القائمة الرئيسية

الصفحات

translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية دلال والشيخ الفصل الحادي والاربعون 41بقلم شيماء سعيد

 رواية دلال والشيخ الفصل الحادي والاربعون 41بقلم شيماء سعيد




رواية دلال والشيخ الفصل الحادي والاربعون 41بقلم شيماء سعيد


#دلال_والشيخ

الحلقة الواحدة والاربعون 

........

بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله ❤️ 

الأخت هي كنز لا يقدر بثمن، فهي الصديقة الوفية، والسند القوي، والملجأ الآمن في كل الأوقات. هي من تشاركنا أفراحنا وأحزاننا، وتمنحنا الحب والحنان اللامحدود. الأخت هي جزء من الروح، ورفيقة الدرب، ومرآة تعكس أجمل صفاتنا

كم كنت أتمنى ان يكون لى أخت ولكن قدر الله أن أكون وحيدة 😭😭💔

.............

كانت دلال فى عالم آخر منذ أن رأت أحمد وشردت فى ذكرياتهم الجميلة معا وعاتبت نفسها قائلة بغصة مريرة: 

_إزاى يجيلك قلب يا دلال تسيبى أحمد وأنت شايفاه من الصدمة مش قادر يوقف على رجله .

_ هيقول عليكِ ايه دلوقتى معُدتيش بتحبيه ومش عايزاه .

مهو ميعرفش إنك كنتِ بتتمنى اللحظة اللى تشوفيه فيها وقد ايه هو وحشك والعالم من غيره ملوش معنى وانك عايشة عشان روحه اللى موجودة فى بنتك .

_ وميعرفش إنك هربتى من الخوف عليها وعلى نفسك لو اتهمك بأى كلمة ممكن تجرح إحساسك .

ده غير إنك خايفة من المواجهة أصلا وازاى هتجاوبيه على  أهم سؤال( ليه مشيت وسبته زمان) .

ولا لما يسئلنى على صورتى مع متولى وكانت سبب طلاقى .

ولا لما يعرف ان مُنايا بنته ويسئلنى ليه كتبتها باسم المنياوى وليه رضيت اتجوزه.

فهرد عليك أقولك إيه ولا إيه يا أحمد، عشان كده هربت .

ايوه هربت من نفسى قبل ما أهرب منك يا أحمد .

مكنتش أعرف أن اللحظة اللى كنت بتمنى أشوفك فيها، هى اللحظة اللى كنت فيها أضعف من اى وقت تانى وكنت خايفة اوى يا أحمد .

كنت خايفة تشوفنى بنظرة تانية، نظرة غير اللى شوفتها منك زمان وحبتنى عشانها .

بس صدقنى أنا لسه على حبك واكتر كمان ، لأن البعد مش زى ما بيقولوا علمنى الجفا بالعكس أنا كل يوم بحن ليك واشتقلك اكتر يا حبيبى .

لاحظت مُنايا شرود دلال طوال الطريق وامتلىء عقلها بكثير من الاسئلة وأولها:

هى ماما تعرف دكتور احمد؟

وتعرفه من امتى؟

ويا ترى علاقتهم كان شكلها ايه؟ 

وليه هو اتصدم لما شافها وحاله اتغير كده ؟

وليه هى هربت منه بالشكل ده؟

أنا لازم أعرف الإجابة عن كل الاسئلة دى ضرورى؟

عشان قلبى حاسس ان الإجابة هى هتكون تفسير لانجذابى ليه

يا ترى أنت مين يا أحمد ؟

وهكذا حتى وصلوا إلى منزلهم فسارعت دلال إلى غرفتها هاربة من نظرات مُنايا لها طوال الطريق والاسئلة التى فى عينيها ويكاد لسانها ينطق بها ولكنها كانت تنتظر العودة للمنزل 

ولكن وقفت متخشبة عندما استمعت لصوت منايا:

_مامى متهربيش منى أرجوكِ، أنا لازم أعرف ودلوقتى حالا حضرتك تعرفى دكتور أحمد وأرجوكِ متنكريش لأن واضح جدا أن فيه معرفة سابقة بينكم .

لم تدرى دلال بما تجيبها فالحقيقة ستكون صعبة على استيعابها وبالأخص ماضيها فهى راقصة وابنتها طبيبة فتخشى بالتأكيد وقع تلك الكلمة عليها فكيف ستتقبلها وكيف ستفسر لها هروبها الأول من أحمد هذا الهروب الذى كان سبب فى هروبها الآن أيضا .

فهى تكره العودة للماضى حتى وإن كان به أحمد رغم مرارة البعد عنه وحبها له الذى لم ينضب ابدا .

لذا التفتت وقالت بكذب: أحمد كان جار لينا فى مصر وكان معجب بيه بس أنا رفضته والنصيب هو اتجوز وانت اتجوزت ولما شوفته قولت ملوش لزوم نفتكر الماضى وأبعد عنه أحسن.

ثم أستطردت بصرامة مصطنعة:

وياريت أنتِ كمان يا مُنايا تبعدى عنهم خالص وتفكرى فى دراستك وبس، أنتِ لسه صغيرة أصلا عن التفكير فى الحب .

فاهمانى يا مُنايا ؟

 طالعتها مُنايا بشكل وقالت بعدم تصديق: متأكدة يا مامى من اللى بتقوليه ده؟

فانفعلت دلال: قصدك ايه يا بنت ..!!

ثم نطقت اسمها بإنفعال:

مُنايا أنا مش عايزة ولا كلمة فى الموضوع ده بعد إذنك تانى.

ثم تركتها وولجت لغرفتها وأغلقت الباب لتسمح لنفسها بالإنهيار باكية بمرارة مرددة: سامحنى يا أغلى الناس، سامحنى يا أحمد ، سامحنى يا مولانا .

لإنى حاسه إنى الأفضل أكون بعيد عشان لا أذيك ولا تأذينى .

وعشان كمان مُنايا حياتها اللى اتعودت عليها متتلغبطش بوجودك وتعرف حقيقة أمها .

صعب اوى يا أحمد، تعرف أن أمها كانت راقصة .


إظاهر كان عندك حق لما كنت فى الاول خايف تعترف بجوازنا لأن الناس مبترحمش يا أحمد .

اللى بيرحم ربنا وبس .


أما مُنايا فولجت إلى غرفتها وبداخلها رفض تام لما قالته والدتها وأن الحقيقة غير ذلك تماما .

حتى وجدت من يتصل بها برقم مجهول ففتحت الخط وقبل أن تنطق استمعت لصوت قريب إلى قلبها يقول:

_مُنايا يا بنتى، أنا محتاج أكلم ماما ضرورى أرجوكِ، ياريت ترد عليه .

فهمست مُنايا بإرتياح لتلك الكلمة: بنتك !

دق قلب أحمد وأكد: ايوه أنا حاسس إنك بنتى وقلب المؤمن دليله .

مُنايا: ازاى أنا مش فاهمة حاجة؟

وكمان أنا بنت توفيق المنياوى .

أحمد: لا بنتى أنا ولو مصدقة تقدرى تعملى تحليل DNA

لتستطرد منايا بذهول: بس إزاى ؟

هو أنا ممكن تكون بنت حرام وأنت سبت ماما زمان وبابى المنياوى اتجوزها عشان يستر عليها وعشان كده كتبنى باسمه .

فصاح أحمد ونفى:  لا يا بنتى متقوليش كده، استغفر الله العظيم.

أنا الحمد لله عشت عمرى كله بتقى ربنا .

وأنا كنت متجوز ماما على سنة الله ورسوله من ١٩ سنة .

مُنايا: اتجوزتوا طيب ليه سبتوا بعض ؟

أنا قربت اتجنن ومش قادرة أفهم ولا استوعب حاجة.

وليه هى بتنكر ده ..؟

تنهد احمد بغصة مريرة قبل أن يجيب: ده موضوع قديم  يا بنتى، وشرحه يطول .

وقبل ما أحكى ليكى اى حاجة أنا لازم أتكلم مع ماما .

او تقوليلى عنوانكم وأنا هاجى بنفسى أتفاهم معاها،متصوريش أنا محتاج أشوفها واتكلم معاها قد ايه .

وعايز أعرف ليه هى بتهرب منى ؟؟

شعرت مُنايا بتيه ولم تدرى بما تُجيبه ولكنها فى النهاية قالت: دكتور أحمد، أنا قبل ما وصلك بماما لازم أتأكد بنفسى الأول بالتحليل إنى بنتك بجد وبعدها هقولك احنا فين؟

فأطلق أحمد زفيرا حارا وقال بشوق: وأنا لسه هستنى يا بنتى، أنا صبرت كتير اوى، ومتعرفيش أنا اتمنيت اليوم ده قد ايه.

مُنايا: أنا مش قادرة أتخيل مدام حضرتك كنت بتحبها اوى كده ، ليه اتفرقتوا السنين دى كلها؟

أحمد: الإجابة عند ماما يا بنتى مش انا.

.........

قدرة الله فوق كل شىء وصدق قوله تعالى

( ويمكرون ويمكر الله وهو خير الماكرين) .

كانت هناك أعين تراقب حور عندما غادرت وأخذت تسير فى الطريق متوجهة إلى منزل ويليم الذى صادف أنه لا يبعد كثيرا عن منزلهم .

وتلك الأعين كانت عين المحب سليم الذى تأخر عن الصعود لشقته حيث كان يقف يكلم صديق له من مصر عبر الهاتف.

وإذ بـ حور تسير من أمامه دون أن تلاحظه، فيراها هو فتعجب قائلا: رايحة فين لوحدها فى الوقت ده؟

فاستطرد سريعا:

هو أنا لسه هفكر، أنا همشى وراها وأشوف.

وبالفعل سار سليم من ورائها حتى وصلت إلى منزل ويليم، الذى خرج لإستقبالها عندما طرقت الباب .

لتجحظ عين سليم عندما رآه فردد بصدمة: لا مش معقول تكون جاية تقابله فى بيته، لا يستحيل أنا واثق من أخلاق حور كويس، أكيد الولد خدعها .


ويليم: مرحبا بكِ حور، أتفضلى الجميع فى إنتظارك بالداخل .

فابتسمت حور بخجل ثم ولجت للداخل ظنا منها إنها بالفعل ستجدهم فى إنتظارها ولكن تفاجئت أنه لا يوجد أحد .

أما ويليم فقبل أن يغلق الباب أخذ بنظر يمينا ويسارا ليتأكد أنه لا يتبعها أحد حتى لا يفسد ما أراده منها.

وعندما رآه سليم هكذا اختبىء حتى لا يراه ولكنه أكد شكوكه حوله وعندما أغلق الباب عليهما شعر وكأنه دعس قلبه بقدميه فتألم وأسرع إليهم .

ليسمع صوتها المرتفع من الخارج تقول: أين أصدقائك ويليم.

ألم تقل أنهم فى انتظارى بالداخل .

فأقترب منها ويليم وهمس: أنا يا جميلتى الذى كنت فى انتظارك وادعيت ذلك لتأتى إلىّ.

أنا معجب بكِ كثيرا غاليتي وأرى فى عينيكِ أيضا ذلك فلما البعد، دعينا نستمتع بوقتنا معا وأعدك إننى سأكون لطيفا جدا .

وعندما هم ليقبلها، فزعت وباغتته بصفعة قوية على وجهه قائلة: ابتعد عنى يا حقير .

أتظننى فتاة ليل تلهو بها كيف تشاء، لا فأنا امرأة مسلمة لا يحل لى علاقة إلا فى إطار الزواج .

انفعل ويليم وقال بغضب: زواج !

ممن من امرأة متخلفة مثلك، دعكِ من تلك الشعارات ولا تضيعى وقتى الثمين 

ثم انقض عليها كمان ينقض الأسد على فريسته فصرخت حور وحولت منعه بكل قوتها .

ولكن ويليم استطاع أن يسيطر عليها بالكلية، فتوسلت باكية: إبتعد عنى أرجوك.

ويليم: لا سأقتص منك جزاء تلك الصفعة.

لتستمع حور فى تلك اللحظة صوت سليم الصارخ: سأقتلـ.ك ايها الحقير لو لمست منها شعرة واحدة.

ثم أخذ يطرق الباب بكل قوته، فهمست حور بألم: سليم .

فانفعل ويليم: أهذا الحقير مجددا، لن ينجو بفعلته مرة أخرى وسأبلغ عنه الشرطة وسأقول أنه يريد التهجـ.م على منزلى وسيرحلوه إلى بلده مقيدا .

ولكن سأجعله ينتظر حتى أفرغ منك أيتها الحسناء.

ليحاول تمزيق ثيابها فأخذت حور تطلق صـ.رخات مؤلمة، لم يتحملها سليم، فأخذ يركل الباب بكل قوته حتى انكـ.سر .

وولج كالطور الهائج إلى الداخل، فجذب ويليم من على حور وأخذ يسدد له ضـ.ربات متتالية والأخير يهدده بالإنتـ.قام .

وحور ليس لديها سوء البكاء، حتى خارت قوة ويليم وسقط مغشيا عليه من قوة ضـ.ربات سليم .

فصرخت حور: قتـ.لته يا سليم !!

سليم بإنفعال: زعلانة عليه يا اختى، ما يروح فى ستين داهية .

ولا اه معلش كنتى بتحبيه وعشان كده جتيله برجليكِ.

فبكت حور قائلة: لا يا سليم متظلمنيش أرجوك، أنا اه غلطت لما جيت لوحدى وصدقته بس أنا كنت جاية وفاكرة هقبال مجموعة أدعوهم للإسلام .

سليم بسخرية: وادى النتيجة يا هانم هو اللى كان هيدعيكِ لجهـ.نم لولا أن ربنا لسه بيحبك وبعتنى ليكِ على آخر لحظة.

ياعالم لو كنت أتأخرت شوية كان حصل ايه .

فحمدت الله حور وابتسمت له بإمتنان، فهدء سليم قليلا عند رؤية ابتسامتها التى سحرت قلبه .

فشكرته حور: أنا مش عارفة أقولك ايه يا سليم، وهفضل مديونالك العمر كله على معروفك ده .

سليم بغضب: وأنا مش عايز منك حاجة حور، واتفضلى قدامى وإياكِ تكررى الموضوع ده تانى ولا أشوفك بره البيت غير لكليتك وبس وربنا يعديها على خير .

حور ببرائة: طيب والجـ.ثـة دى هنعمل فيها ايه؟

سليم بسخرية: هنقطعها ونعملها بانيه .

فضحكت حور مجددا، ليضحك سليم وهو يطالعها بعشق متيم.

ليهمس: مجنونة بس أعمل ايه بحبها .

فوجدها تطالعه لأول مرة بنظرة غير النظرة التى اعتاد عليها، فدق قلبه وهمس: معقول لا مش معقول .

مش معقول ليه مهو أنا اتحب برده .

همست حور: مش عارفه حاسه زى ما يكون أول مرة أشوف سليم، ملامحه حلوة وضحكته تجنن غير أنه طلع راجل بجد وفعلا بيحبنى بجد مش لعب عيال .

ابقى غلطانة لو ضيعت راجل زيه من ايديه، بس يا خسارة ده ممكن يتعدم عشان الزفت ويليم ولا ممكن ياخد تأبيدة .

يلا مش مشكلة استناه عقبال ما اكون خلصت الكلية والماجستير والدكتوراه واتشهرت .

فاستطرد سليم: مش بقولكم مجنونة، اهى بتكلم نفسها كمان، بس أحلى مجنونة، ليخرجها من شرودها بقوله: ايه هتفضلى واقفة كتير كده، ولا مستنية يا هانم لما يفوق ويكمل وصلة الحب .

فانفعلت حور وقالت بصراخ: اخرس، أنت عارف ومتأكد انى شريفة، وبعدين هو فيه ميت بيفوق.

فضحك سليم: مش عارف مين اللى دخلك كلية الطب بس، اهو مش عارفه تفرقى بين الميت والمغمى عليه .

فصكت حور على أسنانها بغيظ: سليم حد قلك قبل كده انك أوفر غتاتة.

فابتسم سليم ورفع أنفه وقال بلا مبالاة: ايوه كتير عادى .

ويلا بينا يا يا ست الدكتورة .

فابتسمت حور ورددت: ماشى يا باشمهندس، الإحترام حلو برده .

وبالفعل غادروا ولكن ظلت حور طوال الطريق شاردة والدموع فى عينيها وهى تتذكر ما حدث لها مع ويليم، وما حدث أيضا من والدها التى جاءت من تشاركها فى دلاله، بل استحوذت على قلبه بالكلية فهى ابنة حبيبة عمره، أما هى بنت من أشجان الذى تزوجها رأفة بها وبقلبها وليس حبا .


تمزق قلب المحب سليم وهو يراها هكذا، لذا حاول التخفيف عنها قليلا بقوله: ايه يا نكدوا هانم، مش كفاية كده بقا، ده بدل ما تحمدى ربنا انك طلعتى منها صاخ سليم .

حور: الحمد لله.

ثم طالعته بإمتنان قائلة: سليم هو ممكن أتكلم معاك فى موضوع بابا شوية يمكن تقدر تخفف عليه النـ.ار اللى جوايا شوية.

سليم: اه طبعا، ده أنا بفكر أسيب الهندسة وأروح اشتغل فى المطافى.

فضحكت حور فطالعها بعشق وابتسم قائلا: ايوه كده اضحكى، مفيش حاجة تستاهل دموعك .

حور: قبل ما اتكلم يا سليم أنا عايزة أعتذرلك بجد عن أى كلمة قولتها ضايقتك أو تصرف معجبكش وسبحان الله فعلا الإنسان مواقف .

فندق قلب سليم بشدة وقال بإنتعاش: لا كده البت خلاص شكلها وقعت، هنيالك يا واد يا سولى، ولا أمك رضيت عليك ودعتلك بضمير .

ثم تظاهر بالبكاء وقال بداعبة: بس بس قطعتى قلبى يا بنتى، كل ده عشان ضربت الواد ويليم، امال لو شوفتينى وانا بغسل السجاد لأمى والله أعجبك اوى .


فقهقت حور وقالت بخفوت: لا مش قادرة حرام كفاية.

ثم أستطردت: نكلم جد بقا شوية .

سليم: كلى آذان صاغية يا قمر ، يوووه قصدى يا حور .

أخرجت حور تنهيدة مريرة وقالت: مُنايا على قد ما هى بنت لذيذة وحبتها بجد من قلبى، لكن صعبان عليه نفسى وأنا هشوفها هتاخد كل اهتمام وحب بابا هى ومامتها عشان يعوضهم عن كل السنين اللى فاتت، يعنى انا خلاص كده بح.

فأدرك سليم بعين المحب أنها تعيش حالة من الغيرة على مكانتها فى قلب والدها ولا تدرك أن الأب حتى وإن كان له عشرة من الأبناء فقلبه لهم جميعا .

سليم بتهكم ممزوج بعقلية متفهمة: ايه بح دى ..!!

 هو لاقيكِ فى الشارع يا بنتى، بالعكس أظن أنتِ حبك هيكون أكبر فى قلبه لأن عينه شفتك أنتِ  الأول ورباكِ هو بنفسه وعلمك كل حاجة وبقيتى تشبيه حتى فى تصرفاته وطريقة كلامه فيستحيل حد تانى ياخد مكانك .

وأنتِ عندك حق أكيد هيهتم بمُنايا ودى متزعلش، بالعكس أنتِ كمان لازم تهتمى بيها وتفرحى إنك عندك أختك من نفس سنك واهتمامتكم واحدة ونفس الكلية يعنى هتكونوا روح واحدة زى التوؤم.

 ومتنسيش إنها اتحرمت من حنان الأب وكانت وحيدة سنين طويلة، وعشان كده هتكون فرحانة جدا إنك أختها .

حور: بس هى متحرمتش من حنان الأب، لأن إمها اتجوزت وسمتها كمان على اسم جوزها  لأنه كان كويس جدا .

سليم: لكن مات ولسه هى فى عمر صغير والبنت بتحتاج أب حتى لو سنها كبر واتجوزت وخلفت لأنه حبيبها الأول وسندها فى الدنيا .

فطأطأت حور رأسها ورددت: ايوه صح، ربنا يحفظلى بابا ويبارك فى عمره.

واستطردت بندم:

أنا فعلا غلطانة بس غصب عنى، وكلمته بابا بأسلوب مش حلو كمان واتهمته مع أن اللى عمله كان غصب عنه والقلب وما يريد.

وأنا عارفة إنه كان بيعامل ماما كويس جدا، وربى اخواتى أحسن تربية، ومن حقه فعلا يعيش حياته وميكونش جزائه منى إنى أكون عقبة فى طريقه ،بالعكس أتمناله الخير على قد حبى ليه .

فوقف سليم ثم انحنى أمامها قائلا بإعجاب: أرفع لكى القبعة سيدتى .

ايوه كده هى دى حور اللى أنا حبتها .

ثم أدرك ما قاله بذلة لسان لم يقصدها ولكن غلبه العشق.

فطأطأ رأسه وقال: أنا آسف يا حور، مكنتش أقصد.

فتبدلت تعابير حور من الفرحة إلى القتامة وقالت بإنفعال: يعنى ايه يا باشمهندس مكنتش تقصد، بطلت تحبنى.

 _اه  ما هو يعنى زى ما بيقولوا  ده أكيد حب مراهقة مش حب ناضج عاقل ممكن يستمر .

ـ مشاعر وقتية وأنا غبية جدا عشان فى اليوم اللى حسيت إنها ممكن يعنى إنى  ...اتفاجىء إنه كان فيه وخلص يا باشمهندس.

لتنهمر دموعها مجددا على وجنتيها التى تحولت للون الأحمر القانى كثمرة فاكهة جميلة تغرى من يأكلها .

فتأملها سليم طويلا وهمس: حتى وهى بتبكى قمر .

بس ايه صح اللى كانت بتقوله ده!!

إنها كان ممكن! 

لا مش معقول، لا معقول طبعا أنا قولت هتحب يعنى هتحب .

بس خلينى أتقل حبتين لغاية ما تستوى على الآخر عشان اكلها بنت الجمال زى ما هسوتنى وعذبتنى.


ليجدها قد تقدمت بخطوات واسعة إلى منزلها وهحاول هو أن يسرع ليلحق بها ولكن كانت هى أسرع منها وولجت للداخل وأغلقت فى وجهه الباب وسمع صوتها القائل بعصبية: 

_ كل الرجالة كده بتوع لحظة، وأنا العبيطة اللى كنت هرفع الراية وابتدى أحبه .

فضحك سليم وهمس: جميل اوى شغل الهرمونات بتاع الصنف الحلو ده، هيخلينى أدوس براحتى يا جميل .

....

أما آسر فكان فى غرفته يحدث نفسه: هى فعلا دلال دى الست اللى شوفتها زمان مع بابا أو عمى أحمد وروحت قولت لماما أنه اتجوز وهى قعدت تعيط كتير ومكنتش فاهم حاجة ساعتها لإنى كنت طفل صغير .

بس دلوقتى فهمت وعرفت أن عمى أحمد محبش ماما وحب الست دى بس أمى الله يرحمها كانت بتحبه وعشان كده رضيت تجوزه رغم أنها عارفه أنه بيحب غيرها واتجوزها كمان .

ياااه للدرجاتى يا أمى ضحيتى بنفسك عشان مجرد تعيشى مع الإنسان اللى حبتيه وهو مش بيحبك .

ويمكن لو كنت مجربتش لسه معنى الحب كنت قولت ليه عملتى كده فى نفسك وفين كرامتك زى ما كنت بقول برده على سمر .

لكن لما حبيت مُنايا عرفت أن الحياة من غير الإنسان اللى بتحبه ملهاش اى معنى.

بس يا ترى يا مُنايا أنتِ بتحبينى ولا هعيش متعذب زى أمى الله يرحمها وزى سمر .

يا ترى أنتِ عاملة ايه يا سمر؟

لما أدخل كده على صفحة الفيس بتعتها أشوف لسه بتنزل منشورات حزينة زى ما كانت بتعمل عشانى.

ليتفاجىء آسر بنشرها صورة قراءة الفاتحة هى وسعد والفرحة تظهر على وجهها فكانت كالقمر فى ليلة تمامه .

ففرك آسر عينيه عدة مرات غير مصدق ما يراه ثم أخيرا تنهد بإرتياح وقال وهو يحمد الله:

_الحمد لله ربنا عوضها وان شاء الله يكون أحسن منى ليها، وكده الحمدلله ارتحت من الذنب اللى كنت شايله بسبب رفضى ليها .

ربنا يسعدك يا سمورة.

......

إستفاق ويليم بعد ما تعرض له من إغماء مؤقت ولكنه شعر بصداع يفتك برأسه، فوضع يده على رأسه وقال بإنفعال: سأنتقم منك ايها اللعين وستُرحل إلى بلدك قريبا .

وعندما أمسك بهاتفه وجد رسالة من سليم ووجد بها فيديو لحور من بداية دخولها إلى منزله ثم صوت استغاثتها وصراخها منه، وصوته وهو يروادها عن نفسها وترفض .

ثم فيديو اخر لسليم وهو يحاول ينقذ حور .

واخر ذلك رسالة من سليم قال لها:

أيها المعتوه لو حولت أن تبلغ الشرطة عنى، سأعطيهم تلك الأدلة إنك حاولت الاعتداء على حور وستقضى أنت ايامك فى السجن بدلا عن الطب .

فاختار بنفسك الستر عليك وعليها ام الفضيحة والسجن .

سلام يا حيلتها ولو عارف إن دى مش هتفهمها لإنك طور .

فغضب ويليم: لم أكن اعلم أن ذلك العربى بكل ذلك الدهاء .

والأفضل من أجل مستقبلى أن اتجنبهم بالفعل.

......

ولجت حور إلى المنزل فاستمعت إلى قول والدها محدثا مُنايا: صدقينى يا بنتى أنا متأكد من غير التحليل إنك بنتى .

فأسرعت حور إليه فارتبك أحمد خوفا من تلك الغيرة التى أصابتها ولكن وجدها تبتسم وتومأ له برأسها لتطمئنه قائلة: هات أنا أكلمها يا بابا لو سمحت وأقنعها إنها أختى .

فابتسم أحمد وتنهد بإرتياح وناولها الهاتف لتقول حور :

ازيك يا ست الدكتورة؟

ابتسمت مُنايا وأجابت بحبور: الحمد لله يا حورى وأنتِ عاملة ايه ؟

حور: عاملة كشك، بقولك يا مونى بما إننا طلعنا أخوات ودى يمكن أحلى حاجة حصلتلى فى حياتى أن يكون ليه أخت فى نفس سنى كأننا توؤم وشبه بعض كمان ونفس الكلية والاهتمامات وشكلنا هنرغى طول الليل مع بعض لغاية ماننام على نفسنا .

المهم بقولك من دلوقتى عشان نكون على نور .

أنتِ ........ووووو

نكمل فى الحلقة الاخيرة بإذن الله.

اتمنى تكون عجبتكم الحلقة ومتنسوووش لايك وكومنت ❤️ ❤️ ❤️ ❤️ ❤️ ❤️ ❤️ 

وعايزة أشوف رئيكم فى الأحداث فى الكومنتات 

وموقف سليم وحور

وايه رئيكم فى موقف دلال؟

نختم بدعاء جميل ❤️ 

( يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ الْسَّمَاءِ إِلَي الأَرض )♡︎‏ربي إني وكلت لك أمري وكل ما أتمناه فكن لي خير وكيل ودبر أمري فإني لا أحسن التدبير .♥️>>

شيماء سعيد ❤️ ام فاطمة

تكملة الرواية من هناااااااا 

لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل 

متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا

الرواية كامله من هناااااااااا

مجمع الروايات الكامله1 اضغط هناااااااا

مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هنااااااا







تعليقات

التنقل السريع