القائمة الرئيسية

الصفحات

translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية بحر العشق المالح الفصل السادس وخمسون والسابع وخمسون والثامن وخمسون والتاسع وخمسون والستون و الخاتمه الاخيره بقلم سعاد محمد سلامة

 

رواية بحر العشق المالح الفصل السادس وخمسون والسابع وخمسون والثامن وخمسون والتاسع وخمسون والستون و الخاتمه الاخيره بقلم سعاد محمد سلامة






رواية بحر العشق المالح الفصل السادس وخمسون والسابع وخمسون والثامن وخمسون والتاسع وخمسون والستون و الخاتمه الاخيره بقلم سعاد محمد سلامة



#الموجه_السادسه_والخمسون

#بحرالعشق_المالح

... ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

لندن

دخل عواد الى الشقه وخلفه صابرين تنهد بزفر نظرت لـه صابرين  بإستغراب ثم تخابثت قائله: 

مالك يا عواد من وقت ما خرجت من جلسة العلاج الطبيعى وإنت شبه ساكت وشكلك مضايق، أكيد مُرهق بسبب اللى حصل هنا قبل ما نروح لجلسة العلاج. 


تغافل عواد قائلاً بعدم فهم: 

وأيه اللى حصل  هنا قبل ما نروح لجلسة العلاج. 


للحظه خجلت صابرين ثم مزحت قائله: 

لو الشمطاء أوليڨيا شافت شكلك دلوقتي هتقولى 

إنتِ السبب أيها البلهاء، إنتِ تُرهقين زوجك فى الفراش وهو مريض. 


ضحك عواد وجذب صابرين لتجلس فوق ساقيه هامسًا جوار أذنها: 

ده أحلى إرهاق... ولا إنتِ ليكِ رأى تاني. 


ضحكت صابرين ببراءه قائله: 

أنا لا ليا رأى تانى ولا تالت، بس الشمطاء أوليڤيا كآنى واخده منها دم، مره تقول عليا سمينه ومره تانيه بلهاء، لو شافت مودك السئ ده فورًا هتزغرلى بعنيها وترفع حاجب وتنزل حاجب وتقولى إنت السبب...يلا قولى أيه اللى حصل ومضايقك أوى كده.


رواغ عواد قائلاً:

مفيش حاجه مضايقانى ،يمكن أرهاق من جلسه العلاج مش أكتر. 


كادت صابرين أن تُشاغبه لكن صدح رنين هاتفه،فصمتت حتى أخرج هاتفه من جيبه ونظرت لشاشته كعادتها ثم نهضت من فوق ساقيه بإستسلام قائله:

عمو فهمى، أكيد طبعًا الإتصال هيبقى بخصوص الشُغل وهيطول، هقوم أروح المطبخ أحضر لينا غدا،بصراحه كنت عامله حسابي إننا نتغدى بره،بس فجأه مودك أتغير ومعرفش السبب. 


إنحنت صابرين تُقبل وجنة عواد ثم ذهبت، بينما عواد تنهد يلوم نفسه، يشعر بغصه قويه فى قلبه هنالك سبب فعلاً  فى تعكير صفو مزاجه للأسوء وكانت هي سبب رئيسى به حين شعر بالذنب إتجاهها، زفر نفسه قبل أن يرد على الإتصال يُشغل رأسه بشئ آخر . 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ...... 

مطعم  رائف

بغرفة المكتب 

جلس صادق على أريكه عريضة وفوق ساقيه ميلا وأشار لـ فاديه أن تجلس جواره. 


إبتسمت فاديه وجلست برحابه جواره على نفس الاريكه.


إبتسم صادق وهو يُقبل وجنتي ميلا قائلاً بعتاب مرح لها:

كده يا ميلا يهون عليكِ جدو صادق ومتقوليش 

لـ فتوش نفسى أزور جدو.


أمائت ميلا رأسها تُعيد حديث صادق بتهته وهى تنظر نحو فاديه.


ضحكت فاديه وكذالك صادق الذى قال:

ميلا بغبغان بيردد الكلام.


رددت ميلا نفس الجمله خلف صادق 

ضحكت فاديه قائله:

هى كده بتردد أى كلام بتقال قدامها...حتى بتمشى وراء أى حد ماشي فى الشقه. 


ضحك صادق  مُقبلًا وجنة ميلا ثم نظر لـ فاديه بعتاب قائلاً: 

أنا زعلان منك يا فاديه.


ردت فاديه بمجامله رقيقه وإستفهام  :

يعز عليا زعلك يا عمو صادق،بس أنا زعلتك فى أيه.


نظر صادق بعتاب قائلاً:

بقالك قد أيه متصلتيش عليا.


شعرت فاديه بالخزي وصمتت للحظات قبل أن يقول صادق:

عارف السبب...رائف طب هو غبى أنا ذنبي أيه تقاطعينى زيه.


إبتسمت فاديه تشعر بزياده فى ضربات قلبها مصحوبه بخجل وخزي.


إسترد صادق الحديث مره أخرى:

بصى يا فاديه أنا راجل مر عليا ناس كتير  بقى عندي نظره فى البشر من أول مره بحس إذا كان اللى قدامي ده شخص كويس أو لأ، مش هقولك دايمًا ببصدق إحساسى أوقات بيخيب، بس الحياه تجارب بنكتسب منها خبره، هحكيلك حكايه صغيره كان فى راجل عدى عُمرهُ الخمسين سنه وبنته الوحيده إتجوزت فجأه مراته اللى كانت قطعت الخلف لسنين طويله حست بشوية أعراض وراحت للدكتور أكد حملها فى جنين عمره حوالى سبعين يوم يعنى تقريبًا الروح لسه منزلتش فيه ، وهى مريضه والحمل مش سهل حتى للـ أم اللى بصحتها، غير السن هي كمان عدت الخمسه واربعين سنه، الحمل زيادة تعب عليها،يعنى إستمرار الحمل معناه إنتحار بالبطئ، حتى الدكتور رجح إجهاض الجنين لأن مع الوقت هيكبر حجمه فى بطنها ويأثر علي صحتها، بس هى إتمسكت بيه وقالت ده اللى هينفعك لما تكبر وتعجز يا صادق هيكون ونس ليك، كِمل الحمل الحمد لله وجه للدنيا طفل جميله مراتى اللى أختارت له الأسم ده "رائف" لما سألتها إشمعنا رائف، قالتلى عشان ربنا رأف بيها لحد ما ولدته وجه للدنيا، وكمان  هيكون رائف بيك فى شيبتك لما تكبر مرت سنين وتوفت جميله ورائف عنده خمس سنين،يمكن مياخدش باله من ملامحها اللى ورثتها ميلا،كمان رينا.. كبر الطفل ده فجأه بعد فُراق جميله حسيت بفراغ كبير فى حياتي،حتى كنت شبه إتجاهلت رائف،بس فى يوم صحيت من النوم على ريحة شياط أو بالأصح حريق ودخان جاي من المطبخ،جريت عالمطبخ بسرعه لقيت دخان مش كتير وكمان نار والعه عالبوتجاز،ورائف رايح يجيب ميه من الحنفيه عشان يطفيها،لو مكنتش لحقته يمكن كان..


إبتلع صادق ريقه ثم أكمل وقتها خرجته بسرعه من المطبخ لحد ما قدرت أسيطر عالنار،طلعت من المطبخ لقيته واقف على حيطه جنب باب المطبخ ودموعه بتنزل،جريت عليه وقلبى ملهوف وسألته إنت بتعيط ليه النار لسعتك،هز راسه وقالى لأ بس هو جعان وتقريبًا بقاله يومين مكلش وده طفل صغير قلبى إتقطع عليه ندمت إنى دخلت نفسي فى عُزله ونسيت مسؤلية وأمانه جميله اللى سابتهم ليا،بعدها إتصاحبت أنا ورائف مبقناش أب وإبن،بقينا أصدقاء أكتر كان الونس ليا اللى خرجنى من وحده وعُزله كانت ممكن تقضي عليا بمرور الوقت،كبر رائف كان بيشتغل معايا فى محل البقاله حتى كان بيذاكر فى المحل لحد ما خلص الثانويه العامه ودخل الجامعه دور على شغل فى أماكن كتير عشان يقدر يصرف على نفسه وهو فى الجامعه،كلية الهندسه فيها عملى ونسبة حضور كان لازم يقدر يوفق بين الإتنين،ولقى شغل جرسون فى مطعم كبير كان بيشتغل فى وردية الليل بيدخل البيت الفجر،ينام تلات أربع ساعات قبل ما يروح لمحاضراته كمان كان بيشتغل ورديات إضافيه فى الاجازات،وخلص جامعته وقتها كان عواد بيعمل فحص طبى سنوي فى لندن وبالصدفه جه قدامه فرصه واحد عنده شركة إلكترونيات  عاوز يستفيد من طاقات وإبدعات الشباب الخريجين،هقولك الصراحه رائف معندوش أى إبداع لا فى  الاليكترونيات ولا فى غيرها بس أهو بيكافح، الهندسه كانت بالنسبه له مجرد دراسه مش أكتر هو لما آشتغل فى المطعم هاوي شغلها أكتر،بس دى فرصه كويسه حتى لو إستفاد منها ماديًا فقط،جه وقالي،وقتها خوفت يسافر ويعمل زي بعض الشباب ويقول هنزل مصر أعمل أيه مستقبلى هنا،وكمان حسيت إنى هبقى آنانى لو قولت له بلاش،المهم سافر وكل سنه كان بيجي شهر غير كان لازم يتصل عليا أكتر من مره فى اليوم وكانت الفلوس اللى ببشتغل بيها بيحولها عليا أول بأول قالى البيت بتاعنا صغير وفيه مساحه حواليه فاضيه أيه رأيك تكبره،فعلاً كبرت البيت حتى إشتريت حتة أرض صغيره كمان جنب البيت وعملتها جنينه صغيره،لقيته فى يوم بيتصل عليا وهو جواه حماس كبير أوى وبيقولى بابا المطعم اللى كنت بشتغل فيه الراجل صاحبه عارضه للبيع،بس اللى معايا ميكملش تمن المطعم،وأتصلت على عواد وقولت له نشتريه شِركه بينا وهو وافق وكمان لو ربنا كرمنا وأشترينا المطعم ده هغير إسمه وأخيله بأسم ماما"جميله"

بصراحه فرحت له لما إتحققت أمنيته وأشترى هو وعواد المطعم وغيروا إسمه،بس برضوا لسه كانت الغُربه وحلاوة فلوسها سرقاه لقيته فى يوم بيتصل عليا وبيقولى إنه إتعرف على بنت فى لندن وحاسس بإنجذاب ناحيتها،والبنت تبقى بنت ممرضه كانت فى المستشفى اللى عواد كان بيتعالج فيها وهى على معرفه شخصيه بعواد حتى بنت خالة مامتها دكتورة علاج طبيعى وهى المشرفه على حالة عواد تقريبًا إسمها "أوليڤيا"

وانه بيفكر يتجوزها،هقولك فى البدايه كنت هعارض وأقوله لأ لسببين 

الأول كنت خايف مع الوقت يقول حياتى هناك مراتى وشغلى يبقى أنزل إسكندريه لمين،خوفت من الوحده بدل ما تبقى لوقت  مؤقت تبقى دايمه،والسبب التانى تكون زهوه عند رائف ولما يخفت بريقها وينتهى ويفوق منها يكون ليها عواقب،وده اللى كان صحيح حسيت بعد مده من جواز رائف إنه كان بيدور عالونس فى الغُربه مش أكتر من كده،بس كمان عرفت إن مراته عندها مرض فى القلب والدكاتره منعوها تخلف بس هى كانت بتحب رائف جدًا وكان عندها هاجس إنها هتموت وفعلًا حِملت منه ولما طلب منها تجهض الجنين عشان صحتها قالت له نفسها تسيب منها ذكرى له،وفعلًا كانت ميلا الذكري دي كانت بتراعها أم مراته بس هى كمان إتوفت بعدها بفتره صغيره،لقيت رائف بيقولى إنها إتقهرت على فُراق بنتها وحصلتها بسرعه،ضحكت بسخريه وقتها،لو كل اللى بيتقهروا على فُراق أحبابهم ماتوا كنت أنا موتت من زمان أوي.


تدمعت عين فاديه قائله:

بعيد الشر عليك يا عمو ربنا يديك الصحه طولة العمر وتفرح بـ ميلا وأولادها.


إبتسم صادق قائلاً:

قولى أفرح بـ رائف الاول.


شعرت فاديه برجفه وأخفضت وجهها 

إبتسم صادق قائلاً:.

أنا حكيتلك حكاية رائف عشان تعرفى إن مش عشان بيهزر ويضحك أنه شخص تافه،بالعكس هو شال مسؤلية كبيره من صُغره،شيلى الغشاوه اللى على عقلك يا فاديه وأقبلى بـ رائف يمكن يكون ربنا شايل لكم إنتم الإتنين العوض ببعض كل واحد فيكم يكمل فيكم يكمل  للـ التانى الجزء الناقص.


أخفضت فاديه وجهها بصمت تشعر بتردد وخشيه 


إبتسم صادق ووضع يده على كتفها قائلاً بمزح:

طب طالما الواد رائف مش عاجبك أيه رأيك فيا أنا.


إبتسمت فاديه وامائت رأسها قائله:

وأنا وموافقه عليك يا عمو صادق.


ضحك صادق قائلاً:

إزاى موافقه عليا وبتقوليلى يا عمو صادق،وليه توئدى شبابك مع راجل عجوز وقدامك شاب تقدري تعيشي معاه بسعاده وتكونوا مستقبل سوا،بلاش تخلى تجربه فاشله تهزمك،لسه قدامك معارك كتير فى الحياه ولازم تعافري،فشل تجربه مش هو التقييم على كل تجربه هندخلها بعد كده،لازم نجرب وبعدها نُحكم.


نظرت له فاديه للحظه كادت تقول له أنها لن تقدر على تحمُل فشل آخر وهناك إحتمال وقتها أن تُفارق ميلا،ميلا التى عوضتها عن جزء مفقود بحياتها...

لكن سبقها صادق قائلاً:

رائف كان يقدر يضغط عليكِ بحبك لـ ميلا وأقل شئ كان خدها منك وقال بنتي،رائف عارف إنك أكتر واحده إحتوت بنته ويمكن عوضتها حنان فى وقت كانت لسه هتبدأ تتكتشف الكون من حواليها،وبصراحه كده أنا نفسي أدبس الواد رائف وأجوزه واحده تبقى صاحبتى وحبيبتى عشان نعمل عليه فريق سوا.


إبتسمت فاديه بإقتناع...بينما نهض صادق قائلاً:

كده يبقى خلاص الفريق أنا وإنتِ وميلا 

وفريق الاعداء الواد رائف لوحده،خلينا نطلع نشوف الغبي والأصطف بتاعه خلصوا التجهيزات ولا لسه عاوزه كده تتكبرى وتتشرطي آه بنتِ مش قليله وتستاهل تتاقل بالدهب وسبينى أنا بقى أربى الواد رائف شويه.


إبتسمت فاديه برحابه وهى تخرج خلفه من غرفة المكتب.


بينما ببهو المطعم كان يقف رائف مع بعض العمال لكن يختلس النظر ناحية باب غرفة المكتب بترقُب يتمنى أن يقنع والدهُ فاديه فهو الفرصه الأخيره له معها،بالفعل رأى خروج صادق يحمل ميلا مُبتسمًا،لكن حين وقع بصره على نظر رائف له للحظات عبس وجهه،شعر رائف بخيبه وغصه فى قلبه للحظات قبل أن يرفع صادق إصبع إبهام ميلا الصغير عاليا،كانت إشاره واضحه رقص قلب رائف من الفرح لو ترك لجام عقله لذهب وأختطف فاديه فى الحال وتزوجها فورًا قبل أن ترجع للرفض مره أخرى.


فى حوالى السابعه بدأ المدعوين الحضور الى داخل المطعم...كان فى إستقبالهم هيثم وفاديه كذالك رائف،بعد قليل دخل سالم ومعه شهيره بمجرد أن دخل من باب المطعم...تفاجئ بتلك الوريقات الامعه بجميع الالوان كذالك بعد أوراق الزهور ينثرها عليه فاديه وهيثم وتشاركهم ميلا التى يحملها رائف.


إبتسم سالم ورفع يديه وضم فاديه وهيثم معًا لكن شعر أن فرحته منقوصه بعدم وجود صابرين لكن تمنى لها السعاده بقلبه،يكفيه عن حضورها اليوم أن يعلم أنها وجدت السعاده بمرافقة عواد،كذالك روحها موجوده فهى بالتأكيد شاركت معهم بذالك الحفل حتى لو بفكره صغيره.


دخل سالم وهو يضم هيثم وفادى ليفاجئ بشاشه كبيره تطل منها صابرين تتحدث إليه بمرح:.

بابا فكرت إنى مش هكون حاضره الحفله  لأ النت والسوشيال ميديا خلاص قربوا البعيد،كل سنه وإنت طيب يا بابا عديت الستين خلاص بقى مش هقول كبرت وأشمت ماما فيك،لأ بابا شباب دائم.


إبتسمت شهيره كذالك سالم الذى أرسل لها قُبله فى الهواء.


شعرت صابرين بسعاده وفعلت مثله أرسلت قبله بالهواء قائله:

كل سنه وأنت طيب يا بابا وإن شاء الله السنه الجايه تكون بقيت جِد لـ حفيد لأ لحفيدين...بص يا بابا قبل ما تطفى الشمع غمض عنييك وأتمنى إن ربنا يرزقك بأحفاد كتير فى أسرع وقت عشان يهزأو الواد هيثم زى ميلا ما بتعمل معاه.


إبتسم سالم وأخذ ميلا من رائف ميلا التى تشعر بإنبساط...وهى تتنقل عبر الأيادى تستمتع بدلال  الجميع لها.       


كذالك هنالك فتاه صغيره أيضًا تشعر بإنبساط ونفس الدلال وعينيها تلمع على تلك البالونات المُعلقه بكل مكان، إنها إبنة مصطفى التى تحملها تحيه  بموده ومحبه.


لكن وقع بصر تحيه على  منال التى تجلس معها على نفس الطاوله، لكن عينيها تحاول أن تحيد النظر عن ماجد الذى سلط نظره عليها، مشاعر مختلفه يشعر بها سابقًا حين وقع بالحب كان  يهتم بالمظهر الخارجى فقط لذالك أخطأ خطأ دفع ثمنه فادح، منال ربما لا تمتلك لا جمال  ولا لباقة فوزيه ولا علو نسب، لكن لديها هاله خاصه بها شخصيه هادئه ومُحبه ربما بالماضى أخطأت هى الأخرى بزيجه كانت للمصلحه فقط لكن خانتها مشاعرها حين حاولت فرض نفسها على  مصطفى من البدايه... لكن هنالك دومًا فرصه أخرى ربما تُجبر ما كُسر فى القلوب... بسمه متأمله مقابل بسمه خجوله يشعران كأنها لاول مره يقعان بالحب هو فعلاً كذالك ربما ما سبق كانت وهم الحب الأول،جذب الإثنين الحديث معًا كانت تتابع حديثهم تحيه بصمت منها بداخلها غصه وأمنيه،

غصه على فقدان مصطفى تمنت لو كان حيًا وضمته لصدرها مثلما تضم طفلته الآن،أمنيه تتمنى أن ينضج الحب فى قلب هذان الإثنين وقتها حفيدتها لكن تفارقها،لكن لن تكون آنانيه هم ليسوا صغارًا وكل منهم مر بتجربه مشابهه آن الآوان أن يفصح أحدهم عن ما بداخله،بالفعل همس ماجد جوار أذن منال قائلاً:

كويس إننا إتقابلنا النهارده فى عيد الميلاد كنت هتصل عليكِ وأطلب منك نتقابل فى أى مكان تختاريه،فى بعض الملفات المحامى محتاج توقيعك عليها بخصوص حضانة رينا.


أمائت منال رأسها بتوافق، بينما ماجد حسم أمره لا داعى للإنتظار يكفي عليهما الآن معرفه الى أين يؤدى ذالك الأستلطاف بينهم.

..... 

بينما نظرت تحيه الى غيداء التى تجلس شبه شارده  تحاول أن تبتعد بنظرها عن النظر الى فادى الذى منذ أن آتى ورأها موجوده وعينيه لا ترى غيرها حتى أنه لم ينتبه الى والده الذى آتى وجلس لجواره الأ حين وضع يدهُ على كتفه...وجلس لجواره قائلاً:

سرحان فى أيه.


إنتبه فادى لكن عيناه مازالت مُسلطه على غيداء،نظر جمال نحو ما ينظر إليه فادى،تنهد بآلم قائلاً:

قولى طيارتك الساعه كام.


رد فادى:

الساعه حداشر الصبح.


تنهد جمال يشعر بالآسى على الى ما وصل إليه حال فادى لكنه أخطأ بفداحه منه حين ظن أن الإنتقام سيشفى غليلهُ،لكن سقط ببحر سحيق يتلوى بين إعصار  تائه وهو قريب من شط النجاه،لكن الأمواج عاليه تُخفي الرؤيه 

تذكر قبل أيام حين ذهب إليه بالبلده.

[فلاشـــــــــــــــــــــــــ/باك]

بالمسجد

تفاجئ جمال أثناء الصلاه بمن آتى ووقف الى جواره مُبتسمًا،رد له جمال الأبتسامه،وقام الإثنين بصلاة الجماعه حتى إنتهت الصلاه،حضن جمال فادى،ثم نهض الإثنبن وخرجا من المسجد وذهبا معًا الى المنزل جلسا سويًا يتحدثان بمواضيع شتى،الى أن تنحنح فادى قائلاً:

بابا أنا خلاص ميعاد سفري لـ ألمانيا إتحدد بعد مُده قصيره.


شعر جمال بحزن قليلاً لكن إبتسم قائلاً:

توصل بالسلامه وربنا يوفقك... وغيداء هتسافر معاك. 


تنهد فادى بآسى قائلاً:

معتقدش،بابا أنا مش جاي عشان غيداء أنا جاي وليا رجاء خاص عندك.


نظر له جمال بإستفسار قائلاً:

وأيه هو الرجاء ده؟


نظر فادى بترقب لملامح وجه جمال حين يقول:

ماما.


تنهد جمال بجمود بلا شعور منه،لكن أكمل فادى حديثه برجاء:

بابا أنا عاوزك ترد ماما تانى لذمتك.


ذُهل جمال وهو ينظر لـ فادي وكاد يرفض مباشرةً،لكن سبق فادى بتوضيح:

هترجعها بس قدام الناس،لكن بينك وبينها أنتم أحرار،بابا أنا مسافر ومش معقول ماما تروح تعيش فى بيت خالى،أو حتى تعيش فى شقة إسكندريه لوحدها،أنا كل اللى عاوزه إنها تعيش معاك هنا فى البيت ده،البيت اللى كان بيجمعنا كلنا، هى هتعيش فى شقة مصـ


توقف فادى عن إكمال إسم مصطفى وشعر بقهر فى قلبه ثم إسترد حديثه:

هتعيش فى الشقه اللى فوق وأنا هتكفل بكل مصاريفها،كل واحد فيكم هيعيش فى شقه بعيد عن التانى بس تحت سقف نفس البيت،بطلب منك بس تردها عشان كلام الناس ميمسش ماما بسوء.


كاد جمال أن يرفض لكن ترجاه فادى قائلاً:

أرجوك يا بابا يرضيك يتقال عليا إنى فرطت فى ماما،ردك ليها هيبقى منظر بس قدام الناس لكن اللى بينكم محدود إعتبرها جاره فى السكن.


شعر جمال بآسف وهو يرى فادى شبه مُنهزم...رفق به قائلاً:

موافق يا فادى بس ساميه هتوافق.


إنشرح قلب فادى قائلاً:

أيوه أنا قولت لها قبلك وهى واففت.


تهكم جمال قائلاً:

واقفت بعد ما خربت بيتك،متأكد إن المشكله اللى بينك وبين غيداء هى السبب فيها.


تنهد فادى بندم وإعتراف قائلاً:

مش ماما السبب فى الفجوه اللى بيني وبين غيداء من البدايه يا بابا،يمكن كانت سبب واحد من كذا الأسباب،عالعموم أنا بشكر حضرتك إنك واقفت ترجع ماما لعصمتك صوري.


[عوده]

تنهد جمال بإنشراح حين تقابلت عيناه مع عيني غيداء التى إبتسمت له،لكن سريعًا نهضت من جوار تحيه وغابت عن عينيه،ادار بصرهُ لكن إبتسم حين رأى نهوض فادى وذهابه بنفس طريق غيداء تمنى أن ينتهى ذالك الجفاء بينهم.

.......

نال سالم بعض الهدايا كذالك التهانى والأمنيات حتى عواد عبر الشاشه كان يجلس جوار صابرين وقام بتهنئته وتمنى له عمر مديد،

نهض رائف من مكانه ووضع يده على كتف هيثم الذى كان يجلس على يمين سالم ثم إنحنى يهمس لـ سالم بهدوء،لاحظت فاديه بسمة والداها بعد همس رائف له،دخل إليها فضول معرفة ماذا همس رائف له جعله يبتسم ويومئ رأسه بموافقه لم تنتظر كثيرًا 

حين تحدث سالم قائلاً بإمتنان:

بشكركم كلكم  الحفله والحضور كانوا مفاجأه جميله أوى بالنسبه ليا وانا شايف كل اللى ليهم مَعَزه فى قلبى موجودين حتى صابرين كمان كانت مشاركه الحضور رغم غيابها،ربنا يفرح قلبها،وبمناسبة التجمع الجميل ده حبيت نختم الحفله بـ خبر جميل برضوا،أنا بعلن خطوبة رائف وفاديه وكمان بنوه عليكم إن حفلة كتب الكتاب هتبقى آخر الشهر تكون فاديه خلصت إمتحانات نص السنه وتفضى بقى 

لـ رائف عشان تعقله شويه ويبطل زن على وداني.


ذُهلت فاديه،لا بل صُعقت  شعرت أنها تورطت هى أصبحت أمام أمر واقع،والدها وضعها بمأزق حتى أنه حدد ميعاد عقد القران،شعرت ببرجله وإرتباك أفقدوها النُطق بإعتراض،بينما رائف رقص قلبه ولولا خشي أن تنتهز فاديه الفرصه وتعترض لكان رقص،لكن أجل تلك الرقصه يرقُصها معها قريبًا.

ـــــــــــــــــــــــــــ..... 

لندن 

بعد منتصف الليل 

طار النوم من عيني عواد الذى نظر صابرين وجه صابرين التى تنام جواره،تنهد يشعر بغصه قويه وندم،إبتعد عنها وجذب ذالك المقعد المتحرك الخاص به وإنتقل من على الفراش عليه وخرج من الغرفه،ذهب الى تلك الشُرفه الزجاجيه  التى تطل منها إناره من الخارج،إنارة المدينه الغائمه،مثلما كان هو يومًا عقله غائم وظن ان صابرين أجهضت نفسها،اليوم شعر بندم قوى حين رأى رغبتها فى إنجاب طفل او طفله منه

[فلاشـــــــــــــــــــــــــ/باك]

بعد أن جاوبت صابرين عليه عن سبب وجودهم بقسم النساء والتوليد بالمشفى،دخل الإثنين الى غرفة الكشف،كانت طبيبه إبتسمت لهم،تحدثت معها صابرين بالإنجليزية عن رغبتها فى الإنجاب.


تسألت الطبيبه :

منذ متى وأنتم متزوجان.


ردت صابرين:

من حوالى تمن شهور تقريبًا. 


تسألت الطبيبه: 

ولم يحدث حمل سابقًا. 


شعرت صابرين بغصه قائله: 

حصل حمل بس اجهضت بسرعه كان حوالى شهر وأيام تقريبًا. 


وسبب الإجهاض كان أيه؟ 


هكذا تسألت الطبيبه وقبل أن ترد صابرين، رد عواد: 

دوا إجهاض إتناولته بالغلط. 


نظرت صابرين نحو عواد مُتعجبه من رده لكن لم تبالى لذالك حين طلبت منها الطبيبه أن تتمدد على الفراش من أجل معاينتها طبيًا، للحظه شعر عواد بالكسوف لكن الطبيبه كانت مُتمرسه، بعد أن قامت بمعاينة صابرين طبيًا، طلبت منها تعديل ثيابها وعادت تجلس فوق مقعدها متسأله: 

إنتِ بعد الإجهاض كنتِ إتناولتى أى مانع حمل. 


هندمت صابرين ثيابها ونهضت من فوق الفراش قائله: لأ. 


تعجبت الطبيبه قائله: 

كيف الم ينصحك الطبيب بذالك. 


ردت صابرين: 

نصحني فعلاً  بس أنا كنت نسيت. 


تعجب عواد كذالك الطبيبه التى قالت: 

ولم يحدث حمل مره أخرى. 


هزت صابرين رأسها  بـ لا. 


نظرت الطبيبه نحو عواد هو قعيد مقعد متحرك ربما السبب منه، لكن تسألت بعض الأسئله المُحرجه لـ عواد كانت ترد عليها صابرين حتى أنها أشارت الى أنه قعيد لكن صابرين أخبرتها أنه وضع مؤقت ولا يؤثر عليه بشئ...طلبت الطبيبه منها الكشف مره أخرى للتأكد من شئ...بالفعل عاودت الطبيبه الكشف على صابرين بتمعن أكثر.


جلست الطبيبه مره أخرى قائله:

يلزمك بعض الأدويه الخاصه لفتره.


شعرت صابرين بوخز فى قلبها قائله:

قصدك أيه.


ردت الطبيبه:

يبدوا أن تلك الأدويه التى تناولتيها بالخطأ أثرت على الرحم بدرجه ليست كبيره مع العلاج بالتأكيد سيزول هذا الأثر مع الوقت.


تفاجئت صابرين تشعر بغصه لكن لديها أمل اكدته الطبيبه أن ذالك الأثر سيزول مع الوقت وبعدها تستطيع الإنجاب،بينما عواد ظل صامتًا يذم نفسه صابرين تأذت بسببه كثيرًا،رغم ذالك تمسكت به.


[عوده]

زفر عواد نفسه يشعر بضجر،جذب علبة السجائر والقداحه وأشعل إحداها  وبدا فى تنفث دخانها،ينظر من الزجاج الى تلك الغيوم التى تتحرك بالسماء.


بينما صابرين تقلبت بالفراش وبلا وعى منها كالعاده كانت تضع يدها على صدر عواد لكن الليله شعرت أن يدها سقطت على الفراش تحسست الفراش بغرابه منها كان خالي،فتحت عينيها بنُعاس حين تأكدت بعدم وجود عواد،ظلت لدقائق تنتظر قبل أن تحسم أمرها ونهضت من على الفراش توجهت نحو حمام الغرفه،طرقت عليه لكن لم يأتها رد حسمت أمرها وفتحت الباب للغرابه الحمام مُظلم،إذن أين عواد،خرجت من الغرفه رأت جلوس عواد خلف تلك الشرفه،إستغربت لكن هنالك مضايقها حين وجدته يُنفث دخان سيجاره،قالت بعتاب:

مش إتفاقنا إنك هتبطل تدخين وكنت تقريبًا بطلت بقالك كم يوم أيه اللى رجعك ليها تانى.


سمع عواد حديث صابرين إستدار لها يرسم بسمه، قائلاً: 

إنتِ مش كنتِ نايمه أيه اللى صحاكِ دلوقتي. 


إقتربت صابرين من مكان جلوس عواد  قائله: 

بتقلب ملقتكش جانبى إستغربت قولت راح فين، قلقت عليك، وواضح حضرتك إتسحبت عشان تشرب سجاير وأنا نايمه،بتغفلنى يعني.


رغم مزاج عواد السئ لكن ضحك وهو يضع باقى السيجاره فى المنفضه قائلاً بمزح:

عشان تعرفى إنى بخاف منك. 


ضحكت صابرين وهى تقف جوار عواد الذى جذبها لتجلس فوق ساقيه، رفعت يديها وحاوطت بيهما عنقه قائله: 

قولى أيه اللى عكر مزاجك وخلاك ترجع تشرب سجاير تانى... أوعى تكون مضايق عشان الخدوش اللى فى دقنك. 


ضحك عواد قائلاً: 

فكرتينى وانا كنت نسيت، لابد من عقاب. 


ضحكت صابرين  قائله: 

عقاب أيه يا حبيبي... دا انا اللى المفروض  أعاقبك بسبب الشمطاء، بس إعترف بقى وقولى أيه اللى معكر مزاجك من وقت ما خرجنا من عند دكتورة النسا غير كمان معظم الوقت  ساكت على غير العاده...وأوعى تقولى مُرهق جلسة النهارده كانت خفيفه.


داعب عواد وجنة صابرين بأنفه قائلاً بمزح:

هتعكري مزاجى بالعافيه كل...


قاطعته صابرين قائله:

لأ يا عواد أنا إستفزازيه فأعترف وبلاش مراوغه ولا أقولك انا السبب كلام الدكتوره لما قالت إنى محتاجه شوية علاج عشان أخلف.


نظر عواد لعيني صابرين صامتًا 

تأكدت صابرين من حدثها وقالت ببساطه:

وأيه اللى يضايق فى كده،عادي الدكتوره مقالتش مش هخلف ده شوية مُنشطات لفتره صغيره.


توقفت صابرين عن الحديث للحظه ثم غمزت بعينيها قائله بإيحاء مرح: 

ولا يمكن خايف بقى بعد ما أخد المنشطات يبقى عندي باور إضافى ووقتها.... 


ضحك عواد ثم جذبها من عُنقها وقبل شفاها يضمها بين يديه.


ضمت صابرين عواد هى الأخرى الى أن ترك شفاها قائلاً:

بحبك يا صابرين سامحيني،بسبب اتأذيتى ومع ذالك وقتها ظلمتك وبعدت عنك،كنت مفكر إنك إنت اللى إتعمدتى تجهضى نفسك،كان لحظة غباء منى وبدل وأبقى معاكِ سيبتك فى المستشفى  وسافرت إسكندريه، بس وقتها خوفت عليكِ من غضبى...بس لما عرفت حقيقة اللى حصلك وقتها ندمت. 


حضنت صابرين عواد للحظات تشعر بغصه وهى تتذكر ذالك لكن فجأه عادت برأسها للخلف قائله بإستفهام:

حقيقة أيه اللى حصلي وقتها؟


بندم سرد عواد لـ صابرين عن وضع كل من أحلام وسحر دواء إجهاض لها.


تعجبت صابرين قائله بإستهزاء:

يعنى أنا أخدت الجُرعه مضاعفه،بس ليه الاذى ده منهم أنا مفتكرش أذيتهم.


تنهد عواد قائلاً:

أنا السبب مرات عمى أحلام طول عمرها بتكرهنى وأكيد سحر كمان.


ردت صابرين:

لأ سحر مش إنت السبب سحر من يوم ما فاديه اتجوزت إبن أمه وفيق وهى بتكره فاديه وانا كمان بدون سبب،ربنا يسامحمهم الأتنين وأنا متاكده إن ربنا مع الوقت  هيرزقنا باولاد أنا اللى يهمنى إنت يا عواد ولا ممكن تتخلى عنى لو الوقت طول ومخلفتش وتروح تتجوز عليا،لأ أوعى تفكر بحذرك أهو لو فكرت تتجوز عليا يبقى بتجني على روحك وقتها مش هتبقى مشلول مؤقتًا،لأ دا انا هخليك مشلول كُليًا.


ضحك عواد قائلاً بمزح مُستهزئ:

رينا اللى بتخاف من القطط والكلاب  هتقدر تأذيني فاكره البُرص.


نظرت له صابرين بعبوس قائله: لأ مش فاكره وكمان

بلاش إسم رينا ده بكرهه.


ضحك عواد وهو يضم صابرين التى عانقته فزال عنه السأم،رغم انه مازال يشعر بالندم  لكن هى أصبحت تُلازمهُ برحلة الحب وألآلم لهما الأثنين لكن الحب قادر أن  يُغرق الآلم ويذيبه ليبقى الحب هو الفائز.    

.. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ..... 

بعد مرور شهر تقريبًا 

بمنزل والد رائف 

تأنق رائف ودخل الى غرفة صادق قائلاً  بتسرع: 

إنت لسه مخلصتش لبس يا بابا هنتأخر كده. 


نظر  له صادق  بإمتعاض قائلاً: 

وأيه اللى هيأخرنا ميعادنا الساعه تمانيه والساعه لسه خمسه ونص، هروح  قبل الميعاد  بأكتر من تلات ساعات إهدى كده وإرسى وإعقل بدل فاديه ما تلاقيك هوائى كده وتغير رأيها. 


تسرع رائف قائلاً: 

أنا اساسًا مش هطمن غير لما كتب الكتاب يتم، خايف من فتوش. 


إبتسم صادق  قائلاً: 

لأ متخافش أنا واثق إن الليله البيت ده هينور، وتعود له الروح بدخول  فتوش، بس عارف بس ترمش لها بعينك حسابك هيبقى معايا. 


ضحك  رائف قائلاً: 

دا انا بس أكتب الكتاب وأضمن أنها بقت مراتى وهسوى الهوايل كلها وأخلص منها سهر الليالي. 


تهكم صادق  قائلاً: 

كلام... بكره نشوف إنت آخرك كلام وأوعى وسع من قدامى خلينى أغير هدومي.


وسع رائف الطريق أمام صادق قائلاً  بثقه: 

طيب بكره تشوف بنفسك يا أبو رائف دا انا هشخط فيها هتترعب وتبقى زى الارنب.  


تهكم صادق  ساخرًا دون رد.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ....  

بشقة والد فاديه 

غرفة فاديه 

كانت تشعر بتوتر وقلق للحظات  فكرت  فى إنهاء ذالك الزواج... لكن بنفس الوقت صدح هاتفها برنين 

نظرت لشاشة الهاتف وإبتسمت وقامت بالرد لتسمع: 

العروسه جهزت عشان العريس ولا لسه، خدى بالك رائف صِبر كتير وهيقولك الليله يعنى الليله ليلتك يا عمده...قصدى يا فتوش. 


عبست فاديه  قائله: 

بتتريقي  عليا يا صابرين، أنا متوتره جدًا بدل ما تخففى عنى بتتريقي، طبعًا عواد مدلعك. 


ضحكت صابرين قائله: 

مدلعنى عالآخر حتى عضمي كله بيوجعنى، يمكن بسبب الرطوبه العاليه هنا.


ضحكت فاديه  قائله: 

تستاهلى عشان متتريقيش عليا. 


ضحكت صابرين قائله: 

سيبك من الهزار مالك حاسه إنك كده متنشنه، انا مش عارفه سبب لقلقك ده مبالغ فيه، عندك أنا أهو زيك إتجوزت إتنين... وعادى يعنى. 


تنهدت فاديه  ببؤس قائله: 

إنت فى الحقيقه متحوزتيش جواز كامل غير عواد يا صابرين، إنما انا كنتِ متجوزه من وفيق جواز كامل، ودلوقتى هيبقى رائف. 


فهمت صابرين  مغزى حديث فاديه  وبررت لها ببساطه قائله: 

أهو إنت قولتيها كنتِ متجوزه من وفيق، يعنى مش علاقه مُحرمه وربنا حللها، ومعتقدش الحكايه  دى هتفرق مع رائف،هو كمان كان متجوز من بنت الفرنجه وكان بينهم علاقه يعنى ميلا جت ازاى إستلفها من السوبر ماركت، بلاش تفكري  فى الحكايه دى، ربنا حلل الطلاق والجواز، إفرحي يا عروسه، أنا لو كنت فى إسكندريه كان زمانى نازله رقص انا وميلا واقول لها إحذرى فتوش بقت مرات أبوكِ هتعاملك زى مرات أبو سندريلا كده. 


ضحكت فاديه قائله: 

طب والله سبب موافقتى عالجوازه دى هى ميلا وعمو صادق وبابا اللى ورطني قدام الجميع. 


ضحكت صابرين قائله: 

فُكك من التنشنه دى وإرضى وأتأكدى رائف مش فارق معاه، ده مصدق إنك وافقتى عليه، يلا هكلمك بكره الصبح أقولك صباحيه  مباركه يا عروسه. 


أغلقت فاديه الهاتف ووضعته امامها تشعر بإرتباك وتوتر كلما  إقترب وقت عقد القران، لكن دخلت شهيره تحمل ميلا الباكيه. 


نظرت لها فاديه ومدت يديها تأخذها من شهيره قائله: بتعيطى ليه يا ميلا. 


رمت ميلا بنفسها على فاديه كأنها تضمها ثم هدأ بُكأؤها. 


ضحكت شهيره قائله: 

ميلا مكاره بقالى ساعه بحايل فيهت تسكت واول ما جت معاكِ سكتت،مع إنى كنت بفكر ميلا تفضل معايا هنا الليله. 


ضمت فاديه  ميلا بخنان قائله: 

لأ ميلا هتيجى معايا، ناسيه إن رائف يبقى باباها. 


تنهدت شهيره قائله: 

مش ناسيه بس إنتم عرسان عشان تتهنوا ميلا هتزعجكم. 


قبلت فاديه وجنة ميلا قائله: 

ميلا مش مزعجه بالنسبه لي. 


إبتسمت شهيره قائله: 

ربنا يهنيكِ ويريح قلبك يا فاديه. 


تدمعت عين فاديه  قائله: 

إدعى لى يا ماما حاسه بخوف. 


ضمت شهيره فاديه  قاىله: 

بدعيلكم دايمًا يا بنتِ ربنا يهدى سرك ويرزقك بالخير كله. 


بعد قليل بغرفة الصالون 

جلس المأذون بالمنتصف بين رائف وسالم، الذى وضع يده بيده وردد الآثنان خلف المأذون، الى أن إنتهى 

وقام رائف بوضع توقيعه ثم ذهب سالم بدفتر المأذون الى غرفة فاديه  وطلب منها التوقيع، بيد مرتجفه وضعت توقيعها، شعر سالم بغضه وضمها قائلاً  : 

مبروك يا فاديه.


أمائت له فاديه ببسمه. 

........ 

بعد قليل 

بمنزل صادق 

تفاجئت فاديه بتلك الزينه الموضوعه ببهو المنزل وكلمات الاستقبال، زاغت عين ميلا على بعض البالونات كالعاده، أعطاها رائف بعض منها تلهو به 


بغرفة النوم 

دخل رائف يحمل ميلا وخلفه فاديه التى تشعر كآن جسدها هُلام تشعر بتوتر  وإرتباك لكن انقذتها ميلا التى أرادت ان تحملها فاديه تتثائب


إبتسم رائف حين صدح رنين هاتفه ونظر للشاشه ثم لفاديه قائلاً: 

عواد لازم يتساخف حتى وهو بعيد هطلع  أرد عليه فى البلكونه. 


إستغلت فاديه خروج رائف ووضعت ميلا على الفراش وتسطحت جوارها، ذهبت ميلا الى النوم بينما إدعت فاديه  هى الأخرى النوم جوارها. 


بعد دقائق عاد رائف  الى الغرفه إبتسم حين رأى فاديه نائمه جوار ميلا، تنهد وهو يعلم أن فاديه ليست نائمه هى تتهرب منه، لكن يكفيه أنها اليوم أصبحت زوجته، وبدأ طريقهم معًا... ذهب وتمدد جوارهم على الفراش مستمتعًا بشعور انهم أصبحوا عائله صغيره...لديه يقين  بأن الوقت كفيل بإزالة أى عقبه. 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

بعتذر عالتأخير كان عذر قهرى إن شاء الله مش هيتكرر 

وخلاص فاضل بارت واحد  لو طول هيبقى إتنين. 

البارت الجاي يوم الجمعه 

«يتبع» 

للحكايه بقيه.

@الجميع


تفاعل حلو بقي😍😍

#الموجه_السابعه_والخمسون_الخاتمه3

#بحرالعشق_المالح. 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــ

بعد مرور أسبوعين 

صباحً

منزل الشردى

على طاولة الطعام 

زفر وفيق نفسه متأففًا بغضب وهو يضع الهاتف على الطاوله بعد أن أنهى الحديث


لاحظت سحر تأففه كذالك شعرت ماجده بذالك قائله: 

فى أيه يا وفيق مين اللى بيكلمك عالصبح كده صوتك مضايق أوى. 


زفر نفسه مره أخرى قائلاً: 

ده تاجر من اللى بتعامل معاهم بيفكرنى بفلوسه بطريقه غير مباشره. 


شعرت ماجده بالضجر قائله: هو ده أول تعامل بينكم ولا إنت هتاكلهم عليه. 


تنهد وفيق بضجر هو الإخر: 

مش حكاية هاكلهم عليه، ومش هو لوحده اللى بيطالبنى بفلوس بضاعه، حريق مصنع القاهره وكمان البضاعه اللى كانت فى الكاميون وإتقلبت على الطريق وضاعت هدر مبقتش قادر أسدد أيه ولا أيه حتى عرضت مصنع القاهره للبيع بس طبعًا كل الزباين اللى بيجولى بيتصيدوا إن المصنع تقريبًا أرضيه وعاوزينه بتمن بخس، بفكر أوافق على بيعه واهو تمنه يسدد شويه من الديون للتجار، على ما أقدر اوقف المصنع تانى على رِجله.


تنهدت ماجده بحسره قائله:

أنا مش عارفه أيه المصايب اللى فجاه حلت علينا دى،إحنا عمرنا مأذينا حد.


تهكمت سحر بضحكة سخريه قائله:

عمرنا ما أذينا حد اللى بيحصل ده كله ذنب فاديه.


ردت ماجده:

وإحنا كنا أذيناها فى أيه هى اللى مشيت وسابت البيت بمزاجها،كانت عاوزه تضغط على وفيق بزياده،عشان يجري وراها ويطلب عطفها عليه.


تهكمت سحر قائله:

ده اللى كان المفروض فعلاً يحصل،بس نقول أيه،برضوا خروجها من البيت بالهدوم اللى كانت عليها بس،كان جوازه ناهد لعنه بتخلص حق فاديه اللى خرجت من البيت ده خالية الوفاض.


نظر وفيق لـ سحر بتعجب مُستفسرًا:

قصدك أيه بخالية الوفاض،فاديه هى اللى إتنازلت عن حقوقها قصاد الطلاق،أنا مكنتش هطلـــــ...


قطعت سحر حديثه بتهكم وسخريه قائله:

مكنتش هطلقها،أمال إتجوزت ناهد عليها ليه،ومفكرتش هى ليه إتنازلت عن حقوقها،السبب واضح الظلم اللى شافته منك قبل من ماما اللى خرجت فاديه من البيت بهدومها اللى عليها بس.


تفاجئ وفيق مذهول غير مُصدق،قائلاً بإستفسار:

قصدك أيه يا سحر بان فاديه خرجت من البيت بالهدوم اللى عليها،فاديه خدت هدومها وكمان صيغتها.


تهكمت سحر قائله بتأكيد:

لأ ده محصلش وعندك ماما إسألها أنا شبعت خلاص وهقوم أستنى ولادى هيجولى بعد ما يطلعوا من المدرسه.


صُعق وفيق من الحقيقه،التى قالتها سحر وصمت ماجده، نظر وفيق ناحية ماجده  التى من الجيد انها لا ترى ملامح وجهه القاسيه لكانت شعرت بالقهر من نظرة وفيق المتدنيه النادمه لها،لكن مازال يريد أن تنفي والداته تلك الحقيقه التى قالتها سحر،لكن الصمت جواب وافي.


تدمعت عين وفيق متسألاً:

ساكته ليه مش بتتكلمي يا ماما،قولى إن اللى سحر قالته كذب.


مازالت ماجده صامته.


زفر وفيق نفسه بضيق قائلاً:

فعلاً زى سحر ما قالت كل اللى حصل لبنا ذنب فاديه اللى عاشت هنا مقهوره حتى وخرجت من هنا خسرانه،بس للآسف أنا خسارتى كانت أكبر وافدح منها،خسرت تعبي وشقايا اللى عشت سنين أكون فيه،ياريت دى بس كانت الخساره فى خساره أقوى خسرت إنى كنت بصدقك وبسمع كلامك فى الباطل 

لازم يكون عندك ولاد يشيلوا إسمك ويتمتعوا فى خيرك،فاديه خلاص كبرت ومش هتخلف،مش ده كلامك اللى زودتى بيه دماغى،بدل ما كنتِ تقوليلى خد بنصيحة الدكتور وإتعالج يا ابنى،لكن الدكتور كلامه فارغ،طالما فاديه بتحبل يبقى إنت سبع الرجال العيب منها،حتى لما جت ناهد وحبلت وسقطت ودارت علينا وعيشتنا فى كذبه كان ده عقاب من ربنا إنت السبب فيه كنت مرتاح مع فاديه أنا اللى إفتريت بان معايا فلوس وقادر ليه ميكونش معايا من كل نِعم ربنا،وإتغافليت إن العيب مني،ياريتني سمعت كلام فاديه وقتها وقبلت العلاج،أهو المال اللى كنتِ عالدوام تقوليلى مين هيتمتع فى خيرك،بقيت مديون وقدمت على قرض من البنك بفوايد تقطم وسطي عشان أقدر ارجع تانى أوقف المصنع على رجليه.


بكت ماجده بدموع مقهوره وهى تسمع لحديث وفيق السام لها،لكن مازال طغيانها مستمر حين قالت:

كان غرضي مصلحتك.


تهكم وفيق بمراره قائلاً:

مصلحتي...خلاص مبقاش فى وقت للندم كل شئ إنتهى،فين صيغة فاديه.


إرتبكت ماجده للحظات صمتت مما جعل وفيق يقول بحِده:.

فين صيغة فاديه؟.


ردت  ماجده بتعلثم:

موجوده بس....


قاطعها وفيق قائلاً:

بس أيه؟


ردت ماجده:ناقصه.


تسال وفيق بتعجب:

ناقصه أيه؟


ردت ماجده:

ناهد كانت سرقت منها إنسيال؟


تهكم وفيق ضاحكًا بمراره:

كمان كانت حراميه،وداريتي عليها طبعًا عشان ميتفتش السر.


ردت ماجده بكذب:

لأ عشان بيتك ميتخربش.


تهكم وفيق قائلاً:

بيتي إتخرب أول ما فاديه طلعت من عتبته،فين صندوق الدهب هاتيه،لازم الحق يرجع لصاحبته،دهب فاديه مش أنا اللى كنت جايبه ليها كله،كان فى جزء كبير منه باباها اللى جابه ليها فى الشبكه،غير مناسبات عيد ميلادها كانت هدايا بتجي ليها من أهلها وأصدقائها،كانت بتردها من معاها من فلوس شغلها قبل ما تتجوز باباها كان بيتكفل بكل مصاريفها وهى مرتبها كان بتحوله للبنك بإسمها.


لم تُذهل ماجده هى تعرف تلك الحقيقه،لكن أعماها الطمع والجشع،لتجنى عما الروح والعين ايضًا عقاب،لكن وفيق هو أكثر المُتضررين من ذالك.


بعد دقائق أعطت ماجده صندوق المصوغات لـ وفيق،الذى قام بفتحه ونظر لداخله يشعر بالندم الشديد كم كان مُغفلاً وأضاع فاديه لكن         

ليت الزمن  يعود للوراء لحظات فقط كان سهل علينا وقتها وإستطاعنا محو بعض الأخطاء أو حتى تقويمها. 

..... ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

كافيه چوري

تلك الجلسه الصباحيه أصبحت لهما الإثنان مثل إدمان،يجلسان سويًا كل منهم يحتسى مشروبه المُعتاد يتحدثات بأى موضوع يتنقاشان فيه كل منه بوجة نظر،يختلفان تاره ويتفقان تاره أخرى،لكن مجرد الحديث سويًا يشعران بأُلفه خاصه،لا تفسير لها عندهم سوا أن كل منهما يشعر براحه نفسيه حين يتحدث مع الآخر. 


صدح رنين هاتف چوري، نظرت للهاتف للحظات  عبس وجهها وشحب وقامت بإغلاق الهاتف . 


لاحظ فاروق ذالك ساقه الفضول، ربما آن الآوان أن تتحول تلك الصداقه لمنحنى آخر 

تسأل فاروق: 

ليه قفلتى موبايلك من غير ما تردى عاللى بيتصل. 


زفرت چوري نفسها بضيق قائله: 

ده آخر شخص بتمنى أسمع صوته. 


تعجب فاروق بعد أن عاد رنين الهاتف وأغلقت چوري الهاتف نهائيًا قائلاً:

واضح أنه شخص ثئيل ومصر إنك تردى عليه،رايي كان المفروض تردى عليه وتقولى له مباشر إنه ميتصلش عليكِ تانى،كده هيفضل عنده أمل إنك فى مره تردي عليه  وهيرجع يتصل تانى وتالت،لازمك قرار حاسم طالما شخص مبغوض منك رأيي التجاهل مش هينفع معاه...بس ليا سؤال لو هتعتبريه فضول منى تقدري مترديش.


نظرت له چوري ولم تتحدث لكن أمائت رأسها بموافقه.


تسأل فاروق على إستحياء وترقُب منه:

مين الشخص ده؟  


طليقي. 


كانت كلمه موجزه قالتها بإمتعاض.


رجف قلب فاروق،يشعر بإمتعاض من ذالك الرجل الأحمق الذى طلق إمرأه مثل چورى لأى سبب،حتى لو كان بها عيوب، 

يكفى صفه واحده فيها أن رفقتها فقط من أجل الحديث لا يُمل منها.  


تحدث فاروق بتساول: 

كان المفروض تردي  عليه وتشوفى عاوز منك أيه؟ 


ردت چوري بآسى: 

لأ مالوش لازمه أرد عليه أنا عارفه هو عاوز أيه؟ 


بترقب وبفضول من فاروق تسأل: 

وعاوز منك أيه. 


قال فاروق هذا ثم توقف للحظه ثم قال معتذرًا: 

متآسف لو كان ده فضول  وتدخل مني. 


نظرت چوري لـ فاروق  لا تعلم سبب لقولها: 

لأ أبدًا إحنا أصدقاء،إنت حكيت لى قصتك مع مراتك حتى مع البنت اللى كنت بتحبها وأعترفت بندمك إنك كنت متخاذل،أنا كمان كنت زيك متخاذله،بس مش أنا اللى ضيعت حياتى بمزاجي،أنا كنت يادوب متخرجه من الجامعه وإتقدملى زميل كان هو أكبر من بتلات سنين كان بيشتغل فى مطعم مشهور فى المنصوره،أنا اساسًا من المنصوره،وافقت عليه وكان الإتفاق إننا هنفضل سنتين مخطوبين لحد ما يقدر يكون شقه بسيطه نتجوز فيها،لكن فجأه جاله فرصه كبيره  عقد شُغل فى مطعم فى دبي،واقفنا وسافر سنه وجه تانى سنه اجازه وإتجوزنا بس طلب منى نأجل الخلفه شويه حتى لما يقدر يكون نفسه،قولت أوكيه،المهم بعد شويه جابلى عقد عمل هناك وسافرت معاه أشتغل...سحبتنا زهوة القرش وبقينا نأجل الخلفه،لأ نستنى شويه هنشترى بيت كبير السنه دى،اللى بعدها هنشترى حتة أرض قريبه من المبانى بكره هتغلى أكتر،وهكذا لحد ما مر سبع سنين على جوازنا،أنا كنت خلاص كملت التلاتين سنه قولت فى نفسي كفايه بقى هأجل أكتر كده أيه والحمد لله وضعنا بقى ميسور،قولت لطليقى آنى هبطل وسيلة منع الحمل،للحق معترضش،بس شهر وراء شهر كملت سنه وراء التانيه ومفيش حمل بيحصل،وجوزي اللى كان قبل كده مش فارق معاه بقى بيفرق معاه أوى ويسألني ويضايق كل شهر لما يجيب الامل،لحد ما حسيت بشوية وجع فى ناحيه من صدري،الوجع كان بيزيد،روحت عملت فحوصات وإتاخد خذعه من صدري تحلل فى المعمل،النتيجة كانت صدمه ليا،ورم ولابد من إستئصال فورًا،طبعًا أى ست مكانى كانت تفضل الموت على إن يستئصل الجزء ده من جسمها وتفقد مظهر من مظاهر أنوثتها،قولت للدكتور أنا ممكن أتعالج كيماوي او اى شئ بس بلاش إستئصال،بس الدكتور وقتها قالى إن سهل المرض ينتشر بسرعه وكمان يصيب مش بس الناحيه التانيه من صدرك ممكن يمتد للرحِم او جزء تانى من جسمك،بصراحه كنت أفضل الموت،بس خضعت لطلب الدكتور،وفعلاً إستئصلت ناخيه من صدري،بس بعدها كان فى صدمه تانيه،إنى بسبب أخدي لأدوية منع حمل لفترات طويلة أثرت على الرحم  إحتمال شبه أكيد  إنى مخلفش،طبعًا هنا ظهر المعدن الحقيقى لطليقي،هو عاوز يكون له أولاد تورث اللى إتغرب وتعب فى جمعه لسنين وحرم نفسه من ملذات كتير،فى البدايه عرض يتجوز وافقت بغصبانيه منى ،بس طبعًا،لما تتنازل مره لازم هتفضل طول عمرك تتنازل بالذات لما يكون اللى قدامك شخص آناني،بدأت أحس بالنفور منه ليا،وبالذات لما ينظر لجسمي اللى بقى ناقص أنوثه،لحد ما قالها صريحه إنه بيشمئز لما بيبص لجسمى،كان وقتها بدات أخد القرار ومستنيه لحظه حاسمه،كانت هى دى اللحظه الحاسمه،طلبت الطلاق منه،رغم أن ده كان هدفه،بس كان لازم يساوم وميطلعش خسران لأن كان ليا النص فى كل حاجه ومكتوب فى مستندات حكوميه،بدأ يضغط عليا،قالها لى صريحه أنتِ متفرقيش معايا لكن اللى يفرق معايا هو الشراكه اللى بينا  في الممتلكات،كان سهل الجأ للمحكمه وأخد حقى وزياده منه،بس أنا كمان كنت كرهته بزياده،وقولت فى فترة مرضى صرفت فلوس كتير وربنا  

مَن عليا بالشفا حتى لو جزء فى جسمي نقص، فى غيرى بيحصل معاه كده وبيوت المرض بيخربها ماليًا وفى الآخر الرأى بيبقى للقدر،أنا أحسن من غيري،إتفقنا أنا هاخد جزء من الممتلكات دى وكان أقل من نص حقي،وتم الطلاق،بعدها بكم شهر لقيت جوز أختى بيقولى فى كافيه فى البِحيره ومكانه ممتاز وبسعر يعتبر لُقطه والكافيه شغال كويس، بس صاحبه هيشتري كافيه فى الغردقه وعاوز يكمل تمنه ايه رايك، وافقت، بس بعدها قولت طيب هعيش فين، قالى ممكن أجر شقه هنا من ريع الكافيه، وفعلاً ده اللى حصل وجيت لهنا، مش هربانه بس محتاجه أبعد، واللى عرفته إن طليقي مراته خلفت ولد  قبل ميعاده كان ناقص نمو تقريبًا  وقعد أربع شهور فى حاضنه خاصه صرف عليه دم قلبه وربنا أفتكر البيبي،ومراته حامل تانى،كلم جوز أختى إنه يقابلنى عشان يطلب منى السماح ويرجعلى بقية حقي،عشان ربنا يرضي عنه،بس أنا مش شمتانه فيه،بالعكس أنا فوضت امري لله من زمان ورضيت بحياتى وقدري،ومفيش فى قلبي له أى ضغينه. 


رغم أن فاروق شعر بوجع من حكاية چوري لكن بداخله شعر بإعجاب مضاعف بها،ود مد يده ومسح تلك الدمعه التى خذلتها وسقطت من بين أهدابها غصبًا رغم أنها حاولت إخفاؤها كثيرًا أثناء سردها لحكايتها المؤلمه

لم يُعطى فاروق  وقتًا للإنتظار أكثر من ذالك،هو يقول:

تتجوزيني يا چوري.


والصدمه كانت قويه لـ چوري وأفقدتها النُطق،لينتهز فاروق الفرصه ويبتسم بيقين قائلاً:

السكوت علامة الرضا. 

..... ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ألمانيا

بالمطار 

بصالة الوصول وقف فادى ينتظر  بترقُب أن تطل عليه غيداء، تبسم يشعر بإنشراح مازال لا يصدق إتصال غيداء عليه وأخبارها له أنها أنهت إختبار نصف العام، وأكتملت أيضًا أوراق  سفرها له، تذكر آخر لقاء مباشر لهم

[فلاشـــــــــــ/باك] 

يوم عيد ميلاد سالم. 


فجأه أثناء جلوس غيداء جوار تحيه شعرت ببوادر غثيان،إستغربت هذا فهى منذ مده إختفى الغثيان،أرجحت ذالك ربما بسبب الحلوى التى تناولتها بكثره دون إنتباه منها،بسبب إشتهاء مذاقها بفمها لم تنتبه وتناولت منها الكثير،نهضت فجأه 

تعجبت تحيه حين نهضت وقالت لها:

وقفتى ليه الحفله لسه مخلصتش.


بصعوبه وتسرُع ردت غيداء بسبب شعور الغثيان الذى  يزداد ولن تقدر على التحكُم أكثر :

هروح الحمام ياماما.


هرولت سريعًا نحو الحمام،وسط قلق تحيه التى كادت أن تنهض خلفها لكن رأت وقوف فادى وأشار لها بيدهُ،أن تنتظر هو سيذهب خلفها...رغم قلقها لكن تمنت أن يكون ذالك فرصه له مع غيداء،بالفعل دخلت غيداء الى الحمام لدقائق،كان فادى ينتظرها بالخارج يزداد القلق لديه حتى أنه قرر الدخول الى الحمام لكن بنفس اللحظه خرجت غيداء  ملامح وجهها تبدوا بوضوح مُجهده...إقترب منها بلهفه قائلاً:

غيداء مالك وشك أصفر وشكلك عيانه،خلينا نروح للدكتور. 


لم تستغرب غيداء من إهتمام فادى المبالغ فيه، بداخلها شعرت بإنشراح فى قلبها لكن أظهرت البرود قائله: 

مالوش لازمه أنا كويسه، وشى مُجهد من المذاكره  والسهر خلاص الأمتحانات قربت جدًا مسألة أيام. 


أصر فادى عليها قائلاً: 

لأ ده مش إجهاد مذاكره، غيداء بلاش عناد وخلينا نطمن عليكِ وعلى البيبي وكمان نفسى أشوف إبنى قبل ما أسافر بكره.


شعرت غيداء بسعاده بنفس الوقت غصه بسبب ذكره أنه سيسافر بالغد،شعور متضارب بداخلها سعيده بقلق فادى الواضح عليها،كذالك شعور بالندم كانت تتمنى أن تظل قصتهما كما بدأت ورديه،لكن هى خياليه أرادت حياه ورديه رسمتها بخيالها لتُصدم بواقع زجت به نفسها هي على يقين أن فادى ليس هو المخطئ هى أيضًا أخطأت ماذا كانت تظن تفرض دائمًا حُسن النوايا،لكن بأول إختبار سقطت وظهرت النوايا الحقيقيه،فادى كان يأخذها درجه للإنتقام،لكن هو إعترف بخطأوه وأبدى الندم كثيرًا  كذالك هى جلدت ذاتها بما يكفى،لما الآن لا تترك ذالك القارب الشراعي المتهتك والذى يكاد يغرق وتُعطى لنفسها فرصه وتجازف بالسباحه بين تلك الأمواج  ربما تغلبت عليها  او ربما  طوعتها الأمواج الى شط نجاه.


بسمه كانت جواب واضح وصريح لـ فادى، شعر بسعاده هو الآخر، وتمنى أن تظل تلك البسمه على محيا غيداء، التى تعطيها  توهج خاص وآخاذ ذم فادى  نفسه 

كم كنت غبيًا ومعتوهًا وإتخذت أسوء إنتقام لتحصل على أسوء عقاب، الآن إستغل تلك الفرصه  جيدًا، لا تفعل مثلما فعلت بالماضى القريب وإتخذت من الغباء سبيل. 


إبتسم فادى  لها هو الآخر ورفع يدهُ لها بإشاره أن تسير  امامه. 


تبسمت غيداء بخفاء قائله: 

خلينى أقول لـ ماما وكمان  أجيب شنطتي وبعدها نروح للدكتوره  اللى متابعه معاها الحمل. 


إنشرح قلب فادى  وهو يومئ رأسه بموافقه. 


بعد قليل بعيادة تلك الطبيبه 

مازالت  سمة غيداء  الاولى هى الخجل وهى ترى لمعة عين فادى وهو يرى صغيرهم  يتحرك بأحشائها، حركته بطيئه لكن كانت بقلبهم صخب من المشاعر المتمنيه نسيان كيف نمى هذا الجنين بعلاقه مشوهه بل محرمه بغطاء شرعي  سافر 

فـ بالنهايه الزواج العرفي مُجرم ومُحرم فهو يُشبه الإختلاس بإتمام علاقه آثمه بوضع غطاء شرعي مثل الزينه لا أكثر من ذالك.


بعد قليل خرج الإثنين من عيادة الطبيبه كاد فادى أن يُشير الى إحدى سيارات الاجره لكن قالت غيداء:

أحنا صحيح فى الشتا بس أنا حاسه إن الجو دافي الليله أيه رأيك نتمشي شويه.


إنبسط قلب فادى موافقًا يقول:

فعلاً الجو الليله على عكس طبيعة وكمان فى قمر فى السما بس أنت شايف قمر جانبي عالارض.


خجلت غيداء ببسمه،بدأ الإثنان يسيران معًا كانا يتحدثان بصفو من يراهم يُجزم أنهم عُشاق،هم فعلاً كذالك،تحدثت غيداء عن بعض الأفعال الطفوليه البريئه التى كانت تفتعلها وهى صغيره.


ضحك فادى قائلاً:

كنتِ رقيقه أوى يا غيداء،وشبه ساذجه لأ ساذجه فعلاً.


عبست غيداء بمرح قائله:

فعلاً ماما دايمًا تقولى آنى كبرت بس لسه بعقل طفله،وإنت بقى أيه كنت شقي ولا هادى.


إبتسم فادى بحنين وشجن ودمعه تتحجر فى العين تغص القلب قائلاً:

أنا كنت شقي جدًا عكس مصطفى الله يرحمه.


تنهدت غيداء بآسى ورددت:

الله يرحمه،أكيد كنت بتفتعل مشاكل كتير.


تنهد فادى قائلاً:

فعلاً أنا كنت خاربها صياعه،كنت أوقات كتير بجيب مشاكل مع زملائي فى المدرسه بس عمرى ما حد علم عليا،بس كنت باخد إستدعاء ولي أمر كتير،وبابا يجي المدرسه ويرجع مكسوف منى،بس كان المدرسين فى المدرسه بيغفرولى أوقات كتير،لأنى كنت شاطر،كمان مصطفى كان أوقات يتحايل عالمدرسين وبسبب شطارته هو كمان كانوا بيغفرولى على وعد آنى معملش نفس الغلط تانى،وبرضوا مكنتش بحرم... حتى وأنا فى الجيش كنت مشاغب ومقضى نص أجازاتى عقاب. 


تبسمت غيداء قائله:

وليه كنت بتتعاقب فى الجيش؟ 


رد فادى: مشاغبه، وخناقات مع زملائى ضحك يقلب جد، تقدرى تقولى كنت مستقوي نفسي شويه. 


ضحكت غيداء  قائله: وطب فى المدرسه كمان كنت بتتعاقب ليه أيه نوع الغلط بقى،كنت بتعاكس البنات مثلاً. 


ضحك فادى قائلاً:

عمري ما عكست بنت بالعكس أوقات كنت بتعصب على زمايلي لما يعاكسوا بنات وكانت ممكن توصل معايا لمقاطعه أصحاب أحيانًا كتيره،بسبب كلمه قالتها لى فاديه فى يوم الايام،إعتبر البنات اللى معاك فى المدرسه أخواتك زى صابرين ترضى حد يزعلها بكلمه فارغه،قولت لها لأ.


توقفت غيداء عن السير للحظات،مما جعل فادى هو الآخر مُتلهفًا يقول:

تعبتي من المشي. 


ردت غيداء:

لأ،بالعكس،بس عاوزه أسألك عن صابرين تبقى بالنسبالك أيه؟ 


لم يكن سؤال مفاجئ لـ فادى ورد ببساطه وصدق: 

بنت عمى، أختى هى وفاديه فى مكانه واحده. 


لمعت عين غيداء تشعر  بسعاده... لكن فجأه هبت نسمه بارده بتلقائيه وضعت غيداء يديها فوق عضديها تمسدهما تستمد الدفئ، لاحظ ذالك  فادى قائلاً: 

واضح إن الجو هيقلب وبردت شويه،أيه رأيك ندخل أى كافيتريا نشرب أى حاجه  سخنه تدفينا شويه. 


ردت غيداء بخجل: 

لأ خلينا نرجع الشقه. 


ذُهل فادى  قائلاً  بإستفسار: 

أى شقه؟!. 


بخجل ردت غيداء: 

إنت عندك كم شقه هنا فى إسكندريه؟ 


كان الرد من فادى أبله، أو ربما غير مُصدق لمقصد غيداء: 

عندي شقه واحده بس. 


إبتسمت غيداء تومئ برأسها قائله: 

يبقى هى الشقه اللى أنا أقصدها، ولا إنت ليك رأي.... 


قاطعها  فادى بلهفه قائلاً: 

لأ ماليش رأي خلينا نرجع لشقتنا، فى ثواني أشار فادى لإحدى سيارات الأجره.

بعد قليل فتح فادى باب الشقه وقبل أن يُشير بيده دخلت غيداء الى الشقه وهو خلفها مُبتسمًا،فى البدايه شعرت غيداء بغصه فى قلبها لكن لهفة فادى ازالت تلك الغصه حين قال هروح للمطبخ بسرعه أعملك بابونج،اللى أعرفه إنه مهدأ كويس للمعده. 


ضحكت غيداء قائله: ويا ترى عندك هنا بقى بابونج. 


رد فادي: 

أيوا. 


بعد لحظات إبتسمت غيداء وفادى يدخل الى غرفة المعيشه يحمل صنيه صغيره عليها كوبان،وضع الصنيه فوق طاوله قريبه منها،مُبتسمًا ثم جلس جوارها وأخذ أحد الكوبان ومد يده لها به  قائلاً:

البابونج أهو إشربيه هيدفيكِ وكمان هيريح معدتك.


أخذت غيداء الكوب من يد فادي وإرتشفت رشفه ثم نفخت بفمها قائله: 

دى سخنه قوى خليها تبرد شويه وخلاص مبقتش بردانه. 


وضع فادى يدهُ فوق كتفها بتردد منه، لكن إبتسمت غيداء له، وبدأت غيداء تقول مازحه: 

كنت بتفكر فى أيه وإنت بتشتري البابونج، كان له إستخدام أيه عندك. 


تنهد فادى  قائلاً: 

معرفش، أنا لما سافرت ألمانيا فى البدايه كنت بنزل أشتري مستلزمات كتير من السوبر ماركت  ومعرفش هستعملها فى أيه أو حتى لزمتها أيه، او بتنطبخ إزاي، مع الوقت بقيت أقري التيكت اللى على المنتج اللى هشتريه وأعرف بيستخدم فى أيه وكمان أطبخه إزاي، فى مره كنت بشترى نسكافيه ووقع فى إيدى علبه ورق عليها زهره قريت المكتوب اللى عليها وعرفت انها بابونج زى مهدأ للمعده وكمان للاعصاب، أنا كنت فى الفتره دى عصبى أوى واشتريته صحيح  مكنتش بشرب منه كتير، بس قولت وجوده مش هيضر... حتى لما نزلت مصر كنت بشتري شويه بهارات من محل عِطاره وشوفته وبصراحه إتغويت وإشتريته قولت  ممكن  يكون له إستعمال فيما بعد واهو نفع. 


إبتسمت غيداء  وإضجعت بظهرها للخلف قليلاً، جذب فادى وساده قائلاً: خلينى أحطلك المخده دى وراء ضهرك. 


إقترب فادى يضع الوساده تلاقت عينيه مع عيني غيداء، اللتان تأمل بهما رأى جمال وبريق ساحر.


شعرت غيداء بالخجل من نظرة فادى...لاحظ فادى خجل غيداء تنهد وإبتعد قليلًا ثم قال:أيه رايك أجيب بطانيه و أعمل شوية فشار ونشغل التلفزيون نشوف فيلم رعب. 


ردت غيداء بأيماءه مبتسمه قائله:

يا زين ما اختارت فيلم رعب،الناس بتقول رومانسي،لكن طبعًا إنت مختلف،عالعموم وماله نشغل التلفزيون يمكن يخلف ظنك ونلاقى فيلم رومانس نسمعه... بس بلاش فشار معدتى خلاص مش هتستحمل أى أكل تانى الليله،كفايه البابونج ده.


ضحك فادى ولسوء الحظ فتح التلفاز ليجد قناة أفلام رعب،لكن كان فيلم رعب مُضحك،لكن بعض المشاهد كانت ترعب غيداء،وتفزع منها،وكان فادى يسخر منها حتى أنه إقترب منها أكثر فأكثر وإنعدمت بينهم المسافه حتى غيداء حين كانت ترتعب أصبحت تدفس وجهها بصدر فادي الذى يتزلزل كيانه نادمًا كيف سمح لغباؤه بإضاعة براءه تلك الرقيقه،إنتهى الفيلم...نحت غيداء تلك البطانيه من عليها ونهضت تتثائب،ذهبت نحو غرفة النوم،بينما ظل فادى جالسًا  ...نظرت له غيداء متعحبه تقول:

لسه هتسهر مش هتنام مش عندك سفر بكره لازم تستريح شويه. 


نهض فادى  قائلاً: 

لأ هنام بس هدخل الصنيه دى المطبخ الأول. 


إنحنت غيداء  وأخذت الصنيه قائله: 

لأ هوديها انا المطبخ وخد إنت البطانيه لاوضه النوم.


تبسم فادى مازحًا يقول:

يعني أختارتى الاخف فيهم،مع إنى انا اللى سبق وجبت الاتنين بس ماشى يا غيداء.


إبتسمت غيداء...بعد قليل دخلت غيداء الى غرفة النوم،للحظات شعرت بغصات قويه تضرب قلبها هنا كان أول صرخة آلم وندم شعرت بهما،سابقًا كانت تشعر بالأختناق وهى بتلك الغرفه اليوم لا تشعر بذالك فقط غصة ندم،بينما فادى تعجب حين دخلت غيداء الى الغرفه هو ظن انها ستبقى بالغرفه الأخرى،شعر بغصه هو الأخر لكن هناك شعور اخر بالسعاده حين توجهت غيداء الى دولاب الملابس قائله:

أنا هطلع ليا غيار عشان أغير هدومى تسمح تطلع بره الأوضه خمس دقايق.


إبتسم فادى وأخذ ثياب منزليه وخرج من الغرفه...بعد قليل دخل الى الغرفه على ترقب منه لرد فعل غيداء. 

بينما غيداء تثائبت وهى تُنحي غطاء الفراش ثم تستطحت عليه قائله:سهرت كتير الليله كمان حاسه بإرهاق،بس مع ذالك كانت ليله جميله بغض النظر عن فيلم الرعب.


إبتسم فادى وظل واقفًا لايعلم سبب لذالك...لكن إنتبه لقول غيداء:

مش هتنام ولا أيه،ولا تكون خايف بسبب الفيلم.


إبتسم فادى قائلاً:فيلم ايه اللى أخاف منه عادى جدًا شوفت أفلام رعب اكتر من كده.


إبتسمت غيداء قائله:

بس انا بقى بصراحه خايفه أنام فى اوضه لوحدي  بعد الفيلم ده.


كلمة غيداء كانت صريحه بالنسبه لـ فادى الذى أقترب من الفراش ونحى الناحيه الأخرى من غطاء الفراش وتستطح جوار غيداء التى إضجعت على جانبها تنظر لـ فادى للحظات ثم أخفضت بصرها تشعر بخجل زائد.


إبتسم فادى وتجرأ قليلا وجذب غيداء بتوجس لكن صمت غيداء وعدم ممانعتها اسعدا قلب فادى وهو يشعر بها بحضنه،إنتهت ليله لم يكن بينهم تقارب جسدي لكن تقاربا بقلبيهما وكل منهم فتح قلبه للآخر ليغزو العشق ويزول ذالك الجفاء.


[عـــــــــــوده] 

عاد فادى مُبتسمًا من ذكري تلك الليله التى أزالت كل  الغيوم،بعد ان أتفقا أن بعد نهاية الامتحانات ستلحق غيداء به لـ المانيا،ها هو يسمع صوت عبر مكبرات الصوت  الداخليه بصالة الوصول يعلن أن الطائره هبطت بسلام وآن آوان دخول  القادمين الى صالة الوصول وهاهى طلت غيداء تجر حقيبه صغيره خلفها، رغم أن حملها إقترب من الشهر الخامس لكن جسدها لم يزداد كثيرًا، من يراها يظن أنها ليست حامل فقط سمينه قليلاً، سريعًا قطع فادي تلك المسافه وحضنها.... عانقته غيداء على إستحياء منها، وهى تنظر حولها. 


تبسم فادى  قائلاً: 

لأ بلاش كسوفك ده هنا احنا فى المانيا عادى واقل كمان من العادي  إنى أحضنك فى المطار او حتى فى الشارع. 


خجلت غيداء بصمت، حين عانقها فادى  مره  اخرى يود ان يتاكد أنها آتت كما وعدته قبل سفره أنهما لابد ان يبدأن بطريق جديد، كما انها سمعت مقوله من أحدهم ذات يوم،إذا اردت ان تعرف أهميته وغلاوتك عند  أحد فأختبره بثلاث أشياء "المال والغُربه والمصلحه" وهى تيقنت ان فادي لا يفرق معه المال وليس لديه مصلحه عندها،ظلت الغُربه هى الأختيار لمعرفة قيمتها لدى فادي،كذالك تبدا منحنى آخر بعد أن تأكدت 

تلك الاحلام الورديه التى كانت ترسمها سابقًا انتهت وهنالك حقيقه واحده أنها أصبحت زوجه وقريبًا أُم وأصبح  واجب عليها البدء من جديد بواقعيه. 

..... ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

مساءً

عبر الهاتف

تحدثت صابرين بتهكم: 

والله رائف صعبان عليا، يعنى بقالكم خمستاشر يوم وهو صابر  ، ياريتنى كنت عملت كده فى عواد وشعوطه شويه  بس أنا كنت هبله وأنا اللى إستفزيت عواد عشان يكمل جوازنا.


ضحكت فاديه قائله:

لأ كنتِ مستعجله بس ما صدقتى أتقفل عليكم باب مارستى هوايتك الاولى على عواد.


ضحكت صابرين قائله:

طب والله أنا ما أجي نقطه بحر إستفزاز عواد وهو اللى مصدق وقال فرصه،يلا كل شئ نصيب بس بلاش هزار،بجد رائف إزاي مطنش على كده،لو مش البت ميلا بنته كنت شكيت فيه.


ضحكت فاديه قائله:

هو مش ساكت هو بيتحرش ووووو.


صمت فاديه تعض على شفاها تشعر بخجل قليلاً.


لكن صابرين قالت بإستفسار:

بيتحرش وأيه،ده لو بيتحرش بجبل كان زمانه لان،يا بنتى بلاش تفكيرك العبيط ده،لو واحد تانى غير راىف مكنش إستحمل عقدك دى كلها وظن إنك لسه بتحبي طليقك أو حتى فاروق.


تنهدت فاديه قائله:

والله بحاول أتغلب على الشعور ده بس غصب عنى إنتِ عارفه أنه بيسهر فى المطعم أوقات كتير بحس بدخوله للاوضه وبعمل نفسي نايمه.


تهكمت صابرين عليها:وانا عامله نفسي نايمه،والله لو واحد غيره مكنش عذرك كده وولا فرق معاه إنك نايمه بجد،إنت محتاجه حاجه من الاتنين 

يا علاج نفسى،يا إقتحام،رائف بدل ما يتحرش بيكِ بكام بوسه يغتصبك ويحطك قدام الامر الواقع.   


ضحكت فاديه  تدافع عن رائف قائله: 

روفى يغتصبنى، معتقدش ده شخص محترم. 


ضحكت  صابرين قائله: 

طب ما تقولى  له الكلمتين  دول وتلينى معاه شويه الراجل أثبت أنه جدع،وفكك من عقدة المخفى إبن أمه.


إبتسمت فاديه قائله: على سيرة إبن أمه عرفت إن طنط تحيه جايه لندن. 


تنهدت صابرين بتوجس قائله: 

أيوا عملية عواد إتحدد ميعادها بعد يومين خلاص، وطنط تحيه وكمان عمو فهمى جايين لندن حتى بابا قالى جاي معاهم، معرفش ليه حاسه بشوية قلق من العمليه المره دى مع إن الشمطاء اوليڤيا بتقول عمليه تشبه نفس العمليه  السابقه. 


ردت فاديه  بتطمين: 

لأ متخافيش عواد قوى والعمليه هتمر بسهوله زى اللى قبلها. 


آمنت صابرين على قول فاديه تستمد منها قوه حتى لو واهيه. 

.... ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

بعد مرور يومين 

إسكندريه 

ظهرًا 

دخلت  فاديه الى ذالك الكافيه، تجول  عينيها  الى أن وقع بصرها على مكان جلوس وفيق... إتجهت نحوه بُخطى متهاديه لا تعلم سبب لذالك الشعور الامبالى لديها كآنها لم تعرف وفيق سابقًا مجرد شخص عادي مر أمامها سابقًا. 


بينما حين رأها وفيق نهض واقفًا يبتسم، وحين إقتربت منه مد يده لها للمصافحه... بتردد منها صافحته فاديه قائله  بإستفسار: 

إتصلت عليا وألحيت إننا نتقابل خير.


رد وفيق بثقه :

خير يا فاديه،إتفضلى اقعدى هنتكلم وإحنا واقفين كده  زى الغُرب. 


تهكمت فاديه قائله: 

إحنا فعلاً  غُرب يا أستاذ وفيق، ولولا ألحيت إننا نتقابل عشان موضوع مهم مكنتش جيت فياريت تدخل فى الموضوع  مباشرةً، لأنى لازم إرجع  للبيت بسرعه سايبه بـ.... 


قاطعها وفيق قائلاً ّ: 

انا فعلاً أصريت إننا نتقابل، النهارده لسبيبن 

وعارف إن اللى حصل بينا قبل كده مأثر عليكِ. 


تهكمت فاديه  وكادت تقول له أنه  اصبح لا شئ بحياتها  ، شخص عابر ومر، لكن سبق وفيق ووضع أمامها علبه علمتها جيدًا فاديه، لكن تعجبت بفضول وإستغربت حين اخفض وفيق رأسه قائلاً  بآسف وندم: 

دى علبة الصيغه بتاعتك، أنا بتآسف منك يا فاديه انا كنت فاكر إنك اخدتيها معاكِ قبل ما تسيبي بيتنا، بس إمبارح بس إكتشفت الحقيقه، بعتذر منك أنا غلطت فى حقك كتير. 


تعجبت فاديه بذهول، 

وإزداد الذهول حين نظرت الى وفيق ورأته يزدرد ريقه بوضوح وعاد يقول بندم يظهر على ملامحه: 

أنا طلقت ناهد بعد ما أكتشفت إنها فعلاً  ... مش مهم  اللى أكتشفته النهارده أنا جاي أعتذر منك واردلك حقك مش بس علبة الصيغه، لأ كمان لو ترضي إننا نرجع تانى نتجوز وأوعدك إنى أسمع كلام الدكتور وأتعالج. 


إتأخرت. 


كان هذا جواب فاديه  المُختصر 

والذى أذهل وفيق حين قالت: 

أنا أتجوزت يا وفيق.


قالت فاديه هذا ونهضت قائله:

أعتذارك مقبول وبتمنى ليك السعاده.


صدمه أذهلت عقل وفيق للحظات غاب عن الوجود يشعر كآنه بلا هويه،لكن حين رأى وقوف فاديه بندم كبير تحدث:

دى علبة الصيغه بتاعتك حقك.


نظرت فاديه لـ علبة المصوغات وتهكمت قائله:

هى حقى فعلاً،بس أنا مش عاوزها،أنا حقى إحتسبته عند ربنا.


قالت فاديه هذا وغادرت المكان،بينما جلس وفيق مره أخرى يشعر بإنهزام فادح وهو ينظر الى تلك العلبه،ذمه عقله قائلاً:

أضعت فاديه بغبائك وتصديقك لاكاذيب،كنت تظن أنها ستنتظرك كى تَمن عليها مره أخرى فاديه،بنفس اللحظه إعترف أن فاديه كانت  

جوهره ظن أنه طمس بريقها، لكن هى  فقط دُمست  بين الغُبار وبنفخه واحده زال الغُبار وعاد بريق الجوهره. 

.... ــــــــــــــــــــــــــــــــ

لندن 

ألأنتظار أمام غرفة العمليات صعب الوقت لا يمر دقائق تسوا دهر كامل من الزمن 


هكذا كان الحال 

تحيه التى تجلس تقرأ القرآن تحاول تهدئة قلبها المُنشغل،لكن رغم ذالك تشعر بإنسحاب فى قلبها بقوه،ندمت كثيرًا وقلبها يآن لثاني مره تحضر وقت عملية عواد هو كان يواجه ذالك وحده سابقًا.


بينما صابرين هى الأخري رغم أن سالم يجلس جوارها يضمها تحت إبطه،لكن عقلها وقلبها وعبنيها مسلطون على باب تلك الغرفه،والوقت زاد عن الحد وساد القلق...الى ان خرج الطبيب يبدوا مجهدًا،لكن قال بالأنجليزيه:

تم زرع الدعامات والشرائح بجسد المريض وفى الفتره القادمه ستندمج تلك الشرائح والدعامات مع جسده وبالعلاج الطبيعى سيعود للوقوف والسير على قدميه مره أخرى.


إنشرح قلب الجميع،الى ان خرجت أوليڤيا ونظرت نحو صابرين وللغرابه إبتسمت لها،إبتسمت صابرين هى الاخري لها،تود رؤية عواد.

.........ـــــــــــــــــــــــــــــ

الأسكندريه 

عادت فاديه الى المنزل تشعر بشعور لا تفسير له،اليوم رات وفيق مُنهزم أمامها كانت تلك آخر صوره تتوقع رؤيته عليها،عقلها كان شبه شارد الى أن سمعت رائف الذى يحمل ميلا يحاول  أن يجعلها تكف عن البُكاء يقول  بحِده عكس طبيعته المرحه:

كنتِ فين، خرجتى بدون ما تقولى رايحه فين. 


مدت فاديه يديها واخذت منه ميلا وهدهدتها قائله: 

بتعيطي ليه يا روحي. 


حضنتها ميلا وبدأ بُكائها يهدأ، بينما رائف عاود سؤاله: 

كنت فين؟ 


ردت فاديه: 

خرجت أشتري شويه طلبات. 


تهكم رائف  قائلاً: 

بس انا شايف إيديك فاضيه  فين الطلبات اللى أشترتيها. 


ردت فاديه  بهدوء: 

معجبتنيش الحاجات  اللى كنت هڜتريها لقيتها مش هتلزمنى. 


نظر لها رائف قائلاً: 

تمام... انا طالع أغير هدومى عشان أروح للمطعم. 


صعد رائف بينما قبلت فاديه‍ ميلا قائله: 

ليه كل الدموع دى، آه، جعانه. 


أمائت ميلا براسها وهى تحاوط عنق فاديه بيديها الصغيره. 


بعد قليل دخلت فاديه لغرفة النوم وحدها، كان رائف يقف أمام المرآه يُهندم ثيابه تحدث وهو ينظر لـ فاديه عبر المرآه: 

فين ميلا. 


ردت فاديه: 

ميلا مع عمي صادق فى الجنينه مبسوطه باللعب فى ادوات الرسم بتاعته. 


رد رائف بتهكم: 

وكمان  بابا رجع، معرفش  كان  خرج هو كمان فين ومبقتش عارف ميلا عاوزه ايه، بتعيط من غير هدف. 


إبتسمت فاديه  قائله: 

لأ كانت جعانه، ولما شبعت هديت. 


إبتسم رائف قائلاً: 

ما انا حاولت أكلها ورفضت وفضلت تعيط برضوا أكيد دلع، هى مستحوزه عالدلع كله، ياريتنى بس أخد نسبة واحد فى الميه من الدلع ده. 


إبتسمت فاديه قائله: 

طيب ميلا طفله  ومن حقها تدلع إنما إنت كبرت  خلاص. 


أدار رائف وجهه ناحية  فاديه واقترب منها يقول بمزاح: 

طب ما تعتبرينى زيها كده بيبى ودلعيني شويه. 


ضحكت فاديه  قائله: 

بيبي وادلعك، طب ادلعك إزاى بقى، بذمتك  إنت شوفت بيبي قبل كده  بالحجم ده. 


بمفاجأه جذب رائف  فاديه من خسرها وحاوطها بين يديه قائلاً: 

أيوا شوفت فى فيلم عربى الست كانت بتقول لجوزها  يا بيبي. 


إرتبكت فاديه من فعلة رائف، التى تكررت سابقًا أكثر من مره، كانت تستطيع الهرب من حصار يديه بسبب وجود ميلا، لكن الآن ميلا ليست هنا، كذالك رائف تجرأ أكثر ورفع وجهها ونظر اليه، ثم الى شفاها وبلا وعي منه إحنى راسه يُقبلها، ظل يُقبلها يشعر بعطش حتى ترك شفاها ولم يتوقف عن تقبيل وجنتيها وعينيها، الا حين شعر بطعم مالح بفمه، فاق من تلك السكره اللذيذه، ونظر لوجه فاديه رأى تلك الدموع  تسيل من عينيها، توجع قلبه وفك حصار يديه عنها لكن مازال ينظر لوجهها، لكن يكفى  لن يتحمل دموعها أكثر وقال: 

أنا عارف إنك إتورطي ووافقتى عالجواز منى بسبب حبك  لـ ميلا بس يا فاديه وأنا مكنتش ميلا هى السبب، كان عندي سبب ومتأكد إنك عارفه إنى بحبك... بس أنا مقدرش اجبرك تحبيني، فاديه أنا عارف إن اللى مريتى بيه قبل كده مكنش سهل وكمان انا اللى بفرض نفسي عليكِ من البدايه

و... 


توقف رائف يبتلع تلك الغصه القويه بقلبه، لكن تسرعت فاديه  قائله: 

وأيه تانى يا رائف، زهقت منى خلاص وهتتخلى عني. 


هز رائف رأسه بـ لا قائلاً:

عمري ما أتخلى عنك غير بخروح روحي من جسمي،إنت اللى مُصره تخلى الماضى حاجز بينا.


تنهدت فاديه قائله:

بس إنت خلاص  كسرت الحاجز ده يا رائف،والدموع دى كانت بالنسبه ليا دموع فرح مش ندم زى ما بتقول.


نظر رائف لـ بسمة فاديه،وإنشرح قلبك وعاود القرب من فاديه وضمها من خصرها عليه متسألاً:

قصدك....؟


أمائت فاديه برأسها ثم اخفضت بصرها بخجل وهى تقول بهمس:

أنا كمان حبيتك يا رائف.  


صُدم رائف يطلب تأكيد ما سمعه:

قولتى أيه؟


أخفضت فاديه وجهها بحياء.


رفع  راىف وجهها قائلاً:

قوليها تانى.


ردت فاديه بحياء:

لا مش هقولها تاني،وبطل تحرجني.


إبتسم رائف قائلاً:

لأ خلاص مبقاش بينا حاجه اسمها حرج.


أنهى رائف قوله وهو يجذب فاديه عليه يقبلها يضمها أكثر لصدره قُبلاته تزداد تلهفًا كذالك فاديه لم تشعر بيديها  اللتان تعانق جسد رائف العارى وهو يتحسس  جسدها العاري أيضًا، شعور لم  تشعر به سابقًا فى زيجتها الأولى، كانت تشعر معه أحيانًا أنها بالنسبه له مثل الوعاء يُفرغ وفيق به رغباته وبالنهايه  يُريد منها  مقابل ذالك طفل، لكن رائف جعلها تشعر أنها مثل الحوريه وهو  البحار الذى راوغ الموج الهائج وإنتصر بالنهايه وفاز بالحوريه.


بقُبلات حميميه رقيقه وضعها رائف على وجنتي فاديه،كأنها كانت شكر منه وإمتنان هكذا شعرت فاديه وإنتهى هاجس الخوف  لديها، حتى أنها تناست أنها تزوجت بآخر سابقًا، آخر إنتهى اليوم من حياتها  للأبد، لم يعد موجود  بقلبها ولا بحياتها  غير رائف... 

رائف الذى يشعر بمنتهى السعاده حقًا تزوج سابقًا لكن كان زواج العقل كل ما كان يبحث عنه وقتها هو الونس بالغُربه، لكن مع فاديه وجد الإنتماء يشعر بالعشق...ولكن لم يشعر بالأرتواء 

جذب فاديه عليه مره اخري مُبحرًا بين امواج تسحق جسديهم معًا... برحلة إذابه تكرير لملوحة تلك المياه المالحه. 

....ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ  

باليوم التالى 

لندن 

غرفة  عواد 

إهتز هاتف صابرين الذى بيدها، نظرت لشاشته مبتسمه ثم نهضت تقول لـ تحيه، دى فاديه بتتصل عليا، عواد نايم هطلع أكلمها من بره  عشان مينزعكش ويصحى. 


إبتسمت لها تحيه. 


خرجت صابرين من الغرفة وتركت تحيه التى نهضت من مكانها وتوجهت نحو فراش عواد، مدت يدها  تُمسد على خُصلات شعر عواد بحنان. 


شعر عواد بذالك  وفتح عينيه للحظه ظن أنها  صابرين لكن إنحنت تحيه وقبلت جبهته مُبتسمه حين همس بأسم صابرين. 


بينما فتح عواد عينيه مره أخري ونظر بتمعن جيدًا، شعر بغضب قائلاً: 

صابرين، صابرين فين. 


ردت تحيه  صابرين خرجت تكلم فاديه، قولى لو محتاج  لحاجه وأنا أعملها لك،أعدلك المخده تحت رأسك. 


تأفف عواد قائلاً: 

متشكر مستغنى عن خدماتك. 


تدمعت عين تحيه، حين أحاد عواد براسه الناحيه الاخرى حتى لا ينظر لوجهها ولا ينخدع بتلك الدموع  يتذكر 

قول جده له يومًا ما 

أنا اللى ضغطت علي تحيه تتجوز من عمك عشانك، هى كانت هتتجوز خلاص من واحد تانى، وتعيش معاه بفلوس جاد والله أعلم التاني ده كان هيعاملك أزاي، إنما  جوزتها من عمك عشان  عارف مصلحتك فهمى عمره ما هيطمع فى فلوسك.


لكن تحيه لم تستسلم لذالك يكفى،بيدها ادارت رأس عواد حتى ينظر لها  وهى تقول: 

كفايه يا عواد أنا متأكده إن جواك مُعترف  بقسوة جاد علينا إحنا الاتنين... أنا فعلاً  وافقت أتجوز  من فهمى عشانك بس بعد ما جدك هددني إنه هيتخلى عن  مصاريف علاجك غير أنك كنت قاصر وقتها وهو سبق وخد الوصايه عليك فى كل شئ بسرعه، قالهالى صريحه كلمة رفض منى معناها إنى انسى إن ليا إبن، إنت كنت ومازالت وهتفضل أول فرحه حسيت بيها فى قلبي 

لك مكانه خاصه رغم إنى خلفت بعدك مرتين بس إنت كنت المُميز فى قلبي صحيح الأم بتحب ولادها بالتساوي، بس إنتِ بالنسبه لى مكنتش بس إبنى، إنت كنت أبنى واخويا  وصديقي  لسه فاكره لما كنا بنروح  سوا لبطولات السباحه ولهفتك عليا بعد ما تكسب وتحضني جامد وتقولى بكره هبقى سباح عالمي  وهتفتخري بيا وتقولى أنا مامت البطل، يمكن الأماني متحققتش، بس أنا فعلاً  أم لبطل. 


تهكم عواد قائلاً: 

بطل مشلول. 


ردت تحيه بامل: 

زي ما هزمت الشلل قبل كده هتهزمه تانى وهتوقف على رجليك عشان صابرين. 

..... ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


«يتبع» 

للحكاية بقيه.

@الجميع


التفاعل ياجماعه وحش اوى 

#الموجه_الثامنه_والخمسون_الأخيره5

#بحر_العشق_المالح

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

لندن

إمتعض وجه عواد ساخرًا بتهكم... عن أى بطل تتحدث هل هنالك بطل قعيد. 


رأت  تحيه وجه عواد الذى إمتعض،شعرت بحزن لكن عادت تبتسم بحنان وهى تُمسد على رأس رغم تلك الدمعه تتلآلآ بعينيها لكن قول عواد لها: 

ممكن تعدلى لى المخده  تحت راسى. 


جعلها تشعر بسعاده تعمدت أن تنحنى بجسدها عليه وهى تفعل له ما شاء، كأنها تضمه لصدرها،حتى لو كان للحظات،حتى عواد شعر بيديها تحتوي نصف جسده الاعلى للحظه أغمض عينيه يُبعد ذالك الشعور الذى إفتقده بعد مقتل والده،شعور بالأحتواء... لكن تمهلت تحيه وهى تفعل ذالك تُعطي لنفسها وقت أكثر تستمتع بإحساس مفقود لديها الآن  حتى لو لوقت قليل حتى عواد نفسه فكر بتردد يرفع يديه يجذبها أكثر،فعل ذالك فعلاً لكن لم يتنازل عن الكبرياء وفسر ذالك قائلاً:

خلاص كفايه كده كويس.


رفعت تحيه جسدها ونظرت لـ عواد مُبتسمه وتعمدت تقول بخباثه:

صابرين بتحبك أوى يا عواد وإنت كمان بتحبها من زمان فاكره مره وإنت صغير جيت وكنت متعصب قولتلى إن فى بنت شوفتها بتلعب مع ولدين وإنت جاي فى السكه وكنت عاوز أقولها كده عيب،البنت دى كانت صابرين،حتى إختارك الجناح بتاعك فى البيت بيطل  على ناحية بيت باباها. 


تهرب عواد ببصره عن تحيه وحول دفة الحديث قائلًا بشبه عصبيه: 

هى صابرين كده ساعة ما تكلم فاديه عالموبايل بتفضل ترغى مش بتحس بالوقت. 


ضيقت تحيه عينيها بمكر تومئ برأسها مُبتسمه لكن قالت: 

وفيها أيه مش أخوات  وبعيد عن بعض، لازم يطمنوا على بعض. 


زفر عواد نفسه بضيق، بينما  إبتسمت تحيه قائله: 

لسه زى ما أنت يا عواد لما كنت تبقى عاوز تغير الحديث لناحيه تانيه، بتتعصب عشان تهرب ومتعترفش إنك كنت غلطان، زى ما هربت على هنا ومقولتش حتى لـ صابرين أنك محتاجها جانبك، أنا متخليتش زمان عنك يا عواد وكنت ببقى حاسه إن قلبي مسحوب مني طول الوقت وطلبت أجيلك اكتر من مره وأفضل جانبك لحد ما ترجع توقف من تاني على رِجليك،بس جدك منعنى وهددنى لو سافرت لك هيمنع مصاريف العلاج عنك،جدك هو السبب،أنا مش بتحامل عليه عشان أبرئ نفسي قدامك، عارفه أنها كانت قسوه منه،بس هو كان عاوز يحسسك إن مفيش إيد هتتمد ليك وتسندك ولازم تقوى تسند نفسك بنفسك وترجع توقف على رِجليك من تاني،أنا روحي رجعتلى  لما دخلت للبيت وإنت واقف على رِجليك تاني،رغم إنك كنت لسه بتعرج برِجليك وإنت ماشي بس كفايه إنك وقفت تاني قولت بالوقت هتروح العرجه،حتى لو مراحتش وفضلت ملازمه ليك كفايه إنك رجعت وبقيت قدام عينيا من تانى،وهشوفك فى أى وقت،أنا أول ما رجعت كنت بتسحب وأدخل لأوضتك بالليل وإنت نايم عشان أتأكد إنك رجعت تاني ومرحلة بُعدك عن عينيا إنتهت... وعندى أمل ويقين إنك هترجع من تانى تمشي على رِجليك واللى أنا قصرت فيه زمان صابرين كملته النهارده كانت أقوى مني ومترددتش لحظه، وجاتلك على هنا. 


دموع سالت من عين تحيه ندم على ذنب لم تفعله تمنت مرافقتهُ وقت إحتاجه فقط تقول له كلمة أمل تجعله يتحمل آلام وضعف وإحتياج لكن هكذا شاء القدر.


مست نبرات صوت و إحساس تحيه الموجوع  قلب عواد،وسؤال بعقله بتردد:

حين شعرت أن صابرين ستضيع منك للأبد إنتهزت فرصه سطو عائلة التهامى على الأرض وإختطفتها كى تتحجج بالأرض مقابل صابرين وبداخلك لم تكُن الأرض تفرق معك بل كانت صابرين التى كنت تعتقد أن ما تشعر به نحوها ليس سوا مقت أنها يومًا تمنت لك السوء بنية طفله كنت تود إفساد زواجها من آخر  أيًا ما كان هذا الآخر، الآخر الذى كان أخيك الوحيد من والدايك،كنت تشعر نحوه بالنفور والـ..

وماذا كنت تكرههُ،لا تكذب،الحقيقه لم يكُن كُره بل كان حسد،أجل حسد أنه سبقك إليها وإقترن إسمه بإسمها بوثيقه شرعيه،لم تكُن مثل أى  قطعة ورق سهل تمزيقها وينتهى ذالك،كذالك الأرض لم تكُن قطعة أرض عاديه لكن كان معك كل إثبات أنك الوحيد الذى يمتلكها كما أرادت أن تكون الوحيد الذى إمتلك صابرين،

ندم أم لوم 

ندم... أنك تأخرت وفى المقابل إنتهرت فرصه دون أخلاق منك لتستعيد ما بحث عنه قلبك... 


لوم... لوم انك سمحت لنفسك أن تعثُر على ما تريده، كل ذالك السوء فعلته وبالنهايه صابرين غفرت لك، لأجل سبب واحد، أنها سقطت ببحر عشقك المالح.. وبنفس الوقت تمنع بل تُجرم ذالك على غيرك مثلما تعاملت بجفاء لسنوات مع تحيه بعد زواجها من عمك،أنت أكثر من رأى قسوة والدك معها ومعك،لما تبيح لنفسك فقط وكنت تود منع غيرك من العثور على نفس المشاعر أن تُعشق وتجد بالنهايه قُبله حانيه...

لا ندم ولا لوم 

الآن يشفعان لك هذا لابد أن ترضى وترضخ وتقر بالحقيقه...أنك كنت ومازالت مُخطئ ولا داعى للبقاء والإستمرار بنفس الخطأ القديم.


قبل أن تسحب تحيه يدها من على رأس عواد،رفع عواد يدهُ وأمسك يدها...

للحظه سئم وجه تحيه أن ينفض عواد يدها من على رأسه بقسوه كما فعل مرات سابقه لكن تحول ذالك السئم الى مفاجأه وسعاده بالغه وهى ترى عواد مازال ممسك بيدها بل إزدادت سعاده حين قبل عواد ظهر كفها،ثم أتبع تلك القُبله بكلمه واحده تعبير عن الندم:

سامحيني. 


لم يكُن ردها سوا دمعه سالت بلا إرداه ومعها بسمه وإنحناء منها على رأس عواد وقُبله وضمه قويه له...وهمسه أنه كان الأغلى دائمًا.

.....

بينما بفناء المشفى أنهت صابرين الهاتف وإبتسمت حين رأت دخول كل من فهمى ومعه سالم الى المشفى،إقتربت منهم،

تبسم لها فهمى قائلا::

إزيك  يا صابرين.


إبتسمت صابرين له قائله:

الحمد لله يا عمو.


أومئ فهمى برأسه مبتسمًا لكن قبل ان يرد آتاه إتصال هاتفى،فأعتذر منهم وإبتعد للرد على من يهاتفه...بينما سالم ضم صابرين أسفل يده يسيران نحو غرفة عواد قائلاً:

كنتِ بتكلمى فاديه أكيد.


إبتسمت صابرين قائله بمرح:

أيوه وماما كمان عندها وكلمتها شكلها مش قادره على بُعدك عنها.


إبتسم سالم قائلاً:

بصراحه هى وحشتني.


غمزت صابرين له بعينيها قائله بخباثه:

أنا بقول لما ترجع تانى لأسكندريه تسرب الواد هيثم من الشقه وتستفرد بـ ماما يمكن ربنا يقبل دُعايا وتخلف ماما ولد تانى يدخل الواد هيثم الجيش عشان يتأدب شويه.


ضحك سالم قائلاً:

مش عارف هيثم عملك أيه مفيش  سبب عشان تفضلي دايمًا حاطه نقرك من نقرهُ.


إبتسمت صابرين بدلال قائله:.قصدك العكس يا بابا هو اللى بيغير مني دايمًا وأنا ملاك وبكبر عقلي.


ضحك سالم وهو ينظر لوجه صابرين قائلاً:

هتقوليلى على يدي،وبعدين ولد أيه اللى نخلفه انا وشهيره دلوقتى،دلوقتي إحنا فى إنتظار أحفاد منك إنت وفاديه.


غص قلب صابرين للحظات ثم قالت بأمل،وماله ميمنعش إن اخونا يبقى فى سن ولادنا حتى يتربى معاهم.


إبتسم سالم وقبل رأس صابرين قائلاً بتمني:

ربنا يرزقك الذريه الصالحه إنتِ وفاديه،وبطلى رغى بقى وصلنا لأوضة عواد.


إبتسمت صابرين وفتحت باب الغرفه،لكن كان هنالك ممر صغير جانبي للغرفه قبل ينتهى تسمعت هى وسالم حديث تحيه مع عواد،قبل أن تخطى صابرين تلك الخطوات وتدخل عليهم أمسك يدها سالم وجذبها للخروج نحو باب الغرفه قائلاً:

الأفضل نسيبهم مع بعض شويه.


إبتسمت صابرين تومئ راسها بموافقه. 

....... ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

بأحد مطاعم الاسكندريه 

كان ماجد ومنال يجلسان يتحدثان بشأن إبنتها وبعض الأشياء الأخرى من يراهم يقول أنهما زوج وزوجه مُنسجمان،لكن لسوء حظهم 

بالصدفه على طاوله قريبه منهم كانت تجلس فوزيه فى البدايه لم تراهم لكن من معها سألتها أليس ذالك الجالس هو طليقك ومن تلك التى معه،هل تزوج بأخري،إشتاطت فوزيه غيظًا وغِل لم تستطتيع ضبط نفسها كثيرًا ونهضت من مكان جلوسها وتوجهت الى تلك الطاوله وقفت جوارها تدق بأظافر يدها المطليه بالأحمر الداكن وفوقه ماده لامعه،تدُق فوق الطاوله بإستهجان وهى تنظر الى منال بإشمئزاز وإستقلال قائله:

مين دى يا ماجد، طول عمرك ذوقك بيئه ومعدوم النظر فى الستات،هى دى بقى اللى طلقت فوزيه بنت السفير عشانها . 


شعرت منال بريبه وبدأت تنظر حولها بحرج إزداد حين رفعت فوزيه صوتها أكثر وبدأ رواد المطعم ينظرون نحو منال على أنها خطفت زوجها منها.


لكن نهض ماجد بضيق قائلاً بتأكيد:. أنا فعلاً  كنت معدوم النظر فى الستات عشان كده فى يوم بصيت ليكِ، كنت مفكر بنت السفير عندها ذوق وإتيكيت مش شوارعيه وبتتبل على غيرها بوقاحه

وتفتعل فضايح قدام الناس.


إغتاظت فوزيه وصاحت بعلو صوت أكثر تسب فى منال حتى أنها كادت أن تتهجم عليها بالضرب لولا أن فصل ماجد بينهم وأمسك يد فوزيه قبل أن تصل الى منال التى تدمعت عينيها ولم تستطيع البقاء أكثر من ذالك أخذت حقيبة يدها وغادرت المطعم،بينما نفض ماجد يد فوزيه بعنف وهو ينظر لها بندم كيف يومً أُغرم بتلك الحقوده،لكن بنفس الوقت أخرج هاتفه وفتح صوت مُكبر الصوت قائلاً بإختصار:

عندك فيديو إعتراف السواق وكمان فيديو تانى بلقاء السواق مع فوزيه بنت السفير عاوزك دلوقتي تقدم الفيديوهين للنيابه وتقدم بلاغ بإتهام عواد زهران ليها بتحريضها وتعمدها قتل مراته الدكتوره صابرين التهامي.


رد عليه الآخر بنفس اللحظه:

تحت أمرك.


سمعت فوزيه ذالك إرتعبت بشده وهى تنظر 

لـ ماجد بعدم تصديق.


إبتسم ماجد ينظر بشماته  على ملامح وجه فوزيه الموجومه حتى أن شفاها ترتعش 

وتهكم قائلاً:

مبروك يا بنت السفير شوفى تهمة التحريض على القتل هتاخدي فيها كم سنه فى السجن،والتهمه ثابته وموثقه بشرايط ڤيديو أنا كنت باقى وطلبت من عواد انه بلاش يقدم بلاغ يتهمك عشان خاطر بناتك اللى نسيتهم وبيعتهم بالرخيص،بس الرخيص كده دايمًا،عواد اما يعرف هيفرح اوى إن اللى كانت السبب فى أذيت مراته وحبيبته خلاص هتاخد الحزاء اللى تستحقهُ...

مبروك إبقى خلى وقاحتك تنفعك فى السجن مع معتادين الإجرام اللى من مقام بنت السفير.


قال ماجد هذا وغادر المطعم سريعًا تاركًا فوزيه التى لم تعد تحملها ساقيها وجلست علي أحد المقاعد تنظر حولها لتلك الوشوش الذى تنظر لها بإشمىزاز وتقزُز من تلك الوقحه السيئة الأخلاق... وهى تتمنى أن تندثر من أمام أعينهم التى تُشعرها بأنهم هم الآخرون شامتون بها. 


بينما خرج ماجد من المطعم مُهرولاً، ينظر بكل إتجاه  الى أن وقع بصرهُ على منال التى مازالت تسير بمكان  قريب من المطعم ركض سريعًا يُنادي عليها وهى مازالت لم تقف حتى أنها أشارت الى إحدي سيارات الأجره أكثر من مره لكن لزحام الطريق لم يقف لها أى سياره الى أن إقترب ماجد منها وقف أمامهت يمنع تقدُم سيرها تقطع نياط قلبه وهو يراها تحتضن حقيبة يدها بين يدها ودموعها تسيل بغزاره...لكن جمله واحده أصمتها للحظات بمكانها غير مستوعبه حين قال:

أنا معرفش مشاعرك أيه من ناخيتى لكن انا عارف مشاعري  كويس انا بحبك يا منال 

تتجوزيني!.


بنفس اللحظه 

توقفت إحدى سيارات الأجره، إستوعبت منال نفسها وهرولت إليها  دون حديث،وبمجرد أن صعدت للسياره طلبت من السائق أن يسير سريعًا.


بينما زفر ماجد نفسه بغضب تلك الحقيره فوزيه أفسدت حياته مره أخرى،هو كان ينوى طلب الزواج من منال لكن بطريقه ألطف من ذالك...ربما كانت وافقت بسهوله،لكن الآن أصبح ما حدث عقبه بينهم،لكن لن يقفد الأمل.

.......ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ  

ليلاً

بالمشفى 

وضعت صابرين رأسها على صدر عواد هامسه:

مش آن الآوان يا عواد.


رغم أن عواد يفهم مقصدها لكن إفتعل عدم الفهم قائلاً:

آن الآوان لأيه؟


إبتعدت صابرين عن صدر عواد ووضعت يدها بجيب منامتها وأخرجت ذالك الخاتم ورفعته أمام عيني عواد الذى إبتسم ومد يدهُ آخذًا الخاتم منها وأمسك يدها اليُسرى ووضع الخاتم ببنصرها ثم قبل يدها قائلاً:

فكرتك نسيتي.


إبتسمت صابرين قائله:

إنت اللى شكلك نسيت يا عواد. 

ضحك عواد مُتذكرًا 

[فلاشـــــــــــــــ/باك] 

ثاني يوم لذهاب صابرين لـ لندن،صباحً

أثناء تناولهم طعام الفطور سويًا

وقع بصر صابرين على بنصر يده اليسرى عواد ولمعة ذالك الخاتم الخاص بالزواج وضعت ما كان بيدها ونظرت لـ عواد بإستخبار شبه يقين قائله: 

       عواد فين دبلتي.


تكاهن عواد بعدم الفهم وهو ينظر لها قائلاً :

دبلة أيه؟.


زفرت صابرين نفسها بصبر قائله:

دبلة جوازنا اللى كانت فى إيديا وصحيت ملقيتهاش فى صباعي.


رد عواد بكُهن:

وأنا هعرف هى فين منين،يمكن ضاعت منك فى أى مكان.


تنهدت صابرين ونهضت غادرت المكان للحظات ثم عادت،وضعت ذالك الخاتم الخاص بها على الطاوله أمام يد عواد قائله:

لأ مضاعتش بس إتسلتت من إيدي،يوم سفرك 

لـ لندن،وبقدرة قادر لقيتها هنا فى دُرج الكمودينو اللى جنب السرير،الدبله سبقتني ووصلت قبلي لندن. 


إبتسم عواد وهو يأخذ ذالك الخاتم من على الطاوله،قائلاً بمزح:

أثبت لى إنك زى أى زوجه مصريه لازم تفتش وراء جوزها،يادوب واصله من مصر من كام ساعه بس مضيعتيش وقت يا حبيبتي. 


خلاص  يا عواد الصعب فات واللى جاي سهل. 


تنهد عواد قائلاً: 

تفتكري كده، اللى لسه صعب يا صابرين. 


تنهدت صابرين  قائله: 

مفتكرش بس حتى لو صعب مش هيبقى أصعب من اللى فات وعشنا وقدرنا عليه سوا. 

ــــــــــــــــــ......

بعد حوالى شهر ونصف 

الأسكندريه

ڤيلا زهران

ها هو بعد عناء من ماجد الذى أثبت لـ منال أنها ليست زهوًا ولا تلك الوضيعه التى قالت عليها فوزيه ذالك بل هى عشق نمى بعد فُقدان ثقه فى العثور على حب بلا قواعد للعقل  والمظهر الإجتماعي

وهى الاخرى إقتنعت أنها تستحق أن تجد رجُلًا يُعطيها قدرها. 

كان  إحتفال هادئ وبسيط  جدًا 

لعقد قران ماجد ومنال التى توسطت تحيه وطلبت منها الموافقه على الزواج من ماجد بعدما رأت محاولة منال الإبتعاد عن ماجد ظنًا أنها تحتفظ بجزء من كرامتها يكفيها تحملت زواج مصطفى الذى كان بغرض المصلحه ،لكن تحيه قالت لها أن الحياه قد  تُعطى فرصه ثانيه  ربما نجد بها العوض لما قاسيناه سابقًا ،واقفت منال بعد وقت من التفكير تتمنى أن تجد ذالك  العوض مع ماجد

نظرت لهم تحيه مُبتسمه بغصه لكن آن الآوان أن يجد الإثنين نصفه الآخر الذى يُكمل الجزء الذى كان ناقص للآخر كذالك كان لـ تحيه هدف آخر هو إبنة مصطفى تظل أمامها طول الوقت تعوض جزء من فقدانها له،التى كان رحمه من عند الله بقائه طوال حياته بعيدًا عنها،خفف هذا من لوعة فقدانها له كثيرًا. 


أنهى المأذون قوله "بارك الله لهما وجمع بينهم فى خير" ألف مبروك. 


سحبت منال يدها من يد ماجد تشعر بخجل حقًا تزوجت سابقًا، لكن الخجل ليس خجل عروس، بل خجل أنثى تشعر أنها تود أخذ إبنتها الآن والفرار من هنا من تلك العينان اللتان تنظران إليها وتبتسم على ذالك الخجل الذى بنظره لا داعي له. 


آتت إحدى إبنتي ماجد وأعطت لـ منال باقه من الزهور، أخذتها منها منال مُبتسمه، بينما قبلت الطفله  منال قائله: 

بوكيه الورد ده من تيتا تحيه وجدو فهمي، وأحنا كمان جبنا ليكِ هديه صغيره، أنا وبابا وأختي إتفضلى يا طنط،بس بابا هو اللى لازم يلبسها ليك. 


إبتسمت منال حين آتى ماجد وأخذ  تلك العلبه المُخمليه من يد الصغيره وفتحها أمام عينيها إنبهرت من ذالك الطقم الألماسى والمصحوب معه خاتم زواج ذهبي... بدا ماجد بوضع خاتم الزواج أولاً  ثم باقى القطع، كانت منال تشعر بإنصهار الى أن إنتهى ماجد، رفعت الصغيره الأخري يدها بعلبه مخمليه لكن صغيره وفتحتها قائله: 

دلوقتي  دورك يا طنط تلبسي بابا الدبله بتاعته. 


إبتسمت منال وإنحنت تُقبل الصغيره وأخذت ذالك الخاتم الفضى، مد ماجد يده لها مُبتسمًا، وضعت منال الخاتم ببنصره سريعًا وحاولت أن تُشغل نفسها بالنظر الى إبنتها التى تحملها تحيه

تحيه التى جمعت الحفيدات الثلاث معًا أخوه، وأيضًا جمعت قلبي ماجد ومنال اللذان يستحقان فرصه أخرى،يسبحان معًا فى تيار واحد. 

...... ــــــــــــــــــــــــــــ

منزل رائف

بسبب تلك التقلُصات التى تشعر بها فاديه ببطنها جائها هاجس، خشيت التأكد منه، رغم ذالك آتت بإختبار حمل وقامت بإجراء ذالك الاختبار  بترقّب مُضطربه وهى تنتظر النتيجه،وها هى النتيجه أمامها لظ يخيب ظنهت،هى بالفعل حامل 

وضعت الإختبار على الطاوله ثم ذهبت نحو مرآة الغرفه وقفت تنظر لإنعكاسها وهى تضع يدها فوق بطنها،لكن فجأه شعرت برهبه أن يحدث مثلما كان يحدث سابقًا،تحمل بأحشائها نُطفه سُرعان ما ينتهى ذالك الحمل وتعود خاوية الرحِم،رغم أنها تعلم أن هذا لم يكُن بسبب عيب بها لكن لتكرار ذالك تمكن منها ذالك الهاجس جلست على أحد المقاعد  تضم بطنها بيديها تشعر  بخشيه أن ينتهى هذا الحمل سريعًا،أخرجها من ذالك الشعور المقيت دخول رائف يحمل ميلا قائلاً بمزح:

مامي أهي،معرفش لما بتغيب عنك شويه بيحصلك أيه...طبعًا واخده عالدلع،إنما أنا هنا بتعامل معاملة أسرى الحرب.


ضحكت فاديه ونهضت واقفه تنتظر إقتراب رائف بالصغيره التى ألقت بنفسها عليها،ضحك فادى قائلاً:

على فكره أنا أشتريت سرير صغير هيتحط فى ركن هنا فى الأوضه،مخصوص عشان برينسيس ميلا تاخد راحتها وهى نايمه،أنا مش بعرف أنام عالسرير بسببها حته صغنونه قد كده وبتبرم السرير كله غير الرفس طبعًا لأ وبتنشن مظبوط فى الأماكن اللى توجع غير طبعًا الرادار وقرون الإستشعار اللى بتشتغل لما بقرب منك عالسرير وتصحى تقطع صفو اللحظه أنا عندى شك يكاد يكون يقين إن البت دى أبويا هو اللى مسلطها عليا وهى بتنفذ باللى يقولها عليه. 


ضحكت فاديه بينما لفت نظر رائف ذالك الترموميتر الموضوع على طاوله جوار الفراش بفضول منه ذهب الى مكانه ورفعه ناحية فاديه مُبتسمًا 

أخفضت فاديه  وجهها 

إبتسم رائف وهو يعود نحو فاديه قائلاً:

أنا شوفت البتاع ده قبل كده وميلا كانت جنين عمره شهر وأيام  فى بطن مامتها وكان نفس الشكل كده،شرطتين برضوا،بصى بقى أنا عاوز ولد،مش عاوز بنات تاني،عشان ينضم لحزب آسرى الحرب مش هبقى لوحدي آسير فى البيت ده. 


إبتسمت  فاديه وهى تشعر بيدي رائف على خصرها

قائله بدلال:

شكلك كده مضايق من عمو صادق،عشان بيحب البنات أكتر،بصراحه عنده حق،أنا كمان نفسي فى بنوته تانيه زى ميلا بالظبط،عشان يبقوا صحاب.


ضم رائف فاديه قائلاً:

عشان يفضلوا يرغوا بعض عالموبايل بالساعات زيك إنت وصابرين كده،لأ أنا عاوز ولد... ولد،الصبيان مش رغايين ولا بيدلعوا زى البرينسيس ميلا كده تتقمص عشان تخلينا نصالحها،إنما الولد مهما تعملى فيه ولا يأثر فيه الهوا،وكمان عاوز يبقى معايا خِصم قوى قصادك إنت وبابا وميلا.


إبتسمت فاديه قائله بمكر:

والله اللى بيحدد نوع الجنين الراجل مش الست وبما إن أول خلفتك بنت فأكدلك إن التانيه برضوا هتبقى بنت وعمى صادق هو اللى هيختار ليها الإسم.


ضم رائف فاديه قائلاً:

طب رهان بقي هيبقى ولد وانا هسميه صادق عند فى بابا.


ضحكت فاديه وهى تشعر بيدي رائف تضمها بحنان هى وميلا كم ندمت فى تلك اللحظه كيف فكرت يومًا برفض الزواج من رائف كانت مُخطئه، لكن إصرار رائف وتحديه جعله يكون الفائز ونالها ونالت معه سعادة أسره صغيره دافئه تكبر مع الايام بأمل وأماني كثيره ستتحق مستقبلاً. 

  .... ــــــــــــــــــــــــــــــ

بعد مرور أربع شهور

صباحً

لندن

المركز التأهيلى

تحدثت أوليڤيا الى عواد قائله: 

هى إنهض وأقف عواد لدي يقين أنك أصبحت تستطيع الوقوف  على ساقيك. 


إبتسم عواد وهو ينظر نحو صابرين التى كانت تجلس على أحد المقاعد الموجوده  بالمكان، عينيها ترتكز عليه طوال الوقت 

اخذ القرار هو حاول الوقوف مرات سابقًا وفشل أكثر من مره دون أن تراه صابرين، لكن آخر مره إستطاع الوقوف للحظات قليله، لكن لا مانع الآن من ذالك... 

إرتكز بيديه على مسندي المقعد الخاص به وتحامل ببقية جسده عليهم، حتى إستقام واقفًا على قدميه لثواني

وقفت صابرين مذهوله للحظه ثم إقتربت منه بعد أن كاد يختل توازنه ووقفت أسفل إبطه قائله: 

إسند عليا يا عواد. 


لكن عواد دفعها قليلاً عنه قائلاً  بعصبيه بسبب ما يشعر به من آلم وضعف قائلاً: 

صابرين إبعدي عني. 


لكن صابرين عاندته وتحملت تلك العصبيه قائله: 

إسند عليا يا عواد. 


رأى عواد بعين صابرين تصميم فقال لها: 

صابرين إبعدى أنا جسمي تقيل عليكِ أنا هسند على مساند الكرسي وأقعد تاني. 


نظرت له صابرين بتحدي قائله بهمس:. كويس  إنك إعترفت إن جسمك تقيل، بس ليه مش بتحس إن جسمك تقيل عليا وإنت بارك فوقى فى السرير... هتسند عليا ولا أترجم كلامى ده للشمطاء أوليڤيا اللى واقفه تتفرج علينا وتبتسم، طبعًا عاجبها إنك عاوزنى أبعد عنك. 


نظر عواد نحو أوليڤيا التى إبتسمت له قائله: 

تأكدت الآن ان للحب مفعول ساحر عواد بغض النظر عن تلك البلهاء التى أحببتها... لكن لها سحر خاص عليك. 


نظرت لها صابرين  قائله: 

وأنت لكِ فضل أيضًا أيها الشمطاء يكفى مساعدتك وصبرك معنا بالفتره الماضيه والقادمه أيضًا. 


نظرت أوليڤيا الى عواد الذى ساعدته صابرين على الجلوس مره أخري حتى لا يُرهق جسده، قائله: 

قول الحقيقه عواد ما معنى كلمة شمطاء التى تقولها زوجتك، لما أشعر انها هجاء ليست مثل ما ترجمتها لى سابقًا. 


إبتسم عواد وهو ينظر لـ صابرين التى قالت له:. ترجمها لها بمعنى الكلمه يا عواد، ولا أقولك خلى عنك انا اللى هترجمها لها، الوليه الشمطاء المتصابيه دى.


قبل أن تتحدث صابرين تحدث عواد قائلاً:

ترجمتها كما قولت لكِ سابقًا والآن لنكمل بقية جلسة العلاج.


حسنًا

هكذا قالت أوليڤيا وهى تنظر لـ صابرين ببسمه وتقدير لكن بخفاء منها. 

ـــــــــــــــــــــــــ........  

ليلاً 

لندن 

أنهى عواد وصابرين عشائهم،

تبسمت صابرين بعد أن ضبت بقايا الطعام ثم دخلت الى غرفة المكتب على عواد وجلست فوق ساقيه بدلال كعادتها ضمت نفسها إليه قائله: 

تعرف فرحت أوى  النهارده لما  فوقت على رِجليك،بس حاسه إن قعدتي على رِجليك دى هتوحشني أوى. 


ضمها عواد قويًا هامسًا بمزح: 

يعني  عاوزاني  أفضل مشلول وقاعد على كرسي متحرك. 


رفعت صابرين رأسها عن صدر عواد قائله: 

لأ طبعًا، بس الكرسي  ده قربنا من بعض أوى بحس وأنا أنى مش بس فى حضنك بس إنى جزء من جسمك. 


رفع عواد رأسها مُبتسمًا وهو ينظر لوجهها بتأمل قائلاً:. 

إنتِ فعلاً  بقيتي حته مني يا صابرين  مقدرش أستنغنى عنها. 


تدللت صابرين بتذمر قائله: 

بأمارة الصبح لما خليت الشمطاء أوليڤيا بتضحك عليا ومكنتش عاوزنى أسندك. 


ضحك عواد بخباثه قائلاً: 

بصراحه كده أنا مكنتش عاوزك تسندني بس كنت عاوز حاجه  تانيه وقتها بس مكنتش تنفع قدام اللى كانوا واقفين معانا فى الأوضه.


نظرت له صابرين بإستفسار قائله:

وأيه الجاحه اللى متنفعش قدامهم دى بقى؟ 


إبتسم عواد وجذب صابرين من عُنقها قائلاً: 

دى حاجه مينفعش تتقال بتتعمل فورًا. 


أنهى عواد قوله وهو يُلثم شفاه صابرين بقُبله ناعمه تزداد شغف وتلهف... 

لكن قطع  تلك القُبلات، رنين هاتف عواد... مُغصبًا ترك شفاه صابرين ووضع جبينه فوق جبينها  يتنفسان ثم ضم عواد صابرين قويًا،لكن عاد رنين الهاتف،رجعت صابرين بوجهها للخلف قليلاً تنظر لـ عواد ثم للهاتف إبتسمت وهى تنهض من على ساقيه بإستسلام قائله: 

ماجد اللى بيتصل،يبقى  أكيد  عشان الشغل  والإتصال هيطول...تمام هقوم أنا أتسلى أشوف فيلم قديم. 


إبتسم عواد غامزًا، إتسلى فى الفيلم بس بلاش تنعسي ها. 


إبتسمت صابرين قائله: 

لأ متخافش مش هنعس، بس إياك إنت متقوليش مُرهق من جلسة الصبح  وكمان متابعة الشغل سير مع ماجد دلوقتي. 


قهقه عواد قائلاً: 

هو من ناحية الأرهاق فأنا مُرهق فعلاً، بس طبعًا الأرهاق ميمنعش أخدك فى حضني ونام بهدوء. 


إبتسمت صابرين ساخره بمرح: 

أهم حاجه  الهدوء، يلا هسيبك ترد على ماجد، شكله  شغل مهم الموبايل مش مبطل رن. 

بعد قليل 

بغرفة المعيشه 

وضعت صابرين جهاز التحكم الخاص بالتلفاز تشعر بضيق لم تجد ما يجذبها لتشاهده،فتحت هاتفها تتصفح بعض المواقع،لكن سئمت من ذالك أيضًا بعد قليل،رغم أنها تشعر بنُعاس لكن قررت العبث  مع عواد وذهبت الى غرفة المكتب كى تُشاغبه قليلاً.


رفع عواد وجهه  عن مُطالعة الحاسوب ونظر ناحية  باب الغرفه  ببسمه حين  سمع قول صابرين بتذمر: 

هو الشغل عالابتوب ده مش بيخلص بقالى وقت قاعده فى أوضة النوم زهقت من التلفزيون والتليفون، إنت مزهقتش من الشغل عالابتوب، ولا تكون..... 


قطعت صابرين المسافه من الباب الى مقعد عواد سريعًا ونظرت الى الحاسوب قبل أن يغلقه، وقالت: 

طلعت مظلوم. 


ضحك عواد قائلاً:. طول عمرى مظلوم معاكِ يا حبيبتى،قطعتى بقية كلامك اللى كنتِ هتقوليه، وجيتى  تطمنى بنفسك إنى مش براسل ستات، حبيبتى إنت اللى يتجوزك ميفكرش  فى ستات تانى. 


نظرت له صابرين بإستفسار قائله: أعتبر كلامك 

ده مدح ولا هجاء. 


ضحك عواد قائلاً  بمرح: 

هجاء طبعًا يا حبيبتى. 


نظرت له صابرين  بعبوس مصطنع قائله: 

إزاى بتقول هجاء، وانت بتقول حبيبتى. 


ضحك عواد يقول: 

حبيبتى يمكن لسانى أتعود عالكلمه مش أكتر. 


نظرت له صابرين بغيط وقامت بوكزه فى كتفه قائله: 

بطل طريقتك دى بقى. 


ضحك عواد يستفزها قائلاً: 

طريقة ايه اللى أبطلها. 


ردت صابرين: 

طريقة الغلاسه بتاعتك، وبعدين  مش كفايه  شغل بقى. 


قالت صابرين هذا وأغلقت ذالك الحاسوب وجلست على ساقي عواد ه تُقبل وجنته وتسللت إحدى  يديها  الى ظهره والأخرى  فوق كتفه و رأسها على صدرهُ بدلال. 


تخابث عواد مبستمً يقول : 

أعتبر البوسه دى تحرُش مباشر منك ليا. 


رفعت صابرين رأسها من على صدره ونظرت له قائله ببراءه: 

تحرُش أيه دى بوسه عالخد بريئه أنا بس زهقانه وقولت أجى أشاغب فيك وأعطلك شويه. 


ضمها عواد بين يديه مُبتسمًا يقول: 

بس إنت مش هتعطلينى لآنى خلاص خلصت شُغلى عالآب وفضيتلك. 


وضعت صابرين رأسها على صدر عواد مره أخرى قائله: 

بس أنا دلوقتي عاوزه أنام.


ضحك عواد قائلاً: 

مش من لحظات كنتِ بتقولى زهقانه، ودلوقتي  عاوزه تنامى. 


ردت صابرين: أيوه عاوزه أنام كده فى حضنك. 


ضحك عواد قائلاً: 

بس إنتِ كده مش بس نايمه فى حضنى، ناسيه إنك قاعده على رجلى وبصراحه كده بقى إنتِ بقيتى تقيله أوى لازم تخسى شويه.   


ردت صابرين بهدوء: 

بكره أبقى أعمل دايت، وبطل رغى بقى وسيبنى أنام. 

تبسم عواد بصمت 

نعست صابرين بعد أن إتخذت من صدره مُتكئًا لرأسها ويديه مسندان لها  ، تسمع دقات قلبهُ الذى أخبارها أنه عاد ينبض بسببها. 


بعد وقت قليل، إستيقظت صابرين فجأه رفعت رأسها عن صدر عواد ونظرت لوجههُ وجدته يُغمض عينيه لكن قالت: 

عواد إنت نمت. 


فتح عواد عينيه يتثائب قائلاً: 

لأ يادوب كنت لسه هنعس. 


إبتسمت صابرين بدهاء وقالت: أنا جعانه. 


نظر لها عواد بتعجب قائلاً: جوعتى بسرعه كده ليه إحنا مش متعشين سوا. 


ببراءه ردت صابرين: 

أنا جوعت وعاوزه أكل بطيخ. 


نظر عواد لها بتعجب قائلاً: تاكلى أيه! 


ردت بتأكيد وتهجى للحروف: بـ طـ يـ خ. 


رد عواد بتهكم يكز على أسنانه: وأجيبلك البطيييخ ده منين دلوقتي؟ 


ردت صابرين ببساطه: هيكون منين يعنى، من السوبر ماركت. 


نظر عواد لها بذهول يقول: سوبر ماركت أيه اللى هنلاقيه فاتح دلوقتي  إحنا بعد نص الليل. 


ردت صابرين ببرود: 

وايه يعنى بعد نص الليل، ناسى إننا فى لندن، مش بيقولوا إنجلترا هى الأمبراطوريه التى لا تغيب عنها الشمس. 


تعجب عواد قائلاً: 

آه إمبراطوريه لا تغيب عنها الشمس، بس مش النوم يا حبيبتى، أقولك كُلى أى حاجه  دلوقتي  سد جوع والصبح نروح السوبر ماركت وأجيبلك شادر بطيخ. 


نهضت صابرين من على ساقيه قائله بتصميم:. لأ أنا عاوزه دلوقتي. 

ــــــــــــــــــــــــــــ..... 

«يتبع» 

للحكايه بقيه.

@الجميع


#الموجه_التاسعه_والخمسون_الخاتمه_النهائيه_ج1

#بحرالعشق_المالح

ـــــــــــــــــــــــــــــــ 

ألمانيا

تسحبت غيداءمن جوار فادى النائم وخرجت من الغرفه، شعر فادى بذالك وأستيقظ يُزفر أنفاسه هو على يقين  أن غيداء نهضت من جواره كعادتها الأيام الأخيره وتذهب الى الغرفه الأخرى وتبدأ بالمذاكرة، تُجهد نفسها رغم تحذيرات الطبيبه بعدم إرهاق نفسها لقُرب موعد ولادتها،لكن هى لابد أن تُخالف 

نهض من فوق الفراش وذهب خلفها.


بينما غيداء دخلت الى الغرفه الأخرى وجلست تفتح إحدى الكتب لكن فجأة شعرت بآلم يضرب ظهرها لثوانى ثم ذهب،آنت بهمس وعادت تنظر لصفحات الكتاب لكن،سمعت فادى يزفر نفسه بغضب قائلاً:.

آخر متابعه للدكتوره قالت لازمك راحه وبلاش ترهقي نفسك والمذاكره أكبر إرهاق ومعتقدش إنك هتلحقى تدخلى الإمتحانات لأن فاضل عليها عشرين يوم،وإنتِ خلاص ميعاد ولادتك قرب جدًا،ومش هتقدرى تنزلى مصر مفيش طيران هيقبلك ،ومش هيحصل حاجه أنك تأجلى السنه دى،صحتك وصحة البيبي أهم .


إبتسمت غيداء قائله بتبرير تعلم أنه غير صحيح:

لأ عادي  ممكن أسافر مصر طيران هما فى شركة الطيران هيعرفوا أنا حامل فى الشهر الكام جسمي مش ملان أوى لو قولت حامل خمس شهور هيصدقوا ويسمحولى أسافر بالطياره. 


ذُهل فادى  من ردها الغبي قائلاً: 

أولاً ممنوع ركوب الطياره للست الحامل إبتدءً من ست شهور لآن ضغط هوا الطياره شديد وسهل تولد بسببه وأكيد الطياره مفيش  فيها غرفة ولاده ولا حتى إمكانيات تولد ست، ثانيًا حتى فرضًا مش وارد اساسًا بس خليني معاكِ حسب رغبتك للآخر، ووصلتى مصر بخير، هتروحى تولدي فى لجنة الإمتحان. 


إبتسمت غيداء  وكادت أن تُعاند لكن آتاها نفس الوجع السابق لكن أشد قوه، آنت بآهه... إنخض فادى وهرول الى مكان جلوسها  وإنحنى عليها قائلاً: 

فى أيه مالك يا غيداء، وشك قلب كده ليه. 


آنت غيداء أقوى قائله: 

وجع شديد أوى فى ضهري  باينى هولد. 


تعجب فادى  قائلاً:  المفروض على حساب الدكتوره  فاضل حوالى واحد عشرين يوم. 


آنت غيداء  بآلم قائله: 

لأ شكلى هولد الليله  الآلم بيزيد. 


إرتبك فادي فى البدايه، لكن تمالك نفسه وسند غيداء حتى تقف قائلاً: 

تعالى أساعدك تغيري هدومك بسرعه ونتصل عالدكتوره وإحنا فى الطريق، أو يمكن نلاقيها فى المستشفى.


بآلم نهضت غيداء مع فادى الذى ساعدها فى تبديل ثيابها سريعًا وإتصل بأحد أرقام سيارات الأجره الخاصه 

بعد وقت قليل كان فى المشفى بغرفة الولاده ينظر الى  الطبيبه بقلق،لكن قالت الطبيبه أن تلك آلام مخاض،بالفعل وقف فادى بالغرفه ورأى آلم وآنين غيداء أثناء الولاده،حتى سمع بُكاء الطفل،لكن لم يهتم بذالك كان نظرهُ مُنصب على غيداء التى بالكاد إلتقطت نفسها 

بعد دقائق قليله آتت الممرضه بالطفل ملفوف فى بعض الثياب،وأعطته لـ غيداء التى نسيت كل الآلم وحملته بشعور خاص به هى حصلت على أغلى هديه بحياتها،تبسمت غيداء بوهن وهى تنظر الى فادى قائله:

بقالنا شهور مفكرناش هنسمى البيبى أيه؟


إبتسم فادى قائلاً:

فعلاً،بس أنا حاسس إن كل الاسماء إتمسحت من دماغي.


ضحكت غيداء قائله:

بس أنا منستش الأسامي.


إبتسم فادى قائلاً بجزم:

خلاص أنا موافق  عالأسم اللى هتقولى عليه.


ضحكت غيداء بمكر قائله بمراوغه وهى تسخر من تلك الحاله الذى بها فادى،فهو مثل التائه أو بمعنى أصح مذهول:

مش يمكن الإسم مش يعجبك.


رد فادى بعدم صبر:

لأ طالما عاجبك الاسم يبقى هيعجبني...قولي الاسم.


إبتسمت غيداء وهى تنظر لطفلها ببسمه قائله:

"جمال"جمال فادى جمال التهامي. 


تفاجئ فادى مُبتسمًا يقول ببلاهه: 

ده إسم بابا.


ضحكت غيداء بوهن قائله بسخريه :

كويس إنك لسه فاكر إسم باباك.


مسد فادي رأسه بيديه قائلاً:

فعلاً كويس إنى لسه فاكر إسمى،بصراحه حاسس إنى زى المذهول،ومنظرك وإنتِ بتتآلمي وقت الولاده مش راضى يضيع من راسي.


إبتسمت غيداء بحنان وهى تنظر لطفلها الذى بين يديها قائله: 

بس أنا دلوقتي  مبقتش حاسه بأى وجع. 


إقترب فادى وجلس جوار غيداء على الفراش ينظر لطفله بشعور خاص لا تفسير له غير  أنه أصبح أكثر مسؤليه،أصبح لديه عائلة صغيره عليه رعايتها،

مدت غيداء يديها بالطفل نحو فادى قائله:

على فكره أكيد محدش أذن ولا نطق الشهادتين فى ودان جمال.


أخذ فادى الطفل من يد غيداء وهمس فى أذنه بالآذان ونطق الشهادتين،ثم نظر لملامحه التى شبه غير واضحه،ثم نظر لـ غيداء التى تُسلط عينيها عليه هي الآخرى،تذكرت للحظه أنا هذا الطفل نبت من لحظة حرام غص قلبها للحظات لكن نفضت ذالك حين بكى الصغير مُتذمرًا يبدوا أنه مازال يريد حضنها هي ربما يفتقد شعور أنه مازال يسمع نبض قلبها وهو بداخلها،يريد أن يشعر بنبضات قلبها قريبه منه.

..........ــــــــــــــــــــــــــــــ

   لندن 

امتثل عواد لرغبة صابرين وذهب الإثنان الى أكثر من مكان خاص لتسوق الفواكه،جالا الاثنان يبحثان عن ما تشتهيه صابرين،وجدوا فعلاً البطيخ لكن توقفت مع البائع تسأله:

أنا مش عاوزه بطيخ مخطط كده عاوزه بطيخ من اللى لونه كله بيقى أخضر.


نظر البائع نحو عواد الذى يكبت بسمته بخفاء فبعد أكثر من مكان مازالت صابرين تُصر على نوع معين غير موجود،كانت نظرة البائع بمغزى أن كيف أقنعها بالشراء،فكر البائع بذكاء يظن أنه سيقنعها حين قال:

لدينا هنا بطيخ أصفر.


سخرت صابرين منه قائله:

بطيخ أيه،أصفر!


قالت هذا ثم نظرت لـ عواد بإستفسار قائله:

إنت أكلت البطيخ الأصفر ده قبل كده،تعرف بيبقى طعمه حلو.


رفع عواد يديه قائلاً بنفي:

عمري ما دوقته أسمع عنه بس انا أساسًا ماليش فى أكل البطيخ أوي،بس رأيي مش هنخسر جربيها يمكن طعمه يعجبك.


هزت صابرين رأسها بإقتناع قائله:

وماله نجرب البطيخ الأصفر،ورغم إنى مش مقتنعه باليطيخ الكروهات ده بس برضوا ميمنعش يمكن يخيب ظني ويطلع طعمه حلو،وخلينا كمان نشتري شويه فواكه.


بالفعل بعد قليل عادوا الى الشقه بكميات من أكثر من نوع فاكهه،


وضعت صابرين تلك البطيخه التى قال لها البائع أنها بطيخ أصفر فوق طاوله بالمطبخ وأتت بطبق كبير وسكين قائله:

خلينا نكسر البطيخه الصفرا ونشوف كلام البياع صادق،ولا نصاب.


ضحك عواد،بينما قامت صابرين بشق البطيخه الى قطع كبيره لحدً ما وقامت بقطم قطعه منها بفمها لم تستسيغ طعمها فى البدايه،قامت بقضم قطعه أخرى وأخرى علها تستسيغ طعمه لكن بالنهايه نظرت لـ عواد قائله:

البطيخ الأصفر ده مالوش طعم،تحسه زى طعم قشر البطيخ.


ضحك عواد قائلاً بمزح:

أكلتى أكتر من نص البطيخه وفى الآخر بتقولى مالوش طعم،إنت عارفه البطيخه دى تمنها كام.


نظرت صابرين لبقايا البطيخ قائله:

والله ما تستاهل تمنها ده،يلا الأمل بقى فى البطيخ الكروهات ده منظره بيفكرنى بالحراميه فى الافلام الابيض والاسود القديمه كانوا بيلبسوا زى موحد ومخطط أبيض وأسود،بس البطيخه بقى مخططه أخضر فى لموني.


ضحك عواد وصابرين تشق البطيخه الاخري لم تنتظر تقطيعها وقضمت قطعه،ولم تستسيغ طعمها ونظرت لـ عواد قائله:

ماسخ ولا ليها طعم،با خسارة الفلوس،لأ والبياع كان بيوزن عالميزان بالباوند،والله لو فى مصر كانوا هيقولوا عليه بيغش فى الميزان،أنا أساسًا بعد البطيخ ده بقى معنديش ثقه فى السوبر ماركت ده،ولا أقولك أجرب بقية أنواع الفاكهه دى،يمكن لعل وعسى ومحسبنش على الفلوس اللى صرفناها عنده.


ضحك عواد قائلاً:

لأ بقى مع نفسك جربي اللى إنتِ عاوزاه انا مصدع هروح أنام،وأما تخلصى أكل أبقى حصلينى على أوضة النوم،تصبحي على خير  .


بغرفة النوم بالكاد عواد صعد فوق الفراش لكن 

بنفس الوقت 

دخلت صابرين بصنيه كبيره لحدٍ ما 

نظرت  ناحية الفراش وجدت عواد يُعدل الوساده أسفل راسه، تسألت: 

إنت هتنام مش هتاكل  معايا. 


رفع عواد راسه وراى كمية تلك الفواكه الموجوده جوار قطع البطيخ،تبسم  وأعاد وضع رأسه على الوساده براحه وجذب الغطاء عليه قائلاً: 

لأ يا حبيبتى انا قولتلك فى المطبخ عاوز أنام، كُلى إنتِ وأشبعى، وأنا هنام... تصبحى على خير بس مكتريش فى أكل البطيخ والفواكه التانيه دى لا يجيلك تلبُك معوى. 


نظرت له بغيظ قائله: 

هيجيلى تلبُك معوى من عينك ان شاء الله 

أنهت قولها وقامت بقذفه بنوى أحدى ثمار الخوخ. 


ازاح غطاء الفراش وامسك تلك النوى قائلاً  بمزح: 

طب كنتِ إحدفى الخوخه مش النوى، عالعموم مقبوله منك يا حبيبتى. 


قال هذا وقذفها بالنوى مره أخرى. 


شعرت بآلم خفيف برأسها وقالت بعناد : 

كنت بفكر أحدفك بمشمشه، بس خساره فيك اكلها آنى. 


ضحك عواد وإعتدل نائمًا.

بعد قليل شعر  بـ صابرين التى تسطحت على الفراش وألتصقت به ثم وضعت يدها على كتفه ودفست رأسها بـ صدره 


ضمها عواد هامسًا:

ليه مكملتيش أكل البطيخ اللى نزلتينا نص الليل نشتريه، غير الفاكهه التانيه.


ردت صابرين بوخم: 

هبقى أكمل أكلهم الصبح دلوقتي أنا كبس عليا النوم.


تبسم عواد وأحتواها يقبل راسها،ليذهب الإثنان الى غفوه مطمئنه.


صباحً

أثناء نومها شعرت بنغزات قويه تُشبه مغص فى بطنها، إستيقظت وسلتت جسدها من يدي عواد ونهضت سريعًا تتوجه الى الحمام. 


إستيقظ عواد  حين شعر بحركتها وحين تسحبت من بين يديه،لكن شعر بالقلق حين غابت قبل ان تخرج من الحمام 

حسم أمره وكاد ينهض من على الفراش ويذهب للحمام لكن وجدها خرجت من الحمام بيدها منشفه صغيره تُجفف بها وجها...

وجهها الذى يبدوا عليه الخفوت 

كذالك تضع إحدى يديها فوق بطنها 


تبسم بخفاء 

لكن لاحظت صابرين بسمته فقالت بإنزعاج:

بتضحك على أيه عالصبح،شكل جالى تسمم اكيد من الفاكهه مسمومه، أنا لازم أبلغ فى السوبر ماركت ده، بيبيع فاكهه محقونه بهرمونات مُسمومه 


ضحك عواد قائلاً:

مش الفاكهه هى اللى مسمومه،إنتِ أكلتى كميه كبيره ومن كذا نوع،يعنى مشمش وخوخ وبطيخ ده غير التفاح والأنواع التانيه اللى إشتريناها من السوبر ماركت،المفروض الكميه دى كانت تقضينا اسبوع انتِ نسفتى نصها. 


نظرت صابرين له بعبوس. 


ضحك عواد

إغتاظت صابرين من ضحكه تدور حول نفسها قائله: 

فعلاً  أنا بقيت باكل كتير، حتى حاسه  إن جسمى تقيل زى اللى معبى ميه، قولى يا عواد انا حاسه إن فى اماكن فى جسمى تخنت زياده عن اللزوم. 


ضحك عواد وهو يومئ برأسه 


فقالت صابرين: ايه هى الاماكن دى 

هقولك الارداف صح. 


أماء عواد راسه بـ لا

دارت صابرين بعينيها على جسدها تقول: 

لازم اعمل دايت قاسى الفتره الجايه. 


ضحك عواد وعينيه مُسلطه على صابرين التى توهم نفسها. 


توقفت صابرين عن النظر لجسدها ونظرت لـ عواد 

قائله: 

بتضحك على أيه وبعدين أنت  كنت بتبص لجسمى بوقاحه يا عواد،المفروض تبص بأدب.


ضحك عواد بهستيريا 

إقتربت صابرين من الفراش وصعدت عليه وضربت عواد على صدره بغيظ قائله:بتضحك على أيه 

بعدين أفتكر إنك فى بلد الانجليز ودول عندهم أشهر أدب فى العالم.


ضحك عواد وجذب صابرين من يدها عليه قائلاً:

أنا ماليش  فى الأدب، أنا راجل عملى يا روحى. 


تفاجئت صابرين فى لحظه  إستدار بهم على الفراش هو بالاعلى وهى بالاسفل، واضعًا راسه بين حنايا عُنقها يقبله قبلات ناعمه 

عصفت  بمشاعر صابرين قليلاً وكادت تقاوم لكن إجتاح شفتيها بإعصار قُبلات 

إستسلمت لذالك الاعصار الذى يُشتت قلبها عقلها،وإزداد ذالك التشتُت حين  ترك  عواد شفاها و وابتعد عنها فتح أحد أدراج طاوله جوار الفراش وآتى بذالك الخاتم 

إبتسمت صابرين قائله: 

آن الآوان. 


ضحك عواد قائلاً: 

لما كنا فى المستشفى قولتلك مش هلبسك الدبله تانى غير لما أقف على رِجليا تانى والنهارده وقفت على رِجليا،صحيح لسه مقدرش أمشى،بس وقفت تاني على رِجليا، يبقى الدبله  ترجع تانى لمكانها فى صباعك اللى موصل بشريان لقلبك. 


إبتسمت صابرين ومدت يدها له قائله بأمل: متأكده فى أقرب وقت هترجع تمشى تاني 

بعدين أنت ملكت قلبي  وعقلى إنت الحب الوحيد فى حياتى. 


إبتسم عواد وهو يضع الخاتم ببنصرها ثم قبل يدها قائلاً بمكر وخباثه  : أنا أمتلكت 

قلبك  وعقلك بس؟.


تلاقت عيني صابرين مع عواد وقالت:

إنت ملكتني قلب وروح وجسد يا عواد.


تلك الجلمه كانت تفويض منها له أنه الوحيد الذى أمتلكها قلبً وجسد، جذبها عليه يضمها قويًا،كذالك صابرين عانقت جسده،هامسه:

أنا غرقت فى عشق المختال عواد زهران.


ضحك عواد وقبلها قُبله رقيقه،ثم تستطح على ظهره وجذبها لتنام بجسدها فوق جسده لكن صابرين لمعت عينيها بمكر وهى تضع يديها حول ذقنه قائله:

دقنك كبرت ومحتاجه شوية تهذيب،أيه رأيك...


لم تُكمل صابرين بقية مكرها كان عواد امكر منها  وإستدار بهم فى الفراش وأصبح يعتليها ينظر الى وجهها الباسم قائلاً:

مش بس دقنى اللى محتاجه تهذيب يا حبيبتي.


إبتسمت صابرين وهى تفهم نظرات عواد،لكن قالت له بمكر:

براحتك بس لما تنهج فى جلسة العلاج الطبيعي ولو الشمطاء أوليڤيا قالتلى إنتِ السبب هقول لها...


أخرس عواد بقية حديث صابرين بقُبلات شغوفه ولمسات حميميه،ليغرق الإثنين معًا برحله لطيفه      

قرارها المكين هو القلب. 

...ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

بعد مرور أسبوع


صباحً

الأسكندريه

ڤيلا زهران

تنهدت تحيه وهى تُغلق الهاتف، نظرت الى خروج فهمى من الحمام مُبتسمه، تسأل فهمى: 

أيه سر البسمه دى بقى عالصبح. 


ردت تحيه: 

غيداء كنت بكلمها وقالتلى أن صحتها  كويسه وهتقدر عالسفر، بصراحه خايفه عليها دى يا دوب والده من أسبوع، وجايه بكره، معرفش ليه مُصره تنزل علشان تمتحن، كانت أجلت التيرم ده. 


إبتسم فهمى وهو يجلس  جوار تحيه قائلاً: 

مش الدكتوره اللى كانت متابعه معاها الحمل  والولاده قالت صحتها  كويسه، يبقى ليه القلق ده.


تنهدت تحيه قائله:

قلقانه عليها هى وإبنها جايين لوحدهم فادي مش هيبقى معاهم،لو مكنتش ولدت قبل الميعاد اللى كانت بتقول عليه الدكتوره،كنت هسافر لها وأبقى معاها وقت الولاده،بس انا حسبتها غلط نسيت إن الشهور بتاخد من بعضها،الحمد لله ربنا جبرها بالسلامه،صحيح نفسي أشوفها وأطمن عليها،بس برضوا قلقانه عليها من السفر والطياره. 


ضم فهمى تحيه بيده ينظر لها بمحبه تزداد قائلاً: 

نفسي تبطلى قلق على اللى حواليكِ شويه وتنتبهي ليا  أنا وبس...خلاص كلهم كل واحد لقى سعادته فين،الدور علينا إحنا بقى. 


تبسمت تحيه وهى تنظر لـ فهمي قائله:

وجودك جنبي دايمًا بيسعدني ويقويني يا فهمى،أوقات بسأل نفسي لو القدر كان أتغير من البدايه وكلمه مفرقتش بينا سنين يمكن كانت حياتنا  هتختلف بس يمكن مع الوقت كان حبك ليا يبهت أو...


وضع فهمى أصبعه على شفاه تحيه قائلاً:

هتصدقينى يا تحيه،إن كنت عايش من غير روح لسنين وأنا بتآلم بسببك وأنا شايف جاد ومعاملته القاسيه وخلافاتكم،كنت بخاف فى مره تصرى عالطلاق وينتهي علاقتك بعيلة زهران،وأتحرم وقتها من أنى أسمع صوتك،يمكن مكنش ليا الحق إنى أفكر فيكِ وإنتِ على ذمة راجل تاني،وللآسف أخويا،اللى لو كان عاش مع أحلام كان عرف قيمة النعمه اللى فى إيده.


تدمعت عين تحيه قائله:ربنا يرحمهم هما الإتنين. 


مسح فهمى دمعة تحيه قائلاً: 

والدمعه دى لازمتها أيه دلوقتي. 


تنهدت تحيه قائله: 

دى مش دمعة حزن، دى دمعة فرح وسعاده، أخيرًا. 


إبتسم فهمى قائلاً: 

السعادة  ملهاش آخر يا تحيه  ليها  بدايه  مستمره. 

...... ـــــــــــــــــــــ

لندن

قبل الذهاب الى غرفة العلاج الطبيعي قال عواد 

لـ صابرين: 

لسه وقت على ميعاد جلسة العلاج، خلينا نروح المعمل نشوف نتيجة تحليل  الدم اللى عملتيه إمبارح، أكيد زمانها طلعت. 


أمائت صابرين له برأسها موافقه

توجه الآثنان الى ناحية معمل التحاليل، كانت  صابرين مازال شعور الغثيان ملازم لها  لكن تحاول المقاومه الى أن شعرت بعدم إستطاعها التحمُل،إنحنت على عواد قائله : 

وصلنا معمل التحليل، هسيبك خمس دقائق 

هروح الحمام وارجع بسرعه قبل الدكتور بتاع التحليل ما يجى.


لم تنتظر وقت،وذهبت مُسرعه، مما أزاد القلق بقلب عواد،من تلك الحاله التى زادت عن الحد  وكذالك وجه صابرين المسؤوم والواضح عليه الوهن...لكن نظر الى الطبيب الذى آتى ومعه مُغلف قائلاً: 

خير  يا دكتور أيه نتيجة  تحليل الدم  اللى المدام عملته بالأمس.


إبتسم الطبيب قائلاً:

خير،لا تقلق هذه عوارض طبيعيه،ولم يكن هنالك داعى لهذا النوع من التحاليل،المدام تحتاج الى طبيب نسائي. 


فى البدايه لم يستوعب عواد قول الطبيب وطلب التوضيح قائلاً: 

وهتحتاج لطبيب نسائي ليه؟. 


إبتسم الطبيب قائلاً: 

تحتاج لطبيب نسائي  لمباشرة فترة حملها معه. 


رنت كلمة الطبيب بأذني عواد، لكن سُرعان ما تبسم بفرحه غامره يود التأكيد قائلاً: 

أتقصد أن زوجتي  حامل. 


أماء الطبيب برأسه  قائلاً: 

أجل تحليل الدم يُثبت ذالك، لكن لا أعلم ما مدة الحمل هذا من إختصاص الطبيب النسائي. 


بعد قليل عادت صابرين وجدت عواد وحده لكن بيده ذالك المُغلف... نظرت الى ذهاب الطبيب، قائله: 

انا اتأخرت فى الحمام والدكتور مشى، قالك النتيجه أيه. 


راوغ عواد يكتم بسمته قائلاً:

خلينا نروح لأوضة العلاج الطبيعى عشان أوليفيا بتضايق لما بنتأخر.


ردت صابرين قائله:

فعلاً الشمطاء بتضايق،خلينا نروح وبعدين أبقى قولى على نتيجة التحليل.


بعد لحظات وصل الإثنان الى غرفة العلاج الطبيعى

تنهدت صابرين قائله:

واضح إن إحنا وصلنا بدري الاوضه فاضيه،قولتلك قبل ما نجي لسه الوقت بدري،قولتلى عشان نتيجة التحليل بتاعك،مع أنى عارفه إنها حالة تسمم بسبب الهرمونات الضاره اللى فى الفاكهه،والله لو كنا فى مصر كنت بلغت وزارة الصحه يشمعوا السوبر ماركت.


ضحك عواد قائلاً:

معتقدش،بالعكس لو عرفتي نتيجة التحليل كنتِ هتعملى لصاحب السوبر توصيه خاصه ،ومش بعيد كمان معاها جواب شُكر.


نظرت صابرين لـ عواد بتهكم قائله:

كنت هشكره على إنى إتسممت بسبب الفاكهه بتاعته غير كمان من يومها وحاسه فى معدتى بحموضه تلبُك وأقل أكل يوجع معدتي...ده كرهنى فى الأكل. 


ضحك عواد بمكر قائلاً:

عشان تبقى تبطلي طفاسه،ويمكن ذنب إنك نزلتينى بعد نص الليل الف معاكِ فى السوبر ماركات على بطيييخ.


نظرت صابرين بشرز لـ عواد الذى ضحك وهو يجذب صابرين بمفاجأه ليختل توازها وتجلس على ساقيه،وسرعان ما أحاطها بيديه وأقترب يهمس جوار أذنها:

مبروك يا حبيبتي إنتِ حامل.


فى البدايه ظنت صابرين أنها سمعت خطأ وقالت:

قولت أيه؟


ضحك عواد ووضع كف يده فوق بطنها قائلاً:

إنت سمعتي صح،مبروك يا حبيبتي،بس أنا عاوز بنت بس شبه غيداء أختي هاديه ورقيقه.  


مازالت لم تستوعب المفاجأة وتسألت بغباء:

بنت مين اللى عاوزها شبه غيداء يا عواد. 


ضحك عواد قائلاً: 

بنتِ طبعًا، أيه إنت مش مصدقه إنك حامل، نتيجة تحليل إمبارح  أهى بتثبت إنك حامل، والأعراض دى مش تسمم من الفاكهه زى ما أنت مفكره دى أعراض حمل،مبروك يا حبيبتى.


مازالت الدهشه على وجه صابرين غير مُصدقه لكن بسمة عواد تؤكد ذالك،وقبل أن تتحدث جذبها عواد من رأسها مُقبلًا،وصابرين لا تُعطي أى رد فعل كآنها فقدت الإدراك الى أن سمعت إستهجان أوليڤيا  التى دخلت الى الغرفه بالقول بتعسُف:

هيا إنهضى من فوق فخذي عواد أيتها البلهاء السمينه.


ترك عواد شفاه صابرين التى نهضت من فوق ساقيه تشعر بخزي،لكن إستهجان أوليڤيا ونعتها لها بالسمينه جعلها تغتاظ ونظرت لـ عواد الذى يبتسم قائله:

عارف يا عواد قبل ما ننزل مصر أنا هقتل الوليه دى،وبما إن مصر وإنجلترا مفيش بينهم إتفاقيات تسليم مجرمين يبقى أنا كده عملت خدمه عظيمه للبشريه فى الوليه الشمطاء دى. 


ضحك عواد مما جعل اوليڤيا تسأل بفضول:

ماذا قالت تلك البلهاء السمينه عواد...لا تكذب ولا تُجمل قولها.


نظر عواد لـ صابرين التى لا تهتم،لكن قال ببسمه:

صابرين تقول لكِ...


قاطعت صابرين حديث عواد:

بقول إحنا جينا بدري عن ميعادنا  ياريت تبدأى بجلسة العلاج عشان الوقت بيتحسب بالدقيقه،تعامل إنجليزي.


نظرت أوليڤيا بفخر لـ صابرين قائله: لدي تأكيد أنك لم تقولى هذا أيها البلهاء، بل قولتي شئ آخر،  لكن حسنًا لنبدأ بالجلسه لتعلمي

نحن الإنجليز مُنظمين للوقت.


نظرت لها صابرين بسخريه.  


بعد إنتهاء وقت الجلسه، تبسمت أوليڤيا قائله: 

جيد عواد، أنت تتقدم كل جلسه عن سابقتها... يبدوا أنك ستعود للسير بعد فتره ليست طويله. 


إبتسم عواد رغم إرهاق جسده، ونظر نحو صابرين  التى تبسمت هى الأخرى، كانت نظرة إمتنان لها بسبب مساندتها له، بينما صابرين عاود الغثيان مره أخري لكن حاولت التماسك حتى لا توبخها أوليڤيا. 


لاحظ عواد وضع صابرين  يدها على فمها للحظه ثم نحتها تقاوم، فقال بقلق: 

أشكرك  أوليفيا لابد أن نذهب أنا وصابرين،لدينا موعد مع طبيبه بالمشفى بعد قليل.


تسألت أوليڤيا بفضول:أى طبيبه.


رد عواد:

طبيبة نساء،صابرين حامل،ولابد أن أطمئن عليها هى والجنين.


تبسمت أوليڤيا بإنشراح قائله:

مبروك،لكن أخشى أن تأتى لك تلك البلهاء بطفله أخري مثلها بلهاء،أتمنى أن تأتى بصبي يحمل وسامتك.


إغتاظت صابرين منها لكن هزت راسها بتهكم غير مباليه يكفيها تلك الفرحه التى تشعر بها فى قلبها،سواء من تقدم عواد علاجيًا أو حتى حملها التى كانت تتوقع أن تطول فترة علاجها كما قالت لها الطبيبه سابقًا لكن تفاجئت بأنها حامل،وتلك إراده ربانيه. 

...... ــــــــــــــــــ

ألمانيا

بفرحه كبيره، رغم أن الأحتفال بسيط من بعض الاصدقاء المصريين والعرب كان حفل سبوع مُصغر بشقة فادى إحتفاءًا بذالك الصغير، كانت مشاعر ودوده بين غُرباء الوطن به يتمسكون ببعض العادات الذى يفتقدوها لكن لا مانع من إقامته حتى لو بشكل ترفيهيّ  تذكرهم ببلادهم الغائبون عنها، تلقى الصغير ووالداته بعضًا من الهدايا وما يسمى "بالنقوط" يتمنون له حظ وسعاده ترافقه 

لكن لكل شئ نهايه إنتهت تلك الحفله ومع نهايتها شعر فادى بغصه فى قلبه وهو يدخل  الى غرفة النوم ويرى غيداء تحمل  الطفل لكن منظر تلك الحقائب الخاصه بالسفر هو ما غص قلبه، تنهد وهو يأخذ صغيره منها قائلاً له: 

بص يا جمال يا تهامي، مامتك أمانه فى رقابتك، تروح مصر وترجع بيها ألمانيا تاني، طبعًا مولود بحظ معاك الجنسيه الألمانيه بقى، تمام تاخد بالك منها وبلاش تغلبها. 


ضحكت غيداء قائله: 

هو مين اللى ياخد باله من التاني. 


إبتسم فادى  قائلاً: 

الراجل اللى ياخد باله من الست وانا أبنى راجل. 


إبتسمت غيداء قائله بسخريه مرحه: 

راجل، ماشي مش هعارض.


إبتسم فادى  قائلاً: 

كفايه معارضه، إنت اصريتي تنزلى مصر بعد اسبوع واحد من ولادتك، وأنا كنت معارض، بس طبعًا واقفتك بس عشان طنط تحيه أكدتلى إنها مش هتخليكِ ترهقى نفسك.


إبتسمت غيداء قائله:

أهو أنت قولتها ماما اكدلك ماما هتهتم، جمال مش بعيد ينسى أنا مامته بسبب حنانها الزايد كمان الدلع اللى هيشوفه منها وكمان من عمو جمال ده قال هيستقبلنا فى المطار . 


إبتسم فادى  يشعر بغصه فى قلبه، بسبب والداته التى لم تُنهئ غيداء بطفلهم الى الآن، فقط كانت كلمتها مختصره له حين أخبرها أن غيداء ولدت "مبروك يتربى فى عزك" 

شرد عقله بـ أول مُشاحنه لها مع غيداء حين طلبت منها مباشرةً  دون حياء أن  تخف مصاريف دراستها عن كاهل فادى، ووالداها مازال مُلزم بها فهو قادر عن فادى  الذى يبدأ الطريق ولا يستطيع تحمل فوق طاقته،لا عيب فى ذالك بل حق مُستحق لها لدى والداها،وقتها فسرت غيداء ذالك أنه سبب آخر لتلاعبه بها والزواج منها،لم يكُن الغرض الإنتقام فقط بل كان الطمع أيضًا،لكن فادى للصدفه وقتها عاد من العمل وسمع هجاء غيداء لـ ساميه حين قالت لها أنها لن تطلب من والداها أى مصاريف الأ فى حاله واحده أن تنفصل عن فادى،إزدادت المشاحنه بينهم وقتها بسبب غيظ وطمع والداته  لولا تدخلهُ وقتها قائلاً أنه قادر على تلك المصاريف ليست زائده على كاهله،كما أنه آتى له فرصه كبيره للعوده للعمل بفرع المصنع بألمانيا وتلك الفرصه ستزيد من دخله،لكن زاد طمع ساميه وقتها وقالتها صريحه،ـ لـ غيداء حق عند والداها لما لا يزداد الخير،تفاجئت غيداء ونظرت الى ساميه وقتها بذهول،لكن والداته باغتتها وقامت بدفعها بقوه إرتدت على إثرها للخلف وخبطت بطنها بمسند المقعد،شعرت غيداء بآلم وقتها ولم تتحدث ودخلت للغرفه، بينما هو كان ردهُ على والداته حاسم وقتها أنه لا يريد ان يسمح ويُقلل من شآنه ويُصبح عاله على أهل زوجته،تهكمت عليه وقتها ساميه ولولا تفاجئ بعد ذالك بأن غيداء مازالت تحتفظ بالجنين فى رِحمها وأنه أوهمته بالكذب أنها أجهضت الطفل إنتقامًا منه حتى يزداد شعور الخساره لديه،ربما كانت طـُرقهم إختلفت لكن ذالك الطفل هو من جمع بينهم مره أخرى،حتى حين علمت ساميه أن غيداء حامل منه من قبل زواجهم الرسمى لامت عليه لما لم يستغل هذا وساومهم وحصل على مقابل لتسترهُ على إبنتهم لكن هو "خائب" كما نعتته وقتها  

والداته رغم ما حدث وطلاقها من والده ولولا انه ترجى والده أن يُعيدها فقط مظهر، مازالت الأموال هى ما تهمها، هو يعلم أنه يُرسل لها ما يكفي مصاريفها شهريًا بل ويزداد لكن هى تود المزيد وتُبرر ذالك بأنها تريد له الخير وعليه الارشاد فى نفقاته، وأحيانًا تتذمر له أن ما يُرسله لها لا يكفى  بحجة غلاء المعيشه حتى أنها أحيانًا تُلمح له بـ مصطفى أنه كان يُرسل لها ما يجنيه فى الغُربه وبالنهايه كل ذالك ذهب الى زوجته وإبنته التى أصبحت من عائلة زهران ، لكن هو يبرها ويرسل لها ما تطلبه، رغم تحذير جمال له، لكن هو لا يود غضبها طالما قادرًا،لكن كان بداخله يتمنى أن تقول له أنها تود رؤية طفله حين أخبرها بعودتهم للأسكندريه لقضاء وقت قصير فترة إمتحانات غيداء ثم ستعود لـ ألمانيا مره أخرى لكن لم تُبالى بذالك حتى رياءًا،حتى والده أخبره أنها آنانيه  تعيش فقط من أجل نفسها وتستحق تلك الوحده فهو ساوى معاشهُ،وترك البلده وأصبح شبه ويعيش فى شقته بالأسكندريه قريب من أخيه وصبريه وزوجة أخيه يشعر معاهم بدفئ عائلي...هى أختارت الطمع الذى أبعد الجميع عنها حتى إبنة أخيها لم تستمر فى وهمها وأختارت حياه هى فقط من ترسمها،كذالك أخيها الذى أصيب بمرض النسيان لكن يتذكر فعلته الحقيره بتبديل طفلين ويهزى بها كثيرًا بندم...يخشى على والداته أن تُصاب بذالك الداء بسبب تلك الصومعه التى دخلت إليها بإرادتها،يدعو لها أن تزيل من على قلبها غشاوة حب المال التى أفقدتها إبنها الكبير،أجل كان إبنها لكن هى تود نسيان ذالك. 


عاد فادي من شروده على صوت بُكاء صغيره،نظر لوجهه وملامحه التى بدأت تظهر هو قريب الشبه منه نفس الملامح تقريبًا،إبتسم وهو يُعطيه لـ غيداء

قائلًا:

واضح إن جمال هيبقى شقي.


إبتسمت غيداءقائله:

فعلاً واضح كده من وهو فى بطني كان بيرفس كتير ولما سألت ماما قالتلي عادي.


نظر فادى لرفقة غيداء لطفلهما على صدرها متنهدًا  بصوت.


نظرت له غيداء بإستفسار قائله:

بتتنهد كده ليه؟.


إدعى فادى التذمر قائلاً:

بتنهد عشان بعد كم ساعه هبقى لوحدي،وانا كنت خلاص خدت على صداع جمال التهامي طول الليل يعيط بلا هدف،هفتقد قلة النوم اللى أتعودت عليها.


إبتسمت غيداء قائله:

لأ متخافش شهر ونص بالكتير وهنرجع تاني هنا والله أعلم وقتها يمكن جمال يزيد شقاوه.


جلس فادى جوار غيداء يضمها هى وطفلهم قائلاً:

هستناكم بس بلاش تتأخروا عن شهر ونص.


رمقت غيداء فادى بنظره خاصه وصافيه،فادي طوال الأشهر الماضيه بالغُربه أثبت لها انه شخص يعتمد عليه،ربما أخطأ فى البدايه،أو بالأصح أخطأ الاثنان لكن الفرصه التانيه أثبتت وأظهرت المعدن الحقيقي لمشاعر كل منهم،هى كانت تتمنى عالم وردي فتحت عينيها على واقع ليس أسود به كل الألوان  تستطيع هى أن تساهم فى رسم الألوان التى تريدها بهذا العالم.       

...... ــــــــــــــــــــــــ

مساءً

بيت رائف

على طاولة العشاء 

تحدث صادق يسأل فاديه: 

مقولتليش يا فتوش أيه رأيك فى الطبيخ النهارده. 


ردت فاديه وهى تتذوق الطعام بإستمتاع: 

طعمه لذيذ اوى يا عمو تسلم إيديك. 


إبتسم صادق قائلاً: 

تسلم عيونك يا فتوش وتقومى بالسلامه، مقولتيش،النهارده كان عندك متابعه مع الدكتوره،ها أكدتلك إنها غلطانه وإنك حامل فى بنت مش بأف تاني.


إبتسمت فاديه وهى تنظر نحو رائف الذى يتعامل ببرود مع تلقيح صادق عليه،وردت بنفي:

لأ يا عمو للآسف أكدت أن الجنين ولد.


إمتعض صادق وهو ينظر الى رائف قائلاً:

واحد بأف هيجيب أيه غير بأف زيه،عالعموم مش إشكال أهو يتحالف مع باباه البأف الكبير،إنما إنتِ وميلا ملكات البيت ده.


ترك رائف الطعام قائلاً:

هما ملكات وانا وأبني هنبقى العبيد ولا أيه،ليه التفرقه العنصريه دى،بس يا حاج صادق ده حتى حرام.


حرام!

قالها صادق بزغر ثم نظر لجواره لم يجد شئ سوا طبق الشوربه فقام بقذفه على صدر رائف قائلاً بإستهجان:

طالما حرام بقى هتقوم من عالسفره ومش هتكمل عشاك وعشان عارف إنك بارد وتنح فرميت عليك طبق الشوربه،يلا قوم شوفلك سكه.


تبارد رائف ولم ينهض قائلاً بغيظ لـ صادق:

لأ مفيش داعي أقوم شويه والشوربه هتنشف عالقميص هى مش سخنه اوى دافيه عادي.


قال رائف هذا ونظر الى ميلا التى كانت تجلس على ساقى فاديه تُطعمها قائلاً:

البت ميلا دى محظوظه عشان أنا باباه مش كده يا ميلا.


أومأت ميلا رأسها بـ لا

ضحكت فاديه وصادق الذى  ألقى قُبله فى الهواء لـ ميلا  التى فعلت مثله وارسلت له قُبله بالهواء إبتسم  قائلاً:

دى النقطه السيئه فى حياتها إنت...وكُل وإنت ساكت ومن أمتى كنت بتتعشي فى البيت،طول الوقت كان معظم اكلك فى المطعم.


نظر رائف لـ فاديه التى تضحك قائلاً بعشق:

بصراحه الأول قبل فتوش ما تجي للبيت كنت بكسل أجى البيت وكنت باكل فى المطعم توفير يعنى لكن فتوش بقى عملت للبيت طعم تانى للأكل حتة لو مش هى اللى طابخه،بس نفسها فى البيت.


إبتسمت فاديه،كذالك صادق،الذى عاد يشعر بإحساس إفتقده،إحساس العائله الصغيره أُلفه خاصه تخلقها الأنثى بالمكان التى تعيش فيه تُعطيه دفء وسعاده.  

... ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

منزل الشردى ليلًا

بدموع تتساقط من عيني سحر دون إراده منها ترثي بها حالها، تشعر بخفقات قويه مُتآلمه بقلبها الذى ينتفض بعذاب وهى تتذكر صباحً

حين ذهبت الى ذالك الكافيه  التى سمعت إسمه من أطفالها أثناء زيارتهم المتكرره لها، كذالك مدحهم فى زوجة أبيهم وأنها تتعامل معهم بصداقه مثلما كانت تتعامل معهم فاديه أو ربما فاديه كانت ومازالت لديهم لها شعور خاص أكثر محبه حتى من زوحة أبيهم التى تتآلف معهم بحياتهم مع فاروق

تذكرت بلوعه 

[فلاشـــــــــــ/باك] 

علمت عنوان ذالك الكافيه  من أحدى بنتيها قررت الذهاب إليه، لكن خشيت أن تتعرف عليها، فكرت  فى إرتداء نقاب فوق وجهها وذهبت الى ذالك الكافيه، دخلت لكن تفاجئت بوجود فاروق يجلس خلف إحدى الطاولات يبتسم بمرح وهو يتحدث مع سيده،شعرت بتبُس فى ساقيها للحظات قبل أن يأتى إلى مكان وقوفها أحد النوادل بالكافيه مُرحبًا بها،أمائت له ثم ذهبت تجلس خلف إحدى الطاولان القريبه من مكان جلوس فاروق وتلك المرأه،تمعنت فى ملامحها لم تكُن أجمل منها،لكن بوجهها بسمه بشوشه،ربما إكتسبتها من عملها هنا بالكافيه،لكن ما جعلها تشعر بحسره هى تلك اللمعه التى بعيني فاروق وتلك البسمه الودوده، لم ترى هذا يومًا حين  كانت زوجته، لم تنكر لحظتها أنها كانت مُخطئه حين  ظنت أن الود بين الزوجين ليس أهم من المظاهر الخادعه أمام الناس، هى كانت تهتم فقط بالمظهر، زوجه وأولاد، لكن بالحقيقه  كانت ومازالت بعيده عن أبنائها بإرداتها لم تُفرض عليها،اخطأت حين كانت تتعمد الزن والذم بـ فاروق وأنه لابد أن يُسايرها فى تلك المظاهر الفارغه،هو كان يريد زوجه تحتويه،لم يكن يريد زوجه ديكور أمام الآخرين أنهم سعداء،هى لم تضع لها بصمه فى قلب فاروق ربما كانت محت تفكيره بأخرى،نسيها حين وجد من تشاركهُ ما كان ينقصه،زوجه تهتم به،يبدوا ذالك بوضوح من حديثهم معًا البسمه لا تفارق وجه الإثنان،بسمه تلمع بعين فاروق عكس العبوس التى كانت تراه سابقًا،كانت تتعمد أن تُشعره دائمًا أنه مُقصر فى حقها هى وأبناؤه،كان هذا كذب هو كان الاقرب لأبنائهم عنها...

تحسُر ودموع تسيل من عينيها،تلوم نفسها لما آتت اليوم،لترى هذا الموقف المُدمي لقلبها،ام لتحاسب نفسها على أخطاء الماضى لو كانت تجنبتها ربما ما كان وصل بها الحال الى ذالك الموقف العسير الذى إعتصر قلبها حين رأت نهوض فاروق وخلفه تلك المرأه وذهبت خلفه الى أن غادر المكان وعادت للداخل هذا ما كان يحتاجه منها فاروق بسمه وإحتواء هى كانت عكس ذالك...نهضت هى الأخري يكفى ما رأته اليوم لتشعر بالخساره المؤلمه لها لكن أثناء سيرها كادت تتصادم مع چوري التى تفادتها ببسمه،كانت تلك البسمه مثل سهم مسموم، غزى جسدها بالكامل السُم وإنعدم الترياق

[عوده] 

عادت بدموع ندم،لم يبقى منها سوا أنثى شكلًا فقط والجوهر حسرات فى القلب.

......ـ،،،،،

بغرفة وفيق

ألقى بجسده فوق الفراش يشعر بسآم وتهتك فى قلبه،هذا الفراش ما جمعهُ لفترات مع فاديه،كان يعتقد أنها ماعون له لا أكثر،كما أخبرته والداته لا تُعطي لها أهميه أكثر فتتمرد عليك،عليك أن تكون حازم معها،حتى ذالك العيب الذى لديك كذبه لا تُفكر بها،

تنهد بدمعة ندم وهو ينظر الى تلك الوساده الخاليه جواره، فكر عقله بنفس اللحظه وتخيلها جوارها لكن حتى الخيال  أصبح  مُحال حين تخيلها لم تكن معه بالخيال بل كان ذالك الآخر الذى تزوجته 

تذكر قبل أيام حين كان يقضي بعض الاعمال الخاصه بالاسكندريه 

وصدفه رأى فاديه تسير مع رجل يحمل طفله،لكن هنالك ما جعل قلبهُ يصبح فُتات حين سقط بصره على بطنها المنفوخه تبدوا بوضوح.... حامل 

غيرهُ سيحصل على ما تمناه منها أن تُنجب له طفل أو طفله، لكن هو لم يأخذ بالأسباب وأخذ العلاج المناسب له، لكن تكبر ظنًا منه أن هذا  ينقص من رجولته، تنهد بسخريه، يتسأل هل القدر هو مايرسم كل شئ بحياتنا أم نحن ندفع ثمن أخطائنا، 

سخِر حين تذكر أنه بدأ يسترد مره أخري نشاط المصنع وبدأ بترميم الآخر، "ذهب" فاديه التى تنازلت عنه كان له نجده بالوقت المناسب عاود المصنع مره أخري يستطيع العمل حقًا أقل من السابق لكن تلك هى البدايه الجديده  التى بدأت تؤتى بعض الثمار، لكن رغم ذالك لا يشعر بلذه بأي شئ فقط إرهاق بالعمل يود أن ينتهي اليوم ويعود لفراشه وحيد مكمود نادم.  

...... ــــــــــــــــــــــــــــ

آسفه عالتاخير بس كنت مريضه 

#تابعوا نص الخاتمه النهائيه والجزء الاخير 

للحكايه بقيه..

@الجميع


#الموجه_الستون_الخاتمه_النهائيه_ج2

#بحرالعشق_المالح

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

بعد مرور عدة أشهر. 

الاسكندريه 

ڤيلا زهران صباحً

دخلت منال الى غرفة المكتب مُبتسمه لكن سمعت نهاية حديث ماجد عبر الهاتف إستنتجت أن ذالك الهاتف كان خاص  بشآن طليقته، كان لديها فضول معرفة هذا الشآن لكن للحظه خشيت من يُفسير ماجد أن هذا تدخل  منها فى شآن لا يعنيها فصمتت،لكن ماجد إبتسم وهو يضع يديه حول خصرها  وقبلها ثم ترك شفاها ينظر لوجهها مُبتسم قائلاً:

تعرفي إنك من يوم ما دخلتي حياتى وانا حاسس إن ربنا بعتك ليا هديه.


إبتسمت منال بسؤال: بجد،يعني مش ندمان إن بسبب جوازنا حصل مشاكل بينك وبين طليقتك.


تنهد  ماجد بسآم قائلاً:

لأ مش ندمان أنا بندم على آنى كنت مغفل إزاي فى يوم وإتجوزت فوزيه،اللى مبدئها فى الحياه هو الآذيه وبس،فاكر لما هددت بعد ما عرفت بجوازنا أنها هترفع قضية ضم حضانه للبنات لكن بعد كده ساومت لما إتثبتت عليها قضية التحريض على قتل صابرين،إن القضيه تنسحب قصاد تنازل منها عن حصانة الولاد نهائيًا لـ طنط تحيه،بس ربنا بالمرصاد 

زي ما بيدي فرصه للتوبه كمان بيعاقب المؤذي،فوزيه إتقبض عليها بقضية تعاطى مخدرات وإتحولت للنيابه وخضعت للتحليل وإتثبت عليها كمان التعاطي يعني صابرين سامحتها فى حقها لكن هي فضلت بنفس طريق الشر وأهو القضيه دى ممكن تتحبس فيها مده متقلش عن تلات شهور إن مكنش أكتر،وفشلت كل وسايط سيادة السفير طبعًا...اللهم لا شماته،أنا ندمان إن دى أم بناتي وهما ملهمش ذنب إنها مامتهم تبقى بالسوء ده.


ردت منال:

إطمن البنات فوزيه مش دماغهم من أساسه ،حِنية وإهتمام طنط تحيه بهم بتعاملهم زى "رينا" بالظبط خلتهم ميحسوش بنقص عدم وجود مامتهم.


فعلاً.

هكذا أكد ماجد على قول منال وأكمل:

بالعكس أن شايف كمان إن نفسيتهم أتغيرت للأفضل عن وقت وجود فوزيه بحياتهم.


إبتسمت منال قائله:

طيب خلاص بقى إنسى فوزيه هى خرجت من حياتك.


إبتسم ماجد قائلاً:.

أنا نسيتها من زمان على فكره،بس منكرش آلاعيبها القذره كانت منغصه حياتى،والحمد لله ربنا كان بالمرصاد ليها.


إبتسمت منال بحياء قائله:

طيب سيبنا من سيرة فوزيه،عندى لك خبر مش عارفه هيفرحك ولا لاء.


تعجب ماجد مستفسراً:

وخبر أيه ده بقى؟.


بحياء أخفضت منال وجهها وهمست:

أنا حامل.  


وضع ماجد يده على ذقن منال ورفع وجهها مُبتسمًا يقول: 

طب ليه حاسس إنك مكسوفه أو متردده تقوليلى خبر زى ده لازم ترفعى وشك وإنتِ بتقوليه.


نظرت منال لوجه ماجد الباسم قائله: يعني أيه خبر حلو ولا. 


رد ماجد بتأكيد: 

خبر حلو طبعًا، أنا نفسي فى عيله كبيره تحب بعضها، وده اللى أنا حسيته معاكِ من أول جوازنا، معاملتك طيبه لبناتي، إنتِ بتهتمى بشؤنهم أكتر من وقت مامتهم ما كانت معاهم كانت الداده هى اللى بتهتم بهم بالنيابه عنها، حتى هما كمان بيتعاملوا مع رينا على إنها أختهم الصغيره. 


إبتسمت منال قائله: 

لأ مش أختهم الصغيره دى اللعبه بتاعتهم كل واحده عاوزه تفوز بيها وتشيلها وتلعب معاها، دول بيدوها لعبهم تلعب بيها وبتكسرها وهما يطلبوا لعب تانيه عشان برضوا تكسرها  المهم يلعبوا مع بعض التلاته، إتنين لاء. 


ضحك ماجد  قائلاً: يكسروا براحتهم أهم حاجه  يفضلوا مبسوطين وأخوات. 


نظرت  منال لـ ماجد بلوم قائله: 

لأ المفروض يتعلموا يحافظوا على لعبهم وحاجتهم عشان فى المستقبل يعرفوا قيمة الشئ ميبقاش كل حاجه  سهله. 


رد ماجد بتسليم: 

باحتك همت  بناتك وانا مش هدخل بينكم.


نظرت له منال قائله:

تمام ياريت بقى بلاش تدلعهم من ورايا وتطبطب عليهم،بلاش طريقتك دى،التلات بنات لازمه شِده شويه،بالذات الست رينا بسبب دلع طنط تحيه لها مفيش لعبه بتفضل فى إيديها ساعتين،وطبعًا بابا ماجد هما يطلبوا وهو عامل إشتراك فى محل لعب.


ضحك ماجد قائلاً:

خلاص،بعد كده هقول لهم محل اللعب قفل،إرتاحتى كده.


إبتسمت منال قائله:

إتبسطت،يلا بقى الكلام أخدنا أنا كنت جايه أقولك إن الفطور جاهز خلينا نفطر مع بعض عيله. 

..... ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

بمنزل رائف

دخلت فاديه من باب المنزل الداخلي تحمل  طفلها التى وضعته بالأمس، لكن وقع بصرها على ميلا التى تنزوى خلف صادق، شعرت بغصه فى قلبها، أعطت الطفل لـ شهيره ثم إنحنت قليلاً تقول بود: 

ميلا. 


وميلا كانت بإنتظار فقط أن تنطق فاديه إسمها،لتهرول وتُلقى  بنفسها بين يدي فاديه التى رغم أنها مازالت تشعر بوهن ضعف ما بعد الولاده لكن لم تكُن ميلا ثقيله عليها وحملتها ونهضت واقفه وهى تنظر الى لمعة عين ميلا التى قبلت وجنتها ثم نظرت نحو شهيره والطفل التى تحمله،ثم نظرت الى فاديه،كآنها تسألها من يكون هذا.


إبتسمت فاديه وهى تضم ميلا وقبلت وجنتها ماذا ظنت تلك الصغيره غيابها يومً عنها جعلها تشعر بإفتقاد لكن هى ستظل لها مكانه خاصه بقلبها حقًا لم تنجبها مثل هذا الطفل،لكن كانت لها هديه ربانيه بوقت كانت تشعر بنقص فى حياتها آتت ميلا وكملته تبسمت وهى تتذكر حين أخذت ميلا من رائف من المشفى وعادت بها الى المنزل فى البدايه تعجب سالم وشهيره التى وقتها كادت ترفض ليس قِلة إنسانية منها بل خوف على فاديه أن تتعلق بتلك الطفله أكثر وبعدها يأخذها والداها ويتكرر ما حدث سابقًا فاديه تُعطى بلا حساب والنهايه تجني الخذلان،لكن رائف كان أذكى وأراد ان تكون ميلا هى حلقة الوصل،لكن بالحقيقه هى كانت كل السلسال الذى وصل بينهم،لتكبر العائله ويأتى طفل آخر ليست مكانته أكبر من ميلا بل ميلا هى صاحبة أول كلمة ماما سمعتها لتحفر لنفسها مكانه ليس لها بها منافس حتى ولدها التى أنجبته.


بعد قليل بغرفة النوم 

إبتسمت شهيره وهى تُعطى لـ فاديه الجالسه على الفراش طفلها قائله:

ميلا نامت.


إبتسمت فاديه قائله:

مش عارفه ليه حاسه إنها متغيره من وقت ما رجعنا من المستشفى حتى لعبها سابتها وجت قعدت جنبى عالسرير لحد ما نعست.


إبتسمت شهيره قائله:.ميلا فكرتنى بصابرين لما ولدت هيثم كانت بتضايق لما تشوف سالم شايله الاطفال بيبقى عقلهم ضيق على قد سنهم هى كانت واخده الدلع والأهتمام كله لوحدها دلوقتي حست إن فى حد هيشاركها الاهتمام ،ممكن تفسير ده غِيره بس مع الوقت هتعرف إن كان وهم فى دماغها وتصاحب أخوها،بغض النظر عن إن صابرين وهيثم ناقر ونقير بس الاتنين بيحبوا يشاغبوا بعض أخوه وموده مش كراهيه وغِيره،يعنى هيثم لما صابرين أجهضت وعرف زعل جدًا وجه من إسكندريه مخصوص عشان يطمن عليها بنفسه،وكمان صابرين فاكره وهى صغيره لما كان هيثم يتعب كانت تفضل قاعده جانبه لحد ما يخف،وكنت ببقى خايفه عليها تتعدي وتمرض زيه،ومكنتش  تضربه وهو عيان  بس طبعاً لما كان يخف كانت ترجع تضربه تاني مضاعف تعويض...الأطفال بيحسوا بالحب والحنان أكتر من الكبار،وبالأخص ميلا لها خصوصيه اللى عرفته إنها إتولدت وبعدها بفتره قصيره مامتها أتوفت وإنها حتى مرضعتش من صدرها مره فمحستش بحنان الأم كمان جدتها ماتت بعد مامتها بفتره صغيره فضل رائف هو عالمها لحد ما إتقابلت معاكِ ربنا وضع أُلفه خاصه فى قلبها ليكِ شعور جديد دخل لقلبها،حب أمومه إمتلاك ليها لوحدها الخاصيه دى،بس فجأه حست إن فى شخص هيشاركها وده رد فعلها لازم تاخد وقت على ما تتقبل ده وطبعًا انا متأكده إنك عمرك ما هتفرقى فى المعامله بين ميلا وصادق إبنك.


إبتسمت فاديه وهى تنظر بحنان لـ ميلا النائمه جوارها تومئ برأسها بتجاوب. 


بينما على ذكر سيرة صابرين قالت فاديه بتريقه:

صابرين يا عينى من وقت ما الدكتور قال لها إنها حامل فى توأم وهى ناقص تكلم نفسها ومفيش مره أكلمها الأ وناقص عليها تعيط،وتقولى مش عارفه لما أولدهم هتعامل معاهم الإتنين إزاي. 


ضحكت شهيره قائله: 

والله بتصعب عليا يعنى حامل وبتراعي عواد كمان وإتصدمت إنها حامل بتوأم، بس قالتلى الدكتور قال لها حامل فى ولد وده مؤكد إنما الجنين التانى مش ظاهر جنسه، بس فى الأغلب ولد هو كمان، زعلت أوى بتقولى أدعى يا ماما يكونوا ولد وبنت أجيبهم مره واحده وبعد كده مش هفكر فى الخِلفه تاني. 


ضحكت  فاديه قائله: 

سبحان  الله من كام شهر لما قالتلى إن الدكتوره  قالت ليها أنها محتاجه شوية علاج كانت حزينه وزعلانه بس كانت بداري ده قدام عواد، دلوقتي  بتقول مش هفكر فى الخِلفه تاني. 


ضحك سالم الذى دخل عليهن الغرفه قائلاً: 

هو ده طبع صابرين دايمًا تختار الطريق السهل، الصعب الوحيد اللى جازفت فيه هى إنها تشارك عواد فى رحلة علاجه،وده بسبب حبها ليه.  

      ..,ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ 

بعد مرور عدة أشهر 


ها هو آتى اليوم المُنتظر  ولادة صابرين

كعادتها صابرين تذهب مع عواد الى جلسات العلاج الطبيعي  التى تقدم عليها عواد صحيًا وأصبح يسير بتهجي ساندًا على عكازين طيبيين، لكن أثناء تلك الجلسه ضرب الآلم ظهر صابرين ليس فقط ظهرها شعرت بآلام قويه، وحاولت التحمُل لوقت لكن لم تستطيع أكثر من ذالك آنت بآلم صرخه متوجعه، نظر نحوها عواد وتفاجئ بملامح وجهها المتآلمه،بينما تركت أوليڤيا عواد وذهبت نحو صابرين قائله:

أين كان عقلك أيها البلهاء،تعلمين إنك بالشهر الاخير  بحملك وبدل أن تظلي بالمنزل،آتيت مع عواد ما بكِ الآن لما تصرخين.


بخطوات بطيئه إقترب عواد صابرين متلهفًا،لكن إبتسم حين سمع هجاء صابرين:.

يصرخوا عليك ساعه وينفضوا... إلحقني يا عواد شكلى هولد النهارده، ياريتنى سمعت كلام  طنط تحيه وفضلت معاها فى الشقه  مكنتش  سمعت كلمتين بايخين من الشمطاء،إتصل على طنط تحيه تجي المستشفى فورًا،أقولك أتصل عالدكتوره وقولها إنى موجوعه أوى،بس قولها تولدنى قيصري زى ما اتفقت معاها انا مش هقدر اتحمل آلم ولادة إتنين طبيعي.


"شر البلية ما يُضحك"

حقًا هذا المثل ينطبق على عواد الآن يضحك رغم تلك الرجفه بقلبه،حتى أوليڤيا تخلت عن جمودها مع صابرين وإقتربت منها وبدأت ترشدها لبعض التمارين الخاصه تساعدها على تخفيف الآلم قليلاً،حتى أنها ذهبت معها الى غرفة الولاده وليتها ما ذهبت،

فبلحظة آلم لصابرين قامت بعض يدها قويًا،تعلم أنها عضة غيظ...لكن ظلت معها بغرفة الولاده الى أن آتى طفلي صابرين المُبنجه نصفيًا  بسلام الى الحياه،هدأ قلب صابرين حين تسمعت بكاء صغيرها الاول ثم الثانى،وبعدها ذهبت الى غفوه مُجهده.


بعد مرور وقت 

بغرفه خاصه 

دخلت تحيه تحمل طفل والطفل الآخر كانت تحمله اوليڤيا نظرت لـ عواد الجالس على الفراش جوار صابرين التى بالكاد إستفاقت،قائله بمدح:

جيد عواد طفليك يُشهبانك فى الوسامه.


  إبتسم وهو يأخذ الطفل الآخر من أوليڤيا يشكرها، تبسمت له أوليڤيا  وهنئته ثم هنئت صابرين  لكن بهجاء كعادتها ثم غادرت، وصابرين تشعر بالغيظ منها. 


تبسم عواد وتحيه التى أعطت الطفل الى صابرين قائله بعتب:

سمي الله،حمدلله على سلامتك،الصبح قولت لك بلاش تروحي مع عواد طالما حاسه بوجع،بس إنتِ عاندتى،يلا الحمدلله،يعنى انا جايه من مصر مخصوص عشان أبقى جانبك وقت الولاده كويس إن الوجع جالك وأنتم هنا فى المستشفى،عواد إتصرف بسرعه.


إبتسم عواد وهو ينظر لتحيه بإمتنان هو طلب منها المجئ لـ لندن قبل أيام لقرب موعد ولادة صابرين حتى تكون معها بوقت الحاجه إليها 

إبتسمت له تحيه قائله:

يتربوا فى عِزك ودلال صابرين يا عواد ويبارك لكم فيهم ويرزقكم برهم،ويلا يا صابرين شدي حيلك كده عشان المره الجايه.


ردت صابرين بحسم: 

مستحيل خلاص شطبت مش هخلف تانى كفايه الوغدين دول.


ضحكت تحيه قائله:

كلمه بتقوليها سنه بالكتير وهتلاقى نفسك عاوزه تخلفي تانى.


تهكمت صابرين قائله:

أخاوي مين بس يا طنط ربنا يقدرني علي 

"جاد ومصطفى".


تفاجئت تحيه  ونظرت لـ عواد بدمعه مُبتسمه  إبتسم هو الآخر قائلاً: 

أنا وصابرين إتفقنا على تسمية ولادنا وكل واحد فينا أختار إسم، صابرين أختارت جاد، وأنا مصطفى، عشان ببقى  إسم مصطفى زهران موجود بينا دايمًا.


إبتسمت صابرين قائله:. ربنا يبارك  فيهم. 


آمين. 

هكذا  قالت تحيه بمحبه وهى تنظر بسعاده لتلك السعاده الظاهره على وجه عواد وهو ينظر للطفل الآخر التى تحمله صابرين  وهى تنظر الى الطفل  الذى بيديه،يشعران بسعاده بالغة الوصف،فهذان الطفلان هما ثمار عشقهم الذى كان هائجًا بدوامه مُعتمه لكن آتت موجه هادئه ودفعتهم لأعلى ناحية النور، ليسبحان سويًا لبر نجاه. 

..... ــــــــــــــــــــــــــــ

بعد مرور خمس شهور 

لندن صباحً


وضعت صابرين طفليها بعربه صغيره مخصصه  للأطفال الرضع،تشبه المهد الصغير،ثم قامت  بوضع بعض الاغراض الخاصه  بهم بحقيبه صغيره.


إبتسمت لعواد الذى دخل الى الغرفه يسير على قدميه لكن مازال بمساعدة عكاز طبي قائلًا السواق حط الشنط فى العربيه،لو جاهزه خلينا نمشي عشان ميعاد الطياره.


وضعت صابرين تلك الحقيبه على كتفها قائله:

جاهزه خلينا نرجع إسكندريه وحشتنى، ونودع لندن للآبد.


ضحك عواد قائلاً:

ومالها لندن بتقوليها كده بزهق،مع إن لندن دى كانت رحله مُميزه جدًا ولا تنكري كفايه ولادك.


إبتسمت صابرين قائله:.

لندن كانت رحلة العشق والآلم والحمد لله الآلم إنتهى خلينا نرجع إسكندريه ونكمل عشقنا هناك.


إبتسم عواد وهو يضع يدهُ على خصر صابرين وقربها منه قائلاً:

هتفصل رحلة لندن بكل آلامها اللى عشناها أحلى رحله مرت بحياتنا.


أنهى قوله وهو يُقبلها بإنتشاء.


لكن كان لأحد الصغيرين رأى آخر وبكى.


ترك عواد شفاه صابرين هامسًا:

خلينا نرجع إسكندريه بالتأكيد هناك ماما هتبعد الوغدين دول عنك ووقتها مش هيبقى فى إزعاج منهم.


ضحكت صابرين وهى تتجه نحو عربتهم الصغيره  وضعت تلك اللهايه بفم الصغير ليصمت ودفعت العربه أمامها ونظرت لعواد قائله:

طب خلينا نودع لندن عشان نلحق ميعاد الطياره. 


إبتسم عواد وهو يسير خلفها، لندن لم تكُن رحله سهله من البدايه للنهايه، كانت رحله  الدواء المُر  لكن غلفها مذاق العشق. 

..........ـــــــــــــــــــــــــــ. 

بعد وقت. 

الاسكندريه

إستعدادات بڤيلا زهران لأستقبال العائدين

بـ مطار الأسكندريه

بمجرد أن ظهرت صابرين بصالة الوصول تفاجئت بتلك الايادي التى تشاور لها،لم تكُن تتوقع ذالك،والديها ومعهم تحيه وفهمي...


ضمت شهيره صابرين بشوق ولهفه مُرحبه بعودتها بعد أكثر من عامين لم تراها كانت تراها فقط عبر شاشات عن بُعد لا تُطفى اللهفه،كذالك سالم،

بينما تحيه تلهفت لضم عواد سعيده أنه عاد يسير على ساقيه مره أخري وأستغنى عن ذالك العكازيين التى رأته بهم آخر زياره له بـ لندن،ذالك العكاز الوحيد يستطيع الأستغناء عنه ببساطه قريبًا،كذالك فهمي الذى مزح قائلًا:

مش كفايه ترحيب بـ عواد وصابرين ونرحب 

بـ الأحفاد،كده ممكن ياخدوا عننا فكره مش لطيفه.


إبتسمت كل من شهيره وتحيه التى حملت كل منهم طفل.


مزحت صابرين قائله:

أيوه كده قسمة العدل كل تيتا تاخد بيبي من الإتنين.


ضحك سالم قائلاً:

وإنتِ بقى هتعملي أيه.


زفرت صابرين نفسها بهدوء قائله:

هستجم أخيرًا.


ضحك عواد قائلاً:

كلام بتقوله يا عمي خمس دقايق يغيبوا عن عنيها هتلاقيها بتكلم نفسها.


ضحك فهمي قائلاً:

إحنا هنفضل واقفين هنا فى المطار ولا أيه كفايه سفر خلونا نرجع للمكان اللى بيضمنا.


بعد قليل بـ ڤيلا زهران 

كان إستقبال حافل كآنه عُرس الجميع موجود يُرحب ويقدم الاماني السعيده.     

 .....ــــــــــــــــــــــــ 

وقت غروب الشمس

على أحد شواطئ إسكندريه

كان  عواد وصابرين يسيران تتشابك أيديهما ببعضها،الى أن توقفا خلف إحدى الصخور القريبه جدًا من  الشاطئ حتى أنها تضربها الأمواج

وقف الإثنين يشاهدان غروب الشمس التى تندرج للخلف ويتقلص حجمها الى أن أصبحت قرص صغير شبه مُعتم...تنهد عواد قائلاً:

وفيت بوعدي ليكِ إننا فى يوم نمشي إيدينا فى إيد بعض على شط إسكندريه.


إستنشقت صابرين نسمة الهواء تشعر بإنتشاء قائله:

هوا إسكندريه كان واحشني،فعلًا إنت وفيت بوعدك ليا،بتمنى تعاهدني هنا إنك تفضل تعشقني طول العمر.


طمع.

هكذا مازح عواد صابرين ضاحكًا. 


إبتسمت صابرين قائله بـ آمر:. مش طمع ده آمر يا حبيبي، ومش مني من ده. 


قالت صابرين هذا وأشارت الى قلب عواد الذى نظر لها يبتسم ثم نظر ناحية الشمس التى غابت وإستحل الظلام البحر قائلاً: 

الشمس غابت. 


ردت صابرين بأمل:. 

وظهر القمر بدر غير كمان الشمس هترجع تشرُق من تاني. 

...... ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

بعد مرور  عامين ونصف تقريبًا

*** 

مع شروق الشمس 

بمزرعة عواد

بغرفة النوم... 

فتح عواد عينيه على صوت طرق  خفيف على باب الغرفه 

كذالك صابرين  تنهدت بنُعاس قائله: 

واضح إن الوغدين صحيوا، معرفش دول زي ما يكون النوم ملغى من حياتهم دول نايمين الساعه واحده بالليل والشمس يادوب لسه بتشرُق. 


ضحك عواد وأقترب من صابرين يضم جسدها قائلاً: 

بقول نطنشهم ولا كآننا سامعين خبط. 


هزت صابرين رأسها بتوافق، ومازالت تُغمض عينيها، لكن  عاد الطرق وإزداد قوه، زفرت صابرين نفسها قائله: 

عارفه ده جاد عيل إستفزازي ومش هيمشى غير لما أرد عليه.


نهضت صابرين من على الفراش وإرتدت مئزر وهى تضع يدها أسفل عنقها تسير بنُعاس نحو باب الغرفه،تقول:

أه يا انى عضمي كله بيوجعني،إنت وولادك يا عواد السبب.

ضحك عواد بينما 

فتحت صابرين الباب مُغمضة العين، سمعت قول طفلها: 

ماما فين لؤلؤه دورت عليها فى الأستراحه مش لقيتها. 


ردت بنُعاس وعدم إنتباه: 

لؤلؤه كالها ماسيو  إمبارح. 


إنصدم الصغير وتحدث بطفوله: 

أيه ماسيو إزاى يعمل كده وياكل لؤلؤه أنا هزعل منه خلاص مش هصاحبه. 


فتحت صابرين  عينيها بسرعه ونظرت لطفلها وجدته يحمل قط كبير الحجم عليه ينظر له بعتاب قائلاً:

كده يا ماسيو تاكل لؤلؤه مش إتفاقنا إنك تحبها وتلعب معاها زى اللى فى حلقات الكارتون. 


إستهزأت صابرين قائله بكذب: 

لأ ماسيو مش كال لؤلؤه يمكن خرجت من الاستراحه وتاهت فى المزرعه يمكن  ترجع تاني. 


إبتسم الصغير بفرحه قائلاً:. بجد يا ماما خلاص هاخد ماسيو نطلع المزرعه ندور على لؤلؤه ونرجعها تانى. 


ردت صابرين بمهاوده: 

نفطر الأول وبعدها إبقى دور على لؤلؤه، يلا سيب القط وروح أغسل إيدك وكمان  فين مصطفى. 


رد جاد: 

مصطفى صحي وخرج من الاستراحه راح يشوف ولاد ريمونا الصغيرين. 


زفرت صابرين نفسها بإستهزاء قائله: 

مش عارفه أيه سر تعلقكم بالحيوانات واحد قطط وفيران والتانى كلاب، يارب صبرني، طيب روح إغسل إيدك وأنا هغير  هدومى وأنزل... بس نزل ماسيو اللى شايله على قلبك ده أتقل منك.


رد جاد بطفوله:

لأ ماسيو خفيف،وكمان هحميه عشان فى بقعة حمره على رقابته معرفش سببها.


تنهدت صابرين قائله بهمس لنفسها:

دى بقعه دم لؤلؤه.

 لكن قالت له بآمر:

لأ قولت ممنوع اللعب فى الميه بعد ما نفطر إبقى رشها بخرطوم ميه من اللى فى المزرعه،يلا وبلاش رغي كتير عالصبح خمس دقايق وهنزل ونزل القط يمشي جنبك.


هاود جاد صابرين وأنزل القط يركض خلفه... تبسمت صابرين وأغلقت باب الغرفه وعادت نحو الفراش لـ عواد الذى يبتسم بسؤال: 

هى لؤلؤه فين صحيح؟. 


ردت صابرين وهى تضحك: 

ماسيو إتعشى بيها إمبارح أنا شيفاها بين سنانهُ،إبنك عقله مصور له إن القط والفار ممكن يكونوا  أصحاب زى كارتون توم وچيرى مفكر إن صراعهم ده مقالب لذيذه، وكل يوم والتاني  يجيب فار أو فاره ويسيبها قدام ماسيو وياكلها ويرجع يسألني عليها أقوله تاه فى المزرعه أو فى أى مكان إحنا فيه، بكره  عقله يكبر ويفهم، والتانى اللى الكلاب  واكله عقله ناقص ينيمها جانبه عالسرير. 


ضحك عواد قائلاً: 

سبحان  الله عيالك الإتنين هاويين اللعب مع الحيوانات اللى مامتهم بتخاف تقرب منها. 


علمت صابرين أن عواد يسخر منها وكزته بكتفه قائله: 

عيال أوغاد، وبعدين بطل تريقه ويلا قوم خلينا ننزل نفطر مع الولاد زمان فردوس حضرت الفطور من بدري. 


جذب عواد يد صابرين لتقع بجسدها فوق جسده وهو نائم على الفراش إبتسم بمكر قائلًا: 

مستعجله على أيه يا حبيبتى لسه بدري، إنتِ مش واخده أجازه من الشغل والآذيه أسبوع. 


تهكمت صابرين قائله: 

أى آذيه وبعدين أنا بعرف أتهنى بأجازه بسبب ولادك  الإتنين،مبرجليني معاهم.


ضم عواد جسد صابرين غامزًا بإيحاء ماكر:

ومش ولادي دول اللى كنتِ فى يوم هتموتى وتخلفي مني.


إبتسمت صابرين قائله:

محصلش أفتكر كويس أول ليله لجوازنا.


إستدار عواد بهم بالفراش وأصبح يعتليها قائلاً:

فاكر الليله دى كويس أوي وإنك إستفزتيني عشان أتمم جوازنا لهدف فى دماغك وأنا وقعت فى فخ إستفزازك.


ضحكت صابرين قائله:إعتبر ده إعتراف منك  إن كان ليا تآثير عليك من البدايه.


ضحك عواد قائلاً:

بعترف

كان ليكِ تآثير من قبل البدايه.


إبتسمت صابرين وهى تضع يديها فوق ظهر الذى شعر بيديها ونظر لعينيها قائلاً:

تعرفى إنى نفسي يكون عندنا ولاد أكتر.


هزت صابرين رأسها بـ لا.


ضحك عواد قائلاً:

متأكد إنك إنتِ كمان نفسك يبقى عندنا ولاد أكتر بدليل وسيلة منع الحمل اللي بطلتى تاخديها من أول الشهر.


ضيقت صابرين عينيها بسؤال:

وعرفت منين إنت بتراقبني؟


ضحك عواد قائلاً:

لأ سمعتك  بالصدفه وإنت بتقولى لـ فاديه حتى كنت بتحاولى تقنعيها هى كمان تجرب تاني.


ردت صابرين:

يعني بتتصنت عليا،بس سمعت غلط لأن فاديه فعلاً حامل.


وضع عواد إصبعه على شفاه صابرين قائلاً  بسوال وإيحاء: وإنتِ؟


تنهدت صابرين بشوق قائله:

إدعي ربنا يستجيب لك لآنى بصراحه خايفه يتكرر تاني ويتأخير الحمل.


إبتسم عواد قائلاً:

لأ متخافيش مش هيتأخر الحمل المره دى،بس إنت لازمك كورسات مُكثفه،بس سيبلى نفسك وهتشوفى النتيجه فى أقرب وقت...مش بعيد آخر الشهر تقوليلى حامل فى توينز تاني.


تسرعت صابرين الرد:

لاء توينز تانى لاء كفايه مره،أنا عاوزه واحد بس أو بنوته بصراحه انا كنت مع فاديه وهى بتشتري فستان لـ ميلا عينيا زاغت قبل ميلا على كل الفساتين،أشكال وألوان وتصميمات مختلفه،مش زى الوغدين بتوعك آخرهم بنطلون وقميص وكوتشي.


ضحك عواد قائلاً بمكر قائلًا:

طب أيه هنرغي كتير ولا.   


ردت صابرين ببسمه: 

لاء ولا. 


إبتسم عواد  بمكر قائلاً: 

ولا أيه؟ 


ردت صابرين: 

ولا دى نخليها  لبعدين لآن لازم أنزل أحضر الفطور، لأن فردوس مش جايه، كانت تعبانه إمبارح وانا قولت لها تستريح لها كم يوم، فقوم من فوقي... وآجل الكورس لبليل أو بعدين. 


إبتسم عواد قائلاً: 

وماله الكورس  يتآجل، لكن 


صمت  عواد ونهض من فوق صابرين  التى تعحبت من صمته  فجأه، لكن سرعان وحملها بين يديه  من فوق الفراش قائلاً: 

بقالنا كتير مأخدناش دُش مع بعض. 


لفت صابرين يديها خول عنق عواد قائله بتحذير: 

عواد، ولادك فى المزرعه ولو... 


إبتلع عواد باقى حديث صابرين بقُبله عاصفه، ثم ترك شفاها هامسًا: 

متخافيش، هناخد دُش دافي وأوعدك بعدها عضمك هيفُك من التشنج. 


..... ــــــــــــــــــــــــــــــــ

ليلاً

بالبلده منزل جمال التهامى 

بسبب الرياح القويه وصوت إرتطام ضفتي الشباك ببعضهم،إستيقظت ساميه بفزع من النوم تشعر برُهاب قوى،عقلها يصور لها خيالات كثيره أن هنالك لص تسلل الى المنزل وهى وحيده ،هبطت من فوق الفراش وسارت ترتعش عقلها يُهئ لها أن هذا اللص المُتسلل سيقتلها أو يفعل بها شئ ضار بها وتصبح علكه بين أفواه الناس، بُخطى مُرتجفه كانت تسير الى أن خرجت الى خارج الغرفه كان هنالك ضوء بالردهه هى تتركه دائمًا مُضاء،لكن الردهه فارغه وباب الشقه مُغلق والمكان به نسمة هواء و صوت حفيف قوى،نظرت نحو الشباك الموجود بالردهه،هو سبب تلك  النسمه الهوائيه، وهو أيضًا  سبب ذالك الصوت الذى إرتعبت منه وتصورت خيالات كثيره ضاره لها،ذهبت نحو الشباك وأغلقت ضفتيه ثم جلست على مقعد أسفل الشباك،تسيل دموع عينيها،من تلك الوحده التى أضحت تكرهها وتزرع بقلبها رُهاب بأقل حركه فى المنزل تعتقد ان هنالك من يعلم بمكوثها وحدها وآتى لإلحاق الضرر بها،لامت وذمت نفسها ماذا أرادت بالحياه، المال، كانت تظن أن السعاده هى المال، لكن إكتشفت أنها سعادة زائفه،خسرت زوج بهذا العمر كانا من المفروض يؤنسان بعضهم،أين ذالك الونس،وإبن بعيد مع زوجته، يطمئن عليها  يوميًا عبر الهاتف ويُرسل لها المال 

المال الذى يأتيها كل شهر  يكفيها ويفيض لكن هذا  المال لا يُزيل شعور  أو رُهاب الوحده الذى أصبح هاجس سئ يسيطر عليها.

.............ــــــــــــــــــــــــــــ

منزل الشردى 

غرفة ماجده،إستيقظت تشعر بالعطش، إقتربت بجسدها تبحث على دورق المياه الموضوع على طاوله جوار الفراش،لكن بسبب فقد بصرها إصتطدمت يدها بالدورق الذى إنزلق أرضًا وتهشم الى قطع،زفرت نفسها بغضب وندب على ما وصلت له بسبب إصابتها بالعمى،نهضت من فوق الفراش لا يهمها أن الوقت أصبح متأخرًا فقط تريد الإرتواء بسبب جفاف حلقها،لكن حين وضعت ساقها على الارض صرخت بآلم وهى تشعر بشظايا الزجاج تخترق كعب قدمها،جلست على الفراش تندب وتنعي ضررها الى أن فتح باب الغرفه وفيق وأشعل الضوء قائلاً بلهفه:

ماما فى أيه بتصرخي ليه؟


بندب ردت عليه:

بصرخ على اللى صابني،رجليا بيوجعونى أووى. 


نظر وفيق لقدميها ورأى تلك الدماء التى تنزف منها

إنخض وتجنب تلك الشظايا المتناثره حتى أصبح يجثو أمامها ورفع قدميها كانت الدماء تسيل بغزاره، كذالك بعض الشظايا عالقه بها، لكن حين اراد نزع إحدى الشظايا  صرخت عليه بآلم، نظر لها وفيق  قائلاً: 

معليشى يا ماما إستحملي أشيل بس حتت الإزاز اللى فى كعبك.


جذبت قدميها قائله:

لأ ودينى لدكتور يبنجنى ويشيل الإزاز مش هقدر أستحمل الآلم ده.


زفر وفيق نفسه قائلاً:

لازم الإزاز يتشال عشان أكتم الدم الاول.


ردت ماجده بغضب:

مستخسر توديني للدكتور.


زفر وفيق نفسه قائلاً:.بلاش الكلام ده يا ماما،إنت عارفه كويس قيمتك عندي،بس الإزاز...


قاطعته ماجده قائله بآمر:

قولتلك ودينى للدكتور يدينى بنج قبل ما يشيل الإزاز من رِجلي. 


تنهد وفيق بقلة حيله وحمل ماجده وذهب بها الى الطبيب. 


بعد قليل خرج وفيق مع الطبيب من الغرفه، تحدث الطبيب بهدوء: 

جروح القدم مش بتتخيط، عشان كده أنا يادوب شيلت الإزاز من كعبها وضمدت مكان الجروح، والجروح كبيره مش صغيره وهتاخد وقت على ما تلتئم وطبعًا بلاش الميه تمس الجرح لمدة أسبوع عالاقل، وكمان بلاش تدوس على رِجليها نفس الفتره عشان الجروح مترجعش تنزف تانى، الحاجه عندها السكر سهل أى جرح بسيط  يعمل غرغرينا فى رِجليها.


زفر وفيق نفسه قائلاً:

تمام يا دكتور مُتشكر.


بعد قليل كان الفجر يؤذن 

حين دخل وفيق بـ ماجده الى المنزل 

رات دخولهم سحر التى للتو نهضت من النوم بالصدفه تشعر بضيق وقررت الخروج من زوايا غرفتها وتخرج الى حديقة المنزل عل تلك الحاله تذهب عنها...

إقتربت من وفيق بخضه قائله:

فى أيه رِجلين ماما مالها.


تهكمت ماجده قائله:

ما أهو لو مش الزفت المنومات اللى بتاخديها عشان تساعدك عالنوم،كنتِ سمعتِ صريخي قبل ساعتين.


تنهدت سحر بجمود قائله:

بلاش كلام كتير فى الموضوع ده شايفه إن حالتك كويسه.


نظر وفيق لها قائلاً:

بلاش تردى على ماما بالطريقه دى يا سحر،وفعلا ماما عندها حق وهى خايفه على صحتك المنومات دى خطيره على المدى البعيد وعالعموم إنت حره فى نفسك،وسعي الطريق خلينى أدخل ماما أوضتها.


اخذت سحر جنب ليمر من جوارها وفيق ويذهب الى غرفة ماجده وهى خلفهم


كان مازال  هنالك تلك الشظايا متناثره،علمت سحر ما حدث،بينما بنفس اللحظه صدح رنين هاتف  وفيق أخرجه من جيبه وقام بالرد الى أن أنهى الإتصال قائلاً:.تمام ساعه بالكتير وهكون عندك بالمصنع.


أغلق وفيق الهاتف ينظر الى سحر قائلاً:.عندي شعل مهم فى المصنع ولازم امشي،خدى بالك من ماما ومتخلهاش تدوس على رِجليها خالص.


أمائت سحر لـ وفيق بموافقه...بينما قالت ماجده بتذمر:

شغل أيه ده يغور.


نظر وفيق لوالداته قائلاً:

ولما الشغل يغور وقتها هجيب منين أجرة الخدامه اللى بتخدمك،وكمان الادويه بتاع حضرتك.


بدموع تماسيح قالت ماجده:.ملعونه الحوجه اللى أنا بقيت فيها خلتنى بقيت عبء عليكم.


زفر وفيق نفسه قائلاً:

مالوش لازمه الكلام ده يا ماما،إنت واخده مُسكن وكمان فى أدويه هتاخديها دلوقتي هتساعدك عالنوم براحه،وأنا لازم اتابع الشغل بنفسي،متنسيش الأزمه اللى حصلت قبل  كده وبأعجوبه قدرت أتخطاها وأرجع تانى أستعيد شغل المصنع ..وبعدين سحر معاكِ هتهتم بحضرتك.


تهكمت ماجده قائله:

سحر،بس هى تهتم  بنفسها.


نظرت لها سحر قائله بندم:

ياريت كنت أهتميت بنفسي بدري شويه يمكن مكنش ده بقى حالى،روح يا وفيق شوف شغلك ومتقلقش ماما شويه والمسكنات والادويه هينموها،ومش هتبقى محتاجه لا ليك ولا ليا.


غادر وفيق وتركهن حقًا ماجده فقدت البصر لكن تشعر بنظرات سحر القاسيه لها،تُشعرها أنها أصبحت عبء على غيرها وعليها القبول والرضا بذالك. 

... ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

«يتبع»

بموجة الختاااام وهتنزل مباشرةً

@الجميع


#الموجه_الختاميه

#بحر العشق المالح. 

.. ــــــــــــــــــــــــــــ

اليوم التالي 


ألمانيا 

تبسم فادى بمرح حين دخل من باب الشقه 

ورأى تلك الصغيره تحبي ثم تشب بقدميها تتشبث بيديها بمسند المقعد كى تقف على ساقيها، لكن حين رأته تركت تلك المشقه وعادت تحبي نحوه 

قاطعه تلك الخطوات ثم شبت واقفه تتشبث بساقيه 

إنحنى وحملها مُقبلاً وجنتيها الرقيقتان تلك الصغيره تُشبه كثيرًا والداتها بالملامح فقط، بينما أخذت منه الشقاوه والصلابه. 

تبسمت غيداء حين خرجت من غرفة النوم ورأت فادى يحمل الصغيره  على يد واليد الاخرى يثنيها خلف ظهره... تنهدت براحه تقول: 

كويس إن رجعت أهو تاخد بالك من  زهره عنى شوية،مش عارفه أعمل منها أى حاجه،لغاية دلوقتي حتى مطبختش وزمان "جمال"راجع من الحضانه،البنت دى شقيه أوى،جمال مش شقى زيها...دى أنا بخاف اشيل عينى من عليها دقايق،لسه من شويه جايباها من الحمام ولو أتأخرت عنها لحظه كانت هتنزل في البانيو. 


قبل فادى الصغيره قائلاً  بعتب مرح: 

ليه يا زهره تاعبه مامى معاكِ. 


لم تبالى الصغيره بحديثه وهى تنظر الى ظهره بفضول  تود نيل ما يُخفيه خلف ظهره.


تبسم فادى على تلك الصغيره  الفضوليه، وإقترب من مكان وقوف غيداء وطبع قُبله على إحدى وجنتيها، ثم أعطى أعطى لها ما كان يُخفيه كل ظهره 

للحظه شعرت غيداء بغصه فى قلبها وهى تمد يدها تأخد منه تلك الباقه من الزهور، تذكرت ما حدث سابقًا

حتى و إن مضت سنوات وتبدلت المشاعر تظل هنالك بعض الندوب تظل عالقه بالأفئده ربما لا تندمل لكن نُساير الأيام. 


لمعت عين الصغيره على تلك الزهرات وأرادت اللهو بها فإندفعت بنفسها على غيداء التى أخذتها من فادي، الذى ضحك قائلًا: 

عينيها هتطلع الورد،" زهره" ولازم تحب الزهور اللى هي أجمل منها شبه مامتها. 


إبتسمت غيداء وهى ترى تلك الصغيره  تمد يدها كي تأخذ الأزهار، لكن غيداء أبعدت يدها عنها فتذمرت الصغيره  وغضبت وهى تنظر ناحية فادى الذى ضحك وهو يمد يده يحملها قائلًا: 

هتاخديهم وتقطعيهم يبقى ليه الطمع، عالعموم ليكِ يا زهرتى أجيبلك بوكيه ورظ بلاستيك تلعبى وتقطعى فى براحتك. 


زال الغضب عن الصغيره بينما

إبتسمت غيداء قائله: 

البنت دى هتبقى مستقويه بسبب دلعك فيها.


إبتسم فادي،بينما تنحنحت غيداء قائله:.فادى فى موضوع كنت عاوزه أتكلم معاك فيه قبل ما ننزل الأجازه فى  مصر.


تسأل فادى:

وأيه هو الموضوع ده؟


رواغت غيداء فى الحديث قليلًا الى أن قالت الحضانه اللى بيروح فيها جمال المديره بتاعتها لما عرفت إنى بعرف أتكلم ألماني كويس،عرضت عليا أشتغل مُدرسه فى الحضانه عندها.


تعجب فادى قائلًا:

مش فاهم، عرضت عليكِ من قِلة المدرسين الآلمان. 


ردت غيداء بتفسير:. لاء، هى الحضانه  بتاعتها فيها أولاد مهاجرين ومغتربين عرب، وهى عاوزه تستفاد إنى بعرف آلمانى كويس وسهل أعلم الاطفال العرب اللغه الآلمانيه، يعنى هبقى زى مترجمه للأطفال. 


لاء. 

قالها فادى بلا تفكير. 


صمتت غيداء قليلًا تشعر بضيق فى قلبها، لكن حاولت إخفاء شعورها قائله بتهرُب :. طالما زهره معاك هروح أكمل تحضير الأكل، وإنت خد بالك منها. 


هربت غيداء من أمام فادى الذى شعر بتغير ملامحها للوجوم وأنها هربت كى لا تتجادل معه،زفر فادى نفسه بسأم ذالك،هى دائمًا هكذا تنسحب قبل أن تُجادل،ربما أقنعته أو أقنعها هو بوجهة نظره.. لكن رغم مرور سنوات على زواجهم مازال هناك بينهم فجوه صغيره آن الآوان أن تُغلق... 

ذهب فادى الى المطبخ كما توقع غيداء ليست بالمطبخ، توجه الى غرفة النوم، رأى غيداء تجلس على أحد المقاعد، حين رأته وقفت تدعي أنها تضب بعض الملابس... وضع فادى زهره أرضًا وتوجه الى ناحية وقوف غيداء خلف إحدى ضُلف الدولاب وأمسك يدها قائلًا: 

غيداء الأسلوب ده لازم يتغير. 


تسالت غيداء: 

أسلوب أيه؟ 


تنهد فادى: 

أسلوبك  إنك تنسحبي من اول جدال بينا. 


ردت غيداء: 

الموضوع مش جِدال، أنا قولت لك على عرض مديرة الحضانه وإنت رفضت يبقى خلاص إنتهى الموضوع.


أمسك فادى يد غيداء الأخرى قائلًا،خلينا نقعد عالسرير نتكلم بوضوح يا غيداء. 


جلست غيداء وجوارها فادى الذى قال: 

عيداء أنا رفضى لعرض مديرة الحضانه مش تعسُف مني، أو إنى رافض إنك تشتغلى بالعكس إنتِ أثبتي أنكِ  تقدري تتحملي أكتر من مسئوليه فى وقت واحد، بدليل دراستك اللى كملتيها فى وقتها رغم حملك مرتين وراء بعض فى فتره قصيره، كنتِ بتقدري توفقي بين الولاد و اوقات المذاكره، بس أنا خايف عليكِ من التعامل مع الآلمان فى الشغل ليهم نظام صعب وقاسي جدًا، ومواعيد مظبوطه بالثانيه، وإنتِ عندك طفلين ووارد إنك تتأخري او يحصل ظرف طارئ، وقتها مديرة  الحضانه دى مش هتديكِ عُذر، زى ما أنا متأكد إنها وهمتك بكلمتين ناعمين منها، وبعدين إحنا مش محتاجين أنا باخد مرتب كبير من مصنع السيارات غير كمان مدير المصنع مرشحني لمنصب أكبر فى المصنع وأكيد وقتها المرتب هيزيد، كمان فى صديق ليا انا وهو بنفكر إننا نفتح ورشه سيارات جنب شغلنا فى المصنع. 


إبتسمت غيداء  قائله: 

ربنا يوفقك أكتر، بس انا مش عاوزه أشتغل عشان المرتب، أنا حاسه إن الشغل فى الحضانه هيخلينى أخد فكره عن نظام الحضانات لآنى بصراحه كنت دايمًا بقول لـ ماما لما أخلص دراسه هفتح حضانه للأطفال، ودى فرصه، كمان تعتبر تطبيق لدراستي، بدل ما بعد فتره بسبب الركنه أنسى إنى إتعلمت،   غير إن فترة الحضانه قصيره،وكمان  فرصه أشوفهم بيعلموا ولادنا  أيه وإزاى لانهم هيبقوا تحت نظري مباشرةً، يعنى مش هيبقى فى أى تقصير... غير  عندي إقتراح. 


تسأل فادى: 

وأيه هو الاقتراح ده؟ 


ردت غيداء بتفسير: 

شهر، أنا أجرب الشغل فى الحضانه لمدة شهر، عجبنى الشغل  وقدرت أتفاهم معاهم أكمل بعد الشهر معجبنيش وقتها، يبقى زى ما قولت أبطل شغل. 


تنهد فادى بتفكير قائلاً: 

تمام يا غيداء مفيش مانع، جربي الشهر ده، بس طبعًا بعد ما نرجع من الاجازه السنويه اللى بنقضيها فى مصر. 


إنفرجت شفاه غيداء بفرحه قائله: 

طبعًا إحنا خلاص هنسافر بعد بكره نقضى الاجازه السنويه، هبلغ مديرة الحضانه  إنى مسافره لفتره ولما أرجع، لو كان لسه العرض  قائم أنا موافقه أشتغل كتجربه. 


إبتسم فادى وإقترب من وجنة غيداء وقبلها قائلاً: 

شوفتى أهو الجِدال بينا وصلنا لحل وسط. 


إبتسمت غيداء دون رد، لكن رفع فادى وجهها ينظر إليه ودون حديث إقترب من شفاها وجذبها من عُنقها يُقبلها، لكن ترك شفاها مُرغمًا حين سمع الإثنين صوت إرتطام شئ بأرضية الغرفه، نظر نحو ذالك الصوت ونهض الإثنان بخضه بسبب بكاء زهره 

حملها فادي من على الأرض وهو يتفحصها جيدًا، تنهد هو وغيداء حين وجداها بخير لكن هى بكت بسبب الخضه التى حدثت لهت بعد أن إستسلمت لفضولها أن تأخذ تلك الزهرات التى آتى بها فادى

لـ غيداءالتى كانت موضوعه على طاوله جوار الفراش، شبت على قدميها وإستندت على  جانبي الطاوله لكن لسوء حظها حين ظنت أنها ظفرت بالزهرات سحبت يدها قطعة ديكور كان موضوع الزهرات فوقها. 


ضحك فادى وهو يُمسد بحنان على ظهر زهره قائلاً: 

فضولك كان هيجيب لك الآذي. 


دفست زهره رأسها بصدر فادى  الذى نظر الى غيداء قائلاً: 

تعرفى إنى متأكد إن مديرة الحضانه  قبل شهر هتطاب منك تتوقفى عن العمل عندها بسبب شقاوة وفضول زهره معرفش البنت دى شقيه وفضوليه جدًا. 


ضحكت غيداء قائله: 

لما بحكي لـ عمي جمال عن شقاوتها قالي هتجيبها من بره فادى كان كده وهو فى سنها، مكنش بيخلى لا فازه ولا أى شئ سليم فى مكانه. 


ضحك فادى  قائلًا: 

بابا كده دايمًا من أول ما بعت له صور زهره قالى هى بتشبه غيداء فى ملامح الوش بس فى شئ من ملامحها فيه شقاوه منك.


إبتسمت غيداء فى نفس اللحظه سمعت صوت جرس الشقه،فقالت:

ده جمال رجع من الحضانه،روح إنت إفتح له وأنا هنضف الممان وبعدها  هجهز الأكل بس خد زهره معاك مش ناقصه حوادث تاني. 


بعد قليل على طاولة السفره الصغيره،جلست غيداء وفادى الذى يحمل تلك الفضوليه التى تريد أن تعبث بأطباق الطعام وتتذوق كل ما هو موجود على السفره،كان فادى يضع بفمها البعض منه،وهى تتلذذ به،بينما جمال كان يأكل ببطئ نظرت له غيداء مبتسمه تسأله عن يومه بالحضانه،وهو يروى لها كل ما مر به اليوم،ينظر لها تاره تاره لـ فادى الذى يتشارك معهم،يشعرون بدفء عائلى بأسرتهم الصغيره. 

.....، ــــــــــــــــــــــــــ

الاسكندريه 

منزل رائف

دخل الى المنزل مُتشابك الأيدي مع طفله يُصفر والصغير يحاول تقليده ويفشل، نظر رائف بإعجاب لزى طفله قائلاً: 

كده مفيش  حد أحسن من حد، فتوش وبنتها راحوا أشتروا فساتين شبه بعض وإحنا كمان إشترينا، تيشرات وبنطلونات زى بعض. 


ترك صادق  يد رائف وهرول سريعًا يقول بطفوله: 

هروح أفرج ماما على التيشيرت والبنطلون، عشان تقولى حلوين أوي. 


إبتسم رائف وهو يسير خلف طفله الى أن دخل الى غرفة النوم ورأى فاديه تُقبل صادق بمدح قائله: 

حلوين أوى عليك يا حبيبي. 


لكن إختفت بسمتها للحظه حين رأت دخول رائف ونظرت الى مايرتديه 

وضعت  كف يدها على فمها تُخفى تلك البسمه  وهى تنظر لـ رائف وطفلها ذو الثلاث أعوام بإمتعاض مُصطنع ثم قالت لطفلها:. 

روح إلعب مع ميلا مع جدو صادق فى الجنينه. 


ذهب الطفل بفرحه بينما إقتربت فاديه من مكان وقوف رائف وهى تُنحى يدها عن فمها،ثم رفعتها على جبين رائف قائله بإستهجان: 

يا حبيبى إنت قربت خلاص عـ الأربعين سنه يعنى المفروض تعقل. 


نظر لها رائف  بمفاجأه قائلاً: 

قولتى أيه؟ 


عاودت فاديه قولها: 

بقول أمتى هتعقل يا رائف. 


نظر لها رائف وهو يضع يديه على خصرها قائلاً: 

لأ مش دى أنا قصدى أول كلمه قولتيها، قولتى حبيبي، عيديها تانى. 


تنهدت فاديه بصبر قائله: 

رائف أمتى هتعقل مش معقول كل حاجه  واخدها هزار، لأ وكمان رايح تشترى هدوم زى العيال الصغيره... أيه التيشرت اللى عليك ده 

جايب تيشرت على رسومات كارتون ونظاره بتلمع غير بنطلون مقطع. 


نظر رائف للتيشيرت بإعجاب قائلاً: 

ده طقم كامل زى بتاع صادق الصغير،حتى هو اللى أختارهُ. 


نظرت فاديه لذالك التيشيرت بإشمئزاز قائله: 

طب هو طفل وعينه زاغت على رسوم الكارتون، إنت فين عقلك مش لازم تشترى اللى يوائم سنك ومركزك. 


نظر رائف للتيشيرت  قائلاً: 

إشمعنا إنتِ  وبنتك دايمًا تروحوا تشترتوا هدوم وفساتين  زى بعض، أنا وأبنى عملنا زيكم.  


تنهدت فاديه بإستهزاء قائله: 

رائف إعقل إنت بقيت أب لطفلين ولازم تكون قدوه لهم، بالذات الولد، صادق بيقلد كل أفعالك بدون تمييز. 


حاولت فاديه نفض يدي رائف عن خصرها، لكن هو تمسك بخصرها قائلاً:. مالك يا فاديه، حاسس إن بقالك كم يوم وإنتِ أقل شئ بينرفزك متأكد مش التيشيرت اللى أنا لابسه السبب. 


حاولت فاديه التهرب من الرد لكن إلحاح رائف  جعلها  تقول له: 

أنا حامل يا رائف. 


إبتسم رائف قائلاً ببرود: 

آه يعنى النرفزه دى بقى هرمونات حمل، وأنا اللى قولت فاديه وصلت لسن اليأس. 


نظرت فاديه  لـ رائف بغيظ قائله: 

أنا فعلاً  وصلت ليأس منك يا رائف بتهزر 


ضحك رائف قائلًا: 

طبعًا بهزر، لأنى شايفك متنرفزه بدون سبب وفيها أيه لما تكونى حامل، بس إعملي حسابك تجيبي ولد كمان المره  دى عشان ينضم ليا أنا وصادق الصغير بحزب المطهضدين.


ضحكت فاديه رغمًا عنها قائله:

ومين بقى اللى مطهضدكم؟


ضحك رائف:بابا طبعًا،بيحب البنات أكتر وأنا صادق زى العبيد.


ضحكت فاديه قائله:

على فكره عمى صادق مفيش أحن منه ومش بيفرق فى المعامله بين ميلا وصادق،بالعكس ده بياخدهم جنبه وهو بيرسم وصادق بيلعب فى أدوات الرسم وهو بيحاول يعلمه بس صادق شكله مش هاوي رسم زى ميلا،هو غاوي لعب زى باباه،وعشان تتأكد.


إبتعدت فاديه عن حصار يدي رائف وتوجهت نحو الدولاب وفتحت إحدى الضلف وأخرجت كيس بلاستيكي كبير وآخر مُشابه له صغير،قائله:

عمو صادق إشترى ليك ولـ صادق بدل شبه بعض عشان تحضروا بيها عيد ميلاد رينا بعد كام يوم.


إبتسم رائف يشعر بمحبة صادق له ولطفله الذى يحاول دائمًا مجاملة فاديه وميلا على حسابهم.


أعادت فاديه الملابس بالدولاب مره أخرى،بينما إقترب رائف من فاديه قائلاً بمزح:

تصدقى التيشرت  اللى عليا ده هو انسب لبس لحضور عيد ميلاد ميلا، بيلمع كده فى الضلمه. 


هزت فاديه  رأسها ضاحكه برفض، بينما وضع رائف يديه  حولها يقربها له قائلاً: 

أيوا كده إضحكِ خلى الشمس تطلع بقالها كم يوم مغيمه. 


زفرت فاديه  نفسها قائله: هتقوا زى صابرين اللى بتقولى إن كل ما أكلمك  تتنرفزى عليا بدون سبب، فيها أيه لما تحملي مره تانيه، عقبالي، 

أنا لما عرفت إنى حامل إنصدمت أنا حمدت ربنا عندى بنت وولد نعمه.


رد رائف:

وأما يبقوا تلاته برضوا يبقوا زيادة نعمه من ربنا،أنا فاهم عصبيتك،إنتِ كنتِ فاقده الأمل فى شئ وربنا عطاه ليكِ من وسع دخل قلبك خوف من نظرة العيون ليكِ،بس ده عوض من ربنا يا فاديه.


أمائت فاديه برأسها متفهمه لـ رائف الذى إبتسم وتركها وذهب نحو باب الغرفه وأغلقه بالمفتاح.


تعجبت فاديه قائله:

بتقفل باب الاوضه بالمفتاح ليه.


إبتسم رائف وهو يخلع ذالك التيشيرت قائلاً:

مش التيشيرت مكنش عاجبك أهو قلعته يا فتوش.


إبتسمت فاديه لكن تبدلت بسمتها مع إقتراب رائف منها عينيه تُنذر بالخباثه...تيقنت حين جذبها من خصرها قائلاً:

مين غير صابرين يعرف إنك حامل.


إبتسمت فاديه وهى تحاول الفكاك من حصار أيدي رائف قائله:

ماما وبابا وعمى صادق.


تفاجئ رائف قائلاً:

يعني الكل عرف والزوج آخر من يعلم.


أمائت فاديه برأسها.

تخابث رائف قائلاً:

طالما أنا آخر من يعلم،يبقى لازمنا إحتفال خاص يا فتوش.


قبل ان تستعلم فاديه كانت تشعر بنشوه خاصه من لمسات رائف الرقيقه التى تُشعرها أنها حوريه تلهو بصفاء مع وليفها بين الأمواج الدافئه.


بعد وقت    

وضعت فاديه رأسها على صدر رائف وتحدثت: 

لما شوفت ميلا أول مره ورمت نفسها عليا، حسيت بشعور غريب مش فهماه وقتها فسرته إنه مجرد إحتياج متبادل  بينا، وقتها كنت لسه فى دوامة تجربه فاشله ومش عارفه هتخلص إزاي، كنت بدأت أدور على بداية طريق جديد فى حياتى، رجعت للتدريس تاني وكيفت حياتى على كده خلاص، بس بعد فتره بدأت أتعلق بـ ميلا وأتمنى أشوفها كنت اوقات بطلب من صابرين إننا نروح نزور عمى صادق  عشان أشوفها وألعب معها ولما كنت بسيبها كنت بحس بفراغ كبير، لحد ما أخدتها منك فى المستشفى، حسيت إن وجودها معايا هو الترياق اللى كنت محتاجه ليه، حتى لما رفضت عرض الجواز فى المطعم، لما رجعت تاني خوفت لتقولة بنتِ لازم تفضل معايا، كنت قررت وقتها لو قولت لى كده هقولك موافقه أتجوزك بس متحرمنيش  منها أرجوك، بس إنت سيبتها ليا تاني. 


قبل رائف رأس فاديه  قائلاً: 

أول مره شوفتك كان يوم فرح عواد وصابرين وقتها شوفت فى عيونك حُزن وجع قلبى معرفتش السبب وقتها،كان نفسي وقتها أخدك فى حضني وأقولك إن عيونك دى إتخلقت عشان تبتسم،بس مكنش ده حقي،بعدها سافرت لندن،مكنتش عارف حياتى هتمشى إزاي،مش معقول أعيش فى مصر وأسيب بنتِ فى لندن مع جدتها اللى المرض هزمها فى وقت قصير جدًا،أو إنى أرتب حياتى عالعيشه فى لندن،بابا مبقاش صغير ومحتاجني جانبه،أنا كمان بقيت ميسور ماديًا،المطعم بقى له أكتر من فرع فى إسكندريه،وشغالين كويس والغُربه أصبح ملهاش لازمه عندي،بس مش معقول أحرم قلب جِدة ميلا من الذكرى اللى باقيه ليها من بنتها،حسم القدر الأمر بوفاة جدة ميلا،قولت خلاص كفايه غُربه ورجعت إسكندريه وقابلتك تانى،وميلا زى ما يكون كان عندها ردار فى قلبها،بسرعه أتعلقت بيكِ عرفت حكايتك،بصراحه لومت على الإتنين سواء فاروق أو 

وفيق،قولت أنا لو كنت قابلتك من زمان مكنتش إستغنيت عنك،بل كنت أستغنيت بيكِ عن كل شئ،قلبى كان بيسحبنى ليكِ زى موج البحر،ومنكرش إنى خدت نقطة تعلق ميلا بيكِ فرصه وبدأت اتقرب منك،ولما رفصتى عرض الجواز  قلبي وجعني،بس لما رجعتى عشان تاخدي ميلا،قولت لسه فى فرصه تانيه أستغلتها وأهو فى الإخر فوزت بفتوش اللى معاها حسيت بعيله بتكبر مع الوقت.


إبتسمت فاديه قائله     

إنا معاك لقيت اللى كان ناقصنى يا رائف

  إحتياج وإجتياح أرسى  بهم على شط نجاه . 

...... ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

بعد مرور  أيام 

ڤيلا زهران 

تزينت من أجل إحتفال مُميز  بعيد مولد فراشه من  فراشات العائله إنها الفراشه الأحب لقلب تحيه "صابرين، رينا" 


ببهو الڤيلا 

بدا الجميع يتوافد من أجل ميعاد  الإحتفال


بغرفة مكتب ماجد، دخلت منال فجأه وجدت ماجد يبتسم لـ رينا التى كانت تهمس فى أذنه بشئ، تضايقت قائله: 

زى ما كنت متوقعه إنها هتتسرب وتجي لهنا تتسهوك عليك، وإنت زى العاده تنفذ طلبها. 


نهض ماجد ينظر لـ رينا بموده قائلاً: 

تمام، يلا بقى روحى لـ تيتا تحيه  عشان تجهزي للحفله، الوقت خلاص قرب. 


إبتسمت رينا وخرجت من المكتب مُسرعه بينما تنهدت منال بنرفزه قائله: 

كانت عاوزه أيه، وياريت  بلاش تضعف قدام سهوكتها وتنفذ طلبها، البنت دى هتجنني  معاها والله البنتين الكبار بيسمعوا كلامى  عنهت هى أساسًا مش بتسمع لكلام حد غيرك إنت وطنط تحيه. 


إبتسم ماجد قائلاً: 

ظلمتيها على فكره هى طلبها برئ جدًا 


برئ! 


ضحك ماجد قائلاً: 

فعلاً  طلبها برئ، هى بتقولى على بنت صاحبتها  فى الحضانه مامتها خلفت لها أخ صغير وهى نفسها فى أخ صغير قولت لها عندك فهمى أخوكِ،قالتلى لا هى عاوزه بيبي نونو تلعب بيه.


إبتسمت ماجده قائله:

وده طلب برئ،عاوزه نونو تلعب بيه هى مفكره البيبي زى العرايس اللعب اللى بتلعب بيها وتكسرها.


ضحك ماجد قائلاً:

هى طفله وتفكيرها على قده،وبصراحه كده ده مش طلب رينا لوحدها،ده طلب البنتين الكبار كمان نفسهم فى أخ تاني لـ فهمي عشان ميبقاش ولد  وحيد وسطهم وأنا كمان بصراحه بشاركهم نفس الطلب. 


ضحكت  منال قائله: يعني

الموضوع ده مطلب جماهيرى، عالعموم أفكر  في الطلب ده بعدين دلوقتي  خلينا فى الحفله طنط تحيه عامله مجهود كبير وشددت على كل فرد فى العيله إنه لازم يحضر وبدأوا فعلاً  يوصلوا، خلينا إحنا كمان نطلع  للصاله. 

...... 

ببهو الڤيلا 

إبتسمت تحيه وهى تُرحب بـ چوري وفاروق اللذان وصلا للتو ومعهم أبناء فاروق اللذين تسألوا عن رينا، قالت لهم أنها تجهز من أجل الحفل 


دخلوا الى غرفة الصالون  إنتظارًا لوقت بدأ الحفل 

جلي فاروق وچوري وأبناؤه يتهامسون بمرح بينهم، تنهد فاروق للحظه وهو يرى دخول فاديه  تضع يدها بين عضد يد صادق، لكن سرعان ما أحاد براسه غير مبالى، أصبح يرى فاديه  كأنها شخص آخر لا مشاعر ناحيتها  فقط مجرد قريبه، نظر الى چوري التى إبتسمت  له

رد لها البسمه يشعر فعلاً  بمذاقها، هو لم يكن  يحتاج لهيئة إمرأه بل يحتاج لقلب إمرأة  يحتويه 

....... 

ببهو الڤيلا 

إستقبلت تحيه والدها الذى يحاوطه من الجهتين 

فاديه  وميلا، إبتسم لها صادق قائلاً: 

إعملى حسابك الشهر الجاي عيد ميلاد  ميلا وهعمل لها حفله أكبر من دى. 


إبتسمت تحيه  قائله: 

ربنا يديك الصحه  وطولة العمر يا بابا. 


آتى من خلف صادق رائف بيده صادق الصغير  قائلاً:

وإحنا المطهضدين ملناش ترحيب  ولا أخد أبنى وألف تاني. 


إبتسمت تحيه قائله بمزح: 

اللى بابا يقول عليه  يمشي. 


نظر رائف بتصعب مرح. 


إبتسم صادق قائلاً: 

دخليه بس عشان يشوف شكل  تنظيم الحفله عشان هو اللى هينظم حفلة عيد ميلاد ميلا،فاديه حامل ومش لازم ترهق نفسها.


إبتسمت تحيه على قول رائف:

تسلم يا بابا،أوعدك أعمل حفله مميزه لعيد ميلاد ميلا.


بعد قليل 

إكتملت العائله ببهو المنزل يتهامسون فيما بينهم بمرح وأمنيات للفراشه الصغيره، 

تحدثت تحيه: 

يلا يا جماعه عشان نطفي الشمع. 


غمز عواد بعينيه  لـ تحيه التى إبتسمت له  بمحبه. 


أشعل فهمي الشموع الخمس الموضوعه بقالب الحلوى الذى يحمل إسم الفراشه رينا 


ذهبت تحيه نحو زر الإناره، وأطفئته، وبدا الاغانى والتمنيات الى أن أطفئت رينا الشموع. 

غابت قليلاً تحيه قبل أن تُشعل الضوؤ مره أخري، ليتفاجئ الجميع بعدم وجود عواد وصابرين. 


لكن علموا أن هذا كان إتفاق بين تحيه  وعواد، تحدثت تحيه: 

خلونا نكمل بقية الحفله 

بالفعل بدأ الجميع يجلسون وهم مرحون بود بينهم 


نظرت تحيه  حولها لهم  شعرت بفرحه كبيره فى  قلبها كآن الحزن  إختفى اليوم 

الصوره أكتملت حقًا البحر مالح وهائج لكن بجوفه لآلئ ثمينه يعثر عليها المُثابر فقط 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ....


مع شروق آشعة الشمس

فتحت صابرين عينيها على ذالك الضوء المُنبعث من ذالك الشباك الصغير، كذالك آشعة الشمس التى داعبت عينيها بنفس  الوقت كان عواد يدلف الى الغرفه نصف عاري، إبتسم ينظر لسحر الشمس المُسلط على عينيها يعطيها وهج خاص بها، بينما هى نفضت غطاء الفراش من عليها تتمطئ بيديها وهى تنظر حولها بتعجب قائله: 

أنا فين؟ وإزاي جيت لهنا آخر حاجه  فكراها وأحنا هنطفى شمع عيد ميلاد رينا. 


ضحك عواد بخباثه ورومانسيه. 

تعجبت صابرين، كيف آتت الى هذا المكان التى لا تعلم أين، 

لكن نظر عواد لها بعشق مُبتسمًا : 

خطفتك. 


تنهدت ببسمة عشق: 

تاني. 


إقترب عواد من الفراش وتسطح لجوارها يضم جسدها بحميميه قائلاً: 

تاني، بس المره دى مش هتعرفى تهربي. 

إبتسمت بدلال قائله: 

معرفتش أهرب قبل  كده وإستسلمت للموج يغرقني معاك، بس إحنا فين دلوقتي؟ 


إبتسم عواد قائلاً: 

قدامك  سبع فرص للتخمين إحنا فين، بس كل تخمين غلط قصاده يوم زياده هنقضيه هنا لوحدنا. 


إبتسمت صابرين  وهى تنظر نحو شباك الغرفه  وقالت بإستنتاج:

مش شكل آشعة الشمس اللى متسلطه من الشباك، إننا مش فى لندن...وفى صوت زى ما يكون أرتطام أمواج البحر وكمان صوت طيور...بس إحنا مش فى إسكندريه أكيد،يبقى الغردقه أو شرم الشيخ .


إبتسم عواد يومئ برأسه فى البدايه موافقًا ثم 

هز رأسه بـ لا قائلاً:

كده تخمنين غلط يبقى يومين زياده،لسه قدامك خمس فرص.


فكرت صابرين قليلًا ثم قالت:

يمكن على يخت فى البحر،بس لأ إحنا على أرض ثابته مش أمواج.


ضحك عواد وبدأ يسمع لتخمينات صابرين الى أن وصلت لـ عشر تخمينات خطأ وتذمرت قائله: 

كده كتير اوي قولى إحنا فين بقى. 


ضحك قائلاً:

بصراحه انا كنت عامل حسابى على أجازه بالكتير تلات أربع أيام بس بتخميناتك الغلط بقوا عشره،والله فرصه سعيده جدًا نقضى عشر أيام سوا بعيد عن دوشة الولاد والشُغل وموظفة الصحه اللى دوشاني،كل يوم والتانى تفتيش بلا سبب...إحنا يا روحى فى كوخ على جزيرة "رودس"ودى جزيره بين اليونان وتركيا.  


تفاجئت صابرين قائله:

وإزاي جينا هنا؟


إبتسم عواد بمكر قائلًا:

جينا من إسكندريه لهنا عوم. 


نظرت له صابرين بسخريه هل يعتقد أنها بلهاء: 

طب هقول عواد زهران السباح العظيم اللى عبر البحر الأبيض المتوسط، إنما أنا مش بعرف أعوم أنا بغرق فى مية البانيو جيت عوم ولا غوص. 


ضحك عواد قائلاً: 

لاء جيتى سحب، سحبتك ورايا وأنا بعوم حتى كان فى سمكة قرش قابلتنا وكان نفسها تاكلم  بس أنا صارعتها. 


ضحكت صابرين قائله: 

كمان! 

عواد إنت مفكره طفله زى ولادك وبتسرح بعقلى قولى جينا هنا للجزيره دى إزاي. 


ضحك عواد قائلاً: 

مش لازم تديني مقابل الاول قبل ما أقولك. 


تنهدت صابرين بفروغ صبر 


بينما إبتسم عواد وهو يجذبها يُقبلها بشغف نابض لا ينضب، كذالك إستقبلت صابرين تلك القُبلات بشوق الى أن 

تهدج نفسيهما الإثنان، الذى يُعلن أن لا يوجد تشريع يُلزم بالقصاص فلا يوجد قانون فى بحر العشق الكُل سيغرق بين تلك الدوامه لم ينجو أحد سابقًا فى  مواجهة تلك  الأمواج


ليلًا

فتحت صابرين باب الكوخ المُطل مباشرة على مياه البحر  

كانت ليله قمريه ضي القمر كان  يُضئ عتمة البحر بسحر خاص يمتزج مع طبيعة الجزيره وسط البحر

رفعت صابرين رأسها تنظر نحو السماء وتلك النجوم التى تملئها والبعض منها يسير تفترق بمكان وتتجمع بمكان آخر البعض منها ترسم أشكال مُبهمه.


إبتسمت صابرين وهى تشعر بيدي عواد اللتان أحاط بيهم جسدها من الخلف بعناق ووضع رأسه على كتفها وقبل وجنتها هامسًا بعشق:

بحبك.


وضعت صابرين يديها فوق عضدي تضم نفسهت أكثر لـ عواد قائله:.مش هتقولي جينا هنا الجزيره دى إزاي بقى. 


ضحك عواد قائلاً:

بالطياره.


إستغربت صابرين مُتسأله:.طب وده إزاي بقى،إزاي أساسًا أنا دخلت المطار


رد عواد:

إحنا أساسًا مروحناش المطار،لأن الطياره خاصه. 


إبتسمت صابرين قائله: 

إزاي  فاتت عليا، إن المُختال عواد زهران 

مفيش حاجه توقف قدامه...وطبعًا هنرجع بنفس الطياره بس لما إنت تقرر.


إبتسم عواد قائلاً:. 

يعنى البحر من أمامكم والعدو من خلفكم. 


إستدارت صابرين وأصبح وجهها لوجه عواد الذى مازال يآسر جسدها بين يديه، رفعت يديها  ووضعتهم حول عُنقه تتلاقى عينيهم تبوح بعشق 

إزدادت نظرات العيون توهج حين قالت: 

بس إنت مش عدوي اللى بلحظه إستسلمت للموجه الهايج وغرقت وأمتزجت فى بحر عشقه بقى صعب شئ يقدر يفصلني عنه،عشقنا زى الملح الدايب فى الميه.


أحنى عواد رأسه هامسًا أمام شفاه صابرين:

إنتِ الندى اللى روى قلبى قبلك كان قلبي ناشف يا صابرين. 

أنهى قوله يُقبلها بشغف يُبحر الإثنان بالعشق يقوى 

بين مد وجزر،وأمواج هائجه ونسمات هادئه، عشق قادر على أن يستمر فى الإبحار.. 

                                بــــــــــ بحر العشق المالح.  

                     {تمت بحمد الله} 

الى اللقاء... 







لمتابعة  الرواية الجديدة زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل 

متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا

الرواية كاملةمن هناااااااااا

مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا

 مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هناااااا










تعليقات

التنقل السريع
    close