القائمة الرئيسية

الصفحات

translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية خسوف القمر الفصل الثامن وعشرون 28بقلم نداء علي حصريه

 

رواية خسوف القمر الفصل الثامن  وعشرون 28بقلم نداء علي حصريه 






رواية خسوف القمر الفصل الثامن  وعشرون 28بقلم نداء علي حصريه 



#الفصل_الثامن والعشرون

#خسوف_القمر

#حصري


فصل طووويل أتمنى اعرف ارائكم في تغيير الاحداث ..لأنه ارهقني جدا ارجو الاقي تفاعل كبيييير👍👍


بسم الله الرحمن الرحيم


لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين


وها نحن قد عدنا إلى سابق عهدنا تصاحبنا الخيبة والخوف؛ نتطلع الي ضوء القمر فيأبى الظهور ويتركنا في ظلمتنا القاسية


ولكن ما يخيف اكثر من الظلمة وظلامها هو شوقي إليك؛ شوق جارف يجذبني بقسوة ويلقي بي إلى أعماق الجحيم


خطت قمر بيدها بعض الكلمات وكأنها لم تعد قادرة على الحديث فاتخذت من القلم لساناً يعبر عن حالها


"أشتاق إليك....."


🔸🔸🔸🔸


تطلعت علياء الي عثمان بغضب قائلة


أين كنت؛ وكيف تغادر هكذا دون أن تخبرني؟


عثمان بسعادة : لقد اضطررت إلى السفر لإنهاء بعض المعاملات يا نجمتي؛ وها أنا قد عدت إليك مسرعاً؛ مشتاقاً.


علياء : بالله عليك توقف عن الاختفاء هكذا انت تؤلمني بغيابك


ضمها عثمان الى صدره قائلاً بغموض:


كان يتحتم عليَ انهاء ذاك الأمر كي نحيا بسلام.


علياء باجهاد : وهل هناك سلام في عالمنا يا عثمان؛ أشعر بالقهر ينخر بداخلي من أجل قمر.


شدد عثمان من ضمها إليه قائلاً:


عليك بمؤازرتها يا علياء فهي بالفعل قد ضاقت بها السبل؛ لقد فكرت ملياً في الأمر وأوشكت علي مهاتفة يامن هذا ولكني خشيت أن يؤذيها والده


علياء : لا أعلم؛ هل ابتعادها عنه صواب أم خطأ 


لا أحد يعلم مقدار الألم الذي تحياه الآن سواي؛ لقد احترقت سنوات في غيابك؛ كنت اتنفس ألماً وحزناً؛ لقد قضيت سنوات اتمنى النوم ليلاً كي أراك ولو طيفاَ؛ فما بالك بقمر وقد انقلب عالمها فوق رأسها بلا هوادة. 


أنا ورغم فراقنا تمسكت بالأمل ولم أيأس لكن قمر محطمة؛ غير قادرة على المواصلة وأخشى عليها كثيراً. 


عثمان : سأفعل ما بوسعي يا علياء لن نتخلى عنها ولكن علينا اعطاؤها بعض الوقت لكي تهدأ وتحسن التصرف وانا بدوري سأبحث عن يامن واتابعه وان وجدته متمسكا بها يبحث عنها سأخبره بما فعله والده وننتظر منه فعلاً يضمن به حمايتها والا فعليه أن يطلق سراحها ويطلقها...


علياء : يطلقها! 


عثمان : أجل ؛وهل ستقضي حياتها بأكملها هاربة منه ومن بطش والده؛ أعلم أن الطلاق ليس أمر هيناً ولكنه في كثير من الأحوال الحل الأمثل.. 


علياء بتوجس:


هل من الممكن أن تطلقني يوماً ما يا عثمان؛ هل من المحتمل أن تخذلني؟ 


عثمان بشرود : وهل فعلتها من قبل يا علياء؛ أشهد الله أنني ما تخليت وما خنت العهد إلا بعدما انتهى كل أمل باللقاء


وقتها كنت أتصرف دون وعي ودون شعور؛ كنت ابحث عن شئ أحيا من أجله وان كان سراباً.


علياء بندم : ليتنا لم نفترق يا عثمان


عثمان بحب : لا داع للحزن يا قلب عثمان فلعل فراقنا في الماضي ما دفعنا إلى التمسك بما لدينا الآن؛ نحن كبشر لا ندرك قيمة النعم إلا بعدما نفقدها.


اختبأت بين ذراعيه في صمت ومسد بحنو فوق ظهرها يقبل رأسها باشتياق وعشق صلابته غير قابلة للكسر فقد شكلتها قسوة الأيام وأقدارها...


🔸🔸🔸🔸


نزعت عنها حجابها بغضب فهي لم تكن راغبة بالعودة هكذا؛ لقد أجبرتها والدتها علي الرجوع بعدما قصت عليها ما حدث بينها وبين جاسم.. تذكرت كلمات والدتها الحاسمة عندما صاحت بوجهها قائلة:


وهل تنتظرين من زوجك أن يتذلل إليك وان يطلب إليك البقاء وانت لم تخبريه بما قالته والدته


نجاة : وهل تدعي والدته كذباً؟


والدة نجاة : بنيتي؛ زوجك شاب ساقه الله إليك بعدما ضاقت بنا السبل وتركنا الجميع؛ زوجك له عليك من الواجبات الكثير وأهمها ألا تقفين له بالمرصاد بل عليك بالتغافل قدر استطاعتك فالرجال كثيري الذلل وكثيري النسيان؛ يتفهون وقت الغضب بما تهتز له الجبال وبعد قليل ينتهي غضبه ويرجع عما قاله واياك ان تتركي بيتك مرة أخرى؛ هو لم يسبك؛ لم يتطاول عليك لذا من الأدب ألا تغادري بيتك....


نجاة : ووالدته هل أتركها تعاملني كما لو كنت خادمة لابنها وطفلته...!


والدة : خادم القوم سيدهم؛ والمرأة الصالحة تحسن خدمة زوجها واطفاله؛ ثم أن طفلته صارت مسؤولة منك؛ استعيذي بالله يا نجاة ولا تخربي بيتك فنحن بعد الله لا سند لنا ولا عائل.. تحدثي الى زوجك بالحسنى واستمعي اليه أولاً وان قالها صريحة يا حبيبتي وأعلن عن نيته في الرجوع الى زوجته السابقة فحينها يحق لك الاختيار ولن امنعك عما تقررين.


🔸🔸🔸🔸🔸


عاد أدراجه يجر خلفه أحمال ثقال بات عاجز عن تحملها لكنه مضطر عليه الصمود إلى أن يصل إليها ...


لم يعطه راشد ما يساعده بل أتقن دوره بجدارة وانكر معرفته بما حدث مع قمر؛ أخبر يامن أن لم يعترض طريقها بأي حال من الأحوال 


لم يقتنع يامن لكنه لم يجد ما يفعله فقد بات على دراية بألاعيب جمال ومعاونيه ويعلم يقيناً أن تتبع أثرهم يشبه من يقتفي أثر أحدهم وسط رمال الصحراء؛ عليه بالصبر والتريث ومراقبتهم في صمت.... 


لم يبق سوى يوسف؛ سيذهب اليه لعله يساعده 


بحث عنه داخل المشفى الى أن التقى به 


مد يامن يده اليه قائلاً:


مرحبا دكتور يوسف؛ كيف حالك؟


بادله يوسف التحية بحبور قائلاً:


مرحبا يامن بك؛ كيف حالك انت؟ 


يامن دون تردد : هل أتت قمر إليك؟ 


يوسف بتعجب : لا لم تفعل؛ هل جدَ جديد؟ 


يامن بغضب : أصادق أنت ام تدعي كذباً وتسعى لإخفائها بعيداً عني؟


يوسف بغضب هو الأخر :


أنا لا أخشاك كي أدعي كذباً وبالفعل لم ألتقي قمر منذ فترة. 


يامن بيأس : إذاً أين ذهبت؛ أين هي؟ 


نظر اليه يوسف مشفقاً عليه رغم اختلافهما وشجارهما القوي الا أن هيئة يامن وحاله المبعثرة جعلت يوسف يتراجع عن حدته في الحديث اليه قائلاً:


اقسم بربي أني لم ألتقي بها منذ وفاة والدتها؛ وللأسف شغلت عنها فقد تعرضت زوجتي لوعكة صحية وساءت حالتها الى حد بعيد ولم تمتثل للشفاء بعد. 


يامن بجنون وتيه : لقد اختفت ولا أعلم أين هي. 


يوسف : هل تشاجرتما؛ ربما تفوهت بشئ دون قصد منك وأغضبها.


يامن بحزن : لم أفعل؛ وان فعلت فهل استحق عقاباً كهذا؛ تتركني وتختفي؛ انت لا تعي ما أعانيه؛ لقد صارت زوجتي؛ زوجتي وهجرتني واختفت ولا أعلم أين هي وما الذي أصابها؟ 


والله لم أسئ اليها لقد تركتها وكلينا يحلق في سعادة لم تدم سوى سويعات قليلة وانتهت بغيابها 


يوسف : أنا بالفعل لا أجد ما أقوله ولا أتمنى أن اتعرض لموقف كهذا؛ للأسف انت محق واعتذر اليك عن اندفاعي في الحديث إليك. 


يامن : لا داع للاعتذار؛ كل ما أرجوه منك أن تخبرني بمكانها إن علمته 


يوسف بصدق : سأفعل؛ بكل تأكيد سأفعل ولكن هل لي بسؤال يطاردني منذ لقائي بك؟ 


يامن : تفضل. 


يوسف : هل تحبها حقاً؛ ام تشفق على حالها؟ 


يامن : هل أحببت من قبل؟ 


يوسف : بالتأكيد. 


يامن : أنا لم اعترف من قبل بوجود الحب وقوته إلا بعدما التقيت بها؛ لقد استطاعت هي بنظرة واحدة أن تنتشل روحي العالقة بين ماضي وحاضر؛ بين صواب وخطأ؛ بين رغبة في متعة لحظية وتوق الى متعة لا تنتهي... لقد وهبت لروحي قوة كنت أبحث عنها منذ سنين. 


نظر اليه يوسف دون تصديق لا يدرك ما يقصده يامن لكنه ودون ارادته تحدث بصوت مسموع قائلاً:


لكنها مشوهة! وانت شاب لا أرى به عيب واحد ..


هز يامن رأسها بيأس قائلاً:


صدقني قمر تشوهها لا يقارن بتشوهي؛ تشوه النفس لا دواء له. 


ربما تعرفني كشاب ثري والده من نجوم الصف الأول ولكن ما لا تعرفه أنني كنت أحارب نفسي منذ سنوات أهلكتها واهلكتني في صراع مميت دون فائدة إلى ان التقيت بقمر؛ رغم ضعفها وبساطتها؛ أوقعتني في هواها الى الحد الذي جعلني ابتعد خوفاً عليها؛ لقد خشيت ان افقدها 


يوسف بجدية :


هل تخشى عليها من والدك؟ 


يامن : والدي ومجتمع بأكمله؛ مجتمع لن تحتمل قمر تجبره؛ لقد اعتقدت واهماً أن أبي سيتغير ويمسي شخص مختلف عقب وفاة شقيقي رأفت لكن أبي ازداد عنادًا وتكبر وكأنه يخشى الاستسلام أو الضعف؛ هل تدرك حجم مخاوفي؛ أبي لم يضعف بعد موت ابنه فهل تنتظر منه شفقة بقمر. 


يوسف : وان كنت تعلم كل ذلك؛ لمَ تزوجت بها ؟؟


يامن : أنا وهي لا شفاء لنا إلا بالقرب؛ لقد خلقها الله لي؛ شطر لم تكتمل روحي إلا به ولن أتركها ما حييت..سأفديها حتى بروحي


........................ 


لم تصدق ما التقطته اذناه؛ هل يعرض عليها الزواج بابنه؛ حلم حياتها؛ أمن الممكن ان تصبح زوجة ليامن رشدان..


تحدثت سوزي بسعادة يصعب وصفها قائلة:


هل تطلب اليَ الزواج من يامن؛ وهل هو موافق!؟


جمال بمكر : عليك إقناعه؛ لقد أخبرني والدك بحكم صداقتنا أنك معجبة بيامن؛ هل هذا حقيقي؟


سوزي : أنا أعشقه منذ سنوات


جمال بغبطة : حسناً؛ وهل أجد له عروساً أفضل منكِ ولكن هناك بعض الأمور التي يجب عليكِ معرفتها أولاً..


انتبهت سوزي بكامل حواسها اليه قائلة:


أنا استمع إليك؛ ما الأمر


جمال : لقد التقى يامن منذ فترة بفتاة تافهة؛ مشوهة؛ استطاعت ايقاعه في شباكها الى أن تزوج منها 


سوزي بصدمة : تزوجها!!!


جمال : لا تفزعي هكذا؛ الأمر لم يتعد عقد للقران وقد استطعت ابعادها عن دربه لكنه يبحث عنها دون ملل 


سوزي بيأس : إذا لمَ طلبت اليَ الزواج منه وهو بالفعل متزوج..


جمال : لقد أخبرتك منذ قليل انها مشوهة؛ نكرة لا تقارن بك؛ انت بمقدورك أن تجذبيه اليكِ دون جهد ولن يتذكرها مطلقاً. 


سوزي : ولكن... !!


جمال مقاطعا اياها : لا داع للخوف فأنا الى


جوارك اساندك وسأحرص الا يلتقي مجدداً بتلك الفتاة وبالتالي تصبح الساحة بأكملها ملك لك.


ابتسمت سوزي بتمني قائلة : سأفعل كل ما بإمكاني لأحظى بفرصة مع يامن.


جمال دون حياء : لقد عاد منذ قليل وصعد الى جناحه وقد بدا متعب؛ هل تريدين الصعود اليه ومواساته؟؟


هزت رأسها في موافقة وصعدت مسرعة تسعى الى تحقيق حلم طالما راودها...


........................


يئن اشتياقاً اليها ولا يقو علي النسيان؛ يتنفس بصعوبة وانفاسه تشتاق الي قربها يود لو تنقضي الساعات ويبدأ يومه في البحث من جديد عله يجدها أو يختفي هو من الوجود بأكمله


احتضن الوسادة بجانبه بقوة وأغمض عيناه ليغفو في لحظات من فرط الآلام التي تخترق روحه....


لا يعلم كم مضى من الوقت لكنه استفاق بغضب عندما لامست يداها وجهه بحسية افزعته ليتحرك برفض بعيداً عنها قائلاً بصوت حاد:


من انت وكيف تجرؤين وتدخلين الى غرفتي؛ هل جننتِ!!!


اقتربت بشدة قائلة باشتياق:


افتقدتك كثيرا


دفعها يامن بقوة قائلاً:


من أذن لكِ بالدخول الى هنا أيتها.....


أدمعت عيناها بحزن قائلة:


كيف تجرؤ على التحدث اليَ هكذا؟


يامن بصدمة : وكيف أتحدث إليكِ؛ هل أنتِ ثملة أم ماذا؟


سوزي : أنا أحبك؛ أحبك منذ سنوات ولم أستطع نسيانك؛ هل نسيت ما حدث بيننا منذ أشهر قليلة ألم نتبادل القبل ؟


نظر اليها مشمئزاً كارهاّ لتحتضنه باحتياج قائلة:


أعلم انك لا تصدق ما أقول ولكني بالفعل عاشقة لك؛ أحبك دون شروط؛ وها أنا أمامك أعرض عليك الزواج؛ وان لم تريد أن نتزوج فلا بأس أنا لك دون زواج. 


ابتسم يامن ثم ما لبث أن تحولت بسمته الى ضحكات رنانة أغضبت سوزي لتتساءل قائلة:


لمَ تضحك هكذا؛ ألا أعجبك؟


يامن بهدوء : لا


سوزي : لمَ؛ هل صرت ضعيف البصر؟


قالتها بغرور جلي ليقترب منها يامن قائلاً بتحذير:


اخرجي الآن ولا تعودي مطلقاً..


لم تستمع اليه بل زادت خطواتها قربها لتلتصق به قائلة:


لقد طلبت إليك الزواج؛ فهل ترفض؟


يامن : وهل أتزوج بساقطة؟


دفعته سوزي قائلة بسخط : مثلما تزوجت بمشوهة قبيحة الوجه؟!


صفعها يامن دون تردد وكأنها قد أخرجت غضبه الكامن بداخله لتصرخ هي بفزع فهي من قبل لم يجرؤ أحد على المساس بها


جذبها اليه يعنفها بجنون قائلاً:


زوجتي خط أحمر و ليست مشوهة أيتها اللعينة؛ هي زوجتي ولم تسمح لي بتقبيلها وأنتِ جئتِ تعرضين عليَ جسدك دون زواج؛ أولستِ ساقطة وقحة؟


انتبه يامن قليلاً الى كلماتها ليبدأ عقله في تحليل الأمر ليهدر بقوة قائلاً:


من أخبرك بأمر زوجتي؟


لم تتحدث فجذبها من خصلاتها القصيرة قائلاً:


هيا اخبريني والا أزهقت روحك الآن؟


دفع جمال باب الغرفة بغضب مسرعاً؛ استطاع بشق الأنفس تخليص سوزي التي أوشكت علي الانهيار قائلاً:


هل جننت يا حيوان؛ كيف تجرؤ وتضربها هكذا؟


واجه يامن والده بشراسة قائلاً:


انت من أخبرها بأمر قمر أليس كذلك؛ انت من تسبب في إبعاد قمر وهروبها؛ هيا أخبرني؟


صاح جمال دون اكتراث قائلاً:


اللعنة عليك انت وقمر؛ وهل زواجك بها سر حربي؛ لقد أعلنت الصحف اليوم عن زواجك الميمون بتلك المشوهة وأعلنت بعض الصحف انك لم تقم بإشهار زواجكما لأنها مسخ مشوهة...


صاح يامن بوجه والده قائلاً بتحدي:


قمر زوجتي؛ ليست مشوهة وليست مسخ؛ أما تر ما تحاول فعله؛ لقد أرسلت اليَ فتاة لا أعرفها تطلب اليَ الزواج بكل وقاحة؛ أتت الى فراشي وان سألتها أن تسلم نفسها وجسدها اليَ لفعلت دون تردد؛ هل انت أبي بحق؟!!!

أنا لا أرى فيك إلا عدو يسعى الى ايذائي.


استدعى جمال وجهه الآخر ليتحدث بحزن قائلاً:


ربما انت محق؛ وربما أسأت التقدير في ارسال سوزي إليك؛ لكنني أشفقت على حالك وأردتها أن تروح عنك ولو قليل من الألم


يامن بجدية:


استمع اليَ يا أبي؛ قمر زوجتي وستبقى كذلك إلى أن أجدها؛ وان لم أستطع ايجادها فلن أتخذ زوجة أخرى .


جمال بجدية:


ستفعل يا يامن وعما قريب؛ وصدقني انت واهم ليس الا وعما قريب ستأتي طالباً مني الصفح عن وقاحتك تلك.


يامن بغضب وضياع:


هل تكرهني؛ هل تعاقبني على ما فات؟؟


جمال بتعجب : أعاقبك على ماذا؟!!


يامن : تعاقبني على فشلك؛ تريد أن تقتص مني بعدما هجرتك أمي؛ هل تود أن ادفع ثمن خذلانك لها ولنفسك؛ انت لست مثلك هل تسمعني.


دفعه جمال بقسوة قائلاً:


اياك يا يامن؛ اياك أن تأتِ على ذكر والدتك مرة ثانية والا سحقتك تحت قدمي..


يامن بإصرار : بلى سأفعل؛ ولن أضعف أمامك بعد الآن؛ لن استسلم لشهواتي وجموحي كما فعلت انت؛ محال أن اتخلى عن زوجتي؛ ما كان عليَ أن أرجع إليك وإلى سجنك من جديد؛ أنت كما انت لم ولن تتغير مهما حدث...


جمال بثبات:


وماذا بعد يا يامن بك؛ هلا تكرمت وأخبرتني؟


يامن : لا شيء يا أبي؛ سوف أبحث عن زوجتي وعندما أجدها سنسافر أنا وهي وأمي؛ سأترك لك البلدة بأكملها هنيئاَ لك؛ لن أجعلك عرضة للقيل والقال ومضايقات الصحفيون؛ سأرفع عنك الحرج وابتعد عنك تماماً؛ وان سألك أحدهم عن زواجي أخبرهم أنني ابن عاق تزوجت بفتاة لا تليق بعائلة رشدان واعلن للجميع أنك قد تبرأت مني.....


تطلع يامن بكره الى سوزي التي مازالت واقعة ترتعد خوفاً من يامن وصوته الحاد ليزأر بوجهها قائلاً:


لمَ تقفين هكذا هيا الى الخارج؛ اغربي عن وجهي


هرولت مسرعة وما ان تأكد من ابتعادها همس الي والده بمكر مقلداً طريقة جمال في الحديث قائلاً:


لقد عدت إليك يا أبي اتقاءًا لشرك ودفعه عن قمر لذا اتخذت بعض التدابير التي ستمنعك فيما بعد من ايذائها...


جمال بترقب:


ما الذي تقصده؟


يامن : لقد حرصت على الحصول على بعض الأوراق الهامة التي لن ترغب في نشرها أو تسليمها إلى أحد منافسيك...احذرني بعد الآن فلست باق عليك


جمال بغضب : هل تهددني يا ولد؛ هل تساوم والدك!!


يامن : بل أسعى الى حماية زوجتي وحمايتك بمنعك من ظلم غيرك..


🔸🔸🔸🔸


لم يستطع اخفاء دهشته الممزوجة بارتياح وسعادة لعودتها؛ لقد فاجأته بعودتها 


ابتسم اليها بحذر قائلاً :


متى رجعت يا نجاة؛ ولمَ لم تطلبي اليَ احضارك؟ 


نجاة بحرج : أمي هي من طلبت اليَ الرجوع 


كاد جاسم ان يغلبه اندفاعه لكنه تذكر كلمات رؤوف لذا عزم أمره علي مواجهتها قائلاً:


لمَ غادرت بيتك يا نجاة؛ هل أسأت إليك أم انك مللت من مسؤولية ماسة؟ 


لقد تركت لك البيت بعدما علمت بأمر رجوعك الى زوجتك السابقة؛ حبيبتك


قالتها بصوت منكسر محطم جعل جاسم يشفق عليها ويتعجب كثيرا ليسألها بترقب:


ومن أخبرك ان لديَ نية في ارجاعها ومن قال أنها حبيبتي؟؟


استجمع أنفاسه وتحدث بوضوح قائلاً:


لم أحب من قبل ولم يدق لي باب سوى مرة واحدة


قمر؛ فتاة مشاكسة؛ جميلة؛ قوية؛ كانت تشبه القمر في علوه ومكانته؛ رأيت فيها طوق نجاة لضعفي الدفين وخنوعي الدائم لوالدتي


كانت نظرات نجاة متحيرة لا تدرك مغزي كلماته فابتسم قائلاً:


للأسف لم يتح لنا الوقت لنتعرف كما يجب يا نجاة


انتبهت اليه كلياً لتتحدث بصوت متردد 


بالفعل أنا لا أعرف عنك الكثير وكذلك انت فقد التقينا صدفة وأتى زواجنا علي عجل. 


اتكأ جاسم علي وسادة كانت الى جواره وأغمض عينيه يتنفس بصوت مسموع وكأنه يسترجع ما لا يود البوح به لكنه استجمع رباطة جأشه وتحدث بجدية قائلاً:


لقد كنت مرتبطاً بأخرى قبيل زواجي من والدة ماسة وتلك الفتاة تسمى قمر؛ أحببتها وربما يهرت بها؛ ووثقت بي هي وعائلتها.. 


لقد تعرضت قمر لحادث تركها مشوهة وتركتها أنا بعدما خشيت كالعادة المواجهة


تركتها فقد تربيت على الاستسلام؛ كانت أمي تنتقي لي كل شئ؛ ملابسي؛ اصدقائي؛ حتي كلية الهندسة كانت من اختيارها؛ لم اقم مطلقاً بالرفض الا عندما تقدمت لخطبة قمر؛ في بادئ الأمر اعترضت امي بشدة وحاولت اثنائي عن تلك الخطوة لكن إصراري جعلها توافق مرغمة إلى أن تبدلت الأحوال وتشوهت قمر فصارت والدتي أشد تسلطاً ووجدت فرصة لن تعوض وكالمعتاد ضعفت أنا وأضعت نفسي وقمر.... 


نجاة بقهر وكأنها تسترجع مصابها من قبل


لذا تزوجت بي وساعدتني؛ تسعى للتكفير عن ذنبك تجاه تلك الفتاة التي خذلتها


جاسم : وهل يتزوج الانسان تكفيراً عن ذنب اقترفه؛ لا اعتقد أن زواجي منك له علاقة من قريب أو بعيد بقمر؛ وان كان كذلك لكنت اكتفيت بإجراء جراحة تجميلية لك.


أنا تزوجت بك راغباً في استقرار وحياة جديدة؛ ولن انكر وادعي كذباً أنني لم اتزوجك من أجل طفلتي؛ بل ان تعلق ماسة بك وحبها لك سبب رئيسي في اختياري لك.


نجاة بتوجس : هل تزوجت بي كي تثير غيرة زوجتك السابقة وترجعها إليك


جاسم : مها ليست طفلة صغيرة أو امرأة ساذجة تهرول اليَ ان تزوجت بغيرها؛ هي امرأة تفكيرها عملي للغاية تشبه أمي الي حد بعيد وتربطهما صلة قرابة وصداقة قديمة؛ صدقيني أنا حاولت معها مراراً قبل وقوع الطلاق؛ أردت إنجاح زواجنا من أجل ماسة لكنها لم تبذل ولو قليل من الجهد للاستمرار.


نجاة : إذا لمَ أخبرتني والدتك انك سترجع الى مها


جاسم : لأنها لا تعرف اليأس ولا تمل من المحاولة والحصول علي ما تريد؛ أمي استطاعت أن ترى بوضوح هشاشة العلاقة بيني وبينك واستغلت سذاجتك وتسرعي للتفريق بيننا.


نجاة بحنق : أنا لست ساذجة


جاسم : صدقيني يا نجاة؛ أنا لن أخذلك ولن أظلمك مهما حدث كل ما أريده هو انشاء حياة جديدة هادئة قوامها المودة والرحمة ليس إلا.. 


لن أخدعك واخبرك أنني أريد الحب فانا لن ارفضه ان اتى الينا بل سأحرص علي الحفاظ عليه بكل قوتي ولكني حالياً أتوق الي سكن واحتواء؛ هل فهمت ما أقصده؟


ابتسمت إليه بارتياح فهي لا تطمح وليست طامعة بالمزيد؛ وهل هناك أبقى واقوى من المودة والرحمة بين الزوجين؟


🔸🔸🔸🔸🔸


غادر يامن القصر وغضبه يسبقه لكنه توقف بعدما لاحقته حشود من رجال الاعلام والصحافة فلم يجد مهرباً


تسارع الصحفيون في توجيه أسئلتهم وتسارعت كاميرات المصورون في التقاط الصور فما يحدث أمامهم سبق صحفي لا يستهان به ونقلة في مسيرة الكثيرين منهم خاصة من سيحالفه الحظ ويجيبه يامن رشدان عن تساؤلاته


أشار يامن الى احدى الصحفيات قائلاً بايجاز 


تفضلي بسؤالك


الصحفية : هل ما تم تداوله في الآونة الأخيرة حول زواجك سراً حقيقة أم واحدة من الإشاعات المصاحبة لك؟


يامن بجدية : لقد تزوجت بالفعل...


ارتفعت الأصوات من حوله وأخذ الحضور في توجيه الأسئلة بشكل عشوائي ليتحدث هو بصوت حاد قائلاً:


لم انته بعد من إجابة السؤال الذي وجه اليَ


صمت عم المكان خوفاً من غضبه وتركه للقاء ليزفر هو بضيق قائلاً:


لقد تم عقد القران منذ أيام قليلة؛ ولم يكن الأمر سرا بل اكتفينا بحفل في اطار العائلة.


صحفي : ولمَ؛ هل هناك ما يمنعك من الإشهار


يامن بحدة : بالطبع لا شيء يمنعني عن الإعلان عن زواجي ولكن منذ لحظات أخبرتكم انه عقد قران وللأسف توفيت والدة زوجتي قبيل العقد بأيام لذا لم يكن من اللائق إقامة حفل ضخم


صحفي : لقد علمت من مصدر موثوق أن العروس منتقبة؛ هل هذا صحيح؟


يامن بسعادة : بالفعل هي كذلك


صحفية باندفاع : أهي مشوهة كما يقال؟


يامن بثبات : وهل هناك قمر مشوه!!


ابتسم البعض وتحدث البعض الأخر بأصوات متداخلة قائلين:


لم تجب على السؤال.


يامن : أظن أن ملامح زوجتي وجمالها أمر يهمني ويرجع الي فقط؛ ثم ما شأنكم وشأنها هي زوجتي أنا؛ حبيبتي؛ تخصني أنا وكل ما يتعلق بكم قد أجبت عنه بوضوح.


صحفية : متى موعد الزفاف؛ واين هي العروس؛ هل من الممكن أن تدلي لنا ببعض المعلومات حول هويتها؟


يامن بجدية : العروس طبيبة مثلي؛ تصغرني بسبع سنوات؛ موعد الزفاف سيتم الإعلان عنه عما قريب


صحفي بجرأة :


لقد أعلن والدك منذ قليل رفضه القاطع لتلك الزيجة بل وأعلن انفصالك عن العروس 


يامن بهدوء :


لم ولن يحدث أنا لم أتزوج كي انفصل عمن أخترتها شريكة للحياة وأنيسة فؤادي..


تذكر يامن غيابها الذي أهلكه فتحدث بصدق أمام الكاميرات قائلاً:


لقد اخترتها دون تردد ولا أريد امرأة سواها وان كانت تستمع الي الأن أود الاعتذار منها 


صحفي بفضول:


هل تشاجرتما؟ 


يامن : لم يحدث؛ لكنها غاضبة مني ولا أعلم السبب وها أنا أمامكم اعتذر إليها وأعلن أمام العالم بأكمله أنني قد وقعت بعد سنوات من الهرب في العشق؛ أوقعتني هي دون جهد واخبرها أنني اشتاق اليها بشدة وانتظر عودتها. 


الصحفي : وماذا عن رفض والدك؟ 


يامن : كما قلت انت؛ هو والدي مهما حدث سيبقى والدي؛ لكن زوجتي نقطة غير قابلة للمساس.


🔸🔸🔸🔸


يومان قد مضى نهارهما وانقضى ليلهما بين فراق واشتياق هو يبحث عنها دون ملل وهي ساكنة دون حراك تتنفس في ندم تود الرجوع إليه وتخشى مزيداً من الألم


اقتحمت علياء الغرفة ووجهها يشع بهجة وسعادة قائلة:


انظري أيتها الغافلة


زوجك الوسيم يبحث عنك ليل نهار وانت جالسة هنا تبكين علي الاطلال


عادت الحياة الي وجه قمر والتمعت عيناها ببريق الأمل قائلة:


يامن؛ هل يبحث عني؟


وضعت علياء أمامها بعض الصحف وبحثت بهاتفها علي بعض الأخبار المتعلقة بها لتبتسم قمر بسعادة غامرة؛ سعادة تنبت ثمارها من جذور اليقين بأن قلبه يعشقها بحق وبل ويعترف أمام العالم بأكمله


فصل طويييل وغامر بالتفاصيل تعليقاتكم وارائكم لان الرواية قربت تخلص


تكملة الرواية من هنااااااا

 لمتابعة باقى الرواية زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل 

متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا

الرواية كاملةمن هناااااااااا

مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا

 مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هناااااا



تعليقات

التنقل السريع
    close