رواية دلال والشيخ الفصل الأربعون 40بقلم شيماء سعيد
رواية دلال والشيخ الفصل الأربعون 40بقلم شيماء سعيد
#دلال_والشيخ
الحلقة الاربعون
.......
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله
أحاول الهروب منك يا قدري
وكيف اهرب من اعٖصار
اختبئ خلف الستائر
واخشى على قلبي الدمٖار
.....................
لم يتخيل أحمد أن النصيب سيجمعه مرة أخرة مع قرة عينه وحبيبة قلبه فى هذا المكان وكأن الله سبحانه وتعالى قد طوى المشرق والمغرب معا ليجمعها سويا بعد أن فاض به الحنين ولم يعد يتحمل وبالأخص عندما وجد نسخة صغيرة منها تشبهها فى كل شىء وقد أقترب من الإفتنان بها لولا قربه من الله عز وجل .
وعندما تحدثت دلال بصوتها المميز الذى كان كسيمفونية جميلة طربت قلبه وأعادت الدماء فى أوصاله والروح إلى جسده.
فألتفت سريعا ليجدها أمامه ، نعم إنها هى حبيبة العمر والروح التى خطفت قلبه من أول نظرة وعاش على حبها سنينا طويلة .
لم يرى غيرها ولم يحب إمراة أخرى على وجه الأرض سواها،
هى وحدها من استأثرت قلبه.
فآتى القدر بها من جديد لتزهر صحراء قلبه القاحلة وتنبت وردات زاهية تعيد له ربيع عمره بعد أن ظن إنها النهاية .
فهمس بإسمها "دلال" وكأن اسمها ترياق سيشفيه بعد أنهكه العشق والحرمان .
لتجحظ عين دلال بصدمة لم تكن تتوقعها أبدًا فى هذا المكان أن تجده من جديد فى صدفة أخرى تمنتها ودعت الله بها كثيرا .
فنطقت بذهول: مولانا، لااا أنت بجد حقيقى واقف قدامى ولا أنا بتخيل.
ولا أنا بحلم، اه اكيد بحلم، لا مش معقول .
ولكن أحمد من الصدمة لم تتحمله قدماه وأخذ يترنح وكاد يسقط لولا يد حور التى حاولت أن تتمسك به صارخة: بابا مالك أنت كويس ؟
لتُطالع مُنايا دلال بإندهاش قائلة: مامى هو فيه ايه؟
هو حضرتك تعرفى دكتور احمد ..؟
فضحكت دلال بهيسترية مرددة: أعرفه ..!!
هو أنا مين، واحنا فين ؟
لا لا معرفهوش، تعالى نرجع بيتنا بسرعة يا مُنايا .
فهربت منه رغم حبها له ورغم أنها تمنيت تلك اللحظة منذ سنوات ولكنها خافت من لحظة الإستجواب عن حياتها الماضية كيف قضتها ولما هربت فجأة دون أى مقدمات وحتما سيسئلها عن مُنايا.
هل سيغفر لها إنها تزوجت غيره وكتبت ابنتها منه على اسمه .
هل سيصدق أنها ابنته لو أخبرته بالحقيقة، أم سيظن إنها كاذبة وباعت نفسها فى الحرام .
لاااا يا أحمد يا مولاناااا،خلينى بعيد أحسن من قرب ممكن يكون فيه هلاكى .
على قد ما كان نفسى أشوفك وأخدك فى حضنى وأقولك قد ايه وحشتنى لكن خايفة، خايفة بجد .
مُنايا بتوتر: ماما مالك فيه إيه أنتِ كمان، حضرتك شكلك مش طبيعية خالص .
دلال بحدة: قولتلك يلا نروح حالا .
مُنايا: هنروح إزاى ونسيب حور ودكتور أحمد فى الحالة دى ؟
دلال: ملكيش دعوة بيهم بعد الآن يا مُنايا، فاهمة
يلا قولتلك .
فاستجابت مُنايا على مضض وغادرت مع دلال ولكن ملىء عقلها استفهامات كثيرة وتعلم جيدا إن والدتها تعلم إجاباتها .
وأن هناك شىء بينها وبين أحمد .
أما حور فقد كانت غير منتبهة لمغادرة مُنايا ودلال ولكن دخل فى قلبها الشك أن هناك شىء أيضا بين والدة حور ووالدها ولكن كيف وهى تدرك جيدا أن والدها رجل وقور محترم ملتزم .
أقترب ويليم الذى كان يراقب حور مع والدها ورأى اهتزاز أحمد ومحاولة حور مساعدته، لذا أقترب وعرض عليهم المساعدة .
فطالعته حور بإمتنان وأجلسوا أحمد وأخرجت حور من حقيبتها عصير وحاولت أن تجعله يشرب منه ليستعيد وعيه ولكنه أبعده ورفع عينيه ظنا منه أنه سيجد دلال أمامه بالفعل وان ما مر به لم يكن حلما بل حقيقة وهى معه الآن بعد كل سنوات العجاف تلك .
ولكنه صُدم عندما لم يجدها وقال بهيسترية مفرطة: دلال كانت هنا، راحت فين ؟
ثم أخذ ينادى عليها بصوت مرتفع: دلاااااال، دلاااااال .
أوعى تكونى سبتينى تانى بعد ما لقيتك، لا حرام أنا معدتش فيه طاقة استحمل تانى وصدقينى هموت .
فلمعت عين حور وهى ترى والدها بهذا الضعف الذى لم تراه عليه من قبل .
واتصلت سريعا على آسر وقالت بصوت متوتر: آسر تعال فورا الجامعة بابا تعبان .
آسر بذعر: بابا ماله؟
حور: تعال بس وهتفهم بعدين ؟
وسمع شيكو وسليم الحوار، فجذعوا وأصروا على أن يذهبوا مع آسر للإطمئنان عليه .
وعندما وصلوا ورأى أحمد شيكو فقام وقال له: أنا شوفت دلال يا شيكو، شوفتها بجد كانت واقفة قدامى هنا وفجأة ملقتهاش، مش عارف راحت فين.
زى ما تكون الأرض انشقت وبلعتها، بس أنا محتاجها اوى يا شيكو، أرجوك اتصل بكل معارفك هنا ودور عليها لغاية ما تلاقيها ورجعالى .
طالعه شيكو بحزن وقال بخفوت: لا حول ولا قوه الا بالله.
استهدى بالله يا أحمد، دلال بس ايه اللى هيجبها هنا !!
أنت بس من كتر ما بتشوف البنت زميلة حور وبتقول شبهها افتكرتها هى .
فوق لنفسك يا أحمد ومتعملش فى نفسك كده يا اخويا .
أنا محتاجلك وحور وآسر محتجينك .
أحمد: لا يا شيكو أنا مش مجنون، أنا متأكد انى شوفتها قدامى بس معرفتش اختفت إزاى فجأة.
دى حتى طلعت أم البنت وعشان كده الشبه ما بينهم كبير اوى .
ثم أشار إلى حور:قولى لعمك شيكو يا حور، مش ده اللى حصل؟
حور بتوتر: فعلا مُنايا كانت معاها وحدة وبتقول أنها والدتها .
بس حضرتك تعرفها منين؟
وليه مشيت أول ما شفتك ؟
شيكو بصدمة: يعنى بجد الكلام ده يا أحمد هى دلال ولا وحدة تانية برده شبهها .
أحمد: ايوه هى، أنا قلبى عمره ما كدب عليه .
فحوقل شيكو: لا حول ولا قوه الا بالله العلي العظيم.
يبقى مفيش غير تفسير واحد يا أحمد ولو أنه صعب بس لازم تتقبله وتحترمه وده سبب إنها مشيت لما شافتك.
أحمد بإندهاش: ايه هو السبب اللى يخليها تهرب منى المرة التانية يا شيكو ؟
شيكو: مش بتقول طلعت أم بنت زميلتكم، يعنى اتجوزت وخلفت يا أحمد أفهم .
وصعب ظهورك فى حياتها دلوقتى من جديد عشان جوزها وبنتها .
احـ.ترق قلب أحمد من الغيرة عندما ذكر زواجها من غيره وانجابها .
فقال بغصة مريرة: بس البنت قالت إن ابوها مات بقاله كتير .
يعنى مش متجوزة .
شيكو: وممكن تكون اتجوزت بعد ما ابو البنت ما مات واتحرجت برده تقول كده .
او خايفة على البنت أنها تتأثر بوجودك وعلاقتها معاها تهتز .
مهو مفيش تفسير غير كده لهروبها لما شفتك يا أحمد .
خصوصا أن فاتت سنين كتير بينكم والوقت كفيل بالنسيان .
أنا قولتلك كتير قبل كده إنك بضيع عمرك على الفاضى فى إنتظار سراب كان لازم تشوف نفسك وتجوز .
وهنا صاحت حور بغصة مريرة: هو فيه ايه بالظبط ؟
هو حضرتك يا بابا كان ليك علاقة بالست دى ؟
وده كان قبل ما اتجوز ماما ولا بعد ما اتجوزتها يا مولانا ؟
ثم أشارات إلى شيكو: ويجوز ايه يا عمو ده ماما لسه مقبلتش اربع شهور ..!!
قالت كلمتها تلك وانهمرت دموعها .
فاستغل ويليم تلك اللحظة وقال بتأثر مصطنع: اوه _ لا تبكى عزيزتى، أنا لا اطيق تحمل دموعك الغالية .
فأصاب كلماته قلب سليم بالغضب وأخرجت عيناه المشتعلة حمـ.م بركانية واقترب منه وأمسك بكتفه بصرامة قائلا: نعم يا روح أمك انت بتكلم مين وتقولها عزيزتى.
عزيزتى دى تبقا خالتك!
وأنت ايه اللى موقفك أصلا هنا، روح يا ضنايا شوف مذكرتك ولما تكبر أبقا أكلم .
فانفعل ويليم قائلا: أنا لا افهم ما تقول ايها الحقير، فأبعد يدك عنى والا سأبلغ الأمن وسيلقونك فى السجن أو يرحلوكِ الآن على بلدك .
ليتدخل آسر: مش كده يا سليم هدى نفسك، عشان فعلا ممكن ينفذ اللى بيقوله يا صاحبى .
الأفضل تعتذر له عشان متحصلش مشكلة .
سليم بإنفعال: أعتذر ليه، أنت واعى بتقول ايه يا آسر !!
ده كان بيعاكس أختك واحنا واقفين، أنت ايه مش بتغير على عرضك .
آسر بغضب: بطل هبل وهما الأجانب يعرفوا بيعاكسوا زينا.
وعلى فكرة هما كلامهم كده مش زينا وكمان أنا متأكد من اختى كويس وكمان همنعها تكلم معاه تانى، استريحت كده .
فطالعه سليم بنفور ثم استأذن وغادر تحت نظرات حور الحانقة التى همسات: سليم تانى، هو أنا ناقصة مش كفاية موضوع بابا والست اللى ما تسمى دى .
نظر أحمد إلى حور بخجل وسئلها: أنتِ معاكِ رقم مُنايا يا حور ؟
فطالعته حور بسخط وسئلته بحدة: ايه يا مولانا ؟
عشان تكلم برده الست دلال؟
اللى مشيت وهى شايفاك فى حالتك دى ؟
أحمد بإنكسار: حور لو سمحتى ؟
حور بجدية: سامحنى يا بابا أنا مش هديك الرقم غير لما اعرف حكايتك ايه بالظبط مع الست دى .
وإزاي هانت عليك ماما بالسرعة دى، ماما اللى مشوفتش منها لحضرتك غير كل حب واحترام .
وكانت بتيجى على نفسها كتير وهى تعبانة عشان تراضينا.
طالعها أحمد بحرج فكيف يفهمها ان دلال هى التى امتلكت قلبه وأنه تزوج أشجان من أجل الوفاء بكلمته وليس حبا .
والأمر من ذلك كيف يقول لها إنها جاءت الدنيا بقدر الله وليس بقدره فهو لم يقترب منها قط رغبة بها ولكن كان فى تلك الليلة محموما ولا يشعر بنفسه وكان يظنها دلال .
فطن شيكو من نظرات أحمد إلى حور ما يعانيه فأراد أن يخرجه من هذا الخرج فأشار إلى حور: يا بنتى مش وقت الكلام ده وبابا فى حالته دى .
ولا كمان المكان مناسب، اسمعى كلام بابا وان شاء الله أول ما يهدى شوية كده هيفهمك كل حاجة .
بس عايزك تعرفى أهم حاجة أن أبوكِ من النصف الرجالة اللى شوفتهم، فاوعى يجى فى مخك أنه عمل حاجة غلط أبدا .
حور بإنكسار: مهو أنا عارفة ده كويس وده مش اللى مخوفنى .اللى مخوفنى هو انه عملها فى الحلال .
ثم رمقت والدها بحزن: أنت اتجوزت الست دى على أمى يا بابا ؟
وماما كانت عارفة ده ولا مش عارفة؟
ولو عارفة إزاى تقبل على نفسها تكمل معاك ؟
فصاح شيكو بحدة تلك المرة: حور وبعدين ؟
متنسيش اللى بتكلميه ده يبقى والدك مش حد من سنك .
يعنى مفروض يكون فيه احترام عن كده .
أنتِ عاملة زى ما يكون بتستجوبيه عن جريمة عملها .
فلمعت عين حور بالدموع، فتأثر أحمد وأشار إلى شيكو:
_ خلاص يا شيكو، خلينا بس نروح عشان مش قادر أقعد هنا .
فتحدث آسر: فعلا حضرتك محتاج تستريح، أسند عليه بابا عقبال ما نوصل العربية .
وعندما هم الجميع للمغادرة .
استوقف ويليم حور قائلا: عزيزتى هونى على نفسك الأمر .
حور: شكرا لك ويليم .
ويليم: لا شكر بيننا وكنت أريد أن أحدثك فى موضوع ما .
حور: أظن ان الوقت غير مناسب للحديث الآن .
ويليم: أعلم ذلك، ولكن أريد فقط رقم هاتفك لكى ارسل لكِ رسالة بما أريد .
فعقدت حور حاجبيها وقالت بإنفعال: ويليم لو الرسالة خارجة عن حدود الأدب فلن أعطيك رقم هاتفى .
ويليم بمكر: لا عزيزتى فأنا احترم دينك واحببته من إلتزامك به .
أنا كنت أريد أن استفسر عن الدين الاسلامى .
فابتسمت حور رغم حزنها وهمست: ده شكله واقع بقا لدرجة عايز يدخل الاسلام عشانى.
طيب كويس هاخد فيه ثواب .
فاستطردت: وهو كذلك ويليم، إذا سأعطيك الرقم .
وبالفعل أعطته الرقم ثم استأذنت وغادرت مع أسرتها .
للتسع عين ويليم كأسد يراقب فريسته ثم همس بمكر: سأكلك قريبا حور إيتها العربية البلهاء .
......
ولج سليم كالطور الهائج إلى منزله ومن ثم الى غرفته واغلق الباب من ورائه بقوة وجلس منحنيا يضع يده على رأسه .
فاستمعت ياسمين لصوت الباب فانفزعت وأسرعت إليه بقلق وفتحت الباب لتجده فى تلك الحالة يكاد دخان الغضب يخرج من أذنيه من شدة إشتعاله فسئلته:
_ فيه إيه مالك يا سليم يا ابنى ، حصل حاجة فى الشغل ولا اتشكلت مع ابوك ما أنا عرفاه
يحب يتخانق مع دبان وشه ونكدى.
فرفع سليم رأسه وقال بحزن: لا مفيش حاجة يا ماما ، أنا بس محتاج أقعد لوحدى ممكن تسبينى شوية .
فأدركت ياسمين لحالته تلك أن الأمر بخصوص حور ، فقالت متهكمة: اه بدال كده ، يبقا مفيش غير السنيورة اللى هتموت عليها وهى ولا هنا .
أقولك ايه بس انت اللى دافن نفسك فى الطين ومش عايز تنضف .ربنا يهديلك نفسك يا ابنى وتفوق .
فصرخ سليم بألم بمقدار ما يحمله من جرح فى صدره : حرام عليكِ يا أمى ، أنا تعبان ومش مستحمل اى كلمة ، تقومى انتِ بدل ما تبطبطى عليه ، تسمينى بالكلام ده .
أرجوكِ إطلعى حالا ، قبل ما انفـ.جر .
لتعاتب ياسمين نفسها: هوايه اللى بعمله فى الولد ده ، ده الحيلة يا ياسمين وأنتِ أمه مفروض تكونى أحن عليه من نفسه وتشيلى من دماغك أنه عشان بيحب وبكرة يجوز هيروح منك ، دى سنة الحياة فاكسبيه بدل ما يضيع منك .
فأقتربت منه وربتت على كتفه بحنو قائلة بندم: سامحنى ياابنى غصبا عنى عشان بس مش قادرة أشوفك فى الحالة دى
بس اوعى تفكر انى بكرهك يا حبيبى ده انت عينى اللى بشوف بيها ومحدش يحبك فى الدنيا دى قدر بس كان صعبان عليه تبعد عنى وتحب بنت أشجان وتنسى أمك اللى ربتك وتعبت فيك وتيجى بت أشجان تاخدك منى على الجاهز.
قالت ياسمين كلماتها تلك ثم اجهشت بالبكاء، فأدرك حينها سليم مدى الغيرة التى تشعر به والدته لفرط حبها له وأن عليه ألا يتمادى فى وصف حبه أمامها مراعاة لشعورها وان يهتم بوالدته ويظهر حبه لها حتى تتوازن الدفة بين والدته وحبيبة قلبه وهذا شأن العاقل .
فرق قلب سليم لها،فوقف واحتضن ياسمين واعتذر لها: أنا آسف يا امى انى رفعت صوتى عليكِ بس كان غصب عنى .
وعايزك تعرفى انى بحبك اوى ويستحيل اى وحدة مهما كانت تقدر تأثر على حبى ليكى وهكون ديما ليكى السند والصاحب .
لكن ياريت تقدرى أن الحب ليكى حاجة وحب حور حاجة تانية خالص .
حضرتك حبك فيه الجنة اللى وصانى عليكِ ربنا سبحانه وتعالى وسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم لكن هى حبها دنيا واستقرار وحياة عشان دى سنة الحياة .
فأرجوكِ أرضى عنى وادعيلى ربنا يهدى قلبها ليه .
وهنا اطمئنت ياسمين وتنهدت بإرتياح وقالت: ربنا يهديكِ يا بت أشجان، يعنى هى هتلاقى أحسن منك فين .
فابتسم سليم وأكد: اه طبعا طبعا .
......
أصر شيكو على مصاحبة أحمد صديق عمره وأخيه الذى لم تنجبه أمه رغم اعتراض أحمد
_مفيش داعى يا شيكو تيجى معايا وشوف أنت أشغالك أنا عارف انى بكتر عليك اليومين دول .
شيكو: متقولش كده يا صاحبى، ده احنا عشرة عمر، مقدرش اسيبك فى وانت فى الحالة دى .
ابتسم له أحمد بإمتنان واجابه: ربنا يبارك فيك يا رحمة ربنا ليه، مش عارف من غيرك كنت عملت ايه فى الدنيا دى لوحدى .
لمعت عين شيكو بالبكاء ولكن سرعان ما عاد لمرحه المعتاد من أجل أن يرسم البسمة على وجه صاحبه فهمس فى أذنه :
كمان أن لازم اجى عشان بنتك المفترية حور هتقلبها سين و جيم عشان تعرف علاقتك ايه بدلال .
مش عارف البنت دى طالعة قلبها جامد لمين، دى أمها كانت غلبانة وراضية بقليله مع إنها عارفة إن قلبك مع دلال .
فابتسم أحمد وردد: حور برده طيبة يا شيكو بس معروفة البنت بتغير على ابوها وكمان أكيد زعلانة على أمها اللى ماتت وبتفكر إنى نستها بسهولة .
شيكو: وعشان كده عمال أرتب فى دماغى كلام مقنع نقنعها بيه عشان عرفك هتدلق وتقول كل الحقيقة .
أحمد بغصب: وأنت عايزنى اكدب يا شيكو .
شيكو: مش فاهمنى يا أحمد أنت .
أنا قصدنى نحاول بقدر الإمكان نقول شبه الحقيقة عشان البنت متصدمش لما تعرف إنك اتجوزت امها من كسوفك مش عشان عايزها .
ويا خبر كمان لو عرفت انها جت غلطة يا صاحبى مش بعيد تتبرى منك .
أحمد بنفى: لا يستحيل أنا عارف مكانتى فى قلب بنتى كويس وهى عارفة أنا بحبها قد ايه وده ملهوش علاقة بأشجان خالص، ده قلب الأب .
شيكو: اه يا حنين .
أحمد: المهم عندى دلوقتى يا شيكو هى دلال، أنا مش عارف ليه هربت منى تانى ؟
حتى لو اللى قولته صحيح كانت تفهمنى مش تهرب بالسهولة دى وأنا اللى قعدت عمرى كله ادور عليها وعايش على أمل إنى أشوفها .
شيكو: قولتلك أكيد مكسوفة من بنتها حتى لو كانت أرملة، مهو أنت شايف حور غيرانة عليك إزاى ، اكيد برده بنتها هتغير عليها وتزعل على أبوها.
ضيق أحمد عينيه بتفكير وغيرة مميتة فى آن الوقت ثم قال: أنا مش عارف امتى دلال اتجوزت وخلفت .
وحتى لو ده حصل مفروض بالعقل كده البنت تكون اصغر سنة على الأقل من حور لكن دى نفس سنها دى كمان مُنايا أكبر .
ثم جحظت عينيه ليصرخ قائلا: شيكو أنا حاسس إن منايا بنتى أنا وإن دلال لما هربت منى كانت حامل وانا معرفش .
وده اكيد سر إنجذابى للبنت.
لأن من ساعة ما شوفتها وأنا قلبى اتحرك وحاسس ان فيه حاجة تربطنى بيها .
شيكو بصدمة: معقول ده !!
بس لو ده فعلا حصل، ليه هربت لما شفتك وليه البنت أصلا متكتبتش على اسمك .
الموضوع غريب جدا وفيه علامات استفهام كتير والإجابة عند دلال عشان تأكد شكوكك دى وتعرف منها الحقيقة .
أحمد: أنا فعلا مش هستريح غير لما أوصل ليها واعرف الحقيقة، أنا فعلا حاسس انها بنتى.
فليه تحرمنى من بنتى ليه؟
وكمان البنت كان واضح عليها انها مش عارفة حاجة بس زى ما يكون قلبها حاسس بيه لأنها من أول ما شفتنى وهى عينيها مش بتنزل عليه لدرجة انى كنت خايف من الفتنة وخصوصا انها شبه دلال جدا وسبحان الله اتاريها بنتى ونفسى فعلا أضمها لحضنى واعوضها عن كل السنين اللى عدت وهى مش فى حضنى .
لتدخل حور فى تلك اللحظة عليهم بعد أن استمعت لآخر كلماته فقال بصدمة: هى مين اللى بنتك يا بابا ؟
يعنى اللى اتوقعته كان صح أن كان ليك علاقة بالست دى واتجوزتها فى السر على أمى وخلفت منها .
ثم انهمرت دموعها بغزارة مرددة: ليه كده تخون ثقة أمى فيك، وليه تجوز عليها .
دى أمى مكنش فيه أحن منها ابدا، ولا يمكن عشان مش جميلة اوى زى الست بتاعتك دى .
بس كنت فاكرة يا بابا إنك مختلف ومش بتبص على الجمال اوى زى بقية الرجالة والمهم عندك القلب .
بس للأسف كل الصنف واحد، أنا حقيقى مصدومة فى حضرتك ومش قادرة أصدق .
طالعها أحمد بصدمة فلم يكن يتخيل أن تظن طفلته به هكذا وتحير كيف يرد عليها ويدافع عن نفسه .
كما احتقنت دماء شيكو لأسلوب حور الفظ فصاح قائلا: بنت عيب ايه اللى بتقوليه ده !!
_ وازاى تكلمى أبوكِ بالأسلوب ده !
ولعلمك عشان تريحى نفسك، أبوكِ محبش فى حياته غير دلال واتجوزها على سنة الله ورسوله فى الحلال .
لكن أمك الله يرحمها اتجوزها عشان كانت ست غلبانة وطيبة وقال يربى عيال أخوه اللى سبهم واتجوز أختها .
صدمت حور من الحقيقة فقال بأنفاس متلاهثة: قصدك اتجوزها شفقة يعنى!!
وعشان كده يا حبة عينى يا أمى كانت راضية وساكتة وعمرها ما جابت سيرة الست دى قدامى، بس كان أكيد قلبها وجعها من الحزن وبسبب كده ماتت .
ماتت أمى حبيبتى من الحزن والمرض، وياريت حضرتك يا بابا عشت حياتك مع الست اللى حبيتها لكن معرفش ليه سبتك ومشيت وخلفت من غير ما تعرف .
أحمد بغصة مريرة: حور يا بنتى أرجوكِ ومتزوديش الحزن اللى فى قلبى .
حور ببكاء مرير: لا يا بابا مش هزود خلاص حاجة، ومتشغلش بالك بيه بعد كده وانسى حور خالص .
وخد اهو رقم بنتك عشان تكلم حبيبتك وشوف لو وافقت ترجعوا لبعض وتعيش معاها هى ومُنايا.
قالت كلمتها تلك وأسرعت بالفرار من أمامه.
فقام أحمد بالنداء عليها: حور ، حور اسمعينى بس يا بنتى .
فقاطعه شيكو: مش هينفع تفاهم معها طول ما هى فى حالتها كده يا أحمد .
لازم لما تهدى شوية تكلمها وتفهمها ومعلش اعذرها البنت من يوم وليلة اتفجئت إنك كنت متجوز ومخلف .
فصعب تتقبل ده وأكيد خايفة مكانتها تتهز فى قلبك .
أحمد: أنت بتقول ايه يا شيكو، دى بنتى اللى ربتها وحتة من قلبى ويستحيل مكانتها تتهز فى قلبى .
شيكو:أنت موقفك صعب جدا يا أحمد خصوصا لو طلعت مُنايا فعلا بنتك مش عارف هى هتعمل إيه كمان معاك .
أخرج أحمد تنهيدة مريرة وقال: أنا لازم أتكلم مع دلال الأول عشان افهم كل حاجة .
.....
ولجت حور إلى غرفتها تبكى، فاضاء هاتفها برسالة على الواتس فوجدتها من ويليم جاء فيها:
حور أنا معى مجموعة من الفتيات والأولاد حدثتهم كثيرا عنك وعن الإسلام .
فأردوا معرفة المزيد عن هذا الدين، فهل تسمحى ببعض من وقتك للتحدثى معهم ربنا يدخلوا الإسلام .
ابتسمت حور رغم ما تعانيه ورحبت بالفكرة وكتبت: هذا يسرنى، ولكن اين مكانكم ؟
فابتسم ويليم بمكر وكتب لها العنوان بالتفصيل وقال بتهكم: تلك طفلة بريئة حقا تصدق كل ما يقال لها، يا للغباء .
لا بأس ستتعلم الدرس بعد تلك المقابلة اللذيذة، حتى لا تثق بأحد بعد ذلك .
سأدخل الآن أعد لها مشروبا ذكيا ينسيها العالم بأجمعه .
...
وبالفعل غادرت حور دون أن تبلغ أحد بوجهتها وكأنها كانت مغيبة عن الوعى لا تدرك ما تفعل .
حتى وصلت إلى العنوان المنشود واستقبلها ويليم ببشاشة وجه ووووووو.
نكمل الحلقة الجاية ان شاء الله
يا ترى هيحصل ايه؟
وايه رئيكم فى رد فعل دلال صح ولا غلط اللى عملته ده ؟
وكمان رد فعل حور ؟
عشان ده اللى بيحصل فعلا لأن بنتى بتغير على ابوها اكتر منى 😂😂
تكملة الرواية من هناااااااا
لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا
بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل
متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا
الرواية كامله من هناااااااااا
مجمع الروايات الكامله1 اضغط هناااااااا
مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هنااااااا
تعليقات
إرسال تعليق