رواية بحر العشق المالح الفصل الحادى وخمسون والثاني وخمسون والثالث وخمسون والرابع وخمسون والخامس وخمسون بقلم سعاد محمد سلامة
رواية بحر العشق المالح الفصل الحادى وخمسون والثاني وخمسون والثالث وخمسون والرابع وخمسون والخامس وخمسون بقلم سعاد محمد سلامة
﷽
#الحاديه_والخمسون_
#بحر العشق_المالح
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد مرور ثلاث أيام
صباحً
بشقة فادى
بالمطبخ
إنتهى فادى من تحضير ووضع الفطور على طاولة المطبخ، أدار جسده كى يذهب ويُخبر غيداء كذالك والداته، لكن قبل أن يخرج من المطبخ دخلت ساميه وقامت بلوي شفتيها بإمتعاض قائله:
زى كل يوم تحضر الفطور وتروح تصحى الدلوعه تجي تفطر وهى لويه شفايفها انا مش عارفه مش عارفه هى الآيه إتعكست، المفروض الست هى اللى بتصحى بدري قبل جوزها تقوم تحضر الفطور، لكن طبعًا مراتك دلوعه وواخده عالفطور يروحلها لحد سريرها، كويس إنها بتتنازل وتمشي لحد المطبخ عشان تفطر على السُفره معانا.
تنهد فادى بسأم قائلاً:
ماما مالوش لازمه الكلام ده قولتيه قبل كده وأعتقد إنى رديت عليكِ وقولتلك آنى متعود أحضر لنفسى الاكل من أيام الجيش ولما سافرت ألمانيا، وبعدين ليه مش عاجبك ده دلوقتي أنا فاكر ان اوقات كتير بابا كان هو اللي بيحضر لينا الفطور وسندوتشات المدرسه لأن حضرتك كنتِ بتبقى مُرهقه من شغل البيت طول اليوم.
قال فادى هذا وغادر من المطبخ وترك ساميه وقفت تنظر الى طاولة الطعام بسخريه وإستهزاء من تلك الأصناف ودت تكسير تلك الأطباق فوق رأس تلك الدلوعه بنظرها، تشعر بحقد فى قلبها فادى يقوم بالرد عليها بطريقه غير مُحببه لو كان مصطفى لكان إمتثل لرغبتها،لكن فادى دائمًا كان مُتمرد على أفعالها وأقوالها ليس فقط مُتمرد بل يفعل عكس ما ترغب،شعرت بحسره فى قلبها تود دائمًا ان تكون صاحبة الكلمه والآمر عند فادى مثلما كان مصطفى يفعل ويُلبى لها رغبتها دون معارضه منه حتى أدق تفاصيل حياته كان يُخبرها بها ويأخذ بقولها بل ويثق أنه الأصح،لكن هذا ليس عيب فادى فقط لتلك اللئيمه الناعمه غيداء أيضًا دور فى الإستحواز على عقل وقلب فادى الذى يتلهف عليها بوضوح وهى تبدوا بارده معه، بالتأكيد تتعمد ذالك حتى يلهث خلفها،لكن هى بعد طلاق ذالك الحقير جمال لها بتعسُف غير مُراعيًا للسنوات التى عاشت بها معه او منظرها الإجتماعى التى تركت البلده من أجله وهى ترى حديث بعض الألسُن والعيون الشامته بها،فهى أصبحت مثل العلكه بألسنة البعض يتعاطف معها والبعض يرمى عليها بانها فعلت خطأ فادح.. إمرأه تتطلق من زوجها بعد زواج دام لعدة عقود من الزمن فجأه يُطلقها زوجها،وبعد زواج إبنها لم يُراعى لا عِشره ولا عُمر،أصبح الآن لم يبقى لها مكان غير هنا مع ولدها،لكن هنالك أفعى صغيره ناعمه تحاول اللعب على مشاعره الواضحه لها ،وهى لن تدعها تهنئ بذالك الدلال ،لتبدأ أولى خطوات تعكير صفوهم معًا.
بغرفة النوم
وضعت غيداء صندوق الإسعافات الاوليه جوارها على الأريكه ثم مددت إحدى ساقيها ورفعت عنها بنطلون منامتها قليلاً وهى تشعر ببعض الآلم قليلاً ثم قامت بيد مُرتعشه ومتردده بنزع ذالك الضماد من على ذالك الجرح الذى أسفل رسغ ساقها، نظرت للجرح مازال لم يلتئم كذالك مُتعرق ببعض قطرات الدماء، بآلم وبنفس الأرتعاش بيدها قامت بوضع أحد المُطهرات فوق قطن طبى تشعر بتردد وهيبة تُفكر بتردد قبل أن تضع تلك القطنه فوق الجرح.
بنفس الوقت فتح فادى باب الغرفه ودخل نظر نحو جلوسها على تلك الأريكه ومنظر وجهها المُتألم وكذالك رأى يدها التى تمسك بالقطن وهى ترتعش ومتردده من وضعها فوق الجرح،لكن حين رأت دخوله للغرفه إدعت القوه رغم ذالك مازالت متردده تخشى الآلم،إقترب من مكان جلوسها وجلس على الأريكه ورفع ساقها فوق ساقهُ، حين نظر للجرح شعر بتآلم كآن ذالك الجرح بجسدهُ هو، كذالك رأى تعرُق الدماء بالجرح فقال لائمًا:.
قولتلك الجرح كبير وكان لازم يتخيط عند دكتور لكن إنتِ عاندتى وقولتى يومين ويطيب وأهو لسه الجرح شبه مفتوح غير معرق بدم.
حاولت غيداء جذب ساقها من فوق ساق فادى قائله بغضب تُخفى ذالك الآلم:
قولتلك مالوش لازمه الدكتور عادى ده جرح بسيط إتجرحت أقوى منه قبل كده، وأعتقد إنى مطلبتش منك مساعده.
رفع فادى وجهه ينظر الى وجه غيداء رأى بعينيها نفس الدمعه وكان نفس الرد قبل ثلاث أيام وقت أن إنجرحت
[فلاشـــــــــــ،باك]
رأى فادى بعض قطرات الدماء تسيل أسفل إحدى ساقي غيداء أصبحت تزداد شعر برجفه فى قلبه،لكن كانت الرجفه الاكبر فى قلب غيداء وظنت أنها تنزف فى البدايه،لكن رغم الآلم تنفست براحه لوهله ثم عادت تشعر بالآلم حين أزاح البنطون فادى عن ساقها ورأى ذالك الجرح الكبير...
شعر بخضه قائلاً:.
غيداء واضح إنه جرح كبير قومى غيرى هدومك بسرعه ونروح أى مستشفى.
رغم الآلم جذبت غيداء ساقها بحِده قائله:
لأ ده جرح صغير مقارنه بجرح تانى، يومين ويخف لكن فى جروح مش بتخف مهما طال الوقت.
تغاضى فادى عن فحوى حديث غيداء ونظر لتلك الدموع التى تترغرغ بعينيها بشفقه قائلاً:
غيداء واضح إن الجرح كبير، قومي معايا وبلاش كلام فارغ مالوش لازمه.
قال فادى هذا وأمسك غيداء من عضدي يدها يساعدها للنهوض والسير معه، لكن غيداء جلست بعد خطوات على أريكه بالغرفه قائله بتعِناد:
أنا مش هروح أى مستشفى، فى هنا فى الحمام صندوق إسعافات أولية، هضمد الجرح بقطن ومُطهر، وهيخف بسرعه، إنما أنا بكره الدكاتره والمستشفيات.
ألح فادى كثيرًا على غيداء لكن هى صمتت على رأيها خشية أن يفتضح أمر أنها مازالت تحمل بأحشائها طفلهُ، لا تعرف سبب لرغبتها بعدم معرفته أن الجنين مازال بأحشائها،ربما مازالت لم تغفر له أنه فضح أمرها معه،إنتقامً هى الأخرى تنتقم منه لكن بالنهايه هى الأخرى تدفع معه الثمن بجلد ذاتها.
عاد فادى من تلك الذكرى حين شعر بآه خافته من غيداء بعد أن تحاملت على نفسها ووضعت القطنه بالمُطهر فوق الجرح، شعر بغصه قويه ومد يدهُ فوق يدها التى تُمسك بها القطنه ورفعها ثم جذب تلك القطنه بقلة حيله منه وبدأ فى تضميد ذالك الجرح ثم وضع فوقه لاصق طبى، وأخذ يُنظف المكان ونهض بذالك الصندوق ووضعه بالحمام وعاد لها مره أخرى يبتسم قائلاً:
على فكره أنا حضرت الفطور فى المطبخ غيرى هدومك وخلينا نفطر سوا.
امائت له رأسها بموافقه تنتظر خروجه من الغرفه حتى تستبدل ثيابها بأخرى.
فهم فادى وخرج من الغرفه وأغلق خلفه باب الغرفه وقف على حائط جوار الغرفه بتنهد بشعر بضياع لأول مره بحياته يحاول ان يضبط مشاعره التى أصبحت تنجرف بهاوية عشق غيداء التى تفرض عليه حقيقه واحده أن البدايه او النهايه ليست بيديه بل بأيدي غيداء التى تفرض برود وهجر عليه أحيانًا يود أن يصرخ عليها ويقول لها أن خطأهم متساوى وأنه لم يُجبرها على شئ،لكن يعلم أنه لو قال ذالك سيُعجل قرار غيداء بإنهاء زواجهما،يحاول تلجيم غضبه حتى لا يخسر غيداء أكثر من ذالك.
بعد دقاىق
بالمطبخ
دخلت غيداء تقول بإبتسامه رقيقه:
صباح الخير يا طنط.
زفرت ساميه نفسها وردت بإمتعاض:
صباخ النور يا حبيبتي،خير هى لسه رِجلك بتوجعك.
ردت غيداء بكذب:
لا الحمد بقت أحسن،وبفكر أروح الجامعه النهارده.
نظر لها فادى برفض قائلاً:
جامعة أيه اللى تروحيها، الجرح اللى فى رجلك لسه بينتع دم.
نظرت ساميه للهفة فادى بسخريه قائله:
وماله ماتروح جامعتها يعنى هى هتروح مشي،ما العربيه هتاخدها من قدام باب العماره وترجعها لهنا تانى...يعنى مش هتتعب فى مواصلات.
نظى فادى لـ ساميه بإستفسار قائلاً:.عربية أيه اللى هتاخدها من قدام العماره.
ردت ساميه بتبرير:
العربيه اللى كانت بتوصلها قبل ما تتجوز.
نظر فادى لوالداته وفهم قصدها قائلاً:
ده كان زمان زي حضرتك ما قولتى قبل ما تتجوز دلوقتي غيداء مسؤوله منى مسئوليه كامله والعربيه دى ملهاش لازمه وغيداء عارفه مستوايا كويس إنى مقدرش أجيب لها عربيه بسواق وكانت الايام اللى كانت بتروح الجامعه بتاكسى،بس كانت رِجلها سليمه وتقدر تمشى عليها بسهوله، مش هيحصل حاجه لو غابت كم يوم وتقدر تتصل على أى زميله ليها وتسألها عن المحاضرات اللى فاتتها وأعتقد لسه بدرى على إمتحانات نص السنه وجامعة غيداء مفيهاش جزء عملى فمش هتتأثر بعدم الحضور.
شعرت ساميه بغيظ وبررت حديثها:
انا قصدى مصلحتها وأنتم أحرار.
رد فادى بجفاف:
فعلاً إحنا أحرار وغيداء مسؤوله منى وانا شايف إنها مش هتقدر تحمل على رِجلها، وكمان أنا شبعت ولازم ألحق ميعاد المصنع.
قال فادى هذا ونهض واقفًا ثم نظر ببسمه لـ غيداء التى إبتسمت غصبًا بإعجاب لا تنكره فادى رغم ما حدث لم يُكن طامعًا بثروة والداها ربما تلك نُقطه لصالحه.
بينما شعرت ساميه بنار ساحقه فى جنبيها، هى كانت تظن أن ولدها سينعم برغد بعد زواجهُ من غيداء سلسلة عائلة زهران، لكن فادى هو من يبدأ بالرفض، وتلك الحمقاء تبتسم له وتوافقه، عليها حثها حتى تشعر بأن حياة الزوجين مُشاركه ولا عيب من مساعدة الطرف ذو الترف للآخر، هكذا هى الحياه الزوجيه مُشاركه بكل شئ وأول شئ المُشاركه الماديه.
........ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لندن
بـ "تل كليف"أحد سهول لندن ذات الطبيعيه الريفيه الخضراء.
ترجل عواد وصابرين من تلك السياره، سارت صابرين سريعًا الى الجهه الأخرى مكان ما يقف عواد الذى تبسم لها ووضع يدهُ حول خصرها مُبتسما يسمع سؤالها:
إحنا هنا فين؟
رد عواد:
إحنا فى أشهر مكان ريفي فى إنجلترا،" تل كليف"
ودى مزرعة صديق ليا هنا وهو عزمنا نقضى اليوم عنده، وأنا وافقت... يعنى اليوم كله هيبقى بين
الماء والخضره والوجه الحسن.
نظرت له صابرين تتدلل بترقُب قائله:
ومين بقى الوجه الحسن؟
ضحك عواد بمكر مجاوبًا:
أكيد أوليڤيا بنت صاحب المزرعه.
توقفت صابرين عن السير ونظرت لعواد بغيظ قائله:
كده طب كمل بقى إنت لوحدك اليوم هنا وأرجع أنا شقة لندن تاني.
ضحك عواد وجذبها لمواصلة السير قائلاً:
تعالى بس هتنبسطي أوى هنا المكان له طبيعه خاصه وإن كان عالوجه الحسن هتلاقى هنا كتير.
نظرت صابرين لـ عواد قائله:
تعرف إن دمك بارد زى الإنجليز بالظبط واضح تآثيرهم على شخصيتك البارده، وأنا كمان هستمتع بالماء والخضره ويمكن يطلع صاحب المزرعه راجل وسيم ويبقى هو الوجه الحسن بالنسبه ليا.
ضحك عواد بثقه قائلاً:
"والتر" وجه حسن، ده أكبر من جدى صادق ده على رأى رائف عايش من قبل ميلاد الملكه فيكتوريا.
تحدثت صابرين بإغاظه:
وماله ما الشخصيات الكبيره دى بتبقى مُميزه بالحكمه والموده اللى تجذب اللى قدامها ليها.
تبسم عواد لـ صابرين بثقه دون رد،سار الاثنين الى أن وصلا الى مدخل المنزل المُرفق بالمزرعه إستقبلهما رجل بعمر الثمانين لكن يبدوا بصحه جيده بالنسبه لعمره فقط يسير على عكاز خشبى أنيق له رأس من الفضه تبدوا بوضوح أنها صدفة بحر...إستقبلهما بحفاوه بالاخص صابرين مما جعل عواد يشعر ببعض الغيره وهو يتعامل معها بتلك الأُلفه،حتى صابرين تسير على هواه كآنها تحاول إستفزاز غِيرة عواد
تجول الثلاث بين جنبات المزرعه هى تستمتع فقط برفقة عواد لا أكثر فالمكان رغم طبيعته الخضراء لكن لم يكُن جذاب بالنسبه لها، بعد وقت تركهم والتر وحدها وذهب لقضاء آمر هام.
إنحنى عواد على صابرين هامسًا:.
مش عارف ليه حاسس إن المكان مش داخل مزاجكك.
ردت صابرين:
فعلاً ، المكان مش مثير،فقط خُضره،بس تحسها خُضره مُصطنعه،ريف صحيح بس مش زى الريف المصرى،فى مصر تحس الطبيعه أفضل...يعنى أبسط شئ المدخنه العاليه اللى هناك دى تحس أنها معموله ديكور مش أكتر إنما هتلاقى فى المكان دفايه بالكهربا، التطور الممزوج مع البدائيه بيفسدها.
تبسم عواد وهو يلف يدهُ حول خصرها ومال على أذنها قائلاً:
طب بذمتك لو إحنا فى مصر فى بلدنا كنت أقدر أمشي معاكِ وأنا لافف إيدى على وسطك كده.
ضحكت صابرين قائله:
لأ طبعًا، كانوا يتغمزوا ويتلمزوا علينا، إنما هنا عادى عندهم تسيُب من الآخر معندهمش حيا...غير ممكن فى مصر يقولوا علينا فعل فاضح فى الطريق العام،أو أنا أقول إنى معرفكش وقتها يخدوك على أقرب قسم ويتعملك محضر تحرُش بأنثى رقيقه وتتلسوع فى القسم.
ضحك عواد بينما بنفس اللحظه صدح رنين هاتفه.
أخرج الهاتف من جيبه ونظر للشاشه وطبيعة صابرين الفضوليه لابد ان ترى من يُهاتفه، نظرت نحو الشاشه قائله:
مش أوليفيا دى اللى بتقول إنها بنت صاحب المزرعه طب بتتصل عليك ليه.
رد عواد بتلقائيه:
أكيد بتشوفني وصلت لهنا ولا لسه؟
تعجبت صابرين قائله:
وبتسأل ليه هى مش هنا فى المزرعه وأكيد باباها قالها او بعت لها خبر.
رد عواد بسهوله:.أوليڤيا مش هنا فى المزرعه ممكن تكون لسه عالطريق،هى عايشه فى لندن بتشتغل هناك،ده بيت والداها بتيجي فى الاجازات فقط.
تهكمت صابرين قائله:
آه يعنى إنت وهى متواعدين تتقابلوا هنا،ويا ترى بقى الست أوليڤيا دى بتشتغل أيه فى لندن،فاتحه محل بقاله بتبيع فيه منتجات لحوم وألبان.
ضحك عواد بصخب قائلاً:.
هى فعلاً بتشتغل فى اللحوم،بس اللحوم البشريه دكتورة علاج طبيعي.
تهكمت صابرين بسخريه قائله: يعنى قصدك
دكتورة تفعيص ،طب رُد عليها واضح إنها تِلمه ومش هتبطل رن غير لما ترد عليها.
كتم عواد ضحكته وقام بالرد عليها بهدوء،وأخبرته انها اصبحت قريبه من المزرعه.
انهى عواد الأتصال مُبتسمًا وهو يرى ملامح وجه صابرين التى ترسم بسمه ودت السؤال بفضول لكن قطع السؤال،إشارة والتر لـ عواد ان يذهب له ناحية أحد الحظائر القريبه من مكان سيرهم.
اماء له عواد برأسه ونظر لـ صابرين قائلاً:
تعالى معايا.
نظرت صابرين نحو المكان الذى أشار له منه والتر ثم قالت برفض:
لأ المكان ده واضح انه مكان حيوانات خلينى اتمشى شويه فى المزرعه وروح إنت له يمكن هيدبح عجل على شرف إستقبالنا.
ضحك عواد قائلاً:
إحنا فى إنجلترا دبح العجل ده فى مصر بس.
ضحكت صابرين قائله:
أهو شوفت ميزه تانيه للريف المصري، كرم الضيافه.
ضحك عواد وذهب الى والتر وترك صابرين وحدها تسير بالمزرعه، رأت إحدى شجرات الورد البلدى باللون الوردى إقتربت منها ومدت يدها على إحدى الزهرات بالشجره وكادت تقطفها لولا أن شعرت بضربه خفيفه على كفها ثم تحدثت لها إمرأة بعمر الخامسه والخمسون لكن من يراها يقول انها بأواخر الثلاثينيات او حتى بمنتصفهم
تنهرها بهجوم قائله بالإنجليزيه:
كيف لك أيها البلهاء ان تقطفىِ زهره الا تعلمين أن الزهور مثلنا تتآلم.
نظرت لها صابرين بغيظ متهكمه وكادت تسبها لكن إقترب من مكان وقوفهن معًا عواد يبتسم قائلاً:
أولفيا لقد تأخرتى كثيرًا لابد ان تدفعى ضريبة تأخير.
تبسمت له أولفيا قائله بود وترحيب: عواد
أيها الوسيم المصري من أجلك على إستعداد بدفع ضريبه مزدوجه.
قالت هذا وتركت صابرين وذهبت نحو عواد تفتح له ذراعيها بترحيب حقًا لم تحتضنه لكن يكفى ذالك الترحيب الحافل منها له يجعل صابرين تود سفك دمها الآن أسفل قدميها.
...... ــــــــــــــــــــــــ
الاسكندريه
بمصنع السيارات الذى يعمل به فادى
بعد الانتهاء من فترة العمل
دخل فادى الى غرفة مدير المصنع قائلاً:
مساء الخير يا أفندم،خير، وصلنى خبر إن سيادتك طلبت تقابلنى بعد نهاية وردية العمل بتاعتى.
تبسم مدير المصنع قائلاً:
خير يا فادى أقعد عاوزك فى مصلحه لك.
جلس فادى على أحد المقاعد مُبتسمًا ينتظر حديث المدير الذى قال له:
بص يا فادى انا من خلال الفتره اللى فاتت شوفت كدك فى الشغل هنا فى المصنع غير كمان انك عندك كفاءه و خبره كويسه،وعرفت كمان إنك كنت بتشتغل قبل كده فى الفرع الرئيسى للمصنع فى ألمانيا،وبصراحه كده صاحب المصنع طلب منى أرشح له كفاءات مميزه تسافر للمصنع الرئيسى هناك بألمانيا تمده بخبره،وأنا رشحتك فى أول القائمه دى...مع إنى مش عارف سبب إنك مجددتش العقد فى المصنع الرئيسى وجيت تشتغل هنا فى إسكندريه،حد عاقل برضوا يسيب الشغل فى مصنع زى ده فى ألمانيا...ويفضل يشتغل هنا فى فرع.
تنهد فادى نادمًا،بالفعل كان هناك بألمانيا أفضل له سواء ماديًا او معنويًا،لكن أعماه إنتقام واهى دفع ثمنهُ...لكن عقل حديث المدير برأسه
وإزداد الشغف حين قال له:.
انا عرفت إنك متجوز حديثًا وأكيد دى فرصه لك كبيره إنت أكيد محتاج عائد مادى أكبر يساعدك فى المستقبل أكيد هيكون عندك ولاد وهتجتاح مصاريف وإمكانيات أكبر، وإنت سبق وأشتغلت هناك وشوفت طبيعة العمل والآجر المقابل ليه، هسيبك أسبوع تفكر وترد عليا دى فرصه بلاش تضيعها انا لو شاب فى سنك مستحيل أضيعها خبره وزيادة كفاءه غير عاىد مادى سخي.
أماء فادى له براسه بموافقه،لكن هنالك من ود معرفة رد فعلها حين يُخبرها،فهل سترضى وتُسافر ألمانيا معه أم ترفض وتضع نهايه مؤلمه. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بالأسكندريه
بمطعم رائف
كات يحمل ميلا على ساقيه مُبتسمًا وهو يُعاندها ويقوم بشد شعرها الذى ترفعه على هيئة خُصل تُشبه ذيل حصان معقود بعدة فراشات ملونه، يحاول سلت إحداى الفراشات لكن ميلا سأمت من عبث رائف بشعرها فقامت بصفعه على عُنقه بطفوله منها، تآلم فادى بمفاجأه.
بينما لم تستطع فاديه كتم ضحكتها قائله بنُصح:. ميلا عيب كده... معليشى يا رائف هى بتعمل كده مع هيثم لما يعاندها هى عندها شعرها والفراشات دة منطقه خاصه.
إبتسم رائف يقول بعتاب مرح:
كده يا ميلا تضربي بابا لما أنت لسه مكملتيش سنه وبتضربينى أمال لما يبقى عندك عشر سنين هتحطينى فى دار المسنين.
ضحكت الصغيره وامائت رأسها وقالت بتهته:
آه إنت وهثم.
ضحكت فاديه كذالك رائف الذى إدعى المأساه ومد يده بـ ميلا لـ فاديه قائلاً:
يا خسارتك يا رائف ياللى بنتك هتحطك فى دار المسنين بدرى بدرى مش بعيد لما تكمل سنتين ترفع عليا قضية حجر وتتهمنى بالسفه.
ضحكت فاديه وهى تأخذ ميلا منه، ونظرت لـ ميلا قائله:
لأ ميلا طيوبه.
امائت ميلا ببسمه وقبلت وجنة فاديه.
نظر لها رائف قائلاً بتحسُر:
ناس تتباس وناس هتتحط فى دار المسنين... بس أنا عندى الحل أنا أتجوز وأجيب ليها مرات أب تعاملها زى مرات أبو سندريلا.
للحظه إرتجف قلب فاديه وشعرت بهزه قويه... وظلت صامته... لكن فى نفس الوقت آتى النادل لهم ووضع بعض المشروبات أمامهم، زاغ احد المشروبين بعين ميلا وأشارت عليه...
فقالت لها فاديه:
تبرد شويه يا ميلا.
وافقت ميلا فاديه، بينما رائف شعر بندم يبدوا انه تسرع فى قول أحمق، حتى فاديه إدعت الإنشغال مع ميلا وهى تُسقيها من ذالك المشروب الخاص بها تتهرب من النظر إليه...
قطع رائف ذالك الصمت قائلاً:
عرفتى إن عملية عواد بعد تلات أيام.
ردت فاديه:
آه صابرين إتصلت عليا النهارده الصبح وقالتلى، بس شكلها متوتره بزياده، برضوا عمليه مش سهله وهى لوحدها مع عواد.
تنهد رائف قائلاً:
بس تحيه قالتلى إنها هتسافر لندن وأنا معاها.
ردت فاديه: وكمان بابا هيسافر عشان يبقى جنب صابرين.
تعجب رائف مُبتسمًا يقول بسذاجه منه وظن أن فاديه لا يفرق معها الأمر قائلاً:
تعرفى إنى أنا اللى عملت مونتاچ عالصوره اللى بسببها إتجوز عواد وصابرين.
ماذا قال هذا الابله الذى يضحك
صمت ساد للحظه
قبل أن تنظر فاديه الى بسمة ذالك الابله السمجه
ثم نهضت واقفه، بنفس الوقت شعر رائف بسخونه تكاد تكون حارقه بصدرهُ
قائلا ببروده المعتاد:
آه القهوه حرقت شعر صدرى كش... قدامك عالطرابيزه حاجات كتير ملقتيش غير القهوه ترميها عليا، دى سخنه مغليه.
نظرت له فاديه بغيظ قائله:
أنا لو قدامى مية نار كنت رميتها عليك وسلختك بقى إنت مبسوط إن إنت اللى فبركت صورة عواد مع صابرين، عارف الصوره دى كانت سبب فى عذاب لأختى، لسعة القهوه اللى حاسس بيها دى جنبها ولا حاجه، أنا ماشيه وبعد كده ممنوع تتصل عليا، ولا أقولك أنا هغير رقمى.
قالت فاديه هذا وسارت لخطوات قبل أن يقول رائف:
إستنى مكانك، إنت رايحه فين وواخده بنتى معاكِ.
توقفت فاديه لدقيقه ونظرت لتلك الصغيره التى تحملها وقالت لها:
تروحى له.
أمائت الصغيره رأسها بـ لا وتشبثت بيديها بعُنق فاديه.
نظرت له فاديه قائله: أهو شوفت بنفسك حتى بنتك مش طيقه سخافتك، إياك تفكر تتصل عليا او حتى اشوف وشك تانى، يلا بينا ياروحى إنتِ.
قالت فاديه هذا وقبلت وجنة الصغيره ثم سارت بها سريعًا.
تنهد رائف بآلم قائلاً بمزح: طب ما تبوسى الواوا بتاعتى يمكن النار تهدى شويه...
معليشى يا رائف، واضح إن ملكش حظ
حتى بنتك باعتك، "كل حلفاؤك خانوك يا روفى".
قال رائف هذا وأشار للنادل الذى أتى له يحاول كبت ضحكته وهو يرى مديره بملابس مصبوغه بالقهوه قائلاً:
تحت أمرك يا افندم.
رد رائف:
انا مش محذر عليك قبل كده بلاش تجيب أى حاجه سخنه،بالذات قهوه.
كبت النادل بسمته قائلاً:
يا أفندم حضرتك اللى طلبت القهوه،والمدام طلبت هوت شوكليت.
نظر رائف للنادل قائلاً:.
كنت هات إتنين هوت شوكليت،على الاقل الشوكليت طعمها حلو مش مر زى القهوه،أعمل حسابك حق القميص وانبوبة التسلخات هيتخصموا من مرتبك ودلوقتي بقى روح هاتلى قهوه تانيه بدل اللى إندلقت على هدومى.
نظر له النادل قائلاً:
حاضر سيادتك،بس اجيب قهوه قهوه ولا أجيب هوت شوكليت.
نظر رائف له قائلاً:
سؤال غبى وبسببه هتدفع تمن فنجان القهوه،عشان إنت غبي،القهوه دى بعد كده تتمنع تنزل المطعم وفتوش هنا مفهوم.
اماء له النادل راسه بـ مفهوم وذهب ضاحكاً،هو يعلم أن رائف لن يخصم منه شئ هو فقط يمزح وبعد قليل سينسى كالعاده او يدعى النسيان...لكن هنالك مشاعر آن آوانها،بمجرد عودته من لندن بعد ان يطمئن على عواد، سيبيح بمشاعره لها...وتنتهى تلك الحيره الذى يعيش بها.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد ثلاث أيام
اليوم هو موعد عملية عواد
لندن صباحً
لم تنم صابرين طوال ليلة أمس ظل الفكر يشغل رأسها بهواجس لا تنكر أنها تخشى تلك العمليه الذى سيخضع لها عواد اليوم،العمليه ليست سهله بالمره
نتائجها ليست مضمونه والمؤكد عودة عواد للمقعد المتحرك لكن لفتره غير معلومه قد تُحدد بدايتها نتيجة تلك العمليه الجراحيه لكن العمليه نفسها صعبه ونتائجها غير معروفه...ظلت تتآمل وجه عواد وهى تضم جسدها لجسده تود الإلتصاق به أكثر ودت ان توقيظه وتقول له لا تخضع لتلك العمليه أنا لدي هواجس تُرعب قلبى،قلبى الذى تعلق بك،لكن صمتت تسير بأنامل يدها على وجنتيه ولحظه أغمضت عينيها تكبت تلك الدمعه بعينيها،لكن سقطت من عينيها على صدر عواد الذى كان شبه مُستيقظ وشعر بتلك الدمعه الساخنه على صدره ففتح عينيه ورفع يدهُ يضع أنامله فوق وجنة صابرين،شعر بآسى فى قلبه قائلاً:
على فكره أنا مش هموت...عملت عمليات كتير زى العمليه دى قبل كده وقدرت أقف من تانى على رِجليا.
فتحت صابرين عينيها ونظرت لعواد قائله:
عايزاك توعدنى إنك هتقف على رِجليك مره تانيه.
تبسم عواد ومازالت يدهُ على وجه صابرين لكن قال بمراوغه:
مقدرش اوعدك بشئ مش فى إيدى،ده فى إيد ربنا...يعنى لو مكتوبلى أموــــــــــ
قطعت صابرين بقية كلمة عواد حين قبلته على غفله منه.
ضمها عواد قويًا على صدره يستمتع بتلك القُبله التى اخرسته بها صابرين فى البدايه لكن سرعان ما إستحوز هو على شفاها بقُبلات عذبه ترك شفاها ليتنفسا الأثتين،رفع عواد وجه صابرين ونظر لعينيها قائلاً:
أوعدك يا صابرين لو ربنا طول فى عمري هرجع تانى أمشي على رِجليا بس عشان أمشى وانا ماسك إيدك بإيديا.
تبسمت صابرين رغم تلك الدمعه التى بعينيها وأمسكت يد عواد بيدها قائله:
وأنا هفضل جانبك و عمرى ما هسيب أيدك يا عواد وهنعجز سوا وهحكى لأحفادنا عن قصة جوازنا،وأقول لهم إن الوغد المختال إتجوزتنى بفضيحه.
ضحك عواد قائلاً:
قلبك أسود يا حبيبتى.
ضحكت صابرين هى الآخرى قائله:
مش دى الحقيقه يا عواد يا زهران.
ضحك عواد وهو يضم صابرين قويًا كذالك صابرين تود الالتحام بجسده، لكن ربما ضحكه تهون مأساه
... ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بالأسكندريه
بشقة فادى
وقف فادى أمام غرفة النوم خائرًا حائرًا ماذا يفعل وماذا يكون رد فعله، والدته هى من أخطأت بحق غيداء ورد غيداء الفج كان هو الرد المناسب على ما قالته لها والداته وبعد ان كادت تتهجم عليها بالضرب حتى انها دفعتها بقوه وإصتطدمت بمسند أحد المقاعد،لكن غيداء فجأه إنسحبت الى غرفة النوم،ولم تسمع رده على والداته الذى أنصفها هى،حسم أمره لا داعى للعناد أكثر من ذالك سيدخل الغرفه الى غيداء ويقول لها إن كانت تُريد إنهاء هذا الزواج مثلما قالت أمام والداته قبل لحظات لن يمانع،يكفى سباحه عكس التيار ، هذا الزواج بُني على خطأ من البدايه.
بينما بغرفة النوم
جلست غيداء تنحنى بجسدها قليلاً تضع يديها حول بطنها تشعر بمغص شبه قوى، آنت بآلم
فى نفس الوقت كان يدخل فادى الى الغرفه بعصبيه لكن زالت تلك العصبيه وإتجه الى مكان جلوس غيداء بلهفه ورجفه من ملامح وجهها الواضحة الشحوب... نسي الغضب والعصبيه وجلس على ساقيه أمامها
قبل أن يتكلم آنت غيداء بآلم تبكى،
ذُهل فادى حين سمع قولها برجاء:
البيبى، فادى أرجوك خدنى للدكتوره أنا خايفه البيبى يكون جرى له حاجه...من الخبطه.
نظر لوجهها مصدوم ألم تخبرهُ سابقًا أنها أجهضت الجنين... ما معنى قولها هذا الآن، لكن عليه إنتظار تفسير فيما بعد عليه الآن الإطمئنان عليهما أولاً.
....... ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
«يتبع»
للحكاية بقيه..
@الجميع
تفاعل كبير على الحلقتين عشان انزل كمان بارت انهارده
﷽
#الموجه_الثانيه_والخمسون_الأخيره6
#بحر_العشق_المالح
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
منزل الشردى
دخلت سحر الى غرفة السفره
تبسم لها وفيق كذالك ماجده بينما ناهد تصنعت بسمه غلب عليها حقيقتها العابسه،وقالت بإستفسار:
صباح الخير يا سحر، لابسه ومتشيكه رايحه فين بدرى كده.
نظرت لها سخر بسخط قائله:
عندى ميعاد مع المحامى.
نظرت لها ماجده ببؤس قائله:
برضو مش هترجعى عن اللى فى دماغك،فاروق قالك مش عاوز طلاق يبقى ليه مُصممه.
تممت ناهد على حديث ماجده حتى أن لسانها زلف بالحديث :
فعلاً مش عارفه ليه مُصممه عالطلاق،أنا لو مكانك مكنتش طلبت طلاق أبدًا.
نظرت لها ماجده وسحر ببُغض كذالك وفيق زغر لها بتهجُم مما أربك ناهد وحاولت تصحيح قولها:
أنا مش قصدى حاجه تعيبها أنا كان قصدى مصلحة ولادها.
نظرت لها ماجده بسخط قائله بإسمئزاز:
ياريت تسكتِ أحسنلك.
رغم غيظ ناهد لكن الصمت لها الآن أفضل بينما قالت سحر بنبرة إغاظه لـ ناهد:
أما أطلق بكرامتى أفضل ما أستنى يروح يتجوز وأقبل يبقى ليا ضُره، وبعدين
أنا خلاص اخدت القرار من مده ودلوقتي رايحه للمحامي سلاموا عليكم.
غادرت سحر،بينما نظرت ماجده لـ ناهد ولاحظت تلك البسمه الشامته على وجهها شعرت بحسره.
......
بعد قليل بمكتب أحد المحامين
وقف فاروق يُصافح سحر
صافحته سحر تشعر بجمره تسير نيرانها من يدها التى تُصافح فاروق الى قلبها وكذالك عقلها الذى تحكم بها،تحاول جمع ما تبقى منها،تذكرت فاديه حين قامت بالتنازل عن حقوقها لـ وفيق مقابل حريتها وقتها تشفت فيها بلا سبب حتى أنها من أشارت على والداتها بالضغط على فاديه بالتنازل مقابل طلاقها،ها هى تفعل مثلها لكن فاديه كانت بموقف أفضل تنازلت بإرادتها ليست مُرغمه ولا فاقده لكرمتها التى فقدها مع كبريائها كآنثى بالأسم فقط إمرأه.
جلست سحر بالمقابل لـ فاروق
بينما مد المحامى يدهُ بملف لها قائلاً:
دى الاوراق المطلوب توقيعك عليهم وكمان فى بالملف شيك بجميع مستحقاتك الماليه عند الأستاذ فاروق.
أخذت سحر الملف من يد المحامى ووضعته أمامها على طاوله صغيره وقامت بالتوقيع عليه ثم أخذت ذالك الأيصال المالي ثم وقفت تنظر لـ فاروق بحسره فى قلبها وهى تمد يدها له بالأيصال قائله:
أعتقد مستحقاتى وصلتنى بصندوق الصيغه الخاص بيا اللى بعته، أنا قبلته لأن الصيغه دى كنت بشتريها بفلوسك وعلى ذوقى، لكن قيمة الشيك ده زياده عن حقي.
حاول فاروق إقناعها بقبول الأيصال لكن رفضت، ربما لهدف فى رأسها أنها فعلت مثل فاديه تنازلت من أجل الكبرياء... لكن بالحقيقه هى تنازالت رياء
خوفًا أن يفعل فاروق مثل اخيها ويتزوج بأخرى وهى مازالت على ذمته، ويكون هذا من كمالة رد السلف.
..... ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الأسكندريه
بعيادة طبيبه نسائيه
وقف فادى ينظر عبر شاشة ذالك الجهاز الطبى الذى يكشف ذالك الجنين الذى برحم غيداء المتوتره والخائفه وقلبها يرتعب...
لكن طمئنتها الطبيبه ببسمه قائله:
إطمنوا يا جماعه البيبى صحته كويسه وأهو قدامكم كمان حتى واضح جدًا أنه ولد زى ما قولت لـ مدام غيداء فى المتابعه من كام يوم هى ومامتها وشكله هيبقى شقى.
إذرادت غيداء ريقها الجاف تشعر براحه حتى أن ذالك المغص إختفى آلمه قائله: طب والمغص والتقلصات القويه اللى حسيت بيها.
بررت الطبيبه ذالك قائله:
عادى جدًا ممكن يكون بسبب ضغط او توتر عصبى شديد أتعرضى له أو حتى ممكن يكون من غير سبب بتحصل أوقات، فترة الحمل مش سهله،ربنا يكملك المده الطويله الباقيه بالسلامه،ونصيحه منى بلاش توتر عصبى زياده حاولى تهدى أعصابك .
امائت غيداء للطبيبه ببسمه، وعادت تنظر الى تلك الشاشه ترى جنينها الذى بدأ يكبر برحِمها، بينما فادى مثل التائه بمشاعره الذى لا يعرف لها تفسير
سعاده أم حسره
سعاده أنه بعد عدة أشهر سيُصبح أب لـ طفل هنا كانت
الحسره غيداء وهمته بالكذب أنها أجهضت الجنين لماذا، أكان إنتقام منها أم كان لهدف آخر برأسها
فـ بالنهايه وقت كانت تلد ذالك الجنين سيعرف بوجوده وقتها، هنالك سبب آخر لدى غيداء آن الأوان الإفصاح منها عنه.
بعد قليل
بأحد سيارات الأجره قبل أن يُملى فادى العنوان للسائق أملتهُ غيداء عنوان ڤيلا زهران
لم يُجادل فادى فى ذالك وبالفعل ذهب معها الى الڤيلا وساعدها بالدخول الى غرفتها حتى جلست على الفراش نظر لعينيها التى تحاول أن تحيدهما عن النظر إليه وقال بسؤال يود معرفة إجابته الذى يتمنى أن تُخلف ظنه:
ليه يا غيداء كدبتي عليا وقولتى إنك أجهضت الجنين؟
حادت غيداء عينيها تنظر بكل إتجاه بالغرفه عدا وجه فادى...الذى جاوب بيأس على سؤاله:
أنا عارف السبب يا غيداء،هو إنعدام ثقتك فيا،فكرتى إنى ممكن أكمل فى إنتقامي وأذلك،صدقينى أو لاء أنا ندمت ودفعت التمن غالى أوى كفايه صحيت على حقيقة إن إنسان كان بالنسبه ليا مش مجرد أخ... كان أقرب إنسان ليا وبحبه أكتر من أخ عادى،كنت بحس أن هو ليا السند الوحيد فى الحياه وفى قلبى له مكانه قويه حتى كانت أقوى من مكانة بابا،أنا بعتذر منك يا غيداء ضيعتك معايا بس قبل ما أضيعك ضيعت نفسي وخسرت أكبر خساره فى حياتى وهى حبك ليا،أنا مكنتش بكذب عليكِ لما كنت ببعتلك رسايل الحب، يمكن كنت وقتها موهوم إنى فى لعبه وقت ما احب أطلع من اللعبه هطلع وأنا مش خسران حاجه بالعكس هكون وصلت لغرضى بتدمير عواد زهران
السبب الرئيسى هو اللى قتل أخويا وكمان إتجوز البنت اللى فى يوم كنت مفكر إن الشخص الوحيد اللى أقدر أتحمل وجودها معاه هو مصطفى كنت مفكر أن عندى مشاعر لصابرين بس حتى دى طلعت وهم انا عيشت نفسى فيه، وهم أنى حبيت صابرين بس هى مكنتش فى مكانه عندى أكتر من بنت عم بالكتير أعتبرها أخت،بس قلبى لما دق بجد كان ليكِ، وقت ما سيبتينى فى الشقه ومشيتى حسيت إنى كنت تايه وأنتِ كنتِ المرسى بس أنا بغبائى بدال ما أقرب من المرسى إستسلمت للموج يجذبى للغرق بعيد، حتى يوم ما طلبتى نتقابل وقتها كنت هقولك تعالى نتجوز رسمى ونعيش بعيد وننسى كل الماضي، حتى وإنتِ بتهددينى كنت بضحك جوايا وقولت غيداء بتحاول تبان قويه وهى هشه كانت شفايفك بترتعش وقتها، حاولت أظهر لك إنى ممكن أتخاذل وأتخلى عنك عشان يطول الوقت بينا، وأستمتع بيكِ قدامى، منكرش عجرفة عواد غاظتنى بس مكنش لازم أسلم نفسي للغضب يسيطر عليا، الغضب اللى بسببه خسرتك
وكمان أعتقد فى سبب تانى إنتِ كنتِ عامله حسابك أن مدة جوازنا مش هطول فـ بالتالى لو عرفت إنك كنتِ لسه حامل ممكن أعترض عالإنفصال بحجة البيبى،لكن عدم وجوده سهل الانفصال،غيداء أنا كنت حاسس بالصراع اللى بتعيشى فيه الأيام اللى فاتت من وقت ما ماما جت تعيش معانا وإتجبرتى كمنظر قدامها تنامى معايا فى نفس الاوضه،عارف يوم ما أتعورت رِجلك إنك مكنتيش قادره تتحملى تنامى جانبي عالسرير وكنتِ بتحججىي بوجع رِجليك إنى ممكن أخبطها وانا نايم بدون قصد وبتنامي عالكنبه...غيداء أنا النهارده بقولك من قلبى
أنا بحبك وأى شئ يريحك أنا مستعد أعمله حتى لو طلبتِ إنفصالنا.
ذهول من غيداء تشعر بإنشطار فى قلبها
رغم ذالك حل الصمت لدقائق حتى أعينهم تاهت تنظر الى أى مكان بالغرفه لكن لم تتلاقى،ربما لو تلاقت لفاضت بمكنون قاسى على القلب تحمُله...بالصمت كان الجواب بالنسبه لـ فادى الذى
إقترب من الفراش وإنحنى يُقبل رأس غيداء يشعر بإنهزام قائلاً:
هبقى أتصل أطمن عليكِ،سلام.
غادر فادى
تركت غيداء القرار لعينيها بتلك الدموع الغزيره لا تنكر شعورها بحزن من نبرة إنكسار فادى أمامها
لكن...
لكن ماذا!
هل تنسى نظرة والداها بخيبه لها كان من السهل تجنُب تلك النظره منهم لو أخفى فادى السر بينهم
كيف لم يُفكر بصورتها لو خرج ذالك السر خارج منزل زهران كانت أصبحت علكه بفم من يدعون الشرف ومنهم من يتجاهرون بالدنس مثلها وأكثر،هى من كانت ستدفع من سُمعتها وسُمعة عائلتها،الجزاء من جنس العمل
هى أخطأت وهو أخطأ والعقاب هو الغرق كل منهم فى إتجاه عكس الآخر.
.. ــــــــــــــــــــــــــ
لندن
المشفى
بغرفه خاصه
كان عواد يجلس مع صابرين إنتظارًا قبل إجراء إستعدادات العمليه الجراحيه.
تبسم عواد بداخله على ملامح صابرين التى يظهر عليها بوضوح التوجس والريبه كذالك يدها البارده التى تضعها بين يديه،رفع إحدى يديه وضم صابرين بها إليه قائلاً:
إيدك ساقعه كده ليه.
بررت صابرين ذالك قائله:
يمكن من تكييف الاوضه حاسه إنه بارد بزياده.
إبتسم عواد وهو يعلم أنها تحاول رسم القوه أمامه
لكن هو أصبح يعلم خِصال صابرين الهشه رفع يدها يُقبلها ثم قام بالنفخ فيها للحظات.
رغم ما تشعر به صابرين لكن تمسكت بيد عواد قائله بمزح تحاول تخفيف شعور القلق لديها:
أما أشوف بعد كم ساعه هيبقى فيك حيل تنفخ تانى ولا هتكتفى ببوس أيدي.
ضحك عواد بعبث قائلاً:
إن كان عالنفخ فهو سهل،إنما بوس الايد ده الله الأعلم بيه بعد كده،مع آنى مش من هواة بوس الأيادى.
رغم أن صابرين متوتره لكن تبسمت قائله بسؤال مرح:
ويا ترى إنت من هواة بوس أيه؟
غمز عواد بعينيه وضم صابرين أكثر له ونظر لوجهها تجول عينيه على كامل ملامحها كذالك عينيها التى تُشبه قُرص الشمس عند المغيب لكن اليوم يراها خافته وبها بعض العروق الصغيره باللون الاحمر يعلم أن سبب ذالك هو حالة السهر والترقُب والتوتر التى تعيشهم كلما إقترب موعد العمليه،يعلم رغم أنها تحاول إظهار القوه أمامه كى تُعطيه قوه يحتاجها لكن بداخلها هاجس خوف كبير،كان لديه قبل أن تآتى له لندن، وجودها جواره أزال كل شئ سئ أصبحت مثل النسمه الهادئه، أصبح يتمسك بالأمل من أجل فقط أن يذهب معها الى شاطئ الأسكندريه يسير جوارها مُمسكٕا بيدها كما وعدها قبل أيام بمزرعة والتر...
[فلاشــــ/ـــــباك]
على طاولة الغداء
جلس عواد بالمُنتصف بين صابرين وأوليڤيا التى كانت تحاول الاستحواز على الحديث مع عواد بود ومرح منها وعواد كذالك يتقبل منها المزح كآنهم أصدقاء او أكثر، شعرت صابرين بالغِيره منها لكن تضبط نفسها وتبتسم لـ والتر الذى يُرحب بها بحديث ودي قائلاً بالإنجليزية:
صابرين...هذا هو إسمك يبدوا إسم ذو معنى.
ردت صابرين بالإنجليزيه:
إسم جمع مُشتق من الصبر.
أماء والتر برأسه موافقًا:
يبدوا إنكِ تحملين صفات إسمك،الصبر وإلا لما آتيتي لتكوني جوار عواد هذه الفتره.
همست صابرين بالمصري:
لأ شكلىي جيت فى الوقت المناسب وكتمت على نفسه...بس الشمطاء بنتك دى نفسى انتف شعرها.
سمع عواد همس صابرين وحاول كتم ضحكته،بينما أخذت أولڤيا دفة الحديث قائله بنبرة سخريه من صابرين:تلك البلهاء، كانت تحاول قطف إحدى الزهرات ولا تعلم أنها من سُلاله نادره.
تهكمت صابرين بعبوس وقالت بهمس:
والله إنتِ اللى من سُلاله نادرة البرود.
ظل الحديث بينهم بين ود من والتر لـ صابرين وهجاء مُبطن من اوليفيا لا تعلم سبب لما لا تشعر معها بالصفاء، ربما بسبب طريقة تقارب حديثها مع عواد
عواد الذى تود أن تصفعه بسبب تلك البسمه وتلك الطريقه الذى يرد بها مع تلك الشمطاء... إنتهى وقت الغداء
نهض عواد ماددًا يدهُ لـ صابرين قائلاً: الجو النهارده خريفى
حبيبتى خلينا نتمشى شويه فى المزرعه قبل المسا.
وضعت صابرين يدها بيد عواد ونهضت،لكن أغتاظت حين تسآلت أوليڤيا:
الى أين عواد؟
كادت صابرين أن تقول له لا ترد عليها لكن هو سبق بالرد قائلاً:
أريد الأستمتاع قليلًا بالسير فى المزرعه.
ردت أولڤيا:
الطقس اليوم خريفي هادئ يُشجع على السير لكنى مُتعبه قليلاً سأذهب للراحه حتى المساء أتمنى لك سيرًا ممتعًا برفقة الخُضره.
قالت هذا ثم نظرت الى صابرين قائله بإستهجان:
وأنتِ أيضًا أتمنى لك وقت ممتع لكن لا تمدين يدك على أى زهره بالمزرعه هنا الزهور من سُلالات نادره.
نظرت صابرين لها بغيظ ودت أن تجذبها من خُصلات شعرها المصبوغه ببعض الألوان تُشبه الشمطاء الشريره المتصابيه ىببعض الافلام الأجنبيه،لكن إنفرجت شفتاها ببسمه مقيته لها.
بعد وقت من السير توقفت صابرين تشعر ببعض الإرهاق قائله:
مش كفايه مشي يا عواد أنا رِجليا وجعونى،خلينا نقعد نرتاح شويه تحت أى شجره من السُلالات النادره.
ضحك عواد،بينما نظرت له صابرين بغيظ قائله:
الشمطاء دى معرفش ليه حطاني فى دماغها وناقص تطردني من المزرعه.
ضحك عواد وهو يجلس تحت ظل أحدى الشجرات وجذب صابرين من يدها إختل توازنها وسقطت جالسه على ساقيه،نظرت حولها بالمزرعه تنهدت حين لم ترى أحد قريب منهم لكن قالت لـ عواد بخجل:
إفرض حد كان قريب مننا وشافنا كده...آه ولا إحنا فى بلد الفرنجه بقى ومعندهمش عيب ولا حيا.
ضحك عواد ووضع رأسهُ فوق كتف صابرين،لكن صابرين سمعت صوت غُراب تذكرت شئ وحاولت النهوض من فوق ساقي عواد دون إنتباه منه وقامت بإلقاء بعض أوراق الشجر المتساقطه عليه قائله:
وغد مختال،فاكر لما كنا فى المزرعه بتاعتك وقتلت أنثى الغراب وبعدها بوستنى وكنت هتخنقنى مستحيتش من عامل المزرعه اللى شافنا وقتها كنت نفسى أخد منك البندقيه وأفرغ طلقأتها فى رأسك.
ضحك عواد وهو ينفض تلك الاوراق قائلاً بوقاحه وعِناد وهو يجذبها عليه :
قولى إنك عاوزانى أعيد نفس البوسه تاني هنا.
أنهى قوله وهو يضمها بين يديه يُقبلها بشغف، أمتثلت صابرين لتلك القُبلات حتى ترك عواد شفاها ليتنفسا، عانقت صابرين عواد بحميميه أكثر، كذالك عواد لكن قطع ذالك العناق صوت الغِربان، همس عواد بأذنها قائلاً:
أنا بقول نقوم نكمل مشي، بدل ما أتهور هنا تحت الشجره، وحد من عمال المزرعه يصور لينا فيلم عاشقان تحت الشجره.
عادت صابرين برأسها للخلف وهى تضحك قائله:
زى الصوره اللى فبركها لك رائف كده.
ضحك عواد قائلاً:
واضح إن فاديه ليها تأثير كبير على رائف بيعترف ليها بدون ما تطلب منه.
ضحكت صابرين وامائت برأسها قائله بدلال:
وأنا ماليش عليك تأثير وعاوز تعترف إنك بتحبنى من أمتى؟
نظر عواد لـ عين صابرين عاشقًا لكن رد بشغب:
إفتكري كويس يا حبيبتي إنتِ اللى جيتي ورايا هنا لندن وقولتى لى بحبك يا عواد.
ضيقت صابرين بين حاجبيها وهى تقول:
إفتكر إنت كويس يا عواد، لما انا كنت فى الغيبوبه مين اللى قالى بحبك يا صابرين.
أبتسم عواد بعبث قائلاً: محصلش أكيد كانت تخاريف وانتِ فى الغيبوبه.
متأكد.
هكذا ردت صابرين واكملت:
وليه كنت ملازم للمستشفى ليل ونهار،كمان فى اللى سمعك وإنت بتقولى بحبك وأكيد ده مش تخاريف.
نظر عواد لها بإستفسار قائلاً:
مين بقى اللى سمعني بقول كده؟
بابا.
تعجب عواد.
ضحكت صابرين قائله:
مش مصدق طبعًا،بس بابا قالى إنه سمعك بتعترف لى بحبك وانا فى الغيبوبه...وهو اللى قالى سافري للوغد المختال وربيه وقولى له اللى بيحب لازم يكون عنده شجاعه ويواجه حبيبه فى وشه بحقيقة مشاعرهُ،مش يستنى إن الصُدف كل مره تكون لصالحه.
مازالت نفس نظرة التعجب من عواد لم يكُن يتوقع ذالك من والد صابرين فهو منذ بداية زواجهُ منها وهو يُظهر له أنه غير راضي عنه...لكن ربما سبب تغيير ذالك هو صابرين حين تأكد من حُبها لـ عواد.
نهض عواد واقفًا يمد يده ل، صابرين التى وضعت يدها سريعًا بيده سارا يتحدثان سويًا،الى أن توقفت صابرين قائله:
مش كفايه مشي كده بقى هلكت.
إبتسم عواد لها قائلاً:
مستكتره عليا أمشى على رجليا،الله أعلم أيه اللى هيحصل بعد كده.
توقفت صابرين عن السير ونظرت لعواد بعتاب.
تبسم عواد وجذب يدها للسير قائلاً:
مش دى الحقيقه.
نظرت صابرين له بغضب قائله:
دى فتره مؤقته وهترجع تمشي تانى.
نظر عواد لـ بسمة الامل التى تُعطيها له صابرين
تبسمت عيناه وهو يسمع لها:
فتره مؤقته يا عواد وهترجع تمشي تانى وهنرجع تاني إسكندريه أمشى انا وإنت على شط البحر اليوم كله من الشروق للغروب أيدى فى إيدك،أوعدني.
تبسم عواد لها بأمل قائلاً:
أوعدك يا صابرين هنمشى على شط بحر إسكندريه وأيدى فى إيدك،بس وقتها متقوليش رِجليا وجعتني زى دلوقتي كده.
ضحكت صابرين قائله:
لأ مش هقول هو العيب فى المكان مش أكتر، المشى على شط أسكندريه أحلى من "تل كليف".
[عــــــــــــوده]
عاد عواد يبتسم وهو يشعر برأس صابرين التى وضعتها على صدرهُ هامسه:
عواد إنت سرحت فى أيه بكلمك مش بترد عليا.
ضم عواد صابرين بلا رد كان الرد هو قُبلة عشق، حين رفع وجهها وراى تلك الدمعه التى تلألأ بعينيها
كانت القُبله كـ صقك أمل.
لكن قطع تلك القُبله هو طرق على باب الغرفه ثم دخلت مباشرةً أوليڤيا دون إنتظار بالسماح...
تهكمت حين رأت صابرين جالسه تضم نفسها لعواد
قائله بإغاظه لها:
أيها الوسيم المصرى آن الآوان أن تجهز لإجراء العمليه،لا داعى لإضاعة الوقت بمشاعر تافهه.
نظرت لها صابرين بغيظ يزداد كلما ترى تلك الشمطاء...كزت على أسنانها،سمع عواد صوت صقك أسنان صابرين،ضحك قائلاً لها بهمس:
إهدى يا حبيبتى هى متقصدكيش هى أوليڤيا كده دايمًا عفويه.
ردت صابرين:
دى مش عفويه،دى عافيه ربنا ياخدها منها الشمطاء اللى شبه الوليه اللى كانت بتخطف الكلاب في فيلم ميه وواحد دلمشان.
لم يستطع عواد منع ضحكته التى اثارت فضول أوليڤيا قائله:
ما الذى يُضحكك عواد، لكن اتعلم من الجيد ان تضحك وانت مُقبل على تلك العمليه، هيا إنهض من جوار تلك السمينه وتعالى معى لغرفة العمليات.
ماذا قالت تلك الشمطاء، أنا سمينه
نظرت صابرين الى جسدها بتمعُن جسدها ليس سمين... ضحك عواد أوليڤيا تحاول ان تصرف عن صابرين ذالك الشعور بالخوف لكن بطريقتها المستفزه، وربما نجحت فى ذالك حين نهض عواد من جوار صابرين دون ان تشعر بسبب نظرها لجسدها بتمعُن.
بعد وقت كانت تقف صابرين أمام غرفة العمليات تقرأ القرآن وتستغفر، تحاول الهدوء
بنفس اللحظه تفاجئت بصوت تعلمه جيدًا يُنادى:
صابرين.
إستدارت خلفها ورات من يفتح لها ذراعيه ببسمه، ليست تحلم هى بواقع سريعًا قطعت تلك الخطوات وألقت بنفسها بين يديه قائله:
بابا،متوقعتش إنك تجي لندن...فاديه مكلماني الصبح وقالتلى إن طنط تحيه ومعاها رائف هما اللى هيجوا.
ضمها سالم قويًا يقول:أنا قولت لها متقولش ليك عاوزها مفاجأه عشان آخد الحضن الحلو ده.
ضمته صابرين قويًا دون رد،لكن قطع ذالك العناق قول رائف بمزح:
إن غاب القط إلعب
عواد فى العمليات وإنتِ واقفه تحضنى فى عمى سالم.
جاىت من خلف رائف تحيه بلهفه تقول:.عواد دخل أوضة العمليات،الطياره اتأخرت فى الاقلاع بسبب سوء الاحوال الجويه حتى كانوا بيقولوا هيلغوا الرحله،بس انا قولت لو هاخد طياره خاصه لازم أجى بنفسى أطمن على عواد،خساره كان نفسى أشوفه قبل ما يدخل للعمليه.
تركت صابرين سالم وتوجهت ناحية تحيه تشعر بحزنها وأقتربت منها قائله:
عواد كان بيضحك وبيهزر قبل ما يدخل العمليه يا طنط.
رسمت تحيه بسمه مغصوصة القلب وضمت صابرين تشعر براحه قليله.
طال وقت الإنتظار
كما يقولون ليس المريض وحده هو من يشعر بالآلم فمن يُحبه يشعر بآلامه أيضًا،هكذا كانت تحيه تشعر
كذالك صابرين وإن كانت أخف قليلاً بسبب ضم سالم لها على صدره كآنه كان بلسم هدأ من إرتجاف قلبها.
نهضت تحيه واقف تشعر برجفه فى ساقيها تقول:
هى العمليه طولت كده ليه،مفيش حد يخرج يطمنا.
نهض رائف وجذبها لصدره قائلاً:
تعالى أقعدى واهدى يا تحيه معروف إن العمليات الدقيقه دى بتاخد وقت شويه.
تدمعت تحيه تقول:
وقت!
وقت قد أيه.
تنهد رائف قائلاً:
تحيه حاولى تهدي امال كنتِ بتعملى أيه قبل كده وانت عارفه إن عواد لوحده.
نظرت له تحيه بدموع تسيل من عينيها ماذا تخبره انها كانت تعيش بصدع فى قلبها دائمًا بسبب غياب عواد وهى لا تعلم ماذا به ولا كيف يعانى وحده بعيدًا عنها.
بنفس الوقت صابرين تشعر بإنسحاب فى قلبها،الوقت مر ساعات كثيره والهدوء أصبح صخب فى قلبها....
لكن قطع ذالك صوت فتح باب غرفة العمليات وخروج الطبيب،يبتسم لهم
إقترب منه رائف
فقال الطبيب:
إطمئنوا مرت العمليه بسلام دون مُضاعفات والمريض سيخرج الآن لغرفه خاصه به رجاءًا عدم الازعاج،لديه ساعات قبل أن يفيق من أثر المُخدر،لكن إطمئنوا.
تنهدت صابرين براحه قليلاً تود رؤيه عواد،كذالك تحيه،بينما خرجت من غرفة العمليات
أوليڤيا وحين رأت رائف قالت بمزح:
تأخرت مثل عادتك أيها المعتوه المصري.
ضحك لها رائف قائلاً:
أوليڤ لقد إشتقت لمزحك الغليظ،أخبريني بالتفصيل حالة عواد الآن.
إبتسمت أوليڤيا وهى تنظر الى صابرين وأشفقت على حالها قائله:
كما أخبركم الطبيب تمت العمليه الجراحية بسلام دون مضاعفات،تمت إزالة تلك الدماء التى كانت مُتخثره بالأورده،وستعود الدماء للسير بين الشرايين مره أخرى، والمرحله القادمه سيبقى جليس مقعد متحرك وبعد أن يلتىم الجرح بظهر عواد سنبدأ بمرحلة علاج طبيعي تُحدد متى سيُجري عمليه أخرى من أجل العوده للسير مره أخرى .
..... ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مساءً
بالبحِيره
أمام كافيه چوري توقف فاروق بسيارته لا يعلم لما آتى الى هنا الآن، وقف قليلاً يفكر فى الترجُل من السياره لكن شئ بداخله جعله يتردد، بالفعل أدار السياره مره أخرى وسار لمسافه صغيره وتوقف بالسياره مره أخرى يشعر بحِيره من ذالك الاحساس الذى يشعر به، إتخذ قرار العوده مره أخرى الى الكافيه وظل جالسًا بالسياره لوقت...
لا يعلم أن هنالك عينين تتابعهُ عبر واجهة الكافيه الزجاجيه من أول مره توقف بها، شعرت هى الأخرى بشعور يختلج قلبها، لكن سير فاروق بالسياره جعلها تفيق من تلك البسمه التى رسمتها ظنًا انه سيأتى لداخل الكافيه، لكن هو ذهب، وبسرعه عاد، بداخله تردد، حاولت صرف نظرها عن مكان وقوف سيارته...
لكن بعد قليل تفاجئت به يدخل الى الكافيه
إنشرح قلبها وتبسمت له بتلقائيه، كذالك هو تبسم لها ظنًا منه أن بسمتها هذه مُجامله لكل الزبائن شعر بالغِيره ود ان تخُصه هو وحده بتلك البسمه، التى هى بالفعل كذالك
جلس فاروق على أحدى الطاولات وأشار للنادل الذى أتى له ودون ما طلبه منه،اراد ان يطلب منها أن تأتى وتجلس معه يود البوح بأحاديث كثيره، لكن خشي أن تفهم مقصده خطأ... جاءت إليه حيله
أخرج سيجاره وضعها بين شفتيه وكاد يُشعلها، لكن آتت چوري سريعًا
وأخذت السيجاره من بين شفتيه... تنظر له بتحذير.
إبتسم فاروق قائلاً:
آسف نسيت إن التدخين ممنوع.
تبسمت چوري قائله:
عندة سؤال أتمنى تجاوب عليه.
إبتسم فاروق قائلاً:
إتفضلى إسألى.
تسألت چوري:
قولى لما بتحرق سيجاره بعدها بتحس بأيه؟
تفاجئ فاروق بالسؤال الذى لا جواب له غير:
ولا حاجه مش بحس بحاجه بس يمكن حرقها بيهدى نفسيتى للحظات.
للحظات!
هكذا قالت چوري ثم تسألت:
وبعد اللحظات دى بتبقى عاوز تحرق سيجاره تانيه عشان تهدى نفسيتك، وبعدها تالته ورابعه وخامسه وعشره وعلبه كامله وياترى بعد الحرق ده كله نفسيتك بتهدى لوقت قد أيه، وصحتك أخبارها أيه.
ضحك فاروق قائلاً:
صحتى الحمد لله كويسه، لكن بهدى قد أيه على حسب المزاج وقتها.
بنفس اللحظة قبل ان ترد چوري صدح رنين هاتف فاروق أخرجه من جيبه سريعًا نظر للشاشه سُرعان ما رد بلهفه يستمع للآخر ثم إبتسم وهو يتنهد براحه قائلاً:
عواد فاق من العمليه، الحمد لله ربنا يتمم شفاه، بكره الصبح هتصل عليه أكيد دلوقتى تحيه ومراته واخدين عقله.
أغلق فاروق الهاتف ونظر لـ چوري ببسمه قائلاً:
خبر حلو، بمناسبة الخبر ده تسمحيلى أعزمك على كوباية شاي ومتخافيش انا عارف نظام الكافيه أول مره بس مجانًا جر رجل.
ضحكت چوري بتفكير قائله: أوكيه طالما على حسابك معنديش مانع، حتى هعتبر العزومه حلاوة الخبر السعيد اللى وصلك واضح انه هو اللى كان معكر صفوك.
تنهد فاروق قائلاً:
بصراحه هو كان سبب من ضمن عدة أسباب، بس يمكن يكون هو أقوى الاسباب، إبن أخويا كان بيعمل عمليه جراحيه فى لندن والحمد لله تمت على خير.
تبسمت چوري قائله:
ربنا يكمل شفاه، شوفت أهو كنت هتكسب ايه لو حرقت سيجاره كان نفس الخبر هيجيلك لو إنتظرت شويه بصبر.
إبتسم فاروق لها وهى تجلس بالمقابل له... ثم تنهد بسأم مره أخرى قائلاً:
بس ده زى ما قولتلك سبب فى لسه أسباب تانيه بتمنى تهدى هى كمان.
ردت چوري: كل شئ مع الوقت بيهدي بس يمكن إحنا اللى بنستعجل.
تنهد فاروق يقول: بالعكس أوقات بنتأخر زى طلاقى اللى تم النهارده إتأخر كتير وللآسف خايف يدفع تمنه ولادي.
إهتز قلب چوري وشعرت بالآسى قائله:
وليه مفكرتش فى ولادك قبل الطلاق، هو دايمًا كده بنفكر بعد حدوث الغلط... أكيد كان ممكن يكون فى حل تانى غير الطلاق طالما فى أولاد كان لازم تكون الاهميه لهم لكن هو كده الرجاله دايمًا مبيفكروش غير فى نفسهم وآنانيتهم... عن إذنك عندى شغل فى الكافيه.
نهضت چوري وتركت فاروق تشعر بغضب وترى أمامها قصه مُشابه زوج يساوم على الطلاق مقابل أن تتنازل عن حقوقها الشرعيه فهى أصبحب زوجه معيوبه، أما ان تخضع وتتقبل أن تبقى على ذمته أو تختار الطلاق وتتنازل عن حقوقها وكل ما جنته لسنوات من تعب وكد تستمتع به أخرى معه، لمجرد خطأ طبي حدث لها.
....... ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لندن
خرج الطبيب من الغرفه مُبتسمًا يقول:
المريض فاق وهو لحدٍ ما كويس، أرجوا لما تدخلوا بلاش إرهاقه بالحديث مازال بفترة نقاهه أوليه بعد الإفاقه.
حديث الطبيب كأنه فقعة هواء
فبمجرد ما دخلت صابرين توجهت الى عواد الذى كان يُغمض عينيه وإنحنت تهمس جوار أذنه:
مختال وغد.
ثم أمسكت يدهُ بين يديها وهى تنظر له بترقُب.
فتح عواد عينيه مُبتسمًا بوهن، كذالك صابرين تبسمت له، ضغط عواد على يد صابرين بوهن ثم همس لها بخفوت:
صابرين قربى وشك منى وشى شويه.
إقتربت صابرين بوجهها من وجه عواد الذى قبل خدها... لكن هنالك من قال مازحًا:
إرحم نفسك إنت لسه فايق من البنج يا راجل، وبعدين إستحي والد صابرين معانا هنا فى الاوضه، بتبوس البت قدام أبوها يا قلبك الجامد.
شعرت صابرين بالخجل، بينما وكزت تحيه رائف وهى تقترب من فراش عواد قائله:
عواد مش حمل مناهدتك وهزارك الفارغ.
نظر عواد لـ تحيه بتفاجؤ لم يكُن يعلم بمجيئها، ثم نظر لبسمة صابرين وهى تومئ رأسها ببسمه له قائله:
أنا كنت عارفه إن طنط تحيه جايه هى ورائف كان المفروض يوصلوا قبل ما تدخل لأوضة العمليات بس الطياره اتأخرت بسبب سوء الطقس.
نظر عواد لـ تحيه التى تدمع عينيها ثم إقتربت من الفراش ووضعت يدها فوق يد عواد الأخرى ثم وامسكتها بين يديها ثم قبلت رأسه بحنان هامسه بأمومه :
عندي إحساس إن
ربنا هيحقق أملي ويتم شفاك على خير وترجع تانى تقف على رجليك، زى ما حصل قبل كده.
صمت عواد ينظر لها يشعر بمشاعر مُختلفه كل مره كان يفيق من عمليه كان يجد جواره فقط الاطباء والممرضات ثم بعدها يبقى وحيدًا هذه المره وجد صابرين التى تُمسك بيده وباليد الأخرى والداته.
......... ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عارفه إنكم زعلانين بس حطوا نفسكم مكانى انا ميفرقش معايا التصويت والله و مش باخد مقابل منكم غير كلمة تقدير ، وده مش تهديد منى، الايك مش هيتبعبكم زى ما انا ربنا العالم بيا وبكتب عشان الاقى فى الآخر تقدير منكم يمحي شويه من تعبى واحس انى بتقدم.
🌷🌷🌷...
مبرووووك لكل طلبة الثانويه العامه
سواء أهالى امهات أو اباء او طلبه، ربنا يحقق امانيكم يااارب. 🤲
....
البارت الجاي بعد انهارده بالليل لو لاقيت تفاعل
«يتبع»
للحكايه بقيه.
@الجميع
التفاعل ي جماعه عشان انزلكم حلقات اكتر
﷽
#الموجه_الثالثه_والخمسون
#بحرالعشق_المالح.
ـــــــــــــــــــــ
بعد مرور ثلاث أيام
بالأسكندريه صباحً
بأحد المطاعم
تبسم ماجد وهو يمد يدهُ له لـ منال بالمُصافحه .
بادلته منال البسمه وهى تصافحهُ.
أشار لها على أحد المقاعد للجلوس ثم جلست وهو بالمقابل لها... طلب الإثنين بعض أحد المشروبات،تحدثا بهدوء وبساطه كل منهم يشعر بمشاعر يخشى الإنجراف إليها كل منهما فى قصته الاولى عانى من أن يُعطى الحب ويجني مشاعر واهيه من الطرف الآخر... لكن ربما هنالك أمل يسطع دائمًا يستحق المجازفه من أجله...نبدأ طريق آخر
توقف الإثنين عن الحديث على صوت رنين هاتف منال التى أخرجت هاتفها من حقيبة يدها ونظرت للهاتف ثم نظرت لـ ماجد ببسمه صافيه تقول:
دى طنط تحيه لازم كل يوم تتصل عليا تطمن على رينا... هرد عليها.
بعد دقائق أغلقت ماجده الهاتف مُبتسمه ثم وضعته بحقيبتها مره أخرى ونظرت الى ماجد تقول:
طنط تحيه دى ست طيبه أوى أوقات بتصعب عليا وأقول قادره تتحمل ده كله فى حياتها إزاي.
تنهد ماجد بغصه قائلاً:
فعلاً طنط تحيه عندها إنسانيه عاليه أوي، عكس...
صمت ماجد لثوانى يتنهد بحُزن وهو يتذكر والداته التى كانت دائمًا ما تحرضهم على كُرهها وأنها خطفت منها والداهم من أجل مصلحة إبنها الوحيد لم تُبالى بوجوده هو واخواته كانت مصلحة ولدها عواد فوق الجميع ومصلحته كانت زواج أبيهم منها حتى تظل تنعم برخاء عائلة زهران، كما أنها ببراعه وكُهن منها إستطاعت السيطره على مشاعر والداهم الذى أصبح يُفضل عواد ويُميزه عليهم بكل شئ... حتى حين تزوج تزوج من إمرأه كان يعلم جيدًا أنها أباحت بعشقها لـ عواد وهو رفضها قررت الإنتقام والثآر فتلاعبت بمشاعره حاولت كثيرًا زرع الحقد والغِل فى قلبهُ من ناحية عواد هى كانت تعلم أن هنالك فتور وغِيره،حقًا لم تصل فى قلبه لكُره لكن هى لعبت على هذا الوتر لديه لفتره كان فيها غائب العقل ونسي صلة الدم وانه يومًا ما كان السبب فى إنقاذ عواد من الموت حين تبرع له بالدماء وقت إصابته رغم أنه لم يُكن أتم السادسه عشر، حين طلب منه والده ذالك من أجل إنقاذه، وقتها إعتبر ذالك أن والده يُفضل عواد عليه،لكن الآن الصوره واضحه أمامه أن والده كان يفعل ذالك عطف على عواد الذى كان يستحق العطف كان يرى معاملة عمه الجافه لـ عواد عكس معاملته له هو واخواته برحابه كأنه كان يخشى أن يمدحه فيصيبهُ الفشل...حقًا الصور والمواقف مع الوقت تتغير،ربما تبهت الصور والمواقف تظهر حقيقتها،لا ينكر شعوره بالآسى والقسوه حين سمع إعتراف فوزيه لـ عواد أنها مازالت مُغرمه به رغم مرور سنوات على زواجها منه،حتى لم تسلم صابرين من آذاها،صابرين التى كانت آخر مُسمار يُدق ليعلم أن فوزيه حاقده وتجرفه معه لطريق نهايته الضياع،بمشاركة أخيها التى تعلم أنه لا يعمل بشرف يستغل إسم والده السفير وكذالك نسب عائلة زهران الشهيره،فاق قبل فوات الآوان قبل أن ينجرف لموجه عابثه ظاهرها البراءه وباطنها كان الهلاك،لم يستغرب حين أخبره عواد أن حادث صابرين كان مُدبر والمتهم الاول هى فوزيه،حتى حين بالبرهان القاطع له تمنى أن يخلف ظن عواد ليس من أجل انه مازال يكن لـ فوزيه مشاعر بل من أجل طفلتيه لم يُريد أن يكبرا ويعلما أن والداتهم كانت قاتله حقًا لم تقتُل بيدها لكن حرضت على قتل
تذكر ذالك اليوم الذى آتى فيه عواد الى الاسكندريه قبل زواج غيداء بيومين
[فلاڜـــــــــــ/بــــــــاك]
بغرفة مكتب ماجد دخل عواد
وقف ماجد مُبتسمًا يقول بترحيب:
أهلاً يا عواد لما أتصلت عليا بدري وقولت إنك جاي إسكندريه لآمر مهم بصراحه قلقتنى.
إبتسم عواد قائلاً:
هو فعلاً الموضوع يقلق يا ماجد ومرضتش أتصرف فيه قبل ما أرجعلك مع إن كان سهل عليا اخد قرار يمكن لو فى وقت قبل كده كنت خدت القرار بدون ما أفكر فى عواقبه بعد كده،معايا فيديو صغير عاوزك تشوفه.
تعجب ماجد قائلاً بمزح:
فيديو أيه يا عواد من أمتى ليك فى الڤيديوهات.
تبسم عواد يقول:تقول أيه بقى كل شئ بيتغير،خلينا نشوف الڤيديو.
أخذ ماجد قرص ممغنط ووضعه فى حاسوبه الخاص يشاهد الڤيديو الذى تفاجئ بمحتواه،الذى كان عباره عن لقاء احد السائقين لديهم بـ فوزيه فى أحد الاماكن الوضيعه بالنسبه لـ فوزيه الڤيديو يُظهر أيضًا إعطاء فوزيه لذالك السائق حقيبه صغيره فتحها السائق ونظر لمحتواها بطمع وظفر،لم يستمر ذالك اللقاء سوا بضع دقائق...وإنتهى الڤيديو.
نظر ماجد بذهول لـ عواد قائلاً بإستفسار:أنا مش فاهم ليه فوزيه بتدي للسواق ده كل الفلوس دي..بدون وجه حق؟!.
رد عواد بتفسير:
مين اللى قال إنها بدون وجه حق،فى ڤيديو تانى عاوزك تشوفه هو كمان وبعدها هقولك على التفسير،وبعدها هتنزل معايا للمخزن هنا.
مازال الذهول هو رد فعل ماجد وهو يشاهد الڤيديو الآخر الذى يُظهر السائق يخرُج من أسفل سيارة صابرين وبعدها مباشرةً خرجت صابرين بالسياره ورأى تلك البُقعه الزيتيه أسفل السياره بوضوح.
أغلق عواد الحاسوب وهو ينظر لذهول ماجد قائلاً:
خلينا ننزل للمخزن هتلاقى تفسير لكل ده
خلال دقائق كان الإثنين بالمخزن،تعجب ماجد من وجود رئيس الحرس الخاص بهم يقف وأمامه ذالك السائق مربوط بأحبال قويه وعلى وجهه أثار كدمات،صرخ السائق برعب حين رأى عواد أمامه قائلاً:
والله مظلوم يا بشمهندس انا كنت مغصوب انفذ اللى مدام فوزيه أمرتنى بيه أنا كنت محتاج للفلوس اللى إديتها ليا، أنا كنت شاري شقه فى مكان كويس بالتقسيط بس حصل شوية مشاكل ومقدرتش ادفع كذا قسط وإتهددت إن الشركه اللى شارى منها الشقه هتقدم أشياك الأقساط للنيابه وخوفت اتسجن او الشقه تضيع منى وأعيش فى الشارع.
تهكم عواد يضحك بسخريه:
خوفت الشقه تضيع منك لكن مخوفتش إنك تتسبب فى قتل إنسانه بريئه عمرها ما أذتك.
تعجب ماجد قائلاً:
أنا مش فاهم حاجه يا عواد.
نظر عواد لـ ماجد قائلاً:
اللى حرضت السواق على قتل صابرين هى فوزيه،وقدامك السواق أهو أسأله.
نظر ماجد للسائق بذهول عقله غير مستوعب أن يصل الحقد بقلب فوزيه الى هذا لحد،
القتل!.
إرتعب السائق وأعترف قائلاً:
مدام فوزيه إتفقت معايا إنى ألعب بعربية الدكتوره وقصاد كده آخد منها مبلغ مالى كويس أقدر ادفع بيه أقساط الشقه الباقيه وأسجل عقدها بأسمى،طلبت منى أزود هوا عجل العربيه زياده عن الازم،عشان مجرد ما الدكتوره تمشي بالعربيه العجل مش هيستحمل وينفجر عالطريق وسهل وقتها العربيه تتقلب بيها،بس انا والله كنت بزود هوا عجله واحده بس ومكنتش بزودها بنسبه كبيره كنت بتنفجر قريب من الڤيلا والطريق ده كان أُحادي الإتجاه فبتقدر الدكتوره تسيطر عالعربيه،ويوم لما كنا فى البلد إتصلت عليا مدام فوزيه وهددتنى إنى إن مكنتش أقطع فرامل العربيه وأنهي الموضوع يبقى أنسى المبلغ اللى وعدتنى بيه،وانا كنت مضطر ومغصوب،حتى مقطعتش خرطوم الفرامل كله.
ذهول ماجد غير كافى لما يسمعه كيف غض بصرهُ عن مساوئ فوزيه،لكن ماذا كان ينتظر من إمرأه تخلت عن طفلتيها وتركتهن ولم تنظر خلفها لبُكائهن
تأكد الآن أن هذا كان الأفضل لهن فربما كانتا تطبعن بطباعها السيئه.
نظر عواد لـ ماجد قائلاً:
الأدله اللى معايا مع إعتراف السواق كافيه لتأكيد تهمة الشروع فى قتل لـ فوزيه يا ماجد،أنا كان سهل عليا أبعتهم مع أى محامى للنيابه،بس أنا عارف إن فى بينك وبين فوزيه بنتين ملهمش ذنب إن فوزيه تبقى مامتهم للآسف.
إزدرد ماجد ريقه يشعر بجفاف فى حلقه كذالك صاعقه تضرب ليس قلبهُ بل عقلهُ الذى كان مُغيب...ثم فكر لدقائق قبل أن يقول:
عواد سجن فوزيه مش هيفيدك فى حاجه بس الفيديوهين زائد إعتراف السواق ممكن يفيدوا بناتي.
نظر له عواد بدون فهم.
وضح ماجد قوله:
فوزيه بدأت الحرب معايا يا عواد إنتقام مني،رغم إنها هى اللى سابت بناتها ومسألتش فيهم بس رفعت عليا قضية ضم حضانه لهم وإنى مانعها إنها تشوفهم،والقضيه دى سهل الحكم فيها،أنا لو متأكد إن ليها هدف تانى من قضية حضانة البنتين هى كل هدفها الإبتزاز بعد كده هتساوم عليهم قصاد مبلغ مالي وده فعلاً اللى حصل لما إتفاوضت مع المحامى بتاعها هى لغاية دلوقتي بتمثل الدور البرئ متأكد لو عرضت عليها فلوس ممكن تتنازل عن حضانتهم،بس ده هيبقى لوقت وترجع تاني لنفس طريقة الإبتزاز.
تهكم عواد غير مُستغرب من دناءة فوزيه حتى مع بناتها لكن قال بعدم فهم:
قصدك أيه.
رد ماجد:
إنت بتقول كان سهل تقدم الفيديو والسواق للنيابه،بس ممكن فوزيه تنكر فى الڤيديو وتقول متفبرك وفى النيابه سهل كمان تكدب السواق وتخرج منها بدون أى مجهود،لكن أنا ممكن أستفيد من ده أنا وبناتى أنهم يتربوا فى مكان نضيف بعيد عن أحقاد فوزيه وأهلها.
إزاي؟
كان هذا سؤال عواد.
جاوب ماجد:
إنت معاك تسجيل الفيديو وكمان أكيد فى كاميرا هنا سجلت إعتراف السواق،أنا هاخد الفيديوهين وهواجه بهم فوزيه وهى مهما كانت كدابه وغلاوويه وحاولت تشكك فى الفيديو مش هتقدر تكذيبهم لوقت طويل عالاقل قدامى لأنها هتظن آنى لسه ضعيف قدامها وده فعلاً اللى همثله،أنا كل اللى يهمني مصلحة بناتي عارف إنك هتستغرب لآن فوزيه كانت بالنسبه ليا شئ خاص وكنت بتغاضى واوقات بشاركها فى أفعال تضرك،بس أنا فوقت يا عواد انا سمعت فوزيه وانتم فى المكتب وهى بتعترف لك إنها بتحبك وإن سهل إنها تطلب تطلق مني وانت كمان تطلق صابرين وأنها مجرد نزوه فى حياتك وبعدها سهل جوازكم،وقتها لو مش المُربيه بتاعت البنات قالتلى إن واحده منهم مريضه بقالها أكتر من كام يوم وحالتها مش بتتحسن بل بتزيد سوء،كنت هدخل أقتلها بدون ندم،بس صحة بنتي كانت أهم منها وأنا عرفت إزاى أنتقم لكرامتى اللى هى هدرتها كويس بإنسحابى من شراكة أخوها وكمان طلاقي منها بكده إنتهت شركتهم قبل حتى ما تحط الخطوه الاولى فى السوق،دمرتها ماليًا حتى سمعة المصنع بتاعهم بقت فى الحضيض وتسعين فى الميه من العملاء طلبوا فسخ العقود وطلب تعويض بسبب ردائة منتجاتهم،هى أكيد فكرت إن صابرين مش بس السبب إنك رفضت عرض حبها عليك،كمان هى السبب فى قفل مصنعهم بعد ما عملت معاها شغب واتهمتها بإستغلال منصبها فى إنها تسوء من منتجهم قصاد طبعًا مصانع زوجها عواد زهران...أنا بطلب منك يا عواد كـ أخ محتاج مساعده منك أنا أقدر أساوم فوزيه وأسترد بناتي بدون ما أستنى حكم محكمه سهل تحصل عليه.
فكر عواد لدقائق،ربما لو بوقت آخر ما كان وافق ماجد وكان دون إنتظار قدم تلك الدلائل للنيابه،لكن هنالك من أيقظت فى قلبه مشاعر كانت موؤده،ربما يكفيه عودة صابرين للحياه مره أخرى وتلك الحاله النفسيه الهادئه التى أصبحت عليها رغم أنه مازال حتى لا يعرف حقيقة شعورها نحوه رغم العشق الذى يكنه فى قلبه لها،وكذالك الآلم الذى يتوغل لجسده...
تنهد عواد وهو مُتردد للحظات وأشعل إحدى السجائر ونفث دخانها وهو يتبادل النظرات بين السائق وبين ماجد
حسم أمره قائلاً:
معاك فيديو السواق هو وفوزيه وكمان إعترافه بانها هى اللى حرضته،أنا متأكد لو صابرين عرفت باللى حصل ده، رغم فداحة فوزيه بس قلبها هيرق على بناتها.
إبتسم ماجد قائلاً:
شكرًا يا عواد وانا آسف إن كنت فى يوم غبي وسمحت لنفسى أضرك.
إبتسم عواد قائلاً:
كنت غبي يا ماجد كنت كل ما تخاول تأذيني بتنفعني والنفع الأكبر إن بسببك إتقابلت مباشر مع صابرين لما كانت من ضمن لجنه وزارة الصحه بسبب البلاغات العبيطه اللى كان السبب فيها عادل حربوء.
ضحك ماجد كثيرًا يشعر بندم.
[عــــــوده]
عاد ماجد من ذكرى ذالك اليوم يبتسم لـ منال التى لاحظت شرودهُ ووضعت يدها فوق يده لكن سُرعان ما سحبتها بخجل قائله:
سرحان فى أيه،آسفه إن كنت بتطفل عليك.
إبتسم ماجد الذى للحظات شعر بيد منال كأنها مثل البلسم فوق الجرح ود أن يقول لها لا تبعدي يدك من فوق يدي،لكن يخشى أن تكون مشاعر من إتجاه واحد ويدفع ثمنها لاحقاً لكن تبسم قائلاً:
لأ مش تطفل منك أبدًا دى قلة ذوق مني،لما أكون انا اللى طلبت منك نتقابل وأسرح فى شئ مش مهم خلينا فى المهم.
إبتسمت منال تود الاستفسار قائله:
وياترى أيه هو الشئ المهم اللى طلبتنى عشانه،وقولت نتقابل بدري كده.
إبتسم ماجد قائلاً بآسف:
آسف عارف إن الوقت بدري،بس أنا عرفت إنك رجعتى إستلمتى شغلك هنا تانى فى إسكندريه،وكمان أنا بعترف عواد كان شايل جزء كبير من شُغل سواء مصانع او مزارع زهران وبسفره وأكيد كمان مرضهُ هيآثر علي الشغل بالذات إن بابا تقريبًا إكتفى بدور المُرشد ليا انا وأخواتي،وبالذات أنا لآنى كنت المسؤول التانى بعد عواد.
نظرت منال لـ ماجد نظره لا تعرف تفسيرها أكانت إعجاب أم تعجُب،من صراحة ماجد،لأول مره ترى به شخصيه متواضعه تعترف أنها لم تكُن مُتباهيه أنها صاحبة السُلطه والخبره.
ضحك ماجد على ذهول منال قائلاً:
عارف تفكيرك هتقولى أيه الغبى ده اللى بيعترف إنه كان رقم إتنين،دايمًا أى حد بيتباهى أنه رقم واحد.
فسرت منال نظرتها لـ ماجد هنالك مشاعر تنمو،لكن قالت:
بالعكس الأعتراف فضيله يا ماجد وكمان بيهدي نفسيتك ويسيب لك الرضا،والرضا بيأدى لراحة البال والقلب.
تنهد ماجد قائلاً:فعلاً الرضا بيأدى لراحة البال والقلب...زى ما عواد عمل ورضي وقبل ما يصدر حكم المحكمه قسم ميراثه بالكامل مناصفه ومضى كمان على تنازل عن ميراثُه فى المرحوم مصطفى بس طلب منى أن اللى يكون وصي على بنتك بابا
فهمى زهران،مش عدم ثقه فيكِ بس تقدري تقولى إمتنان من عواد لـ بابا.
إبتسمت منال قائله:
فعلاً عواد شخصيه تحير،وأنا موافقه على قراره وأكيد يشرفنى أكون من ضمن عيلة زهران بعد الحفاوه والمحبه اللى شوفتها من طنط تحيه عكس....
صمتت منال قبل أن تُخبر ماجد عن طمع وجشع ساميه حتى بعد وفاة مصطفى لولا غصب عليها جمال التنازل ما كانت تركت ميراثها من مصطفى لـابنتها،حتى أنها هددتها ذات مره بطريقه غير مباشره أنها تستطيع أخذ حضانة صغيرتها إذا فكرت فى الزواج مره أخرى،بحجة مصلحة إبنة مصطفى لكن بالحقيقه هى كل ما يهمها المال فقط،المال الذى من أجله غصبت على مصطفى الزواج منها وهى تعمل معه بالخارج وتشاركهُ نصف ما يملُكه بلا أى مستند يُثبت أحقيتها بذالك،كانت مغفله،او بالأحق أعماها العشق الذي دفعت ثمنه وحدها.
تحدث الاثنين بمواضيع لم ينتبها كم من الوقت مضى لكن الراحه النفسيه بينهم كانت ذو تآثير قوى أنه هنالك أمل بالفرصه الثانيه التى وضعت أمامهم،ربما آن الآوان لآن تظهر بعض الآنانيه لديهم والبحث عن سعاده تآخرت.
....... ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بمنزل الشردى
وقف وفيق أمام المرآه يُعدل من هندامه ينظر عبر إنعكاس المرآه الى ناهد التى تعبث بهاتفها،شعر بفضول قائلاً:
اللى أعرفه إن الست تصحى من النوم تقوم تجهز لجوزها الفطور لكن إنت صاحيه من النوم مسكتى الموبايل أيه المهم أوى كده فيه؟
إرتبكت ناهد قائله بكذب يشوبه بعض الدلال:
مفيش حاجه مهمه كنت بشوف فيه الساعه كام،وإن كان عالفطور زمان الشغاله حضرته،وبصراحه كده حاسه آنى لسه عاوزه أنام وماليش نفس للأكل.
تهكم وفيق قائلاً:
وإيه اللى سادد نفسك عن الأكل ومخليكِ عاوزه تنامى،أيه حِبله جديد والوحم جايلك بنوم.
نظرت ناهد لـ وفيق تشعر أنه صفيق هو يعلم أن العيب منه لكن لا يخجل...لكن إدعت الرضا قائله:
مش السبب آنى ممكن أكون حِبله،السبب شُغل البيت الكتير اللى بشتغله طول اليوم،أنا مش عارفه ليه عمتى ساكته عالخدامه دى تعتبر بتقبض وأنا اللى بشتغل مكانها.
تنهد وفيق بعدم تصديق لها قائلاً:
مش ده بيتك إنتِ أولى بالشغل فيه.
شعرت ناهد بإزدراء ودت ان تنهض وتصفع وفيق،لكن هنالك صفعه قويه بإنتظاره حين صدح رنين هاتفه،نظر لشاشته وسُرعان ما رد،لتتبدل ملامح وجهه بشده الى الوجوم قائلاً:
نص ساعه واكون فى المصنع.
أغلق وفيق الهاتف،ووضعه بجيبه ثم كاد يخرج من الغرفه لولا قول ناهد بإستفسار:
فى أيه اللى حصل.
رد وفيق بغضب:
مالكيش فيه وقومى بلاش دلع شوفي شغل البيت.
قال وفيق هذا وغادر الغرفه سريعًا، سخرت ناهد منه قائله:
معندكش شخصيه وبجح وعارف ان العيب منك ومش مكسوف... إبن ماجده على حق، بس أنا خلاص مليت الحياه دى.
بنفس اللحظه صدح هاتفها برساله فتحتها وتبسمت بنشوى... غير آبهه بسبب ذهاب وفيق.
بينما وفيق أثناء نزوله على الدرج بلهوجه كاد أن يتصادم مع ماجده،لكن إنتبهت له وأخذت جانبًا آخى قائله بإستفسار عن سبب تلك اللهوجه.
رد وفيق سريعًا وهو يُكمل سيرهُ:
عربية الشحن اللى كانت بتنقل البضاعه إتقلبت على الطريق وهى محمله كميه كبيره.
شعرت ماجده بهزه قويه وقالت:
وأيه اللى حصل للبضاعه.
رد وفيق:
معرفش انا رايح أشوف بنفسي،إدعى إن ربنا يعديها بسلام والخساير متكنش كبيره،العربيه كانت محمله أكتر من نص إنتاح المصنع.
غادر وفيق المنزل وترك ماجده تشعر بسوء رغم ذالك تندب قائله:
مش عارفه أيه الحظ ده كآننا كنا ناقصين كمان،فى نفس سيئه دخلت الدار نحستها.
...... ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لندن
المشفى
بغرفة عواد
أغلقت صابرين الهاتف مُبتسمه ثم نظرت لـ عواد تقول:
بابا هيتأخر شويه،بس أكيد طنط تحيه ورائف زمانهم على وصول.
صمت عواد
للحظه شعرت صابرين بالتوجس من ملامح وجه عواد التى تدل على أنه يشعر بآلم أو ربما لديه شعور آخر يُحاول السيطره عليه.
إقتربت منه بلهفه قائله:
عواد مالك،حاسس بوجع أطلبلك دكتور.
نظر عواد لهابحِده يشوبها عصبيه قائلاً:
لأ مُتشكر مش محتاج لدكتور أنا كويس.
تنهدت صابرين بهدوء ثم قالت:
الحمد لله، طب تحب أعدلك السرير شويه، أقولك خلينى أعدلك المخدات وراء ضهرك هتحس براحه.
قالت صابرين هذا وإنحت بجذعها قريبًا من جسد عواد الذى زفر نفسه بسأم ثم قال بعصبيه:
قولتلك قبل كده مُتشكر أنا مرتاح كده.
إستقامت صابرين بجسدها ونظرت لـ عواد قائله: بتنفخ ليه،عواد...
قاطع عواد بقية حديثها بعصبيه قائلاً:
أنا مش بنفخ أنا بتنفس عادى،إنت اللى مُصره كل دقيقه تسألينى إن شئ بيوجعك أو أعملك كذا بتعاملينى على إنى مـ
صمت عواد قبل أن يُكمل الكلمه حين رأى تلك الدمعه التى تلمع بين أهداب صابرين، كذالك قولها:
أنا آسفه يمكن ببالغ شويه.
تنهد عواد يشعر بندم، وكاد يعتذر من صابرين ويقول لها أنه لم يتعود على إهتمام أحد بشآنه سابقًا ربما هذا ما يُسبب له عصبيه زائده لكن سماع طرق على باب الغرفه كذالك سماح صابرين بالدخول جعله يصمُت وهو ينظر لوجه صابرين التى أزاحته بعيد عنه وتمحو تلك الدمعه... شعر بغصه فى قلبه
لكن دخول رائف المازح جعله يبتسم رغم شعور الندم.
كذالك صابرين رسمت بسمه حاولت أن تتناسى عصبية عواد عُذرًا منها لحالته فليس سهلاً عليه تقبُل أمر عودته قعيد مره أخرى.
بينما مزح رائف قائلاً:
يا عيني عالدلع،طبعًا مبسوط صابرين جنبك طول الوقت مين يلاقى الدلع ده كله وميدلعش .
تهكم عواد قائلاً:
بتحسدنى عـ الدلع وأنا مشلول.
تبسم رائف مازحً:
طيب ياريت يجيلى شلل رباعى والاقى اللى فى بالى واقفه جانبى... بقولك أيه يا صابرين ما تحننى قلبها شويه عليا قولى لها روفى عنده مزايا كتير مش عند عواد.
تهكم عواد قائلاً:
وأيه هى المزايا دى بقى؟
رد رائف:
دمى خفيف ولطيف وظريف...وقبل من ده كله أتعاشر وموستأنث مش زى ناس بتتبطر.
ضحكة صابرين أغاظت عواد الذى يشعر بالندم من عصبيته لكن قال لـ رائف بفظاظه:
قصدك غبي وتافه وفتان ومفيش سر بتحفظه...وعلى رأى أوليڤيا..معتوه.
على ذكر أوليڤيا شعرت صابرين بضيق قائله:
طب تصدق بقى إن اللى معتوهه وبارده وإنجليزيه على حق هى أوليڤيا دى عندها كميه سخافه تخنق.
ضحك رائف ونظر الى عواد وغمز بعينيه بمغزى،ضحك عواد،لكن سأم وجهه حين دخلت الى الغرفه تحيه مُبتسمه تقول:
صباح الخير،بتضحكوا على أيه يا شباب.
قالت هذا وتوجهت نحو الفراش وبتلقائيه منها إنحنت عاى رأس عواد وقبلتها مُتسأله:
إزي حالك النهارده.
شعر عواد برعشه فى جسده يصحبها شعور آخر لا يعرف تفسير له إن كان جيد أم سئ،بداخله إستهزئ من تلك الحِيره كان سابقًا بعد كل عمليه يبقى وحيدًا يواجه الآلم ويكتم غضبهُ بقلبه،كان فقط يتمنى لمسة يد من تحيه كان سيتحمل قسوة الآلم ولن يشعر بغضب،لكن الآن تغير ذالك الشعوى رغم أن جواره صابرين التى تتحمل نوبات غضبهُ الذى ربما سبب منها هو وجود تحيه هى الآخرى...وقت أن كان وحيد لم تأتى له والآن وهى تعلم أن صابرين جواره آتت تُثبت أمومتها له...لكن أين كانت تلك الأمومه حين كان يحتاجها أكثر من الآن...
لوح عواد رأسه بعيدًا قليلاً عن تحيه التى رغم شعور الغصه بقلبها لكن تبسمت له،تنظر لعينيه
بـحنان،كذالك عواد عيناه تلاقت مع عيني تحيه
باحت عين تحيه بحديث كثير يعجز لسانها عن البوح عنه الآن يكفيها تلك البسمه التى تراها على وجه عواد وصابرين جواره،كذالك عين عواد باحت بسؤال أين كنتِ سابقًا،الآن هنالك أخرى آتت خلفي من أجل من تخليتِ عنه سابقًا.
دمعه توقفت بين أهداب تحيه هو لا يعلم كم قاست وأنها ذهبت الى صابرين وطلبت منها برجاء أن تأتى إليه،وعلى إستعداد لتقبُل أى ذُل من أجل أن تراه فقط.
بينما عواد تحجرت دمعه بعينيه،وحاد ببصره ناحية صابرين التى رسمت بسمه رغم تلك الدمعه التى بعبنيها.
رأى رائف ذالك الموقف شعر بآسى على تحيه وعواد الإثنين كل منهما يحتاج من الآخر فقط تبرير عن القسوه الذى يشعر بها من الآخر وإن كانت تحيه هو من تبتلع تلك القسوه بصدر رحب،حاول تلطيف ذالك قائلاً بمزحه:
يلا يا عم كلها يومين وأسافر أنا وتحيه وعمى سالم ونسيبك بقى مع صابرين لوحدكم عيش حياتك،مش زى حالاتى عايش وحيد.
رغم تلك الغصه التى بقلب تحيه لكن قالت لـ رائف:
إنت هتحسدهم ولا أيه وحد غاصبك تفضل وحيد ما تتجوز،وبطل قر على عواد شويه.
ضحك رائف قائلاً:
تصدقى يا توتو كلمتك جت فى وقتها وعمى سالم أهو داخل للـ أوضه،أيه رأيك يا عم سالم؟
إدعى سالم عدم الفهم قائلاً:
رأيي فى أيه؟
نظر رائف ناحية عواد ثم نظر لـ سالم قائلاً:
بص يا عم سالم أنا عارف إنك مكنتش راضى من البدايه على جواز عواد من صابرين وبصراحه كان عندك حق،عواد ما يتعشرش،لكن أنا بقى شخصيه مختلفه تمامًا،وبصراحه انا عاوز أتجوز فتوش،ولو رفضت أنا هطلع على ساعة بيج بن وأنتحر.
ضحكت تحيه قائله:
والله أهبل.معليشى يا بشمهندس سالم هو رائف كده متعرفش هو بيتكلم أزاي بجد وفى نفس الوقت لازم يهزر.
ضحك سالم وهو ينظر لـ رائف قائلاً:
بصراحه الموافقه والرفض على طلبك مش فى أيدي،زى ما سبق وسيبت القرار لـ صابرين تختار نفس الشئ هيحصل مع فاديه،وإن كانت فاديه أكثر عقلانيه من صابرين.
تبسمت صابرين وهى تنظر لـ سالم وهو يضمها اسفل يده...مما أثار غِيرة عواد...بينما قال رائف بمزح:
طب قولى طريق أدخل لـ فتوش منه دى ساده كل الطُرق.
تبسم سالم قائلاً:
طريقك واضح با بشمهندس...ميلا،هى بداية الطريق.
ليلاً
رغم تلك الادويه المُسكنه لكن سهد عواد النوم وهو مازال يشعر بندم بسبب عصبيته على صابرين صباحً
لوح رأسه ونظر نحو الفراش الآخر بالغرفه ينظر صابرين التى تُغمض عينيها،إتخذ القرار وتنهد بآلم كاذب ثم قال:
صابرين إنتِ صاحيه.
نهضت صابرين سريعًا وتوجهت لفراشهُ بلهفه قائله:
أيوه صاحيه يا عواد..
صمتت لم تُكمل بقية حديثها.
شعر عواد بغصه قائلاً:.
إعدلى لى السرير شويه.
أخذت صابرين جهاز تحكم إلكتروني صغير وقامت بالضغط عليه وعدلت الفراش حسب راحة عواد،كادت أن تذهب لفراشها مره أخرى دون حديث،لكن عواد أمسك معصم يدها قائلاً:
والمخده كمان ممكن تعدليها.
رفع عواد رأسهُ قليلاً وصابرين تُعدل الوساده تغلغل الى فؤاده عِطر أنفاسها،بتلقائيه منه جذبها من عُنقها والتهم شفاها بقُبلات كآنه يعتذر ،إستسلمت صابرين لتلك القُبلات،ترك عواد شفاه صابرين ليتنفسا،يشعر بانفاسها السريعه قائلاً بندم:.
آسف.
جلست صابرين على الفراش تبتسم قائله بإيحاء مازح:
غريبه لسه بتقدر تبوس أنا اللى فكرت إنك بعد العمليه...
جذب عواد يد صابرين وقبلها قائلاً:
لاء بلاش تفكري كتير العمليه ملهاش أى تآثير،بس نخرج من هنا وهثبتلك بالبرهان القاطع.
ضحكت صابرين تستفز عواد:
قصدك أيه بالبرهان القاطع،إنت تفكيرك راح لفين أنا كان قصدى برئ.
ضحك عواد وهو يجذب صابرين مره أخرى يُقبلها،منتشي بإستجابتها،ثم ترك شفاها قائلاً:
بس أنا مكنش قصدي برئ...قدامك لسه فرصه ترجعى مصر مع عمى سالم اللى مش هيرضى عنى أبدًا.
ضحكت صابرين ووضعت يدها فوق قلب عواد قائله:
لأ إنسى إن أرجع مصر من غيرك وإن كان على رضا بابا فطالما أنا راضيه هو راضي،وأنا راضيه بقضاء ربنا عليا إنى أقع فى حب وغد مختال.
ضحك عواد قائلاً:
مُختال!
معاكِ إنتِ بالذات إنتهى كل إختيالى،الوحيده اللى إتعريت من كل شئ قدامها حتى إختيالي.
.. ـــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد ثلاث أيام
.......
بعد حديث رائف لـ سالم قبل أيام وإخبار سالم له أن الأمر كله بيد فاديه،حسم أمره اليوم سيعترف لفاديه ويطلب منها الزواج
بالفعل نوى المُجازفه.
قبل الظهر بقليل فتحت فاديه باب الشقه وقفت تنظر له بإمتعاض من تلك البسمه السخيفه التى على وجهه لثوانى
ثم قالت بعُنف:
خير عاوز أيه؟
رد رائف ببسمه:
خير، أنا كنت مسافر لندن، وبقالى كام يوم مشوفتش بنتى جاى أشوفها وحشتنى.
زفرت نفسها بزهق قائله:
هو مش ببعت لك كل يوم صوره لها عالموبايل... وإنت بعت شيك بمصاريفها مع بابا يبقى خلاص.
رد رائف: بس وحشني أشوفها مباشر، وبعدين أنا إتصلت على هيثم وقالى أنه معندوش جامعه النهارده قولت أجى والشقه فيها راجل.
زفرت نفسها بضيق قائله: حتى لو هيثم فى الشقه برضوا مش هدخلك يارائف، غير ان ميلا نايمه دلوقتي.
تبسم رائف ببرود قائلاً:
طب والحل بنتى وحشتنى اوى اوى اوى اوى.
نظرت له بضيق وفكرت لثوانى قبل ان تقول:
تمام لما ميلا تصحى من النوم أنا هجيبها وأجى المطعم، يلا بالسلامه.
قبل أن يرد رائف كان يسمع صوت غلق باب الشقه بوجهه... تبسم ببرود قائلاً بصوت شبه عالى:.
تمام هستناكِ فى المطعم الساعه خمسه أوعى متجيش ومعاكِ ميلا... سلام بقى يا فتوش.
تبسمت فاديه خلف الباب ووقفت لدقيقه تتنهد
تشعر كآنها عادت سنوات من العمر كآنها بالعشرين من عُمرها، لكن فجأه فاقت من ذالك الشعور تنهر نفسها... هذا الشعور كاذب.
........
فى حوالى الخامسه مساءً
وقفت فاديه تحمل تلك الصغيره، أمام باب المطعم تعجبت حين وجدت المطعم مُغلق ومُعتم، سريعًا هاتفت رائف الذى رد سريعًا يسمع إندفاعها فى الحديث:
أنا قدام المطعم والباب مقفول.
رد رائف: لأ الباب مش مقفول زُقى الباب وادخلى.
دفعت فاديه باب المطعم ودخلت كانت إضاءه خافته بالكاد ترى أمامها،
لكن سمعت صوت إغلاق باب المطعم خلفها، نظرت نحو
ولكن سُرعان ما كان يملأ المكان أضويه ملونه، من شموع لها رائحه ذكيه وورقات زهور منثوره على الأرض وبالونات بالوان مختلفه بها أضويه، لمعت عين الصغيره ودت أن تلعب بتلك البالونات المنثوره على الارض، بالفعل أنزلت فاديه الصغيره التى فرحت باللهو بتلك البالونات
بينما ظهر ضوء آخر على مكان بالمطعم
وظهر رائف يقول:
تتجوزينى يا فاديه؟
رغم تلك الطعنه التى تشعر بها فى قلبها، وتلك الدموع التى تلألأت بعينيها لكن كان الجواب مباشر ومُختصر:
لأ.
ليس الرفض فقط، بل خرجت سريعًا من المطعم حتى أنها تركت ميلا تلهو بالبالونات الملونه.
جلس رائف على إحدى المقاعد يشعر بإنسحاب فى قلبه، ظل شاردًا لدقائق، فاق على صوت فرقعه ثم تلاها بُكاء ميلا.
نظر لها وجدها تبكى على تلك البالونه التى إنفجرت بيدها، نهض من مكانه وذهب نحوها وإنحنى يحملها غص قلبهُ أكثر حين قالت.... ماما.
لكن سُرعان ما فُتح باب المطعم ودخلت فاديه بلهفه تشعر بندم أنها تركت ميلا
قائله بترقُب لرد فعل رائف:
ميلا.
للحظات توقعت أن برفضها الزواج من رائف قد يتمسك بـ ميلا ولا يعطيها لها، لكن رائف فعل عكس توقعها حين إقترب من مكان وقوفها ومد يدهُ لها بـ ميلا
التى سُرعان ما أخذتها منه وضمتها تُقبل وجنتها كآنها تعتذر منها، ثم غادرت المطعم بينما تهكم رائف على حاله، لكن بلحظه إبتسم مازال هنالك أمل، ولا مانع من إستخدام بعض الوسطاء.
....... ــــــــــــــــــــــــ
البارت الجاي يوم الاربعاء
«بتبع»
للحكاية بقيه.
@الجميع
التفاعل ي بنات
﷽
#الموجه_الرابعه_والخمسون
#بحرالعشق_المالح
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد مرور شهرين.
صباحً
بمنزل والد رائف
نظر صادق لـ رائف الذى يعبث بطبق الطعام أمامه شارد الذهن... هو على يقين بما يؤرق رائف إنها تلك الجميله فاديه فبعد ما مر عليه من تجارب وأُناس أصبح لديه ملكة فهم النظرات هو فهم نظرات رائف لـ فاديه من أول مره جائت مع صابرين لهنا حتى أنه وقتها تعمد التقارب منها وأصبح الأثنين أصدقاء بينهم ود يُشبه الأب وإبنته فرح قلبه حين رأى تآلف خاص بين فاديه وميلا الصغيره التى تيتمت باكرًا وجدت حضن فاديه لها بديل كذالك فاديه بعد أن علم حكايتها من تحيه شفق عليها تمنى لو كان تبدل القدر وتقابل رائف مع فاديه قبل أن تأخذ الحياه كل منهم بإتجاه يجني من خلفه فُقدان المشاعر فقط نية الإستمرار بزواج حتى لو كان ظاهري من أجل تجنُب خيبات لكن بالنهايه شاء القدر وكانت الخيبه من نصيب فاديه، تلك الخيبه التى جعلتها تخشي خيبه أخرى أو بالأصح فشل آخر، حتى رائف كان زواجه عقلانى أكثر دون مشاعر أو مشاعر واهيه لو كان طال الوقت كان فشل زواجه هو الآخر بسببها.
تنهد بغصه قائلاً بحِده:
إنت هتفضل قاعدلى كده فى البيت زى الحدايه اللى بترقد لخطف الكتاكيت.
نظر له رائف بإستغراب قائلاً:
حدايه!
إستهزئ صادق قائلاً:
طب ياريتك حدايه عالأقل أهى أنثى.
تنهد رائف يقول:
وأنا هعمل أيه ربنا خلقنى راجل وحضرتك على عكس بقية البشر بتحب البنات،يعنى أروح أعمل عملية تحويل عشان أعجب حضرتك وتطيق قاعدتى فى البيت من غير ما تتضايق منى.
ضحك صادق قائلاً:
بتهزر يا حمار،عملية تحويل أيه دى كمان،أنا قصدى أتجوز أهو يبقى معانا نفس لطيف فى البيت.
وضع رائف المعلقه على طبق الطعام قائلاً:
والله نفسي،بس صاحبة الآمر رفضت.
نظر له صادق بسخط قائلاً بتهكم:
هى رفضت وسيادتك طبعًا إستسلمت وأعلنت الرايه البيضه من اول جوله.
تنهد رائف بيآس:
يعنى عاوزنى أخطفها ولا أتجوزها بالإجبار.
بحماس رد صادق:
أيوا يا غلطة عمرى لو وصل الأمر أخطفها،لكن مش تستسلم من الاول كده،ما يُحق لها تصر على رفضها بعد ما شافتك محاولتش مره تانيه يبقى مكنش ليها أهميه عندك.
نظر رائف لـ صادق بتفكير ثم قال:
وكنت هحاول مره تانيه إزاي بقى وهى من وقت ماطلبت منها نتجوز وهى رفضت بتتجنب أى مكان أنا فيه،حتى بنتِ بتبعتها مع هيثم وهو الوسيط بينا بأي شآن يخُص ميلا.
تهكم صادق قائلاً:
ربنا بلاني بإتنين رجاله أغبيه، إن كان إنت ولا الغبى التانى عواد، بس عالاقل كان عواد معذور بسبب مرضهُ، لكن إنت بقى معندكش أى عذر غير إنك غبي، وأستسلمت لأول موجه لمست رِجليك وهربت ورجعت للـ الشط... فين روح التحدى لازم تتحدى رفضها وتحاول تانى وتالت بدل ما تندم بعد كده شوف صابرين عملت أيه وسافرت لـ عواد تتحدى كبرياؤه اللى منعه أنه يعترف لها أنه محتاج ليها،إنت كمان إعمل زيها ومتأكد فاديه وقتها هتتأكد إنك شاريها مش مجرد عرض إترفض وإنتهى،صابرين تفرق عنك أيه يا بآف، ياريت تكون فهمت يا غلطة عمرى.
أماء رائف رأسه فى البدايه بإقتناع لكن سُرعان ما نهض من مقعده واقفًا ينفخ على صدره يشعر بآلم حرقان قوي قائلاً:
أنا هزيت راسى إنى فهمت لازمته أيه ترمى على فنجان القهوه.
جذب صادق كأس عصير قائلاً:
مزاجي كده، وعشان تحس كمان بحرقان فى صدرك بالنسبه لقلبك ولا حاجه.
نظر له رائف يقول:هو صحيح الجو برد بس كنت رميت عليا كوباية العصير ترطب صدرى.
رفع صادق كأس العصير على فاهه يحتسي منه بتلذُذ ثم قال:
لا كوبايه العصير دى أروق بها مزاجى اللى إنت عكرته عالريق،يلا شوفلك طريق.
رغم شعور الحرقان لدى رائف لكن كاد يجلس مره أخرى لكن نهرهُ صادق بعُنف:
أيه هتعمل أيه،إنت هتقعد ولا أيه؟
نظر رائف للطعام قائلاً:
آه هقعد أفطر.
نظر له صادق بـضيق قائلاً:
لأ مفيش فطور،يلا غور من وشى وإعمل حسابك قدامك أسبوع لو مقدرتش تقنع فاديه إنها تنتحر وتوافق تتجوزك متدخلش البيت ده تاني.
نظر رائف بذهول لـ صادق قائلاً:
أسبوع، طب قول شهر، دى محتاجه معجزه.
نظر صادق له بأستهزاء قائلاً بتأكيد:
قدامك أسبوع أستغله، ويلا شوفلك طريق وسيبنى أروق نفسى بالفطور اللذيذ ده، بصراحه اما بتقعد معايا عالسفره خلقتك بتسد نفسي بتحسينى بغلطة عمري.
تهكم رائف ببسمه قائلاً:
أنا ماشي هفطر فى المطعم بتاعي، وبعد كده هقول للعمال فى المطعم أما بابا صادق يجي هو وأى حد من أصحابه يدفع فاتورة مُضاعفه، انا مش فاتح المطعم تكيه لأصحابك الفنانين اللى مش لاقين ياكلوا، ماليش دعوه ده مكان أكل عيش.
بدأ صادق يتناول الفطور بتلذُذ قائلاً بسخط:
مكان أكل عيش وبالنسبه الهندسه اللى درستها دى أيه.
تهكم رائف قائلاً:
هندسة أيه اللى تأكل عيش، هقبض كام يعنى، المطاعم بتكسب أكتر حتى قدامى مطعم فى منطقه جديده هشتريه ويبقى فرع جديد لسلسلة المطاعم.
تهكم صادق قائلاً:
طبعًا أنت فاشل اساسًا فى الهندسه آخرك تفبرك شوية صور، لكن ملكش فى الابداع وبعدين بطل رغي وغور من وشى روح غير هدومك، وبعدها شوف طريقك.
مد رائف يدهُ على طبق الطعام قائلاً:
طب أفطر الاول.
ضرب صادق رائف على يده قائلاً:
قولتلك لاء، شوف طريقك.
إدعى رائف القَمَص وهو يغادر المكان قائلاً بمزح:
إنت لو جايبني من الملجأ كنت هتعاملنى احسن من كده، مش هحسبن عليك فى النهايه إنت برضوا بابايا.
سخر صادق قائلاً بإمتعاض وبتكرار:
بابايا، لاء انا متبري منك،لحد ما فتوش ترضى عنك.
ترك رائف صادق الذى ترك الطعام مُبتسمًا يشعر بسعاده يتمنى ان ينال رائف فاديه وتُعطي لحياته مذاق آخر يبدأ معها بتكوين عائله حُرم منها وهو صغير،حاول صادق تعويضه عن فقدان والداته حاول إطفاء المزح بينهم أنه صديق له، كان يشعر بوحده بفترة ذهاب رائف لـ لندن من أجل العمل تلك الفتره التى كون فيها رائف بعض المال الذى ساهم فى تحسين حياتهم المعيشيه أصبح لهم منزل أكبر ورفاهيه،رائف تحمل معه مصاعب الحياه منذ طفولته كان يعمل كى يستطيع المساعده بمصاريفهُ الدراسيه، آن آوان أن يجني قلب رائف السعاده،هو حرضهُ،لكن لن يترك السعاده تبتعد عنه لو وجب الأمر سيتدخل بنفسه لإقناع فاديه.
...........ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بمنزل الشردى
أثناء نزول ماجده لـ درج السلم لم تنتبه لخطوتها وأنها بدل من أن تضع ساقها على درج السلم وضعتها على الهواء،لتصرُخ بقوه وهى تننزلق بجسدها على درجات السلم،حتى إرتمى جسدها أسفل آخر درجات السلم ترتطم رأسها بالأرض فاقده للوعي،تنزف بغزاره من أنفها فمها.
..... ـــــــــــــــــــــــــــــــ
بشقة فاديه
رفع هيثم ميلا من على الأرض وشاغبها باللعب فى خصلات شعرها قائلاً:
يا بنتِ إنت عامله زى كدابين الزافه ماشيه وراء الماشى تودى الرايح وتجيبي الجاي...يا بنتِ أنا بقيت بتكعبل فيكِ خايف أدوسك وانا مش واخد بالي.
هبشت ميلا بيديها وجه هيثم تتلوى تود أن يتركها تسير كما تشاء.
شعر هيثم بآلم طفيف بوجه وأنزل ميلا التى ذهبت نحو المطبخ باكيه.
سمعت بُكائها فاديه وضعت الذى بيدها فوق طاوله بالمطبخ وتوجهت نحوها وحملتها تقول لها:
بتعيطى ليه يا ميلا.
أشارت ميلا بإصبعها الصغير نحو هيثم الذى دخل خلفها مُبتسمًا تقول بتهته:
هثم.
تبسمت فاديه على مكر تلك الصغيره قائله:
هثم عملك أيه.
فهمت فاديه شكوى ميلا أنه شد شعرها.
ضحك هيثم وهو يضغط على إصبع ميلا قليلاً قائلاً:
البت دى كدابه أنا يدوب لعبت فى شعرها غير إنها هبشتنى ووشى بيحرقنى بسببها، البت دى آفاقه بتفكرنى بـ صابرين أختى كانت ماشيه بنظام ضربنى وبكى وسبق وأشتكى كانت تضربنى وبعدها تروح تعيط لـ بابا إنى بفتري عليها... ميلا نفس الفصيله.
تذمرت ميلا من ضغط هيثم فوق أصبعها وأكملت بُكاء تنظر لـ فاديه بمعنى صدقتى أنه كاذب ها هو يضغط على إصبعي بقوه.
ضحكت فاديه وقبلت إصبعها قائله:
معليشي هيثم غلطان، إعتذر وبوس راسها يا هيثم.
ضحك هيثم قائلاً:
يعنى تخربشنى وكمان أعتذر ليها،ماشي هعتذر عشان أنول رضا ميلا الجميله أم فراشات بتنور فى شعرها... ومش بس أبوس راسها أبوس إيديها كمان.
إبتسمت ميلا وهى ترى دلال هيثم لها وذهبت له ليحملها،وجلس على أحد مقاعد طاولة الطعام ووضع إحدى اللقيمات الصغيره بفم ميلا ضاحكًا يقول بتريقه:
يلا اللقمه دى هتفضل تُمضغ فيها ساعه بحالها تجيبها يمين شويه وشمال شويه...وفى الآخر تبلعها من غير مضغ والله لو تبلعها من البدايه أفضل.
ضحكت فاديه وهى تجلس بالمقعد المجاور لـ هيثم يسود بينهم حديث مرح وحتى آتت سيرة صابرين مره أخرى،تنهد هيثم بحنين لكن أدار دفة الحديث قائلاً:
نسيت أقولك رائف إتصل عليا من شويه.
شعرت فاديه بوخز فى قلبها قائله:
أكيد بيفكرك النهارده معندكش محاضرات عشان تودى له ميلا يشوفها.
شعر هيثم بالآسى على حال فاديه التى تبدوا وضوح لديها مشاعر لـ رائف مع ذالك تحاول إخفائها او بالأصح طمسهاوهى تراوغ بالحديث بناحيه أخرى قائله:
أيه رأيك نتصل صابرين عيد ميلاد بابا الستين بعد عشر أيام وده لازم له حفله كبيره أوى، صحيح صابرين مش هتبقى معانا هتصل عليها يمكن نلاقى عندها فكره جديده نعملها مفاچاه لـ بابا.
إبتسم هيثم بموافقه، بالفعل هاتفت فاديه صابرين
لندن
فتحت صابرين عينيها على صوت رنين هاتفها رفعت رأسها عن صدر عواد ونظرت لوجهه هو مازال نائم تنهدت ببسمه ورفعت يدهُ الذى كان يضم جسدها بها وتسحبت تنهض من على الفراش وأخذت الهاتف وأخفضت صوته ثم جذبت مئزر وإرتدته وخرجت من الغرفه توقفت برُدهة الشقه وأزاحت تلك الستائر عن ذالك الشباك الزجاجى رأت هطول الثلوج التى تُشبه قطع القطن االأبيض، وردت على الهاتف تستمع لتريقة فاديه:
يعينى نموسيتك بينك مش كحلى طبعًا... على ما أفتكرتى تردي، ما هو من لاقى احبابه.
ضحكت صابرين قائله:
إنت عارفانى فى الشتا بقلب دُب قُطبي، وانا فى مصر والجو لحد كبير دفا عن لندن الدنيا بتمطر تلج بس تعرفى شكل التلج حلو أوى يشبه قطع الحلاوه بتاع غزل البنات وإنت عارفه إنى مكنتش بحبها.
تهكمت فاديه بمكر وأخفضت صوتها تقول بإيحاء:
وحضن عواد مش مدفيكِ.
ضحكت صابرين قائله:
مالك بتتكلمى بصوت واطى كده.
تبسمت فاديه قائله: عشان هيثم ميسمعنيش وياخد عن فكره مش لطيفه.
ضحكت صابرين قائله:
آه طبعًا لازم بريستيچك قدام الواد فادى بس هو فين، لسه بدري على ميعاد المحاضرات.
ردت فاديه:
النهارده معندوش محاضرات هو كان قاعد معايا بنفطر سوا أنا وهو وميلا بس موبايله رن وراح أوضته يرد عليه، وميلا راحت وراه هى بتمشي وراء الماشى.
ضحكت صابرين بخباثه قائله:
طب مش ترمى ودانك معاه وتشوفى مين اللى بيتصل عليه دلوقتي، لا تكون موزه الواد هيثم سهتان.
ضحكت فاديه قائله:
لأ أطمني السهتان ده اللى بيعرف يسلك أموره، سيبك من هيثم قوليلى أخبارك واخبار عواد أيه.
تنهدت صابرين قائله:
عواد كويس ماشى مظبوط على كورس العلاج اللى موصوف له وآخر مره من يومين كنا عند الدكتور وقال لينا إن تقريبًا الأورده عادت تضُخ دم فى الشرايين، وإختفت تمامًا التخثرات الدمويه.
إنشرح قلب فاديه قائله:
طب كويس ده تقدُم كبير.
تنهدت صابرين قائله: فعلاً تقدم كبير حتى المخفيه الشمطاء أوليڨيا بتقول إن ده هيسهل وهيسرع مدة العلاج الطبيعي قبل عملية زرع الدُعامات مره تانيه.
ضحكت فاديه على غِيرة صابرين الواضحه من تلك المراه قائله:
يا بنتى كتر خيرها...والله بابا قالى إنها دكتوره لطيفه.
تهكمت صابرين تلوي شفتاها بإمتعاض قائله:
لطيفه خالص،دى كآنى مولوده فوق راسها غير بتتعمد تقلل مني قدام عواد والله أوقات بيبقى نفسى أخنقها وبالذات لما تمدح فى عواد بقولك معندهاش حيا،لو بتحس على دمها تعرف إنى فى سن ولادها.
ضحكت فاديه قائله:
نفضي لها،بمناسبة انك فى سن أولادها،ها مش ناويه تبشرينى كده ببشرى سعيده وتقوليلى إنى هبقى خالتوا قريب.
للحظه تفاجئت صابرين وشردت بقول فاديه بالأصح تاه عن رأسها وتسألت أنها لم تحمل من عواد رغم أنها لا تتناول أى مانع حمل بعد إجهاضها رغم تنبيه الطبيب عليها وقتها بأخذ مانع حمل لفتره لكن هى لم تبالي وقتها كانت مثل التائهه ولم يكن يفرق معها هذا الأمر وقتها،وتناست ذالك الأمر بعد كل ما حدث بالفتره الماضيه سواء ما حدث لها هى وعواد.
تنبهت صابرين لـقول فاديه مره أخرى حين تسألت:
سرحتي فى ايه يا صابرين.
قبل أن ترد صابرين رد هيثم:
أكيد سرحانه فى عواد بتفكر تستفزه بأيه.
تبسمت صابرين ، كذالك فاديه
وردت صابرين بتهكم:
فى صوت دبانه بتزن جنبك يا فاديه رُشيها بيرسول.
ضحك هيثم قائله بمزح يدعى البلاهه:
فعلاً البت ميلا دى زنانه أوى... بتفكرنى بيكِ نفس الرخامه... وأيديها طويله بتلعب فى أدوات الطب الخاصه بيا حتى المُجسم البشري اللى بدرس عليه مسلمش من إيديها مع أنها المفروض طفله وكانت تخاف منه.
ضحكت صابرين وفاديه التى قالت بتبرير:
هى مفكراه عروسه وبتحب تلعب بيه، وبعدين سيبنا من الهزار شويه خلونا نتكلم جد، عيد ميلاد بابا الستين بعد عشر أيام، وعاوزين نفكر مع بعض فى مفاجأه لـ بابا.
تبسمت صابرين قائله:
للآسف مش هبقى معاكم بس أكيد هشارك وأنا بعيد يلا كل واحد يقول فكره
بدا الثلاث فى التشاور حول بعض الأفكار حتى توافقوا بعمل حفل خاص لأبيهم كـ مفاجأه منهم له.
تبسمت فاديه قائله:
تمام كده، ماما كانت قالتلى إن بابا بيقول لها أنه ما يطلع معاش هيجي هنا إسكندريه ويقعد معانا.
ردت صابرين:
والله ده احسن، حياتك إنت وهيثم بقت فى إسكندريه، ومفيش حد فى البلد غير عمى جمال يبقى ليه يفضل هو وماما هناك وانتم فى إسكندريه
وماما دايمًا دماغها مشغوله دى اوقات بتتصل عليا مرتين فى اليوم ولو اتأخرت فى الرد تفتحلي تحقيق وتقولى الغُربه قست قلبك.
ضحك هيثم وغمز بعينيه قائلاً:
قولى لها مش الغربه يا مامى ده عواد مانعنى أرد على الموبايل غير فى أوقات معينه.
ضحكت صابرين قائله بإستهزاء:
معدش الأ انت تستهزء بيا عالعموم فعلاً بابا خلاص هيطلع عالمعاش يبقى مالوش لازمه يفضل فى البلد وأنتم فى إسكندريه اهو يتلم الشمل قبل ما أنا أرجع من لندن.
ردت فاديه:فعلاً بصراحه وحشني لمتنا كلنا مع بعض ها ربنا يكرم ويقرب البعيد،يلا بالسلامه بقى ميلا بتبعت لك بوسه أهى.
إبتسمت صابرين لـ ميلا وأرسلت لها قُبله تشعر شعور لأول مره يختلج بقلبها لم تُفكر فيه سابقًا،وأمنيه جديده دخلت لقلبها تتمنى طفل من عواد.
........ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ڤيلا الأسكندريه
بعد الظهر
ابتسمت تحيه وهى تستقبل فهمى الذى ينظر لها بعتاب قائلاً:
رجعتى من عند عواد بقالك يقرب على شهرين مفكرتيش إن ليك زوج فى البلد وقعدتى هنا فى إسكندريه.
تنهدت تحيه وهى تقترب من فهمى ووضعت يدها فوق يده قائله بهدوء:
أنا رجعت من لندن لقيت غيداء هنا بالڤيلا وقالتلى أنها إتخانقت مع فادى وسابت له الشقه وقاعده هنا،ولما سألتها ليه،قالتلى أنها مش عاوزه تتكلم فى الموضوع ده،ده شئ خاص بينهم،وحاولت أعرف منها السبب بس هى لما بجيب السيره بتتهرب من الرد،مع إن فادى إتصل عليا أكتر من مره يطمن عليها وكمان بعت شيك بمصاريفها،شايفه أنه لسه شاريها.
تنهد فهمى بحُزن:
غيداء اللى حصل مكنش سهل،هى حاسه إن فادى هدر كبريائها بتمنى قبل ما تولد ويوصل إبنها للدنيا تكون مشكلتها مع فادى إتحلت،أنا هحاول أتكلم معاها فى الموضوع ده وأى حل هتختاره هساندها فيه.
تنهدت تحيه قائله:
بلاش تتكلم معاها دلوقتي هى داخله على فترة إمتحانات بلاش تشتيتها أكتر.
اماء فهمى رأسه بتوافق وهو يضع يدهُ الأخرى فوق يد تحيه قائلاً:
أنا مش عارف إنت جايبه الصبر والرضا اللى فى قلبك منين؟
تنهدت تحيه برضا قائله:
من عند ربنا يا فهمى ربنا هو اللى عالم باللى فى قلبى عمري ما أتمنيت الأذى لحد رغم ذالك أتأذيت كتير ومفيش فى أيدي غير الرضا بالمقسوم لى بقى كل اللى يهمنى أنى معيش لحظه توجع قلبى تانى على حد من ولادى ولا بنت مصطفى.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
أمام جامعة غيداء
لم تتفاجئ بوقوف فادى جوار دراجته الناريه بمكان قريب من باب الخروج من الجامعه قامت بتطنيشه كالعاده، وذهبت نحو تلك السياره التى تنتظرها، لكن قبل أن تصعد للسياره أمسكها فادي من معصمها ينظر لها بإشتياق قائلاً برجاء:
غيداء من فضلك خلينا نتكلم مع بعض خمس دقايق مش أكتر.
نظرت غيداء حولها بالمكان مزدحم بزملائها بالجامعه وبعض منهم ينظر بإتجاههم، كادت ترفض وهى تسحب يدها من يد فادي، لكن فادى أعاد طلبهُ برجاء:
خمس دقايق مش أكتر يا غيداء.
نظرت غيداء لـ فادى تشعر بزلزله وإنتفاض فى قلبها للحظه لامت نفسها على هذا الشعور البرئ الذى جنت من خلفه هدر كبريائها، لكن مع ذالك إمتثلت لطلب فادى وقالت له:
مش هينفع أركب وراك عالموتوسيكل.
إبتسم فادى برحابه قائلاً:
بسيطه خلينا نتمشى البحر مش بعيد من هنا.
بالفعل سار الأثنين صامتان الى أن وصلا الى مكان قريب من البحر توقفت غيداء قائله:
أظن كفايه مشي كده، إنت قولت خمس دقايق وبقالنا نص ساعه ماشين.
توقف فادى عن السير ونظر لملامحها الجميله والرقيقه يشعر بآسف وندم ثم قال بمفاجأه ميعاد سفري لـ ألمانيا إتحدد خلاص بعد حداشر يوم من النهارده.
هزه كبيره ضربت قلب وعقل غيداء للحظات شعرت بالحنين لكن هبت نسمة هواء قويه بنفس الوقت شعرت كأنها تقتلعها لحظات مرت مثل دهر من الزمن وفادى ينتظر ويتمنى أن ينتهى ذالك الجفاء بينهم وتقول له سآتى معك، لكن خابت أمنيته حين قالت:
ومامتك وافقت على سفرك ولا هتسافر معاك ألمانيا.
علم فادي الى ما تلمح إليه صابرين شعر بغصه قائلاً:
لأ ماما مش هتجى معايا ألمانيا لـ سبب بسيط إن بابا رد ماما تانى لذمته وهيرجعوا زوجين من تاني.
تفاجئت غيداء من ذالك لكن كان سؤال فادي مباشر:
وإنتِ يا غيداء قرارك أيه هتجي معايا ونبدأ حياتنا مع بعض فى ألمانيا...أنا مش هقول إنى كرهت هنا،بس حاسس إنى لو فضلت هنا أكتر من كده هتخنق بسبب بُعدك عنى رغم إن اللى بينى وبينك ميكملش ربع ساعه مسافة الطريق،لو رفضتي يمكن وقتها أوهم نفسي إنى هرجع فى يوم أتجمع أنا وإنتِ...عكس لو فضلت هنا وأحس إن طُرقنا إتفرقت .
شعرت غيداء بآسى وهى تنظر لـ فادى مُتعجبه،بداخلها حِيره وتضارب مشاعر وندم مازال يتحكم فيها حين قالت بتهرب:
أنا خلاص إمتحانات نص السنه قربت.
زفر فادى نفسه قائلاً:
إمتحانات مش مشكله يا غيداء،أنا ممكن أسافر وإنت بعد ما تخلصى إمتحانات تجي ألمانيا،أنا اللى محتاجه دلوقتي كلمه منك،او بالأصح إشاره إننا ممكن نختار طريق جديد يجمع حياتنا مع بعض.
شعرت غيداء أن فادى وضعها بمأزق فكرت قليلاً ثم قالت:
الفتره دى أنا مش مركزه،كل هدفى هو الامتحانات.
فهم فادى فحوى رد غيداء وتنهد بإستسلام قائلاً:
هبقى أتصل أطمن عليكِ وكمان هحولك مصاريفك وأى وقت تقرري فيه هتقبل قرارك أيًا كان.
... ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بمطعم رائف
اخذ رائف ميلا من هيثم وهو كان لآخر الوقت يتمنى أن تأتى فاديه بها،رحب بـ هيثم وجلس الأثنين بود يتحدثان بأشياء مختلفه وهيثم يُخبره ببعض أفعال ميلا ودفاع غيداء المستمر عنها حتى لو ميلا مُخطئه.
تنهد رائف بشوق وتوق يزداد لرؤيا فاديه، يتمنى صدفه تجمعهم، وها هى الفرصه آتت حين قال هيثم بوسط حديثه دون قصد منه:
بابا عيد ميلاده الستين بعد عشر أيام،وبنفكر نعمل له إحتفال مُميز.
إبتسم رائف كأنه وجد ضالته قائلاً:
بسيطه المطعم هنا مكان مناسب جداً لحفلة عيد ميلاد عم سالم،أفضل من الشقه بتاعتكم... ومتخافش مش هاخد منك مقابل قصاد تأجير المطعم، أعتبره هديه منى لعمى سالم.
لمعت عين هيثم يُفكر فى عرض رائف حقًا المكان مناسب لتلك الحفله أقل شئ الراحه بعدم تجهيز المكان للإحتفال كذالك توفير الوقت هو مُقبل على إمتحانات نصف العام وفاديه وحدها وبوجود ميلا معها سيصبح الأمر عناء زائد عليها..
إبتسم لـ رائف قائلاً:
عرضك مقبول يا بشمهندس.
إبتسم رائف قائلاً:
تمام متحملش هم تجهيز المطعم،بس ليا رجاء عندك.
رد هيثم بأستفسار:
وأيه هو الرجاء ده.
رد رائف:
فاديه بلاش تعرف إن الحفله هتبقى هنا فى المطعم لأنها ممكن ترفض،تقدر تقول لها إنك لقيت مكان مناسب وخلاص.
فكر هيثم قليلاً وتخابث قائلاً:
مع إن فاديه ممكن تقاطعنى لما تعرف مكان الحفله بس العرض مُغري ومينفعش أرفضه،بس خايف ميلا هى اللى تخبص لـ فاديه.
ضحك رائف وهو يُقبل وجنة ميلا قائلاً:
أوعى يا ميلا تفتنى على بابا وأجيبلك فراشات كتير بتنور.
أمائت الصغيره دون فهم،أنها هى من مازالت تربط بينه وبين فاديه،لكن لن يستسلم ولن يفوت تلك الفرصه الثانيه وسيهدم ذالك الحصن الواهى التى تخفى فاديه خلفه حقيقه واهيه أنها تخشى الفشل مره أخرى.
... ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
لندن
ليلاً
على أريكه عريضه بغرفة المعيشه
كانت تتسطح صابرين شاردة الفكر يستحوز أمر عدم حملها على رأسها
بينما عواد الذى يجلس على تلك الأريكه وأمامه حاسوب يعمل عليه،إنتبه لعدم مُشاغبة صابرين له مثل عادتها الفتره الماضيه ظن أنها مُندمجه مع أحداث ذالك الفيلم الذى بالنسبه له قصته مُجرد هُراء،لكن صابرين عاطفيه وبالتأكيد إندمجت مع أحداثه،لا مانع من مُشاغبتها الآن
بالفعل إعتدل أمامها نائمًا على جانبه فوق الأريكه مما أخفى رؤية التلفاز عنها،تعجب حين لم يجد منها تذمُر،وضحك لهذه الدرجه مُندمجه،إذن لا مانع من زيادة عيار الشغب معها
بمزح منه تعمد عواد حك ذقنه بذقن صابرين التى تذمرت من خشونتها وإنتبهت من شرودها قائله:
إنت قاصد تشوكنى بدقنك يا عواد.
تبسم عواد قائلاً:
مش دقنى دى اللى عجباكِ ولما بحلقها بتقولى إن مش حلو .
ردت صابرين: فعلاً أما بتحلق دقنك اوى مش بتبقى حلو الدقن الخفيفه عليك أحلى وبتديك رجوله.
حك عواد ذقنه بوجنتها مره أخرى أقوى قائلاً:
لما بحلق دقنى مش بتديني رجوله.
هزت صابرين، رأسها بـ نفى قائله:
أيوا، ولا مصدق كلام الحيزبونه الشمطاء" أوليڤيا"
اللى كل ما تشوف وشك تقولك(الوسيم المصرى)
Egyptian handsome.... Egyptian handsome.... Egyptian handsome
ضحك عواد وحك ذقنه مره ثالثه بذقنها قائلاً:
دى غِيره بقى.
نظرت له صابرين للحظات قبل ان تقول:
لأ مش غِيره ده تملُك يا حبيبى، وإنت ملكِ لوحدى، وأنا عاجبنى دقنك الخفيفه.
قالت صابرين هذا ثم فكرت بمكر قائله:
بس مفيش عندى مانع إنى أساعدك أنك تحلق دقنك
وأغنيلك زى ليلى مراد ما كانت بتقول
'نعيمًا يا حبيبي نعيمًا يا منايا'
ضم عواد صابرين قائلاً:
طب بالنسبه لكلمة حبيبى دى كمان تملك ولا ليها معنى آخر.
وضعت صابرين يديها حول ذقن عواد وتبسمت بصفو قائله:
ليها كل المعانى يا أول حبيب.
تبسم عواد قائلا:وإنتِ حبيبة عمري كله.
أنهى قوله بقُبله أذابت ذالك الصقيع الذى كان يشعر به بسبب إقامته وحيد فى بلد الضباب، لكن بوجود صابرين معه ينقشع ذالك الضباب ويشعر بدفئ الوطن وهى بحضنهُ.
بعد وقت قليل إعتدل عواد نائمًا على ظهره يجذب صابرين قائلاً:
نفسى أعرف
فى أيه الفيلم اللى كنتِ شارده معاه، ده فيلم قديم جدًا، معرفش ليه فاديه بعتت ليك سيديهات الأفلام التافهه دى ليه، مالها الأفلام الأجنبيه أو حتى الافلام الحديثه.
ردت صابرين:
أنا اللى طلبت الافلام دى من فاديه، والأفلام الأجنبيه مفيهاش روح، ومعظم الافلام الحديثه كمان بيغلب عليها الطابع الأكشن أو الكوميدي وقليل الافلام الرومانسيه حتى الرومانسيه تحسها مُصطنعه مش تلقائيه زى الأفلام دى رغم بساطة قصتها، بس تحس إن الناس فى الفتره دى كانوا حابين الحياه والحب هو أساسها.
إبتسم عواد يقول:
مكنتش أعرف إنك رومانسيه أوى كده.
إبتسمت صابرين قائله:
مش حكاية رومانسيه ، يعنى قصة الفيلم ده مثلاً عن فُرصة الحب التانى، فكرتنى بـ فاديه أختى ورفضها للجواز مره تانيه وخوفها من فشل تانى، رغم إن جواها متأكده إن رائف مختلف سواء عن وفيق، او حتى عمك فاروق، بس هاجس مسيطر عليها وحاولت أقنعها وهى متهيألى بدأت تفكر تدخل التجربه، بالذات إنى أديتها مثال للجواز التاني ناحج.
نظر عواد لـ صابرين متسائلاً:
ومين المثال ده بقى؟.
وضعت صابرين يدها فوق وجه عواد تسير بأناملها برقه فوقه ترسم ملامحه بأصابعها قائله:
أنا المثال ده يا عواد.
للحظه شعر عواد بالغيره قائلاً بتملُك:
بس أنا الأول يا صابرين مش التاني.
لمعت عين صابرين قائله بتفسير:
فعلاً إنت الأول يا عواد، هقولك سر انا خدت قرار الجواز منك بسهوله جدًا، يمكن كان جوايا تفسير إنى بنتقم منك قصاد خطفك ليا وإنك إتسببت فى هز ثقة بابا فيا، بس مع الوقت إكتشفت إنى كان جوايا شئ ببجذبنى ليك بعد كل مره كنا بنتقابل صدفه كنت بحس وقتها إنى نفسك أشوفك تانى عشان هدف واحد إنى أرد عليك بنفس الإختيال والغطرسه اللى كنت بشوفها منك، بالذات لما قابلتك فى تقاطع الطريق يوم فتح وصية مصطفى وقتها كنت حاسه بضياع حتى لما وقفت على شط البحر كان نفسى أرمى نفسى وسط الأمواج، بس لما شوفتك واقف بعربيتك بمكان قريب من الشط عاندت وحبيت أظهر لنفسى أنى أقوى وأقدر أبدأ من جديد، ليه يا عواد يومها جيت ورايا بعربيتك.
وضع عواد يده على وجنة صابرين قائلاً:
معرفش، بس شئ جوايا هو اللى بدون إراده منى أمشي وراء عربيتك وفضلت مراقبك وإنتِ واقفه عالشط للحظات خوفت عليكِ كان وقتها بالنسبه لى مفيش تفسير للشعور ده، بس دلوقتي عرفت تفسير الشعور ده، أنا كنت مُغرم بيكِ يا صابرين.
إبتسمت صابرين قبل أن تتفاجئ بتلك القُبله الهادئه والرقيقه من عواد ثم ترك شفاها ينظر بعينيها متسألاً:
مصطفى؟
تعجبت قول عواد قائله:
ماله مصطفى؟
للحظه ود عواد أن لا يتحدث عنه لكن ذلة لسانه هى من آتت بأسمه الآن، فقال:
بسهوله وافقتى عالجواز منه.
ضحكت صابرين بتهكم قائله:
أنا وافقت عالجواز من مصطفى بصعوبه، عمى مروان هو اللى أقنعنى أنى اوافق بعد وساطة مصطفى له، أنا مكنتش بحس بأى مشاعر ناحية مصطفى غير إنه إبن عمى اللى كنت بلعب معاه وأنا صغيره اللى كلمه هبله كانت بتتقال
"صابرين لـ مصطفى، ومصطفى لـ صابرين"
موعدين لبعض، يمكن الجمله دى هى اللى أثرت على مصطفى، ولما كبرنا حب يحقق الجمله دى، بس أنا مشاعري عمرها ما أتحركت، وكان كل ما يقرب جوازنا بحس بتوتر وقلق وخوف بدون سبب، كنت برجع السبب هو مرات عمى ومعاملتها السيئه ليا مش هقول طول عمرها، بس بعد خطوبتى وكتب كتابى انا ومصطفى حسيت انها زى ما تكون بتمِن عليا إنها وافقت إن مصطفى يتجوزني، مع انها كانت عارفه انى وافقت مُرغمه بعد إلحاح مصطفى وكمان عمى مروان، أنا لما كنت بشوف نظرات عمو مروان لـ صبريه كنت بتمنى راجل زيه يبصلى نفس النظره، كانت عنيه بتلمع لما يسمع بس صوتها، أتمنيت أعيش قصة حب زيها طبعًا مش بنفس التفاصيل، بس إتمنيت حبيب قلبي ينبض أول ما أشوفه، زى صبريه لما كانت تحكى لى عن أول مره أعترف ليها عمو مروان أنه ببحبها قالتلى من كسوفها فضلت واقفه قدامه زى الصنم وهو فكرها مش بتحبه بس لما وعيت هربت من قدامه بسرعه، وهو اتأكد من شكه وبدأ يحاول يبعد عنها عشان ميفرضش نفسه عليها، بس هى كانت زى المغناطيس وقدرت تجذبه ليها وتأكد حبها ليه وهو كمان كان دايمًا يقول الحب قدر بيدخل للقلب زى ضخ الدم فى الشرايين بدون الشرايين دى القلب يفقد مهمته، هو كده الحياه بدون حب زى قلب بدون شرايين.
ضم عواد صابرين له قائلاً:
وإنت بالنسبه لى شرايين قلبي يا صابرين.
أنهى عواد جملته بقُبله دافئه وعناق قوى ورحله هادئه عكس صوت صخب تلك الثلوج التى تتساقط تنتظر شروق شمس تُذيب الثلوج ويبقى عذوبة الماء.
....... ــــــــــــــــــــــــــــــــ
🤷♀️
ملحوظه انا بتاخر بالحلقات لعدم التفاعل
﷽
#الموجه_الخامسه_والخمسون_الخاتمه1
#بحرالعشق_المالح
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد مرور عشر أيام
صباحً
لندن
إستقيظ عواد يشعر بصفاء ذهن وقلب نظر لوجه صابرين التى تضع رأسها فوق عضد إحدى يديه ويدها فوق صدره، تُعانقه وهى نائمه، تنهد بعشق، وسأل نفسه:
ماذا قدمت لـ صابرين لتُحبك هكذا حتى أنها تتحمل نوبات غضبك فى الفتره الأخيره،لا جواب آخر غير العشق،العشق الذى نمى بقلبها لك،كذالك أنت عشقتها حاولت إغراق هذا العشق كثيرًا لكن بلحظه طفى للأعلى وإستطاع النجاه غصبًا وظهرت حقيقة قلبك الذى لم و لن يتحمل أن تكون بعيده عنك...إبتسم وهو يشعر
بـ صابرين تضم جسدها له أكثر وتُقرب رأسها من صدره.. تعمد مشاغبتها مُبتسمًا وعبث بأنفها.
شعرت صابرين بذالك وقامت بحك أنفها بصدره،لكن عاود عواد المشاغبه والعبث،مما جعل صابرين تتضايق وشبه دفنت ملامح وجهها بصدر عواد،الذى ضحك بصخب،وهو يسير بيده بحركات مُثيره فوق ظهرها العاري، شعرت صابرين بقشعريره من تلك الحركات، وتنهدت قائله وهى مازالت تُغمض عينيها،:
عواد بلاش سخافه عالصبح وسيبنى أنام شويه.
ضحك عواد قائلاً:
والليل مكفكيش نوم، إنت نايمه من إمبارح الساعه تمانيه، والساعه قربت على تمانيه الصبح يعنى نايمه أتناشر ساعه تقريباً... الدبه القطبيه مش بتنام كل ده.
زفرت صابرين نفسها دون رد مازال النُعاس مُسيطر عليها... لكن مازال عواد يُشاغبها سواء بعبث فى ملامح وجهها أو لمسات جريئه منه، جعلت صابرين تبتعد بجسدها عنه قليلًا وأدارت له ظهرها.
ضحك عواد وإقترب يتلاحم بجسدها من ظهرها يضمها ثم قام بحك ذقنه بعُنقها مما جعلها تتذمر وتصحو مُغصبه
أستيقظت على تلك المُشاغبات وإستدارت تنظر لذقن عواد قائله بتذمر:
دقنك بتشوك و....
للحظه توقفت عن بقية حديثها وفكرت بمكر أنثى ثم وضعت يديها على ذقن عواد قائله:
بما أنك صحيتني من النوم أيه رأيك أحلقلك دقنك دى النهارده.
نظر لها عواد مُتعجبًا يقول:
تحلق لى أيه؟
دقنك.
أكدتها صابرين مما جعل عواد يستغرب،لكن صابرين إبتسمت بدهاء قائله:
أنا كنت بشوف بابا وهو بيحلق دقنه كل يوم جمعه وبعدها يحط كولونيا خمس خمسات.
لم يتمالك عواد ضحكه قائلاً بسخريه:
كولونيا خمس خمسات دى إتمنعت من السوق من قبل إنتِ ما تتولدى تقريبًا.
تحسست صابرين ذقن عواد تقول بتبرير:
لأ ما بابا كان معتق كرتونة كولونيا منها قبل ما تِشح فى السوق ومكنش بيستعملها غير بعد حلق دقنه يوم الجمعه وهو رايح يصلى،أنا كنت بشوفه وهو بيحلق دقنه ويحط الكولونيا،وحتى كنت بفكر أحلقله دقنه بس هو كان بيقى مستعجل عشان صلاة الجمعة...خلينى أحلقلك دقنك ولا إنت معندكش ثقه فيا.
نظر عواد لها ببسمه قائلاً بتفكير:
مش حكايه معنديش ثقه فيكِ، بس الخبره معدومه عندك، مش مجرد شوفتى باباكِ بيحلق دقنه يبقي هتعرفى تحلقلى دقنى.
بإقناع ردت صابرين:
مش هتخسر حاجه يعني لو جربت مش يمكن بعد كده تتحايل عليا أحلقلك دقنك،ولا تكون خايف أشوه وشك ومتعجبيش الشمطاء أوليڤيا اللى معندهاش حيا.
ضحك عواد قائلاً:وأوليڤيا معندهاش حيا ليه؟
نظرت صابرين لـ عواد بحُنق قائله:
دى معدومة الحيا،الوليه لما تقلع هدومك وتفضل بشورت بس قدامها مش تغض بصرها لا دى بتبحلق فى جسمك،أنا ياللى مراتك بنكسف إنما دى إنجليزيه بارده ومعندهاش حيا،لأ وتقولك من الجيد أن تحافظ على غذائك من أجل جسدك حتى يظل رياضي عواد ولا تسمن مثل زوجتك.
ضحك عواد قائلاً:
حبيبتى أوليڤيا دكتورة علاج طبيعى ومش بس أنا اللى ببقى بشورت بس قدامها أنا حاله من ضمن الحالات،ومش بيقولوا لا حياء فى العِلم.
فكرت صابرين فى تبرير عواد وأقتنعت به قائله:
تصدق أنا لم مجموعي فى الثانويه مدخلنيش طب جراحه كان جايلى طب علاج طبيعي،بس بابا قبل ده طب تلزيق وأقتنعت دلوقتي فعلاً بكلمة بابا،بس بصراحه ندمانه ياريتنى كنت دخلت طب علاج طبيعى عالأقل كنت هشوف الاجسام الرياضيه وأبقى وقحه زى أوليڤيا.
ضحك عواد وجذب جسد صابرين عليه قائلاً بغِيره:
اول مره نتفق أنا وباباكِ على حاجه فعلاً طب العلاج الطبيعي مش مُلائم ليكِ طب الحيوانات أفضل عالأقل مش هتشوفى ولا إيدك تمس جسم راجل غيري.
أنهى عواد قوله وهو يُقبل شفاه صابرين بل ويعتلى جسدها بتملُك وعشق... حاولت صابرين التمنُع بدلال للحظات وقالت بأنفاس مسلوبه:
عواد هنتأخر على ميعاد جلسة العلاج الطببعي.
مازالت قُبلات عواد مستمره بل وإزدادت بلمسات حميميه جريئه منه هامسًا:
ميعاد جلسة العلاج الساعه عشره ولسه الساعه مجتش تمانيه.
تدللت صابرين قائله:
ولما إنت عارف إن لسه فيه وقت ليه بتصحيني بدري...ولا هو إزعاج عالصبح والسلام.
نظر عواد مُبتسمًا وهو يشعر بيديها اللتان رفعتهما يطوقان حول عُنقه بدلال منها يستمتع به وهو يشعر بيديها تسير على جسده بنعومه، ليغيب الإثنين معًا عن الأرض يسبحان بين موجة غرام ساخنه..تروى قلوبهم بعشق عَذِب.
بعد تلك الموجه الدافئه تنحى عواد بجسده عن صابرين بأنفاس لاهثه يجذبها عليه يضم جسدها يشعر بأنفاسها على صدره... كذالك عانقت صابرين جسدهُ... ثم رفعت رأسها تنظر لذقنه قائله: عواد وافق بقى وخلينى أحلقلك دقنك.
ضيق عواد عينيه بتفكير قليلاً ثم أماء رأسه بموافقه.
إبتسمت صابرين بمكر ونهضت نصف جالسه على الفراش وقبلت وجنته قائله:
هستناك فى الحمام هدور على مكنة الحلاقه.
ضحك عواد قائلاً: هو مكان مكنة الحلاقه صعب،مش عارف ليه حاسس إن عندك هدف من وراء حلق دقني،بس أشوف آخرك يا صابرين.
ضحكت صابرين قائله ببراءه:
هيكون هدفى أيه يعنى وبعدين أنا ماليش آخر يلا حصلنى عالحمام بسرعه الساعه قربت على تسعه والشمطاء لو إتأخرنا هتسمعنى كلمتين بسخافه منها.
جذب عواد مئزر رجالى خاص به وقام بإرتدائه ثم قرب المقعد المتحرك الخاص به وإنتقل من على الفراش عليه ودخل الى الحمام وجد صابرين تقف بتحفُز،إبتسمت له قائله:
يلا هغنيلك وأنا بحلقلك دقنك.
تعجب عواد مازحًا:
كمان...لأ فى سر وراء كل ده.
إقتربت صابرين بدلال من عواد ماكره تقول:
الحق عليا آنى بدلعك...يا حبيبي.
آستغرب عواد ضاحكًا يقول: بدلعيني
لأ ده مبقاش شك ده بقى يقين بس وماله خلينا نخلص عشان وقت جلسة العلاج.
إبتسمت صابرين قائله:
متقلقش يا حبيبي سلملى إنت بس دقنك وهتشوف.
إبتسم عواد قائلاً:
أنا قبل سلمتك حياتى كلها مش بس دقنى.
إبتسمت صابرين بدهاء وآتت بمقعد آخر وجلست بالمقابل لوجه عواد وآتت بنوع صابون سائل وقامت بوضعه حول ذقن عواد الذى تعجب قائلاً:
بتحطى صابون ليه،مكنة الحلاقه بتحلق عالناشف.
ردت صابرين:
دى مكنة حلاقة الكهربا،معرفش أستعمالها إزاى،إنما دى نوعية مكنة حلاقة بابا.
تهكم عواد قائلاً:
وأيه نوعية مكنة حلاقة بابا دى كمان؟
فتحت صابرين علبه صغيره قائله:
أهى لقيتها فى الصيدليه واشترتها مخصوص عشانك يا حبيبي.
نظر عواد لما بيدها وقال:
وكنتِ بتشتري أيه من الصيدليه بقى؟
ردت صابرين:
حاجات خاصه مالكش فيها،وبعدين بطل تحقيق وخلينا نستغل الوقت.
ضحك عواد وهو ينظر الى تلك الماكينه التى بيدها ثم بدأت صابرين بحلق ذقنه فى البدايه كانت لطيفه لكن تخابث مع الوقت، جعلت عواد يشعر بآلم طفيف قائلاً:
براحه... خفى إيدك شويه وفين المرايه أشوف بتعملى أيه فى دقني.
توقفت صابرين بخباثه تنظر لعواد قائله بدلال:
عيونى مراياتك يا حبيبي بص فى عينيا هتلاقى صورتك فيها.
ضحك عواد رُغم عنه قائلاً:
حلوه التثبيته دى يا صابرين شويه وأشوف نتيجة التثبيت ده أيه.
ضحكت صابرين وبعد دقائق نظرت لتلك البُقع الدمويه بوجه عواد قائله:
خلصت.
تنهد عواد براحه قائلاً:الحمد لله.
ضحكت صابرين ودفعت مقعد عواد نحو حوض الوجه قائله:
يلا أغسل وشك عشان الكولونيا.
فتح عواد الصنبور وبدأ بغسل وجهه قائلاً بإستفسار مُتعجب:
ولقيتى كمان فى الصيدليه كولونيا.
ضحكت صابرين قائله:
تؤتؤتؤ مش لقيت، بس جبت بديل الكولونيا.
شعر عواد ببعض الآلم بأجزاء متفرقه من ذقنه وبداية عُنقه أثناء غسيل وجهه
قبل أن يرفع وجهه تفاجئ بصابرين تقترب منه برجاجه صغيره فى يدها وسكبت منها بين كف يدها وقامت بفرك يديها ببعضهما وقربت يديها من ذقن عواد الذى نفر من الرائحه وعاد براسه للخلف لكن صابرين جازفت وقامت بوضع يديها فوق ذقنه وقامت بتدليك ذقنه... شعر عواد بآلم حرقان شبه قوى قائلاً:
آه أيه ده اللى حطتيه على دقني، ده كحول.
أخفت صابرين بسمتها قائله:
أيوه كحول طبي،زى مُطهر،يلا كده بقت دقنك ناعمه هسيبك ثوانى تاخد شاور براحتك وأرجعلك.
رغم شعور عواد بآلم حرقان بذقنه لكن أمسك يد صابرين قبل أن تبتعد عنه قائلاً:
ليه يا حبيبتى خلينا ناخد شاور مع بعض.
نظرت صابرين لعواد بتفكير قائله بموافقه:
وماله يا حبيبي.
بعد قليل وقفت صابرين أمام مرآه التسريحه بالغرفه تُعدل هندامها باسمه وهى تسترق النظر لعواد الذى ينظر فى المرآه لذقنه يرى تلك الخدوش الشبه ظاهره بوضوح،حتى أنه تذمر قائلاً بتوعد:
إعملى حسابك لما نرجع هحاسبك على دقنى اللى شرحتيها دى.
كبتت صابرين بسمتها قائله:
يلا انا جهزت خلينا نمشى عشان ميعاد جلسة العلاج.
نظر عواد لـ صابرين علم أنها تكبت ضحكتها إغتاظ، لكن بداخله توعد لها بعد العوده.
بعد قليل بالمشفى بمكان مُخصص للعلاج التأهيلي والطبيعى...دخل عواد وخلفه صابرين،نظرت الى ساعة يدها قائله:
شكلنا وصلنا بدري قبل ميعاد الجلسه وكمان الشمطاء أوليڤيا شكلها لسه موصلتش أول مره نجى قبلها،يمكن يكون الاتوبيس أبو دورين داس على رقبتها وهى جايه.
ضحك عواد،بينما عاودت صابرين الحديث قائله:
طب طالما لسه فى وقت على ميعاد الجلسه،أنا هروح الإستقبال بتاع المستشفى أسأل على حاجه وأرجعلك بعد دقايق مش هغيب.
تعجب عواد قائلاً بتسأول:
هتروحى الاستقبال تسألى على أيه.
ردت صابرين:
حاجه خاصه مش هغيب.
لم تنتظر صابرين وغادرت تاركه عواد يشعر بإستفهام.
بعد دقائق معدوده
تبسمت أوليڤيا وهى تقترب من عواد قائله نفس كلمتها بالإنجليزيه:
مرحبًا الوسيم المصرى، أين زوجتك من الجيد أنها تلك البلهاء لم تأتى معك.
أخفى عواد بسمته وهو يرى وقوف صابرين خلف أوليڤيا عينيها تقدح نار...ورفعت يديها تود خنقها.
بينما إنخضت اوليڤيا وهى تضع يدها على ذقن عواد قائله:
ماذا حدث لك عواد ما سبب تلك الخدوش التى بذقنك وهنالك منها أيضًا على عُنقك.
صمت عواد حين وقفت صابرين لجواره تنظر الى أوليڤيا بغِيره وهمست بصوت شبه مسموع حتى أن أوليڤيا سمعته:
شمطاء .
عبس وجه أوليڤيا حين رأت صابرين تأتى من خلفها وتقف جوار عواد، لكن تسآلت بعفويه منها:
ماذا تعنى كلمة شمطاء عواد؟
تبسم عواد وهو يرفع وجهه ينظر الى صابرين المُتحفزه وجاوب عليها بالإنجليزية:
(امراه جميله) Pretty woman.
نظرت له صابرين بسخط ولوت شفاها ساخره... بينما تبسمت أوليڤيا لـ صابرين تومئ لها راسها بود ظاهرى.
عاودت اوليڤيا سؤال عواد:
لم تقول لى ما السبب بتلك الخدوش التى بذقنك.
رفع عواد بصره ونظر الى صابرين التى أحادت بوجهها عنه برضا مُبتسمه
قائلاً:
السبب قطه، هجمت على وجههى.
تعجبت أوليڤيا قائله: قطه!
لابد أنها قطه متوحشه عواد عليك التخلص منها بأقرب وقت قبل أن تؤذيك مره أخرى.
نظرت صابرين لـ أوليڤيا بغضب وكادت تتحدث لكن سبقها عواد قائلاً:
هى كانت قطه رقيقه لكن شعور الغيره هو من جعلها متوحشه.
نظرت له صابرين بإستهزاء بينما قالت أوليڤيا: لماذا غارت عواد.
تبسم عواد قائلاً:
رأتنى أتحدث مع قطه غيرها، تود الإستحواز على فقط لها.
تعجبت أوليڤيا قائله:
أى غيره تفعل هذا، لا عواد لا أعتقد هذا عليك التخلص من تلك القطه المتوحشه، ربما فى المره القادمه تؤذيك أكثر.
تبسم عواد قائلاً: لا أظن، هى كانت فقط تُريد أن تُعطتنى تنبيه.
إنحنت صابرين على أذن عواد هامسه له بوعيد:
إتلم يا عواد وقصر فى الكلام مع الشمطاء المتصابيه دى، لا المره الجايه مش هتبقى مجرد خدوش هتبقى بشلات تشوه وشك كله ... ومبسوط انها بتقول عليا "بلهاء"
ماشى يا عواد اما نرجع هعرفك مين البلهاء على حق.
بعد وقت إنتهت جلسة العلاج الطبيعى الخاصه
بـ عواد والذى يشعر بعدها ببعض الآلم والإنهاك... جلس قليلاً يستريح كانت تتحدث معه أوليڤيا بينما صابرين كانت عكس عادتها تحاول صرف نظرها عقلها شارد، لاحظ عواد ذالك وعلم أن هنالك سبب لهذه الحاله.
بعد قليل كانت صابرين تدفع مقعد عواد تسير خلفه شبه شارده، أفاقها من ذالك الشرود عواد مازحًا:
سرحانه فى أيه؟ فى عقاب تشريح دقنى بمكنة الحلاقه.
للحظه إبتسمت صابرين لكن بنفس الوقت إقتربت من أحد الأقسام الخاصه بالمشفى، تعجب عواد قائلاً:
صابرين جايبانا هنا ليه، مش المفروض نرجع للشقه.
زفرت صابرين نفسها قائله:
عاوز ترجع للشقه ممكن أتصل على السواق يجي ياخدك.
تنهد عواد قائلاً:
صابرين قولى لى فى أيه من وقت ما دخلنا للمستشفى وحاسس إن فى شئ شاغل راسك،أيه اللى هنا قسم النسا والولاده.
تنهدت صابرين قائله:
عاوزه أشوف أيه سبب تأخير الحمل عندي لحد دلوقتي.
للحظه سئم وجه عواد يشعر بالندم.
...... ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
منزل الشردي
فتشت ناهد غرفة ماجده أكثر من مره تبحث عن صندوق الصيغه الخاص بـ فاديه التى كانت تُخفيه، لكن لم تجد له أثر.
زفرت نفسها قائله بسخط:
أموت وأعرف الحيزبون دى خفت صندوق الصيغه ده فين.
جاوب عقلها:
إزاى مجاش فى بالى أكيد عند الحيزبون التانيه بنتها سحر...أما أستغل فرصة إنها غرقانه عند اللى ما يرجع الا خبرها من المستشفى.
دخلت ناهد الى غرفة سحر وبدأت بالبحث لكن لم تجد أيضًا شئ وقت تلعنهم هم و وفيق خرجت من الغرفه وهبطت الى أسفل المنزل تفاجئت بزيارة والداتها لها،إستقبلتها بترحيب وجلس الإثنين بإحدى الغرف.
تسألت والداتها:
ها أخبار ماجده أيه؟
لوت ناهد شفاها قائله:
زى ما هى الدكتور أهى مرميه فى المستشفى إن شاله ما ترجع،ماسكه فى الدنيا وبتعافر.
نظرت والدتها حولها بترقُب قائله:
وطي صوتك لخدامه تسمعك.
مصمصت ناهد شفاها قائله:
تغور انا زهقت أصلاً،كانت شوره سوده جوازى من إبن أمه وفيق والله فاديه ربنا بيحبها،يعنى هو عارف إن عيب الخِلفه منه ومعندوش حيا وبجح بجاحه مش حاسس بنفسه.
قبل أن ترد والداتها صدح رنين هاتف ناهد نظرت للشاشه وتبسمت،لكن نظرت لوالداتها ثم أغلقت الرنين.
نظرت لها والداتها بإستفسار قائله:
مين اللى كان بيتصل عليكِ وليه مردتيش عليه؟
إرتبكت ناهد قائله:
ده إتصال مش مهم.
نظرت والداتها لها بتحذير قائله:
ناهد بلاش تخربي على نفسك مره تانيه بسبب الموبايل،وفيق مش غلبان زى جوزك الأولانى كتم على اللى حصل،وفيق ممكن يفضحك،إنتِ شايفه عمل أيه مع فاديه خلاها إتنازلت له عن حقوقها وطلع من الجوازه من غير ما يدفع أى شئ.
تهكمت ناهد بجبروت وإستبياع قائله:
يعمل اللى هو عاوزه مش كفايه مستحمله قرفه هو وأمه لو واحد غيره يسِم نفسه بسبب عيبهُ
لكن هقول أيه ولاد ماجده الاتنين أبجح من بعض إن كان أخته اللى مش محسوبه ست ولا هو اللى محسوب غلط عالرجاله.
صمتت ناهد حين سمعت من يقول:
ولما أنا مش راجل فى نظرك قابله تعيشى معايا ليه يا ناهد رنات...ولا بالنسبه ليكِ راجل يداري على قذارتك.
إرتعبت ناهد كآن ليس فقط صوتها الذى إنخرس بل جسدها المُتيبس لم تستطع الوقوف وهى تنظر أمامها تتفاجئ بـ وفيق أمامها عيناه تقدح نار وهو يقترب بخطوات من مكان جلوسها...ليس هذا فقط بل رنين هاتفها بيديها التى إرتعشت وسقط منها الهاتف على الأرض،إنحنى وفيق واخذ الهاتف ومد يدهُ لها به قائلاً بتهكم:
موبايلك بيرن مش تردى على اللى بيتصل عليكِ...لا تفوتك الهديه اللى محضرها ليكِ اللى بيتصل.
ذُهلت ناهد وبيد مُرتعشه أخذت الهاتف وكادت تغلق الإتصال لكن قال لها وفيق بأمر:
ردي،وإفتحى الإسبيكر.
حاولت ناهد الحديث خرج صوتها بخفوت قائله:
انتهت مدة الإتصال.
تبسم وفيق بسخافه وهو يسمع رنين الهاتف مره أخرى،فنظر لها بأمر قائلاً:
ردي وزى ما قولت إفتحى الاسبيكر.
إبتلعت ناهد ريقها أكثر من مره ولكن لم تستطع الضغط على شاشه الهاتف...نظر لها وفيق بسخريه وأخذ منها الهاتف وقام بفتح الاتصال وفتح ذر الصوت
تنهدت ناهد للحظات حين لم يتحدث المُتصل لكن سُرعان ما شعرت بصاعقه وهى ترى وفيق يضع هاتف آخر على أذنه قائلاً بصوت آخر عبر الهاتف:
أيه يا بيبى زعلانه عشان إتأخرت ابعت لك الهديه اللى طلبتبها منى...أوه نسيت آسف جوزك المغفل يكون فى البيت عارف يا بيبي إنه بخيل عليكِ.
صاعقه ضربت عقل وجسد ناهد كذالك والداتها التى صمتت هى الأخرى، بينما إستهزئ وفيق بمنظرهن قائلاً بندم:
إنتِ كنتِ عقاب ليا من ربنا لأنى إتبطرت على فاديه اللى كانت صاينه شرفى ومالى ومتحمله عيبي كنتِ لعنة خراب ربنا حطها فى طريقى، مفكرانى غبي وصدقت كدبتك قبل كده، للآسف أنا فعلاً كنت غبي لما مسمعتش لتحذير جوزك الاولانى ليا وقالى إنه مظلمكيش زى ما بتمثلى،جوزك اللى إستباحتى شرفه، العاهره مش بس اللى بتبيع جسمها كمان لما تلاغي شباب بكلام حب وغرام عالتليفون وكمان تبعتى لهم صور ليكِ بلبس مُثير عشان أيه شوية هدايا، برفانات او سلاسل وخواتم دهب أو علب مكياچ، كنتِ رخيصه أوى وفضلتى بنفس قذارتك معايا،ربنا فضح أمرك قد ما كنت زعلان وقت ما عرفت إنك هتجهضى قد ما فرحت إن ربنا مش هيربطنى بطفل من عاهره قذره زيك متستحقش تكون أم،هتعلم ولادها أيه غير الـ.....
بعد ذالك اللفظ المُتدني البذئ الذى وصفها به وفيق إستجمعت جزء من قواها الخائره ونهضت بوقاحه تقول:
وإنت أيه شخص معيوب وعارف إن العيب منه ومع ذالك بيتغطرس،وكمان معندكش شخصيه قصاد الست الوالده الكدابه اللى كلمتها أمر على رقابتك،معندكش ذرة رجوله و....
صفعه قويه على وجنة ناهد جعلتها تجثو أرضًا صامته تضع يدها فوق شفاها التى تنزف دمًا أمام ساق وفيق الذى قال:
معايا دليل خيانتك ولو قتلتك دلوقتي مش هتحبس ساعه واحده،بس أنا مش هلوث إيدي بدم عاهره قذره زيك،زي ما دخلتى للبيت هنا من غير شنطة هدوم هتطلعى بنفس الشئ بس كرامتًا
لـ خالى اللى كان مغفل هو كمان من مراته اللى بتداري على قذارة بنتها طبعًا ما كانت بتقسم معاها الهدايا...بس قبل ما تطلعى هتمضى عالتنازل ده إن مالكيش عندى أى مستحقات،ومتخافيش ورقتك زمانها وصلت لبيت خالي وإبقى فسري له سبب طلاقك لتانى مره.
.......
بأحد مشافي البِحيره
توقفت سحر عند دخول الطبيب للغرفه ترحب به
أماء لها الطبيب برأسه وبدأ بفحص ماجده وسألها بعض الأسئله كانت تجاوب عليه بلسان ثقيل، ثم سألته بثُقل لسان:
نظري يا دكتور أمتى هيرجع، صحيح مسألة وقت زى ما قالى وفيق؟
تهرب الطبيب من الرد وجاملها ببعض الأكاذيب ثم خرج
خرجت سحر خلف الطبيب نادت عليه فتوقف عن السير.
سالت الطبيب:
قولى الحقيقه يا دكتور، ماما هترجع تشوف بعنيها تانى وكمان تقريبًا بتتكلم بالعافيه.
رد الطبيب بعمليه:
أنا قولت حقيقة مرض الحجه للسيد وفيق
تأثير وقوع الحجه من عالسلم صحيح بعض كسور وردود فى الجسم، لكن كان فى نزيف داخلى فى المخ وأثر على عصب البصر والكلام...الكلام ممكن مع الوقت والعلاج يتعدل نُطفها هيبقى أثر بسيط،لكن البصر صعب لأن الآشعات اللى عملناها عالمخ بتأكد تلف عصب العين، إنما كسور الجسم مع الوقت بسهوله هتداوى.
إنصدمت سحر معنى هذا أن والداتها ستظل الباقى من عمرها ضريرة البصر
........ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بعد الظهر
كافيه چوري
إبتسم فاروق على فرحة اولاده وهم يجلسون خلف إحدى الطاولات ينظرون حولهم على باقى الطاولات لأول مره يدخلون مكان كهذا، يشعرون بإنبهار
آتى إليهم نادل بالكافيه يرحب بهم، تبسم فاروق للنادل قائلاً:
ممكن تنادي لـ مدام چوري.
أماء له النادل وذهب نحو غرفة چوري التى آتت بذوق منها تقول:
أهلاً نورتوا الكافيه.
إبتسم فاروق يشعر بسعاده من إستجابة چوري ومجيئها رغم أنها طوال الفتره المُنصرمه كانت تتهرب منه، لكن اليوم آتت تُرحب ليس به بل هؤلاء الصغار...
تكاهن فاروق قائلاً:
اللى أعرفه عن نظام الكافيه إن أول طلب من الزبون بيبقى على حساب الكافيه جر رِجل ، وبما إن ولادى التلاته أول مره يدخلوا الكافيه فطلباتهم هتكون مجانيه.
نظرت چوري للثلاث أطفال ببسمه قائله بمراوغه:
بس دول أطفال صعب بعد كده يبقوا من رواد الكافيه.
ضحك فاروق قائلاً:
أهو بتربوا زباين للمستقبل.
إبتسمت چوري بتفكير قائله:
أوكيه تمام وزباين المستقبل بقى يطلبوا أيه... طبعًا كُل المنبهات ممنوعه عندنا هوت شوكليت وكمان إسموزي بأنواع الفواكه.
طلب الثلاث أطفال ما أردوا، أمرت چوري نادل الكافيه بوضع طلبهم على حساب الكافيه... ثم غادرت وتركتهم وذهبت لكن كانت تُراقبهم عبر كاميرا مراقبه موصوله بحاسوب خاص رأت مرحهم وحماسهم للحديث مع فاروق، ظلوا لوقت لا بأس به
ثم نهض فاروق وهم خلفه للغرابه قام فاروق بطلب الفاتوره الخاصه بهم ورغم أن النادل أخبره أن صاحبة الكافيه تحمل قيمة فاتورتهم لكن أصر على دفع الحساب مما جعل النادل يذهب لها ويخبرها حتى يخلى مسؤليته.
ذهبت چوري لهم مُبتسمه تقول:
ليه بتدفع حساب زباين المستقبل.
إبتسم فاروق هو تعمد فعل ذالك حتى تأتى چوري مره أخرى ويتثنى له الحديث معها للحظات،قبل أن يُغادر الكافيه...لكن تحجج قائلاً:
بصراحه هما طلبوا أكتر من طلب واحد اللى أعرفه إن الكرم بيبقى على شئ واحد.
إبتسمت چوري قائله:
ولو طلبوا عشر طلبات دى أول مره يدخلوا الكافيه،ومتحملش هم المره الجايه لما يجوا لهنا أنا هضيف جزء من حساب النهارده،بس أول مره ببلاش.
فكر فاروق أن هذا قد يكون حلقة وصل قائلاً:
أوكيه هوافق المره دى إننا نكون ضيوف عالكافيه،بس وعد فى أقرب فرصه هجيب الولاد هنا مره تانيه.
فرح أبناء فاروق الثلاث،تبسمت على فرحتهم چوري قائله:هنتظر حضوركم مره تانيه قريبًا.
إبتسم لها الاطفال الثلاث يشعرون معها بود وهم يتهامسون معًا أن نبرة صوتها الهادئه تُشبه نبرة صوت فاديه وأن هنالك وجه شبه بين فاديه وتلك المرأه فأكثر من شئ كلاهما لديهم ود و هادئتان ومُبتسمتان.
خرج فاروق وأبناؤه من الكافيه يشعر بشعور جديد تفسيره أنه حين يرى تلك المراه يشعر بسعاده مفقوده لديه.
بينما جلست چوري بعد مغادرتهم للكافيه على أحد مقاعد نفس الطاوله تشعر بدقات زائده فى قلبها،وضعت يدها على صدرها لتعود من تلك الغفوه السعيده على حقيقه مُره حدثت لها حين ارادت بعد سنوات من تأجيل الحمل ان تأتى بطفل لتفاجئ وقتها بإحتماليه عدم قدرتها على الإنجاب بسبب طول مده أخذ موانع حمل،وليس تلك كانت فقد الصدمه بل صدمه أخرى حين أخطأ تشخيص أحد الأطباء أن لديها سرطان بالثدي وعليها إستئصال إحدى ثدييها قبل أن يتفاقم المرض عليها ويتوغل بجسدها وقد كان خضعت لعملية إستئصال ناحيه من ثدييها وبعد ذالك إكتشف الطبيب أن حقيقة المرض كاذبه فقد كان الورم حميد وكان من الممكن السيطره عليه بالعلاج دون إستئصال،لكن كانت هنالك حقيقه أخرى أفجع من ذالك زوجها الذى قضت برفقته عشر أعوام بالغربه كانت تعمل مثلها مثله وافقته على تأجيل الإنجاب حتى يتثنى لهم تكوين مستقبل مناسب لهم،لكن حين فقدت إحدى ثدييها وإحتمال عدم إنجابها إشمئز منها ونفر من منظر جسدها ووصمها بانها أصبحت فاقده للأنوثه،لولا بعض الثياب لظهرت حقيقة أنها أنثى فارغه كما نعتها زوجها أو بالأصح طليقها الذى خرجت من تجربة زواج وغُربه بقيمة ذالك الكافيه.
....... ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ڤيلا زهران
غرفة غيداء
دخلت تحيه تحمل بيدها صنيه صغيره عليه كوب مشروب دافئ وبعض قطع الكيك... تبسمت لـ غيداء التى تجلس على الفراش تنكب على أحد الكتب لكن تبدوا شاردة الذهن رأفت بحالها وقالت:
جيبت لك الشاي بلبن اللى بتحبيه ومعاه كيكة المانجه عملتها مخصوص عشان عارفه إنك بتحبيها.
رفعت غيداء رأسها عن الكتاب وإبتسمت لـ تحيه وقامت بإفساح مكان لها على الفراش حتى تضع تلك الصنيه الصغيره...تبسمت تحيه بحنان وجلست جوار غيداء وناولتها الكوب اولاً قائله:
إشربى الشاي بلبن الأول هو دافى مش سخن.
أخذت غيداء كوب اللبن وقامت بإحتساؤه ثم أعطت لتحيه الكوب فارغ وضعت تحيه الكوب على طاوله جوار الفراش وقبل أن تتحدث صدح هاتفها برنين تبسمت ثم قامت بالرد الى ان أنهت حديثها قائله:
تمام عالساعه سبعه ونص هكون فى مطعم رائف وكل سنه وهو طيب.
أغلقت تحيه الهاتف ونظرت لوجه غيداء قائله:
ده هيثم أخو صابرين بيقول إن النهارده عيد ميلاد باباه الستين وانهم عاملين له حفله صغيره بمناسبه عيد ميلاده وكمان طلوعه عالمعاش فى مطعم رائف خالك.
رسمت غيداء بسمه قائله:
حضرتك هتحضري الحفله دى.
ردت تحيه وهى تضع يدها فوق رأس غيداء تُمسد على شعرها بحنان قائله:
أيوه ومش هحضر لوحدي.
تعجبت غيداء قائله:
هتحضري مع مين مش بابا سافر المزرعه.
ردت تحيه:هحضر انا وانتِ يلا قومى كده خلينا ننزل نشترى هديه مناسبه لعمك سالم.
تنهدت غيداء قائله:
أنا،طبعًا مش هقدر احضر حضرتك ناسيه إنى داخله على فترة إمتحانات ولازم أذاكر.
نظرت لها تحيه قائله:
لسه اسبوع على بداية الامتحانات،والحكايه كلها ساعتين،أنا عارفه إنت ليه بتتحججى بالامتحانات...فادى مش كده.
تدمعت عين غيداء للحظه لكن ضمتها تحيه لحضنها قائله:
أنا معرفش أيه اللى حصل بينك وبين فادى خلاكِ سيبتى الشقه وجيتى هنا للڤيلا،ولغاية دلوقتي مضغطش عليكِ وسيباكِ على راحتك،بس ليكِ عندى نصيحه ومثال،أتمنى تفكرى فيهم ومتأكده بعدها هتاخدى القرار اللى فى مصلحتك.
النصيحه..حاولى تنسي وتغفري للى حواليكِ ولهم مَعَزه فى قلبك وقتها قلبك هيرتاح
والمثال...بصى لـ صابرين مرات عواد أظن مكنش فى أسوء من دى طريقه تتجوز بيها عواد بعد ما إتشاع فى البلد إنها هربت مع عواد يوم جوازها عواد كان ضلع أساسى بقصد منه او بدون قصد هو كان سبب إنها كانت سيره فى آلسنة أهل البلد كلها لفتره هى إتحدت ده كله وإتجوزت عواد يمكن مكنش فى البدايه بسبب الحب،كان عندها دافع تانة أنها تظهر إنها بريئه بس مع الوقت إنجرفت فى تيار العشق،عشقت عواد لما سافر من غير ما يقول لحد انه مريض وهيرجع مشلول تانى بمجرد ما عرفت منتظرتش وقت وسافرت له تسانده وتدعمه فى ازمته اللى بيمر بيها ومتأكده إن عواد هيرجع تانى يمشي على رجليه بمساعدتها نسيت كل اللى حصل وبدون ما تفكر بعقلها حكمت مشاعرها اللى غلبت عقلها،فكري يا غيداء فشل جوازك من فادي مش هو اللى هيرجع لك كبريائك المهدور،أنا سبق وقولت ليكِ إنكم إنتم الاتنين غلطوا بس النهارده هقولك إنتِ بهروبك وإنسحابك من مواجهة مشاعرك بتغلطى أكتر من فادى،فادى لسه شاريكِ بلاش تضيعى الفرصه اللى فاضله ليكِ معاه فى رابط قوى بينكم لازم تفكري فيه إبنك لما يجي للحياه هيسألك ليه إنت وبابا مفكرتوش في مصلحتي وكل واحد فيكم خد قرار إن يمشي فى إتجاه لوحده،بس إنت وقتها اللى هتحسى بالذنب أكتر لأن فادى رغم فداحة غلطهُ كانت أكبر بس ندم فى غيره بيندمش وبيبيع للنهايه لكن هو لسه بيحاول يصلح الأمور بينكم.
...... ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فى حوالى الساعه الخامسه
تعجبت فاديه حين توقفت سيارة الاجره امام مطعم رائف و ترجل هيثم من السياره أنحنى يأخذ منها ميلا.
نظرت له فاديه بإستفهام قائله:
ليه نزلت من التاكسي هنا؟
تنهد هيثم ببسمه قائلاً:
لأن عيد حفلة ميلاد بابا هيتعمل هنا فى مطعم رائف هو عرض عليا وانا وافقت بصراحه حتى صابرين كمان وافقتني، أفضل مكان نعمل فيه حفله خروج بابا عالمعاش هنا ،أنا مرضتش أقولك قبل كده عشان عارف إنك ممكن ترفضى،بس خلاص الوقت قذف أنا جايبك دلوقتي عشان لو فى حاجه ناقصه تكمليها بسرعه قبل الساعه سبعه ونص ميعاد الحفله.
نظرت له فاديه بغيظ قائله:
يعنى صابرين كمان كانت عارفه ومشاركه معاك، وماله.
إبتسم هيثم قائلاً:
الوقت قرب هاتى ميلا ويلا إنزلى زمان بابا وماما قربوا يوصلوا إسكندريه، عاوزين نعمل حفله حلوه لـ بابا.
تنهدت فاديه بيآس قائله:
ماشي بس عشان خاطر حفلة بابا مش تبوظ بس بعدها ليا كلام تانى معاك إنت وصابرين.
ضحك هيثم وهو يأخذ ميلا من فاديه التى ترجلت من سيارة الأجره تُزفر نفسها بقوه
سارت خلف هيثم الذى مازال يحمل ميلا تشعر بتخبُط وإرتباك كذالك شعور آخر تحاول كبته وهو الحنين والشوق لرؤية ذالك الآبله رائف.
بعد دقيقه دخل هيثم الى داخل المطعم وخلفه فاديه تنظر بترقُب لكن تفاجئت بوجود صادق الذى بمجرد أن رأها تدخل الى المطعم نهض مُبتسمًا يستقبلها بحفاوه بالغه كذالك أخذ ميلا من هيثم وقبل وجنتيها، ثم نظر لـ هيثم قائلاً بتعسُف وأمر: يلا شوف شغلك ساعد الغبي رائف والإصطف اللى معاه مش عاوز اى شئ ناقص قبل ميعاد الحفله،عاوز كل سئ بيرفيكت.
قال هذا ثم نظر الى فاديه قائلاً:
وإنتِ يا فتوش انتِ الجميله الصغيره تعالوا معايا نقعد فى أوضة المكتب عاوزك فى أمر مهم للغايه.
.......ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
آسفه عالتأخير بس ياريت الاقى تفاعل يقدرنى
خلاص الروايه تعتبر كل خطوطها قفلت
اللى فاضل شوية تفاريح بقى
البارت الجاي يوم الاتنين ولو لقيت تفاعل كويس إحتمال يبقي بكره الروايه على اخر الاسبوع هتكون خلصانه.
«يتبع»
للحكايه بقيه.
تكملة الرواية من هناااااااا
لمتابعة باقى الرواية زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا
بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل
متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا
الرواية كاملةمن هناااااااااا
مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا
مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هناااااا
تعليقات
إرسال تعليق