رواية وجع الفراق الفصل التاسع والعاشر بقلم حنان اسماعيل
رواية وجع الفراق الفصل التاسع والعاشر بقلم حنان اسماعيل
الجزء التاسع
كانت صافى مشغوله بترتيب غرفتها حين احست بشخص خلفها .التفتت فوجدت مروان يقف ورائها محاولا تقبيلها .دفعته بعيدا وهى تصرخ فيه ان يخرج الا انه لم يفعل بل ازداد ضراوة .جرت الناحيه الاخرى منه تبحث عن شئ تدافع به عن نفسها وهى تستنجد بصوت عالى
فى نفس الوقت طرقت غادة باب جناح سارى ففتح لها .كان بقميص بدلته بعدما فتح ازراره .استقبلها بفتوررقبل ان يدخل ويتركها بالباب .تبعته بعدما اغلقت الباب ورائها
انشغل بتقليب ريموت التلفاز كى تشعر بضجره من وجودها .اقتربت منه قائله له بدلال
غادة : ايه يابيبى ..مالك حاسة انك متغير اووى من ناحيتى
وضع الربموت على المنضده وهويقول لها بنفاذ صبر
سارى : غادة اظن كده كفاية ...يعنى قصة الجواز العرفى ده لازم تخلص ودلوقتى .واظن برضه انك طالعه من الحوار ده بمبلغ محترم ده غير بطولتك فى المسلسل
اجابته بإقتضاب : قصدك الدور الثانى فى المسلسل .دور الراقصة اللى بتفرق البطلين
ضحك قائلا : بذمتك مش اكتر دور يليق بيكى .وفى النهاية احسبيها انتى واخدة كام
غادة : عندك حق .المهم واخدة كام ..واضح ان النهاردة الكل هيخرج كسبان
قالتها وكادت ان تخرج الا انها توقفت واستدارت قائله له بنبرة فوز
غادة : الا انا قلت ان صحبتك صافى وصاحبك مروان دلوقتى مع بعضهم فى اوضتها بعد مادفع لها مبلغ محترم اوووووى
صعق مما يسمعه .اندفع ناحيتها وامسك بذاعها قائلت لها بغضب والشرر يتطاير من عيناه
سارى : انتى بتقولى ايه ؟ مروان مع صافى ؟
ابتسمت بشماته وهى تقول
غادة : لو مش مصدقنى .اتفضل روح واتفرج بنفسك ولو ان الله حليم ستار
ترك ذراعها وخرج مسرعا للدور الذى به غرفه صافى
..................
وصل للدور الذى به غرفته . سمع صراخ واصوات تكسير من الداخل .اخذ يطرق الباب بقوة عدة مرات .ثم حاول دفعه بكتفه رغم علمه بإستحاله فتحه بهذه الطريقه .لحظات وفتح الباب وجد مروان امامه بملابس مقطعه وقطرات من الدماء تلطخهم وعيناه يملأهم الرعب .امسكه من ياقه قميصه بغضب قائلا له
سارى : عملت لها ايه ياحيوان ؟
لم يجبه مروان والذى ابعد يده بقوة قبل ان يجرى مهرولا
دخل سارى غرفه صافى فى قلق .وجدها على الارض تبكى بملابس مبعثرة وشعر اشعث وكدمات حمراء بوجهها وعيناها ممسكة سكين بيدها
اقترب منها فى خوف قائلا لها
سارى : صافى انتى كويسة ؟ عمل لك حاجة الحيوان ده ؟ صافى كلمينى انتى كويسة ؟
قالها ومد يده لكتفها فإنتفضت وابتعدت عنه واقفه وهى تلتقط السكين .اشهرته فى وجهه قائله والدموع تغرق عيناها
صافى : ابعد عنى ..اياك تلمسنى
اقترب خطوة قائلا بتوسل : طيب طيب ..طمنينى عليكى بس فى الاول
اشهرت السكينة اكثر فى وجهه والدموع تغرق عيناها قائله فى سخرية : اتطمن لا صاحبك القذر ولا انت تقدروا تاخدوا منى حاجة .....انا اللى مجننى انى افتكرتك اتغيرت للحظة .افتكرتك بنى ادم .بس انت فقت كل تخيلاتى وطلعت اكتر بنى ادم منحط قابلته فى حياتى
زفر بنفاذ صبر وهو يقترب منها قائلا بضيق
سارى : نزلى الزفته دى ..وبعدين هو مين اللى جاب البنى ادم ده اوضتك .وفتحتى له ليه الا اذا كنتى اساسا اللى شجعه
قاطعته بغضب : اخرس ..انت بتدارى على اتفاقك الوسخ معاه بعدما حكيت له كل حاجة عنى
استشاط غصبا ومد يده كى يرمى بالسكين الا انها حركته بسرعه فأصابت يده .تأوه من الالم وتناثرت دمائه امامها على الارض .انحنى وهو يمسك بيده النازفه .بينما رمت هى السكين من يدها فى صدمه .
فجأة سمعت خارج باب الغرفه يقول لها
احد موظفى الفندق :مدام انتى كويسة ؟ ممكن نعرف ايه اللى بيجرى عندك بالضبط ؟فى نزيل جنبك بلغ ان فى صراخ بيصدر من جوه غرفتك
لم تجبه وشهقت باكية بصوت عالى .دخل الموظف وخلفه اثنان من رجال امن الفندق .وجدا صافى على الارض وامامها السكينة وامامها سارى بيده التى تنزف دما .
ارتعد الموظف من منظر الغرفه والدماء فيها لثوانى قبل ان يتجه للهاتف ليطلب الاسعاف
...............
فى جناحه الفخم انتهى المسعفون من تضميد جرح يده وفهد بجواره يراقبهم حتى انتهوا .اوصلهم للباب وعاد اليه قائلا بتوتر
فهد : عاجبك الفضايح دى يا سارى ؟ بكره الصبح هتلاقى كل الجرايد بتتكلم عنك وعن البنت .انا حذرتك من الاول وقلت لك بلاش تلعب بالنار .اهى اتهمتك انت فى تحقيق الفندق انك انت اللى حاولت تعتدى عليها وضربتها وهى دافعت عن نفسها وانا كل اللى قدرت اعمله انى اعطل استدعاءهم للشرطة
زم سارى شفتيه بضيق قائلا :بنت ....... طب ما كاميرات المراقبة ممكن توضح خروج القذر مروان من عندها قبلى
فهد بضيق: فى الحالات دى بياخدوا كلام المجنى عليه خاصة لو واحدة ست ومصدر ثقه .والبنت صحفية محترمة وابوها معروف والاهم انها قبل ما يحصل لها ده .اتصلت بالفندق وطلبت تحجز على اول طيارة .وطبعا ادارة الفندق بررورا ده لشعورها بالخطر .
سارى :طب وبعدين ..ده ممكن يأثر على اسهم شركاتى وسمعتى لو انتشر انى حاولت اعتدى على واحدة
فهد بجدية : بالضبط ..عشان كده لازم تلم الموضوع
سارى : ازاى ؟
فهد :فكر مش انت اللى بدأتها
هز سارى راسه قليلا قبل ان يسأل فهد
سارى : هى فين دلوقتى ؟
فهد : نقلوها اوضه تانية
نهض سارى ومن خلفه فهد الى ادارة الفندق .طلب منهم ان يتحادث معها على انفراد قبل اتخاذ اى اجراء
وافقا بعد ضغط فهدعليهم نظرا لعلاقه قديمه تربطه بمدير الفندق
دخل الى غرفتها بعدما الح عليها احد العاملين بالادارة .وافقت على مضض.دخل اليها فوجدها تضع اكياس من الثلج على وجهها .نظر لبعضهما بكره قبل ان يقول لها بجدية
سارى : اسمعى من غير ما نضيع وقت بعض .اتهامك ليا ومحاولتك الرخيصة للتشهير بيا فى بلدى مش هتهز فيا شعرة .انا هنا مش مجرد راجل اعمال .انا حوت .اقتصاد البلد دى قايم على مجموعه شركاتى فلو ....
صفقت بيدها فى سخرية قائله بتهكم
صافى : المفروض كده اخاف ؟
سارى بغضب : لاء تعقلى وتقولى الحقيقه
صافى بغضب : الحقيقه انك بعتلى القذر صاحبك بعدما يأست منى ومن محاولاتك الزباله معايا .الحقيقه انك حكيت له حكايتى عشان ترخصنى اكتر فى نظره ,,الحقيقه انى كنت رهان رخيص من رهاناتكم الزباله صح ,عشان كده انت اللى تستحق انى اتهمك انت مش هو
سارى ساخرا : اولا مش انا الراجل اللى ممكن يعمل ده ولا يشهر بواحدة ست وثانيا وده الاهم قصتك اللى انتى خجلانه منها دى على كل لسان ..محدش اخترعها ولا اتبلى بيها عليكى ..دى فعلتك انتى وانتى المسؤله عن فضيحتك
نهضت قبالته قائله بتحدى : بالضبط ..انا المسؤله عشان كده مش هسيب حقى وهتقدم ببلاغ رسمى اتهمك فيه بالتعدى عليا بالضرب ومحاولتك التعدى على شرفى
سارى ضاحكا : حلوة شرفك دى.. .بس بجد شابوه لازم ارفع القبعه لكى .مهما تخيلت يستحيل كنت افتكرك تلعبيها بالبراعه دى ..بصى م الاخر .لو شايفه نفسك تقدرى تفضحينى هنا فى بلدى ووسط ناسى ..انا برضه قادر افضحك فى بلدك وقبل ماتسافرى لهم فضيحتك هنا هتكون واصله لهم وبتفاصيل اكتر عن حاجات بينا فى اوضه النوم ..وابقى قوليلى شعور ابوك اللى تعبان بالقلب وقتها ايه ؟ اظن الراجل صعب يستحمل فضيحتين لبنته الوحيدة
صمتت فى قهر وهى تعيد ماقاله .جلست فى يأس على الكرسى امامها .اقترب منها قائلا بجدية
سارى : بصى من الاخر .دلوقتى هخرج انا وانتى ونقول اننا متجوزين واللى حصل بينا خناقه زى اى خناقه بين زوجين
ثافى بيأس : وتفتكر هما سذج للدرجة دى عشان يصدقونا
اجابها بثقه : لاء طبعا.عشان كده انا اتصلت بالمحامى بتاعى يجهز لنا صيغه جواز عرفى .هتمضيها ونقدمها لهم
صافى بجدية : لاء ...جواز رسمى
نظر اليها مصدوما قبل ان يبتسم فى مكر
سارى : لاء شاطرة ..طب ماتقولى ان ده غرضك من الاول
ماشى رسمى .بس الصبح على ما تفتح سفارة بلدك .دلوقتى هتطلعى لهم تقولى اننا متجوزين وانا هقولهم انى هجيب ورقه جوازنا الصبح ..بس لعلمك لو فاهمة ولو للحظة انك كده حققتى اللى فى دماغك تبقى بتحلمى ..اخلص بس المشكله دى وهتشوفى منى اللى عمرك ماشفتيه
..................
الجزء العاشر
تفاهما مع ادارة الفندق بعدما تدخل فهد لدى صديقه مدير الفندق والعاملين لمنع تسريب اى كلمه حدثت الليله ..فى الصباح اتجها معا لسفارة بلدها .اتما اوراق الزواج .طلب السفير ان يقابلهم بعدما علم بكونها ابنه صديقه القديم رفيق الزهيرى .رحبا بهم الرجل بحرارة خاصة حين تطرق لذكراه مع ابيها ايام كان ضابطا بالجيش وابوها مراسلا عسكريا على الضفه .ابتسمت حين سمعت مديح السفير فى مثلها الاعلى
تظاهر سارى طوال الجلسه بالحب تجاه صافى حتى انه امسك بيدها طوال جلستهم امام الرجل .اعطاها السفير بطاقته الشخصية فى حال احتاجت لاى خدمه منه .شكرته قبل ان تغادر مع سارى خارج السفارة .
تبدلت ملامحه للغضب فور خروجه من السفارة . اركبها سيارته والتى يقودها سائق خاص. جلسا بالخلف هما الاثنان فى صمت .لم ينطق بالكلمه الا حينما اتصل برقم ليبلغه ان يعد القصر الشتوى لاستضافه ضيوف خلال دقائق.
سألته بضيق : هو احنا هنروح على فين ؟ قصدى يعنى مش هنروح الفندق
لم يجبها وهو يطلب رقم اخر .فإغتاظت منه وجذبت يده كى يجبها .حاول السيطرة على غضبه وهو يمسك بيدها بقوة قائلا بغضب وصوت هامس
سارى : وطى صوتك ..السواق مصرى .مش اجنبى يعنى اكييد سامع كل كلامنا .فأحسن لك تسكتى خالص ومتفتحيش بوقك لحد لما نوصل
ابتعدت عنه فى ضيق باقى الطريق حتى وصلا لمكان على البحر .كان قصرا كبيرا جدا كما لو كان قصر من قصور القصص الخرافية .مرا بحديقه كبيرة رائعه الجمال حتى وصلا لباب القصر الخلاب .سمعت فور نزولها صوت امواج البحر ورائحته المميزة .ابتهجت من داخلها رغم ما تشعر به منذ حدث ماحدث واضطرارها للزواج بتلك الطريقه المهينة
نزل بسرعه حتى وصل لبابها .سحبها من ذراعها بقوة وسط نظرات الاستغراب من سائقه. دخل بها للقصر .لم يترك لها مجالا كى تكتشفه وهو يسحبها لاعلى السلالم الموجودة بمنتصف البهو الفخم ذو الاثاث الانيق
دخل بها الى غرفه انيقه رائعه الجمال بالوانها واثاثها الفاخر .ترك ذراعها بعدما تأوهت من اثر مسكته
ابعدها عنه قائلا : دى اوضتك .وفى شغاله اجنبية هتكون تحت امرك فى اى حاجة ..والسواق هيعدى عليكم كل يوم يشوفك عاوزة حاجة
استغربته فقالت : مش فاهمة حاجة !!هو انا المفروض هبقى هنا ؟ محبوسة يعنى ؟
اجابها بإقتضاب وهو يتحرك نحو ستائر الغرفه امسك بريموت وضغط زر فإنفتحت الستائر لتكشف عن البحر خلفها بمنظر رائع يسرق الانظار
تنهدت بنفاذ صبر لعدم رده عليه الا انه اجابها بتعالى
سارى : محبوسة !!! انتى عارفه انتى قاعدة فين ؟ والقصر ده يسوى كام ؟؟؟.قصر بيطل على احلى منظر بالعالم .يعنى تقعدى تتسلى بالليل على ريحة البحر وجمال نسماته وانتى بتاكلى احلى فاكهة فى العالم من الجناين بتاعه القصر وكلها زراعه عضوية
رفعت حاجباها فى سخرية قائله : بجد !! لاء كده يبقى تمام ..طب مفيش لحم غزال بالمرة ولا بيض نعام ولا لبن العصفور
سارى بضيق: انتى بتتريقى .ماشى عامة ده اللى عندى .سواء عجبك او لاء
صافى : طب ليه ؟ فهمنى ؟
سارى : لحد لما الم فضيحة امبارح اللى حضرتك عملتيها انا راجل متجوز وعندى ولاد وليا سمعتى وشغلى وتجارتى والاهم مركزى ومضمنش الزفت مروان ده اخد نسخة من شريط المراقبة للفندق هو او اى حد تانى غيره
صافى بغضب : وانا مالى بكل ده .ما تسيبنى انزل بلدى وانت حر فى حياتك العظيمة دى
مد يده .اخذ حقيبتها من يدها بالقوة .اخرج محفظة اوراقها وجوازها .وضعهم بجيبه وسط نظراتها المندهشة .قبل ان يخرج هاتفها .طلب رقم والدها .قائلا لها
سارى : قولى لوالدك انك مشغوله بالمسلسل وهتكلميه كل يومين وقولى له ميقلقش لو انشغلتى عنهم شوية الفترة الجاية
مد يده بالهاتف اليها وهى تنظر اليه بغضب .سحب الهاتف مرة اخرى وهو يهمس
سارى : مش مضطرة افكرك بصحة والدك لو قولتى اى كلمه مالهاش لزمة
قالها واعطاها الهاتف بعدما اتاهم صوت ابيها على الطرف الاخر
ظلت تنظر اليه بحقد قبل ان تجيب والدها وهى ترسم ابتسامه حنونة على وجهها طوال مكالمتها معه وخاصة حين حادثها كريم الصغير .اقسمت لابيها كذبا انها بخير وان صوتها لايشوبه اى شئ مثلما يتوهم .
اغلقت الهاتف فأخذه منها ووضعه بجيبه.قبل ان ينادى خادمة اجنبية عرفهم الى بعض طالبا منها بالانجليزية ان تلبى اى طلب تطلبه السيدة .قبل ان يغادر قال لصافى بجدية
سارى : القصر كله تقدرى تتمشى فيه.واودام البحر بس الجناين وباب الخروج تنسى .لان لو فكرتى للحظة انك تخرجى منه .مش مضطر احذرك من شراسة الكلاب المنتشرة بالمكان ولا بالحراس المسلحين اللى ميعرفوش ولا كلمه بالعربى .فهمانى
قالها وهو يمسك ذقنها بيده .ابعدت يده وهى تنظر اليه بإحتقار
...................
مر يومان وهى ماتزال حبيسة قصره .حاولت كثيرا ان تستكشف القصر والحديقه الكبيرة امامه الا انها لم تستطع الاقتراب بسبب الحراس والكلاب المنتشرة بالمكان ..حتى محاولاتها مع الخادمة الاجنبية لم تسفر عن شئ .يومان وسارى لم يظهر .يرسل سائقه كل يوم بمتطلبات البيت والمطبخ .تجولت بالقصر فوجدت اسلاك الهواتف والانترنت كلها منزوعه من الحوائط .اكتشفت مكتبة كبيرة بحجرة تميزت بديكور رائع اشبه بحجرات الافلام الاسطورية القديمة .وفى احد الاركان وضعت جميع الالات تشغيل الموسيقى القديمة والحديثه بدءا من الجرامفون باسطوانات لاقدم المطربين.انبهرت بكم الاسطوانات والشرائط والسيديهات الرقمية الموجودة فى المكان .جلست على كرسى هزاز بعدما سحبت نسخة رواية حب وكبرياء .وضعت اسطوانه لام كلثوم واسترخت مكانها تستمع للاغنية وهى تقرأ الكتاب بيدها
جاءت كلمات الاغنية
رجعوني عينيك لأيامي اللي راحوا
علموني أندم على الماضي وجراحه
اللي شفته قبل ما تشوفك عنيه
عمر ضايع يحسبوه إزاي عليّ
انت عمري اللي ابتدي بنورك صباحه
قد ايه من عمري قبلك راح وعدّى
يا حبيبي قد ايه من عمري راح
ولا شاف القلب قبلك فرحة واحدة
ولا ذاق في الدنيا غير طعم الجراح
ابتديت دلوقت بس أحب عمري
ابتديت دلوقت اخاف لا العمر يجري
كل فرحه اشتاقها من قبلك خيالي
التقاها في نور عنيك قلبي وفكري
يا حياة قلبي يا أغلى من حياتي
ليه ما قابلتش هواك يا حبيبي بدري
فجأة سمعت صوته ورائها يدندن مع الاغنية
اللي شفته قبل ما تشوفك عنيه
عمر ضايع يحسبوه إزاي عليّ
نهضت من مكانها فجأة قبالته بعدما ضغطت زر ايقاف الجهاز كى تتوقف الاغنية..ابتسم ساخرا
سارى : قفلتيها ليه ؟ يعنى ماشاء الله شايفك متعايشة ومستمتعه بالجو .اغانى وكتاب من كتبى ونسمات البحر .ناقصة ايه تانى بعد كده ؟
صافى بغضب : ناقصنى ارجع بلدى لاهلى وابنى
سارى مفكرا : هترجعى اكييد بس لما الم الامور هنا.انتى عارفه ان مجرد ذكر انى متجوز واحدة زيك لها تاريخ ........
صمت حين رأى نظرة قهر تسيطر على عيناها.سيطرت على دموع ارادت ان تنحدر .نظر فى عينها لبعض الوقت بتأثر .مد يده لخدها يتحسسه قائلا لها
سارى :نفسى اعرف ازاى وش ملائكى زى ده قدر يغلط غلطلتك دى كلها ؟
ابعدت يده واشاحت بوجهها بعيدا عنه .جلس مكانها وسحبها فجأة لتجلس على قدمه .حاولت المقاومة كى تنهض عنه الا ان يده امسكت بها بقوة قائلا لها
سارى : هشش...اهدى
لم تستمع له وظلت تحاول فك يده من حول خصرها الا انها لم تنجح فهددها قائلا
سارى : اهدى لاحسن انا مجربتش قبل كده واحدة متمردة .فمش عارف ممكن اعمل ايه ؟ خاصة وان مقاومتك عجبانى
هدأت وهى تتنفس بصوت عالى قائله بهدوء
صافى : ممكن تسيبنى اقوم ؟
هز رأسه بالنفى وعيناه ماتزال تخترق عيناها فى تأمل .سألها قائلا
سارى : مش هتحكى لى ايه اللى حصل ليله فرحك؟
اشاحت بنظرها بعيدا عن عيناه فأدار وجهها اليه قائلا بتحدى
سارى : قوليلى جات لك الجراءة ازاى تتجوزى واحد وتكسريه بعد اول ساعه لكم سوا وانتى بتقوليلى انك واحدة خاينة ؟ اتكلمى ....طب بلاش احكيلى خونتيه مع مين ؟ مع حد يعرفه ؟ صاحبه الانتيم مثلا ؟
انحدرت الدموع من عيناها وهى تستمع له فأكمل قائلا
سارى : طب بلاش كل ده ؟ اقنعت ابوكى الصحفى المحترم صاحب المبادئ انه يسامحك ازاى ؟ لاء ومش كده بس ..كمان يسمح لك تربى فى بيته طفل ابن حرام
صرخت فيه فجأة بعدما ابعدت يده لتنهض واقفه قائله بقهر
صافى : اسكت من فضلك اسكت بقى .حرام عليك
امسك بذراعها بقوة وهزها بغضب قائلا
سارى : اسكت ليه ؟ ده على اساس انك خجلانه من ماضيك القذر
ترك يدها وابتعد خطوة عنها وهو يضحك بسخرية قائلا
سارى : لاء واللى مجننى انك كنتى بترقصى وتغنى فى فرحك وانتى سعيدة ..لاء ده انتى فوقتى كل الستات اللى عرفتهم بمراحل ..لاء ستات ايه دول يمكن يكونوا محترمين عنك .انما انتى غلبتى بنات الليل اللى اتعودوا يحلفوا انهم اشرف من الشرف وهما اوسخ من الوساخة .
استدارت لتبتعد فجذبها اليه قائلا وهو يلتقط مفرش منضدة امامه ليلقيه على وجهها قائلا
سارى : يلا اتحزمى وارقصيلى زى ماكنتى بترقصى يوم فرحك
حاولت ابعاد يده والفرار من امامه الا ان قبضته زادت من شدتها .قربها اكثر اليه وربط المفرش حول خصرها الا انها قاومته وهو ينحنى حول خصرها .تشابكا باليد لتصفعه صفعه قوية على وجهه .استشاط غضبا ليرد لها الصفعه اقوى بكثير مما فعلت لتقع على الارض .اخذ نفسا عميقا بمرارة قائلا لها وهو يراها باكية امامه
سارى : انتى ليه بتضطرينى لده ؟ ليه بتخرجى اسوأ مافيا ؟انا من الاول قلت لك نتجوز بورقتين عرفى ونقضى كام ليله سوا وكل واحد يروح لحاله ..بس حضرتك نسيتى نفسك وخططتى عشان اتجوزك رسمى مع فضيحة كبيرة كان ممكن تهز مركزى ومكانتى .يبقى ماتلوميش الا نفسك بقى على اللى هيحصل
نهضت واقفه بعدما مسحت دموعها قائله له بثبات : لو سمحت خلينى ارجع بلدى وطلقنى وننسى اننا اتقابلنا من اساسه ؟
سارى : هيحصل وقريب بس لما اعرف قصتك الاول ومنك وانتى فى حضنى على سريرنا
نظرت اليه بإحتقار قبل ان تغادر مسرعه لحجرتها والتى اغلقت بابها بالمفتاح
...................
سهر بالمكتبه حتى ساعات الصباح الاولى وهو يتجول بعا نادما على ما حدث بينه وبينها .فهو رغم قسوته احيانا مع نساء كثيرات ظهرن بحياته الا انها مختلفه حتى رغم علمه بتاريخها وقصتها المشينة فهى ماتزال مختلفه .وان كان لا يعلم تحديدا نوع هذا الاختلاف .
.............
فى الصباح نزلت مبكرا .تأكدت من رحيله فنزلت امام باب القصر .انتظرت قدوم سيارة السائق المصرى الذى يأتى يوميا بالطلبات
رحبت به فور قدومه بابتسامه صافية
صافى : ازيك عامل ايه ؟ انا عرفت اننا ولاد بلد واحدة .انا صافى وحضرتك
ابتسم السائق هو الاخر بود وهو يحمل الاكياس قائلا
على : على يافندم .يارب تكونى بخير
اقتربت منه قائله له : اهلا استاذ على .فرصة سعيدة .كان ليا طلب عندك
نظر اليها مستغربا قائلا بإحترام : طبعا يافندم اؤمرينى ده سارى بيه موصينى اشوف طلباتك كلها
صافى بمكر : اصل تليفونى وقع منى فى المية والتلفون الارضى فاصل هنا وكنت عاوزة اعمل مكالمه لو امكن من تليفونك
انزل على بسرعه الاكياس من يده للارض واخرج هاتفه اليها قائلا لها بلهفه
على : طبعا يافندم اتفضلى .وفيه رصيد وباقه انترنت اتكلمى براحتك على الاخر
قالها وابتعد بضع خطوات عنها .طلبت رقم من كارت بيدها .انتظرت حتى اتاها صوت الطرف الاخر فابتسمت قائله
صافى : اهلا سيادة السفير .انا صافى رفيق الزهيرى .كنت عند حضرتك من يومين .بعتذر للازعاج بس جواز سفرى للاسف ضاع وقلت اكلم حضرتك جايز الاقى حل للمصيبة دى
استمعت قليلا وهى تؤمئ برأسها فى تفهم قبل ان تبتسم قائله بعد تفكير لثوانى
صافى : اه تمام يومين ..اه هبعت لك نسخه من الجواز القديمه وصورة التذكرة والتأشيرة وكل حاجة حالا على ميل حضرتك لو بعته ليا على الواتس بتاع الرقم ده لو مش هزعجك !!! طيب هستأذن حضرتك هبعت حد اسمه على يستلمه لو مفيش مانع عند حضرتك .مع الف سلامه
انهت مكالمتها ونادت على على قائله بنفس الود
صافى : استاذ على
اقترب منها مهرولا بأدب : تحت امرك يافندم
صافى : فى واتس على الرقم ده ؟
اجابها مسرعا : طبعا وماسنجر .حضرتك عارفه لازم تكلم الولاد كل يوم
ابتسمت له قائله: ربنا يحفظهم يارب .انا هستأذنك هفتح اميلى من عندك لان عليه نسخ مهمة من ورق محتاجاه وبعدين هبعت حاجة ع الواتس اب .بس عاوزة منك خدمتين عمرى ماهنساهم لك ابدا طول حياتى
اجابها باحترام : طبعا اى حاجة اقدر اعملها والاهم من الخدمتين ان كل ده يبقى سر بينا انا وانت بس
اومأ برأسه فى تفهم ممزوج بالحيرة قبل ان تقترب لتهمس له بما تريده
...............
تكملة الرواية بعد قليل
جاري كتابة الفصل الجديد للروايه حصريا لقصر الروايات اترك تعليق ليصلك كل جديد أو عاود زيارتنا الليله
لمتابعة الرواية الجديدة زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا
بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل
متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا
الرواية كاملةمن هناااااااااا
مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا
مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هناااااا
تعليقات
إرسال تعليق