القائمة الرئيسية

الصفحات

translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية بحر العشق المالح الفصل الأول والثاني والثالث والرابع والخامس بقلم سعاد محمد سلامة

 رواية بحر العشق المالح الفصل الأول والثاني والثالث والرابع والخامس بقلم سعاد محمد سلامة 





رواية بحر العشق المالح الفصل الأول والثاني والثالث والرابع والخامس بقلم سعاد محمد سلامة 




فى منزل كبير وفاره فى إحدى قرى محافظة البحيره

على رأس مائدة السفره جلس ذالك الكهل

فهمى زهران

الذى إقترب عمره من السبعون

نظر على يمينه قائلا

فين عواد محدش نادى عليه ولا أيه

ردت إحدى الخادمات

أنا خبطت على باب أوضته ورد عليا من غير ما يفتح الباب وقالى أنه مش نازل عاوز ينام شويه

زفر فهمى نفسه قائلا بضجر وفين فاروق ومراته كمان دى مبقتش لمة عيله كل واحد فى هوا نفسه بعد كده الكل يكون على السفره

ردت ساميه قائله بتوريه

هدي نفسك ياحاج فهمى ما هو عواد وفاروق راجعين وش الفجر الشغل فى المزارع عليهم كتير

نظر فهمى نحو تحيه قائلا إبنك أحواله مش عجبانى هو خلاص عدا خمسه وتلاتين سنه ولسه متجوزش إتكلمى معاه وشوفى له بنت ناس طيبين تلمه بدل السهر والسفر الكتير ده بدون أسباب

رد فاروق الذى دخل الى غرفة السفره

أنا بقول تسيب عواد على راحته بلاش تضغط عليه يتجوز بدل ما يتجوز وميرتحش معاها ويرجع يندم بعد كده

ردت سحر زوجة فاروق قائله قصدك أيه بيندم بعد كده كلام الحاج فهمى فى محله عواد خلاص عدا خمسه وتلاتين سنه زمايله معاهم عيال فى الاعداديهومن ناحية العرايس مين اللى سعد حظها يوقعها فى واحد من رجالة عيلة زهرانهو بس يشاور وانا أجيبله بدل العروسه ألف

رد فاروق بتعسف مالكيش دعوه أنت عواد حر تحيه موجوده تختار له

رد فهمى وهو ينظر ل تحيهإتكلمى مع عواد كفايه عذوبيه لحد كده يتلم بقىيلحق يخلف له عيل ولا أتنين قبل ما العمر يسرقه

ردت تحيهحاضر شويه هطلع أصحيه وأتكلم معاه


بعد الظهر بنفس المنزل

بجناح كبير مكون من غرفة نوم واسعه مرفق بها حمام أيضا صالون متوسط يفصل بينه وبين الغرفه باب صغير من الستائر

إستيقظ على رنين هاتفهمد يده وجذب الهاتف ووضعه على أذنه وسمع حديث المتصل عليه وأجاب بأختصار

تمام هبات فى إسكندريه الليله وبكره بنفسى هكون فى إستقبال لجنه الصحه فى المصنعبس إنت

تمملى على كل شئ مش عاوزه أى غلط من أى شئ أما أشوف آخرتها أيه مع الدكتوره اللى بتقول عليها دى

وضع هاتفه على طاوله جوار الفراش ونحى غطاء الفراش عنه ونهض من على الفراش يرتدى سروالا فقط ثم جذب علبة سجائره سحب منها سېجاره ووضع العلبه مره أخرى مكانها وأخذ القداحه توجه ناحية شرفة الغرفه أزاح تلك الستاره السوداء من على زجاج الشرفه وخرج من الغرفهوضع السېجاره بفمه وقام بإشعالها ساحبا نفس عميق منها وزفر دخانها ينظر من برجه العالى على المنازل حول منزله يكاد يرى أسطح معظم البيوت القريبه منهم كلهارفع بصره مبتسما يرى الشمس أصبحت حرارتها شبه قاسيه فهم بمنتصف شهر يونيو وإشتدت الحراره قليلازفر دخان السېجاره الى أن إنتهى منها ألقى عقابها من الشرفه ثم دخل الى الغرفه منها الى الحمام وقف أسفل المياه الفاتره تبسم وهو يتذكر شئ رأه قبل قليل أثناء وقوفه بالشرفه


خير قولى اللى عندك

نهضت ترد عليهإستر نفسك الاول وتعالى نقعد فى الصالون نتكلم كلمتين سوا

رد عواد بفظاظهقولى الكلمتين وخلصينى

إبتلعت غصه بقلبها قائلهعواد بلاش طريقتك الجافه دى متنساش إنى أمك

رد عواد بحنقللآسف مش ناسى إنك أمىفقولى الكلمتين اللى جايه عشانهم

إبتلعت ذالك العلقم بقلبها قائله

عمك فهمى مش عاجبه سفرك الكتير وكمان سهرك بره البيت لوقت متأخر

تهكم عواد قائلاوبيفكر يحبسنى فى البيت ولا يطردنى منه إياك وقالك تحذرينى الأول

ردت تحيه

لأ طبعا ده بيتك وإنت ليك زيه فى أملاك عيلة زهرانهو طلب منى أقولك تتجوزإنت خلاص عديت الخمسه وتلاتين سنهإبنه ماجد فى نفس سنك وبقى معاه بنتين والأتنين اللى وراه خاطبين وهيتحدد ميعاد جوزهم قريب أيه رأيك أشوفلك بنت ناس طيبين وتتجوز معاهم

ضحك عواد بفظاظه قائلاتشوفيلى بنت ناس طيبينمتشكر لخدماتك أنا مش بفكر فى الجواز

أقتربت تحيه من مكان وقوف عواد قائلهوهتفكر أمتى إما تتم الأربعين

رد

عوادأفكر وقت ما أحب ولا مفكرانى بنت وهيفوتها قطر الجوازولا هتقولى لى الجواز ستره


فهمت تحيه فحوى قول عواد وقالت له

عواد لو فى واحده معينه عاوزه قولى وأنا أخطبها لك

ضحك عواد قائلاأنا مفيش أى واحده فى دماغىلا معينه ولا مربعهبقول تريحى نفسك وبلاش دور الأم ده علياوفريه لبنتك غيداءودلوقتي إن كان الكلمتين اللى كنت جايه تقوليهم خلصوا ياريت تتفضلى تخرجى من الاوضه عاوز ألبس هدومى عندى سفر لإسكندريه ومش عاوز أتأخر على ميعاد القطر

نظرت تحيه له بعين مدمعه من قسۏة رده عليها

أشاح عواد بصره عنها واعطاها ظهره غير مبالى لتلك الدموع التى تلألأت بعينيها

خرجت تحيه بيأس فى إقناع عواد بالزواج

بنفس الوقت

ب منزل يفوق المتوسط قليلابنفس البلده

على سطح المنزل

خرجت من تلك العشه الصغيره بين يديها علبه متوسطه من البلاستيك تحملها بحذرإستنشقت الهواء قائله

ياباى أيه الحر ده أنا خلاص كنت هنكتم وانا بلم بيض الفراخ من قلب العشهتلفتت يمينا ويسارا قائله

أما أنزل بسرعه أخفى البيض

ده قبل ماما ما ترجع وتقفشنى بيه وتصادره

بينما بأسفل نفس المنزل دخلت أخرى

إستقبلها أخيها بالترحاب قائلا

فاديه أختى الحنونه نورتى البيت

إبتسمت فاديه وحضتنه قائلهإزيك يا هيثوم عامل أيه فى المذاكره


تنهد بسأم قائلاأمتى أغمض عين وافتحها الاقنى خلصت الثانويه ودخلت كلية الطب

تبسمت فاديه قائلهربنا ينولك اللى بتتمناه أمال ماما فين والشعنونه صابرين

ضحك هيثم يقول ماما راحت عند مرات عمىإنما الشعنونه لسه شايفها من شويه بتتسحب وهى طالعه عالسطح أكيد عشان تسرق البيض بتاع الفراخ زى عادتها وتاخده معاه لإسكندريه

ضحكت فاديه قائله طب هروح المطبخ أعملك قهوه تفوقك للمذاكره وأستناها على ما تنزل

تبسم هيثم لها بموافقه

بعد دقائق نزلت صابرين تنظر حولها بترقب وذهبت الى المطبخ مباشرة لكن إنخضت قائله فاديه فكرتك ماما

ضحكت فاديه قائله لأ ماما لسه مرجعتش من عند مرات عمك

تنهدت صابرين براحه قائلهالحمد لله

تبسمت فاديه تسأل صابرين بخبثأيه اللى فى العلبه اللى معاك وضمھا لصدرك قوى كده ليه

نظرت صابرين الى العلبه قائله

دى

كنز ماما سرقته

ضحكت فاديه قائله مش هتكبرى بقى وتبطلى تسرقى البيض من وراء ماما

ردت صابرين هى السبب بتستخسروا فياوتقول هترقد الفرخه عليه خلينى ادور على شوية رده أغرس فيهم البيض عشان ميتكسرش وأنا فى القطر


تبسمت فاديه قائله ما هى ماما هترقد الفرخه عليه يفقس لها كتاكيت صغيره

ردت صابرين طب ما تغذبتى انا اولى بالبيض ده وبكره أتجوز و أفقس لها كتاكتيت ينوشوها

غص قلب فاديه بصمت

تنبهت صابرين لغصة فاديه وحاولت الترويح عنها قائله

إنتى بتعملى أيه هنا فى المطبخ

ردت فاديه كنت هعمل ل هيثم قهوه تفوقه للمذاكره

ردت صابرين بسخريه والغبى ده كوباية قهوه اللى هتفوقه للمذاكره أقولك إعمليلى نسكافيه معاك تلاته فى واحد دورى عليه فى أى ضلفه هتلاقى ماما مخبياه منى

ضحكت فاديه قائلهما أنت إيدك مش بتسيب حاجه الأ ما تبوظها عشان كده ماما بتبعدها عن إيدك

لوت صابرين شفتاها يمين ويسار بسخريه قائله

بلاش تدافعى عن ماما يا فوفا هى أساسا بخيله علياوبعدين بدور على رده مش لاقيه فى هنا دقيق أهو يسد بدالها أغرس فيه البيض

بعظ قليل قالت فاديهأنا خلصت القهوه والنسكافيه

ردت صابرينوأنا كمان خلاص غرست البيض فى الدقيق خلينا نروح أوضتى أخفيه فى شنطة هدومى قبل ماما ما ترجع من عند مرات عمى

تبسمت فاديه لها قائله إسبقينى على أوضتك هودى

ل هيثم القهوه وأجيلك نقعد سوا

تبسمت صابرين لها


بعد دقيقه

بغرفة صابرين دخلت فاديه تبتسم قائله

ها قولى لى ماما راحت عند مرات عمك ليه

ردت صابرينإنت عارفه إن مصطفى خلاص هيجى بعد أسبوعين و بعدها هنتجوز وراحوا يشوفوا الستايرمرات عمك بترسم دور الملاك إنها بتاخد برأى ماماوهى فى هتشترى على ذوقها

ردت فاديهطب ليه مروحتيش معاهم

ردت صابرينقولتلك فى الآخر هتجيب الستاير على ذوقها ليه أدوش نفسىوممكن يتأخروا وانا لازم الحق قطر اسكندريه اللى هيقوم بعد العصر

ردت فاديه بسؤالانا ليه حاسه إنك مش متحمسه لجوازك من مصطفى من بداية الخطوبه حتى مكنتيش عاوزاه يكتب كتابكم فى أجازته المره اللى فاتتوبالعافيه

بابا أقنعك مع إن مصطفى بيحبك

شعرت صابرين بالغبطه قائلهمعرفشأنا لحد دلوقتي مش قادره أبلع حكاية إن انا ومصطفى نبقى أزواج ونعيش تحت سقف واحدآه عارفه أنه بيحبنى من زمانبس خاېفه من مرات عمكبشوف فيها صورة حماتك ماجده وتسلطهامتزعليش منى أنت عندك قوة تحمل عنى أنا بتخنق بسرعهوخاېفه مقدرش أتحمل العيشه معاها فى نفس البيتيمكن السبب اللى خلانى وافقت إنى تقريبا مش هعيش هنا طول الوقتيعنى مصطفى هيقضى أجازته السنويه وبعدها يرجع تانى للسعوديه وأنا الفتره دى هاخد أجازه من شغلى فى إسكندريه ولما يسافر هستأنف الشغل تانى هناكف مش هعيش معاها كتيررغم ذالك متأكده أنها هتتصنع مشاكل بسبب شغلى فى إسكندريه


ردت فاديهطب ليه ما تخلى بابا يشوفلك واسطه تنقلك من إسكندريه لأى وحده بيطريه قريبه من هنا

ردت صابرين

أنا مستريحه فى شغلى هناك تبع وزارة الصحة بشتغل فى الفحص والتدقيق على المنتجات الغذائيههنا هشتغل أيه فى الوحده البيطريه هعالج الفراخ ولا هولد الخرفانوكمان أنا أتعودت على العيشه مع صبريه هسيبها لوحدها هناكدى بتصعب عليا

تنهدت فاديه قائله فعلا أنا كمان بتصعب عليابس هى أختارت حياتها زى ما هى عاوزه ومش ندمانه

ردت صابرينفعلا لما مره سألتها قالتلى أنا خدت من السعاده نصيبى وأكتر ومش حاسه بوحده قلبى دايما مشغول ب مروان وحاسه روحه حواليا تعرفى كان نفسى أتجوز عن قصة حب ولوعه زيها

تنهدت

فاديه قائلهبلا حببلا لوعه كله بيحصل بعضهمش بيقولوا الجواز مقپرة الحب

ضحكت صابرين قائلهلأ طمنتينى وانا داخله على جواز بعد كام يوممن الدكتور مصطفى إبن عمى

ضحك هيثم الذى دخل عليهن يقول

أنا هوصى مصطفى عليك هقوله صبحها ومسيها بالكرباج السودانى

تهكمت صابرين قائله إنت أيه اللى دخلك الاوضه يا جاثوم وبتدخل ليه فى كلام البنات

ضحكت فاديه قائله جاثوم! يا بنتى حرام عليك ده أخوك الوحيد مش عارفه ليه دايما حاطه نقرك من نقره مع إن بينك عشر سنين

أفضل الهدايا لأحبائكم


بحالها

رد هيثم بإغاظه بعيد عنك الغل أصل أنا أما جيت خدت الدلع كله

نظرت

صابرين له بحنق قائله أمال مش ديك البرابر يلا يالا غور من أوضتى روح ذاكرلك كلمتين ينفعوك

تبسم هيثم وجلس جوار فاديه قائلا أنا ضامن أدخل كلية الطب البشرى مش هبقى زيك وأدخل طب حيوانات وعاوز أقعد شويه مع فاديه حبيبتى قبل ما تمشى دى مبشوفهاش غير كل فين وفين كله من حماتها الحيزبون

ردت فاديهعيب تقول كده على حماتى يا هيثم

نظر هيثم ل صابرين التى ضحكت وقال

مش أنا اللى بقول دى صابرين هى اللى بتقول ربنا وعدنا أنا وأختى بحموات حيزبونات

ضحك ثلاثتهم

بينما نهضت صابرين قائلهوقت القطر هروح أنط فى الجيمبسوت وأرجع تانى

بعد دقائق عادت صابرين نظرت لإنسجام فاديه وهى تشرح ل هيثم إحدى المواد شعرت بالآسى عليها لكن قالت بمزح

متتعبيش نفسك مع الحمار

تبسم هيثم ونظر لها قائلاماشى خلاص كلها أيام وأمتحن و هثبتلك بالبرهان إنى هبقى

دكتور هيثم سالم التهامى طبيب جراح كمان

تهكمت صابرين قائله طبيب جراح قلوب الناس أداويها يا بنى عيلة التهامى للأسف مناصب فقط لكن فلوس متلاقيش عندك ولاد عمك واحد كان صيدلي والتانى مهندس ميكانيكا لما لقوا نفسهم لو فضلوا فى مصر مش هيلاقوا ياكلوا هجوا على بره بس أقولك أسعى لهدفك الدكاتره فى مصر لهم مستقبل زى الجزارين بالظبط


تبسم هيثم قائلا ما هم بيقولوا عالدكاتره جزارين بس أكيد مش هخاف من الحقن زيك ولا بكره ريحة المستشفيات

ردت فاديهصابرين پتكره كل الروائح النفاذه حتى البرفانات

نظر هيثم الى التسريحه بمكرلاحظت صابرين ذالك وقالت له بتحذير

أوعى تعملها

لكن نهض هيثم سريعا وأتى بتلك القنينه الموضوعه فوق التسريحه وأقترب من صابرين وقام بالرش عليها وألقى تلك القنينه فوق الفراش وغادر الغرفه سريعا يضحك

بينما وقفت صابرين مغتاظهوقالت ل فاديه التى تضحك

بتضحكى على أيهالغبى غرقنى برفانوخلاص الوقت آزف يادوب ألحق اوصل لمحطة القطرماشى بس أما ارجعلك مش هنساها

ردت فاديه قائلهوفيها أيه ده برفان فرنسى بعطر الاڤندر

بعد وقت بنفس اليوم

بمنزل زهران

أعطى عواد حقيبة ملابس صغيره لإحدى الخادمات قائلا خدى دى إديها

للسواق وقولى له يجهز عشان يوصلنى لمحطة القطر

أخذت الخادمه الحقيبه قائلهحاضربس الحاج فهمى أمرنى أقولك أنه عاوزك فى اوضة المكتب


أماء عواد لها براسه

غادرت الخادمه تفعل مثلما أمرها بينما عواد توجه الى غرفة المكتب ودخل مباشرة

رفع فهمى بصره له قائلا

أقعد يا عواد عاوزك فى موضوع مهم

جلس عواد ووضع ساق فوق أخرى قائلا

خير أيه هو الموضوع المهم ده

رد فهمىموضوع مصنع إسكندريه وتقرير لجنة التفتيش بتاع وزارة الصحهسمعت إن دكتوره هى اللى كتبته ووزارة الصحه بعتت إنذار غير أنهم هيفتشوا تانى المصنع

رد عوادماجد اللى ماسك إدارة المصنع ده وكذا مره قولت له يلتزم بتعليمات وزارة الصحه سواء كان فى الدبح او حتى تعبئة وتغليف المنتجات بتاعة المصنع لكن هو طبعا عايش حياته مع مراته وسايب إدارة المصنع لرئيس العمالأطمن انا بنفسى مسافر إسكندريه دلوقت وهكون فى إستقبال لجنة وزارة الصحه ووزارة الزراعه وهعرف اتعامل معاهم كويس

تبسم فهمى قائلاتمامفى موضوع تانى كنت عاوز افاتحك فيه

نهض عواد قائلالو موضوع يتآجل خليه لما أرجع من السفر من هولندا

رد فهمى إنت هتسافر من إسكندريه على هولندامش هترجع هنا قبلها

رد عواد أيوا هفضل فى إسكندريه يومين وبعدها هسافر على هولندا


رد فهمى أنا مش عاجبنى سهرك و سفرك الكتير إنت لازم تتجوز بقى هتستنى لحد أمتى

رد عواد دى حياتى وأعيشها زى ما انا عاوز محدش له دخل فيها

رد فهمى بعصبيه لا لازم أدخل أما أشوفك بتغلط وكمان عشان سمعة عيلة زهران الناس فى البلد بتتكلم على قلة جوازك لحد دلوقتي

تهكم وجه عواد ضاحكا يقول والبلد

خلاص فضيت مبقاش وراها غير نغمة جوازى عالعموم لما أرجع من السفر نپقى نتكلم فى الموضوع ده دلوقتي لازم أمشى عشان ميعاد القطر

رد فهمى هتسافر بالقطر ليه ما تاخد عربيه بسواق توصلك لإسكندريه

رد عواد لأ أنا مزاجى أركب قطر عن أذنك

غادر عواد الغرفه وترك فهمى يزفر أنفاسه بقلة حيله

دخلت عليه تحيه المكتب قائله

برضوا معرفتش تقنعه

رد فهمى لأ

حتى معطنيش فرصه قفل

عالكلام وقال وراه سفر

تدمعت عين تحيه قائله عواد لحد دلوقتي مش قادر ينسى الحاډثه القديمه ل باباه وسابت له أثر مش بس فى قلبهكمان سابت له أثر على رجله لو مش تحديه وقتها يمكن كان زمانه قعيد على كرسى متحرك لحد دلوقتي

بنفق محطة القطار


أثناء سير صابرين صدح رنين هاتفها أخرجته من حقيبة يدها ترد مبتسمه

أيه يا صبريه لدرجه دى وحشتك

ردت الأخرى حبيبتى بطمن عليك ركبتى القطر ولا لسه

ردت صابرين لأ لسه عشر دقايق على القطر أنا فى النفق اللى هيطلعنى على مكان وقوف القطر

ردت صبريه طب توصلى بالسلامه عملالك مفاجأه

تبسمت صابرين قائله أنا بحبك وبحب مفاجأتك يلا أنا خلاص قربت عالسلم بتاع النفق

أغلقت صابرين الهاتف ووقفت كى تضعه فى حقيبة يدها

لما تنتبه

لذالك الذي آتى من خلفهاودون إنتباه كادت تلتصق بصدره بسبب رجوعها خطوه للخلف تتجنب لاحد الماره إصتدمت بهتوقف للحظات

لكن وقعت حقيبتها يدها منها على الأرض ف أنزلت حقيبة ملابسها على الأرض جوارها

كاد الآخر أن يتعرقل في الحقيبه فدفعها بقدمه بعيدا عن خط سيره وأكمل طريقه

خبطت الحقيبه بأحد جدران النفق تضايقت صابرين بشده وهى ترفع بصرها لمن دفع حقيبة ملابسه بقدمه قائله حيوان مش تشوف رجلك بتزق أيه

لكن هو نظر لها بتعالى وتركها وأكمل سيره بلا مبالاه لكن دخل الى أنفه تلك الرائحه النفاذه جذبته جعلته يستدير بوجهه مره أخرى ينظر ل صاحبة عطر الاڤندر


ليلا

ب منزل جمال التهامى

وضع جمال الوساده خلف ظهره قائلا كان يوم متعب فى الوحده الزراعيه هلكت بسبب وتسجيل العقودات على الكمبيوترات

ردت زوجته عليع قائله والله الحكومه مش لاقيه لها شغلانه ما هى العقود متسجله فى الدفاتر لازمتها أيه بقى تتسجل عالكمبيوتر ويقولك كل حاجه إليكترونى

رد جمال التسجيل الاليكترونى أسهل بعد كده بس تعرفى يا ساميه فى حاجه أنا أكتشفتها وأستغربت منها وأحنا بنسجل العقود عالكمبيوترات النهارده

ردت ساميه بإستفسار وأيه هى الحاجه الغريبه دى

رد جمال فاكره الربع

فدان اللى أبويا باعه ل عواد زهران من عشرين سنه

ردت ساميه پحقد الإ فاكراه أهو باعه له بخس النهارده يجيب الشئ الفلانى سمعت إن القيراط الواحد بس معدى النص مليون جنيه مش جنب طريق المحطه منه لله عواد زهران هو اللى خده ڠصب من أبوك بس أيه الغريب فى كده

رد جمال تعرفى إن الربع فدان ده لسه بإسم أبويا فى سجلات الحكومه

إستغربت ساميه قائله إزاى!

رد جمال معرفش بس اللى فاكره إن بعد أبويا ما باع الربع فدان ده إبن عواد زهران الكبير وإبنه إتصابوا إبن عواد ماټ وحفيده نجى بصعوبه وفقد المشي على رجليه لفتره حتى لغاية دلوقتي بيعرج برجله شويه


زاغت عين ساميه وأدارت الحديث برأسها يزرع الشيطان بعقلها الطمع

بالأسكندريه ب ڤيلا راقيه

وضعت الخادمه حقيبة عواد بغرفته قائله

تحب أحضرلك العشا يا بشمهندس عواد

رد عواد لأ مش جعان هستنى أتعشى مع الباقين بس إعمليلى قهوتى ساده

قالت الخادمه حاضر يا بشمهندس عارفه قهوتك أيه

غادرت الخادمه الغرفه

بينما أخرج عواد علبة سجائره وأخرج واحده أشعلها بالقداحه ينفث دخانها لكن فجأه شعر برائحه مختلفه

رائحة عطر فواح من أين آتى

تذكر تصادمه بنفق محطة القطار

وجذب قميصه وأشتمه متعحبا كيف إلتصق هذا العطر بملابسه هو تصادم مع تلك الزالفة اللسان بكتفها فقط

خلع عنه قميصه ووضعه على أنفه قائلا

عطر الخزامى


يتبع….

#بحرالعشق_المالح

#الموجه_الثانيه.

….. ــــــــــــــــــ

بشقه فخمه بحى راقى من أحياء إسكندريه

على طاوله السفره

جلسن كل من صبريه وصابرين

تبسمت صابرين قائله: فين الواد إياد، ليكون طفش.

ضحكت صبريه وقبل أن ترد، إنتفضت صابرين فزعه بسبب الذى تسحب ودخل صامتًا، الى أن أصبح خلفها وقام بفرقعة تلك البالونه التى كانت بيده ضاحكًا على فزع صابرين.

لأ انا أخدت الأجازه ومقضيها عالبلاچ، أشوف البنات الحلوه.

نظرت له صابرين بغيظ قائله: طبعاً هستنى أيه من واحد رخم زيك، ومش محترم.

ضحكت صبريه قائله: والله رأيى من رأيك يا صابرينا.

تبسمت صابرين بشوق قائله: صابرينا، ده الأسم اللى كان عمو “مراون” بينادينى بيه.

شعرت صبريه بغصه قويه وكادت تدمع عينيها لكن لاحظت صابرين ذالك وقالت: واد يا إياد مش كنت بتقول عندك بطولة تنس طاوله إمبارح نسيت اتصل عليك، ها قولى سبع ولا كلــ….

لم تُكمل صابرين هجائها ورد إياد: سبع طبعًا واتأهلت كمان لبطولة الجمهوريه تحت سن خمستاشر سنه.

فرحت صابرين قائله: براڤوا عيلة التهامى هيبقى فيها بطل دولى، بس اوعى يالا لما تاخد البطوله وتطلع مع منى الشاذلى تنسى تقول أسمى لما تسألك مين الاشخاص اللى ليهم فضل عليك.

ضحك إياد قائلاً بمزح:هو أنا أعرفك أصلاً عشان أذكر أسمك إنت مين يا شاطره قاعده عندنا بتعملى أيه،مين دى يا ماما تعرفيها.

ردت صبريه بمزح وهى تنظر لوجه صابرين بتمعن:

إستنى كده أنا بشبه عليها،شبه مين،مين،مين…مش فاكره.

ضحكت صابرين قائله:لأ أفتكرى كويس أنا شبه حماكى الله يرحمه بالظبط حتى سمانى على إسم حماتك.


ضحكت صبريه قائله:خلاص أفتكرتها،دى صابرين بنت عمك سالم.

نظر إياد لـ صابرين ثم لـ صبريه قائلاً:متأكده يا ماما ولا أنا حاسس ان دكتورة الحيوانات دى بتستفزك.

ضحكتا صبريه،وصابرين التى قالت:

أنا الدكتوره صابرين سالم التهامى مستفزه يا فاشل.إبقى قابلنى أنت والفاشل التانى لو حد فيكم حتى جاب مجموعى فى الثانويه أخرتكم ستين فى الميه بالرأفه كمان.

تبسم إياد وجلس جوارها قائلاً:حلوين ستين فى الميه يدخلونى اكاديمية الشرطه وانا رجِل على رجِل وأبقى ظابط و أقبض على الحراميه اللى بتسرق البيض.

ضحكت صبريه تقول:بس بلاش تفكرها بالبيض،أنقذنا ما يمكن إنقاذه وعملنا أحلى كيكه لسه سخنه لما تبرد….

قاطعتها صابرين قائله بغيظ:منه لله الحقير اللى زق الشنطه برجله، رغم إنى متحققتش من وشه قوى، بس وشه مآلوف كآنى شوفته قبل كده ولو شوفته مره تانيه هعرفه بسهوله، بس الحمد لله، أهو كويس إنى مكنتش حاطه البيض فى الرده، وحطيته فى الدقيق، أهو أتصرفنا، بس أيه لما تبرد الكيكه إنت قلبك هيحن للواد ده تدى له حتة كيكه،دى من شقى عمري.

نظر لها إياد بمهادنه وإغواء يعلم تأثيره عليها قائلاً:صابرينا حبيبتى أيه رأيك تدينى حتة كيكه وأخدك معايا بكره التمرين فى النادى وأعزمك على أيس كريم بالفانليا.


تبسمت صابرين بإيماءه موافقه.

فقالت صبريه:بس دى تبقى رشوه يا دكتوره.

ردت صابرين قائله:لا دى مقايضه شئ قصاد شئ.

ضحك إياد بموافقه على قول صابرين هو الآخر:

فعلاً دى مقايضه يا ماما، صابرين بنت عمى مبتطلعش خسرانه أبداً.

تبسمت صبريه قائله:يعنى أيه أطلع أنا منها.

اماء الاثنان لها رأسهم بموافقه.

ضحكت قائله:مش عارفه ليه دايمًا بحسك يا صابرين طفله عقلها مش بيكبر،ودايمًا حاطه نقرك من الأصغر منك،إن كان إياد ولا أخوكِ هيثم.

ضحكت صابرين قائله بمرح: يظهر عقدة نقص.

ضحك اياد قائلاً: انتِ عندك نقط نقص كتير، أولها إنك مستفزه.

….. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

بــــ منزل زهران

بالجناح الخاص بــــ فاروق

كان نائم على ظهره بالفراش ينظر الى تلك السحابه الدخانيه التى تخرج من فمه من تدخين إحدى السجائر سارح بعقلهُ لدرجة أنه غير منتبه لحديث زوجته الى ان خلعت مئزرها وصعدت جواره على الفراش ووضعت يدها فوق كتفهُ قائله:

فاروق…

إنتبه فاروق لها.

أكملت قولها بسؤال: أيه اللى واخد عقلك، سرحان فى أيه بكلمك مش منتبه ليا ؟


رد فاروق:مش سرحان ولا حاجه بس لخبطه فى الشغل ، كنتى بتقولى أيه؟

رغم أنها تشعر أنه يكذب عليها لكن تغاضت عن ذالك قائله: بقولك وأنا عند ماما النهارده وأنا هناك جه وفيق أخويا وطلب منى طلب كده ومعرفتش أرد عليه قبل ما أشورك الأول.

رد فاروق بإستفسار: وأيه هو الطلب ده؟

ردت سحر: هو بيقول ربنا كرمهُ ومصنع العلف بتاعه شغال كويس، و بيفكر يتوسع ويعمل مصنع تانى، وعاوز يشترى حتة أرض عشان المصنع الجديد.

تسرع فاروق قائلاً بتريقه: وندبك إنت تدورى له حتة الأرض اللى عاوز يعمل عليها المصنع الجديد؟

ردت سحر بنفى: لأ طبعًا هو خلاص لقى الأرض المناسبه.

رد فاروق: طب كويس وأنا دخلى أيه بقى، ولا لسه فى دماغك الهبل وعاوزانى أشاركهُ.

ردت سحر: وماله لما تشاركهُ، أهو زيادة خير، شوف عواد اهو بينفصل عن عيلة زهران وعمل أكتر من مصنع لتصنيع اللحوم فى أسكندريه والقاهره، غير المصنع اللى هنا فى البحيره، ومحافظات تانيه وهو صاحب أكبر نسبه فى المصانع دى،غير مزارع المواشى.

نظر لها فاروق بزغر قائلاً: قولتلك قبل كده ماليش دعوه بغيرى، وأنا كمان عندى مصنع منتجات ألبان مش محتاج شراكه فى شئ مش بفهم فيه، خلصنا قولى اللى عاوزاه من الآخر وبلاش لف ودوران ولا تفتيح كلام مالوش لازمه.


شعرت سحر باليأس قائله: الأرض اللى قالى عليها وفيق أخويا، هى الأرض بتاعتكم اللى جنب كشك الكهربا بتاع البلد اللى عالسكه الرئيسيه للبلد.

نظر لها فاروق بتهكم قائلاً: وده طلب اخوكِ ولا انتى اللى دلتيه عالارض دى بالذات.

ردت سحر بتسرع كاذب: لأ هو اللى طلب منى أقولك قبل ما يكلم الحج فهمى فى شراء الأرض وتتفاجئ وقتها.

رد فاروق بتهكم:لأ مالوش لازمه يكلم الحج فهمى،الارض دى بالذات مش للبيع.

حاولت سحر إقناع فاروق قائله:

ليه مش للبيبع ده هيدفع تمنها بسعر السوق.

رد فاروق بقطع: قولتلك الأرض دى بالذات مش للبيع ودلوقتي أطفى نور الاوضه، أنا تعبان طول اليوم وعاوز انام.

شعرت سحر بغصه ونهضت تُطفى أضوية الغرفه ثم عادت تتسطح جوار فاروق الذى نام على أحد جانبيه يُعطيها ظهره ، إقتربت منه وقامت بإحتضانه من ظهره تتود له بالقبلات وبعض اللمسات تُثيره، كى يستدير لها، بالفعل نجحت فى ذالك وإستدار لها مُثارًا يلتهم شفتاها فى قبلات خاليه من المشاعر مجرد شهوه لا أكثر، وهى تعتقد أنه متيم بها لكن قلبه يهمس بآخرى يتمناها أصبحت بعيده عنه، لكن مازال قلبهُ يآن بعشقها الذى تخلى هو عنه.

…….. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

بـ شقة صبريه


منتصف الليل رغم وجود مُكيف فى غرفتها لكن إستيقظت صابرين تشعر بالضجر وكذالك العطش، نظرت لجوارها لم تجد مياه، نهضت من فراشها وإرتدت مئزر باكمام فوق منامتها ذات النصف كُم ووضعت وشاح صغير على رأسها وخرجت من الغرفه توجهت الى المطبخ فتحت الثلاجه وأخذت زجاجة مياه إرتشفت القليل ثم نظرت الى الموقد شعرت بحاجتها لـلـ القهوه… وقفت تُفكر ربما لو احتست القهوه الآن تُزيد من حالة الضجر والسهر.

لكن سمعت من خلفها من تقول: يظهر الصيف السنه دى هيبقى حار نار التكييف زى ما يكون بيجيب صهد، أيه رأيك اعمل لينا فنجانين قهوه ونسهر شويه ندردش ونستمتع بريحة البحر ونسمة الهوا الطبيعيه فى البلكونه.

آستدارت صابرين لها مبتسمه تقول بتوافق:

يبقى قهوه وجنبها حتيتين كيكه من اللى عملناها بالبيض اللى سرقتهُ من ماما.

ضحكت صبريه قائله: عشان تحرمى بعد كده، شوفتى نتيجة السرقه، الحلال مفيش أحلى منه.

ضحكت صابرين هى الاخرى قائله: يلا كويس عملنا إعادة تدوير للبيض والدقيق، هاخد الكيكه وأطلع أجهز القعده فى البلكونه على ما تعملى القهوه.

بعد قليل بشُرفه خاصه بالشقه ترى البحر من بعيد،وضعت صبريه تلك الصنيه على الطاوله وجلست جوار صابرين التى قالت:والله مفيش احلى من هوا البحر،هيوحشنى.


تبسمت صبريه قائله:ليه مش ناويه انتِ ومصطفى تاخدوا لكم اسبوع ولا اتنين عسل تقضوهم على أى شط،أو تجوا تزورنى ولا أيه.

ردت صابرين: تصدقى لغاية دلوقتي مصطفى مكلمنيش إن كنا هناخد لينا أسبوع عسل بعيد عن البلد…بس مفتكرش ده هيحصل،مصطفى أجازتهُ محدوده باليوم،شهرين بالظبط،وطبعًا زى كل اجازه مرات عمى بيبقى ناقص عليها تربطه جنبها فى السرير،عاوزه تشبع منه طول السنه متغرب وبعيد عنها وهو مش بيحب يبعد عن حضنها.

تبسمت صبريه قائله بتوريه:بس مصطفى خلاص هيبقى له زوجه وهى أولى بحضنهُ،وساميه أكيد عارفه كده.

تبسمت صابرين بتهكم قائله:مرات عمى عندها نفسها أولاً ولازم تكون هى محور حياة اللى قدامها،ومحدش يعارضها لا عمى ولا مصطفى مفيش حد بيعارضها غير فادى،بيعمل اللى فى دماغهُ ومش بيسمع لكلامها وده الصح…لازم كل واحد يختار حياته بناءًا على رغبته هو مش رغبة حد غيرهُ.

تبسمت صبريه بلؤم قائله:

بس مصطفى أختارك برغبته وكلنا عارفين قد ايه هو بيحبك من زمان وطلبك أكتر من مره من وانتِ فى الجامعه حتى بعد ما اتخرجتى بس وقتها قولتى هشتغل الاول،وأهو سابك على راحتك.

ردت صبريه بتأفف:فعلاً سابنى على راحتى بس طبعًا بموافقة مرات عمى،أنى اكون موظفه عشان الحياه الزوجيه مشاركه بين الزوجين،تعرفى اوقات بحس إنها مش طيقانى بس موافقه بس عشان إنى موظفه.


تعجبت صبريه قائله:مش فاهمه قصدك.

ردت صابرين:أفسرلك قصدى،مرات عمى كانت قبل كده معارضه كل ما مصطفى يعرض أو يلمح أنه عاوز يتجوزني كنت بحس منها بالرفض وكانت وقت ما بابا يرد ويأجل الموضوع لأى سبب،مره لازم اخلص دراستى،بعدها مش قبل ما أستلم وظيفتى، كنت بحس إنها بتنبسط،لحد ما فعلاً إستلمت وظيفتى هنا فى أسكندريه تبع وزارة الصحه، وافقت فوراً، طبعاً هبقى موظفه ومش هطلب من مصطفى مصاريفى وكمان هشارك فى مصاريف البيت هى بنفسها لمحتلى بكده أكتر من مره وأنا بعمل مش واخده بالى، انا معنديش إعتراض إنى اتشارك انا ومصطفى فى بناء حياتنا سوا، بس مش بحب تبعيته لمامته

تعرفى إنها هى اللى شجعته عالسفر لما جاله عقد عمل فى شركة ادويه فى السعوديه طبعًا المبلغ المادى الكبير زغلل عنيها.

ردت صبريه: ودى فيها أيه، أى أم بتحب الخير لولادها.

ردت صابرين بتوافق: فعلاً صح أى أم بتحب الخير لولادها، بس مرات عمى بتحب الخير لنفسها أولاً، تعرفى إنى عرفت بالصدفه إن معظم الفلوس اللى مصطفى بيحولها لـ عمى بتاخد جزء كبير منها لنفسها وفاتحه حساب فى البريد بإسمها وبتحط الفلوس دى فيه، والجزء التانى كانت بتكمل بيه تشطيبات الشقه اللى هنتجوز فيها أنا ومصطفى وكمان العفش،وكل ده على ذوقها كآنى مش موجوده تتصل بعد ما تقرر بإعتبار كده إنها بتشاركنى معاها الاختيار.


ردت صبريه: أنا ليه حاسه إنك مش متحمسه لجوازك من مصطفى بعد أسبوعين… وكل الوقت ما بيقرب بحسك بتتوترى.

نهضت صابرين واقفه وتوجهت نحو سياج الشُرفه قائله:

فعلاً كل ما وقت الزفاف بيقرب بحس بتوتر وخوف، خايفه مصطفى يكون النسخه التانيه من وفيق جوز فاديه أختى تابع لكلمة مامته مالوش شخصيه قدامها، وده كان السبب الرئيسى دايماً لتأجيل الارتباط

بـ مصطفى ولو مش تدخل عمو “مروان” يمكن مكنتش أرتبطت بـ مصطفى هو اللى أقنعنى بصراحه وقتها بس دلوقتي حاسه برهبه، انا مش زى فاديه وعندى طاقة إحتمال زيها، ومتأكده مرات عمى هتتنغص عليا، أنتِ عارفه إنى وقت عصبيتى مش بعرف مين اللى قدامى، ومتأكده إنى هتصادم مع مرات عمى بسرعه، بس خايفه وقتها من إن مصطفى يفضل تابع ليها ويهدم حياتنا.

تعجبت صبريه قائله: بس أنتى متفقه مع مصطفى إنك مش هتسيبى شغلك… هى فترة أجازته بس هتاخديها أجازه وبعد كده هترجعى تانى لهنا فى إسكندريه

فـ مدة وجودك فى البلد مع ساميه مش هتبقى طويله.

ردت صابرين: وهى المده هتفرق طويله أو قصيره مع مرات عمى، إمبارح لمحتلى إن وظيفتى ملهاش قيمه وإنى بقبض ملاليم طبعًا بالنسبه للمبلغ اللى بيحوله مصطفى كل شهر وده إستقلال منها بيا، فى البدايه قبلت بيا عشان هبقى موظفه وأشارك فى مصروف البيت ده طبعًا كان قبل ما مصطفى يجى له عقد الشركه السعوديه وكان فى تكافؤ بينا دلوقتي هو الأعلى طبعًا فلازم أنا أقدم تنازلات وإنى أخد أجازه من شغلى وأقعد معاها فى البلد ومتأكده وقتها مش هتحمل تسلُطها كتير،سبق وقولتلك أنا معنديش برود ولا إستسلام فاديه لما وفيق خيرها بينه وبين شغلها مدُرسه،وهى وافقت،ومع الوقت إنطفت حماستها للحياه بقت رتيبه،حتى بابا هو اللى بيدفع لها فلوس قصاد أنهم يمدوا أجازتها،سمعت مره ماما بتقوله بلاش تدفع تمن أجازة فاديه ورفض قالها محدش ضامن الزمن يمكن ترجع تحتاج ليها فى المستقبل،حتى أنا بابا من يوم ما أتوظفت قالى مرتبك انتى حره فيه،جهازك انا عامل حسابه،وأنا بجزء من مرتبى أشتريت عربيه صغيره بالقسط، صحيح مش ماركه ولا موديل حديث بس أهى بتقضى وتوصلنى لأى مكان أحب أروحله فى أى وقت مش بحمل هم موصلات الطريق،وأقات كنت بروح بيها البلد فى البحيره،بس تاتش مرات عمى لما أتريقت عليا،أزاى إنى بنت وبسوق عربيه فى بلد آرياف،بعدها طلب منى بابا بلاش أروح البلد بالعربيه،ووافقت عشان خاطره بس .


ردت صبريه: رأيى تتكلمى مع مصطفى قبل جوازكم وتحطى النقط عالحروف، فعلاً ساميه إستغلاليه وبتحب تفرض سيطرتها، وطبعها صعب تتكيفى معاه.

تنهدت صابرين بسأم قائله: ده فعلاً اللى ناويه عليه، هتكلم مع مصطفى وأحدد مصيرى معاه، حتى لو كان الطلاق قبل الجواز بيوم واحد.

…….ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

باليوم التالى

صباحً

بـ الأسكندريه بـ ڤيلا زهران

فتحت تلك الصبيه الجميله باب غرفة عواد دون طرق على باب الغرفه مما أزعج عواد الذى إنتهى للتو من إرتداء ملابسهُ،نظر لها بضيق بينما هى إقتربت منه بلهفه وحنو وألقت بنفسها عليه تحتضنه قائله:

آبيه عواد كنت واحشنى اوى،إمبارح كان آخر يوم لأمتحاناتى ومصدقت خلصت ونمت مقتوله،يادوب لسه صاحيه وداده قالتلى إنك جيت أمبارح المسا وانا نايمه،ماما أخبارها أيه وبابا كمان ليه مجوش معاك.

أبعدها عواد عنه وذهب نحو التسريحه وجذب ساعة يد وقام بإرتدائها قائلاً بلا مبالاه:

عمى ومراته أكيد بخير تقدرى تكلميهم عالموبايل تطمنى بنفسك ومتسألنيش،وسبق قولتلك قبل كده ممنوع تدخلى أوضتى بدون إستئذان وقبل ما أسمح لك بالدخول فاهمه يا غيداء.

شعرت غيداء بغصه قائله بخفوت حاولت التبرير:حاضر،بس أنت كنت واحشنى اوى،آسفه.


لم يرد عليها وفتح علبة السجائر وقام بحذب واحده ووضعها بفمه وقام بإشعالها ونفث دخانها.

تحدثت غيداء:هتشرب سجاير عالريق مش تفطر الأول.

رد عواد:أتعودت على كده وكمان أنا مش هفطر عندى شغل مهم فى المصنع، أبقى قولى للشغاله توضب الأوضه، سلام.

قال عواد هذا وغادر تاركًا غيداء تشعر بحزن من معاملة أخيها لها بهذا البرود كآنه غريب عنها لا أخيها، تدمعت عينيها تشعر بحسره، فى قلبها ليست من عواد فقط، بل من بقية أخواتها الشباب من والداها هم أيضًا لا يعطون لها أى أهميه تشعر انها وحيده وسطهم.

……. ــــــــــــــــــــــــــــــــ

بعد قليل

بأحد مصانع منتجات اللحوم

كان عواد يجلس على مقعد المدير، ليرن هاتفه برساله، نظر للشاشه ثم فتح الرساله و تبسم، لكن سُرعان ما رن هاتفه، ورأى إسم المتصل فـ رد عليه يسمعه:

لجنة وزارة الصحه وصلت يا أفندم سبق وقولتلى وقت ما توصل أعرفك.

نهض عواد من على المقعد قائلاً: تمام أنا جاى فورًا.

بعد قليل فى بهو كبير بـ مدخل المصنع وقف عواد يقول بترحيب فاتر وهو ينظر الى تلك الطبيبه:أهلاً بوزارة الصحه فى مصنعى المتواضع… أنا عواد زهران.


رد عليه رئيس اللجنه ببساطه.

بينما لم تلاحظ صابرين نظر عواد لها وجالت عينيها تتفحص المكان هامسه:مصنع على مساحه قد بلدنا وبيقول عليه متواضع،يمكن عنده ضعف نظر.

تحدث عواد مره أخرى:أعتقد وسبق حضراتكم شرفتوا مصنعنا قبل كده وفحصتوه واتأكدتوا أنه مطابق سواء لموصفات وزارة الصحه أو البيئه.

هنا نظرت صابرين الى وجه عواد تذكرته،أنه هو الحقير الذى قام بدفع حقيبتها بالأمس بمحطة القطار،شعرت بغيظ ودت لو صفعته بسبب فعلته بالأمس،فبدل أن يقف يعتذر منها نظر لها بفظاظه وغادر، لكن تمالكت نفسها حتى لا تُصبح مثله فظه.

تحدث أحد أفراد اللجنه قائلاً بموافقه على حديث عواد:

فعلاً إحنا سبق وفحصنا المصنع وقدمنا تقرير إنه خالى من المخالفات و….

لم يكمل ذالك الفرد حديثهُ حين قالت صابرين:.أهو قولت سابق إحنا فى دلوقتي،ولازم نقوم بواجبنا ونتأكد من مُطابقة المصنع للموصفات الصحيه المُصرح بيها.

رغم أن عواد بداخلهُ يشعر بالبغض لـ صابرين لكن كانت عيناه مُنصبه عليها،وحين قاطعت ذالك الفرد شعر بالضجر و ود أن يصفعها على شفاها يُخرسها وتذكر سبها له بالأمس،لكن تمالك جأشهُ وقال ببرود عكسى:

تمام أنا متأكد من مطابقة مصنعى للموصفات وتقدروا تتأكدوا بنفسكم المصنع قدامكم تحبوا تبدأوا بأيه.


نظرت صابرين الى عواد وتهكمت بداخلها من تلك الثقه الذى يتحدث بها وقالت:

وماله نتأكد بنفسنا،وخلينا نبدأ من آخر مرحله،مرحلة التخزين قبل طلوع المنتج من المصنع.

تفاجئ عواد بطلب تلك المستفزه،هو ظن انها سنقول لنبدأ من بداية مرحلة التصنيع لكن طلبت من المرحله النهائيه،فقال بهدوء:

تمام،أنا بنفسى هكون مرافق لكم فى جولة الفحص.

وقف عواد أمام أبواب ضخمه قائلاً:دى تلاجات حفظ المنتجات،المنتجات بتطلع من عندنا مُجمده وكمان العربيات اللى بتنقل المنتجات مُجهزه بتلاجات تحافظ على درجة تجميد المنتجات لحد ما بتوصل للمجمعات الأستهلاكيه سواء منافذ بيع أو مطاعم خاصه كبيره بتثق فى جودة منتجاتنا.

نظرت له صابرين قائله: أظن لازم نشوف التلاجات دى من جواها.

نظر عواد لها شرزًا قائلاً : تمام.

أشار عواد لأحد المدراء الذى كان بصحبته فقام بفتح باب الثلاجات… كادت صابرين أن تدخل لكن مسك عواد يدها قبل أن تُخطى بقدمها قائلاً: فى زي معين لازم تلبسيه قبل ما تدخلى، المكان معقم.

نظرت صابرين ليده التى يمسك بها يدها ثم نفضت يده عنها بقوه قائله بغيظ: أوكيه فين اليونيفورم ده.

أشار عواد مره أخرى لأحد العاملين فأتى سريعًا يحمل أكثر من زي مُعقم وأعطاهم لـ عواد بالتبعيه هو أعطى ذالك الزى لبعض أعضاء اللجنه ليس كلهم


دخلت صابرين بعد أن إرتدت ذالك الزي نظرت بتدقيق وتفحيص الى داخل المحتويات داخل تلك الثلاجات، بالفعل المنتجات مُغلفه بطريقه مناسبه وكذالك درجة التبريد، شعرت بغيظ لكن مازال هنالك مراحل أخرى ربما تجد ثغره بها.

تبسم عواد قائلاً: دى من أحدث مُعدات التبريد فى العالم كله.

تهامس بعض أفراد اللجنه اللذين دخلوا بموافقه وإعجاب بينما صابرين لم تتهامس معهم، بينما نظر عواد لها كم ود أن يُخرح باقى أعضاء اللجنه ويغلق عليها باب الثلاجات وتركها تتجمد… لكن ليس كل ما يتمناه يستطيع فعله.

خرجوا من الثلاجات يتفحصوا بقية مراحل الانتاج مرحله فأخرى الى أن وقفوا أمام باب كبير، تحدث عواد:

أكيد شوفتوا بنفسكم كل مراحل الإنتاج بتتم آليًا وعلى جوده عاليه ده غير التعقيم، مفيش غير دبح المواشى وده بيتم يدوى وده طبعًا عشان يبقي عالطريقه الإسلاميه.

تهكمت صابرين وقالت: ربنا يقوى إيمانك وماله نشوف الدبح اللى عالطريقه الإسلاميه،ويا ترى هنا لازم نلبس يونيفورم معين ولا مالوش لازمه.

نظر الإثنان لبعضهما، لا يعلم

عواد لما يشعر ببُغض لها،كذالك فهم نبرة التهكم فى حديث صابرين وإغتاظ منها أكثر، فهى مستفزه بدرجه كبيره تُدقق وتتفحص كل شئ كآنها تبحث عن ثغره.


لكن حاول الهدوء قائلاً: تمام لأ مالوش لازمه اليونيفورم،بس يا ريت يكون فى حذر لأن ده المدبح الخاص بالمصنع والمواشى أوقات بتفلت من إيد الجزار السيطره عليها.

للحظه إرتجف قلب صابرين وفكرت بالعدول عن دخول ذالك المكان، لكن نظرة ذالك المختال لها جعلتها تُمثل القوه وتقدمت أمامه لخطوه، كذالك فعل بقية اللجنه المصاحبة لها وإن كانوا هم الآخرين كانوا يودون العدول عن دخول ذالك المكان، فلا داعى لذالك.

بينما عواد مازال يكبت غضبه من تلك الحمقاء المستفزه التى مجرد أن ينظر لوجهها لايعلم لما تستفزه، رغم أنه لم يعرفها سابقًا… لكن هى قمة فى الإستفزاز.

دخل الجميع الى ذالك المكان من الوهله الاولى هو مجهز للذبح ويوجد دماء كثيره بالمكان

وبعض البهائم مُمده ومُقيده سواء مذبوحه أو ستُذبح، فعلاً يذبحون على الطريقه الإسلاميه كما قال ذالك المختال، لم تستطيع صابرين البقاء أكثر من ذالك ورؤية تلك الدماء الغزيره بالمكان، وإستدارت كى تخرج من المذبح، لكن رأت نظر عواد الى أحد العاملين والذى كان يُمسك بيده حبل مربوط به إحدى البهائم، فترك الحبل من يده، وأدعى ان الحبل فلت من يدهُ بسبب ثوران البقره الزائد وهو كذالك بالفعل لكن هكذا هى ظنت، رأت إتجاه البقره عليها بسرعتها

فأرتعبت وعادت للخلف بخطوات سريعه كى تهرب من أمام تلك البقره،لكن لم تنتبه لخطواتها فالدماء تملأ المكان دهست بها وكادت تنزلق لولا أن مسك يدها عواد،لكن للآسف إقتربت البقره الثائره من عواد حاول أن يتفادى أذيتها فأنزلقت قدمهُ هو الآخر،لينزلق الأثنان ببركة الدماء الغزيره كانت بحضنه فى تلك اللحظه.


نظر بقية اللجنه والعاملين بالمذبح لهما ولم يتملكا ضحكهم وهما يران الأثنان عائمان فى الدماء وإزداد الضحك حين نهضت صابرين تحاول الأبتعاد والوقوف على قدميها تنظر بغيظ نحو عواد كم تود ذبحه الآن

بينما حاول عواد هو الاخر النهوض كم يود إغراقها فى تلك الدماء الآن

بينما أمسك أحد العاملين البقره ووقف هو الآخر يضحك

على هذان اللذان يشبهان كائنات الزومبى الدمويه التى تسير بأفلام الرعب الكوميديه

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

بعد قليل

ترجل من سيارته ودخل الى الڤيلا.

تقابل مع غيداء التى أقتربت منه بلهفه وخيفه قائله:

عواد أيه اللى حصلك ايه الدم اللى على هدومك ده كله.

رد عواد بغضب:: مالكيش دعوه وسعى من قدامى.

ذهب عواد، بينما شعرت غيداء بالآسى من طريقة ردهُ الفظه.

بينما عواد

بمجرد أن دخل الى غرفته توجه مباشرةً الى الحمام، بدأ فى خلع ثيابهُ بعصبيه مُفرطه والقاها بأرضية الحمام، وذهب أسفل صنبور المياه وفتحه لم يتنبه الى مؤشر الحراره تفاجئ بالمياه ساخنه للغايه، خرج من أسفل المياه، وضبط المؤشر ثم عاود الوقوف أسفل المياه يغتسل من ذالك الدم العالق على جسده، بسبب تلك الحمقاء المستفزه ليته ترك تلك الجاموسه دهستها… لا يعلم من أين سُلطت عليه تلك الحمقاء المستفزه اليوم.


…….

على الناحيه الأخرى

نزلت صابرين من سيارتها أسفل البنايه التى تقطن بها، أقترب منها بواب البنايه بفزع قائلاً: خير يا دكتوره هدومك كلها غرقانه دم.

ردت صابرين بضيق: خير، أنا كويسه، خد مفاتيح العربيه أهى إغسلها من جوها ونضفها من الدم.

أخذ البواب المفاتيح من يد صابرين متعجبًا من منظر الدم على ثيابها ولكن لا يخصهُ ذالك.

بينما صعدت صابرين الى الشقه ودخلتها لم يكن أحد بالشقه، توجهت مباشرةً الى الحمام

بالحمام

خلعت صابرين ثيابها وألقتها جانبًا ثم ذهبت أسفل صنبور المياه، تتحدث بضيق ووعيد بعد أن لسعتها برودة المياه: الحقير هو اللى هيج الجاموسه كان عاوزها تدهسنى، بس على مين أنا وراه لحد ما أشمعله المصنع بتاعه بالشمع الاحمر .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

دخل عواد الى غرفة السفره

تفاجئ بجلوس عمهُ على مقدمة السفره وعلى يمينه والداته

تهكم ساخرًا يقول بفظاظه:

العشاق جايين إسكندريه يجددوا شهر العسل، بس بكده تبقى مش بتعدل بين زوجاتك كان لازم تكون التانيه مهاك الشرع بيقول إعدل بين الإتنين، ولا القلب له أحكام.


نظر له الأثنين تدمعت عين والداته بينما قال فهمى:

مالوش لازمه طريقتك الفظه فى الكلام دى، إحنا جايين عشانك أقعد خلينا نتكلم كلمتين.

جلس عواد على أحد مقاعد السفره يسند ظهرهُ للخلف قائلاً: وادى قاعده، أما أشوف الكلمتين اللى جايين إسكندريه مخصوص عشان تقولهم لى أكيد مهمين قوى.

إبتلعت تحيه غصه مريره فى قلبها قائله: أمتى هتتجوز؟

ضحك عواد بتهكم قائلاً: جاين من البحيره لهنا عشان تسألونى أمتى هتجوز، هجاوب عليكِ أنا مش هتجوز مرتاح فى حياتى كده.

رد فهمى: بس إحنا مش مرتاحين وكلام الناس كتير.

ضحك عواد يقول: ميهمنيش راحة حد غير نفسى، وكلام الناس مش بيفرق معايا.

رد فهمى:

بس بيفرق معانا، لما يتقال إن واحد من ولاد زهران مش راجل… ويتقال إن الحادثه القديمه سببت لك عجز.

رد عواد بفظاظه ووقاحه: وهو جوازى هو اللى هيأكد رجولتى، بسيطه أجيب أى واحده أنام معاها تثبت رجولتى ومالوش لازمه الجواز.

ردت تحيه بضيق قائله: خلى عندك حيا… وبلاش قلة أدب، قولنا سبب إنك مش عاوز تتجوز عرضت عليك أشوفلك بنت ناس طيبين مرضتش.

رد عواد ببجاحه: عشان عارف ذوقك ميعجبنيش.


إبتلعت تحيه غصه فى قلبها، بينما قال فهمى:

خلاص إنت حر، بس بكره تندم لما تلاقى عمرك بيمر قدام عنيك وتلاقى نفسك فى الآخر وحيد.

تهكم عواد قائلاً: وفيها أيه جديد طول عمرى وحيد حتى لما كنت بواجه الموت كنت برضوا وحيد.

قال عواد هذا ونهض تاركًا المكان.

دمعت تحيه، تنهد فهمى قائلاً: كفايه دموع عواد زى ما يكون بيستلذ بغضبنا… متأكد هيجي يوم ويندم على ده كله.

بينما على باب الغرفه كانت تقف غيداء رأت وسمعت كل ذالك لتشعر بحسره فى قلبها تتمنى أن يعطوها نصف إهتمامهم بشآن عواد.

بينما عواد ذهب الى مكان سيارته وقادها بلا هدف يشعر من كل شئ بحياته، لا يعرف سبب لبقائه حي ليته لحق بوالده ذالك اليوم… وأنتهت حياته كان رُحم و ما كان خاض كل ذالك الآلم وحيد.

ـــــــــــــــــــ….

فى البلده.

كانت ساميه تسير لجوار شهيره بعد أن تسوقن بعض الأغراض المنزليه، وقع بصر ساميه على بعض العمال وكذالك وجود بعد مؤن المبانى نظرت لـ شهيره قائله بسؤال: هو أيه المواسير والرمل والاسمنت دول.

ردت شهيره: دول عمال من المحافظه سالم قالى إن خلاص صدر قرار بردم الترعه دى هيعملوا مواسير تعدى منها الميه ويردموا ويسفلوا الطريق فوقها،كويس هيوسعوا الطريق الناحيه التانيه بدل طريق الاسفلت الضيق ده إن مكنتيش تاخدى بالك وأنتى ماشيه ممكن عربيه ولا موتوسيكل ولا توكتوك يدخل فيكِ… هو جمال مقالكيش ولا ايه؟


ردت ساميه: مجتش فرصه بس غريبه بقالهم سنين بيقولوا هيردموا الترعه دى والمواسير مرميه جنب الطريق و نصها داب من الشمس إيه اللى حصل فجأه كده؟.

ردت شهيره: الإنتخابات، ناسيه إنها خلاص قربت وعضو مجلس الشعب حابب يظهر له كرامات.

تنهدت ساميه تهمس لنفسها: فعلاً كرامات.

ساروا سويًا الى أن مروا أمام قطعة أرض كبيره لمع الطمع فى عين ساميه، إن كانت تلك الأرض بذالك الثمن الفاحش التى سمعت عنه سابقًا قبل ردم الترعه وتوسعة الطريق أمامها فـ بالتأكيد سيتضاعف ثمنها الآن، غشى الطمع ليس فقط عينيها وعقلها بل قلبها أيضًا، تلك الارض حتى إن كان الجميع يعلم أن عائلة زهران هى مالكتها الآن، لكن الأوراق الثبوتيه تُثبت أنها مازالت ملك التهاميه وهذا الأهم.

……. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

بالاسكندريه

قبل العصر بقليل بـ مشتل خاص بانواع مختلفه من الزهور

كانت صابرين تتجول بين أروقته تستنشق عطر تلك الزهور الطبيعى تشعر بإنتعاش،إنحنت تقطف إحدى الزهرات،لكن قبل أن تقطفها تحدثت صبريه التى آتت لمكانها:هتقطفى الورده دى لمين؟

تبسمت صابرين قائله:دى لاڤندر انا بعشق الورده دى وريحتها هقطفها ليا.

رد إياد الذى أتى من خلفهن قائلاً بمزاح:وأنا اللى قولت هتقولى الورده ليا،يا خساره وأنا اللى جاى مخصوص للمشتل أخدك نروح التمرين تتفرجى عليا وأنا بغلب الكابتن نفسه،وبعد التمرين وأعزمك على أيس كريم .


إنحنت صابرين على نوع زهور آخر وقطفت ورده ووجهتها ناحية إياد قائله:ولا تزعل خد ورده أهى،إنما الاڤندر لأ،دى بتاعتى أنا.

نظرت لها صبريه قائله:انا بقول تمشوا تشوفوا طريقكم انتى جايه تقطفى الورود بتاعتى.

ضحك إياد كذالك صابرين قالت:طبعاً نفسك أدفع تمن الوردتين دول، بس أحب أقولك إحنا آخر الشهر وتقريبًا كده فلست خدى من الواد إياد تمن الوردتين، مامته عندها محل ورد فى منطقه راقيه غير كمان مشتل للزهور.

نظرت لها صبريه ضاحكه، كذالك إياد الذى قال: دى بتحسدك يا ماما.

ضحكت صابرين قائله: الحمد لله عينى مش صفره… إنت اللى عينك صفره وأتصبحت بوشك إمبارح رجعت الشقه هدومى غرقانه دم… وأجلت عزومة الآيس كريم كان مزاجى متعكر منه لله الحقير.

تبسمت صبريه: مين الحقير ده اللى قدر يعكر مزاجك ده لازم ياخد جايزه لازم مارستى عليه إستفزازك.

ردت صابرين وهى مازالت تشعر بغيظ ده واحد حقير ومُختال فى نفسه، بس على مين.

ضحكت صبريه قائله: مين اللى أمه داعيه عليه ده؟

ردت صابرين: عواد زهران، صاحب مصانع زهران بتاع منتجات اللحمه.

بنفس الوقت ضحك إياد قائلاً: غلطان كان لازم يتجنب شرك ويديكى فخده ضانى.

ضحكت صابرين: ده يبقى رشوه يا حمار.


ضحك إياد قائلاً:لأ…تفكيرك غلط إحنا نعتبرها هديه،والنبى قبل الهديه.

سهمت صابرين تُعيد حديث إياد براسها ثم ضحك الاثنان معًا وقالت صابرين بمزح:

المره الجايه لما أفتش المصنع بتاعه هبقى قبلها أقولك تتفق معاه عاوزين تموين الشهر من كل المنتجات اللى عندهم.

ضحك إياد قائلاً:أوكيه،مش يلا بينا هتاخر عالتمرين والكابتن ممكن يطردنى.

ردت صابرين:يلا بينا،ومتقلقش مش الكابتن ده اللى عنده سوبر ماركت،لو طردك أطب عليه والدعه محضر إن السوبر ماركت مُضر بالصحه،بعدها هيقولك تعالى فى أى وقت براحتك.

ضحك إياد قائلاً:المفروض مكنوش يسموكى صابرين،ماله شررين لايق عليكي أكتر.

نظر الاثنان لـ صبريه التى تقف معهم ولا تشارك المزاح.

لاحظت صبريه نظرهم لها وقالت:يلا كفايه رغى وتضيع وقت.

ضحك إيادوصابرين بلا إنتباه وغادرا المشتل معًا

بينما وقفت صبريه تتنهد

بعد أن رن اسم عواد زهران بأذنيها ليرجف قلبها وهى تعلم السبب… أنه الماضى.

……. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

بالمساء بعد نهاية يوم مُرهق

أمام أحد شواطئ البحر ترجل عواد من سيارته وذهب يسير على تلك الصخور


وقف فوق تلك الصخره المُلاصقه لمياه البحر يرى تلاطم وتسابق أمواج البحر التى تتناثر مياهها على جسده

تذكر ذالك الصبى الذى كان حلمه أن يُصبح سباحًا عالميًا، لينتهى حلمهُ برصاصه لم يكُن الغرض منها قتله بل كان الغرض هو أن يحي الحي الجسد الميت القلب.

فى نفس الوقت صدح هاتفه بصوت وصول رساله، أخرجته من تلك الدوامه العاتيه،أخرج الهاتف من جيبه ونظر لـشاشته تبسم وفتح الهاتف يرى تلك الرساله المصوره وكانت لطفله صغيره تتهجى أول حروف الكلام

تُتهته بكلمة…بابا.

أرسل رساله مختصره: سأكون بصباح الغد بـ هولندا وأسمعها منها مباشرةً.

….ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


يتبع….

#بحر_العشق_المالح

#الموجه_الثالثه

ــــــــــــــــــــــــــ

بعد مرور أكثر من أسبوعين

فى الصباح، بمنزل جمال التهامى

جلست ساميه تتحدث

على الهاتف مُبتسمه وهى تستمع الى حديث فادى المرح:

العريس هيوصل النهارده لازم تستقبيله بأكله مُعتبره كده ترُم عضمه، بدل أكل المُعلبات اللى كان عايش عليها، عريس وعاوز تغذيه، بلاش إستخسارأدبحى له دكر بط ولا أتنين من اللى بتربيهم عالسطح عندك، ولا مستنيه مرات عمى تقوم معاه بالواجب ده.

ردت ساميه: قصدك إنى بستخسر في أخوك الآكل، من امتى ده، وبعدين بطل هزارك الماسخ ده، مش كفايه إنك مش هتحضر فرح أخوك كنت تبقى جنبه كده تشرفهُ.

ضحك فادى قائلاً: أخويا بعد فرحه مش هيبقى فايق لحد غير صابرين ده صُبر كتير على ما وصل لليوم ده، وكمان أنا مرتبط بعقد مع الشركه هنا مش هيخلص قبل خمس شهور، وبعدها هنزل مصر الشركه بتبنى لها فرع عندكم فى إسكندريه، وانا أتفقت مع الرئيس بتاعى يرشحنى إنى أشتغل فى الفرع ده، وأبدى موافقه، بس وقتها المرتب مش هيبقى باليورو، هيبقى بالمصرى، بس الحمد لله معايا مبلغ محترم أبدأ بيه حياتى،بشقه كويسه وعربيه كمان.

ردت ساميه بسخريه: والمبلغ ده قد أيه، العيشه فى مصر غاليه، بس متحملش هم.

ضحك فادى قائلاً: ومنين جالك إنى حامل الهم، أنا مش زى إبنك مصطفى ومتسربع عالجواز، مفيش واحده لغاية دلوقتي قدرت تلفت نظرى فـ مش مستعجل عالجواز، إلا قوليلى أيه آخر أخبارك مع صابرين، لسه إستفزازيه زى ما هى كده.

ردت ساميه بنزك: وهو الطبع بتغير غير بطلوع الروح، والله لو مش مصطفى هو اللى إتمسك بيها من الاول كنت جوزته أحلى منها، بس تقول أيه مراية الحب عاميه.

أفضل الهدايا لأحبائكم


ضحك فادى قائلاً: هو اللى هيعاشرها مش أنتى هو حر، وصابرين بنت عمى صحيح إستفزازيه، بس أخلاقها كويسه.

تهكمت ساميه قائله: آه أخلاقها كويسه أنت هتقولى.

ضحك فادى قائلاً: شكلك كده هتعدى أمجاد مارى منيب، بقولك أنا لازم انزل دلوقتي الشركه، هكلمكم المسا يكون العريس وصل الى أرض الوطن.

أغلقت ساميه الهاتف ووضعته أمامها تُفكر فى قول فادى أنه بعد إنتهاء عدة أشهر سيعود للعمل بمصر بمقابل ليس كبير كالذى يتقضاه الآن، إذن ما فعلته حين أقنعت جمال بانشاء سور مبانى حول تلك الأرض كان جيدًا،حقًا إنشاء هذا السور كلفها مبلغ كبير لكن نصيبهم فى قيمة هذه الأرض،يُغطى ذالك المبلغ بل وأيضًا سترفع من مستوى إبنيها المادى دون الحاجه الى السفر من أجل تحسين مستقبلهم،كما أن صمت عائلة زهران بعد أن علموا بذالك ليس له سوا معنى واحد،أنهم علموا أن الأرض مازالت مِلك لعائلة التهامى بالسجلات الرسميه.

….., ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ

قبل الظهر بقليل

بـ بيت الشردى

تحت مظله كبيره بحديقة ذالك المنزل الكبير

جلست كل من ماجده وسحر التى قالت بإستخبار:

أمال فين مرات إبنك.

مصمصت ماجده شفتيها قائله بتهكم:راحت بيت أهلها،أختها جايه من اسكندريه،عشان المحروس خطيبها هيوصل النهارده من السعوديه.


ردت سحر بإستفسار: هما خلاص حددوا ميعاد الدخله؟.

ردت ماجده: معرفش، إنت عارفه مرات أخوكِ لئينه وكهينه وتاخدى منها الكلمه بالعافيه، بس أكيد محددين الميعاد… بس بتسألى ليه؟

ردت سحر: مفيش بسأل بس.

ردت ماجده بسؤال: إلا عيلة زهران هيسكتوا كده عالارض اللى حوطوها عيلة التهامى،وإتشاع فى البلد إن الأرض بتاعتهم هما ، الأرض دى البلد كلها عارفه إنها مِلك عيلة زهران.

ردت سحر: معرفش، بس اللى سمعته إنهم حاولوا بالتراضى وجمال التهامى ظهر أوراق تثبت إن الأرض ملكهم هما فى سجلات الحكومه، بس فاروق لما سألته قالى ماليش دخل دى أرضهم وهيعرفوا يرجعوها إزاى مستنين رجوع عواد، هو كمان جاى النهارده من إسكندريه.

تعجبت ماجده قائله: هو كان فى اسكندريه ولا بره مصر.

ردت سحر: هو كان فى هولندا… ورجع على اسكندريه، وإمبارح بالصدفه سمعت الحج فهمى بيكلمه وقاله، معرفش عواد رد عليه بأيه؟

لوت ماجده شفتيها بسخريه قائله: وهيرد يقول أيه، شكلهم لا هيهشوا ولا ينشوا والارض ترجع للتهاميه من تانى هى كانت أرضهم فى الاساس بس اللى حصل من عشرين سنه هو اللى غصبهم،، وأهو رجعت تانى لهم، وأيه أخوكِ بيقول الأرض دى بسعر النهارده تسوى أقل واجب اربعه مليون جنيه، كويس ربنا بيحب أخوكِ أصلى داعيه له من قلبى لو كان فاروق وافق وباع له حتة الأرض، وبعد كده أكتشفنا إن الأرض لسه بإسم التهاميه فى السجلات مكنش هيقدر يطلب التمن اللى دفعه لعيلة زهران،سيبك من سيرة الأرض دى،قوليلى هو عواد مش ناوى يتجوز ويتلم بقى طول الوقت عايش بين هنا وبين إسكندريه وسفر بره،أيه مفيش واحده عجباه.


ردت سحر:لأ دى تحيه والحج فهمى غلبوا معاه،حتى فهمى كلمه برضوا مفيش فايده،عاجبهُ حياته كده،انا خايفه على فهمى منه،بسبب الرقصات اللى بيبقى يروح لهم كباريهات إسكندريه،وفهمى بيروح وراه.

ردت ماجده: لأ متخافيش يظهر الكلام اللي بيتقال على عواد صحيح.

ردت سحر بإستفهام: قصدك أيه بالكلام اللي بيتقال على عواد؟

ردت ماجده: إن مالوش فى الحريم والحادثه القديمه أثرت عليه، ده كان نصه اللى تحت مشلول لأكتر من سنتين ونص، أكيد أثرت على رجولتهُ.

تلفتت سحر حولها بالمكان وقالت بفهم بصوت خافت:

بس يا ماما لا حد يسمعك تبقى مصيبه.

سخرت ماجده قائله:وهو أنا بس اللى بقول كده،البلد كلها بتقول كده…أن مرواحهُ للرقصات فى الكباريهات فى إسكندريه تمويه قدام الناس عشان يدارى على عِلتهُ.

….. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

بنفس الوقت

بـ محطة قطار الأسكندريه.

كانت صابرين تسير جوار إياد الذى قال لها:

حلو قوى، ماشيه انتِ واخده راحتك وانا اللى ساحب شنطتى انا وماما وكمان شنطتك.

نظرت له مبتسمه تقول: ده الإتكيت الراجل هو اللى يسحب الشنط.


ضحك إياد قائلاً: دلوقتي بقيت راجل عشان أشيل الشنط لكن قبل شويه كنت عيل سيس، سامعك وانتِ بتقولى كده لـ ماما قبل ما ننزل من الشقه.

تبسمت صابرين قائله: أنا قولت كده، مش فاكره وبعدين ده يعتبر تصنُت، والتصنُت عيب على فكره وعقابًا لك إسحب الشنط بقى وأنت ساكت دوشتنى هى صبريه سبقتنا عشان تقطع التذاكر غابت كده ليه، خلينا نشوف أى مكان فاضى فى المحطه نقعد عليه لحد ما ترجع بالتذاكر…رفعت صابرين بصرها تجول بأروقة المحطه رأت صبريه تقف يبدوا انها تُحدث أحدًا،من بعيد،فقالت:أهى صبريه معرفش واقفه مع مين… خلينا نقعد هنا مكان فاضى أهو أقعد انا وانت اقف جنب الشنط.

ضحك إياد قائلاً: توبه بعد كده أسافر معاكِ لمكان، يا مستفزه…ربنا يكون فى عون مصطفى أكيد طنط ساميه داعيه عليه فى ليلة القدر.

ضحكت صابرين.

بينما فى محطة القطار لكن بمكان آخر تصنمت صبريه حين كادت تتصادم مع ذالك السائر،فتوقفت عن السير، وكذالك هو.

مدت صبريه يدها لتُصافحه قائله:

إزيك يا عواد.

نظر عواد ليدها الممدوده بتعالى ثم قال: مين حضرتك.

خلعت صبريه نظارتها الشمسيه قائله: أنا صبريه.

نظر عواد لها بتمعُن رغم أنه يعرفها لكن إدعى عدم معرفتها عن قصد منه قائلاً: متأسف أنا معرفش حضرتك، ولازم ألحق أركب القطر.


قال عواد هذا ولم ينتظر وسار من جوارها وتركها تتحسر.

بعد قليل بأحد عربات القطار كانت صابرين وإياد يمزحان معاً،بينما صبريه كانت تجلس فى المقابل لهم شارده كيف أنكر عواد معرفته بها،أنسي الماضى كانت من أقرب الناس له.

لاحظ إياد وصابرين ذالك فقامت صابرين بمد يدها على كتف صبريه قائله:

مالك يا صبريه من وقت ما روحتى تقطعى التذاكر ورجعتى لينا وانتى متغيره،ومين اللى أنتِ كنتِ واقفه معاه عالمحطه ده؟

إنتبهت صبريه قائله: كنتِ بتقولى أيه؟

نظرت صابرين لـ إياد قائله:دى مكنتش معانا خالص،أيه اللى واخد عقلك كده،ومين اللى كنتِ واقفه معاه عالمحطه قبل ما نركب القطر.

ردت صبريه بمراوغه:

مكنتش واقفه مع حد،ده كان واحد بيسألنى على مكان شباك التذاكر،بعدين أعقلى بقى وبلاش مشاغبه،أنتِ خلاص كلها كم يوم وتبقى زوجه ومسئوله عن بيتك.

تبسم إياد قائلاً:سيبيها ترفه عن نفسها يا ماما بكره طنط ساميه هطلع عنيها،وتمشيها تكلم نفسها.

ضحكتن الاثنتين وقالت صابرين:يا زين ما توقعت،بتدينى طاقه إيجابيه ما أنا عارفه مزايا مرات عمى وحفظاها،يلا أستعنا عالشقا.

بنفس القطار لكن بعربه أخرى مميزه…


نفث عواد دخان سيجارته بغضب يكاد يسحقها بين إصبعيه،وهو يتذكر تلك المرأه التى حدثته قبل قليل،هذا هو اللقاء الأول وجهًا لوجه منذ سنوات طويله،وأتى بوقت هو فيه مُتعصب لأقصى درجه،بسبب ما قصهُ عليه عمهُ حول تلك الأرض،والذى بسببها عاود من سفرهُ بعد أن كان ينتوى البقاء لمده أخرى قطع سفرهُ وعاد،ليلتقى بالماضى الذى يعود أمامه من جديد.

…….ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

بعد العشاء

بمنزل جمال التهامى.

دخلت صابرين ومعها والداتها كذالك فاديه وأخيها كذالك صبريه وولدها

إستقبلتهم جميعًا ساميه مُرحبه.

دخلوا جميعًا الى غرفة الضيوف،

تبسم مصطفى ينظر بشوق وعشق لـ صابرين التى تبتسم

بينما قام الجميع بالسلام عليه، والتى كانت هى الأخيره مدت يدها كى تُصافحه،فتهكمت ساميه قائله:

المفروض تاخدي مصطفى بالحضن مش تسلمى بإيدك عليه ده جوزك وحلال ربنا وكان غايب.

إرتبكت صابرين وظلت صامته،بينما قالت صبريه:

هو جوزها صحيح بس فين الحيا،بلاش تكسفيها قدمنا،وكلها تلات أيام ويتقفل عليهم باب وقتها هما أحرار.


تهكمت ساميه قائله:وماله هروح أحضر العشا،ولا عاوزين تشربوا عصير قبل العشا.

رد جمال: لأ حضرى العشا والعصير بعدين.

نهضت فاديه قائله:لأ أعفينى انا يا مرات عمى من العشا أنا خلاص سلمت على مصطفى، ولازم أمشى،عشان وفيق جوزى وحماتى.

سخرت ساميه بداخلها لكن أظهرت الود قائله:براحتك يا حبيبتى، إبقى سلميلى على وفيق وحماتك.

تبسمت فاديه وغادرت…بينما نظرت شهيره الى صابرين قائله:قومى ساعدى مرات عمك.

نظرت لها صابرين بضيق لكن نهضت على مضض وذهبت تساعد ساميه فى تحضير طاولة الطعام …

كانت ساميه تتغطرس على صابرين التى تحملتها بصعوبه حتى لا تفتعل مشكله،لكن بداخلها أجزمت أنها لن تتحمل ذالك كثيرًا.

بعد إنتهاء العشاء

تحججت صابرين أنها مُتعبه من السفر وغادرت هى وإياد وهيثم أخيها،

كذالك مصطفى بعد مغادرة صابرين ذهب ليستريح من السفر.

ظل الأخوه ونسائهم ومعهم صبريه.

تحدث جمال قائلاً:

عيلة زهران قدموا شكوى فى النقطه وأترفضت.

تعجبت صبريه قائله:وأيه سبب الشكوى دى؟

رد جمال:بخصوص الارض اللى على المحطه بتاعتنا.

تعجبت صبريه قائله بإستفسار:أرض أيه؟


ردت ساميه:أرضنا اللى رجعت لينا من تانى،زمان عيلة زهران أخدوها بخس وأهو ربنا رد الحق لاصحابه،المال الحلال لازم يعود لصاحبه وهما خدوها جواله، وربنا كان بالمرصاد، الأرض حمايا الله يرحمه مكنش سجلها فى الشهر العقارى، يعنى الأرض فى الحكومه لسه بأسم حمايا وأحنا الورثه بتوعه يعنى الأرض من حقنا.

ذُهلت صبريه ونظرت الى سالم الذى قال:

لأ الأرض دى مش من حقنا وأحنا عارفين ده كويس وسبق وقولتلك يا جمال بلاش تبنى سور حوالين الأرض دى، بلاش نستفز عيلة زعلان زهران.

ردت صبريه بنفس الشئ.

بينما قالت ساميه بإستقلال: يعنى هيعملوا أيه، ما أهو راحوا قدموا شكوى فى المركز وأترفضت لان مش معاهم أى مستند يثبت أحقيتهم فى الأرض دى…ولما ملقوش حل سكتوا.

ردت صبريه: بلاش تستهونى بسكوت عيلة زهران.

ردت ساميه:أعلى ما فى خيلهم يركبوه هيعملوا أيه يعنى،إحنا فى السليم والأرض مثبوته بإسم حمايا وأحنا الورثه الشرعين.

نظرت لها صبريه وهى تتوجس خيفه أن يعود الماضى وينفتح مره أخرى فـ صمت عائلة زهران يُشبه الهدوء قبل الإعصار.

…….

بعد قليل بغرفة النوم

إضجع جمال بظهره على الفراش يقول:


مكنتش متوقع رد صبريه،كنت متوقع إنها تفرح إن الأرض لسه بإسمنا…ولا حتى كمان رد سالم.

ردت ساميه:صبريه بتعمل حركات فارغه انا مش تايه عنها،وبكره تقول ساميه قالت،وسالم كمان زمان مكنش معاه غير البنتين ومكنش عنده ولد يبنى له دلوقتي بقى عنده هيثم وخلاص هيدخل الجامعه،وهيعوز يأمن له مستقبله،ونصيبه فى الارض هيخليه يوافق.

تنهد جمال مُقتنع بحديث ساميه، ثم تثائب قائلاً: مصطفى أتفق هو وسالم بكره هيروح هو وصابرين ينقوا الشبكه.

إنزعجت ساميه قائله: شبكة أيه واللى جبناه قبل كده كان أيه؟

رد جمال:

دى كانت دبله وتوينز.

ردت ساميه: ودول مش شبكه لازمتها أيه المصاريف الزياده، مش يعملوا حساب تكاليف ليلة الحنه،و قاعة الفرح دى لوحدها واخده مبلغ قد كده.

رد جمال:إبنك هو اللى طلب من سالم،وخلاص مفيهاش حاجه الشبكه هدية العريس للعروسه،وهما أحرار مع بعض.

ردت ساميه:إزاى يقول كده قبل ما يشورنى الاول.

تحدث جمال:وكمان طلب من سالم قايمة العفش عشان يمضيها قبل الفرح عشان اللخمه.

إنزعجت ساميه بشده قائله:كمان هيمضى على قايمه،مش سالم كان بيقول مش هيكتب قايمه.


رد جمال:فعلاً سالم كان ممانع،بس شهيره وصبريه أقنعوه وقالوا دى حتة ورقه ملهاش لازمه.

تهكمت ساميه قائله:ولما هى ورقه ملهاش لازمه ليه عاوزين مصطفى يمضى عليها.

رد جمال:صبريه قالت ده حق صابرين وعشان متحسش إنها أقل من غيرها فى حاجه.

ردت ساميه بإمتعاض قائله:وصبريه كان مالها بتدخل ليه،سبق وسالم كان بيقول أنه مش هيمضى إبن أخوه على قايمة عفش، صبريه الحشريه أقنعته فى قعده كده.

رد جمال:وفيها أيه أما مصطفى يمضى على قايمه بالعفش،ما كله هيبقى فى شقته،بلاش تجيبى مشاكل وعدى الكم يوم،إبنك متعلق بـ صابرين من صغرهُ، ومش القايمه ولا الشبكه اللى هنتوقف عليهم، سالم أخويا ومش غريب، إطفى النور خلينى أنام، طول اليوم هلكان عشان أجيب مصطفى من مطار إسكندريه لهنا.

أطفأت ساميه نور الغرفه وصعدت جوار جمال على الفراش تُزفر نفسها بغضب.

……..ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

قبل قليل

بـ منزل زهران.

بغرفة الصابون كان الجميع مُجتمع

تحدث عواد:

مش عارف إزاى عيلة التهامى تبنى سور حوالين الأرض وأنتم ساكتين كده!


رد فاروق:أنا كان سهل اوقفهم قبل ما يبنوا السور،بس فهمى قالى بلاش تدخل أنا هتصرف.

نظر عواد لـ فهمى قائلاً بتهكم:وأتصرفت إزاى بقى؟

رد فهمى:انا قدمت بلاغ فى المركز إن فى تعدى على أرض ملكنا،بس للآسف المركز لما حقق فى البلاغ،رفضه وقال مالوش لازمه،حتى المحامى قال نفس الشئ.

تعجب عواد قائلاً:قصدك أيه كده الأرض ضاعت…

رد فهمى:للآسف الأرض فى سجلات الحكومه بإسم التهاميه،لأن جدك مكنش سجل الارض بإسمه،أكيد ده بسبب اللى حصل وقتها شغلهُ.

رد عواد بتوعد:دا أنا كنت دفنت عيلة التهامى كلها في الأرض قبل ما أسلم وأسيب لهم الأرض دى بالذات.

ردت أحلام زوجة فهمى الأولى،تريد إشعال نيران حقد عواد:أنا قولت كده قبلك،وقولت عندى أربع صبيان يكفينى إتنين منهم،الأرض زى العِرض بالظبط.

نظر عواد لزوجة عمه يعلم كم هى حقوده،لكن أن تضحى بأبنائها مقابل هذه الارض لم يكُن يتوقع أن يصل بها الطمع لهذا الحد الأستغناء عن أبنائها،لكن لا يهمه شئ المهم عنده الآن هو أن تعود تلك الأرض.

تحدث قائلاً:طيب مبعتش لـ جمال التهامى ليه تتكلم قبل ما تقدم البلاغ.

رد فاروق:بعتنا له عن طريق المحامى وقال مستند الحكومه هو دليل ملكية الأرض.

زفر عواد نفسهُ بغضب، بينما عاود فاروق الحديث: أنا قولت لـ فهمى نأجر لهم بلطجيه نعرفهم مقامهم ونسترد أرضنا تانى، مردش عليا، وأهو حاوطوا الأرض بسور وفرحانين قوى، غير سمعت إن فرح إبن جمال التهامى على بنت أخوه بعد كم يوم، يعنى الفرحه هتبقى إتنين.


نظر عواد الى فهمى الصامت، ثم الى فاروق وفكر لثوانى ثم قال: تمام سيب الموضوع ده ليا وأنا هعرف أسترد الأرض دى، وزى ما قولت قبل كده، هدفنهم فى الأرض دى قبل ما أسيب لهم سهم منها يتمتعوا فيه.

…….. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

بعد مرور يومين

بـ ليلة الحناء

بصوان كبير أمام منزل سالم التهامى كانت حفلة حناء بسيطه للعروس التى كانت تزين الحفل وسط إعجاب النساء ببساطتها وأُلفتها مع النساء.. لكن كانت الغِيره تملئ قلب ساميه حين كانت إحدى النساء تمدح بـ صابرين

كانت غِيرتها مُلاحظه من البعض، لكن يتجاهلون ذالك، إعتمادًا على حب مصطفى لـ صابرين.

بعد وقت إنتهت حفلة الحنه… وذهب الجميع

بعد منتصف الليل بوقت

إستيقظت صابرين تشعر بالقلق لا تعرف السبب، لكن فسر ذالك عقلها أن هذه آخر ليله تبيت فيها بمنزل والداها بليلة غد ستبدأ حياه جديده مع مصطفى…

نظرت صابرين لجوارها كانت تنام فاديه ناعسه، تبسمت لها فهن لم ينامن جوار بعضهن منذ عدة سنوات بعد أن تزوجت فاديه، الليله بقيت فاديه ولم تعود لمنزل زوجها كى تستمتع مع صابرين لكن بسبب الإنهاك فى تجهيزات الفرح بالأيام الماضيه غلبهن النوم بعد إنتهاء حفل الحناء بقليل.

أفضل الهدايا لأحبائكم


نهضت صابرين من على الفراش وتوجهت الى دولاب ملابسها، آتت بطرحه صغيره وضعتها فوق رأسها بالكاد أخفت شعرها،ثم آتت بوشاح حريرى كبير وقامت بلفه فوق كتفيها تُغطى ذراعيها فوق تلك العباءه المنزليه القصيره، ذات الثلث كُم، ثم توجهت الى شُرفة الغرفه وفتحت الباب بهدوء ووقفت بالشُرفه تتنفس ذالك الهواء الحار فى أيام أغسطس الحارقه.

تقلبت فاديه فى الفراش لم تجد صابرين جوارها، نظرت نحو الضوء المُسرب من باب الشرفه، علمت أن صابرين تقف بالشرفه، نهضت هى الآخرى وإرتدت مئزر خاص بها فوق منامتها كذالك طرحه على رأسها وتوجهت الى الشرفه وفتحت بابها قائله ببسمه وغمز:

أيه اللى صحاكي من النوم دلوقتي، المفروض ترتاحى الليله دى، الليله الجايه مصطفى مش هيسيبك ترتاحى.

تبسمت صابرين قائله: معرفش أنا كنت نايمه فجأه صحيت والنوم طار من عينى، ولما لقيتك نايمه مرضتش أصحيكِ.

ضحكت فاديه وذهبت للجلوس جوار صابرين قائله: وأدينى أهو صحيت، يلا قولى لى أيه اللى مطير النوم من عينك، أكيد مصطفى، بتفكرى فيه.

ضحكت صابرين قائله: لأ والله، معرفش سبب صُحيانى من النوم مع إنى هلكانه بسبب الحنه وقبلها كمان توضيب العفش فى الشقه…. قالت صابرين هذا ونظرت لـ فاديه بمكر قائله: وأنتِ أيه اللى صحاكي دلوقتي، بتفكرى فى وفيق اول ليله تباتى بعيد عنه من تسع سنين من يوم ما أتجوزتوا، أقولك على سر لاول مره.


تبسمت فاديه قائله: قولى عالسر.

تنهدت صابرين قائله: أنا فاكره يوم جوازك من وفيق يومها أنا كنت زعلانه علشان هو خدك منى وانا هنام بعد كده فى الاوضه لوحدى، وانتى عارفه إنى بخاف أبقى لوحدى رغم إنى كنت فى الثانويه وقتها، بس حسيت إنك زى ما يكون مامتى وبعدت عنى،حتى كرهت وفيق وقتها.

تدمعت عين فاديه قائله:إنتِ فعلاً،بحسك زى بنتى،إحنا بينا فرق كبير تسع سنين تقريباً،أنا فاكره يوم ماما ما ولدتك رميت العروسه اللى كنت بلعب بها واهتميت بيكِ،حتى كنت بسرحلك شعرك،وماما تخاف لضغط بالمشط قوى على راسه أجرحها.

تبسمت صابرين قائله:بالعكس إنتِ كنتِ دايماً أحن عليا من ماما نفسها،وكمان حنينه عالواد الغلث هيثم.

ضحك هيثم الذى دخل إليهن قائلاً:الغلث سمعك على فكره.

تبسمن له وقالت فاديه:وأنت كمان أيه اللى صحاك من النوم دلوقتي.

ردت صابرين قبلهُ:أكيد بيفكرفى نتيجة الإمتحانات،أما نشوف بعد المصاريف اللى دفعها بابا له عالدروس هيجيب مجموع كويس ولا….

رد هيثم بثقه:متأكد هدخل طب بشرى جراحه كمان،وأول عمليه هعملها هقصلك لسانك.

ردت فاديه بضحك:عندك حق والله صابرين مش بس لسانها طويل لأ وكمان مستفزه،ربنا يكون فى عون مصطفى ومرات عمك ساميه .


نظرت لهما صابرين بغضب قائله: والله أنا ما خايفه غير من ساميه حاسه إنها نفسها تفركش الجوازه بالذات بعد ما جبنا الشبكه زى ما تكون مستخسراها فيا، ولا يوم كتابة القايمه كان ناقص تؤمر مصطفى يفركش الجوازه بس معرفش سبب سكوتها.

ردت فاديه: أقولك سبب سكوتها، نفس السبب القديم الطمع، قبل كده إطمعت أنك هتبقى موظفه وتشاركِ مصطفى المعيشه، دلوقتى طبعاً الأرض بابا له التلت زى عمى مروان وعمى جمال، يعنى مليونير.

تعجبت صابرين قائله: أرض أيه دى.

قبل أن ترد فاديه وتوضح لها، آتى إياد لمكانهم قائلاً: سهرانين كده من غيرى أخوه مع بعض وسايبنى لوحدى ناسين إنى إبن عمكم ولا أيه؟

ضحكت صابرين وقالت بمزح وهي تنظر لـ فاديه:

تعرفى الواد ده؟

نظرت فاديه لـ إياد قائله: بشبه عليه.

تبسم إياد لها قائلاً: أنا شبه عمك بابا الله يرحمه، ومتنسيش قريبًا بطل الجمهورية… وهشرف عيلة التهامى كلها

ضحكوا له، ليجلس هو الآخر معهم يمزحون ويمرحون معاً…دون الحديث عن تلك الأرض،كذالك آتت نسمة هواء لطيفه رطبت الطقس،مما جعل الوشاح الذى كان فوق كتفي صابرين يتطاير،كاشفًا ذراعيها… جذبت صابرين الوشاح عليها مره أخرى.

تبسمت فاديه قائله: الساعه قربت على تلاته خلاص الفجر قرب يآذن، يلا يا شباب قوموا روحوا أوضتكم وأنا صابرين هنصلى الفجر وننام ساعتين يومنا طويل.


بالفعل نهض الجميع ودخلوا الى الغرفه، وأغلقت صابرين باب الشُرفه خلفهم لا تعلم سبب لذالك الشعور الذى يختلج بقلبها لديها إحساس بحدوث شئ سيُعكر صفو حياتها، أرجعت السبب الى تسلُط زوجة عمها وخوفها أن يُصبح مصطفى تابع لها، وتُدمر زواجهم مستقبلاً.

ـــــــــــــــــــــــــــ……..

بنفس الوقت

كان عواد ساهدًا يشعر بالضجر وهو مُمدد على الفراش دهس السيجاره التى بيدهُ بالمطفأه وضعها فوق طاوله جوار الفراش ونهض من على الفراش إرتدى سروالاً فقط وأخذ علبة السجائر ومعها ولاعته الخاصه، وخرج الى شُرفة غرفته،وضع إحدى السجائر بفمه ووقف يُشعلها،ثم مد بصره أمامه،رأى ضوء تلك اللمبات الملونه المصفوفه الخاصه بالأفراح،شعر بنار أقوى بجسده،ألقى السيجاره التى بيده أسفل قدمهُ يدهسها بغضب وأشعل أخرى لفت نظره الى تلك الشُرفه والى من تقف بها،لا يعلم لما سلط نظرهُ ينظر لها بغضب شديد وهو ينفث دخان سيجارتهُ،رأى أيضًا دخول إمرأه ثم صبى فآخر همس لنفسه قائلاً:

عاملين زى الجراد لما يتجمع حوالين الشجر،بس أنا هعرف أطرد الجراد ده إزاى.

بنفس اللحظه شعر بنسمة هواء رطبه،عكس ذالك الحر الخانق الذى كان يشعر به، شعر بإنتعاش قليلاً،لكن رأى تطايُر الوشاح من فوق كتف صابرين وظهور ذراعيها شعر بغضب لا يعلم سببهُ، ثم رأى دخولهم الى الغرفه وإغلاق صابرين للشُرفه… تهكم وظل ينفث سيجاره خلف أخرى،وهو واقفًا ينتظر شروق الشمس.


……….ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ

بعد الظهر

بأحد صالونات التجميل بالبلده.

دخلت صابرين ومعها فاديه.

تبسمت لهن إحدى الفتيات وباركت لهن وتمنت لها السعاده، ثم طلبت منهن الجلوس لبعض الوقت حتى تنتهى من عروس أخرى، بعد ساعه ونصف تقريباً قضينها فاديه وصابرين برؤية بعض الكتالوجات الخاصه بالعرائس لإختيار المناسب لها.

جلست صابرين أمام تلك الفتاه وأعطت لها أمرًا بوضع بعض اللمسات البسيطه لا تريد التبرُج الزائد وتصبح مثل عروس الحلوى …بالفعل قامت الفتاه بعمل ما ارادته منها صابرين،وبالفعل أظهرت صابرين بوجه بهي ورقيق ببعض اللمسات البسيطه،لكن

كان لـ ساميه التى آتت بفضول منها،أو بالأصح تسلُط

كان لها رأى آخر وقالت:

أيه ده العروسه لسه مخلصتش مكياج،خلاص بقينا بعد العصر وقربنا عالمغرب.

تحدثت الفتاه: لأ إحنا خلصنا مكياچ العروسه يادوب هتلبس الفستان.

تهكمت ساميه قائله: خلصتى مكياچ أيه، دى وشها مش باين حتى الروچ على شفايفها.

ردت فاديه: بالعكس كده مكياچ بسيط وظاهر ملامح صابرين برقه.

تهكمت ساميه قائله: برِقه، ده كلام فارغ.

ردت الفتاه: بالعكس صابرين طالعه فى المكياچ ده بريئه و زى الملاك.


ردت ساميه بإنطياع رسمته: عالعموم براحتها، أنا كنت عاوزه مكياچ يظهر جمالها… وكمان لازم ارجع البيت عشان زمان شهيره وصبريه هيودوا شنطة العروسه وكمان عشا العرسان، وبعدها نروح للقاعه بتاعة الفرح.

غادرت ساميه وتركتهن تنهدت صابرين بغيظ، تبسمت فاديه قائله: كنت خايفه تردي عليها وطولى لسانك… سبحان من سكتك.

ردت صابرين بغيظ: والله كنت عاوزه أقوم أخنقها بس مسكت نفسى بالعافيه مش عاوزه تقول إن أنا اللى بدأت بقلة ألأدب… بس أنا مش هصبر كتير، ربنا يستر ومطلقش بعد الفرح بيومين.

ضحكن الفتاه وفاديه، بينما تهكمت صابرين عليهن.

بعد المغرب بوقت، إنتهت صابرين من إرتداء فستان الزفاف ووضع اللمسات النهائيه لها إنتظارًا مجئ مصطفى لإصطحابها، لكن

أمام صالون التجميل كانت هنالك مراسم زفاف لعروس أخرى تخرج من الصالون قبل صابرين التى وقفت تنظر لتلك الزفه من خلف الباب الزجاجى للصالون، لكن تفاجئن فاديه وصابرين بإثنين من النساء فتحن عليهن ذالك الباب ودخلن يسحبن صابرين من يدها بمرح، فى البدايه تعجبن صابرين وفاديه ولكن ظنن أنهن من ذالك الزفاف السابق ربما يعتقدان أن صابرين هى العروس الأخرى، حاولت صابرين إخبارهن، لكن لم يتركنها وسحبنها معهن الى الخارج وتركن فاديه تسير خلفهن الى أن وصلن الى إحدى السيارات،قامت إحداهن بالتغطيه على فاديه والأخرى سحبت صابرين الى تلك السياره وقامت بفتحها وأدخلت صابرين عنوه، وفى ثوانى كانت السياره تقطع الطريق إبتعادًا عن المكان.


تعجبت صابرين حين لاحظت سير السياره وأن فاديه لم تركب بها وقالت للسائق: إنت ليه مشيت قبل ما فاديه تركب العربيه،و فين مصطفى.

صمت السائق لم يرد.

عاودت صابرين السؤال، لم يرد السائق عليها، فقالت له بآمر: وقف العربيه، إنت مين؟

لم يرد السائق…

فقالت صابرين بتهديد: بقولك وقف العربيه بدل ما أفتح باب العربيه وأنط منها.

صمت السائق يجعل صابرين تشعر بالسوء

فحاولت فتح باب السياره، لكن الباب كان مُغلق إلكترونيًا.

……… ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

بـ بيت زهران

كان عواد يجلس بالمكتب الخاص به

فى الظلام فقط ضوء شاشة هاتفه هو من يُنير الغرفه ينظر الى بصيص تلك السيجاره التى بيدهُ يُنفث دخانها بغضب شديد، يشعر بداخله ببركان ثائر ينتظر فقط إشاره وسيُحرق كل شئ حوله، يُفكر فى تلك الأرض التى سُلبت، لو كانت كل أملاك عائلة زهران هى ما سُلبت ماكان أهتز ولا سيشعر بكل هذا الغضب، لكن تلك الأرض بسببها يعيش جسد خالى الروح الذى فقدها ذالك اليوم الذى سالت دماء والدهُ وظل هو قعيد مقعد متحرك لما يُقارب على ثلاث سنوات…

فى ذالك الأثناء صدح هاتفه… ترك النظر الى بصيص السيجاره ونظر الى الهاتف،


قام بالرد مباشرةً ليسمع:

اللى أمرت بيه تم يا باشمهندس… زى ما طلبت مننا بالظبط بدون نقطة دم.

تبسم قائلاً: تمام.

أغلق عواد الهاتف ونهض واقفًا وأشعل ضوء الغرفه وذهب الى تلك الخزنه الموجوده بالغرفه وقام بفتحها، مد يدهُ يسحب ذالك السلاح نظر إليه نادمًا هذا السلاح ربما لو إنطلق منه رصاصه بالماضى كانت حياته أختلفت وما كان عاش بلا روح ،لكن اليوم هو من سيتحدث،وسيعيد الثآر وكذالك الأرض التى كانت مقابل للعِرض، قام بفحصه جيدًا، ثم سحب علبة الذخيره وملئها بالرصاصات، وفتح صمام آمان السلاح، ثم قام بوضعه على حزام خصرهُ وتوجه ناحية باب الغرفه يغادر البيت يعرف وجهته الآن.

…… ــــــــــــــــــــــــــــ


يتبع….


رواية بحر العشق المالح الحلقة الرابعة

#الموجه_الرابعه

#بحرالعشق_المالح

ــــــــــــــــــــــــــــــــــ

تعجبت فاديه من سير السياره وبعدها إنفض المكان وذهبت العروس الأخرى، بتلقائيه فتحت هاتفها تتصل على والداها تُخبره أن مصطفى أخذ صابرين وغادر دون الانتباه لها،

فرد عليها بمرح قائلاً:العروسه للعريس،متزعليش.

تبسمت فاديه قائله:هتصل على وفيق يجى ياخدنى وهو رايح للقاعه بتاعة الفرح.

أغلقت فاديه الهاتف،وقبل أن تتصل على زوجها،صدح هاتفها نظرت للشاشه ترى من المتصل،تبسمت بتلقائيه وهى ترى مصطفى يتصل عليها وردت تعاتبه: أيه أفتكرت إنك نسيتنى فى الزحمه…خدت صابرين وسيبتنى.

تعجب مصطفى قائلاً: بتصل على فون صابرين مش بترد عليا،قولت أتصل عليك يمكن تكون هى مشغوله .

تعجبت فاديه قائله: مش إنت أللى أخدت صابرين فى العربيه من شويه.

ظن مصطفى ان فاديه تمزح معه فقال: بطلى هزار، عارف إنى اتأخرت شويه، أنا لسه فى البيت والعربيه يادوب لسه جايه من التزين، وبتصل علشان أقولكم خلاص كلها دقايق وأبقى قدام الكوافير.

ذُهلت فاديه قائله:

أنا مش بهزر يا مصطفى، أنا وصابرين خرجنا من الكوافير من شويه وهى ركبت فى عربيه ومشيت بسرعه.

رد مصطفى بذهول هو الآخر:

قصدك أيه،أنا جاى عند الكوافير دلوقتي.

……. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

على الطريق

أوقف عواد السياره وفتح زجاج باب السياره المجاور له وانتظر لحظات الى أن آتى إليه ذالك الرجل وأعطى له هاتف محمول قائلاً:


الموبايل أهو يا باشمهندس زى ما طلبت، وكل شئ تم زى حضرتك ما أمرتنى،وزمان العربيه قربت توصل للمزرعه.

رد عواد: ممنوع يصيبها خدش أو إيد راجل تلمسها.

أماء الرجل له بتوافق ثم غادر وعاود عواد إغلاق زجاج السياره ووزفر نفسه وقام بالضغط على ذر فتح الهاتف أضاءت الشاشه لكن لسوء الحظ هنالك نمط خاص لفتح الهاتف، زفر عواد نفسه بسآم ووضع الهاتف جواره وعاود قيادة السياره لكن غير إتجاه سيرهُ، فلا مانع من إضاعة بعض الوقت قبل المواجهه.

……. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

بـ منزل زهران.

بغرفة فاروق وزوجته

دخل فهمى الى الغرفه رأى سحر تقوم بتظبيط جحابها أمام المرأه،ثم آتت بتلك العلبه المُخمليه وفتحتها وبدأت تضع بعض المصوغات الذهبيه بيدها

فقال متهكمًا:لابسه كده وكمان الدهب اللى بتلبيسه ده رايحه فين؟

ردت سحر: هروح فرح أخت مرات أخويا، دى دعيانى بنفسها.

تهكم فاروق قائلاً: لأ صاحبة واجب طول عمرك أقلعى مفيش مرواح.

ردت سحر:ليه مفيش مش عاوزنى أروح، متنساش إن العروسه تبقى أخت مرات أخويا الوحيد، وخاطرها من خاطره.


تهكم فاروق قائلاً بحنق: لا خاطر أخوكِ ولا مرات اخوكِ، أنا بقولك مفيش مرواح للفرح ده، ومش عاوز رغى كتير.

شعرت سحر بإستياء وقالت: مش عاوزنى أروح عشان الارض اللى حط التهاميه إيدهم عليها.

أمسك فاروق معصم يدها بقوه قائلاً:الأرض هترجع حتى لو غصب عن التهاميه كلهم.

تآلمت سحر من مسكة يد فاروق القويه قائله بخفوت:إيدى يا فاروق،وأنا أكره إن الارض ترجع لأصحابها،كفايه الكلام اللى داير فى البلد على عواد.

نفض فاروق يدهُ عن معصم سحر فرجعت للخلف خطوه…

تحدث فاروق بإستفسار غاضب:وبيقولوا أيه كمان على عواد.؟

ردت سحر بترقُب وتعلثم:بيقولوا،بيقولوا يعنى،إن يمكن الحادثه القديمه أثرت عليه و……

نظر لها فاروق مُقاطعًا يقول بضيق:إخلصى وهاتى من الآخر بلاش تهته ولا لف ودوران.

ردت سحر:بصراحه بيقولوا إنه مش عاوز يتجوز عشان مش راجل.

إرتعبت سحر من نظرة عين فاروق ثم أكملت سريعًا بتبرير: بيقولوا إن أكيد اتأثر،وحتى بيقولوا أنه واخد مرواحه للكباريهات والرقصات فى إسكندريه واجه له وو….

لم تُكمل سحر تبريرها حين قاطعها فاروق بحسم:هما اللى بيقولوا ولا أنتِ اللى مصدقه الكدبه دى،وبعدين عواد حر فى حياتهُ.


قال فاروق ونظر لها بتحذير جعلها تبتلع حديثها وهو يفكر أن عواد لا يهوى الراقصات ولا الكباريهات هو من يذهب إليها يبتغى نسيان إحداهن أضاعها بصمته.

……. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

بالمزرعه

فُتح ذالك الباب الحديدى الكبير إلكترونيًا، دخل عواد بسيارته فتح زجاج باب السياره قائلاً لأحد الحُراس: فين البنت؟

رد الحارس بإحترام: السواق قال إنها حاولت تتهجم عليه وخدرها بالبنج، لما وصل لهنا النسوان دخلوها لأوضة حضرتك اللى فى الأستراحه.

ترك عواد الحارس وذهب الى تلك الأستراحه المُرفقه بالمزرعه وفتح بابها ثم ذهب الى غرفة نومه الخاصه بالمزرعه… وقف يفتح باب الغرفه بالمفتاح المتروك بكالون الباب، ثم دخل الى الغرفه،نظر نحو الفراش

وقع بصرهُ على تلك النائمه بزيها الأبيض تُشبة الأميرات لوهله وقع بصرهُ على وجهها، حتى إن كان يمقتها لكن الحقيقه كم كان وجهها ملائكى ببعض الرتوش البسيطه كذالك حجاب رأسها الملائم مع وجهها يُعطيها هاله ربانيه يُكمل صورة الأميرة بذالك التاج المصنوع من الزهور الطبيعيه على جبهتها،فاق من ذالك النظر لها ناهرًا نفسه وذهب مباشرةً اليها وقام بخلع أحد فقازى يديها الأبيض الذى بيديها وقام بوضع إصباعها بمكان البصمه على الهاتف،ليُفتح بعدها الهاتف بتلقائيه… نظر الى كوب المياه الموضوع على أحد طاولات الغرفه لثوانى فكر بنثر المياه على وجهها وإيقاظها، لكن تراجع عن ذالك، لديه الاهم الآن من إيقاظها


خرج من الغرفه مباشرةً،وعاود إغلاق الباب بالمفتاح، توجه الى مكان آخر بالأستراحه، وبدأ بالتطفُل على هاتفها، فتح الرسائل الخاصه بها، تهكم ساخرًا، من كم تلك الرسائل التى قرأ إسم مُرسلها وما كان غير ذالك الأبله مصطفى، سخر من كلمات الحب والغزل، وردها المُقتضب عليه،حتى أحيانًا ترد عليه ببعض الإيموشن فقط، ربما تدعى الخجل هذا ما ظنه، لا يهمه تلك الرسائل، فلديه رساله لابد ان تُرسل من هذا الهاتف الآن

قرأ بقية الأسماء الموجوده على الهاتف، رأى إسم والداها…

فقام بإرسال رساله خاصه له… ثم قام بإرسال صوره من هاتفه الى هاتفها من هاتفها الى هاتف والدها ودخل الى حساب أحد مواقع التواصل الاجتماعي الخاصه بها وقام بنشر تلك الصوره،ثم أرسلها الى أحدٍ ما وهذا سيتولى بقية المهمه الآن فى توصيل تلك الصوره الى أكبر عدد ممكن من الأشخاص بالبلده.

……..ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

بمنزل سالم التهامى.

دخلت شهيره الى غرفة هثيم تنظر له بتقييم ثم رفعت يدها تقوم بضبط هندامهُ، تبسم لها هيثم قائلاً: هو خلاص يا ماما والله مش أنا العريس.

تبسمت شهيره قائله: يارب أشوفك عريس.

تبسم هيثم لها قائلاً: أبقى دكتور جراح الاول وبعدها أبقى عريس عاوز أذل صابرين واقولها إنى حققت حلمى وبقيت دكتور جراحه مش دكتور حيوانات زيها.

أفضل الهدايا لأحبائكم


تبسمت شهيره قائله: دكتورة حيوانات خايبه دى بتخاف من الحيوانات والله باباك هو جابلها واسطه عينوها فى وزارة الصحه.

ضحك هيثم بينما دخل عليهم سالم مبتسم يقول بمرح:

بدل ما تظبطى إبنك تعالى ظبطينى مش عارف أربط الكرافته،فاديه اللى يمسيها بالخير هى اللى كانت بتربطها ليا قبل كده،بس هى مع صابرين فى الكوافير.

تبسمت شهيره وتركت هيثم وذهب ترفع يدها تقوم بعقد رابطة العُنق لـ سالم،لكن فى نفس اللحظه صدح هاتف سالم بصوت رساله…أخرجه من جيبه ونظر للشاشه وتبسم قائلاً:

دى رساله من صابرين.

تبسمت شهيره قائله:

الساعه لسه سبعه ونص وميعاد القاعه الساعه تسعه،أكيد باعته رساله بصورتها.

تبسم سالم قبل أن يفتح الرساله قائلاً:فعلاً فى رساله تانيه اهى شكلها صوره هفتحها هى الاول.

إنصدم سالم وهو يرى الصوره شعر بإختناق فجأه، وقام بفك رابطة عُنقه وفتح الذر الاول من القميص.

لاحظت شهيره شحوب وجه سالم فقالت برجفه:

سالم فيها أيه الرساله مال وشك إنسأم كده ليه؟

أعطى سالم الهاتف لـ شهيره، التى للحظه إنزعجت من الصوره ثم ضحكت قائله: ده مقلب من صابرين

الصوره دى فوتوشوب، ما انت عارف إياد بيحب التصميمات والفوتوشوب وكذا مره بعتت لينا صور ليها مع مطربين وممثلين أجانب من تصميم إياد.


إبتلع سالم ريقهُ قائلاً: شوفى مين اللى مع صابرين فى الصوره، ده مستحيل، آخر شخص ممكن إياد يعمل فوتوشوب لصورته مع صابرين.

نظرت شهيره للصوره وقالت بتوجس: فعلاً مستحيل ده عواد زهران… ده مستحيل… فى رساله تانيه أفتحها أكيد ده مقلب.

فتح سالم الرساله الآخرى ليُصعق وهو يقرأها

“بابا أنا مش هقدر أتجوز من مصطفى،أنا بحب شخص تانى و…عارفه هتستغرب،بس ده الشخص اللى قلبى دق له،مصطفى مقدرتش أحس بيه ومش هقدر أكمل الفرح،ومش بس كده أنا روحت لعند الشخص اللى بحبه وهو بيحبنى هبعتلك صورته فى رساله”

كان هذا مختصر الرساله… لطمت شهيره على صدرها قائله: أنا مش مصدقه ده أكيد كدب مستحيل… الفرح خلاص بعد ساعه، خلينا نتصل على فاديه هى مع صابرين فى الكوافير، ده مقلب منهم.

…….

بصالون التجميل.

وصل مصطفى وجد فاديه تقف أمام الصالون، إقترب منها بسؤال قائلاً: فين صابرين؟

ذُهل عقل فاديه هى لآخر لحظه كانت تعتقد أن مصطفى يمزح وأن صابرين معه لكن الحقيقه صادمه، إذن من الذى ذهبت معه صابرين بالسياره… بدأت تشعر بتوجس وقالت برجفه: معرفش، أنا فكرت العربيه اللى ركبت فيها صابرين إنت كنت فيها.


تعجب مصطفى قائلاً: عربية أيه،أنا قدامك أهو..والعربيه أهى.

نظرت فاديه للسياره هذه سياره أخرى غير التى ذهبت بها صابرين،إختل توازنها وكادت تسقط لكن سندت على عمود جوارها و تعلثمت قائله:

معرفش أنا مش فاهمه حاجه،إزاى صابرين ركبت فى عربيه تانيه.

تعصب مصطفى وزفر نفسه بغضب وعيناه تجول بالمكان لاحظ وجود كاميرات موضوعه على مدخل صالون التجميل،فقال بحِده:هنعرف إزاى صابرين ركبت فى عربيه تانيه.

قال مصطفى هذا ودخل الى صالون التجميل وقف مع مديرة الصالون قائلاً:أنا شوفت كاميرات قدام باب محل الكوافير ، ممكن بس لو سمحتى نشوف تسجيل الكاميرات لآمر هام.

تعجبت مديرة الصالون ولمعرفتها الشخصيه بـ فاديه واقفت وفتحت لهم تسجيل تلك الكاميرات التى أظهرت أن صابرين صعدت للسياره بإرادتها… ما سبب لوثة عقل لـ مصطفى،

الذى شد من خصلات شعرهُ، لكن فى نفس اللحظه صدح هاتف فاديه التى سُرعان ما فتحت حقيبة يدها وأخرجت هاتفها، ونظرت له ثم نظرت الى مصطفى، وقامت بالرد لتسمع حديث والداها:

صابرين فين بطلبها على موبايلها مش بترد عليا،لسه ساعه ونص على ميعاد قاعة الزفاف.

إرتبكت فاديه ولم تقدر على الرد…أخذ منها مصطفى الهاتف ورد بدلاً عنها قائلاً:أنا فى محل الكوافير يا عمى وفى عربيه جت خدت صابرين ومشيت من شويه.


لم تعُد ساقي سالم تستطيع حملهُ جلس على أحد المقاعد بالغرفه ولم يستطيع الرد على مصطفى.

تعجبت شهيره وكذالك هيثم،الذى قال برجفه:بابا مالك،ثم أخذت شهيره منه الهاتف ترد على مصطفى قائله:

فاديه…

رد مصطفى أيضاً:انا مصطفى يا مرات عمى..

تعلثمت شهيره تقول بخفوت:صابرين.

عاود مصطفى بنفس الرد،إذن تلك الرساله كانت صحيحه ليست مقلب من صابرين…

تحدث مصطفى:هجيب تسجيل لكاميرا الكوافير،وأجيب فاديه وهاجى لعندكم.

بالفعل بعد دقائق معدوده بمنزل سالم التهامى

دخلت فاديه وخلفها مصطفى الذى يشعر بتوهان وإنعدام.

نظرت فاديه الى من آتى من خلفهم مبتسمًا يقول:

كويس إنى لحقتكم هنا قبل ما تروحوا القاعه كنت خايف أتأخر على الميعاد… مش يلا يا فاديه عشان هنفوت على ماما ناخدها من البيت.

نظرت له فاديه وحاولت رسم بسمه ولم ترد

بينما تعجب وفيق قائلاً:

مصطفى هو مش هتروح تاخد صابرين من الكوافير لازم تنجز عشان الوقت.

رد مصطفي:وقت أيه،مش اما نعرف مكان صابرين الاول بعدها نشوف حكاية القاعه دى.

لم يفهم وفيق معنى حديث مصطفى الا بعد أن أخرج مصطفى هاتفه وفتحه على أحد الفيديوهات قائلاً:


العربيه دى شوفتها قبل كده يا عمى.

نظر الجميع نحو الفيديو،تمعن وفيق فى السياره قائلاً:

مش دى صابرين اللى بتركب العربيه…العربيه دى أنا عارفها كويس.

كذالك سالم تعرف على السياره لكن مازال الصمت يتحكم به وقلبه يكاد يقف دقاته،بينما قال مصطفى بلهفه:

عربية مين دى؟

رد وفيق بلا إنتباه:دى عربية عواد زهران،بس غريبه ده نادر لما بيسوقها شوفتها كذه مره لما كنت بزور سحر أختى.

سكب وفيق آخر قطرات البنزين،ليقول مصطفى بحنق:وصابرين هتروح تركب عربية عواد ده ليه،هى تعرفه منين أصلاً.

حل الصمت على المكان ثلاثة عيون تنظر لبعضها قبل أن يلاحظ مصطفى تلك النظرات،كانت تدخل ساميه بغضب حاولت إخفاؤه قائله:

مصطفى أيه اللى جابك هنا مش لازم تروح لمحل الكوافير تاخد عروستك عشان تلحقوا تاخدوا لكم كم صوره قبل ميعاد قاعة الفرح…. أنا كنت جايه أقول

لـ سالم وشهيره وهيثم يجوا معانا فى العربيه،صبريه وإبنها قالوا هيسبقونا عالقاعه.

حل الصمت للحظات قبل أن يقول مصطفى:

صابرين….

قاطعته ساميه تتمنى السوء لـ صابرين قائله: مالها صابرين، أنا قلقت لما دخلت ولقيتكم واقفين كده، قولى فى أيه، أوعى تقولى صابرين جرالها حاجه.


وجه مصطفى شاشة هاتفه ناحية وجه ساميه، لترى مقطع الفيديو،فى البدايه لم تركز جيدًا لكن أنتبهت لتلك السياره التى صعدت لها صابرين وقالت: العربيه دى أنا شوفتها قبل كده فى البلد بس….

رد وفيق: دى عربية عواد زهران.

هتفت ساميه قائله: وأيه اللى ركب صابرين عربية زفت ده.. من وجوه فاديه وشهيره كذالك مصطفى وسالم، ضربت ساميه بيدها على صدرها قائله:

قصدكم إن عواد خطف صابرين!

طب خطفها ليه… ولا لأ أستنى هات الفيديو تانى كده من أوله.

تمعنت ساميه بالفيديو وقالت: لأ دى صابرين راكبه العربيه بمزاجها.

كانت الصدمه على كل الوجوه حين سمعوا قول ساميه:

أيه اللى يخلى صابرين تركب عربية عواد زهران.

إرتبكت شهيره قائله: وهى صابرين تعرف عواد ده منين، دى بقالها سنين بعيده عن البلد كلها بتيجى يادوب زيارات.

ردت ساميه: مش شايفه الفيديو، صابرين ركبت العربيه بمزاجها، إتكلم يا سالم ليه ساكت.

نظر لها سالم مصدوم ماذا يقول، أن صابرين هربت الى عواد… وبرسالتها الهاتفيه تؤكد ذالك،.

…ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

بقاعة حفل الزفاف

كان المدعوين يجلسون إنتظارًا لقدوم العريس وبصحبته العروس،لكن بدأ الوقت يسير والساعه عدت من التاسعه مساءً موعد مجئ العروسين،لكن اصبح الهمس يزداد بالاخص بعد عدم حضور أحد من أولياء العروسين الى القاعه،هنالك من يترقب وصول العروسين،لكن أصبح الوقت يمضى وأصبح هنالك همس أن العروس أختطفت،وهمس آخر أن العروس هربت،وصوره على الهاتف أصبحت تتناقل أمام الاعين،فئه تؤكد خطف العروس وفئه أخرى تؤكد هروب العروس الى حبيبها فالصوره تظهر صابرين وهى تجلس بين أحضان عواد وعيناهم تنظر لبعضهم بعشق.


…… ـ،،،،، ـــــــــــــــــــــ

بالعوده لـ منزل سالم التهامى

أصبحت الساعه العاشره والنصف،

نظرت صبريه نحو ساميه تشعر بتوجُس وخيفه لديها إحساس أن ما حدث وأختفاء صابرين ليس كما قالته ساميه قبل قليل حين رأوا تلك الصوره على الحساب الخاص لـ صابرين بأحد مواقع التواصل الإجتماعي،وما كانت الصوره الأ التى جمعتها بـ عواد،حاولوا الاتصال على هاتف صابرين لأكثر من مره فى البدايه كان يُعطى رنين ولا رد

ثم الآن أصبح يُعطى مغلق.

تحدثت صبريه تقول:مش ملاحظين حاجه فى إختفاء صابرين والصوره اللى إتنشرت على حساب الفيسبوك بتاعها.

تهكمت ساميه بحنق قائله: طبعًا ملاحظين نظرات الهيام بينهم.

زفرت صبريه قائله بدفاع عن صابرين:متأكده الصوره دى فوتوشوب،بص لها كده يا إياد إنت بتفهم فى الفوتوشوب.

تمعن إياد للصوره وقال:بصراحه مش قادر أحدد إن كانت الصوره فوتوشوب أو لأ،لأن مش واضح أى تأثيرات عالصوره.

زفرت ساميه بظفر قائله:كان قدام صابرين وقت تنهى فيه كتب كتابها من مصطفى،لو كانت طلبت منه الطلاق قبل ما نحدد ميعاد الفرح مكنش أفضل ليها ولينا من قعدتنا دى وكلام أهل البلد علينا،مصطفى عمره ما كان هيجبرها على الجواز منه،بس واضح إنها حبت تلعب بينا وتقلل مننا قدام الناس فى البلد،ولا كانت بتلعب عالحبلين.


صمتت شهيره وكذالك سالم اللذان مازلوا يخفون تلك أمر الرساله التى أرسلتها لهم صابرين، فالرساله تؤكد طيش صابرين وقول ساميه صحيح، إبنته خذلته الليله خُذلان لم يشعر به طيلة عمرهُ لا يعلم ماذا سيكون رد فعله لو رأها أمامه الآن،أصبحت عائلة التهامى عَلكه فى فم أهل البلده فلم يحضر العُرس القليل من أهل البلده وتلك الصوره التى إنتشرت حتى لو كانت كاذبه فعدم حضور صابرين للزفاف أكدها بقوه،حقيقه واحده،إبنة التهامى هربت الى إبن زهران.

.ـــــــــــــــــــــــــــــــ…

بمنزل زهران

وصل لهم أيضًا نبذه عن ما حدث،فى البدايه لم يصدقوا ذالك،لكن الصوره التى إنتشرت توكد نظرات العيون بعشق،

تحدثت أحلام:أنا لسه قافله الموبايل مع ساميه وأكدتلى الحكايه، بس بقول طالما عواد كان بيحب صابرين ليه من البدايه كان طلبها قبل ما ينكتب كتابها على مصطفى،وكمان هو فين دلوقتي؟إختفاؤهُ هو كمان بيأكد الإشاعه.

زفر فهمى نفسه بغضب وهو يُغلق هاتفه قائلاً: بتصل على عواد موبايله بيرن ومش بيرد، أكيد فى حاجه غلط.

تبسم فاروق يقول بظفر: عواد ضربها ضربت معلِم، عِرف يرد على سطو عيلة التهامى على الأرض،خلى الارض بقى تنفعهم،بعد كلام الناس إن بنتهم هربت يوم زفافها وراحت برجلها لعند واحد من عيلة زهران.


ردت تحيه بخوف تقول:أنا خايفه على عواد هيتقال نفس اللى حصل فى الماضى بيترد.

نظر لها فهمى بتفهُم،بينما قالت أحلام:

وماله أهو ده يبقى رد لـ عيلة زهران إعتبارهم وكمان درس لاى حد يفكر انه يتعدى على شئ يخُصهم،وبعدين البنت هى اللى هربت.

سآم وجه تحيه تشعر بالخوف وأن يُعاد الماضى…الارض ثمن العِرض.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــ

آتى الصباح

بالمزرعه

بدأت صابرين تسيقظ تشعر ببعض من الخمول،وكذالك صداع برأسها،دلكت رأسها بأصابعها،تنهض بصعوبه بسبب ضخامة ذالك الفستان،تشعر ببعض الحر،فتحت عينيها تنظر حولها هى بغرفة نوم،آخر شئ تتذكره حين حاولت التهجم على ذالك السائق،نهضت من على الفراش ببعض الحذر بسبب الفستان،ذهبت الى مكان تلك الستائر التى بالغرفه،قامت بجذبها على جنب،وفتحت زجاج ذالك الشباك الكبير،لتشعر بنسمة هواء البدريه التى ضربت صفحات وجهها إنتعشت قليلاً وهى تنظر أمامها المكان شبه خالى،تعجبت كثيرًا،عادت تنظر بالغرفه،ثم توجهت للباب،وضعت يدها على المقبض حاولت فتح الباب لكن لا يفتح…نظرت بالغرفه وقع بصرها على كوب ماء موضوع على طاوله جوار الفراش،توجهت الى تلك الطاوله،ومسكت كوب المياه كادت ان تستقى منه لكن فكر عقلها،وتراجعت ربما تكون المياه بها أى شئ ضار لها،فهى لا تعلم من ذالك السائق ولما خطفها،بالتأكيد هو مُخطئ،كانت ستضع كوب المياه مره أخرى على الطاوله لكن لعدم إنتباهها سقط منها على الأرض ليتهشم الى أجزاء،إبتعدت عن ذالك المكان وذهبت تجلس على الفراش،يشت عقلها من التفكير…كذالك الرهبه لكن لابد أن تظهر عكس تلك الرهبه،فالبتأكيد من خطفها لديه هدف منها وأذا أظهرت ضعفها ربما يستغل ذالك.


أثناء جلوسها تسمعت لصوت أرجُل تقترب وتوقف الصوت أمام باب الغرفه،

نهضت صابرين حين سمعت صوت تكات فتح باب الغرفه الموجوده بها

بسرعه أمسكت قطعة زجاج من على الأرض وأستعدت للهجوم على من يدخل الى الغرفه

بالفعل بمجرد أن دخل عواد للغرفه تفاجئ بهجوم صابرين عليه لكن تلقى يدها الممسكه بقطعة الزجاج بين كف يدهُ

وضغط على يدها قويًا مما سبب لهما الاثنين جرح بيديهم بسبب تلك القطعه الزجاجيه

شعرت صابرين بآلم بكف يدها تركت قطعة الزجاج التى سقطت من بين أيديهم لتمتزج دمائهما الأثنين.

تهجمت صابرين بالحديث: مش غريبه إنك تخطفنى طول عمرى عارفه إن عيلة زهران ميعرفوش يعنى أيه شرف.

نظر لها بغيظ قائلاً بفظاظه:واللى أعرفه عن حريم التهاميه إن لسانهم زفر وده اللى جايب لهم المصايب دايمًا إن معندهمش رجاله معندهمش غير لسان الحريم الزفر.

رغم شعورهما الاثنين بذالك آلام اللذان يشعران به بيديهما التى تنزف منها دمائهم المختلطه،لكن

إحتدت نظرات الاثنين لبعضهما كل منهم لو بيدهُ لقتل الآخر الآن بسعة رحب وتشفى.

يُزيدان من تدفق الدماء بينهم

تلك الدماء التى قديمًا نزفت بسبب صراع على


الأرض..والعِرض.. وإزدانت بالدم.

ترك عواد يد صابرين لتنزلق قطعة الزجاج على الأرض تتهشم أكتر، بينما يده مازالت تنزف كذالك يد صابرين التى نظرت له بإمتعاض قائله:

لو مفكر بخطفك ليا هترد اللى حصل فى الماضى تبقى غلطان أنا شوفت صبريه لما جاتلك فى القطر وشوفت دموع عينيها…كنت عاوزه اقولها إن كل عيلة زهران متستحقش الدمعه دى.

ضحك عواد يتهكم ساخرًا دون رد وذهب بإتجاه باب الغرفه وقبل أن يضع يدهُ على مقبض الباب وضعت صابرين يدها على المقبض ثم وضع هو يدهُ فوق يدها، كادت أن تضغظ فوق المقبض لكن ضغط عواد على يدها بقوه ثم جذبها للخلف… كادت صابرين أن تتعرقل بسبب فستانها الضخم، لكن لف عواد يدهُ حول خصرها، نفضت صابرين يدهُ عنها بسرعه قائله بتهجم:

أنا ليه هنا؟ إنت خطفتنى ليه؟

ضحك عواد بهستريا قائلاً:

خطفتك، غلطانه يا دكتوره أكيد أنت عارفه إنتِ هنا ليه.

قال عواد هذا وذهب بإتجاه باب الغرفه وقبل أن يغلق الباب، كانت صابرين تقترب بإندفاع ناحية الباب، لكن أغلق عواد الباب قبل أن تصل إليه وسمعت تكات المفتاح، صرخت به قائله بإستهزاء:

أفتح باب الاوضه وواجهنى قولى سبب تانى إنك تخطفنى غير إن معندكش شرف.


سمع عواد قول صابرين للحظه فكر بفتح باب الغرفه وقطع لسانها، ولكن قال من خلف باب الغرفه:

وعيلة التهامى طول عمرها طماعه وإنتهازيه.

قال هذا وغادر المكان بهبط الى أسفل المزرعه ونادى على أحد العمال بها قائلاً:

هاتلى قطن ومُطهر ومعاهم شاش، وشوفلى ست تطلع بيهم للبنت اللى فوق دى بس تاخد حذرها منها، مفهوم.

رد العامل وهو ينظر الى يد عواد التى تنزف: أمرك يا باشمهندس، بس حضرتك إيدك بتنزف.

نظر عواد الى يده قائلاً: مالكش فيه نفذ اللى قولتلك عليه،أنا خارج دلوقتي وهرجع لهنا تانى آخر النهار.

قال عواد هذا وغادر المزرعه بغضب ساحق يضبط نفسه بالعافيه كى لا يعود ويقتلع لسان تلك المستفزه.

بينما صابرين أخذت تصرخ وتسب الى أن شعرت بالانهاك فصمتت تشعر بآلم يدها ونظرت الى الفستان الذى أصبح عليه بُقع حمراء بسبب نزيف يدها، لكن تفاجئت بإمرأه ضخمه تدخل عليها الغرفه وبيدها كيس بلاستيكى عليه إسم أحد الصيدليات، دخلت المرأه الى الغرفه وكان هنالك رجل واقف أمام باب الغرفه، رأت المفتاح بمقبض باب الغرفه، لمعت فى عينيها فكره لكن الرجل أغلق الباب، بالمفتاح عليها هى والمرأه التى قالت لها بلطف:

الباشمهندس عواد أمرنى أداوى أيدك، وكمان جبت لك أكل.

سخرت صابرين قائله: لأ حنين وعنده أخلاق.


…….. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

…….. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

بالمقابر

وضعت صبريه إكليل مزيج من زهور الاڤندر ودوار الشمس البريه، ثم قرأت الفاتحه ونظرت حول القبر وجدت بعض الحشائش الضاره كذالك بعض النباتات الجافه، قامت بتنظيف المكان ثم عاودت الوقوف أمام القبر قائله:

حاسه إن الماضى بيتعاد من تانى قدام عنيا،عواد جواه إنتقام وله هدف ومش مصدقه الصوره اللى اتنشرت، متأكده صابرين معرفتها بـ عواد سطحيه،فى لغز فى الحكايه، حاسه إنه بيرد على طمع ساميه فى الأرض… أنا أخدت قرار وهروح أواجه عواد، لازم أعمل حاجه قبل ما يتعاد اللى حصل فى الماضى.

….. ـــــــــــــــــــــــــــــ

بعد وقت

بأحد مصانع زهران

كان عواد يجلس بـ مكتبه يعمل على حاسوبهُ، لكن شعر بآلم بيده المجروحه، نظر لذالك الضماد الموضوع على يده وتنهد بغضب وهو يتذكر جسارة تلك الحمقاء المستفزه

لكن فى نفس الوقت سمع صوت فتح باب المكتب دون إستئذان، نظر لمن فتحه وتهكم قائلاً بإستقلال:

زى ما توقعت عيلة التهامى مفيهاش راجل بيواجه دايمًا الحريم هما اللى بيبدأوا بالمواجهه.

زفرت نفسها بغضب قائله: عواد بلاش طريقتك البجحه فى الكلام دى متنساش أنا مين؟


رد عواد بسخريه: أنتِ مين؟

واحده باعت دم أخوها ورمت نفسها فى حضن اللى قتلهُ.

ردت عليه بدموع قائله: مش صح دى الكدبه اللى أنت عاوز تصدقها مروان مش هو اللى قتل جاد اللى قتل جاد الطمع، زى ما أنت دلوقتى خاطف صابرين ليه.

رد عواد بغضب ساحق: قولت هى اللى جاتلى برجلها، بتحبنى، وأنا كمان بحبها، زى انتِ زمان لما وقعتى فى حب مروان التهامى وهربتى يوم زفافك يا صبريه عواد زهران…

توقف عواد عن الحديث ثم قال بسماجه:قصدى عمتى سابقًا.

نظرت صبريه لـ عواد ترد عليه:

كويس إنك إعترفت إنى عمتك بعد ما أنكرت معرفتك بيا فى محطة القطر، عواد قولى فين صابرين، أنا مش مصدقه الصوره ومتأكده أنها متفبركه، وكمان شهيره مامة صابرين قالتلى عالرساله الكدابه، إنت متعرفش صابرين معرفه مباشره، لو عالأرض أنا أضمن لك تستردها بسهوله، لا أنا ولا سالم عاوزنها.

رد عواد بتهكم: يرضيكي يا عمتى تفرقى قلبين عن بعض، أرض أيه اللى بتتكلمى عنها، صابرين عندى تسوى كنوز الدنيا.

ردت صبريه بعدم تصديق: عواد متنساش صابرين مكتوب كتابها يعنى تعتبر زوجة مصطفى، ويقدر يقدم فيك بلاغ إنك خطفت مراتهُ.

ضحك عواد متهكمً يقول بحنق:

أفضل الهدايا لأحبائكم


خطفت مراته… نكته حلوه، شيفانى مجرم، أنا مالى لو عنده أثبات بكده قدامك فى البلد نقطة شرطه يقدر يبلغ عنى، صابرين هى اللى جاتلى برجلها عشان بتحبنى، والرساله والصوره يثبتوا كلامى، تقدرى تتفضلى لأنى مش فاضى عندى شغل متأخر لازم أنهيه.

ردت صبريه:

عواد قولى فين صابرين.

رد عواد: وهى عيلة التهامى خلاص مبقاس فيها رجاله باعته الحريم هما اللى يتكلموا، آسف معنديش رد، وياريت تتفضلى تصحبك السلامه.

لم تجد صبريه من رد عواد سوا الخيبه وغادرت المصنع بيأس.

.. …………………..

بالمزرعه مساءً

بالغرفه المحبوسه فيها صابرين

نظرت الى تلك صنية الطعام التى وضعتها أمامها تلك المراه قبل قليل، رأت مفتاح باب الغرفه موضوع بالمقبض لثانى مره أثناء وضع تلك المراه للصنيه فكر عقلها وذهبت الى الباب وإنحنت ترى الفتحه مكان المفتاح، تيقنت من الظلام أن المفتاح مازال بمقبض الباب

نظرت الى صنية الطعام، علها تجد سكين لكن شعرت بالبلاهه فى نفس اللحظه، نظرت حولها تبحث عن شئ رفيع السِن، لم تجد شئ، فتحت إحدى الادراج وجدت مُفكره ورقيه، قطعت إحدى الورقات، وقامت بأخذ احد الدبابيس الموضوعه بشعرها أسفل الحجاب ومررت الورقه من أسفل عُقب الباب وقامت بوضع دبوس الشعر بالجهه المقابله للمفتاح، وبدأت بتحريك المفتاح كى يسقط، قامت بمحاولات هادئه حتى لا يسقط المفتاح بعيدًا عن الورقه وتضيع محاولاتها هباءً… بالفعل سمعت صوت سقوط المفتاح، تمنت أن يكون سقط على الورقه سحبت الورقه بهدوء للداخل تنهدت براحه ونصر وهى ترى مفتاح الغرفه، سىريعًا أخذت المفتاح وفتحت باب الغرفة ونظرت بذالك الرواق القصير ورفعت ذيل ثوبها الطويل وخرجت من الغرفه تستكشف بداية المكان، بالفعل كآن المكان خالى، الى ان خرجت من باب تلك الأستراحه، نظرت امامها كان هنالك بعض العمال وسياره نقل مواشى ضخمه، كانوا يقمون بوضع المواشى بها، نظرت الى مكان آخر كان هنالك تلك السياره التى صعدت اليها بالخطأ بالأمس،رأت أنها قريبه من باب آخر بالاستراحه دخلت الى الاستراحه مره اخرى وذهبت الى ذالك الباب فى ذالك الوقت كانت السياره التى يوضع بها المواشى كادت تغادر


من باب المزرعه، كانت هذه فرصتها، صعدت سريعًا لتلك السياره لمعت عينيها بإنتصار فيبدوا ان الطريق مُمهد مفاتيح السياره موضوعه بالمكان الخاص بها فى السياره

قامت بإدارة السياره،

لكن فى نفس اللحظه

كان عواد يقف مع أحد العمال أثناء خروج سيارة المواشى، ورأى صابرين تصعد الى السياره وبدأت تقودها

فكر سريعًا، وذهب يقف أمام السياره كى يقطع عليها الطريق يستغل الوقت، حتى يُغلق باب المزرعه الحديدى إليكترونيًا بعد مغادرة سيارة المواشى

توقفت صابرين بالسياره فجأه، ليرتج جسدها للخلف، ونظرت الى وقوف عواد أمام السياره،

تلاقت عيناهم كل منهم ينظر للآخر بغِل وكراهيه

عادت صابرين وادارت السياره ورجعت بها للخلف قليلاً، فى تلك اللحظه تبسم عواد بظفر، بينما صابرين عاودت قيادة السياره بسرعه أكبر وكادت تدهس عواد لولا أن تجنب الى أحد الجهات بآخر لحظه، لكن لسوء الحظ كان أُغلق باب المزرعه الحديدى، ولسرعة السياره لم تستطيع صابرين التحكم فى إيقافها لتصطتدم السياره بالباب الحديدى، بالتبعيه أصطتدمت رأس صابرين بمقود السياره.

إقترب عواد من السياره وفتح الباب ونظر الى صابرين الغائبه عن الوعى وأنفها ينزف دمً..يود سحقها.

……. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


يتبع….

رواية بحر العشق المالح الحلقة الخامسة

#الموجه_الخامسه

#بحرالعشق_المالح.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

انقسمت أراء الناس بالبلده منهم من صدق كذبة أن صابرين وعواد عاشقان وما حدث سواء كان

هروب العروس العاشقه أو خطف العاشق حبيبته،كان بسبب صراع العائلتان معاً،فى الماضى هو ما كان يقف امام هذا العشق لكن بالنهايه انتصر العشق،والرأى الآخر ان ما حدث هو فضيحه بكل المقاييس كيف لفتاه أن تهرب من زوجها وتذهب لـ رجل آخر، وكيف له أن يقبل ذالك من فتاه شبه مترزوجه وبين هذا وذاك ضائعه الحقيقه.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ….

بالمزرعه

فتح عواد باب السياره نظر لـ صابرين التى تنزف من انفها غائبه عن الوعى تنهد بإمتعاض وغضب

لكن

رغم ضيقهُ وبُغضهُ منها لكن حين رأى أنفها ينزف جذبها من السياره وحملها،لا يعلم لما فى تلك اللحظه شعر بذبذبه تسري فى جسدهُ،لكن نفض عن رأسه وعاد بها الى غرفة النوم بالأستراحه وضعها فوق الفراش ونظر بالغرفه،كان هنالك بقايا قطن موضوعه على طاوله جوار الفراش،آتى به وجلس جوارها على الفراش وقام بمسح تلك الدماء التى تسيل من أنفها رفع رأسها على وساده حتى يتوقف النزيف ووضع بعض قطع القطن على انفها،بالفعل توقف نزف الدماء بعد قليل،لكن مازالت غائيه عن الوعى،وقع بصرهُ على جبهتها هنالك كدمه داكنة اللون منفوخه قليلاً بسبب خبطةرأسها بالمقود،كما أن يدها عادت تنزف،تنهد بسأم ونهض من جوارها،وفتح أحد ألادراج الموجوده بالطاوله جوار الفراش وأخذ مُفكره ورقيه ودَون بعض الأشياء وقطع الورقه ،وخرج من الغرفه ينادى على أحد العمال الذى آتى له سريعًا،

تحدث له:

فين الست اللى كانت هنا؟

رد العامل:ست مين يا باشمهندس،مفيش ستات بتشتغل فى المزرعه غير آمال،ودى بتيجى بالنهار بس تنضف المزرعه ولو حضرتك موجود بتحضرلك الأكل وبتمشى بعد العصر.


رد عواد:إتصل عليها و…. ولا أقولك خد أى عربيه من المزرعه وروح لها خليها تجى بسرعه…يلا بلاش توقف لى كده نص ساعه وتكون آمال هنا وقولها تجيب معاها غيار نضيف من عندها…وخد الورقه دى هات الحاجات اللى فيها معاك من أى صيدليه.

رغم تعجب العامل لكن لا يملك سوا تنفيذ ما أمرهُ به.

عاود عواد الدخول الى الغرفه النائمه بها صابرين، نظر ببُغض لها، تلك الحمقاء المستفزه التى لم تتراجع و كادت أن تدهسهُ بالسياره كيف تمتلك كل تلك الجرآه، آتى بقنينة عِطر خاصه به وأقترب منها وكاد أن يقوم بإفاقتها لكن تراجع على آخر لحظه…. قام بوضع قنينة العطر، نظر لملابسه إشمئز من تلك الدماء التى على ملابسه كذالك جرح يده يبدوا أنه عاد ينزف…توجه الى الحمام المرفق بالغرفه ونزع عنه ملابسه ونزل أسفل المياه الدافئه تسيل على جسده عاود خيالهُ نظرة التحدى التى كانت بعين تلك الحمقاء،سريعًا نفض عن رأسه ذالك بغيظ،إنتهى من الاستحمام،نظر بالحمام نسي أنه لم يجلب له ملابس نظيفه،إرتدى مئزر قطنى قصير لمنتصف ساقيه وخرج من الحمام الى الغرفه مره أخرى وذهب الى دولاب الملابس وفتحه وبدأ فى أخذ ملابس له،لكن فى نفس اللحظه سمع همس خلفه،أعتقد أن تلك الحمقاء قد فاقت من غيبوبة تلك الخبطه برأسها،إقترب من الفراش لكن هى مازالت مُغمضة العين،لكن همست مره أخرى،هذه المره سمع ما همست به وكان”مصطفى”


تهكم ساخرًا بحُنق قائلاً:شكلك بتحلمى بعريس الغفله.

قال هذا وذهب مره أخرى للحمام يرتدى ملابسهُ ثم خرج بعد قليل، كاد يذهب الى الفراش لكن سمع رنين هاتفه…

نظر للشاشه تنهد بسآم، لكن خرج الى شُرفة الغرفه …

فتح الإتصال، لكن قبل أن يرد سمع إندفاع الآخر قائلاً:

عواد إنت فين؟

رد عواد ببرود: أنا فى المزرعه اللى عالطريق بين البحيره وإسكندريه خير يا عمى .

رد فهمى قائلاً:مش خير أنا اتصلت عليك أكتر من مره أنا وتحيه وانت مش بترد،حتى سألت عليك فى المصنع قالوا إنك مشيت بعد العصر، قولى يا عواد إن الكلام اللى منشاع فى البلد ده كدب،وإنك مالكش علاقه بإختفاء البنت دى،والصوره متفبركه.

صمت عواد لثوانى قبل أن يرد

مما جعل فهمى يقول: عواد رد عليا، البنت معاك… البنت مكتوب كتابها على إبن عمها وممكن يقدم فيك شكوى إنك خطفتها.

تهكم عواد قائلاً: يقدم اللى هو عاوزه، أنا تعبان وعاوز استريح، سلام.

قال عواد هذا وأغلق الهاتف بوجه عمه، وظل واقفًا ينظر أمامه الى مدخل المزرعه رأى عودة العامل ومعه تلك المرأه وبيدها كيس صغير، كذالك العامل بيدهُ هو الآخر كيس…أشار بيدهُ للعامل بأن تصعد هى وحدها إليه.


بالفعل صعدت المرأه الى الغرفه وقبل أن تطرُق على الباب،وجدت الباب يفتح فقالت:

مساء،الخير يا باشمهندس.

أماء لها برأسه قائلاً:أدخلى غيرى للبنت اللى جوه الفستان ولبيسها الهدوم اللى جيبتيها معاكِ من غير ما تفوقيها مفهوم.

أمائت آمال رأسها قائله:خاضر يا باشمهندس أتفضل الكيس ده أداه ليا العامل،أخذ عواد الكيس من الخادمه التى د ودخلت وأغلقت خلفها الباب،وخلعت

من على صابرين فستان العُرس وألبستها بعضٍ من ملابسها،

بينما عواد أخرج من ذالك الكيس قطن ومطهر وشاش وبدأ فى إعادة تضميد يدهُ،وهو ينتظر خروج أمال

التى خرجت وعواد ينتهى من تضميد يدهُ قائله:

غيرت لها الفستان ولبستها هدومى، أمر تانى؟

رد عواد: تمام، أنزلى وخليكي هنا الليله.

ردت آمال: حاضر تحب أحضرلك العشا.

رد عواد: لأ مش جعان.

نزلت آمال ودخل عواد الى الغرفه ذهب مباشرة الى الفراش ونظر الى صابرين، لوهله تعجب كيف لم تستيقظ الى الآن، لكن أرجع ذالك ربما بسبب نزف انفها الغزير

أخرج من ذالك الكيس احد أنواع الادويه وكان عباره عن نقط طبى وبدأ فى وضعه فى أنفها لتعود انفها تنزف مره أخرى لكن ليس دماء كانت ماده مُخاطيه مُعرقة بدماء متخثره بدات فى تنظيف تلك الماده ثم أمسك يدها وقام بفك ذالك الضماد من يدها وابدلهُ بضماد آخر نظيف، ثم نهض وتركها بالغرفه، وذهب الى شُرفه موجوده بالاستراحه وأخرج علبة سجائره وقام بإشعال سيجاره يُنفث دخانها وهو ينظر الى تلك النجوم والقمر الأحدب فى السماء، تذكر دائماً أن هنالك شئ ناقص بالحياه…


فى نفس اللحظه صدح هاتفه أخرجه من عُزلتهُ مبتسمًا حين رأى هوية المتصل،فقام بالرد يستمع الى حديث الآخر:

ها قولى أخبار صاحبة الصوره اللى بعتها ليا بعد ما شافت الصوره أكيد أنبهرت بكفائتى الفنيه…شيلت الدم اللى كنتم غرقانين فيه،بس قولى مين الحلوه دى،وأيه سبب الدم اللى كان مغرق هدومك ده،أوعى تكون كنت بتتفسح معاه فى المدبح…عيب عليك البنت باين إنها حلوه ورقيقه ووشها بشوش.

لا يعلم عواد لما شعر بغيره حين مدح صديقُه بـ رقة وجه صابرين لكن ضحك قائلاً:سبق وقولت لك بلاش تتغر فى الوشوش البريئه بتخفى وراها خُبث،بس بعترف بموهبتك إنت بدلت الصوره

…..

بينما فى منزل زهران بغرفة فهمى وتحيه، كانت تجلس على أحد المقاعد باكيه.

أقترب من مكان جلوسها فهمى ووضع يدهُ على كتفها قائلاً:رد عواد بيأكد إن البنت معاه.

تنهدت تحيه بآلم قائله:مش عارفه دماغ عواد فيها أيه،البنت ذنبها أيه،أنا مش مصدقه الكلام اللى بيقول أنهم بيحبوا بعض…والكلام الفارغ ده…عواد من يوم الحادثه اللى مات فيها جاد وهو أتغير بالذات بعد ما عمى عواد جوزنا لبعض بالآمر… مش هقدر أتحمل إن عواد يصيبه مكروه مره تانيه.

رد فهمى قائلاً بنبرة عتب:

إحنا متجوزناش بآمر أبويا يا تحيه أنتى المفروض كنتى تكونى ليا من قبل جاد بس سوء الفهم هو اللى فرقنا…كفايه دموع وأتأكدى إنى مش هسمح إن عواد يصيبه مكروه مره تانيه.


……. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

بمنزل سالم التهامى

تحدثت فاديه بدموع: هنفضل كده ساكتين ومنعرفش مكان صابرين هو مش المفروض نبلغ الشرطه عن اللى حصل…ونتهم عواد بخطف صابرين… والشرطه تدور على مكانها.

رد مصطفى بإستياء:هنبلغ نقول أيه الفيديو بيظهر إن صابرين ركبت العربيه بمزاجها.

.

كذالك قالت ساميه بتهكم: كلام مصطفى صحيح، ومعروف مكان صابرين،عند عواد زهران،بعد ما حطت راسنا كلنا فى التراب.

قالت ساميه هذا ونظرت نحو صبريه وأكملت حديثها بتلقيح:.

يظهر اللى حصل فى الماضى بيتعاد تانى، والعاشقه بتهرب لعند حبيبها بس المره دى العاشقه مكتوب كتابها على واحد تانى مصانتش كرامتهُ…مصطفى لازم يطلق صابرين ويحفظ الباقى من كرامتهُ،وخليها تشوف حبيب القلب وقتها هيقبل بيها ولا هيكون خد غرضهُ منها ومبقتش تلزمهُ..

قالت ساميه هذا ونظرت نحو مصطفى قائله:. إنت المفروض تطلقها،وخلي عواد بقى ينفعها.

تعصب مصطفى قائلاً:مستحيل أطلق صابرين قبل ما أحرق قلبها هى وعواد اللى سابتنى وهربت لعنده.

صمت سالم يشعر بآلم جم فى قلبه كذالك شهيره،فبماذا


يردان

،لكن كادت ان ترد فاديه لكن سبقتها صبريه:

مش لازم تحكم على صابرين قبل ما تظهر ونعرف منها حقيقة اللى حصل، واللى انا متأكده إن كل ده بسبب الأرض اللى سبق وحذرتك وقولتلك عيلة زهران مش هتسكت وبالذات عواد عنده الارض دى بالذات ليها أهميه خاصه.

تهكمت ساميه، بينما نظر مصطفى لـ صبريه قائلاً: أرض ايه دى اللى بتتكلمى عنها.

سردت صبريه لـ مصطفى عن أن الأرض ربما ليست بسجلات الحكومه بأسم عيلة زهران لكنها ملك لهم وان ما فعله جمال يعتبر سطو على أرضهم.

نظر مصطفى لوالده ثم نظر الى صبريه قائلاً بتوعد:

الارض دى أنا هحرق قلبهُ عليها ولو كانت نظرات الهيام اللى فى الصوره حقيقيه فهحرق قلبه على صابرين والأرض.

…….. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

بمنزل الشردى

دخل وفيق الى المنزل إستقبلته ماجده بإبتسامة ثم بخت سُم حديثها مُتهكمه:

أخيراً أفتكرت إن لك بيت وام فى إنتظارك،أكيد كنت فى دار حماك، أمال فين مراتك، هتبات عند أهلها برضوا…. هى الدكتوره لسه مظهرش عنها أى خبر بعد الصوره اللى أهل البلد بيتكلموا عنها… ماشاء الله عالشرف والعفه.

رد وفيق يتنهد بتعب: أنا مكنتش فى دار حمايا،انا جاى من المصنع كنت بسلم بضاعه،وفاديه اتصلت عليا وقالتلى أنها هتفضل فى بيت باباها مش معقول اقول لها فى ظروف زى دى،والصوره دى ممكن تكون بسهوله متفبركه،ومعتقدش أخلاق صابرين تسمح لها بشئ زى ده.


لوت ماجده شفتيها بحركة سخريه قائله:آه هتقولى على اخلاقها،بعدين سيبنا من الكلام عن صابرين، أحضرلك العشا.

رد وفيق:لأ انا مش جعان،متغدى متأخر،عاوز أرتاح هلكان طول اليوم فى المصنع.

نظرت ماجده لـ وفىق وقالت بشفقه تُمثلها،قبل ما تطلع تنام عندى كلمتين عاوزه اقولهم لك.

رد وفيق بإستفسار:وأيه هما الكلمتين دول.

ردت ماجده:مينفعش وإحنا واقفين كده،تعالى نقعد شويه فى الصالون وأقولك الكلمتين.

رغم شعور وفيق بالتغب والاجهاد لكن ذهب خلف ماجده الى غرفة الصالون وجلسا معًها يقول بإجهاد:أيه هما الكلمتين اللى عاوزه تقوليهم لى.

لم تشفق ماجده على إجهاد ولدها الواضح امامها وقالت له:صعبان عليا تعبك ده وفى الآخر مين اللى هيتمتع فى خيرك.

لم يفهم وفيق حديث والداته وقال بإستفسار: مش فاهم كلامك؟

ردت ماجده: يعنى انت لازم يكون عندك ولاد، إنت خلاص قربت عالاربعين سنه، أختك سحر متجوزه قبلك بست شهور وعندها ماشاء الله بنتين وولد،وإنت مفيش فيك عيب فاديه حبلت قبل كده أكتر من مره.

رد وفيق: طب أنتى قولتى أهو حبلت أكتر من مره بس…

أخذت ماجده الكلمه من وفيق:


بس كانت بتجهض والدكتوره قالت لازمها علاج، وأهو العلاج مجبش فايده، دى حتى الاول كانت بتحبل وتسقط بقالها أكتر من سنتين محبلتش، وخلاص مبقتش صغيره دى قربت على خمسه وتلاتين سنه… فكر فى كلامى وبلاش تنفضه عن راسك زى كل مره وتضحك عليك بدمعتين وقلبك يسلم لها، أنا صعبان عليا تتعب وتشقى وميكونش عندك من صُلبك اللى يشيلك ويكبر معاك أملاكك، قبل ما تلاقى نفسك خلاص مبقتش عارف تفرد ضهرك… تصبح على خير.

نهضت ماجده بعد ان بخت سُمها بعقل وفيق الذى فكر فى حديثها، ولديه يقين انها مُحقه، فمن سيرث من بعدهُ كل ما يسعى لتحقيقه، فكر بـ فاديه هو يعلم أن لديها عيب خلقى بالرحم حين يصل الجنين لحجم معين برحمها تجهض، لكن أكدت لهم الطبيبه أن بالعلاج قد تزول تلك المشكله وتحمل وتكمل حملها، لكن هذا لم يحدث الى الآن.

………. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

فجرًا

بالمزرعه

بالغرفه الموجوده بها صابرين،بدأت تستعيد وعيها تدريجيًا الى أن فاقت شبه كليًا تشعر بآلم فى رأسها وكذالك أنفها وضعت يدها على أنفها شعرت بآلم تذكرت آخر شئ حين كادت تدهس ذالك الحقير بعدها فقدت الوعى،نظرت حولها هى بنفش الغرفه البغيضه،نهضت من على الفراش بتثاقُل،لكن تفاجئت بتلك الملابس التى عليها،ترتدى إيسدال طرحته شبه مُحكمه على رأسها، تحير عقلها من الذى بدل لها فستان العُرس، أيكون ذالك الحقير التى لا تعلم لما قام بخطفها، لكن تراجعت عن ذالك وهى تتذكر تلك المرأه التى ضمدت لها يدها سابقًا، لا تعرف ما الوقت، توجهت ناحية شباك الغرفه، رأت بدأ يحل الظلام،و الشمس تشرق من بعيد، تجولت عينيها المزرعه ساكنه، فكرت هذه فرصتها ربما غادر ذالك الحقير أو نائم مُطمئن أنها لن تستطيع الهروب بسبب شعورها بآلم قوى برأسها، لكن لا مانع من محاوله أخرى ربما تنجح هذه المره وتفر من هنا.


بالفعل توجهت ناحية باب الغرفه ووضعت يدها على المقبض فتح بسهوله،تعجبت من ذالك يبدوا أن الحقير فعلاً مُطمئن أنها لن تحاول الهرب مره أخرى،سارت بهدوء الى أن خرجت من إستراحة المزرعه لكن مازالت بالمزرعه هنالك باب حديدى كبير يغلق المزرعه،كيف ستخرج منه وهنالك غرفه تبدوا غرفة حراسه قريبه من الباب الحديدى،لن تستطيع الهرب،تجولت عينيها بالمكان لاحظت وجود باب آخر متوسط بناحيه أخرى من المزرعه،فكر عقلها ربما يكون هذا باب لغرفه بالمزرعه وتضيع محاولة هروبها هباء،فكرت فى التراجع لكن لا لن تخسر شئ ستجازف وتذهب وتكتشف ماذا خلف هذا الباب ربما تحصل على حريتها من آسر هذا الحقير…بالفعل تسخبت بهدوء وذهبت الى ذالك الباب،وقفت خلفه تنظر حولها بترقُب،ثم نظرت الى الباب كان موصود بترباس وفوقه قفل صغير،جذبت مشبك شعر من رأسها وحاولت فتحه،لكن لم تعرف أن تفتحه،تنهدت بضجر ونظرت امامها بإستياء،لكن وقع بصرها على فآس مُعلق على حائط قريب من الباب،ذهبت سريعًا وآتت بها وعادت تنظؤ بترقب ثم رفعت الفآس وقامت بكسر القفل وهى تترقب ان يسمعها أحد حُراس البوابه،لكن لا شئ حدث،فتحت ترباس الباب وهى مازالت تترقب لكن تفاجئت إن هذا الباب باب خروج من المزرعه،سريعًا هرولت للخارج تنظر حولها تفاجئت المنطقه شبه مقطوعه لكن الطريق عليه أعمدة مُضاءه وأقرب مكان يبعُد كثيرًا،ماذا تفعل،الوقت باكر مازال شبة ظلام،لكن حسمت أمرها وبدأت تسير على الطريق الى ان سمعت صوت سياره نظرت خلفها بترقُب أتكون سيارة ذالك الحقير،اكتشف هروبها لكن كانت سياره نصف نقل صغيره بالصندوق الخلفى يوجد بعض الأقفاص العاليه، تنهدت قليلاً وأشارت للسياره حين اقتربت منها،توقف لها السائق بعد خطوات منها


سارعت بتلهف على السياره قائله برجاء لو سمحت ممكن تاخدنى للأول محطة ركاب هنا.

نظر لها السائق قائلاً:أنتى رايحه فين،يمكن يكون المكان اللى عاوزه تروحيه على سكتى أهو أكسب ثواب فيكِ،يمكن ربنا يُجبر بخاطري وأبيع بضاعتى.

تبسمت له براحه قائله:عاوزه أروح أقرب مركز شرطه قريب من هنا.

تفاجئ السائق قائلاً:مركز وعالصبح كده خير،عالعموم أركبي،كله ثواب ربنا يجازنى بيه.

بعد قليل أمام أحد مراكز الشرطه كان النهار بدأ يسطع،

ترجلت صابرين من السياره وشكرت السائق

ثم دخلت الى المركز تبحث عن غرفة الضابط،قابلت أحد العساكر طلبت منه لقاء الضابط المناوب فى المركز لآمر هام

فأدخلها العسكرى الى غرفة الضابط بعد ان حاول معرفة فى ماذا تريد الضابط،لكن لم يحصل منها على إجابه الى أن دخل الضابط المناوب الى الغرفه يتثائب،ونظر الى صابرين بتفحُص رأى تورم جزء فى جبينها كذالك انفها الاحمر المنتفخ قليلاً،تهكم قائلاً:

خير عالصبح،جوزك ضاربك علقه وجايه تعملى له محضر،هقولك أعقلى وبلاش المحضر إحنا نتصل على جوزك يجى ياخدك وكلمتين حلوين منه هتنسى العلقه اللى اثارها واضحه على وشك،معليشى خراب البيوت مش بالساهل.

إمتعضت صابرين من حديث الضابط وقالت له:أنا جايه أقدم محضر خطف.


تفاجئ الضابط قائلاً:محضر خطف مره واحده،ومين بقى اللى مخطوف عندك..

ردت صابرين:أنا المخطوفه.

نظر لها الضابط بتعجب وقال:واضح إن الصنف اللى شرباه عالصبح حلو،مخطوفه إزاى ما إنتى قدامى اهو.

ردت صابرين:أنا كنت مخطوفه وهربت من اللى كان خاطفنى.

تهكم الضابط قائلاً:بجد،براڤوا عليكِ،وجايه تقدمى البلاغ بقى بعد ما هربتى من اللى كان خاطفك،يظهر إنه شخص مستجد إجرام،تمام هنادى للعسكرى يجى يعملك محضر أقعدى أرتاحى .

بعد قليل تحدث الضابط:

ها بقى عارفه المكان اللى كنتِ مخطوفه فيه.

ردت صابرين وهى تشعر بنبرة تهكم الضابط وسخريته منها لكن تغاضت عن ذالك وقالت:أيوا وكمان عارفه مين الشخص اللى خطفنى.

نظر لها الضابط قائلاً: ومين المجرم ده بقى.

ردت صابرين:عواد زهران.

تعجب الضابط وقال بإستفسار:عواد زهران ده صاحب مصانع اللحمه.

ردت صابرين:أيوا هو وكان خاطفنى فى المزرعه بتاعته القريبه من المركز ده.

رد الضابط بإستغراب:متأكده إنه كان خاطفك ولا أنتى كنتى بتشتغلى عنده فى المزرعه وطردك وعاوزه تنتقمى منه،صحيح شكل وشك ينِم عن بنت ناس لكن طريقة لبسك تدل على بنت من الريف او منطقه شعبيه.


ردت صابرين:أنا دكتوره بيطريه وبشتغل فى وزارة الصحه بقولك عواد زهران خطفنى من فرحى.

نظر الضابط لـ صابرين بتمعن وقال بتذكر:أوعى تكونى العروسه اللى بيحكوا عنها هربت مع حبيبها،تصدقى فعلاً سمعت إن حبيبها هو عواد زهران،أيه لما هربتى لعنده عاملك وحش وضربك.

ردت صابرين بضيق قائله:أيه الكذب اللى بتقوله ده بقولك خطفنى وكان حابسنى عنده فى المزرعه،المفروض تحقق معاه هو مش معايا.

نظر الضابط لها قائلاً:مش باخد أقولك الاول عشان بناءً عليها يتم باقى الاجراءات.

تنهدت صابرين قائله:تمام،ممكن قبل ما أكمل المحضر أتكلم فى التليفون.

رد الضابط:آه اكيد،أتفضلى كلمى اللى انت عاوزاه وبعدها نكمل المحضر.

. .. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

فى اليوم التالى بعد الظهر

بمنزل سالم التهامى

دخل سالم الى غرفة صابرين وجدها تُنهى صلاتها، نظر لها بإستهزاء قائلاً:

إطلبى من ربنا يسامحك أنا مش مسامحك على ثقتى فيكِ اللى خونتيها.

نهضت صابرين من على سجادة بتعجب قائله:

ليه بتقولى كده يا بابا.

كان الرد صفعه قويه من سالم على وجه صابرين قوة الصفعه جعلت صابرين تجثوا أرضًا وسالت دموع عينيها مع نزيف أنفها الذى عاود،هبط سالم لمستوى جثوها وأمسك يدها بعنف قائلاً:التقرير الطبى أهو فى إيدى بيقول إنك مش عذراء،معنى كده إن كلام عواد إمبارح فى المركز كان صحيح وإنك أنتى اللى روحتى له برضاكِ،قومى أنا هتفق مع مصطفى أنه يطلقك قومى،روحى له زى ما سلمتى نفسك له شوفى حبهُ ليكِ هيخليه يقبلك تانى ولا هيتخلى عنك بعد ما وصل لغرضهُ،


وأنا هنسى إنك بنتى.

قال سالم هذا وهو يجذب يد صابرين بقوه كى تنهض معه،وبالفعل نهضت تسير معه تائهه،الى أن ذهبا الى أمام باب المنزل،ترك سالم يد صابرين وقام بإغلاق باب المنزل بوجهها،جثت صابرين على ساقيها أمام باب المنزل تنتحب قائله:والله كذب يا بابا،التقرير ده كذب أنا مخونتش ثقتك فيا،ولو مصدق الكدب اللى فى التقرير ده أقتلنى وريحنى من الدوامه اللى انا عايشه فيها.

قالت صابرين هذا وبلحظه تجمعت بها الشجاعه عليها مواجهة ذالك الكاذب،نهضت تجفف دموعها بيديها وسارت من أمام باب منزل والداها.

غير منتبه لـ مصطفى الذى

رأى خروج صابرين من المنزل توقع أين ستذهب الآن،فتتبعها.

……… ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

جذب السلاح من على خصرهُ ينظر له ثم وضعه على المكتب وجلس خلف المكتب،بنفس اللحظه صدح رنين هاتفه،نظر للشاشه وسريعًا ما قام بالرد يسمع الآخر: والداها أخد التقرير الطبى ومضمون التقرير إنها مش عذراء

أغلق عواد الهاتف يبتسم بزهو وإنتصار حتى أنه قهقه وهو يضع الهاتف أمامه على طاولة المكتب، لكن فجأه فُتح باب المكتب، نظر نحو الباب، تبسم بـ نصر قائلاً بحُنق:.

مفاجأه غير متوقعه… صابرين التهامى بنفسها جايه ليا برِجلها، أوعى تقولى إن وحشتك من كام ساعه لسه كنا مع بعض فى المزرعه.


نظرت صابرين له بغضب ساحق قائله:

هتكسب أيه من كدبك… عاوز توصل لأيه

ضحك عواد قائلاً: أى كدبه فيهم، آه قصدك إنك مش عذراء مش أنا اللى قولت ده تقرير الدكتوره اللى كشفت عليكِ، انا معرفش عن ده حاجه، يمكن إنتى وإبن عمك غلبكم الشوق، معذور هو كان متغرب وكتب الكتاب جواز برضوا…ماهو مش معقول هيكون فيه غيره.

نظرت له بأعين تقدح نيران وقالت له:

مفكر أنه تقدر تشترى الشرف بفلوسك.

تبسم عواد بحنق، لم يلاحظ عين صابرين التى وقعت على ذالك السلاح الموضوع فوق المكتب، وقبل أن يلتفت نظره تفاجئ بها تُمسك السلاح، وبلا تفكير أطلقت رصاصه تعلم مستقرها بـ قلبــــــــــــــ………

………ـــــــــــــــــــــــــــــــ


يتبع

تكملة الرواية من هناااااااا 


تعليقات

التنقل السريع