رواية نوح الباشا (سفر كرياتور)الفصل الثامن عشر 18بقلم ندا الشرقاوي حصريه
رواية نوح الباشا (سفر كرياتور)الفصل الثامن عشر 18بقلم ندا الشرقاوي حصريه
#سفر_كرياتور
الجوازه دي باطل يا نوح باااطل….
اقترب منها وقبض على يدها بقوة وهتف بجنون
-مش باطل أنتِ مراتي يا موج ،مراتي
أزاحت يده بقوة و ردت
-نوح،أنا لحد دلوقتي ماسكة أعصابي،أنا ممكن أنزل مصر وأبلغ عنك كمان ،إنك خطفني ،كمان اتجوزتني والعقد باطل
نظر إليها بصدمة ،مندهش من حديثها ،وهمس
-تحبسيني ،علشان ايه؟علشان حبيتك؟
-نزلني مصر يا نوح ،وسبني في حالي ،أرجع لحياتك وأنا لحياتي .
ثم استطردت…..نزلني مصر يا نوح
رد عليها بجُملة وأحده
-حاضر ،أجهزي ،هحجز التذاكر
غادر نوح وتركها بمفردها في الجناح ،جلست أرضًا وضمت نفسها وهى تُحاول منع عبرتها من النزول .
تشعُر بمشاعر تُريد البقاء مع نوح ،ومشاعر أخرى تُريد المغادرة ،الكذب كفيل إنهاء علاقة للأبد .
"عودة للماضي"
في أحد مِرْبَط الخيل ،كانت تقف في المنتصف ،ترى الخيول العربية الأصيلة ،كُل منهما في مِرْبط ،منهم لونه أبيض ،وأخر لونه أسود ،كانت المزرعة مليئة بالخيول ،واسعة،يوجد بعض الأشجار الفاكهة .
ويوجد أيضًا في أخر المزرعة ، وفي آخر المزرعة كانت هناك جلسة صغيرة لطيفة ،كأنها ركن لطيف بسيطة يجلس فيها الزائرون للراحة والتأمل، تطلّ على الخيل وهي تجري، وتحيط بها نسمات الهواء العليل وظلال الأشجار.
وجدته جاء وهو يقود أحد الخيول ،لونه أبيض ،ويوجد بعض الخصلات السوداء به ،أحد عيونه باللون البُني ،والأخرى باللون السماوي الداكن.
أقترب منها ووقف أمامها ،وهمس وهو يمد لها يده
-تعالي!..
هزت رأسها بالرفض ،تخاف من التَجرُبة ،ردت
-لا لا مش عاوزة ،خلينا نروح نقعد هناك عند المكان دا .
أومآ لها وهبط عن ظهر الخيل ،مسك بلجام الخيل بيد،واليد الأخرى التقط كفها .سار بها إلى المجلس الصغير،جلست وهو تركك الخيل يسير بمفرده .
شمر ساعديه ،فك أول أزرار القميص ،جلس وهى بجانبه ،همس عندما لاحظ شرّدها
-مالك،سرحتي في ايه!؟..
رفعت يدها تضعها خلف رأسها ،أخذت نفس عميق ،وردت
-بفكر في اللي جاي ،الحياة مخبية ايه
-طب لية،ما تسيبي المركب ماشية وخلاص ،فكري في انهاردة ،بلاش اللي جاي ،سيبي اللي جاي على ربنا وعليا،مش عاوز منك حاجة غير إنك تكوني في حياتي وبس .
ابتسمت له ابتسامة واسعة وتمتمت
-طب أحكيلي بقا باقي القصة بتاعتك .
قهقة عليها ،من جلسته معاها هذه الفترة ،علم انها تُحب تغير الحديث ،كأنها تخرج من مأزق.
أعتدل في جلسته ،وضع رأسه على قدميها ،مثل كُل مرة.
-حكي يا ستي ،كنا وقفنا لما اشتغلت أول يوم في المزرعة
"عودة للماضي"
كان يجلس علي فراشه الصغير،مر أسبوع على عمله في المزرعة ،جميع عظام جسده يشعر بعدم الراحة ،كدمات على ظهره باللون الأزرق والأحمر ،نتيجة لحمل الأوعية الخيشية .
فتح أحد الكياس التي جاء بها من الخارج ،أخرج عُلبة بها قطعة من الدجاج والقليل من الأرز ،وخبز،ابتسم ساخرًا ،لمدة أسبوع حتى يأتي بهذا.
يالله…..إين طعام أمي ،رائحتة اللتي كانت تفوح إلى أخر المنزل ،والأن أكل بمفردي دون ونس.
دق الباب ،نظر بغرابه وهو يُحدث نفسه …"محدش خبط عليا من ساعة ما جيت "
وقف واتجه بإتجاه الباب،وفتح وجد شاب تقريبًا نفس عُمره ،نظر إليه بغرابة ،علامات الأستفهام ؟؟؟.
دلف مُعتصم وهو يُغلق الباب بقدمه ،وهتف
-أنا معتصم ياعم ،شريكك في الأوضة
تنهد نوح براحة وأومأ له برأسه،وقال
-أهلا بيك ،معلش بقا هشاركك في الأوضة
-لا ياعم ولا يهمك ،تعال ،الحجة باعته معايا شوية فطير مشلتت عجب،وشوية عسل أبيض هيعجبك .
ابتسم نوع على حديثه ،وأنه مرح ،واجتماعي.
-خلي للعشا تعال أنا جايب غدا
جلسا سويًا وبدأ نوح في تقسيم الطعام بينهم ،هتف مُعتصم بحرج
-هو أنا جاي اقسم معاك غداك يا عم
رد نوح وهو يضع الدجاج امامه
-أمي ربنا يدها الصحة كانت على طول تقولي ،اللقمة تنادي صاحبها يا نوح .
"عودة إليهم "
هتف وهو ينظر إلى عينها
-ودا كان أول موقف بيني وبين مُعتصم،من ساعة ما قسمنا اللقمة سوا ،واحنا قسمنا كُل حاجة .
نظرت إليه بإعجاب ،عن حديثه على صديقة ورفيق دربه ،وهتفت
-حلو أول علاقتكم سوا ،ربنا يديم المحبة بينكم .
رفع يده ومد انامله بإتجاه خُصلاتها ،همس
-ويديمك في حياتي يا "موج النوح"
"عودة للحاضر "
كانت تجلس نفس الجلسة لم تتحرك ،لكن سمحت لعبراتها الهبوط،حتى تُهون على نفسها ،كانت تفرك يدها ببعض من التوتر والقلق مما هو أتي ،ماذا تفعل عند العودة،لا تقدر على المسامحة ولا تقدر على الرجوع إلى الحياة القديمة ،ماذا تفعل .
جاء نوح من الخارج ونظر إليها وإلى جلستها،عبراتها التي تملئ وجهها ،تحطم قلبه كالحجار .
وقف أمامها يلوم نفسه على ما فعله بها ،جاء بها من الأرض إلى السماء ،ثم من سابع سماء إلى سابع أرض ،دون اي تحزير .
حمحم بخجل من نفسه ،وهمس بخزلان
-الطيارة كمان ساعة .
هبت واقفة عن الأرض وهو تزيل عبراتها بظهر كفيها ،ودلفت إلى الغرفة وأغلقت الباب .
تقدّم نحو الشرفة، أسند كفيه على حديدها البارد، وترك عينيه تتجولان في الأفق الملبّد بالغيوم، كأن السماء نفسها تشاركه ذلك الثِقَل الجاثم على صدره.
ظلّ واقفًا هناك يراجع لحظاتهم، سقوطها من علوّ إلى هاوية، صمته الذي زاد الجرح اتساعًا، وعجزه الآن عن ترميم أي شيء.
في الداخل، خلف الباب المغلق، جلست هي تُرتّب حقيبتها بعشوائية، يختلط أنين روحها مع صوت السحّاب وهي تغلقه،لم يعد هناك متسع للكلمات، حتى العتاب صار بلا جدوى.
ومع دقات الساعة، انقضت الساعة الأخيرة….
بعد قليل، هبطا إلى بهو الفندق، خطواتهما صامتة، ثقيلة كأنهما يسيران وسط ضباب لا يزول ،لا وداع للمكان ولا للذكريات، فقط هروب سريع.
غادرا الفندق، وغادرت معهما بقايا أحلام كثيرة، ثم تبعها رحيل آخر… رحيل عن سويسرا بأكملها.
وفي المطار، جلسا في مقعديهما داخل الطائرة،صمت مطبق، نظرات شاردة، كل منهما غارق في متاهته الخاصة.
هي تحدّق في النافذة، تتابع الغيوم تمرّ ببطء، بينما قلبها يرفض المسامحة ويعجز عن النسيان،وهو يغرق في بحر الندم، يفتّش بين نفسه عن كلمة واحدة كفيلة بترميمها، فلا يجد.
انطلقت الطائرة، لكن الحزن ظلّ أثقل من أن يتركهما.
………….
في أحد الشركات التابعة لشركة "نوح الباشا"
الأقمشة تملئ المكان ،صوت المَقص هو السائد ،من يقف أمام الموديل يضع عليها الأقمشة ،واحدة تلو الأخر ،حتى يستقروا على لون يليق عليها .
وفي زاوية أخرى ،الأحذية التي جاءت من أفخم الأماكن ،"نوح الباشا"يهتم بأدق التفاصيل حتى يُخرج تصميم رائع من ناحية الموديل إلى الحذاء إلى الأكسسوارات التي يصنع منها قطعة مُعينة .
وقف مُعتصم في أخر المكان وهتف بصوت عالٍ
-الشُغل جميل جدًا يا شباب،طبعًا لأول مره نطلع شغل زي كدة في دولة عربية ،ومش أي دولة ،لا "مصر"علشان كدة لازم اللمسة العربية ،تكون مع كُل موديل ،"الغرب "أحنا أبدعنا فيه ،لكن مصر غير ،لازم نكون رقم واحد ،"نوح الباشا"ميقبلش بالتاني أبدا ،أين كان في اي،الأول يا مفيش ،علشان كده لأزم نطلع كُل اللي عندنا .
عاد الجميع إلى العمل مره أخرى بشغف وحب ،كُل شخص في العمل أختاره نوح بدقة عالية حتى يُخرج عمل مميز ،ليس قطعة من القماش ،لا بل قطعة مليئة بالحُب والرائحة المنعشة
…………
كانت تستند برأسها على النافذة الصغيرة ،ترى ناطحات السحاب ،تذكرت عندما كانت تمسك في بنطال أباها وتحدثه ،أنها تريد قطعة من السماء ،كانت تتخيلها "الغزل البنات ".
أغرورقت عينها عندما تزكرت أباها وسيرة ،وحنو قلبه الذي كان يحتويها دون إنتظار مُقابل .
رفعت نظرها تنظر إليه وجدته يسند رأسه على كفه ،أختفت ابتسامته وظهر الحزن والألم والقهر،لكن حدثت نفسها قائلة…."من عمل الفعل لا يهاب رد الفعل"
…………..
بعد مرور عدت ساعات
استقرت الطائرة على أرض الوطن "مصر الحبيبة "فتح الباب وخرج "نوح "بجانبه "موج"التي استنشقت الهواء كان الروح عادت إليها ،كانها كانت غريبة ورجعت إلى هيئتها.
كانت تهبط على درج الطائرة وكُل خطوه كان قلبها ينبض بقوة مما هو قادم .
بعد ما انتهوا من الأجراءات،وجلسا في السيارة ،همست بهدوء
-رجعني على بيتي ،أكيد عارف مكانه
قبض على يده بقوة من حديثها الذي يُغضبه ،ورد
-ياريت تسمعي الكلام وتيجي معايا على الڤيلا لكن ما أجبلك شقة .
هزت رأسها وهى ترفض رفض قاطع وردت بصعبية
-لا أنا عاوزة أرجع الحارة يا نوح
استدار لها وهتف بعصبية
-أنا قولت كلمك وتنفزيها يا موج علشان متشوفيش مني وش تاني مش هيعجبك
-وأنا عاوزه ارجع مكاني يانوح ،أنا مش منتظرة شفقة من حد
امسكها من ذراعها بقوة واردف
-شفقه !!!من مين ؟؟ مني أنا يا موج ،أنتِ تقريبًا كده ،الصدمة قصرت على مخك أكتر وأكتر.
جاءت لتتحدث لكن قاطعها قائلًا
-ولا كلمة هتباتي انهارده في الڤيلا ،ومتخافيش كده ،أنا مش هبات في الڤيلا خدي راحتك …….
يـــتـــبـــع………
تكملة الرواية من هناااااا
لمتابعة الرواية الجديدة زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا
بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل
متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا
الرواية كاملةمن هناااااااااا
مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا
مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هناااااا
تعليقات
إرسال تعليق