القائمة الرئيسية

الصفحات

translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية نوح الباشا الفصل العاشر 10 بقلم ندا الشرقاوي حصريه

 

رواية نوح الباشا الفصل العاشر 10 بقلم ندا الشرقاوي حصريه 





رواية نوح الباشا الفصل العاشر 10 بقلم ندا الشرقاوي حصريه 



#الفصل_العاشر

#نوح_الباشا 


ابتسم الرجل ابتسامة باهتة، وقال

-يبدو إن الوقت قد حان ..لنمنعه من التقدم اكثر ..اكملوا عملكم حتى اعطي لكم اشارة في البدء 


صعدت موج إلى الطابق العلوي لتبدّل ملابسها، مرتدية منامة منزلية خفيفة مكوّنة من قطعتين،بنطال مريح وكنزة قطنية ناعمة. أغلقت الأزرار برفق، ثم جمعت خصلات شعرها بهدوء إلى الخلف.

بعد قليل، بدأت بالنزول على الدرج ببطء، متجنّبة أي حركة قد تزيد من ألم قدميها. وحين وصلت إلى الأسفل، أخذت تتلفّت بعينيها بحثًا عنه، لكن المكان كان خاليًا. وقع نظرها على باب غرفة المكتب، فظنّت أنه موجود بالداخل.

اقتربت وطرقت الباب طرقات خفيفة، لكن لم يصلها أي رد. وقفت لحظة مترددة، ثم دفعت الباب بهدوء، لتراه جالسًا على مقعده، ممسكًا بقلمه، غارقًا في شرود عميق حتى أنه لم ينتبه لدخولها.

أخرجت صوتًا خفيفًا ،فانتبه فجأة ورفع رأسه نحوها، ثم نهض واقفًا في الحال

-موج مالك ؟نزلتي ليه ؟تعبانه ،اجيب دكتور؟

ابتسمت ابتسامة واسعه على حنينه وقلقه عليها 

-لا بس قولت اجي اقعد معاك ،لو يضايقك خلاص هقعد بره 

ردّ بسرعة وهو يتجه نحوها، ممسكًا بيدها برفق ليسندها، حتى أسندت ثقلها عليه. قادها بخطوات هادئة إلى الأريكة الجلدية وأجلسها عليها، ثم عاد إلى المكتب والتقط ورقته وقلمه، قبل أن يجلس بجانبها

-تعبانة ؟

هزّت رأسها نافية، ثم دنَت لتتناول الورقة،فإذا بها تحمل صورة فتاة ترتدي سروالًا من الجينز الضيّق، وكنزة بديعة حمراء اللون ذات حمالات رقيقة، تزيّنها قصّات متتابعة تمتد من أعلى الصدر حتى العنق، ينفرج طرفها قليلًا عند مقدّمة الكتف، وتنسدل منها أكمام تصل إلى ما بعد المرفق 

نظرت إليها بإعجاب شديد وهتفت 

-تحفه اوي يا نوح 

كان نوح يطوف مع الملائكة، ينظر إليها في هُيام، كأنّه يوثق  ملامحها في ذاكرته، مؤمنًا بأنّ يومًا ما ستغيب موج عن حياته بسبب كذبة

اعتدلت في جلستها وهتفت 

-نوح احكيلي عن حياتك 

حكَّ مقدّمة أنفه بسبابته، ثم اقترب منها أكثر حتى لامس كتفُه كتفَها، وأحاطها بذراعه الدافئة، فأسندت رأسها على صدره العريض، تستشعر دفء أنفاسه ونبض قلبه المتسارع، وكأنّ العالم خارج هذا الحضن قد تلاشى تمامًا

-حاضر هحكيلك بس نبدا من ١٢ سنة فاتوا ،أنا ياستي واحد القلم هو صحبي ،دخلت علمي رياضة في حُبًا في الهندسة لا علشان والدي كان حابب كده دخلت وأنا مقتنعتش بس عادي ،كملت لحد للأسف جبت مجموع هندسة ووالدي فرح جدًا بس أنا لا ،كان نفسي يسالني أنت عاوز اي يانوح ؟بس السوال دا عمره ما اتسال في البيت عندنا 

قاطعته وهى تقول 

-بيت ماشي بنظام دستوري كده والكلمة بتاعت والدك من غير نقاش 

رتب على خصلاتها وقال

-بالظبط كده ،ويا ستي أنا اعترضت وقولت لا حابب اكون مصمم أزياء،طبعًا المسخرة بدات بقا إذا اكون جايب هندسة وادخل فنون تطبيقيه دا جون في حد ذاته 

قاطعته مره اخرى 

-الصراحة جنون فعلًا 

قهقة نوح على صراحتها ونظر بداخل عينها 

-قصدك إني مجنون ماشي ياستي ،المهم ضربني ومش جديدة عليه ،بس المره دي أنا قولت لا كفاية كدة سبتهم وهربت بعد ما خدت دهب امي 

شهقت بدهشة 

-أنت هربت وكمان سرقت والدتك 

-اي شهقة الملوخية دي ،استهدي بالله يا حبيبتي واسمعي مشيت في نفس اليوم بقا 


عودة إلى الماضي...


كان يسير في عتمة الليل، لا يدري ما إن كان ما فعله صوابًا أم خطأ، وإن كان خطأ، فخطأ والده أعظم وأسبق،جلس على الرصيف، يتنهد بأنفاس مثقلة بالخوف والقلق مما تخبئه له الأيام،أخرج من جيبه ذهب والدته، وهمس لنفسه

-سامحيني يا أمي،حقك عليا 

بعد لحظات من الجلوس، نهض ببطء من على الرصيف، متثاقل الخطى، يمشي بلا هدف واضح،كانت خطواته تردد صدى وحدته في الشوارع المهجورة، وهو يغوص في دوامة أفكاره ،لم يكن يعلم إلى أين يتجه، لكنه استمر بالمشي، حتى توقف أخيرًا أمام محل ذهب صغير، تاه بصره بين قطع المجوهرات اللامعة المعروضة في الواجهة، وكأنّ ذكريات والدته تحيط به من كل جانب ،دلف إلى المحل وجد رجل في منتصف الأربعينات ،تقدم منه وهتف بأحترام 

-السلام عليكم 

تقدم منه الرجل وهتف بابتسامه صافية

-وعليكم السلام اؤمر يابني 

أخر الذهب من جيبه وهتف بتوتر وقلق 

-عاوز ابيع الدهب دا ،قبل ما حضرتك تتهمني إني سارقه لا ،الدهب دا بتاع والدتي بس أنا محتاج الفلوس جدا ،بس عاوز وعد من حضرتك تسيب الدهب عندك لحد ما ارجع ،معرفش هرجع امته بس مسيري هرجع ولو مرجعتش هييجي اللي يخده منك وساعتها هاخده باضعاف اضعافه 

كان الرجل يتطلع في نوح بغرابه من حديثه ،الذي كان بداخله عزيمه واصرار ووعود انه سوف يعود في يوم من الأيام 

-طب أنا ممكن أساعدك ؟

هتف سريعًا 

-لا خالص ،أنا محتاج ابيعه بس وأنا هاجي اخده بس بالله عليك بالله ،متفرطش فيه أنا هرجع وهاخده مهما يكون تمنه ساعتها 

أوما له الرجل وأخذ الذهب وقام بوزنه وتقديره بالمال ،واعطى له المال وهتف بتردد 

-أنا ممكن اساعدك ،اوفر ليك شغل 

رد سريعًا 

-بجد فين 

بدأ الرجل يشرح له طبيعة العمل بصبر واهتمام، مستعرضًا الخطوات الأساسية التي يحتاج إلى إتقانها، وكيف يمكنه اكتساب المهارات اللازمة. تحدث عن الجهد المطلوب، وعن الفرص التي قد تفتح له أبوابًا جديدة، مشجعًا إياه على المثابرة وعدم الاستسلام أمام الصعوبات.

أوضح له كيف أن النجاح لا يأتي بين ليلة وضحاها، بل يتطلب وقتًا وصبرًا، وكيف يمكنه أن يبني مستقبله تدريجيًا عبر التعلم والتجربة. كانت كلماته كالشعلة التي أشعلت في داخله بارقة أمل جديدة، جعلته يشعر بأن هذا الطريق، رغم وعورته، قد يكون بداية لتحقيق حلمه والارتقاء بحياته


عودة للحاضر....

كانت تستمع له بدقة ،وهى تراقب دقات قلبه المتسارعة وهى يحكي ما حدث في الماضي ونبرة صوته الحزينة الباهته شفقت على حالتة وما حدث له في صغره فهذ بداية حياته التي من المفترض أن تكون حياة هادئة يبدو أنه عانى مثلها 

أخذ نفسًا عميقًا عند انتهاء حديثه، ووجدته صامتًا، متوقفًا عن الكلام، وكأن ثقل الذكريات ألقى عليه صمتًا ثقيلًا

-بقول أكملك بكره لان أكيد دلوقتي أنتِ تعبانة وأنا تعبان اي رايك ؟

أومأت له برأسها موافقة، فقد كانت ترى حالته منذ بداية الحديث مهشمًا من الداخل، كأنه يعيد استحضار كل ما مر به. لم يكن قد نَسِي، بل كان يتذكر دومًا، لكنه يحاول أن يلهي نفسه بالعمل كي لا تغرقه تلك الذكريات

……………

في أحد منازل الإسكندرية، كان سامح جالسًا والغضب يلتهمه من الداخل. لم تكن هذه الحياة له، كأنه محاصر بينهم. كان يعلم أن المرة القادمة ستُحاسب على النفس التي يملكها، على تدخله في كل شيء، وعلى محاولته استعادة زمنه وزمن الآخرين.

نهض بسرعة عن مقعده، وخرج إليهم وهو يهتف ببرود

-عمي أنا عاوز اتكلم في موضوع 

اعتدل عبدالعظيم في مقعده وهتف 

-تعال اقعد بس يا سامح وقولي عاوز اي داخل علينا كده 

جلس سامح وهتف 

-سما خدي نوح يلعب جو لو سمحت 

وقفت سما، واضعة يديها متلاصقتين، تتشنجان بسبب التوتر الذي ينهشها من الداخل، فهي تعرف تمامًا ما يدور في عقل زوجها،أخذت نوح معها ودلفت إلى  الغرفة، حيث اطمأنت إلى أنه يلهو بين ألعابه،ثم خرجت لتجد زوجها قد شرع في الحديث

-بص يا عمي أنا لما اتجوزت بنتك ،اعتبرت حضرتك والدي و والدتها والدتي بحكم إن اهلي متوفيين ،وقعدت معاكم هنا مع إن في ايدي أخد شقة ليا أنا ومراتي وابني لكن قولت لا يا واد خليك جمبهم مفيش حد معاهم ،بس أنا تعبت تعبت من تدخلاك وتحكمات فيا وفي مراتي وحتى ابني اللي مش هسمح انه يكون نسخه تانيه لحد ،أنا فضلت هنا علشان خاطركم وخاطر نوح ،بس حرام أنا حاسس اني بتحاسب على النفس دا حتى حرمتوني من ابسط حاجه في الحياة ،ادخل ابني مدرسة على مزاجي ،حته اسمه قولت معلش واحشهم ابنهم ونفسهم في الاسم لكن أنا مش هخلي ابني نسخه من خاله وجده يعمل فيه اللي مقدرش يعمله خاله مش هسمح بكده أنا همشي وبنتك عندك وعلشان أنا ابن اصول هسيب نوح معاها مش هاخده وقت ما بنتك تعرف تفرق بين حياتها الزوجيه وعلاقتها باهلها تيجي اهلا وسهلًا بيها واسف مره تانيه على كلامي 

أنهى سامح كلامه، ثم أخرج مفاتيح المنزل من جيبه بهدوء، جمع بعض حاجاته بسرعة دون أن يلتفت إليهم، وتوجه نحو الباب،فتح الباب وغادر المنزل، تاركًا خلفه صمتًا ثقيلاً يملأ المكان، ولم يسمع منهم أي صوت يرد عليه

كانت سما تراقب الموقف وهى ترى أن زوجها وضعهم في موقف محرج ،هتفت بإحراج 

-أنا …اسفه معرفش هو قال كده ازاي …أكيد ميقصدش

قاطعتها والدتها وهى تقوم بحزن 

-لا يابنتي ،جوزك كلامه صح جدا كمان قومي شوفي ابنك 

اومات لها سما وغادرت سريعًا وهى تريد الأرض تبتلعها 

استدار لها عبدالعظيم وقال بغرابة 

-عنده حق ؟؟

-اه عنده حق راجل شايف نفسه على الهامش حماه بيتحكم في كل حاجه ،في ابنه ومراته 

قاطعها قائلًا

-دي بنتي 

-بنتك بس مراته يا عبدالعظيم ،أنت مش عايش لوحدك مش كل حاجه على مزاجك الراجل عنده حق كتر الف خيره على اللي عمله كان واقف معانا ومتكلمش وانت بتتحكم في مراته وابنه سيبهم يا عبدالعظيم يعيشوا حياتهم 

رد عليها بعصبية 

-أنا بحافظ عليهم علشان ما يغلطوش

-أنت بتحافظ غلط ،سبهم يغلطوا ويتعلموا امال هيعيشوا إذا بطل تحكمات يا عبدالعظيم ،كفاية نوح اللي رجل وكأنه مرجعش ابنك بيجي كل اسبوع زيارة زيه زي الغريب

 وقف عبدالعظيم دون حديث ودلف إلى غرفته 

………..

مرت الأيام، واستقرت الحياة إلى حد ما،عادت سما إلى منزلها برفقة زوجها، بينما الصغير انشغل في إحدى نشاطاته المفضلة، منشغلًا بلعبه أو دراسته، كأنهما يحاولان معًا إعادة بناء لحظات السعادة والهدوء وسط ما تبقى من التحديات، وكانت موج قد تحسنت كثيرًا في حركتها،أما نوح ، فكان منشغلًا بإحدى صفقاته المهمة التي تتطلب كل تركيزه وجهده، تاركًا خلفه بعض الضوضاء ليعيش لحظات العمل والتحدي ويهتم بموج لا يتركها 


في شركته الخاصة، كان نوح يحدق في الأوراق بدقة، غافلًا عن الجميع من حوله. فجأة رن هاتفه، وظهر اسم “موجي” على الشاشة،ارتسمت ابتسامة عريضة على وجهه، فرفع الهاتف ورد قائلاً

-إيه، تاني عاوزة تيجي ولا إيه؟

لكن جاءه الرد الصادم، بصوت متوتر

-الحقني يا نوح…

تكملة الرواية من هناااااااا 

 لمتابعة  الرواية الجديدة زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل 

متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا

الرواية كاملةمن هناااااااااا

مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا

 مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هناااااا




تعليقات

التنقل السريع