القائمة الرئيسية

الصفحات

translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية خطأي أنني أحببته الفصل الرابع 4 بقلم ميفو السلطان حصريه في مدونة موسوعة القصص والروايات

 رواية خطأي أنني أحببته الفصل الرابع 4 بقلم ميفو السلطان حصريه في مدونة موسوعة القصص والروايات 






رواية خطأي أنني أحببته الفصل الرابع 4 بقلم ميفو السلطان حصريه في مدونة موسوعة القصص والروايات 




#خطأي_انني_احببته

#حكايات_mevo

البارت الرابع...مرت الايام، وعادت العلاقة بين ياسين ومرام الى ما كانت عليه، فهدأ ياسين تماما، ولم يحاول في اي حال من الاحوال ان يحتك بها. صار اكثر مراعاة لها، كأنه يخشى ان يغضبها او يجرحها ولو بكلمة عابرة.


وعادت حياته مرة اخرى سلسة جميلة بوجود تلك الفاتنة التي تحوم حوله لترضي غروره من جديد، وعادت هي الحالمه المتفانية في تنفيذ رغباته وطلباته مهما بلغت. فاضحى اكثر هدوءا، واشرقت هي بنور وجمال يفيض من قلب امتلأ بحب شديد له.


كان وجودها قربه دائما هو ما تتمناه، ولا تريد شيئا غيره، ولا تطمع في شيء سواه. فسارت الحياة على وتيرة واحدة، ورضي هو بما تجود به الايام عليه. وايقن انها منغرسة في حياته، وان لا سبيل الى اخراجها منها مهما حدث، فقد اصبحت له كأنها نفسه، بل كأنها روحه.


وتقبل ياسين هذا اليقين، وحاول ان يهدئ من روعه، وان يخضع لوجودها بالهيئة المتاحة الآن، مسيطرا على نفسه وعلى نوبات غضبه التي كانت فيما مضى تعصف بكل ما حوله.


كانت مرام تعود دائما منهكة من كثرة العمل وكثرة طلباته، فتتذمر امها لما تراه من حال ابنتها. فهي ام، ولا تريد سوى ان تفرح بابنتها. دخلت عليها وقالت:

حبيبتي، انا عايزة اتكلم معك من غير خناق ولا زعيق.


احست مرام بما تريد امها ان تقول، فتنهدت قائلة:

وهتخانق ليه يا ماما؟ اتفضلي يا حبيبتي، قولي اللي انت عايزاه.


قالت امها بصوت متردد يخالطه الحزم:

انت جاي لك عريس، وانا اخذت معاد تشوفيه مع والدته.


فصاحت مرام بغضب:

يا ماما، برضه مفيش فايدة؟ حد قال لك اني عايزة اتجوز دلوقتي؟ ازاي تاخدي ميعاد من غير ما تقولي لي؟ يا ماما، حرام عليك.


قالت والدتها بنبرة ممتزجة بالقلق والحدة:

لا، ما انا مش هافضل قاعدة اتفرج عليكي والسنين بتعدي قدامك. هو ايه بالضبط فيه ايه؟ يا تقولي لي ايه اللي حايشك عن الجواز، يا اما تقابلي العريس بكره.


نظرت اليها مرام بدهشة، وهتفت:

بكره يا ماما؟! انت واخدة معاد بكره؟! يا حبيبتي، حد يعمل كده؟ حرام عليكي، ليه بتعملي فيا كده؟


ابتسمت الام بمرارة وقالت:

يا بنتي، حرام عليك، الناس كلت وشنا من كتر العرسان اللي داخلين وخارجين، وانت بترفضي فيهم كلهم. واحنا مش عارفين بترفضي ليه. لو في حد تعرفيه، قولي. قولي يا بنتي، انا اتمنى لك السعادة. ليه توقفي حالك بالشكل ده؟


فصاحت مرام وقد غلبها الحزن:

يا ماما، لا حد ولا سبت، يا حبيبتي. لما اعوز اتجوز هتجوز. حرام عليكي، انا مش حابة الموضوع ده دلوقتي.

انفجرت عليها الأم قائلة:

انت عايزه تموتيني؟ انا عارفه انك مش هترجعي الا اما انجلط واموت...


هتفت مرام بوجع:

بعد الشر عليكي يا حبيبتي، بعد الشر عليكي. خلاص يا قلبي، ما تزعليش، اشوفه بكره في حاجه تانيه...


قامت أمها وقبلتها واحتضنتها قائلة:

يا بنتي، انا مش عايشه ليك يا حبيبتي. ربنا يهديك...


اقتربت مرام فقبلت يدها وقالت:

بعد الشر عليك يا حبيبتي. ماشي يا امي، اللي تؤمري بيه يا حبيبتي، بس ما اوعدكيش اني اوافق. انا مش هكسفك بكره، واللي فيه الخير ربنا هيجيبه حبيبتي...


قبلتها والدتها ثم تركتها.


تنهدت بغلب شديد:

يا رب، اعمل ايه بس.. يا رب اعمل ايه؟ انا تعبت، احب واحد ومش حاسس بيا ولا هيحس. يا ترى اتكتب عليا اعيش طول عمري كدا؟ يا رب اهدي حالي، واللي فيه الخير اعمله لي، يا رب، وابعِد حبه من قلبي. انا تعبت بجد، تعبت.


واجهتشت بالبكاء على حالها، لا تدري هل ستستمر هكذا ام سيحين لها حل.


فإذا برنين الهاتف يصدح؛ فوجدت ابن خالتها محمود يتصل ويقول:

انت فين يا بنتي؟ سمعت ان جايلك عريس...


تنهدت هادئة تلملم نفسها وتجيب:

انت لحقت تعرف...


ضحك هو قائلا مازحا:

عيب عليك  خالتك وامك، بقهم في بعض، لازم طبعا... ايه النظام؟ واد حلو كده، مز ولا هنبقى ايه الحكاية؟


فهتفت هي بقهر واستياء:

والنبي اتنيل بلا مز، بلا زفت...

قال محمود مازحاً بنبرة مختلطة بالملاطفة والجد:

يا بنتي، ما انا قلت لك اخطبك وارحمك  بس انتِ بومة ساعتها، لا امك هتتكلم ولا تفتح بقها. اقفي جنب اخوك الغلبان. انما   اقول ايه؟ انتِ اللي غاوية وجع قلب... 


فأجابته مرام متعجبـة ومتحسـبة العواقب:

يعني انا يا فالح، لما اتخطب لك مش هيبقى في وجع قلب؟ امك وامي هيزعلوا من بعض وتبقى فضيحة. يا ابني، ايه مالك؟ اهدى بقى، انت بتفكر في نفسك وبس. هو انا لما اتخطب لك هنحتاج نتجوز فوراً؟ هنعملها ازاي دي يا فصيح.


فرد محمود مازحاً ومهدداً بخفة:

ساعتها يا بت، نتخانق وهضربك عِلقه. نقول ايه؟ ما ينفعش خلاص، وامك وامي هبل و هيصدقوا...


فانفجرت هي ضاحكة بتعجب وسخرية:

والله انت لسعت بقى، عايز ترنني عِلقه وماما هتسكت لك ولا امك هتسكت لك؟ ربنا يشفيك يا محمود...


قال محمود متوسلاً بنبرة ضاحكة يشوبها بعض الجدية:

طب اعمل ايه طيب؟ الشغل هيروح مني، يا ناس منك لله يا مرام. اعمل ايه طيب يا بت؟ طب شهر واحد، نتخطب شهر واحد اقفش الشغلانة وخلصنا...


هتفت مرام بضجر وهي تغلق الهاتف:

اقفل يا محمود، اقفل. انا مش ناقصة صداع ووجع دماغ.... ثم ارتمت على فراشها مرهقة، لا تدري كيف تتصرف. 

مرّ اليوم ثقيلاً، وهي منهكة تماماً، لا تركز في عملها، حتى إن ياسين لاحظ ذلك. سألها أكثر من مرة عمّا بها، لكنها كانت ترتبك، ولا تعرف ماذا تقول، مما جعله يحس أن في قلبها شيئاً خفياً. أخذ يتوجس من هذا الهدوء المريب الذي يكسوها.


عادت مرام إلى منزلها، وهي مثقلة بالهم، تحضر حالها استعداداً لموعد مقابلة ذلك الشخص. جلست مهمومة، بينما حاولت أمها أن تلطف الجو بكلماتها الحنونة. وما هي إلا لحظات حتى جلس أمامها شاب وسيم يدعى كريم، يعمل في إحدى الشركات الكبرى.


بدأ يتحدث بطلاقة عن حياته، وعن طموحاته، وعن تجاربه، وكان يدير الحوار بخفة ظل وذكاء، بينما مرام ترد باختصار شديد، كأنها غائبة عن المجلس، مكتفية بكلمات مقتضبة لا تعكس شيئاً مما يجيش في قلبها.


طال الحديث بينهما تلك الليلة، فأحست أم مرام بشيء من السعادة، وكأن باب الأمل قد فُتح أمام ابنتها أخيراً، لعلها توافق على ذلك الشاب. انصرف كريم بعدها وهو في غاية السرور، معجباً بمرام أشد الإعجاب، فهي جميلة آسرة، ذات حضور وشخصية تجذب أي أحد ويتمناها كل رجل، لكنها هي لم يكن في قلبها سوى شخص واحد فقط.


مرت الأيام، وكريم ينتظر ردهم بلهفة. وأمها تحاول أن تؤجل الرد قدر ما تستطيع، فيما مرام تصر على رفضها، حتى تشاجرت مع أمها أكثر من مرة. لكنها في النهاية رضخت لضغط والدتها، لتخبرهم صراحة أنها لا توافق.


حتى جاء يوم كانت مرام تجلس في مكتبها منهمكة في العمل، لتفاجأ بكريم يدخل عليها واقفاً أمامها. انصعقت من وجوده، وارتبكت بشدة، بينما هو قال بصوتٍ يحمل صدقاً لا تخطئه الأذن:

انا اسف يا مرام اني جيت لحد شغلك، بس بجد انا عايز اتكلم معاكي. من ساعة ما عرفت انك مش موافقة، وانا حاسس لازم اعرف السبب. بصراحة، اتمنى انك توافقي. لو في حاجة نقدر نتفاهم فيها، وتديني فرصة يا ريت... حتى لو مرة تانية.

هتفت مرام مرتبكة وهي تحاول الخروج من الموقف:

والله يا باشمهندس انا مش عارفة اقولك ايه، بس انت عارف الحاجات دي بتبقى قسمة ونصيب... (روح يا بشمهندس، هتتقفش وهتطين على دماغك 😅😅).


ابتسم كريم محاولاً التمسك بخيط أمل وقال بصدق:

انا عارف يا مرام، بس انا فعلاً معجب بيكي من ساعة ما شفتك، وبافكر فيكي من ساعتها. احنا ممكن... يعني تديني فرصة، ونتخطب عشان نعرف بعض كويس، وبعد كده الجواز يبقى متأخر شوية، لما ناخد على بعض.


وفي تلك اللحظة، كان ياسين يخرج من مكتبه، ليصطدم سمعه بالجملة الأخيرة.

(يا حزنك يا ياسين 😂😂😂).


هوى قلبه من مكانه، وشعر برعبٍ شديد يخترق صدره. "هي مين اللي هتتجوز؟ مرام؟ مرام هتتخطب وتتجوز؟"

نظر إليهما مصعوقاً، والغضب يتصاعد في عروقه إلى أقصى درجة، حتى أحس بكَلبَشة في صدره وأنفاسه تكاد تخرج من مكانها.


اقترب منهم بخطوات ثقيلة كأنها صدى زلزلة، وصوته يخرج مبحوحاً بالغضب:

هو في ايه اللي بيحصل هنا؟ وانت مين؟ وبتعمل ايه هنا؟


ارتبك الشاب لحظة،قاطع ياسين بغضب قاطع:

ايوه؟ ايه المطلوب حضرتك؟ جاي فين هنا؟ ده مكان شغل ولا ايه اللي بتعمله بالضبط؟


ردت مرام سريعة قبل أن يتصاعد الموقف:

لا يا مستر ياسين، مفيش حاجة، هو كان هيمشي دلوقتي، فعلاً ما فيش حاجة.


قامت من مكانها مترددة، خاطبت كريم بنبرة مستعجلة:

معلش يا باشمهندس كريم، نتكلم مرة تانية برا، احنا في مكان شغل... (اجري يا حزين هيرشقك في الحيطه 😀😀)


اعتذر الشاب متذبذباً ووعد بان يكلمها لاحقاً، ثم انصرف .


بقي ياسين واقفاً كمن يحمل جمر ، اقترب منها فأخذها من يدها واقتادها الى داخل مكتبه، وصرخ وهو يكاد ينفجر:

ممكن اعرف يا هانم اللي كان بره ده كان بيعمل ايه هنا؟ وكان عايز ايه بالضبط؟


وقفت مرام امامه، عيناها تلمعان بالحرج والخوف، تحاول تسيطر على نبرة صوتها 

لتحاول أن تهدئه قائلة:

انا اسفه يا مستر ياسين، معلش... والله ما قالي إنه جاي، ولا كنت اعرف، معلش مش هتتكرر تاني...


ليقول بانفعال يوشك أن يفتك به:

يقلك انه جاي! ليه هو انتو بتتكلمو؟! نهارك اسود... هو مين ده أصله؟ وبتكلمي معاه ليه؟ وجايلِك ليه؟! ايه اللي أنا سمعته ده صح؟! البيه جاي يحب ويتجوز!


لترتبك، ويحمر وجهها كطفلة انكشف سرها... ليحس بالغليان، وكأنها ستضيع من بين يديه، فيهيج بجنون ليمسكها بعنف، صوته يزلزل جدران المكتب:

انت اتجننتي! انت جايبة لي واحد في الشركة يحب فيكي يا ست هانم؟!


وفي اللحظة التي كاد فيها أن ينفجر كبركان، دخل عليهم فادي مسرعًا،  :

فيه إيه؟! صوتك جايب آخر الشركة ليه؟!


كان ياسين في قمة انفعاله، وجهه محتقن وعروقه بارزة، ليقترب فادي أكثر، ويلوح بيده لمرام أن تخرج فورًا.


لكن ياسين وقف كالمجنون أمامها، نظرته مسمومة بالوجع والغيرة، وصوته يخترقها كالسياط:

انت رايحة فين وسيباني آكل في نفسي؟! انت رايحة فين بعد عملتك السودة دي؟!


لتصرخ مرتجفة، محاوِلة أن تُطفئ النار المشتعلة في عينيه:

طب انت عامل كده ليه؟ ما حصلش حاجه!


ليهيج أكثر، كوحش انفلت من قيده، يقترب منها ويشدها بعنف، وصوته يرتجف بالغضب:

ما حصلش زفت! انت شايفه كده؟ لما أخرج ألاقيكي واقفة واحد يحب ويسبّل وعايز يتجوز... البيه بيتنحنح عشان الهانم توافق وتحن، وأنا قاعد كيس جوافة؟! انت اتجننتي؟ يعني إيه هتتجوزي يا مرام؟! خلاص... هتسيبيني وتسيبي الشغل؟!


(شغل برضه 😅😅)


البيه جاي ياخدك مني...!


كان يصرخ وهو يشدد عليها ويهزها بعنف، كأن قلبه سينخلع من صدره، كأن به مسّاً أو جنوناً. عيناه تبرقان بالغيرة حتى صارتا جمرتين.


إلا أن فادي اندفع نحوه وأمسكه بقوة، يجره بعيداً عنها وهو يهتف:

كفاية يا ياسين! فوق لنفسك!


كان ياسين واقف ساهما كالمجذوب ، شكله  ثائر وصوته بيرج المكان، بس جوّه... كان عاصفة مالهاش آخر.

هو مش بيصرخ عشان كريم، ولا عشان كلمة "خطوبة" بس... هو بيصرخ عشان أول مرة يحس إن في حاجه ممكن تتسحب منه غصب عنه.


جواه كان بيسأل نفسه:

إزاي؟! إزاي دي اللي فضّلت قدامي كل الوقت، اللي بتلف وتدور حواليا بتاعتي، تبقى فجأه هتروح لواحد تاني؟!إزاي ، ممكن تبص لحد تاني بالطريقه دي؟


كان قلبه بيخبط في ضلوعه، مش قادر ياخد نفس.

حس إن الدنيا تطبق عليه، إن الحيطان قفلت عليه، وإن مرام لو خرجت من دايرة حياته هيموت .


في عقله صراع غريب:

"أنا إيه ليها؟ أنا مجرد مديرها... بس ليه دماغي بتولّع نار من مجرد فكرة إنها لحد تاني؟!""ليه مش قادر أقبل إن حد يقرب منها؟!"


كل ما يتخيل كريم واقف معاها، بيتكلم، بيضحك، يمكن يلمس إيدها يوم...يحس كأن حد بيمسك قلبه بإيد من حديد ويعصره.


لأول مرة من سنين طويلة، ياسين القوي، المسيطر، اللي محدش يقدر يهزه...

لقى نفسه مهزوز.لقى نفسه ضعيف قدامها


وعشان كده انفجر.

انفجر زي البركان اللي كان محبوس جواه، صرخ وهزها بعنف، مش عشان يوجعها... لكن عشان يقول لها من غير ما ينطق:

"أنا مش قادر أخسرك... أنا مش هقبل تروحي لحد تاني."


 أشار فادي لمرام لتخرج مرام مسرعة، متهالكة الخطى، تجلس على مكتبها وهي تضع يدها على صدرها، تحاول أن تهدئ من رعشة قلبها... لا تعرف ماذا حدث له، ولا تعرف ماذا سيحدث لها بعد اليوم.


 أما بالداخل، فكان ياسين قد تحوّل إلى ثور هائج.. عروقه نافرة، عينيه تقدح شررًا، لا يعرف ماذا يفعل ولا كيف يسيطر على ذلك الجنون الذي ينهش صدره. كان يريد أن يقتلها، أن يحبسها، أن لا يتركها تذهب لأحدٍ غيره.. كأنها ملك له، خُتمت باسمه دون أن يقولها، دون أن يعترف بها.


ليهتف فادي بحدة وهو يقترب منه:

– اقعد واهدى يا ياسين.. فيه إيه؟! انت اتجننت؟! حد يهيج على حد كده؟! فيه إيه؟ ماتهدي بقى! انت مكبّر الموضوع ليه بالشكل ده؟!


ثم ألقى عليه الأوراق وهو يتنهّد بمرارة ساخرة:

– بقي أنا صاحي الصبح مزاجي حلو، وجايب مناقصة بملايين عشان تمضيها.. أخش ألاقيك بتاكل في البت الغلبانة كإنها عدوتك! يا عم اهدي.. خد متع عينيك، دي مناقصة ماتخرش الميّة، ملايين يا معلم بتتحدف حدف.


أخذ ياسين الملفات بعنف، اختطفها من يد فادي، كأن الورق صار وقودًا لغضبه، ثم القاها بقوة فوق المكتب.


ارتطمت الملفات بالجهاز فانفتح، وإذا بالصوت المسجَّل يتردّد في المكتب كلّه.. صوته هو، صوته الغاضب وهو يصرخ في وجه مرام، يجلجل في المكان ويخرج من جهاز السكرتارية:


فجأة صار المشهد كابوسًا... كل الكلام الذي كان يظنّه محصورًا بين جدران قلبه وحنجرته، انفضح، وتحوّل إلى صدى مسموع، كأنه إعلانٍ رسمي عن جنونه، عن غيرته، عن ضعفه.


(يا حزن الحزن 🌚🌚... ).


صرخ بجنون... مناقصه ايه وزفت ايه؟! يغور أي حاجة... تتحرق المناقصات على اللي عايزها... هموت يا فادي، مش قادر، خلاص ماعدتش قادر، استحمل، والبت هتروح مني...


نطق العبارة، وكأنها آخر أنين في صدر رجل محاصر. نظرت مرام إلى الجهاز برعب، وقد علا في المكان صدى صوته المسجل، فسمعته يقول بصوت يقطر وجعاً:

قلبي هيقف من بعد ما سمعتها... عايزة تتجوز وتسيبني، تبقى لحد تاني... قلبي هيقف... مرام تتجوز وتبعد عني، تبقى لراجل تاني... دانا أموت.


انقلب المكتب إلى ساحة اشتباك بين عقل ينبض بالغضب وقلب يفقد توازنه.  فادي متعجباً، يقول:

انت فيه إيه؟! ايه الكلام ده؟! أول مرة اسمعه...


لكن ياسين، وقد انفلتت منه القيود، رد مهتاجاً،. ؟

عايزني اقلك ايه؟! اني عايز البت اللي بره دي، وهموت عليها...


انكمش صدر مرام، وهوى قلبها داخلها ؛ إحساس جديد يطرق بابها وخفقات قلبها تدق بسعاده: ايه ده؟! بيحبني؟ ياسين بيحبني؟!

: (اقعدي يا حزينة، السواد جاي 🌚).


هتف فادي  ومتعجب:

عايزها ازاي؟ ومن امتى انت عقلك خف ولا ايه؟!

ليقول ياسين:

اه، خف، وهموت عليها، وما عتش قادر؛ وبغير عليها موت... روحي هتموت عليها.

انا ياسين الكاشف هموت عالبت اللي بره دي، تصدق؟!


لهوى قلبها من طريقة كلامه المستنكره؛ لتسمعه يقول:

انا على اخر الزمن، هموت على حته سكرتيرة، وقلبي هيقف، وما عتش شايف غيرها... قولي: هتجنن؟


هتف فادي:

عادي يا ياسين، طالما بتحبها، ايه المشكلة؟


ليقول ياسين، بكبرٍ جعل قلبها ينشق:

انا ماينفعش، ماينفعش احب سكرتيرة...انت اتهطلت... (مالها يا حلوف انت؟ 😠😠) 

بس انا عايزها، وهموت عليها... ما هي لو لها في الشمال كنت جربت حظي، بس مالهاش — هجيبها ازاي، قلّي؟!

البت اللي بره دي تلزمني، تخصّني، بتاعتي؛ مَاحدش له فيها حاجه الا انا...


البت دي سنين وهي تحت طوعي. انا جتتي والعه بكفايه؛ ما عتش قادر. بس ازاي اطولها؟ ازاي؟ هتجنن، قلبي بيشقق وهي جنبي؛ نفسي فيها ومش قادر.


صعق فادي من كلامه، واحست هي ان الموت اهون مما سمعته... (اهي سمعتك خليها تاكلك بقه 🙄🙄)


ليقول فادي:

ايه العقليه بتاعتك دي؟! دا مرام، اي حد يتمناها، سكرتيره ايه وهبل ايه. مرام مفيش زيها.


هتف ياسين، بكِبْرٍ جعل :

انت اتجننت يا فادي؟! انت ناسي انا مين وهي مين؟! حاسس بكلبشه في جتتي من ساعة ماعرفت البيه جاي يتجوز وياخد البت اللي هموت عليها. دانا اموتها ولا ان حد ياخدها مني. دانا اخطفها، احبسها، والله ما يحصل — ماعدتش قادر انام ولا اعيش. وهتجنن على اي حد يقربلها؛ دا زي ما تكون مستني مسّ...

انا بقيت مجنون بيها، وهي مش حاسة... اللي يقرب منها باكله بسناني، وابعده عنها عشان تفضل جنبي. يقوم يجي البيه ياخدها كده عالجاهز؟! دا فيها موتة! مرام دي بتاعتي، ملكي، كلها علي بعضها. بس اشوفلها صرفه ازاي؟ اجيبها ازاي؟ اطولها ازاي؟


ليهتف بغلب: دانا بنام، احلم بيها في حضني، واصحى مخضوض ادور عليها...


هتف فادي:

كل ده يا ياسين؟!  اقولك ايه؟ مرام مالهاش الا سكة واحدة، وانت مستكتر نفسك عليها يبقى تنسى. انا اول مرة احس ان عقلك متركب غلط. انت يا ابن الناس مش فوق الكون، فاعقل كده، مشي امورك وانسى، يا تروح تطلبها من اهلها طالما هتموت عليها.


ليقول ياسين ما فجعها اكثر:

اه، والناس تقول عليا خدت حته سكرتيره؟! ياسين الكاشف ياخد سكرتيرته... انت بتتكلم ازاي؟! (الاهي تنفضح 😠)


لتحس مرام بخنجر ينغرز في قلبها...


هتف فادي باندهاش:

انت اللي اتجننت؟ واحد هيموت على واحدة؟ ايه العقلية دي؟ يا تبعد وتسيبها من سكات.


صرخ ياسين، صوته مقطوع :

ابعد من سكات؟! انت باينك اهبل يا فادي! دانا النار هتخلص عليا من الفكرة بس... ابعد واسيبهاله ياخدها...

يحط صباع عليها، ظل يلف حول نفسه كمن يدور في قفصٍ من لهب:

لا والله مايحصل! وياخد البت بتاعتي؟! بس تبقى بتاعتي ازاي؟! قولي اعمل ايه اطولك ازاي يا مرام، وانت مالكيش في الشمال... اه يا قهرك يا ياسين! اطولها ازاي؟ مالهاش الا سكة واحدة وماتنفعنيش، ماتنفعنيش.

(ماتغور ياض بقه البت انقهرت 😠😠)


بس استحاله أسيبها. دانا أطلع روحها في إيدي، ولا إن حد يمد صباع عليها ويلمس طرفها... اعمل إيه يا فادي؟ قلبي بيتقطع من الفكره. الواد بيتفق — عارف يعني ايه "بيتفق"؟ يعني اتقابلو وقعدو واتكلمو، وعجبتو ودخلت دماغه... مرام بتاعتي دخلت دماغه وجاي ياخدها. طب أروح فين بناري دي؟ هياخدها مني وأنا مشلول... أخطفها طيب وأحبسها، وماحدش يقربلها غيري.

انا ياسين الكاشف عايزها — عارف يعني ايه ياسين الكاشف لما يتجنن علي حد ومايطولوش؟  اعمل ايه في حرقه قلبي دي؟ 

((امشي ياض بلا ياسين بلا طين بقه قرفتنا 😠😠).ِ. عبوشكلك بقه 😠😠😠).


لتقفل هيا الجهاز:  فلم تعد قادرة أن تسمع أكثر من ذلك؛ لتحس أنها ماتت حيّة.


قامت بخطواتٍ متعثّرة، وخرجت مسرعة، لتغلق باب الحمّام خلفها. أُطبِق السكون عليها، فانحنت على نفسها تنتحب في صمت، بينما الوجع يشقّ قلبها وينغرز في عروقها. كانت كلماته البشعة تتردّد في أعماقها، تصفعها مرارًا، كأنها تُحفر في روحها.


همست لنفسها، بصوتٍ مبحوح:

"أنا.. أنا يفكر فيا كده؟ مالي؟ دانا أنضف منه.. مالها السكرتيرة؟ ( شاف مني إيه وحش عشان يبصلي البصّة دي؟"


رفعت رأسها والدموع تحجب الرؤية، وقالت بمرارة:

"دانا عيلتي كلها ناس محترمة.. إزاي يتكلم عليا كده؟ أنا يا ياسين، يوم ما أفرح وأعرف إنك بتفكر فيا، تفجعني فيك كده؟ للدرجادي شايفني قليلة؟"


أطرقت، ثم تتابع في داخلها صدى آخر:

"وأنا طول الفترة دي مش فاهمة، وانت بتغلي وعايزني بس؟ لا.. ما ينفعش. مانا متشافه مش قد المقام. كنت بتتمنى إني أبقى شمال.. ليه؟ هتاخدني سَكّة وترميني؟"


نهضَتْ من مكانها، واحتدمَ في صدرها لهيبٌ لا تطفئه الكلمات. بدأت تهيج ، كما لو أن البكاء لم يعد يفي بالغرض.


"بخت كنت مت قبل متحسسني بكده انا يا ياسين دانا ملكه في نفسي ومابيهمنيش حد ولا ببص لحد ولا عمري فكرت ابقي ليك.. مستكتر نفسك عليا ليه بتاع ايه..انت مين اصلا.. عشان فلوسك.انت ياسين الكاشف يعني ايه ماله فوق الكل والا ايه.. . طز يا اخي في فلوسك ودنيتك.. انا هتجنن اتهبل دا والا ايه.. دانا قيداله صوابعي العشره(تستاهلي.😠😠) يتجني عليا كده ويبصلي بالشكل ده.. عايزني اوي كده ومحروق وهيموت عليا.. بس ايه مانفعش البيه.. مانفعش المقام.


ثم أضافت بصرامةٍ لا تخلو من استهجانٍ وحزم:

"العبده تقف جنبه تملس علي المقام وتدعي وتصبر.. ايه ده انت ايه اللي فيه ده.. انت شايف نفسك علي ايه.. المقام بالفلوس دلوقتي.. دانا مقامي ما توصلوش ولا تقرب منه.. دانا فوق مقامك مقامات.. سكرتيره.. يا نهارك اسود انا يا ياسين..والناس هتقول ايه لما تحب وتتجوز.. انت الناس دي انت اللي تعبان من جوا انت اللي متركب غلط.(اي والله فيوزه ملمسه هم 😁😁) ."


بس لا يا مرام، أنا ما يِتبصّلِش كده! دانا يِجيلي أمير وأرميه تحت رجلي. والله لاحرق قلبك يا ياسين عشان تعرف ألف مرة إزاي تيجي تحت رجلي. (ايوه يا بت، وريه اديلو بقه 😅😅😅).


 ماشي يا ياسين بيه يا كبير يا عالي... انا بقه اللي هعرفك مرام اللي فين وانت فين، وهعرفك تحفي لحد ما بس أحن وابصلك بصّة حتى لو روحي فيك وهموت عليك. مرام عشقتك سنين واديتك لما شبعت واتجبرت، بس لا والله لا اسحب روحك. طيب يا ياسين انا سكرتيره ومش عايزاك يا ابن الكاشف اللي بتبصلنا من فوق. يا رب ايه الوجع ده ليه كده... هموت يا ربي من الوجع... يكسر قلبي كده وانا بعشقه وبموت عليه. يا رب صبرني واهديلي قلبي ينساه بدل التقطيعة دي... ليه يا ياسين تعمل فيا كده؟ ماشي يا ياسين بكره هشوفك متقطع قدامي وتركع وتتمنى بس ارضي عليك. الحتة السكرتيرة هتعرفك مقامك كويس وتجيب بوزك الأرض وهخليك تعض في الأرض من حسرتك إنك مش طايل حتى تقف جنبي... (يا سوادك يا ياسين 😁😁ايوه عايزنها مدعكه يا قلب أمك 😁😁😁ادعوله هنطلع دفنته قريب 😆😆😆))."

تكملة الرواية من هناااااا

لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل 

متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا

الرواية كامله من هناااااااااا

مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا

مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هنااااااا






تعليقات

التنقل السريع
    close