القائمة الرئيسية

الصفحات

translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية حب أجبارى الفصل الحادي والستون 61بقلم رشا ابراهيم

 

رواية حب أجبارى الفصل الحادي والستون 61بقلم رشا ابراهيم







رواية حب أجبارى الفصل الحادي والستون 61بقلم رشا ابراهيم



الفصل الحادى والستون 

فى منزل داليا عبدالرحمن 

كانت داليا تتحدث بالهاتف ويعلو صغرها ابتسامتها المشرقة التى غابت عنها فى الفترة الماضية ..................

داليا : ايوة يا خالد .... سلمى مشيت من شوية ...... واحمد معاها 

خالد مازحا : بجد طب احلفى كده ......

داليا ضاحكة : والله يابنى ..... مالك فى ايه 

خالد : يعنى هما ربنا هداهم والحمدلله 

داليا بضيق : لا للاسف سلمى مصممة على الطلاق ...... انا قلقانة عليها اوووى 

خالد مطمئنا اياها : متقلقيش يا حبيبتى ..... احمد عمره مهيسبها ..... ولو عملت ايه 

داليا وقد اخطأت الفهم : يعنى ايه يعنى ...... يعنى لو هى خلاص مش عايزاه مش هيسبها فى حالها مش كفاية اللى عمله فيها ....

خالد : حيلك ... حيلك ..... ايه بالعة راديو .....انا مش قصدى حاجة يا داليا ...... بس انتى يعنى تقدرى تقوليلى لو احمد طواعها وطلقها فعلا ...... هي هتكون مبسوطة 

داليا بصدق : لا طبعا ..... اناعارفة سلمى بتحب احمد اد ايه ...... ونفسي انهم يرجعو لبعض ......ثم اكملت وقد تغيرت نبرة صوتها للغضب ..... بس بردو اللى عملو احمد ميتغفرش .......

خالد بضيق : يوووه ...... انتى مش ملاحظة اننا مبنتكلمش غير عن احمد وسلمى وبس .... ايه معندناش مواضيع تانية مشتركة غيرهم 

داليا بتفكير : مواضيع ..... مواضيع 

خالد مدعيا الزهول : يا نهار مش بينلو ملامح ..... مواضيع ايه ...... جوازنا يا هانم 

داليا مدعية الغباء : جوازنا ...... جواز ايه ده 

خالد بغضب : جرى ايه يا داليا ...... هو انتى رجعتى فى كلامك ولا ايه ....... 

داليا بلهفة وقد لمست غضب خالد والذى على وشك الانفجار فتتحدثت برقة محاولة تهدئته : لا طبعا يا خالد ..... انا عمرى مانسي ..... بس ........ ولم تستطع اكمال جملتها خوفا من اغضابه اكثر .....

خالد بجدية : بس ايه ...... انطقى يا داليا انتى هطنقتينى بالكلام 

داليا بحذر : عايزنى افكر فى الجواز والفرحة ازاى يا خالد وسلمى فى الحالة ديه بس 

عند هذا الحد وقدتلاشت كل سيطرته على غضبه ..... ففى النهاية هو بشر من لحم ودم وهى قد تمادت كثيرا .....

خالد بصوت حاد : كفاية بقى ...... شوية صحبتى ماتت وفرحتى ماتت معاها ...... وشوية لما نلاقى سلمى ..... وشوية تانية لما سلمى تتصالح هى واحمد ....مهو مينفعش تفرحى وهى زعلانة ..... ومش بعيد لو رجعو لبعض تقوليلى استنى لما تولد ولا لما ابنها يخش المدرسة ...... علشان تكونى اطمنتى عليها خالص ..... انما انا ......اتحرق ....اولع ...... انا اخر حاجة فى حساباتك .......

حاولت داليا الرد عليه ولكنه لم يعطها فرصة فقد كان كالاعصار الهائج ......

اكمل خالد والغضب يتأكله : داليا واضح كده انك مش عايزانى وبتتحججى بأى حاجة وخلاص ...... بس مش انا .... مش انا اللى افرض نفسي او حبى على حد ....... اعتبرى الموضوع كله ملغي يا داليا ...... وانسي ان فى واحد اسمه خالد دخل حياتك.......

قام باغلاق الهاتف دون استماع ردمنها فقد اكتفى ..... اكتفى منها ومن حنيتها التى توزعها على الجميع الا هو ...... هو الذى من المفترض ان يكون كل اهتمامها وحنانها له هو .... الشخص الذى يحبها ..... هى من دق لها قلبه ..... وهى من ظن انها ستعوضه حنان امه الذى حرم منه طفلا ..... نعم فبداخل خالد كتلة المرح المتحركة والتى توزع السعادة والفرحة على كل من حولها .......يقبع طفل صغير بحاجة الى الحنان والاهتمام ...... وكان يظن ان داليا هى من ستعوده عن كل ذلك ولكنه كان مخطئا .... فهو اخر شخص من الممكن ان تفكر به ....... 

قام خالد باغلاق الهاتف بعد ان امتنع عن الرد على مكالماتها التى تقررت اكثر من  عشرة مرات ...... 

القت داليا الهاتف بعنف على الفراش والقت بنفسها عليه ..... وظلت تبكى بشدة على حبيبها الذى اضاعته  بدون قصد منها ...... فهى قد اعتادت على رعاية من حولها ..... اعتادت على الاهتمام بهم ورسم البسمة على وجوههم ....  فمنذ ان تخلى عنهم والدها وسافر اخوها الاكبر ..... لاكمال دراساته العليا فى الخارج .... وهى تشعر انها مسئولة عن من حولها ...... عن امها ..... وعن الموظفين فى عملها ..... وعن صديقتها الوحيدة ..... كيف لا تكف بجوارها وهى من وقفت بجانبها بعد ذهاب والدها .... هى من قوتها وشدت من عزيمتها فى الوقت الذى كانت هى فيه من بحاجة لمن يقف بجوارها ...... تعاهدت الاثنتات على الوقوف بجوار بعضهم وكل واحدة منهم تحملت مسئولية الاخرى ..... هم تعرضو لظلم الحياة .... وقررو التصدى لها معا ...... ظلت تبكى وتبكى حتى جفت دموعها وانهكها البكاء فراحت فى ثبات عميق .........

...........................................................................................................

فى المزرعة 

دلفت مسرعة الى بيت المزرعة هاربة منه  ومن مشاعرها .... التى تنجرف معه بمجرد وجوده معها ...... هى لابد ان تهرب منه ...... لابد ان تبتعد ....... فهى ليست حمل جرح اخر ..... لقد تشوه قلبها من كثرة الجروح التى تعرض لها .... ولم يعد بأمكانها تلقي جرح اخر ..... وخاصة منه هو ...... لذلك من الافضل لها وله البعد ..... هى ستعيش الباقي من حياتها من اجل طفلها القادم فقط .......

كانت متجهة الى التراس حيث اعتادت منيرة  الجلوس فى هذا الوقت حين نادتها منيرة من غرفة الجلوس فذهبت مسرعة اليها ...... وتفاجأت بوجود من بانتظارها ........

وقفت مكانها بصدمة ..... ونظرت لهم والدموع تملئ عيناها ..... وران صمت طويل قطعه صوت منيرة هاتفة بفرحة : ايه رأيك فى المفاجأة الحلوة ديه .......

اسرعت سلمى والقت نفسها فى احضان عمها .... الذى الجمته الصدمة ولم يقوى على الحراك ..... كيف لا وابنة اخيه المتوفاة قد اكتشف انها حى ولم تمت ..... تقف امامه فى صحة جيدة .....احتضنها بقوة وتفقت الدموع من عينيه فى لحظة من اللحظات النادرة التى دمعت عيناه بها ...... حاو ل التحدث فخرج صوته متقطعا ومتلعثما بسبب الموقف وبسبب حالته المرضية .....

سالم : سسلمى ..... بنتى ...... الحمد لله .... الحمدلله ..... الف حمد وشكر ليك ياارب .....احمدك يااارب ..... 

دمعت عين منيرة وعفاف التى كانت فى حالة صدمة ....فمجرد سماعهم الخبر قرروا المجئ فورا ..... ولم تمنعهم ظروف سالم الصحية والتى كانت تدهورت فى الفترة الاخيرة 

عفاف مازحة : الله جرى ايه يا سالم ..... هو انت هتاخدها لوحدك ولا ايه ..... خلينى املى عينى منها ..... 

تركت سلمى احضان عمها والقت نفسها فى احضان عفاف قائلة : وحشتينى وحشتنيى اوى يا انطى .....

عفاف معاتبة : انتى خليتى فيها انطى ..... كده بردو يا سلمى .... نهون عليكى بردو 

سلمى باكية : انا اسفة .... انا اسفة ... مكنش قصدى .... انا كنت متلخبطة و...

قاطعها سالم قائلا : مش مهم ... مش مهم حاجة يا بت الغالى ... المهم انك دلوجتى معانا ....ووسطينا ....

عفاف مؤكدة : ايوة يا حبيبتى ..... حمدلله على سلامتك يا نور عينى 

جأهم صوت مازحا من خلفهم : وانا بقى هوا ..... مانتش واخدة بالك منى خالص ...... مفيش ازيك يا ابو على .....

سلمى بسعادة : حسن ......وحشتنى اوووى يا حسن ووحشنى هزارك الرخم ....قالت ذلك وهى تحتضنه بفرحة .......

حسن مازحا : انا اللى هزارى رخم ولا انتى اللى هزارك هزار بوابين ....

سلمى ضاحكة وهى ترفع احدى حاجبيها : بوابين .... انت جد الكلمة ديه يا حسن 

قد الجميع وقت سعيد فى منزل المزرعة .... وكانت سلمى تشعر بسعادة طاغية وهى وسط عائلتها التى افتقدتهم كثيرا ..... واحست بمدى خطأ اعتقادها بأنها كانت سترتاح ببعدها عنهم .... فهم عائلتها التى تحبهم ..... وبعد ان تلاشي غضبها ..... احست انها ظلمتهم عندما عاقبتهم بظنهم يعتقدون انها قد ماتت ......حنقها وغضبها اعماها وجعلاها ناقمة عليهم جميعا ......لذا شعرت بالندم واعتزرت من عمها كثيرا ...... خاصتا بعد ما علمت تدهور حالته الصحية بعد معرفته بخبر موتها .... مما اشعرها بتأنيب الضمير كثيرا ..........................

بعد تناول الغداء جلست منيرة وعفاف  وسالم فى حديقة المنزل الخاصة ..... اما سلمى فقد اخذت تتمشي مع حسن ويتحدثو كما كانو يفعلون فى الماضي  .......

سلمى غاضبة : يعنى ايه انا السبب فى عدم جوازك من فاطمة لغاية دلوقتى ... هو كل واحد يعطل جوازه ويجيب اللوم عليا .... انا مالى واحدة وماتت ايه كانت الحياة هتقف من بعدها 

حسن بحدة  : ايوة يا سلمى .... انتى .... انتى حياتنا كلنا وقفت من بعدك .... ومفيش حد حاله اتعدل ..... موتك كان صدمة لينا كلنا .......

سلمى بندم : انا مكنش قصدى .... انا كنت عايزة ابعد بس .... كنت فاكرة ان ده احسن ليا وليكو ..... نظرت له ودموعها تسيل على وجنتيها  .....واردفت بصوت باكى .... انا تعبت اووى يا حسن اوووى 

قام حسن بمسح دموعها  ... واردف بصوت حان ..... انا عارف يا سلمى ..... عارف انتى اتعذبتى جد ايه فى حياتك  ....... وعارف اننا متحملين مسجولية اللى جرالك ..... بس احنا مكناش نعرف اللى بجرالك ....كنا ابوى فاكر انك مرتاحة فى عيشتك فى مصر ..... علشان اجده احنا اللى اسفين يا سلمى 

سلمى مقاطعة اياه : لا يا حسن متقولش كده 

حسن : لا يا سلمى .... انى بذات لاوم اعتزرلك لأنى مديونلك بالاعتزار ده .... انى اتصرفت بأنانية ..... كنت عايزك تتجوزى احمد علشان موصلحتى ...... مهمنيش حتى انى اسألك ان كنتى فرحانة ولا لا ..... كنت باجنع نفسي انك هتكونى مبسوطة علشان محسش بالذنب ...... انتى نتعرفيش انا اتعذبت جد ايه فى الفترة اللى فاتت .... كنت حاسس انى السبب فى موتك 

سلمى ببكاء : خلاص يا حسن ..... الكلام ده  كله ملوش لزوم دلوقتى .... انا شوفت اللى ربنا كان كاتبهولى .... وانا راضية ..... قامت بمسح دموعها واكملت مازحة ..... بس من امتى وانت بتلكم جد يا ابو على ماطول عمرك هلاس وبتحب الهلس 

حسن مدعيا الصدمة : هلس .... انى بردو يتجلى هلس ..... انتى جد الكلمة ديه 

سلمى ضاحكة : اه جدها .... وبطل عوجة اللسان اللى انت فيها .... مش عليا انا يا ابو على انا عارفة انك بتتكلم مصرى بلابند ..... 

حسن : يابنتى احترمينى شوية 

سلمى : هع ....يابنى انا الكبيرة يعنى انا اللى المفروض تحترمنى .... بس هقول ايه بقى ... مهو المجانين مبيتحاسبوش على كلامهم .....

حسن بصدمة : انا مجنون يا سلمى 

سلمى ضاحكة : اه 

حسن : طب انا بقى هوريكى المجنون ده هيعمل فيكى ايه ..... ثم هم بالامساك بها ولكن هى كانت الاسرع ففرت هاربة منه وهو يلحقها .......

جرى خلف بعضهم وهم يقهقهون بسعادة ..... وفجأة وقفت سلمى وهى لا تستطيع التقاط انفاسها من كثرة الضحك وتحدثت بصوت لاهث وهى تشوح بيدها : خلاص مش قادرة .... هولد قبل معادى يخربيتك ......

حسن ضاحكا وهو يلتقط انفاسه بصعوبة : ده انا نسيت انك حامل .... والنبى مانا عارف شكلك بالعة زتونة وبتضحكى علينا .....

سلمى ضاحكة وهى تلقظه فى بطنه : زتونة فى عينك 

حسن مازحا : انا اعرف اللى بتبقى حامل بتبقى بطنها مترين قدام .... انما انتى مش باين عليكى .....غير حتة الانتفاخ الصغير ده .....

سلمى : حرام عليك .... كل ده وتقولى مش باين .... ده انا حاسة انى بقيت عاملة زى الكورة ....بمشي ادألج .....

ضحكا الاثنان سويا وقد استعادو لحظات السعادة التى عاشاها سويا فى خلال الفترة التى قضتها سلمى فى اسيوط ..........

بعد انتهائهم من نوبة الضحك.............جلس الاثنان يستظلان باحدى شجر البرتقال  تحدثت سلمى بجدية قائلة : نتكلم جد شوية ..... انا عايزاك اول ماترجع الصعيد تفاتح عمى فى موضوع جوازك من فاطمة ..... وتكلمو عمو طاهر وتحددو معاد الفرح 

حسن بحدة : لما ارجع ..... هو انتى مش هترجعى معانا 

سلمى مازحة : انا هبقى اجى على الفرح ان شاء الله .....عايزنى اسافر ازاى وانا عاملة زى الكورة 

حسن : انا مبهزرش يا سلمى .... انتى هترجعى معانا 

سلمى : مينفعش يا حسن ....انا 

قاطعها قائلا : هو ايه ده اللى مينفعش .... مش عايزة ترجعى لجوزك وقولنا ماشي حقك .... انما عايزة تعيش عند ناس غرب واهلك لسه عايشين على وش الدنيا 

سلمى محاولة التوضيح : يا حسن افهمنى ..... اننا مينفعش ارجع .... انا مش مستعدة للمواجهة ديه ...... وكمان انا عندى ارتباطات كتير هنا ..... ومدام منيرة الست اللى وثقت فىا واعتبرتنى زى بنتها ..... عايزنى ازاى اتخلى عنها بالسهولة ديه 

حسن منهيا النقاش : انا معرفش غير حاجة واحدة بس .... انى جعادك اهنه دجيجة واحدة بعد جده مهيحصلش ...... ثم تركها وعاد ادراجه حيث يجلس والداه مع منيرة ................

...........................................................................................................

كانو منخرطين فى حديثهم عندما لاحظو حسن قادم فى اتجاههم ويعلو ملامحه نظرة مبهمة ..... وسلمى تهرول من خلفه محاولة اللحاق به .....

نظرو له بتسأل ..... فتحدث قائلا وهو يحاول كتم غضبه : انت عرفت يا بوى ان سلمى مش ناوية تعاود معانا ......

شهقت عفاف بصدمة بينما اصرت منيرة الصمت ولو ان غصة مريرة استحكمت بحلقها ....

نظر سالم اليه .... ثم نظر الى سلمى التى بهتت ملامحها ووقفت محني رأسها لا تستطيع مواجهته ......

تحدث سالم بصوت جاد : اللى سلمى تريده هو اللى هيصير 

حسن مقاطعا : ايه .... كيف ده يابوى ...

سالم مقاطعا بحدة : انى جولت كلمة ومعيزش كتر حديت .....ثم اكمل حديثه موجها اياه الى سلمى .... انتى بدك تتنيكى اهنه يا سلمى يابتى ..... نظرت له بضعف واومأت برأسها بدون ان تستطع التفوه بكلمة .....

تنهض سالم بحزن .... وارتسمت ابتسامة ندم على وجهه واردف قائلا بصوت هادئ : على راحتك يا بتى .........

رفض سالم محاولات منيرة فى منعهم من السفر وبقائهم ليوم اخر ..... وقامو بتويع سلمى وسط بكاء عفاف وسلمى وغضب حسن الذى كان على وشك الانفجار فلم يستصغ فكرة بقاء سلمى وحدها فى هذه المزرعة  حتى لو كانت صاحبتها انسنة طيبة وخلوقة كامنيرة 

حسن اثناء قيادته لسيارة : انى مش فاهم كيف يابوى نهمل سلمى ونمشي .... كيف 

عفاف ناهرة ابنها : عيب يا حسن مينفعش تعلى صوتك على ابوك ..... فهى حتى لو كانت غير راضية عن هذا القرار ولكن يجب عليه احترام قرار والده ....

سالم موضحا : انى عارف كويس انى مهينفعش اسيب لحمى فى بيوت الناس .... وكنت جادر انى اامره تعاود معانا ومكنتش هتعصالى كلمة ..... بس كانت هتبجى راجعة مخصوبة ..... وانى مهجدرش اغصب عليها .... مش بعد كل اللى شافته فى حياتها ..... اجى انى واكمل عليها  ..... يبجى حرام عليا ..... بت عمك اللى فيها مكفيها .... لو بصيت دجيجة لعنيها هتعرف انها مش مرتاحة ..... هى بس بتبينلنا انها جوية ومفيش حاجة مجصرة فيها ...... بس هى مش اجده ..... علشان اجده انا سبتها .... سبتها تلملم حالها الاول .... وبعدين هترجع صدجنى هترجع لحالها ولحياتها ..... بس ترجع لحالها الاول ..................

.........................................................................................................

بعد رحيل عمها استأذنت منيرة بالذهب لمباشرة بعض الامور العالقة ....... خاصة ان منيرة اخبرتها ان عم عوض مساعدها قد تقدم بطلب اجازة  ..... لقضائها فى قريته مع اطفاله وسيوفر من ينوب عنه خلال فترة غيابه ........

وفى طريقها قررت التحدث الى فاطمة فلقد اخذت رقم هاتفها من حسن وارادت ان تحدثها هى وسلوى .... فلقد اشتاقت لهم كثيرا ....... وما ان سمعت فاطمة صوتها حتى هتفت بسعادة ......سلمى .... وحشتينى جوى ....انتى فين ..... انتى جاية 

سلمى ضاحكة : طب ادينى فرصة اجاوب سؤال .... سؤال الاول .... 

فاطمة بلهفة : لا كلاتهم مرة واحدة .....

سلمى بضحكة : طب ادينى فرصة اقولك عاملة ايه .... ازيك .... وانتى كمان وحشتينى اوووى ....... انتى وسلوى وحشتونى موووت  

كانت سلوى بجوارها فى هذا الوقت ......سلوى : هاتى التليفون ..... هاتى التليفون يا فاطمة ..... 

فاطمة بعناد : لع ...... لما اشبع منيها الاول 

كانت سلمى تستمع الى اصوات مشاجراتهم وهى تضحك وتبكى فى نفس الوقت ......وبعد محاولت امسكت سلوى الهاتف وتحدثت اليها ......

اطمأنت عليها وعلى صحتها وعلى صحة الطفل ..... وكذلك اطمئنت سلمى على اوضاعها ...... وطمانتها سلوى عليها وقالت لها ...... ان محمد يبالغ فى مراعاتها حتى انها يجعلها تلزم الفراش احيانا ...... وانهم رفضو معرفة نوع الجنين .....فهذه هى هدية الله لهم ...... وهم متقبلينها اين كانت واصروا الانتظار حتى تكون المفاجأة ......

اغلقت سلمى الهاتف وهى سعيدة كثيرا  من اجلها ..... ولكن لا تستطع انكار تلك الغصة المريرة التى استحكمت حلقها .... عند ذكرها لمراعاة محمد لها ......... 

تغاضت سلمى عن الامر وقررت الذهاب الى عملها لالهاء نفسها عن التفكير قليلا .......

................................................................................................. 

فى مقر شركة A W   للمقاولات 

رن هاتفه برقم والده فاجاب على الفور 

احمد : السلام عليكم ..... ازيك يا حاج

طاهر : وعليكم السلام يا ولدى ...... كيفك 

احمد بصوت هادئ : بخير الحمد لله ..... وانتو عاملين ايه 

طاهر : كلنا زينين يا ولدى ...... ثم اكمل بلهجة جادة ...... مرتك كيفها ..... 

احمد  بضيق حاول مداراته  فقد تذكر جملتها الاخيرة صباحا : الحمدلله بخير 

طاهر بتسأل : مرتك معاك يا احمد ...... رجعتها 

احمد بصدق فهو يعلم انه لن يستطيع اخفاء شئ عن والده : لا لسه ....... تنهد بحزن واكمل قائلا ...... مش عايزة تسامحنى 

طاهر بلهجة امره : لازمن تخليها تسامحك ....... رجع مرتك وولدك لحضنك وحجي عليهم يا ولدى ......

احمد : من غير ما تقول يا حاج ...... سلمى مراتى ولا يمكن هسمحلها انها تبعد عنى ابدا  ...... اطمن ان شاء الله قريب هنظوركم سوا ....... ثم اكمل بعزيمة وقد لمعت عينيه باصرار ......... قريب اوووى ............................................

..................................................................................................


فى العيادة البيطرية بالمزرعة 

تحدثت سلمى مع مساعدها ذلك الرجل الطيب ..... والذى تجاوز الخمسون من العمر 

سلمى : كده يا عم عوض .... هتسافر وتسيبنى 

عم عوض : معلش يا دكتورة .... بس انتى عارفة اديلى شهرين ماخدتش اجازة وولادى وحشونى جوى ......... 

سلمى مازحة : وانا اعمل ايه من غيرك بقى ..... وبعدين هو انا مش زى بنتك بردو 

عم عوض : ربنا يعلم ان معزتك من معزة نسمة بنتى ...... عموما هو اسبوع بالكتير وتلاقينى عندك .......

سلمى : ماشي يا عم عوض ..... تروح وترجع بالسلامة ...... وابقى سلملى على نسمة وايمان 

عم عوض : يوصل ..... ومتقلقيش .... انا دبرتلك واحد هيساعدك على مارجع ان شاء الله ..... 

سلمى : المهم يكون بتاع شغل 

عم عوض وهو يشير لنفسه بفخر : عيب ...ديه نقوتى .....

سلمى : ماشي يا عم عوض مادام نقوتك .....يبقى انا مطمنة 

...............................................................................................

عادت سلمى الى بيت المزرعة بعد ان انتهت من عملها ...... وقد كانت تشعر بالارهاق الشديد ........دلفت الى غرفتها بعد ان ودعت منيرة ..... واخرجت هاتفها تتفقده ........ لا هى لا تنتظر ان يهاتفها .... فمن اين لها برقمها ...... من الممكن ان يحصل عليه من داليا او منيرة ......... لا ولم تفكرى باتصاله من عدمه ..... ما هذا يا سلمى ......

هكذا نهرها عقلها عندما انصاعت لرغبات قلبها الضعيف .......

بررت لنفسها انها فقط تريد مهاتفة داليا فقد قلقت عليها ..... هى لم تتصل بها طوال اليوم وهذا شئ يدعو للقلق ....... فقررت الاتصال بها للاطمئنان عليها ........

..............................................................................................................

فى منزل داليا عبدالرحمن 

استيقظت على صوت رنين هاتفها ...... لقد نامت طوال النهار ..... حتى انها لم تستجب لمحاولات والدتها فى ايقاظها مدعية الارهاق ........ 

داليا بصوت مبحوح : الو 

لم تلحظ سلمى ضعف صوتها فتحدثت قائلة : داليا .... فينك يا واطية وانا اللى قولت انك هتصدعينى مكالمات النهاردة ..... شكلك كده ما صدقتى تخلصى منى ......

داليا بصوت مختنق : سورى يا سلمى 

انتاب سلمى القلق خاصة بعد سماع صوت داليا فهتفت بلهفة قائلة : مالك يا داليا يا حبيبتى ...... فى ايه  .... 

انهمرت داليا فى البكاء فلم تعد نقوى على التماسك ..... فانقبض قلب سلمى وصاحت بلهفة قائلة : فى ايه يا داليا طمنينى ..... بتعيطى ليه يا قلبى ......

داليا بصوت باكى : مش قادرة يا سلمى .... قلبى وجعنى اوووى 

سلمى : اهدى يا حبيبتى اهدى ..... واقوليلى ايه اللى حصل 

حكت داليا لسلمى كل شئ ولكن لم تستطع سلمى تفسير معظم الكلام بسبب انخراط داليا فى البكاء وهى تتحدث ..... ولكنها استشفت الموضع من عنوانيه .....

سلمى بفهم : يعنى دلوقتى خالد زعل منك واقالك ان موضعكو خلاص انتهى ....... وعلشان كده انتى بتعيطى 

داليا ببكاء : ايوة 

سلمى : تستاهلى 

داليا بصدمة : استاهل .... انا يا سلمى 

سلمى بلوم : ايوة طبعا تستاهلى ......وتستاهلى اكتر من كده كمان ......ده لولا ان خالد محترم وابن ناس كان هزقك 

داليا بغضب : ايه اللى بتقوليه ده 

سلمى مفسرة : يا داليا يا حبيبتى اسمعينى ...... الراجل بيحب يحس انه دايما رقم واحد فى عين البنت اللى بيحبها ....... ثم اكلملت ساخرة ...... وانتى بقى ما شاء الله .... دايما مدياله احساس انه اخر واحد فى تفكيرك ...... ومفضلة الكل عليه ..... وفى الوقت اللى هو هيموت عليكى فيه .....انتى بتبعدى عنه .......

داليا  مبررة : يا سلمى انا ....

سلمى مقاطعة : داليا  سؤال واحد وتجاوبينى عليه .... بتحبى خالد 

داليا بصدق : طبعا يا سلمى بحبه ....... بس 

سلمى : مبسش .... خلاص ....انتى بتحبيه وهو اكيد متنيل على عينه بيحبك .... هو ده المهم ...... 

داليا : يعنى 

سلمى بمكر : يعنى  ....... سعنى سبيها على الله يا داليا ..... ولو ربنا كتبلكو نصيب فى بعض ...... يبقى هتكونو لبعض ...... بس انتى قولى ياارب 

داليا برجاء : يااارب يا سلمى ..... يااارب 

انهت سلمى المكالمة معها  بعد ان اكدت عليها ان تذهب لأخذ شاور وان تتوضاء وتصلى فروضها التى افاتتها ..... وتترك امورها لله سبحانة وتعالى.......هو يدبرها لها 

.........................................................................................

فى منزل المزرعة 

استيقظت من نومها مبكرة كالعادة ..... ثم اخذت شاور وقامت بتغير منامتها القطنية ذات اللون الموف ..... بفستان بللون السماء ..... وفوقة بليرو ابيض يصل لاسفل الصدر .... وغطت شعرها بوشاح يتداخل فيه اللونين معا بتناسق رقيق ......ونزلت الى الاسفل حيث تنتظرها منيرة على المائدة لتناول الافطار ......

جلست سلمى بعد ان التقت عليها تحية الصباح ..... وبدأو فى تناول الافطار .... حين دخلت عليهم احدى الخادمات .....

الخادمة : دكتورة سلمى ..... فى راجل برة عايز حضرتك 

منيرة متسألة : راجل مين ده 

الخادمة :بيقول اسمه خالد 

سلمى ضاحكة : جاى بدرى عن معاده ..... بداية مبشرة 

منيرة باستفهام : مين ده يا سلمى 

سلمى : هقولك بعدين يا انطى ..... بس هقابله الاول وبعدين اقولك 

.....................................................................................................

جلست سلمى مع خالد فى تراس المنزل ..... وبعد ان قدمت لها الخادمة كوب العصير .... بدات سلمى حديثها قائلة : سورى يا خالد انى كلمتك متأخر  امبارح 

خالد : ولا يهمك يا سلمى .... بس انتى قلقتينى جدا  خصوصا انك تقريبا عمرك مكلمتينى قبل كده

سلمى بمكر : يعنى انت مستشفتش انا عايزاك فى ايه 

تنحنح خالد بحرج .... فما هو الموضوع الذى يجمعه بسلمى غير موضوعه هو وداليا ولكنه لم يرد ان يكشف لهفته حتى يفقد ما وجهه .... لذا تنحنح بخشونة وتحدث قائلا : لا طبعا وانا اعرف منين يعنى ......

سلمى وهى تتفحصه بعينيها : والله ..... عموما  انا هقولك دلوقتى ..... التقطت نفسها وزفرته ببطئ وهى تنظر اليه وابتسامة مكر تعلو وجهها  وهى مستمتعة بهيئته المرتبكة  الملهوفة ...... ثم تحدثت ببطئ وهى تخرج الكلام حرفا حرفا ...... داليا حكتلى على اللى حصل بينكو امبارح .....

خالد محاولا التحكم فى انفعاله : وبعدين 

سلمى بصوت جاد : انا هدخل فى الموضع على طول ...... خالد انت بتحب داليا مش كده 

خالد بجدية : ايوة كنت بحبها .... بس بعد اللى هى عملته مبقتش واثق 

سلمى : اه .... طب طالما كنت بتحبها يبقى الموضوع اللى انا عايزاك فىه ملهوش لزوم ..... وانا اسفة انى عطلتك ......

خالد بلهفة لم يستطع اخفائها : استنى بس يا سلمى موضوع ايه ده ....

سلمى بحدة : بتحبها ولا لا ......

زفر خالد بضيق واردف قائلا : بحبها يا ستى ..... بحبها .... هو انا جايبنى ورا غير حبها ده 

سلمى بدهشة : جايبك ورا ..... انا عرفت دلوقتى هى حبتك ليه .....ماجمع الا ماوفق 

خالد : متشكرين يا ستى ...... ممكن بقى تعرفينى ايه الحل معاها 

سلمى بمكر : ومين قالك انى عايزاك علشان اقولك على الحال 

خالد : امال يعنى هتكونى عيزانى فى ايه 

سلمى : ماشي يا سيدى ..... بس ياريت تسمعنى وتفهمنى كويس .....

خالد : كلي اذان صاغية ....

سلمى : داليا سبب تهربها منك انها ..... خايفة ......

خالد باستغراب : خايفة .... خايفة منى ......مشيرا الى نفسه 

سلمى : لا من الارتباط عمتا ...... بص هو انا المفروض مقولكش على الموضوع ده بس انا هقولك علشان تفهم داليا وتقدر تساعدها ....

خالد بقلق : طب احكى يا سلمى .... علشان انتى قلقتينى بجد 

سلمى بصوت هادئ : داليا مرت بتجربة قبل كده خلتها تفقد الثقة فى كل الرجالة عمتا 

انقبض قلبه بشده فقد ساورته شكوك حول تلك العلاقة ..... فنظر لها حاسا اياها على الاكمال ......

اكملت سلمى : وصاحب التجربةديه كان بباها ...... مش هقولك تفاصيل ..... بس كل اللى هقولهولك انها شافت بباها بيتخلى عن مماتها رغم قصة الحب الكبيرة اللى كانت بنهم ....... وده خلاها تخاف تدخل فى اي علاقة ..... بس انت الوحيد اللى خلتها تتغير شوية .....

خالد بتفكير : طب وهى ايه اللى يخليها تعتقد انى ممكن اعمل معاها زى ما بباها عمل فى مماتها ..... هى ليه مش مدركة انى بحبها بجد 

سلمى موضحة : مهى فى تفكيرها ان بباها كمان  كان بيحب مماتها وده ممنعهوش انه يتخلى عنها ...... عشان كده هي دايما بتتحجج لما تلاقى الموضوع دخل فى الجد بتهرب ....... علشان كده لو بتحبها بجد  خليك جنبها يا خالد وحاول تساعدها ......

نظرت  سلمى له فوجدته شاردا ...... نظر خالد لها وقد التو صغرها ببتسامة  مغترة وتحدث قائلا : بس ..... انا عرفت انا هعمل ايه معاها ....

سلمى ببتسامة : هتعمل ايه 

خالد : هعمل .... هتشوفى 

سلمى ضاحكة : ماشي ..... وانا واثقة فيك وعارفة انك هتقدر تعمل المعجزة 

خالد ضاحكا : ده انا هعمل معجزات مش معجزة واحدة بس ......

..................................................................................................

ودعها خالد وانصرف الى مجنونته  مرتسما على عينيه عزيمة واصرار ....

وانطلقت سلمى لمقابة مساعدها الجديد .....فقد ابلغوها ان حضر وفى انتظارها !!! ..............................................................................................

نهاية الفصل الحادى والستون

تكملة الرواية من هناااااااا

لمتابعة باقى الرواية زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل 

متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا

الرواية كاملة من هناااااااااا

مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا

 مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هناااااا


تعليقات

التنقل السريع
    close