القائمة الرئيسية

الصفحات

translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية حب أجبارى الفصل الستون 60بقلم رشا ابراهيم

 


رواية حب أجبارى الفصل  الستون 60بقلم رشا ابراهيم







رواية حب أجبارى الفصل  الستون 60بقلم رشا ابراهيم




حب اجبارى 

الفصل الستون 

اتظننى سأغفر بسهولة ..... سأسامح ....بمجرد النظر اليك ...... بمجرد سماع كلامات الاسف والندم منك ....... فلتعد حساباتك حبيبى ..... نعم انت حبيبى ....... ولكن أنا انثى أؤمن بمقولة العين بالعين ...... وكما اخطأت انت  ......انتظر انتقامى انا!!!! ..............

.............................................................................................................

بداية النهاية 

...............................................................................................................

كان فى طريقه الى خارج المنزل ..... بعد ان اخبرته تلك العجوز الرقيقة بمكان العيادة البيطرية ....... فلقد اصر على الذهاب اليها فورا وعدم انتظار عوتها ...... 

نسمة رقيقة برائحة الياسمين ممتزجة بالفانيلا الذيذة داعبت انفه ......لتصدر عنه تنهيدة شوق ولهفة ......تلك الرائحة .....تلك الرائحة هو يعرفها جيدا .....وكيف لا وقد نام عليها لليال مستمتع برقة صاحبتها ...... وحتى بعد غيابها رائحتها ..... ملامحها ....... ابتساماتها ...... تفاصيلها ......كل شئ .... كل شئ عالق فى زهنه ..... 

حبيبته .... انها هنا .....فى مكان ما قريب ...... ولكن ايه هى .....جال بنظره بسرعة متفحصا المحيط حوله .... حتى شاهد طيف من بعيد ..... نعم انه طيفها ..... لقد احس بذلك واكد له قلبه الذى تسارعت خفقاته الى حد الجنون ..... حتى كادت تخرج من صدره تسبقه الى حيث .... مكان دنياه .......

تحركت قدمه بخفة اطاعة لأوامر القلب الذى غلب العقل فى منطقه وتحليلاته ..... توقف انت ايها العقل قليلا .... فلتسترح لبرهة ....فالوقت وقتى انا .... انا القلب المتحكم الان ...

ويبدو ان جميع اجزاء الجسم قد خضعت لسيطرة القلب وحده تاركة العقل ليندب حظه ......... 

اسرع الخطا فى اثرها .......حتى كان الفاصل بينهم بضعة امتار ........ اراد ان يناديها لاكثر من مرة .... ولكن لسانه كان وكأنه معقود .....او خائف .... خائف ان يصاب قلبه بخيبة اخرى يكفيه خيبات ...... واخيرا خرج صوته مناديا بأسمها ....سلمى ....ضعيف ....متحشرج من فرط ما يمر به من عواطف ......خرج كأنه نسمة هواء باردة فى ليلة شتاء قارصة البرودة .....ليصيب الراكضة امامه بالتيبث ..... وقشعريرة قوية اصابتها لتوقفها عن التحرك وكأنها  قد فقدت القدرة ....او نست كيفية القيام بذلك .........

سماعها لأسمها يخرج من بين شفاه .....اصاب قلبه المسكين فى الصميم ..... اه مكتومة صدرت عنها ....من فرط ما شعرت به من الم عصر قلبها ..... توقفت وكأن الدنيا كلها توقفت عن الحركة الا من حركته هو من خلفها ...... حركة بطيئة متمهلة ....هادئة هدوء أسد يستعد للهجوم على فريسته ........اخيرا وصل خلفها مباشرةا ..... اقترب منها مستنشقا اكبر قدر من رائحتها العطرة التى تسكر عقله وتشعره بالنشوة ....وحينما امتلئت رئتيه ولم يعد هناك مكان للمزيد التف حولها ليقف امامها .......... جالت عيناها على كل ملامحها تتأملها باشتياق ولهفة يدركها الاعمى ......بدأ من يديها الصغيرتان المشبوكتان ببعض وكأن احدهم تخشي فراق الاخرى ..... فوق بطنها اللممتلئ قليلا .....مهلا هل هنا يركض طفله حقا ......حسنا ليس موضوعه الان ..... الاهم هى حبيبته ....ارتفع بصره ليطالع وجهها الملائكى بملامحها المحفورة بداخله لم تتغير .....هى كما هى .... جميلة ....لا بل اكثر جمالا ..... حبيبته فى بعده كانت تزداد وزنا وجمالا على ما يبدو بخلافه هو .... فأنتم تعلمون ما ال اليه حاله فى بعدها عنه .....ولكنه قد استعاد جزءا من رونقه بعد معرفته  بعدم موتها ......كانت تنظر الى الارض ولم تنظر اليه حتى الان وكأنها تخشي ذلك ......توقفت عيناه عند رأسها المغطى بالحجاب ....فمنعه من رؤيت شعرها البنى الفاتح  يلمع تحت اشعة الشمس كسلاسل من الذهب ....... انتفض قلبه بفرحة .... هل ارتدت الحجاب ايضا ...... اى رجل محظوظ هو ......فما كان يتمناه وخشي ان يطلبه منها من قبل حتى لا تشعر بالظغط فلقد ارادها ان تفعل ذلك عن اقتناع ......... ملائكة البريئ تقف على نفس وضعيتها بدون حراك .......رغبة شديدة طالبته بعناقها .... عناق طويل .......... وبدون تفكير قد نفذ .....احتواها بين زراعيه  ضاغطا اياها اليها اكثر يريد ان يخفيها بداخله ...... حتى لا تغيب عنه مرة اخرى ..... بل انه لن يسمح لها بالابتعاد من الاساس ستبقى دائما بهذا القرب .... حيث موطنها الاساسي ........ تنهد براحة وابتسامة رضا افترشت وجهه حتى احتوته كله ...................

بمجرد اقترابه منها ....اسحت بشعور قوى من الحنين ....رائحته القوية داعبت انفها بقوة جاعلة اياها تدور فى عالمه هو فقط ..... انفاسه دربت عنقها بقوة منهية على اخر جزء من الثبات بداخلها ...... انه يلتف حولها الان .....يقف امامها مباشرةا .....وينظر اليها بتفحص ....... هى لم تره فنظراتها مثبتة على موضع قدميها ....ولكنها تعلم ذلك ..... فالمشاعر التى تعصف بها الان تؤكد ذلك .....فجأة احست بيدين كالكماشات تمسكها بقوة حتى كادت تختنق ......قربها من قلبه فاستطاعت سماع دقات قلبه بوضوح .....تخفق كمضخة على وشك الانفجار ........ حسنا الان توقف ..... توقف ايها القلب الغبى ..... ابتعد فى الحال اهرب ......ولكن قلبها الخائن قد سكن تماما وصم اذنيه عن سماع اى امر منها .....فهو اخيرا رجع الى موطنه الاصلي فلتتركه لينعم بهذا القرب لو حتى قليلا ..... لعله يروى ظمأه ........نهره العقل بقوة مذكرا اياه ....بطعنة الغدر التى اصابته فى مقتل تاركة اياه ينزف بشدة ......بدون نظرة شفقة ........فى لحظة مر امامها ذلك الشريط مجددا ......كلماته .....اهانته لها ....صفعته ........ واخيرا تلك الكلمة التى انطلقت كالطلقة .... كلما تذكرتها تشعر بالالم اكثر واكثر ......حتى انها احست فعلا بأن قلبها يؤلمها اشد الم الان ........انتفضت بقوة ....وحاولت التملص منه بدون فائدة ...فقد كان كالجبل الذى لا يتزحزح ........

فاق من غفلته على اثر مقاومتها الضعيفة له ......حررها من يداه ولكنه لم يكن يبتعد ..... ابتعدت هى خطوتان للخلف ولأول مرة رفعت عيناها لتلطقى بعينيه ...... 

لطمة ......لطمة قاسية .....هكذا شعر عندما تلاقت عينيه بعينيها .....عينينها كانت تمتلئ بالغضب ..... بالحزن ..... بالعتاب ......نظرة هى مجرد نظرة ..... ولكنها اقوى من الف جلدة .....نظرة حسرة وخزلان ..... نعم هو خزلها ..... اتخلى عنها ....ولم يثق بها .... لفظها من حياته كأفة مقززة يخشي على نفسه منها ..... لم يصدم الان ....فهذا ماجنت يداه .....هل كان ينتظر ان تركض عليه مرتمية باحضانه فور رؤيته ....... بل فأن قتلته الان يحق لها ...... فهو وعدها بالجنة واراها النار ..... اراها الراحة .....ليذيقها مر العذاب ......

صرخة انطلقت منها لتقضي على ما تبكى له من امل .....ابعد عنى 

حاول التحدث فخرج صوته مهزوز  .... ضعيف : س ل م ي .... انا 

قاطعته بحدة وكأن مجرد الذكرة اكسبتها قوة خاصة : انت ايه .....انت ايه اللى جابك 

احمد محاولا تهدأتها : سلمى .... انا اسف 

سلمى ضاحكة بسخرية : اسف ....... ليه هو انت دوست على فستانى من غير ما تقصد علشان تقولى اسف ...... اسف علي ايه 

احمد مقاطعا : انا عارف ان كلمة اسف مش هتوفى اللى عملته فيكى ...... بس سلمى صدقينى انا اضحك عليا ..... انا اتخدعت .....كنت زى المجنون مش عارف كنت بعمل ايه او بتصرف ازاى .....ثم اكمل بمشاعر صادقة ......سلمى انا بحبك 

قاطعته بحدة اقوى هذى المرة مشيرة بيده : متقولش الكلمة ديه علي لسانك ....... اللى بيحب ....مبيأذيش .... اللى يحب مبيجرحش ....... تنهدت بحزن واكملت قائلة ....... انت كسرتنى ....... دبحتنى بدم بارد من غير حتى ماتبص وراك .....فلتت منها دمعة خائنة انسابت على حرير بشرتها ........ 

نصل اخر غرس فى قلبه ..... نعم فكل كلماته تغرس فى قلبه تدميه حد الموت ..... ولكنه سيسمع ..... سيسمعها حتى النهاية فهو يستحق كل ذلك ......... 

امتدت اناملها تمسح تلك الدمعة بعصبية ..... فوقت الضعف قد انتهى ............

تحدثت بعصبية قائلة : امشي يا احمد ..... امشيى وسيبنى فى حالى 

عند هذا الحد لم يستطع ان يصمت ..... فهى تفعل اى شئ الا ان تبتعد عنه ثانيتا .... هو راضا ان تفعل به ما تشاء حتتى لو تقطع من لحمه قطع ولكن ل وهى معه بالقرب منه ...... ولكن الابتعاد .....ان يذوق مر الفراق مرة اخرى ...... لا ولاف لا .... لن يحصل ابدا حتى لو اضطر ان يأخذها جبرا من هنا سيفعل ولا تبتعد عنه ..........تحدث بعنف قائلا : لا يا سلمى ..... انا مش همشي غير وانتى معايا 

سلمى بسخرية : معاك ...... ليه هو انت فاكر انى ممكن امشي معاك اصلا 

احمد مقاطعا اياها بحدة : ايوة يا سلمى ..... هتيجى معايا ودلوقتى ...

سلمى بنفاذ صبر : امشي يا احمد .... امشي وانسانى ..... مبقاش فى حاجة تربطنا ببعض دلوقتى 

احمد بغضب : كدابة ..... انتى كدابة .....فى حجات تربطنا ببعض ... مش حاجة واحدة بس ....... حبنا لبعض ........ حياتنا اللى مربوطة ببعض ...... جوازانا .........وطفلنا اللى جاى فى السكة .....كان يعد لها الروابط بينهم بينما يتقدم هو خطوة لتعود هى مثلها ....... توقف عن العد فلا حاجة له بذكر الباقى التى تعلمه هى جيدا ....... نظر لها متحديا ان تكذبه ...

اهتزت خلجاته على اثر كلماته لها ..... حاولت لملمة شتاتها وهمست بما تبقى لديها من قوة : انت واهم ..... احنا كل الروابط اللى بينا انتهت 

احمد بثقة : لا مانتهتش ......حبنا لسه موجود ...... طفلنا الحمدلله موجود .... وجوازنا كمان 

سلمى بحدة وقد اثار عنفوانها  الثقة التى يتحدث بها ..... نعم فأحمد الدمنهورى فقط هو الوحيد القادر على ايقاظ سلمى الشرسة بداخلها : الحب ده انتهى زى ما الجواز كمان انتهى 

احمد بسخرية وقد عقد زراعيه ..... فحبيبته عنيدة وهو يعلم ذلك .... لذلك لن ينفع معها سوى الاسلوب القديم : جواز مين ده اللى انتهى ..... على ما اتذكر انى منهتوش 

سلمى بتلعثم : لا .... انت طلقتنى لمااااا ........ وتوقف لسانها عن الاكمال 

سبة كادت ان تنطلق من بين شفتيه لنفسه طبعا .......ولكنه عاد الى حالته من الهدوء فهو يحتاجه الان وتحدث قائلا : كانت غلطة وانا صلحتها 

سلمى بغضب : يعنى ايه صلحتها ...... انت طلقتنى وانا متأكدة 

احمد عاقدا زراعيه وابتسامة عبث تعلو وجهه : وايه اللى يسبت 

نظرة له بحدة ولم تجد رد مناسب لوقاحته 

احمد : انا رديتك من زمان يا سلمى 

سلمى بغضب وكد استبد بها فاصبحت ترى كل شئ بالاحمر امامها : ازاى ده ...... ازاى من غير ما اعرف ....ازاى وانا .....

اتم هو جملتها قائلا : وانتى المفروض ميتة .......ثم تابع قائلا ..... عادى يا سلمى ..... انا رديتك من زمان اووووى ......من بعد الموقف ده بكام يوم تقريبا ....... وازاى من غير ما تعرفى ..... ده عادى ......لأنى يا حبيبتى رميت عليكى يمين بس .....يعنى ممكن ارجع فيه فى اى وقت من غير ما اخد رأيك ...... مكنش فى ورقة رسمى بده ...... ثم اكمل ببتسامة وقد عجبه  اثارة حنقها ..... فبينما اى حبيب يستمتع برؤية حبيبته وهى تدرج وجنتها بحمرة الخجل ...... احمد يستمتع اكثر برؤية سلمى وهى تدرج وجنتيها بحمرة الغضب ........ شكلك مش عارفة فى الشرع كويس يا سولى ....... ابقى ركزى بعد كده 

حسنا ان كان اراد اثارة غضبها حد الغليان فقد نجح بذلك فقد صرخت بحدة قائلة : يعنى ايه ....... ثم اكملت محاولة التحكم فى اعصابها قليلا ...... بسيطة يبقى طلقنى ودلوقتى حالا 

نظر لها بحدة وقد اظلمت عيناه بغضب نارى مما جعلها ترتعد قليلا ولكنها حاولت الا تظهر زلك فظلت على وضعها عاقدة لزراعيها امام صدرها .......

احمد بغضب مكتوم وهو يضغط على كل حرف يخرج من فمه كى يدخل الكلام فى رأس تلك العنيدة : مش هيحصل يا سلمى ...... طول مانا عايش وفيا نفس مش هيحصل ...... ثم اكمل بنبرة متملكة ...... انتى مراتى وهتفضلى مراتى .........

نظرة له بغضب بدون ان تتحدث .....فظن انها قد اقتنعت بكلامه ....فتنهد بارتياح وتحدث بأريحية وهو يقترب منها  قائلا : شاطرة ......يلا بينا بقى علشان منتاخرش فى الطريق 

ان كان قد ظن انه ارعبها بما فعله .....فحسنا  هو محق قليلا ..... ولكن ليست سلمى من تتراجع من مجرد كلام .....ثرثرة لا معنى .......

نظرة لها بتحدى واقتربت منه اكثر  وقد لمعت عيناها بطريقة اثارت اعجابه ....... فى احلامك يا احمد .........

نظرة زهول ..... اعجاب ....... وقليلا من الغضب ....... اكملت بتحدي قائلة : نجوم السما اقربلك منى ........... ودلوقتى اتفضل من غير ماطرود ........ 

نظر احمد فى الاتجاه الذى اشارت له بيده وهو طريق الخروج ثم نظر اليها مرة اخرى واردف ببرود قائلا ........... انا اقربلك من انفاسك ..... انا جواكى يا سلمى ومش هتقدرى تنكرى ده او تكذبيه ...... فيلا معايا احسنلك 

سلمى صارخة : انت عايز منى ايه ..... سيبنى فى حالى بقى ..... حرام عليك .......انت بتعمل فيها كده ليه ......

انقبض قلبه بقوة علي انهيارها المفاجأ ....فاقترب منها بخطوة واحدة محاولا تهدأتها ...

................................................................................................

كان فى طريقه الى اعادة جولته حول المزرعة ....... فهو يأخذ جولة كل بضعة ساعات لكى يطمئن على استقرار الوضع ..... وعلي سلمى ايضا ....... ولكنه فوجئ بسلمى تقف مع شخص ما ويبدو عليها الانفعال .....وفى خلال ثاينة واحدة كانم يقف امامها غير مبالى بالرجل الذى يغلى من خلفه ........

مسعود بلهفة : سلمى مالك .... فىكى ايه ...... ثم اخيرا القى نظرة الى الواقف بجواره ......... ثم اكمل بغضب ....... عملك حاجة ضيقتك 

سلمى وهى تنظر اليه بهدوء وكأنها معتادة على محادثته بأريحية ..... حتى انه تسمح له بمناداتها بأسمها مجرد ...... مفيش حاجة يا مسعود 

كان احمد ينظر اليهم بغضب واضح ...... فهو يود الفتك بكتلة العضلات هذا ..... ن سمح له بالتدخل بينه وبين زوجته ..... ولما تلك الاريحية  و اللهفة فى الكلام ....... 

نظر له مسعود بجدية ....... بعد ان اطمئن على سلمى : مين حضرتك ..... وعايز ايه 

لا لقد تجاوز  كل الحدود .... كيف يسمح لنفسه بأن يقف بينه وبينها وايضا يسأله بكل برود من هو ..... والالعن تلك المستفزة التى تقف خلفه وكأنه حاميها .........

كان احمد على وشك الرد عليه بما يناسبه عندما قاطعهم صوت امراة كبيرة فى لاسن ولكن ذات صوت حازم وقوى ...... نعم انها منيرة ..... فلقد كانت تتابع الحوار الدائر من بعيد منذ البداية  ...... رافضة التدخل فى امر خاص بين زوج وزوجته ..... ولكن بمجرد قدوم مسعود قررت التدخل فورا ...... فنظرة الغضب التى رأتها فى عين احمد كانت تعنى شئ واحد فقط ..... انه على وشك ارتكاب جريمة ..........

منيرة : سلمى .... يلا اتدخلى على جوا هتبردى كده 

نظرة لها سلمى براحة فلقد انقذتها من تلك المواجهة الغير منتهية ......وبنمتية تحركت متجهه الى المنزل غير مبالية بذلك الذ يميز من الغيظ خلفها .....يود لو يمسكها بقوة ويأخذها معه ولو بالغصب ....

نظرة صارمة من منيرة اتبعتها بامر : وانت يا مسعود على شغلك يلا ....

تحرك مسعود بدون ان يفقه  شئ  ممايحدث .....

نظر اخرى كانت موجهه الى احمد ولكنها خرجت بتعاطف وحنية كبيرة : روح انت يابنى دلوقتى .....

احمد مقاطعا : بس 

منيرة : مبسش ..... ثم اكملت بحكمة ..... الامور ديه متتخدش كده .....سيبها يومان تفكر واللى فى الخير يقدمه ربنا 

احمد بضيق : وهى مفكرتش فى الخمس شهور اللى فاتو دول 

منيرة : يعنى انت صبرت خمس شهور ومش هتقدر تستنى يومين 

احمد : فى الخمس شهور كنت فاكرها ..... لقدر الله ميته ..... بس دلوقتى الوضع اختلف 

منيرة : بالظبط .... الوضع اختلف ..... علشان كده بقولك اديها وادى نفسك انت كمان يومين ..... وفى خلال اليومين دول ....فكر ....فكر زاى تصالحها وتخليها ترجعلك 

احمد ببتسامة وقد اقتنع بكلام تلك العجوز الحنونة : حاضر ..... بس منفضلك رقم التليفون علشان اقدر اطمن عليها .....

منيرة : طبعا اتفضل ......وبعد ان اعطته رقم الهاتف ....شكره احمد ثم اكمل بجدية قائلا : مين مسعود ده .....

منيرة ببتسامة : ده حارس المزرعة .......

احمد بعدم راحة ....فطريقتة كلامه مع سلمى لم تعجبه ..... ولكنه اكراما لتلك المرأة التى اظهرت له التعاطف بمجرد ان قص عليها الحكاية ....... شكرها واستئذن منصرفا ........ بعد ان اوصاها على سلمى ..... واكدت له انه لا يحتاج لتوصية ......انصرف احمد تاركا قلبه بهذه المزرعة ......ولكنه صمم بداخله على ارجاع سلمى له مهما كلفه الامر .....فهى حبيبته ولابد ان تعود له ......فوجودها معها امر مقدر لن تستطيع الفرار منه ابدا !!!...............................................................................................


بداخل منزل المزرعة 

قصت سلمى كل ما حدث معها الى منيرة ......... 

منيرة بصوت هادئ ولكن به نبرة عتاب : طب ليه يا سلمى مقولتليش الحقيقة من الاول 

سلمى بصوت باكى : خوفت ..... خوفت مترديش تشغلينى ..... وانا كنت حقيقى محتاجة ابقي فى مكان زى ده ...... كنت محتاجة ابعد .....

منيرة بلوم : وتفتكرى انا كان ممكن اطردك لو عرفت الحقيقة ..... تنهدت بحزن ثم اكملت ...... والا كنتى خايفة اغلطك فى اللى انتى عملتيه ....... 

سلمى بانفعال : انا مغلطش ....... انا بس اخترت لاول مرة فى حياتى ..... اخترت انى ابعد .... هما فرضو عليا كل حاجة فى حياتى ........ اتعذبت اوووى وانا معاهم ....... علشان كده قررت البعد ........ انهارت باكية مرة اخرى ......فاحتوتها منيرة واخذت تهدهدها حتى هدأت وخفة حدة بكائها .....

منيرة وهى تربض على ظهرها بحنية : اهدى يا حبيبتى ..... انتى عارفة ان هنا بيتك ..... انتى مش بتشتغلى عندى ..... انتى بنتى اللى ربنا عوضنى بيها .....بعد ..... بعد ماربنا اراد ان جوزى وولادى يموتو فى حادثة ....... امتدت يدها تمسح دموعها التى انسابت .... ففاجعة موت زوجها وابنتها الكبرى وصغريها التؤام فى حادثة سيارة مازالت تؤلمها حتى بعد مرور عشر سنوات على ذلك ...... نهرت نفسها بقوة .... فهذا ليس وقت البكاء لابد ان تظل قوية حتى تدعم تلك المسكينة .... الساكنة بين احضانها كطفل صغير تاهت منه امه ...........

ابتعدت عن احضانها قليلا ومسحت دموعها بالمحارم التى ناولتها اياها ...... وتحدثت بضعف قائلة ..... انا مش عايزة ارجعله تانى ...... التقطت انفاسها السائرة وتحدثت بصوت يحمل بين طياته الرجاء ...... انا عايزة افضل هنا ممكن ......

منيرة بعتاب : انتى بتستأذنى ..... طبعا ممكن .... انا قولتلك هنا بيتك ..... بس ......توقفت عن الاكمال ..... فبعد تفكير قد قررت انه ليس الوقت الملائم للنقاش ..... فعلى ما يبدو جرحها لم يندمل بعد ........ لذلك على الكلام ان يتأجل الى وقت اخر ......

لذلك من الافضل تغير مجرى الحوار الان .... لذا تحدثت سائلة : بس اللى انا مستغرباه ..... مين البنت اللى دفنوها على انها انتى وجت منين ......

ارتشفت سلمى بضعة قطرات من كوب الماء الموضوع اماها ثم بدأت بسرد ..... مقابلتها مع المدعوة لوزة .........

منيرة باستيعاب بعدما فهمت الحوار : اه ....يعنى هما لما لقو السلسلة مع لوزة ديه افتكروها انتى 

اومأت سلمى برأسها مؤكدة واردفت قائلة : انا فضلت حوالى اسبوعين فى المستشفى ..... لما فوقت مسعود بلغنى بكل اللى حصل ..... وازاى جلال كان مدى اوامر لواحد اسمه سباعى انه يروح يخلص على الموجودين فى المكان ده ..... طبعا بعد ما يكون مسعود وصلنى للمكان التانى اللى هو كان قايلو عليه ورجع ..... فيخلص منهم علشان ميبقاش فى شهود ...... ولسوء حظ لوزة سباعى قتلها وهى بتحاول تهرب منه جت الرصاصة فى ضهرها ولما وقعت وقعت على تقريبا تربيزة ازازة وكمان كان فى كراتين وبضاعة متخزنة وقعت عليها لما حاولت تمسك فيهم ..... فوشها وكل ملامحها تقريبا اتشوهت .....ولما البروليس وصل وشاف سلسلتى معاها افتكروها انا ..... 

منيرة بتأثر : لا حول ولا قوة الا بالله ...... كانت رايحة لجزأه ..... يلا ربنا يسامحها ويغفر لها ....

سلمى مؤمنة : امين ...

منيرة : وجلال مات على طول 

سلمى بضحكة مريرة : اللى قريته بعد كده فى الجرايد انه انتحر بعد ماعرف خبر موتى 

منيرة : يااااه لدرجادى ....... لدرجادى هانت عليه نفسه ...... 

سلمى مؤكدة : الناس اللى من نوعية جلال بيبقو مرضي نفسين لازملهم علاج .... انهت الحوار لعدم رغبتها فى النبش فى الماضي اكثر من ذلك قائلة ..... يلا متجوزش عليه غير الرحمة 

منيرة : معقولة مسمحاه على اللى عمله فيكى 

سلمى بصدق : هو دلوقتى بين ايدين ربنا .... انا مش فى ايدى اسامحه او لاء ..... 

منيرة : انتى طيبة اوووى يا سلمى ..... واللى زيك خلصو خلاص من الدنيا يا حبيبتى 

سلمى ببتسامة : لا ... اللى زي كتير اوووى .......انا عادية زى زى اى حد ...... 

منيرة ببتسامة : بيتهايألك .....يلا بقى قومى علشان ناكل ما بعد .... ثم اضافت مازحة ..... انا مش عارفة ده معاد عشا ولا غدا ده ..... يلا بقى علشان موت من الجوع .....

سلمى : بالهنا والشفة انتى ..... انا مش هقدر اكل حاجة دلوقتى 

منيرة : لا ازعل منك ..... انتى عارفة انى مبعرفش اكل لوحدى ...... ولو مكلتيش انا مش واكلة .. هيه........ كانت تحاول ممازحتها لأخراجه من حالة الحزن المخيمة عليها .......

تحركت سلمى من مكانها اطاعة  لتلك المرأة الحنونة ..... ولكنها شعرت فجأة بذوبان الارض من تحت قدميها فهوت مغشى عليها .......

.....................................................................................................

فى مقر شركة AW   للمقاولات 

جلس احمد وزهنه شارد فى كيفية مصالحة سلمى ...... بينما كان خالد جالسا امامه يحاول استيعاب شئ مما يهزى به .... فقد كان فى قمة عصبيته .......

خالد : يعنى انا مش فاهم دلوقتى ..... انت لقيت سلمى فى المزرعة ديه  وسبتها هناك ورجعت عادى 

احمد بضيق : كنت عايزنى اعمل ايه يعنى ....... بقولك مكنتش عايزة حتي تسمعنى او تشوفنى ....... انا عارف انى جرحتها جامد وانه مش بساهل انها تنسي ..... بس انا هتنى وراها لغاية متسامحنى وانا عارف انه مهما طال الوقت هتسمحنى ....... اكمل حديثه ببتسامة شاردة ......... سلمى قلبها عامل زى الاطفال مبتشلش من حد ....... وانا عارف انها لسه بتحبنى حتى لو انكرت ده ...... ببتسامة خبث اردف قائلا ...... عينيها فضحتها ........ 

خالد باستهزاء : ياسلام ...... فين الحب ده بقى .....ديه حلقتلك ورجعتك قفاك يقمر عيش ......

احمد بتفكير : الصبر ..... الصبر حلو وبكرة تشوف 

خالد : وامتى يجى بكرة ده بقى ان شاء الله ..... انا زهقت 

احمد باستغراب : وانت ايه اللى مزهقك يعنى فى موضوعى انا وسلمى 

خالد : ياعم انا مالى بيك ...... انا فى المصيبة اللى عندى ...... الاول تقولى انا مش هتجوز ولا هتخطب ..... من غير سلمى ...ثم اردف مقلدا اياها ..... انا حياتى انتهت بعد سلمى ..... وبتذمر اردف قائلا ........ولما المعجزة تحصل وسلمى تطلع عايشة تقولى لا مش هتجوز غير لما نلاقيها ..... ولما نلاقيها تقولى حضرتك انها مش راضية ترجع ...... وطبعا اللى عندى هتصمم مفيش فرح غير لما تتصالحو .... ومش بعيد تقعدنى لبعد الولادة كمان .... ولا لما ابنكو يدخل المدرسة ...... مجنونة وتعملها .....ده ايه الغلب اللى انا فيه ده يربى 

احمد ضاحكا : قول كده بقى .... مصلحجى ...... بدور على مصلحتك 

خالد بضيق : يعنى انت بدور على مصلحة الوطن ...... مانت بدور على مصلحتك انت كمان ....... ده انا قولت خلاص النحس اتفك ..... وهجيب سلمى معاك وانت جاى ..... وهى لما تشوفها هتوافق نحدد معاد الفرح ......... لكن هقول ايه ..... حسبى الله ونعم الوكيل .....

احمد مدعى الجدية : انت بتحسبن عليا .....

خالد : ياعم انا بحسبن على الظالم .... انت ظالم 

هم احمد بالرد عليه عندما قاطعهم رنين هاتفه ......رد مسرعا على الهاتف ......وبمجرد ان تلقى الخبر من المتصل .... والتى كانت الممرضة العاملة بالريسبشن من مركز الدكتور كمال ..... فكان احمد اوصاها بالاتصال به فور رؤيتها لسلمى ..... مقابل مبلغ مادى مغرى طبعا ..... لذلك ما ان رأتها حتى اسرعت بالاتصال فورا ......

قام احمد بالتقاط اشيائه مسرعا وهم بالخروج ......

خالد بلهفة : فى ايه يا احمد 

احمد وهو متجه الى الخارج : سلمى تعبانة وعند الدكتور دلوقتى 

خالد : استنى انا جاية معاك .......

قطع طريقهم داليا التى كانت على وشك الدخول الى المكتب ..... وما ان سمعت اسم سلمى حتى هبت مسرعة : سلمى مالها ...... فيها ايه ..... انت لقتوها ..... طب هى كويسة 

تركها احمد وخرج مسرعا من المكتب ...بينما رد عليها خالد مسرعا : مش وقتو دلوقتى .... سلمى عند الدكتور واحنا رايحين نشوفها ....

داليا بلهفة : انا جاية معاكو 

خالد باستعجال : طب يلا ..................

............................................................................................................

فى مركز الدكتور كمال الشربينى 

بداخل  مكتب الطبيب 

كمال : وهو يتفحص الجنين بالجهاز الموضوع امامه : لا الحمدلله ..... احنا كده عال خالص 

منيرة بقلق وهى تمسك بيد سلمى : طب والمغص والاغماء ده يا دكتور سببه ايه 

كمال ببتسامة : ديه كله اعراض طبيعية بالنسبة لحالتها ..... يعنى هى ضعيفة مش بتتحمل سواء سوء تغذية او اى ضغط عصبى .....ثم اكمل حديثه موجها اياه الى سلمى ...... وانا سبق ونبهت قبل كده على حسن التغذية والبعد عن اى ضغط عصبى .... بس واضح كده ان مفيش سمعان للكلام 

سلمى بضعف : والله بنفذ كل اللى حضرتك تقولى عليه .... ثم اكملت بضيق قائلة ..... بس هو الضغط العصبى اللى ورايا ورايا .......

وعلى ذكر الضغط العصبى .... دخل احمد كالاعصار الى المكتب بعدما عجزت الممرضات عن منعه ........ كاد كمال ان يصرخ على من اقتحم مكتبة بتلك الطريقة الهمجية ..... ولكنه ابتلع كلامه عندما رأى احمد يقف امامه .... فهو يقدر موقفه جيدا ....

اندفع احمد بلهفة واضحة بعينيه نحو سلمى الراكضة على الفراش .... وبصوت غلفته الحنيه  والعاطفة فخرج اجشا : سلمى .... حبيبتى ....مالك ....ثم نظر لطبيب واردف قائلا ..... سلمى مالها يا دكتور 

كمال ببتسامة : متقلقش كده ..... اغمائه  بسيطة وهى دلوقتى بقت احسن 

احمد  بصدمة : اغماء وده سببه ايه ...... 

كمال : ضغط عصبى ..... وسوء تغذية .... 

ما ان دخل احمد عليهم حتى اسرعت بتغطية بطنها العارى ....وحاولت النهوض .... ولكنه منعها ونزل على ركبتيه حتى وصل لمستواها ممسكا بيدها بقوة ...... رؤية اللهفة قوية فى عينيه ارسلت رجفة لذيذة فى قلبها ......سيطرت بصعوبة على ابتسامة حاولت الظهور ......

شكر احمد الطبيب بعد ان تأكد انه لا توجد خطورة على حالتها ..... واخذ التعليمات الازمة من الطبيب ......كانت سلمى طوال الوقت صامتة تتابع الموقف .... فهى لا تريد افتعال فضيحة امام الطبيب .... وكذلك حال منيرة ايضا .... ولكن ما ان اقترب احمد منها راغبا بامساك زراعها ليسندها ..... حتى نفضت يده بعنف ... وتحركت متحاملة على الصداع القوى الذي يكاد يقسم رأسها الى نصفين .....

................................................................................................

بخارج المكتب 

كانت داليا تقف بلهفة لا تقدر على الانتظار ...... ودت لو دلفت كما فعل احمد ولكن خالد منعها من ذلك ...... ولكن ما ان فتح الباب ورأت صديقة عمرها تخرج منه .... حتى تحركت مندفعة فى اتجاهها ...... 

تلقت سلمى عناق صديقتها بفرحة عارمة .... فلقد اشتاقت لها كثيرا ...... كما اشتاقت الى عناقها ....وحديثها الذى لا يخلو من المرح والمشاغبات .....

طال عناق الصديقتين .... واحدهما متشبثة بالاخرى .....ودموع الفرحة تنساب على وجنتيهما ....... وبعد فترة .... ابتعدن قليلا عن بعضهم .....وكل واحدة تتأمل الاخرى باشتيتاق ...... قطعت سلمى هذا الصمت عندما تحدثت قائلة ..... انا اسفة 

داليا مقاطعة وهى تمسح دموعها : هشش ..... مش مهم .... مش مهم اى حاجة .... المهم انك دلوقتى قدامى ومعايا .....ثم اقتربت معانقة اياها مرة اخرى ...........

كان الوضع مؤثر جدا على الكل حتى ان خالد قد دمعت عيناه ...... 

..............................................................................................

كان يجلس بالاستقبال منتظرهم وما ان لمحهم حتى تحرك مقتربا .... عندما رأى فتاة ما مألوفة ..... فهو متأكد انه رأها من قبل ولكن لا يعلم اين ........ كانت تقف بجوار رجل لا يعرفه ..... تندفع فى اتجاه سلمى فوقف يشاهد المشهد ...... 

............................................................................................

قاطع احمد عناقهم واردف قائلا : مش نمشي احسن بدل ما المركز كله بيتفرج علينا 

اومأت منيرة قائلة : معاك حق يابنى .....يلا بينا يا ولاد 

نظرت داليا باستفهام الى سلمى ....فتحدثت الاخرى قائلة : ديه مدام منيرة ..... صحبت المزرعة اللى بشتغل فيها 

داليا باحترام : تشرفنا ....سورى مأخدتش بالى من حضرتك .... من لهفتى على سلمى 

منيرة : طبعا ..... عزراكى ولا يهمك 

تدخل خالد مقاطعا : حمدالله على السلامة يا سلمى 

سلمى ببتسامة : الله يسلمك يا خالد 

خالد مبتسما : والله ماكنت مصدق انك مموتيش لغاية ماشوفتك ... سبحان الله ....يحي العظام وهى رميم ......لكظه احمد فى جانبه واردف ضاغطا على اسنانه : ايه اللى بتهببه ده .....بينما نظرت له سلمى بتقطيبة ........

خالد متداركا الموقف : انا بقول ننزل تحت احسن ....يلا بينا 

............................................................................................

فى اسفل البناية 

نظر احمد الى سلمى وتحدث بأمل قائلا : انا رأى تيجى ترتاحى فى البيت النهاردة ..... علشان متتعبيش من الطريق .....ثم اكمل موجها حديثه الى منيرة كى تسانده فى موقفه ...... ولكن اجابت سلمى مقاطعة ..... لا .... احنا راجعين المزرعة

داليا بجدية : متتعبيش نفسك ..... انتى جاية معايا النهاردة .....همت سلمى بالاعتراض .... ولكن قاطعتها داليا بتصميم قائلة ..... مفيش اعتراض ..... انا قولت كلمة ومش هتتكرر ..... ثم وجهت حديثها الى منيرة قائلة ..... وحضرتك طبعا تنورينا 

منيرة : ميرسى يا حبيبتى .... بس انا مش برتاح غير فى بيتى ..... ثم نظرت الى سلمى مكملة ..... خليكى انتى النهاردة مع صحبتك يا سلمى ..... نظرت سلمى له برجاء فلقد شعرت انها لا تريدها فى المزرعة ...... ولكن منيرة فهمت ذلك .... فاستدركت حديثها قائلة : هبعتلك العربية بكرة علشان تاخدك .....

سلمى ببتسامة : ماشي 

شاورت منيرة الى مسعود الذى كان يقف بعيدا عنهم .... فأتى مسرعا 

سلمت منيرة على الجميع وهمت بالابتعاد قائلة  : يلا يا مسعود 

مسعود بلهفة : هى سلمى مش راجعة معانا 

منيرة : لا سلمى هتبات النهاردة عند صحبتها مشيرة الى سلمى 

مسعود بلهفة : طي بعد اذنك هوصلك المزرعة وارجع انا لسلمى 

كان يقف يستمع الى الحوار الدائر بين السيدة منيرة وهذا المسعود .... وهو يكاد يميز من الغيظ .... ولكن عند هذا الحد لم يستطع تمالك اعصابه .....ففلت الليث من العقال

احمد بغضب : ترجع ليه .... هو انامش عجبك هنا 

مسعود باستغراب من هذا الشخص الذى هاجمه مرتين فى نفس اليوم : مين ده يا سلمى 

منيرة محاولة تهدأة الموقف : ده الباشمهندس احمد جوز سلمى 

مسعود  بأدراك : ااااه .... لا مؤخذة يا باشمهندس ..... بس اصلي انا متعود افضل مع سلمى على طول مفرقهاش 

احمد بغضب : لا بقى ..... ده انت زودتها اووى 

مسعود بضيق : هو فى ايه مالك 

هم احمد بالانقضاض عليه ولكن امسكه خالد بقوة قبل ان يحدث ما لا يحمد عقباه ........ 

خالد محاولا تهدأة الموقف : انا بقول نمشي بقى بدل وقفتنا ديه ..... وانت يا حضرة ..... متقلقش سلمى هنا تحت حماية جوزها ....وبتحذير اردف قائلا ..... فياريت تمشي دلوقتى 

مسعود بحدة فلم يستصيغ لهجة التهديد منه : وكان فين جوزها ده لما اتخطفت ....

انقض احمد عليه موجها اليه لكمة قوية .....جعلته يتزحزح بضعة خطوات للخلف ......ولكن مسعود ليس بالضعيف ....فبسرعة وجهه له لكمة اخرى اقوى ..... كاد احمد يقع على اثرها ولكنه تمالك نفسه ....... هب الاثنين فى الامسك ببعضهم .....ولكن وقوف سلمى بينهم منعهم من ذلك .....

اندفعت سلمى من فورها حين بدأ الاثنان العراك .....فلقد احست بأنها هى من طلقت الضربة بدل احمد .....وقفت بينهم وصرخت بحدة قائلة : وقفو اللى انتو بتعملوه ده ..... فاكرين نفسكو فين .......كانت منفعلة للغاية ويبدو عليها الضعف الشديد ..... حيث كانت تلتقط انفاسها بصعوبة ..... نسي احمد كل شئ الا الواقفة امامه والتى سيطرت على عقله وقلبه لدرجة لا توصف .....فأسرع تجاهها بلهفة .... واردف قائلا : حبيبتى انتى كويسة ....

نظرت اليه بحدة وتحدثت بغضب قائلة : هبقى كويسة لما تمشي يا احمد .....وبصوت اكثر انفعال ..... امشي 

نظرت منيرة بلوم الى مسعود وتحدثت قائلة : يلا يا مسعود ...... يلا علشان منتأخرش 

انصرف منيرة مع مسعود ......ونظر احمد الى سلمى واردف برجاء قائلا : طب هوصلك الاول 

سلمى بحدة : لا 

خالد مقاطعا : انا هوصلهم يا احمد ....ثم اكمل بصوت منخفض حتى لا تسمعانه ..... لم الدور بقى وكفاية عك ......

احمد بضيق : ماشي ..... بس همشيى وراكو ....

خالد ممازحا : ورانا ولا قدامنا ..... انا لو منك اروح اعالج عينى اللى باظت ديه 

احمد بحدة : اتلم يا خالد بدلع ماروقك 

خالد : اه ..... مهو انت مبتجيش غير على الغلبان 

احد بغضب : خالد 

خالد : وانا مالى يا اخويا ..... انا هروح اروح البنات ....ثم بصوت مسموع اردف قائلا .....يلا يا بنات 

تحركت معه داليا وسلمى التى كان استبد بها التعب .....جلست سلمى فى الخلف ومعها داليا ......فى حين اندفع احمد جالسا بجواره ...... واردف قائلا انا هاجى معاك وابقى ارجع اخد عربيتى .....

خالد بدهشة : ايه ....

احمد بجدية : يلا اطلع 

انطلق خالد وهو يتحدث الى نفسه بحسرة قائلا : حتى القاعدة اللى كنت ممنى نفسي البت تقعدها جنبى ....ضاعت .... هى جوازة مبصوص فيها من الاول ......ثم اتكمل داعيا ....... منك لله ياحمد يابن ام احمد ....

احمد بحدة : بتقول حاجة يا خالد 

خالد : مبقولش ....

لم تستطع سلمى الاعتراض على وجود احمد بالسيارة ....... ففى النهاية هذه سيارة خالد ولن تستطع التحكم بمن يركب ام لا ...... وايضا هى كانت تشعر بالتعب والوهن الشديد.......وكان كل ما تريده الان هو الاستلقاء على الفراش والغوص فى نوما عميق ...... وغدا ستفكر كيف تتخلص من المدعو احمد !!1.................................................

................................................................................................

نهاية الفصل الستون


تكملة الرواية من هنااااااا

لمتابعة باقى الرواية زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل 

متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا

الرواية كاملة من هناااااااااا

مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا

 مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هناااااا


تعليقات

التنقل السريع
    close