القائمة الرئيسية

الصفحات

translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية عشق تحت القيود الفصل الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر الأخير للكاتبة هاجر عبدالحليم

 رواية عشق تحت القيود الفصل الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر الأخير للكاتبة هاجر عبدالحليم



رواية عشق تحت القيود الفصل الحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر الأخير للكاتبة هاجر عبدالحليم


١١&١٢

رواية عشق تحت القيود الحلقة 11

البحر الهادئ في تركيا،


 الأمواج تتلاطم على الشاطئ، والمشهد في لحظة غروب الشمس، حيث السماء مغطاة بالألوان الدافئة، والهواء عليل. البحر يعكس الألوان الذهبية، مما يضيف إحساسًا بالغموض والمشاعر المختلطة.


 عادل ووسام يقفان بجانب بعضهما على الشاطئ، في صمت طويل. كل منهما غارق في أفكاره، وكأن البحر يعكس عوالمهم الداخلية. عادل يبدو متأملًا ومرهقًا من التفكير في الماضي، بينما وسام تراقب الأمواج بعينين حزينتين.


عادل (بعد صمت طويل، ينظر إلى البحر):

"كنت دايمًا بفتكر إن الحياة ممكن تكون أسهل لو كان عندي أمّ، بس الحقيقة إن مفيش حاجة بتكون زي ما بنحلم بيها."


وسام (تلتفت إليه، تنظر في عينيه بتساؤل):

"أمك. طيب اي اللي حصلها احكيلي انت عمرك م حكتلي عنها؟


عادل (صوت حزين، يبتعد بنظره إلى الأمواج):

"هي ماتت لما كنت صغير. م شفتش جثتها أبدا، مفيش تفاصيل واضحة، بس كانوا دايمًا بيقولوا إنها ماتت في حادثة... وأنا صدقت ده، رغم إن كل حاجة كانت غامضة وقتها


وسام (بتردد):

"مش غريب إنك ما شفتش الجثة؟ ولا كنت كنت مجبر تصدق؟


عادل (ينظر إليها لحظة، ثم يبتسم ابتسامة حزينة):

"أنا نفسي كنت دايمًا بسأل نفسي نفس السؤال... بس حاولت إنسى. حاولت إني أعيش من غير ما أسأل."


وسام (تقترب منه قليلًا، تأخذ نفسًا عميقًا):

"أنا كنت عايشة في الحي ده... مع أمي... وبابا مفيش ليه وجود، عمري ما عرفت مين هو. يمكن كانت خيانة أو يمكن قصة قديمة، بس أمي كانت دايمًا ترفض تتكلم 


عادل (يستدير فجأة ليواجهها، صوته متوتر):

"ممكن تكون زيّ ما بتقولي، بس... مش كل القصص بتكون زي ما بنشوفها."


وسام (تنظر إليه بدهشة، دون أن تدرك المعنى العميق وراء كلامه):

"يعني إيه؟"


عادل (صمت لحظة، يفكر، ثم يتنهد):

"في حاجات بتتخبى عن الناس... بس لما تكتشفها، بتلاقي إن كل حاجة كانت قدامك طول الوقت بس انت اللي معمي عينها واول م بتظهر بيحصل انفجار


على شاطئ البحر التركي


، كان الغروب يلون السماء بألوان دافئة، بينما كان البحر يهمس في أذنهما بصوت هادئ، يغسله النسيم البارد. عادل و وسام واقفان بالقرب من حافة المياه، مشهد يبدو هادئًا، لكنهما كانا على مشارف مواجهة مع الماضي، ماضيهما الذي لا يزال يطارد خطواتهما.


بدأ عادل يتحدث بصوت خافت، لكن كلمات حديثه كانت تمزق الصمت بينهما:

"أمي... كانت دايمًا تقول لي إن الحياة مش دايمًا زي ما بنخطط لها، كان عندها قدرة غريبة على رؤية الأمور بوضوح. لكن بعد ما راحت... ما قدرت أصدق إن الحياة ممكن تستمر من غيرها. ما شفتش جثتها، بس... كل شيء كان بيقول لي إنها ماتت."


وسام شعرَت بشيء غريب في قلبها، كلمات عادل جعلتها تفكر في غموضه، وفي السر الذي يحمله. الرياح بدأت تهب فجأة، باردة وقوية، ترفع الرمال حولهما كأنها تحاول دفعهما إلى مواجهة شيء أعمق، شيء مجهول.


توقفت لحظة، وتحولت الرياح إلى عاصفة خفيفة جعلت وسام ترفع يدها لحماية وجهها من الرمال.

"أنت متأكد إنك مش مشوش؟


" قالت ذلك بصوتٍ غير مستقر، عيناها تراقبان الرياح التي تعبث حولهما، وكأنها تكشف شيئًا غير مرئي. "الحقيقة... أحيانًا بنخاف منها."


عادل نظر إلى الأفق البعيد، وكأن البحر نفسه كان يخفي له إجابة على أسئلته.

"الحقيقة مش دايمًا سهلة. الرياح دي... زي الحياة. جايه فجأة، وساعات تعصف بكل حاجة في طريقها، بس مش هنقدر نهرب منها."


الريح اشتدت أكثر، وحمل معها شعور غريب في الهواء، وكأن البحر نفسه يشعر بالألم الذي يعصف بقلب عادل. وسام سكتت لبرهة، لكن شيئًا ما كان يضغط عليها، شعور غير مفسر كأن الرياح تحاول أن ترد عليها. كانت تحاول فهم أعمق ما وراء كلمات عادل.

"وأنت، هتختار إيه؟" قالت ذلك، بينما كانت الرمال تعصف من حولهما، وصوت الرياح يملأ الأفق.


عادل أغمض عينيه، وكأن نفسه تتجاذب مع العاصفة، ثم فتح عينيه وقال بصوتٍ عميق:

"هختار أواجه الرياح... مهما كانت قاسية، لازم نواجهها."


ثم سكت. الرياح هدأت قليلاً، لكن في جوّ الصمت الذي تبعها، كانت هناك صدمة غير مرئية تحيط بهما. وسام شعرت بأن اللحظة تتسع للأسرار المخفية، وكل كلمة تقال قد تكون جزءًا من لغز أكبر.


الرياح التي هبت عليهما فجأة، كانت كأنها قد رسمت خطًا بين الماضي والمستقبل، والبحر الذي بدا هادئًا مرة أخرى، كأنما لا يترك سوى سؤال واحد.

"هل كانوا مستعدين لهذه الصدمة؟"


كانت داليا تدخل المكتب بتوتر واضح، عيونها ملتهبة بالشك والغضب، بينما كمال كان جالسًا في مكانه، مشغولًا بأوراقه. دقات قلبه تتسارع قليلًا، لكنه حاول الحفاظ على هدوئه وهو يرفع عينيه من الورق ليواجهها.


داليا: (بغضب، تدخل المكتب بقوة وتغلق الباب خلفها)

"كمال، مش قادرة أستحمل الموضوع ده أكتر! في حاجة مش مظبوطة، وقلبي مش مطمن اتكلم معايا ياكمال


كمال: (يرتفع حاجباه بحذر، يحاول أن يبدو هادئًا)

"إيه اللي مش مظبوط؟ بتتكلمي عن إيه بالظبط؟"


داليا: (تقترب منه خطوة، وتتنهد بعمق)

"وسام كانت في المستشفى عند قرايبها، ده اللي عرفتنه. بس السؤال... ليه مش موجودين في البيت؟ عادل مش هنا، وهي مش هنا."


كمال: (يرتفع حاجباه مجددًا، لكن ملامحه تظل متماسكة)

"داليا، عادل مش في البيت علشان شغل، وسام مع قرايبها في المستشفى. مفيش حاجة تانية كلها اوهام


داليا: (تنظر إليه بتركيز، ووجهها مليء بالتساؤلات)

"إنت واثق؟ لأن الحاجة اللي مش منطقيه بالنسبة لي... ليه هما الاتنين مش موجودين مع بعض؟ ده مش مجرد صدفة."


كمال: (يتنهد ببطء ويحاول الحفاظ على هدوئه، لكن في عينيه لمعة من التوتر)

"داليا، عادل مش مضطر يشرح لحد. هو عنده شغل لو متوترة اوي اتصلي بيه او كلمي حد يشوف وسام هل فعلا ف المستشفى ولا لا وبعدين انا اتاكدت بنفسى من صدق الاوراق لو فضلتي تشكي هتدخلي ف طريق كله تعب


داليا: (تتحدث بصوت منخفض وحاد، عيونها تتسع كأنها تكتشف شيء جديد)

"لكن في حاجة مش متوافقة هنا. كل حاجة بتقول لي إن في علاقة بين عادل ووسام انا مش هتوه عن جوزي


كمال: (يميل للأمام قليلاً، ويحاول أن يبدو مطمئنًا، لكنه يشعر بالضغط)

"مفيش علاقة بين عادل ووسام. ده كله مجرد تلميحات في دماغك


داليا: (تقترب منه أكثر، ملامحها متوترة، صوتها يكاد يخرج بهمس)

"لكن مش هقدر أعيش مع الشك ده ياكمال 


كمال: (يحاول استعادة توازنه، ينظر إليها بعينين شجاعتين)

"أنتِ مش لوحدك في الحيرة دي. عادل مش مغفل لدرجة إنه يفضح نفسه، وسام مش ساذجة. لو فيه حاجة غلط هتظهر في وقتها."


داليا: (تبتعد ببطء عن المكتب، والشك لا يزال يعصف بها، تتحدث بحذر أكبر)

"يمكن... بس أنا  مش هسيب الامور كدا ، هكتشف الموضوع ف اقرب وقت ولو حسيت بغدر منه صدقني هحسرك عليه 


كمال: (يتنهد ويعود للجلوس في مكانه خلف المكتب، يحاول استعادة تركيزه في الأوراق أمامه)

"إذا كانت ده اختيارك اعمليه


بينما داليا تغادر المكتب، قلبها مليء بالشكوك. في داخلها، كانت تدرك أنها لم تُكشف بعد عن كل خيوط اللعبة. كل شيء كان يبدو مشبوهًا، وكان السؤال الوحيد الذي لا تستطيع أن تجد له جوابًا هو: ماذا يحدث حقًا بين عادل و وسام؟


ف فلة كمال


منذ أيام، داليا لاحظت بعض التغييرات في تصرفات عادل. لم يعد يأتي في المواعيد المحددة، كانت الرسائل متأخرة،


داليا (بغضب، تحدث نفسها):

"عادل بقا ملك غيري خلاص وملقاش غير وسام معدومة النسب والعيلة


صمتت لحظة، ثم أخذت قرارها فجأة. كان الوقت قد حان للذهاب إلى المصدر المباشر. أخذت هاتفها، ثم تماسكت وقامت بالاتصال برجل قد عرفته من قبل، يعمل في مجال التحقيقات ويملك معلومات قد تثير الشكوك.


داليا (بتوتر، وهو يرد على الهاتف):

"ألو، مساء الخير. أنا محتاجة مساعدتك في حاجة مهمة، وفي أسرع وقت ممكن."


الرجل (بصوت هادئ، مختص):

"مساء النور. إزاي أقدر أخدمك؟"


داليا (بتصميم):

"أنت تعرف عادل كويس، صح؟ لازم أعرف إذا كان في علاقة بينه وبين واحدة اسمها وسام. الموضوع مش واضح لي، بس في حاجة مش مريحة. عايزة أعرف كل التفاصيل، سواء كانت صحيحة أو لأ. مش عايزة حاجة متكونش معايا"


الرجل (بعد لحظة من الصمت):

"فهمت. هروح للمكان اللي كنت فيه آخر مرة، وهجمع معلومات. بس لازم تعرفي إنه لو في حاجة فعلاً، مش هتكون بسيطة."


داليا:

"أنا مش عايزة تفاصيل مختصرة، عايزة كل حاجة، من الأول لآخرها. مش هقبل أي تخمينات."


بعد إنهاء المكالمة، جلست داليا على الأريكة في حالة ترقب. الوقت يمضي سريعًا، لكنها كانت تشعر أن الحل قريب، رغم أنها تمنت في أعماقها أن تكون مجرد شكوك لا أكثر.


بعد ساعتين، وصل الرجل إلى الفلة مجددًا، ومعه بعض الأخبار التي كانت تؤكد ما كانت تشك فيه.


الرجل (وهو يدخل، وبيده ملف صغير):

"التحقيقات كلها بتشير إلى إن عادل ووسام فعلاً كانوا مع بعض في تركيا. كل شيء كان مخفي عنك دي حقيقة يامدام


داليا (تنظر إليه، غير مصدقة):

"يعني هو بيخدعني؟ بيخوني؟"


الرجل:

"أنا مش بقول لك الحقيقة دي عشان أوجعك، لكن التحقيقات بينت إنهم كانوا مع بعض، مش في رحلة عمل زي ما قالك. كان فيه لقاءات غير رسمية."


داليا (بغضب مكبوت):

"ده يعني، هو كان بيخدعني طول الوقت؟"


الرجل:

"آسف. دي الحقيقة، 


داليا (بحزم):

"لا، ده مش هيعدي. مش هسمح لحد يلعب في حياتي كده. عادل ملكي وهيفضل ملكي


ومع تلك اللحظات الحاسمة، شعرت داليا بضغط هائل، لكنها كانت تعرف جيدًا كيف تتحكم في كل شيء. في النهاية، لن تدع هذه الفوضى تخرج عن سيطرتها.


يوم العودة 


مطار القاهرة الدولي، صالة الوصول.

الأضواء الساطعة تنعكس على الزجاج، والهواء يعبق بروائح السفر الممتزجة بين العطور والأمتعة.

عادل ووسام خرجا من صالة الوصول. ملامح الإرهاق تعلو وجهيهما بعد رحلة طويلة. عادل يحمل حقيبته بيد واحدة، ويبدو هادئًا، بينما وسام، بحجابها البسيط، تتابع المكان بعينين قلقتين وكأنها تبحث عن شيء غير مرئي.


عادل (بابتسامة مرهقة وهو ينظر إليها):

"اتمني يكون اتبسطي معايا ياوسام والرحلة فرقت معاكي


وسام (بهمس متوتر وهي تنظر حولها):

"مش حاسة بالأمان... كأن في حد بيراقبنا."


عادل (يضع يده برفق على كتفها محاولًا طمأنتها):

"في اي؟ لي الخوف دا كله؟ اكيد انتي تعبانة من السفر تعالي معايا؟


بينما يقتربان من بوابة الخروج، يلمح عادل مجموعة من الرجال بملابس مدنية يقفون غير بعيد عنهم. نظراتهم ثابتة، وحركاتهم تشير إلى أنهم ليسوا مجرد مسافرين عاديين.


وسام (بهمس مضطرب):

"واخد بالك بيبصوا علينا ازاي؟ شكلهم مش طبيعي وشكلهم عايزين مننا حاجة مش تمام؟


عادل (بهدوء مصطنع):

"أكيد أمن المطار... مفيش حاجة تخوف."


فجأة، يقترب أحد الرجال من عادل، يتحدث بصوت منخفض، لكنه مليء بالجدية.


الرجل (بحدة وبنبرة حازمة):

"عادل... وسام... معايا حالا لو خايفين ع نفسكم انا معنديش اوامر اني أذي بس لو اضطريت للاسف هاخد المدام


عادل (يتراجع خطوتين إلى الخلف وقد بدت عليه علامات الحذر):

"إنت مين؟ وعايز إيه؟"


الرجل (بإشارة خفية للرجال خلفه):

"تعال معانا بهدوء مش عايزين مشاكل قدام المطار ياعادل بيه


عادل يمسك بذراع وسام، يقف أمامها وكأنه يصد أي خطر عنها.


عادل (بصوت منخفض وحازم لوسام):

"خليكي ورايا. ما تتحركيش مهما حصل."


لكن الأمور تتصاعد بسرعة، فالرجال يحيطون بهما. يحاول عادل المقاومة، إلا أن قبضة أحدهم قوية.


وسام (بصوت مرتجف وهي تمسك بيد عادل):

"عادل! إيه اللي بيحصل هنا عايزة اروح بالله عليك خلينا نمشي 


تُدفع وسام بقوة نحو سيارة سوداء مركونة بجانب المطار. عادل يُجبر على الدخول خلفها.


وسام (بصوت يملؤه الذعر):

"إحنا رايحين فين؟! إنتو مين؟!" وعايزين مننا اي؟


عادل (يحاول تهدئتها وهو يجاهد للتحرر):

"وسام، اهدي شوية. هنفهم كل حاجة بعدين مش هيحصلنا اي سوء اوعدك المهم عايزك تبقي قوية وبلاش توتر ارجوكي عشان حملك


تُغلق أبواب السيارة بعنف، وتتحرك بسرعة مفرطة، تاركة خلفها أنوار المطار وهدوءه المتوتر.


من هؤلاء الرجال؟ وما سر هذا الاختطاف المفاجئ؟ وهل سينجح عادل في حماية وسام وسط هذا المأزق؟

رواية عشق تحت القيود

 الحلقة 12


في البدروم المظلم، كانت الأنفاس ثقيلة والجو مليء بالتوتر. عادل يقف، عينيه لا تفارق الرجال الذين يقفون أمامه، وكان قلبه ينبض بسرعة. هو هنا لحماية وسام، مهما كان الثمن. بدت خطواته ثابتة وقوية، كأن الأرض نفسها تهتز تحت قدميه.


عادل: (بغضب شديد) "لو حاولتوا تلمسوا شعرة من شعرها، هتندموا." ابعد عنها خالص وبدل السكوت اللي انتو فيه فهموني اي الغرض من خطفكم لينا وكلموني انا؟


أحد الرجال: (بصوت عالي، مستفز) "إيه ده؟ تهديد ياعادل بيه انت تحت رحمتنا دلوقت ف ياريت تخاف ع نفسك وتسمع الكلام


عادل: (بصوت منخفض وحاد، ينظر في أعينهم) "ده مش تهديد، ده وعد. لو فكرتوا تعدو الخط المسموح  هتلاقوا نفسكم في مكان مش هتعرفوا تخرجوا منه بلاش انا


الرجل الثاني: (محاولًا السخرية) "إنت فاكر إنك لو وقفت قدامنا كده، هترعبنا بشكلك دا الكترة تغلب ياعادل بيه


عادل: (بصوت مملوء بالقوة) "إنتو مش هتخوفوني، والله لو لمحت منكم حركة معجبتتيش هندمكم ع اللحظة اللي فكرتو فيه تجيبوني ف طريقكم


أحد الرجال: (يضحك مستهزئًا) "الراجل ده شايف نفسه قوي علينا


عادل لم يبدِ أي تراجع، بل كان ثابتاً في مكانه، ونظرته كانت موجهة لكل واحد منهم على حدة. الكل كان يشعر بالضغط، والجو أصبح أكثر حدة.


عادل: (بحزم) "كل واحد منكم في باله فكرة إنه يقدر يضغط عليا... بس لو جرّبتوا تلمسوا وسام، هتشوفوا ابليس نفسه وجهنم ع الارض


الرجل الثالث: (بشجاعة مزيفة، وهو يحاول الاقتراب) " خلينا نشوف دا مجرد كلام ولا انت هتفرفر مننا لو اتوصينا بيك شوية


عادل: (يبتسم ابتسامة هادئة، عيناه تتألقان بالغضب) " قرب مني لو دكر 


أحد الرجال: (محاولًا التراجع) "إحنا مش جايين نوجع دماغنا معاك ومعندناش اوامر بالاذية لولا كدا كنت خليت حواليك بركة دم


عادل: (بشدة) "

مين اللي وزكم علينا انطقو مين؟ والله لندمكم انتو متعرفوش انا مين هوريكم كلكم؟


الرجال شعروا بالتهديد الواضح في صوته، فبدأوا يتراجعون ببطء، عيونهم مليئة بالتردد. كانوا يعلمون أن عادل ليس مجرد تهديد فارغ، بل هو رجل قادر على أن يحقق وعيده.


عادل: (مشدداً) "ما تحاولوش تاني. ده تحذير مني ليكم متقربوش منتا وامشو من هنا وسيبونا حالا يلااااا


تراجع الرجال في النهاية، وحينما نظر عادل نحو وسام، شعر ببعض الراحة. لكن قلبه لم يتوقف عن التوتر. هذا كان فقط بداية الصراع، وهو كان يعلم أن القادم أصعب.

❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️

في الزاوية المظلمة للبدروم،


 كان عادل ووسام متكتفين، تملأهما مشاعر الخوف والقلق. عادل يحاول أن يظهر ثباته، بينما وسام تجاهد لمنع دموعها من الانهمار. كان الصوت الوحيد في المكان هو أنفاسهما المتسارعة، فيما كان شعور العجز يحيط بهما من كل مكان.


وسام: (بصوت مكسور، تحاول حبس دموعها)

"عادل، مش قادرة... أنا خايفة... خايفة جدًا! ليه كل ده؟ ليه الناس دي عاوزة تضرنا؟ إحنا مش عملنا ليهم حاجة، ليه احنا؟"


عادل: (يحاول أن يظل هادئًا، لكن نبراته تحمل عزمًا لا يُحطّم)

 كل حاجة هتكون تمام. مش هخلّيهم يوصلوا ليكي ولا هيكون في حاجة تقدر تكسرنا. لازم تِؤمني إني  هطلعك من هنا."


وسام: (تسحب نفسها قليلاً، وتغرق في دموعها، تقبض على يدها بقوة)

. أنا مش قوية زي ما بتقول. أنا مش قادرة أواجههم. كل لحظة هنا بتحسسني إننا مش هنبقى في أمان. ... لو مفيش حد يقدر يساعدنا، إزاي هنخرج من هنا؟"


عادل: (يحاول أن يمد يده إليها، عينيه مليئة بالصدق والإصرار)

"أوعي تعيطي انتي فاهما اجمدي كدا وانا وعدتك هنخرج من هنا محدش هيقرب منك غير لو بقيت ميت."


وسام: (تنهار دموعها بشدة، تكاد لا تستطيع التحدث من شدة البكاء)

"بعد الشر عليك دا انت اللي مهون عليا الظرف اللي احنا فيه عادل اتصرف بالله عليك فكر ف اي حل ."


عادل: (يُحاول أن يُبقي صوته ثابتًا، يمسك بيدها برفق)

"لو كان ليكِ حظ في الوقوع هنا ف دا قدرك ، وبالتالي هيكون ليكي نصيي  في الخروج.. الخوف مش حيخليكي  تبيني قوتك وانتي قوية ياوسام


وسام: (تلتقط أنفاسها بصعوبة، وتنظر إلى عينيه)

". كيد حد اجرهم عشان يخطفنا بس مين؟"


عادل: (بنبرة أقوى، تحاول أن تُشعرها بالثقة)

 دا اللي لازم اعرفه ."


يينما كانت وسام تبدأ في تهدئة نفسها تدريجياً، تظل العيون مليئة بالثقة التي تُعطي الأمل في أصعب الأوقات.

❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️

في مكان مظلم، 


حيث العتمة تلف المكان ويقتصر الضوء على نافذة صغيرة، يتحدث أحد الرجال عبر الهاتف مع سيدة مجهولة، صوته مليء بالجدية، وعيونه مشدودة وهو يتابع الموقف من وراء الكواليس. كان يضغط على السيدة للحصول على المال الذي وعدته به، متحدثًا عن علاقاته مع عادل ووسام.


الرجل (بصوت جاد وهادئ):

"أنا مش جاي هنا أضيّع وقت. الموضوع مش مجرد كلام، إنتي وعدتيني بالمساعدة، والوقت مش في صالحنا. الفلوس لازم تكون جاهزة."


المرأة (بصوت هادئ، لكن واضح من نبرتها أن الموضوع حساس):

"أنت عارف إن الفلوس هتاخدها بسهولة مستعجل ليه؟


الرجل (صوته يزداد حدة قليلًا):

"وأنا مش جاي أتكلم عن المماطلة. أنا بتعامل مع عادل ووسام بشكل مباشر، وانتي عارفة كويس هو مين؟


المرأة (تتحدث بلهجة معتدلة ولكن مقلقة):

 مفيش حاجة هتحصل خالص عادل مش اقوي مني والمفروض تكون مظبط كل حاجة عشان ميهربوش."


الرجل (بصوت حازم، وكأنه يفرض السيطرة):

". أنا عايز الفلوس دلوقتي، ومعاكِ وقت محدود. كل يوم بيتأخر الموضوع،   علاقتي مع عادل واضحة وسهل اوي اقولو انك ورا الموضوا ، وهو مش شخص سهل، لكن أنا عارف أتعامل معاه كويس. ووسام، دي المسألة التانية... لازم أكون واقف في المكان الصح عشان كل شيء يمشي زي ما هو مطلوب لو الفلوس مجتش اللعبة هتكون ف ايدي ومش هتطولي حاجة وسرك كله هيتكشف 


المرأة (بقلق ظاهر في صوتها):

"أنا  جاية حالا ومعايا الفلوس وهواجه عادل"


الرجل (بحسم، مع ضغط واضح):

"أنا مش طالب حاجة فوق طاقتك  اللي بعمله علشان كلنا نكون بأمان،


المرأة (بتنفس عميق):

"تمام، بس اعمل زي م قولتلك


الرجل (بتصميم):

"أنتِ مش في وضع يسمح لكِ بالتحكم في الوضع دلوقتي. يامدام   إنتِ عارفة مين أنا وبشتغل مع مين، وبيمشي كل شيء حسب اللي أنا حددته."


المرأة (بصوت هادئ، لكنها تشعر بالضغط):

 انا جاية اقفل حالا


ينهي الرجل المكالمة بسرعة، وعينيه تتابع الموقف من بعيد، وهو يعلم أن اللعبة قد بدأت، وأن الخيوط كلها ف يد سيده الان

❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️

في المكان الضيق المظلم


، كانت الأجواء مشحونة. عادل ووسام يقفان معًا، مكبلي الأيد، وكل لحظة تمر كانت تزيد من شعورهما بالقلق والضغط. فجأة، يفتح الباب ويظهر شخصٌ ما في المدخل. كانت داليا، تدخل بتؤدة وثقة، عيونها مشتعلة بالغضب والاحتقار، تحمل في قلبها كل مشاعر الخيانة والظلم التي تكاثرت على مدار الأيام.


داليا (بصوت هادئ ومليء بالسم):

"كنتوا فاكرين إنكم هتخدعوني ع طول ؟ كنتوا فاكرين إني مش هعرف؟ كل اللي عملتوه ده، كل الخيانة، وكل الحكايات الجهنمية دي؟ ... كان لازم تخلص. يا عادل، كنت فاكرني مش هعرف؟ مش هكون عندي فكرة عنكم وعن علاقتكم السرية؟


عادل (محاولًا الحفاظ على هدوئه، عينيه مليئة بالقلق):

"داليا.! انتي ازاي هنا؟ عرفتي منين؟ خطفتينا ياداليا! .  الامور مش بتتحل كدا خليكي هادية من فضلك وخلينا نتكلم بهدوء "


داليا (تضحك بسخرية، تقترب منهما أكثر):

"هادية؟!  اللي يعرف خيانتك يكون هادي ؟ مش مصدقاك . كنت فاكرة إنك مش هتستخف بيا للدرجة دي، يا عادل!. كنتوا بتحاولوا تخفوا عني إيه؟ اي المستخبي تاني ياعادل!


وسام (تبكي بصوت منخفض، تحاول أن تشرح):

"داليا، صدقيني... كل ده مش حصل زي ما إنتي فاكرة نيتي والله كانت خير. مفيش حد كان عايز يكسر قلبك."


داليا (قطعت حديثها، وابتسمت ابتسامة شديدة القسوة):

"إزاي؟ مين فيكم كان بيحاول يوقف ده جيتي حكيتي يعني  ؟ مين فيكم كان بيحاول يبقى صريح ؟ خطفتي جوزي مني وف الاخر بتقولي محدش كان عايز يكسر قلبك  كله كان كذب في كذب. وزي ما فهمت دلوقتي، كل ده كان مخطط منكم بس انا مش هسكت وهجيب حقي منكم"


عادل (يحاول التماسك أكثر، لكن صوته يفضح قلقه):

" داليا والله وسام م ليها اي ذنب انا غلط بعترف بس مش خيانة وسام مراتي ع سنة الله ورسوله 


داليا (تقاطع حديثه، عينيها تشتعل حقدًا):

"انت انسان مش قادر تعترف بخيانتك ليا خبيت عني ومخلتنيش اختار واعيش ف كدبة كبيرة دا مش هيعدي مش هتخرجو من هنا غير لما تتحملو تبعات اللي عملتوه


وسام (تسحب نفسها بعيدًا عن نظرات داليا، تحاول أن تجد الكلمات لتخفف من حدة الموقف):

"داليا، أنا مقدرة كل اللي حصل، بس أنا مش في ايدي شيء. أنا لسه حاسة بالذنب... بس أنا مش هقدر أغير حاجة."


داليا (تقترب من وسام، تنظر إليها بنظرة متجهمة، تكاد تقطع أنفاسها):

"أنتِ مش هتقدري تغيري حاجة؟! أنتِ كنتِ جزء من اللعبة، يا وسام. والنهاردة، هتكوني جزء من الثمن. مش هتطلعِي من هنا زي ما كنتِ فاكرة. إنتِ مش هتكوني هنا، مش في حياتي ولا في حياة عادل، انا هقتلك خالص


عادل (يتنفس بصعوبة، يحاول أن يتدخل ليوقفها قبل أن تنفجر أكثر):

"داليا، لو سمحتِ، سيبيني أتكلم. ده مش وقت تهديد ارجوكي


داليا (تنظر إليه بعينين حانقتين، تقف في مكانها وكأنها تسلخ جروح الماضي على وجهه):

" كل جرح هتدفع تمنه ياعادل انت والبنت اللي فضلتها عليا وانا مش بهدد ياحبيبي انا بعمل ع طول وهتشوف


وسام (صوتها يهتز من شدة الخوف، دمعها يغطي وجهها):

"داليا... أنا مش عايزة ده يحصل. مش هقدر أتحمل أكتر من كده. أنا آسفة... أنا آسفة على كل حاجة بس بلاش تاذيني."


داليا (تضحك ضحكة غير متزنة، ثم تلتقط مسدسًا من جيبها وتوجهه نحو وسام):

 . لو عادل مش هيتصرف معاكي  بالطريقة اللي ع هوايا معايا ناس يعملو الواجب


عادل (في لحظة جنون، يصرخ وهو يركض نحوها، يمسك يديها ويحاول أن يسحب المسدس منها بعد م حرر نفسه بصعوبة بالغة):

"خلاص يا داليا، كفايا ! أنا هواجه كل حاجة، بس مش على حسابها. 


داليا (بصوت عميق، يكاد يكون تهديدًا قاتلًا، تنظر إليه بعيون مليئة بالكراهية وتصرخ وبشده صادمة عادل ووسام ف هي حقا علمت بكل شيء):

"مش هتقدر، . انا عرفت انها حامل ياعادل طلقها والا هموتها انا مستعدة اخليها تعيش بس تكتب ابنها ب اسمي ونعيش سوا لو معملتش كدا هقتلها ياعادل هقتلها ياعاااااااادل


عادل (محدقًا في عينيها، يحاول جاهداً أن يظل ثابتًا في مكانه):

"إنتي هتندمي لو عملتي كده، . مش هخليك تدمري حياة الناس اللي بحبهم كفايا انا."


داليا (تتراجع قليلاً، ثم تلتفت فجأة إلى وسام، تمسك المسدس مرة أخرى):

"لو مش هتنسب  اسم الطفل ليا ، هخليكم تشوفوا الدنيا بشكل تاني ع ايدي . "


وسام (تبكي بحرقة، تحاول أن تجد ملاذًا في عادل):

"ابني ياعاااادل ابني بالله عليك."


عادل (بحزم، ينظر إلى داليا بنظرة صارمة، ثم يصرخ بأعلى صوته):

"داليا لو حاولت تضريها ، هخليكي تشوفي غير اللي كنتِ متوقعاه مني هاتي المسدس يادااااليا هااااتيه 

بقولك"


وفي تلك اللحظة، يعلو صوت آخر، صوت يقطع كل شيء في المكان، صوت كمال، يأتي مثل البرق في سماء الظلام.


كمال (صوته يتردد، يعلى في المكان):

"كفاية، يا عادل! كفاية كل شيء انتهي اللعبة خلصت لحد هنا جيم اوفر


داليا (تتجمد في مكانها، تنظر إلى عادل، ثم إلى كمال، وتبقى في حالة صدمة كاملة).


❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️

بينما كان الجو في غرفة البدروم 


مشحونًا بالضغط

 والتوتر، ومع كل ثانية يمر فيها الوقت، كانت الأحداث تتسارع وتصل إلى نقطة اللاعودة. فجأة، وسط المواجهة العاصفة بين عادل ووسام وداليا، انقطع الزمن كما لو أنه توقّف فجأة، ليغمر المكان ظلامٌ قاتم، وتحولت الأجواء إلى مشهد من الماضي، يكشف عن أسرار كانت مخفية طوال الوقت. كان


 الفلاش باك هو بداية لحظة الكشف الكبرى التي ستغيّر كل شيء.


❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️

 فلاش باك

كان مكتب كمال غارقًا في الضوء الخافت، والأوراق متناثرة حوله. نظراته كانت مليئة بالتخطيط، وعينيه لم تفارقا الشاشة أمامه التي تعرض صورًا ومعلومات حساسة عن الأشخاص الذين كانوا جزءًا من اللعبة الكبيرة. كان يتنفس ببطء، مستشعرًا وجود خطر يقترب منه. كان يعرف أن اليوم هو اللحظة الحاسمة.


كمال (بصوت هادئ، وهو يحدق في الأوراق): "كنت عارف. كنت شايف كل شيء. كانت بتلعب لعبة أكبر من كل اللي إحنا فاكرينها... كانت دايمًا تخطط لحاجة أكبر، بس النهاردة هوقف كل ده."


وداليا حيث كانت تجلس في مكتبها في الشركة، هادئة المظهر لكن عينيها تحملان ملامح جشع وطمع. كانت تجري مكالمة هاتفية مع شخص مجهول، وكل كلمة تصدر منها كانت مدروسة بعناية، مليئة بالمكر والذكاء.


داليا (بصوت هادئ، تخاطب الشخص عبر الهاتف): "أيوه، المعلومات هتوصل لك في خلال ساعة. بس زي ما م تفقنا، لازم تزيد الحصة من الأرباح. بدل ما كنا متفقين على 20%، لازم تبقى 30%. إحنا محتاجين نكون في المقدمة في الصفقة دي."


الشخص الآخر (من خلال الهاتف): "لكن ده هيكلفنا كتير، مش كده؟"


داليا (تضحك بسخرية): "الخسارة حاجة مؤقتة. المهم نكون دايمًا في الصدارة. لو عايزين نكسب، لازم نكون الأوائل."


بينما كانت تغلق الهاتف، لاحظت حركة غريبة في الغرفة. كان كمال يراقبها عن كثب، مختبئًا في الظلام، يتابع كل حركة. كانت في تلك اللحظة تظن أنها تلعب اللعبة بحذر، لكنها لم تكن تعرف أن كمال كان يراها ويعرف كل شيء.


ف مكتب  كمال


، حيث كان يراقب الشاشات أمامه، لا تفوته أي تفاصيل. التوتر كان يسيطر عليه وهو يلتفت إلى مساعده.


كمال (بصوت هادئ، وهو ينظر إلى مساعده): "داليا كانت بتسرب معلومات للمنافسين. مش بس كده، هي كمان كانت بتسرق أموال من الشركة لصالحها. كل ده كان بيحصل قدام عيني بس كنت ساكت علشان مصلحتي. لكن دلوقتي... لازم نوقف كل ده."


المساعد (بصوت حذر): "إزاي ممكن نوقفها؟"


كمال (بعيون حادة، وهو يلتفت إلى المساعد): "أنا عارف إنها كانت بتخونا كلنا. مش بس كانت بتخون الشركة، كانت بتخون عادل كمان. عارفة كل حاجة عن علاقته بوسام، وكانت بتستغل ده لصالحها. لكن دلوقتي لازم نكشف كل شيء برافو عليها بتعرف تمثل ع الكل اوي اشهدلها لو كانت تحت ايد حد غير كمال الجندي كان صدقها وعمره م خونها."


باك


بينما تتلاشى الذاكرة الماضية، نجد أنفسنا في نفس البدروم، حيث يواجه عادل ووسام داليا. الجميع في حالة صدمة. لكن داليا، التي كانت تحاول التماسك، أدركت الآن حجم الخيانة التي وقعت فيها، وكم أن الماضي كان مخيفًا وملئًا بالمفاجآت التي لا يمكن تجاهلها بعد الآن.


عينيها تحترقان بالغضب والخذلان، لكنها لم تكن تعلم بعد أن كمال قد سبقها في كشف كل شيء.


❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️

كانت الغرفة مشحونة بالتوتر، وصوت قلب عادل كان يتسارع بينما كان يراقب الموقف بشدة. كان كمال يقف هناك، كالظل الذي يغطي كل زاوية في المكان. كان يمسك بزمام الأمور بكل قوة، بينما كانت داليا تقف أمامه، محطمة، وعينها مليئة بالدموع التي كانت تترقرق على وجنتيها.


عادل (بصوت مرتجف، وهو يحاول أن يفهم ما يحدث): " انا مش فاهم حاجة يابابا 


كمال (بصوت هادئ، لكنه مليء بالقوة والتهديد): "اللي حصل، ، إننا كنا طول الوقت تحت رحمة خيانة كبيرة. داليا كانت بتلعب لعبة أكبر من اللي إنتو فاكرينها،  خانت الكل ياعادل


داليا (بصوت ضعيف، تحاول أن تكبح دموعها): "كمال... أنا كنت عايزة بس أحمي نفسي. واضمن حقي انا محستش بحب عادل ليا غصب عني النفس غلبتني سامحني ياكمال"


كمال (بعينين باردتين، يقترب منها أكثر): "تحمي نفسك؟!. ده مش حماية. ده طمع. مش أكتر انتي تستحقي السجن."


داليا (بصوت متكسر، تهز رأسها في محاولة للتبرير): أنا كنت محتاجة أضمن نفسي. كنت خايفة. خايفة من كل حاجة... من كل الناس. من كل اللي حصل حواليا."


كمال (بعينين مليئتين بالحدة، يقترب منها أكثر): "خايفة؟! مش خايفة! كنتِ بتديري كل شيء لصالِحك. كنتِ بتسربي معلومات، بتسرقي وبتتلاعبي بالكل. كل ده كان بيحصل قدام عيني. كنت فاكرة إنك ممكن تكملي في الخداع؟ لأ، ما فيش مفر دلوقتي وحالا هتيجي معايا السجن."


في تلك اللحظة، كان وجه داليا ينهار، وكانت أصوات أنفاسها ثقيلة، وكأنها تستشعر النهاية تقترب منها. لكنها كانت تحاول أن تجد مخرجًا من هذا المأزق.


داليا (بصوت ضعيف، وهي تلتفت إلى عادل): "عادل... أنا بحبك، كنت بحاول أعمل كده عشان نحافظ على مكاننا عشان نكون أقوى... مش عايزة أضيع كل حاجة."


لكن عادل كان يراقبها بعينين مليئتين بالدموع والغضب، كان يشعر بخيبة أمل كبيرة، لكن في داخله كان يحاول أن يفهم لماذا فعلت كل هذا.


عادل (بغضب، وهو يحاول أن يكبت مشاعره): "كل اللي عملتيه ده كان ليه؟، بتخوني الثقة اللي بينا. ما كانش فيك الأمانة.  إزاي ممكن تحبي وتخوني في نفس الوقت؟"


داليا (تسقط على ركبتيها، عينيها مليئة بالدموع): "كنت بحاول... كنت خايفة من النهاية... من خسارتي كل حاجة كنت مضطرة اعمل كدا. وانت خونتي بلاش تعيش دور الضحية والملاك كلكم ناس قذرة كلكم"


ولكن كلماتها كانت تأتي ببطء، وكأنها تغرق في بحر من الذنب الذي لم تستطع أن تفر منه. في هذه اللحظة، كانت الحقيقة واضحة. كمال كان يعرف كل شيء، وعادل الآن يعرف الحقيقة المرّة التي كانت داليا تخفيها.


كمال (بصوت حاد، مليء بالتهديد، ينظر إليها بحزم): "أنتِ مش بس خنتِ عادل. إنتِ خنتِ نفسك،  لو كنتِ فاكرة إنك هتخفي كل ده، فإنتِ غلطانة يلا قدامي."


داليا كانت تهز رأسها بخوف، عينيها تتنقلان بين كمال وعادل، وكل كلمة تنطق بها كأنها تتجرع مرارة الحقيقة.


داليا (بهمسات مكسورة، وهي تضغط على صدرها):   لو اتسجنت .. هعيش في ذل طول العمر. وهتهان."


كانت نظراتها ملؤها الخوف، وتدرك أن النهاية أصبحت لا مفر منها. كان الذنب يلتهمها، بينما كانت العواقب لا مفر منها.


كمال (يصرخ في وجهها، وهو يتقدم خطوة للأمام): "يلة يامدام داليا قدامي


وفي لحظة انهيار مفاجئة، ارتفعت يد داليا بسرعة نحو طاولة المكتب، واختلست مسدسًا صغيرًا كان موضوعًا هناك. جميع الأنفاس توقفت، وعينيها مليئتين باليأس.


داليا (بصوت مبحوح، تحاول التماسك): "ما فيش مفر... مفيش. هخلي النهاية دي تنتهي بسرعة... مش هعيش في ذل."


لكن قبل أن تضغط الزناد، كانت يد عادل تتحرك بسرعة أكبر من تفكيرها، لكنه لم يكن سريعًا بما فيه الكفاية.


داليا (صوتها يكاد لا يُسمع، الدموع تتساقط): "أنا آسفة... ... أسفة."


ثم قبل أن يستطيع أي شخص أن يتخذ خطوة أخرى، سقطت داليا على الأرض. كانت سقطتها بطيئة، كما لو كانت الحياة تُسحب منها ببطء، كل أملها يتبخر في لحظة. صوت سقوط المسدس على الأرض كان أعمق من كل شيء.


عادل (ينفجر بالصراخ، وهو يركض نحوها): "داليا! لا... لا، ما تعمليش كده!"


لكن صوتها كان قد انقطع، وأغشي عليها تمامًا، وجميع من في الغرفة شعروا بالخوف. كانت اللحظة ثقيلة، مليئة بالحزن والصدمة.


وسام (تصرخ بصوت عالي، عينيها مليئة بالفزع، وتنهار على الأرض): "داليا! لا... دي مش النهاية. دي مش النهاية!"


كمال كان يقف هناك، بوجهه البارد وعيونه الجادة، كان يعلم أن الأمور لن تكون كما كانت، لكنه لم يتوقع أن النهاية ستكون بهذه الطريقة.


كمال (بصوت هادئ، يغمض عينيه لفترة قصيرة): "ده كان لازم يحصل... ده كان خيارها."


كل شيء توقف في تلك اللحظة، وكان الصمت يعم الغرفة، لا أحد يعرف ما يجب فعله الآن.


يتبع


١٣&١٤

رواية عشق تحت القيود – الحلقة 13


في مشهدٍ يفيض بالتوتر والرهبة، كان كمال يقف على عتبة البدروم، مهيبًا بهدوئه المعتاد. عينيه الثاقبتان تستقران على جثة داليا المغطاة، بينما تنقلها سيارة الإسعاف بعيدًا عن المشهد المشحون بالألم.


على الجانب الآخر، كان عادل واقفًا بجانب وسام، محاولًا احتواء انهيارها. احتضنها بذراعيه وكأنها ملاذه الأخير من الانكسار. عيناه كانتا مشبعتين بالدموع، والقهر يفيض منهما كما لو أن صدمته كانت أعمق من أي كلمات. العالم حوله بات ضبابيًا، خطوط الحقيقة والوهم بدأت تتداخل، وكأن الزمن توقف للحظة ثقيلة تتصارع فيها مشاعره مع واقعه.


أما كمال، فبقي ثابتًا، ينظر للمشهد من بعيد، نظراته تحمل شيئًا من الغموض والهدوء المخيف، وكأنه يعرف مسبقًا كل تفاصيل ما يحدث وما سيأتي. خطوة بطيئة قادته نحو عادل، صوته كان منخفضًا لكنه محمل بالثقة المطلقة وهو يقول:

"خد وسام وروح معايا... هناخدها بالعربية."


كلماته كانت بسيطة، لكنها اخترقت الأجواء كسهام مبطنة بشيءٍ غير واضح، خليط من التهديد والوعد، وكأنما يخفي خلفها سرًّا أكبر من اللحظة ذاتها.


لم تستطع وسام الاستمرار في الوقوف. فجأة، أغمي عليها، جسدها سقط بين يدي عادل كريشة منهكة تبحث عن سند. احتضنها عادل بحنان، لكن عينيه لم تفارقا كمال، الذي كان يراقب كل شيء بنظرات غامضة مليئة بالأسرار.


في تلك اللحظة، شعر عادل وكأنه محاصر، ليس فقط بألمه وفقدانه، بل أيضًا بتلك العيون الثابتة التي ترقب خطواته وكأنها تكتب مصيره القادم. كان يدرك أن هذه اللحظة لن تكون النهاية، بل هي بداية لمعركة لا يعلم كيف سينجو منها، معركة بين قلبه ومصيرٍ معلق بحبال الغموض.


مشاعر الألم والغموض امتزجت في تلك اللحظة، لتبني جسرًا نحو فصل جديد من المواجهة... فصل لا رجوع فيه.

❤️❤️❤️❤️❤️❤️

كان الطريق مظلماً، 


والهواء الخفيف الذي يتسلل من نافذة السيارة كان يشعرك بحالة من الغموض. كمال، جالس في مقعد القيادة، كان يبدو هادئاً لدرجة غريبة، بينما كان عادل ممسكاً بوسام، التي كانت ما تزال فاقدة الوعي بين يديه، عينيه مليئة بالدموع، لكنه كان يحاول جاهدًا أن يظهر أمام كمال بمظهر قوي. كان فمه مغلقًا وكأن الكلمات التي كان يريد أن يصرخ بها ترفض الخروج.


لكن كمال، وكأنما يشعر بكل شيء، كسر الصمت أولاً:


"أنا مش عارف إذا كنت فاهم اللي بيحصل حواليك ، ولا لأ... لكن واضح إنك لسه مش قادر تستوعب اللي شفته بنفسك."


 نظر إلى عادل نظرة هادئة، كما لو كان يحاول أن يقرأه من الداخل، ثم أضاف بصوت منخفض:

"داليا راحت... ومش هترجع تاني


عادل كتم شهقة في صدره، وحاول أن يتمالك نفسه، لكنه لم يستطيع كبح الحزن الذي كان يعتصر قلبه:


"أنت بتقول ده ليه؟ مش فاهم... هي راحت ليه؟ ده مش طبيعي... مش المفروض... مش المفروض إنها تموت!"


 همس كلماته الأخيرة وكأن الفكرة نفسها كانت تجعله يتراجع داخلياً.


نظر كمال إلى الطريق دون أن يرفع عينيه، وكأن حديثه عن داليا لم يكن سوى إشارة إلى شيء أكبر:


"مش المفروض يا عادل... مش المفروض... لكن الحقيقة أوقات بتكون أقوى من استيعبنا."


كانت الكلمات كالسكاكين في قلب عادل، لكن الذي كان يؤلمه أكثر هو أن كمال، في هدوءه، كان يبدو وكأنه يملك كل الأجوبة، بينما هو كان غارقًا في التساؤلات.


". وسام تعبانة، مش قادرة تتنفس. محتاجة لدكتور، محتاجة مساعدة بسرعة دي حامل يابابا انا خايف عليها!" كان عادل يكاد يصرخ من ألم وقلق.


 مسك رأس وسام بين يديه، قلبه يكاد ينفجر من الخوف، لكنه حاول أن يكون قويًا أمام كمال، على الرغم من أن قلبه كان يشهد أوقاتًا من الجحيم.


"وسام؟" قال كمال بصوت بارد،


 ثم أضاف كما لو أن هذا الأمر جزء من سيناريو متفق عليه: "أنت مش عارف كل حاجة عن وسام، يا عادل. انا مش هعدي اللي حصل واكيد لينا كلام


أخذ عادل نفسًا عميقًا، ولكن قلبه كان يخفق بسرعة. عينيه كانت متوجهة إلى وسام، وهو يشعر أن كل شيء حوله كان يتحطم، أن علاقته السرية التي طالما حاول إخفاءها عن الجميع قد أصبحت مكشوفة، لكن في الوقت نفسه، كان غارقًا في جرح أكبر من هذا.


"ما حدش فاهم حاجة، ولا أنت، ولا هي، ولا حتى أنا. إحنا مش بس في علاقة سرية، ده الموضوع أكبر من كده. داليا عرفت. كانت عارف كل حاجة. كانت تعرف عن وسام... وده كله كان جزء من الخطة. وانت بقا عارف صح وكنت مخبي ليه اي دورك بقا ياكمال بيه المخرج مش كدا" صوته اهتز للحظة


في هذه اللحظة، نظر كمال إلى عادل بنظرة أكثر عمقًا، وكأن فكره يتسلل إلى أعماق نفسه:


"مش مضطر ابررلك سوا عارف او لا انت خبيت عني ودا اساس الموضوع بس ياريت نأجله اكيد لينا كلام


أضاف كمال بهدوء، وهو يواصل قيادته، لكن صوته كان يرن في رأس عادل مثل صاعقة:


"السر اللي إنت حاطه مع وسام، واللي بينك وبينها... ده مش هيخليها معاك، ولا هتقدر تنقذها من اللي جاي.."


عادل كان يربط أيدي وسام بهدوء، يلفها بشالها، بينما عينيه لا تفارق كمال، وفمه يظل مغلقًا كما لو أن الكلمات لم تخرج منه. داخله كان يصرخ، يعجز عن الرد على كمال، بينما هو يتساءل إذا كان كل شيء قد تم التلاعب به منذ البداية.


 عمري ما كنت أعرف.دا .. كنت فاكر بنعيش في عالم بعيد عنك. لكن ده كله مجرد كابوس. لو كنت أعرف الحقيقة من البداية، كان ممكن أكون غير كده كنت عيشت وحبيت ومظلمتش وسام حقيقي صبرت عليا " هز عادل رأسه، وكأن الكلمات كانت تخرج منه بألم وحيرة.


لكن كمال، الذي كان لا يزال يسوق السيارة بثبات، رد عليه بعينين باردتين، كأن الأمور كلها قد تم تحديدها مسبقًا:


كله جاي ف السكة ياعادل كله جاي


في تلك اللحظة، كان عادل في دوامة، يحاول أن يتماسك، لكن الحياة كانت تخرج عن سيطرته.

❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️ في فيلا كمال


كان الجو في الفيلا مشحونًا بالكهرباء، وكأن الهواء يثقل كلما تبادلا الكلمات. عادل كان يحتضن وسام بإحكام، عينيه مشتعلة بمزيج من القلق والغضب، بينما كمال يقف أمامه بصلابة رجل لا تهزه الرياح، عينيه جامدة كأنهما نافذتان على أسرار لا تُروى.


عادل، بصوت يقطر تحديًا وحبًا لا يتزعزع:

"وسام مراتي... حامل في ابني. ومهما كان اللي في بالك، مش هسيبها. أنا وهيا مع بعض، ولو في حاجة جاية علينا... هنواجهها سوا."


كمال لم يتحرك، لكنه مال برأسه قليلًا كأنه يحاول قراءة وجه ابنه، أو ربما قلبه. نبرة صوته الهادئة كانت كسكين يقطع في الصمت:

"وأنت فاكر يا عادل إن الحب بس هو اللي هيحميها؟ 


عادل، وقد ارتفعت حرارة صوته، لكنه ظل ثابتًا كالصخر:

"الحقيقة الوحيدة هنا، يا كمال بيه، إنك بتدّعي القوة، لكنك عمرك ما فهمت القوة الحقيقية. القوة إنك تقف مع اللي بتحبه، مش إنك تحرك الناس زي قطع الشطرنج."


كمال ابتسم ابتسامة باهتة، عينيه مزيج من الغموض والإعجاب الخفي:

"عظيم. شايفك واقف قدامي بكل الثقة دي، لكن السؤال اللي بيطرح نفسه... هل تقدر تحميها لما الأمور تتعقد؟ لما يبدأ اللي مستنيكم؟"


اقترب عادل خطوة للأمام، حاملًا وسام التي كانت مغمى عليها بين ذراعيه، وصوته صار أشد حدة:

"هحميها بكل اللي أقدر عليه. حتى لو كنت أنت اللي هتقف قصادي. وسام مش لعبة في خططك ولا في حياتك. دي مراتي... وشريكتي. اللي انت فاكر إنك تقدر تسلبه مني، عمرك ما هتلمسه."


كمال ضحك ضحكة قصيرة لكنها باردة، ثم قال بهدوء أشبه بالريح التي تسبق العاصفة:

"تفتكر إيه اللي مخليك لحد دلوقتي ماسكها، ومش شايف إنها نقطة ضعفك؟ وسام مش مجرد زوجة أو أم... هي أكتر من كده في المعادلة دي، وأنا مش هقف متفرج لو الموضوع خرج عن السيطرة."


عادل صرخ بصوت مليء بالقوة والعاطفة:

"خرج عن السيطرة خرج عن السيطرة خرج عن السيطرة اييي؟ أنا الوحيد اللي يقرر ده! وسام مش نقطة ضعفي، وسام هي قوتي! ولو هتختبر ده... جرب توقف بينا."


كمال، وقد تغيرت ملامحه للحظة إلى تعبير لا يمكن تفسيره، همس:

"المعركة الحقيقية لسه ما بدأتش، يا عادل. لو قدرت تحافظ على كلامك ده للآخر، يمكن أشوفك بطريقة مختلفة."


عادل، وقد اختلطت في عينيه النار والدموع، شد على وسام بين ذراعيه وقال بنبرة قاطعة:

"ملكش حق تحكم عليا... ولا عليها. الحب اللي بيني وبين وسام مش حاجة ممكن تتحكم فيها بخططك. وهنشوف مين اللي هيفوز في النهاية، يا كمال بيه."


كمال تنهد ببطء، وأشار بيده إلى داخل الفيلا:

"دخّلها جوه. وهاتفضل الأيام الجاية تشوف بنفسك مين اللي هيقدر يصمد."


عادل خطى إلى الداخل، يحمل وسام بقلبه وروحه، لكنه التفت لحظة قبل أن يختفي من أمام كمال وقال بصلابة كأنها نقش على الصخر:

"الصمود مش للخطط الكبيرة، الصمود للقلوب اللي مش بتستسلم... وده اللي عمرك ما هتفهمه."


كان كمال واقفًا مكانه، كأن الزمن تجمد حوله، عينيه تتابعان عادل وهو يختفي داخل المنزل. وللحظة واحدة، لمح في ابنه نسخة من نفسه... لكنها أكثر إنسانية.

❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️

ف غرفة وسام


وسام مستلقية على السرير، شاحبة الوجه وعينيها مغمضتين. الغرفة مضاءة بإضاءة خافتة تُضفي جوًا من القلق. عادل واقف عند طرف السرير، ينظر إليها بعيون مليئة بالخوف والقلق، بينما كمال يقف بجوار الباب بنظرة غامضة. الطبيب جالس على كرسي بجوار السرير، يفحص نبض وسام ويستمع إلى دقات قلبها باستخدام السماعة الطبية.


الطبيب (بصوت هادئ لكنه جاد):

"الحالة مستقرة دلوقتي، لكن واضح إنها تعرضت لضغط نفسي كبير جدًا. ده انعكس على صحتها الجسدية، خصوصًا مع الحمل."


عادل (صوته متوتر وعينيه معلقة على وسام):

 الجنين كويس يا دكتور؟ وسام مش في خطر، صح؟"


الطبيب (يُعيد السماعة إلى حقيبته وينظر إلى عادل بنبرة مطمئنة):

"الجنين بخير، لكن لازم تكونوا حذرين جدًا. وسام محتاجة راحة تامة، أي ضغط إضافي ممكن يعرضها هي أو الجنين للخطر. لازم تهتموا بحالتها النفسية زي ما تهتموا بصحتها الجسدية."


كمال (يتقدم بخطوة هادئة، صوته منخفض لكنه حاسم):

"يعني لو استريحت هنا، كل حاجة هتبقى تمام؟"


الطبيب (يهز رأسه موافقًا):

"أيوة، بس لازم تتابعوا حالتها معايا باستمرار. وأنا هكتب لها أدوية مهدئة بسيطة، ومكملات للحمل."


عادل (يقترب من السرير، يمسك يد وسام برفق وينظر إلى الطبيب):

"أنا اللي ههتم بيها. وسام مراتي ومسؤلة مني حياتها وحياة ابني في رقبتي."


كمال (نظرة غامضة وابتسامة باهتة ترتسم على شفتيه):

"تمام يا عادل. شيل مسؤوليتك، بس خلي بالك... المواقف دي بتحتاج قوة أكتر من الكلام."


عادل (يلتفت إلى كمال بحدة، 

نبرته تتحدى):

"وأنا قدها، ومش هسمح لأي حاجة تهدد حياتها أو حياة ابني. "


الطبيب (يقف وهو يغلق حقيبته):

"أنا كده خلصت الفحص، لو حصل أي حاجة غريبة أو لو حسيتوا إن حالتها النفسية بتسوء، اتصلوا بيا فورًا."


كمال (بهدوء):

"متشكر يا دكتور، أنا هوصلك."


عادل (وهو يُعيد النظر إلى وسام):

"أنا مش هتحرك من جنبها غير لما تبقى كويسة وترجع عينيها تفتح وتريح قلبي اللي كان هيقف من خوفي عليها انهردة


كمال (قبل أن يخرج مع الطبيب، يوجه نظرة طويلة إلى وسام، ثم إلى عادل):

"خلي بالك منها، يا عادل... كل خطوة ليها تمن، وتمنها كبير."


كمال يغادر الغرفة برفقة الطبيب، تاركًا عادل جالسًا بجانب وسام، يمسك يدها ويهمس لها بهدوء:

"وسام... فتحي عينك عجبك يعني حالتي كدا فوقي واصرخي عليا زي م متعودة تعملي معايا لكن سكوتك دا ورقدتك دي بتدمر كل طاقتي اومي يلا خليني اقولك كل الخطط اللي ف دماغي ليكي اوعدك انه الحاجة الوحيدة اللي تقدر تفرقنا دلوقت هي الموت وبس"

❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️

ف مكتب كمال


كمال جالس على الكرسي الجانبي، ينظر إلى عادل الذي يقف أمامه في حالة من التوتر والقلق الممزوج بالامتنان. عادل يتنهد بعمق، ثم يرفع عينيه نحو كمال، وكأنه ينتظر أن يسمع منه كلمة حاسمة.


عادل (بصوت متردد ولكنه مليء بالمشاعر):

"أنا... عارف إنك يمكن مش موافق على كل اللي حصل، وإن وسام... وجودها هنا يمكن كان غريب وغير مرغوب فيه. بس أنا مش قادر أتخيل حياتي من غيرها،."


كمال (بنبرة هادئة ولكنها مشبعة بالمشاعر):

"عادل... طول عمري شايفك بتتصرف بحكمة، وبتقدر تتحمل المسؤولية. يمكن كنت قاسي عليك في حاجات كتير، بس ده كان علشان أشوفك واقف على رجلك، قوي، ومستعد لأي حاجة. والنهارده... لما شفتك بتكافح علشان وسام، وعينيك مليانة خوف عليها... أدركت حاجة مهمة."


عادل (ينظر إليه بدهشة):

"إيه؟"


كمال (يبتسم بخفة، ونبرة صوته تصبح أكثر دفئًا):

"إنك اخترت بقلبك. وأول مرة أشوفك بتحب بالشكل ده. حبك لوسام مش مجرد مشاعر... دي  مسؤولية. وأقدر أشوف قد إيه هي مهمة بالنسبة لك."


عادل (عينيه تمتلئ بالدموع وهو يقترب من كمال):

"أنت مش غاضبان مني؟ مش شايفني خذلتك؟"


كمال (يقف بهدوء، يضع يده على كتف عادل):

"غاضب؟ بالعكس، يا عادل. أنا فخور بيك. فخور إنك وقفت قدامي، ودافعت عن حبك بالشكل ده. وسام تستاهل الراجل اللي يكون مستعد يضحي بأي حاجة علشانها. وأنا شايفك الرجل ده."


عادل (بابتسامة مشرقة لأول مرة منذ بداية الأزمة):

"شكراً، يا بابا والله، ما كنتش متخيل إنك هتفهمني بالطريقة دي.  وسام هي كل حياتي، وأنا مش هسمح لأي حاجة تهدد حياتها أو حياة ابننا."


كمال (يحتضن عادل بقوة، وهو يربت على ظهره بحنان):

"عارف، وعلشان كده أنا معاك. أي حاجة تحتاجها، هتلاقيها. أنا هنا علشان أساندك، مش علشان أعارضك. وسام بقيت جزء من العيلة، وده شيء أنا مش هقف ضده."


عادل (يشد كمال إلى حضنه أكثر، ودموع الامتنان تلمع في عينيه):

"ربنا يخليك ليا يا بابا. عمري ما كنت هقدر أعدي اللي حصل ده من غيرك. شكراً لأنك دايماً في ضهري."


كمال (يبتسم برفق ويبتعد قليلاً لينظر في وجه عادل):

"ما تقلقش، يا ابني. المهم دلوقتي تركّز على وسام، وتخليها تحس بالأمان اللي بتدور عليه. وأي حاجة تحتاجها... أنا موجود."


عادل (يهز رأسه بثقة):

"هخليها سعيدة. وسام هتحس إنها في أمان لأول مرة في حياتها. ووعد مني، هكون الأب والأخ والزوج اللي تستحقه."


كمال (بصوت حنون):

"وأنا هنا علشان أشوفكوا كده. دلوقتي اطلع فوق، وكون جنبها. أنا هرتاح شوية."


عادل يبتسم بثقة، ويعانق كمال مرة أخيرة قبل أن يتوجه نحو غرفة وسام نظر كمال نظرة هادئة وهو يجلس مرة أخرى على الكرسي، وكأن قلبه يحمل مزيجًا من الحزن والرضا.

❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️

في غرفة وسام


الغرفة مضاءة بضوء خافت ناعم، كأنها تعكس هدوء اللحظة التي طال انتظارها. عادل يدخل بخطوات ثابتة ولكن قلبه يخفق بشدة، وجهه يعكس القلق والحب. وسام مستلقية على السرير، يبدو عليها الضعف، لكن عينيها تتوهج حين ترى عادل يدخل. شعور بالأمان يغمرها رغم كل ما مرّ بهما.


يجلس عادل على حافة السرير، يمسك يدها برفق كأنها أثمن ما يملك، وينظر إليها بعينين ممتلئتين بالعاطفة.


عادل (بصوت عميق مليء بالإصرار):

"وسام... كنت بستنّى اللحظة دي. اللحظة اللي أشوفكِ فيها تفتحي عينيكِ تاني. كل لحظة كنت بعيد عنك كانت بتقتلني. إنتِ مش بس حياتي، إنتِ النَفس اللي باخده."


وسام (بصوت ضعيف ومتحشرج):

"عادل... كنت فاكرة إنك هتسيبني... إنك مش هتقدر تكمل معايا بعد كل اللي حصل."


عادل (يقترب أكثر ويمسك يدها بإحكام):

"وسام، انتي إزاي تفكري كده؟ أنا مش هسيبك، حتى لو العالم كله وقف قصادنا. أنا هنا علشانك، وعلشان ابننا اللي جاي. إحنا مررنا بحاجات كتير، بس ده مش معناه إننا هنستسلم. الحب بتاعنا أقوى من أي حاجة."


وسام (تتحرك قليلاً، تنظر إليه بدهشة):

"بس... كمال... داليا... كل حاجة اتلخبطت، عادل. خايفة من اللي جاي."


عادل (بنبرة قاطعة تحمل القوة):

"كمال؟ داليا؟ كل اللي حصل كان امتحان، وأنا اخترت. اخترتِك إنتِ. إنتِ الحقيقة الوحيدة في حياتي. وسام، لو عليا، هواجه العالم كله علشانك. كمال مش هيقدر يتحكم فينا تاني. وإحنا؟ إحنا هنبدأ حياتنا الجديدة."


وسام (صوتها يختنق بالدموع، تنظر إليه بخجل ودهشة):

"إزاي؟ يعني... إحنا مش مضطرين نستخبى؟"


عادل (بثقة):

"لا. مفيش حاجة تخوفنا تاني. بابا شاف اللي أنا شوفته فيكِ من الأول... قوتك، طيبتك، والحب اللي مفيش حد يقدر ينكره. واعترف... اعترف إنك تستحقي تكوني معايا، وإنك أميرة قلبي وحياتك معايا مش خيار."


وسام (تضع يدها على وجهها وتحاول كتم دموعها):

"أنا... مش مصدقة. كنت فاكرة إن النهاية قربت. كنت حاسة إني هضيع."


عادل (يمسك يديها برفق ويبعدها عن وجهها):

"مفيش نهاية وإحنا مع بعض. إحنا اللي بنقرر النهاية، وأنا قراري إنك تكوني معايا لآخر يوم في عمري."


وسام (تبتسم من بين دموعها، بصوت خافت):

"أنا ضعيفة... لكن معاك بحس إني أقوى."


عادل (يبتسم بحنان):

"ومش هخليكِ تضعفي أبدًا. وسام، أنا بحبك، حب مش كلام. حب معناه إني هكون الدرع اللي يحميكِ، والكتف اللي تتسندي عليه، والقلب اللي يحتضنكِ وقت ما العالم كله يقسى عليكِ."


وسام (تمد يديها لتعانقه، بصوت مرتعش):

"أنا... بحبك، عادل. بحبك أكتر مما كنت أقدر أوصف."


عادل (يضمها بحنان، يلمس رأسها ويقبل جبينها برقة):

"وأنا كمان... بس ممكن أقولك كلمة سر؟"


وسام (تبتسم بخجل، تهمس):

"إيه هي؟"


عادل (يقترب ويهمس في أذنها):

"كلمة السر هي... إنك انتي السر اللي بيخليني أكمل. صوتك، ضحكتك، وحتى سكوتك... كل حاجة فيكِ هي المفتاح لكل حاجة حلوة في حياتي."


وسام تبتسم بخجل وتدفن وجهها في صدره، بينما يربت عادل على رأسها بحب ودفء، كأنه يعاهدها بأن كل شيء سيكون بخير من الآن فصاعدًا.

❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️

ف مكتب عادل


الإضاءة خافتة، وكمال يجلس وحده خلف مكتبه، رأسه مائل إلى الخلف، وعيناه مثبتتان في السقف كأنه يبحث عن إجابات في الفراغ. بيده كوب قهوة لم يتذوقه. نظراته مليئة بالثقل والتردد، وكأن السنين تتراكم أمامه في لحظة واحدة. صمت يقطعه صوت الساعة المعلق على الحائط.


كمال (يتمتم لنفسه بصوت منخفض):

"الوقت جه... ماينفعش أهرب أكتر من كده. السنين اللي فاتت كانت كلها كذب... كذب من أجل الحماية... لكن هل حمايتي ليهم كانت صح؟ عادل... وسام... هما يستاهلوا يعرفوا؟ ولا أنا بكسرهم بالحقيقة؟"


(يقف فجأة، يمسك برأسه، ويبدأ في السير جيئة وذهابًا في الغرفة، وكأن الأفكار تطارده.)


كمال (بصوت عالٍ قليلاً، يضرب بيده سطح المكتب):

"كنت فاكر إن الوقت هيحل كل حاجة... كنت فاكر إن الحقيقة ممكن تموت معايا. لكن الحقيقة... عمرها ما بتختفي، مهما حاولنا نخبيها. وسام بنتي؟! بنتي من علاقة مستحيل حد يعرف عنها... وعادل؟! مش ابني؟!  مش ابني


(يجلس ببطء، يدفن وجهه في يديه، ويتنهد بعمق. عينيه تغيم بالدموع، لكنه سرعان ما يرفع رأسه وكأن القرار اتخذ.)


كمال (يتمتم):

"لازم أقولهم... الحقيقة دايمًا بتوجع، بس الكذب بيدمر. وسام لازم تعرف مين تكون دا حقها... وعادل لازم يعرف إنه كان أعز عليا من روحي حتى لو مش ابني."


(يضرب جرس المكتب لاستدعاء أحد الخدم.)


كمال (بنبرة حازمة):

"خلي عادل وسام ييجوا هنا حالاً... عاوز أشوفهم."


(يخرج الخادم مسرعًا. كمال يقف أمام نافذة المكتب، ينظر إلى الخارج، والهدوء يلف الغرفة، لكن داخله عاصفة لا تهدأ. يضع يديه خلف ظهره، وكأن الأعباء التي حملها لسنين طويلة أصبحت أثقل الآن.)


كمال (بهمس):

"يا رب... سامحني على اللي هقوله... وسامحني على اللي خبّيته."


(يُسمع صوت خطوات عادل ووسام قادمين نحو المكتب، والباب يفتح. تتلاقى أنظارهم بكمال، الذي يبدو صلبًا من الخارج، لكنه هش من الداخل.)


(يتبع بمواجهة قوية، يُظهر فيها كمال حبه الكبير لعادل ووسام رغم الحقائق الصادمة التي يكشفها.)


يتبع

رواية عشق تحت القيود الحلقة 14


المكتب الفخم في قصر كمال.


 الجو مشحون بالتوتر، وكأن الهواء نفسه يثقل على الأنفاس. ضوء خافت يتسلل من النافذة الكبيرة، والظلام بالخارج يلف المشهد بظلال من الغموض. كمال يقف خلف مكتبه، عيناه مرهقتان لكنه يحاول الحفاظ على هدوئه. عادل يقف أمامه، ملامحه تعكس غضبًا عارمًا، بينما وسام تقف على الطرف، وكأنها تبحث عن منفذ للهروب من هذا الكابوس.


عادل (غاضبًا، يهز رأسه بعدم تصديق):


قول الحقيقة يا كمال! كفاية ألغاز وكلام ناقص. أنا مين؟!


(كمال يشيح بنظره بعيدًا، يأخذ نفسًا عميقًا لكنه لا يتحدث. عادل يقترب منه بخطوات غاضبة.)


عادل (بصوت مرتفع):


اتكلم! أنا مش ابنك، مش كده؟


كمال (ينظر إليه بحزن):


الحقيقة مش سهلة يا عادل. بس لازم تسمعها دلوقتي... آه، مش ابني. مش من دمي لكن انا اللي ربيتك واحق واحد بيك


(عادل يتراجع خطوة للخلف وكأن الكلمات صفعة على وجهه، يضحك بسخرية مُرة، ثم يرفع يده بتوتر.)


عادل:


أنا كنت بحلم طول حياتي أبقى زيك! كنت شايفك القدوة... الأب المثالي.. بس لا انت متستاهلش الصورة اللي حطيتهالك ف دماغي


كمال (بصوت حزين لكنه حازم):


عادل، أنا بحبك. كنت دايمًا شايفك ابني... انت ابني والله ومكنتش هحبك الحب دا كله لو كنت بالفعل جاي من صلبي


(وسام تنظر إليهما في صدمة، تتحدث بصوت مرتعش وهي تتقدم بخطوة صغيرة للأمام.)


وسام:


أنا مش فاهمة حاجة... لو عادل مش ابنك... وأنا؟ أنا إيه في القصة دي؟


(كمال ينقل نظره بين وسام وعادل، يحاول استجماع كلماته، صوته يخرج متهدجًا.)


كمال:


وسام... أنتِ بنتي.


(وسام تتجمد في مكانها، نظراتها تتسع من الصدمة، تتراجع بخطوات بطيئة وهي تهز رأسها بلا.)


وسام:


بنتك؟ أنت بتقول إيه؟! اكيد لا في حاجة غلط مستحيل يكون انت ابويا ازاي امي عمرها م حكتلي عنك كنت فين وهي كانت بتموت كل يوم من الجوع والمرض كل م احاول اخليها تتكلم عنك تقولي انك خلاص صفحة واتقفلت وبطلت اسال عنها تاني قولي ازاي انت ابويااا ازاااي


عادل (بحدة وهو يلتفت نحو كمال)


وسام بنتك ازاي ياكمال؟


كمال (يحاول تهدئة عادل، يتحدث ببطء):


كنت بحاول أصلح غلطات الماضي.


وسام (مقاطعة بصوت عالي وغاضب):


ماضيك؟! ماضيك اللي دمر حياتنا؟! أمي لما ماتت كانت بتدعي عليك. أنت سبتها، سبتها فقيرة ومع بنتها الصغيرة، وكنت بتجري ورا نجاحك؟!


كمال (ينظر إليها بعينين دامعتين):


كنت شاب، كنت فاكر إن النجاح هو كل حاجة... كنت فاكر إن الحب ممكن يستنى. لما سبتها، كنت بجهز لحياة أكبر، بس رجعت لقيتها اختفت والله حاولت ادور عليها كتير بس مكنش ليها اي اثر


(وسام تضحك بسخرية مريرة، صوتها يرتفع وهي تقاطعه.)


وسام:


اختفت؟! كنت تعرف تدور عليها لو كنت عايز. كنت مشغول بنفسك، وسبتها تتحمل كل حاجة لوحدها!


(عادل ينظر إلى وسام ثم إلى كمال، الغضب يشتعل داخله.)


عادل:


وإحنا اللي دفعنا التمن! أنا كنت بلعب دور ابنك طول حياتي، ووسام عاشت حياة فقيرة وصعبة... وكل ده بسببك؟!


كمال (يرفع صوته بغضب لأول مرة):


اسمعوني! أنا ندمان على كل حاجة حصلت. عادل، أنت ابني في كل حاجة ما عدا الدم. ووسام... كنت بحاول أعوضك، بحاول أحميكي من بعيد.


(وسام تقاطعه بحدة، عيناها ممتلئتان بالدموع.)


وسام:


تحميني؟! تحميني بإني أعيش خدامة؟! تحميني بإني أشوفك من بعيد وأنت بتلعب دور الأب العظيم مع ناس تانية؟!


عادل (بصوت مكسور):


وكنت فاكر إنك الأب اللي بحلم أكون زيه... في الآخر طلعت مجرد اسم.


(كمال ينظر إليهما، ملامحه تنكسر تمامًا. وسام تنهار على الكرسي بجانبها، تغطي وجهها بيديها وهي تبكي. عادل يتراجع، ينظر إلى كمال بنظرة تحمل كل الغضب والانكسار قبل أن يستدير ليخرج.)


كمال (يصيح بصوت مكسور):


عادل! وسام! استنوا... أنا... أنا كنت بحاول أصلح، بس واضح إن الغلط أقوى مني.


(عادل يلتفت نحوه للحظة، يحدق فيه بنظرة باردة قبل أن يقول بهدوء مليء بالألم.)


عادل:


مفيش حاجة اتصلحت. كل حاجة اتحطمت وانا مش عايزة اشوفك تاني


(يخرج عادل بخطوات ثابتة، ووسام تنهض ببطء، تلقي نظرة أخيرة على كمال قبل أن تتبعه. يظل كمال واقفًا وحده في المكتب، يحدق في الفراغ وكأن العالم كله انهار من حوله.)

❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️

حديقة القصر.


 ظلام دامس يلف المكان، كأن الكون كله تضامن مع الحزن. عادل يجلس على درج حجري، رأسه بين يديه، أنفاسه متقطعة، وعيناه محمرتان من البكاء. وسام تقف بعيدة، تحدق فيه بصمت، وكأنها تبحث عن الكلمات المناسبة، لكنها عاجزة.


وسام (بصوت مهتز):


طول حياتي كنت بقول لنفسي... يمكن في يوم ألاقي حد يشاركني همّي. بس بعد اللي عرفته النهارده، حاسة إن الدنيا ضاقت أكتر.


(عادل يرفع رأسه ببطء، ينظر إليها، عينيه مليئتان بالألم، لكن صوته يخرج مكسورًا.)


عادل:


وسام، أنا آسف... آسف لكل حاجة. يمكن حتى وجودي في حياتك كان غلط من البداية.


(وسام تهز رأسها بعنف، تتقدم نحوه بخطوات حازمة، وتصرخ فجأة بصوت مليء بالدموع المكبوتة.)


وسام:


غلط؟! وجودك مش غلط، ياحبيبي اللي عملوه فينا كان صدمة  انا طول عمري كان نفسي اشوف ابويا متصورتش ابدا انه يكون كمال بيه


(عادل ينظر إليها بعجز، ثم ينهض واقفًا، يمرر يده على وجهه، وكأنه يحاول مسح كل شيء: الدموع، الألم، وحتى الذكريات.)


عادل (بصوت مرتعش):


وسام... أنا مش عارف أنا مين. أنا عشت حياتي كلها بدور على رضا كمال، على مكانة عنده. كنت فاكر نفسي قوي، فاكر إنني ابنه... لكن الحقيقة دي هدمتني انا مش ابنه ياوسام مش ابنه ياوساااام اااااه.


وسام (بحدة):


 حب أمي وسبها تموت فقيرة؟ بس عارف إيه الفرق؟ إحنا اللي قدامنا طريق، هما لا. إحنا ممكن نختار دلوقت عن زمان انا مش عايزة حاجة غيرك والحقيقة دي مش فارقالي صدقني


(عادل ينظر إليها وكأنه يحاول استيعاب كلماتها. يقف صامتًا للحظة، ثم ينهار فجأة على ركبتيه.)


عادل (ببكاء مكتوم):


وسام... أنا تعبت. كل حاجة كنت ببنيها اتهدمت  دلوقت قصاد عيني مش قادر اقاوم الحقيقة انا قلبي واجعني وزعلان اوي زعلان اوي ياوسام


(وسام تنزل على ركبتيها بجواره، تمسك بوجهه بكلتا يديها وتجبره على النظر إليها. عيناها تملؤهما الدموع، لكنها تتحدث بقوة لم تكن تظن أنها تملكها.)


وسام:


عادل، بصلي. بصلي كويس. إحنا الاتنين مكسورين، مظلومين، بس إحنا مع بعض. فاهم؟ مع بعض.  مش هنخلي الماضي يحبسنا ارجوك فوق وخليك قوي عشان خاطري


(عادل ينظر إليها، عيناه تفيض بالدموع، لكنه يشعر ببعض الراحة لأول مرة. يمسك يديها بحذر وكأنهما حبل نجاة.)


عادل:


بس وسام... أنا خايف. خايف إن كل اللي فات يطاردنا الماضى مش من السهل يتنسي انا بحبه بس مجروح منه اوي


وسام (بحزم):


هيطاردنا، أكيد. بس لازم نعيش حياه مختلفة ونبني مستقبل جديد وانت هتساعدني ع دا


(عادل يهز رأسه ببطء، وكأنه يبدأ في تصديق كلماتها. يمسح دموعه بيده، ثم ينظر إلى وسام بابتسامة خافتة مليئة بالألم والأمل.)


عادل:


لازم حقك تاخديه لازم تعيشي ف العالم اللي تستحقي تكوني فيه هنحارب الدنيا وايدي ف ايدك


(وسام تبتسم له رغم الدموع التي لا تزال تنهمر على وجهها. تجلس بجواره، تسند رأسها على كتفه بصمت. يبقى الاثنان جالسين في الظلام، يواجهان معًا فوضى حياتهما، لكنهما يجدان في بعضهما ملجأً جديدًا.)

❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️

في مكتب كمال المظلم


، كانت أوراقه مبعثرة على المكتب أمامه، لكنه لم يكن يرى إلا الورقة التي امسك بها بيد مرتجفة. كانت ورقة تحليل الحمض النووي التي غيّرت مجرى حياته. كان يحدق فيها وكأنها لعنة حلت عليه. الكلمات التي قرأها جعلت قلبه يتوقف للحظة، وصوته لم يكن سوى همسات غير مسموعة.


"عادل مش ابني..."، هكذا كانت الجملة التي لم يستطع أن يهرب منها. الجملة التي طالما شك فيها، ولكن كان قلبه ينفيها طوال الوقت، كان يرفض أن يصدقها، لأنه كان يحب عادل كأب. كيف؟ كيف يمكن أن يكون هذا الحلم الذي عاش فيه كل تلك السنوات مجرد كذبة؟


كمال أغلق عينيه للحظة وكأنما يحاول أن يهرب من نفسه. في تلك اللحظة، لم يكن يفكر في أي شيء آخر سوى الصورة التي تتراكم في ذهنه. كان يراه صغيرًا، يقف بجانبه في كل مناسبة، كل خطوة كانت بمثابة ذكرى جميلة. كان عادل ابنه في كل شيء، في روحه، في قلبه، حتى في عينيه التي رأى فيها نفسه. لكن الآن... كانت الحقيقة تقتحمه، تفرض نفسها عليه.


تذكر اليوم الذي دخل فيه المستشفى ليكتشف أن الطفل الذي بين يديه لم يكن طفله. تذكر كيف دارت الحياة من حوله وكأنها متاهة لا مخرج لها. الطبيب أمامه، عينيه لا تستطيع تصديق ما يسمع. لم تكن كلماته سوى صدمة جديدة له.


"التحاليل أثبتت أنه ليس ابنك، السيد كمال."


كانت لحظة سكون، وقتها لم يكن يعرف كيف يواجه الحقيقة، كيف يخبر نفسه أن كل شيء كان خدعة. كيف يعترف أنه في يوم من الأيام كان يظن أن هذا الطفل هو فلذة كبده، وأنه قدم له كل ما يملك، وكل ما في قلبه؟


كمال شعر وكأن الحياة قد توقفت فجأة، وكان يمر أمام عينيه شريط ذكرياته، كل لحظة، كل ضحكة، كل مرة كان يحتضن فيها عادل وهو صغير. كان في كل تلك اللحظات يظن أنه يعانق ابنه، ويعده بمستقبل أفضل، بمستقبل مليء بالحب. لكنه الآن، في تلك اللحظة، لم يعد يعرف من هو، ولم يعد يعرف أي شيء.


تذكر اليوم الذي جاء فيه إلى البيت، وهو يرى عادل يلعب في الحديقة. كان صغيرًا جدًا، يركض نحو كمال وهو يضحك بصوت عالٍ، يرفع يده ليعانقه. كان يشعر حينها كأنه ملك العالم. "بابا، بابا!"، كانت الكلمة التي تُذيب قلبه كل مرة، كانت الكلمة التي كانت تعني له كل شيء. كان يرددها في كل لحظة يشعر فيها بالضعف، وكان يكمل طريقه بقوة لأنه كان يعتقد أن عادل هو سبب وجوده في هذه الدنيا.


لكن الآن، كل شيء انهار. حتى هذه اللحظة التي عاش فيها كأب، كانت مجرد حلم مزيف. الحقيقة كشفت نفسها أمامه فجأة، وكأنها عاصفة محطمة لآماله. كيف يواجهها الآن؟ كيف يواجه أنه أحب شخصًا لم يكن له؟ كيف يواجه فقدان الأمل الذي كان يعشعش في قلبه لسنوات؟


وفي لحظة ضعف، تذكر زوجته السابقة. تذكر كيف خنته، كيف كانت تخونه مع رجل آخر. كانت هذه الحقيقة التي دفعته للشك في كل شيء، لكنه اختار أن يغض الطرف عنها، حتى لا يكسر قلبه. لكنه الآن، لا يستطيع الهروب من نفسه. لا يستطيع أن يهرب من حقيقة لا مفر منها.


"لو كنت اعرف من البداية، لو كنت اعرف..."، كانت أفكار كمال تتوالى في رأسه، وهو يشعر وكأنها شفرات تقطع قلبه. لم يكن يعلم كيف يمكنه إصلاح كل شيء. كيف يعيد ترتيب حياته التي دمرتها الحقيقة.


وأخيرًا، تذكر لحظة أخرى، عندما كان يقف في الحديقة، يشاهد عادل وهو صغير، وكان يقول له في سرّه، "إنت ابني مهما حصل. هفضل أحبك زي ما بحبك " هذا كان وعده له، حتى لو كان هذا الوعد مجرد سراب.


لكن كمال اليوم اكتشف أنه كان يصدق كذبة، كان يصدق ما كان يريد أن يصدقه. والآن، لن يبقى له إلا الحطام.

❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️

كان كمال جالسًا في مكتبه، ملامح وجهه تحمل تعب السنين التي مرّت. المكان كان مظلمًا، لكن ضوء خافت كان يتسلل من خلال النافذة، وكأن الزمن نفسه قد توقف. أصابعه كانت تتلاعب بكأس فارغ أمامه، وهو غارق في أفكاره، كل شيء في داخله كان يغلي كالنار التي لا يستطيع إطفاءها.


وفجأة، سمع صوته في عقله، صوت الأيام التي مضت، التي كانت تبدو عادية في ذلك الحين. ولكن الآن، كل شيء قد تغيّر.


كمال (يتنهد، يحاول تذكر الماضي): "إزاي كانت حياتي كلها غارقة في الأكاذيب؟ إزاي ما شفتش اللي كان قدامي؟"


عقله رجع للذكريات القديمة. لحظة واحدة كانت كفيلة بتغيير كل شيء، عندما قرر أن يدخل وسام في حياة عادل. في تلك اللحظة، لم يكن يعرف شيئًا عن الحقيقة التي كانت مخفية عنه، ولم يكن لديه أدنى فكرة أن ما يفعله سيقوده لاكتشاف أكبر صدمة في حياته.


الفلاش باك:


وسام دخلت البيوتي سنتر لتعمل مع عادل. كان كمال يرى فيها فرصة لها، فرصة لتبني مستقبلها بعيدًا عن الفقر، لتحصل على مكانتها بين الناس. وكان يعرف أن عادل ليس غريبًا عنها، وكان يظن أن هذا سيساعدهما على التقرب أكثر.


كمال (في الفلاش باك، يتحدث مع نفسه): "ممكن يكون ده خير ليها، وربنا يقدرها وتعيش حياة أفضل من اللي هي فيه انا معرفش ليه بعمل كدا بس لازم عادل يعيش حياه مختلفة وسام هتقدر تخليه يعرف يعبر عن نفسه ويدافع عن حبه وكرامته


لكن في أعماقه كان هناك شيء غامض، شعور غير واضح. كان يأمل أن تكون هذه بداية جديدة لها. لم يكن يعرف لماذا وضعها في طريق عادل، لكنه كان يشعر أن هذا هو الصواب كان يشعر بمشاعر غامضة تجاها. حتى جاءه الخبر الذي هزّ كيانه.


فلاش باك آخر:


اتصل به رجل غريب، لا يعرفه. كان الصوت غريبًا والنبرة مشوشة، كأن الرجل يعلم سرًا مخفيًا ويريد كشفه.


الرجل الغريب (في المكالمة): "أنت مش عارف الحقيقة اللي مخبيها عنك... الحكاية مش زي ما أنت فاكر."


لم يكن هناك وقت للتفكير. الرجل أرسل له الأوراق، وتحاليل الحمض النووي، كأنها المفتاح لسر كان مخفيًا عنه. وعندما شاهد تلك الأوراق، شعر أن العالم كله قد توقف أمامه.


كمال (يتنفس بصعوبة، وهو يراقب الأوراق): "مستحيل... ده مش ممكن... وسام؟ دي بنتي؟"


كان قلبه يتوقف، لم يستطع تصديق ما يراه. كانت وسام، التي دخلها في حياة عادل بكل بساطة، هي ابنته الحقيقية. كان يحاول فهم كيف حدث هذا، كيف كان غافلًا عن الحقيقة طوال تلك الفترة.


كمال (ينخفض رأسه، بصوت مكسور): "أنا... أنا كنت عايش في وهم. كنت فاكرها واحدة عادية. إزاي ما حسيتش؟ إزاي؟"


أغمض عينيه، ودموعه بدأت تتجمع في عينيه. كان الألم يعتصر قلبه. طوال تلك السنين، كان يعيش مع ابنته دون أن يعرف، وكل شيء بينهما كان يبدو غريبًا، كأنه ليس له. كانت وسام، وبقية حياته كانت غامضة ومضطربة.


كمال (بصوت متأثر، وهو ينظر إلى الفراغ): "يا ريتني كنت عرفت من الأول. يا ريتني كنت جنبك. يا ريتني كنت الأب اللي محتاجاه."


كان يشعر أنه فاته الكثير، وأنه ضيّع فرصًا كثيرة. ليس فقط مع وسام، ولكن مع نفسه أيضًا. كان يشعر بالندم، لأنه لو كان قد عرف الحقيقة في وقت مبكر، كان بإمكانه أن يكون جزءًا من حياة وسام، كان بإمكانه أن يكون الأب الذي كانت تحتاجه.


كمال (يحاول جمع شتات نفسه، وعينيه مليئة بالحزن): "كنت بقول لنفسي إني بعاملها كويس، إني عايز لها الخير، لكن الحقيقة  طلعت مرة اوي


كمال (يتنهد بعمق، ويرتشف من كأسه، ثم يتحدث بصوت منخفض): "ليه ما فهمتش؟ إزاي كنتي عايش معايا طول الوقت؟ كنتي شايفك قدامي، ومن غير ما أعرف، كنتي جزء من دمي... يا وسام، لو كنت عرفت، كنت هكون جنبك من الأول."


في لحظة، بدأ يشعر بمرارة كبيرة، مرارة كانت تتغلغل في قلبه. كان يشعر أنه كان في حلم طويل، عايشه مع ابنة ضاعت منه قبل أن يعرف حقيقتها.

❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️

: غرفة عادل ووسام

ف غرفة وسام وعادل

الغرفة ثقيلة بالألم، وكأن الهواء نفسه يختنق. عادل ووسام يقفان متباعدين، وكل منهما يهرب بعينيه من الآخر. كمال يقف بينهما، جسده متهالك وروحه تبدو وكأنها تحترق من الداخل. يحاول التحدث، لكن الكلمات تخونه للحظات قبل أن يستجمع شجاعته.


كمال (بصوت مبحوح، مفعم بالندم):

"أنا مش هلاقي كلمات تكفي... بس كل اللي كنت بحاول أعمله هو أحميكم. يمكن ما كنتش أب مثالي، يمكن أخطأت كتير، لكن كان قلبي دايمًا مليان بيكم. كنت خايف عليكم من الحقيقة، خايف تكرهون بعض أو تكرهوني أنا."


عادل (بصوت مكسور، لكن لا يخفي غضبه):

"أب بتحب ولاده ما يخبيش عنهم حاجات زي دي! إحنا مش مجرد ناس جمعتهم ظروف، إحنا عيلة... كان المفروض نكون أقوى مع بعض، مش كل واحد عايش في كذبة!"


وسام (تمسح دموعها سريعًا، لكنها تتحدث بصوت خافت):

"كنت بحس إنك الأمان الوحيد في حياتي... كنت أب بالنسبالي حتى قبل ما أعرف أي حاجة. لكن دلوقتي؟ الحقيقة دي كسرتني."


كمال (يتقدم بخطوات متثاقلة، ينظر إليهما بعينين مليئتين بالأسى):

"أنا كنت دايمًا شايف فيكم قوتي... عادل، كنت فاكر إنك هتبقى الحامي لمراتك، وإنك هتشيل الحمل اللي معرفتش أشيله. ووسام، وجودك كان نور في حياتي، النور اللي رجّعني أعيش من تاني. عمري ما قصدت أجرحكم، ولا يوم فكرت أكون سبب في وجعكم."


عادل (يشيح بنظره بعيدًا، صوته يرتجف):

"وجعنا أكبر من إنك تصلحه بكلام، بابا... إحنا اتدمرنا، كلنا."


كمال (يمد يده إلى عادل، يضعها على كتفه برفق):

"أنا مش هنا عشان أبرر، عادل. أنا هنا عشان أقولك إني ندمان... بس كمان عشان أقولك إنك ابني، وإن قلبي مش ممكن يتحمل إنه يخسرك. أنا مستعد أعمل أي حاجة، أتحمل أي حاجة، بس متبعدش عني."


وسام (تنظر إلى كمال بعينين تملؤهما الدموع):

"وانا ازاي اقدر اهرب من الحقيقة دي


كمال (يقترب منها، يضع يده على رأسها بحنان):

"وسام، انتي ما كنتيش كذبة، انتي الحقيقة الوحيدة اللي كانت بتخليني أقاوم. حتى وأنا مش قادر أقول الحقيقة، كنت بشوف فيكي كل حاجة حلوة فقدتها. أنا عايزك تعرفي إنك بنتي، وإنه لو في حاجة في حياتي أقدر أصلحها، هتبقى علاقتي بيكم."


عادل (ينظر إلى وسام وكأن الألم يوحّدهما):

"أنا عارف إننا كنا في ألم كبير... بس هل إحنا نقدر نصلّح ده؟"


كمال (يتنهد، ينظر إليهما وكأن قلبه ينكسر):

"مش لوحدي... إحنا عيلة، لو هنصلح ده، لازم نعمله مع بعض. أنا محتاجكم زي ما انتوا محتاجينني."


وسام (بصوت خافت):

"بس إحنا خسرنا كتير... أنا خايفة يا بابا."


كمال (يحني رأسه وهو يكاد يبكي):

"وأنا خايف أكتر. خايف أعيش من غيركم. بس الخوف مش هيوقفنا، اللي هيوقفنا هو إننا نستسلم."


لحظة صمت، ثم فجأة يسقط كمال على الأرض.

عادل ووسام يهرولان نحوه، الخوف يوحّدهما لأول مرة منذ زمن طويل.


عادل (يرتجف وهو يحاول إيقاظه):

"بابا! رد عليا... مش وقتك تسيبنا!"


وسام (تصرخ وهي تحاول مساعدته):

"بابا، لا... أرجوك، فوق! إحنا محتاجينك!"

المشهد يعود إلى الوراء، قبل لحظات...


قبل حدوث هذا الانهيار، كان كمال يتذكر اللحظة التي جعلته يقبل أن تدخل وسام حياتهم. كانت داليا هي التي لعبت دورًا كبيرًا في ذلك القرار. في البداية، كانت تبرر لدخول وسام كخادمة في بيتهم بأنها فرصة لها لتحسن حياتها. كانت داليا متأكدة أن وسام ستساعدها في الحفاظ على عادل بعيدًا عن المشاكل التي كانت تزعزع حياتهم.


داليا (بحيلة واضحة، أثناء حديثها مع كمال): "دي فرصة ليها، كمال. لو ساعدناها، هتكون في مكان أفضل وتحت عنينا


لكن الحقيقة أن داليا كانت تخطط لخطف قلب عادل بيدها، وعملت على تجنب أي مفاجآت قد تخرج الأمور عن السيطرة. لم يكن كمال يعرف أن داليا كانت تخفي سرًا أكبر وأنها كانت تدير الأمور خلف الكواليس.


كمال (في نفسه، قبل معرفته بالحقيقة): "ممكن ده يكون خير ليها، وربنا يقدرها وتعيش حياة كويسة."


لكن عندما جاءه الخبر المفاجئ، اكتشف أن داليا كانت قد خططت لكل شيء، بما في ذلك أن وسام هي ابنة كمال الحقيقية، وأنه قد تم دفعه ليخوض هذه اللعبة من دون أن يعرف الحقيقة المدمرة وداليا ارادت تستخدم وسام لكي تضغط ع كمال


كمال (ينخفض رأسه، بصوت مكسور): "أنا... أنا كنت عايش في وهم. كنت فاكرها واحدة عادية. إزاي ما حسيتش؟ إزاي؟"


وفي لحظة، بدأ يشعر بمرارة كبيرة، مرارة كانت تتغلغل في قلبه. كان يشعر أنه كان في حلم طويل، عايشه مع ابنة ضاعت منه قبل أن يعرف حقيقتها.

❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️

المستشفى – طريق الألم


كان الصمت مخيفًا وهما يجلسان في سيارة الإسعاف. وسام تُمسك بيد والدها الممدد على النقالة، وكأنها تحاول منعه من الغياب أكثر. كلما لمحت شحوب وجهه، كانت دموعها تسبقها، لكن صوت صافرات الإسعاف العالي كان يُخرس كل شيء داخلهما.


وسام (بصوت يختلط بالبكاء):

"بابا... لو سمعتني، أرجوك ما تسبناش... إحنا لسه محتاجينك طول عمري نفسي اقولها ليه تحرمني منها بسرعة كدا !"


عادل، الجالس بجانبها، يضع يده على كتفها، محاولًا أن يُثبِّتها. لكنه، هو الآخر، يحاول أن يمنع قلبه من الانهيار. عيناه محمرتان ووجهه جامد، إلا أن كل ملامحه تصرخ بخوفه.


عادل (بصوت خافت ومكسور):

"هيكون كويس يا وسام... لازم نفضل أقوياء عشانه هو اكيد سامعنا وحاسس بينا هو بس يمكن زعلان بس احنا سامحناه ع كل اللي حصل واول م يقوم هناخده ف حضننا وكل اللي حصل هنرميه ورا ضهرنا."


لكنه لم يكن يؤمن بكلماته، وكأنها مجرد محاولة بائسة للتماسك.


الوصول إلى المستشفى


اندفعت النقالة عبر الممر الطويل، وأبواب الطوارئ تُفتح أمامهم واحدة تلو الأخرى. وسام وعادل يركضان خلف الأطباء، قلبيهما يسبقان خطواتهما، وعيناهما تلاحقان كمال الذي بدا وكأنه يبتعد عنهما أكثر فأكثر.


حين أغلق الأطباء الأبواب أمام غرفة الطوارئ، وقفا مشدوهين. وسام تُمسك بيدها المقفلة الباب، وكأنها تريد اقتحامه.

د

وسام (تصيح بانهيار):

"افتحوا! ده بابا! متسيبونيش برا... متسبوش لوحده!"


عادل (يمسك بها ويحاول سحبها):

"وسام، اهدي! لازم نسيبهم يعملوا شغلهم... ده عشان مصلحته."


تتراجع وسام ببطء، لكنها تنهار على الأرض، واضعة رأسها بين يديها. عادل يجلس بجانبها، يضع يده على كتفها ويحاول أن يخفف عنها، رغم أن قلبه ينهار بصمت.


وسام (ترفع رأسها، تنظر إلى عادل بعينين مليئتين بالدموع):

"إحنا اتأخرنا عليه، ياعادل. طول عمره بيشيل كل حاجة لوحده، ودايمًا ساكت. ماعرفناش إمتى كان بيتوجع اوي كدا صدمتنا خليناه نهمله ونقسى عليه."


عادل (يحاول التماسك لكنه يفشل، وصوته يرتجف):

"كنت فاكر إنه قوي... إن بابا مبيتكسرش. بس الحقيقة... إننا اللي كنا ضعاف، وما شوفناهوش ياوسام ربنا يسترها."


غرفة الانتظار – لحظات ثقيلة


ساعات مرت وكأنها دهور. وسام تجلس على أحد المقاعد، يديها متشابكتان وتهتزان بعصبية، تنظر إلى الباب المغلق وكأنها تنتظر أن يخرج معجزة. عادل يتحرك جيئة وذهابًا، يحاول السيطرة على خوفه، لكنه فشل حين أتى الطبيب.


الطبيب (نظراته جادة، وصوته يحمل ثقل الحقيقة):

"كمال دخل في غيبوبة. حالته غير مستقرة، وإحنا هنعمل كل اللي نقدر عليه... بس محتاجين نكون صريحين: الوضع صعب."


كان الكلام كصفعة على وجهيهما. وسام تجمدت في مكانها، وعينيها اتسعتا من الصدمة، ثم فجأة، انفجرت بالبكاء.


وسام (تصيح وهي تنهض من مكانها):

"غيبوبة؟ يعني إيه؟ يعني إحنا مش هنعرف نتكلم معاه تاني؟ مش هنقول له إننا أسفين؟!"


عادل، الذي حاول أن يتمالك نفسه طيلة الوقت، لم يتحمل أكثر. جذب وسام إلى صدره بقوة، ودموعه تساقطت بصمت.


عادل (يهمس بصوت مختنق):

"مش هنفقده يا وسام... بابا هيقوم، لازم يقوم. إحنا مش هنتخلى عنه."


وسام تبكي بحرقة في حضنه، وعادل يُحاول أن يهدئها رغم أنه يُصارع ألمه الخاص. في تلك اللحظة، كل الخلافات والمشاعر المتضاربة بينهما تلاشت، ليبقى فقط خوفهما على الشخص الذي كان دائمًا مركز عالمهما.


وسام (بصوت متقطع):

"عادل، أنا خايفة... مش عارفة أعيش من غيره."


عادل (يُمسك بوجهها ويجبرها على النظر إليه):

"هيقوم ياوسام دا وعد مني ليكي مش هنسيبه والله"


(ظلو ف احضان بعضهم البعض بينما الطبيب يُراقبهما من بعيد، ملامحه تعكس شفقة ممزوجة بالقلق).


١٥ الأخير + الخاتمه 

رواية عشق تحت القيود الحلقة 15 والاخيرة

في غرفة مظلمة، كان عادل جالسًا على الأريكة، رأسه منخفض، وملامحه مشوشة بين الألم والغضب. كأن العالم كله قد ضاع منه، وكان عاطفيًا في حالة صمت عميقة، عيون مليئة بالدموع التي لم تخرج بعد. رغم محاولاته للتظاهر بالقوة، كان الجرح الذي أحدثه والده أعمق من أي شيء يمكنه تحمله.


دخلت وسام بهدوء، خطواتها خفيفة ولكن مليئة بالعزيمة. كانت تراقب عادل دون أن تتكلم، تعي تمامًا أن الكلمات لن تكون الحل الآن، لكن كان هناك شيء في قلبها يصر على أن تكون بجانبه. اقتربت منه ببطء وجلست بجانبه على الأريكة، وضعت يدها على يده بلطف دون أن تسأله عن شيء.


"عادل..." همست بصوت هادئ، إلا أن في نبرتها كان هناك قوة خفية، "الصمت مش هيرجعلك حاجة... يمكن يخفف، لكن ما يداويش الجروح."


رفع عادل رأسه فجأة، وعينيه مليئة بالدموع التي حاول كتمانها، لكن تلك النظرة لم تخدع وسام. كانت أفكار كثيرة تتدافع داخل رأسه، تائهة بين الحزن العميق والغضب المكبوت من كمال، الذي قرر أن يظل جزءًا من ماضيه المؤلم.


"انا مين ياوسام؟" همس عادل بصوت مشوش، عينيه تتنقل بين يديها وبين الجدران، وكأن الحديث عن والده يجعل قلبه يتقلص. "هو ابويا .. بس بس أب حقيقي ليا .  بس هو نص العالم دا كان بدايتي ونهايتي انا مبقاش ليا اصل اتعامل مع ده ازاي ياوسام انا ابن راجل تاني  معرفوش ازاي احب شخص بيخيب ظني في كل مرة كدا المفروض اكرهه مش العكس "


وسام لم تبتعد عن عينه، بل كانت تنظر له بتركيز وكأنها تريد أن تصل إلى عمق قلبه. "أنت مش مسئول عن خيباته، أنت مسئول عن نفسك، وعلشان كده... مش لازم تدفع ثمن حاجة مالكش فيها عيش حياتك وافصل عن كل اللي اتحكي دا ياعادل عشان خاطري انت نفسك مش مجرد اسم ف بطاقة هيغيرو نظرتك قدام روحك فاهمني."


ثم وضعت يدها على يده برفق، محاولة أن تعطيه الإحساس بالاطمئنان. كانت الكلمات قليلة لكن تأثيرها كان عميقًا

. "الألم اللي جواك مش هو اللي هيشكلك... هو اللي هيساعدك تكون أقوى. بس لو خليت الألم يستهلكك، هتفقد نفسك. وإنت تستاهل أفضل من كده."


عادل نظر إلى يديها التي كانت تلامس يده، فشعر بشيء ما يهدأ في قلبه. كان يشعر بأن الفجوة بينه وبين والده قد تصبح أقل عمقًا مما كان يظن. شعور لم يكن يتوقعه، لكنه كان حقيقيًا.


وسام ابتسمت ابتسامة بسيطة، وكأنها علمت أن تلك اللحظة كانت بداية لتغيير شيء في داخله. "أنا مش هنا عشان أغير حاجات مش بإيدينا... أنا هنا عشان أكون جنبك. علشان ما تفكرش في الألم لوحدك."


عادل، الذي كان قد فقد جزءًا من ثقته في نفسه، بدأ يشعر أن هناك من يهتم ويُعطيه القوة ليواجه الصعاب. كانت كلماتها بمثابة شعاع صغير من النور وسط الظلام، شيء قد يغير كل شيء.

❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️

الغرفة مظلمة إلا من الضوء الخافت المنبعث من مصباح السرير. عادل يجلس بجانب وسام على السرير، يضع يده بحذر على بطنها، والقلق والتوتر ظاهر في ملامحه.


عادل:

(بصوت منخفض، يعبر عن قلقه)

"بصراحة... مش عارف إذا كنت هكون أب كويس. أنا حاسس إنه في حاجات لازم أعملها، حاجات مش قادر أفكر فيها دلوقتي."


وسام:

(تبتسم بحنان، وتضع يدها فوق يده)

"كلنا بنفكر كده والله انا مرعوبة من التربية بس انت هتكون جمبي وهتعلمني


عادل:

(يحاول الابتسام، ولكن عيونه مليئة بالقلق)

"فيه لحظات بحس فيها إنه حتى لو حاولت أكون أفضل، مش هقدر أقدم له كل شيء. فيه حاجات كنت أتمنى تكون مختلفة لينا إحنا."


وسام:

(تنظر إليه بعمق، صوتها مليء بالطمأنينة)

"لكن ده ما يعنيش إننا مش هنقدر نكون أفضل. إحنا في رحلتنا مع بعض، وده اللي هيوصلنا له. مش هنبني له حياة مثالية، لكن هنقدم له حب غير مشروط، ده أهم شيء."


عادل:

(يحني رأسه قليلاً، ثم يرفع عينيه ببطء إليها، وتتضح الدموع في عينيه)

"وأنا خايف. خايف يكون في حاجة هتفلت مني... ومش هقدر أكون معاه في اللحظة المناسبة."


وسام:

(تقرب رأسه إلى صدرها، وتلف يديها حوله بحنان)

"مفيش حاجة هتفلت منك،  إحنا مع بعض، كل لحظة هنكون فيه معاه. لو احتاجنا نكون أقوى، هنكون أقوى."


(يظل عادل في حضنها، دموعه تسقط على صدرها. تلامس يدها خده برقة وتبوسه)


وسام:

(بحب، هامسة)

"ما تخافش... هنعلمه إن الحب هو اللي هيقويه. وهعلمه إزاي تكون الحياة مليانة أمل، مهما كانت التحديات."


عادل:

(تتساقط دموعه أكثر، ولكنه يبتسم رغم الألم)

"أنا محتاجك اوي اوعي تسيبني "


وسام:

(تبتسم بلطف وتضغط على يده)

"ممكن نبني كل شيء مع بعض. هنكون أهله، وهنكون قدوة ليه... كل يوم وانا جمبك"


عادل:

(يبتعد قليلاً لينظر في عينيها، قلبه يملؤه الحب والأمل)

"هكون جنبك، وسام. في كل لحظة، وكل مرحلة... هنحافظ على الأمل مع بعض."


(تظل النظرة بينهم مليئة بالحب والتفاؤل، مع احتضان قوي يملأ الجو بالأمان.)

❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️

ف يوم ما

في غرفة النوم، وسام مستلقية على السرير، وجهها شاحب وعينيها مليئة بالإرهاق. الدموع على وشك الانهمار من عينيها، وهي تحاول أن تخفيها عن عادل. يدخل عادل الغرفة حاملاً كأس ماء، يلاحظ حالتها على الفور.


عادل (بقلق، وهو يضع الكأس على الطاولة بجانب السرير): "وسام... مش متعود أشوفك كده. في اي انتي كويسة بطنك واجعاكي مغص ولا اي انتي هتولدي؟


وسام (تحاول ابتسامة ضعيفة، لكن صوتها مبحوح): "مفيش حاجة... بس تعبانة شوية. مش قادرة أتنفس كويس، وكل حاجة حواليا بتضغط عليا."


عادل (يقترب منها ويجلس بجانبها على السرير، يمسك يدها بحنان): "حبيبتي، ده طبيعي...  خدي نفس براحة واهدي


وسام (تغمض عينيها وتنهد بصوت خافت): "عادل مش تعب جسدي بس. نفسيتي محطمة... بحس كأني مش قادرة أتحمل كل ده لوحدي. مش قادرة أكون الأم اللي أنت عايزها."


عادل (يشد يدها برفق، يحاول أن يطمئنها): " أنا عارف إن الحمل ده صعب، بس هنبني حياتنا مع بعض، مش هنتعب طول ما إحنا مع بعض والله اهدي ياروحي عشان خاطري."


وسام (دموعها تتساقط، تحاول مسحها لكنهم يواصلون السقوط): "خايفة يا عادل... خايفة أكون مش قادرة على مسؤولية الطفل ده. خايفة أكون مش قد التحدي."


عادل (يقترب أكثر، يمرر يده برفق على شعرها): "إنتِ أقوى من كده بكتير، ياوسام. هتكوني أم جميلة وهتراعيهم كمان


وسام (تغمض عينيها، دموعها تزداد لكن قلبها يهدأ): "لكن أنا بحس إنك مش شايفني زي الأول. بحس إني بقيت تانية... مش قادرة أكون اللي كنت عليها."


عادل (يأخذ وجهها بين يديه بلطف، ينظر في عينيها): "أنتِ وسام وبس  أنتِ معايا، ياروحي فوكي بقا واضحكي."


وسام (تضع رأسها على صدره، تشعر بالراحة بتدريج): "ما بصدقش الكلام ده... مش قادرة أصدق إنك لسه هنا، مش مشفق عليا."


عادل (يمسح على ظهرها بحركات مطمئنة): "أنا مش بس شايفك، أنا معاكِ. الحياة مش كلها سهلة، في تحديات، في تعب، وفي لحظات ضعف، بس ده مش معناه إننا هنبعد عن بعض."


وسام (همساتها أهدأ، وتنظر له بحب عميق): "ربنا يخليك ليا... مفيش حد هيحبني زيك."


عادل (بابتسامة، يمرر يده على وجهها): " اضحكي بقا."


وسام (تبتسم بصعوبة، دموعها ما زالت تسيل لكن وجهها بدأ يهدأ): "أنا مش قادرة أتخيل الحياة من غيرك، ."


عادل (بصوت عميق، وهو يضمها إلى صدره): "وما تتخيليش... هنبني مستقبلنا مع بعض. طفلنا ده هيكون بداية لكل حاجة جديدة. وأنا معاك في كل لحظة، مهما حصل."

❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️

وجاء اليوم المنتظر

غرفة الولادة في المستشفى. الأضواء خافتة، والصمت يعم المكان سوى صوت الأجهزة الطبية وأحيانًا أنفاس وسام المتسارعة. وجهها شاحب، تعبيراتها مليئة بالألم، ولكن عينيها تحملان عزيمة لا تُرى إلا في أوقات الشدة. عادل واقف بجانبها، قلبه يتنقل بين وجهها وبطنها، عيونه مليئة بالقلق والحب.


وسام (أنفاسها متسارعة، تكاد أن تفقد قدرتها على التحكم بالألم):

"عادل... مش قادرة... الألم أكبر من اللي كنت أتخيله... مش قادرة، والله."


عادل (يتمسك بيدها بحنان، عيونه مليئة بالخوف، لكن صوته هادئ محاولًا تهدئتها):

" طيب اعمل اي مش عارف"


وسام (تغمض عينيها، تتنفس بصعوبة، تبحث في عيونه عن الأمان، صوتها ضعيف):

"ليه كده؟ ليه كل ده؟ مش قادرة... خايفة عليا وع اللي ف بطني اوي


عادل (يخفض رأسه ويضع يده على جبهتها برفق، ثم يرفع عينيه إليها بنظرة مليئة بالحب والطمأنينة):

"أنا معاكِ، مش هسيبك. هيكون  في أمان، هتشوفيه دلوقتي... فكري في اللحظة اللي هنشوفيه فيها لأول مرة... فكري فيه هو وبس"


وسام (دموعها تتساقط، لكن هناك قوتها تبدأ في الظهور، بصوت ضعيف لكن مملوء بالأمل):

"كل ده علشان ابني او بنتي اااه."


عادل (دموعه تكاد تكون مرئية، يهمس بحب):

 لما تشوفيه بين ايديكي هيكون عليكي كل لحظة تعب."


وسام (تنفسها يهدأ قليلًا، تضع يدها على بطنها برفق، وتحاول تجميع قوتها):

"أنا خايفة... خايفة من كل حاجة،... خايفة أكون مش قادرة عليه وع تربيته مش هبقى ام كويسة"


عادل (يقترب أكثر منها، يضغط على يدها، وجهه مليء بالطمأنينة والحب):

"إنتِ  احلى ام ف الدنيا."


وسام (تبتسم بصعوبة، ولكن عيونها مليئة بالأمل):

"مستحيل نعيش كل ده من غيرك، عادل... إنت قوتي، حبيبي وابويا ودنيتي"

عادل (يمسح دموعها بحنان، يقرّب وجهه من وجهها، ثم يهمس في أذنها):

"بعشقك ياام العيال"


الأطباء (بتوجيهات هادئة، ولكن بصوت متشجع):

"كل شيء تمام، احزقي يامدام وسام خدي نفس جامد وطلعيه مرة واحدة


وسام (بصوت ضعيف لكنها حازمة، تتنفس بعمق وتحاول تنفذ تعليمات الأطباء):

"أنا جاهزة... ااااااااااه."


مع تلك الصرخة جاء النبأ السعيد وأ طرب اذناها


الأطباء (مع ابتسامة خفيفة):

"مبروك يا مدام وسام تؤام."


عادل (يقترب من وجهها، عيونه مليئة بالدموع، يهمس بحب):

"شفتِ؟  ليلي ولليان هيبقوا احلى بنتين ف الدنيا  عشان هما منك "


وسام (عينها تتجه إلى التوأم بين يدي الأطباء، تبتسم بضعف وفخر، دموعها تتساقط لكن هناك سلام داخلي يملأها للمرة الأولى):

"دي أحلى لحظة في حياتي.. عايزة اشوفهم ياعادل عايزة اشوفهم بين ايديا."


عادل (يبكي بابتسامة، يمسح دموعه، يقرّب جبينه من جبينها في لحظة دافئة جدًا):

"يتربو ف عزي وعزك ياحبيتي"


الأطباء والممرضات (بتشجيع):

"مبروك يا يامدام وسام.. ان شاء الله تقدري تخرجي بيهم ف اقرب وقت

❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️


مرّت خمس سنوات منذ أن بدأت قصة عادل ووسام. خمس سنوات من الحب والتحديات، والمشاعر التي نمت بينهم ببطء. الآن، كانا يجلسان معًا في غرفة المعيشة، حيث كانت الساعة اقتربت من المساء. الأطفال حولهما، وليلي تعزف على عودها الصغيرة وليليان تشارك في لعبتها الطفولية. في تلك اللحظة، كان كل شيء يبدو هادئًا ومثاليًا، ولكن في قلب عادل ووسام كانت هناك قصة أكبر بكثير.


عادل كان يجلس بجانب وسام على الأريكة، كان يراقبها بهدوء، يشعر أن كل لحظة تمر معها هي هدية. نظر إلى يديها، وابتسم بلطف.


عادل (بصوت منخفض، مع نظرة حب):

"انتِ لسه عاملة في قلبي كأنك أول مرة شفتك فيها. ما فيش حاجة تغيّر اللي في قلبي ليكي، حتى بعد خمس سنين."


وسام رفعَت نظرها إليه، كانت عيونها مليئة بالحب، ولكنها أيضًا كانت تحمل قليلاً من التعب بعد يوم طويل مع الأطفال. لكن تلك النظرة بينهما كانت كافية لأن تُشعرها بكل الأمان الذي يحتاجه قلبها.


وسام (مبتسمة برقة، بينما تضغط يده بيديها):

"يعني بعد خمس سنين، لسة بتحس بنفس الشعور؟ حاسس إني لسة  زي ما كنت أول ما شوفتني؟"


عادل ابتسم وأخذ نفسًا عميقًا، ثم جذب يدها برفق.


عادل (بحنان):

"ما فيش حاجة اتغيرت  في قلبي، وسام. كل سنة بنعدي فيها مع بعض، بحس أني باكتشف فيكِ حاجة جديدة... حاجة حلوة أكتر. إنتِ مش بس حبيبتي ، إنتِ صديقتي،  صاحبتي في الرحلة دي، وأم أولادي."


وسام شعرت بعاطفة شديدة تغمرها، كانت تلك الكلمات تعني لها أكثر مما يمكن أن تعبر عنه. تحسست قلبها، وهي تنظر إلى عينيه التي كانت تحمل وعدًا بالحب الدائم.


وسام (همست بصوت خافت):

"وأنا ما فيش حاجة في الدنيا تقدر تخليني أعيش من غيرك. حتى مع ليلي، وليليان... مش ممكن أكون سعيدة من غيرك."


كانت ليلي تقترب منهما وهي تنادي:


ليلي (بفرح):

"بابا! ماما! أنا عايزة أحكي لكم قصة!"


عادل ضحك وقال:


عادل (بابتسامة):

"إيه رأيك يا وسام؟ نسمع قصة ليلي الأول، ولا نستنى شويه؟"


وسام ضحكت بدورها، ثم نظرت إلى ليلي.


وسام (بحنان):

"يلا يا حبيبي، إيه القصة؟ احكي لنا."


ليلي جلست بينهما، وكانت عيونها تتوهج بفرح وهي تبدأ في سرد قصتها. لكن عادل لم يستطع أن يبعد عينيه عن وسام. كانت تلك اللحظة هي اللحظة التي جعلت كل شيء في حياته يبدو أكثر جمالًا.


عادل (وهو ينظر إلى وسام، بصوت عاطفي):

"يا وسام... في أوقات كتير، بحس إننا بنمر بحاجات صعبة. لكن بمجرد ما بشوفك، بيختفي كل التعب، بيختفي كل شيء، وبيظهر قدامي كل اللي أنا عايزه في الدنيا."


وسام ابتسمت، وعينيها امتلأت بالدموع، لكن دموع الفرح. اقتربت منه ووضعت رأسها على كتفه.


وسام (بصوت منخفض، مطمئنة):

"أنا معاك يا عادل، ومعاك دايمًا، مش مهم الدنيا تقول إيه أو تعمل إيه، إحنا مع بعض، وكل حاجة تانية مش مهمة."


ثم، في تلك اللحظة، اقترب عادل منها ببطء، وقبَّل جبينها بلطف، ثم همس:


عادل:

"مفيش حاجة تهمني غيرك، ولا الدنيا ولا أي حاجة تانية. أنا كل اللي أحتاجه في حياتي، هو أني أكون معاك... أنتي وبناتي"


وسام ابتسمت، ودفعت نفسها قليلًا للأمام، ثم وضعت شفتيها على شفتيه في قبلة طويلة، كانت مفعمة بالعاطفة والحنان، كأنها تقول له: "أنا هنا معك، وكل شيء تمام."


وفي تلك اللحظة، كان العالم كله يدور حولهم، فقط هم معًا، والوقت كان يتوقف، في أمان تام.

❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️

في غرفة المعيشة، كانت وسام جالسة على الأريكة ويدها على رأسها من التعب بعد يوم طويل مع العيال. عادل كان بيلعب مع ليلي، بس مش قادر يتحكم في ضحكاته بعد ما قعدت تلف حوليها وتدي له ضربة لحد ما وقع من على الأريكة. أما ليليان، فكانت بتضحك بصوت عالي في سريرها.


عادل: "يا بنتي، هتقتليني ولا إيه؟! مش قادر أفهم، أنتي أفعالك دي جينات مين؟!"


وسام:  المفروض تكون حازم شوية مع البنات بلاش تعودهم ع الشغب دا."


عادل بصوت ملؤه الحيرة: "أصلاً، لو مشجعتهمش عالشقاوة، كانوا هيموتوا من الملل. يعني تحبيني أكون وحش معاهم ولا حنين؟"


وسام بتهكم: " لا وع اي الحنية حلوة مش هترتاح غير لما يكسرو كل حاجة ف البيت ويأذو نفسهم"


عادل، وهو مبتسم، قرب من وسام وحط ليلي في حضنها  فجأة كانت ليلي تصرخ قائلة "بابا !" ولكن عادل قال: "معلش خليكي مع ماما شوية."


وسام كانت ضاحكة من تصرفه.


وسام بتهكم: "شوفت متعلقة بيك اكتر مني ازاي"


عادل: "انتِ عارفة يا وسام، في الأول كان عندي خطة حياة، بس دلوقتي كله تغيّر عشان بس تربية العيال!"


وسام بصوت خفيض ومرح: "أه، طبعًا. عشان دول معندهمش وقت للفهم اصلا لازم تكون معاهم عشان تقيم سلوكهم وتعلقهم بيك اكتر!"


عادل ضحك، ثم قال: "المهم، لما تكبر ليلي وليليان هتقدري تسيبيني ولو دقيقة للراحة!"


وسام ربتت على يده برقة: "أيوة، بس علشان إنت شاطر في إزعاجهم، خليني أديك درس في التنسيق بين الراحة والشغب! ياعادل بيه"


ضحكوا جميعًا وهم يراقبون ليلي وليليان وهما معًا، والأجواء كانت مليئة بالضحك والشغب، لكن الحب كان يطغى على كل شيء.

❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️

عادل كان جالسًا في الصالون مع وسام، وعيونه على ليلي وليليان اللتين كانتا يلعبان مع بعض. كانت الأجواء هادئة والضحكات تتناثر من كل زاوية في الغرفة. لكن فجأة، جاءه اتصال غير متوقع.


عادل: ينظر إلى الهاتف باندهاش "مين ده دلوقتي؟"


وسام: بتسأله بدهشة "إيه ده؟ في حاجة؟"


عادل نظر في الشاشة لثوانٍ قبل ما يضغط على الإجابة. في اللحظة اللي جاوب فيها، كان صوته مش ثابت، وكان واضح عليه التوتر.


عادل: "أيوة؟ إزاي؟! هو فاق؟ بعد خمس سنين؟! إزاي ده حصل؟!"


وسام: حست بحاجه غريبة في قلبها "عادل، في إيه؟ إنت متوتر ليه؟"


عادل وهو متكلم ببطء وكأن الكلام مش قادر يخرج: "والدي... كمال... فاق من الغيبوبة... بعد خمس سنين... مش ممكن!"


يتبع

رواية عشق تحت القيود

الخاتمة

كانت أروقة المستشفى هادئة، إلا من أصوات خطوات خفيفة تتنقل بين الغرف. دخلت وسام بصحبة عادل، يحمل كل منهما طفلة في ذراعيه، عيونهم مليئة بالتوتر والحيرة. ليليان، التي كانت تلتصق بأمها بحذر، ونظرات ليلي الهادئة التي تعكس شيء من الوعي البسيط لأهمية اللحظة.


وصلوا إلى غرفة كمال، الذي كان ممددًا على السرير، وجهه شاحبًا، ولكن عيناه تتسعان عندما رأى أفراد عائلته يدخلون.


"أنتوا هنا؟" همس كمال بصوت ضعيف، لكنه مليء بالحنين.


وقفت وسام عند الباب، تتأمل وجه والدها الذي طالما انتظرته، قلبها يحترق بين مشاعر الألم والمسامحة. لكنها لم تتمالك نفسها، فتقدمت بخطوات بطيئة نحو سريره، وأجابته: "أيوة، جينا عشانك يا بابا."


ثم نظر عادل إلى كمال، عينيه مملوءتان بالحيرة. كان يتردد في الاقتراب، قلبه مشبع بالأسئلة التي لا إجابة لها. لكن فجأة، كما لو كان صوت والدته يرن في عقله، رمى نفسه في حضن كمال.


لم يتمكن من كبح دموعه، فانهار في حضنه، عينيه مليئة بالدموع التي سقطت بشكل مفاجئ على صدره. كمال، الذي لم يتوقع هذا التفاعل، بدأ يربت على ظهره بلطف وهو يهمس: "سامحني، يا عادل، سامحني."


ليلي، الصغيرة التي كانت تراقب اللحظة كلها ببراءة، شعرت بالفرح الممزوج بالحزن. لم تقدر على تحمل هذا المشهد، فاندفعت نحو أبيها الذي كان في أحضان جدها. احتضنته بشدة، وصرخت بصوت مرتجف: "يابابا، يابابا!" وكأنها تقول له: "لا لا تبكي ."


وسام، التي كانت تراقب هذه اللحظة العاطفية، اقتربت من ليلي، وحضنتها بقوة، "


أصبح المكان مليئًا بالحزن والفرح في آن واحد، كانت العائلة تتجمع في اللحظة التي لم يتوقعها أحد، وكل واحد منهم ينغمس في مشاعره التي كانت مدفونة لسنوات.

❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️

كانت الغرفة مليئة بالصمت، باستثناء صوت تنفس كمال العميق الذي يشير إلى تعب جسده، لكن عينيه كانت مليئة بمشاعر متضاربة. وسام كانت تجلس بجواره، تحاول أن تساعده في تناول الطعام بيد مرتجفة، كل حركة لها تحمل الكثير من المشاعر التي لا تستطيع التعبير عنها بالكلمات.


وسام رفعت الملعقة في يدها، وقالت بصوت منخفض: "كل يابابا لازم تكمل العلاج علشان تبقى كويس."


كمال نظر إليها للحظة طويلة، ثم بدأ يتحدث بصوت مكسور، مليء بالندم: "وسام... أنا مش عارف أبدأ منين. كل اللي عملته ده، ما أعتقدش إنك تقدرِ تسامحيني ودلوقت بتأكليني وخايفة عليا."


وسام تجمدت للحظة، قلبها كان مشوشًا بين الألم والحب، ولكنها قررت أن تتكلم بصراحة. هي بدأت تحرك الملعقة في يده ببطء، وصوتها كان يخرج بصعوبة: "أنا مش عايزة أعيش في الماضي، مش عايزة أعيش في اللي فات... عايزة أعيش في اللحظة دي معاك، عايزة نكون مع بعض دلوقتي. واتمتع بحضنك اللي اتحرمت منه عمري كله."


كانت عيني كمال مليئة بالدموع، فحاول أن يسيطر على نفسه، لكن دمعة انزلقت من عينيه وهو يردد: "إزاي؟ ازاي قدرتِ؟ بعد كل اللي عملته... كنت على بعد خطوة من تدمير حياتك وحياه عادل!


وسام لم تستطع أن تتحمل رؤيته في هذا الوضع، فوضعت الملعقة جانبًا، وحاولت أن تكبح دموعها هي الأخرى. صوتها كان يخرج متهدجًا: "أنا مسامحاك علشان خاطرنا... علشان خاطر كل حاجة بينا. لو ما سامحتكش، هفضل أعيش في الألم ده... مش قادرة أعيش في الحزن ده، كفاية خلاص. بناتي عايزينك وانا عايزاك يابابا الحياه لازم تستمر وم صدقت رجعتلي بعد م فقدت الامل انك ترجع ربنا كتب ليك ترجع تنور حياتنا من تاني لازم نعوض بعض يابابا"


لكن كمال كان يهز رأسه في يأس، وعيناه مليئتان بالندم. " انا صعبان عليكي ويارتني فضلت ميت"


وسام لم تستطع السيطرة على مشاعرها، فحضنته فجأة بقوة، كأنها كانت تحاول أن تشفي جروحه بأحضانهما معًا. دموعها سقطت على كتفه،


كمال احتضنها بشدة، وعيناه مليئتان بالدموع، وقال بصوت مكسور: " كان نفسي احضنك واشم ريحتك يابنتي من زمان كأني شايف والدتك ولامسها الله يرحمها."


وسام ابتسمت بين دموعها وقالت بصوت دافئ: "كلنا بنغلط. بس الأهم هو إننا نتعلم ونتغير.."


ثم أخذت يد كمال في يديها، وهي تبتسم له، قائلة بصوت متأثر: "وعادل كمان مسامحك يابابا


وفي تلك اللحظة، امتلأت الغرفة بأحضانهم الدافئة، وصمتهم الذي كان يحمل كل مشاعر الحب، الندم، والتسامح الذي كان في النهاية أكبر من كل شيء.

❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️

كان كمال مستندًا على عادل، وعيونه مليئة بالدموع، وهو يصرخ بصوت مكسور: "إنت ابني... والله ابني! أنا آسف، والله أنا آسف."


عادل كان يدعم جسد كمال بكل قوته، لكن قلبه كان مليئًا بالعواطف التي لا يستطيع كبحها. كانت دموعه تنزل بلا توقف، وصوته خافت، لكنه كان يحمل ألمًا عميقًا. فكر في كل اللحظات التي مر بها مع كمال، في الأيام الصعبة، والأوقات التي شعر فيها بالخيانة.


كمال، وهو يحاول أن يثبت لكلامه، أضاف بصوت محطّم: "إنت مش من دمي، صح... بس أنت ابني،، حاولت أكون الأب اللي تستحقه... وأنت أكبر من كل شيء، أكبر من أي دم أو صلة. أنا آسف لو كنت سبب في أي ألم ليك."


عادل بدأ يهتز وهو ينظر لوجه أبيه، وعينيه مملوءة بالدموع، ورغم كل شيء، رغم الألم الذي عاشه، كان قلبه لا يتحمل أن يرى أباه في هذه الحالة. فجأة، بدون تفكير، رمى نفسه في أحضان كمال، وكأن تلك اللحظة كانت هي النهاية لعذابات كثيرة.


وهو في حضنه، بكى عادل بحرقة، ولم يتمالك نفسه وهو يقول بصوت مرتجف: "أنت مش بس أبويا... أنت أغلى من كل شيء عندي. . أنا مش قادر أعيش من غيرك من غير نصايحك انت سندي من غيرك ضهري مكسور... أنت كنت دايمًا الأب، حتى لو خذلتني انت هتفضل ابويا غصب عن الكل"


كمال، وهو يضع يده على رأس عادل، وبصوت ثقيل، قال: "أنت ما كنتش تستحق العذاب ده... انت ابني، وكل حاجة مني ليك اسمي وفلوسي ونفوذي كلها ياعادل."


وسام، التي كانت تراقب الموقف من بعيد، اقتربت منهم ببطء. عيونها كانت مليئة بالدموع، وكل قلبها كان مفعم بالفرحة بعد هذا اللقاء. مشاعرها كانت مختلطة بين الفرح والحزن، لكنها شعرت بأنها بدأت ترى بداية جديدة لكل شيء.


ابتسمت وسام، وصوتها كان يهتز وهي تقول: "أنا مبسوطة من قلبي... أنا مبسوطة إنكم مع بعض... أخيرًا، كل شيء رجع لمكانه الصحيح."


عادل رفع رأسه عن صدر كمال، وقال له بصوت مليء بالعواطف: "أنا هفضل جنبك طول عمري... مش هسيبك تاني."


وابتسم كمال بصعوبة، وهو يقول: "مستحيل تسيبني، أنت ابني."


وبينما كانت وسام تراقبهم، دموعها اختلطت بالابتسامة، وقالت في صوت متأثر: " من غيري طيب دا كدا عيب اوي


ثم اقتربت وسام منهم واحتضنتهم جميعًا في لحظة مؤثرة، كلهم في أحضان بعضهم البعض، وكأنهم كانوا في عالم آخر، حيث الألم انتهى، والتسامح بدأ.

في غرفة المستشفى، كان المكان هادئًا إلا من أصوات الأجهزة التي كانت تُصدر أصواتًا خفيفة بين الحين والآخر. كمال كان مستلقيًا على السرير الأبيض، وجهه شاحبًا، لكن عينيه كانت تلمع بشيء من الأمل. ليلي وليليان، مع والدتهما وسام، كانتا جالستين بالقرب منه.


ليليان كانت تتأمل وجه جدها بفضول، تتأمل كل تفاصيله بعينين متسعتين، بينما ليلي كانت تجلس بجواره على حافة السرير، يداها على يده بلطف، وكأنها تحاول أن تمد له بعض الطاقة التي فقدها.


ليلي: (بصوت هادئ) "جدو،  انت مش هتمشي تاني صح"


كمال نظر إليها، ابتسم ابتسامة متعبة، لكنه كان يملك شعورًا داخليًا بالسلام، رغم التعب. كان يحاول أن يختصر كل ما يود قوله في تلك اللحظة، لكن لم يستطع.


كمال: (بصوت منخفض) "أنا... أنا آسف يا حبيبت قلبي. كنت غايب عنكم كتير،  بس كنت تعبان ودلوقت فوقت وهكون جمبكم"


ليليان، التي كانت تراقب المشهد بصمت، قفزت فجأة من مكانها، وجرت نحو كمال، وقبلت يده الصغيرة ببراءة.


ليليان: (ببرياء الطفولة) "بس ليه نمت السنين دي كلها احنا مش بنام زيك كدا؟


وكان كمال في تلك اللحظة يلاحظ بشدة كيف أن براءة الطفلة الصغيرة كانت تلمس قلبه، لكنه كان يشعر بالندم أيضًا. كيف فاتت عليه سنوات من الحياة التي كان من المفترض أن يقضيها معهم؟


كمال: (بصوت مرتجف) "أنا... أنا بخير دلوقتي، وأنتو مش هتغيبوا عني تاني، وعد."


ثم سكت للحظة، وعيناه تلمعان بالدموع. ليلي، التي كانت تراقب جدها بصمت، اقتربت منه أكثر، ووضعت يدها فوق يده،


ليلي: (بحزن ولكن بنبرة قوية) " هتيجي وتعيش معانا صح ياجدو انت كبير بابا وبيحبك اوي كنت بسمعو بينده عليك وهو نايم"


كلماتها كانت ثقيلة على قلبه، لكنها كانت بمثابة شفاء له. كان يشعر أن هذه اللحظة هي التي يعيد فيها كل شيء مفقود، كل تلك السنوات التي فقدها، لكنه الآن عاد ليعيش اللحظة معهم، وكان هذا كل ما يحتاجه.


كمال: (بصوت متهدج وهو يحاول السيطرة على دموعه) "وانا بحبكم كلكم عشان انتو العيلة اللي فضلت احلم بيها والحمد الله ربنا ايداني العمر عشان اشوفها قدام عنيا


ليليان، التي لم تتمالك نفسها، جثت على الأرض بجانب السرير، ثم احتضنت كمال، بينما دموع ليلي انهمرت على وجهها، وعينيها معلقتين على جدها، مع شعور بالأمان الذي لم تعرفه من قبل.


ليلي: (بين دموعها) "واحنا ياجدو بنحبك اوي"


وسام، التي كانت تراقب المشهد من بعيد، كانت تقف هناك، قلبها ممتلئ بالفرح والدموع، والذكريات التي عادت إليها فجأة. هذه اللحظة كانت حلمًا بعيدًا عن أن يتحقق، ولكنها الآن أصبحت حقيقة.

❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️❤️

بعد مرور شهر

في الحديقة الصغيرة أمام منزل كمال، حيث تشرق الشمس بأشعتها الدافئة، جلس الجميع على العشب الأخضر. كانت الأجواء هادئة، والكلمات بين الحين والآخر تخرج من أفواههم بابتسامات تعكس السلام الداخلي الذي بدأوا يشعرون به. كمال، الذي بدا في حالة أفضل بعد فترة من العلاج، كان يبتسم بهدوء بينما تحيط به عائلته.


عادل (وهو يبتسم بحب، وهو ينظر إلى أفراد أسرته): "الوقت ده، اللي بنقضيه مع بعض، هو أغلى من أي حاجة في الدنيا. خلينا ناخد صورة مع بعض علشان تفضل ذكرى لينا."


وسام (بتردد وهي تبتسم، لكن ملامح وجهها تحمل نوعًا من الرضا):  حلوة الفكرة دي يلة ياعادل"


عادل (أجاب بابتسامة واسعة): "بالضبط، صورة تخلينا نفتكر اللحظات دي. اللحظات اللي بيبقى فيها قلبنا مليء بالسلام والراحة."


تقدمت ليلي وليليان إلى جانب جدهم كمال، ووقفت وسام قربهم، بينما عادل كان يضع ذراعه حولها. كان الجميع يقفون جنبًا إلى جنب، كما لو أنهم بدأوا صفحة جديدة من حياتهم.


ثم، اقتربت الكاميرا، وضغط عادل على زر التقاط الصورة، ليصطدم الصوت بكلمات وكأنها أمل جديد للمستقبل. الكاميرا التقطت هذه اللحظة السعيدة التي أثبتت لهم أن الحب والتسامح يمكن أن يجمع الجميع بعد كل ما مروا به.


واخيرا


"الحياة مليئة بالتحديات واللحظات الصعبة التي قد تبدو في البداية مستحيلة، ولكنها لا تكتمل إلا عندما نتعلم أن نغفر لأنفسنا ولغيرنا. التسامح هو المفتاح الذي يفتح أبواب الأمل بعد كل المآسي، وكل لحظة ألم تصبح ذكرى عندما يسيطر عليها الحب والرحمة. العائلة، رغم كل الخلافات والمشاكل، هي المكان الذي نجد فيه القوة للتقدم. القصة تُعلّمنا أن الأمل يمكن أن يولد من قلب الألم، وأن التجديد يبدأ بلحظة واحدة، لحظة نعترف فيها أننا قادرون على التغيير. فكلما غفرنا، كلما ازددنا قوة، وكلما أحببنا، زاد الفرح في حياتنا."


الي للقاء مع قصة اخرى للكاتبة هاجر عبدالحليم

النهاية.


لمتابعة  الروايه الجديده زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل 

متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا

الرواية كامله من هناااااااااا

مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا

مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هنااااااا


تعليقات

التنقل السريع