رواية بحر العشق المالح الفصل الثامن وعشرون والتاسع وعشرون والثلاثون بقلم سعاد محمد سلامة
رواية بحر العشق المالح الفصل الثامن وعشرون والتاسع وعشرون والثلاثون بقلم سعاد محمد سلامة
رواية بحر العشق المالح الحلقة الثامنة والعشرون
﷽
#الموجه_الثامنه_والعشرون
#بحرالعشق_المالح
ــــــــــــــــــــــــ
بغرفة تحيه
لاحظت الوجوم على وجه فهمى الجالس على الفراش يبدوا شاردًا، تحدثت بإستفسار:
مالك يا فهمى.
لم ينتبه فهمى لحديثها،تعجبت تحيه ووضعت يدها على كتفهُ قائله: فهمى!
تنبه لها فهمى، تسآلت: بكلمك مش بترد عليا
شارد فى أيه كده؟
زفر فهمى نفسهُ قائلاً:شارد فى الدنيا الغريبه.
تعجبت تحيه من رده قائله:ليه بتقول كده؟
ضم فهمى تحيه لصدرهُ قائلاً:
زمان أنا شوفت بنت جميله واقفه فى سوبر ماركت وأعجبت بيها من النظره الأولى واتمنيت اقابلها تانى وفعلاً قابلتها بعدها كتير لحد ما إنتبهت هى وسألتنى ليه بقف قدام السوبر ماركت لوقت طويل،كنت جرئ وقولت لها لآنى معجب بيكِ،إبتسمت وقتها،كنت متوقع إنها اقل رد فعل تلطخنى قلم على وشى،بس هى وشها إحمر وهربت من قدامى،بعدها بطلت تجى للسوبر ماركت لفتره،روحت سألت عليها صاحب السوبر ماركت،قالى اللى بتسأل عليها تبقى بنتى إنت بتسأل عليها ليه،كذبت وقتها وقولت له كنت إشتريت منها حاجه ومأخدتش الباقى بتاعى…
طبعًا سآلنى قد ايه الباقى بتاعك وقتها إنكسفت أقوله معرفش وقتها لقيت نفسى بقوله مش لازم أنا نسيت خلاص ومشيت بعدها وانا مصمم خلاص البنت دى لازم تكون من نصيبى فى أقرب وقتها،وقتها أبويا كان جزار كبير وكمان تاجر مواشى وله سُمعه كويسه،وكنت انا واخويا جاد بنساعده كانت صبريه وفاروق صغيرين،وقتها هو قال لامى انا هجوز فهمى وجاد وعاوز لهم عروستين بنات ناس طيبين،أنا كنت فاهم دماغ أبويا،هو مكنش عاوز بنات ناس أغنيه ولا نسب عالى عشان ميتكبروش عليه بفلوسهم ولا بنسبهم العالى ،حتى سمعته وقتها بيقول
المثل بيقول
“خد اللى يربط لك الحماره مش تبربط إنت له الحماره”بمعنى ناسب اللى أقل منك
وأول واحده أمى اختارتها كانت أحلام،مكنتش تعرفك
بس انا قولت لها انا شوفت بنت ناس طيبين فى إسكندريه وابوها عنده سوبر ماركت صغير على قده وإنك بنت جميله،أمى مكدبتش خبر وقالت لابويا اللى خد العنوان وراح سأل عنك وطبعًا من السيره الطيبه قال دى مناسبه للى فى راسى
وراح لباباكِ وقتها واتعرف عليه وبقى بينهم صداقه إتوطدت مع الوقت بسرعه انا كمان اتعرفت على باباكِ وكمان جاد أخويا، وبعدها بوقت قليل أبويا كلمنى انى يخطبلى، وانا كنت معتقد أنه هيخطبك ليا، بس هو غلط وقتها وبدل ما يحدد واحد معين، سكت
وإنتظر رد باباكِ عليه، ومن فرحة عمى صادق قالك وإنتِ وهو وافقتوا…
بس فى نفس الوقت لما راح يطلب احلام حدد لمين،قال لـ فهمى،وطبعًا بعد موافقة أهل احلام
كان مستحيل يبدل ويقول لأ لـ جاد،هيطلع مالوش كلمه قدامهم،وقتها أنا كنت خلاص هرفض،بس عرفت إنك وافقتى على جاد،او فهمت كده،قولت أكيد مشاعرى إنك بتحبينى كانت وهم بالنسبه ليا،وسلمت بالامر الواقع،وإتجوزت من أحلام وإنت كمان بعد ما عرفت إن ابويا كان قصده جاد،وانه خطبلى واحده تانيه سلمتى للآمر الواقع وإختلفت طُرقنا،بذلة لسان
طمسنا كل واحد حبهُ فى قلبه ورضينا بنصيبنا،كنت عارف إن جاد قاسى وكنت بشوف معاملته ليكِ إنتِ وعواد كنت بنصحه كتير يخف من قسوته،بس هو كان له دماغ خاص بيه
حتى أحلام كانت مُتطلعه وكل اللى فى دماغها الطمع،متأكد أنها كانت بتخلف مخصوص عشان تاخد نصيب أكبر سواء من معزة ابويا بالذات بعد موت إبنك التانى وبعدها مخلفتيش تانى وهى كانت بتخلف،بحِجة إن نفسها فى بنت،بس دى كانت كذبه أحلام عمرها ما إتمنت تخلف بنات هى كانت عاوزه ولاد،رجاله زى ما بتقول,رجاله تشيل إسم العيله وتكبرها،بس بعد ما خلفت الرابع حست إن بعد كده الخلفه هضرها صحياً،الحمل والولاده والتربيه بياخدوا من صحة الست،هى قالتلى كده وقتها،رغم أنها مكنتش بتشيل هم عيل من عيالها،والبيت كله كان مرمى عليكِ حتى بعد جواز فاروق سحر جت وبصت ليها وعملت زيها وقالت أشترى دماغى وصحتى انا كمان.
تعجبت تحيه من حديث فهمى الطويل قائله:
كل ده أنا عارفاه،بس ايه اللى حصل النهارده خلاك بالحاله دى؟
نظر فهمى لـ تحيه قائلاً:
حالة أيه؟
ردت تحيه:حالة الشرود وكمان ملامح وشك متغيره من وقت ما دخلت البيت،إنت كنت هتاخد آشعات وفحوصات أحلام للدكتور،الدكتور قالك أيه؟
نظر فهمى لـ تحيه قائلاً:
أحلام عندها سرطان فى العضم وفى المرحله الأخيره.
إنخضت تحيه قائله:
مش معقول،يمكن فى حاجه غلط،أحلام عمرها ماأشتكت إن فيها حاجه بتوجعها… وبتخاف على صحتها…دى كوباية المايه بتنادي عالشغاله تجيبهالها
لحد إيديها
تبسم فهمى بغصه مريره قائلاً:
نفس اللى قولته للدكتور،بس هو أكدلى ده،أحلام بتقضيها مسألة وقت مش أكثر.
تنهدت تحيه بقبول وتهوين قائله:
ربنا إذا اراد “كُن فيكون”،ربنا يهونها على أحلام والله من قبل ما أعرف حقيقة مرضها وهى صعبانه عليا ورجليها الإتنين فى الجبس وقاعده على كرسى متحرك،غير بقت عصبيه بزياده أوى من أى حد بيقرب منها .
… ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بمنزل صادق
سمع صادق همس فاديه “مصطفى” بإستغراب قائلاً:
مين مصطفى…ده جوزك.
نظرتن فاديه وصابرين لبعضهن اسرعت صابرين التى رأت إقتراب عواد من مكان جلوسهم، بالنفى قائله:
لأ ده كان خطيبى أنا أو بمعنى اصح شبه جوزى كان مكتوب كتابنا.
تفهم صادق قائلاً:.
آه انا عرفت إنك كنتِ مكتوب كتابك على ابن عمك.
لاحظت صابرين وجه عواد الذى تهجم الذى جلس جوار رائف بمكان قريب منهم،تجاهلت ذالك وقالت بإستعلام:
قولى يا جدو دى صورة مين؟
رد صادق بنظره حزينه:
دى تبقى نصِ الحلو، وحب عمري… جميله.
ردت فاديه:
جميلة مرات حضرتك واللى على إسمها ميلا.
رد صادق:ميلا مش بس ورثت الإسم كمان فيها شبه كبير من جميله حبيبتى الله يرحمها،صدق المثل اللى بيقول “العرق بيمد لسابع جد”
أهى ميلا الدليل القاطع للمثل ده،وبس قربوا منى كده عاوز أقولكم سر وبما إن عواد و رائف قريبين مننا ومش عاوزهم يسمعونى.
إقربت الآثنتين من صادق،الذى ترك الألبوم على ساقيه ورفع يديه وضعهما على كتفي فاديه وصابرين يضمهن له بموده وابوه وهمس قائلاً:
بصراحه أنا بحب البنات أكتر من الولاد تعرفوا لما جميله خلفت الواد رائف كنت عاوز أتبرى منه، حتى بعدها بكم شهر خلفت تحيه الواد عواد، حسيت بالنحس مزدوج… ومعترفتش إن الواد رائف ده إبنى غير لما اتصل عليا وقالى إن رزان مراته الإنجليزيه بنت البارده الله يرحمها خلفت بنت وهيسميها
جميله، وقتها حسيت إن جميله بعتت لى رساله إنها رجعت من تانى، صحيح كان قاعد ببنته فى بلاد الإنجليز بس كنت كل منامش غير على صوره جديده ليها، حتى حركات وشها وهى نايمه نفس
حركات جميله،بس هو بقى بيغظنى لما بيقول لها ميلا.
ضحكن صابرين وفاديه وجلسن بود يسمعن لحديث صادق عن زوجته الراحله وتاره يبتسم وتاره تدمع عينيه،
تحدثت صابرين بفضول مازح:
يعنى يا جدو عاوز تفهمنى إن بعد ما توفت تيتا جميله مفكرتش فى موزه تانيه زى ما بنسمع كده إن الراجل بيتجوز بعد جنازة مراته بتلات أيام.
تنهد صادق بدمعه قائلاً:
عمرى ما فكرت فى ست تانيه من يوم ما قابلت جميله واتجوزتها تعرفوا ليه؟
عدلت فاديه من وضع تلك الصغيره التى أعطاها لها رائف قبل قليل بعد ان كانت تبكى رافضه تناول طعامها بمجرد ان حملتها فاديه وضمتها لحضنها هدأت كثيراً وتجاوبت معها وتناولت من يدها زجاجة الحليب الخاصه بها.
تبسم الجد لـ فاديه التى قالت:
أيه السبب بقى؟
رد صادق بشوق:
عشان انا مع جميله حسيت بـ “إكتفاء روحى”.
تعجبن فاديه وصابرين من تلك الكلمه البسيطه ومعناها القوى”اكتفاء روحي”.
جلسن يستمعن لأحاديث وحكاوى صادق المُسليه والمحببه لهن
شعرن للحظات بالبؤس لما لم يرزقهن برجال مثل ذالك الـ صادق،الصادق بمشاعره لكن هن رُزقن برجال مخادعه فى حياتهن
فاديه بـ رجلان،أحبت الاول وخذلها والثانى أطفئ بداخلها وهج الحياه.
صابرين
أيضًا بـ رجلان
الاول كان مخادع تزوج بأخرى من أجل حِفنة أموال وحاول قتلها
والثانى كذاب تزوجته كى تقتص منه لكن خسرت وحاول خنقها أيضًا.
طال بهن السهر وهن يستمعن اليه لم يشعرن بالوقت
نظرت فاديه لـ ساعة يدها نهضت واقفه تقول: يا خبر الساعه بقت اتناشر وربع.
نهضت صابرين قائله:. فعلاً الوقت إتأخر متقلقيش معايا عربيتى وهوصلك للشقه .
نهض عواد الذى سمع حديثها وشعر بغيظ قائلاً بجمود:.
توصلى مين دلوقتى بعد نص الليل رائف هيوصلها.
كادت صابرين ان تُعارض، لكن تحدث صادق:
كنت أتمنى أقولك باتى هنا يا فاديه بس ميصحش تباتى فى بيت حد غريب وبالذات إن البيت كله شباب، أنا هوصلك أنا ورائف.
تبسمت فاديه بقبول قائله:
حضرتك مبقتش غريب يا عمو، وطبعًا هبقى سعيده جدًا لما توصلني
قالت فاديه هذا ونظرت نحو رائف قائله:
ممكن توصلني لأوضة ميلا عشان ممكن تصحى لو أخدتها منى.
تبسم رائف واشار لها بيده لتسير أمامهُ
بالفعل سارت، سار خلفهم صادق
بينما ظلت نظرات التحدى بين عواد وصابرين التى قالت بضيق:
وفيها أيه لما اوصل فاديه لحد شقتها.
رد عواد بضيق: أظن سمعتى الساعه كام،والطريق على ما توصليها وترجعى للڤيلا هتكون الساعه قربت على واحده ونص، ولا كنتِ ناويه تباتى عندها فى الشقه.
ردت صابرين بتحدى:
فعلاً كنت ناويه أبات معاها فى شقة بابا.
كاد عواد أن يرد بغيظ لكن صمت حين إقترب صادق من مكان وقوفهم قائلاً:
هروح مع رائف نوصل فاديه،هتبات هنا ولا هترجع الڤيلا.
نظر عواد لـ صابرين فكر للحظات ثم جاوب:
لأ هنبات هنا.
رد صادق:
تمام، أوضتك دايمًا الشغاله بتنضفها، تحسُبا إن ممكن صابرين تطردك فمش هتلاقى غير بيت جدك، يلا فاديه رجعت اهى مع رائف، تصبحوا على خير.
تبسمت له صابرين، بينما عواد شعر بهدوء نسبى.
غادرت فاديه مع راىف وصادق
بينما نظرت صابرين لـ عواد قائله:
ليه مرجعناش للڤيلا.
سار عواد لخطوات ثم تحدث وهو يُعطيها ظهره:
مزاجى أبات هنا فى بيت جدى.
زفرت صابرين نفسها بغضب قائله بإستهزاء:
بيت جدك والله جدو ده يحق له يكره خلف الصبيان بسببك غلاستك.
ضحك عواد ولم يرد واكمل سير نحو الداخل
للحظات ظلت صابرين وحدها بالحديقه، شعرت ببعض البرد بنرفزه دخلت الى الداخل
تبسم عواد الذى كان ينتظرها بالبهو قائلاً:. فكرتك لسه ناويه تكملى سهر مع النجوم والقمر.
إستهزئت صابرين قائله:
سهر مع النجوم والقمر، مكنتش أعرف إنك بتقول شعر مفقع.
ضحك عواد ثم باغتها بجذبها من خصرها لتلتحم بصدرهُ قائلاً:
طول عمري كنت بحب المواد العلميه مكنش ليا فى التفاهات دى،لا شعر مفقع ولا مبقع بحب أنفذ عملي مباشرةً.
قال عواد هذا وإنقض على شفاها بالقُبلات الجنونيه المتلهفه الممزوجه بذالك الغيظ منها يكبتهُ منذ سمع ذكرها لآكثر أسم أصبح يمقت سماع نُطقهُ من بين شفاها.
دفعته صابرين كى يبتعد عنها،بالفعل إبتعد ينظر لشفاها التى أصبحت شبه ناريه،كذالك شعر بإنفاسها المتلاحقه التى تقترب من صدره،فك حصار يديه عنها،وإبتعد عنها يسير قبل أن يسمع تهجمها عليه…
لكن صابرين خيبت ظنه وصمتت تلحقه الى أن دخل الى تلك الغرفه دخلت خلفه لكن تعمدت ترك باب الغرفه مفتوح.
نظرت للغرفه،هى غرفه شبابيه، متوسطة الحجم وبها فراش واحد فقط متوسط الحجم يساع لإثنين،وهنالك مقعدان فقط.
تهكمت صابرين قائله: واضح أنها اوضه شبابيه، هنزل أستنى جدو على ما يرجع بعد ما يوصل فاديه وأطلب منه أنام فى أوضه تانيه واسيبك على راحتك.
كادت صابرين ان تخرج من الغرفه،لكن سبقها عواد وجذبها من يدها وأغلق الباب بقوه،قائلاً بعصبيه:
متخافيش السرير مش صغير هيسعنا إحنا الاتنين،ولا خلاص بقيتى بتخافى من قُربى منك وبتضعفى قدامى.
نفضت صابرين يده التى وضعها يتلمس وجنتها بآنامله بحركات مُغريه وهو يتحدث.
ثم قالت:بلاش تعيش فى اوهام إن لك تآثير عليا
بس تقدر تقولى أنا هنام فى أيه دلوقتي مش معقول هنام بهدومى دى،ولا أقولك عادى جداً.
إقترب عواد من صابرين وإنحنى على اذنها هامسًا:
هتنامى بهدومى طبعًا.
عادت صابرين للخلف خطوات قائله بتحدي:
وماله أستفاد منك بحاجه.
نظر عواد لجسد صابرين وقال بوقاحه:.
مش عارف فى قميص من قمصانى هيجى على مقاسك ولا…هيبقى قصير عليكِ أو يمكن يبقى ضيق،عالعموم أكيد فى حل.
استقام عواد وذهب نحو دولاب الملابس وأخرج
بعض القمصان له، يتمعن بها ثم ينظر نحو صابرين، ويهز رأسه برفض الى أن آتى بقميص له قائلاً: على ما اعتقد ده هيكون مناسب عليكِ.
أخذت من يدهُ القميص قائله:
فعلآ هيبقى مناسب عليا بس ياريت بنطلون او شورت معاه.
نظر عواد نحو الملابس بالدولاب ثم نظر لـ صابرين قائلاً بخباثه:
للآسف البنطلونات اللى هنا هتبقى طويله وواسعه عليكِ.
ردت صابرين:
قصدك أيه هنام بالقميص بس،طب هات اى بوكسر.
رد عواد:للآسف مفيش هنا ليا غيارات داخليه،كلها قمصان وبنطلونات خروج.
تهكمت صابرين قائله:إشمعنا.
رد عواد ببساطه:
بلبس من غيارات رائف تقريبًا مقاساتنا واحده،عالعموم القميص كويس.
زفرت صابرين نفسها بغضب قائله:
تمام فين الحمام بقى عشان اروح أغير فيه.
رد عواد:للآسف الاوضه مش مرفق بيها حمام يعنى هتغيرى هنا.
شعرت صابرين بالخجل قائله بنفاذ صبر:.تمام ياريت تدير وشك على ما أغير هدومى.
ضحك عواد قائلاً بإستهزاء يعنى هتبقى أول مره اشوفك عريانه قدامى،متنكسفيش يا حبيبتى أنا كمان هقلع هدومى قدامك.
همست صابرين بغيظ:وغد وقح.
سمع عواد همسها وإدعى عدم السماع قائلاً:
بتقولى ايه يا حبيبتى.
لم ترد عليه صابرين وبدأت فى خلع ثيابها ثم وضعتها على أحد المقعدين،وإرتدت ذالك القميص،الذى بالكاد يُغطى فخذيها،تشعر بالخجل منه.
تبسم عواد على ذالك…وذهب وتستطح فوق الفراش
بجسده،سارت صابرين نحو الجهه الأخرى للفراش
لكن تفاجئت قبل أن تضع جسدها على الفراش بعواد ترك الطرف الآخر ونام على هذا الطرف
تضايقت صابرين لكن قبل ان تتحدث بغلظه تفاجئت بعواد يجذبها من يدها ليختل توازن جسدها وتقع فوق جسده،وأحكم حصار يديه على جسدها سريعاً
تضايقت صابرين من ذالك ودفعته بيديها قائله:إبعد عنى،أظن سبق وقولت السرير يساعنا إحنا الإتنين،يبقى كل واحد مننا على طرف.
تبسم عواد قائلا:
بس انا بحب انام فى نص السرير يا حبيبتى.
قال هذا وإستدار بهم على الفراش وأصبح يعتليها
تضايقت صابرين منه قائله:
تمام نام إنت فى نص السرير وانا هنام عالطرف،بس قوم من فوقى.
تبسم عواد بمكر وإقترب بأنفه يداعب وجنتيها ليس هذا فقط،بل تسير يديه فوق فخذها العارى بنعومه
إقشعر لها جسد صابرين
وقبل أن تتحدث بإعتراض كان يُقبلها عواد يُشتتها بلمسات وقُبلات جريئه منه،جعلتها تنهار أمام إعصار إجتياحهُ الجرئ وتُسلم له دفة القياده.
لتعود بعد ذالك الأعصار تشعر بأنها تفقد شراعها رويدًا رويدًا، لكن فعلت كما اصبح يحدث بعد كل لقاء حميمى بينهم،تبتعد عنه وتعطيه ظهرها وتذهب الى سُبات،تاركه له يشعر بالنقص الذى يكاد يُدمر إختيالهُ.
… ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بمنزل جمال التهامى
بغرفة النوم
كانت ساميه تُغمض عينيها لكن ليست نائمه نهضت من جواره وخرجت من الغرفه لا تعلم لما جال مصطفى بخاطرها، ذهبت الى غرفته
فتحت بابها لا تنكر ذالك الشعور بقلبها
آلم الفقد، حتى بعد ما علمته منذ مده أن مصطفى ليس إبنها،
ذهبت وجلست على فراشهُ
آتى لمُخيلاتها ذكرى
طفلان يلهوان باللعب بمكان قريب من المنزل، كان يوم شتوى عاصف، خمدت تلك العاصفه بهطول أمطار غزيره، ذهب مصطفى لـ فادى يقول له:
خلينا نرجع للبيت ماما هتزعق لينا لما نروح وهدومنا مبلوله؟
شقاوة فادى جعلته لا يستمع لقوله وإستمتع باللهو أكثر أسفل المياه
رغم تحذير مصطفى له ان والداتهم سوف تُعاقبهم على ذالك لكن لم يُبالى فاللعب واللهو بالنسبه
لـ فادى الآن مزاج خاص حتى إن عُوقب فيما بعد
كذالك مصطفى إمتثل للعب واللهو معه، فـ بالنهايه
سيقتسم الإثنان العقاب… أو هكذا ظن وقتها، لكن أثناء عودتهم كانت هنالك بؤره طينيه يتجمع فيها المياه
سقط فيها فادى و ولوثت ملابسه بالطين ايضًا ولم يعرف الخروج وحده من تلك البؤره الضحله فساعده مصطفى على الخروج منها وتلوثت ملابسه هو أيضاً
بعد قليل دخل الإثنان الى المنزل، حين رأتهم ساميه بذالك الشكل المُزري تعصبت عليهم، لكن كانت أكثر عصبيه على مصطفى من فادى وقامت بصفعهُ عدة صفعات على وجهه وجسده أنه الأكبر وهو المسؤل عن أخيه وكان لابد أن ينصح أخيه بالعوده للمنزل لا أن يتشارك معه اللعب واللهو،بررت ذالك بأنه من السهل أن يمرضا بعد ذالك
بينما جذبت فادى واخذته سريعاً الى الحمام وحممته وابدلت له ثيابهُ،بينما ظل مصطفى الى أن خرجت من الحمام بـ فادى قائله:.إدخل إستحمى على ما ألبس أخوك وهجيبلك غيار نضيف،بس لو إتكررت العمله دى تانى العقاب مش هيبقى قلمين بس على وشك أنا همنعك من اللعب مع فادى.
دافع فادى عنه قائلاً:
مش مصطفى الغلطان هو كان عاوزنا نرجع اول ما الدنيا بدات تمطر بس أنا اللى كنت عاوز ألعب وهو كمان اللى طلعنى من الحُفره وهدومه أتلوثت بالطين بسببى.
صفعت ساميه فادى صفعه ضعيفه على رأسه قائله:
إسكت إنت، يلا أدخل الحمام ونضف نفسك كويس.
دخل مطصفى الى الحمام وبدأ فى خلع ثيابه ودموعه تنهمر يشعر بغصه قويه هو ليس المُذنب فقط لكن هو من نال العقاب كامل،شعر بنقص وان والداته تُحب فادى أكثر منه،قرر السماع لكل شئ تقوله لها كى يحصل على رضاها عنه
و كان يُنفذ لها ما تريد حتى يحصل على فقط جزء محبتها.
عادت ساميه من تلك الذكرى تشعر بحسره فى قلبها
سالت دموعها، مصطفى الذى لم يكُن من دمها كان يستمع لما تقوله له دون رد حتى يحصل فقط على رضاها عنه، بينما فادى إبنها الخقيقى كان متمرد دائمًا، حتى حين سافر كان يُرسل لها الطفيف ويحول الباقى على حساب خاص بيه، مما جعلها لا تعرف السيطره عليه مثلما كانت تسيطر على مصطفى التى إكتشفت بالصدفه أنه ليس ولدها الحقيقى
[بالعوده بالزمن، لـ ثانى يوم لعودة فادى]
أخذ عاطف ساميه التى كانت تبكى بحُرقه أمان فادى ودخل الى أخد الغرف، وقف يقول لها:.
لازمته أيه البُكى والحزن ده كله، بدل ما تفرحى إن إبنك رجع من السفر، تقابليه بالبكى والكَبَد ده، روقى لنفسك شويه؟
إستغربت ساميه من قول عاطف قائله:
وكنت عاوزنى أقابله إزاى، ناسى مصطفى اللى مات يبقى إبنى وحته منى؟
رد عاطف بمباغته:
لأ مصطفى مش إبنك،ولا حته منك.
ذُهلت ساميه قائله:
إنت هتخرف،لو مفكر بالطريقه دى إنك هتسلى قلبى الحزن على مصطفى تبقى غلطان.
رد عاطف:لأ مش بخرف دى الحقيقه،مصطفى مش إبنك؟
ببكاء قالت ساميه:كفايه يا عاطف كلامك ده مش بيخفف من لوعة قلبى على إبنى.
رد عاطف بتصميم:
أنا كنت ساكت من زمان، وجه وقت كشف الحقيقة يا ساميه، مصطفى مش إبنك الحقيقى، إبنك مات يوم ما أتولد.
ذُهلت ساميه مصدومه جاحظة العين وقبل أن تتحدث، تحدث عاطف:
مصطفى مش إبنك الحقيقى، إبنك كان مولود ضعيف ووقتها حطوه فى الحاضنه وطبعًا وقتها كانت الإمكانيات والتجهيزات مكنتش متطوره مش زى دلوقتي ومقدرش يتحمل وأتوفى،وانا اللى بدلته مع طفل تانى كان فى الحاضنه وقتها من غير ما حد يشوفني.
تعجبت ساميه قائله بعدم تصديق:
بطل تخاريف يا عاطف؟
رد عاطف بندم كبير:
لأ مش تخاريف يا ساميه، دى الحقيقه اللى خفيتها ومكنتش عمري هفتشها بس بعد ما شوفت خالتك اللى مع الوقت بتسوء أكتر كان لازم اقولك عشان
تفوقى لنفسك شويه،وكمان عشان فادى بلاش تضغطى عليه زياده عن الازم ، أنتِ عارفه مصطفى كان بالنسبه لـ فادى مش بس اخوه الكبير ده كان صديقه وأحيانًا كنت بحس انه عنده أغلى من جمال نفسهُ، فإهدى كده شويه،عارف اللى بيعاشر إنسان وبيموت بيزعل عليه، ومصطفى كان بالنسبه ليكِ إبنك حتى لو بالكذب.
وتوقفت الدموع بعين ساميه ونظرة ذهول منها الى عاطف قائله بحشرجه:
كذب أيه أنت أكيد بتقولى كده بس عاوز تسلي قلبى الحزن على مصطفى إبني.
رد عاطف بتأكيد:لأ يا ساميه بأكدلك مصطفى مش إبنك،وأقل شئ الشبه مصطفى مكنش فيه لاشبه منك ولا من جمال،وهنروح بعيد ليه تقدرى تعملى تحليل dna مع بنته وتتأكدى من صحة كلامي.
عقل ساميه لا يستوعب ذالك أيُعقل كذبه عاشت معها اكثر من إحدى وثلاثون عام.
تحشرج صوتها تقول بإستفسار:وإنت ليه عملت كده،وبدلت إبنى مع طفل تانى؟
رد عاطف بخزي:وقتها إنتِ كنتِ مع جمال على خلاف وكان آخر شئ رابط بينكم هو الطفل ده ومعرفة انه مات وقتها كانت هتبقى نهاية جوازكم،أنا فكرت إن ممكن الطفل ده هو اللى يوصل بينكم من تانى وده فعلاً اللى حصل بعدها ورجعت بينكم الحياه من تانى وربنا رزقكم كمان بـ فادى بعده بسنه ونص وإستمرت حياتكم مع بعض بعدهت بسلام.
عقلت ساميه تبرير عاطف فعلاً وقتها كانت على شفى الطلاق من جمال بعد إفتعالها كذبه وكادت تتسبب فى طلاق شهيره لولا أن كشف كذبتها والد زوجها الذى رأى بالصدفه ما حدث وقتها وشهد شهادة حق لـصالح شهيره ليتبدل الوضع وكانت هى من ستتطلق لولا وجود ذالك الطفل.
بنفس الحشرجه قالت ساميه بإستفسار ايضًا:
ومصطفى يبقى إبن مين؟
رد عاطف:معرفش.
تعجبت ساميه قائله:
يعنى أيه متعرفش،أمال إزاى بدلت الاطفال ولا هى كدبه وعاوزنى أصدقها.
رد عاطف:لا مش كدبه يا ساميه،فعلاً مصطفى مش إبنك،أنا بعد ما ولدتى واخدوا الولد للحاضنه لأن عنده نسبة صفره عاليه جداً،أنتِ طلبتى منى أروح للحاضنه وأشوف إبنك وأرجع اطمنك عليه،فعلاً روحت الحاضنه وكان فى ممرضه فى الحاضنه وانا سألتها على مكان الطفل قالتلى ان كل حاضنه عليها بادچ بإسم أم الطفل،دورت عالبادچ اللى عليه إسمك وروحت لقيت الطفل وفعلاً كان توفي،جسمه بدأ يزرق،إنصدمت وخوفت لما تعرفى حالتك تتآثر بزياده،فى نفس الوقت وأنا فى الحاضنه،سمعت بُكى طفل تانى فى حاضنه كانت جنب الحاضنة اللى فيها إبنك،ربنا ألهمنى وفكرت بسرعه،كانت الممرضه طلعت بره الاوضه معرفش أيه خلانى ،قومت مبدل الطفل ده مكان إبنك فى الحاضنه بسرعه،وملحقتش حتى اشوف إسم أم الطفل التانى لان الممرضه كانت رجعت وكنت مرتبك وخوفت تشُك فى حاجه،وبعدها خرجت من الحاضنه والباقى إنت عارفاه،مصطفى كان هو حلقة الوصل بينك وبين جمال.
تنهدت ساميه تشعر براحه فى قلبها قليلاً،زال ذالك الغم من قلبها رغم انها تشعر بالحزن لكن إرتاح قلبها كثيرًا،لكن قالت لـ عاطف:
فى حد تانى يعرف باللى حصل ده؟
رد عاطف: لا إطمنى مكنش غير مراتى قولتها فى لحظة غفله ودى الله يرحمها…دلوقتى زى ما قولتلك إشترى فادى،فادى مش زى مصطفى فادى مش بيحكم مشاعرهُ فى قراراتهُ،وحاولى إنك تهديه وتبعديه عن اضغان ملهاش لازمه،حاولى تشغلى عقله بـ نهى إنه يتجوز ويبنى أسره ومعتقدش فى انسب من نهى بالنسبه له وليكِ دى متربيه على إيديكِ وعارفه أخلاقها كويس غير إنها بتنطاع ليكِ بسهوله.
[عوده]
عادت ساميه بتنهيده ودمعت عينيها لديها شعور غريب لأول مره بحياتها يغزو الندم قلبها،مصطفى كان يفعل لها ما تشاء حتى يحصُل فقط على رضائها عنه،حقًا كانت تعامله أحيانًا بحجود ليس مثل فادى التى كانت احيانًا كثيره تُميزه عليه بأبسط الأشياء،يحصل على دلالاها، لكن فادى الذى أعلن تمرُده عليها بالكامل حين رفض مباشرةً ان يتزوج من نهى،بل وصمم على ذالك وغادر الى الاسكندريه دون أن يآبهه
لـ غضبها…يال قسوة الحظ من لم يكُن من دمها كان مثل الدميه بيدها تُحركه كيفما تشاء،حتى حين أراد الزواج من صابرين كانت هى من تعترض لولا إلحاحه عليها وتنازلت فقط كى تكسب أكثر،لكن بالنهايه ها هى بغرفة مصطفى تبكي عليه،لكن لن تيآس وفادى سيرضخ لها ويقبل الزواج من نهى،بعد أن يعلم أنه لن ينال رضائها قبل موافقته على طلبها،فهى تتعمد عدم الرد على إتصالاته ورسائلهُ الهاتفيه،تعلم طباع فادى جيدًا أنه يمل سريعًا ولن يتحمل تجاهلها له كثيرًا،وسيعود طالبًا رضائها .
….. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
باليوم التالى
قبل الظهر بقليل
إستيقظت صابرين على صوت رنين هاتفها
صحوت تشعر ببعض الآلم برآسها بسبب سهرة ليلة أمس
جذبت الهاتف من على طاوله جوار الفراش،وردت فى البدايه بخمول:
صباح الخير.
إنتفضت صابرين جالسه على الفراش وذهب ذالك الخمول حين سمعت رد من تتصل عليها.
فى نفس اللحظه كان عواد يدخل الى الغرفه ورأى إنتفاض صابرين وإستغرب ذالك.
كذالك صابرين حاولت الهدوء وقالت عن قصد:
أزيك يا منال وأزى “رينا”.
ردت منال: إحنا كويسين الحمد لله، انا آسفه إنى أزعجتك و بتصل عليكِ.
ردت صابرين:لأ مفيش إزعاج ولا حاجه،وبعدين أحنا أهل برضوا.
شعرت منال بالحرج وقالت:
إنتِ كنتِ إتصلتى عليا عشان نتقابل وأنا كنت مسافره القاهره،ورجعت إسكندريه إمبارح المسا.
ردت صابرين:كويس حمدلله عالسلامه،فعلاً كان فى موضوع عاوزه نتكلم فيه ويوم المطعم كنت مستعجله،لو عندك وقت ممكن نتقابل فى أى وقت تحدديه.
ردت منال: أنا فاضيه بكره
ممكن نتقابل الساعه خمسه فى نفس المطعم اللى إتقابلنا فيه.
ردت صابرين: تمام كويس الميعاد ده، أشوفك بكره سلام.
أغلقت صابرين الهاتف ثم وضعته مكانه على الطاوله وازاحت غطاء الفراش من عليها، لكن شعرت بخجل من نظرات عواد إليها بسبب ذالك القميص الخاص به التى ترتديه وبالكاد يُغطى فخذيها
فأمسكت أطراف القميص تجذبها لأسفل قليلا .
لكن سخر عواد وتجاهل ذالك و قال بفضول منه: مين اللى كانت متصله عليكِ ؟
ردت صابرين بهدوء:
منال.
رد عواد بآستفسار:ومين منال دى اللى كنت منعوسه وأول ما سمعتى صوتها فوقتي من النوم فجأه.
تهكمت صابرين قائله:إنت واخد بالك أوى،عالعموم دى تبقى منال…ضرتى.
تضايق عواد من رد صابرين وحاول كبت ضيقهُ قائلاً:
سمعتك بتقولى لها أنكم تتقابلوا،ليه؟
ردت صابرين بحنق:
عادى جدًا،اننا نتفق نتقابل مش كنا إحنا الإتنين فى يوم على ذمة راجل واحد وإتشاركنا فى قلب مصطفى …
أعتقد كده التحقيق خلص،هروح آخد شاور،عن….
لم تُكمل صابرين باقى الجمله حين جذبها عواد من يديها ليرتطم جسدها بصدره ونظر إلى شفتاها قائلاً بهسيس:مصطفى خلاص مات وإنتهت أى صله ليكِ بيه.
ردت صابرين بعناد: مقدرش أنكر إن مصطفى هو الراجل الاول فى حياتى اللى عيشنى فى كذبه حلوه إنه مفيش غيرى فى قلبه… وراح إتجوز وخلف من غيرى، عشان كده مابقيتش خلاص إتصدم فى اللى حواليا، تقدر تقول خدت مناعه من الصدمه الأولى .
إغتاظ عواد من رد صابرين الفج شعر بدوامه سوداء فى عقله أصبح يجن عقلهُ حين تأتى بسيرة مصطفى على شفاها… لو ترك العنان لعقلهُ الآن سيجذبها الى تلك الدوامه السوداء ويهلك روحهما هما الإثنين،لكن
قام بدفعها بقوه بعيدًا عنه…
لتقع بظهرها فوق الفراش
شعرت بخجل حين إنزاح القميص تقريبًا أصبحت ساقيها عاريه بالكامل أمامه، سُرعان ما جذبت غطاء الفراش عليها، بينما إستهزء عواد من فعلتها وذهب نحو باب الغرفه وخرج يصفع باب الغرفه خلفه بقوه، إرتج على آثرها جسد صابرين التى للحظات شعرت بريبه من رد فعل عواد، بعد أن رأت ذالك الشرر بعينيه… ربما خروجه الآن من الغرفه أفضل لهما الإثنين.
…… ــــــــــــــــــــــــــــــ
بأحد الكافيهات… بالاسكندريه.
زفر فادى نفسه بغضب وهو يلقى الهاتف على الطاوله امامه بسآم وضجر منذ أكثر من أسبوع وهو يتصل على والداته ولا ترد عليه ويرسل لها رسائل أيضًا لا ترد عليها.
لاحظت غيداء التى آتت للتو وجلست بالمقعد المقابل له زفرهُ بقوه، إعتقدت أنه بسبب تأخيرها فى الوصول قائله:
مساء الخير يا فادى، معليش أتأخرت عليك.
لم يرد فادى وزاد زفرهُ…تعجبت غيداء
من عدم رده وقالت:
مالك يا فادى انا ملاحظه إنك من يوم ما رجعت من البلد وإنت مش طبيعي،غير مضايق علطول،قولى ايه السبب؟
نظر فادى لـ غيداء يُفكر فى الرد،أيقول لها الحقيقه أن والداته طلبت منه الزواج من أخرى،ليس هذا فقط بل تضغط عليه بعدم ردها تجاهلها لإتصاله ورسائله ويُضيع آخر فرصه له بالقصاص من أجل أخيه المغدور…
لكن نظرة الحيره بعين غيداء جعلته يقول بلا تفكير:
تتجوزينى يا غيداء.
رفعت غيداء وجهها الذى إنصهر تنظر لـ فادى بتفاجؤ صامته لدقيقه
قبل ان يعاود فادى الطلب:
تتجوزينى عُرفى يا غيداء.
…….ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يتبع…
رواية بحر العشق المالح الحلقة التاسعة والعشرون
﷽
#الموجه_التاسعه_والعشرون
#بحرالعشق_المالح
ـــــــــــــــــــــــــ
بمطعم رائف
جلس رائف بالمقابل لـ عواد قائلاً ً:
مالك شكلك متعصب كده ليه أنا لما رجعت إمبارح مع بابا ولقيت البيت هادى قولت عرفت تبلف صابرين.
نظر عواد له بإستهزاء صامتًا.
ضحك رائف قائلاً:
أنا دلوقتي إتأكدت لا اللى هتجوز عن حب مرتاح والا اللى حكم عقله قدر يعيش سعيد، زى ما كان متوقع.
نظر عواد له بإستهزاء قائلاً: ومبن بقى اللى إتجوز عن عقل.
رد رائف ببساطه: أنا.
إستهزئ عواد قائلاً: احب أنبهك انت معندكش عقل أصلاً.
ضحك رائف قائلاً: فعلاً كنت غبي وإتسرعت، بس يمكن ربنا كان رحيم بيا إن رزان كانت بتحبني وعالاقل قدرت تحتوينى الفتره القصيره اللى عشنا فيها مع بعض، بس ساعات بعاتب نفسى وبسأل إن لو كان القدر إتغير، هل كان ممكن يستمر جوازى أنا ورزان مده قد أيه، معتقدش كنا هنكمل لفتره طويله، رزان صحيح كانت بتحبنى، بس حب من طرف واحد، أنا كنت أنانى فيه، لآن مكنش بيجمعنى بـ رزان غير السرير، وقت لطيف يعنى، والجواز مش وقت لطيف فى السرير بس،لأن بسرعه بتحس برتابه وفتور ، الجواز عِشره فى كل حاجه فى حياتك، مشاعرك أحلامك أسرارك،حاجات بتخفيها عن العالم كله بس سهل تتعرى منها قدام مراتك.
تهكم عواد قائلاً:
مكنتش أعرف إنك بقيت فيلسوف.
ضحك رائف قائلاً:مش فلسفه يا عواد،أنا قبل رزان ما تتوفى رغم انى كنت عارف انها مريضة قلب مكنش ليها الحمل والولاده،بس هى مسمعتش كلام الدكاتره وقالتلى نفسى لما ارحل يبقى فى منى ذكرى
انا قبلت الموضوع مع إن ده يعتبر موت رحيم،بمعنى اصح إنتحار،فكرت انها انانيه منى لو منعتها تحقق أمنيتها الأخيره، مفكرتش إن بنتى ممكن تعيش اليُتم وهى عمرها شهر، انا وانت عشنا مرار اليُتم، يمكن أنا سبقتك بدرى، أمى توفت وانا عندى خمس سنين حتى ملامحها مكنتش إتحفرت فى ذاكرتي ومع الوقت اتلاشت تقريبًا صورتها من خيالى حتى الصور اللى بابا محتفظ بيها ملامحها بتروح من دماغى بعد ما بشوفها بوقت قليل مش ثابته فى راسى.
رد عواد:
بس أنا ملامح بابا مش بتروح من دماغى يا رائف،ومش فاهم رغيك ده لازمته أيه؟
رد رائف بصدمه:لأ فاهم يا عواد،بس بتحاول توهم نفسك، إن صابرين زى أى حد فى حياتك، إنت بتحب صابرين.
تهكم عواد ضاحكًا:
لأ واضح إن مخك لحس، ولا قلبك بقى رهيف من قعدتك وسط الحريم السنتين اللى فاتوا.
ضحك رائف قائلاً:
إنت هتقول فيها،أنا بسببك قربت ابقى أسامه منير
بدل ما انت منكد على نفسك وعلى صابرين،إعترف وخليك رقيق شويه،أنا لو مكان صابرين كنت خلعتك،شوف جدك كده إمبارح لف البنتين تحت جناحه بالحِنيه،وأنا وإنت قعدنا نبص لهم ونتحسر .
قذف عواد رائف بزهره قائلاً بمرح:
هتخلعنى ليه،مفكرنى درس العقل اللى مش عندك وكانت فكرتك سوده،أنا قايم.
ضحك رائف قائلاً:قايم رايح فين النهارده الجمعه،والدنيا ربيع والجو بديع ما تجى نروح نعوم فى البحر شويه…وبالمره كده وإحنا راجعين خد لصابرين هديه، البنات بتفرح بالحاجات دى.
فكر عواد لثوانى،ثم تبسم بموافقه.
…….ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مساءً.
بـ ڤيلا زهران
دخل عواد الى الفيلا تقابل مع الخادمه التى إستقبلته بترحيب،قائلاً:
الدكتوره فين؟
ردت الخادمه:
الدكتوره لسه موصلتش.
تضايق عواد قائلاً:
تمام،أعمليلى قهوه وهاتيها المكتب ولما الدكتوره توصل عرفينى.
دخل عواد الى غرفة المكتب وجلس خلف المكتب
أخرج من جيبه تلك الهديه الصغيره قام بفتحها وتبسم، هى عباره عن خاتم ماسي،ضحك بإستهزاء لاول مره يأتى بهديه لأحد منذ زمن طويل،فآخر هديه هادى بها كانت لـ والداته فى عيد ميلادها وكان هذا قبل تلك الحادثه،تبسم وهو ينظر له فـ هديه كهذه ربما لا تفرق مع صابرين قيمتها الماديه ،فى البدايه فكر فى أن يآتى لها بسياره هديه،لكن لديه يقين أن صابرين لن تقبلها منه فلديها إعتزاز خاص بسيارتها،لكن لديه فضول معرفة رد فعلها على ذالك الخاتم المُرصع بماسه صغيره بلون السماء على شكل مركب شراعى .
فى أثناء ذالك سمع عواد فتح باب المكتب،وتبسم ظن فى البدايه أن تكون صابرين،لكن تفاجئ بدخول تلك الوقحه الى المكتب وأغلقته خلفها
تبدلت بسمته لعبوس وأغلق العلبه الصغيره ثم وضعها بجيبه قائلاً بحِده:
مش من الإتيكيت إنك تخبطى عالباب الاول وتستنى الإذن بالدخول قبل ما تدخلي عالعموم مش فاضى لتفاهات تقدرى تتفضلى تروحى تهتمى شويه بناتك؟
لاحظت فوزيه تلك العلبه المخمليه الصغيره التى وضعها عواد بجيبه،لكن تجاهلت ذالك وجلست على أحد المقاعد قائله:
بناتى مع الداده المسؤله عنهم، و….
ولكن قبل لحظات عادت صابرين الى الڤيلا تقابلت معها الخادمه قائله:.
دكتوره البشمهندس عواد وصل من شويه، وقالى لما حضرتك توصلى هو مستنيكِ فى المكتب.
أمائت لها صابرين برأسها وهمست لنفسها :. خير ان شاء الله يمكن لسه عاوز نكمل خناقة الصبح.
طرقت على باب المكتب ثم فتحت الباب، تفاجئت بجلوس فوزيه مع عواد بالغرفه وحدهم، حقًا لا شئ مُريب وكل منهم يجلس بمكان بعيد عن الآخر، لكن إجتاحها شعور بالغِيره من تلك السفيهه فوزيه.
حين رأها عواد نهض من خلف المكتب يرسم بسمه وإقترب من مكان وقوفها ولف يدهُ حول خصرها وقبلها من إحدى وجنتها قائلاً بهدوء:
أهلاً يا حبيبتى.
تهكمت صابرين بغيظ من كلمة حبيبتى كالعاده.
بينما شعرت فوزيه بالبُغص لـ صابرين
لكن نهضت بغيظ مكبوت قائله:
حمدلله عالسلامه،كنت لسه داخله للمكتب أسأل عواد على ماجد،المفروض النهارده الجمعه أجازه،بس هو خرج ولما أتصلت عليه بيخلص شوية شغل.
نظرت صابرين لوجه عواد ثم لوجه فوزيه وقالت:
مش ماجد رد على إتصالك وقالك عنده شوية شغل يبقى ليه عازوه تسألى عواد… ولا معندكيش ثقه فى كلام ماجد، معتقدش إن ماجد بيكذب عليكِ.
حاول عواد إخفاء بسمته من رد صابرين المُفحم على فوزيه لكن غصبًا تبسمت شفاه.
بينما نظرت فوزيه بغِل وتعلثمت قائله:
لأ أنا واثقه فى ماجد، بس كنت عاوزه أقول لـ عواد
يخف شويه على ماجد، ماجد مشغول اوى الفتره اللى فاتت دى، عواد تقريبًا، رامى معظم الشغل عليه من بداية جوازكم، والبنات بيسألونى فين بابى مش بنشوفه غير قليل.
نظرة تعجب من صابرين لـ فوزيه، تلك الآفاقه والمفضوحه أمامها بالكذب فـ عواد لم يأخذ سوا يوم واحد أجازه منذ زواجهم وثانى يوم كان بين العمال بالمزرعه ويتنقل بين بعض المزارع والمصانع
لكن إدعت البلاهه ونظرت لـ عواد قائله:
فوزيه عندها حق المفروض تشيل شويه عن ماجد عشان يفضى لها هى والبنات.
شعرت فوزيه بنبرة تهكم فى حديث صابرين لكن مثلت البرود قائله:
فعلاً ياريت،عادل أخويا إشترى يخت وكذا مره يعزمنا على رحله فى البحر ، بس بسبب إنشغال ماجد بعتذر له، حتى عيد ميلادى قرب وعادل قالى أعمله عاليخت، وكمان قالى أعزمى عواد إحنا أصدقاء من قبل ما يبقى بينا نسب.
رد عواد بحِده: عمري ما كنت أنا وعادل أصدقاء، وتمام عاوزه ماجد جنبك مفيش مشكله… عن أذنك هاخد صابرين ونطلع لاوضتنا عاوزها فى آمر هام وسرى بينى وبينها.
قال عواد هذا وسحب صابرين كى تسير معه، والتى إستسلمت للسير معه رُغمًا عنها بسبب تشبُث يدهُ حول خصرها….
شعرت فوزيه بغضب عارم من صابرين التى أصبحت تستحوز على عواد،هى ظنت أن تلك الزيجه لن تستمر وأن عواد فقط يود الإنتقام،لكن واضح أنه ينجرف فى تيار عشق تلك الحمقاء المستفزه.
بينما صعد عواد مع صابرين وفتح باب الغرفه نفضت صابرين يد عواد عنها بقوه.
تبسم عواد ودخل خلفها الى الغرفه وأغلق خلفه الباب متسألاً:
كنتِ فين لدلوقتي مشيتى من بيت جدى بعد ما أنا مشيت بنص ساعه.
تهكمت صابرين قائله:هكون كنت فين يعنى،أكيد كنت عند واحده من الاتنين،يا فاديه،يا صبريه مرات عمى،وقبل ما تستفسر هقولك كنت أنا وفاديه عند صبريه عمتك،وفادى جه كمان والوقت سرقنا.
قصدت صابرين كلمة “عمتك” التى أغاظت عواد
لكن تمالك غيظهُ، هو يود الصفو مع صابرين والتزم الصمت وتوجه نحو طاوله جوارالفراش
أخرج هاتفهُ من جيبهُ وبعض الأغراض، دون إنتباه منه سقطت تلك العلبه المخمليه الصغيره وتدجرت الى أن أصبحت أمام قدم صابرين
شعرت صابرين بشى خبط بطرف قدمها،نظرت له ورأت تلك العلبه،إنحنت وأمسكت العلبه،لكن بلا إراده منها فُتحت العلبه نظرت نظره خاطفه لذالك الخاتم، لا تنكر أثار إعجابها لكن أغلقت العلبه ومدت يدها بها ناحية عواد
لكن بداخلها شعرت بغصه لديها يقين أنه آتى بهذا الخاتم هديه لإحداهن
قائله: إتفضل.
نظر عواد لعين صابرين التى تلاقت مع عينيه رأى بها نظره لم يستطيع تفسيرها أو أنها نظرة لا مبالاه بذالك الخاتم، بينما كانت صابرين عكس ذالك،
فـ خاتم مثل هذا يبدوا بوضوح غالى الثمن بالتأكيد آتى به هديه لأمرأه لديها أهميه خاصه له.
كلُ منهم فسر نظرة عين الآخر على هواه.
مد عواد يده لـ صابرين وأخذ العلبه لا يعلم لما تلجم لسانه ولم يقول لها أن هذا الخاتم لكِ.
ظلت نظرات العيون للحظات بينهم الى أن سمعوا طرق على باب الغرفه، إنقطع تواصل العيون، ذهب عواد وفتح باب الغرفه ورأى أمامه الخادمه تقول:
ماجد بيه وصل وأنا حضرت العشا.
أماء له رأسه بلا حديث
غادرت ثم أغلق خلفها الباب، فقالت صابرين:
انا أتعشيت عند صبريه، هاخد شاور وأنام.
لم تنتظر صابرين رد عواد وتوجهت الى الحمام وأغلقت الباب خلفها
وقفت خلف الباب تضع يدها فوق موضع قلبها تشعر
بوخزات قويه، ما سببها لما شعرت بغصه حين رأت الخاتم، لكن نفضت عن رأسها وتذكرت أنها لم تأتى بملابس أخرى معها.
بينما عواد بالغرفه لا يعرف لما تلجم ولم يقول لها أن هذا الخاتم هديه منه لها، فكر للحظات أن يتنظر خروجها من الحمام ويُعطيه لها، لكن فى نفس اللحظه صدح رنين هاتفه جذبه من على الطاوله ورأى من يتصل عليه، رأى إسم والداته فكر للحظات فى عدم الرد لكن حسم أمره وقام بالرد عليها
لتسأله فى البدايه عن حاله، أجابها:
أنا بخير الحمدلله.
سألته عن صابرين،وأجابها انها بخير.
سألته عن ماجد: فهمى
بتصل على ماجد مش بيرد عليه ليه؟
تعجب عواد قائلاً:
معرفشي،ماجد الفتره الاخيره متغير حتى مراته من شويه كانت بتشتكى من إنشغاله عنها هى وبناته،عالعموم هنزل أقوله يرد على باباه.
اغلق عواد الهاتف نظر ناحية باب الحمام زفر نفسه هو يضع تلك العلبه على طاوله جوار الفراش ثم غادر الغرفه.
بعد قليل خرجت صابرين من الحمام لم تجد عواد بالغرفه لكن رأت تلك العلبه على طاوله جوار الفراش،بفضول منها ذهبت نحوها وأخذتها وفتحتها تتمعن بذالك الخاتم،تهكت قائله:
يا ترى جايب الخاتم الماسى ده لمين؟
تذكرت قبل قليل حين قالت فوزيه أن عيد ميلادها أقترب،تحسرت قائله:
الإجابه واضحه أكيد الخاتم ده للأميره فوزيه،الغالى يتهادى بالغالى،ومفيش طبعًا أغلى من بنت السفير تتهادى بالألماظ،اللى عنيها عالدوام منك،مش عارفه إزاى ماجد مش واخد باله.
سرعان ما نهرت صابرين نفسها قائله:إتقى الله يا صابرين وبلاش تسيئى الظن وتاخدى بالظاهر.
زفرت صابرين نفسها ثم وضعت الخاتم بالعلبه وضعتها مكانها، ثم نهضت وأبدلت مئزر الحمام بمنامه حريريه وصففت شعرها ثم ازاحت غطاء الفراش وتستطحت عليه لكن كآن النوم هجرها، شعرت بضجر ونهضت تُبرر ذالك الضجر بــ:
أكيد مش جايلى نوم بسبب مقابلة منال بكره
الفضول هيطير عقلى.
فى نفس الوقت سمعت صوت فتح مقبض الغرفه فإدعت النوم.
بينما عواد دخل الى الغرفه لم يتفاجئ حين وجد الغرفه شبه مُظلمه، أشعل الضوء ونظر نحو الفراش
لاحظ بوضوح أن صابرين ناعسه، نظر نحو تلك الطاوله وجد علبة الخاتم بمكانها، للحظات فكر أن يُقظها ويُعطيه لها لكن آجل ذالك لوقت لاحق وذهب نحو الحمام
فى ذالك الوقت تنهدت صابرين بقوه تتنفس الهواء قبل عودته بعد قليل وأطفى الضوء ثم تستطح لجوارها،كانت مستيقظه جال لخاطرها
لما لا تنهضى وتنامى على تلك الاريكه بعيد عن عواد ربما تنعسين،لكن خشيت يعلم أنها مازالت مُستيقظه ويتهكم عليها،كذالك هو جفاه النوم بين الحين والآخر ينظر ناحية صابرين،يحسدها على ذالك النوم الهانئ فى إعتقاده.
ــــــــــــــــــــــــــــــ…….
باليوم التالى بحوالي الساعه الخامسه الأ دقائق.
بـ مطعم رائف.
كاد ماجد أن يجلس على إحدى طاولات المطعم لكن صدفه رأى صابرين تجلس على إحدى الطاولات، ذهب نحوها بفضول قائلاً:
مساء الخير يا صابرين.
ردت صابرين بهدوء:
مساء النور يا ماجد.
تبسم ماجد قائلاً:
أيه مستنيه عواد.
ردت صابرين: لأ منتظره قريبه ليا واهى خلاص وصلت على باب المطعم، بس إنت هنا فى لقاء عمل ولا أيه؟
رد ماجد: لأ انا جاى عشان أتغدى كنت مشغول ويادوب فضيت والمطعم قريب من المصنع قولت أجى اتغدى وأرجع تانى للمصنع.
تبسمت صابرين ونهضت واقفه حين إقتربت منال قريبه منها، الى أن أصبحت أمامها
وقالت:
أنا أتأخرت عن الميعاد ولا أيه.
تبسمت صابرين قائله:
لآ أبداً أنتِ جايه عالميعاد بالضبط أنا اللى جيت بدرى شويه.
لاحظت صابرين نظر ماجد لـ منال فقالت:
منال صديقتى، ماجد يبقى إبن عم جوزى.
أماء الإثنين برأسهما لبعض وبكلمة:
تشرفنا.
إضطرب ماجد قائلاً:
هستأذن.
أمائت صابرين برأسها كذالك منال
إنصرف وتركهن لكن جلس على طاوله قريبه منهن
لا يعرف سبب لذالك الشعور الغريب الذى شعر به حين وقع بصره على منال… كما لاحظ إهتمامها بطفلتها التى على ساقيها، شعر بحيره لكن سُرعان ما فاق على واقع أنه متزوج من أخرى أصبحت الحياه بينهم جافيه، ربما إستسلم كثيرًا وهاود التيار كى يستطيع دفع السفينه، لكن للآسف بالفتره الأخيره إنجرفت السفينه وأصبحت تتهالك مع قوة الرياح والمقاومه من إتجاه واحد.
بينما جلستن صابرين ومنال بطفلتها خلف طاولتهن يتحدثن ببعض الموضوعات، الى أن قالت صابرين لها:
منال عاوزه أسألك سؤال محيرنى من أول ما تقابلنا يوم إعلام الوراثه… بس لو هتزعلى أو مش عاوزه تجاوبي عليه براحتك.
أخذت صابرين طفلتها التى كانت تحملها صابرين وبكت فجأه قائله: إسألى يا صابرين متخافيش مش هزعل و هجاوب عليكِ لسبب واحد بس إسألى الاول وبعدها هقولك السبب.
تسآلت صابرين:
إزاى قدرتى تتحملى الجواز من مصطفى وإنتِ عارفه أنه بيحب غيرك،وكمان هيتجوزها،مخوفتيش إنه مع الوقت ممكن المصلحه تنتهى و….
توقفت صابرين للحظات،بينما أكملت منال بآسى:
أنه يطلقنى وقت ما تنتهى المصلحه أو مدة تعاقدنا مع الشركة السعوديه تخلص…
لسبب واحد يا صابرين،إنى كنت بحب مصطفى،
الحب بيخليكى تتنازلى عن حاجات كتير قصاد لحظات تعيشها مع الشخص اللى بتحبيه حتى لو عارفه إنها لحظات مُزيفه وهتنتهى بسرعه،حتى وإنتِ عارفه ان اللحظات دى ممكن تآلمك،يمكن إنتِ إتجوزتى من شخص تانى غير مصطفى،بس هسألك سؤال خاص شويه،يمكن لو مكنتيش إتجوزتى مكنتش هسأله ليكِ.
أمائت صابرين لها ان تسأل
فقالت:
شعورك هيبقى أيه لو فى لحظه حميميه بينك وبين جوزك سمعتيه بيهمس بإسم تانى غيرك،بأسم أكتر واحده هو بيحبها وبيتمناها فى اللحظه دى تكون معاه.
ذُهلت صابرين من السؤال وظلت صامته الى أن قالت منال:
أفضل الهدايا لأحبائكم
ليه مش بتردى،هقولك أنا الجواب
بتحسى كآنه بيدبحك بسكينه تيلمه،بس مفيش فى إيدك حل لأن مش بس قلبك اللى متلجم عقلك كمان متلجم،أنا قبل ما مصطفى يرجع مصر عشان يتمم جوازه منك خيرته يا صابرين،وقولت له أنا مش هقدر أتحمل نكمل مع بعض بعد لما نرجع تانى للسعوديه بعد جوازه منك، خيرته بين حياتى انت وبنته معاه وبين أنه يتمم جوازه منك،بس هو إختارك يا صابرين،وكنا إتفقنا عالانفصال شكليًا.
تعجبت صابرين قائله بإستفسار:يعنى أيه الإنفصال شكليًا؟!
ردت منال:
يعنى جوازنا كان هيرجع لمرحلة البدايه لما وافقت اتجوز من مصطفى صورى كـ مِحرم عشان اقدر اسافر لانها كانت بالنسبه ليا فُرصه لا تعوض،بمرتب خيالي،انا كنت بنت موظف بسيط مرتبى هنا على معاش بابا،يادوب كان بيقضينى انا وماما لنص الشهر،ودى فرصه وجاتلى من الهوا بس فيها عيب كبير،لازم مِحرم،وبابا كان متوفى،ومكنتش اقدر اطلب من واحد من أخواتى يرافقنى كل واحد فيهم له حياته الخاصه،عرض مصطفى كان النجاه والسعاده ليا أنا وماما،لأنى بعد ماسافرت بكذا شهر بعت لـ ماما دعوه تجي تأدى فريضة الحج،ولما جت كان لازم انا ومصطفى نمثل قدامها إننا زوجين حقيقين فكنا بنام فى اوضه واحده قدمها،وإتقربنا من بعض،والبنى آدم ضعيف وغُربه ورغبه إتحكموا فى لحظه وتمت أركان جوازنا بعدها مصطفى حسيت إنه ندم بس مكنش ينفع يندم على بنته اللى إتكونت من ليله من الليالى اللى كان بيهمس فيها بإسمك وهو معايا،كنتِ أكتر حد بكره يجيب إسمك على لسانه،لحد ما خيرته وإختارك واجهة نفسى انا ليه بكرههك الكُره ده كله رغم إنى عمرنا ما إتقابلنا،كان الجواب سهل،حب مصطفى ليكِ،بس كمان إنتِ مش مسؤله عن شعوره ده،إنتِ بنت عمه وكان يعرفك قبلى وزى ما قالى قبل كده،أنا بحب صابرين من وهى فى اللفه وأى شئ هيمنعنى عنها مستعد أخسره حتى لو كانت ماما نفسها.
تعجبت صابرين من تلك الكلمه فـ مصطفى كان تابع لـوالداته،لكن أكملت منال:
وقتها حسيت انى ظلمتك بكرهى ليكِ،وظلمت نفسى انى إطمعت بحب مكنش ليا من البدايه،وظلمت بنتى لأنها جت من لحظة ضعف بدون ما أحسب ليها خاطر إزاى هتتربى بين والدين شبه منفصلين ومؤكد مع الايام هينفصلوا بشكل رسمى.
تدمعت عين صابرين على دموع عين منال التى كانت تحاول كبتها لكن بالنهاية سالت دون إرادتها .
وقالت بصوت متحشرج:
أنا بعتذر منك،آسفه….
قاطعتها منال قائله:
مش إنتِ اللى تعتذرى يا صابرين أنا كمان غلطت فى حقك ساعدت مصطفى فى إنه يكذب عليكِ،كان سهل أكشف قصة جوازنا قبل ما يكمل جوازكم بس فضلت الصمت وقولت ده عقاب من ربنا ليكِ إنك تعيشى مخدوعه.
توقفت منال للحظه تلتقط نفسها ثم قالت بتهكم مغصوص:
قولت خليه يلعب بعقلها شويه وأنا قبل ما نرجع للسعوديه هبعت لها شهادة ميلاد صابرين،بس يظهر ربنا حب إنك متعرفيش بوجود صابرين غير بعد وفاة مصطفى،أنا مكنتش ملاك يا صابرين انا أتغصبت بسبب حاجتين
الاولى كانت الفرصه الماليه الكبيره مرتب مستحيل كنت احلم بيه،
وفرصه أنى أعيش مع الشخص اللى قلبى دق ليه…
إنتِ الوحيده اللى كنتِ مخدوعه فى النص ويمكن ربنا أراد ياخد حقك مننا إحنا الإتنين أنا ومصطفى اللى كان مريض بحبك…
وإنتِ الوحيده اللى ربنا عطاكِ فرصه تانيه تكملى بيها حياتك مع شخص تانى غير مصطفى مش مخادع زيهِ.
تهكمت صابرين بين نفسها بسخريه عن أى فرصه تتحدث،عواد مُخادع و أسوء من مصطفى،يبدوا أن هكذا حظها مع السيئين دائمًا.
…….
بعد وقت بسيارة صابرين
تحدثت لـ فاديه قائله:
أهو أنتِ شوفتى بنفسك وأنتِ اللى أخدتى صور بنت مصطفى على موبايلك، أيه رأيك فى الشبه بينها وبين بنت رائف؟
ردت فاديه وهى تُطالع تلك الصور على هاتفها قائله:.ده حتى برنامج تطابق الصور اللى على فونى طلع صورهم نسخه من بعض تقريبًا…بس مش يمكن يخلق من الشبه اربعين؟
ردت صابرين:معتقدش وبعدين لازم أتأكد من عدم وجود بينهم صفة قرابه
قالت صابرين هذا وأخرجت منديل ورقى من حقيبتها قائله:
مش معاكِ الشعرتين اللى سلتيهم من شعر ميلا،انا كمان معايا إتنين زيهم،أهم.
تبسمت فاديه قائله:يا قاسيه سلتيهم من شعر البت إزاى،أكيد وقت ما عيطت.
تبسمت صابرين قائله:
الضرورات تبيح المحظورات،فى معمل هنا فى آسكندريه كنت قريت أنهم بيعملوا تحليل البصمه الوراثيه،جبت عنوانه من عالنت خلينا نشوف،وجه الشبه ده له سبب ولا… يخلق من الشبه أربعين.
بعد قليل خرجن الاثنتين من معمل التحليل
لتقول فاديه:
مش كتير أسبوعين على نتيجة أختبار dna ده ما تطلع.
ردت صابرين:
هو كتير بس هنعمل ايه الدكتور قال ان نتيجة التحليل ده بتبقى معقده شويه وبتاخد وقت،أهو أسبوعين مش كتير.
…..ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد مرور أسبوعين
صباحً
بمنزل سالم التهامى
صدح جرس المنزل
تحدث سالم لـ شهيره التى خرجت من المطبخ:
خليكي أنا اللى هفتح الباب.
فتح سالم باب المنزل ورأى ذالك المحضر من المحكمه يتسآل على فاديه فقال له:
أنا والداها هى مش موجوده،ممكن أستلم الإخطار عنها.
وافق المحضر،وطلب منه بطاقة هويته وإمضاؤه على استلام الإخطار.
غادر المحضر ودخل سالم الى المنزل وأغلق الباب خلفه،آتت له شهيره بلهفه ورجفه قائله:
كان عاوز ايه المحضر ده؟
رد سالم:
ده إخطار من المحكمه لـ فاديه ومالك وشك مخطوف كده ليه؟
ردت شهيره:
ومش عاوز وشى يتخطف من وقفة المحضر على بابنا كل يوم والتانى كده، منه لله وفيق ابن ماجده… بس الإخطار ده لقضية أيه النفقه ولا قايمة العفش؟
قال سالم: هفتح الظرف قدامك أهو…
فتح سالم الظرف وقرأ محتواه لينصدم قائلاً:
ده إخطار بحكم إلزام تنفيذ فاديه لـ بيت الطاعه.
إنصدمت شهيره قائله:بيت الطاعه!
رد سالم بغصه: إهدى شويه هتصل عالمحامى وأسأله،يمكن لسه فى حل للقضيه دى.
…..ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عصرًا
بالأسكندريه
صدح هاتف صابرين، نظرت للشاشه وتبسمت قائله:
هخلص لبس أهو ونص ساعه أكون عندك نروح معمل التحليل نشوف النتيجه أيه.
تبسمت فاديه قائله: أنه كمان جاهزه هخرج من الشقه أهو وهتلاقينى قدام باب العماره عندى فضول أعرف نتيحة الاختبار ده.
ضحكت صابرين قائله بمرح:
بقيتى فضوليه أكتر منى عالعموم قبل من ساعه هتكون النتيجه فى أيدينا.
فى نفس الوقت بشقة فاديه قبل أن تفتح باب الشقه رأت باب الشقه يُفتح فى البدايه ظنت أنه هيثم لكن ليس ميعاد رجوعه من الجامعه
لكن تفاجئت بـ سالم هو من يفتح الباب،ليس فقط سالم بل شهيره خلفه.
تبسمت قائله:بابا ماما…
سمعت صابرين قول فاديه كذالك سمعت صوت والداها فقالت:
بابا وماما جم عندك فى الشقه.
ردت فاديه:أيوا يا صابرين يلا أقفلى وهستناكِ فى الشقه.
اغلقت فاديه الهاتف،وتوجهت نحو والداها تضمهما بسعاده،لكن دخل لديها شعور بالقلق بسبب الوجوم الواضح على وجوهم.
بعد قليل بغرفة المعيشه،تحدثت شهيره:
إنتِ كنتِ خارجه ولا أيه؟
ردت فاديه:أيوا انا وصابرين هنروح مشوار؟
إستفسر سالم قائلاً:
مشوار أيه ده؟
إحتارت فاديه فى الرد ثم قالت:
صابرين كانت شافت كم طقم جديد فى المحلات وكنا هننزل نلف ونشتري… بس ليه متصلتوش عليا قبل ما تيجوا، مفاجأه حلوه.
نظرت شهيره الى سالم وتدمعت عينيها.
لاحظت فاديه ذالك قائله:
خير يا بابا حاسه ان فى سبب مهم لمجيتكم المفاجأه دى؟
رد سالم:
خير يا بنتِ.
تدمعت عين شهيره قائله:
خير منين يا سالم، قولها عن سبب مجينا لهنا؟
شعرت فاديه بالقلق قائله:
خير يا بابا قولى أيه اللى حصل خلاك إنت وماما جيتوا لهنا لاسكندريه أنا مكلمه ماما الصبح قبل ما أروح للمدرسه، ومجبتش سيره أنكم هتيجوا لهنا.
رد سالم بإختصار:
وفيق.
ردت فاديه بإستخبار:
ماله وفيق؟
شعر سالم بآلم فى قلبه وهو يقول:
وفيق رفع قضيه بيت الطاعه عليكِ وكسبها وصدر قرار بتنفيذ الحكم ده.
….. ـــــــــــــــــــــــــــ
بـ ڤيلا زهران
اغلقت صابرين الهاتف وظلت دقائق متعجبه بعد ان علمت بمجئ والداها الى هنا، لكن بداخلها شعرت بالسعاده قائله:
أما أكمل لبس هدومى وأروح أنا وفاديه نجيب نتيجة التحليل وبعدها نقعد مع بابا وماما…ويمكن أبات هناك معاهم وأرتاح من وش عواد.
أنهت صابرين إرتداء ملابسها وأخذت حقيبة يدها وخرجت من الغرفه
لكن تفاجئت بـ فوزيه تقف أسفل السلم ..
بمجرد أن رأت نزول صابرين على السلم تهجمت عليها بالقول قائله:
حقيره ومُنحطه ومُستغله ومعندكيش شرف، وبعض الالفاظ الأخرى البذيئه.
لكن صابرين أكملت نزول السلم رغم ذهولها من تهجم فوزيه عليها بتلك البذاءه كيف إستطاعت قول تلك الالفاظ الدنيئه وسب صابرين بتلك الفجاجه وهى دائماً من كانت تدعى الرُقى والذوق العالى ولماذا تسبها هكذا…
لكن فوزيه لم تكتفى فقط بالسباب،بل كادت تتهجم علي صابرين بالأيدى لولا أن أيدي أخرى منعتها قبل أن تصل يديها الى جسد صابرين.
….. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وقفت غيداء أمام باب شقة فادى تلتقط أنفاسها الهادره كآنها كانت تصعد السلم ركض وضعت يدها على قلبها كآنها تُهدئه،بالفعل هدأ خفقان قلبها،ظلت تنظر لجرس الشقه بتردُد لدقائق قبل أن ترفع يدها وتضعها عليه،لكن للحظه قررت التراجُع، وها هى تُدير ظهرها كى تُغادر، لكن قبل أن تصل الى مصعد العماره، فُتح بابهُ وخرج منه شخص يبدوا أنه بواب العماره يحمل بعض الأكياس بيديه، نظر لها قائلاً:
حضرتك أول مره أشوفك أنتى تقربى لحد من سكان العماره.
إرتبكت غيداء قائله بتعلثم: لأ أنا يظهر غلطت فى العنوان.
أماء لها البواب برأسه وهى تتجنب منه كى تتجه نحو المصعد، لم يبقى بينها وبين المصعد سوا خطوه، لتسمع صوت فتح شقة فادى.
بنفس الوقت بداخل الشقه إنتهى فادى من الإستحمام سمع رنين جرس باب الشقه هو يعلم من، أنه بواب العماره لابد أنه قد آتى له ببعض الأغراض التى طلبها منه لم يُفكر بإرتداء ملابسه لف خصره بمنشفه وخرج من الحمام وذهب يفتح الباب.
فتح باب الشقه وجد البواب يقف جوار الباب يقول له:متآسف يا بشمهندس إنى إتأخرت شويه بس السوبر ماركت كان زحمه.
بينما هو وقع نظره ناحية المصعد رأى غيداء من ظهرها لم يبقى بينها وبين المصعد سوا خطوه واحده، قال بتسرُع: غيداء!
إهتز قلبها حين سمعت صوته وإلتفت تنظر له تشعر أن جسدها أصبح هُلام.
بينما نظر فادى نحو البواب قائلاً:
تمام سيب إنت الأكياس وأنا هدخلها وهحسبك على قيمتها بعدين.
أماء له البواب رأسهُ قائلاً: تمام يا بشمهندس… عن إذنك.
توجه البواب ناحية المصعد ودخل الى داخله ظل للحظات واقفًا ينظر الى غيداء
قبل أن يُعيد فادى نُطق إسمها، لا تعلم كيف طاوعتها ساقيها و سارت تلك الخطوات ناحيه شقة فادى، مما جعل البواب يُغلق باب المصعد دون أن يبالى فهذا شئ لا يخُصهُ.
تبسم فادى قائلاً: غيداء مفاجأه حلوه.
إرتبكت غيداء ولم تستطيع الرد كآنها فقدت النُطق.
لاحظ فادى صمت غيداء فإنحنى يحمل تلك الأكياس التى تركها البواب قائلاً:هنفضل واقفين عالباب كده خلينا ندخل.
ترددت غيداء فى دخول الشقه، لكن شعرت بالحرج من نظرات فادى لها وخجل أيضًا وهو يقف أمامها نصف عارى، حسم الأمر يد فادى حين جذب يدها لتدخل الى الشقه.
بمجرد أن دخلت الى الشقه أغلق فادى الباب قائلاً:
المطبخ من الناحيه دى دخلى الأكياس دى على ما أنا أدخل ألبس هدومى، بدل ما أخد برد.
أمائت غيداء له برأسها موافقه وذهبت نحو المطبخ صامته تشعر بالخجل.
بينما تبسم فادى بإستهزاء وزهو مجئ غيداء الى هنا لا تفسير له غير أنها وافقت على السير خلفهُ ضد التيار .
…….. ــــــــــــــــــــــــــــ
يتبع…
رواية بحر العشق المالح الحلقة الثلاثون
﷽
#الموجه_الثلاثون
#بحرالعشق_المالح
ــــــــــــــــــــــــــــــ
تعجبت شهيره من رد فعل فاديه الهادئ بعد أن قال لها سالم عن تلك القضيه الذى صدر بها حُكم وأصبح على خُطى التنفيذ كذالك سالم تعجب من ذالك الهدوء، أقل شئ كانت بكت.
نظرت فاديه لوجهيهم وتبسمت بغصه قويه قائله:
مالكم مستغربين كده ليه إنى مش مصدومه…
كنت متأكده إن وفيق هيحاول يعمل حاجه يكسب بيها أنه يخضعنى له،صحيح متوقعتش إن انانيته توصل أنه يطلبنى فى بيت الطاعه بس كنت متوقعه منه يسمع لكلام مامته ويساوم على الطلاق انه يخرج من الجوازه باقل الخساير له، او بمعنى أصح بلا خساير ماديه، عشان كده من البدايه كنت عاوزه أرفع قضية طلاق،بس حضرتك يا بابا سمعت لـرأى المحامى،عالعموم فات الوقت،بس نفسى أعرف إزاى كسب قضية الطاعه بالسرعه دى غير إننا مجلناش أى إخطار بيها قبل كده.
شعر سالم بقلب فاديه المنفطر قائلاً:
معرفش أنا اتصلت عـ المحامى وقولت له عالاخطار اللى جالنا النهارده الصبح وهو قالى هيتحرى عن كل شئ بس لازم نستعد لتنفيذ الحكم ده،لأن عدم تنفيذه مش فى صالحك،وأنا جيت انا وماما فورًا لهنا عشان كده.
تبسمت فاديه ورغم تلك الغصه التى بقلبها لكن شعرت بالآمان فوالديها الأثنين أتيا كى يشعرها بالقوه والسند،ظنًا انها قد تنهار،لكن هى فجأتهم بتقبلها الامر بهدوء ظاهرى بينما بداخلها أمواج عاصفه تعصف بكل شئ تمنته بحياتها،ولم تعثر سوا على الخيبات المتتاليه التى ربما أعطتها رصانه ظاهريه تُظهر أنها أقوى من الإنحناء لتلك الامواج .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ……..
بـ ڤيلا زهران
ذُهلت صابرين من محاولة إعتداء فوزيه عليها بالضرب لولا ان منعها ذالك الخبيث عادل
لكن مازالت فوزيه تحاول الخلاص منه كى يتركها تضرب صابرين عل تلك النار التى تشعر بها تهدأ
لكن عاودت سب صابرين بألفاظ خادشه حتى انها قالت لها:
زى العاهرات بتلعبى على أوتار الرجال
فى الاول جوزك الاول اللى خونتيه وهربتى لحد عواد عشيــــــــ
قطعت فوزيه إسترسال باقى تهجمها على فوزيه حين إرتعبت من ذالك الصوت الذى قال بحزم:
إخرسى.
شعرت فوزيه بهلع من ذالك الصوت لاول مره ترى ذالك الشرر بعينيه لكن تهكمت قائله:
جوزى دلدول إبن عمه وصل لأ وهو اللى بيدافع عن الشيطانه المُستغله معدومة الضمير ، وكل ده بسبب غيرتها وقلبها الحقود.
مازال رد فعل صابرين هو الذهول من قول وافعال تلك التى يبدوا أنها فقدت عقلها.
فى تلك اللحظه فلتت فوزيه من يدي عادل او بمعنى أصح هو من تركها،
تهجمت على صابرين وخربشت وجها بأظافرها
كما أنها دفعتها لترتطم يدها بأحد أعمدة المكان
شعرت صابرين بوجع كبير بمعصم يدها لكن فاض بها قائله بإستهجان:
راحت فين فوزيه بنت السفير ملكة الإتكيت فى لحظه بقت وقحه وبيئه وظهرت حقيقتها بلسان زفر وخربشه زى الشوارعيه والفاظها سوقيه.
كادت فوزيه أن تتهجم على صابرين مره أخرى لكن
أمسكها عادل قائلاً بنبره تحثها على التحريض:
كفايه يا فوزيه،بلاش تنحدرى وتستلمى لأستفزاز
أنا واثق إن مصنعنا مفيش فى أى تجاوزات واللى حصل سوء فهم… زى اللى كان بيحصل مع عواد قبل ما يتجوز.
ردت فوزيه:
لأ مش سوء فهم ده إستغلال واحده حقيره أكيد ليها هدف عاوزه تقفل المصنع، طبعًا عاوزه ترد الجميل.
فهمت صابرين سبب ثورة فوزيه هى علمت ان هنالك قرار صدر من وزارة الصحه بوحود تجاوزات كبيره ومخالفات لمعايير الصحه وقد تؤدى الى غلق مصنع حندوق
لكن لم تتوقع ذالك الرد السافر والمنافى للعقل من فوزيه
التى أكملت تهجمها بشبه ردح:
طبعًا الغلط مش عليها ماهى صدقت نفسها إن ليها قيمه بعد ما قدرت إنها تخلى عواد يتجوزها، أكيد مثلت عليه البراءه، ماهى كانت هتلاقى مين يرضى بيها بعد الفضيحه اللى عملتها لما هربت يوم جوازها لعند عواد وكدبت أنه خطفها… ده غير غِلها وحقدها طبعًا منى أنا بنت السفير إنما هى بنت حتة موظف فى شركه الكهربا.
هنا لم تشعر صابرين بنفسها وهى تصفع فوزيه على وجهها قائله:
موظف الكهربا ده مهندس بشهاده أعلى من باباكِ السفير اللى خلف إتنين أقذر من بعض
إن كان عالمستثمر اللى غرضه الربح السريع ومش مهم أى تجاوزات او مخالفات،ولا وقحه زيك متجوزه وعينيها من إبن عم جوزها مفكره انى غبيه ومش فاهمه حركات إستقلالك بيا قدام عواد وإنك تظهرى دايمًا إنك الأفضل والاجدر بإسم زهران،
أنا إسم زهران ميفرقش معايا وبتباهى بإسم
سالم التهامي المهندس اللى ربى ولاده على الاخلاق اللى زيك ميعرفش قيمتها وفعلاً مع الوقت بتأكد إن جوازى من عواد كان غلطه محدش دفع تمنها غيرى.
إغتاظت فوزيه من رد صابرين وكادت تتحدث
لكن قطع حديثها صوت ماجد الذى اظهرت صابرين أمامه حقيقه كان يحاول تجاهلها، او بالأصح التغافل عنها،من اجل بناته، حقيقه مُره تجرعها لسنوات حين كان يرى نظرات الإعجاب من فوزيه لـ عواد حتى انه احيانًا كان يلهث خلفها ويستمع لوسوستها له حتى أنها اقنعته بشراكه بينه وبين عادل نكايه فى عواد أن يجد منافس أقوى منه فى السوق، لكن خسر حين علم من أحد عملاؤه بنوايا عادل الخبيثه أنه يستغل إسمه فى التفاوض مع بعض العملاء وأنه مُخادع ولديه تجاوزات كثيره يحاول السيطره عليها برشوة بعض موظفين الحكومه ولكن هذا لن يدوم طويلا وسيقع عادل بأى لحظه ووجود شراكه بينهم وقتها ستعرض ليس فقط إسم زهران للضرر والاهتزاز بالسوق بل قد يزج به وقتها أمام فوهة المدفع ويُصبح هو اكثر المضرورين من تلك الشراكه التى كانت بمباركة زوجته،والتى من الجيد أنه قام بفضها فى وقتها قبل أن يتورط أكثر.
كانت كلمة ماجد أقوى رد منه:
إنتِ طالق يا فوزيه.
صدمه ألجمت عقل فوزيه التى فاقت منها تشعر أنها مثل المذبوج بنصلٍ مسنون جعلها بشبه غيبوبه للحظات…قبل أن تصرُخ بهستيريا وتتوعد بالإنتقام.
بينما صابرين وقفت لدقيقه مصدومه هى الأخرى ثم خرجت
مُسرعه… صعدت الى سيارتها وقادتها مُغادره…
توقفت بعد قليل بالطريق تشعر بندم
عاتبت نفسها:
مكنش لازم تقولى إن فوزيه معجبه بعواد، ده اللى عصب ماجد وخلاه طلقها، حرام عليكِ، كده ممكن تاخد منه بناته وتحرمه منهم ذنبهم أيه الاطفال دول… شعرت صابرين بتآنيب الضمير، حقًا أصحاب الضمائر البريئه هم أكثر المظلومين.
…….. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أسفل المياه وقف فادى يستمتع بتلك المياه الفاتره التى تسيل على جسده يبتسم بنشوه
وهو يتذكر أن غيداء آتت الى شقته الخاصه هذه المره كانت خطته ناجحه هذه المره
تذكر ذالك اليوم الذى طلب من غيداء فيه الزواج عرفيًا.
[فلاشــــــــــــ/باك]
نهضت غيداء بغضب قائله:
واضح إنى عشان بتساهل وبخرج معاك مفكر إنى ممكن أسمحلك بطلب مُنحط زى ده، بس معذور، أنا يمكن من غير انتباه منى عطيتك عنى فكره انى سهله، عن إذنك، وياريت بلاش تتصل بيا تانى.
غادرت غيداء الكافيه حتى أن فادى حاول ان يلحق بها لكن حين خرج من الكافيه كانت تصعد الى احد سيارات الاجره، فكر فى تتبع تلك السياره بدراجته الناريه والإعتذار منها لكن فجأه إهتز هاتفه برنين
نظر الى شاشة الهاتف زفر نفسه بغضب،وهو يرى إسم نهى على شاشة الهاتف هى الأن آخر من يريد الرد عليها،ضغط على ذر الإغلاق…وقف يلعن تلك الحماقه التى تحكمت به للحظه أضاع كل ما حاول الوصول اليه الفتره الماضيه.
بينما بسيارة الاجره كانت دموع غيداء تنساب بحسره تشعر بألم قوى فى قلبها،
بعد قليل وصلت الى الڤيلا،صعدت مباشرة الى غرفتها القت حقيبتها على طول يدها ثم ألقت بجسدها على الفراش تبكى بحُرقه لما حين ظنت أنها مثل باقى صديقاتها وجدت الحب التى كانت تريده،عاتبت نفسها قائله:
إنتِ اللى رخصتى نفسك خروج وسمحتى له يمسك إيدك….
كانت تبكى بحُرقه خائرة القلب تشعر أنها غرقت بدوامة يأس.
وصل فادى الى شقته دخل الى غرفة المعيشه ألقى هاتفه وسلسلة المفاتيح ثم جلس على الاريكه يشعر
بإنهاك،يجلد نفسه لما تسرع وقال هذا،
لكن بينما هو بدوامة عتاب وجلد الذات صدح رنين هاتفه،للحظه علم هوية من تتصل عليه جذب الهاتف ولم ينظر الى شاشة الهاتف ورد بتسرع وقال بعصبيه:
أفضل الهدايا لأحبائكم
نهى مش ناقص سخافتك….
قاطعته قائله:
أنا مش نهى أنا منال.
حاول فادى الهدوء وأعتذر قائلاً:
متأسف يا منال، إزيك وإزي رينا.
ردت منال:
لأ مالوش لازمه الإعتذار، انا ورينا الحمد لله بخير، بس كنت عاوزه أقابلك عشان إنت عارف إنك من ضمن ورثة المرحوم مصطفى، وكل الورثه مضوا على التنازل لـ رينا إنى انا أبقى الوصيه عليها فى كل شآن يخصها ، بس إنت كنت مسافر وقتها والمحامى قال نقدر نمشى الورق لحد ما تجى إنت من السفر، بس فى بعض التعاملات بيبقى فيها تعنت شويه و….
قطع فادى حديث منال قائلاً:
أنا سبق وكنت طلبت من بابا وانا فى المانيا يبعتلى اوراق التنازل بس قالى مش ضرورى عالعموم خلينا نتقابل عشان أمضى ليكِ على أوراق التنازل.
ردت منال: أنا مش ڢى اسكندريه بس راجعه قريب هبقى أتصل عليك نحدد الميعاد، مره تانيه بعتذر يمكن إتصلت فى وقت غير مناسب، سلام.
أغلق فادى الهاتف وكاد يضعه على الطاوله، لكن وقع بصرهُ على تلك الصوره التى تضعها منال مخلفيه لهاتفها، صورة مصطفى وهو يحمل طفلته الصغيره، شعر بوهج فى قلبهُ أعمى عقله، وقال بذم لنفسه:
مالك يا فادى مضايق كده ليه اللى عملته هو الصح لازم تاخد خطوه بقى عشان تعرف تاخد القصاص
لـ مصطفى من الأتنين اللى إتسببوا فى موته وهما عاشوا حياتهم بسعاده، كمان زهقت وقرفت من كل شويه تتقمص غيداء وأجرى انا وراها أحايل وادادى
لحد ما ترضى تانى، انا ماليش فى الكلام الفارغ ده
ومس لازم يكون كل شوية اتنازل وأروح اصالحها لازم هى المره دى اللى تتنازل شويه،زهقت من قمص الطفوله اللى عايشالى فيه ده،لازم يكبر عقلها ومتاكد أنها مش هتستحمل تجاهلى ليها كتير وهى اللى هتيجى لحد عندى، ووقتها هترضخ لكل اللى أطلبه منها.
[عوده]
عاد فادى يشعر بزهو فتجاهلهُ لغيداء الفتره الماضيه آتى بنتيجه وها هى آتت بنفسها الى شقته التى أعطاها عنوانها فى أحدى الرسائل القديمه بينهم، لم يكن يتوقع أقل من ذالك،أن تتصل عليه لكن هى آتت الى شقته بقدمها.
بينما بالمطبخ وضعت غيداء ذالك الكيس الذى بيدها على رخامه بالمطبخ وجلست على أحد المقاعد تشعر بإرتعاش فى جسدها بالكامل،تود الفرار الآن كيف طاوعت عقلها وآتت لهنا،ماذا سيظن فادى بها الآن
تذكرت بالامس هى كانت بالبلده ذهبت ربما تغير المكان يُعطيها هدوء تحتاج اليه،لكن لم تجد ذالك
فى البلده
كادت غيداء تدخل الى غرفة أحلام زوجة أبيها.. لكن توقفت أمام الباب حين رات إمراه تجلس معها، لكن راتها أحلام وقالت:
تعالى يا غيداء.
دخلت غيداء الى الغرفه ورأت تلك المرأه الاخرى التى تجلس معها لا تنكر أنها بتلقائيه شعرت بعدم أُلفه حتى قبل ان تعرف من تكون تلك المرأه… حتى ان تلك المراه نظرت بإمتعاض قائله:
أكيد إنت غيداء بنت تحيه أخت عواد.
امائت لها غيداء.
بينما نظرت احلام لساميه قائله:
أزى فادى.
هز إسم فادى بدن غيداء لكن تفاجئت من فحوى الحديث أن تلك المراه هى إبنة عم أحلام إذن فادى اللتان تتحدثان عنه هو فادى التهامى،إرتعش قلبها حين سمعت قول أحلام لـ ساميه:
أمال حددتوا ميعاد خطوبة فادى ونهى ولا لسه.
ردت ساميه بإرتباك:قريب إن شاء الله على ما نهى تخلص إمتحانات آخر السنه هقوم أنا بقى زيارة المريض لازم تكون قصيره،اكيد اللى صابك عين حسد…وافقت أحلام ساميه ان ما اصابها هو الحسد.
بينما شعرت غيداء بخفقان قوى بقلبها، أيُعقل فادى سيتزوج من قريبته تلك، شعرت بـصدمه قويه،لم يفكر عقلها وتركت الغرفه دون حديث منها تتوارى بغرفتها تبكى وترثى قلبها،فادى نسيها بتلك السهوله
لكن فجأه لامها عقلها وجففت دموعها تُلقى الخطأ على نفسها وتلومها قائله:
إنتِ السبب يومها مفكرتيش وإتقمصتى ومشيتى ليه،لازم تواجهى فادى وأكيد هو بيحبنى زى ماقالى قبل كده،يمكن كلمة جواز عرفى كان إختبار منه ليكِ،يشوفك شارياه ولا لأ وأكيد اتأكد من رد فعلى إنى بيعاه،وبرر موقفك أنه عدم ثقه فيه،لازم تحاولى تستردى ثقته من تانى…حسمت امرها
بالغد ستذهب الى شقته
وها هى الآن بشقته،إستقباله لها به كثير من الأُلفه عكس ما كانت تتوقع ان يذمها ويسألها لما آتت
لكن هو تبسم لها برحابه.
إنتهى فادى من أخذ حمامه وخرج يرتدى منامه رجاليه لكن ترك أكثر من زر من الجزء العلوى مفتوح يظهر جزء كبير من صدره،ذهب الى المطبخ تبسم حين وجد غيداء تجلس،
لكن هنالك شعور إختلج بقلبه لا تفسير له،شعور دافئ به جزء من التألف للحظه تخيل انهما زوجين وأنها تنتظره بتلك البسمه التى على شفتاها تزيل عنه إرهاق يوم طويل من العمل،لكن نفض ذالك عن رأسه سريعًا فـبسمه غيداء باهته،لكن
قال:
كنت مفكر إنك على ما أخد دوش هطلع القاكى محضره لينا الغدا ونتغدا سوا،ولا الوقت اتاخر خلاص واكيد إتغديتى.
نهضت غيداء بإرتباك قائله:
إنت قولت لى أدخل الميس مقولتليش احضر غدا،وبصراحه،بصراحه.
تبسم فادى قائلاً:
بصراحه مش بتعرفى تحضرى أكل،طبعًا بنت عيلة زهران الوحيده إيديها ناعمه،عالعموم أنا كنت متعود على خدمة نفسى من وانا هنا فى مصر قبل ما اسافر فى الحيش محدش بيخدم حد إخدم نفسك بنفسك… أقعدى أنتِ وانا هحضر لينا غدا عالسريع كده، بس طبعًا تعرفى تمسكِ السكينه وتقطعى السلطه.
تبسمت غيداء وجلست تُقطع تلك الخضراوات مع تجاذب فادى لها بالحديث المرح الى ان وضع آخر طبق من الطعام على الطاوله قائلاً:
وأدى طبق المكرونه اللى بدون صلصه حسب رغبتك، معرفش إزاى هتكليها كده بدون اى إضافات هيبقى طعمها زى العجين.
تبسمت غيداء قائله: انا بحب المكرونه مسلوقه بس ماما كمان كده ويمكن ورثتها منها، هى بتسلق المكرونه وتزود شوية ملح بكمون عليها وتاكلها كده بدون أى إضافات.
نظر فادى لـ غيداء بإستغراب وهمس لنفسه:
مصطفى كمان كان بيحب ياكل المكرونه مسلوقه بس ماما كانت بتغصب عليه ياكلها بصلصه، بس كان بياكلها غصب عنه.
خجلت غيداء من نظرات فادى لها وإدعت النظر الى الطبق وبدات تتناول الطعام، فاق فادى من تلك الذكرى، وألتهى فى الطعام والحديث البسيط بمواضيع عديده بينهم، الى أن انتهوا من تناول الطعام، وفض تلك السفره الصغيره التى جمعتهم فقط بعيداً عن أى عيون غيرهم، بعد وقت نهضت غيداء قائله:
أنا اتأخرت المغرب قرب يآذن همشى أنا بقى.
فجأه شعر فادى بفراغ، لكن قال:
كنت مبسوط بالوقت القليل اللى قضيناها مع بعض وإنبسطت بزيارتك لشقتى المتواضعه.
خجلت غيداء حين قال ذالك فادى ولم تستطيع الرد للحظات ثم قالت:
لازم امشى بقينا المسا… سلام.
تبسم فادى بدهاء يتلاعب بها يعطيها الآمان من ناحيته أصبح بينه وبين هدفه خطوه واحده وغيداء هى من ستقطعها بالقريب العاجل… عليه بالصبر.
…… ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
صعدت صابرين الى سيارتها ووضعت ذالك المظروف بالمقعد المجاور لها بالسياره،للحظه فكرت فى فتح المظروف ومعرفة نتبجة التحليل،لكن تراجعت بدون سبب وقامت بتشغيل السياره،وقادتها لا تعرف الى أى وجهه تذهب تشعر أنها مثل الشريده بالطُرقات،لكن تحكم القلب والشوق والتوق لوالديها بها وجدت نفسها أسفل العماره للحظات فكرت بالعدول والعوده لكن الى أين، اتعود للـ الفيلا لا هى لا تريد العوده لهناك
بظل تلك الدوامه براسها صدح رنين هاتفها… نظرت للشاشه، زفرت نفسها وهى ترى هوية المتصل،أنه عواد بتلك اللحظه حسمت أمرها،تركت الهاتف وذالك المظروف بمقعد السياره وترجلت منها صاعده الى شقة والدايها،بخُطى رتيبه تشعر بالحنين والشوق تتمنى أن تجد بينهم الراحه النفسيه التى أصبحت تبحث عنها…
توقفت أمام باب الشقه تُفكر هل تدخل أم تعود
لكن حسم الأمر هيثم الذى آتى من خلفها قائلاً:
صابرين واقفه كده ليه قدام باب الشقه مش معاكِ المفتاح ولا أيه.
إبتلعت صابرين تلك الغصه فى قلبها قائله:
يظهر ضاع أو يمكن نسيته.
تبسم هيثم ووضع المفتاح بمقبض الباب وفتحه ثم تجنب قائلاً:
إدخلى يلا مش بيقولوا الستات أولا عشان تعرفى إنى بفهم فى الذوق.
تبسمت صابرين ودخلت الى الشقه بلا مُجادله مع هيثم كما تفعل دائماً مما اثار تعجبه ودخل خلفها واغلق الباب، لكن سمع الاثنين صوت من غرفة المعيشه وتوجها إليها، تبسم هيثم قائلاً بإنشراح:
ماما، بابا إيه المفاجأه الحلوه دى.
نهضت شهيره وأستقبلتهم وضمتهم الاثنين، بينما ظل سالم جالسًا رغم نظرات الشوق بعينيه،
ترك هيثم شهيره وذهب للجلوس جوار والده مُبتسمًا،بينما ظلت صابرين واقفه تشعر بإشتياق لحضن سالم الذى تحتاجه الآن بشده لكن إنشغل سالم بالحديث المرح مع هيثم،بينما آتت فاديه قائله:
صابرين إتأخرتى ليه، يلا
أنا حضرت لقمه ناكلها مع بعض
بعد قليل جلسوا جميعًا على طاولة السفره…وضعت شهيره يدها على كتف صابرين قائله:
مش بتاكلى بيض ليه يا صابرين،أنا جايبه البيض ده معايا من البلد.
تبسم هيثم يقول بمناكفه:
ما هى مش بتستطعم غير البيض اللى بتسرقه من وراكِ يا ماما.
تبسموا جميعًا
بينما هى شعرت بغصه قويه
سخرت من طفله أقصى أمانيها أن تحصل على ببضة تلك الدجاجه التى تخشى الأقتراب منها… تود أن تمحى الفتره الماضيه من حياتها.
…….. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بـ ڤيلا زهران
لم يسمع عواد فقط لحديث ماجد الذى أعتذر منه على ما حدث من إنتهاك فوزيه لـ صابرين بالحديث، بل رأى شريط مُسجل بكل ذالك شعر بالغيظ الشديد من فوزيه، طلاقها فى نظر عواد كان أقل رد على خوضها فى حق صابرين وتلك الالفاظ المتدنيه التى نعتتها بها كذالك رأى تهجمها على صابرين بمحاولة الضرب،من الجيد انه لم يكُن موجود لرد ذالك صفعات لـ فوزيه،
ترك ذالك الخاسوب وأمسك هاتفه يتصل على صابرين لكن يعطى رنين ولا ترد،لأكثر من مره كرر الإتصال…نهض وحسم أمرهُ،يعلم أين تكون صابرين
هى باحد مكانين
أما عند صبريه،او فاديه…
أحتار الى ان يذهب
فكر بالاتصال على فاديه وسؤالها عن صابرين،لكن شعر بالحرج…
حسم أمره سيذهب أولاً الى شقة فاديه وإن لم يجدها هناك….
ماذا أسيذهب لها بشقة صبريه
فكر كثيرًا لكن تحكم قلبه لا داعى للكِبر الآن كل ما يهمه ان يعود بصابرين الى هنا أما عن كرامتها التى اهانتها تلك الوقحه فوزيه سيردها لها أضعاف.
……..
كانت صابرين تجلس جوار شهيره بداخلها تشعر بالعزله،لاحظ سالم التى لم تنزل عيناه من عليها منذ أن راها ولاحظ أيضاً تلك الخرابيش الظاهره بأحد وجنتيها،وكاد يسألها عن سببها،لكن بنفس اللحظه سمعوا جرس باب الشقه،نهض هيثم قائلاً:
هفتح أنا الباب.
بعد لحظات دخل هيثم ومن خلفه عواد الذى قال:مساء الخير.
إنتبهت صابرين الى صوت عواد التى تفاجئت به
بينما نهض سالم واقفًا بتحفز
كذالك صابرين وقفت…
فقال سالم:أيه السبب فى خربشة خدك دى يا صابرين.
نظرت صابرين لـ عواد ثم نظرت لوالداها قائله بكذب:
دى خربشة قطة غيداء نطت فى وشى.
تفاجئ عواد برد صابرين
بينما سالم شعر ان صابرين تكذب
تحدث عواد:انا كنت قريب من هنا وقولت أجى اخد صابرين عشان نرجع للڤيلا.
نظر سالم لـ صابرين التى تُخفض وجهها ود أن تقول له انها تريد البقاء،لكن إمتثلت صابرين قائله:
تمام.
نظر عواد لـ سالم ببسمة ظفر
وهو يرى صابرين سارت من أمامه وخلفها فاديه
توقف الاثنان خلف باب الشقه تتهامسن بينهن الى أن آتى عواد لمكانهن وفتح باب الشقه
فخرجت صابرين أمامه…وهو خلفها..أغلقت خلفهم فاديه الباب
ثم عادت الى غرفة المعيشه قائله:
نسيت اقول لصابرين إنى راجعه معاكم البلد بكره،شويه كده واتصل اقولها.
اماء لها سالم برأسه يشعر بالندم لما ترك صابرين تغادر مع عواد لما لم يجعلها تبقى حتى لو غصبًا منه لها،يشعر بغصه قويه فى قلبه تلك ليست صابرين الذى عهدها كانت تمزح وتمرح اليوم كانت شارده منعزله،صابرين آن الآوان أن يستردها قبل أن تنطفئ أكثر من ذالك لكن لابد من حل مشكلة فاديه اولاً.
توقفت صابرين أمام العماره قائله:
أمال فين عربيتك.
رد عواد قائلاً:
كنت جاى مع السواق وقولت له يمشى،هنرجع بعربيتك.
تعجب عواد من عدم مُجادلة صابرين وفتحت القفل الاليكترونى لسيارتها، ثم توجهت نحو باب المقود ودخلت الى السياره
فى نفس الوقت فتح عواد الباب الآخر ودخل الى السياره وقع بصره على هاتف صابرين الموضوع فوق ذالك المظروف، مسك الهاتف قائلاً:
بتصل عليكِ مش بتردى.
نظرت صابرين للهاتف الذى بيده قائله بسخريه:
الموبايل اهو فى ايدك كنت نسياه فى العربيه.
مدت صابرين يدها كى تأخذ المظروف …
لكن عواد جذبها من يدها عليه وقبلها بشوق.
تفاجئت صابرين بتلك القُبله، لكن سُرعان ما تركت المظروف يقع من يدها ودفعت عواد الذى ترك شفاها مُرغمًا قائله بإستهجان:. معندكش حيا مش ملاحظ إننا فى الشارع.
تبسم عواد قائلاً: إزاز العربيه مقفول.
بنفس اللحظه نظر عواد الى ذالك المظروف الذى وقع من يد صابرين، ورأى شعار أحد مراكز التحاليل الطبيه الشهيره
شعر بالقلق قائلاً:
لمين ظرف التحليل ده؟
….. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
يتبع…
تكملة الرواية من هناااااااا
لمتابعة باقى الرواية زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا
بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل
متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا
الرواية كاملةمن هناااااااااا
مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا
مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هناااااا
تعليقات
إرسال تعليق