبل كده العذريه لوحدها مش دليل إنى مكنتش على علاقه مع مصطفى مش يمكن كان بينا تجاوزات ولمسات بس موصلتش لحد فض العذريه.
تعصب عواد بشده وألقى الثياب التى كانت بيدهُ أرضًا وأمسك صابرين من كتفيها بقوه قائلاً:
صابرين بلاش تعصبينى وتخرجي أسوء ما فيا وقتها هتكرهينى بجد.
قاطعته صابرين قائله بتحدى:
أنا فعلاً بكرهك يا عواد وبكره جسمي اللى سلمته لك من شويه بس مكنتش أول واحد أسلمله جسمي.
نظر عواد لها بغِل وكم ود أن يصفعها على شفاها حتى تصمت…
لكن جذبها بقوه عليه وقام بتقبيلها بعُنف كاد يُزهق روحها وهى مستسلمه لذالك لولا رنين هاتفهُ جعلهُ يعود لوعيه وترك شفاها
لكن جذبها على جسده وحاوط خصرها بيديه
ينتشى من صوت سُعالها وأنفاسها الاهثه الى أن شعر بهدوء أنفاسها نسبيًا ترك جسدها وإبتعد عنها وإنحنى يأخذ ثيابهُ التى ألقاها سابقًا وتوجه ناحية الحمام وعصف بابهُ بقوه.
بينما صابرين شعرت بضياع يزداد مع الوقت تشعر بتخبُط يجعلها غير قادره على أخذ قرار حاسم تشعر بعدهُ بالراحه تتمنى أخذ قرار نهائى حتى لو قرار خاطئ،لكن ليس هنالك طريق واضح أمامها بين تلك الأمواج التى تتلاطم بها.
… ـــــــــــــــــــــــــــــــــ…….
بمنزل سالم التهامى
جلست شهيره على إحدى مقاعد ردهة المنزل تشعر بأن قلبها مسحوب منها
أسرعت فاديه عليها جلست على ساقيها أمامها قائله بلهفه :
ماما مالك…هتصل على بابا يجيبلك دكتور،ولا قومى معايا غيرى هدومك ونروح للدكتور.
تدمعت عين شهيره ونظرت لـ فاديه ومسدت على يدها،أنا بخير يا روحى،بس…
صمتت شهيره وجذبت فاديه لحضنها
لتبكى فاديه قائله:
بس إتصدمتى من جواز وفيق من ناهد،ياريتنى ما قولتلك،بس ليه تزعلى يا ماما ده كان شئ متوقع من وفيق،وفيق لو كان لسه باقى عليا مكنش إتحمل غيابى عنخ الفتره اللى فاتت وكان حتى بعت أى حد يحاول يصلح بينا،أنا سبق وقولت وفيق خلاص إنتهى بالنسبه ليا،ياريت بابا كان سمع كلامى من الاول وبدل قضية النفقه وقايمة العفش كان رفع قضية طلاق.
ردت شهيره:بابا قال دى حقوقگ.
تهكمت فاديه قائله:
حقوقى،طول عمري كنت بفرط فى حقوقى جت على دى،عالعموم مبقاش فى طريق تانى خلاص وفيق حط كلمة النهايه بالنسبه ليا،دلوقتى كل اللى هفكر فيه هو مستقبلي والحمد لله هرجع للمهنه اللى بحبها التدريس.
تبسمت شهيره بدمعه قائله:
مش عارفه ليه حظ بناتى الإتنين كده،مع إنى والله عمري ما عاملت حماتى وحش وكنت بخاف على زعلها وكنت بستحمل معايرة ساميه ليا إنى مش بخلف غير بنات وبخلفهم بالضالين،حتى لما كانت تلعب بعقل حماتى وتقلبها عليا كنت بستحملها وأقول عشان يبقى لبناتى من بعدي،بس بناتى الإتنين وقعوا فى رجاله محسوبين عالرجاله بالغلط.
تبسمت فاديه قائله: قصدك مين بالإتنين، لأ بلاش تعممى، عواد مش زى وفيق ولا زى مصطفى…وصابرين مستفزه معاه لأقصى درجه لو وفيق او مصطفى مكانه كان أقل ما فيها خنقوها.
تبسمت شهيره بغصه قائله:
عارفه كده،بس برضوا اللى حصل مس سمعتها قدام الناس،صحيح محدش عرف بتقرير العذريه غيرنا،بس ساميه لو مش موت مصطفى وقتها كانت هتفضحها.
تبسمت فاديه قائله:أهو شوفى ربنا
“عسى أن تكرهوا شئ وهو خيراً لكم”
لو مش موت مصطفى كانت صابرين هتتجوزه وساميه هتفضل تعايرها العمر كله وصابرين مكنتش هتستحمل كتير،مع إنى ضد اللى عمله عواد،بس فكري معايا كده يا ماما عواد لو مش عنده مشاعر ناخية صابرين كان أيه يجبرهُ يوافق إنه يقدم كفنهُ قدام البلد كلها عشان يوصل أنه يتجوز صابرين…
حتى صابرين فى الفتره الاخيره حسيت إنها بدأت تميل لـ عواد او فعلآ مالت له خلاص عكس مصطفى كنت بحس مع الوقت إنها بتفكر تتراجع عن خطوة جوازها منهُ.
مسدت شهيره على رأس فاديه قائله:
ربنا يرزقك الرضا يا بنتي ويعوضك بالخير،ريحتى قلبى رغم إنى حاسه بوجع قلبك.
ردت فاديه:
وجع قلبى ده كان زمان أنا حاسه إنى خفيت من الوجع ده وهبدأ بقلب جديد وأعيش حياتى من غير ما حد غيري يتحكم فيها.
تنهدت شهيره قائله:
يارب يكتبلك الخير،قومى بلاش قعدتك دى هتوجع رجليكِ، أقعدى جانبى وشوفى الإخطار التانى ده فيه أيه هو كمان.
نهضت فاديه من جلوسها وجلست على مقعد جوار شهيره وفتحت الإخطار الآخر وقرات محتواه وقالت:
ده إخطار إن المحكمه حددت أول جلسه للحكم فى النفقه وقايمة العفش.
رغم شهور شهيره بالآلم لكن قالت: نوعية ماجده بتخاف عالمليم وأكيد قبل الحُكم ما يصدر من المحكمه هتكون أمرت وفيق يطلقك،مش عارفه ليه حاسه إنهم هيردوا بخِسه منهم.
تهكمت فاديه قائله:
الرد وصل يا ماما،أمال جواز وفيق من ناهد ده أيه…بس يبقوا غلطانين لو فكرونى فاديه الضعيفه اللى كانت بتتحمل وتسكت.
……ــــــــــــــــــــــــ
بعد الظهر بقليل
تعصب عواد من تلك المشاغبه التى لم تجد إثبات واحد تستطيع من خلاله إثبات تجاوزات لكن مازالت تبحث علها تجد ضالتها، تعصب عواد من ذالك،كما أنه مازال غاضب من إستفزازها له صباحً
لكن فكر قليلاً بمكر
ذهب الى مكان تواجدها بالمزرعه وإصطحب معه أحد اخطر أنواع الكلاب شراسه لديه (الروت وايلر)
فك لجامُه وجعله يسبقه للدخول الى مكان وجود صابرين.
سمعت صابرين صوت لهاث خلفها إرتجف جسدها وتصنمت مكانها لاحظات قبل أن تستدير وتنظر الى ذالك الواقف يُخرج لسانه يلهث،
فكرت صابرين بقذفه بأى شئ لكن نظرت حولها لا يوجد حتى حجر صغير، تجنبت بعيد عنه بهدوء،ما هى الأ ثوانى الى ان إبتعدت عنه بعض الخطوات وتركت لساقيها المهمه وجرت سريعًا تصرُخ بإستغاثه وخلفها يجري الكلب
كان عواد يُراقب ما يحدث وتعجب من وقوف الكلب حين دخل الى مكان وجود صابرين وتوقف خلفها دون أن يتهجم عليها كما فعل سابقًا
لكن تذكر أن وليفة ذالك الكلب هى من ساعدته صابرين بالأمس فى توليدها وانه رأها تحمل جروه الصغير فشعر بالأُلفه نحوها، لكن حين هرولت أمامهُ ظن انها خائفه منها فهرول خلفها كى يطمئنها من ناحيتهُ
لكن صابرين لا تعرف ذالك هى تظن أنه يجري خلفها كى يأذيها…
لاحظ عواد هرولة صابرين كثيرًا بالمكان كما ان صُراخها لفت نظر العمال بالمزرعه لها ومنهم من ينصحها بالتوقف، لكن هى خائفه.
خرج عواد من مكانه وظهر أمام صابرين
التى سُرعان ما هرولت ناحيته وألقت بنفسها بين يديه ليحملها بسرعه بين يديه يكبت بسمته
بينما توقف الكلب يلهث على بُعد خطوات منهم يلهث، كذالك بعض العمال يكتمون بسمتهم، نظر لهم عواد مما جعلهم ينصرفون الى عملهم…
بينما شعر عواد بنبضات قلب صابرين الذى ينتفض بداخله يكاد يخرج من بين ضلوعها.
تحدث عواد بهدوء:
بس خلاص إهدى متخافيش الكلب مش هيأذيكِ.
نظرت صابرين ناحية الكلب الواقف على بُعد خطوات ثم نظرت لـ عواد قائله بلهاث وهى تلتقط انفاسها بصعوبه:
عاوز تفهمنى إن الكلب اللى مطلع لسانه ده مش لسه بيفكر ياكولنى لو نزلت عالأرض دلوقتي.
اماء عواد رأسهُ بنفي قائلاً:
متأكد مستحيل الكلب ده يأذيكِ تحبى تشوفى بالإثبات.
قال عواد هذا وكاد يُنزل صابرين على الأرض،لكن
صوت نباح الكلب أرعبها وتشبثت بعنق عواد
الذى قال:
قولتلك متخافيش متأكد مش هيأذيكِ عارفه ليه؟
ردت صابرين:ليه،عشان إنت موجود وهو بيخاف منك.
رد عواد:
لأ عشان هو شافك إمبارح وإنتِ شايله الجرو الصغير اللى يبقى إبنهُ،بالتالى حس بالأُلفه ناحيتك…
سبق وقولتلك الكلاب عندها وفاء عن البشر،ممكن شئ بسيط تعمليه لها تصونه ليكِ…جربى وشوفى بنفسك.
رغم عدم ثقة صابرين بالكلب لكن وثقت بقول عواد
ونزلت من على يديه ووقفت قليلاً تنظر للكلب
لكن نبح الكلب وكاد يذهب نحوها،شعرت صابرين بالخوف مره أخرى هرولت لكن هذه المره هرولت نحو الأستراحه.
ضحك عواد بهستريا
وفكر بخباثه ودخل خلفها الى الأستراحه لا مانع من عرض خاص رد على إستفزازها له صباحً.
تقابل حين دخل الى داخل الأستراحه مع فردوس التى قالت بدهشه:
فى أيه الدكتوره بتجرى كده ليه؟
توقف عواد بوقار قائلاً:
مفيش، حضرى الغدا يا فردوس.
قال هذا وصعد سريعًا خلف صابرين حتى انه كان يصعد سلمتين معاً.
تبسمت فردوس ولامت نفسها قائله:
أتهبلتى فى عقلك يا فردوس ما هى واضحه قدامك أهى، صحيح بقالهم يقرب على شهرين متجوزين، بس برضوا عرسان، ربنا يهنيهم، أما اروح أحضر لهم الغدا.
بينما عواد صعد وصابرين تكاد تغلق باب الغرفه
لكن دخل عواد خلفها يكبت بسمتهُ وهو يراها تقف بلهاث
حاولت تستجمع شجاعتها الواهيه :
فين الكلب أكيد جاى وراك أنا مش خايفه منه على فكره… هيعمل أيه يعنى هيعضنى، عادى هاخد واحد وعشرين يوم أجازه من الشغل، أنا أساساً مبقتش عاوزه أخد أجازه ومش لاقيه حِجه جديده بعد ما فكيت جبس إيدى.
علم عواد أن صابرين تخاول إظهار شجاعه واهيه
تبسم ووقف يتلاعب بعقلها يُرهبها قائلاً:
حاذرى يا دكتوره المزرعه فيها حيوانات خطره غير البهايم والكلاب.
إبتلعت حلقها برعب أخفته قائله بلا مبالاه: أيه هى الحيوانات دى .
رد بتلاعب: فى برص وسحالى وتعابين وعقارب وفيران.
نظرت له بهلع وصعدت فوق أحد المقاعد ووقفت قائله:
فيرااان!
ضحك على هلعها قائلاً بتريقه: فيران، هو بس اللى خوفك من ضمن الحيوانات دى.
ضجرت صابرين من تريقتهُ عليها وحاولت الثبات قائله بإتهام مباشر:
عشان تعرف إن عندى حق فى شكِ إنت بتفرم الفيران والحيوانات اللى قولت عليها دى أكيد وتخلطها باللحمه، وتبيعها للناس مُسممه.
ضحك قائلاً:
حبيبتى أنا مش معنى إنى بحذرك أبقى….
قاطعته قبل ان يُكمل حديثه:
حبك برص، قولتلك بلاش إستفزاز بكلمة حبيبتى.
أخرج شئ من جيبه يمسكه بأطراف أناملهُ قائلاً بعبث:
قصدك البرص اللى تحبنى زى دى؟
لم ينتظر جوابها الذى كان عباره عن صرخة هلع ثم بعدها مالت بجسدها مُغمًا عليها، قبل أن تسقط أرضًا كان يتلقفها بين يديه ضاحكًا.
وضعها على الفراش وذهب نحو التسريحه ياتى بزجاجة عِطر لكن توقف عن أخذ زجاجة العطر وفكر بشئ آخر
ترك الغرفه ونزل لأسفل ودخل الى المطبخ على فردوس قائلاً:
هاتيلى بصله يا فردوس.
إندهشت فردوس من طلب عواد لكن آتت ببصله واعطتها له
صعد بعدها مباشرةً الى أعلى مره أخرى، رغم دهشة فردوس لكن تبسمت قائله:
بصل بصل وماله يمكن الدكتوره بتتوحم عليه.
دخل عواد الى الغرفه
نظر لـ صابرين الغائبه عن الوعى، تبسم وهو يتوقع رد فعلها بعد ثوانى
قسم عواد البصله بيديه ثم جلس على الفراش جوار صابرين وقرب نصف البصله من أنفها الى بدأت تعود للوعى تدريجيًا
لكن شعرت بنفور من رائحة البصل، وأبتعدت براسها للخلف قليلاً تشعر ببداية غثيان حاولت التماسك أمام عواد
الذى ضحك قائلاً:
حتة بُرص تخوفك بالشكل ده امال لو جيبت لك تعبان بقى هتعملى أيه؟
لم تعُد صابرين قادره على التحكم فى الغثيان، فنهضت سىريعًا من على الفراش نحو الحمام
أفضت ما بجوفها ثم غسلت فمها لكن جاء خاطرها هاجس أصبح لابد التأكد منه فى أقرب وقت.
خرجت من الحمام بيدها منشفه صغيره تمسح بها فمها.
ضحك عواد قائلاً:
أيه ريحة البصل قلبت بطنك.
نظرت له صابرين بغضب قائله:
ملقتش غير البصل تفوقنى بيه،من قلة البرفانات.
تبسم عواد بإغاظه:
ماله البصل عالأقل ريحته طببعيه مش مُصنعه.
نظرت له صابرين قائله:
شكراً عالمعلومه الطبيعيه…هنزل أشوف فردوس حضرت الغدا ولا محتاجه مساعده منى.
تبسم عواد ومد يدهُ لها بالبصله قائلاً:
خدى البصله معاكِ يمكن تحتاجيها فى السلطه ولا حاجه.
أخذت صابرين البصله من يدهُ بعنف قائله:
هات هحطها لك فى السلطه.
تبسم عواد بإستفزاز قائلاً:
كترى البصل فى السلطه انا بحب البصل أوى،فوق ما تتخيلى.
تبسمت صابرين له بسماجه وغادرت الغرفه.
بينما تبسم عواد،لا يعلم ما يحدث له مع صابرين
يكون بمود عابس وبعدها بقليل يعود له المود الهادئ.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليلاُ
بـ ڤيلا زهران
برسائل ورديه ذات فحوى مزدوج
بالنسبه لـ غيداء كانت ورديه مُحببه تشعرها بالإنتشاء من عبارات المدح التى يُرسلها لها عن موضوع حديثهم عن الحيونات الأليفه حبها لها .
بينما فادى يرى ذالك تفاهه لكن مضطر فى مجاملة غيداء كى يسترسل معها الحديث كى يصل لهدفهُ الذى يسعى له.
تطرق الحديث بينهم فى مواضيع عديده الى أن قالت غيداء:
تعرف إنى عمرى ما ركبت موتوسيكل قبل كده، رغم إن نفسى فعلاً أجرب الشعور ده.
رد فادى بإستفسار:
شعور أيه؟
ردت غيداء: شعور الحريه، أنا بحب اتفرج على الافلام اللى البطل فيها بيركب موتوسيكلات بحس وهو سايق الموتوسيكل إنه حر زى الطير كده
الهواء بيخترق روحه… شوفت بطل مسلسل ثلاث أمطار فوق السماء بصراحه المسلسل ده كنت بسمعه بس عشان أشوف البطل وهو بيسوق الموتوسيكل، بحس انه بيطير بيه على الأرض.
فكر فادى، لما لا غيداء تفتح له الطريق بإنجاذبها لشئ يمتلكه ويهواه هو الآخر
فقال:
بعد بكره الجمعه عندى أجازه أيه رأيك أعزمك على الغدا فى أى مكان تقولى عليه بس طبعًا تراعى إمكانياتى الماديه… وبعدها اخدك بجوله عالموتوسيكل.
شعرت غيداء بالخجل لكن حاولت التغلب عليه وقالت:
متخافش أنا أعرف مطعم أسعاره مش أوڤر، بس إزاى هتاخدنى فى جوله عالموتوسيكل وانا مش بعرف أسوقه، أنا حتى مش بعرف أسوق العربيه.
رد فادى: بسيطه إركبي ورايا.
خجلت غيداء قائله:
الوقت إتأخر وعندى محاضره بكره بدري.
تبسم فادى بمكر وقال:
مقولتليش موافقه عالغدا ولا لأ.
ردت غيداء:
تمام موافقه عالغدا.
تبسم فادى قائلاً:
تمام هتصل عليكِ قبلها نتفق على الميعاد
تصبح على أجمل الزهور الرقيقه لو إنك أنت أنعم وارق منها.
تبسمت صابرين بخجل واغلقت الهاتف وتستطحت على الفراش تشعر بنشوه فى روحها ترسم أحلام ورديه..
بينما فادى أغلق الهاتف وألقاه فوق الفراش يقول: أمتى السخافه دى تخلص، عامله لى فيها لبنى عبد العزيز فى فيلم الوساده الخاليه، انا زهقت من الحوار ده لازم يكون فى تقدم سريع شويه مش هقضيها رسايل عالموبايل…
جاء لفادى فكره جديده، لابد من تنفيذها فى أقرب وقت وبعد غد أفضل من التأخير.
…… ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يوم الجمعه
ظهرًا
وصل عواد مع صابرين الى منزل العائله بالبلده
منذ دخولهم كانت عين الخبثاء ترصدهم
ترك عواد صابرين تصعد الى الجناح الخاص بهم بينما هو ذهب مع عمه الى غرفة المكتب الخاص به
شعرت صابرين ببعض التقلُصات ببطنها، يزداد لديها الشك… حسمت أمرها قائله:
مش هخسر حاجه أنا أجيب إختبار حمل وأقطع الشك ده يمكن يكون وهم فى راسى مش أكتر.
بالفعل ذهبت صابرين الى إحدى الصيدليات القريبه من المنزل كى تشتري إختبار حمل.
على الجانب الآخر بغرفة المكتب نهض عواد واقفًا يقول بحسم:
عمى أنا لغاية دلوقتي ساكت على التجاوزات اللى بيعملها ماجد، بسبب وسوسة نسيبهُ له، أنا ده آخر تحذير أنا لو ماجد متعدلش أنا مش بهدد أنا هنفذ وفورًا هفصل نصيبى لوحده.
رد عمهُ بخضه قائلاً:
إهدى يا عواد ماجد أخوك، انا هتكلم معاه، وإن كان على عادل مهما عمل عمره ما يبقى منافس لينا فى السوق، فكون مطمن، عادل ده واحد ناعم وعاوز يناطحنا.
رد عواد: ناعم بس لاقى اللى مسانده، ماجد كمان مشاركهُ من الباطن ومفكر إنى معرفش بكده.
تعجب فهمى قائلاً:
متأكد من كلامك ده؟
رد عواد: عندى الدليل بالمستندات غير البلاغات والتفتيشات اللى كانت علينا فى الفتره الاخيره اللى كان وراها عادل حندوق، عاوز يشوشر على إسمنا فى السوق وماجد بغباوته بيساعده وأنا مش هصبر كتير، ومش عاوز أصغر من نفسى وأحط نفسى فى إختيار حاسم منك إنت وعمى فاروق.
لاحظ عواد من شباك الغرفه خروج صابرين وعودتها بعد قليل…
….
عادت صابرين من الصيدليه تحمل بيدها كيس صغير به ذالك الأختبار وصعدت مباشرةً نحو غرفتها
لكن أثناء صعودها كادت تتصادم مع سحر على السلم بدون إنتباه منها وقع من يدها ذالك الكيس وسقطت علبة الاختبار منه
وقع بصر سحر على العلبه بتركيز، بينما صابرين إنحنت سريعًا وأخذت الاختبار وأعادته بالكيس مره أخرى وتجنبت ناهد وصعدت دون حديث معها
ذاهبه الى الجناح الخاص بها.
بينما شعرت سحر بالغيظ والغضب الحارق وهى تقول:
إختبار حمل!.
دخلت صابرين للغرفة وفتحت علبة الاختبار، هى تعرف جيدًا طريقه إستعمالها سبق وأن فعلت فاديه هذا الأختبار أمامها أكثر من مره، تتمنى أن تحصل على نفس النتيجه التى كانت تحصل عليها فاديه، أن تكون ليست حامل.
بعد قليل خرجت بالإختبار من الحمام تنتظر النتيجه
التى ظهرت بعد وقت
إنصدمت وهى ترى النتيجه واضحه أمامها بوضوح
وقالت بوجوم:
حامل!.
بنفس الوقت لم تنتبه لدخول عواد لغرفة النوم…
سريعًا أخفت الإختبار فى صدرها بين ملابسها
لكن عواد لاحظ ذالك .
…… ـــــــــــــــــــــــ
يتبع…
جاري كتابة الفصل الجديد للروايه حصريا لقصر الروايات اترك تعليق ليصلك كل جديد أو عاود زيارتنا الليله
لمتابعة باقى الرواية زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا
بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل
متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا
الرواية كاملةمن هناااااااااا
مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا
مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هناااااا
تعليقات
إرسال تعليق