رواية زواج بلاحب الفصل الثاني وعشرون والثالث وعشرون والرابع وعشرون والخامس وعشرون والسادس وعشرون والسابع وعشرون حصريه بقلم ادم نارو
رواية زواج بلاحب الفصل الثاني وعشرون والثالث وعشرون والرابع وعشرون والخامس وعشرون والسادس وعشرون والسابع وعشرون حصريه بقلم ادم نارو
#زواج_بلا_حب
🍒Prt 22 🍒:
📍في القسم (المغفر)
(ليلى قاعدة جنب الحاج التامي، ومعاهم فادي والمحامي، الجو متوتر وهادي)
المحامي:
أنا هشوف الوضع وأرجعلكم.
الحاج التامي:
تمام.
(ليلى باين عليها التوتر، بتبص على الباب كل شوية)
الحاج التامي:
متقلقيش يا بنتي... أنا مش هسمح إن ابني يقعد في السجن يوم واحد.
(الوقت بيعدّي، قُرب العصر، ولسه مفيش رد من المحامي)
فادي:
مدام ليلى، حضرتك مأكلتيش من الصبح، أروح أجيبلك حاجة تاكليها؟
ليلى:
معنديش نفس والله.
الحاج التامي:
لأ يا بنتي، ده غلط... روح هاتلنا حاجة ناكلها يا فادي.
فادي:
حاضر يا حاج.
ليلى (بهمس):
هو ليه كده؟ أنا عايزة أفهم حصل له إيه في حياته يخليه يوصل لده!
(الحاج التامي كان هيرد، بس المحامي دخل في اللحظة دي)
المحامي:
أنا شفت الوضع... الأستاذ آدم بخير.
ليلى:
طب ليه لسه ما خرجش؟
المحامي:
الموضوع مش مجرد مخالفة، هو كان سايق بسرعة عالية جدًا، وكاد يعمل حادثة. المشكلة الكبيرة إنه اعتدى على السواق التاني بالضرب.
ليلى (مصدومة):
يا ربّي...
الحاج التامي:
ده تهوّر بعينه.
ليلى:
وإحنا نعمل إيه دلوقتي؟
المحامي:
هقدر أتعامل مع مخالفة السرعة، لكن مشكلة التعدي دي محتاجة الطرف التاني يتنازل عن المحضر.
الحاج التامي:
وإزاي نقنعه؟
المحامي:
معرفش... بس ده الحل الوحيد.
ليلى:
ولو ما اقتنعش؟
المحامي:
يبقى الأستاذ آدم ممكن يفضل محبوس على الأقل 3 شهور.
الحاج التامي (بغضب):
3 شهور؟ مستحيل! الصحافة هتكتب علينا! اتصرف، إدّيله الفلوس اللي عايزها.
المحامي:
الموضوع مش فلوس بس يا حاج، ده كان فيه تهديد لحياة شخص، يعني فيه شبهة جنائية.
ليلى (بحسم):
أنا هروح أقنعه.
الحاج التامي:
إزاي؟
ليلى:
معرفش... بس هحاول.
المحامي:
طيب تعالي معايا، هنروح نقابله ونشوف هيحصل إيه.
ليلى:
حاضر، يلا بينا.
الحاج التامي: ربنا يوفقك يابنتي.
ليلى : أمين .
📍في شركة "السيوفي"
(سمية داخلة الشركة، بهيبتها المعتادة، كل الموظفين واقفين احترامًا، عينيها فيها قلق بس متدارية ورا الجدية)
السكرتيرة:
صباح الخير مدام سمية... أعملك قهوتك لحد ما يوصل الأستاذ آدم؟
سمية (ببرود):
هو لسه مجاش؟
السكرتيرة:
لأ، اتصلت بيه بس ما بيردش.
سمية:
والحاج التامي؟
السكرتيرة:
هو كمان ما جاش النهاردة.
سمية (بهمس):
غريبة... مش من عوايده التأخير.
.
(طلعت تليفونها واتصلت بالحاج التامي، بس مفيش رد حاولت تاني... مفيش فايدة)
سمية:
ليه ما بيردش؟!
(بصت لحارسها الشخصي)
سمية:
الحاج التامي اتصل بيك النهاردة؟
الحارس (بهدوء وعنيه في الأرض):
لأ يا مدام.
سمية:
غريبة... يكون المجنون ده عمل حاجة لأبوه؟! انا لازم أتكأد .
( بصت لحارسها) جهّز العربية.
الحارس:
نرجع البيت يا مدام؟
سمية:
لأ، هنروح بيت آدم.
(المساعدة أروى بصّت لزميلتها باستغراب)
أروى (بهمس):
العايلة كلها شكلها مجنونة.
زميلتها:
وإحنا كنا مستغربين ليه السيد آدم طالع كده!
(المديرة "رتاج" سمعتهم)
رتاج (بحدة):
تحبوا أطلبلكوا قهوة؟!
(البنات اتفاجئوا وقاموا بسرعة)
أروى:
آسفين يا آنسة رتاج!
رتاج:
ارجعوا شغلكوا... ولو فتحتوا بؤكم تاني؟ هتلاقوا نفسكم برا.
أروى + زميلتها:
حاضر.
🍒🍒🍒🍒🍒🍒🍒🍒
📍في الكافيه - ليلى مع المحامي
(ليلى قاعدة مع المحامي في انتظار الشخص المعتدى عليه)
ليلى:
الساعة خمسة ونص ولسه ما جاش... إنت متأكد إنه جاي؟
المحامي:
آه، لسه قافل معايا، بس فيه زحمة في الطريق.
(دقايق وبيوصل الطرف التاني – راجل في الثلاثينات ، اسمه "علي")
علي:
أهلًا، آسف على التأخير.
(ليلى تبص له وهو يبصلها في نفس اللحظة)
علي:
أنتِ؟! إيه اللي جابك هنا؟!
(ليلى مشهورة في الحي بمساعدتها للناس، و"علي" ده هو والد بنت صغيرة كانت بتختنق في الشارع، وليلى أنقذتها)
علي:
إنتِ ليلى... صح؟
ليلى:
أيوه.
المحامي (مستغرب):
إنتوا تعرفوا بعض؟
علي:
دي أنقذت بنتي... لو ما كانتش موجودة يومها، بنتي ما كانتش هتعيش.
ليلى:
متقولش كده... ربنا اللي أنقذها، أنا كنت مجرد سبب.
علي:
لأ... أنا مديون ليكي بعمري.
بس قوليلي... إنتي هنا ليه؟
ليلى:
جيت أطلب منك طلب ...
علي:
اطلبي اللي إنتِ عايزاه... أنا موافق.
(ليلى بصّت للمحامي بنظرة انتصار)
🍒🍒🍒🍒🍒🍒🍒🍒
📍في القسم الشرطة :
الحاج التامي:
هي ليلى فين؟ اتأخرت كده ليه؟!
فادي:
معرفش يا حاج... بس إن شاء الله تقدر تقنعه.
(ليلى دخلت من الباب، تعبانة بس مبسوطة)
ليلى:
عمي...
الحاج التامي:
الحمد لله! فين كنتي؟
ليلى:
معليش بس زحمة الطريق ..بس آدم هيخرج النهاردة.
الحاج التامي:
إنتي قدرتي تقنعيه؟
ليلى (بابتسامة):
آه... وافق يتنازل.
(ليلى قعدت تستريح، بعدها المحامي دخل)
ليلى:
إيه الأخبار؟
المحامي:
الحمد لله، القاضي قبل التنازل، وآدم هيخرج حالًا.
الحاج التامي:
الحمد لله!
فادي:
ألف سلامة على الأستاذ آدم.
ليلى:
شكرًا يا فادي، تعبتك معانا .
فادي: معلش يا مدام، ده واجب.
المحامي: أنا هروح أقف مع السيد آدم لحد ما يخلّص الإجراءات ويخرج.
ليلى: طيب...
عند آدم:
كان قاعد في الزنزانة، شكله متعود، لا خايف ولا متوتر، بس سرحان في ليلى… وخايف هي تعرف ده.
آدم (في نفسه): لما تعرف الحقيقة... هتكرهني أكتر من دلوقتي.
كان معاه واحد من المساجين اسمه أحمد.
أحمد: شكلك واخد على السجن.
آدم (ببرود): إحنا مسجونين برا أكتر من هنا.
أحمد (بضحكة خفيفة): عندك حق… بس إيه سبب حبسك؟
(أدم سكت شوية بعدها )
آدم: ضرب.
أحمد: آه! ده سبب يدخلك السجن؟
آدم (باستغراب): قصدك إيه؟
أحمد: أنا شايف إن الضرب مش جريمة!
آدم (بضحكة جانبية): عندك حق...
(أحمد طلع قطعة عيش من هدومه واداها لآدم من ورا عين الحراس)
أحمد: خد… شكلك ما كلتش حاجة.
آدم بص له باستغراب، كأنه بيقول: "إيه ده؟ هو مش خايف مني؟"
بس جوّاه حس بسعادة غريبة… حد بيشاركه أغلى حاجة عنده.
أحمد: خد…
آدم مد إيده ببطء، وبابتسامة بسيطة، وبنظرة مستغربة كأنها أول مرة يشوف حد يعامله كده.
أخد العيش وأكله من غير تردد.
#زواج_بلا_حب
🍒 Prt 23 🍒
أحمد (بابتسامة): النهارده معنديش عصير… كنت طالبه من صاحبي بس للأسف ما اتمسكش معايا.
آدم (ابتسم تاني، وكأنه بيتعلم يبقى بني آدم): ما قلتيش لي … إنت اتحبست ليه؟
أحمد: سرقة… ماعنديش سوابق كبيرة زي القتل، عشان كده بيمسكوني لفترة قصيرة.
آدم (باستغراب): هو فيه حد يتمنى مدة حبسه تطول؟
أحمد: أنا.
آدم (ضحك باستغراب): ليه؟
أحمد: ماعنديش مكان غير السجن أبيت فيه.
آدم: طب وأهلك؟
أحمد (ضحك باستخفاف): أهلي؟! دول سبب تعاستي وتشردي.
آدم (بقهر): عندك حق… (بص لأحمد) بس اللي يشوفك بتضحك كده، ما يصدقش إنك بتعاني.
أحمد: وليه أزعل؟ الدنيا فانية… لازم أعيش يومي، والسعادة والحزن عند ربنا.
آدم بصله بنظرة فيها حيرة، واتفاق، وكل حاجة… إلا اليأس. كأنه بيقول لنفسه: "أنا لازم أعيش زي الراجل ده."
ماعدّتش دقايق، وجِه الحارس مع المحامي وفتحوا الباب.
الحارس: السيد آدم.
آدم: أيوه؟
أحمد (بص له): السيد؟!
الحارس: اتفضل، انتهت مدة العقوبة.
آدم: بدي السرعة.
المحامي: مش عايز تطلع؟
آدم: لأ.
المحامي: سيد آدم، ده مش هزار.
آدم بص له، وبعدها وقف. قبل ما يخرج، بص لأحمد.
آدم: لما تخرج من السجن… تعالى دور عليا في شركة السيوفي هلاقي لك مكان تعيش فيه.
أحمد (باتفاجؤ وتوتر): آه... طيب!
آدم خرج من الباب بخطوات هادية، ورغم إنه دخل السجن، بس هيبته لسه موجودة.
عند ليلى:
الحاج التامي: هو ليه اتأخر؟ مش المحامي قال هيطلع دلوقتي؟
ليلى: معلش يا عمي، المهم يطلع.
ليلى حست بدوخة، وكانت هتقع لولا ما الحاج التامي مسكها.
الحاج التامي: يا بنتي، إنتي كويسة؟
فادي (مسكها): مدام، اقعدي شوية.
ليلى: أنا كويسة… بس دوخة بسيطة.
الحاج التامي: من الصبح وإنتي واقفة وماكلتيش حاجة .
ليلى : بعدين أكل .
ليلى لمحت آدم وهو خارج من القسم… ولما شافها، عينيه اتقلبوا، ماكانش متوقّع إنها تكون هناك.
فادي: على السلامة يا سيد آدم.
الحاج التامي: إمتى بقى هتبطّل تصرفاتك الطايشة دي؟
آدم: بدينا تاني؟
الحاج التامي: لازم تتعلّم من غلطاتك.
ليلى: خلاص... كفاية كلام، خلونا نرجع البيت.
فادي: أيوه، يلا بينا.
(ركبوا العربية، وليلى كانت لسه حاسة بدوخة، بس بتحاول تستحمل)
🍒🍒🍒🍒🍒🍒🍒🍒🍒
في القصر:
ندى ومروى ورُقيّة كانوا قلقانين جدًا على آدم، لكن صفاء كانت قاعدة تلوم في ليلى كالعادة.
ندى: يا رب يكون السيد آدم بخير.
مروى: أكيد مدام ليلى مش هتقدر تستحمل تبعد عنه.
صفاء (بضحكة مستفزة): مش هتستحمل؟! ما هي السبب في الخناقة اللي حصلت مع أبوه… وهي السبب اللي خلاه يخرج من البيت متعصّب.
رُقيّة: صفاء؟!
صفاء: إيه؟! هو أنا قلت إيه يعني؟
ندى: مدام ليلى بتحب جوزها… مستحيل تأذيه.
(خبط حد على الباب)
مروى: يمكن مدام ليلى والسيد آدم رجعوا.
ندى: يارب!
رُقيّة: افتحوا الباب، وأنا هجهز السفرة.
ندى راحت تفتح الباب.
ندى (باندهاش): مدام سُميّة؟!
سُميّة (وهي باينة متقززة من البيت): فين الحاج التامي؟
(الكل سكت)
سُميّة (بعصبية): إنتوا ساكتين ليه؟ هو حصل له حاجة؟
رُقيّة: استهدي بالله… الحاج التامي بخير.
سُميّة: فين هو؟ وليه ما بيردش على مكالماتي؟
(خبط الباب تاني، وندى فتحت بسرعة)
ندى (بحماس): سيد آدم! الحمد لله على سلامتك!
آدم ( أدم ابتسم ليها)
فادي: حضّري الحمام للسيد آدم.
ندى: حاضر، حالًا.
(الخدم كانوا فرحانين برجوع آدم)
صفاء: على السلامة يا سيد آدم، قلقتنا عليك.
مروى: البيت نَوّر بوجودك.
رُقيّة: ألف حمد لله على السلامة.
سُميّة (ببرود): على السلامة؟! كنتوا فين؟
الحاج التامي: سُميّة؟ إنتي هنا؟
ليلى: أهلًا خالتي سُميّة.
(سُميّة بصّت لليلى باحتقار، وما ردّتش السلام)
سُميّة: أنا بتصل بيك من الصبح… ليه ما بتردش؟
الحاج التامي: يمكن ما خدتش بالي من التليفون.
سُميّة: من إمتى بتسيب شغلك؟ مين هيدير الشركة؟
الحاج التامي: كان عندي موضوع أهم.
سُميّة (بتعالي): أهم من الشركة؟!
الحاج التامي (بهدوء وهو باصص لآدم): آدم اتقبض عليه… ورُحت أطلعه.
سُميّة (بانفعال): اتقبض عليه؟!
(بصّت لآدم)
سُميّة: إنت مش هتهدى غير لما تخلينا نمشي ووشنا في الأرض قدام الناس!
آدم (بضحكة فيها قهر): وإنتي لسه فارق معاكي الناس؟ ابنك يموت ولا يعيش… مش فارق معاكي ؟
سُميّة: أنا ابني مات من زمان! أنا معرفكش!
(آدم بصّ لها بوجع… وعينه في قهر ربنا وحده يعلم بيه )
الحاج التامي: إيه الكلام ده؟! ده ابنك!
سُميّة: مش ابني… ولا هيكون، وأنا مش راضية إنه يحمل اسم العيلة!
(ليلى كانت واقفة، وقلبها بيتقطّع… وفجأة انفجرت بعد سكوت طويل، وصرخت بصوت عالي)
ليلى: خـــــلاص!
(الكل اتصدم… وآدم بصّ لها باستغراب. ليلى مشيت لحد سُميّة ووقفت قدامها)
ليلى: إنتي مش أم… إنتي مستحيل تكوني أم.
هو مش محتاجك ولا هيحتاجك فيوم.
سُميّة: إنتي بتتكلمي كده قدامي؟! أنا هربيكي!
(سُميّة رفعت إيدها تضرب ليلى، بس آدم مسك ذراعها ودفشها)
آدم (بعصبية): أنا سِبتك سنين تضربيني… بس مراتي؟ لأ!
(ليلى واقفة مصدومة… وسكوت تام ساد القصر)
سُميّة: إنت بتواجهني؟! عشانها عشان بنت فق...
الحاج التامي (بصوت عالي): خـــلاص! اسكتي… أحسن لك تسكتي، ولا تفتحي بؤك اللي بيطلع سم.
سُميّة (بانهيار): كلكوا ضدي؟! كلكوا بتدافعوا عنها؟!
(بصّت ليهم بغضب… وخرجت من البيت)
الصمت كان سيطر على كل مكان… وهدوء البيت فجأة خلى آدم يفتكر لحظة ليلى وهي بتدافع عنه.
الحاج التامي: تعالوا نقعد وناكل… خلي الليلة دي تعدي على خير.
الحاج التامي: رُقيّة؟
رُقيّة: نعم يا حاج؟
الحاج التامي: حضّري العشا.
رُقيّة: العشا جاهز، هقدّمه حالًا.
ليلى حاولت تتحرك، بس الدوخة غلبتها… وقبل ما تقع، آدم مسكها بسرعة.
آدم (بخوف): ليلى!! ليلى! استدعوا طبيب حالا .
#زواج_بلا_حب
🍒 Prt 24 🍒
رفعها آدم بين ذراعه، وخدها على أوضتها، سرّحها على السرير بهدوء... نفس المشهد اللي حصل قبل كده، كأن الزمن بيعيد نفسه.
دخل الدكتور بسرعة وبدأ يفحص ليلى اللي كانت فاقدة الوعي.
الحاج التامي (بقلق): بنتي المسكينة، فضلت واقفة طول الوقت ومأكلتش لقمة!
آدم بصله بنظرة استغراب، كأن كلامه بيقوله إنها عملت كده عشانه هو!
فادي (بحزن): لو هي ما كانتش
السيد أدم ماكنش هيخرج من السجن.
آدم (بحدة): إنت تقصد إيه؟!
الحاج التامي: هي اللي أقنعت الراجل يتنازل عن الدعوى...
آدم سكت، عينه اتعلقت بليلى اللي نايمة قدامه، وقال بصوت داخلي:
آدم (لنفسه): إنتي عملتي كل ده عشاني ؟
الدكتور خلّص الفحص ووقف:
آدم (بقلق): طمّني يا دكتور، حالتها خطيرة؟ نروح المستشفى؟
الدكتور (بهدوء): اهدى يا أستاذ آدم، مدام ليلى بخير، بس ضغطها واطي، محتاجة راحة وأكل كويس وشوية مقويات.
الحاج التامي (بتنهيدة): الحمد لله.
آدم (بصوت مبحوح): الحمد لله.
الحاج التامي: العيلة دي محتاجة ترتاح... إحنا ما بيعديش يوم من غير مصايب ولا مشاكل.
الدكتور (وهو بيجهز شنطته): أنا همشي دلوقتي، ماتنسوش تدوها الدوا وترتاح كويس، عشان ترجع صحتها.
آدم: شكرًا يا دكتور... فادي وصّله للباب.
فادي: حاضر... اتفضل معايا يا دكتور.
آدم بص على أبوه بنظرة فيها حنية لأول مرة، وشاف التعب في وشه:
آدم (بهدوء): روح ارتاح، شكلك مرهق.
الحاج التامي (بدهشة): أيوه، هروح... مافيش لازمة أفضّل هنا.
قبل ما يخرج، مدّ إيده وحطّها على كتف آدم... لأول مرة.
الحاج التامي (بحنو): ربنا يعينك يا ابني.
آدم اتصدم... لأول مرة يحس إن أبوه بيقف جنبه، بيحس بيه.
ما عرفش يرد، بس عينه اتشدت للمكان اللي أبوه حط إيده عليه.
آدم (بتنهيدة فيها وجع): يارب... أكون صاحي ومش في حلم.
دمعة نزلت من عينه، مسحها بسرعة بإيده.
آدم (في نفسه): أول مرة أحس إن في حد واقف جنبي... أول مرة أحس إني مش لوحدي... وكل ده حصل من يوم ما دخلتي حياتي.
قرب من السرير، سحب كرسي وقعد جنبها عينه راحت على إيدها... كان نفسه يمسكها، بس حاجة جواه منعته.
آدم (بنفسه): أنا آسف... معرفتش أكون جوز كويس ليكي حتى إيدك مش قادر ألمسها وإنتي نايمة... طب لما تبقي صاحيه؟ إزاي أمد إيدي؟!
آدم وقف عشان يخرج... لسه بيحاول يهرب من المواجهة.
ليلى (بصوت واطي وضعيف): ماتمشيش... خليك جنبي.
آدم اتجمد مكانه... لف وشه ليها ورجع قعد تاني جنبها، بص في عينيها وهي مغمضة.
آدم (بحنان نادر): ماتخافيش... أنا مش هبعد، هفضل هنا.
آدم (في نفسه): هتغيّر عشانك... هدّينا فرصة .
🍒🍒🍒🍒🍒🍒🍒🍒
الفجر بدأ يلوّن السما بلون رمادي باهت، والهدوء ساكن أوضة ليلى... بس جواها زوبعة مشاعر مش بتهدأ.
آدم كان لسه قاعد على الكرسي جنبها، سهران طول الليل، وشه مرهق بس عنيه فيها لمعة جديدة... لمعة خوف.
ليلى فتحت عنيها ببطء... نور خفيف داخل من الشباك، لمحت آدم نايم ورأسه مميل على طرف السرير، وإيده قريبة من إيدها قوي... بس مش لامساها.
فضلت تبص عليه ثواني، بتحاول تفهمه... الراجل اللي عمره ما خاف من حد، شكله دلوقتي زي طفل، نايم جنبها كأنه لقى أمانه أخيرًا.
ليلى (بصوت واطي): آدم...
آدم صحى على طول، رفع راسه بسرعة كأنه كان صاحي أصلًا:
آدم (بصوت متوتر): أنتي كويسة؟ تعبانة؟ عاوزة ميّه؟ أنده لرُقيّة؟
ليلى (بابتسامة صغيرة): لأ... أنا كويسة بس... مستغربة إنك لسه هنا.
آدم سكت... قلبه بيخبط، ومش عارف يقول إيه.
آدم (وهو بيبص بعيد): كنت ناوي أمشي... بس معرفتش.
ليلى (بهدوء): ليه؟
سؤال بسيط... بس وقعه كان تقيل.
آدم لف ناحيتها، وعينه فيها صدق لأول مرة.
آدم: عشانك... عشانك عملتي حاجة محدش عملهالي قبل كده... وقفتي معايا، وأنا لازم أردّلك اللي عملتيه.
ليلى (بصوت مهزوز): بس أنا... ماكنتش مستنياك تشكرني.
آدم: ماينفعش... ماقدرش أسيب اللي عملتيه يعدي كده.
ليلى (بمرارة): أنا مراتك، وده واجب عليّ... بس إنت عملت كده عشان أنا مراتك؟ ولا بس عشان ترد الجميل؟
آدم (اتلخبط): هو أنا يعني...
ليلى: إنت إيه؟
آدم (بتوتر): عشان... أنتي.
ليلى: عشان إيه؟
آدم (بياخد نفس عميق): عشان مراتي.
ليلى (بابتسامة): إيه، حلو... كنت هقتلك لو قلت اختيار تاني.
آدم (بابتسامة هو كمان): بجد؟
ليلى: أيوه.
آدم: بس إزاي هتقتليني؟
ليلى (بهزار): ليه أقولك؟ لما أحب أقتلك، هقتلك بصمت.
آدم ضحك، وهو بيبص لابتسامتها البريئة، وكان نفسه يمسك إيدها، بس صوت خبط خفيف على الباب قطع اللحظة
وخلت أدم يوقف بسرعة من الكرسي.
ندى (من ورا الباب): مدام ليلى... ممكن أدخل؟
ليلى: ادخلي يا ندى.
ندى دخلت وهي شايلة صينية فيها فطار خفيف.
أول ما شافت آدم، وقفت مكانها مصدومة.
ندى (بصوت واطي): حضرتك... لسه هنا؟
آدم بص لها، وبص لليلى، وقال:
آدم: لسه...
وخرج من الأوضة بهدوء، وقلبه بيخبط، بس لأول مرة... مش خايف من الشعور الجديد اللي داخله.
ندى قربت من ليلى، وبصلها بنظرة استغراب ودهشة.
ندى: في إيه؟ ده مش السيد آدم اللي نعرفه...
ليلى (بصوت واطي): يمكن... أنا كمان ماكنتش أعرفه كويس.
#زواج_بلا_حب
🍒 Prt 25 🍒
في الجهة التانية عند سمية، اللي كانت مولعة نار من اللي عمله جوزها وليلى.
(جوا الأوضة – سمية وماهر)
سمية (بعصبية): أنا لازم أخلّي آدم يخرج من الشركة.
ماهر (بدهشة): ليه؟
سمية: غبي زي أبوك… لو آدم فضِل في الشركة، هيبقى ليه النصيب الأكبر من الورث، وساعتها هيكتب كل حاجة باسمه، ويطردك وانت وقتها مش هتلاقي حتى تاكل.
ماهر: حتى لو آدم حقير، مستحيل يعمل كده.
سمية: لسه عندك ثقة فيه؟! ده هيعمل أي حاجة عشان يدمرك ويدمرنا! عشان كده إحنا اللي لازم ندمّره قبل ما يدمّرنا.
(ماهر سكت، وبدأ يفكر في كلام أمه اللي دايمًا بتحاول تزرع العداوة بين الإخوات)
سمية: اسمعني يا ابني… أنت وأختك كل اللي باقي لي، مش عايزة أشوفكم متشردين ف يوم من الأيام.
ماهر (بص لها): عايز أعرف… آدم عملك إيه عشان تكرهيه كده؟
سمية (توترت): مالكش دعوة.
ماهر: كل مرة أجيب سيرة آدم، تتوتري… ليه؟
سمية: ركّز في هدفك الأساسي، إنت لازم ترجع الشركة… الفندق مش ليك.
ماهر: بس أنا تخصصي في الفندق، إزاي ترجعيني الشركة؟
سمية: ليه مورثتوش ذكايا؟! هخليك مدير في الشركة، الفندق ده هينفعك بإيه؟
ماهر: أنا مش موافق… أنا عايز أبعد عن آدم بأي شكل.
(سابها وخرج من الأوضة)
سمية (بغضب): يا ربي… أنا ما خلّفتش عيال خلاص!
(ماهر كان هيخرج من البيت)
آسية: أخويا؟
ماهر: نعم؟
آسية: مش هتفطر؟
ماهر: لأ، هفطر في الفندق.
آسية: حاضر…
(ماهر خرج وركب عربيته وراح على الفندق)
🍒🍒🍒🍒🍒🍒🍒🍒
في القصر:
آدم كان قاعد يفطر مع أبوه.
الحاج التامي: ناوي تروح الشركة؟
آدم: مش عارف… بفكر آخد ليلى تزور أهلها.
الحاج التامي: فكرة هايلة… أبوها كان بيسألني عليها من يومين.
آدم: كنت عايز أعرف…
الحاج التامي: إيه؟
آدم: ليه وافقت على جوازنا؟ ليه اخترت ليلى بالذات تبقى مراتي؟
الحاج التامي (بهدوء): هو إنت نسيت؟
آدم: إيه؟
الحاج التامي: لما كنتوا صغيرين… كنتوا بتحبوا بعض.
آدم (بص لأبوه بدهشة): أنا؟!
الحاج التامي: كنت لسه عيل ومش فاكر، عشان كده جوّزتك ليها، وأنا واثق في أهلها.
آدم (في نفسه): يعني أنا كنت بحبك وانتي صغيرة؟
(لحظات وسمعوا صوت ليلى وهي نازلة من على السلم، وندى سنداها)
الحاج التامي: تعالي افطري معانا يا بنتي.
ليلى: شكراً عمي… أنا فطرت فوق، بس نازلة أتنفس شوية وأطمن على كلبي.
آدم: ليلى.
ليلى: نعم؟
آدم: تحبي تشوفي أهلك؟
ليلى (مستغربة): طبعاً.
آدم: خلاص، جهزي نفسك… هاخدك لعيلتك.
(ليلى وقفت مصدومة)
آدم: إيه؟ مش عايزة؟
ليلى: لأ، عايزة… بس إيه المناسبة يعني؟
آدم: دلوقتي هتجهزي ولا نلغي المشوار؟
ليلى (بتوتر وفرحة): لأ لأ، هجّهز حالاً!
الحاج التامي (بسعادة): سعديها يا ندى.
ندى: حاضر عمي!
(ليلى وندى طلعوا الأوضة والفرحة باينة على وشوشهم، آدم ابتسم لا إراديًا، وكان رافع الكوباية بس شاف أبوه بيبصله باستغراب)
آدم: في إيه؟
الحاج التامي: مستغرب بس… دي أول مرة أشوفك بتبتسم كده.
آدم: هو الضحك بقى حرام؟
الحاج التامي (بضحكة): حاشا لله… بس غريبة منك!
(آدم كرر الابتسامة، وأبوه فرحان إن ابنه بدأ يبقى بني آدم حقيقي)
(دخل فادي)
فادي: صباح الخير.
آدم: صباح النور.
الحاج التامي: فطرت يا ابني؟
فادي: آه، بس لازم أكلم السيد آدم في موضوع مهم.
آدم: خير؟
فادي: مش عايز أبوّظ الجو… بس لازم تعرف.
آدم: اتكلم.
الحاج التامي: خير يا ابني؟
فادي: قبضنا على موظفة فالشركة وهي بتسرق من الأرباح.
الحاج التامي: بتقول إيه؟!
آدم: إنتو كنتوا فين؟
فادي: كانت بتسرق بطريقة ذكية… كل شهر تاخد جزء صغير، عشان كده ما حدش لاحظ.
الحاج التامي: عملتوا إيه؟
فادي: اتنقلت للمركز… هيقدّموا أقوالها هناك.
آدم: كويس… أول ما أرجع، عاوز تقرير مفصل عن كل حاجة.
فادي: بس مين هييجي مكانها؟ الشركة محتاجة حد فوراً.
(وفي اللحظة دي، ليلى نازلة من فوق، والكل بص لها)
الحاج التامي (بابتسامة): أهو لقيت الموظفة الجديدة!
(فادي ضحك، وآدم كان بيبص لليلى بنظرة خاصة)
ليلى: في حاجة؟
آدم: لأ… انتي جاهزة؟
ليلى: آه.
آدم: يلا نتحرك.
فادي: بس سيدي…
آدم: أنت تصرف، النهارده أجازة.
ليلى: ليه؟ حصل حاجة؟
آدم: متشغليش بالك.
(ركبوا العربية، الوجهة: بيت الحاج الطاهر)
في الطريق، آدم سايق، وليلى جنبه بتضحك بخفّة.
آدم (بص لها): بتضحكي على إيه؟
ليلى: هو الضحك ممنوع؟
آدم: لأ، بس بتضحكي كأنك متخبية.
ليلى: نسيت إنك مبتحبش الضحك؟
آدم: أنا؟
ليلى (بتقلد وجهه العابس): أيوه، دايمًا وشك كده!
(آدم شاف وشها وانفجر ضحك، ليلى ابتسمت)
آدم: مش أي واحد عابس بيكره الضحك.
ليلى: عندك ضحكة حلوة على فكرة.
(آدم بص لها بصدمة مصطنعة وضحكوا سوا)
🍒🍒🍒🍒🍒🍒
قرب العصر، وهم لسه في الطريق، العربية وقفت فجأة قدام غابة شكلها مهجور.
آدم: غريب… العربية وقفت!
ليلى: في إيه؟
آدم: دقيقة أشوف في إيه.
(نزل وفتح الكبوت)
ليلى: يوم سعيد فعلاً!
(نزلت ووقفت جنبه)
ليلى: هتتصلح؟
آدم: أول مرة تعمل كده… مش عارف.
ليلى: يعني أنا السبب؟
آدم: أنا قلت كده؟
ليلى: وإنت أصلاً فاهم إيه في العربيات؟ اتصل بمكانيكي.
آدم (بغضب): ما فيش شبكة!
ليلى: يعني إيه؟
آدم: يعني مفيش تغطية، مفيش اتصال، إحنا محبوسين هنا.
ليلى: هنقعد هنا يعني؟
آدم: آه، مش قدامنا غير كده.
ليلى: لأ، سيبها، أنت هتبوّظها !
آدم ( بالاستهزاء ): طبعًا… عشان هي مش متبوظة.
#زواج_بلا_حب
🍒 Prt 26 🍒
ليلى: يا ربّي على الحظ اللي يشرح القلب ده!
آدم واقف بيحاول يفهم إيه اللي حصل للعربية، وليلى واقفة بعيد ومستنية.
آدم (بإحباط): حاولت كذا مرة بس العربية مش راضية تدور خالص.
ليلى: حتى الشبكة مش راضية ترجع! طب ما تيجي ندور على بيت قريب نطلب من حد مساعدة؟
آدم: لأ، الوقت بيليل، والمشي في الغابة دي مخاطرة.
ليلى: طب وإحنا هنعمل إيه دلوقتي؟
آدم: هنقعد في العربية لحد الصبح، وبعدها نشوف حل.
ليلى (بصدمة): تقصد ننام أنا وإنت في نفس العربية؟
آدم (مستغرب): يعني كنتي عاوزاني أبات برا العربية؟
ليلى: لأ، بس مستحيل أنام جنبك في نفس العربية!
آدم (ببرود): خلاص، براحتك… اعملي اللي يعجبك.
ليلى: وأنا فعلاً هعمل كده… هروح أدور على أي بيت حوالينا.
(آدم فتح باب العربية)
آدم: اركبي العربية يا ليلى، بلا دلع وعناد.
(ليلى تجاهلت كلامه ومشيت وسط الشجر)
آدم (بعصبية): روحي… ومتجيش تاني!
(دخل العربية وقفل الباب بقوة، قاعد شوية بيفكر)
آدم (مع نفسه): هي هترجع كمان شوية… بس لو حصل لها حاجة؟
(ليلى مشيت جوه الغابة، بتلف من مكان لمكان ومفيش أثر لأي بيت)
ليلى (بخوف): أنا برجع لنفس المكان! طب أمشي من الطريق ده، يمكن يوصلني .
( بس مفيش فايدة هي بترجع لنفس المكان و الليل دخل وليلى لسه تايهة)
ليلى (بتنهج): ليه مش سمعت كلامه؟ أنا ليه سبت آدم؟ يا ربّي هو فين دلوقتي؟
(صوت ذئاب وكلاب بدا يعلى، وليلى جريت مرعوبة، اتعرقلت ووقعت، ورجلها اتعورت)
ليلى (بدموع): يا ربّ ساعدني… كنت فاكراه هييجي ورايا…
(آدم خرج من العربية، وبدأ يدور عليها وهو بيصرخ بأعلى صوته)
آدم: ليلى! ليلى!
(مفيش أي رد، قلبه بيتقطع)
آدم: البنت دي هتجنّني… راحت فين؟
(ليلى قعدت جنب شجرة، بتعيط وصوت الذئاب بيقرّب)
(آدم ما وقفش دقيقة، بيجري وسط الشجر، بيتكعبل، يقوم، ويكمل وهو بينادي)
آدم: ليلى!!
(ليلى سمعت صوته، صوتها اتعالى بصعوبة)
ليلى: آدم! أنا هناااا!
(آدم سمعها، قلبه ارتاح، جري ناحية الصوت)
آدم: متتحركيش، أنا جاي!
(أخيرًا لقاها، كانت قاعدة بتعيط، ولما شافته، قامت وحضنته بقوة)
ليلى: ليه اتأخرت كده؟ أنا كنت مرعوبة!
(آدم حضنها كمان، بإيديه الاتنين بيطبطب على ضهرها وهو بيهمس)
آدم: خلاص، أنا هنا، متخافيش… مش هسيبك لوحدك تاني أبدًا.
(بص على رجلها، لقاها متعورة ومش قادرة تمشي، انحنى قدامها)
آدم: تعالي، اركبي على ضهري.
(ليلى بصت له بعيونها المليانة دموع، سكتت لحظة،
وبعدين طلعت على ضهره، حضنته وهي مكسوفة)
🍒🍒:
#زواج_بلا_حب
🍒 Prt 27 🍒
(آدم وليلى – لسه في الغابة )
آدم (بهدوء): لو عايزة تنامي، نامي… لحد ما نوصل العربية.
(ليلى سكتت، وحطت راسها على ضهره، بس ما كانتش عارفة إن اللحظة دي هتأثر فيها… كانت كأنها حطت راسها على وجع طفل اتحرم من الحنية وسط عيلة مهملة… وبدون ما تحس، غطّت في النوم)
(آدم لاحظ إنها نامت، فمشي بخطوات بطيئة علشان ما يصحّهاش، لحد ما وصل للعربية)
🍃🍃🍃
الصبح – جوا العربية
ليلى فاقت، الشمس كانت طالعة، وفتحت عينيها بهدوء… بصّت حواليها لقت نفسها لوحدها، آدم كان واقف برة بيحاول يصلّح العربية.
بصّت على رجلها المجروحة… وشافت إن الجاكيت بتاع آدم متقطع ومتربط حوالين الجرح… اتفاجئت.
خرجت لعنده.
ليلى: أنت ما نمتش؟
آدم (من غير ما يبص لها): ما أنتي اللي قلتي مستحيل تنامي جنبي.
(ليلى اتفاجئت، معرفتش ترد)
آدم: العربية دي خلاص… فقدت الأمل إنها تشتغل. الشبكة كمان لسه مقطوعة… الحل الوحيد دلوقتي إننا ندور على بيت قريب.
ليلى: أيوه، شكله مفيش غير كده.
(مَرّ الوقت وهما ماشيين وسط الشمس، الحر بدأ يضرب)
ليلى (بتنهج): أنا تعبت… عطشانة.
آدم (اتنهد): تعالي، اقعدي هنا شوية… وأنا هشوف لو في نهر قريب.
ليلى (بتوتر): بس أنا بخاف أقعد لوحدي.
آدم: مفيش حاجة هتحصلك…
ليلى: إحنا فغابة يا آدم! فيها مفترسات!
آدم: طيب خلاص… اركبي على ضهري.
ليلى (بتتردد): مش تعبان؟
آدم: عندي حل تاني؟
(ليلى ركبت على ضهره، ومشي بيها)
ليلى: وإحنا هنلاقي نهر إزاي؟
آدم: هنمشي على صوت الميّة…
ليلى: ومنين متأكد إن فيه نهر أصلاً؟
آدم: بصّي حواليكي… شايفة الأشجار دي؟ دي ما بتطلعش إلا في أماكن فيها ميّة.
ليلى: برافو، خبير بيئة كمان!
آدم (بثقة): لازم تكوني فخورة إن جوزك بيفهم في كل حاجة.
ليلى (بضحك): لأ، مش كل حاجة.
آدم: لأ، كل حاجة.
ليلى: قلتلك لأ.
(آدم فجأة وقف وسكت)
ليلى: مالك؟ ليه وقفت؟
آدم (مركز): استني… سامعة؟
ليلى: سامعة إيه؟
آدم: سكتي شوية…
(بعد لحظة، سمع صوت خرير ميّة)
آدم (بتركيز): سمعتي؟ ده صوت نهر!
ليلى (بتشكك): أكيد بتتهيألك.
آدم: لأ، الميّة مش بتكدب.
(مشي ناحية الصوت، وبعد شوية فعلاً وصلوا لنهر صغير)
ليلى (بانبهار): الله… نهر حقيقي!
آدم: شوفتِ؟ ما بقولك!
(نزلوا عند النهر، شربوا، وغسلوا وشهم… آدم بدأ يقلع هدومه)
ليلى (بصوت عالي): أنت بتعمل إيه؟
آدم: هاعوم.
ليلى: طب ليه تقلع؟
آدم (بضحك): هاعوم بلبسي يعني؟
ليلى (بضحك مرتبك): ايه .
أدم : طيب خلاص!
(آدم نط في الميّة، وبدأ يعوم… وليلى واقفة بتتفرج عليه)
ليلى: يلا نخلص بقى!
آدم: تعالي… الميّة تحفّة.
ليلى: لا يكون فيها تماسيح!
آدم (ضحك): تماسيح إيه؟ دي أنهار صغيرة!
( ليلى بصت له وسكتت وبعد تفكير طويل)
ليلى (بتهزر): خلاص، أنا كمان هدخل!
(دخلت الميّة، ورشت آدم… وهو رد عليها، وبدأوا يضحكوا ويلعبوا زي الأطفال)
(بعد شوية، آدم خرج الأول)
ليلى: ليه خرجت؟
آدم: لازم تنشّفي هدومك… هنكمل مشي قبل ما تغيب الشمس؟
ليلى: عندك حق.
(طلعت وفضلوا قاعدين جنب بعض)
آدم (بص على رجلها): الجرح عامل إيه؟
ليلى: مش بيوجع… بس أنا جعانة.
آدم: استني شوية.
(قام وبص حواليه، وبعدها راح على شجرة، قطع فرع طويل، وطلع خنجر من جيبه، وبدأ يشحذ الطرف)
ليلى (بتصدم): إيه ده؟ أنت معاك سكينة؟
آدم: دايمًا معايا… احتياط.
ليلى: احتياط لإيه؟!
آدم (بهدوء): شو رأيك ؟ هقطع بيها فاكه مثلا … دي عشان أدافع بيها على نفسي .
ليلى (بتستفزه): شكلها أكتر للقتل مش للدفاع.
آدم (بص بعيد وهمس):لا متقلقيش عندي مسدس …
ليلى (ما سمعتش): ها؟ قلت إيه؟
آدم (غير الموضوع): قلتلك… هاصطادلك سمكة طازجة!
🍒🍒🍒🍒🍒🍒🍒🍒
في الشركة:
الحاج التامي: فادي… في أي خبر عن آدم وليلى؟
فادي: لا والله، كلمتهم كذا مرة… مفيش رد.
(الحاج التامي مسك الموبايل، واتصل على الحاج طاهر)
الحاج طاهر: ألو؟
الحاج التامي: ألوا يا حاج طاهر، عامل إيه؟
الحاج طاهر: الحمد لله… إنت عامل إيه؟
الحاج التامي: تمام الحمد لله… كنت بسأل… ليلى وصلت؟
الحاج طاهر (باستغراب): لأ، ما شفتهاش من يوم جوازها!
الحاج التامي (اتشد): يعني ما جتش؟!
الحاج طاهر: لا… المفروض كانت جاية؟
الحاج التامي: أيوه، آدم قال إنه هاياخدها يزوركم.
الحاج طاهر (بدأ يقلق): يعني إيه؟ راحت فين؟
الحاج التامي: ما تقلقش… يمكن الطريق زحمة شوية.
الحاج طاهر: أنا هستناهم..
الحاج التامي: حاضر بس بلغتي لما يوصلوا .
الحاج الطاهر: أكيد .
(قطع الاتصال، وبص لفادي)
الحاج التامي (بقلق): مستحيل يكونوا لسه في الطريق… كانوا مفروض يوصلوا امبارح.
تكملة الرواية من هناااااااا
لمتابعة باقى الرواية زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا
بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل
متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا
الرواية كاملةمن هناااااااااا
مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا
مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هناااااا
تعليقات
إرسال تعليق