رواية خسوف القمر الفصل التاسع وعشرون 29بقلم نداء علي حصريه
رواية خسوف القمر الفصل التاسع وعشرون 29بقلم نداء علي حصريه
#الفصل_التاسع والعشرون
قبل الاخير
#خسوف القمر
#حصري
بسم الله الرحمن الرحيم
لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين
ودوام الحال خيال تنسجه النفوس فتحيا بين خيوطه الواهية سويعات قليلة وسرعان ما تنقطع تلك الخيوط فنسقط من بين شباكنا إلى أرض الحياة التي خلقت لتتبدل وتختلف ليس إلا.......
أغمض عيناه يتسترجع ما دار بينهما بعدما أتى إليه عثمان متحدثاً إليه بعيداً عن تحية
فلاش باك
استطاع بمهارة التحلي بالصبر والهدوء الخارجي بينما كان داخله يميز غيظاً وكرهاً لعثمان وما فعله به وكان أشد غيظاً وكرهاً لتحية وأقسم داخله أن يذيقها ما تستحق....
استمع بترقب إلى عثمان وما يقول إلى أن انتهى من كلماته ليسأله مدعياً اللامبالاة
وما الذي يدفعني إلى تلبية أوامرك يا سيد عثمان!
عثمان بجدية:
أولاً دعنا من الألقاب فنحن لسنا أعداءً بل كل ما في الأمر أنك حاولت أن تؤذي زوجتي دون قصد وربما توهمت أن زوجتي وشقيقتها لا سند لهما..
ابتلع عادل ريقه بتوتر ليتحدث بلهجة أقل حدة
ما الذي تسعى إليه دون مراوغة؟
عثمان : لقد تحريت عنك وعلمت الكثير ولكن ما علمته لا يشكل فارقاً معي بل انني أرى أن تحية تستحق ما ينتظرها على يديك.
نظر إليه عادل من كثب وكأنه لا يصدق أن عثمان قد كشف ستره
ابتسم عثمان قائلاً في ثقة :
عادل عوف محامي مخضرم رغم صغر سنه؛ تخرج في كلية الحقوق جامعة أسيوط وفر هارباً عقب حصوله على شهادته الجامعية بعدما تسبب لزوجة والده في عاهة مستديمة لكن والدك رحمه الله لم يغفر لك فعلتك وانقطعت بينكما الصلة نهائياً
ابتسم عادل باصفرار قائلاً : وما شأنك أنت فيما تقول؟
عثمان : شأني أنك رجل لا يطيق النساء وخاصة أمثال زوجة والدك ومن هن على شاكلتها لذا تتربص بهن وما يحدث فيما بعد أنت تعلمه فلا داع للخوض في تفاصيله.
عادل في هدوء ... ما الذي تريده؟
عثمان : أن تبعد تحية عن طريقي إلى الأبد
عادل : وكيف أفعل؛ هل أقتلها؟
قهقه عثمان بقوة قائلاً:
يا ليت؛ لكنك لا تقتل ضحاياك؛ كل ما أطلبه إليك ضمانا مادياً احتفظ به كي أتقي به شركما سوياً وقبل أن تدعي البراءة استمع الي هذا التسجيل
استمع عادل إلى اتفاقه المسبق مع تحية عندما توعد بالانتقام من عثمان ليعلم يقيناً أن عثمان لن يتراجع عن موقفه ولن يفلح هو في خداعه لذا ودون تردد رضخ لمطلبه قائلاً:
سأمنحك ما تريد فكما قلت لسنا خصوماً؛ كما أن تحية تروقني بالفعل وسأتزوج بها
عثمان مبتسماً : هنيئاً لها؛ فهي تستحق؛وما أطلبه اليك أمراً يسيراً للغاية؛ عليها أن تقوم بالتنازل عن الدعوى الباطلة ضد زوجتي وشقيقتها وإيصال أمانة احتفظ به ربما أحتاج إليه فيما بعد أن حاولت هي مضايقتي.
عادل : لك ذلك؛ سأتحدث إليها وتأكد أنني قادر على إقناعها
.........................
سويعات قليلة قضاها بين جدران منزله يستعيد زمام أموره ويخطط للقادم؛ امتعض وجهه مما حدث لكنه عزم أمره علي المضي قدما والثأر لكرامته وليس أمامه من ينتقم منه سواها؛ ابتسم منتشياً عندما تخيل ركوعها تحت قدميه وخضوعها له ليشعر بنيران حارقة تطلب إليه ما يطفئها.....
ارتدى ملابسه على عجالة قائلاً:
لن انتظر إلى الغد؛ اليوم تصبحين زوجتي يا تحية وأنال منك ما أشاء وأخمد نيران اشتياقي الي رؤيتك تتألمين وتصرخين طالبة للرحمة.....
لم تستطع تحية أن تقابل طلبه بالرفض ولم يكن لها أن تفلح في صده فهو خبير لا يستهان به في استمالة النساء واللعب على أوتار قلوبهن..
أجاد رسم قناع البراءة المختلطة بالاشتياق ليتحدث إليها بوله قائلاً:
ولمَ ننتظر إلى الغد؛ أنا أريدك زوجة لي الآن.
ازدادت تحية غروراً محدثة نفسها بأن عادل بات مهووساً بها لا يطيق الانتظار لذا ودون تفكير وافقت على حديثه وتوجها سوياً إلى المأذون الشرعي لعقد القران بعدما دفع اليها عادل مبلغاً ليس بالهين كمهر لها....
انتهى المأذون من الاجراءات اللازمة ووقع الشهود وانصرف عادل وتحية الي بيته الذي تتوق تحية إلى رؤيته..
دلف عادل أولاً ومد يده اليها يجذبها الي الداخل برقة وترقب ورغم قوتها وتجبرها إلا انها ارتجفت خوفاً ولا تعلم السبب
تحدث عادل إليها بلهجة غير مطمئنة قائلاً:
يا إلهي؛ لا أصدق أنني قد حظيت بك يا تحية؛ أتدرين لم ترهقني إحداهن من قبل كما فعلت انت؛ لقد تزوجت مرات لا حصر لها إلى أن بت عاجزاً عن تذكرهن ولكن مطلقاً لم أبذل جهداً كالذي بذلته كي أمتلكك.
شهقت تحية بغضب قائلة:
ألم تقل أنك قد تزوجت مرة واحدة؟
قهقه ساخراً قائلاً:
بلى؛ لقد تزوجت مرة واحدة زواجاً رسمياً؛ لست كاذباً يا عزيزتي ولكن ما أعقبه من زيجات كان زواج عرفي..
اقترب منها فتراجعت بفزع لكنه أمسك معصمها بقسوة يقربها إليه متحدثاً بجدية مخيفة
أما ترين أنكِ مميزة بالنسبة لي؛ فقد تزوجتك بعقد رسمي ومهر كما لو كنت ذات قيمة؟
عادت تحية لشراستها قائلة بحدة :
انا بالطبع ذات قيمة أيها الغبي.
صفعة فأخرى هي كل ما قاله عادل لم يدعها إلا بعدما أوشكت على الإغماء وكان آخر ما رأته سوط يمسكه عادل بين يديه بسعادة قائلاً:
لقد انتظرت تلك اللحظة كثيراً؛ أتدرين لمَ طلقت زوجتي الأولى؛ لم تستطع أن تجيبه فباغتها بجلدة جعلتها تصرخ من فرط الألم ليتحدث هو بغضب'
لم أستطع إيذاءها ولم تشبه زوجة أبي؛ لذا طلقتها دون ضرر؛ ولكن حرصت فيما بعد على انتقاء الزوجات اللائي يتشابهن معها زوجة أبي؛ وانت الأقرب إليها في صفاتك
جميلة؛ شرسة؛ قاسية؛ طمعك لا حدود له وفاجرة كما كانت هي تماماً.
أشبعها عادل ضرباَ بالسوط إلا أن فقدت وعيها كلياً فاقترب منها ناظراً إليها برغبة قوية ليقضي منها وطره كما يحلو له وكما يريد......
لينتهي ظلم أحدنا بظلم أشد وأقوى؛ تغرنا الحياة وما نمتلك من قوة ولا نتذكر ان قانون الغابة يحتم في النهاية موت الأسود فلله وحده الملك والقوة المطلقة
أما نحن فلا شئ...............
🔸🔸🔸🔸
أدمعت عيناها وجاهدت كثيراً كي لا تنفجر باكية بعدما تحدث إليها بتلك القسوة
زفر بضيق مستغفراً في تعب ليتحدث اليها بلين يشوبه العتب قائلاً'
نسمة أنا لم أقصد أن أعنفك؛ لكنك قد تماديت كثيراً
لم تتوقف عن بكاءها بل ازداد نحيبها ليصيبه التوتر خشية أن يستمع اليها أحد؛ مد يده يحتضن كفها بحنو لكنها دفعت يده بغضب قائلة:
ابتعد وإياك أن تمسني
نادر : حسناً لن أفعل ولكن توقفي عن البكاء
أدارت وجهها بعيد عنه قائلة بحزن:
أخبرتك من قبل أنني لا أقبل أن تهينني؛ لقد صرخت بوجهي بل وأخبرتني أنني وقحة.
نادر بجدية'
بداية أنا لم أقل أنكِ وقحة؛ بل قلت أنه من الوقاحة أن تتغزل الزوجة برجل آخر أمام زوجها
نسمة : أنت لست زوجي.
نادر : باعتبار ما سيكون.
نسمة : ومن قال أنني سأقبل الزواج بك بعدما نهرتني هكذا؟
ابتسم نادر قائلاً :
انا أغار؛ وأعتقد أنه حق لي.
توردت وجنتاها خجلاً ليكمل
لقد تغاضيت في بادئ الأمر عندما سردت تفصيلاّ مميزات هذا اليامن واستمعت إلى كلماتك المفعمة بالانبهار والإعجاب حول مركزه الاجتماعي ونفوذه إلى آخره؛ لكنك تناسيت أنني رجل ودهست كرامتي عمداً وربما دون قصد عندما بدأت في وصفه والحديث عن مدى وسامته....
نسمة بتلعثم:
أنا لم أقصد وتحدثت بتلقائية
نادر : وأنا بالفعل حاولت التجاوب مع ما تقولين ولكن رغماً عني لم أستطع؛ عليكِ التريث قليلاً يا نسمة أعلم أنكِ مازلتِ حديثة السن ولك الحق في التمتع بالحياة ولكن عليك التذكر أنني جزء من حياتك؛ ربما لست ثرياً ولا أضاهي يامن وأمثاله وسامة لكنني رجل وأريد ألا ترى امرأتي أحد سواي.
نسمة في تردد:
ولكن ما تفعله تحكم وشك لا اقبله
نادر : بل هي حق كما قلت؛ وحب أتمنى أن تشعري به
التقت عيناها بعينيه ليكرر كلماته قائلاً:
أنا أحبك؛ لا أرى غيرك ومن حقي أن أصبح كافياً لكِ
نسمة بسعادة : آسفة؛ لقد تماديت دون أن أشعر وكل ما قلته كان للتخفيف عن قمر ليس إلا..
نادر بهدوء
وانا أعتذر عن غضبي ولكن غيرة الرجل أساس رجولته....
🔸🔸🔸🔸
كانت تنظر الي صديقتها بغبطة نابعة من حب ومودة حقيقية؛ قلوب نقية تألفت دون مصلحة أو منفعة دنيوية زائلة
تحدثت علياء بطفولة قائلاً
هل تستمعين اليَ يا آنسة قمر؟
ابتسمت قمر قائلة:
لم يتخلى عني علياء؛ لقد أعلن أني زوجته؟
علياء : ألم ينل ثقتك الكاملة بعد يا قمر؟
بلى أثق به إلى الحد الذي جعلني أسلم قلبي اليه بعدما أصابه الجدب فصار قاحلاً؛ لقد أعاد يامن إلى قلبي الحياة غير أنني لا أصدق نفسي وما تسوله لي من مشاعر أقرأها بعينيه تجاهي؛ أتعلمين يا علياء عندما يقترب الإنسان من الموت يطلب شربة ماء علها تبقيه حياً؛كذلك يامن وأنا.
علياء : إذن؛ متى تعودين إليه؟
قمر بجدية : لن أفعل؛ فما فعله يامن لن يغير الحقيقة والده لن يتركنا نحيا بسلام؛ سأذهب إلى يوسف وأقم بإجراء الجراحة ربما استعيد بعضاً من قوتي التي تسربت من بين يدي
علياء بخوف : ولكن ياقمر تلك الجراحات ليست آمنة كلياً
قمر : وهل يموت الانسان أكثر من مرة؛ أنا بالفعل لا أحيا يا علياء؛ أين قمر؛ تلك الفتاة المشاكسة.. لطالما كنت كثيرة الحديث والمزاح؛ لا أكف عن الحركة؛ أين أنا؟ صرت عجوز بائسة انتظر الموت.
لن انتظر يا علياء سأعمل على مساعدة نفسي واسعادها ربما اجتمع أنا ويامن وأمنحه بعض السعادة التي يستحقها...
🔸🔸🔸🔸🔸
تحدث إليه بإحترام قائلاً:
سيدي لقد تأكدت مما أقوله لك؛ السيدة قمر ليس لها أصدقاء مقربون سوى تلك الفتاة المسماة بعلياء وقد اختفت هي وشقيقتها منذ أشهر قليلة بعدما قامت زوجة والدهما بطردهما.....
لقد تحرينا الدقة فيما جمعناه من معلومات وأنا علي يقين أن علياء أينما كانت على معرفة بمكان السيدة قمر
صاح يامن بوجهه قائلاً:
وأين هي تلك الفتاة؟
اعتذر الرجل بحذر خشية أن يثير غضبه قائلاً:
لا أعلم؛ فقد سعيت إلى الوصول إليها ولكن الأمر يتطلب بعض الوقت.
وضع يامن رأسه بين كفيه قائلاً:
اعتذر منك؛ عليك الانصراف الآن ونتحدث فيما بعد
تحدث اليه برفق قائلاً:
حسناً سيدي واعدك ان أبذل قصارى جهدي للوصول إليها عما قريب.
ضرب رأسه بقبضة يده لعل تلك الأفكار الطاحنة تهدأ قليلاً ولكن هيهات فقد تراكمت وتزايدت بعدما اقتحم جمال مجلسه قائلاِ بحدة يحدوها الخوف:
عليك بالسفر في أقرب وقت واصطحاب والدتك؛ لقد هرب عزت من محبسه ولم نعثر عليه حتى الآن
يامن : وهل تلك واحدة من ألاعيب جمال بك
نهره جمال بحدة قائلا : أيها الغبي أما تفهم؛ لقد فر هارباً وقام بإحراق بضائع باهظة الثمن في الميناء هل ننتظر إلى أن ينال منك؟
يامن بحزن : ليته يفعل..
دفعه جمال بجنون يصيح برفض عاجزاً عن تقبل تلك الكلمات ليتحدث يامن بهدوء
لن أترك البلدة إلا بعدما أجد زوجتي فلا داع لما تفعل يا أبي.
تحرك يامن من أمام والده المصدوم مما يحدث فقد حرص منذ سنوات على متابعة عزت ومراقبته إلى أن أطمأن إلى رضوخه وسكونه ولم يضع في الحسبان أن البركان الخامل عندما ينشط لا شيء في الكون يقدر على صده وإيقاف ثورته...
🔸🔸🔸🔸
وبينما الليل يزداد قتامة يداعبنا ضوء القمر بحذر والقليل منا من يتطلع إليه دون ملل....
قاد سيارته يتوجه إلى بيت والدته فلم يستطع البقاء بقصر رشدان فهواءه مرهق للنفس...
لم يلق بالا لما قاله جمال بل ظن أنه تهديد زائف لا أساس له...
لحق به جمال بعدما استشعر الخطر الوشيك يسابق الزمن ولكن هل له من سابق.....
تطلعت نهال إلى يامن بحزن من اجله قائلة
ألم تصل الي شئ بخصوص قمر
يامن بيأس : ليس بعد؛ أخشى ألا أجدها يا أمي
نهال بحب : ستجدها يا حبيبي؛ لا تيأس فالعاشق لا يعرف اليأس.
ابتسم يامن قائلاً:
هل تنعتين ابنك بالعاشق!
نهال بمشاكسة : أما تر وجهك يا بائس؛ لقد فقدت وسامتك وصرت قبيحاً للغاية؟
رفع حاجبه برفض مصطنع قائلاً:
بالطبع لا؛ مازالت أوسم الرجال؛ ألم تقولي من قبل أنه لا أحد أوسم مني؟
نهال : كانت مجاملة من أم ترى وليدها الأجمل
قبل يامن يدها بحب قائلاً:
سأبدل ملابسي وأرجع إليك نتناول العشاء سوياً
لم تعقب فهي تعلم يقيناً أن ابنها يغتصب ابتسامة يرسمها أمامها لذا تركته يختلي بنفسه قليلاً وتوجهت إلى المطبخ تعد بعض الطعام....
بعد قليل استمعت إلى دقات خفيفة أعادتها إلى سنوات ماضية؛ دقات مميزة تشبهه إلى حد بعيد
جمال رشدان الرجل الذي أبى أن يتركها بعدما تركها...
توجهت بخطى وئيدة فاتحة باب شقتها تنظر إليه بترقب تفحصها هو باشتياق أخفاه كبريائه الأعمى قائلاً:
مرحباً نهال؛ هل عاد ولدك إلى هنا؟
صمتت قليلاً تسعى إلى الثبات لكنها لم تستطع فتحدثت اليه بحدة قائلة:
ما الذي أتى بك إلى هنا؟
جمال بغرور : بالطبع لم أتي رغبة في رؤياك؛ بل أتيت كي اخبرك أن عزت قد لاذ بالفرار وولدك الغبي يرفض السفر بعيداً حتى أمسك به من جديد...
وضعت يدها فوق فمها تكبح صرخاتها المتألمة تهز رأسها بخوف؛ أصابه الحزن من أجلها فتخلي عن جموده قائلاً:
لا تجزعي هكذا؛ تعلمين أنني سأعمل على حماية ابني مهما حدث
صاحت بيأس:
مثلما قمت بحماية شقيقه؛ هل أصدقك يا جمال وقد قتل رأفت أمام ناظريك؟
بادلها بصوت أشد غضب وقسوة قائلاً:
أنا توليت رعايتهما ولن انكر أن رأفت قد قتل بين يدي ولكن أين كنتِ؟ لقد تخليت عنهما وعني أيتها البائسة.
هل تلقين اللوم عليَ وحدي؛ وأنت ماذا فعلت؟ تركت طفليك وهربت.
نهال بانهيار : لم أستطع البقاء ولم أقدر على مواجهتك؛ لقد كان بقائي إلى جوارك موت مؤلم لقد أزهقت روحي بلا رحمة بخيانتك
ما تركت أطفالي طواعية بل خشية البقاء معك فيدفعني يأسي إلى كره كل ما يجمعنا حتى أولادي؛ عجزت عن التحمل؛ لكل منا طاقة وأنا طاقتي نفذت.. هل تدرك ما فعلته بي لقد دمرتني وحرمتني من كل شئ في الحياة
أتتهمني بترك أطفالي؛ وهل كنت لتسمح لي بأخذهما؟
جمال بثقة : بالطبع لا ولكن من المفترض أن الأم لا تتخلى عن أطفالها ولكنك فعلت.
نهال بقهر :
لم أفعل؛ بل تعبت لقد انتهيت ولم يبق لدي ما اأمنحه لهما لقد سلبتني كل شئ.
انا أكرهك؛ أكرهك كما لم أكره إنساناً من قبل.
ابتلع ريقه بثبات ناظراً إليها بجدية قائلاً :
وأنت لم ترتقي يوما إلى شئ اكثر من تحفة رغبة في امتلاكها وفعلت وبعدما صارت لي مللت منها
نهال : اذهب ولا تعد إلى هنا مرة أخرى؛ هل سمعت؟
استدار مغادراً لكنه جذبته بكامل قوتها قائلة
احذر يا جمال؛ انتبه!
اسرع رجال الحراسة الخاصة بجمال إلى نجدته بعدما استمعوا إلى اطلاق النيران وعجز هو عن الحركة بعدما سقطت بين يديه ودماؤها تتدفق بغزارة من حولها...
تبادل أحدهم إطلاق النيران مع عزت الذي اصابه صدمة قاسمة فلم يعمد إلى اصابة نهال بل كان غايته نهال
استطاع الحارس إصابته في مقتل مستغلاً صدمته ليسقط فاقداً للحياة
بينما خرج يامن يهرول تجاه والدته المدرجة بدمائها يبكي كما لو أنه قد عاد طفلاً بلا حول ولا قوة؛ حاول اختطافها من بين يدي جمال ولكن جمال لم يسمح له بذلك قائلاً :
دعها يا بني وساعدني علي حملها الي المشفى.
امسكت يده بضعف قائلة لا داع للمشفى فقد انتهى الأمر؛ لكم تمنيت اللحاق برأفت.
توقف الكون من حول يامن وصاحبه خسوف من نوع خاص؛ خسوف لا ينتهي ولا أمل في يعلوه نور القمر؛ فخسوف الموت سرمدي...
احتضنها بضعف لم يعهده من قبل قائلاً بترجي
حبيبتي؛ لا تخافي لن يمسك سوء.
نهال بعيون زائغة
عليك ان تساعد يامن وتبقى إلى جواره؛ ودع عنك تلك القسوة؛عليك بمؤازرته ربما يمنحه القدر سعادة نزعناه نحن منه؛ عدني أن تجمعه بمن اختارها قلبه.
جمال بترجي :
توقفي عن الكلام؛ سأفعل ما تريدين ولكن تشبثي بالحياة قليلاً
نهال بحزن
ليتنا لم نلتقِ يا جمال؛ ليتنا ما التقينا؛ أتعلم انني لم اتوقف مطلقاً عن حبك وكأنه لعنة لا نجاة منها... ليتني لم أحبك بصدق ربما صمدت وبقيت إلى جوارك متجاهلة خيانتك لكن قلبي لم يطق فقد هامَ بك حد الغرق.
جمال بانهيار :
كفى؛ توقفي عن بذل المزيد من الجهد؛ نهال أنا أحبك رغم كل شئ مازالت أحبك؛ لقد تماديت فيما أفعل معتقداً انك لن تبتعدي.
صاح بضياع عندما أحس بموتها الوشيك
نهال أتعلمين؛ أنا لم أطلقك إلى الأن؛ لقد رددتك الي عصمتي منذ سنوات كي لا تصبحين زوجة لغيري وانتظرت أيام وشهور اعقبها سنوات وأنا اترقب اقترانك بغيري كي اتي إليك وأرجعك اليَ
انتظرت وتوهمت أن الدهر لن يباغتني ويأخذك بعيداً
لقد عشقتك ولم تجرؤ أخرى على المساس بما لك يا نهال؛ وها أنا اعترف ولكن لا تجعلي عقابي أن تتركيني
ابتسمت بضعف قائلة:
هيا إذا ضمني إليك لمرة واحدة؛ لكم تمنيت أن ينتهي العمر بين يديك تماماً كما كانت بدايته الحقيقية معك.
جمال بجنون:
لمَ؛ لم فعلت ذلك أنا لا استحق؛ لمَ قمت بحمايتي؟
نهال بصوت أوشك على الغروب:
لا أحد سواك يستحق؛ فقد حاولت جاهدة أنا أشفي منك لكنك توغلت داخلي حد الإدمان؛ فعجزت عن تركه وصرت استلذ بآلامه.. ادمان لا نهاية له سوى الموت.
أغمضت عيناها قصراً فقد جاء الأجل ولا مهرب من مجيئه ليعلو صوت الصراخ والعويل والندم الذي يتآكل جدران القلوب ولكنه ندم لا طائل منه...
انتهت حياتها وربما أخطأت من قبل عندما اختارته ولكن بعض الاخطاء اصلاحها موت والاستمرار في فعلها موت
لمتابعة باقى الرواية زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا
بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل
متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا
الرواية كاملةمن هناااااااااا
مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا
مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هناااااا


تعليقات
إرسال تعليق