رواية بحر العشق المالح الفصل السادس والثلاثون والسابع والثلاثون بقلم سعاد محمد سلامة
رواية بحر العشق المالح الفصل السادس والثلاثون والسابع والثلاثون بقلم سعاد محمد سلامة
رواية بحر العشق المالح الحلقة السادسة والثلاثون
بـ مطعم رائف.
تبسمت صابرين على تلك الصغيره ميلا التى تجلس على ساقي فاديه تتشبث بها ترفض أن تتركها حتى لـ رائف الذى تركهُن وإستأذن لحل مشكله بالمطعم
بينما نظرت صابرين لـ فاديه التى تضع بعض قطع الطعام بفم ميلا، تبسمت قائله:. أنا مندهشه، ومش عارفه سبب لمعاملتك لـ رائف بالشكل الحاد ده، ومع ذالك فى نفس الوقت بنتهُ كل ما تشوفك ترمى بنفسها عليكِ.
نظرت فاديه لـ ميلا وضحكت قائله:
أكيد زهقانه من سماجتهُ،مش كده يا ميلا.
ضحكت ميلا وامائت رأسها بموافقه.
كذالك ضحكت صابرين قائله: أنا مش شايفه مُبرر بصراحه لرد فعلك مع رائف أنا شيفاه شخص لطيف وبيحب الضحك والهزار، عكس….
صمتت صابرين
بينما تبسمت فاديه بمكر: نسيتى هو
عكس مين؟ قصدك عواد صح، عالاقب عواد عنده عقل عن رائف ده اللى بيستسخف ودمه تقيل… صح يا ميلا.
وميلا تهز رأسها بموافقه على أى كلمه تقولها فاديه.
ضحكت فاديه قائله:أهو حتى شوفتى بنته موافقانى…بطلى رغى فى سيرته بقى عشان السخيف رائف راجع تانى لهنا أهو.
حاولت صابرين كبت بسمتها،حين جلس رائف معهم على نفس الطاوله قائلاً بإعتذار:
مُتآسف،مشكله بسيطه فى المطعم وخلاص حلتها.
تبسمت صابرين قائله:لأ ولا يهمك إحنا مش غُرب.
وضع رائف عيناه على فاديه وهو يقول:.فعلاً مش غُرب بس أنا اللى عزمتكم عالغدا ومن الذوق أقدم لكم أفضل خدمه لراحتكم.
همست فاديه بإمتعاض: والله أفضل خدمه إنك تسيبنا هناخد راحتنا أكتر.
لم يُفسر رائف همس فاديه لكن صابرين فسرته بسبب جلوسها جوارها وكبتت ضحكتها غصبًا .
بينما بنفس اللحظه صدح رنين هاتف فاديه المشغوله بإطعام ميلا ، نظرت لـ صابرين قائله:
أفتحى شنطتى وطلعى الموبايل.
فعلت ذالك صابرين لكن بفضول منها نظرت الى شاشة الهاتف ثم لـ فاديه التى وجهت شاشة الهاتف نحوها، لتتعجب هى الأخرى وهى تتبادل النظرات
لـ صابرين بفهم
ثم نهضت واقفه وأعطت ميلا لـ صابرين قائله بهدوء:.هاتى الموبايل وخدى ميلا دقيقه وراجعه.
اخذت فاديه الهاتف وخرجت خارج المطعم وردت بحِده نوعًا ما بنهاية الرنين الثانى:
خير يا فاروق بتتصل عليا ليه؟
تنهد فاروق بتردد قائلاً بهدوء :
خير يا فاديه، أنا متصل عليكِ عشان….
صمت فاروق قليلاً، مما جعل فاديه تُزفر نفسها بحِده قائله مره أخرى :
خير يا فاروق قولى متصل عليا ليه، ولا يمكن نسيت عالعموم، لما تفتكر أبقى أتصل…
قاطعها فاروق سريعًا يقول: فاديه ممكن نتقابل.
بحسم قالت فاديه:
لأ.
إبتلع فاروق لُعابه الذى يشعر بمرارته قائلاً برجاء:
من فضلك يا فاديه ممكن نتقابل لمره واحده بس…وأوعدك بعدها لو طلبتى منتكلمش تانى مش هفرض نفسى عليكِ.
زفرت فاديه نفسها قائله:تمام نتقابل.
إنشرح قلب فاروق قائلاً:تمام أنا بكره هاجى أسكندريه أيه رأيك نتقابل فى المكان اللى كنا زمان بنتقابل فيه عالشط.
شعرت فاديه بغصة ندم على ذالك الماضى التى إستسلمت لوقت بما فُرض عليها،وأضاعت جزء من عمرها وهى مهزومة القلب…وكان السبب تخاذُل فاروق.
….
بينما بداخل المطعم،شعر رائف بببعض الفضول من نظرات صابرين وفاديه لبعضهن وإزداد بعد أن تركتهم فاديه لتقوم بالرد على من يتصل،لكن إلتزم عدم السؤال فهو لا يحق له،لكن بداخله شعور خاص لا تفسير له إتجاه فاديه التى يشعر أنها لا تستصيغهُ
، رغم انه شعر بفرحه حين آتت مع صابرين تُلبى دعوته على الغداء وآتى بـ ميلا معه كى يُشغل فاديه بها، بعد أن لاحظ إنسجام الأثنتين معًا رغم لقائتهن القليله.
تبسم حين رأى عودة فاديه مره أخرى وجلوسها جوار صابرين وتلك الصغيره التى أرادت العوده لها، بينما تبسمت صابرين قائله بعتاب مَرح:.
كده يا ميلا تبعينى فى لحظه.
تبسم رائف وهو ينظر لـ فاديه قائلاً:
القلب وما يريد بقى إنتِ شايفه حتى انا كمان سابتنى وراحت لـ فاديه، متآسف قصدى مدام فاديه وإن كنت أفضل أقول فاديه من غير ألقاب بينا، أحنا فى سن واحد تقريبًا، بحس الألقاب أوقات مش بتقلل المقام قد ما بتكبر السن مش أكتر.
كادت فاديه أن ترد عليه بتعسُف لكن صابرين سبقت بالحديث:.
فعلاً الالقاب أوقات بتكبر السن مش أكتر، واللى أعرفه أنك أكبر من عواد بكم شهر وفاديه أصغر من عواد بشهور، وملهاش لازمه الالقاب، أنا أهو رغم أنك المفروض خال جوزى بس بنادى عليه بإسمك بدون ألقاب… وده مش تقليل منك أبدًا.
وافقها رائف بالحديث،رغم تحفُظ فاديه لكن إستسلمت لقولهم لا داعى لألقاب لا تقليل شآن منها.
… ـــــــــــــــــــــــــــــ
بحديقة منزل الشردى
وقفت ناهد جوار باب السياره الخلفى تقول بتمثيل:
كان نفسى أجى معاكِ بنفسى للدكتور يا عمتى،بس أنا خايفه عالجنين اللى فى بطنى إنتِ عارفه مناعتى ضعيفه وبلقُط أى عدوى بسرعه،لو الود ودى أنا مش مهم بس عشان الجنين اللى فى بطنى.
ردت ماجده وهى تصعد الى داخل السياره قائله:
لأ ملوش لازمه تجى معايا سحر هتيجى معايا، خليكِ إنتِ هنا فى البيت، زمان وفيق جاي من مصر انا أتصلت عليه من شويه وقالى انه راجع فى الطريق، بس مقاليش السبب اللى يخليه يسافر مصر كده فجأه قبل الفجر من غير ما يقولى يلا لما ارجع من عند الدكتور يكون هو كمان رجع وارتاح وأبقى اعرف منه كل حاجه،يلا إدخلى إنت خلصى بقية شُغل البيت مع الخدامه زمان سحر واقفه قدام بيتها ولو إتاخرت عليها هتتضايق.
اغلقت ناهد باب السياره على ماجده،سُرعان ما إنطلق السائق بها بينما وقفت ناهد قليلًا تُزفر نفسها بغضب ساحق قائله:
بتشبيهينى للخدامه يا حيزبون،ربنا ياخدك وما يرجع الإ خبرك السعيد وارتاح من وشك،ووقتها أشوف المحروس إبنك النونوس اللى من بدرى بتصل عليه مش بيرد عليا،لكن إنتِ زى ما يمون سحراله كلمتك عنده مُقدسه،بيصدق أى كدب منك،حتى من غير ما يفكر،حتى لما كدبتى عليه وقولتى إن فاديه خدت صيغتها وهدومها وهى طالعه من البيت،بس معرفش خفتيهم فين يا حيزبون،وانا هقف افكر كتير ليه،البيت خالى مفيش فيه الأ الخدامه أبعتها تجيب أى حاجه من بره وادور براحتى يمكن أعتر فيهم.
بالفعل بعد قليل دخلت ناهد الى غرفة ماجده بعد ان أمرت الخادمه بشراء بعض الاغراض من الخارج…
نفخت اودجها قائله:
الوقت مش طويل للتفكير يا ناهد شويه والخدامه هترجع،ودى بتفتن ليها كل حاجه بتشوفها،ادور فين؟فين؟
اكيد فى دولابها بين هدومها اللى ما توعى تدوبها ووقتها هرميهم فى البحر.
ذهبت نحو دولاب الملابس الخاص بـ ماجده تفتح ضلفه خلف أخرى ودُرج خلف آخر لم تجد شئ لكن بعد بحث لاحظت وجود دُرج داخل أحد ضُلف الدولاب،حاولت فتحه لكن كان مُغلق جيدًا لاحظت وجود مكان مفتاح به،زفرت نفسها بغضب قائله:
حيزبون حويطه زى ما ماما بتقول عليها، هعمل أيه دلوقتي ممكن أفش فقل الدرج واشوف فيه أيه، بس هتعرف وقتها ومفيش غيرى قدامها تتهمه.
ظلت ناهد للحظات يتلاعب الشيطان بعقلها ان تفتح الدرج وترى محتوياته… حسمت أمرها حين جال بعقلها خطه شيطانيه، ستفتح الدرج ولن يشُك بها أحد لديها من تُلفق له ذالك فيما بعد…
بالفعل شدت الدرج بعنف كبير وإنفتح الدرج،
وجدت بعض الأموال، وبعض الأوراق الهامه كذالك دفاتر توفير ماليه بإسمها، وهنالك علبه مخمليه بداخل الدرج، أخرجت تلك العلبه وفتحتها نظرت لها بعين شيطانيه، هى مصوغات فاديه رأتها ترتدى منها سابقًا فى بعض المناسبات كانت تحسدها عليها،
تلك الهدايا التى كان يغدقها بها وفيق كما كانت تقول ماجده، رغم شُحه معها فهو منذ ان تزوجها حتى لم يأتى لها بهديه بسيطه، لكن كان يُهادى فاديه بالذهب، رأت ذالك السوار ذو التصميم المميز بقلوب بها بعض الاحجار الكريمه، راته مره بيد فاديه وتمنت أن تأتى بمثله لها، لكن لضيق الحال إرتضت، لكن ها هو بين يديها وضعته حول معصمها تتمعن به عليه قائله:.
على مقاس إيدى بالظبط، تركته ونظرة الى بقية الذهب، لكن فى ذالك الوقت شعرت بعودة تلك الخادمه، وجاء إليها ظن ان تكون عادت ماجده وألغت ميعاد الطبيب،عليها الخروج الآن من الغرفه…
فكر عقلها بأخذ علبة الذهب كلها،لكن فكرت قليلاً
ليس الآن عليها تحقيق هدفها أولاً وهو طرد تلك الخادمه،عين ماجده بالمنزل…وضعت العلبه بمكانها واغلقت الدرج،لكن إحتفظت بذالك السوار لكن خلعته من يدها وذهبت نحو غرفتها وأخفته جيدًا.
…..ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بشقة فادى
على صوت رنين هاتف فادى، فاق الأثنين من تلك الغفله التى ستضع فاصله بينهم، أو ربما نُقطة نهاية السطر.
بسآم نهض فادى عن غيداء التى كانت كآنها بسكره
وفاقت للتو،تنظر حولها بإرتعاب،من رنين ذالك الهاتف،دخل الى عقلها كآن من يتصل يراها عاريه،جذبت غطاء الفراش على جسدها،بالفعل هى شبه عاريه،صرخت على فادى قائله:
أقفل صوت الموبايل ده،أكيد بيرقبونا.
تعجب فادى قائلاً:مين اللى بيراقبنا.
نظرت غيداء له بإشمئزاز قائله:
معرفش،أقفل صوته.
تعجب فادى وهو يرى غيداء جلست على الفراش تضم ساقيها لصدرها تزم الغطاء على جسدها،وتضع يديها على أذنيها ودموعها تسيل بغزاره،صرخت عليه مره أخرى،مما جعله يُغلق الهاتف نهائيًا ثم إقترب منها ومد يدهُ يضعها على كتفها،لكن غيداء إبتعدت عنه تصرخ بوجهه قائله بنهى وندم وندب:
إبعد إيدك عنى، إبعد عنى، انا عملت أيه فى نفسى
أنا ضيعت نفسى،إزاى كان فين عقلى،مش هو ده اللى كنت عاوزه أنا كنت عاوزك تحبنى،تحبنى وبس،إزاى ضعفت للدرجه دى ودنست نفسى…انا بقيت مُدنسه،إنت السبب…لأ مش إنت السبب غبائى هو السبب،أنا بقيت….
تفاجئ فادى بذالك اللفظ البذئ التى نعتت غيداء نفسها به،كذالك إنهيارها بهذا الشكل ترمى كل الخطأ على نفسها،كاد يتحدث لكن صرخت غيداء عليه بدموع قائله:
إطلع بره،سيبنى لوحدى…للحظات رفض فادى خشية أن تفعل بنفسها شئ ضار وهى بهذه الحاله بالأخص حين رأى نظرها الى تلك الشُرفه التى بالغرفه…لكن نهضت غيداء وهى تلملم غطاء الفراش عليها قائله بصريخ وتوعد:
إطلع بره،لأصرخ وألم عليك العماره وأقول أغتصبنى.
ذُهل فادى من قول غيداء التى كآنها تبدلت بأخرى كآن ذهبت ِرقتها مع برائتها…حاول فادى التلاكع قبل ان يستجيب لها ويخرج من الغرفه،لكن صرخت غيداء قائله:إقفل باب الاوضه وراك،متخافش انا مش هموت نفسى،ما اهو مش هموت مُدنسه و
زا…وكمان كافره،كفايه عليا إثم واحد اخرج بره.
توجع قلب فادى من نعت غيداء نفسها بتلك الالفاظ الشديدة بذاءه،خرج من الغرفه واغلق خلفه الباب …وقف أمام الباب،يستمع بقلب مُنفطر
لبُكاء ونواح غيداء بل وصوت لطماتها،
واجه نفسه:
أهذا ما كنت تريد الحصول عليه،بكل تلك الدناءه والخِسه أخذت القصاص من عواد؟ ومن من؟
من غيداء تلك الضعيفه…كم انت خسيس لا تفرق عن عواد،
فكر عقله:ربما فعل عواد مع صابرين مثلما فعلت مع غيداء وأستغل ضعفها.
بينما بداخل الغرفه
إنهارت غيداء جالسه أرضًا تلطم على فخذيها وتنوح تبكى بدموع هيستيريه،لا تلوم أحد تلوم نفسها فقط،هى المُخطئه الوحيده،كيف إستسلمت لذالك الضعف الذى جرفها الى هوه سحيقه ومُظلمه بعتمة قاع البحر
حاولت الوقوف على ساقيها،لكن كآن جسدها شُل للحظات قبل أن تتحامل على نفسها،وتنهض واقفه،لكن وقع بصرها على الفراش وتلك البُقعه الظاهره عليه،دماء عذريتها التى فقدتها بغفلة وسكرة الحب،لكن أى حب هذا،الذى دمرها
بأرجُل خاويه ذهبت نحو الحمام،ألقت ذالك الغطاء ينسال من على جسدها تعرت أمام تلك المرآه،رأت بعض العلامات حول عُنقها ويديها وصدرها،علامات كانت مثل أسنان المنشار التليم، تنشُر بقلبها بتلامه ليتها تموت،لكن لو ماتت الآن لن تنال الغفران على تلك الخطيئه التى لا غفران لها…حسمت أمرها وذهبت نحو ملابسها التى من الجيد انها وضعتها على ذالك الحوض،إرتدتها مره اخرى،لم تبالى أنها ملوثه،فمها كانت ملوثه فهى أنظف منها.أفضل الهدايا لأحبائكم
إنتهت من إرتداء ثيابها وخرجت من الحمام الى الغرفه شعرت بإختناق لو ظلت دقيقه بها لن تموت بل ستُجن،بالفعل فتحت باب الغرفه وخرجت منها
لم تبالى بـ فادى الواقف جوار الباب ولم تنظر له بل توجهت نحو باب المنزل…لكن قبل أن تضغط يدها على مقبض الباب،وضع فادى يدهُ على يدها قائلاً:
غيداء رايحه فين، مش شايفه شكل هدومك.
نظرت له بعين إختفى لونها مع بريقها وأصبخت دمويه قائله:
مالها هدومى، أنضف منى.
شعر فادى بصدمه كبيره كذالك وجع جم فى قلبه، قائلاً:.
غيداء، إحنا هنتجوز شرعى فى أقرب وقت.
نظرت له غيداء بضياع وقالت بتهكم:.
ومكنش ده ليه من الاول،فين كلامك وخوفك من إن مامتك تغضب عليك لو إتجوزت من أخت قاتل أخوك قبل ما يُمر سنه على موته،أنا شوفت مصطفى هو اللى رفع السلاح الاول على صابرين وبعدها على عواد، إحنا خلاص يا فادى قصتنا إنتهت، عندك الورقتين، قطعهم او أعمل بيهم اللى إنت عاوزه، انا خلاص ضعت وإنتهيت.
قالت غيداء هذا ثم نفضت يدهُ عن يدها بقوه وفتحت الباب مُغادره، أمام عينيه المصدومه من قولها عن رؤيتها لـ مصطفى أنه هو من أراد قتل صابرين وعواد، تحكم عقله لثوانى قبل أن يعود لتلك الغفوه ويستبيح لآخيه قتل عواد وصابرين، ليته هو من قتلهم وظل هو حي،ما كان عاش الشعور الساحب للعقل والقلب الآن،ماذا إكتسب ورقتين يستيطع بهم ذل عواد وعائلة زهران،لكن فى المقابل خسر،خسر غيداء،تلك النسمه الرقيقه التى كانت بحياته،عاد الشرد مره أخرى وغادر الربيع بلا رجعه…
والندم لا ينفع ولن يشفع.. حتى ذالك سُرعان ما لام نفسه عليه، عن أى شئ تندم هذا قصاص وأحياناً
ينتهى القصاص بدفع الإثنين الثمن باهظًا.
…….ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مساءً الليل منبع الاوجاع
بغرفة أحلام.
صرخت بعلو صوتها من ذاك الآلم الذى يشتد رويدا رويدًا،آتت الى غرفتها تحيه سريعًا تقول:.فى أيه يا أحلام بتصرخى ليه؟
ردت احلام بضيق من شدة الوجع:
بصرخ عشان حد يحس بيا فى البيت ده،خلاص مبقاش ليا قيمه بعد ما إتكسحت،انا مش عارفه ليه مش قادره اقف على رجليا بعد ما فكيت الجبس،أيه اللى حصلى فجأه كده؟
حاولت تحيه التخفيف عنها قائله:
حصلك ايه بس،هى فتره وهتعدى،الدكتور قال كده،الكسر مكنش هين.
شعرت أحلام بالحسره على نفسها وقالت:
كسر أيه اللى مكنش هين ويعمل فيا كده،أنا حاسه إنى جسمى كله زى المكسر،لأ مش المكسر المدمم،وجسمى بيخس بسرعه أوى.
ردت تحيه بعتاب:إنت اللى مش بترضى تاكلى،وكمان ساعات مش بترضى تاخدى العلاج اللى الدكتور كاتبه ليكِ.
زفرت أحلام نفسها قائله:
باكل ايه وعلاج أيه،انا حاسه إنى بطنى بتوجعنى لما باكل والعلاج ده مش بيكسن حتى الآلم اللى بحس بيه،غير شويه صغيرين ويرجع الوجع اقوى،قوليلى يا تحيه أنا عندى أيه بصراحه،انا حاسه إنى بموت.
ردت تحيه وهى تكبت دموعها وقالت بامل تعلم انه كاذب:
بتموتى أيه يا أحلام بس إستغفرى ربك،هى فتره وهتعدى وترجعى من تانى أحسن مما كنتِ كمان.
تحسرت أحلام على نفسها قائله:
أحسن، ربنا ياخدنى الموت عند التعب راحه، وكفايه عليا ذل ليكِ لحد كده.
عاتبت تحيه أحلام قائله: إخص عليكِ بس مين اللى ذلك، يعنى انا لو مكانك مكنتيش هتخدمينى.
بداخل نفسها تمنت لو كان الوضع معكوس وانا تحيه هى من كانت تتآلم ذالك الآلم التى تشعر به،لكن دموعها غصبًا كانت الرد فـ الآلم يشتد.
………. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بــــــ ڤيلا زهران
بحمام غرفة عواد
سمع لصوت بوق سياره، فتح شباك الحمام ونظر منه الى تلك السياره وتبسم ها هى صابرين قد عادت للمنزل،
تبسم وهو لا يتوقع رد فعلها حين تراه أمامها بعد دقائق، أغلق شباك الحمام، وتوجه يُنعش جسده بحمام بارد وسريع، وهو لا يتخيل رد فعل صابرين بعد لحظات حين تدخل للغرفه وتراه.
بينما دخلت صابرين الى الغرفه فى البدايه إستغربت من إنارة ضوء الغرفه،لكن سمعت فتح باب حمام الغرفه نظرت بتفاجؤ ورأت خروج عواد من الحمام يلف خصره بمنشفه، تسمرت مكانها قائله:
عواد!
تبسم عواد على ملامح وجهها المتفاجئه، وتحدث هو يسير الى مكان وقوفها بالغرفه:
مالك متفاجئه كده ليه.
ردت صابرين:
فعلاً متفاجئه،أنت مكلمنى الصبح ومقولتليش إنك راجع النهارده حتى كمان كنت مع رائف بعد الضهر وهو كمان مقاليش إنك راجع النهارده.
ضحك عواد وهو يقترب خطوات من صابرين قائلاً:
حبيت اعملها مفاجأه ليكِ،ولو كنت قولت لـ رائف
مكنش هيحفظ السر وهيفتن.
تبسمت صابرين…بينما عين عواد تُراقب ملامح صابرين حين قال باستعلام:
يمكن اضايقتى من رجوعى قبل الميعاد.
قطبت صابرين بين حاجبيها قائله بإستفسار:
وليه هضايق من رجوعك قبل ميعادك.
رد عواد ولم يبقى بينه وبين صابرين غير خطوه واحده:
يمكن بترتاحى فى بُعدى أكتر.
تهكمت صابرين ببسمة سخريه قائله:.
انا لا فى قُربك،أو فى بُعدك مرتاحه.
فاجئها عواد يجذبها من خصرها عليه يضمها لجسده هامسًا لنفسه:
بس أنا برتاح فى قُربك يا صابرين.
لم يكتفى بضم جسدها له بذالك بل نظر لشفاها وقبل أن تتحدث كان يُقبلها بشوق وشغف…
رغم مفاجأة صابرين من تقبيلهُ لها لكن إستكانت بين يديه حقًا لم تتمنع لكن أيضًا لم تتجاوب معه، تتلقى فقط قُبلاته، بداخلها تتضارب المشاعر بين الشوق والفِكر الذى يُسيطر على عقلها، لكن بعد لخظات تنحى ذالك الفِكر وبداخلها أرادت تلك القُبلات التى لا تُنهك فقط أنفاسها بل تُنهك أيضًا وجدانها للحظات غائبه عن الزمن وهى بين يديه اللذان تشعر بهما يُعنقان جسدها… ترك عواد شفاها يشعر بأنفاسها السريعه على عُنقه وهو يُعانقها بين يديه إزدات قوة ذالك العناق بعد أن شعر بيديها على ظهره هى الأخرى تُعانقهُ،رغم أنه مازال يأسر جسدها بالعناق لكن عاد برأسه للخلف قليلاً،ينظر لوجهها وتلك الشفاه التى توهجت وهى تضمها بخجل،بلا شعور منه عاد يلتقم شفاها بقُبلات غادقه حين تجاوبت معه رفع إحدى يديه على مقدمة ثيابها وبدأ يفتح تلك الازرار الخاصه بكنزتها،وضعت يدها فوق يدهُ تلك للحظه ثم تركت يدهُ تستكمل ما بدأه تستمتع فقط بتلك اللمسات الشغوفه والهمسات الناعمه،كل ما تشعر به أنها على الفراش وهو يعتليها مُقبلاً يسحبها معه الى جزيره وسط نسيم بحر هادئ وحدهما فقط لدقائق توقف فيها الزمن،فقط العشق هو من يُحرك قلوبهم
نحو طوفان يمُران به لا نجاة منه لقد تمكن الغرق من قلب كل منهم للآخر
لكن بنهاية هذا الطوفان،يتحكم العقل
بعقل عواد يشعر بغصه قويه أصبح يكره هذا الشعور الذى يُلازم صابرين بعد أن تفيق من تلك اللحظات الجارفه،يشعر انها
تتجاوب معه فى البدايه لكن بالنهايه يشعر أنها تذم نفسها… لكن هذه المره لن يتركها تفعل كما فى المرات السابقه لن يتركها تبتعد عنه وتُعطى له ظهرها تلوم نفسها،
تنحى عنها نائمًا على أحد جانبيه على الفراش وجهه لوجهها ثم جذب جسدها بين يديه، ليس بينهم مسافه، تتلاقى أعينهم معًا صامتان، لكن صوت أنفاسهم الهادره يسمعها الآخر، أقترب عواد برأسه ووضع قُبله بين حاجبيها وضم جسدها له، نسي ذالك الآلم الذى كان يُلازمهُ لعدة أيام بعد إجراء هذا الفحص الطبي، الذى بمجرد أن إنتهى من إجراؤه عاد ولم ينتظر معرفة نتائجهُ.
بينما صابرين أغمضت عينيها تشعر هى الأخرى بمشاعر مختلفه، لم تعُد تريد أن تُفكر بما يُنغص عليها صفو تلك اللحظات، إستكانت بين يديه لم تعُد تهتم بما سيحدث بالغد، حين
تصحو على نتيجه متوقعه،ليست مفاجأه لها،فكل المُعطيات أمامها تؤكد حدسها، مصطفى وعواد أخوه… لكن بالتأكيد لحظة تأكيد ذالك الحدس ستكون هادمه .
يتبع…
رواية بحر العشق المالح الحلقة السابعة والثلاثون
بعد مرور أربعين يوم
إنتهى الربيع تقريبًا، أصبحت حرارة الشمس تشتد مع الوقت قليلًا.
قبل الظهر
..بأحد مصانع زهران
دخل رائف دون إذن و بإندفاع الى مكتب عواد الذى كان يُمارس عملهُ على الحاسوب…
ترك الحاسوب ونظر نحو رائف مُتعجبًا من طريقة دخوله الفوضويه وقبل ان يتحدث تحدث رائف بإندفاع:
عواد ليه كذبت عليا.
00:00 / 00:46
Copy video url
Play / Pause
Mute / Unmute
Report a problem
Language
Share
Vidverto Player
مد عواد يده على علبة السجائر وأخرج واحده وأشعلها ونفث دخانها قائلاً بإستفسار:
أنا كذبت عليك فى أيه؟
تنهد برفزه رائف قائلاً:
إطفى المحروقه اللى فى إيدك دى، وقولى ليه كذبت عليا لما سألتك عن نتيجة الفحص اللى عملته فى لندن… وقولتلى النتيجه كويسه.
نفث عواد دخان السيجاره وأجابه بمراوغه وهدوء:
طب يبقى كذبت عليك فى أيه بقى؟
تنرفز رائف أكثر قائلاً:
لأ كذبت عليا يا عواد،النتيجه مش كويسه.
لم يتفاجئ عواد وقال:
كنت متأكد أنك هتتصل على أوليڤيا عشان تعرف نتيجة الفحص، بس إتأخرت المره دى شويه، يمكن بسبب إنشغالك الفتره اللى فاتت.
نظر له رائف قائلاً: أنا مش عارف إنت جايب الهدوء ده منين، بعترف إنت تفوقت عليا فى البرود،أنا متاخرتش فى سؤال أوليڤيا بس هى كانت فى أجازه خارج لندن ومكنتش تعرف النتيجه لكن الصبح إتصلت عليا وقالتلى عليها .
راوغ عواد فى الرد:
وقالتلك أيه،يخليك تدخل عليا المكتب بهمجيه كده،عارف لو حد غيرك اللى دخل عليا بالطريقه دى كان الأمن بتاع المصنع معلقينه من رجليه.
نظر رائف له بتهكم قائلاً:
عواد نتيجة الفحص مش كويسه،ليه كدبت عليا وعلى تحيه.
زفر عواد دخان السيجاره قائلاً:
أنا مكدبتش،بس فى نفس الوقت مكنتش هقول على النتيجه اللى الدكتور قالهالى من خلال تواصلنا عالنت.
رد رائف بغضب: وليه أيه اللى فى النتيجه دى مش عاوز حد يعرفه؟
نظر عواد له بسخريه قائلاً: فيها اللى قالته لك أوليڤيا، إنى إحتمال أرجع مشلول تانى.
نظر له رائف بحِده قائلاً:وليه تفرض الإحتمال ده،أوليڤيا قالتلى إن التدخل الجراحى ممكن يحل المشكله دى بدون مُضاعفات قويه، يعنى ممكن مسألة وقت مع شوية علاج طبيعى.
أشعل عواد سيجاره أخرى وأطفئ التى كانت بيده بالمنفضه ونفث دخانها قائلاً:
وفى إحتمال تانى إن التدخل الجراحى يبقى زى كيف عدمه،ويبقى آلم مُضاعف والسلام.
رد رائف عليه بإستغراب:
وهتستسلم بالسهوله دى، سبق قبل كده إتمردت ورجعت تُقف على رجليك مره تانيه…. وبعدين التدخل الجراحى السريع أفضل يا عواد،لان مع الوقت ممكن تنسد الشراين دى أكتر ويبقى التعامل معاها صعب.
تنهد عواد بزهق قائلاً:
قولت سبق قبل إكده أنا خلاص مليت من التحدى الدكتور كتبلى على مجموعة أدويه مع كورس علاج طبيعى واهو ربنا يسهل.
تعجب رائف قائلاً:
أنا ليه حاسس إنك مُنهزم يا عواد متعودتش منك على كده،إنت سبق وكنت فى مشكله اقوى من دى وقدرت تتحدى.
تنهد عواد قائلاً:
مش إنهرام ده سأم وملل،لما أكتشف إن عندى تخثرات دمويه بسبب الشرائح الطبيه اللى سبق ساعدتنى قبل كده إنى أقف على رجليا،وأعرف إنها السبب بتضغط على الشرايين بتوقف ضخ الدم فى بقية أوردة رجليا ،والعلاج أنى أشيل الشرايح والدُعامات دى، وبعدها بالتأكيد هرجع تانى لنقطة البدايه.
شعر رائف ببؤس قائلاً: والحل يا عواد هتستسلم وتفضل عايش بالآلم ده.
نفث عواد دخان سيجارته قائلاً:
مش بس هتحمل الآلم،لان زى ما أنت قولت من شويه ممكن مع طول الوقت التخثُرات دى تزيد وتأثر على حركة رجليا وأرجع مشلول،بس قبلها لازم….
صمت عواد لدقيقه.
ليقول رائف بإستخبار:سكت ليه
وقتها لازم أيه؟
شعر عواد بوخزات قويه فى قلبه وهو يقول:
قبلها لازم أنفصل عن صابرين.
إنصدم رائف قائلاً:يعنى أيه تنفصل عن صابرين؟
رد عواد:يعنى هطلق صابرين،يعنى إنفصالى عن صابرين مسألة وقت قبل ما أرجع تانى مشلول.
ذُهل رائف وكان سيتحدث لولا أن سمع الاثنين طرق على باب المكتب ودخول ماجد بعده
صمت رائف
بينما دخل ماجد قائلاً بترحيب:
اهلاً المصنع نور يا رائف بقالنا فتره متقابلناش.
اماء رائف راسه ببسمه طفيفه.
بينما عاود ماجد الحديث وهو ينظر لـ عواد:
أيه جيت فى وقت غير مناسب قطعت عليكم الحديث؟
نهض رائف واقفًا يقول:
لأ أنا كنت قريب من هنا وقولت أجى أغلس على عواد شويه، بس لقيته مشغول، هستأذن انا.
تبسم ماجد قائلاً: إحنا الفتره دى مشغولين جدًا أنشأنا مصنع جديد وأكيد عواد مشغول.
نظر رائف نحو عواد قائلاً بمغزى:
ربنا يقويه يلا بلاش أعطلكم، هستناك عالعشا فى المطعم الرئيسى يا عواد.
أماء عواد برأسه
بينما مزح ماجد قائلاً:
ومفيش عزومه ليا انا كمان أنا واحد من زباين المطعم مفيش مره كده مجانًا.. For free.
إبتسم رائف قائلاً بمجامله:
أكيد طبعًا، يلا سلام.
غادر رائف واغلق خلفه الباب، بينما جلس ماجد بالمقابل لـ عواد قائلاً:
الملف ده فيه طلابيات مطلوبه مننا لبعض العملاء الجُداد، وكمان فى ملف تانى حولته لك عالايميل فيه بيانات عن العملاء دى… الطلابيات دى لوحدها هتغطى إنتاج المصنع الجديد لمدة تلات شهور عالاقل،يعنى كويس إننا شغلنا المصنع ده فى الوقت المناسب.
رد عواد بعمليه:
فعلاً أنا كنت متوقع إن المصنع الجديد هيشتغل بسرعه عالعموم ده الإنتاج مسؤليتك، مش عاوز أى تأخير فى إستلام العملاء لطلابياتهم.
رد ماجد: لأ إطمن أنا عملت خطه إنتاجيه وحفزت العمال فى المصانع إن لهم مكافآت كبيره مع زيادة الإنتاج.
نظر عواد لـ ماجد مُتعجبًا من تغيُره قائلاً بتفاجؤ له:
سمعت إن عادل حندوق سيطر على مشاكله فى الغرفه الصناعيه ورجع تانى يشغل مصنعهُ.
رد ماجد: أنا كمان سمعت كده، بس مش متأكد من المعلومه ولا متأكد من عادل نفسه إنه يشتغل فى السليم عادل كل هدفه الربح السريع، غير كتير من العملاء نفسهم فسخوا التعامل معاه لأنه بيغش سواء فى المنتجات او حتى مواعيد التسليم، وأكيد الغرفه الصناعيه هتبعت له لجنه مره تانيه عشان تتأكد سواء من موصفات الجوده أو الصحه كمان.
تسآل عواد:
هسألك سؤال يا ماجد ولو مش عاوز ترد عليه براحتك… إنت ليه فسخت شراكتك مع عادل وكمان ليه طلقت فوزيه رغم إنك كنت مُغرم بيها.
إرتبك ماجد وشعر بغصه فى قلبه وقال بندم: إكتشف إنى كنت غلطان ومش عارف مصلحتى فين،وإنت جاوبت على سبب إنفصالى عن فوزيه
“كنت مُغرم’ يعنى كان فى السابق وكل شى مع الوقت بيتغير حتى مشاعرنا، وبالذات إنى أكتشفت إن عندها مصلحة أخوها أهم من مصلحتى أنا وبناتها اللى من يوم ما سابتهم ومشيت مسألتش فيهم،تقدر تقول ظهرتلى على حقيقتها الآنانيه بس متأخر شويه،عالعموم أنا خلاص كيفت حياتى بين شُغلى فى إدارة المصانع وبين بناتى،والمشاعر دى لغيتها،يلا انا عندى شوية مشغوليات هروح أخلصها ونتقابل المسا فى الڤيلا،سلام.
ترك ماجد عواد الذى مازال غير مُصدق كيف إستطاع ماجد التغلب على مشاعره ناحية فوزيه بتلك السهوله،رغم أنه كان مُغرمًا بها لفتره قبل أن يتزوجها وهو على عِلم أنها لا تكن له نصف مشاعره وسار خلف وسوستها لسنوات لكن يبدوا ان لا شئ مستحيل فـ حتى وهج المشاعر قد ينطفئ مع الزمن.
… ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بشقة فاديه
وضعت فاديه تلك الصنيه الصغيره على المنضده
شعرت بغصه من ذالك الوجوم الذى أصبح مُلازم على وجه صابرين حاولت المزح معها علها تُخرجها من تلك الحاله قائله:
الجو بدأ يحرر الصيف رجع تانى،عملت لينا كاسين عصير فريش وجبت معاهم كيكه، اللى عملتها بالبيض اللى ماما بعتته مع هيثوم،وقالتله ده
لـ صابرين قولها ده حلال مش مسروق هيكون طعمه ألذ.
نظرت صابرين للصينه ببسمه مُتهكمه تغص قلبها،بداخلها تتمنى لو يعود الزمن لأقل من عام وقتها كان هنالك فتاه تستعد لمرحله جديده بحياتها،لكن تلك المرحله لم تكُن الأ كبوه بحياتها
تتمنى لو تستطيع أن تمحى ذالك العام من حياتها بكل أحداثه،لكن لا يوجد ممحاه للزمن.
لاحظت فاديه نظر صابرين الى قطع الكيك قبل أن تقول:
كيكة فراوله،مصطفى كان بيحبها فاكره لما كان يطلبها من ماما تعملها له، ومرات عمي مكنتش بترضى تعملها له عشان فادى عنده حساسيه من الفراوله مع إن فادى نفسه كان بياكل منها معانا،دلوقتي بس عرفت ليه مرات عمى كانت بتعرف تسيطر على مصطفى إزاى،هو مش إبنها ومكنش بيشوف منها حنان له زى حنانها لـ فادى
فكان بيرضخ لها عشمان فى رضاها عنه.
جلست فاديه جوار صابرين ووضعت يدها على كتفها قائله:صابرين إنتِ من يوم ما إتأكدنا من التحليل إن مصطفى يبقى إبن طنط تحيه بعد ما نسبة التوافق بينها وبين بنت مصطفى عدت التسعين فى الميه،وإنت متغيره.
نظرت لها صابرين قائله:
فى حلقه مفقوده فى النص،إزاى مصطفى وصل لمرات عمى،وطنط تحيه أكدت إن إبنها مات بعد ساعات من ولادته،عقلى خلاص قرب يشت،معقول مرات عمى تكون خطفته،ولا إتبدل فى الحاضنه
ولا…ولا…ولا
خلاص قرب عقلى يشت منى،نفسى اوصل للحلقه المفقوده يمكن وقتها أرتاح من العذاب اللى انا عايشه فيه،وفى نفس الوقت خايفه الحقيقه تظهر.
نظرت صابرين لـ فاديه قائله برجاء:
فاديه قوليلى إن اللى أنا فيه ده حلم وهصحى الاقى كل اللى فات ده كابوس وأنتهى،وإن مصطفى لسه عايش وعواد ممرش بحياتى،كان طيف وإنتهى لما فتحت عينيا.
تفاجئت فاديه من قول صابرين، بنفس الوقت شفقت عليها، ضمتها لصدرها قائله:
صابرين إنتِ ليه محمله نفسك فوق طاقتها، سبق وقولتلك بسهوله نعرف الحلقه المفقوده فى القصه كلها لو قولنا عالنتيجه اللى وصلنا ليها، بتحليلdna
حتى ممكن بسهوله نثير الشك لو جمعنا بنت مصطفى وبنت رائف الأتنين فى مكان واحد بنفس الوقت،فى تشابه كبير بينهم يكاد يكون تطابق.
ردت صابرين بدموع قائله:متأكده هيجى وقت ويحصل ده بس الافضل قبل المواجهه دى لازم أطلق من عواد مش هقدر أتحمل وقتها إن اكون فى عيونهم سبب صراع بين الأخوه وإن أخ قتل أخوه فى الآخر عشان يتجوزنى.
ضمت فاديه صابرين قائله:
مش صحيح اللى قولتيه ده يا صابرين،السبب فى كده من البدايه طمع مرات عمى فى الأرض.
خالفت صابرين قول فاديه قائله:
السبب عواد هو اللى دخلني فى دايرة إنتقامهُ أنا بكره عواد،أكتر شخص كرهته فى حياتى هو عواد.
غص قلب فاديه على حالة صابرين المُنهاره رغم ذالك تبسمت تواجه صابرين بالحقيقه التى تنكرها قائله: بس
إنتِ بتحبى عواد يا صابرين وخايفه تعترفى بكده،إنتِ عمرك ما حسيتى بأى مشاعر إتجاه مصطفى غير أنه كان إبن عمك مش أكتر من كده لآخر لحظه كان جواكِ رفض لجوازك منه،لكن عواد كان الامر مختلف أخدتى القرار بسهوله بحِجة إنك هتنتقمى منه على كذبهُ وخداعهُ،بس كان جواكِ شئ بيشدك له عكس مصطفى أنا فاكره إن مشاعرك كنتِ متردده فيها دايمًا…صابرين أنا متأكده إن اللى تاعب نفسيتك هى مشاعرك لـ عواد اللى بينكرها عقلك عواد….
قاطعت صابرين فاديه من إسترسال حديثها قائله بتهجم: غلطانه أنا معنديش أى مشاعر ناحية عواد
عواد زى مصطفى الإتنين حاولوا يقتلوني واحد بالرصاص والتانى بالخنق بدون ما يفكروا لحظه.
ذُهلت فاديه قائله:
قصدك أيه،عواد كان هيُخنقك،إمتى!
بزيادة غزارة الدموع ردت صابرين:
أيوه عواد كان هيُخنقنى لما كنت فى المستشفى وقت ما أجهضت،هو وقتها فكر إنى كنت نايمه تحت تأثير الادويه،سمعت همسه فى ودنى وهو بيقولى
“الموت راحه مش هطوليها يا بنت التهامى”.
ذُهلت فاديه من قول صابرين قائله بتبرير:
مش يمكن ده محصلش وبسبب الادويه وقتها كانت هلوسه منك.
ضحكت صابرين بتهكم وتوجع قلب قائله: ياريت كانت هلوسه
بأمارة بعدها سابنى مرميه فى المستشفى حتى مسألش عنى بالموبايل،بقولك صدق إن أنا اللى أخدت أدوية عشان أجهض…أنا لما عرفت من الدكتور وقت ما روحنا له متابعه قبل ما نرجع لهنا فى إسكندريه وقال لينا إنه قال على سبب إجهاضى لـ عواد وطبعًا عواد زى مصطفى نفس الدم بيجرى عروقهم،وأسهل شئ عندهم أذيتى،الإتنين دمرونى،لأ عواد كان بالأكتر،أو بمعنى أصح أنا اللى سمحت له يأذينى لما وافقت عالجواز منه،كنت هنتظر أيه من واحد إتلاعب بالشرف من البدايه، أنا تعبت بقيت حاسه إنى زى اللى بيغرق فى قاع البحر والضلمه عاميه عينيه مش شايف أى نور حتى
تعبت مبقتش قادره أحاول أتحرك من مكانى زى ما يكون رجلي غرست فى طين البحر.
ضمت فاديه صابرين تبكى هى الاخرى لكن قالت لها:
وليه مقولتليش قبل كده على كده، وليه وافقتى ترجعى بيت زهران، ليه مرجعتيش على بيت بابا.
تهكمت صابرين بدموع حسره: هرجع بيت بابا اللى إتخلى عنى وصدق كدب عواد من البدايه ووافق مصطفى على كشف العذريه، حتى لو مصطفى كان أصر هو كان لازم يرفض،حتى التقرير لما طلع شك فيا زى مصطفى وصدق الكدبه.
صمتت فاديه هى الأخرى تبكى مثل صابرين التى تشعر أنها على شفا الإنهيار بأى لحظه قد تتأخذ قرار
وتبتعد عن الجميع،لكن لن تتركها وحدها.
بنفس اللحظه صدح رنين هاتف فاديه
نظرت لشاشته كذالك صابرين…كادت فاديه أن تُغلق الهاتف
لكن صابرين إبتعدت عن حضنها تُجفف دموعها وقالت بصوت مُحشرج بالدموع:
ردى عليه.
كادت فاديه أن تُغلق الهاتف لكن صابرين منعتها قائله:ردى عالوغد التانى من عيلة زهران اللى بختنا معاهم أسود،شوفيه عاوز أيه.
ردت فاديه:هيكون عاوز أيه،هيقولى نتقابل وأنا بصراحه كده فاروق ده صفحه وإنطوت فى حياتى.
تبسمت صابرين بغصه قائله:
طب ورائف.
تعجبت فاديه قائله: ماله رائف ده كمان؟
تبسمت صابرين: يعنى مش ملاحظه نظراته ليكِ او حتى تلميحاته، ده غير بنته اللى لحظة ما تشوفك ترمى بنفسها عليكِ وتبقى مش عاوزه تسيبك.
تنهدت فاديه بشوق لتلك الصغيره وقالت:
فعلاً أنا بحب ميلا معرفش ليه من اول مره شوفتها
دخلت قلبى،يمكن لآنى إتمنيت يكون عندى بنت زيها فى يوم من الايام،أو يمكن حسيت إنها بتكمل الجزء الناقص عندى.. ويمكن هى عندها نفس الأحساس ده
انا وهى كل واحده فينا عندها تكملة الجزء الناقص عندها،هى محتاجه أم وأنا محتاجه طفله كانت أمنيه بالنسبه لى تقريبًا بقى صعب تحقيقها.
نظرت صابرين لـ فاديه قائله:
ليه صعب تحقيقها إنت معندكيش عيب يمنع إنك تخلفى.
تنهدت فاديه:يمكن معنديش عيب بس السن انا خلاص كملت الخامسه والتلاتين،غير كمان فكرة الجواز التانى عندى مُستبعده.
كادت صابرين أن تتحدث لكن مازال رنين الهاتف مستمر،فقالت لها:
ردى على فاروق وبعدها نبقى نشوف حكاية الجواز التانى المستبعده دى،هقوم اغسل وشى على ما تخلصى معاه كلام.
تبسمت فاديه،بداخلها غصه قويه على حظها هى و صابرين والحب اللتان لم تأخذن منه سوا الخذلان.
ردت فاديه على إتصال فاروق
بعد قليل عادت صابرين مره أخرى أثناء إنهاء فاديه الحديث مع فاروق قائله بتأكيد:
تمام لا مش هعتذر، هاجى عالميعاد نتقابل بكره فى نفس المكان…سلام.
أغلقت فاديه الهاتف ونظرت لـ صابرين التى قالت:
هتروحى تقابليه ولا هتعتذرى زى الفتره اللى فاتت.
ردت فاديه: لأ هروح اقابله، أشوفه عاوز أيه رغم إنى عندى توقع إنه عاوز يوصل الغرام القديم اللى إنتهى،
بقولك إيه سيبك من سيرة فاروق وعواد، ما تجى نروح المشتل بتاع صبريه بين الزهور والورد يمكن نفسيتنا ترتاح شويه.
تبسمت صابرين بموافقه.
…..ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
بمنزل زهران بالبلده
بغرفة سحر
بعد ان إرتدت ثيابها إستعدادًا للذهاب الى منزل والداتها،شعرت بسيلان ساخن بين ساقيها صاحب ذالك السيلان مغص بسيط
رفعت سحر ثيابها ونظرت الى ذالك السيلان تفاجئت أنها دماء زفرت بآلم من ذالك المغص وقالت:
أيه ده،شئ بقى غير طبيعى دى خامس مره البريود تجيلى خلال شهرين،لأ كده لازم أستشير الدكتوره.
مع ذالك بررت لنفسها:
يمكن بسبب وسيلة منع الحمل،لو كان هى يبقى أمنعها وفيها أيه لما أحمل مره رابعه،ناهد أهى أكبر منى بشهور وحامل ومفكره انها نوغه وإنى اكبر منها،ولما بشوفها بحس إنى زى اللى قطعت خلف،فى أقرب وقت هروح للدكتوره.
…….ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بغرفة غيداء
دخلت تحيه مبتسمه تقول:
صباح الورد عالجمال.
لم ترد غيداء.. تبسمت تحيه بحنان وذهبت نحو ستائر الغرفه وازاحتها للنور يدخل للغرفه ثم ذهبت نحو الفراش وداعبت وجنتي غيداء قائله بمرح:
يلا يا دودو قومى قربنا عالضهر إنت جايه هنا تقضى الاجازه نوم، يلا قومى كده فوقى وتعالى نقعد مع بعض نسلى بعض، وإحكلى زى زمان لما كنتِ بتحكيلى على زمايلك، يلا قومى كده وبلاش كسل.
وضعت غيداء الوساده على رأسها قائله بوخم:
اقفلى الستاير يا ماما وسيبنى أنام انا مشبعتش نوم.
جذبت تحيه الوساده من على راس غيداء قائله:
يلا قومى كده خدى لك شاور وبلاش كسل خلينا نقعد مع بعض،عيد ميلادك وكمان بعده عيد ميلاد عواد قربوا فى الشهر الجاى، إنتم الاتنين مولدين فى نفس الشهر بينكم عشرين يوم بس،يلا عاوزين نخطط نعمل حفله حلوه كده،ونفرح شويه… أنا مش عارفه أيه حكاية النوم معاكِ كده من يوم ما رجعتى لهنا بتفكرينى لما كنت حامل مره تانيه بعد عواد كان الوحم جايلى بنوم،
توقفت تحيه لدقائق تتنهد بآسى وأكملت:
يمكن عشان كنت بنام كتير وانا حامل لما ولدته إتوفى بعدها بسرعه.
نفضت تحيه عنها ذالك الشعور سريعًا ثم قالت:
يلا يا دودوا بلاه الكسل ده، هروح أشقر على احلام وارجعلك تانى، قومى على ما تاخدى شاور أكون اطمنت عليها ورجعتلك نخطط بقى عاوزين نعمل حفله حلوه كده.
نهضت تحيه من على الفراش وتوجهت ناحية باب الغرفه فتحته لكن قبل أن تخرج مزحت قائله:.
يلا يا دودوا بلاش وخم نوم الحوامل ده.
طنت الكلمه بعقل غيداء التى نهضت فزعه تقول:.
مُصيبه أكووووون حامل!
لطمت على فخذيها قائله:
أنا فعلاً متأخره،دى تبقى مصيبه هتصرف إزاى،أنا لازم اتأكد من كده النهارده قبل بكره.
… ـــــــــــــــ
بغرفة احلام
مدت تلك الخادمه يدها بكبسولة دواء لـ أحلام
قائله:
إتفضلى يا ست أحلام ده ميعاد الدوا.
رغم وجع احلام الراقده على الفراش لكن تهجمت على الخادمه وضربت يدها الممدوده لها بالعلاج قائله بإتهام:
إنت عاوزه تموتينى،وبتدينى علاج غلط بادوب بيسكن الآلم شويه ويرجع تانى أقوى،أنا عارفه أكيد تحيه اللى إتفقت معاكِ على كده،إديتك قد ايه عشان تتسببى فى موتى بالعلاج،أكيد فتنتى لها على إنى انا اللى عطيتك دوا الإجهاض تحطيه لمرات إبنها فى النعناع،غورى من وشى مش هاخد الدوا من إيدك،هستنى فهمى هو اللى يعطينى الدوا،غورى بره.
تذللت الخادمه لـ أحلام كى تأخذ من يدها الدواء،
بينما
تحيه التى تصنمت مكانها جوار باب الغرفه الموارب بسبب سماعها لقول أحلام أنها بمساعدة تلك الخادمه تسببن بإجهاض صابرين،فرت الدموع من عينيها،أهذا جزائها لم تفتعل أى ضرر ضد أحلام يومًا ما حتى زواجها من فهمى كان رُغمًا عنها، حتى أنها شفقت عليها حين علمت قسوة مرضها الذى ينتهك جسدها، الأ يكفى أنها سامحتها كثيرًا بالماضى على أفعال سيئه ومقالب كانت تضعها بها لتظهر بصوره سيئه أمام الجميع وبالأخص والد عواد،لكن رغم ذالك تحكم ضمير تحيه الطيب بها لكن لم تدخل الى غرفة أحلام بل ذهبت الى غرفتها كى تتصل على فهمى كى يأتى للمنزل من أجل أحلام التى رغم مرضها مازال شيطانها يتلاعب برأسها.
……… ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مساءً
بالمشتل الخاص بـ صبريه
بعد ان شعرن فاديه وصابرين بهدوء نفسى بعد أن تجولن بين دروب ذالك المشتل وإستنشقن عبق تلك الزهور المختلفه ذهبن الى مكان جلوس صبريه ببأحد الغرف المُرفقه بالمشتل، لكن تفاجئن بوجود فادى معها.
نهض فادى واقفًا يبتسم لهن: قائلا:
صدفه جميله إنى شوفتكم النهارده.
ردت فاديه بعتاب:
يعني لو مش الصدفه مكنتش هتسأل علينا إحنا بنات عمك برضوا،حتى مش بتسأل بالموبايل تقول ليا بنات عم،بينى وبينهم عشر دقايق بالموتوسيكل.
شعر فادى بالخزى من عتاب فاديه له قائلاً:
أنا فعلاً غلطان بس الفتره اللى فاتت كنت مشغول فى ضغط العمل فى مصنع السيارات اللى بشتغل فيه،واوعدك بعد كده هسأل على بنات عمى…إزيك يا صابرين.
ردت صابرين:الحمد لله بخير.
جلسن فاديه وصابرين معهم بالغرفه يتمازحوا بالحديث فيما بين صبريه وفاديه،بينما فادى كان مشغول العقل كان يود سؤال صابرين عن غيداء التى بعد ذالك اليوم قطعت علاقتها به حتى إتصالته الهاتفيه ورسائله لم ترد عليها حتى حين كان يذهب لها أمام الجامعه كانت تتجاهله،حتى حين حاول قطع الطريق عليها كى تستسلم وتتحدث معه طلبت من السائق العوده للخلف والسير من طريق آخر،غيداء قطعت كل شئ،لكن هو مازال يلوم نفسه على ما فعله معها،لا يعلم سبب لما لم يُرسل لـ عواد صوره من عقدي الزواج العرفى اللذان بحوزته،هنالك جزء بضميرهُ يحثه على ذالك…وهنالك جزء آخر ينهره ويُجبرهُ الا يفعل ذالك غيداء لم تكُن تستحق الآذى.
تنبه لحديثهن حين سالت صبريه عن قصد منها على غيداء قائله:
أمال أخبار غيداء ايه يا صابرين.
ردت صابرين:غيداء خلصت إمتحانات وسافرت البلد هتقضى الاجازه هناك مع طنط تحيه وباباها،بسبب مرض طنط أحلام.
لاحظت صبريه ملامح وجه فادى التى تحفزت حين ذكرت إسم غيداء،شعرت أن فادى يحمل مشاعر جديه لـ غيداء .
لكن قالت بسؤال:هى أحلام أيه مرضها مش كان كسر فى رجليها.
ردت صابرين: والله ما اعرف،بس طنط تخيه آخر مره كانت هنا سمعتها صدفه بتكلم عمو فهمى وطلب إنها ترجع بسرعه للبلد عشان رعايتها،محدش هيتحمل عصبيتها غيرها،شكل فى حاجه تانيه هما مخبينها،دى شك عندى مش أكتر بس الشريره اللى زى نوعية أحلام دى مفيش حاجه تهدهم حتى المرض.
ضحكت صبريه قائله:فعلاً عندك حق،أحلام مرات أخويا وانا عاشرتها قبل كده عندها حقد كبير فى قلبها والنوع ده حتى المرض مش بيآثر عليه،والغريبه أنه بيفكر نفسه ضحيه دايمًا والدنيا ظلماه.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ…….
بغرفة غيداء
بعد أن إختلست وجود تحيه بغرفتها وتسحبت من المنزل وخرجت دون ان يراها أحد وذهبت الى أحدى الصيدليات وإبتاعت إختبار حمل
جلست على الفراش تقرأ طريقة إستعماله قبل ان تنهض بتردد وتذهب نحو الحمام لإجراء ذالك الاختبار تتمنى ان تخصل على نتيجه سلبيه
بعد قليل عادت للجلوس على الفراش تنتظر ظهور النتيجه بدُعاء الأ يُعاقبها الله اكثر على تلك الخطىئه التى إرتكبتها حين ضعفت أمام ما يسمى بالحب
لكن خاب رجائها وها هى النتيجه امامها واضحه
….هى حامل!
حامل بنبته شيطانيه نبتت من جُرم مُحرم إرتكبته بعفوة العشق…لكن لابد من حل الآن لذالك
جاء الى خاطرها أولاً أن تجهض هذا الحمل فورًا وينتهى الآمر على ذالك
لكن بسبب خوفها من ما سمعته سوء أصاب بعض نساء حاولن الإجهاض من هن من ماتت تراجعت عن هذا الحل الآن،هنالك حل آخر…فادى لابد أن يعلم بهذا الحمل،بالنهايه هو مثلها أخطأ لما تتحمل وحدها هذه الخطيئه،لكن بنفس الوقت خشيت أن يتبرى فادى من ذالك الخطا ويزيد من خُذلانها،وقتها سيكون الإجهاض هو الحل الآخير لها،
جذبت هاتفها وبحثت بين الارقام من الجيد انها لم تحذف رقم جواله…بأصابع مهزوزه وعقل متردد
لكن بالنهايه ضغط على علامة الإتصال تسمع رنين الهاتف تنتظر رد فادى الذى لم يرد عليها بعد أكثر من ثلاث مرات، ألقت الهاتف على الفراش وجزمت لنفسها أنه يتهرب منها.
أفضل الهدايا لأحبائكم
…..
بشقة فادى
أسفل مياه الصنبور البارده كان يقف فادى رغم ان المياه بارده لكن يشعر بحراره فى جسده،يتذكر سؤال صبريه عن غيداء،تسأل عقله لما لمحت صبريه لغيداء اليوم أمامه،لا جواب برأسه علاقة غيداء وصبريه علاقه سطحيه تقابلن مرات قليله لا تسمح لهن بأكثر من السؤال حول الحال…
لكن سؤالها ذكره بغيداء التى يشعر بعد بُعدها عنه انه ينقص بل فقد أهم وأغلى شىء بحياته بعد ذالك اليوم المشؤوم الذى إستسلم الإثنين فيه لضعفهم،لم يكن حدوث هذا مُدرج فى إنتقامه هو كان أقصى شئ يوده توقيعها فقط على ورقة الزواج العرفى
أوصد المياه ولف خصرهُ بمنشفه وخرج من الحمام
سمع رنين هاتفه،سريعًا توجه إليه لكن قبل أن يصل له كانت إنتهت مدة الرنين..نظر لشاشة الهاتف تفاجئ بإسم غيداء،لم يُصدق وتردد فى الإتصال عليها قد لا ترد عليه،لكن هى من إتصلت عليه
حسم أمره وإتصل عليها،سُرعان ما ردت عليه غيداء
بإختصار:
أنا جايه بكره إسكندريه،لازم نتقابل،هستناك فى الكافيه اللى كنا بنتقابل فيه الساعه خمسه المسا.
كان ردها هذا واغلقت دون سماع رده.
رغم إستغراب فادى لكن شعر بإنشراح فى قلبه.
…….ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
باليوم التالى صباحً
بغرفة عواد
خرج عواد من الحمام وجد صابرين إنتهت تقريبًا من تغيير ثيابها،رغم شعوره بالآلم لكن قال:
رايحه فين د مش فاديه خلاص أخدت اجازة آخر السنه، ولسه بدرى على ميعاد شغلك.
ردت صابرين:
فعلاً فاديه اخدت الاجازه الدراسيه،بس انا عندى تفتيش النهارده فى مصنع بعيد شويه عن هنا ولازم اوصل فى ميعاد وصول باقى اللجنه.
تسأل عواد بتهكم: ومصنع أيه ده بقى اللى بعيد عن هنا.
لاحظت صابرين تهكم عواد وقالت:.
مصنع حندوق،إرتاحت لما عرفت،عن إذنك مش عاوزه اوصل متأخره.
غادرت صابرين الغرفه،بينما شعر عواد بعدم القدره بالاستمرار واقفًا على قدميه أكثر،جلس على أحد المقاعد يزفر نفسه بغضب،صابرين فى الفتره الأخيره أزدادت برودتها وتبلُدها،حسم قراره الذى قاله لـ رائف بليلة أمس
لابد من أن يُنهى زواجه من صابرين بأقرب وقت…
لكن بنفس اللحظه شعر بالضعف وهنالك شئ قوى يمنعه من ذالك،قلبهُ أصبح ضعيف غير قادر على إتخاذ قرار حاسم بالإنفصال عن صابرين الذى يؤجله،لكن مع الوقت سيكون لا مفر من ذالك الإنفصال الغير قادر عليه،لكن لن يتحمل نظرة شفقه من صابرين عليه حين يعود قعيدًا مره أخرى.
……… ـــــــــــــــــــــــــــــــ
عصرًا
بكافيه قريب من أحد شواطئ الأسكندريه
إحتسى فاروق عدة أكواب من مشروبات مختلفه عيناه على مدخل الكافيه بترقُب منذ وقت وهو ينتظر، الى أن سمع رنين هاتفه، نظر الى شاشة الهاتف شعر بغبطه قبل ان يرد متوقع أن تُلغى اللقاء بأي حِجه كما فعلت سابقًا…
لكن قام بالرد ليسمع:.
آسفه يا فاروق على التأخير، كان عندى حِصص كتير، أنا قدام الشط القريب من الكافتيريا أيه رأيك نتمشى شويه مع بعض.
تبسم فاروق وهو ينهض يخرج حافظة ماله ووضع الحساب مُغادرًا، يخرج من الكافيه ينظر أمامه الى أن رأى فاديه تسير عاد بالعمر لشاب بالرابعه والعشرون من عمرهُ كان يتواعد مع فتاة أحلامه للقاء على شط البحر بذالك الوقت من اليوم، يشاهدان غروب الشمس من بعيد كان بداخلهما أمل أن تشرُق شمس حُبهما يومًا ما، لكن الشمس إختفت وقتها بين ظُلمة بحر هائج.
يتبع…
تكملة الرواية من هناااااااا
لمتابعة باقى الرواية زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا
بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل
متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا
الرواية كاملةمن هناااااااااا
مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا
مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هناااااا
تعليقات
إرسال تعليق