رواية خسوف القمر الفصل الرابع وعشرون 24بقلم نداء علي حصريه
رواية خسوف القمر الفصل الرابع وعشرون 24بقلم نداء علي حصريه
#خسوف القمر
#نداء علي
#الفصل _الرابع والعشرون
#حصري
بسم الله الرحمن الرحيم
لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين
البارت الرابع والعشرون خسوف القمر
🔸🔸🔸🔸🔸🔸
توجه يامن الي جناحه الخاص بخطوات متعبة فكم كانت الفترة الماضية رغم قصرها مرهقة له ولقلبه الذي أصابه من الحزن من أجل قمره ما أصابه.. دموعها كانت تعريه وكأنه بلا ساتر يحميه ويحيطها معه..
كم تمنى لو كانت حلاله فاحتضنها بين يديه الي الأبد يبثها خوفه وتألمه من أجلها....
استمع الي طرق والده الذي يحفظ وقعه جيداً فأذن له بالدخول قائلاً:
تفضل يا أبي أنا مازالت مستيقظ
اقترب جمال دون حديث لكن نظراته اللائمة جعلت يامن يعتدل في جلسته منتظراً ما يقول
جمال بشئ من الغضب:
أين كنت؛ وكيف تترك كل شئ خلفك دون علمي؟
يامن باحترام :
مؤكد أن راشد قد نقل اليك ما حدث
جمال بحدة : اللعنة عليك وعلي راشد وهل انت ابني أم هو.. هل صارت علاقتنا تعتمد علي تجسس الأخرين علي تحركاتك ونقلها إليَ...
يامن معتذراً : أبي.. أنا لم أقصد ذلك.. كل مافي الأمر انني متعب ولا طاقة لي بالجدال معك
جمال : حسناً يا يامن بيك.. انتظرت منك القاء التحية علي الأقل ام انك لم ترَ الحاضرين بالخارج
يامن ساخراً
اعتقدت انها أوهام.. ألم تفرض الحكومة حظراً لمنع الاختلاط
جمال بثقة:
ومن قال لك أن الحكومة لم تفعل.. لكنك تغفل دائماً عن كون والدك رجلاً لا يخضع لقوانين السلطات فأنا ومن معي من نضع تلك القوانين أيها الأبله.
ابتسم يامن فهو علي يقين أن والده محق لكنه مهما فعل يبقى أبيه يحبه رغم تكبره ولا يتمنى له سوءا.
استدار جمال مغادراً لكن يامن باغته بقوله
سوف اتزوج بقمر بعد أيام قليلة.
ظل جمال واقفاً مكانه دون حراك لكنه تحدث بكلمة واحدة قائلاً:
مبارك لك....
يامن بترقب : أبي أعلم أنك غير راض عن تلك الزيجة لكن أرجو أن تتقبل وجود قمر إلى جواري كما أنني ...
لم يدعه جمال يستكمل جملته بل اخبره بلهجة غير مفهوم كلياَ ما تحويه من معنى قائلاً :
لا داع للتوضيح أنا أعلم الناس بما تمر به فالحب يجعلنا حمقى يا دكتور.. وتأكد أن هديتي ستصل اليكما عما قريب....
يامن بجدية : ما الذي تقصده وعن أي هدية تتحدث أبي أنا لن أسمح بايذاء قمر وقد أخبرتك مراراً فلمَ تصر علي عنادك...
جمال : انا لا انتوى ايذاؤها.. لمَ لا تعتبر أن ما أفعله من اجلها هي...
ازداد يامن غضباً لكنه جاهد نفسه كي لا يدفعه شيطانه الى الوقوف بوجه والده وعقوقه فاستغفر محاولاً استدعاء بعضاً من هدوء الذي اطاح به برود والده ليسأله في استعطاف
ألا تريد أن احظى بعائلة.. زوجة وأطفال..
جمال وقد استدار كلياً فصار بمواجهة يامن
بلى أريد ولكن لا تسير الأمور وفق أهواءك بل طبقاً لما تقتضيه مصلحتنا وأصول عائلتك التي تناسيتها كلياً...
اعتقد ان حديثنا لا طائل منه فكما قلت انتما قريبا ستتزوجان..
يامن بكامل قوته : أجل.. سأتزوجها وعندما تصبح زوجتي سأفديها بروحي أي انه لا مجال لأحد ان يقترب منها مهما بلغت مكانته عندي فهي ستصبح أمانتي وانا أمانها...
أبي أنا لا ارغب في الوقوف نداً لند.. انت تعلم اني أكن لك احتراماً لا حدود له لكن اختياري ليس نابعاً من نزوة او رغبة في امرأة.. أنا أحبها بجنون ربما لم اخبرها ذلك ولن افعل يوماً فأنا لم اتخطى بعد ما مررت به سابقاً وقد أكون غير قادر علي الثبات على ما وصلت اليه لكن قمر هي شعور أكاد لا افهمه
انا جوارها انعم بسلام وكأنني قد قضيت عمري بأكمله اخوض حرب شرسة لا إنتصار فيها.. ولن أسمح لك بتدميرها من أجل مظاهر خادعة ولو اضطررت الي الزود عنها بنفسي سأفعل.
جمال : ألا تخشى أن تلحق بوالدتها.. أما تعلم أن الأطباء صاروا بلا ضمير ولا أحد يدري مصيره
يامن بشراسة : ما الذي تقول.. اقسم برب ان كان ما تقوله صحيح او تقصده فلن اضع في اعتباري انك أبي وسأحرص علي القصاص منك.. أما كفاك موت أخي.. لقد مات جراء افعالك انت....
اهتز ثبات جمال ولم يعقب بل ظل صامتا مما زاد يامن جنونا ليصيح صارخا
لا تقف هكذا دون حراك واخبرني ما شأنك وشأن موت والدة قمر.. هل بلغ بك التجبر والاجرام الى حد القتل
صفعه جمال دون ادنى تردد وساد صمت قاتل مهيب بينهما وكلاهما محق فكفة الميزان ترجح طبقاً لمحتواها حتي وان كان محتواها خرباً.
جمال يدافع عن دوره كأب ينتقى لأبنه ووريثه الأفضل ويامن يدافع عن قلبه الذي ما ذاق طعم الهوى الا بقمر..
كلاهما فاعل ومفعول به ولا أحد منهما ينتوى الاستسلام...
نظر يامن الي والده بتحدي قائلاً :
سأتزوجها وأتي بها الي هنا فكما تعلم القصر بأكمله ملك لي.. اتمنى أن تكون رفقتك لنا محببة فإن استصعبت العيش معنا فعليك بالبحث عن قصر اخر من قصورك التي لا تعد.....
لقد تجنبت الصدام معك مراعياً ما لك من حقوق ولكن يبدو انه بلا فائدة.
🔸🔸🔸🔸
ثلاث ليال مضت يامن لا يفارق مكانه يسترجع كلمات والده وعقله يأبي التصديق وقلبه يخشى ما ألت اليه الأمور
لقد صفعه والده ولم يفعلها مطلقاً من قبل..
ماذا ان كان جمال صادقا ؟ هل له يد في موت تلك المرأة المسكينة.. هل تسبب في موت والدة قمر وماذا ان علمت هل تسامحه وتتقبل وجوده الى جوارها....
ينفي عقله مسرعاً ذاك المسار.. محال أن يرتكب جمال فعلة شنعاء كتلك.. يصرخ القلب منادياً في لوعة.. رباه قد ضاقت كل السبل فما الحل.. هل اتركها فأضيعها من يدي الي الأبد واضيع انا.. أم اختطفها اليَ فلا اسمح لأحد بحرماني منها حتي هي....
أتاه اتصال والدته كالمعتاد اغاثة له لتهتف في حنو
أين انت يا حبيبي.. اشتقت اليكَ يابني
يامن : وانا اشتقت اليكِ امي.. كيف حالك وكيف حالها؟
نهال برقة : من تقصد!
يامن مبتسماً : لا داع للمشاكسة يا نولا... قمر كيف حالها
نهال : متعبة؛ هادئة وباهته يا يامن عليك بالمجئ اليها هي بحاجة الي وجودك وان انكرت ذلك.. لقد حاولت ان تغادر وترجع الي بيتها وقد استطعت بالكاد اقناعها بالبقاء فعليك الإتيان الينا ومواجهتها.. ألم تقل انكما ستعقدان القرآن فلنعجل اذاَ
يامن : وهل انتِ موافقة يا أمي؟
نهال بتعقل : أنا وغيري لا شأن لنا باختبارك فأنت من ستتحمل تبعاته فيما بعد.. من الممكن ان أقوم بانتقاء فتاة لا تشوبها شائبة وتتزوجها وتحيل حياتك جحيماََ وحينها أنا لن أقدم لك نفعاً او ضرا بل ستتحمل انت العواقب كاملة.... لذا أنا احترم اختيارك أياً كان
يامن بحزن : ليت أبي يشبهك يا أمي.
نهال : لو كان أبيك يشبهني لما التقينا وتزوجنا فقد انجذبت اليه لاختلافه الجذري عني وعما اؤمن به.
يامن : لكنه صلب الرأس لا يتزحزح عن رأيه.
نهال : وانت مثله فلا داع للقلق.
يامن : أنا لا أجد حلاً لما أواجهه.
نهال : هل تشاجرتما؟
يامن : للأسف فعلت رغماَ عني لقد كان قاسياً كعادته فلم استطع التحمل.
نهال : اعتذر اليه فيما بعد ولا تغضبه مهما حدث ولكن عليك التشبث بمن قطعت لها وعداً فأنت رجل والرجل لا يخون العهد ولا يتراجع عن وعدا مهما حدث
🔸🔸🔸🔸
هناك سند لا يميل ولا يكل يرفعك بقوله قبل فعله تستشعر قوتك بقربه وتخبو وتضعف ان غاب عنك
تعلقت نجاة بجاسم صارت تنتظر قدومه تعشق تفاصيله رغم صمته الدائم وحديثه القليل لكنها لا تهتم؛ ابنته ماسة وهي بالفعل كذلك، طفلة جميلة يتسرب الي قلبك حبها رغماً عنك
دق جرس الباب فأخرجها من شرودها لتهرول ناحيته تعتقد خاطئة أن القادم هو جاسم لكنها صدمت بوالدته
تطلعت راوية الى نجاة بتقييم لتدلف الي داخل البيت متجاهلة نجاة قائلة بتعالي
أين ماسة؟
نجاة بتوتر : بغرفتها تنتظرني؛ لقد كنت أعد من أجلها بعض الفشار للتسلية
راوية : حقاً؛ وهل هذا وقت تسلية أم انك تحاولين استجداء محبتها كما فعلت مع والدها
نجاة بحزن : سيدتي هي مجرد طفلة صغيرة وانا أحبها واتعامل معها بما يرضي الله
راوية ساخرة : ولمَ لا فهي السبيل الي قلب والدها انت بالفعل ماكرة لمن خطتك لن تفلح فأنا لن اهدآ الي برجوع والدتها الي بيتها؛ طبيبة ذات حسب ونسب وجمال لكن ابني غافل وكأنه مغيب تخلى عن مستقبل باهر ينتظره وأتى الينا بفتاة لا نعرف من اين التقى بها.
نجاة : وهل أسأت اليك لتتعاملي معي هكذا؛ وما شأني انا وشأن طليقته؛ هل كان لي يد في طلاقهما
راوية : اممم؛ أرأيت لقد كشرت عن انيابك أيتها المشردة وتتحدثين اليَ نداً لأخر
نجاة باكية : أنا أسفة لم اقصد لكنك تتهمينني زوراً بأشياء لم افعلها
راوية : سنرى؛ ربما تزوج بك جاسم رغماً عني لكنه سيرجع الي زوجته رغماَ عن انفه وانفك وصدقيني المقارنة بينكما ستقضي عليك فأنت وهي كالسماء والأرض
🔸🔸🔸🔸🔸
تضاحك الجميع وعَلت اصواتهم دونها فهي تئن اشتياقاً اليه..
لقد أتى نادر وأخبرهم ان هاتف عثمان قد سرق لذا لا يحادثهم بإستمرار؛ انطلت كذبته علي الجميع لكن قلبها أبى التصديق؛ كررت سوالها مراراً الي أن أخبرها نادر كذباً انه كان بصحبة عثمان في عمل هام وأنه سيأتي بعد سويعات قليلة..
تركت علياء الجميع وصعدت الى شقتها تستمد من بين أركانها دواءًا مؤقتاً لغياب زوجها لكنها ازدادت شوقاً عندما اشتمت رائحته في كل ما يحيطها.
تنهدت في ضيق ليأتيها صوته قائلاً:
اشتقت اليكِ يا نجمتي
لم تلتفت اليه بادئ الأمر تعتقد أنه تتوهم وجوده لكنه اقترب محتضناً اياه بتملك لتشهق في سعادة ..هامسة:
عثمان؛ هل انت بخير؟ هل عدت الى سكنك؟
عثمان : وكيف لي أن ابتعد يا شطر روحي؛اشتقت اليكِ يا حبيبتي.
ابتعدت علياء عن أحضانه تشكو اليه بنظراتها ما قاسته في غيابه لتحدث بصدق قائلاً
أعتذر وأعلم أنني اخطأت بتصرفي لكنه كان عملاً هاماً يتوقف عليه مستقبلنا.
علياء : لكنك أوجعت قلبي يا عثمان وأعلم يقيناً أنك تخفي أمراً ما
استغل عثمان معرفته بخبر وفاة والدة قمر ليتحدث بحزن
أجل هناك ما حدث ولم أرغب في اخبارك
علياء : ماذا هناك؟
عثمان بمشاكسة : لقد أخبرني الطبيب أنني مريض بك.. عاشق حد الجنون.
وكزته علياء بسخط ليجذبها اليها يحتضنها بكامل قوته وكأنه يستمد منها قوته وسعادته
قضى بصحبة زوجته وقتاً يشبع من خلاله اشتياقهما ليعاودا الجلوس مرة أخرى بصحبة والديه ونادر ونسمة
تناولوا العشاء وقد زينت البسمة وجه علياء فصارت أجمل الحاضرين بوجوده الي جوارها اقترب نادر من مجلس عثمان قائلاً:
كيف حالك أيها القائد المغوار؟
عثمان بسخط : هل تسخر مني ام يهيئ اليَ!!!
نادر : حاشا وكلا؛ بل صرت قدوة لي يا زعيم وعليَ الحذر منك
عثمان : تتحدث وكأنك لم تخطط وترسم لي تلك الخطوات
نادر : أجل فعلت لكنني لا احبذ الحديث عن انجازاتي
عثمان : مرحى يا صاحب الانجازات لقد استمعت بالعمل معك كثيراً ولكن أخبرني قبل عودة علياء ونسمة ما خطوتنا التالية
نادر : سنتركهما هكذا يومان اضافيان كي يدب الخوف بداخلهما واجمع أنا باقي الأدلة الخاصة بذاك الثعبان كي لا نترك له مجالاً للدغنا فيما بعد..
قهقه عثمان الى ان أدمعت عيناه ليناظره نادر بسخط قائلاً:
لمَ تضحك هكذا؟
عثمان : نتحدث وكأننا في تنظيم عصابي ونخشى أن يستمع أحد الينا
ابتسم نادر هو الأخر ليقول:
لا بأس من بعض المراوغة مع هؤلاء الأبالسة فالعين بالعين ومن يسعى الي الشر فلا يلومن الا نفسه
🔸🔸🔸🔸🔸
في المساء ورغم قصر الفترة التي قضياها سوياً لاحظ جاسم الحزن الناطق بوجه نجاة؛ ملامحها مكتظه بالأسى والحزن.
اقترب منها متسائلاً :
هل انت بخير يا نجاة؟
اجابته بتأكيد : أجل؛ أنا بخير.
جاسم : لكنك اليوم تبدين واجمة؛ حزينة.
نجاة بقهر خفي : وهل لأمثالي أن يشعروا بالحزن؛ هل ليَ الحق به؟
جاسم بعجب : أنا لا أفهم ما تقصدين.
نجاة : لا تقلق أنا بخير أنا فقط متعبة؛ هل تحتاج الي شئ أعده لك قبل نومي
جاسم محاولاً التقرب اليها...
لمَ لا نخرج ثلاثتنا؛ ربما ما تشعرين به حالة من الملل
نجاة برفض : شكراً لك؛ لا داع لذلك وإن أردت الخروج فلتفعل أنت وماسة
جاسم بترقب : وانتِ ؛ ألا تريدين صحبتنا؟
انهمرت دموعها لتزداد حيرة جاسم فهو بالفعل لا يدرك ما تعانيه ليهمس بود :
حسناً؛ أنا لم أقصد إزعاجك ربما كان الأفضل لكِ بعض الراحة.
أومأت إليه في صمت وغادرت الي غرفت ماسة ليزداد حيرة ويتتبعها متسائلاً :
هل ستنامين بغرفة ماسة؟
نجاة : إن سمحت لي؛ اريد النوم جوارها.
تركها جاسم وفي رأسه العديد من الأفكار المتضاربة؛ ترى هل هي نادمة؛ تزوجت برجل مطلق ولديه طفلة؛ ربما مازالت تكن بعض المشاعر لمن كانت تهواه سابقاً؛ جنون تلبسه فإن فعلت فهي خائنة؛ لكنه استغفر محاولاً طرد افكاره تلك ليعزم الأمر علي تجاهلها الي أن تبوح بما يؤرقها فهو لن يكرر خطأه السابق مع طليقته ويبالغ في التهاون معها فيهون عليها وتتمادى في الدلال...
🔸🔸🔸🔸
ويْلاهُ إنْ نَظَرتْ وإن هِيَ أعْرضتْ
وقْعُ السِّهام ونَزْعُهُنَّ أليم
وذاك حال العاشق الذي يعانده القدر ويقف بينه وبين من يهواها القلب سداً منيعا يأبى التراجع...
استدعى يامن قوته واراد الابتعاد لكن قدماه ساقته الى بيت والدته
تخلى عما يطارده من مخاوف وانتهى تبعثر أفكاره عندما لاح أمام ناظريه شحوب ابتسامتها وضعفها
جلس وطلب اليها الجلوس قبالته ففعلت دون جدال.
تطلع اليها ملياً ليسألها في تعجب :
لمَ ترتدين النقاب يا قمر؟
قمر بخفوت : ولمَ لا أفعل، لقد كنت في غفلة من أمري في ما مضى وقد آن الأوان لكي استعيد ثباتي ربما كان موت أمي صفعة قوية لا يعادلها بالكون شئ آخر إلا أنها تشبه عملية البتر التي يلجأ اليها الطبيب رغبةً في انقاذ مريضه؛ وها أنا قد نجوت لكنني سأبقى أتألم إلى لى الأبد.
يامن بجدية : حسناً كما تشائين؛ هل أخبرتك أمي بأمر عقد القرآن؟
قمر برفض : نعم؛ أخبرتني لكنني غير موافقة
يامن بترقب : وما السبب؟
قمر : أنت غير مضطر الي الزواج بي؛ وانا لا أريد المزيد من التعقيدات في حياتي؛ إنها بالفعل معقدة كفاية.
يامن : أخبرتك مراراً أني أحبك.. لمَ لا تصدقين!
قمر : لأن العقل والواقع يحتم عليَ ذلك، كما أنني لن اتزوج ما حييت.
يامن بتأكيد : عقد قراننا يوم الجمعة القادمة ولن اترك لك مجالاً للرفض.
قمر بحزن : لن أفعل، غلبتها عبراتها لتشهق قائلة:
لقد توفيت أمي عندما وقفت بوجهها وتحدثت اليها بوقاحة رافضة الزواج من جاسم؛ اخبرتها عن حبي لك ومشاعري تجاهك فصدمتني بواقعي الأليم؛ لقد تركتني وهي غاضبة عليَ؛ وانت السبب
يامن بهدوء : لقد طلبت اليَ البقاء الي جوارك والحفاظ عليك؛ أما تفهمين ياقمر.. لقد اقتنعت والدتك وايقنت أنني أحبك ولن أخذلك.. لو أنها غير راضية عن ارتباطنا لطلبت اليَ الابتعاد عن دربك يا قمر.
قمر بخوف ورجاء : بالله عليك دعني وشأني لقد كسرني جاسم من قبل ولم أزل الى الأن محطمة فإن فعلت انت الأخر وكسرتني لن احتمل....
يامن بشراسة : لن اعاقبك علي ذكرك لإسمه الأن فكما يقولون غداَ لناظره قريب وعندما تصبحين زوجتي ان أتى ذكره ولو مصادفه علي لسانك قصصته لك.
قمر بصدمة ورفض : هل جننت؟
يامن : بل أنا عاقل الى الحد الذي يجعلني اتمالك نفسي فلا يغرنك حلمي معك.
نظر اليها في غضب وضيق لهتف باسم والدته قائلاً:
أمي، هلا اتيت الي هنا إن أمكن.
أتت نهال تناظرهما بترقب ليباغتها يامن بقوله:
لقد اتفقت أنا وقمر ان يوم الجمعة سيتم عقد القرآن، هنا بالبيت وعقب انتهاء التجهيزات الخاصة بالعرس سوف ننتقل الي قصر والدي
شهقت قمر بفزع قائلة :
عرس وقصر والدك ومن قال أنني سأفعل.. محال ان اقيم عرساً ضخماً يليق بسيادتك وعائلتك واصبح اضحوكة ومادة للسخرية من الجميع؛ العروس المشوهة التي تزوجها يامن بيك رشدان هل تسعى الي جنوني أم ماذا؛ ثم ان والدك إن لمح طيفي بقصره ربما يقتلني بلا تردد.
يامن بجدية : العرس من أجلك أولاً فلا تنتظرين مني أن اتزوجك سراً فأنت أغلى من البقاء في الخفاء يا قمر؛وان شئت قمت باجراء تجميل بالغد لكنني لا أريد؛ أنا أحبك كما أنت.
تنحنحت والدته في خجل ليبتسم يامن بوقار قائلاً :
أعلم أنك واقفه يا أمي لكنني أوضح وجهة نظري ليس الا كما أنها عنيدة للغاية وتعلمين أنني لا أحبذ الجدال.
قمر بضياع : ولمَ نسرع في كل ما تقول؛ أنا لا استصيغ الفكرة بأكملها؛ كيف أتزوج وأمي توفيت منذ أيام قلائل!
يامن : لأني بحاجتك؛ احتاجك الى جواري ياقمر
قمر : انت تحتاجني؟
يامن : أكثر مما تتصورين.
نهال مشجعة قمر : حبيبتي؛ والدتك رحمها الله كانت ترجو الاطمئنان عليك حالها كحالنا جميعاً وعقد القرآن لن يشهد اي مظاهر للاحتفال؛ يامن يود فقط ان يصير زوجك حلالك يأتي ويذهب كيف يشاء ودون قيود.
🔸🔸🔸🔸
انتهى البارت توقعاتكم كالمعتاد
هدية جمال ليامن وقمر ايه؟
عثمان رده فعله ايه علي حمل علياء؟
وجاسم والدته هتنفذ كلامها ولا؟
لمتابعة الرواية الجديدة زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا
بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل
متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا
الرواية كاملةمن هناااااااااا
مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا
مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هناااااا
تعليقات
إرسال تعليق