القائمة الرئيسية

الصفحات

translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية حب أجبارى الفصل التاسع وخمسون 59بقلم رشا ابراهيم

 

رواية حب أجبارى الفصل  التاسع وخمسون 59بقلم رشا ابراهيم



رواية حب أجبارى الفصل  التاسع وخمسون 59بقلم رشا ابراهيم



رواية حب أجبارى الفصل  التاسع وخمسون 59بقلم رشا ابراهيم


حب اجبارى 

الفصل التاسع والخمسون  

امل جديد ...... يولد .....كطفل رضيع .....يتعرف على العالم من حوله ......... انبعث من مكان ما فى وسط الظلام .......لينتشر النور ......ويضمر الظلام .....ويعم الترقب الارجاء .......فما هى الخطوة القادمة !!!!........................................................................

......................................................................................................................... 

بداية النهاية 

..........................................................................................................................

فى منزل طاهر الدمنهورى 

تركهم احمد واتجه الى السلم ينوى الصعود الى غرفته التى جمعتهم يوما .....ليحيط نفسه بذكراه .....عندما سمع الجملة التى الجمته .....وجعلته يعاود ادراجه مسرعا ..............

كمال باستغراب  : خمس شهور ازاى ..... سلمى كانت لسه عندى من شهر !!!!..........

كان احمد هو ابعد شخص مسافة اليه .....ولكنه قطع تلك المسافة فى خطوتين بمجرد سماعه اسمها ......واقتران اسمها بالحياة من جديد ..............

اقترب منه وامسك بيده ......واردف بصوت يحمل رجاءا بين طياته بالا يسلبه ذلك الامل ......... وكمال لم يخيب ظنه كما فعل الاخرون .......حيث اردف  قائلا  مجيبا على السؤال الذى قرأه فى عينيه : ايوةسلمى ...كانت لسه عندى من شهر ....يبقى ازاى بتقولولى انها ماتت وكمان من خمس شهور 

احمد بصوت متقطع : يعنى انت متأكد انها .....انها سلمى فعلا .....مش ممكن تكون بتشبه ........

كمال مقاطعا : سلمى ....مش بس مرضيتى .....سلمى تبقى بنت سليم صاحبى ...... يعنى انا عارفها كويس ........

سمع صوت خالد المندهش من جانبه : طب ازاى ده 

كمال بتأكيد : والله يا جماعه سلمى عايشة .....انتو ليه مش مصدقنى 

نظر له بابتسامة بدأت فى الظهور وذلك الامل يكبر ويكبر بداخله  : اعزرنى يا دكتور بس ....بس اللى اعرفه ان سلمى .....مات...ماتت وانا دفنتها بأيدى دول .....قال ذلك وهو رافعا يده امامه 

كمال : يبقى لازم تتأكد انت دفنت مين بالظبط....لأن اللى انت دفنتها ديه ....مش سلمى مراتك ..............

نظر له احمد بزهول وسعادة فى نفس الوقت ......

قطب كمال من ذلك الوضع فيبدو من وجوه الجميع انهم حقا يظنون سلمى متوفاة..... كيف ذلك ......اخذ يفكر ويفكر .....حتى تذكر شئ ما فنطق به على الفور ......

كمال بتفكير : اه ...اه ..... اه ...... انت تقصد الحادثة اللى حصلتلها من خمس شهور 

احمد باستغراب : حادثة 

اكمل كمال شارحا : ايوة .....من خمس شهور تقريبا ....كلمونى من مستشفى ...............

وقالولى ان فى حالة تخصنى هناك ....طبعا انا مكتدبتش خبر لما عرفت اسم الحالة ..... واللى هى كانت سلمى ......لما روحت ..... كانت فعلا حالتها حرجة اوووى ......كانت بتعانى من حمة شديدة وضعف عام ......فكر قليلا ثم اكمل قائلا .....كمان كانت بتعانى من حالة نزيف حاد ........ اخذ نفسا متمهلا واخرجه ببطئ ليكمل ........... بس الحمدلله قدرنا اننا نوقف النزيف وكمان انقظنا الجنين ..............

عند هذه الجملة .....نظر له احمد بصدمة فالمفاجأت تأتيه تباعا الان .....فلا يستطيع تداركها ...... هتفت جليلى بصدمة واضحة من نبرة صوتها ......جنين ......هى سلمى كانت حبلة ......

كمال مصححا  جملتها  : لا سلمى مازالت حامل .................ثم صمت ليتذكر شئ ما ......واكمل ...... على ما اتذكر انها على مشارف السابع دلوقتى .............

كان الجميع فى حالة صدمة مما يقع على اذانهم الان ......وبالطبع قولهم كان احمد ...... الذى اكتشف ان زوجته ....التى ابكاها طيلة خمسة اشهر مازالت حية ترزق ...... وليس ذلك فقط ...... انما تحمل فى احشائها طفل ......طفله هو ....... افاق من صدمته .....على صوت والدته المصدوم .....ولكنه لم يبالى حتى فى تبين ما تقوله فما يهمه الان .....ان حبيبته مازالت على قيد الحياة .....بل وتحمل بداخلها هديته الثمينة ........ 

كان كمال منهمكا فى الرد على اسألة كلا من طاهر وجليلة عندما تفاجأ بأحمد يحتضنه ويرفعه من على الارض عدة سنتيمترات وهو يتحدث بسعادة .....يعنى سلمى عايشة ..... عايشة يا دكتور ....... طب هى فين 

كمال بصدمة من فعلته هذه : طب نزلنى طيب ....نزلنى 

قام احمد بأنزاله على قدميه ....وقف منتظرا اجابته  طكفل ينتظر حلوة العيد بترقب وسعادة تعلو ملامح وجهه ......

كمال بهدوء بعد ان هندم حلته : انا بصراحة معرفش هى فين 

اصاب احمد الصدمة ...... ولكنه سرعان ما عمل عقله كالمكوك وتحدث قائلا : طب تليفونها ...... اكيد معاك رقم تليفونها 

كمال : للاسف بردو لا ..... هى كانت بتيجى فى مواعيدها على طول وعمرها ما سابت رقم تليفون ......

احمد بيأس : يعنى اوصلها ازاى ...........

خالد متدخلا ليساعد صديقه : بسيطة ...... انت مش قولت يا دكتور انها متابعة مع حضرتك ......يبقى فى معاد المتابعة الجاية ..... نكون مستنيانها هناك 

كمال متحدثا بأسى : للاسف ده بردو صعب 

احمد بضيق : ليه بس 

كمال : علشان هى بطلت تيجى متابعاتها من حوالى شهر ....... علشان كده اول ماشوفتك سألتك عليها ....لأنى كنت عايز اطمن عليها ......خصوصا انها لسه متجاوزتش مرحلة الخطر ............

احمد بلهفة : يعنى ايه ....... يعنى سلمى ممكن تكون تعبانة دلوقتى ...... وكمان لوحدها 

كمال شارحا : لا مش لدرجادى ...... هى بس حالتها خاصة شوية فى الحمل ......لان نظرا للحادثة اللى حصلتلها ....وهى اصلا كانت من قبلها بتشتكى من حالة ضعف عام .....فعلشان كده حملها بيكون متعب شوية .........

حملها ....... تهجأ احرف تلك الكلمة نتلذذا بمذاقها الخاص ......حبيبته تحمل طفله هو ...... وما هو اكبر  دليل على ان حبيبته حية ترزق اكثر من وجود روح تنمو فى احشائها ......هو الان لا يبحث عن زوجته  فقط .....انما يبحث عن زوجته وطفله القادم ............

انصرف كمال على وعد بأخبارهم بأى اخبار تصله من سلمى ........................

كان احمد سعيد بشدة لدرجة انه بعد انصراف الطبيب صعد مباشرتا الى غرفته وفى خلال خمس دقائق ....كان قد ارتدى ملابسه واعد حقيبته للعودة الى القاهرة ......فلا يريد ان يضيع دقيقة واحدة اخرة فى البعد عن حبيبته ......يكفيه عذاب خمسة اشهر كاملة .....ذاق فيهم الويل ......... حبيبته الشقية اختفت عنه خمسة اشهر .....تاركه اياه يعانى مرارة الفقد والاحساس بالذنب ......توعد لها فى نفسه ...... بأنه ما ان يجدها لسوف يعاقبها ....بالبقاء بين احضانه الى الابد ..................................

سافر احمد برفقة صديقه مودعا اهله .....الذى اوصوه جميعا بعدم العودةبدون زوجته وطفله ...... واولهم كانت جليلة التى كانت سعادتها بالجنين لا توصف حيث اوصته على الرفق بها عندما يجدها ولا ينسي انه حامل ولا تتحمل الضغط .......وكأنه يستطيع ان يفعل ذلك من الاساس ......فهى لا تعلم انه كان كالميت لا روح له  ...... وان روحه قد  عادت اليه بمجرد معرفته انها حية ترزق .....................................

............................................................................................

انتشر خبر عدم موت سلمى ...وانها حيا ترزق كالنار فى الهشيم ليصيب الجميع بالزهول والصدمة ....ولكن الفرحة العارمة كانت هى الشعور الاساسي .......

فبمجرد ان زفت فاطمة الخبر الى حبيبها حسن ..... حتى صمت لعدة ثوان فى الهاتف ... ومن ثم هتف بفرحة ....مفاجأا اياها بأنه كان يشعر بذلك .....فشعور داخله كان يؤكد له انها مازالت حية ولم تمت .... كادت تموت خجلا عندما تركها على الهاتف تستمع الى كل ما يحدث لديهم حتى انهت هى المكالمة بنفسها حين تأكدت انها قد نسيها تماما فى خضم الاحداث ....... وذهب مسرعا الى والده ووالدته ...يزف اليهم هذا الخبر السعيد والذي استقبلوه بالدهشة والفرحة فهتفت امه بالتهليل والشكر ..... ودموعها تجرى انهارا على وجنتيها بينما  تلآلآت الدموع فى عيني سالم ورفع بصره الله ربه شاكرا اياه على منحه فرصه اخرى لتعويض ابنة اخيه عن عدم حفاظه عليها وتنفيذ وصية اخيه المتوفى ...... ورغما عن مرضه وندرة تركه للفراش قرر ان يبحث عنها بنفسه ولا يعود الا بها ......

اما عن داليا فبمجرد ان اخبرها خالد بذلك حتى سقطت مغشية لتهب امها بذعر تنادي عليها محاولة افاقتها  ...... وخالد على الهاتف يكاد يموت رعبا عليها ......ولكنه فوجئ بصوت صراخها وضحكها بعدما القت امها بكوب ماء بوجها لعلها تفيق ..... فتفيق هى ممسكة بهاتفها الملقى بجوارها مرة اخرى وهى تصرخ حين ..... وتضحك حين ..... وتتأكد من خالد الذى انفجر ضاحكا من مجنونته ......التى هو متأكد انها تقفز الان فى مكانها كما الاطفال ......وهو ما كانت تفعله حقا .......................

................................................................................................

فى مقر شركة A W   للمقاولات 

زفر احمد بضيق وهو يقف خلف نافذة مكتبه ينظر للفراغ امامه ......ثم التفت الى خالد الواقف خلفه وهو يضع يده فى شعره يكاد يقتلعه من فرط عصبيته ...........

خالد محاولا تهدأته دون جدوى : اهدى يا احمد ان شاء الله هنلاقيها 

احمد بنظرات زائغة : هتجنن يا خالد ...... هموت من قهرى وانا مش عارف هى فين وبتعمل ايه ........ كل مافكر انها ممكن يجرالها حاجة وانا مش معاها هتجنن 

خالد : متقلقش ....ان شاء الله هتلاقيها كويسة ..... وبعدين احمد ربنا .....انت لسه من اسبوع كنت فكر انها 

احمد مشيرا بيده ليوقفه عن الاكمال : بس متكملش ....... انا مش عايز افتكر ......اللى هموت واعرفه ..... المجنونة ديه فين وليه تعمل كده 

خالد بلوم : يعنى مش عارف 

احمد بحزن وقد زاغت عينيه بذكرى فعلته الشينة معها : لا عارف ...... وعارف انى استاهل .....بس هتجنن ..... يا ترى راحت فين .... وعملت ايه فى الخمس شهور دول عاشت ازاى ......وازاى هنت عليها ......ليسكته صوتا داخله قائلا .... زى ماهى هانت عليك ..... ليزيد من شعور الندم داخله وتأنيب الضمير ..... فهو يعلم انه يستحق ذلك واكثر ..... ولكن كلمايرديه ان يجدها .....يملى عينيه منها .....ان تبقى امامه .....تهاقبة كما تريد وبالطريقة التى تريد ولكن وهى معه مطمئنا لوجودها بجواره .......يكفيه فقط شعوره بوجودها .....فراغ يملئه .... يشعر بالاختناق وكأنها هى متنفسه ........

خالد : طب مفيش اخبار من دكتور كمال 

احمد بحزن : لا ..... وده اللى مجننى اكتر ..... هى كانت مواصبة على واعيدها مع الدكتور ..... وهو قالى ان حالتها كانت صعبة ....انا خايف يكون جرالها حاجة ..... ثم اردف بأسي ....ديه حامل يا خالد .... ولوحدها .....عارف يعنى ايه 

نظر له بأسى فهو يعلم بأن ما يمر به صديقه الان اصعب من اى شئ مضي فالمفاجأت والصدمات تتوالى عليه واحدة تلو  الاخرى ..... وهو يكاد يقف على قدميه من هول ما يحدث له .......

دلفت هايدى الى المكتب بعد ان طرقت الباب عدة مرات بدون مجيب ..... وقفت امامهم تطالعهم بنظرات زائغة  ...........

نظر احمد لها واردف بصوت يملآه الحزن : اجلى اى كلام فى الشغل دلوقتى يا هايدى 

نظرت له هايدى بشفقة .....فهى تعلم محنته التى مر بها .....نظرة الى مظهره وشحوبه ..... فأحست بدموع ندم تؤرق عينيها وتخدش وجنتها الناعمة ..... فتحدثت بصوت باكى مما جعل الاخير ينتبه اليه بعدما كان ينظر امامه بوجوم ..... انا عارفة مكان سلمى !!!.....................................................................................................


القت ما بيدها اخيرا بعدما انتهت من عملها واستبد بها التعب والارهاق ......رمقت القابعة امامها بنظرات حنونة قبل ان تملى الى مساعدها بعدة تعليمات لرعاية المريضة ........ او بالاخص البقرة الحديثة الولادة ........ثم اتجهت الى الخارج وهى تشعر بألم فى كل جسدها ...... تنفست بعمق مستمتعة بجمال الطبيعة من حولها ...... وبخطوات صغيرة لكن واثقة اتجهت الى مكتبها ..... وهناك دلفت الى الحمام وغسلت يديها ....ثم خرجت منه  ملقيه بمعطفها الطبى على الكرسى خلف المكتب ....ثم عدلت من وضع حجابها الوردى والذي يتلائم مع فستانها الملون بدرجات مختلفة من الونين الودى والرمادى والذى يتسع كى يتيح مساحة لبطنها المنتفخ بالتمدد براحة ......ويصل للكاحل ومن الاعلى ارتدت جاكت صغير يصل الى اسفل زراعها باللون الرمادى ........نظرة لنفسها ببتسامة لم تصل لعينيها ومن ثم اتجهت خارجة لممارسة عادتها اليومية ..........

فبعد انتهاء عملها يومين تنطلق فى جولة فى تلك المزرعة التى تعمل بها الان ..... والتى تقع على  طريق الاسماعيلية  ..... كان كل من يراها يسلم عليها ....فمنذ ان عملت معهم منذ اكثر من اربعة اشهر وهما احبوها جميعا بصدق من اكبر موظف الى اصغر عامل وكيف لا  وهى ببرأتها وطيبتها قد خطفت قلوبهم جميعا واولهم صاحبة المزرعة تلك العجوز الحنونة ........ توقفت اخيرا بعد ان اعياها الارهاق .....فوقت مستندة الى شجرة ....تنظر للأفق امامها بشرود ...... رفعت يدها الصغيرة ومسحت بأنملها دموعها التى انسابت على وجنتيها بهدوء تخدش حرير بشرتها ...... زاغت عينيه بحزن ومر امامها ذكرى ذلك اليوم الاليم وما تالاه من الام .............

Flash back                                                                                  

دلفت لوزة الى تلك الغرفة ......وجاالت بنظرها فى انحائها .....تسلطت انظارها على تلك المتقومة على نفسها على الارض .......

رفعت سلمى رأسها ببطئ عقب سماعها صوت الباب .....احست بدوخة من تلك الحركة الطفيفة ........وحاولت ان تتبين ملامح الواقف امامها بوهن ........

رمقتها لوزة بنظرات محتقنة واردفت بغل قائلة : مش اووووى يعنى ......ثم اكملت محدثة .....اياها بحقد ......عملتلى ايه ياختى علشان يبهدلوكى كده .......اكملت عندما لم تجد رد من سلمى قائلة ......الله .....ما تردى يابت .....انتى خرسة ولا ايه ......ومن ثم اقتربت منه .....وبدأت فى تحريكها ......

نظرت لها سلمى بغضب واردفت قائلة بصوت واهن : ابعد عنى 

لوزة: طب مانتى بتتكلمى اهو ......... لمعت عيناها بانبهار فور رؤيتها لتلك القلادة الماسية التى تدلى من عنقها .................. ومن دون مقدمات قامت بجذب القلادة من رقبتها ........ وقامت بارتدأها حول عنقها وهى تردف ...... هتبقى احلى عليا .....ومن ثم تركتها ورحلت صافقة الباب خلفها بغلظة ....... لو كانت سلمى فى حالتها الطبيعية .....لنقضت عليها ناشبة مخالبها فى لحم وجهها وعنقها حتى تدميهم ......ناعته اياها بأشد واوقح الشتائم التى تعلمها والتى لا تعلمها ..... ولكن فىحالتها تلك بما ستفيدها القلادة فهى على مشارف الموت ومن كانت لتتمسك القلادة لاجله منتظرا اياها فى الجانب الاخر ماددا يده الحنونة اليها .....لتحاول ان تقترب منه رويدا رويدا ...........................

احست بألم حاد فى اسفل معدتها وشعرت بسائل يخرج منه ......تلمسته بيديها وهى تبكى ......................فهى كانت تنزف وبشدة ................بكت سلمى اكثر واكثر وعلى صوت نحيبها ......فهى قد خصرت اخر امل لها فى الدنيا .......ولم يتبقى لها شئ فى هذه الحياة ......... اغمضت عيناها مستسلمة لنداء الموت اخيرا .....بعد ان فقدت ما كان يجعلها متمسكة بالحياة ............................

.....................................................................................................

تطلعت اليه بلهفة .....وجرت عليه محتضنة اياه بقوة .......وهى تبكى وتضحك فى انن واحد .......ومن وصت شهقات البكاء والفرحة .....كانت تتحدث بسعادة ظهرت فى نبرتها واضحة .....بابا....بابا حبيبى .....انت وحشتنى اووى ......ولكن صمتت عندما وجدته ينظر اليها بحنان الدائم الذى طالما اغدقها به ......ولكنه لم يتحدث سوا بكلمة واحدة وهو ممسكا بها من يدها ويهزها بقوة لدرجة اصابتها بالغثيان ......فوقى ... فوقى 

....................................................................................................

كان ممسكا بها ويهزها بعنف بعد ان دلف الى الغرفة وجدها ملقاة على الارضية  ووجها يحاكى الاموات فى شحوبه ......اصابه الهلع لرؤية كمية الدماء التى تنسال من جسدها ....

فتحت عينيها بتثاقل متغلبة على شعورها القوى بالغثيان .......

تنفس الصعداء وتحدث بصوت ظهر فيه القلق .... الحمدلله افتكرتك متى 

نظرت له بعيون دامعة وتحدثت بوهن وسخرية مريرة: وانا كده عايشة 

ابتلع مسعود الغصة المريرة فى فمه وهتف قائلا : لا .... بس هتعيشى .... ثم هتف بتصميم ... قومى معايا ......

نظرت اليه متسألة .....فأردف قائلا : همشيكى من هنا .... انتى مش عايزة تمشي 

اومأت برأسها بالايجاب وابتسامة صغيرة تعلو وجهها ...... فساعدها على الوقوف ..... وهى تترنح وقدمها لا تحملاها ابدا .....فانحنى بجذعه حاملا اياها ..... ومع ضعفها وعدم قدرتها حتى على التحدث لم تستطع مقاومته لتركها تمشي على قدميها ....... 

كان فى اتجاه الى خارج العرفة عندما سمع صوت لمرأة غريب .... يأتى من الخارج .....فاختبئ خلف الباب حتى دلفت الى المطبخ .... ثم بحذر توجه الى الخارج حيث ركن سيارته بعيدا عن المكان حتى لا يشعر زميله بوجوده كما خططت ......منذ ان حدثه رئيسه يأمره بأحضار سلمى الى عنوان ما  بعد ان يعطيه الاشارة وعليه ان يتجهز لذلك ..... مؤكدا عليه انه فى حالة عدم اتصاله به مرة اخرى  يقوم بقتلها ودفنها فى اى مكان .....حينها فقط تغلبت انسانيته على حاجته للمال ..... فقرر مساعدة تلك المسكينة وتخليصها من براثن ذلك المفترى ......فاهتدى الى خططةما وشرع بتنفيذها فورا .......وهاهو الان يقود السيارة بتلك المسكينة .....ولكنها قد اصيبت بالاغماء مرة اخرى ......ووجها زاد شحوبه .....احس انها تسارع الموت ..... او هى تموت فعلا ......فأسرع بها الى اقرب مشفى .......................................................................

Back                                                                                        

عادت من شرودها فى ذكرياتها الاليمة التى ما تلبس ان تحاول تناسيهم حتى تطفق وتعلو لتعكر صفو حياتها الحالية ....... حاولت عدم التذكر مرة اخرى ماتلى ذلك اليوم ...... من دخولها المستشفى ونجاتها من الموت بأعجوبة ......وبكقائها بداخل المشفى لأكثر من اسبوعين ..... نفضت رأسها فهى لا تريد التذكر اكثر من ذلك ......

تحدثت معنفه نفسها وهى تمسح دموعها بيدها بعنف : كفايا بقى يا سلمى ..... انسي ...... انتى دلوقتى مع ناس تانية وعندك حياة تانية ..... حانت منها التفاتة الى بطنها المتكور امامها ....فأكملت هامسة وهى تتلمسها بأناملها الرقيقة ........ حياتى الجاي اللى هتيجى انت تملاها عليا ..... انتى دنيتى اللى عايشة عشانها دلوقتى ......... مش هسمح لحد انه يأذيك او حتى يقربلك ...... انت عمرى وحياتى ..... انت كل حاجة ليا فى دنيتى ........ ضحكت برقة عندما احست بتلك الحركة فى بطنها وكأن طفلها يشاركها حديثها .....فأكملت هامسة ..... خلاص عرفت انك انت كمان بتحبنى ....... خبطة اخرى ولكن بعنف جعلتها تتأو بغضب طفيف .......اه .... كده ... فى حد يضرب مامى .....اكملت باسمة وكأنه اماهه ويحدثها حقا ........ معاك حق انا بردو نسيتك شوية النهاردة ..... بس يا حبيبى .... مامى كانت مشغولة ...... على العموم علشان تعرف غلاوتك عندى جبتلك الشوكلات اللى بتحبه ..... ثم اخرجت من جيب صغير بفستانها  قطعة كبيرة من الشوكولا وهمت بتنأولها مطلقة تأوهات مستمتعة بينما سكن طفلها وكأنه حقا يشاركها التلذذ بالشوكولا ..............................

.......................................................................................................


يقود سيارته بأقصى سرعته ..... لا يصدق انه اخيرا  علم مكانها ...... كان قد بدأ يتسرب اليأس الى داخله .... فلقد ايقن انه طالماحبيبته لا ترغب بالعودة ...... فلا مجال لايجادها ...... تذكر كيف دلفت هايدى الى المكتب ...... وهى تخبره بكل بساطة انها تعلم مكان سلمى ومنذ البداية ..... كاد يفتك بها ...... ولكن هذا غير مهم الان .....المهم هو انه اخيرا سيراها ....... سيروى ظمائه برؤيتها مرة اخرى ..... هذا هو الاهم حاليا من اى شئ اخر .................

..........................................................................................

فى مقر شركة A W   للمقاولات 

وقفت امامه كالتلميذ المنتظر عقابه ..... بينما وقف هو لا يدرى ماذا يفعل بها .....

هايدى بنحيب : والله يا باشمهندسين خالد انا كنت عايزة احكى من الاول 

ليقاطعها هاتفا بحدة : وليه محكتيش .... ليه ...... شايفة كل حاجة بتحصل قدام عينكى ..... ثم اكمل معاتبا ..... ده انتى الوحيدة يا هايدى اللى حكتلك على احمد وحالته ..... وانتى عارفة هو كان متعذب اد ايه بموته ...... ده كله وانتى عارفة مكانها وساكتة 

هايدى وقد علا صوت نحيبها : مقدرتش ..... انا وعدتها ......انت متعرفش حالتها كانت عاملة ازاى ....... خفت لو موعدتهاش ...... تختفى بجد ومترجعش تانى ..... قولت اسيبها لغاية ماتهدى وهى اكيد هتراجع نفسها وترجع .......

خالد وقد بدأ يقتنع بكلامها ....فهى مجقة لو لم تكن هى تعلم بمكانها ..... لكانت معاناتهم الى الان مستمرة ...... زفر بضيق ثم تحدث قائلا : طب اهدى واتفضلى احكيلى قابلتيها فين وازاى ...... لتبدأ هايدى فى سرد الحكاية 

 Flash back                                                                                      

فى مشفى .................. بالقاهرة الجديدة 

كانت فى طريقها الى الخروج من المشفى وهى تتجدث مع والدتها واخيها الاصغر 

زينب : خلاص يا ستى ....ارتحتى 

هايدى بابتسامة رضا : ايوة طبعا ياست الكل ..... اطمنت عليكى 

زينب : يابنتى ولزمتها ايه التكاليف يعنى .... مانا قولتلك انى كويسة .......

هايدى بجدية : كويسة ..... ضغط عالى ....وسكر مرتفع ...... وتقوليلى كويسة 

زينب : مهو انتى لو كنتى سبتينى اخد الدوا .... كنت هبقى كويسة 

لؤى متدخلا : كله من الحلويات اللى اكلتيها النهاردة 

لتنظر له زينب بتحذير كى لا يفشي سرها ..... ولكنه كان انتهى من السرد وقضي الامر 

نظرت هايدى بلوم لأمها ......فالطبيب قد حذرها من تناول الحلويات نهائيا ولكنها  كالاطفال لا تسمع الكلام ابدا ...... 

زينب : متبسليش كده ..... ثم اكملت ببتسامة صغيرة .... ديه هى حتة بسبوسة صغيرة .....

لؤى : صغيرة بردو ..... ده انتى دخلتى على نص الصنية 

همت هايدى بالرد علي امها ..... حين تفاجأت بجلبة عالية ..... ورجل ضخم يدلف الى المشفى وهو يحمل فتاة ما يبدو انها غائبة عن .....لتقطب فى ريبة .... وتقترب مدققه فى ملامح تلك الفتاة التى تعرفها جيدا ......والتى لم تكن غير سلمى ........

صرفت هايدى بعدها امها واخيها الاصغر ذو السابع عشر عاما بعد ان طلبت لهم اوبر ...... ثم اتجهت مسرعة خلف سلمى ..... بعد ان اخبرتهم بأنها صديقتها .....وانها ستظل معها .............

Back                                                                                         

هايدى مكملة : صدمتى مكنتش مخليانى عارفة اتصرف ...... خصوصا ان حالتها كانت خطيرة ....... وكمان دخلت فى غيبوبة  ........ تاني يوم حاولت اتصل بالباشمهندس وبحضرتك كتير ...... بس مكنش حد فيكو بيرد .......ولما سلمى فاقت .... طلبت منى انى مقولش لحد ..... لغاية مهى تقول ..... وحلفتنى بده ..... وانا مردتش انى اخذلها اوى اخلف وعدى معاها......

خالد بسخرية : تقومى تسيبينا على عمانا 

هايدى : يا فندم ....انا 

خالد مقاطعا : خلاص يا هايدى ...... اتفضلى على مكتبك دلوقتى 

خرجت هايدى وهى لا تعرف علاما تندم ..... على عدم اخبارهم بالحقيقة من البداية ..... امم على اخبارهم الان ناقضة بذلك وعدها مع سلمى صديقتها الوحيدة ..... امم على وظيفتها التى هى على وشك خسارتها .......تنهدت بقلق واتجهت مسرعة الى مكتبها ...... مبررة لنفسها انها لم تخطأ .... هى حافظت على وعدها لسلمى ...... فهى لم تخبرهم بأنها مازالت حية ........ هى فقط اخبرتهم بمكانها بعد معرفتهم بوجودها على قيد الحياة ........

.........................................................................................................

فى المزرعة 

كانت فى طريق عودتها الى بيت المزرعة ..... حيث تقيم مع السيدة منيرة .... تلك العجوز الحنونة التى صممت على ان تقيم معها ولا تبقى بمبنى العاملين ....... حينما ابصرت تلك السيارة التى لا تخطأها ..... نعم انها سيارته .....سيارة حبيب ...اسكتت قلبها بقوة .....الذى ما ان شاهد السيارة على خفقانه حتى كاد يخرج من مكانه ..... وزادة حدة انفاسها وكأنها تجاهد كى تلتقطها ...... لتتسمر فى مكانها لبضع لحظات ...... بعدما تأكدت من ان تلك السيارة تعود اليه..... فان كانت السيارات تتشابه ..... فتلك الرائحة لا تخطأها ابدا ...... شعورها القوى بوجوده لا يخطأ ...........الان فقط علمت انها اشتاقت له حد الموت ....... علمت ان ما مر من وقت لم يكن كافيا ابدا  لتنساه .... بل ان حبها له زاد بمرور الايام .....حتى ان افعاله السابقة معها لم تكن سببا كافيا كى تكرهه .......... 

اخرجها من شرودها صوت فتح الباب .... كى تغير وجهتها ..... وتعود ادراجها ....... معتمدة على عدم معرفته لها بسبب حجابها ..... وبخطوات اقرب للركض تحركت مبتعدة عن المنزل !!!.........................................................................

................................................................................................................

نهاية الفصل التاسع والخمسون

تكملة الرواية بعد قليل 

لمتابعة باقى الرواية زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل 

متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا

الرواية كاملة من هناااااااااا

مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا

 مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هناااااا


تعليقات

التنقل السريع
    close