رواية نوح الباشا الفصل التاسع 9 بقلم ندا الشرقاوي حصريه
#الفصل_التاسع
#نوح_الباشا
مدّ يده إلى الهاتف الموضوع على الطاولة، عندما لمعت شاشته بإشعارٍ جديد،فتح الهاتف بتوجّس، وما إن رأى ما فيه حتى تسارعت أنفاسه…لم يكن ما رآه في الحسبان.
ظل يحدّق في الشاشة طويلاً، عينيه لا ترمش…لكن اراد أن يعطي الحديث وقت حتى ينتهي من بعض المواقف
بعد مرور اسبوعين
تحسّنت الحالة الصحية لموج بشكل ملحوظ، وظل نوح إلى جوارها طوال الوقت، لم يفارقها ولو لدقائق. أنهى كل أعماله من المنزل كي لا يضطر لتركها وحدها.
خلال تلك الفترة، كانت تراقب نظراته وحديثه معها، ولاحظت كيف لم يكن يسمح لها بفعل أي شيء بمفردها؛ خوفًا من أن تُرهق أو تشعر بالتعب.
وفي هذا اليوم، كان عليهما الذهاب إلى المستشفى لفك الجبيرة.
خرج نوح من غرفة الملابس وهو يرتدي قميصه، ليجدها تحاول أن تنتعل حذاءها بيدٍ واحدة، لكنها لم تستطع.
اقترب منها سريعًا، ثم انحنى على ركبته أمامها، وأمسك قدمها بيد، والحذاء بالأخرى.
رفعت نظرها إليه بخجل من فعلته، وهتفت بصوت خافت
-نوح سبني أنا هعرف البسه
البسها نوح ووضع قدميها أرضًا وهو يقول
-وخلاص لبستيه أنا ولا أنتِ بقا عادي ،أستنى اسرحلك شعرك
اقترب وامسك أداه تمشيط الشعر وبدا في تسريح خصلاتها وهو ينظر إليها بحب كانه يعامل طفلته وليست زوجته
هتفت بهدوء
-عارف أنا نفسي الذاكرة ترجعلي بسرعة ليه؟
ابتلع ريقه بصعوبه وشحب وجهه وهتف بهدوء
-ليه يا موج ؟
ردت وهى مبتسمه
-علشان افتكر أنا حبيتك إزاي واكيد حبيتك علشان حنين
ابتسم نوح ابتسامه واسعه تداري على قلقه من استرجاع الذاكره لها ،هل إذا رجعت الذاكره سوف تتركه ؟أم تتفهم موقفه ؟يالله ماذا افعل معها .
فاق على حديثها وهت تقول
-نوح سرحت في اي
-هااا لا مفيش ،أنا بقا يا ستي مش فارق معايا ترجع ولا مترجعش المهم اننا سوا وبدانا من جديد عادي بقا ،المهم نطمن على دراعك والكدمات اللي في وشك بدات تروح اهي دا كويس اوي ،باقي كام جلسة علاج طبيعي علشان رجلك ،وكمان هجبلك الدكتورة هنا علشان ماتتعبيش ،يلا علشان مانتاخرش بقا
حملها بين ذراعيه حتى لا يُرهقها النزول على الدرج، محافظًا على راحتها كعادته.
وبعد مرور بعض الوقت، كانا قد وصلا إلى المستشفى، حيث بدأ الطبيب بفك الجبيرة عن يدها.
وحين انتهى، حرّك يدها برفق ليتأكد من سلامتها، وما إن شعرت أن الألم قد زال، حتى تنفّست بارتياح وهمست
-الحمد لله
ابتسم نوح بحب لها ثم وجهه حديثه للطبيب
-عاوز دكتورة تيجي البيت علشان جلسات العلاج الطبيعي
هتف الطبيب بعمليه
-المدام مش محتاجه علاج طبيعي هيا تمشى على رجلها وحده وحده حضرتك بتدخلي الحمام كويس ولا بتتعبي
تمتمت موج
-لا مبتعبش اوي لان الحمام في الجناح وقريب مني لكن مبنزلش السلم نهائي
-لا يا أستاذ نوح لازم نزود الحركة شوية ،نزول السلم تنزل وحضرتك جمبها تسندها وحده في وحده اسبوع بالكتير وهتكون كويسة جدًا
هتفت موج سريعًا
-والذاكرة …لحد دلوقتي مفتكرتش حاجه خالص
-طبيعي يا مدام بس باذن الله قريبًا كل حاجه في وقتها ،متنسيش حضرتك إن الحادثة كانت صعبة جدا
اوما لها نوح وهتف
-خلاص يا دكتور كده تمام شكرًا لمجهودات حضرتك
خرجا من المشفى وحاول نوح مساندتها ومساعدتها على المشي كانت تحاول خطوة خطوة ،همس لها بهدوء ومزاح
-لو تعبانة كبير دماغك من الدكتور هشيلك
ابتسمت له وهتفت
-لا أنا كويسه بس دا لازم مش هتفضل كل شوية تشلني
بعد مرور عدة دقائق وصلوا إلى السيارة ساعدها في الصعود وصعد إلى مقعده رن هاتفه وكان معتصم
-نوح ،كده كتير اسبوعين في البيت ،الشغل هنا محتاجك وفي حاجات كتير ياريت تيجي بقا
جز نوح على اسنانه من اندفاع صديقه وهتف
-قطر داخل في الكلام زي القطر ،الاسبيكر مفتوح يا بني ادم
حمحم معتصم باعتذار وهتف
-هيا جمبك ؟وسمعت كله ؟أنا اسف والله يا مدام بس
قاطعته موج قائلة
-لا عادي دا أنا اللي اسفه بس أنا قولتله كتير ينزل
هتف نوح بسخرية
-خلاص هرجع موج على البيت وجاي لما اشوف أنت عاوز اي يا معتصم بيه
اغلق الهاتف وقهقه على صديقه المندفع طول الوقت
-عنده حق يا نوح ،قاعد جمبي ليه انزل شوف شغلك كفايه كده
-افرض احتجتي حاجه وأنا مش موجود
-نوح أنت قولت هتجيب حد يساعد وخلاص أنا بقيت كويسه أصلا
أومأ لها نوح، لكنه آصر أن ترافقه إلى الشركة، حتى يُنهي بعض المهام العاجلة ويغادرا سويًّا
…………
كان يقود بهدوء متّجهًا نحو الشركة،نظرت من النافذة بصمت، والهواء العليل يداعب خصلات شعرها، بينما كانت تشعر في قرارة نفسها بالامتنان لكل ما يفعله من أجلها
بعد بضع ساعات، أنهى نوح أعماله، ثم التفت إليها قائلاً بابتسامة دافئة
-نطلب بيتزا وتيجي على البيت ،كُنت هقولك نروح مطعم بس شكلك تعبتي انهارده
أومأت برأسها موافقة، فبادر فورًا بطلب الطعام من المطعم
وبينما كانا ينتظران داخل المكتب، دقّ الباب برفق، ثم دخل معتصم بابتسامته المعتادة قائلاً
-سمعت إن في بيتزا قولت الحق قبل ما تمشي تعمل حسابي
ضحك نوح واشار له بالجلوس
-اقعد حماتك بتحبك ،يلا نطلق على الفيلا والاكل هييجي على هناك
اوما له معتصم واقترب من موج قائلًا
-اهلا نورتي الشركة ،طبعا بعتذر عن الكلام اللي قولتله ،بس لاول مره نوح مينزلش الشغل
هتفت موج بخجل
-لا عادي ولا يهمك
كان الليل قد أسدل ستاره حين وصلا إلى الفيلا، والهدوء يخيّم على المكان، لا يُسمع سوى صوت خفيف لحركة الأشجار مع نسيم المساء
دلفت موج أولاً، وخطا نوح ومعتصم خلفها وهو يغلق الباب بهدوء الأضواء الخافتة داخل المنزل منحت الجو دفئًا لطيفًا، يُشبه حالة السكون التي تسكن قلبيهما
جلست موج على الأريكة بنظرة متعبة، ثم أسندت ظهرها وهي تُطلق زفيرًا طويلاً،قال نوح وهو يضع المفاتيح على الطاولة
-الأكل على وصول أنتِ تعبتي انهارده جدا
اقترب معتصم منه وهو يضع يده على كتفيه
-ايه الحنيه اللي نزلت عليك دي يا نحنوح
ضربه بخفه في جنبيه وهتف
-ما تتهد مش كفايه هتاكل كمان
-يا مفتري يعني سبت الفيلا وكمان مش هتاكلني
ضحكت موج على حديثهم وقاطعهم في تلك اللحظة، دوّى جرس الباب بنغمة قصيرة،توجّه نوح لفتحه، وعاد بعد لحظات وهو يحمل كيسًا كبيرًا من الطعام، وضعه على طاولة السفرة الصغيرة، ثم نادى
-يلا بينا يا جماعه
اقتربوا من الطاولة وسحب نوح المقعد لها ليقول
-بيتزا بالسي فود زي ما بتحبيها اهو
ابتسمت له بحب وجلست وهى تقول
-تسلم ايدك
جلسا لتناول الطعام وكان معتصم ينظر إلى صديقه الذي ينظر اليها بحب ،تمنى أن تكتمل قصتهم على خير
بعد قليل كانوا انتهوا من الطعام واستاذن معتصم ليغادر
في سويسرا
داخل مكتب واسع بإطلالة زجاجية على جبال الألب، جلس رجل خمسيني ذو ملامح صارمة، وبين يديه ملفٌ ثقيل يحمل شعارًا سرّيًا. فتحه ببطء، وتصفّح أوراقه التي كانت تحوي تفاصيل دقيقة عن تحركات نوح، وعائلته، ومن يحيطون به.
وقف مساعده إلى جانبه، ثم قال بنبرة قلقة
-نوح يتحرك بسرعة يريد السيطرة على السوق ،ليس في بلد فقط بل في عدّة دول ،الجميع يتحدث عنه ،الجميع يريد العمل معه إنه يمزج بين اللمسة العربية والاحترافيه الاوروبيه وهذا ما يجعل له بريقًا خاصًا
أغلق الرجل الملف بقوة، ورفع عينيه نحو مساعده قائلاً بحدّة
-انتهى الحديث ،نوح تجاوز حدوده لقد بات يشكل تهديدًا حقيقيًا لمصالحنا
اقترب من النافذة، نظر إلى الأفق للحظات، ثم قال بنبرة باردة كالجليد
-سوف ننهي امه في اقرب وقت
سادت لحظة صمت، تبادل فيها الرجلان نظرات حازمة.
في تلك اللحظة، صدرت إشارة على أحد الأجهزة بجانب المكتب، تشير إلى موقع نوح الحالي
ابتسم الرجل ابتسامة باهتة، وقال
-يبدو إن الوقت قد حان ..لنمنعه من التقدم اكثر
#الفصل_التاسع_سكون_ماقبل_العاصفة
تكملة الرواية من هناااااااا
لمتابعة الرواية الجديدة زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا
بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل
متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا
الرواية كاملةمن هناااااااااا
مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا
مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هناااااا
تعليقات
إرسال تعليق