رواية صعيدى يمااه الفصل الحادى والثلاثون والثانى والثلاثون والثالث والثلاثون والرابع والثلاثون الأخير بقلم سهير حصريه وكامله
رواية صعيدى يمااه الفصل الحادى والثلاثون والثانى والثلاثون والثالث والثلاثون والرابع والثلاثون الأخير بقلم سهير حصريه وكامله
الفصل الواحد والثلاثون
لمحت في شفتيها طيف مقبرتي
تروي الحكايات أنّ الثّغر معصية
حمراء .. إنّك قد حببت معصيتي
ويزعم الناّس أنّ الثّغر ملعبها
فما لها التهمت عظمي وأوردتي؟
يا طيب قبلتك الأولى .. يرفّ بها
شذا جبالي .. وغاباتي .. وأوديتي
ويا نبيذية الثّغر الصّبي .. إذا
ذكرته غرقت بالماء حنجرتي..
ماذا على شفتي السّفلى تركتِ.. وهل
طبعتها في فمي الملهوب .. أم رئتي؟
خرجت أمل سريعا وهى تتجه لأخيها
دخلت للغرفة التى يجلس بها بجوار زوجته الجديده
نظرت أمل لها بضيق
أمل بانزعاج: ناصر تعال معايا
ناصر بهدوء وهو ينظر لاخته: عايزه اى جولى
أمل بضيق: عايزاك تعال معايا
وقف ناصر وجذبته هى من يده لتخرجه من الغرفة
أمل : اسمعنى يا ناصر دلوجت سمعت نورا وامك بيتحدتوا ونورا بتجول لها كويس أن إسلام مجالتش أن هما اللى سجطوها والله سمعتهم بيجولوا أكده
نظر لها ناصر بصدمه وهو لا يستوعب ما تقوله أخته ظل ينظر لها طويلا وبثوانى تبدلت ملامح وجهه من الألم اللى البرود
ناصر : يعنى أهلى السبب مش إكده
أمل بسرعه : اه يخوى انت لازم ترجعلها
ناصر باستهزاء: انا اى ذنبى يا أمل عملت فيا انا أكده ليه أهلى عملوا فيها حاجه عفشه ليه تبعد عنى وتهملنى ومرتى اللى جوه دى مهظلمهاش يا أمل
نظرت له أمل بدهشه وصدمه من كلامه : انت اتجنيت بجولك مرتك مظلومه تجول لى انا ايه زنبى
وضربت كتفه بقوه : انت هتفضل سلبى وضعيف أكده لميته بس تعرف هى ارتاحت منيك
رفع ناصر كفه وهبط بها على وجه أمل بقوه جعلت وجهها يلتفت للجهه الأخرى
وضعت كفها مكان صفعته وهى تنظر له بألم ودموعها تهبط وذهبت من أمامه بسرعه لغرفتها
وضع ناصر يده على رأسه بألم مما يحدث معه
التفت على صوت والدته الآتية بجوار زوجة أخيه نظر لها نظرة ارعبتها ولا تعلم لما ينظر إليه هكذا
واستدار وغادر المنزل بأكمله
تململت فرح فى نومها وهى تشعر بأنفاس أحدهم على وجهها
فتحت عينيها بانزعاج وجدت أمير ينام على جانبه ويتمعن فى وجهها
أحمر وجهها من نظراته
أمير بابتسامة يود إحراجها أكثر : جيتى اهنه ليه
وهمس بصوت خافت وهو يقترب أكثر منها : اتوحشتينى ولا اى
ضغطت فرح على شفتيها بقوه من هذا الموقف
لعن أمير تحت انفاسه وهو يقترب منها
ولكن وجد كفيها الصغيرين تضعهم على صدره وهى تبعده بدهشه: هتعمل اى عيب أقصد مينفعش
رفع أمير حاجبه عاليا وهو ينظر لها بخبث: كنتى مفكرانى هعمل اى
رمشت عدة مرات وهى تضرب صدره فعلمت انه يريد إحراجها
هتفت بابتسامة: أبعد وهاتلى اكل انا جعانه
أمير وهو يعود للنوم ويضع الغطاء عليه : فى حد يصحا من النوم جعان أكده
فرح : أيوه انا قوم
ولكن لم تتلقى منه رد ظلت تحركه وهى تنفخ بضيق
حاولت جذب الغطاء من عليه ولكنه يتمسك به
فرح بصراخ: والله انت رخم بقولك جعانه
أمير بصوت ثقيل: بليل جبت وكل هتلاجيه جوه روحى كلى
فرح برجاء: تعال معايا يا أمير
أمير بضحكه: لاه عايز انام
نزلت فرح من على السرير وهى تتمتم ببعض الشتائم
أمير بصوت عالى: سمعتك وهوريكى بس اما اجوم
اتجهت هى تستكشف المنزل أكثر وتنظر بالغرف حتى وجدت مكان المطبخ اتجهت لداخله وهى تبحث بالاكياس
وجدت بيتزا بإحدى الأكياس ابتسمت بسعادة ولكن انزعجت لأنها بردت ولكن لا يهم فهى جائعه
أخذتها واتجهت لغرفة بها بضع كراسي جلست علي احداهم وهى تأكل بنهم
سمعت صوت طرق على الباب لا تعلم لما خافت أن تفتح الباب وظلت تنظر له وهو يطرق
ازداد الطرق قوه والباب أحدهم يحاول فتحه
ألقت ما بيدها أرضا وهى تذهب بسرعه لأمير
دخلت غرفته وهى تهتف برعب: أمير اصحا فى ناس بيحاولوا يدخلوا البيت
رفع أمير الغطاء وهو يظنها تمزح لكى يستيقظ ولكن شعر بصدقها لعلامات الخوف على وجهها
وقف بسرعه وهو يتجه لإحدى الادراج فتحه وأخذ منه سلاحه وضعه تحت قميصه وهو يمسك يدها
صعد على السلم المؤدى للطابق الثانى وهو يفتح احدى الغرف ويدخل بها
نظر من النافذه وجد الكثير من الرجال
أمير وهو يلعن ويسب بصوت عالى لم يعلم انهم سيصلون بهذه السرعه فها هو اللعب الحقيقي قد بدأ
نظر للتى جواره ترتجف اغمض عينيه فهى أن لم تكن معه من الممكن أن يواجههم بالقوة
أمير بحده: جميلة متنزليش تحت واصل
فرح وعينيها امتلئت بالدموع: أمير انا خايفه
أمير بهدوء: متخافيش همشيهم بس زى ما جولتلك متنزليش
اومأت له عدة مرات وظلت تنظر إليه وهو يبتعد
هبط أمير للأسفل وهو يفتح الباب
نظر لهم بهدوء
أحدهم وهو يوجه كلامه إليه بالفرنسية
أمير ببرود وهو يرد عليهم بالإنجليزية: انا لا أتقن الفرنسيه
نظر له الآخر بانزعاج وهو يتكلم بالإنجليزية تلك المره: ان الرئيس يود رؤيتك يريد أن يعقد معك صفقه وبالتأكيد انت لا تريد أن تتأذى أو تؤذى فرح
أمسك أمير ياقة قميص الذى أمامه بحركة مفاجئة
وجه جميع الرجال سلاحهم تجاه أمير
امير: إن سمعتك تذكر اسم زوجتى مره اخرى أعدك سأقطع لسانك
نظر الذى أمامه لأمير ووجد فى كلامه انه جاد
رفع يده باستسلام وهو يخرج ظرف من جيبه: هذا سيفيدك اقرأ كل ما به
نظر أمير ببرود للظرف واخذه
ابتعد الآخر عنه وهو يأمر رجاله أن يغادروا
ولكن صوت طلقه نارية اخترقت جسد أحدهم جعلتهم يقفوا بأماكنهم
نظر الآخر جواره وجد أحد رجاله واقع أرضا والدماء تسيل من رأسه
نظر لأمير بنظرة شر
أمير ببرود: لا يوجد من يرفع سلاحه بوجهى ويبقي على قيد الحياة
ضغط الأخير على قبضة يده وأمر رجاله بأخذ جثة الواقع أرضا وانصرفوا
دخل أمير المنزل سريعا وهو يصعد لأعلى
فتح الباب وجدها جالسه تضع يدها على اذنيها مغمضه عينيها
اقترب منها وهو ينزل على ركبتيه أمامها
وضع يده على شعرها بهدوء رفعت نظرها له
أمير بابتسامة: خلاص مهيجوش تاني
ألقت نفسها بين يديه وهى تتمسك بثيابه
فرح : كانوا عايزين أى
لم يرد أمير عليها وهو يدفن وجهه برقبتها يستلذ بذلك النعيم الذى هو به الآن
كان عبد الله يقف يأخذ عزاء الرجال
فحمدان لم يقوى على الصمود أكثر ودخل لمنزله تهبط دموعه
ذهب جميع الناس إلى بيوتهم دخل عبد الله ليرى زوجته وأهلها فهو قد أتى بها بعدما علم بموت أختها
كانت تبكى وهى تحتضن إسلام
نظر لها وهو يقف بعيدا حقا الآن يريد الذهاب واخذها بأحضانه لتبكى
بعد ساعات كثيرة
عبد الله وهو يقف : يلا يا علا
تمسكت علا بوالدتها وهى تنظر لزوجها بعيون منتفخه
علا بضعف : هجعد معاهم
عبد الله وهو يكرر كلامه بحده : يلا يا علا هنرجع بيتنا
هزت رأسها بضعف
والدتها بحزن والبكاء يظهر فى نبرة صوتها: روحى معاه يا بتى وابجى تعال بعدين
نظرت لوالدتها تريد أن تستنجد بهم ولكن ما هم فيه يكفيهم الآن
ودعتهم جميعا وهى تخبرهم انها ستأتى غدا
خرج عبد الله من المنزل وهو يسبقها بخطوات فتح باب سيارته وركب بها
وهى اتجهت للجهه الأخرى لتركب بجواره
ظلت تنظر من النافذه
قطع الصمت صوت عبد الله : مكنتيش عايزه تيجى معايا
هبطت دمعه ساخنه على وجهها وهى تتذكر ما فعله بها
لم ترد عليه وهو لم يرد أن يضغط عليها يعلم الآن مقدار الحزن الذى بقلبها
جميلة وهى تجلس بجوار أمير على سريره
أمير بهدوء: مبتفتكريش حاجه من زمان يا جميلة
نظرت له وهى تعقد حاجبيها: لا مش بفتكر
ولكن تذكرت ذاك الموقف عندما رأت أحدهم كان يحملها ويدور بها
فرح بسرعه : لا فى حاجه افتكرتها قبل كده كان فى حد بيقول لى جيتى هنا ليه وشالنى وفضل يلف بيا
أمير بابتسامة: ومتعرفيش كان مين
فرح وهى تنظر له : حاسه كان انت
ابتسم بقوه بعدما أحس أنها تذكره ولو قليلا
ظلت تنظر لابتسامته وعينيه التى تضيق حين يبتسم
أمير بخبث: عارف انى حلو جوى
فرح وهى تبعد وجهها عنه من الاحراج : واخد فى نفسك مقلب
أمير : تعرفى انتى كنتى هتموتى عليا كنتى بتحبينى جوى
فرح وهى تنظر له بسخط: تلاقيك انت اللى كنت هتموت عليا وبتقول كده وخلاص
أمير بخفوت: انا دلوجت هموت عليكى
اخفضت بصرها بعدما أحمر وجهها
رفع أمير وجهها بإصبعه وهو ينظر لعيونها بتمعن اقترب من شفتيها
أغمضت هى عينيها تلقائيا وهى تشعر بملمس شفتيه
قبلها أمير ببطء وابتعد قليلا ينظر لوجهها
لفت يدها حول رقبته وهى التى تقترب منه
لم يصبر أبدا وهو يقترب كثيرا ليكمل زواجهم أمام الله
وهى لا تعلم لما تبادله قلبها يخبرها ألا تبتعد وان تبادله كما يريد
الفصل الثانى والثلاثو
قربك نار فى لظاها أتعبد
وبعدك شوق وليل طويل سرمد
يا حبة روحى ودواء جروحى
يا وردة فى بستانى فوحى
يا قبلة لأحزانى وافراحى
يا مرتع بكائى ونواحى
يا صدرا حنونا هو كل اكفانى
احست فرح بلمسات أحدهم على وجهها ظلت تبعد يده بضيق
اقتربت من أمير الذى ينظر إليها وهو يحرك يده على وجهها
دفنت وجهها بصدره العارى اغمض أمير عينيه وهو يكاد ينفجر فتلك الصغيرة تثيره بدون أن تعلم
فتحت فرح عينيها وهى تنظر أمامها وجدت نفسها تضع رأسها بأحضان أمير
صرخت بخفوت وهى تغطى نفسها جيدا وتبتعد عنه : انت بتعمل أى وعملت اى
أمير وهو يضحك بخفه عليها : من جهة عملت فأنا عملت كتير جوى بس دلوجت انا غلبان معملتش حاجه
تذكرت فرح ما حدث الليلة الماضية وكيف كانت تتجاوب معه
رفعت بصرها له وجدته يحدق بها
فرح : بتبص على ايه متبصش
أمير وهو ينظر لجسدها المغطى بخبث: ما انا شوفت كل حاجه امبارح
فرح وتكاد تبكى من الاحراج: طيب قوم عشان البس حاجه
أمير بابتسامة خبيثة: هجوم كيف بس وانا من غير خلجات خلينا أكده
رفعت فرح اصبعها وهى تحركه وتتكلم بحده: لو مقومتش يا أمير هوريك
اقترب أمير منها وهو يلمس جسدها بأصابعه ببطء: ورينى دلوجت
شهقت وهى تشعر بيده على جسدها
فرح بخفوت: أمير أبعد
أمير بنفس خفوتها: وان مبعدتش
لم تستطع إكمال كلامها وهى تشعر به يلف يده حول خصرها ويجذبها لصدره
أغمضت عينيها من هذا الشعور الجميل الذى تشعر به
ابتسم أمير بعدما علم أن لمسه منه تفقدها إدراكها كما تفعل هى به
وأكمل ما كان يفعلوه أمس
ناصر وهو يجلس على اريكه بمنزله
فهو ترك زوجته فى أول ليلة لهم ولم يعود لمنزله
بل قضي ليلته فى البيت الذى اشتراه لإسلام
ظل يتذكر كل أيامه معها
ناصر وهو يحدث نفسه : كان لازم تستعجل وتتجوز أهو انت معيزش تشوف وشها حتى بتتخيل إسلام
بس أهلى غلطوا معاها خدتنى بذنبهم ليه
ظل يفكر كثيرا فهو على هذا الحال منذ أمس
سمع صوت هاتفه يعلن عن مكالمه
وضع ناصر الهاتف على أذنه: عملتوا أى
أحدهم من الجهه الأخرى: هى معانا يا بيه فى المخزن الجديد
ناصر بهدوء: انا جاي دلوجت
وقف ناصر وهو يغلق أزرار قميصه ويخرج من المنزل يحتل البرود وجهه
وصل إلى وجهته ودخل للمكان المقصود
وقف ناصر بعيدا لتلك الجالسه على الكرسي والحبال تلفها
نظر لها ببرود يتخلله القهر
رفعت نورا رأسها وهى تنظر لناصر
نورا بخوف: ناصر طلعنى من اهنه معرفش دول عايزين منى اى
ونظرت حولها للرجال برعب
ناصر ببرود: جتلتى ولدى ليه يا نورا عملتى فإسلام إكده ليه
نظرت له وهى تحرك جسدها بذعر
نورا بدموع: انت اللى جايبنى اهنه صوح
وبدأت تستعطفه: انا مرت اخوك يا ناصر
ناصر بهدوء: وهى كانت مرتى عملتى فيها إكده ليه
اقترب ناصر منها وهو يكرر كلمته بحده جعلتها ترتجف: جولى ليه يا نورا
لم يتلقى منها ناصر أى اجابه جذب شعرها للخلف بقسوة جعلتها تصرخ
نورا ببكاء: انت عارف انا عملت إكده ليه انا بحبك يا ناصر انت بعدت عنى وجريت وراها هى احسن منى فإيه
صفعها ناصر بقوه وهو يصرخ بها : أنتى مرت اخوى فاهمه ومن جهة احسن فهى احسن بكتير جوى مش نجسه ورخيصه
نورا وهى تبتسم له كأنها قد جنت: وانا اتجوزته عشان أكون جريبه منيك
ابتعد ناصر عنها واقسم انه لو اقترب لقتلها الآن
ناصر بهدوء وهو ينظر لرجاله: شوفوا شغلكوا
نورا بصراخ وهى تنظر لناصر الذى يبتعد: هيعملوا أى يا ناصر متهملنيش وظلت تصرخ بإسمه
دخل ناصر منزل والده وجد والدته تجلس وكأنها تنتظر أحدهم
وقفت بسرعه عندما رأته يدخل المنزل
والدة ناصر : إكده يا ولدى تهمل مرتك اول يوم جوازكوا
لم يرد عليها ناصر وتوجه لغرفته بالطابق الثانى
فتح باب الغرفة ووجد تلك التى تزوجها تنام على السرير
ظل ينظر لها ولا يعلم لما أحس بضيق عندما لم يجدها إسلام
كان يظن أنه حين يدخل للغرفة سيجدها جالسه تنتظره
فتح خزانة ملابسه وأخذ سلاحه وخرج من المنزل
والدة ناصر وهى توقفه مره اخرى : رايح فين
ناصر ببرود: جولى لها ان عندى شغل ومهجيش الأيام دى
نظرت له والدته بدهشه: يا ناصر ميصوحش إكده
ولكن أكمل ناصر طريقه وخرج من المنزل
توجه مره اخرى للمنزل الذى قضي به ليلته امس لا يعلم لما يشعر بالارتياح به
ألقى جسده على الاريكه وهو يزفر بحده
فقد قرر أن يقضي بعض الأيام به
سمع طرق خافت على الباب
تعجب من الذى سيأتى له فلا أحد يعلم عن منزله هذا سوى القليل
فتح الباب ولكن عقدت الصدمة لسانه وهو يرى حبيبته أمامه
نظرت له إسلام بدموع تحاول التغلب عليها وألا تسقط أمامه
إسلام بسخرية تخفى وراءها الألم : جيت اباركلك لما عرفت انك اتجوزت فرحتلك جوى
ولكن دمعه قد خانتها وسقطت أمامه
لم يشعر ناصر بنفسه سوى وهو يجذبها بقوه لأحضانه ويأخذ شفتيها بقبلة قاسية
أغلق الباب بقوه وهو يثبتها عليه ظلت تحاول التحرر ولكن كلما تحركت كان يقسو على شفتيها كأنه يعاقبها هكذا
ناصر : اللعنه هل أنا مجنون لأفقد هذا النعيم ظل يكرر هذا الكلام بعقله
رفعت إسلام يديها تحاوط رقبته فقد اشتاقت إليه
مهما قست على قلبها لا يستمع اليها وينساق فقط خلف مشاعرها
خفق قلب ناصر بقوه وهى تحاوط رقبته وتجذبه لأحضانها
تعنفه هى أيضا وتحاول جعل القبلة شرسه ولكنها مبتدأه فى عالم الحب لا تعلم الكثير سوى الذى تعلمته من ناصر وتقلده بها
لم يشعروا بأنفسهم وهم يتعرون من ثيابها ليكملوا ما بدأوه
بعد الكثير من الوقت ابتعدت إسلام بخوف وهى تغطى جسدها وتبكى
ماذا فعلت هى لماذا سلمت نفسها له فهو بعدما طلقها لم ينتظر أيام وكان قد تزوج من أخرى
نظرت له بدموع وهى ترتدى ثيابها بسرعه
اقترب ناصر منها
ناصر بخفوت وهو يرى دموعها: إسلام
نظرت له وهى تأخذ شهقاتها لم تشعر بنفسها سوى وهى تصفعه
اغمض ناصر عينيه بألم ليس من صفعتها بل من الحاله التى قد وصلوا اليها
ألقت عليه نظره حارقة كأنها تتهمه بكل ما حدث وغادرت المنزل بخطوات أشبه بالركض ودموع لم تجف بل تتساقط أكثر
ظل ناصر يدمر كل شئ أمامه يتذكر نظرتها تلك لا يدرى ماذا فعل هو
جلس وهو يضع يده على رأسه
هتف بخفوت: سامحينى يا إسلام تعبتك معاى جوى
وصلت إسلام لمنزلها ولا تعلم كيف استطاعت الوصول
وجدت والدتها أمامها ألقت بنفسها بيد يديها
سعاد بخوف عليها : مالك يا بتى
تمسكت إسلام بها وهى تبكى بصوت مرتفع
ظلت سعاد تربت على شعرها وهى تضمها: فيكى اى يا جلب امك
إسلام بصوت متقطع : اتجوز يما ناصر اتجوز أمه فرحت وجت جالتلى مكانش بيحبنى
وظلت تردد كلماتها كثيرا وهى تبكى ووالدتها لا تعلم ماذا تفعل لها
هى لا تريد أن تفقدها أو تفقد علا يكفى أن قلبها يحترق على ابنتها غادة
مر عدة أشهر على تلك الأحداث
جميلة الآن حامل بشهرها الثانى وأمير لا يتركها ثانية واحده
أصبح قريبا جدا من كشف حقيقة اولئك الذين يتاجرون بكل ما هو ممنوع وغير مشروع فى الدوله
ولكن يراوده شعور سئ دائماً بحدوث شئ فهم للان صامتون ولم يتحركوا
أصبح أيضا معه كثير من الأوراق التى تدينهم ولكن ليست بتلك القوه فهو يريد المزيد بعد
أما ناصر من بعد ذلك اللقاء مع حبيبته لم يراها مره اخرى
مر شهران وهو على حالته لم يذهب لبيت والده سوى دقائق ولم يقترب من زوجته
أما نورا زوجة أخيه فادعت أنها قد قامت بحادث
ولم تخبر أحد أن ناصر من أمر رجاله بضربها بتلك الطريقة البشعة
إسلام بغرفتها دائماً ولا تتركها ابدا
جلست علا أرضا بعدما أخرجت كل ما كان من طعام بمعدتها
ظلت تبكى فهى تتمنى أن ما تفكر به ليس بصحيح
دخل عبد الله لها
عبد الله : قومى هوديكى المستشفى
هزت علا رأسها بالنفى وهى تحاول أن توقف دموعها
عبد الله بحده: بقولك قومى يا علا نشوف فيكى أى
علا بتعب وهى تمسح دموعها: جولتلك مفيش حاجة
اقترب منها عبد الله وهو يجذبها من ذراعها لتقف: تعالى نطمن وخلاص
جذبت ذراعها من يده وهى تهتف بخوف: يمكن أكون حامل
نظر لها عبد الله كأنه لم يفهم ما تقوله ولكن دقائق واستوعب كلامها هل يفرح أم يحزن الآن ولكن لم يشعر بنفسه سوى وهو يقول
عبد الله بقسوة: لو فعلا حامل يبقا تسقطى اللى فبطنك عمرى ما اتمنا أن ابنى أو بنتى يكونوا من واحده زيك
نظرت له علا وهى تهز رأسها بالنفى بقوه : انت مجنون والله مجنون عايز تجتل ولدى
نظر لها عبد الله بضيق وخرج من الغرفة بل من المنزل بأكمله
جلست مكانها مره اخرى وهى لا تريد أن تفكر انها من الممكن أن تخسر طفلها الذى لم يأتى
وقفت بسرعه فهى ستجد طريقه لتخرج من هنا
اتجهت للباب ستحاول كسره
ولكن ذهلت عندما وضعت يدها على مقبض الباب وانفتح
بالتأكيد قد نسي أن يغلقه أسرعت تجرى لباب المنزل وجدته أيضا مفتوح
ظلت تجرى حافية الأقدام بالشوارع فهى تظن أن عبد الله ذهب لأحدهم لكى يأتى ويجعلها تجهض الطفل
ظلت تجرى كثيرا ولا تعلم أين هى الآن جلست على صخره وهى تمسح دموعها ماذا تفعل وهى وحيده هنا
ثوانى وانفجرت بالبكاء والجو يمطر
خبت وجهها بيدها وهى تبكى على كل شئ تعرضت له فى حياتها
شعرت بكف أحدهم يوضع على كتفها
رفعت بصرها بخوف ولكن وجدتها امرأه كبيرة بالعمر تنظر إليها بابتسامة خفيفه: مالك يا بنتى
لم ترد عليها علا وهى تحاول إيقاف دموعها
تلك السيدة بحنان: انا بيتى اللى وراكى ده تعالى ادخلى جوه الجو برد
نظرت لها علا وهى تومأ بالإيجاب
اتجهت معها اللى بيت تلك السيدة
الفصل الثالث والثلاثون
فرح بتمثيل: اه يا أمير تعبانه
جرى أمير اليها بسرعه وهو يتفقدها بخوف: اى اللى بيوجعك اخدك المستشفى
فرح وهى تكمل تمثيل: لا الملاهى
نظر لها أمير وكأنه لم يفهم
أمير باستغراب: مفهمش اخدك فين
فرح ببراءة: الالعاب والمراجيح يا أمير وكده هخف
رفع أمير حاجبه بسخط علم انها تمثل عليه
فرح وهى تبتسم بقوه وتعود للخلف وأمير يقترب منها
أمير : يعنى تخوفينى عليكى وتطلعى بتدلعى
فرح وهى تجرى من أمامه وأمير خلفها
صرخت بقوه : خلاص آخر مره
أمير بحده: متجريش استنى
امسكها بسرعه من يدها صرخ بوجهها: اكبرى بجا انتى اتجنيتى بتجرى ليه
نظرت له بحزن من كلامه وصراخه عليها واشاحت ببصرها
جذبها من يدها وهو يجلسها على السرير
تنهد أمير بحده: جميلة
اشاحت ببصرها عنه
أمير وهو يلف وجهها ليجعلها تنظر إليه: انا خايف عليكى
ابتسمت له فرح بهدوء حسنا فهى المخطئه
جلس أمير جوارها وهو يجعلها تضع رأسها على صدره وهتف بصوت رخيم: انا بحبك جوى
أغمضت فرح عينيها: وانا كمان يا أمير انت قولتلى قبل كده انى كنت بحبك زمان على أن أسمى جميلة بس انا دلوقتى بحبك من غير ما افتكر اى حاجه انا حبيتك مرتين يا أمير
ابتسم أمير بهدوء وهو يدفن وجهه بشعرها الذى طال كثيرا فأصبح يصل لمنتصف ظهرها
ابتعد أمير عنها بخفه وهو يستند بجبهته على خاصتها: تحبى تسميه اى
ووضع يده على بطنها الذى لم يظهر عليه آثار الحمل بعد
فرح بهدوء: لو جات بنت هسميها جنى ولو ولد اختار اسمه انت
ابتسم أمير : لو ولد هسميه آدم أو فارس واحد منيهم
فرح بتذمر: لا اختار واحد حالا
أمير بضحكه: يجى بالسلامه الأول وبعديها نختار مش ناوية بجا تروحى تكشفى
فرح بابتسامة: لا مش هكشف عشان ميفضلوش يقولوا ده ولد وشويه يقولوا بنت انا عايزه تبقى مفاجأة
أمير وهو يقرص خدها بابتسامة: ماشي ومالوا
نظرت له فرح بحب وهى تلمس ذقنه بيدها وتتمعن بوجهه
وأمير فقط يستمتع بكل لمسه منها
رن هاتف أمير معلنا وصول رساله قطعت اتصال تلك العيون ببعضها
أخذ أمير الهاتف وجدها رسالة
فتحها وإذ مضمونها: " Come now " (تعال الآن )
تنهد بضيق والقلق ظاهر على وجهه
فرح بخوف لا تعلم مصدره: فى أى يا أمير
أمير بابتسامة هادئه: متخافيش مفيش حاجه انا هروح مشوار دلوجت وراجع تانى
نظرت فرح له هى لا تريده أن يذهب ولكن بالنهاية اومأت له بالايجاب وظلت تنظر إليه إلى أن غادر
وضعتها رأسها على وسادتها وهى تفكر به
خرج أمير من منزله وهو ذاهب لوجهته فكان يعلم أنه سيقابل كبيرهم قريباً
وقف بالطريق وهو يغمض عينيه من الألم الذى احتل رأسه الآن ضغط على رأسه بكلتا يديه ولكن هذه المره الألم لا يحتمل نزل على ركبتيه ولكن سقط اصطدم وجهه بالأرض وهو يغمض عينيه
تجمع الناس حوله وهم يودون مساعدته بعض الرجال تعاونوا وهم يأخذوه لإحدى المستشفيات
كان شخص يقف بعيدا ينظر لأمير الواقع أرضا والناس تحمله
تكلم فى هاتفه بالفرنسية: سيدى انه فقد الوعى وهو بالطريق وبعض الأشخاص ساعدوه أظن سيأخذوه لإحدى المستشفيات
هتف الآخر بسرعه : إذهب خلفه لا تجعله يغيب عن عينيك واخبرنى بعنوان المشفى
أغلق ذاك الرجل هاتفه وهو يذهب سريعا بسيارته خلف السيارة التى وضعوا بها أمير
نظر مجدى بشماته وبجواره الرافعى لذلك النائم على السرير وأجهزة كثيرة تحيط به
الطبيب بالفرنسية: ان حالته خطيرة يتطلب عملية فهناك ورم بالدماغ وبدأ يحتل أكثر من جزء به إذا لم نتدخل الآن لن يكون أمامه فرصة للنجاه
نظر مجدى للطبيب وهو يرد عليه : سنعالجه بمصر نتمنا أن تجهزوه سنأخذ طائرة خاصة ونعود لبلادنا
الطبيب بحزن على أمير : هنا العلاج أفضل بكثير لا يجب أن تأخذوه فهكذا تعرضوه للخطر
الرافعى هو من تولى الرد هذه المرة بحده: أفعل ما اخبرناك به ولا تتدخل
كان الطبيب يشفق على أمير وحالته ولكن لا يمكنه التدخل
وبالفعل تم أخذ أمير على طائرة خاصه الى بلاده مره اخرى بدون علم أحد
الطبيب المصرى بعدما فحصه علم حالته نظر إلى مجدى : احنا ممكن نتدخل جراحيا بس بصراحه مخبيش عليكوا حالته صعبه جدا وممكن يدخل بغيبوبه أثناء العملية ومحدش يقدر يحدد وقتها
أقترب الرافعى بهدوء من الطبيب : احنا عايزينه يموت الطبيب بخوف واضح: انتو بتقولوا أى
الرافعى ببرود: اللى سمعته عايزينه يموت بس من غير محد يعرف حاجه عايزين موته يبان طبيعى وبعدين هو مرضه خطير هنقول انه مات بسببه
أبتلع الطبيب ريقه وهو ينظر إليهم
أخرج مجدى رزمه من الأموال وهو يضعها بيد الطبيب مجدى : لما تعمل اللى قولنالك عليه هيكون ليك زى دول وأكثر بس أن معملتش اترحم على نفسك
نظر الطبيب للمال الذى بيده ثم لهم وقال بتوتر: انا ممكن اديله حقنه فى المحلول توقف أجهزة جسمه عالبطئ هياخد يومين
مجدى وبجواره الرافعى ابتسموا بفرح: يبقا استعجل
اومأ الطبيب وهو يرتجف دخل لغرفة أمير بعدما أحضر تلك المادة
وهو يتلفت حوله بخوف من أن يراه أحد زملائه
أغلق باب الغرفة خلفه وتقدم من السرير الذى ينام عليه أمير والاجهزه حوله
اقترب من المحلول وهو يغرس سن الابره به
فتح أمير عينيه وهو ينظر له
ابتعد الطبيب بسرعه للخلف وبخوف
أمير وهو يحاول فتح عينيه هتف بصوت ضعيف: جميلة اقترب الطبيب مره اخرى وهو يفرغ تلك المادة بالمحلول لتنتشر به
خرج وهو يلهث من الغرفة كأنه أدى عمل شاق
مجدى: عملت اى
اومأ الطبيب عدة مرات : كده المحلول يخلص ويكون جسمه خد الماده كلها
أعطاه الرافعى بطاقة أمير وهاتفه وهو يوجه كلامه له : ابعتوا لحد من أهله يجى له لازم الموضوع يمشي طبيعى
اومأ الطبيب بالايجاب
الرافعى وهو يتكلم مع مجدى: انا همشي خليك انت هنا يا مجدى محدش يعرفك وعايزك تبشرنى وقول لهم أن انت اللى ساعدته
مجدى بابتسامة: مبروك
الرافعى: نعرف انه مات ووقتها نقول مبروك
وانصرف من أمامه
قام الطبيب بتبليغ إدارة المشفى ليحادثوا أحد من أهله أخبرهم انه مريض حالته خطيرة وليس معه أحد سوى شخص ساعده بعدما وجده ملقى فى الشارع
بحثوا فى هاتفه وجدوا فى سجل المكالمات أرقام ليست مصرية ظلوا يبحثون حتى وجدوا رقم مصرى مسجل بإسم ناصر
اتصلوا به واخبروه أن يأتى للمشفى بأسرع وقت
ناصر وهو يسوق سيارته كاد أن يفتعل أكثر من حادثه ودمعه من عينيه سقطت بعدما علم عن حالة صديقه
ترك سيارته وهى تدور لم يلتفت لها وهو يسرع لغرفة صديقه بعدما سأل عنها
دخل ناصر الغرفة وهو يهرول اقترب من سرير صديقه
ناصر بدموع: أمير يخوى
فتح أمير عينيه بألم: ناصر ... جميلة هاتها
ناصر وهو يمسح دموعه: حاضر هجيبها بس هى فين
أمير بضعف: عبد الله عارف مكانها جول له يسافر ويجيبها دلوجت
ناصر وهو يقبل كف صديقه عدة مرات: ارتاح انت وهجول له يجيبها
أغمض أمير عينيه بهدوء لم يقوى أن يفتحها أكثر من ذلك
خرج ناصر من غرفته وهو يحاول تمالك نفسه
اتصل على عبد الله الذى كان كالمجنون يبحث عن زوجته بكل مكان
عبد الله : الو
ناصر وصوته قد خانه وظهر عليه البكاء: عبد الله انت عارف مكان مرت أمير
عبد باستغراب من صوت ناصر وسؤاله عن جميلة : ايوه بس هى مع أمير
ناصر : أمير فى المستشفى هنا سافر هاتها بسرعه
عبد الله بخضه على صديقه: فى المستشفى ليه أمير حصل له أى يا ناصر
ناصر وهو يرفع رأسه عاليا : أمير تعبان جوى هات مرته وتعال
وأغلق معه ناصر الهاتف وهو يذهب للجلوس بجوار مجدى الذى ينظر لناصر بشماته
كانت جميلة تجلس وتضع يدها على قلبها الذى ينبض بعنف لا تعلم ماذا يحدث لها ولما تأخر حبيبها للأن
ظلت تدعو له أن يعود سالما
أخذ عبد الله سيارته وهو ينطلق بها بأقصي سرعه يتجه للمطار سيذهب لجميله يعلم خطورة تركها هناك وهى بدون أحد معها يحميها
وقف بالطريق والازدحام يعطل كل شئ ظل يلعن كثيرا ويضرب مقود السيارة بعنف
لم يرى تلك الواقفه بعيدا تنظر له بخوف
علا وهى عائدة من مكان عملها فهى الآن تعمل بمكتبه صغيرا بعدما أصبحت تعيش مع تلك المرأه التى ساعدتها فلم يكن لديها أولاد أو أحد ليرعاها وعرضت على علا البقاء معها وعلا بالطبع وافقت على طلبها
ظلت تنظر لعبد الله حتى استدارت وغادرت بدون أن يراها بعدما أخذ يبحث عنها كثيرا ولم يجدها حتى كاد أن يجن
سعاد بحزن ظل يرافقها منذ موت غادة: انا عايزه أمير
نظر لها حمدان بضيق يغلبه الحزن : معتش ينفع يا سعاد
سعاد بدموع: عملت فيه اكده ليه يا حمدان انا عايزه ولدى
حمدان بصراخ لم يحتمل شدة اللوم: وكنتى فين لما جولتله يطلع من اهنه ليه وجتها موجفتيش ودافعتى عنيه الغلط مش عليا لوحدى
وتركها وغادر وهى جلست تكمل بكاءها على ابنها الذى ربته ولكن لم تنجبه تفكر كيف ستجعله يسامحها ويعود إلى احضانها
لا تعلم بأنه الآن يصارع الموت ولم يبقى بحياته سوى القليل
..الموت لا يعلم وقتا محددا فمن يرد أن يفعل شيئا لأحدهم فليسرع بفعله لا تنتظروا الغد من الممكن ألا يأتى..
الأخير
#من قال أن الحياة عادلة.....
ومن أخبركم أن الخير بالنهاية سينتصر.....
تلك الكلمه أصبحت قديمة الآن..... الحياة عادله فقط مع أصحاب النفوذ.....أصحاب الممتلكات....
ولكن من الممكن أن تأخذ مجرى آخر غيره....
تلك ليست قاعده فى الحياه.....
الآلاف والملايين يموتون كل يوم اما بسبب حبهم الذى لم يتوج بالزواج..... أو بسبب فقرهم الذى جعلهم يتوجهون للحرام .....أو أسباب أخرى لا نعلمها
ليس كل ما هو ظاهر الحقيقه وأيضا ليس الجميع يحاسب على أعماله فى الدنيا ......
يوجد دار أخرى لا يفهم معناها سوى القليل وتلك الدار العقاب بها اضعافا.....#
كانت فرح تجرى هائمه على وجهها تتذكر عندما طرق بابها أحدهم وحين فتحته لم يتكلم بل ظل ينظر إليها ودمعه حاره سقطت من عينيه
كيف يخبرها وأى شئ يقول
هل يخبرها أن الحياه لم تكن عادلة معهم وأنهم انظلموا مثل الكثير
كانت فرح تنظر لعبد الله وإلى دمعته تلك
فرح بدموع تجمعت فى عينيها وبصوت خافت: أمير
شعرت هى ماذا يحدث من غير كلام
احست بروحها تنقبض وضعت يدها على رقبتها ونظرت له ودموعها أخذت مجراها على وجهها: هو فين
إعلموا شيئاً آخر من يحب أحد فروحه ترتبط به كما لو كانوا روحا واحده بجسدين
هناك من عرف العشق على أنه اتصال بين أجزاء النفوس
ولم يقل اتصال بين الأجساد فقط ...
لم تعلم هى كيف استقلت الطائرة أو كيف أصبحت الآن بالمشفى كل ما تعلمه أنها تريده وتريد رؤيته
كانت تجرى وعبد الله يحاول اللحاق بها
اخبروها مكان غرفته دخلتها وهى لا ترى جيدا من كثرة الدموع التى بعيونها
رأته نعم هو حبيبها ممدد على الفراش لا حول له ولا قوة
ارتمت على ركبتيها أمام سريره وهى تأخذ يده وتقبلها بجنون: أمير اصحى أمير متسبنيش
وبدموع حارقة ظلت تمسك يده وتهزه بعنف لكى يستيقظ وينظر لها
كل من كان يراها كان يبكى على دموعها
كان أمير يشعر بها وبدموعها التى تحرق روحه يجاهد أن يفتح عينيه ولكن يشعر بحمل ثقيل عليهم
ظل يحاول فتحهم فهو يتمنى نظره اخيره منها
نظر لها أمير وهو ينظر لكل انش فى وجهها يريد أن يحفظ تلك العينين التى وقع لهم لشعرها الذى سقط الحجاب من عليه بعدما جعلها ترتديه من جديد وسقطت خصلات منه على وجهها لفمها وانفها كل مكان بوجهها
رفع يده ووضعها على وجهها أمسكت هى يده تتشبث بها
أمير ببحه فى صوته: جميلة سامحيني
سقطت دموعها أكثر مع كلمته يا الله ماذا يحدث معى أمير ودمعه سقطت ببطء واستقرت على وسادته: عرفت انى هموت بس متأخر جوى سامحينى جبتك معاى ومكنتش اعرف انى هسيبك لوحدك
فرح بصراخ: متقولش كده انت هتخف
أمسكت يده ووضعتها على بطنها وهى تكمل كلامها بخفوت: وابننا يا أمير هتسيبه
اغمض عينيه وفتحهم مره اخرى لم يعد يقوى على الصمود
أشار لعبد الله بالاقتراب
أسرع عبد الله إليه وهو يلبى طلبه
أمير بخفوت: خليهم يطلعوا برا وتعال
أخرج عبد الله كل من بالغرفة ناصر ومجدى الذى يقف وينظر بشماته لما يحدث وذلك الطبيب الذى باع ضميره من أجل حفنه من الأموال
عبد الله وهو لا يريد البكاء : قول يا صاحبى
أمير بصوت يضعف كثيرا: انا اشتريت البيت اللى جولتلك عليه خد جميلة تعيش فيه احميها يا عبد الله ومتعرفش حد انها حبله
ونظر إلى جميلة التى تجلس بصمت ودموع تغرق وجهها
أمير وهو يبتسم بهدوء: فى علبه صغيرة فيها رسايل دول لولدى لما يكبر جوليله يجراهم وجوليله كمان أبوك بيحبك جوى
وصمت لثوانى من الألم الذى شعر به ثم أكمل: تحت البيت فى أوراق دول كمان لولدى خليه هو يدور عليهم ويعرف فيهم ايه
صمت مره اخرى ولكن لدخول أحدهم الغرفة
حمدان وهو يحتضن أمير بصوت مختنق: جوم يا ولدى
نظر له أمير : خلى بالك من امى واخواتى متعملش فيهم كيف ما عملت معاى
ظل حمدان يحتضن ابنه وهو يسمع كلامه
تقدم مجدى وهو يجذب حمدان من حضن ابنه
مجدى بصدمه: انت اللى خدت ابنى انت سرقته انا فاكر انا شوفت وشك فين ابنى
وظل يحرك فيه بجنون : فين ابنى بقولك
رفع حمدان كفه وهو يشير لأمير الذى ينظر لهم
حمدان ببكاء: ولدك أهو اللى انت جتلته
نظر مجدى لأمير بضياع وهتف بسرعه : لا لا
واقترب يجذب المحلول ويلقيه أرضا وهو يهز أمير
ألقى عليه أمير نظرة حزينه وعلى شفتيه ابتسامة استهزاء ثم اغمض عينيه
صدر صوت جهاز عالى يعلن عن توقف القلب
ابتعدت فرح لنهاية الغرفة وهى تنظر للجميع الذين التفوا حوله
ومجدى الذى سقط أرضا عينيه مفتوحه ولا يتحرك
هزت رأسها بعنف وهى تجلس بنهاية الغرفة تضع يدها على أذنها وتنظر لأمير الذى لا يتحرك
انكمشت على نفسها وعيونها عليه
لم تظهر أى ردة فعل أخرى فقط تلك العينان الذى أخبرها أمير كثيرا بمدى عشقه لهم تنظر إليه ولا تبعدهم عنه
ناصر وعبدالله الواقفين ينظرون لأخيهم وصديقهم بدون حركه
وحمدان الذى يهزه بعنف ويصرخ بإسمه ليستيقظ
أخيرا دخلوا الأطباء ولكن كل ما فعلوه انهم غطوا وجهه
لا تعلم فرح حتى ماذا قالوا واى كلمتين اخبروهم أملا فى مواساتهم
كانت تجلس فى المنزل الذى قال عنه أمير تضع ثيابه حولها على الأرض تنظر لهم بابتسامة تحولت لدموع كثيره
الآن هى بلندن تلك البلد التى تزوّجها أمير بها وتلك البلد التى حملت هى بإبنه الذى كبر كثيرا عن ذى قبل عبد الله وناصر لا يتركوها لحظة واحده يأتون فقط للجلوس فى غرفة بحديقة هذا المنزل فقد اوصاهم صديقه بها وبإبنها الذى لم يولد بعد
يرون الحزن والألم بهم ودموعها التى اذا جفت وجدت سيول أخرى تتساقط
وكل منهم يبحث عن نصفه الآخر الذي تركه وحيدا وذهب
كان ناصر وعبد الله يجلسون فى تلك الغرفة سويا ويبحرون فى عالمهم وآلامهم
صدح صوت هاتف ناصر يعلن عن مكالمه
وجدها من رقم مصرى ولكن ليس مسجل فى هاتفه بعدما ترك الجميع ولم يلتفت إليهم
وضع الهاتف على أذنه ينتظر أن يخبره المتصل عن هويته
سعاد بدموع: ناصر يا ولدى
حاول ناصر تبين الصوت وأخيرا عرف لمن هو
ناصر بهدوء وابتسامة صغيرة فهو يفرح اذا تحدث مع أحد له علاقة بصغيرته
ناصر بلهفه: مرت عمى عامله أى وإسلام جوليلي
ولكن تلاشت ابتسامته وهو يسمع صوت بكاءها وتلك الكلمه التى قد شلت قلبه : إسلام بتموت يا ناصر
ثبت ناصر بصره للأمام
هى ماذا تقول لم يمهلها أن تكمل كلامها أغلق الهاتف وخرج من تلك الغرفة بدون أخبار عبد الله الذى ظل ينادى عليه ولكن لم يرد
وصل إلى بلاده مره اخرى واسرع الى منزل حبيبته
رأى حمدان يجلس والحزن يظهر على وجهه وبدا عليه كما أنه كبر سنوات وليست أشهر
ناصر بهدوء: فين إسلام
نظر له حمدان واشاح ببصره بعيدا حتى لا يرى دموعه: إسلام فى المستشفى
ابتعد ناصر عنه وهو يجرى فى البلد هو حتى لم يسأله عن المستشفى ولكن سيبحث فى تلك القريبه منه
دخل المشفى وهو يسأل عن اسمها يتمنى أن تكون موجوده هنا
ولحسن حظه وجد اسمها ولكن انقبض قلبه وتلك الفتاه تخبره انها بالعناية المركزه
ناصر بغصه فى قلبه رفع رأسه عاليا وهو يقول بخفوت: يا رب
توجه لمكان العناية وجد والدتها تجلس أمام باب الغرفة تقرأ بالمصحف
اقترب ناصر منها بسرعه : إسلام فيها أى
سقطت دموع والدتها: إسلام حبله يا ولدي منيك بجا لها ست شهور والدكتور جال لازم تسجطه والا هتموت بس هى موافجتش ودلوجت هى نايمه جوه
نظر ناصر لها ولم يرد هى ماذا تهذى
ناصر : إسلام حبله وتعبانه
وصرخ بها : انتى بتجولى اى
جلست سعاد على الكرسي الموجود وهى تغطي وجهها
سعاد : هى جتلك بعد ما انت اتجوزت صوح وحصل بينكوا حاجه يا ولدي مش اكده بعدها عرفنا أنها حبله بس جالت مجولكش حاجه
ناصر وهو يستند على باب الغرفة هل يبكى أم يضحك الآن على ما يحدث
ناصر : عايز اشوفها
سعاد: الدكتور مهيرداش
ناصر بتهور فتح باب العناية وهو يدخل لها
ولكن صدم من هيئتها جسدها الذى ضعف كثيرا وبطنها المنتفخ
نظرت إسلام بهدوء للذى دخل الغرفة وجدته زوجها كانت تعلم أن والدتها ستخبره
اقترب ناصر منها ببطء
ناصر : عملتى اكده ليه
كانت إسلام تنظر له ولم ترد عليه
ولكن بعد دقائق طويلة : حطها فعنيك يا ناصر
ووضعت يدها على بطنها
اغمض ناصر عينيه من الألم : عايزه تموتى يا إسلام وتهملينى
إسلام بهدوء: هتحبها
ناصر بضعف: هحب كيف حد تعبك
نظرت له إسلام ولم ترد
مرت الأيام اليوم تلو الآخر
جميلة التى أصبحت بشهرها الثامن لا تخرج من المنزل تعيش من الاموال الكثيره التى وضعها أمير بإسمها
وإسلام التى يجلس ناصر بجوارها لم يتركها يلعن الطبيب كل يوم الذى يخبره ببرود أن حياتها من الممكن أن تنتهى بأى وقت
وأتى اليوم الذى يخاف منه رفع بصره لتلك التي تبكى أمامه من الألم
لا يعلم ماذا يفعل وكيف يخفف ألمها
ولكن جحظت عينيه وهو يرى السرير الذى تنام عليه تلطخ بدماءها
دخل الطبيب بسرعه وهو يأمره بالخروج ظل ينظر لها حتى اخرجوه
دقائق وخرج الطبيب من الغرفة بسرعه
الطبيب : لازم تولد دلوقتى والا هى والطفلة هيموتوا وكيف أنها فى السابع نقدر نولدها
اومأ ناصر له بخوف: هتبجا زينه
تنهد الطبيب واتجه للغرفة لكى يستطيع إنقاذ أيا منهم
فى نفس الوقت تقريبا كانت جميلة تصرخ من الألم وهى تحاول الوقوف والخروج لعبد الله
سمع صوتها اتجه لها بأقصي سرعه
وجدها تجلس أرضا وهى تبكى من الألم لم يجد حلا سوى حملها والاتجاه لأقرب مشفى
وبالفعل قامت جميلة بوضع جنينها بعد فترة طويلة
دخلت الممرضة للغرفة وهى تحمل طفلها
الممرضة: نحن نعتذر ابنك الآخر قد توفى
نظرت لها جميلة بصدمه أكانت تحمل طفلين
أخذت ابنها الآخر من الممرضة وهى تقبله
نظرت جميلة لها بدموع : فين ابنى التانى
الممرضة بالإنجليزية: المشفى تولت أمر دفنه
رفعت جميلة بصرها بدهشه أخرى ولكن صمتت فإبنها هذا عوضها عن الآخر
دخل عبد الله بابتسامة لها : هتسميه أى بقا
نظرت لطفلها بدموع: هسميه آدم
خرج الطبيب وهو يحمل طفلة صغيرة جدا ملفوفه بقماشه بيضاء
ولكن قال بأسف: مقدرناش نوقف النزيف البقاء لله
ومد يده له بالطفلة
جلست سعاد أرضا وهى تبكى بقوه فأولادها يموتون الواحد تلو الآخر
ناصر وهو ينظر لإبنته: معيزهاش
واستدار ليغادر
ولكن بكاء الصغيرة اوقفه وتذكر حبيبته وهى توصيه عليها
لم يجد نفسه سوى وهو يستدير ويتجه لها مره اخرى
أخذها من الطبيب وهو يضمها ويبكى
أيجب عليه أن يفقد كل عزيز يا الله
..........
انتظروا الجزء التانى بعد قليل
تكملة الروايةالجزء الثاني من هناااااااا
لمتابعة باقى الرواية زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا
بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل
متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا
الرواية كاملةمن هناااااااااا
مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا
مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هناااااا
تعليقات
إرسال تعليق