رواية بحر العشق المالح الفصل الحادى والثلاثون والثانى والثلاثون والثالث والثلاثون بقلم سعاد محمد سلامة
رواية بحر العشق المالح الفصل الحادى والثلاثون والثانى والثلاثون والثالث والثلاثون بقلم سعاد محمد سلامة
رواية بحر العشق المالح الحلقة الحادية والثلاثون
إرتبگت صابرين من سؤال عواد لكن سرعان ما فتحت درج السياره ووضعت المظروف وأغلقت الدرج قائله بإستهجان:
ده تحليل خاص بـ فاديه ونسيته فى العربيه، إرتاحت كده.
تعجب عواد من طريقة رد صابرين الجافه قائلاً:
ومالك إضايقتى كده ليه ده مجرد سؤال.
ردت صابرين:
مضايقتش ولا حاجه عادى.
قالت هذا وأدارت مقود السياره بصمت الى أن وصلا الى فناء الڤيلا…ترجلا من السياره
ثم دخلا الى بهو الڤيلا… تفاجئت صابرين
بـ ماجد الذى كان فى إنتظارها قائلاً:
أنا بعتذر منك يا صابرين.
رغم تعجب صابرين لكن قالت بتواضع:
أنا اللى بعتذر مكنش لازم أقول الكلام اللى قولته، إتسببت فى انك تنطق يمين الطلاق، بس سهل ترجعوا تانى لبعض،أكيد يومين وهتهدى نفسيتها،وهتقبل أعتذارك وترجعوا تانى.
تهكم ماجد على تلك البسيطه صاحبة القلب النقى عكس زوجته او من كانت زوجته…ما كانت شعرت بتآنيب ضمير للحظه،رغم ذالك قال:
معتقدش فى فرصه تانيه ليا مع فوزيه ومره تانيه بعتذر منك،عن أذنكم هطلع أنام،تصبحوا على خير.
لم ينتظر ماجد وتركهم وغادر،نظر عواد لـ صابرين مُبتسمًا،يشعر بالندم كم هى صاحبة قلبى نقى.
تجاهلت صابرين بسمة عواد وصعدت هى الأخرى الى غرفة النوم وخلفها عواد،توجهت صابرين مباشرةً الى دولاب الملابس وأخرجت لها منامه ثم توجهت نحو الحمام،بلا حديث،
أشعل عواد سيجاره يُنفث فيها عن ذالك الشعور الذى يختلج بقلبه صابرين أصبحت قليلة الحديث تميل الى العزله بعيد عنه،حتى إن تحدثت تتهجم فى الرد عليه،إنطفئت تلك المشاغبه لديها
المشاغبه التى لا ينكر أنه كان يستمتع بها،فى أثناء ذالك خرجت صابرين من الحمام وتوجهت نحو الفراش ونحت الغطاء جانبًا وتسطحت على الفراش وأغمضت عينيها صامته بالنسبه له لكن بعقلها وقلبها كانت تشعر صخب من الافكار،أولها هذا الزواج الفاشل بنظرها كيف أعتقدت أنها قادره على رد إعتبارها به كانت مُخطئه ليتها رفضت ما كان سيحدث شئ،كان أفضل من تلك التوهه التى تعيش بها وذالك الوجع الذى بقلبها كانت تجنبته.
بينما عواد شعر بضجر من ذالك الصمت ونهض يطفئ عقب السيجاره بالمنفضه ثم توجه الى الحمام،
لكن فجأه بالحمام شعر ان ساقيه مثل الهُلام كذالك شعر بوجع فى ظهره،يشتد كل مره عن سابقتها،لم يستطع الوقوف على ساقيه وجلس على حرف حوض الإستحمام،كآن الآلم النفسى الذى يشعر به لا يكفى ليآتى هذا الآلم القديم ويعود مره أخرى
تحدى عواد ذالك الآلم وحاول النهوض وبالفعل وقف على ساقيه لكن لم يستطيع التحمل كثيرًا وجلس مره أخرى بنفس المكان،إحمرت عيناه وهو يشعر بهذا الضعف يعود مره أخرى لجسده،إتخذ القرار الذى كان يؤجله عليه السفر وإجراء تلك الفحوصات يتمنى ان يكون كل ما يشعر به ليس سوا عرض جانبى بسبب إنهاكه فى العمل الفتره الماضيه.
بينما صابرين حين دخل عواد الى الحمام فتحت عينيها تتنفس،لكن سرعان ما صدح رنين هاتفها، نهضت جالسه على الفراش وجذبت الهاتف لترى من المتصل،تعحبت حين رأت إسم فاديه وردت سريعًا تسمع لحديثها:
صابرين الكلام أخدنا ونسينا نقولك إننا راجعين البلد بكره.
ردت صابرين:عشان قضية بيت الطاعه…ربنا يهدها ماجده تلاقيها هى اللى ضغطت على وفيق بيها مش بتشبع من الآذيه…وهو زى التيس بيمشى وراها.
تنهدت فاديه بآلم قائله:الغلط مش عليها لوحدها انا كمان مشتركه فى الغلط ده …بس قوليلى كنتِ مسهمه طول الوقت وقاعده ساكته،أيه جبتى نتيجة التحليل فيها أيه؟
ردت صابرين:ولا أعرف مفتحش الظرف من أساسهُ حتى سيبته فى العربيه.
ردت فاديه بآستغراب:ليه إنتِ كنتِ على نار إنك تعرفى نتيجة التحليل،إنتِ متخانقه مع عواد،وشك إتغير لما جه الشقه.
كادت أن ترد صابرين عليها لكن عودة عواد للغرفه جعلتها ترد بإقتضاب:
لأ بعدين نبقى نتكلم أنا منعوسه دلوقتي وعاوزه انام،تصبحى على خير.
أغلقت صابرين الهاتف ووضعته مره أخرى مكانه وكادت تتسطح مره أخرى على الفراش لكن
لاحظ عواد أن صابرين حين رأته يخرج من باب الحمام، قضبت على الحديث مع فاديه وأنهت المكالمه، ثم وضعت الهاتف على طاوله جوار الفراش صامته .
لكن جذب عواد الحديث:
غريبه فعلاً بيقولوا الستات مش بيشبعوا كلام مع بعض.
ردت صابرين:
قصدك أيه.
رد عواد:
يعنى أنتِ وفاديه كنتم مع بعض من شويه،واقفين تتهامسوا وراء باب الشقه،ويادوب وصلنا موبايلك رن،اكيد عشان تكملوا حديثكم اللى مش بيخلص.
تهكمت صابرين قائله:
عادى،وبعدين فاديه كانت نسيت تقولى إنه هى وبابا وماما راجعين بكره البلد انا هنام تصبح على خير.
رد عواد بفتور: وإنتِ من أهله
أطفى عواد نور الغرفه ثم ذهب وتستطح على الفراش جوار صابرين يشعر بسآم من ذالك الفتور الذى أصبح يزداد بينه وبين صابرين رغم نومها جواره لكن يشعر أنها أصبحت بعيده عنه حين كانت تنام على الاريكه بعيد عنه كان يشعر بقُربها عن ذالك.
ذم عواد نفسه : إعترف يا عواد قُرب صابرين بقى مُبتغاك …لكن فوق من أمتى كان بيهمك قُرب حد أو بُعده، لأ هو تعود مش أكتر ومفيش حد صعب تستغنى عنه.
…… ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد مرور يومين
صباحً
توقفت صابرين السياره باحد الأماكن كى ترد على الهاتف
بعد السلامات تحدثت صابرين:
قوليلى عملتى أيه فى قضية بيت الطاعه.
تنهدت فاديه: عندنا ميعاد النهارده مع المحامى اما أشوف أيه نهايتها مع وفيق ابن امه، مش عارفه هيكسب ايه من قضيه زى دى.
ردت صابرين: هدفه يذلك،النوعيه دى عندها نقص ولازم تعوضه من أذية اللى حواليه،زيه زى عواد ميفرقوش عند بعض الأتنين معندهمش أخلاق.
تهكمت فاديه قائله:ياريت وفيق كان زي عواد،على الأقل عواد له شخصيه خاصه بيه ، مش زى اللعبه فى أيد غيرهُ،وعنده كلام مامته مُقدس حتى لو عارف ومتأكد أنه غلط، بس لازم ينفذه عميانى حتى لو غصب عنه وهيخسره.
ردت صابرين: والله الإتنين فى نظرى ميفرقوش عن بعض، اطلقى إنت من وفيق الاول وأنا بعدك فورًا هطلق من عواد، وبلاها الرجاله الكسر اللى ربنا بلانا بيها دى، عن نفسى بعد عواد كرهت الرجاله حتى الواد هيثم كمان كرهته.
ضحكت فاديه قائله: لأ إنتِ طول عمرك بتحقدى من هيثم مش بتكرهيه.
تهكمت صابرين قائله: وهحقد من المتخلف ده ليه، ده بلوه ربنا بلانا بيها صدق المثل اللى بيقول
الصبى اللى بيجى عالبنات بيقى أهبل، الحمار كل عشر دقايق بيتصل بيا يسألنى على أى حاجه ضايعه منه فى الشقه، قولت له مش انا اللى كنت عايشه معاك فى الشقه، يقولى ما انت كنتِ مأنتخه مع فاديه طول الوقت، آخر ما زهقت منه قولت له إقفل الشقه وأرجع عند صبريه، على فاديه ما تخلص من إبن امه وترجع تانى.
ضحكت فاديه بغصه هيثم يفعل مثلما قالت له أن لا يترك صابرين تشعر بالوحده
ثم قالت بقولك سيبك من الهزار، بعد ما عرفتى نتيجة تحليل dna هتعملى أيه.
ردت صابرين بحِيره: بصراحه تلاته واربعين فى الميه توافق بين البنتين نتيجه مش قليله دى تقارب على خمسين فى الميه،ودى فى حد ذاتها لُغز المفروض بالكتير خالص مش هقول صفر،خمسه فى الميه لكن ده نسبة توافق كبيره،انا مبقتش فاهمه حاجه خالص حاسه إنى بتفرج على فيلم هندى وفى الآخر البطل والبطله هيطلعوا أخوات.
ضحكت فاديه قائله بمزح:
يعنى أنا هطلع فى الآخر اخت عواد وإنت مش أختى،بصراحه أتمنى ابقى أخت المختال الابرص جوزك كده وأطلع الشر اللى جوايا وأعمل زى سحر كده وأتعالى عليكِ، وافرد نفسى عليكِ.
تذمرت صابرين قائله: بتكلم جد وأنتِ بتهزرى والله أنا خايفه فى الآخر بنت مصطفى تطلع بينها وبين عواد توافق أنســـــــجـه…
فكرتا الأثنتين وتحدثا بنفس اللحظه ونفس الكلمه:
ليه لأ؟
تعجبن من تفكيرهن لتقول فاديه:
بسيطه نتأكد سهل تجيبى شعرتين من عواد ونعمل تحليل تانى؟
ردت صابرين:هو سهل فعلاً بس الفلوس انا مرتبى تقريبًا خلص حتى مش هيقضى بنزين العربيه، والتحليل ده غالى جدًا.
ردت فاديه:بسيطه إسحبى بالكريديت اللى عواد عمله ليكِ.
ردت صابرين:لأ مش عاوزه من وشه حاجه هشوف يمكن أسحب من رصيدى اللى بابا حطه بإسمى فى البنك وأمرى لله،أما أشوف آخرتها أيه وراء بنت مصطفى.
…..ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مساءً
بمكتب محاماه
جلست فاديه ومعها سالم
تحدث المحامى أولاً:
النهارده كان النطق بالحكم فى قضية النفقه بتاع مدام فاديه، وأخدنا حكم مبدئى.
رد سالم: ميهمنيش حكم النفقه دلوقتي، اللى يهمنى حكم بيت الطاعه، عاوز افهم إزاى القضيه دى إترفعت وإتحكم فيها بدون معرفتنا.
رد المحامى:
النوع ده من القواضى بيبقى فيه تلاعب كبير وتحايل عالقانون، وانا لما حققت فى مستندات القضيه، أكتشفت إن الإخطارات كانت بتروح من المحكمه لـ شقه فى مدينة دمنهور وأكيد المحضر اللى كان بيروح بالاخطارات دى مكنش بيلاقى اللى يستلم منه الاخطار فكان بيرجع بيه تانى للمحكمه، أو فى إحتمال تانى، إن المحضر ده كان بياخد عموله زى رشوه كده ويقول لم يستلم أحد الاخطار، فبالتالى إتاخد الحكم من اول جلسه لعدم إحترام المحكمه وعدم وجود محامى دفاع.
تعجبت فاديه قائله:
إزاى المحكمه تحكم بالسهوله دى، وأنا المفروض عنوانى موجود فى قاضية النفقه والقايمه بعنوان بابا.
رد المحامى:
ده اللى انا بحثت فيه فعلاً، وللآسف العنوان اللى كان بيتبعت له الإخطارات زى ما قولت شقه فى دمنهور متسجله بإسمك فى الشهر العقارى.
تفاجئ سالم وفاديه التى قالت:
مستحيل أنا معنديش أى شُقق قى دمنهور، أو حتى بإسمى.
رد المحامى: لأ أنا إتأكدت بنفسى من وجود شقه بإسمك، وده العقد المُسجل بيها فى الشهر العقارى، حتى متسجله تقريبًا من سنه، وإتقدم فى حيثيات قضية الطاعه، إنها كانت مسكن الزوجيه الخاص بيكِ مع وفيق الشردي.
إنصدم الأثنين وتحدث هذه المره سالم: واضح إن القضيه كان مترتب ليها كويس، طب والحل دلوقتي أيه، أكيد مستحيل فاديه توافق على تنفيذ حكم القضيه،ده يبقى قمة الذل ليها.
رد المحامى بآسف:
للآسف مدام فاديه مُلزمه بتنفيذ الحكم وده لمصلحتها، لأن رفضها تنفيذ الحكم مش هيبقي فى صالحها بعد كده، لآن رفضها تنفيذ الحكم بسهوله زوجها ممكن يقدم الرفض ده للمحكمه والمحكمه تطلق عليها لقب ناشز ويبقى صعب تطلق او تخلع زوجها بعد كده… بس فى طريق تانى إحنا ممكن نمشى فيه؟
ردت فاديه بلهفه: وأيه هو الطريق ده؟
رد المحامى: الطريق الودى، ممكن نبعت لزوج حضرتك إننا نتفاوض بعيد عن المحكمه ونشوف هو رد فعله أيه.
…….ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
بمنزل زهران بالبلده.
قوة الآلم أصبحت تزاد عليها،كذالك جلوسها على المقعد المتحرك أصبحت تفيض ذرعًا منه
نادت او بالأصح صرخت على تلك الخادمه التى دخلت الى غرفتها تهرول قائله:
فى خدمتك.
ردت احلام بغضب:
الطرشه جاتلك بقالى ساعه بنادى عليكِ.
ردت الخادمه: والله أول ما سمعت صوتك جيت فورًا، أؤمرينى؟
ردت احلام: تعالى ساعدنى أقوم من عالكرسى ده عاوزه أمدد جسمى على السرير، حاسه زى ما يكون فى فى جسمى نشران.
ساعدت الخادمه أحلام حتى تمددت على الفراش شعرت أحلام براحه وهميه او هكذا شعرت وسألت الخادمه:.أمال فين ستات البيت؟
ردت الخادمه:
الست سحر راحت عند مامتها،ونسوان ولادك خدوا نفسهم وخرجوا،والست تحيه خرجت تزور بيت نسايب البشمهندس عواد.
شعرت أحلام بغيظ قائله:
آه طبعًا كل واحده فيهم شافت لها طريق وانا هنا ما أنا بقيت مكسحه وعاله عليهم، غورى من وشى، روحى أعمليلى كوباية نعناع.
أمائت الخادمه رأسها ثم خرجت، زفرت أحلام نفسها بنرفزه قائله:
أنا لازم أفك الجبس اللى فى رِجليا ده أكيد هو السبب فى وجع عضم جسمي، لكن فجأه شعرت برعشه فى يديها وآلم قوى.
بعد قليل عادت الخادمه بكوب النعناع، ومدت يدها به لـ أحلام كى تأخذه
لكن فجأه شعرت أحلام بأنها لا تستطيع تحريك يدها، إغتاظت قائله:
غورى حطى النعناع عالكمودينو وأنا هبقى اشربه بعدين على ما يبرد ودلوقتي سبينى عاوزه أرتاح شويه، غورى وأطفى نور الاوضه وانتِ طالعه.
غادرت الخادمه الغرفه وأطفئت النور خلفها،أصبحت الغرفه مُظلمه،شعرت أحلام بأنها مثل المُقيده جسدها لا تستيطع تحريكه، ليس هذا فقط هنالك وجع جم ودت ان تصرخ منه،لكن خشيت أن يشمت بها أحد مثلما كانت تشمت فى آلام غيرها،تحملت ذالك الآلم مُرغمه على الصمت لكن الى متى،فالآلم فتاك ينهش بجسدها الفانى.
بعد قليل دخلت الى الغرفه تحيه
بهدوء أشعلت ضوء خافت،وإقتربت من الفراش نظرت لـ أحلام النائمه تمطمئن عليها،للحظه تنهدت براحه،لكن فجأه هزت بلا وعى من قوة الآلم:
كان لازم تموت،عواد كان لازم يتسجن.
سمعت تحيه قولها بوضوح وقالت بإستفسار:
مين اللى كان لازم يموت يا أحلام
بلا وعى ردت أخلام بهزيان:.مصطفى التهامى،أنا قتلته،عشان عواد يلبس قضية قتل ويتسجن،بس هو طلع منها،زى الشعره من العجين.
وضعت تحيه يديها على فمها مصدومه من رد أخلام وذهبت وأضاءت نور الغرفه بالكامل ونظرت لـ أحلام،قائله:أحلام أنتِ صاحيه ولا نايمه.
فتحت أحلام عينيها بإنزعاج ونظرت لـ تحيه قائله بضجر:توك ما رجعتى من دار نسايب الهنا،
تعجبت تحيه قائله:
إنتِ كنتِ نايمه وانا صحيتك.
إستطاعت أحلام تحريك يدها شعرت بقوه واهيه هى الآن رغم الآلم لكن إستطاعت تحريك يدها وقالت بجبروت:
لأ أنا مكنتش نايمه كنت مغمضه عينى بس،كويس إنك رجعتى،كنت عاوزه أقولك بكره نروخ للدكتور يفك الجبس من رجليا حاسه إنى زى ما يكون هتشل وجسمى زى الملخ وعضمى كله بيوجعنى حتى العلاج اللى باخده زى ما يكون مُسكن،بيسكن شويه وبعد كده بيرجع الوجع،كمان حاسه إن جسمى بيخس بسرعه أوى ومع ذالك جسمى تقيل.
تعجبت تحيه قائله:.يعنى إنت مكنتيش نايمه وبتتكلمي من شويه؟
نظرت أحلام لها بغباء قائله:
ليه إتجننت وبتكلم وانا نايمه،أيه يا تحيه هتستغلى ضعفى وطلعى فيا إنى مجنونه وبتكلم وانا صاحيه،لأ متفكريش إنى خلاص راحت عليا،هو بس افك الجبس ده هرجع زى ما كنت.
نظرت لها تحيه تترقرق الدموع بعينيها من تلك التى ينخر عظامها المرض ومازالت مُتجبره وليس هذا فقط سبب دموعها بل ما سمعته من هزيان أحلام انها هى من قتلت مصطفى شعرت بآنين فى قلبها.
……..ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ليلاً
كانت هناك من ترسم الامانى السعيده تنتظر بشوق تلك الرسائل التى تُلهب قلبها وتُشعل الغرام
ترد بصوت هامس على أتصاله تسمع عبارات المديح والعشق التى تجعلها تهيم فى فضاء وردى
بينما على الجهه الأخرى
رغم أنه يعتقد ان ما يقوله ليس سوا هباء لكن بداخله نشوه خاصه لا يعرف سببها بشعر بسعاده وهو يسمع ردود غيداء الخجوله
لكن أخرجه من تلك النشوه صوت رنين الهاتف
نظر الى الشاشه، رأى من يتصل بهذا الوقت.
إنزعج من الأسم وقال لـ غيداء:.
هقفل معاكِ دلوقتي بابا بيتصل عليا عالخط التانى،بعد شويه هرجع أتصل عليكِ متناميش.
تنهدت غيداء قائله:
تمام مش هنام.
.
رد فادى على والده بعد السلام:
خير يا بابا بتتصل عليا دلوقتي ليه؟
رد جمال:إنت كنت نايم!
رد فادى:لأ كنت لسه هنام خير؟
رد جمال:هقولك الحقيقه يا فادى،ساميه بقالها فتره مش بتاكل كويس وكانت تعبت والدكتور علق ليها محلول،وبقت يعنى كويسه،والدكتور طلب مننا شويه تحاليل وفحوصات.
قاطع فادى بلهفه:.
ليه داريت عليا يابابا،أنا هاجى بنفسى وأخد ماما اعمل لها التحاليل والفحوصات دى.
رد جمال:بلاش تقاطعنى يا فادى يعنى انا هستخسر فى ساميه،انا فعلاً عملنا اللى الدكتور قال لينا عليه،الفحوصات والتحاليل طلعت كويسه الحمد لله وقال لينا يمكن دى حاله نفسيه بتمر بيها،ولازم نحاول نشوف أيه بيريحها ونعمله الفتره دى،هى من كام يوم زارت قريبتها اللى إتكسرت دى وجت من عندها مسهمه وزادت عندها الحاله دى؟
رد فادى باستفسار:
ومين قريبتها دى؟
رد جمال:أحلام مرات فهمى زهران،انا قولت لها بلاش تروح تزورها فى بيتها،هيقلب عليها المواجع،لما تدخل بيت عواد زهران.
شعر فادى بالغضب وضغط بقوه على الهاتف حين سمع إسم عواد وقال:
أنا هاجى على آخر الاسبوع ده أطمن على ماما وإبقى أتصل عليا طمنى عليها.
أغلق فادى الهاتف والقاه بقوه على الفراش يشعر بنيران تسرى فى جسده… ألقى بجسده على الفراش ينظر الى سقف الغرفه بغضب
بعد قليل إنتبه لصوت رساله على الهاتف.
تنهد بتهكم وجذب الهاتف يعلم هويه مُرسلة الرساله تلك البلهاء التى أصبحت مثل العلكه اللذيذه وأصبح وبسهوله يستطيع مضغها…ولن ينتظر كثيرًا،عليه الأستمتاع بمذاقها قبل أن يبصُقها بوجه عواد.
…..ـــــــــــــــــــــــــــــ…
بعد مرور عشرة أيام
إعتدل عواد نائمًا على جانبه،
ينظر لـوجه صابرين المُستغرقه بالنوم،نظرت عيناه الى تلك الخدوش التى تركت مكانها بعض الندوب الغير ظاهره بوجنتها، للحظه غص قلبهُ
إقترب بشفتيه من وجنتها وقام بتقبيلها قُبلات ناعمه.
شعرت صابرين بتلك القُبلات وفتحت عينيها التى تقابلت مع عيني عواد الذى تبسم قائلاً:
صباح الخير.
ظلت النظرات بينهم لكن ظلت صابرين صامته.
قطع عواد تلك النظرات وكاد يُقبل شفتيها، لكن إبتعدت صابرين برأسها لكن قبلها القُبله على عُنقها ثم داعب عُنقها بآنفه يستنشق عبقها الذى أصبح بالنسبه له مثل نسمة الهواء التى تندفع مباشرةً الى فؤاده.
شعرت صابرين بزلزله فى مشاعرها لكن قاومت تلك المشاعر وإبتعدت أكثر عن عواد الذى شعر بوخز فى قلبه لكن سيطر على تلك المشاعره قائلاً:
على فكره أنا هسافر الفتره الجايه.
نظرت له صابرين بأستفسار قائله: هتسافر فين؟
رد عواد.: لندن وهقعد حوالى عشر أيام هناك.
……. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بمكتب محامى وفيق
وضعت فاديه توقيعها ثم إستقامت واقفه ونظرت نحو وفيق ثم الى ماجده التى تجلس لجواره تبتسم بشماته وزهو
بدلت فاديه نظرتها من هزيمه الى شموخ وقالت بكبرياء:
فوضت أمري لله فيكم يخلص حقى ومتأكده إن ربنا هيرجع لى حقي وهاخده منكم فى الدنيا
وفى الآخره.
لوت ماجده شفتاها بإمتعاض تستهون بقول فاديه فالأهم أنها وصلت الى مآربها وخرجت فاديه من حياتهم خالية الوفاض .
بينما وفيق الفائز يشعر بخُساره فادحه آخر شئ كان يود حدوثهُ هو إبتعاد فاديه عنه بالطلاق لكن خسر بالمساومه الرخيصة…
الحريه مقابل التنازل عن مستحقاتها .
بينما نظرت ماجده لـ فاديه بنظرات شامته متجبره أنها لديها سُلطه فـ بكلمه منها أجبرت وفيق على طلاقها بعد أن كان متمسك بها،
تهكمت فاديه من تلك النظره
تبسمت لـ ماجده التى فعلت ما أرادته منها فاديه
بآخر لقاء تم بينهم منذ يومين فقط…
فاديه نالت ما أرادت
الحريه مقابل المال، كانت هى… الفائزه.
يتبع…
رواية بحر العشق المالح الحلقة الثانية والثلاثون
بعد مرور ثلاث أيام
بعد أن إنتهين من العمل
بالسياره
تبسمت صابرين لـ فاديه التى فتحت باب السياره وصعدت لجوارها قائله بتنهيد:
يا أخيرًا رجعتى تانى إسكندريه، كنت حاسه إنى زى الشريده.
تبسمت فاديه وضمت صابرين قائله بمرح:
سلامتك من التشرد يا رينا.
إبتعدت صابرين عن فاديه قائله بعتاب:
بلاش رينا ده أكتر إسم بشمئز منه وبكرهه كمان بيفكرنى بصدماتى اللى عماله أخدها واحده وراء التانيه،لحد ما خلاص تكه وهفرقع زى فردة الكوتش بتاع العربيه…اللى فرقعت إمبارح.
نظرت لها فاديه قائله:الحمد لله ربنا نجاكِ متعرفيش أنا مطمنتش عليكِ غير لما قولتلى إنك الحمد لله عرفتى تسيطرى العربيه.
ردت صابرين:بلا خيبه أنا اتمطوحت مع العربيه شمال ويمين لحد ما هى اللى وقفت لوحدها مفكرانى “شومخر” ولا أيه ،أنا كنت إتشاهدت على نفسى الحمد لله إن الطريق مكنش زحمه وإتجاه واحد كنت رشقت فى اول عربيه قابلتنى، يلا الحمدلله مرت على خير،بس اللى زعلنى فردة الكوتش دى كانت جديده،وفرقعت بعد مسافه صغيره من الڤيلا، حتى لما العربيه وقفت إتصلت على واحد من الحرس اللى على بوابة الڤيلا،وجه ركب مكانها الاستبن،ورجعت تانى للڤيلا،يلا وانا راجعه هبقى أسحب فلوس و أشترى عجله إستبن تبقى معايا، انا خلاص بسبب تحليل بنت مصطفى قربت أشحت، وفى الآخر مش عارفه هوصل لأيه،ولا هستفاد أيه كان مالى، هو داء الفضول زايد عندى ليه.
تبسمت فاديه قائله:
طب يلا سوقى يا كرومبو… خلينا نروح نجيب نتيجة التحليل اللى ضيع فلوسك، انا كمان عندى فضول اعرف النتيجه.
تبسمت صابرين قائله:
تعرفى إنى إنبسطت لما رجعتى لهنا تانى ولقيتك مش زعلانه، بصراحه كنت خايفه عليكِ من اللى حصل اوى، وإن الطلاق يأثر على نفسيتك.
تنهدت فاديه بغصه قائله: بصراحه يا صابرين إنتِ الوحيده اللى مش بنكسف إنى أخبي عليها حاجه أنتِ مش بس أختى، إنتِ كمان صحبتى وساعات بحس إنك بنتى اللى مخلفتهاش،أنا فعلاً من جوايا حزينه،بس مش حزينه عشان إطلقت من وفيق بعد ما أستغنيت عن كل حقوقى الشرعيه الماديه،حزينه على سنين ضاعت من عمرى وانا كنت بحاول أأجل الفشل،يمكن كان نفسى فى حياه مُستقره كنت بطنش على حاجات كتير وافوت وأعديها عشان المركب تمشى،لحد مع الوقت كنت حسيت إنى زاد عندى التبلُد مبقاش شئ فارق معايا وأستسلمت لطوفان جرفنى لدوامة القبول،قبول أى شئ مش فارق معايا،أيام وبتمر والسلام،آخر الليل بحط دماغى وأنام مفيش فى دماغى أى هدف او أمل،سنين مرت من عمرى حاولت بس عشان خايفه من وصمة الفشل والطلاق
كنت غلطانه انا وقتها كنت حاسه إنى متقيده بأغلال من حديد،تعرفى إنى حسيت بالحريه أول ما مضيت على التنازل رغم الشماته اللى شوفتها فى عين ماجده،بس الحسره اللى شوفتها فى عين وفيق شَفَت جروحى كلها…ماجده مفكره أنها هى اللى فازت بس فى الحقيقه أنا اللى لقيت نفسى بعد ما روحت ليها وساومتنى.
تنهدت فاديه تبتسم وهى تتذكر لقائها بـ ماجده قبل أيام
[فلاشـــــــ/باك]
قبل الطلاق بيوم،صباحً
بعد أن غادر سالم الى عملهُ ظلت فاديه مع شهيره تتحدثان،لكن لفت إنتباه شهيره سرحان فاديه فقالت لها:
مالك يا فاديه عقلك شارد فى أيه إرمى حمولك على ربنا وهو هيحلها من عنده،كل عُقده وليها حلال.
جملة شهيره الأخيره طنت بعقل فاديه، وعادت الجمله بتأكيد:
فعلاً كل عُقده وليها حلال، وأنا عرفت مين اللى هتحل لى عُقدتى.
قالت فاديه هذا ونهضت تتوجه نحو غرفتها، مما أثار إستغراب شهيره ونهضت خلفها الى الغرفه وجدتها تُبدل ثيابها المنزليه بأخرى مناسبه للخروج، زاد إستغراب شهيره وقالت:
بتغيرى هدومك ليه إنتِ خارجه.
ردت فاديه: أيوا يا ماما مشوار مهم.
تعجبت شهيره وقالت بإستفسار:
وفين المشوار المهم ده؟
أنهت فاديه إرتداء ملابسها فى عُجاله قائله:
لما أرجع هقولك ياماما، بس لازم أخرج دلوقتي عشان أضمن الوقت قبل رجوع وفيق من شُغله… سلام.
تعجبت شهيره وكادت تسأل فاديه، لكن كانت فاديه أسرع وخرجت من المنزل، وليس على فاديه سوا إنتظار عودة فاديه.
بعد قليل كانت فاديه تفف أمام منزل وفيق، شعرت بشئ من الضعف وبلحظه كادت تُقرر العدول عن
للمنزل وإنتظار قرار المحكمه، لكن قالت لنفسها:
هتستنى أيه يا فاديه لحد ما تلاقى نفسك فى بيت الطاعه، المحامى قال تفاوض ودى إدخلى هتخسرى اكتر من كده أيه،وفيق لعبه فى إيد ماجده.
سمت الله ودفعت بوابة المنزل ثم دخلت تسير ذالك الممر الصغير قبل أن تقف أمام باب المنزل الداخلى كانت تشعر بخواء بلا مشاعر،منزل غريب عليها أليس هذا المنزل يومً كان هدفك بناؤه الآن بلا أى مشاعر،لكن قامت بوضع يدها على جرس المنزل
سُرعان ما فُتح الباب
لم تكُن صدمه لها من فتحت الباب ووقفت تنظر لها بشمت ثم قالت:
فاديه،أيه جايه دلوقتي وعاوزه ترجعى وفيق،يبقى بُعدك،وفيق خلاص رماكِ.
ضحكت فاديه بسخريه وقالت بحنق:
رمانى وخد أسوء عقاب فى حياته إنتِ يا ناهد
عمومً إنتِ متفرقيش معايا،وأكيد أنا مش جايه أجرى وراء وفيق لآنى أنا من البدايه سيبت البيت بمزاجى.
كادت ناهد أن ترد عليها،لكن فاديه دفعتها بهدوء من أمامها ودخلت الى المنزل تقول:.فين عمتك المصون.
سُرعان ما تقابلت فاديه مع ماجده التى تقول بفضول:
مين اللي كان بيرن جرس البيت يا ناهد.
تحدثت فاديه بثبات:
أنا اللى كنت برن الجرس،يا طنط أعذرينى أصلى ضيعت المفتاح اللى كان معايا،او يمكن كان فى شنطة هدومى اللى طلعت من البيت غيرها .
نظرت ماجده نحو ناهد وإزدرت ريقها بتوجُس.
تهكمت فاديه على نظرات ماجده المتوجسه بوضوح وقالت:
عندى كلمتين لو تحبى أقولهم قدام ناهد عادى، ناهد برضوا مرات إبنك ولا تكونى بتعامليها زى ما كنتِ بتعاملينى على إنى دخيله مش مرات إبنك وتقعدى إنتِ وبنتك تتوشوشوا طول اليوم وأنا أشتغل خدامه فى البيت ولولاد بنتك اللى خساره فيها.
نظرت ماجده لـ ناهد قائله: روحى إنتِ دلوقتي يا فاديه شوفى المطبخ، وإنتِ يا فاديه تعالى معايا لاوضة الضيوف.
تهكمت فاديه وقالت بإغاظه:
أنا مش ضيفه يا طنط انا صاحبة بيت ناسيه إنى لسه على ذمة الننوس إبنك.
تحدثت ماجده بضيق: بلاش طريقتك دى وقولى جايه ليه النهارده.
ردت فاديه: عاوزه أطلق، وأظن ده مُناكِ من يوم ما دخلت البيت ده.
ردت ماجده بجباحه: وأنا هطلقك إزاى، كنتِ متجوزانى لو بإيدى كنت طلقتك بالتلاته.
تهكمت فاديه قائله:
لأ بإيديك، كلمه منك لـ وفيق مش هيردها وهيطلقنى فورًا، إنتِ اللى واقفه لـ وفيق إنه ميطلقنيش عشان حقوقي الشرعيه، بمعنى أصح الماديه،زى النفقه والمؤخر وقايمة العفش.
جلست ماجده بجبروت ووضعت ساق فوق أخرى قائله:
من النهايه عاوزه أيه يا فاديه؟
ردت فاديه:مش انا اللى عاوزه قوليلى إنت عاوزه من الآخر وتؤمرى وفيق يطلقنى،وينسى بيت الطاعه لآن لو حكمت أنا مش هنفذ قرار المحكمه ووقتها عارفه هيبقى صعب أطلق او أرفع قضية خُلع بس وقتها مش هيهمنى وهروح لشيخ الجامع يوم الجمعه ساعة الصلاه وهقول إنى خرجت من البيت بالهدوم اللى عليا وبس وهحلفك عالمصحف قدام الناس إنك تكذبينى،يا أم الاخلاق الكريمه.
توجست ماجده لكن إدعت الثبات قائله:
عاوزه تطلقى معنديش مانع، بس لازم قبلها تتنازلى عن كل شئ، نفقه ومؤخر وقايمة العفش.
تبسمت فاديه قائله: كان من الأول قولتى دوغرى، عالعموم موافقه، بس بشرط أطلق الأول، بصراحه مضمنش واحده طماعه زيك ممكن بعد ما أتنازل عن حقوقى أتفاجئ إنى لسه على ذمة الننوس إبنك… عارفه إن كلمه منك له هيوافق، عالعموم أنا همشى دلوقتي وأعتقد المحامين بتوعنا عارفين بعض، خلى المحامى بتاعكم يبلغ المحامى بتاعى بالقرار، بس بلاش تأخير عشان نلحق نخلص قبل قرار المحكمه بتنفيذ حُكم بيت الطاعه ووقتها هتبقى الفرصه إنك تخلصى منى ببلاش راحت.
نظرت ماجده لها بفجاجه قائله: طالما موافقه أنا كمان موافقه وهحاول أقنع وفيق.
سخِرت فاديه قائله:
تمام هنتظر الخبر من المحامى.
قالت فاديه هذا وخرجت من الغرفه،تبسمت بتهكم حين رات ناهد كانت تقف جوار الباب،وقالت ساخره:مش بس ناهد رنات لأ وكمان بتلمعى أوكر،فعلاً ما جمع الا ما موفق.
إرتبكت ناهد حين رأت خروج ماجده خلف فاديه وقالت بتبرير كاذب:
أنا كنت جايه أطمن على عمتى وكمان افكرها بميعاد دوا القلب بتاعها.
تبسمت ماجده بغيظ لـ فاديه قائله: تسلمي يا حبيبتى،ربنا يتمللك بخير…
قالت ماجده هذا ونظرت لـ ناهد مُبتسمه تقول:
ناهد حامل.
علمت فاديه أن ماجده تحاول معايرتها،نظرت نحو ناهد ،وتهكمت بثقه قائله:
ألف مبروك ربنا يتمم لها بخير وتجيبلك الحفيد الغالى.
قالت هذا وغادرت المنزل،بينما ناهد لا تعلم لما شعرف برجفه من نظرة وحديث فاديه كآن لديها ثقه أنها لم تعد حاملاً،لكن بنفس الوقت نظرت نحو عمتها شعرت بالرهبه من تلك الكاذبه التى إدعت أن فاديه تركت من المنزل واخذت معها بعض من نقود وفيق كذالك الصيغه الخاصه،بها،زاد بقلبها الطمع تود العثور على تلك الصيغه.
مساءً
قالت ماجده لـ وفيق بإقناع:
إنت ليه باقى على فاديه خلاص ربنا جبر بخاطرك وناهد أهى حامل وهتجيبلك الولد اللى يشيل إسمك،وفاديه هى اللى جت لهنا برجلها وقالت هتتنازل عن كافة مستحاقتها،يبقى ليه تتمسك بواحده بيعاك،إسمع كلامى،عمرك فى مره سمعت كلامى ومكسبتش من وراه،خلينا نخلص من فاديه،حتى عشان ربنا يبارك لك فى أبنك اللى جاي،دى نظرت لـ ناهد نظره خوفتنى على اللى فى بطنها،بلاش تتمسك باللى بايعك،وكفايه كده،وإسمع كلامى وهتكسب،وأتصل عالمحامى وقوله يبلغ محامى فاديه إنك وافقت على عرضها .
بغصب إمتثل وفيق لها،وهو يشعر بإنسحاب فى قلبهُ الذى يريد فاديه.
[عوده]
عادت فاديه من تلك الذكرى حين توقفت صابرين بالسياره،قائله:
وصلنا لمكان مركز التحليل،هطلع أجيب التحليل وأرجع،خليكِ هنا فى العربيه لا الونش يجي يشيلها هو ده اللى ناقصنى.
تبسمت فاديه قائله بمزح:
لأ متخافيش لو الونش جه هقوله بلاش صاحبة العربيه غلبانه ومتجوزه من عواد زهران المختال الابرص.
نظرت لها صابرين بعبوس مُصطنع قائله:
أنا بحاول أنسى إنى متجوزه من عواد وإنتِ بتفكرينى بخيبتى،يلا هطلع بلاش نوقف كتير هنا المنطقه قريبه من مديرية الامن ممكن يشتبهوا فينا.
ضحكت فاديه،وظلت بداخل السياره لكن فجأه سمعت صوت طرق أصابع على زجاج باب السياره المجاور لها.
فتحت الزجاج وتفاجئت بمن أمامها يبتسم قائلاً:
مدام فاديه أيه اللى موقفك بالعربيه هنا وفين صابرين.
تعلثمت فاديه ونظرت نحو مدخل البنايه ثم اليه قائله:
ها أبدًا مستنيه صابرين على ما ترجع يا بشمهندس رائف.
رد رائف بآسف قائلاً:آسف إن كنت تطفلت عليكِ بس أنا شوفت عربية صابرين واقفه هنا إستغربت.
ردت فاديه وهى تنظر نحو باب البنايه رأت خروج صابرين وبيدها ذالك المظروف…
عادت بنظرها نحو رائف قائله بإرتباك:
لأ أبدًا مش فضول ولا حاجه،إزى عمو صادق وكمان ميلا.
رد رائف: ميلا بخير، كمان بابا.
تبسمت فاديه قائله:
دايمًا يارب.
فى نفس الوقت إقتربت صابرين من مكان وقوف السياره رأت وقوف رائف جوار باب السياره
تفاجئت للحظه، ثم قالت:
بشمهندس رائف.
تبسم رائف قائلاً: بلاش ألقاب، أنا فى نفس سن عواد هما كم شهر.
تبسمت له صابرين.
تحدث رائف: خير أيه الظرف اللى فى ايدك ده، متأسف إنه فضول منى.
إرتبكت صابرين قائله:
لأ ابدًا ده تحليل روتينى، بس حضرتم هنا بتعمل أيه؟
رد رائف: أبداً كنت بعمل فيش وتشبيه محتاجه لبعض الأوراق، ولما شوفت العربيه ومدام فاديه، قولت أسلم عليها.
تبسمت صابرين وقالت:
إن كنت خلصت ممكن أوصلك. نظر رائف الى فاديه وقال بتوريه: كان بودى مرفضش إنك توصلينى بس للآسف معايا عربيتى.
تبسمت صابرين قائله:
فرصه سعيده،إنى شوفتك النهارده،إبقى سلملى على جدو صادق وكمان ميلا.
تبسم رائف وعينيه مازالت مُسلطه على فاديه:يوصل مع إنى عرفت إن بقى فى صداقه بينك وبين بابا،هو طول عمره بيحب البنات،حتى كان بيحب البت غيداء ويدلعها أكتر منى انا وعواد،حتى ميلا ليها معزه خاصه عنده بيحبها أكتر منى.
ضحكن فاديه وصابرين التى فتحت باب العربيه قائله:
فعلآ جدو شخصيه لطيفه،هنستأذن إحنا.
أماء لها رائف براسه قائلاً:
براحتك إنبسطت من الصدفه الجميله دى وأتمنى تكرر،وتقبلوا عزومتى عالغدا فى أى يوم فى المطعم بتاعى.
أمائت فاديه رأسها،بينما قالت صابرين:
إن شاء الله قريب،سلام.
رد رائف وهو يود البقاء ينظر ويتحدث الى فاديه
التي شبه ترد عليه بإقتضاب لكن،تعجب من النظر لعينيها الآن،إنتهت تلك النظره الحزينه.:
سلام.
سارت صابرين بالسياره بينما رائف ظل واقفًا لدقيقه ينهر نفسه قائلاً:يعنى العربيه كانت هطير كنت وافقت على عزومة صابرين إنها توصلنى عالاقل كنت فضلت شويه مع” فتوش ”
غبى دايمًا يا رائف، بس أحسن حاجه بسمة عنيها رجعت تانى هو كده الحريم بتحلو بعد الطلاق.
……. ـ
بالسياره
تنهدت فاديه قائله: يا باى شخص بارد.
تبسمت صابرين قائله: مين البارد ده، رائف، والله ده شخص دمه خفيف، ومرح مش زى الوغد الابرص.
نظرت فاديه لها بحنق قائله: خفيف ومرح، ده شخص معدوم الذوق، لو واحد غيره كان طنش انه شافنا ومقرفناش بأسئلته البايخه.
تبسمت صابرين:مش كتر خيره جاى يشوفنا واقفين هنا ليه.
نظرت فاديه لها قائله:سيبك من سيرة السمج ده وخلينا نشوف نتايج التحليل المره دى.
ردت صابرين: التحليل أهو، بصراحه مش قادره أصبر على ما نوصل للشقه ونعرف النتيجه.
مدت فاديه يدها وأخذت المظروف من يد صابرين وقامت بفتحه قائله:
ولا أنا كمان عندى صبر…أوقفى فى أى مكان قريب.
فتحت فاديه المظروف،وبدأت بقراءة بعض النتائج…
تعجبت قائله:
النتيجه بتقول فى توافق كبير بنسبة خمسه وستين فى الميه.
توقفت صابرين بالسياره فجأه قائله:
كم!.
نظرت فاديه بإستغراب، لـ صابرين قائله:
يمكن عينات الشعر إتبدلت بين بنت مصطفى وبنت رائف.
ردت صابرين قائله: معتقدش ده مستحيل،يمكن انتِ قريتى النتيجه غلط .
ردت فاديه: أهو النتيجه أهى، صحيح أنا مُدرسة لغه عربيه بس عندى لغه إنجليزيه كويسه.
أخذت صابرين التقرير من فاديه وبدأت بقرائته
لتتعجب هى الأخرى قائله:
مستحيل التقارب ده بين بنت مصطفى وبين عواد،أنا مش مصدقه.
ردت فاديه: ولاأنا،مش يمكن منال تكون قريبه من عيلة مامت عواد.
ردت صابرين بنفى:
لأ منال قالتلى إن باباها كان من الفيوم وجه هنا إسكندريه عشان وظيفته وأستقر هنا بعدها،فى لغز فى القصه،أنا خلاص توهت،انا خايفه أكتشف إن مصطفى يبقى أخو………
توقفت صابرين ونظرت لـ فاديه التى فهمتها وقالت بمغزى :
مصطفى وعواد أخوات
ده مستبعد طبعًا.
ردت صابرين:فعلاً،مش بس مستبعد لا مستحيل
قالت صابرين هذا وتوقفت للحظه ثم قالت:
فاكره وإحنا صغيرين لما كنا بنشبه على بعض مين بيشبه مين،ووقتها كلنا قولنا إن مصطفى مش شبه لا مامته ولا باباه،ولا حد من العيله،وحتى كنا هزرنا وقولنا له إنت لقيط
بس هو زعل وقتها.
ردت فاديه:فعلاً أنا فاكره الموقف ده،بس إحنا كنا صغيرين وقتها.
حكت صابرين جبهتها بأنامل يدها قائله:
أنا حاسه بتوهان،والموضوع فيه شئ غامض،
النسبه كبيره،يعنى حتى لو المعمل غلط وبدل العينات زى ما بتقولى كانت النتيجه هتبقى مناصفه
مش خمسه وستين فى الميه، دى نتيجة أقرباء من الدرجه الاولى، أب واحد وأم واحده تقريبًا.
ردت فاديه بحِيره قائله: والعمل أيه دلوقتي؟
ردت صابرين:. مش عارفه أنا بقول كفايه كده، مش ناقصه مفاجأت تانيه.
ردت فاديه: بس انا عندى فضول نعرف الحقيقه.
نظرت لها صابرين بذهول قائله:
حقيقة أيه أنا مش فاهمه حاجه؟
ردت فاديه: حقيقة مصطفى، طول عمرنا شايفين معاملة مرات عمك له بقسوه ومع ذالك كان بينفذ ليها اللى هى عاوزاه بدون نقاش.
ردت صابرين: والحقيقه دى هنوصل ليها إزاى، هنروخ لمرات عمك أو عمك وناخد منهم شعريتين ونعمل لهم تحليل تطابق أنسجه مع مصطفى.
ردت فاديه: لأ هناخد الشعريتين من طنط تحيه.
نظرت صابرين لـ فاديه بذهول.
……. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بمصنع عواد
دخل رائف الى مكتب عواد قائلاً:
فاضى ولا أعطلك.
رفع عواد بصره عن ذالك الحاسوب ونظر الى رائف قائلاً:
لا هتعطلنى، خد بعضك وشوف طريقك فى مكان بعيد عنى.
تبسم رائف وجلس على أحد المقاعد قائلاً ببرود:
كنت متأكد إنك هتقولى مش فاضى، بس أنا بقى فاضى، وجاى من مديرية الأمن كنت بعمل فيش وتشبيه.
تبسم عواد قائلاً: وإزاى سابوك،ومأخدوكش إشتباه كنت آرتاحت من رخامتك كم يوم.
ضحك رائف قائلاً:
الحمد لله الصحِيفه الجنائيه نضيفه، بس عارف قابلت مين بالمكان هناك؟
رد عواد متهكمً: أيه قابلت الخُط…ولا رايه وسكينه.
ضحك رائف قائلاً:
لأ قابلت صابرين وأختها فاديه أم وش بشوش… راح الحزن من وشها بعد الطلاق.
تعجب عواد قائلاً:
قابلتهم فين، فى مديريه الامن؟
رد رائف:
لأ فى مكان قريب منها،أنا شوفت عربية صابرين هنام روحت أشوف ليه واقفه هنا، بس صابرين مكنتش فى العربيه جت بعد شويه وفى ايدها ظرف بتاع تحليل،ولما سألتها قالت ده فحص روتينى هى عملاه.
للحظه إنخض عواد قائلاً:
هى قلتلك كده إن الفحص كان ليها .
رد رائف بتأكيد:
أيوا مالك متعجب كده ليه،هى مقالتش لك ولا أيه.
تعجب عواد قائلاً:
لأ.
رد رائف:أكيد الموضوع مش مستاهل.
وافق عواد رائف قائلاً:إسم المعمل اللى كان الظرف أيه.
رد رائف:مش فاكر،ولا أقولك انا شوفت اليافطه بتاع المعمل ده هناك بالمنطقه ونفس الشعار كان عالظرف اللى كان مع صابرين…إسمه تقريبًا،حاجه الصحه،مركزتش فى الاسم بصراحه.
تذكر عواد ذالك المظروف السابق كان لنفس المعمل،لكن صابرين وقتها تضايقت وقالت أن التحليل لـ فاديه واليوم قالت لـ رائف أن التحليل لها…هنالك سر تُخفيه ولابد أن يعرفه باقرب وقت.
…… ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مساء
بـالڤيلا.
عادت صابرين،إستقبلتها الخادمه قائله:
البشمهندس عواد والآنسه غيداء،ومعاهم ماجد بيه فى أوضة السفره.
أمائت صابرين لها وتوجهت نحو غرفة السفره،توقفت للحظات وفكرت فى عدم الدخول،
لكن مجئ الخادمه جعلها تدخل للغرفه،ألقت عليهم السلام.
ردت غيداء وماجد عليها،بينما عواد نظر لساعة يدهُ وزفر نفسه،
بينما قالت غيداء بمزح:
متأكده ماما بتحبك،جايه العشا بالضبط.
رسمت صابرين بسمه قائله:
أنا كمان بحب طنط تحيه،بس للآسف أنا أتعشيت مع أخواتى،ومش هقدر أشاركم العشا ،بالهنا، هطلع أنا أرتاح،تصبحوا على خير.
قالت صابرين هذا ولم تنتظر وغادرت
بعد دقائق نهض عواد هو الآخر قائلاً:أنا شبعت وهطلع أنام عندى شغل مهم بكره تصبحوا على خير.
تبسم ماجد كذالك غيداء التى تنهدت بشوق هى لاحظت تلك النظرات الذى ينظرها عواد لصابرين كم ودت أن ترى تلك النظرات من فادى،وتعيش تلك اللهفه قريبًا مع فادى،يترك كل شئ ويذهب خلفها…
عواد من كان لا يبالي بشئ سوا عمله،أصبح يترك كل شئ ويذهب خلف صابرين.
بالغرفه
جلست صابرين على الفراش تحك جبهتها تشعر بتوهان،بسبب نتيجة ذالك التحليل،كيف كل هذا التوافق…لابد من تفسير قاطع.
فى ذالك الأثناء دخل عواد للغرفه
نظر نحو الفراش،رأى صابرين تنهض حين دخل الى الغرفه وذهبت باتجاه الدولاب،وفتحته وجذبت منامه خاصه لها ثم توجهت نحو الحمام بصمت.
زفر عواد نفسه وخلع ثيابه،وتمدد على الفراش …يشعر بسآم من ذالك الصمت الذى أصبح هو السائد بينهم
لا يعلم لما قبل قليل عاود رؤية شريط التسجيل الذى سجل تهجم فوزيه على صابرين، وتلك الالفاظ التى قالتها لها فوزيه عاود نفس شعور الغضب، لكن
ظلت جلمه واحده تطن برأسه
“محدش خسر من الجوازه دى غيرى”
ماذا قصدت صابرين بتلك الجمله.؟
كان الرد لديه سريع:
الندم، صابرين ندمت أنها تزوجت به أصبح يشعر أنها مع الوقت تنطفئ بداخلها تلك الشُعله التى كانت ببداية زواجهم،شُعلة التحدى التى كانت تناطحه بها
أصبحت تميل للصمت وهى معه،حتى حين كانت تُعاند وتذهب للنوم على الاريكه بعيد عنه ذالك العناد إختفى أصبحت تنام جواره على الفراش،لكن تتعمد البُعد عنه،حتى حين كانت تتضايق من دخان السجائر وتتذمر الآن لا تبالى بذالك،أصبح هو الآخر يشعر بالسأم،من تلك الحياه بينهم كآنهما رفيقين سكن لا زوجين،تنهد بضجر،وهو يسمع صوت فتح باب الحمام ،وطلت من خلفه صابرين بعد أن أبدلت ثيابها بأخرى مُلائمه للنوم،
ثم توجهت مباشرةً الى الناحيه الأخرى من الفراش،ونحت الغطاء قليلاً ثم تستطحت فوق الفراش،تُغمض عينيها.
فكر عواد بقطع تلك المسافه الصغيره بينهم،بالفعل كاد يقترب منها لكن تحكم عقله: بلا أيها الابله هكذا هن النساء يُريدن هدم هامة الرجال….كل ذالك الشعور تعود،بسبب قُربك منها خلاص لما هتسافر لندن وتبعد كم يوم الشعور ده هيتغير وترجع زى ما كنت متفرقش معاك،هكذا أرضى غرور عقله.
أعتدل بجسده على الفراش.
بينما صابرين شعرت بإقتراب عواد منها ودت أن يضمها له، كم تريد أن تشعر أن لديها اهمجيه عند أحد
حتى لو كاذب، لكن عواد إبتعد، وهى أيضًا أصبحت تشعر بخواء روحها،ربما بسفر عواد وإبتعاده عنها تستطيع أخذ قرار نهائى يرتاح عقلها بعدهُ.
لم يستطيع الإثنين النوم، كل منهم عقله سابح بالآخر، يُفسر ما يشعر به على هواه ويعتقد أن البُعد قد يكون بداية الوصول الى الراحه المنشوده له.
يتبع…
رواية بحر العشق المالح الحلقة الثالثة والثلاثون
بمنزل زهران.
خرج فهمي من غرفة أحلام بعد أن أطئمن أنها نائمه
بينما أرادت أحلام أن تتقلب بجسدها على الفراش لكن تشعر أن جسدها مثل الهُلام لا تستطيع التحكم به تشعر بتيبوس فى عظامها، مصحوب بوجع أصبح مع الوقت يشتد … دموع سالت من عينيها دون إراده منها، دموع حسره على نفسها، رغم أن الغرفه بها ضوء خافت لكن شعرت أنها مُظلمه مثل القبر تضيق عليها،موحشه، أغمضت عينيها بقوه كى تُزيل
من بين أهدابها تلك الدموع لكن آتى لخيالها
صوره لها وهى نائمه بغرفه موصول بجسدها آنابيب طبيه
فتحت عينيها سريعًا برجفه قويه، لا ليست تلك نهايتها، حقًا تشعر بآلم ينخُر بجسدها لكن هذا مجرد وقت وستعود لعافيتها مره أخرى كل هذا بسبب تجبير ساقيها لا أكثر من ذالك
هى أقوى من ذالك الآلم،
لديها قلب شجاع لا يهاب من شئ، تذكرت أنها يومًا ما
دخلت الى غرفة العنايه المركزه متنكره بزي ممرضه.
[فلاشـــــــــــ/باك]
بالمشفى التى كان بها عواد
بعد أن علمت أن إصابة عواد ليست خطيره، زاد الحقد فى قلبها بسبب نجاته، لكن أثناء سيرها بممر المشفى، رأت خروج مصطفى من غرفة العمليات ودخوله الى غرفة العنايه المركزه، وسمعت قول الطبيب وقتها حين قال:
الرصاصه كادت تخترق جدار الرئه،وصحيح عدينا مرحلة الخطر،بس المريض هيفضل فى العنايه المركزه الليله.
00
لحسن حظها لم يراها لا ساميه ولا جمال الوقفان مع الطبيب، تسحبت بعيد عنهم وخرجت الى حديقة المشفى، جلست على أحد المقاعد الرُخاميه، ينشب بقلبها الغِل،الإثنان نجيا من الموت،بل الثلاث،
فـ صابرين هى الاخرة إصابتها غير خطيره،
بالتأكيد سيكون هناك تحقيق فى ذالك الآمر،وبالتأكيد بسبب عدم خطورة تلك الإصابات قد تحول القضيه الى قضية عراك بينهم وبالنهايه تُغلق القضيه بالتصالح بينهم، عقلها يثور والحقد يزداد، فجأه وقع بصرها على وقوف سيارة إسعاف بمكان قريب من جلوسها، ثم رأت خروج سرير طبى
عليه شخص مُغطى بالابيض من رأسهُ لأخمص قدمه، ثم وضعوه بتلك السياره، وإنطلقت بعدها السياره، لكن خرج من المشفى من تصرخ وتنوح، آتى لعقلها فكره شيطانيه، لو نفذتها قد تحصُل على مُبتغاها، لو مات مصطفى أقل شئ سيوجه
لـ عواد تهمة قتل لم تفعل حساب أن كاميرات مدخل المنزل صورت دخول مصطفى خلف صابرين وأنه هو من أشهر السلاح أولا وأطلق الرصاص على صابرين ثم عواد وأن ما حدث من عواد كان دفاع عن النفس، شيطانها انساها ذالك وتمكن من عقلها
ذهبت الى غرفة الممرضات بالمشفى، رأت الغرفه بها ممرضه واحده، نهضت حين دخلت قائله لها:
أهلاً يا حاجه خير.
ردت أحلام بإرتباك ملحوظ:
خير يا بنتى، انا إبن سلفى هنا فى المستشفى، وتعبان شويه وجايه أشوف ممرضه تجى تدى له حقنة مُسكن تسكن آلمهُ.
ردت الممرضه: أنا تحت أمرك يا حاجه قوليلى هو فى أوضه نمره كام؟
أبلغت احلام لها رقم غرفة عواد بالمشفى.
ردت الممرضه: تمام هاجى مع حضرتك
إدعت احلام البسمه قائله:
ربنا يصلح حالك متعرفيش هو قد ايه متآلم، وطلبنا الدكتور قال لينا إن من ضمن العلاج نوع مُسكن لما يحس بآلم ياخد منه حقنه.
ردت الممرضه: ربنا يشفيه ياحجه انا تحت امرك… خلينا نروح له.
تبسمت أحلام وسارت بعض الخطوات، لكن قامت بوضع يدها على شاشة هاتفها ليصدح بصوت رنين.
نظرت للشاشه ثم قالت للمرضه:
ده إبنى اكيد عاوز يطمن على إبن عمه، أصلهم زى الاخوات، إسبقينى إنت عالاوضه، وأنا هطمنه واحصلك عالاوضه بلاش نسيبه يتآلم أكتر.
أمائت لها الممرضه ثم تركتها وذهبت الى الغرفه التى قالت لها عليها،
اغلقت أحلام رنين الهاتف،ثم عادت سريعًا الى غرفة الممرضات،وأخذت زى ممرضه وخرجت مُسرعه قبل أن تعود أحداهن، ذهبت الى صيدله خاصه جوار المشفى، إشترت سرنجه وكمامه طبيه، ثم عادت مره أخرى دخلت الى حمام قريب من غرفة العنايه المركزه،وإرتدت ذالك الزى ووضعت الكمامه تخفى وجهها،وخرجت نحو مقصدها..
حين يغضب الله على إنسان ذو قلبً جاحد يُسهل له الطريق الشر.
لا يوجد أحد واقف أمام غرفة العنايه
دخلت أحلام الى الغرفه وتوجهت مباشرةً نحو فراش مصطفى، وقفت للحظات تنظر له ببُغض، رغم أنها لم تتأمل من ملامحه بسبب وجود آنابيب النتفس على آنفه، نظرت نحو ذراعه هنالك انابيب موصوله به، تنهى بكيس به محلول طبى مُلعق له
الآن فرصتها، أخرجت تلك السرنجه من جيب زيها، وبلا تفكير للحظه ملئتها بالهواء،ثم إخترقت بسِنها الحاد، الجزء الخارجى لكيس المحلول الطبى وأفضت الهواء به وكررتها أكثر من مره بلحظه،الى أن سمعت صوت صفير،سلتت السرنجه وخرجت مُسرعه من الغرفه قبل ان يدخل أحد الى الغرفه،بالكاد سارت خطوتين خارج الغرفه ورأت الطبيب يهرول الى الغرفه سريعًا وخلفه إحدى الممرضات، دخلت الى ذالك الحمام وقفت تلتقط أنفاسها الهادره الى أن هدأت قليلاً، ثم القت تلك السرنجه بسلة المهملات وخلعت ذالك الزى وطبقته وأخذته معها وخرجت من الحمام تمتثل بالهدوء كآنها لم تُزهق روح إنسان قبل لحظات…غادرت المشفى بأكملها وعادت للمنزل تنتظر ما يُشفى حقد قلبها،لكن خاب أملها،وإكتسبت وزر قتل إنسان.
[عوده]
عادت من تلك الذكرى برغم ما تشعر به من آلم لكن عقلها الباطن يصور لها أن كل ذالك الآلم وهم وسينتهى بمجرد فك جبيرة ساقيها.
……
أثناء صعود فهمى تقابل مع تحيه توقف لهاقائلاً:
رايحه فين.
ردت تحيه:
ميعاد الدوا بتاع أحلام بعد شويه .
تنهد فهمى بآلم قائلاً:أنا جاي من أوضتها، وهى نايمه، طالما نايمه تبقى مرتاحه بلاش تصحيهادلوقتي… خلينا نطلع أوضتنا وبعد شويه إبقى أنزلى لها.
وافقت تحيه فهمى وصعدت معه لغرفتهم، دخلت أولاً ثم هو خلفها وأغلق الباب.
جلست تحيه على أحد مقاعد الغرفه يبدوا على وجها الوجوم،لاحظ ذالك فهمى وذهب جلس على أحد مسندي المقعد قائلاً:
مالك يا تحيه حاسس كده إنك متغيره،أو يمكن تعبانه من خدمة أحلام و….
قاطعته تحيه:
لأ أبداً مش تعبانه من خدمة أحلام،حد يطول يكسب ثواب خدمة مريض.
تبسم فهمى قائلاً:اومال مالك حاسس كده إن مش بخير،ولا عشان عرفتى إن عواد هيسافر لندن،عادى يعنى هى اول مره يسافر لندن.
تنهدت تحيه تحاول نفض ذالك الثُقل عن قلبها،وتدمعت عينيها قائله:
عارفه إن مش أول مره عواد يسافر لندن، بس مش عارفه ليه حاسه زى ما يكون شئ جاثم على قلبى من ناحية ولادى الإتنين، عواد وغيداء، غيداء ضعيفه وساذجه تشبهنى وأنا فى سنها، خايفه عليها يبقى بختها زى بختى.
نظر فهمى لـ تحيه نظرة عتاب قائلاً:
ماله بختك يا تحيه، ليه دايمًا بتحسسنى إنك ندمانه إنك إتجوزتينى، بعد المرحوم جاد.
تنهدت تحيه قائله:ليه بتقول كده،أنا بفضفض معاك،مش أكتر.
قالت تحيه هذا ونهضت واقفه،شعر فهمى أنه تسرع بالقول،نهض هو الآخر وجذب يد تحيه قائلاً بآسف:
متآسف
تحيه مش قصدى،بس يمكن كلنا متوترين بسبب الظروف اللى حصلت فى الفتره الأخيره.
نظرت تحيه لـ فهمى ثم أدارت وجهها قائله:جايز برضوا.
تبسم فهمى وهو يضع يدهُ أسفل ذقن تحيه وأدار وجهها له قائلاً:
أنتِ بعد ما عرفتى إن عواد هيسافر لندن متغيره، مش عارف ليه.
تدمعت عين تحيه قائله:
مش عارف ليه، عواد لما بيسافر لندن بيبقى رايح ليه.
تنهد فهمى قائلاً: عارف، عشان الفحص الدورى وده فحص روتينى للإطمئنان بيعمله كل فتره.
شعرت تحيه بوخز قائله:عارفه، بس
مش عارفه أنا ليه حاسه بتقل على قلبى حاسه إن ولادى هيصيبهم شئ سئ.
حضن فهمى تحيه قائلاً:
هيصيبهم أيه إنتِ اللى قلبك رُهيف، مش ملاحظه تغيُر عواد فى الفتره الأخيره، عواد اللى مكنش بيقعد فى مكان واحد أسبوع،وكان مقضيها تنقلات بين المزارع والمصانع، بقى معظم وقته عايش فى إسكندريه، تفتكري ليه، عشان صابرين اللى مش بيروح مكان غير وهى معاه،عواد واقع فى عشق صابرين.
تبسمت تحيه، لكن بنفس الوقت شعرت بغصه وهى تتذكر ذكرى قديمه، هى التى وضعت تلك الفجوه بينها وبين عواد.
[فلاشـــــــــــــــ/باك]
بعد إصابة عواد ونجاته من الموت بعدة أشهر،
كان جليس مقعد متحرك
يشعر دائمًا بكُره لهذا العجز الذى يشل حركته يجعله يحتاج دائمًا لمن يرافقهُ، لكن يخشى أن يطلب شئ حتى لا يرى الشفقه أو الشمت اللتان أصبح يراهما بوجوه المحيطين به، لكن مازال لديه شعور بالإحتياج لضمة والداته، إستطاع بيديه أن يُحرك ذالك المقعد وذهب أمام غرفة والداته،كاد أن يطرُق على باب الغرفه قبل أن يدخل لكن وضع يدهُ على مقبض باب الغرفه وبلا انتباه قام بالضغط عليه ولسوء حظه
فُتح باب الغرفه،
كاد يُكمل كلمة:
مامــ،
لكن قطع تكملة بقية الكلمه حين وقع بصرهُ على موقف بالنسبه له كان صادم، بل هادم،
رأى فهمى يجثو بجسدهُ فوق جسد تحيه يتبادلان القُبلات الحميميه، بإنتشاء ولهفه للمزيد، لكن فجأه
أدار الإثنين وجههما إليه،
سريعًا دفعت تحيه فهمى عنها تضم غطاء الفراش حول جسدها، كذالك فهمى،
بينما أسرع عواد بتحريك ذالك المقعد اللعين، وأخذ يدور به حول نفسه غير مُنتبه الى إقترابه من درجات السلم، وكاد أن ينزلق بالمقعد لولا أن أمسك فهمى المقعد على آخر لحظه قبل أن ينزلق،
تنهدت تحيه براحه حين أمسك فهمى المقعد قبل أن ينزلق، ودموعها تسيل على عواد الذى صرخ على فهمى أن يتركه ويبتعد عنه،كما نظر لها بإذدراء
قائلاً بدمعه تلألأت بعينيه:
انا ليه مموتش زي بابا.
بينما حاول فهمى التحدث إليه وحتى تحيه تجاهلت تلك النظره المتقززه منه وذهبت تحتضنه بلهفه قائله: عواد بلاش تقول كده، ربنا يطول بعمرك.
دفع عواد المقعد بيده خطوه للخلف بعيد عنهما، وقال بتحدى:
أنا هتعالج وهرجع أمشى تانى على رِجليا ومش هحتاح لأى حد، مفيش حد صعب أستغنى عنه بعد بابا، أنا بكرهكم، وهفضل طول عمرى أكرهكم.
بنفس الوقت آتت أحلام، ورأت فهمى يقف يرتدى مئزر وصدره يظهر عارى من اسفله شعرت بغيط كبير، لكن لا تمتلك سوا القبول أن تُشاركها تحيه زوجها، كذالك نظرت نحو تحيه التى ترتدى مئزر مغلق بإحكام على جسدها كذالك وشاح بالكاد يُخفى شعرها وتقف امام عواد تسيل دموعها وهى تتذلل له وهو يُعلن كُرههُ لهما، ربما هذا شفى غليلاها قليلاً،
بينما بنفس الوقت آتى
جدهُ وسمع نهاية حديثه وقال بجبروت:
أنت خلال شهر هتسافر لندن تتعالج هتسافر لوحدك.
كادت أن تعترض تحيه على قوله،كيف له وهو بهذه الحاله يستطيع العيش وحده، لكن نظر جد عواد لها بتحذير ان تنطق بأى كلمه وأكد كلمته:
هيسافر لوحده يتعالج.
صمتت تحيه بقهر فى قلبها، ودموع تسيل، لا تعلم لما صمتت، ولم تُصر على مُرافقة عواد برحلة علاجه
الصعبه وتكون اليد التى تمنعه من السقوط، لكن صمتت مخافه من جد عواد أن يُنفذ تهديده ويمنع إرسال نفقات علاجهُ الباهظه.
[عوده]
على شعور تحيه بأنامل فهمى تمسح تلك الدموع عادت من تلك الذكرى التى فرقت بينها وبين عواد وجعلت منه ذالك الصلد، بداخلها تلوم نفسها ليتها رفضت قرارات جد عواد وأخذته وعادت الى الاسكندريه، يعيشان معًا، حتى لو ظل قعيد، وما رأت تلك النظره المُتقززه التى لازمته لها فى عينيه، رغم مرور السنوات، لم تستطع الإستمتاع بحياتها كما ظن، حتى حين أنجبت غيداء لم يكُن لها زهوه بقلبها فقدت الإحساس بالفرح، كانت فرحتها الوحيده التى أنساتها قليل من وجع قلبها هى حين رأت دخول عواد الى المنزل واقفًا على قدميه، رغم ان تلك الإصابه تركت أثارها ليس فقط على جسد عواد بل على طفولته وبداية صباه الذى قاضهما فى محاربة العجز،رغم معاملته الجافه لها دائماً،لكن دائماً ما تشعر بالخوف عليه وهاجس يُسيطر عليها بأن يُصيبه مكروه مره أخرى،يكفيها وجوده قريب منها شكليًا بالنسبه له،كليًا بالنسبه لها.
…… ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بغرفة فاروق
تذمرت سحر قائله:
أنا لازم أغير مدرسين الولاد، خلاص مبقوش نافعين.
كان فاروق عقله سارح بلا شئ فقط ينظر الى بصيص تلك السيجاره التى بيدهُ… كآن ذالك مثل ذالك البصيص المُشتعل بقلبهُ.
لاحظت سحر شرود فاروق فوضعت يدها على كتفه قائله بتنبيه مُتذمر:
فاروق، إنت سرحان،وانا بكلمك.
إنتبه فاروق لها قائلاً:
كنتِ بتقولى أيه؟
ردت سحر بتهكم:
طبعًا سرحان، ما أنت طول الوقت غايب عن هنا ومتعرفش اللى حصل فى غيابك.
تحدث فاروق بحنق:
وأيه اللى حصل وانا مش هنا.
ردت سحر بغضب وعصبيه:
ولادك التلاته لتانى شهر عالتوالى تنخفض درجاتهم المدرسيه،دول المره دى فى مواد جايبين فيها أقل من النص مع إنى غيرت لهم المدرسين بس زى قلتهم.
تهكم فاروق قائلاً:
العيب مش فى تغير المدرسين العيب منك،فين دورك فى المراجعه مع ولادك مش فاضيه غير تروحى تفضلى عند مامتك طول اليوم وترجعى المسا عالنوم.
ردت سحر بغضب:
ده بدل ما تحاول معايا وتشد عالولاد شويه.
رد فاروق:الولاد مش محتاجين اللى يشد عليهم الولاد محتاجين اللى يهتم بيهم ويراعيهم مش زيهم زى اى شئ فى البيت،المفروض الولاد مسؤليتك يا مدام،ولازم تهتمى بيهم المدرسين مش لوحدهم هما اللى هيرفعوا من درجات الفحص الشهرى،المفروض تراجعى معاهم المواد دى،لكن إنتِ اعتمادك عالمدرسين بس كفايه،قبل كده لما كانوا بيلاقوا اللى يراجع معاهم كانت درجاتهم مرتفعه،لأن اللى مكنوش بيفهموه من المدرسين كانت فاديه بتراجعوا معاهم وبتفهموا لهم،دلوقتي طبعاً فاديه بعدت عنهم.
تهكمت سحر قائله:قصدك إن فاديه هى اللى كانت السبب فى نجاح ولادى،كانت نجحت جوازها من أخويا وقدرت تحافظ عليه بدل ما فى الآخر إطلقت بعد ما إتنازلت عن كل حقوقها،غِل وغِيره منها بعد ما عرفت إن ناهد حامل.
إعتدل فاروق فى جلسته قائلاً بفضول:
بتقولى أيه،هو وفيق طلق فاديه.
تهكمت سحر قائله:
طبعًا هتعرف منين،ما أنت مقضيها رحاله من هنا لهنا،فاديه طلبت من المحامى يبلغ وفيق إنها متنازله عن كافة حقوقها قصاد طلاقها،الغبيه طلعت من المولد بلا حمص،بس تستاهل هى اللى معيوبه وأخيرًا أعترفت بكده،وقالت تحافظ على صورتها قدام الناس.
إنشرح قلب فاروق ولم ينتبه الى بقية حديث سحر السافر عن فاديه كل ما أنتبه له هو أن فاديه اخيراً تحررت من زواجها من وفيق،ليصبح أمامه فرصه أخرى يسترد معها الشعور بـ قلبهُ المفقود،لن يكون متخاذل هذه المره ويستسلم للغرق دونها.
…….ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد مرور أسبوع
أشرقت شمش يوم جديد
إستيقظ عواد ينظر الى جواره
تنهد بسآم، أصبح يمقت ذالك الاسلوب المتبلد التى تفرضه صابرين على حياتهم، بالتأكيد كعادتها مثل الايام الماضيه، تصحو باكرًا عنه كى تذهب الى شقة أختها التى أصبحت تقضى معها معظم اليوم تعود مساءً الى الفيلا وتتجنب بغرفتهم أصبح الحديث بينهم قليل وفاتر،
سرعان ما لام نفسه على ذالك الشعور منذ متى ويؤثر عليه غياب أحد، أفق من ذالك الشعور، بالغد ستسافر وينتهى ذالك الشعور الواهى.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ….
عصرًا
لم تتفاجئ غيداء حين خرجت من الجامعه بعد انتهاء محاضراتها بوقوف فادى ينتظرها بدراجته الناريه، تبسمت بتلقائيه وتوجهت مباشرةً الى مكان وقوفه، لاحظت وجوم وجهه رغم تلك البسمه الطفيفه على شفتيه، شعرت بنغصه فى قلبها
صعدت خلفه على الدراجه سُرعان ما إنطلق بهم، توقف بمكان قريب من البحر. …
ترجل من على الدراجه وذهب جلس على أحد الأحجار البعيده قليلاً عن الشاطئ صامتًا،كآنه يُراقب أمواج البحر.
ذهبت خلفه غيداء وجلست لجواره صامته لبعض الوقت الى أن قطع الصمت رنين هاتفه…
نظر للشاشه للحظه بإنشراح قلب ورد سريعًا:
ماما كنت متأكد….
قطع إسترسال حديثه حين آتاه صوت نهى قائله:
أنا نهى يا فادى بكلمك من موبايل عمتى من وراها،عشان لما بتصل عليك من موبايلى مش بترد عليا،أنا كنت عاوزه أقولك إن عمتى بقت عصبيه أوى،وكمان تقريبًا مش بتاكل غير بعد محايله منى انا عمو جمال.
تنهد فادى بضيق قائلاً:
تمام أنا جاي بكره البلد،بشكرك يا نهى،حاولى تطلعيها من الحاله دى.
ردت نهى:مش محتاجه شكر يا فادى،عمتى هى اللى مربيانى وأقل شئ اعمله إنى أرعاها،أنا بس إتصلت عليك عشان اعرفك،يمكن تقدر تخرجها من الحاله دى.
رد فادى:تمام،أنا جاي البلد بكره.
أغلق فادى الهاتف ووضعه بجيبه وعاد الصمت مره أخرى.
شعرت غيداء بالغِيره حين سمعت فادى ينطق إسم نهى، وإنتابها شعور بالقلق على فادى وبتردد منها وضعت يدها فوق يدهُ قائله:
نهى كانت بتتصل عليك ليه.
نظر فادى لها قائلاً: عشان ماما.
تسألت غيداء:
مالها مامتك.
تعصب فادى قليلا وقال:
ماما مقطعانى ومش بترد على إتصالاتى عليها،عاوزه تعرفى أيه السبب؟
نظرت غيداء له بترقُب واستغراب من عصبيته قائله:
أيه السبب يا فادى؟
رد فادى:
السبب إنت يا غيداء.
إذردت غيداء ريقها وقالت بخفوت:
أنا السبب ليه عملت أيه لها؟
رد فادى بصدق مشاعر لكن بداخلهُ ينفى ذالك:
عشان بحبك ومقبلتش رغبتها إنى أتجوز نهى بنت خالى.
فى بدايه رد فادى شعرت غيداء بإنشراح فى قلبها لكن بالنهايه تبدل ذالك و شعرت بوخز قوى فى قلبها،وتهتهت بالحديث:
وفيها أيه،لما ترفض تتجوز منها نهى ده يزعل والداتك فى أيه،دى حياتك وإنت حر فيها.
رد فادى بصدمه لـ غيداء:
بس مش حُر لما أروح اقولها إنى عاوز أتجوز من أخت عواد زهران اللى إتسبب فى موت أخويا.
صدمه ألجمت غيداء كان ردها دمعه سالت من عينيها.
لاحظ فادى تلك الدمعه وكاد يرق قلبهُ لها لكن بعد نظرهُ عنها ونظر نحو البحر،لابد يُنحى قلبهُ الآن.
بينما تحدثت غيداء برعشة صوت:
وإنت هتوافق على رغبة مامتك وتتجوز من نهى؟
عاد فادى نظرهُ لـ غيداء قائلاً:
تفتكري لو كنت موافق بس واحد فى الميه كان زمانى بالحاله دى أنا حاسس إنى زى اللى بتغرس مركبهُ فى رمل الشط،و ألايد اللى ممكن تساعدنى إنى أطلع من الغرسه دى موقفها ضعيف.
ردت غيداء:ومين الأيد دى؟
نظر فادى لها قائلاً:
الايد دى إنتِ سبق وعرضت عليكِ نتجوز،وانتِ بعدها بعدتى عنى.
تعلثمت غيداء قائله:إنت طلبت إننا نتجوز عرفى،ليه مطلبتش إننا نتجوز رسمى.
رد فادى:إنتِ سامعه بنفسك ماما لمجرد رفضت الجواز من نهى مقطعانى،مفيش غير إننا نتجوز عرفى لوقت صغير لحد ما تعدى سنوية مصطفى وبعدها ماما تكون نار قلبها هديت شويه.
ردت غيداء:طب ليه مش نستنى لبعد السنويه وتكون نفسيتها هديت وبعدها نتجوز رسمى.
تضايق فادى وقال:.قولتلك إنك اول ايد بتستغنى عنى، أنا تعبت يا غيداء إنتِ معتدكيش ثقه فيا ولا ثقه إنى بحبك،وبحارب عشان فى النهايه نكون سوا.
ردت غيداء:أنا لو مش واثقه فيك يا فادى مكنتش جيتلك الشقه قبل كده،بس…
قاطعها فادى:
طالما عندك ثقه فيا ليه مش موافقه نتجوز عرفى كم شهر وبعد سنوية مصطفى نتجوز رسمى،فى الفتره دى ممكن أقدر أقنع ماما وانا قلبى مطمن
إنك معايا.
ترددت غيداء قائله:وإفرض فضلت مُصره إنك تتجوز من نهى زى ما هى عاوزه.
رد فادى:وقتها هقولها الحقيقه وإننا متجوزين واكيد هتسلم برغبتى وإن جوازنا بقى أمر واقع،إنما لو رفضتى وقتها ممكن أضعف قدام إلحاحها عليا إنى أتجوز من نهى،القرار قرارك يا غيداء،قدامك يومين على ما أرجع من البلد.
…. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مساءً
كانت صابرين تجلس مع فاديه بالشقه تشاهدان احد الافلام على التلفاز،ويبدوا أن الفيلم إندمج مع حالة صابرين التى أصبحت تميل الى الفتور…
الى أن دخل عليهن هيثم قائلاً بمزح:
ريا وسكينه قاعدين جنب بتخططوا لأيه؟
ردت صابرين:بنخطط نخطفك ونرميك فى البحر.
ضحك هيثم قائلاً:
هو رايا وسكينه مش كانوا بيخطفوا الستات إنتم هتغيروا النشاط وهتخطفوا رجاله ولا ايه.
ردت عليه صابرين:
آه هنخطف العيال السيس اللى بيدخلوا كليه الطب.
ضحك هيثم وجلس بالمنتصف بينهن قائلاً:.طب والنبى قبل ما تخطفونى،أكلونى انا على فطورى من الصبح.من الجامعه،للمستشفى لحد ما خلاص هقع من طولى،البت صابرين كان عندها حق طب الحيوانات اللى زيها أسهل من طب الجراحه .
وضع هيثم يدهُ على رقبته يقول بآلم بسبب تلك الصفعه التى تلاقها ثم قال: إيديك تقيله كل ده عشان غيرانه منى عشان أنا هبقى دكتور قد الدنيا مش حتة موظفه فى وزارة الصحه هدفها قطع الارزاق.
كادت صابرين أن تصفعه مره أخرى لكن منعتها يد فاديه قائله بمرح:خلاص أيه صوتكم زمانه وصل للجيران،قوم يا هيثم خدلك شاور كده يفوقك،على ما أحضر العشا.
نهض هيثم يبتسم قائلاً:
حضرى عشا لإتنين بس،قطاعة الارزاق دى تروح تتعشى فى بيتها مع جوزها الراجل الطيب اللى مستحمل بلاء ربنا عليه.
نظرت صابرين حولها تبحث عن شئ تقذفه به لم تجد شئ سوا جهاز التحكم الخاص بالتلفاز وكادت تقذفه به، لولا ان قالت لها فاديه:
لو الريموت أتكسر هتدفعى تمن واحد جديد، أنا مش مناهضه أشتري ريموتات بسببك إنتِ وهيثم، اسهل حاجه تحدفوا بعض بأى ريموت قدامكم ويتكسر عادى ولا فى دماغكم.
وضعت صابرين الريموت على تلك الطاوله قائله:
هدفعلك منين، أنا خلاص قربت أعلن إفلاسى، بسبب كوتش العربيه، تلات فرد كاوتش تضرب فى أسبوع واحد كآن الفلوس اللى بدفعها حرام، انت خلاص بفكر ابيع العربيه واوفر مصاريفها أحسن.
تبسم هيثم قائلاً بإغاظه: ايوا بيعى العربيه واشترى توكتوك احسنلك وشغلى أغانى مهرجانات.
ضحكت صابرين قائله: وماله واخدك سواق عالتوكتوك اهو تعمل باكلك وتوفر المصاريف شويه عن بابا.
فكر هيثم لثوانى ثم قال:
فكره برضوا ونشغل التوكتوك ورديتن، أنتِ تشتغلى عليه بعد ما تخلصى قطع ارزاق الناس، وانا أخد وردية الليل.
ضحكت على مزاحهم فاديه قائله:. هى دى المشاريع الناجحه ولا بلاش وأنا بقى اللى هاخد الإيراد ونوزعه بالعدل بينا إحنا التلاته.
ضحكوا ثلاثتهم، بنفس الوقت.
لكن قطع مزاحهم رنين هاتف صابرين.
نظر هيثم للهاتف قائلاً: طنط تحيه… الإحترام حلو برضوا، مش حماتك.
ردت صابرين: والله هى مش حماتى بس شخصيه طيبه جداً وخساره تبقى أم عواد، المفروض أحلام هى اللى كانت تبقى مامته كانوا يعملوا كابلز مُميز،إسكت بقى خلينى أرد عليها.
ردت صابرين على تحيه بعد الترحيب بينهم،تحدثت تحيه: إنت فين يا حبيبتى
أنا هنا فى إسكندريه وصلت من شويه.
ردت صابرين:أنا عند فاديه أختى،مسافة السكه هكون عند حضرتك فى الڤيلا ياطنط.
تمام يا حبيبتى توصلى بالسلامه.
أغلقت صابرين الهاتف ونظرت لـ هيثم قائله:
نبرت فيها،أهو هتتعشى إنت وفاديه لوحدكم،طنط تحيه هنا فى إسكندريه،يلا همشى انا بقى،عشى الواد،عيش وجبنه.
تبسم هيثم قائلاً:الحقى حماتك لتسخن قلب عواد عليكِ.
نظرت له صابرين بتهكم قائله: هى نفسها محتاجه اللى يبرد قلب عواد عليها، ده ان كان عنده قلب من اساسه، يلا سلام.
تبسمت فاديه قائله:
سلام وخدى بالك وإنتِ سايقه العربيه، انا بقيت بخاف لحد ما تتصلى عليا وتقوليلى وصلت الڤيلا بسلام، بسبب فرقعة كاوتش العربيه.
تبسمت صابرين قائله:
أكيد العربيه دى منظوره من عين ناس صفره مقضيه نص يومها بين الموصلات… سلام.
غادرت صابرين الشقه.
تبسمت فاديه لـ هيثم الذى قال:
صابرين صعبانه عليا بحس إنها مع الوقت بتنطفى حتى وهى بتهزر بحس قلبها موجوع،وواضح فى عينيها.
تنهدت فاديه قائله: أنا كمان حاسه بكده، وبحاول أخرجها من الحاله دى، صابرين حاسه إنها تايهه، والسبب عواد، صابرين بتحب عواد بس عقلها رافض الحب ده، ولما هتعترف بالحب ده هترتاح.
….. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بـ ڤيلا زهران
كانت غيداء نائمه على الفراش تشعر بحِيره، تُفكر فى عرض فادى، ماذا ترد عليه بعد يومين، أترفض الزواج منه.. لكن رفض الزواج معناه نهاية قصتهما
أتقبل الزواج به عرفيًا بالسر،لكن هذا غير لائق بها،كما انها قرأت عن قصص مُخيفه لبنات عن نهاية الزواج العرفى بمآساه لهن،لكن لا فادى ليس مُخادع مثل غيرهُ.أفضل الهدايا لأحبائكم
حِيره تضرب بعقلها أسئله يطرحها العقل ويجاوب القلب عليها…
أخرجها من تلك الحِيره صوت طرق على باب الغرفه،
سمحت له بالدخول.
نهضت من على الفراش مبتسمه وإرتمت بحضن تحيه تقول:ماما،أيه المفجاه الحلوه دى، بابا معاكِ.
عانقتها تحيه بقوه وقالت: لأ بابا فى البلد انا اللى جيت لوحدى وحشتينى قولت آجى أشوفك وأطمن عليكِ إنتِ وعواد واقعد معاكم يومين.
تبسمت غيداء قائله: أحلى يومين هنام فى حضنك زى قبل ما ادخل الجامعه وأجى أعيش هنا فى إسكندريه.
تبسمت تحيه قائله: وهسرحلك شعرك كمان.
تبسمت غيداء قائله: اول مشكله واجهتنى لما جيت هنا، هى إنى مكنتش بعرف اسرح شعرى، بس مع الوقت إتعودت خلاص.
تبسمت تحيه قائله:طب يلا انا هروح أغير هدومك تكون صابرين وعواد وصلوا للڤيلا نتعشى سوا،أنا قابلت ماجد من شويه.
ردت غيداء:ماجد من بعد ما طلق فوزيه وهو إتعدل حاله وبقى يهتم ببناته ويقضى معاهم وقت،عكس لما كان متجوز من فوزيه كان مقضيها معاها عزايم وخروجات.
قبلت تحيه وجنة غيداء قائله:ربنا يهدى،يلا غيرى إنتِ كمان هدومك.
تبسمت غيداء قائله بمزح:حاضر يا ماما وهغسل اسنانى كمان قبل النوم.
ضربت تحيه رأس غيداء بخفه قائله:
بطلى تريقه،مفكره هتكبرى بكده فى نظرى.
خرجت تحيه بينما تبسمت غيداء تشعر براحه فى قلبها،تركت كل الحِيره خلفها.
….
بعد قليل
بحديقة الڤيلا
دخلت سيارة عواد وخلفها سيارة صابرين
ترجلا الإثنان من سيارتيهما،تقابلا بمدخل الفيلا الداخلى،نظر عواد الى ساعة يدهُ،ثم نظر لـ صابرين
قائلاً:
غريبه لسه ساعتين على ميعاد رجوعك للڤيلا.
نظرت له صابرين،ثم قالت بتهكم:
رجعت بدرى مش عاجبك رجعت متأخر مش عاجبك برضوا،بعد كده هبقى أبات بره.
تبسم عواد بسمة غيظ واشار لها بالدخول قبله، بالفعل دخلت الى الداخل
إستقبلتهم تحيه التى تفاجئ عواد بمجيئها…
تبسمت صابرين لها بذوق قائله: أهلاً يا طنط إسكندريه نورت.
تبسمت تحيه وهى تُعانق صابرين.
تهكم عواد من تلك المشاعر التى بنظره فارغه…
حتى حين تركت تحيه عناق صابرين وإقتربت منه تُعانقه هو الآخر، لم يُعطى اى ردة فعل، مجرد عناق فارغ…
بعد قليل
تبسمت تحيه وهى تجلس على فراشها بالمنتصف بين
غيداء وصابرين، بعد أن تركوا عواد وماجد يتحدثان بأمور العمل
إقتربت غيداء والقت نفسها بحضن تحيه التى تبسمت لها بحنان، كذالك فتحت يدها الاخرى
لـ صابرين التى رحبت بذالك
جلسوا يتحدثون بأشياء كثيره وذكريات تحكيها تحيه لاول مره، وأحلى ذكرى بحياتها كانت يوم ولادة عواد وشعورها المُميز وقتها حين حملته بين يديها.
تذمرت غيداء بأدعاء كاذب: يعنى يوم ماولدتينى كنتِ زعلانه.
تبسمت تحيه قائله: لأ بالعكس فرحت إن ربنا مَن عليا ببنت وقولت أجمل هديه جت فى وقتها.
تبسمت صابرين قائله: حضرتك يظهر زى ماما كانت بين الخِلفه والتانيه، سبع سنين، بس حضرتك طولتى اوى يعنى بين عواد وغيداء ستاشر سنه تقريبًا.
تنهدت تحيه بغصه قائله:
فعلاً كانت فتره طويله، بس مش طويله أوى يعنى أنا كنت خلفت بعد عواد طفل تانى وربنا أختاره يعيش فى جنته.
تعجبت صابرين قائله:
يعنى حضرتك كان عندك ولد تانى غير عواد.
ردت تحيه: أيوا انا كنت خلفت ولد تانى بعد عواد بحوالى اربع سنين، بس مات يوم ما اتولد.
اصاب صابرين الذهول… وكادت تسأل تحيه…
لكن قطع ذالك طرق على باب الغرفه،وسماح تحيه له بالدخول،تبسمت بخفاء حين رات عواد
وقالت:
خلصت شغل إنت و ماجد.
أماء عواد رأسه بموافقه،تثائبت تحبه بتمثيل منها قائله:وأنا كمان شكلى كبرت والسفر من البحيره للاسكندريه تعبنى وعاوزه انام،يلا با بنات كل واحده منكم على اوضتها،تصبحوا على خير.
ضمت غيداء نفسها لحضن تحيه بدلال قائله:
لأ انا هنام هنا معاكِ الليله.
تبسمت تحيه لها بحنان،بينما نهضت صابرين على مضض كانت تود البقاء ومعرفة المزيد عن ذالك الاكتشاف،ان عواد كان له اخً غيره.
…
بعد قليل بالغرفه
كانت تتمدد صابرين على الفراش تنظر لسقف الغرفه
عقلها مُشتت،حان الوقت للتأكد من….
من ماذا،أيُعقل عواد ومصطفى أخوه وهى تزوجت من الاثنين….
ظل عقلها مُشتت،لم تشعر بعواد الذى صعد لجوارها على الفراش الإ حين إقترب منها وهمس جوار أذنها بإسمها بصوت أجش:
صابرين.
إلتفتت برأسها ونظرت لوجهه وتلك النظره الهادئه التى بعينيه،وتلك البسمه التى على شفاه التى أصبحت تقترب من شفاها،أغمضت عينيها وهى تشعر بشفاه فوق شفتاها يُقبلها قُبل هادئه تزداد تلهُف،يحاول إختراق ذالك التبلُد الذى أصبح يُسيطر على علاقتهم…ربما بعد عودته تتخذ حياتهم شكل آخر…أكثر وضوح.
يتبع…
جاري كتابة الفصل الجديد للروايه حصريا لقصر الروايات اترك تعليق ليصلك كل جديد أو عاود زيارتنا الليله
لمتابعة باقى الرواية زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا
بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل
متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا
الرواية كاملةمن هناااااااااا
مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا
مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هناااااا
تعليقات
إرسال تعليق