رواية خسوف القمر الفصل الخامس وعشرون 25بقلم نداء علي حصريه
رواية خسوف القمر الفصل الخامس وعشرون 25بقلم نداء علي حصريه
#خسوف #القمر
#الفصل #الخامس والعشرين
#حصري
بسم الله الرحمن الرحيم
لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين
🔸🔸🔸🔸
وبين ألف لا ونعم واحدة يميل القلب الي تلك النَعم التي تعني قرب من حبيب محال أن نحظى به الا أنه يسعى بكل الطرق للقرب.. تجاهلت قمر كل ما يطرق بابها رافضاً لزواجها من يامن وفضلت دخول كلمة الموافقة، ربما كانت واهمة لكنها تطمع في شئ من السعادة ولو لسويعات قليلة لقد اصابتها تخمة من الحزن واليأس.
"نداء علي"
جلست نهال الي جوارها ينتقيان أثاث الجناح المفترض بها الانتقال اليه عقب الزواج لتتحدث بتردد قائلة:
لمَ لا نبق هنا عقب الزواج؛ وهل يجب علينا العيش في ذاك القصر مع والد يامن؟
نهال : جمال رغم عناده وقسوته الا أنه والد يامن شئنا أم أبينا؛ واعتقد أن بقاء يامن الي جواره يعصمه من الكثير.
انت لا تدرين كيف يبدو عالمه؛ عالم جمال وامثاله أشبه بالغابة؛ لا وقت فيها لمراجعة الأفعال ولا محاسبة الذات؛ يظل الجميع يركض فيها بلا هوادة الا أن يهوى أرضاً بعدما يتركه الجميع فيجد ان وقته قد أزف وانتهت حياته هباءًا.
قمر : ولكنه لن يتقبل وجودي
نهال : يامن لن يسمح بأن يتطاول أحد عليك مهما بلغت مكانته دعك من تلك المخاوف وانظري الى هديتي لكِ
قدمت نهال الى قمر علبة ضخمة مزينة بشكل رائع انتقلت روعتها الي عيني قمر التي التمعت بالسعادة فهي طفلة مهما انكرت ذلك؛ طفلة تطمح الى بعض الدلال والاهتمام.
مدت يدها تحتضن الصندوق بترقب تعض شفتيها بخجل من تسرعها لكن نهال شجعتها قائلة :
هيا انظري الى ما بداخله واخبريني برأيك.
تطلعت قمر الى محتويات العلبة بسعادة بالغة لتتحدث بود قائلة :
انه رائع للغاية؛ بديع الشكل.
نهال : لقد صممته من أجلك وتمنيت أن ينال استحسانك
قمر : شكراً لك؛ لم يكن من داعِ لذلك فكما اتفقنا عقد القران لن يحضره أحد.
نهال بمشاكسة : سيحضره أهم الشخصيات وأحبها الى قلبي يا فتاة أما يكفك يامن رشدان.
أخفضت وجهها خجلاً لتتحدث اليها نهال بشئ من الجدية قائلة :
يامن هو كل ما لدي يا قمر لذا اطلب اليك احتوائه والبقاء الي جواره مهما حدث.
اومأت قمر بتفهم قائلة:
سأفعل ان شاء الله.
نهال : عليك انت ايضاً مراعاة مستقبلك والعمل علي مساندة قمر.
قمر : وكيف أفعل!
نهال : بداية لقد قمت بتقديم أوراق التحاقك بكلية الصيدلة من جديد؛ لا يليق بك أن تضيعي تعب سنوات عدة وتتراجعي عن تحقيق حلمك وانت علي بعد خطوات منه.
قمر برفض : لا استطيع فعقلي لم يعد كما في السابق ولا طاقة لي بالمذاكرة؛ سأفشل بلا شك.
نهال : كلنا معرض للفشل ولا داع للهلع هكذا اطمئني يامن سيقوم بتدريسك.
ابتسمت قمر في صمت وخجلها يزداد لتباغتها نهال بهديتها الأخيرة قائلة:
لقد تحدثت مع مشفى مختص بالجراحات التجميلية من أجلك
ناظرتها قمر بحزن وتساءلت بصوت كسير
هل طلب يامن اليك ذلك؟
نهال بحب : يامن لا يحتاج الى وسيط بينك وبينه وان شاء أن يطلب اليك امراً سيخبرك اياه مباشرة؛ أنا أفعل ذلك من أجلك أولاً ومن أجله ثانياً
لنفترض انكما تزوجتما وانتقلتما للعيش بصحبة جمال؛ هل ستختبئين منه؛ أليس من المحتمل أن يطلب رؤيتك؛ دعك من جمال؛ ماذا عن اصدقاء يامن وزوجاتهن هل ستقضين عمرك بأكمله في عزلة؛ صدقيني يابنيتي يامن يحبك بلا شروط وذاك أمر لا جدال فيه لكن الحياة واقعها وتوقعاتها دائما تخالف أحلامنا؛ لا اتمنى لك جرحاً نحن في غني عنه.
ثم إن ما أقوله رأي شخصي يمكنك رفضه أو القبول به أنا لا اضعك أمام أمر واقع وعليك الرضوخ وتقبله بل لك مطلق الحرية في اختيار ما تشائين.
🔸🔸🔸🔸🔸
واجتماع الأحبة له مذاق يمحو مرارة ما يعتري قلوبنا
شعور بالاكتمال واحساس بالأمان ورغبة في توقف الزمن كي لا نفترق مجدداً
قامت نسمة باعداد قالب من الحلوى بشكل مميز للغاية وزينته بكلمة حياة جديدة
ابتسم نادر قائلاً بمشاكسة:
هل تقصدين حياتنا سوياً يا نسمة؟
أغمضت عيناها خجلاً فنظر اليه عثمان محذراً قائلاً :
تأدب والا طالت فترة خطبتكما عاماً أخر.
شهق نادر قائلاً بفزع مصطنع : ما الذي تقوله يا عمي عثمان؛ وهل يطاوعك قلبك علي عقابي بتلك الصورة الشنعاء.
تساءلت والدة عثمان قائلة بترقب :
اذاً ماذا تقصدين بكلمة حياة جديدة يا نسمة؟
أشارت نسمة الى علياء قائلة :
هيا أخبرينا يا علياء بما نقصده؟
علياء بخجل : أقصد أن حياتنا ستغدو أجمل عما قريب ان شاء الله بعدما يقتحمها فرد جديد.
عثمان ودقات قلبه تتراقص بعدما بدأ في ادراك ما تريد قوله
هل تقصدين انكِ تحملين طفلي بداخلك ياعلياء؟
شهقت والدته بسعادة وابتسم والده بينما امتلئت عينا علياء بدموع كانت فيما مضى تصحو وتنام بصحبتها وهي تدعو الله أن يجمعها بعثمان وها هي بعد سنين تنعم بقربه وأتم الله فضله بحملها...
هب عثمان مندفعاً تجاهها محتضناً اياه بسعادة مجنونة لا يلق بالاً لمن حولهم بل تناسى العالم بأكمله وقد غدت هي كل عالمه.....
يتمتم بكلمة معناها احتواء وتمسك وأمان.. كلمة لا يلتزم بها سوى الرجال أما أشباههم فلا يدركون لما لها من مكانة.. كلمة أحبك هي ميثاق غليظ لا يجب أن يقطعه سوى الشجعان أما هؤلاء الجبناء فلا ينبغي أن يتلفظوا بها:
أحبك يا علياء؛ أحبك حتى الممات.
🔸🔸🔸🔸
ومشاعرنا كأمواج البحر تعلو وتبلغ ذروتها لتهبط الي الأسفل تتأرجع علواً وهبوطاً..
لكن هناك مشاعر تزداد وهجاً و شراسة بمرور الأيام والسنوات...
الظلم والحقد الناتج عن التعرض له يشبه النيران في اندلاعها.. لهيبها حاد وقاس يحرق صاحبها ومن حوله ولا يخبو الا بانتهاء كافة الاشياء من حوله...
تطلع عزت الى ما بيده من أوراق بإبتسامة باهته فها هو يحظى بحرية مزيفة؛استطاع بعد عناء الهرب من محبسه؛ والسعي الي ثأره.
جمال رشدان من تسبب في فقده لثروته وحياته الرغدة بأكملها؛ تركته زوجته بعدما أعلن افلاسه؛ وتراكمت الديون من حوله إلى الحد الذي جعله يفكر في إلانتحار لكنه لم يستطع؛ توجه الي جمال طالباً منه الرحمة والمساعدة فطرده بلا شفقة.
نعم هو لم يتخلى عن المحاولة ذهب اليه مرات متتالية لكنه أمر رجاله بتلقينه درساً كي لا يعاود الظهور أمامه من جديد
تعرض لضرب مبرح علي يديهم وقضى بالمشفى ثلاثة أشهر يعاني من كسور متفرقة والآلام مبرحة لتنتهي عقب خروجه كافة أحلامه عندما صدم بموت والده؛ فقد والده ولم يستطع رؤيته وكان السبب جمال رشدان.
وها هو يقضي عدة سنوات خلف أسوار السجن بعدما صدم بسيارته رؤوف؛ الابن الأكبر لجمال رشدان؛ لكنه استطاع الهرب وها هو يحظى بفرصة أخيرة للقضاء علي جمال وابنه الآخر.
🔸🔸🔸🔸
تنهدت نجاة في ملل فها هي تقضي يومها بين أعمال المنزل والاهتمام بتلك الصغيرة التي صارت كنسيم هادئ في يوم حره قاسي؛ ورغم ذلك تفتقد الحديث الي جاسم رغم كونه حديث رسمي لا يرقى الي ما يدور بين الأحبة لكنه يشعره بدفئ ذو طابع خاص.
شردت قليلاً بينما كانت تعيد ترتيب ملابسه فلم تنتبه الي عودته من العمل واقترابه منها الا بعدما تحدث بهدوء قائلاً:
هل ماسة نائمة؟
نجاة بترقب : أجل لقد انتظرت عودتك وعندما تأخر الوقت طلبت اليها النوم علي وعد بإيقاظها متى عدت.
جاسم متوجهاً الي الحمام الملحق بغرفتهما : لا داع لايقاظها فغداً تنتظرنا أمي لقضاء اليوم بصحبتهم فدعيها تنل قسطاً كافياً من النوم؛ هم بالابتعاد لكن اعتراضها استوقفه بعدما قالت :
لن أذهب معكما.
جاسم بحدة : وهل هذا قرار وعليَ القبول به أم ماذا؟
نجاة بصوت مختنق بدموع الخوف :
أنا لا اريد التواجد بمكان أعلم يقيناً انني غير مرحب بي داخله.
جاسم : كما تشائين؛ يبدو أنني قد تسرعت بالفعل في زيجتنا وهناك الكثير من الأمور التي يجب مراجعتها.
اهتز جسدها بعدما أغلق جاسم الباب بغضب يضاهي مشاعره الثائرة وجلست هي بطرف الفراش تبكي في صمت.
بينما هو واقف بكامل ملابسه أسفل المياه المتدفقة لا يكاد يستوعب ما يحدث معه فيبدو انه لا حظ له مع النساء فكل من دخلت حياته تركت بها بصمة من الألم بداية من والدته مروراً بقمر التي ترك ظلمه اياها بنفسه اثر لم يستطع تخطيه؛ ثم زوجته السابقة وانتهاءََا بتلك الفتاة الغامضة العاجز كلياَ عن فهم ما تريد.
تداخلت الأفكار برأس نجاة وبدأت تشعر بالاختناق ودون وعي منها قامت بسحب حقيبة صغيرة تضب بداخلها بعض الملابس دون النظر اليها بينما كانت دموعها تنهمر بلا توقف وكل ما يدور بخلدها أن جاسم قد اشتاق الي طليقته وما كان زواجه منها الا لكي يثير غيرتها.....
🔸🔸🔸🔸
تألق يامن بطلته الجذابة وانتهى من تصفيف شعره وتعطر بعطره الساحر ليطالع نفسه بتركيز محدثاً نفسه قائلاً :
كم افتقدك يا رأفت؛ ترى لو أنك معي الأن بالطبع وسامتك كانت ستطغو عليَ وتمسي نجم الحفل؛ كم اشتاق اليك.
أغمض عيناه يستجمع شتات نفسه وتحرك بخفة ليقابل والده الذي شمله بنظرة تجمع بين طياتها الكثير الا أن عناده قد غلبه كالمعتاد ليهم بالابتعاد لكن صوت يامن استوقفه قائلاً:
هل ستتركني بمفردي اليوم يا أبي ؟!
جمال بجمود : لست بمفردك؛ معك والدتك واعتقد انها تكفي
يامن بحب : لا أحد يغني عن وجودك
جمال بهدوء : لا وقت لدي.. أراك لاحقاً.
تركه وغادر مسرعاً كي لايضعف ويرجع اليه يحتضنه بقوة يخبره بمدى سعادته بما وصل اليه يضم من خلاله روح رأفت الذي فارق الحياة قبل أن يسعد بيوم كهذا؛ لم ينعم برؤيته عريساً.
لكنه أثر الرفض معتقداً ان قمر ما هي إلا نزوة وحتماً ستنتهي لذا توجه إلى مكتبه حاسماً امره وعازماً علي إرسال هديته إليها ربما تبتعد وينتهي الأمر.
قاد يامن سيارته بحزن رغم سعادته فكم تمنى اصطحاب والده له ورضاه عن اختياره.
بلغ وجهته وترجل من سيارته حاملاً بيده باقة ورد انتقاها بيده لقمر.
مر بعض الوقت وطال انتظار يامن والشهود وطالعَ المأذون ساعته قائلاً:
أين العروس يا جماعة؛ لدي عرس آخر وعليَ الانصراف
وجه يامن بصره الي والدته فغمزته بعينه
هب يامن واقفاً في عقب والدته ليقف قبالتها قائلاً :
ما الخطب يا أمي؛ اين قمر؟
نهال : بغرفتها تبكي وتأبى الخروج.
تحرك يامن بغضب الي غرفة قمر ليفتح الباب دون ان يطرقه قائلاً بحدة:
هل نحن اطفال في روضة يا قمر؛ ما هذا الهراء وكيف تمتنعين عن الخروج الينا؟
وجهها الباكي وضعفها البادي بعينيها جعله يتنهد باستسلام قائلاً:
بالله عليك توقفي عن البكاء؛ لمَ تصرين علي عذابنا سوياً؛ كم من المرات ينبغي عليَ أن أخبرك بحبي يا قمر؟
ازدادنحيبها فجلس جوارها قائلاً بحنو بالغ وترجي وصل اليها هامساً:
المأذون بالخارج تسرب الى قلبه الشك وربما يستعين بقوات الشرطة
قمر بتعجب متناسية خوفها :
لمَ؟
- مؤكد أن العروسة تأبى الخروج
لأنها مجبرة على الزواج وربما يتهمني باختطافك؛ أرأيت كم انتِ قاسية.
قمر : يامن أنا...اناا !!
-هيا توقفي عن البكاء واخبريني لمَ انتِ خائفة هكذا؛ هل تغيرت نظرتك لي بعدما أفضيت اليكِ بما كان من قبل؛ هل تخشين الارتباط بشخص ماضيه ملوث كحالي؟
باغتها بقوله وعجزت عن الرد؛ لقد تأثرت بالفعل وازداد خوفها من ارتباطهما؛ من الممكن ان يشعر بالحنين الي عهده السابق؛ يشتاق الي الفاتنات من مجتمعه ويزهد قربها ووقتها لن تحتمل سيتحطم فؤادها دون رحمة.
حاول يامن الصبر قدر استطاعته؛ يلتمس لها أعذارًا فيما يجول بخاطرها إلى أن تحدثت قمر بتيه قائلة :
انت لا تدرك ما أحيا به من صراع شرس يكاد يزهق أنفاسي؛ انت لي كحلم محال أن يتحقق وها انت جالس أمامي تسعى بكل جدية إلى الزواج بي، بفتاة مشوهة خارجها وداخلها مشوه بصورة لا يمكن وصفها ؛ أتعلم ما أعانيه يا يامن أتدري كم الهموم التي تعايشت معها سابقاً؛ لكم تمنيت الموت سابقاً من نظرات كانت تجلدني بلا هوادة؛ نظرة واحدة من شخص يطالعني بنفور كانت أقوى من ألف سيف بتار نصله مميت.
أتطلب الى فتاة كان أقصى طموحها في الحياة أن تختفي؛ عندما كنت أسأل نفسي سابقاً عما اتمناه كنت اجيب بلا تردد أنني اريد تلك القبعة السحرية "طاقية الإخفاء" ارتديها فلا يشعر بي أحد؛ وفجأة دون سابق انذار التقي بك؛ شاب وسامته مهلكة كالقرب منه تماماً؛ أقع في حبه رغماً عني فيعاندني حظي التعس ويبادلني تلك المشاعر الهوجاء؛ مشاعري تجاهك ليست من حقي؛ أنا أصابني الطمع وتمنيت ما لا يليق بي.
تركها تبكي كما تشاء الى أن هدأت قليلاً ليتحدث بصوت متعب قائلاً:
أنا وانتِ لن نبتعد ياقمر؛ لقد حاولت مراراً ويرجعني اليكِ قلبي؛ أنا داخلي مشوه الى حد قد يدفعك الى الهرب دون الالتفات وراءك مرة أخرى أتدرين لمَ؟
لأن تشوهي كان من صنع يدي؛ اما انت فما حدث معك ما هو الا ابتلاء واختبار من الله.. عليك بمساعدتي علي تخطى ذاك الماضي؛ ها أنا ألقي بعمري بأكمله بين يديك فلا تبتعدي.
هيا بنا أولاً فهناك الكثير بيننا يجب أن يقال ولكن لا يجوز قبل عقد القران..
طالعته بدهشة ليهمس اليها بمشاكسة:
لا داعِ لأفكارك المنحرفة تلك؛ انا رجل مهذب للغاية ولم أقصد ما جال بخاطرك
تبدلت نظراتها الى شراسة استحسنها يامن ليجذب يدها قائلاً:
أخبرتك أن المأذون والشهود على عجل من أمرهم؛ دعينا ننهي الأمر أولاً يا قمر يامن...ثم افعلِ ماتشائين بي
لمتابعة الرواية الجديدة زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا
بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل
متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا
الرواية كاملةمن هناااااااااا
مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا
مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هناااااا
تعليقات
إرسال تعليق