القائمة الرئيسية

الصفحات

translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية صعيدى يمااه (الجزء الثاني)الفصل الأول والثاني والثالث والرابع والخامس بقلم سهير حصريه وكامله


رواية صعيدى يمااه (الجزء الثاني)الفصل  الأول والثاني والثالث والرابع والخامس بقلم سهير حصريه وكامله

 


رواية صعيدى يمااه (الجزء الثاني)الفصل  الأول والثاني والثالث والرابع والخامس بقلم سهير حصريه وكامله  


 


الجزء الثانى" البارت الأول "


ما زلت أعرف أن الشوق معصيتى

والعشق والله ذنب لست أخفيه


قلبى الذى لم يزل طفلا يعاتبنى

كيف انقضي العيد وانقضت لياليه


يا فرحة لم تزل كالطيف تسكرنى

كيف انتهى الحلم بالأحزان والتيه


كان ينام ذلك الصغير ذو التسع سنوات على قدميها وهى تلعب بشعره

منزعجه من أنه لم يأخذ الكثير من والده فعيونه وبشرته أخذهم منها

ابتعد الصغير عن قدمها وهو ينظر إليها

آدم: ماما انتى ليه مكملتيش الحكاية

ابتسمت جميلة بهدوء له : انا وقفت لحد فين وانا اكملك

آدم بحماس طفولى: لما وقعتى من فوق اوى

جذبته جميلة مره اخرى ليضع رأسه على قدميها: نام كده وانا هكملك

نفذ آدم كلامها وبدأت هى بإخباره كل شئ قد اخبرها به مجدى بعد موت أمير بسنوات فهو أصبح مشلولا الآن وهى استعادة ذاكرتها

جميلة : لما انا وقعت من فوق أمير مسك ايدى مكانش عايزنى أقع كان خايف بس المجرم التانى ضرب أيده بالنار وانا وقعت اتخبطت كتير لحد ما وقعت تحت خالص فى ميه

وقتها كان واحد ماشي بعربيته فى المكان ده هو ومراته سمعوا صوت الميه لما انا وقعت فيها أمر الرجالة بتوعه يروحوا يشوفوا فى ايه

ناس منهم نزلوا البحر ولما لاقونى طلعونى وكنت لسه بتنفس فضلت ست شهور فى غيبوبة وعرفت انى نسيت كل حاجه وهما فضلوا يقنعونى انهم أهلى وانا صدقتهم لحد ما قابلت أمير وخدنى وسافرنا واتجوزنا

كانت تتكلم وهى شاردة بكل شيء حدث لها مع أمير

لم تجد من صغيرها رد نظرت له وجدته قد غطى بنوم عميق

ابتسمت بخفه عليه وضمته أكثر لأحضانها وهى تستند على الحائط خلفها وتغمض عينيها


: اقتله

- نظر ذلك الطفل بصدمة وهو يرتجف هز رأسه بالنفى

ولكن الأخير جعله يمسك المسدس: قولتلك اقتله

سقطت دموع هذا الطفل وهو ينظر للرجل الكبير الذى يرتجف أمامه ويتوسله ألا يفعل

ولكن اغمض الصغير عينيه وأطلق النار على رأس الذى أمامه أصابت الطلقة رأسه ووقع أرضا فاقد الحياة

: بطل هو ده ابنى

نظر له الصغير بدمعه متحجرة فى عينيه تأبى الخروج وجعل النظره باردة وغادر من المكان بعدما أصبحت ثيابه مغطاة بدماء ذلك المظلوم




دخل ناصر للمنزل بعدما طرق كثيرا الباب ولم تفتح جميلة له

نظر بالداخل وجدها جالسه أرضا مغمضه عينيها وآدم ينام على قدميها

اتجه لها بهدوء وهو ينادى عليها

فتحت عينيها تنظر له

جميلة : ناصر تعال

ناصر : ماسه معيزاش تسكت عايزه تيجى لآدم

ضحكت على الصغيرة التى تضرب والدها لتحرر يدها من قبضته وبعدما تحررت منه أسرعت لآدم النائم

ماسه: آدم اصحا بقا انت بتنام كتير

عقد ذلك النائم حاجبيه ولم يرد عليها

وعندما لم تجد منه رد عبس وجهها وهى تقول: فهد كان بيقول لى تعالى نخرج مع بعض

انتفض آدم من نومه وهو ينظر إليها بشر لم تكن تلك النظرة بريئة ابدا لطفل بعمر التسع سنوات

آدم بصراخ: هو كلمك تانى

ماسه وهى تبتعد عنه قليلا وترفع يدها بحيرة: بس انا مردتش عليه وقولت لازم اجى اقولك عشان تضربه

آدم: وانتى وقفتى معاه ليه

لم يجد منها رد أمسك بأذنها يجذبها حتى تألمت

ماسه بدموع: سيبنى خلاص أخر مره

كانت جميلة وناصر ينظرون للموقف بدهشه حتى أخيرا تحركوا وهم يبعدون آدم عن ماسه

جميلة بحده وهى تحاول ابعاده عنها : سيبها يا آدم انت بتعمل اى

آدم: قولتلها متقفش مع الغبى فهد ده وبردوا بتقف معاه دى عايزه اموتها

أبعد ناصر آدم عن ابنته وهو يبتسم بخفه عليه

احتضنت ماسه جميلة وهى تبكى

ماسه وهى تفرك عينيها: شوفتى يا ماما جميلة بيضربنى

جميلة وهى تواسيها: متزعليش انا هخليه يتأسفلك

أخذ ناصر آدم للخارج وتركوا ماسه مع جميلة

ناصر بعد صمت وهو يسير وآدم بجواره: ينفع اكده تضربها

آدم بهدوء: الغلطان يستاهل ينضرب

ناصر وهو ينظر له : وهى غلطت فى ايه

آدم بشر: قولتلها قبل كده لو وقفتى معاه تانى هقتلك وبردوا مسمعتش كلامى

ناصر بهدوء: اتحكم فى نفسك يا آدم متبجاش عصبى ومتهور اكده ده انت اللى هتاخد حق الغالى

نظر له آدم بصمت

ناصر مبتسما: تعرف انا مش خايف على بتى عشان معاك

ابتسم آدم باتساع لكلام ناصر وظل يسير بجواره


كان عبد الله يجلس بمكتبه وهو يمسك إحدى الملفات ويبتسم

عبد الله : كده عرفت معاد العملية الجاية ويا انا يا انتو

كان يحدث نفسه فهو منذ موت صديقه عاد لعمله بجدية لكى يستطيع أخذ ولو القليل من حق أمير

قطع تأمله لتلك الأوراق صوت رسالة وصلت إليه

أمسك هاتفه وينظر بلامبالاه

ولكن تجمد الكون من حوله وهو ينظر للرسالة

كانت صورة لعلا وفتاه صغيرة بجوارها تشبهه كثيراً

لم يحتمل الوقوف أكثر وجلس على أقرب كرسي وهو يتمعن بالصورة

اغرورقت عيناه بالدموع بالتأكيد تلك الصغيرة هى ابنته التى لم يراها لمرة واحدة

فقد بحث كثيرا عنهما ولكن لم يستطع الوصول إليهم

صدر هاتفه صوت نغمه تعلن عن وصول رسالة أخرى

ارتعشت يديه وهو يفتحها وجد مضمونها

" أبعد عن العملية الجاية ومتدخلش أو اتشاهد على روح بنتك ومراتك وعشان احنا قلبنا كبير ده عنوان مراتك

وأرسل إليه عنوان لمكان لا يبعد كثيرا عن مدينته"


ألقى عبد الله ما بيده وهو يجرى للخارج فهل حقا سيرى ابنته وزوجته التى هربت منه

كان يقسم انه حين يجدها سيذيقها من العذاب الكثير ولكن تبخر كل ما كان يفكر به فقط عند رؤيته لإبنته وزوجته

وصل إلى وجهته سأل عن المنزل حتى دلوه عليه

كان منزل صغير حالته جيده

توجه لباب المنزل وقلبه ينبض بقوه

خبط الباب وسمع صوت يخبره أن ينتظر ثوانى


علا : جومى يا حلا افتحى

حلا تلك الفتاه التى تنام على بطنها تنظر للتلفاز: يووه هو مفيش غير حلا ولا أى

علا بعصبيه: جومى يا ميلة بختى وبعدين مفيش غيرك

قامت الفتاه وهى تشتم فى سرها وتوجهت للباب تفتحه

وجدت عبد الله يقف أمامها وينظر اليها بفرح يختلط بالدموع

حلا وهى تستند على باب المنزل: نعم عايز مين

لم يرد عليها عبد الله وهو ينظر لكل انش بها قامتها القصيرة وشعرها الذى ترفعه لأعلى وكان غجرى ولكن جميل ملامحها التى تشبهه كثيرا وتلك الشامه بجوار فمها

حلا بضجر: قول بقا عايز أى القط والفار هيخلص

ولكن دهشت وهى تجد ذلك الشخص يجذبها لأحضانه وهو يدفن وجهه برقبتها وسقطت دمعه صغيرة من عينيه على رقبتها

لم تعلم هى ماذا تفعل ولكن شعرت بالحزن عليه

مدت يدها الصغيرة تربت على ظهره وهى تسأله ببراءة: انت زعلان من ايه

قاطع ذلك الصمت صوت علا القادم

علا : مين يا بت

نظرت لعبد الله الذى رفع رأسه اليها كانت نظرتها مليئة بالصدمة

جذبت ابنتها بسرعه من احضانه وهى تخبئها خلف ظهرها

كان عبد الله يتابع فعلتها ولم يتكلم

علا بهجوم فى كلامها: انت جاى اهنه ليه عايز منى ايه

عبد الله بحزن والم: دورت عليكى كتير يا علا

علا بسخرية: عشان تجتلنى وتجتل بتى مكفكش العذاب اللى عملته فيا

عبد الله بهدوء: انا جاى اخدك واخد بنتى

علا بشراسه: ملكش بنات عندى

كانت حلا تقف حائرة ما الذى يحدث ولكن استنتجت انها تكون ابنة ذلك الرجل فهى وان كانت صغيرة إلا أنها ذكيه

اقتربت سيدة كبيرة تدعى فاطمه من المنزل حتى وقفت أمامه وسمعت آخر ما قاله عبد الله وعلا

فاطمه بهدوء: ادخل يا ابنى جوه

نظر عبد الله لها ولم يعلم من تكون

علا بحده: هيدخل فين يما

فاطمه: ابعدى من قدامه خليه يدخل

وبعد إصرار تلك السيدة ابتعدت علا عن الباب وابنتها مازالت تقف خلفها تقدم عبد الله للداخل وتلك السيدة خلفه

فاطمه بعتاب: جاى تدور عليهم دلوقتى

عبد الله بألم : دورت عليهم كتير وملقتهمش

فاطمه وهى تنظر لعلا: تعالى هنا

اقتربت علا منهم وظلت حلا مكانها تنظر لجميعهم

عبد الله بهدوء دام بعد صمت: جهزى نفسك هتيجوا معايا

علا باستهزاء: وانا المفروض اجولك اوامرك بجولك يا عبد الله أبعد عنى انا وبتى

عبد الله بعدما نفذ صبره صاح بها : انا مباخدش رأيك قومى وجهزوا نفسكوا

تدخلت تلك السيدة لتهدأت الوضع بينهم: الكلام أخد وعطا يا ابنى

عبد الله بصوت حاد: اخد وعطا اى لما أفضل ادور على بنتى ومراتى عشر سنين كاملين وملقهمش وكل ثانية أفضل أتخيل يا ترى ولدت ولا لا يا ترى جات بنت ولا ولد طيب شكله أو شكلها اى أو حتى اسمها أى مش حرام اللى عملته فيا ده

اشاحت علا ببصرها بعيدا عنه ولم ترد

عبد الله بعدما وجد منها الصد عن كلامه: عالعموم انا هاخد بنتى لو حبيتى تيجى وتغيرى رأيك فى أى وقت انا مستنيكى

وقفت علا بسرعه بعد سماعها لكلامه وهى تحتضن ابنتها: مش هتاخدها يا عبد الله

نظر عبد الله لها بضيق فهو أصبح مهدد بهم الآن

فاطمه وهى تجذب يده ليقف معها : تعال يا ابنى معايا شوية

وقف عبد الله وهو ينظر لعلا تلك الفتاه التى أحبها حقا منذ رؤيتها اول مره أصبحت الآن بالثلاثين وازدادت جمالا وانوثه وشراسه أكثر

وتحول نظره إلى الصغيرة التى ترمقه بنظرات لم يفهمها ولكن كانت بها سعادة

ذهب خلف تلك السيده

فاطمه: انا هقنعها بس سيبها يا ابنى دلوقتى ومتضغطش عليها

عبد الله بإحباط: يعنى هعمل اى دلوقتى

فاطمه بابتسامة: انا هتكلم معاها وهعقلها واذا كان على بنتك تعال زورها كل شوية واقعد معاها

نظر عبد الله نظرة اخيره للمنزل واومأ لها

أخرج من جيبه كل الأموال التى معه وهو يمد يده بهم لفاطمة

عبد الله بابتسامة: خدى دول هاتى لهم أى حاجه عايزنها

فاطمه وهى على نفس ابتسامتها: خلى فلوسك معاك الحمد لله مش ناقصهم حاجه

عبد الله وهو مصر أن يعطيها الأموال: هاتى بيها اى حاجه لبنتى

أخذتهم منه تلك السيدة

نظر عبد الله بألم لها : هى اسمها أى

فهمت انه يريد أن يعلم اسم ابنته : اسمها حلا

استدار عبد الله وغادر المكان بسرعه حتى لا تسقط تلك الدمعه المعلقه بعينيه أمامها




 


"البارت الثانى"



ما الشوق مقتنعاً منى بذا الكمد

حتى أكون بلا قلب ولا كبد

ولا الديار التى كان الحبيب بها

تشكو إلى ولا أشكو إلى أحد


بعد مرور ثلاث سنوات

( انا بحبك جوى.... تعرف حاجه انا حاسس انك ولد وهتكمل كل حاجه انا بدأت فيها .... كون هادى يا ولدى.... انا كنت جربت أخلص كل حاجه بس عرفت ان مبجاليش كتير .... انا جهزت حاجات كتير ليك .... خليك صالح وعارف ربك واوعاك فى بلاد الغربة تنسا دينك... خد بالك ومتهملش أمك وجول لها أن ابوى بيحبك ولو هى زعلانه وبتبكى انا هزعل منيها....

انا سايبلك حاجه صغيرة تحت البيت لما تكبر دور عليها هتساعدك ومحدش يعرف مكانها انت اللى لازم تعرفه)

أغلق آدم تلك الرسالة التى قرأها فتلك كانت من إحدى رسائل والده التى كتبهم له قبل موته

كانت جميلة تجلس أمامه وتنظر له تتمعن فى تعابير وجهه وهو يقرأها

رفع آدم وجهه لها وجدها تنظر له

ابتسم بهدوء وهو يقول : بابا بيحبك اوى يا ماما

سقطت دمعه صغيرة من عيونها تلتها دمعات كثيرة وهى تغطى وجهها فهى تحاول أن تصبر وتتماسك ولكن حقا لم يعد لديها قدرة لشئ

اقترب منها آدم وهو يحتضنها حتى تهدأ وتشبثت هى به فهو من يصبرها على هذه الدنيا من بعد رحيل حبيبها

وظل يدور برأس ذلك الصغير ما أخبره به والده عن ذلك الشئ الذى تركه له اسفل المنزل

ابتعد عن والدته وهو يمسح دموعها

آدم ببراءة: انا عايز أنزل تحت البيت

استغربت جميلة من طلبه : عايز تنزل تحت ليه

آدم بهدوء : بابا سايبلى حاجه هناك ليا

نظرت له جميلة باستغراب ولكن اومأت بالإيجاب وابتعدت لتحضر مفاتيح ذلك الباب الصغير الذى يؤدى إلى أسفل

نزلت معه عبر سلم صغير كان يوجد غرفة متوسطه الحجم

عبس وجهه وهو يرى التراب يملأ المكان ولكن الأغرب أن الغرفة فارغة تماما

جميلة بهدوء: بس هنا مفيش حاجة يا آدم

نظر ذلك الصغير لكل مكان بالغرفة وبالفعل لم تكن تحتوى على شئ

آدم : بس هو قال لى فى حاجه ليا هنا  

هزت جميلة كتفها دليل على عدم معرفتها بشئ

ظل آدم ينظر للمكان وهو يتجول به يلمس كل شئ

ضغط بيده على مكان بالحائط فخرج منه درج صغير

دهشت جميلة وابتسم آدم بسعادة

وجد مجموعه ملفات بذلك الدرج أخذهم بسرعه وهو يجلس على الأرض وينظر إليهم

فتح اول ملف وكان به ورقه صغيرة فى البداية

امسكها ووجد بها كلمات صغيرة مطبوعة

- إن كنت لم تكمل سن العشرون فاترك الملفات ولا تفتحهم حتى تكملهم

نظر آدم للملفات بضيق فهو بسن الثالثة عشر الآن

زفر بحده فهو متشوق لمعرفة محتويات تلك الملفات ولكن حسنا سيصبر أخذ الملفات واعادهم إلى مكانهم مره اخرى

كانت جميلة تنظر لإبنها بابتسامة وهى تغادر خلفه ذلك المكان


كان يقف عبد الله أمام منزل علا ينتظر قدوم ابنته من مدرستها

وجدها أخيرا تأتى من بعيد تسير بهدوء تضع يديها بجيبها

وشعرها المجعد يتساقط أمام وجهها

ولكن ضغط على يديه وهو يجد أحد الأولاد يقتربون منها

أسرع هو بالسير تجاهها فمن هذا الذى يتجرأ أن يلمس اميرته الصغيرة

ولكن وقف مكانه وهو يرى ابنته بكل برود تمسك بيد ذلك الولد وتلفها خلف ظهره

الولد بصراخ: سيبينى

حلا ببرود وهى تقترب من اذنه: مش قولتلك قبل كده ملكش دعوه بيا

اومأ لها ذلك الولد بالإيجاب

دفعته هى بعيدا عنها ونظرت إليه بإشمئزاز واكملت طريقها

وجدت والدها يقف بالقرب منها

جرت عليه وهى تقفز تتمسك برقبته فهى قصيرة قليلا ضحك عبد الله على ابنته فحتى حركاتها تشبهه عندما كان يقفز على أمير ويتمسك به

ضم ابنته بهدوء فهو قد اكتسب حبها بسرعه

عبد الله بضحكه: مكنتش اعرف انك جامده كده كنتى هتكسرى ايد الواد

ضحكت حلا وهى ترد عليه : انا قولتله قبل كده يبعد عنى وهو عبيط مبيفهمش

ثم لمست وجه والدها بيدها الصغيرة وهى تكلمه بهدوء: ارجع لماما وخلينا نعيش سوا

تنهد عبد الله بضيق فتلك الثلاث سنوات التى مرت كان يترجاها كثيرا ان تعود إليه

بعدما رأى ذلك الشاب الذى كان بحضنها ذات يوم وامسك به

واعترف أن بعض الناس اعطوه مال كثير ليفعل ذلك حتى يشغله عن المهمات التى يقوم بها

ضغط عبد الله على ذلك الشاب لكى يعرف من أرسله وعندما لم يجد منه اجابه قتله ببرود

عبد الله وهو يعود لواقعه على ملمس يد ابنته التى تتجول على وجهه

عبد الله : هى مش عايزه ترجعلى يا حلا بس تعرفى انا مش زعلان منها هى معاها حق

حلا : طيب نزلنى وتعال ندخل جوه

عبد الله وهو يبعد نظره بعيدا وينزل ابنته أرضا : لا انا همشي وهخلص شغلى وجهزى نفسك عشان نتغدا برا مع بعض

حلا بسرعه: خدنى معاك الشغل عشان خاطرى يا بابا

تلك الكلمه التى خرجت من فمها الصغير جعلت قلبه يدق لها فهو لم يسمعها منها كل ذلك الوقت

نزل على ركبتيه أمامها وهو يبتسم لها

حلا بضيق وهى تربع يديها : قوم أقف انا مش قصيرة اوى كده

ضحك عبد الله بصخب عليها وهو يحتضنها

حلا بتوسل: هتاخدنى معاك مش كده

عبد الله وهو على نفس ابتسامته: ادخلى استأذنى من علا لو وافقت غيرى هدومك وتعالى

حلا بتحذير: اوعى تمشي مش هتأخر

وذهبت تجرى إلى داخل المنزل

ألقت بحقيبتها أرضا واتجهت لعلا الجالسه

حلا : يا ماما انا عايزه اروح مع بابا

علا بسرعه: هو عبد الله اهنه

وتداركت نفسها وهى تعود إلى هدوئها: هتروحى فين

حلا بابتسامة: هروح معاه الشغل مترفضيش يا ماما

نظرت لها علا والى توسلها اومأت لها بالإيجاب

علا وهى تقف وتمد يدها اليها: تعالى غيرى خلجاتك وروحى 

ذهبت معها حلا بسرعه وهى تكاد تقفز من السعادة

ارتدت فستان بحمالات رفيعه لونه بلون السماء يصل لنهاية قدمها

ورفعت شعرها الغجرى للأعلى وتساقطت خصل منه على وجهها

كانت تبدو تلك الفتاه جميلة برغم هدوء جمالها وبشرتها الخمرية إلا أنها فاتنه

ودعت والدتها بقبله صغيره وهى تغادر المنزل

وقفت علا تنظر لإبنتها وزوجها الذى يستند بكل رجوله على الحائط خلفه ينتظر صغيرته أن تأتي

ظلت تتمعن فيه فهو ازداد رجولة وجمالا عن قبل الآن هو بنهاية الثلاثين ولكنه أصبح فاتن عن ذى قبل

فاقت من غفلتها تلك على صوت السيدة التى فتحت لها بيتها وجعلتها تعيش معها فيه فهى ليس لديها أولاد وقد مات زوجها

فاطمه بهدوء وابتسامة خفيفه: كفاية كده كلتيه بعيونك

توترت علا وهى تنظر لها : لا انا بشوف بتى انتى تجصدى اى

لم ترد عليها فاطمه وهى تقف بصعوبة لكى تتوجه لغرفتها

فاطمه وهى تغادر: هتفضلى تكابرى لحد ما يروح من أيدك كفاية السنين اللى ضيعتيها وارجعيله

لم ترد عليها علا وهى تنظر للخارج مره اخرى

وجدت ابنتها قد ركبت معه سيارته وغادروا


مرت الأيام وأتى اليوم الذى يخاف منه عبد الله

فقد هددوه بإبنته بطريقة مباشرة

لم يتحمل ما يحدث وذهب بسرعه إلى منزل زوجته

فتحت علا له الباب ونظرت إليه

عبد الله بهدوء: عايز اتكلم معاكى شوية

ابتعدت علا عن الباب وهى تفسح له المجال للدخول

عبد الله وهو ينظر للمنزل لم يجد ابنته

عبد الله : فين حلا

علا وهى تفرك كفيها: نايمه جوه

اومأ لها عبد الله واقترب منها أمسك كفيها

عبد الله برجاء: بيهددونى ببنتى يا علا أبوس أيدك تعالوا عيشوا معايا لما تكونوا قريبين منى هقدر احميكوا

جذبت علا يديها منه فهى وان كان بقلبها بعض المشاعر له غرورها يأبى أن توافقه

علا باستهزاء: جولتلك جبل اكده ملكش بنات عندى وانا هجدر احمى بتى زين منك ومن غيرك

عبد الله وهو يكاد يجن من كلامها: اسمعينى بالله عليكى انتى عارفة طبيعة شغلى وعارفه انا ممكن يحصلى ايه وكمان وصلك اللى حصل فاخوكى بس اللى متعرفيهوش أن العصابة دى كانت سبب كل حاجه

وقفت علا بضيق وهى تبتعد عنه تكلمت بالامبالاه: وانا جولتلك اللى عندى

اقترب عبد الله منها : يعنى ده آخر كلام عندك

علا باستفزاز: ايوه آخر كلام ومعنديش غيره

اقترب عبد الله منها أكثر : يبقي انتى مسبتليش خيار تانى يا علا انا آسف

نظرت له ولم تفهم ماذا يقصد

مد يده بثوانى لخلف رقبتها وهو يضغط بخفه عليها جعلتها تقع بين يديه فاقده للوعى

حملها بهدوء ووضعها على سرير بإحدى الغرف

ودخل الغرفة الأخرى وجد ابنته تنام بها

حملها بين يديه وألقى نظره اخيره على زوجته وتركها وأخذ ابنته معه

ركب سيارته وانطلق بها إلى أبعد مكان سيعيش به



كانت ماسه تسير بجوار آدم وهى تتحدث معه

فلم يعيرها انتباه وقفت أمامه وهى تدب قدمها بالأرض

ماسه بغضب: انت مش مركز معايا ليه

نظر آدم لها ببرود ولم يرد

ماسه بزعل: كل ده عشان هدومى

ونظرت إلى ثيابها عبارة عن بنطال جينز ضيق وتيشرت بأكمام قصيرة

آدم ولم يستطع أن يصمت صاح بها بغضب: وشعرك ده انا مش قولتلك تلبسي طرحه

ماسه بملل: وانا قولتلك مره مش هلبسها دلوقتي انا لسه صغيرة

لم يرد عليها وهو يكمل طريقه

ماسه وهى تنادى عليه : آدم استنى وحاولت اللحاق بخطواته

أتى صوت من خلفها جعلها تتوقف كان زميل لها بالمدرسة يدعى فهد فهو والده مصرى ولكن والدته اجنبيه

فهد بابتسامة: سيبك منه تعالى امشي معايا

نظرت ماسه بتوتر لفهد وهزت رأسها بالنفى وهى تبتعد عنه

فهد بضيق: خايفه منه ليه ده ميسواش

كان آدم يستمع لكلامه ولم يستطيع أن يسكت

عاد لذلك المدعو فهد وفاجأه بضربة قوية بمعدته

سقط فهد أرضا وهو يمسك بطنه ويتألم

ماسه بصدمه: آدم انت عملت اى

لم يرد عليها وهو يجذب يدها ويعود بها مره اخرى الى منزله


دخل رجل على ذلك الصغير الجالس فى الغرفة ينظر من النافذه وبيده سيجارة يشربها

جذب الرجل تلك السيجارة وهو يلقيها بعيدا ورفع الطفل من ثيابه

ارتعب الصغير من وجود والده أمامه

الرجل بصراخ: انا مش قولتلك مية مره متشربش الكلام ده

كان ذلك الطفل يرتجف من الداخل ولكن من الخارج البرود التام

الطفل ببرود: هتفرق اى يعنى ما انا بقتل وبسرق هتيجى على السجاير والمخدرات

صفعه ذلك الرجل بقوه جعلته يسقط أرضا وتنزف شفتيه

وقف أمامه الطفل مره اخرى وهو يمسح شفتيه بيده وينظر بقوه فى عين الرجل

هتف بهدوء: كمل واضرب أو اقولك احرقنى زى ما عملت هنا

ورفع ثيابه يكشف عن حرق كبير بجانبه الأيسر

نظر له ذلك الرجل ولم يفعل تلك المره شئ بل استدار ليغادر المكان

هتف الطفل بحزن يتخلله الألم: بكرهك

وعاد إلى مكانه مره اخرى بجوار النافذه


 


"البارت الثالث"



كانت تسير فى الشوارع تنادى على ابنتها وهى تبكى

حالتها صعبه الجميع يشفق عليها

كانت علا تسأل كل شخص تراه عن ابنتها وتدعو كثيرا على عبد الله ولكن الجميع يبتعد فى اشمئزاز عنها

ولكن الذى لم تستطيع حسابه

هو ابلاغ أحد الأفراد عنها لمشفى الأمراض العقلية

فأتت السيارة وتوقفت أمامها

كانت تجلس على صخره كبيرة تنظر للجميع

وحين اقترب منها هؤلاء الأشخاص ظلت تحاول ابعادهم عنها وهى تصرخ بهم

علا ببكاء: بعدوا عنى انا مش مجنونه هاتولى بتى

وظلت تتحرك بعنف تريد أن يتركوها ولكن لم يستمع اى احد لها

وضعوها بالسيارة وانطلقوا بها إلى وجهتهم


2


تجلس تلك الصغيرة تنظر لوالدها الذى يبادلها النظرات أيضا

سألها عبد الله : مش عايزه تسألينى عن حاجه

هزت حلا كتفيها فى حيرة : اكيد انت عارف اى الحلو واى الوحش

فابتسم لها فهو منذ قليل قد اخبرها انها ستعيش معه

حلا بهدوء: مش هشوف ماما تانى

عبد الله وهو يتمعن بملامحها الهادئه: هتشوفيها بس مش دلوقتى يا حلا

بعد صمت لثوانى اومأت له ونامت على السرير تنظر لسقف غرفتها الجديده


عائدة من مدرستها فوالدها قد سجلها بإحدى المدارس وكالمعتاد لم تحب أحدا بها فأخذت تسير بمفردها

لفت نظرها طفل بمثل عمرها تقريباً يقف على بعد منها ينظر لها

ظلت تتمعن به وهى تسير وجدت نفسها تقترب منه وحين أصبحت قريبه ابتسمت له

حلا وهى تمد يدها له : أسمى حلا وانت

نظر زين ليدها الممدوده ثم لها ببرود واعطاها ظهره وابتعد عنها

حلا وهى تكاد تنفجر من الغيظ هى أول مره تمد يدها لأحدهم وهو رفض أن يسلم عليها

هتفت بصوت عالى وهى تدب الارض  بقدميها : مغرور

ابتسم زين بهدوء علي كلمتها وأكمل طريقه


مرت الأيام وتبعتها السنين

كان آدم يهبط السلالم لأسفل المنزل فى هدوء

فاليوم عيد مولده العشرون

سيعلم أخيرا ما محتوى تلك الملفات التى تركهم له والده

كان متشوق لرؤيتهم لمعرفة ما يوجد داخلهم ولكن ظل يصبر نفسه حتى آتى ذلك اليوم

أخذ الملفات من مكانها وهو يجلس أرضا

لا يهتم بتلك الاتربه أو ملابسه التى ستتسخ

فتح الملفات بهدوء وهو يقرأها بتمعن

بعد قليل من الوقت ظهر شبح ابتسامة على شفتيه

سمع صوت هاتفه يعلن عن مكالمه

وضع الهاتف على أذنه بدون أن يعلم من المتصل

جورج: آدم وينك يا زلمه مشتاقينلك

ابتسم آدم على صديقه: انا موجود انت اللى فين

جورج بضحكه: تعال عندى لك حاجه إنما أى زى القشطه

ضحك آدم على صديقه الذى يحاول تقليد لهجته المصرية

آدم: واى هى الحاجه اللى زى القشطه

جورج بحماس: اليوم اجوا بنات مشان عرض الأزياء تعال اختار معى ذوقك حلو

آدم: لا يا عم متشكر مش عايز

جورج بزعل مصطنع: بربى ازعل منك يااا تعال ولو

آدم وهو يستمع لإصرار صديقه عليه

آدم بسرعه : خلاص يا رخم انت مسافة الطريق

وأغلق معه الهاتف وأعاد بصره مره اخرى لتلك الملفات

حملها معه وهو يغادر المكان صعودا لأعلى



كان يقفز ذلك الرجل من على المبنى وهو يكاد يتعثر فيسقط ثم يقف مره اخرى

ووراءه المعروف بالسفاح

يبتسم بغرور على ذلك الذى يجرى أمامه وهو يرتجف

زين وهو ينظر برود: مصمم تجرى وانت عارف انى هجيبك

ثوانى وانطلق زين بأقصي سرعته تجاه الرجل وهو يهتف : انا زهقت وانت عارف لما السفاح يزهق بيعمل ايه

وقع الرجل مره اخرى على وجهه وما كاد يرفع وجهه

حتى رأى حذاء زين أمامه

انتفض وهو يعود بجسده للخلف زحفا

ويبكى كالطفل الصغير

الرجل بدموع: انا عندى عيال ومراتى وابويا وامى ملهمش غيرى انا اللى بصرف عليهم ابوس ايدك متقتلنيش

نظر له زين ببرود وبثوانى قد رفع مسدسه وأطلق رصاصه أصابت قلب ذلك الرجل مباشرة

فسقط أرضا غارق بدماءه بدون حراك

وصل رجال زين إليه بعدما كانوا يسرعون للحاق بسيدهم

زين بضحكه عاليه : كده ده رقم عشرين

ونزل على إحدى ركبتيه وهو يلمس دماء الرجل بإصبعه ويكتب بدماءه بجوار جسده اسم السفاح

كان الجميع ينظر بخوف لذلك الرجل الذى أمامهم

فهو تعود كل سنه بيوم ميلاده يقتل رجال على حسب عمره فهو أكمل العشرون اليوم وقتل عشرون رجل

أخذ زين سيجارة وهو يشعلها ببرود وينفث دخانها عاليا

وهو يضع يده بجيب بنطاله

أتى أحد رجاله وهو يقترب بخوف يمد يده بالهاتف لزين

نظر زين للهاتف بنظرة متضايقه وهو يأخذه ويضعه على أذنه

سمع صوت يكرهه كثيرا وهو يقول : زين تكون موجود بالليل فى المكان بتاعنا

لم يبدى زين أى رد وألقى بالهاتف أرضا وهو يسير ويبتعد عنه الجميع


: عرفتى يا حلا هتعملى ايه

حلا وهى تقف أمام القائد المكلف باتباع الشخص المعروف بالسفاح ورجاله فقد وصلتهم معلومه عن مقتل عشرون رجلا اليوم وبدون أى خوف كتب بجانب كل شخص منهم ( السفاح) 

حلا وهى تشعر بالتوتر: بابا لو عرف هيروح فيها يا علاء

علاء بابتسامة مطمئنة: متخافيش يا حلا وانتى ذكيه حاولى بس تلفتى نظره وافضلى معاه ومعاكى حبوب الهلوسة اديله منها فى أى عصير واستجوبيه

حلا مع أنها تشعر بالخوف والرهبه إلا أنها وافقت على طلبه فقد ارسلوها لتوقع هى بزين لذكاءها وأيضا لجمالها بالاضافه لقوتها ولكن تعمل من وراء والدها

خرجت حلا من المكان وهى تفرك كفيها بتوتر فستذهب لتجهيز نفسها لهذه الليلة

وصلت لمنزلها ودخلت به قابلها ذلك الصغير على الباب

فادى بعبوس وهو ينظر ليديها الخاليه : مجبتليش حاجه حلوه

ابتسمت لذلك الصغير وهى تجلس أمامه : هو انا اقدر انسا

وفتحت حقيبتها أخرجت منها شوكولاته كبيره واعطتها له

اقترب الصغير بسرعه من خدها وهو يقبلها

فادي بفرح: شكرا

لعبت بشعره قليلا ثم وقفت وتركته يأكلها

عبد الله بهدوء من خلفها وهو ينظر للصغير: مع انى كنت معترض من البداية انك تخليه يعيش معانا بس دلوقتى لا

استدارت حلا وهى تحتضن عبد الله وتشكره فمنذ رؤيتها لفادى اول مره وجماعة قد اختطفوه ظلت تدافع عنه حتى تركوه وابتعدوا أخذته لمنزلها ولكن للأسف لم يكن الصغير يدرك شئ ولا يعرف من أهله وضعت بعض الإعلانات عن الطفل ولكن لم يأتى أحد لأخذه فجعلته يعيش معها



وصل آدم إلى شركة صديقه الصغيرة وهو يتقدم للداخل ولا يستطيع أحد أن يوقفه فالجميع يعرفه

وصل أخيرا إلى غرفة واسعه بها مكان طويل يعلو قليلا عن الأرض وكراسي حوله

جورج من بعيد وهو يتقدم له ينادى بإسمه: آدم

اقترب آدم من صديقه واحتضنه

تجاذبوا أطراف الحديث حتى جلسوا مع مجموعه من الأشخاص

كانت البنات يأتون من الداخل وهم يرتدون فساتين مبهرة يعرضونها على جورج وآدم والبقية

شعر آدم بالملل ولكن سيظل حتى لا يحرج صديقه


ماسه وهى تتكلم مع صديقتها: متأكده انه حلو عليا

الفتاه التى أمامها وهى مبهورة من جمال ماسه حدثتها باللهجه العربيه ولكن ليست متقنه لها : انه رائع

ابتسمت ماسه فجميع الفتيات مبهورين بها

أخيرا أتى دورها فخرجت تعرض عليهم الفستان وهى تنظر للأرض تمسك طرف الفستان بيديها

رفعت وجهها ولكن تلاشت ابتسامتها تدريجيا وهى ترى آدم أمامها

صاحت برعب: ينهار اسود

آدم وهو يقف من مكانه ببطء ويفك حزام بنطاله: فعلا هيبقا أسود

هبطت ماسه من على تلك المنصه وهى تحاول الفرار منه

ماسه : آدم هفهمك متحكمش على حاجه قبل ما تسمع

آدم بصراخ وهو يقترب منها : اسمع أى أن ما ربيتك يا ماسه هى دى صاحبتك اللى بتزوريها

وجه الحزام نحو جسدها ولكن هربت بأعجوبة منه وهى تجرى حول المشاهدين والجميع ينظر للموقف بدهشه

اختبأت خلف الكرسي الذى يجلس عليه جورج وآدم يقف أمامه

ماسه : انا كنت عايزه اجرب حاجه جديده بس صدقنى

آدم بحده : أصدق أى الله يخربيتك ووجه الحزام بقوه نحوها ولكن أصاب وجه جورج

صرخ جورج من الألم : يلعن شوهتونى

آدم بدون اهتمام: استنى هخلص معاها واشوف حكايتك

ماسه بابتسامة بلهاء: آدم هو ده الحزام أبو توكه حديد

آدم وهو يرد عليها بنفس الابتسامه: اه يا حبيبتى أبو توكه حديد

وقفت بضيق وهى تكتف يدها : لا انا عايزه الحزام التانى ده بيوجع

عاد آدم للجرى ورائها: ما تقوليلى عايزه لونه أى كمان أى رأيك

جورج وهو يضحك بجانب آلمه: مشالله عليكى باينتك جربتى كتير

ماسه وهى تكمل ركضها: يووه متعدش

وخرجت من المكان وآدم خلفها

جورج بصراخ بعدما تذكر شيئاً: الفستان الله ياخدكوا




دخل للمكان وما كان سوى ملهى ليلى

كان الجميع ينظرون إليه بدهشه والفتيات بإعجاب وافتنان

لم يبالي بأى منهم وهو يتوجه لمكان والده والمجموعة التى تجلس معه

جذب أحد الكراسي وهو يجلس بهدوء

أخذ يستمع لحديثهم بملل حول نظره للمكان يرى الكثير ينظرون إليه

ومجموعة من الفتيات والشباب يرقصون على مكان عالى قليلا

ثوانى وانطفأت أنوار ذلك المكان فتوقف الجميع عما كانوا يفعلون

ظهر ضوء صغير مصوب فقط على حلقة الرقص الذى ابتعد الجميع عنها

ولكن جحظت عيونهم وهم يجدون تلك الفتاه تقف بالمنتصف ترتدى فستان اسود يلائم جسدها الممشوق وقامتها القصيرة وترتدى حذاء بكعب عالى باللون الأحمر النارى واكتفت بوضع روج بنفس لون الحذاء وقامت بتكحيل عيونها لتظهر لونهم الجذاب تركت شعرها الغجرى على حاله

صدح صوت موسيقى حماسيه فى الارجاء حركت الفتاه اصبعها فاقترب منها أحد الشباب جميل المظهر

وضع يده على ظهرها وقربها منه لفت إحدى قدميها على خصره وتركت الحرية له ليتحكم بحركاتها

ثوانى وافلتها لتدور حوله

كان الجميع ينظر بدهشه لتلك الفاتنه

توقفت النغمة وصدح مره اخرى صوت ولكن هذه المرة اغنية شعبيه

حركت جسدها بتناغم على تلك الموسيقي وهى ترقص باحتراف وعيونها فقط موجهة لزين

اغمض زين عينيه وألقى بالكأس الذى يمسكه أرضا وذهب بخطى سريعه إليها

توقفت الأغنية فور وصوله جذبها بقوه تجاهه وهو يمسك يدها بطريقه كاد يحطمها

بالرغم من أن تلك هى الخطه ولكن شعرت بقلبها يسقط لأسفل من الخوف

هى فقط كانت تريد لفت نظره لا أكثر ولكن الذى حدث هو أكثر من ذلك

لم تبدى أى مقاومة ولكن فاقت قليلا وهو يضعها بقوه داخل السيارة وينطلق بها حتى صدر صوت مزعج لإطار السيارة بسبب سرعته    



 


"البارت الرابع"




بصوا يا قمرات انا هوضح بس بعض النقاط

بالنسبة لآدم وماسه وضرب آدم ليها وكده ده مش بيبقى جد بيبقا هزار وهما متفاهمين وعادى

أما بقا حلا هى مش بتشتغل ظابط لا هى بتساعدهم وبس لأنها كانت بتروح مع عبد الله كتير الشغل واتعرفت على علاء اللى مكلف بالقبض على زين ورجالته

وعلا هتعرفوا بعد كده هى فين وبالنسبة للى قال ظلمتيها لا خالص متظلمتش وهتعرفوا بعدين ..


كانت تجلس بسيارته بالخلف

تشعر أن أحدهم قد عقد لسانها لا تستطيع الكلام

حلا : ممكن تقف

ولكن اللعنه خرج صوتها كالفأر الصغير الذى يرتجف

حتى هى لم تسمع صوتها

كادت تبكى وهى تدعو على علاء الذى وضع لها تلك الخطه

كان زين يتابع حركاتها وعلى شفتيه ابتسامة ساخرة منها


تقف الآن فى نهاية الغرفة وهذه المرة هى ترتجف حقا

يجلس الآخر على اريكه وبجواره مجموعه من الكؤوس بها أجود أنواع الخمور

يشرب الكأس ببرود دفعه واحده ثم يلقيه أرضا فيتهشم إلى قطع صغيرة أمامه

أمسك هاتفه وهو يفتحه على نفس النغمه الحماسية التى رقصت عليها بالحفل

زين وهو ينظر لجسدها من أسفل إلى أعلى

وببرود قال : ارقصي

نظرت له حلا لثوانى كأنها لم تفهم ما يقول

ولكن صاحت وهى تشجع نفسها وبنفس نبرته: فى المشمش

ولو مطلعتنيش من هنا هوديك فى ستين داهيه

أنهت كلامها وهى تنظر له

زين بصوت عالى جعلها تنتفض مكانها : تعال

دخل أحد الأشخاص بعد كلمته وهو يمسك يد ذلك الصغير المدعو فادي

حلا بصدمه : فادى وكادت أن تقترب منه

ولكن زين اوقفها بنظرته مكانها وأمر الشخص الآخر بالخروج

كان الصغير يبكى وهو ينظر لحلا كأنه يقول لها انجدينى

زين بنفس نبرته الأولى : ارقصي

لم ترد عليه وهى تركز كل نظرها على فادى

أخرج زين سكينة صغيرة وهو يبتسم بخبث

وضعها على كتف الصبى مسبب جرح صغير

صرخ هو بأعلى صوته ودموعه لم تجف من على وجنتيه

حلا بدموع وهى تنظر للزجاج الذى أمامه وله

أغمضت عينيها وهى تحرك جسدها على تلك الموسيقي

أشار لها بالاقتراب منه

اتجهت إليه وهى تحاول الا ترقص على قطع الزجاج

ولكن انغرست إحدى القطع بقدمها مسببه تلون الارضيه باللون الاحمر توقفت لثوانى بعدما شهقت بألم

ولكن أكملت رقصها وهى تحاول الوقوف على أطراف اصابعها

نهض زين من على الاريكه وهو يتقدم منها جذبها من خصرها أصبحت تقف بقدميها على حذاءه وتمسك بياقة قميصه الأسود

نظر إلى تلك العيون التى ظل يتتبعها زمنا وحين تظهر أمامه كانت ترقص أمام المجرمين

حلا وهى تنظر لفادى الذى لم يتحرك من مكانه وقطرات دماء صغيرة تتساقط من كتفه

وجهت نظرها إلى زين مره اخرى وهى تقول بخفوت: سيبه متأذيهوش

ظل زين ينظر لعيونها ولا يعلم بأنه اومأ لها بالإيجاب

تركها وأخذ يد الصبى وغادر من الغرفة

سقطت هى على ركبتيها وهى تحاول إخراج قطعة الزجاج من قدمها وظلت تسبه وتلعنه

فكانت منذ قليل تنظر له بتلك العيون البريئة الدامعه حتى يترك الصبى وشأنه ولكن اللعنه عليه كيف استطاع الوصول إليه


زين وهو يكلم أحد رجاله: خدوه ورجعوه المكان اللى جبتوه منه

أحد الرجال : أمرك

وأخذ ذلك الصغير وهو يبكى وينظر خلفه لزين

تضايق زين من نظراته ولكن لا يهم


أحدهم من خلفه : عندك تفسير للى عملته

لم يلتفت زين وإنما تحدث ببرود وهو يضع يده داخل جيبه : أظن مش انا اللى افسر حاجه عملتها

تنهد الآخر : قصدك أى يا زين

التفت زين إليه وهو يتحدث بشراسه: خليك فحالك يا رافعى بيه

أتى صوت انثوى آخر : اتحدت مع أبوك زين  وبعدين تكون مين دى اللى جبتها اهنه

ابتسم زين ببرود وبلمحه من البصر كان يضع سكينة على رقبتها

ولكنها لم تخف منه بل ظلت تتمعن بنظراته فهى تعلم أنه لن يفعل لها شئ

ابعده الرافعى للخلف وهو يهتف له : ضعيف

لم يرد عليه وغادر من المكان بأكمله

: فى حكاية ورا البت دى

الرافعى بهدوء : متخافيش زين عارف هو بيعمل أى

تنهدت الأخرى بضيق فهذه المره القلق سيطر عليها ولا تعلم لماذا فحياتها أصبحت مرتبطة بهم منذ زمن


ماسه بضحكه: آدم

همهم آدم بمعنى أنه يستمع اليها

ماسه بابتسامة: انت بتحبنى

نظر لها وهو يرفع إحدى حاجبيه ورد عليها بسؤال آخر : انتى شايفه أى

ضربته على كتفه: يا عم رد عليا زى بقيت الناس وقول بموت فيكى بحبك اوى الشغل ده انا ولا مره سمعتها منك

آدم بابتسامة صغيرة وهو ينظر لها : اوعدك اول ما نتجوز هقولك كل الكلام اللى نفسك فيه

اخفضت رأسه بخجل

أحدهم من بعيد وهو يقترب منهم: ماسه

التفتوا إليه ولكن آدم ضغط على أسنانه بقوه

فهد بسخرية: أى ده آدم تصدق مشوفتكش

لم يرد عليه الآخر واكتفى بنظراته له

فهد : فى حفلة النهاردة هتيجوا

نظرت ماسه لآدم فهى تعلم مدى كرهه لفهد

آدم ببرود : مبنروحش حفلات

والتفت إلى حبيبته وهو يجذبها من يدها : يلا يا ماسه

دب الآخر قدمه بالأرض وهو ينظر بحقد لآدم اقتربوا أصدقائه منه : رفض مش كده

ضغط الآخر على قبضته: انا عايز ابعده عنها

أحدهم : بيحبوا بعض مظنش هيبعدوا

فهد بضيق: فكر معايا انا عايز ماسه تكون ليا

شاب اخر وهو يرد عليه : سيبلى انا الحكاية دى


عاد آدم لمنزله بعدما أوصل ماسه لبيتها بدون كلام فهو يشعر بالضيق الشديد

ظل يفرك جبهته فيوجد آلاف المواضيع التى تشغله

واهمها الآن كيف يستطيع الوصول لأولئك الذين قتلوا والده وسببوا للجميع كل تلك التعاسه

دخلت جميلة لغرفة ابنها رأته يفرك جبهته مغمض العينين

اقتربت منه وهى تفرك جبهته بحنان ابتسم ادم فهو يعلم ملمس تلك اليدين بدون أن يرى صاحبها

أخذ يديها وهو يقبلها بحنان

آدم بحب : ربنا يخليكى ليا يا ماما

جلست جميلة جواره وهى تبتسم له

جميلة : بتفكر فى ايه يا حبيبي

تنهد آدم ولم يرد فهو يعلم مدى خوفها عليه ولن تسمح له بالاقتراب كثيرا من أولئك الأشخاص

عندما لم تجد جميلة رد منه

جميلة بألم : فى حق أمير مش كده

نظر لها آدم وهو يومأ ببطء دليل على الإيجاب

تجمعت الدموع بعيونها لذكرى زوجها : سيب حقه يا آدم

نظر لها آدم بصدمه مما تفوهت به والدته

آدم بضيق: انتى بتقولى أى يا ماما

سقطت دمعه منها : مش عايزه اخسرك انت كمان

أخذها آدم بأحضانه وهى تشبثت به تحاول إفراغ قليل من الحزن الذى يسكن قلبها

آدم بحنان ليجعلها تطمئن: كل حاجه هتبقا بخير متخافيش

عندما شعر آدم بهدوئها حاول ان يبعد الحزن عن هذا الجو : مقولتليش يعنى اجيبلك تأكل يا حبيبي زى كل يوم للدرجه دى أمير باشا خلاكى تنسينى

ابتسمت جميلة له رغما عنها فهى لا تحب أن تجعله يرى حزنها

جميلة بابتسامه : هروح اجهزلك أكل

وغادرت الغرفة

كان هو ينظر لها هو يعلم انها تبتسم بتصنع ولكن لا يعلم ماذا يمكن أن يفعل فها قد مر عشرون عاماً وهى لم تنساه للحظات بل يشعر أنها تبكى لفراقه كل يوم أكثر من اليوم الذى قبله


رن هاتفه ليقطع شروده

وضع الهاتف على أذنه: ايوه يا سعد

سعد بمرح: اى يا عم مبقاش حد يشوفك

آدم بمزاح: انا مش فاضي زيك

سعد : لا تفضي انت تجهز نفسك حالا وتيجى الحفلة اللى انا عاملها

وقبل أن يتكلم آدم قاطعه سعد بحده: لو رفضت هزعل منك والله

تنهد آدم بضيق: معلش يا سعد المره دى وبعدين انت عارف مليش فى حفلاتكوا اللى كلها شرب وبنات ديه

سعد بزعل مصطنع: هى دى الصحوبيه يا آدم يا اخى دى مره واحده وبعدين مفيهاش بنات كتير ومتشربش

زفر آدم: ماشي ابعت العنوان وانا هجيلكوا

سعد بضحكه: ايوه بقا كده هتحلو سلام هبعتلك العنوان فى رساله

آدم: سلام

ووقف وهو يخرج قميص آخر غير الذى يرتديه ويمشط شعره بعدما بعثره

وجد جميلة تناديه للأكل

خرج اليها وهى عقدت حاجبيها من رؤيته قد ابدل ثيابه جميلة : انت هتخرج

آدم وهو يقبل يدها: مش هتأخر صحابى عاملين حفلة هحضرها واجى

جميلة بحزن : يعنى مش هتاكل

آدم بمرح: هو انا اقدر اقاوم الأكل ده بس انتى طابخه اى يا رب ما تكون مكرونه محروقه

ضربته جميلة على كتفه وهى تضحك فهى للأن لا تستطيع أن تصنع الطعام بطريقه جيده

جميلة : بقا دلوقتى اكلى مش عاجبك

آدم بضحكه: مع أن بطنى بتوجعنى بعده بس بموت فيه

ابتسمت هى على ابنها المشاكس وهى تجلس بجواره لتأكل معه

وصلت رسالة له من صديقه يخبره بالعنوان

وقف آدم وهو يعدل قميصه الذى يرتديه وقال بحده : خلى بالك من نفسك يا جميلة ومتفتحيش لحد انتى فاهمه

رفعت هى حاجبها باستنكار وهى تنظر له

حمحم أمير وهو يتحدث بغرور : لايق عليا دور راجل البيت مش كده

ضحكت جميلة عليه : لا خالص

حك رأسه بإحراج: انا ماشي

وغادر المنزل وهو يغلق وراءه الباب

جميلة بحزن: يا ريتك هنا يا أمير كنت شوفت ابننا



سعد بضحكه : جاى يا رجاله فى الطريق

فهد وهو يربط على كتفه: ميجبهاش غير رجالتها

ولو فعلا الموضوع مشي زى ما انا عايز اطلب اللى انت عايزه وانا هعمله

سعد بفرح: ماشي اتفقنا المهم دلوقتى معاك رقم البت بتاعته

نظر له فهد بنظرة نارية وهتف بصوت عالى : متقولش البت بتاعته

سعد وهو يرفع يديه أمامه باستسلام: خلاص متزعلش هو انت فعلا واقع لها

نظر له فهد بضيق ولم يرد وظل يفكر فى رد فعلها عندما تأتى وترى حبيبها مع أخرى


حلا بملل فها هى منذ ليلة بتلك الغرفة ولم تستطع الخروج منها

حمدت ربها أن ابيها فى رحلة عمل ليومين وهى اصرت أن تبقى هنا وألا تذهب معه متعلله بجامعتها

أخذت للمره الثالثه أو الرابعه تقريبا تبحث بكل انش بتلك الغرفة لعلها تجد شئ ولكن اللعنه لا يوجد اى شئ هنا

أخرجت تلك المادة المسئولة عن الهلوسة وزفرت بضيق فلم تتيح الفرصه أن تضعها له

ولكن اضطربت ووضعت ذلك الدواء بكم فستانها ونظرت برعب لزين الذى دخل الغرفة ورمقها بنظرة باردة تحمل القليل من الشك

حلا وهى تحاول إتقان الدور الذى ارسلت إليه

نظرت له بابتسامة لعوبه مع ضحكه صغيرة : ينفع تسيبنى ليلة كامله لوحدى

نظر لها زين وهو يبتسم على حركاتها اذا تريد اللعب فسيلعب معها

اقترب منها وهو يرد ببرود وبصوت رجولى: كنتى عايزانى معاكى

حلا بداخلها : كمان فى أوقاته دى بارد

ولكن قامت بوضع ابتسامة صفراء على أسنانها

حلا : مش هتشربنى حاجه ولا انت بخيل

زين وشبح ابتسامة على شفتيه: عايزه تشربى اى

حلا وهى تحاول أن تتذكر شئ: اه عايزه فوديكا

ابتعد زين عنها بعدما كان قريب منها وهو يتجه لتلك المنضدة التى تحتوى على كل أنواع المشروبات

صب كأسين واتجه اليها مره اخرى وهو يمد يده بكأس لها أخذت الكأس

ثم جذبته بيدها من ياقة قميصه وهى تقترب منه

وبصوت انثوى: تعرف انك حلو

نظر لها ولتلك العيون التى تجعل الجميع يسحر بها

مال برأسه ليقبلها وهى انتهزت الفرصه لتصب ذلك الدواء بكأسه

وقبل أن يصل لشفتيها ابتعدت هى للخلف

وهى تبتسم بهدوء: لسه الليلة فى أولها خلينا نسهر

جذبها من خصرها بسرعه إليه جعلها تسقط الكأس من يدها وشهقت بخوف

زين ببرود وهو يمد يده بالكأس الخاص به بقرب شفتيها: اشربى

جحظت عينيها فور سماعها لكلمته......

 


"البارت الخامس"



أولا كده انا بعتذر جدا يا جماعه الواتباد اخويا الصغير مسحه بالغلط ومكنتش عارفة أدخل عليه نهائى


......................................................


نظرت له بصدمه وحاولت أن تجعل ارتجافها غير ملحوظ

ولكن الذى أمامها رفع حاجبه بسخرية وهو ينظر له

زين ببرود: اشربى

وقرب الكأس من شفتيها

لم تعلم ماذا تفعل سوى انها ارتشفت منه وهو ممسك بها

وعندما تأكد من أنها شربت منتصفه تقريبا

ألقاه أرضا ومازالت يده على خصرها ينظر لها

شعرت حلا بالدوار وهى تنظر له

وبثوانى صدحت ضحكتها مجلجله قلبه وشاقه ذلك السكون

ابعدته حلا بكفيها وهى تضحك كثيراً وتشير إليه

وأصبحت تميل بجسدها للأمام وهى تمسك بطنها

لم يعلم زين لما شبح ابتسامة ظهر على شفتيه

حلا وهى تحاول السيطرة على نفسها : تعرف انا هسجنك هدخلك السجن

ثم رفعت بصرها له وهى تحرك اصبعها: ومتزعلش هجيبلك عيش وحلاوة

وضحكت مره اخرى وهى تضرب كفيها ببعضهم: علاء الزفت هسجنه بعدك عشان اللى عمله فيا ده   

وكادت أن تسقط ولكنه امسكها سريعا

رفعت هى بصرها لعينيه وتفاجأ بيدها التى أخذت تتلمس ذقنه

حلا بنصف جفون مغلقه: انا شوفتك قبل كده صح

تمعن زين بعيونها وتكلم ببرود: ينفع اللى كنتى هتعمليه ده  

حلا بانزعاج: متغيرش الموضوع انا اعرفك

وقبل أن تكمل سقطت بين ذراعيه فاقده للوعى

تنهد زين وهو يتركها تسقط أرضا

جذب شعره للخلف وهو ينظر إليها بتلك النظره التى لو كانت مستيقظه لما فهمت معناها

وغادر الغرفة

ضغط بضع أزرار وهو ينتظر أن يجيبه أحدهم

زين ببرود: اعرفلى مين علاء اللى شغال مع عبد الله ممدوح

وأغلق الهاتف وهو ينظر بعيدا بشرود     


اقتربت تلك الفتاه من المكان الذى قالوا عنه فى رسالتهم

ظلت تنظر إليه وهى تنفى برأسها مستحيل أن تجد حبيبها بالداخل


اما بالداخل

سعد بصوت عالى : وصلت يا فهد

اومأ فهد برأسه وخرج من الباب الآخر

وآدم ينظر لهم بدون إدراك وقد فقد التحكم بنفسه بعدما جعلوه يشرب كثيرا

سعد بابتسامة خبيثة لتلك الفتاه التى تقف على بعد منهم : يلا شوفى شغلك

ابتسمت تلك الفتاه بقوه وهى تنظر لأدم النائم على الاريكه

خلعت ذلك الفستان الذى كانت ترتديه ولم يكن يستر شيئاً

وبقيت بثيابها الداخليه وهى تميل على آدم بغنج

واطبقت بشفتيها على خاصته وهى تمسك بيده لتجعلها تلتف على خصرها

والأخير لم يعلم بأنه أخذ يبادلها بل جعلها أسفله وهو يعتليها وأخذ يقبل عنقها بعنف


دخلت ماسه للمكان وهى تلف يدها حول جسدها

ولكن صدمت وهى تجد حبيبها يعتلى تلك الفتاه بعدما جعلها عاريه أسفله

شهقت بألم ودموعها أخذت تتساقط على وجنتيها كالسيول

اقتربت بضعف منه وهو مازال يكمل ما يفعله

ماسه بألم وهى تهمس بضعف: آدم

أدار رأسه بعدما سمع صوتها وهو يحاول ألا يغمض عينيه

آدم بخمول : ماسه

ووجه نظره لتلك الفتاه القابعه أسفله وللعلامات التى تركها على جسدها وعنقها

انتفض من عليها وهو ينظر لحبيبته

ماسه بضعف: ليه كده

وضع يده على رأسه ولم يستطع أن يرد عليها فهو لا يعلم ماذا فعل

ولكن الأخرى خرجت من ذلك المكان وهى تجرى لا ترى شيئاً من دموعها

حتى سقطت أرضا ووجدت أحدهم يضمها بقوه

رفعت رأسها وجدته فهد

ماسه وهى تشهق من البكاء : كان معاك حق خاين مبيحبنيش

ودفنت وجهها فى صدره وهى تشدد من قبضتها على ثيابه : ضحك عليا يا فهد ضحك عليا



أمسك وجهها بكلتا يديه وهو يرغمها على النظر إليه

فهد بحقد: زى ما عمل فيكى اعملى يا ماسه وانتى عارفه انى بحبك اتجوزينى

نظرت له يضياع قبل أن تومأ برأسها بالإيجاب

أمسك فهد بيدها ليجعلها تقف معه

فهد بابتسامة : هنتجوز دلوقتى انا مجهز كل حاجه

لم ترد عليه وهى تسير معه ولحماقتها أو صدمتها لم تسأله متى وكيف جهز كل شئ أو كيف علم بما سيحدث


وبالداخل أسرع ادم بوضع رأسه تحت الماء لعله يستيقظ مما فيه وهو يلعن كثيرا فلا يعلم ماذا حدث أو كيف اتت تلك الفتاه

خرج بسرعه وهو يرتدى قميصه الملقى أرضا

وأسرع يجرى لعله يصل إليها

لم يراها بالطريق فظن انها قد عادت لمنزلها

أشار لسيارة وهو يعطي سائقها العنوان لمنزل ناصر وصل أخيرا ودخل للمنزل

ناصر باستغراب: آدم

ونظر خلفه لعله يجد ابنته : وفين ماسه

علم آدم انها لم تأتى وظل يتلفت حوله لا يدرى أين سيجدها

ناصر بهدوء: هى عند جميلة

نظر له وهو يتهاوى على أقرب كرسي ويضع رأسه بين يديه

آدم بضيق وعجز: انا آسف

اقترب ناصر منه وهو يجلس جواره : آسف على اى انت اتخانجت معاها

هز آدم رأسه بالنفى وهو يشرح له كل ما حدث

كان ناصر ينظر له بنظرة لم يستطع آدم تفسيرها

وتفاجأ بالصفعه التى تلقاها من ناصر

لم يستطع أن يرد أو يعترض على شئ وهو ينظر أرضا

رفع ناصر وجه آدم ليجعله ينظر لعينيه: الضربه دى مش عشان بتى لاه عشان خليت ناس زباله يضحكوا عليك مش جولتلك متبجاش ضعيف ولا انت اى مهتفهمش جوم معايا أما نشوف راحت فين وبعديها حسابك واعر معايا جوى يا ابن أمير

وقف آدم وهو يستعد لمغادرة المنزل مع ناصر

ولكن صوت رسالة جعلته يقف وينظر لها

ناصر وهو يجد أدم يضغط على الهاتف بقوه

ناصر : فى اى

آدم بضيق ملحوظ وهو يضغط على أسنانه: ماسه مع فهد باعت العنوان كمان والله ان مربيته

وخرج سريعا من المنزل وناصر معه حتى استقلوا سيارة وهم يتوجهون إلى المكان الذى أرسله فهد لهم وأخيرا وصلوا أمام منزلهم أو بمعنى أدق قصرهم

دخلوا ولم يستطع أحد ايقافهم كأن أحدهم أخبرهم بذلك أن يسمحوا لهم بالدخول

ولكن تزامن وقت دخولهم مع كلام الشيخ الذى أخذ تلك الورقه التى وقعوها وهو يبارك لهم

تصنم آدم مكانه وهو ينظر لماسه التى بادلته النظرات

ناصر : ماسه

وجهت بصرها إلى والدها

ناصر بألم: عملتى أى  

هتفت بقوه عكس الألم الذى بقلبها: انا اتجوزت فهد

اقترب ناصر منها بخطوات سريعه ولكن يد آدم كانت الأسرع بإمساكه

اقترب منها بهدوء وهو يأخذ ذلك الخاتم الذى أعطته اياه ذات يوم ألقاه أمامها

آدم : مبروك

لم ترد وهى تنظر للخاتم الذى القاه أمامها ببرود

ولكن كلام أبيها كان الأكثر أيلاما

ناصر بألم واختناق ظهر بصوته: كنت فاكر انك هتعوضينى عن إسلام بس طلعت غلطان وانتى عارفة أن آدم ميعملش أكده بس يا خسارة

واستدار ليذهب ودمعه صغيره سقطت على خده

ماسه بدموع وهى تقترب وتمسك يد والدها: لا يا بابا والنبى متقولش كده

ولكن ناصر نفض يديها وهى يخرج من ذلك القصر الذى خرج منه آدم وهو يشعر أن رجولته وكبرياءه قد انكسروا اليوم

اقترب فهد سريعا من تلك الجالسه وجسدها ينتفض بطريقه غريبه

فهد : ماسه أهدى فيكى أى

ماسه بارتجاف: الدوا يا فهد

علم هو بأنها تحتاج لدواء السكر فبالتأكيد قد ارتفع لديها

هتف بصوت عالى : دكتور بسرعه


كان آدم يسير وابتسامة سخرية على شفتيه

توقف أمام بحر وهو ينظر إليه

أغمض عينيه وهو يعود بذاكرته للوراء


ماسه بفرح : هاتلى شوكولاته من دى

آدم: لا انتى عارفه انها هتتعبك

ماسه بحزن: عشان خاطرى نفسي فيها

زفر آدم: لا يا ماسه مش هتاخدى

لم ترد عليه وهى تشيح ببصرها بعيدا

آدم: طيب بصيلى

ماسه ودموعها على وشك السقوط لم ترد عليه

وقف آدم أمامها وهو يمسح تلك الدمعه التى هبطت على وجنتيها: انا خايف عليكى

ماسه بألم: انا كل حاجه اعوزها تقولولى لا

آدم: خلاص هجيبلك بس هناكلها سوا

ماسه بضحكه كأنها لم تكن تلك التى تبكى الآن : ماشي يلا اشتريلى


عاد من تلك الذكرى وتلك الدمعه هبطت من عينيه كأن فيها يشكى كل ما بقلبه


وجد ناصر نفسه يتجه لمنزل جميلة

طرق الباب بهدوء 

وكانت هى مازالت مستيقظه منتظرة ابنها

جميلة : جايه يا آدم

واتجهت لتفتح الباب ولكن استغربت وهى تجد ناصر أمامها

جميلة بدهشه: ناصر تعال اتفضل

ناصر بهدوء: آدم مجاش صوح

هزت رأسها بالنفى وهى تشعر أن شئ سئ قد حدث

دخل منزلها ليعلمها بكل ما حدث



كان يقف عبد الله وهو يغلق حقيبته فاليوم سيعود إلى ابنته بعدما وأخيرا انتهى من المهمه التى كلفوه بها

ولكن عقد حاجبيه وهو يسمع طرق أحدهم على الباب

ترك حقيبته وتوجه ليعلم من الذى آتى فى هذا الوقت عبد الله بدهشه: سامى

سامى بضيق وباقى رجال الشرطة معه : آسف يا عبد الله مطلوب القبض عليك

عبد الله بصدمه: انت مجنون بتقول اى    

سامى: فيديو قتل سليم شاهين اتسلم النهاردة واكيد انت عارف مين اللى قتله

خفق قلب عبد الله بقوه وجحظت عينيه

فهو من قام بقتله ولكن كان عن طريق الخطأ وأمير أخبره أن يتخلص من ذلك الفيديو الذى تم تصويره عبر كاميرا مراقبة

ولكنه وضعه مع باقى الملفات فى منزله القديم ولكن من قد وصل إليه


دخل آدم المنزل بهدوء وجد والدته وجوارها ناصر ينظرون إليه

دخل غرفته ولم يكلم أحد منهم

وبعدها بقليل دخلت جميلة وتصنمت وهى تجده يضع ثيابه بحقيبه

جميلة : بتاخد هدومك ليه

آدم بهدوء : نازل مصر

جميلة وهى تمسك يده برعب: لا يا آدم مش هتنزل مصر

وضع يده على  وجه والدته بحنان: تار ابويا اتأخرت فيه اوى يا ماما

أمسكت جميلة يديه : متوجعش قلبى عليك انا عارفه انك زعلان يا حبيبي من اللى ماسه عملته بس انت عارفها لسه صغيرة ومش فاهمه حاجه

آدم: قصدك انا اللى كنت غبى بس تعرفى انا مش بلومها على حاجه هى يعنى هتكدب عينيها عشان تسمعنى

لم تعلم جميلة بماذا ترد وهى تراه يكمل وضع ثيابه ولكن ما آلمها هى تلك اللمعه التى كانت بعينيه انطفأت وحل محلها ذلك البرود

 تكملة الرواية من هناااااااا 

لمتابعة باقى الرواية زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل 

متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا

الرواية كاملةمن هناااااااااا

مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا

 مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هناااااا






تعليقات

التنقل السريع