القائمة الرئيسية

الصفحات

translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية حب أجبارى الفصل الثاني والستون 62الاخير بقلم رشا ابراهيم

رواية حب أجبارى الفصل الثاني والستون 62الاخير بقلم رشا ابراهيم




رواية حب أجبارى الفصل الثاني والستون 62 الأخير بقلم رشا ابراهيم


حب اجبارى 

الفصل الثانى والستون والاخير 

من اجل من نحب .... نفعل كل شئ .....حتى الصعاب منها ...... وان لم نفعل .....فلنراجع نفسنا ...... لاننا بذلك لا يمكن ان نكون فعلا نحب !!!....................................

..............................................................................................................

دلفت سلمى الى العيادة البيطرية لتعرف على المساعد الجديد ....... اقتربت ببطئ من ذاك الواقف بانتظارها معطيها ظهره .... وببتسامة مرحبة تحدثت قائلة : اهلا بيك ..... اسفة انى اتأخرت ...... ولم تستطع اكمال جملتها حيث ان المفاجأة الجمت لسانها واعجزتها عن الكلام .......... 

اقترب منها بحذر متأملا اياها .....ويعلو صغره ابتسامة مشاغبة ...... 

تحدث بصوت ساحر يذيب قلب اى فتاة تسمعها فما بال ان كانت تحبه .... بل تعشقه : ولا يهمك ..... انا مستعد استناكى عمرى كله بس تجيلى ....

نظرت اليه مبهوته لا تقوى على الكلام ...... ما الذى يفعله هذا المجنون هنا .... امعقول انه ..... عند هذا الحد صاحت قائلة : انت بتعمل ايه هنا .....

احمد بصوت هادئ : بشتغل ......

سلمى بغضب : تشتغل ..... تشتغل ايه

 احمد بنفس هدؤه : بشتغل مساعد سيادتك 

سلمى بحدة : احمد انا مبهزرش .... انت بتعمل ايه هنا  ..... اتفضل امشي 

احمد : انا قولتلك انى هنا بشتغل ..... مينفعش امشي 

سلمى : يا سلام ..... ومين اللى شغلك بقى ان شاء الله 

احمد ببرود : عم عوض كلفنى انى انوب عنه لغاية ما يرجع من اجازته 

زفرت بضيق ونظرت له بجدية واردفت قائلة : احمد لوسمحت اللى بتعمله ده ممنوش فايدة .... ياريت ننفصل بهدوء ومفيش داعى للمشاكل ....

احمد بغضب مكتوم : ومين اللى قالك انى هنا عشانك .... انا هنا علشان عم عوض 

سلمى وقد كتفت ساعديها امامها وتحدثت ساخرة  : يا سلام ..... وانت تعرف عم عوض منين بقى ان شاء الله 

احمد بجدية : اعرفه من زمان .... ثم ان انتى ملكيش دخل .... انتى عايزة مساعد بداله وانا اهو قدامك 

نظرت سلمى له بسخرية وتحدثت قائلة وهى تشير اليه من اعلاه لاسفله : انت مساعد 

احمد ببرود : ايه مش عاجبك ....

سلمى : وشركتك هتعمل فيها ايه ....

احمد  ساخرا : ملكيش فيه ..... انا هتصرف 

سلمى وقد اعلنت التحدى : ماشي يا احمد ..... مش انت عايز تبقى المساعد بتاعى ..... يبقى اتفضل ورايا ........ ثم تركته وانصرفت وقبل ان تختفى من امامه وتحدثت بسخرية قائلة : انا لو منك كنت فكرت فى لبسي قبل ماجى الا  لو كنت مستغنى عنه ......

نظر احمد لما كان يرتديه مستغربا فقد كان يرتدى بنطال من الجينز الازرق الفاتح ويعلوه تي شيرت باللون الاوف وايت يلتصق بجزعه مظهرا عضلات ساعديه وصدره العريض .......... ولم يفتن الى نظرة التحدى التى لمعت فى عينيها فلو كان رأها لكان علم انه هالك لا محال ........ 

صرف نظره عن ما يرتديه وانطلق فى اسرها ..... فلقد جاء الى هنا بهدف واضح ولن يعود الا بعد ان يحققه .............

....................................................................................................

فى بنك ............

كانت تجلس فى مكتبها  فلقد اصرت على الذهاب الى العمل اليوم لعلها تصرف ذهنها عن التفكير فيه ..... ولكنها لم تستطع فعل ذلك .....

كانت  شاردة فى الملف امامها وتركيزها كان  فى مكانا اخر ...... حين دخل عليها كالاعصار .....فانتفضت واقفة .... وقبل ان تتحدث ..... تحدث هو بلهجة تحمل التحذير 

خالد : بقى شوفى بقى ...... انا بحبك .....وهتجوزك يعنى هتجوزك .... لو وصلة انى اخطفك واتجوزك هعملها ......انا مش باخد رأيك انا بس ببلغك ..... اعملى حسابك فرحنا بعد اسبوعين ..... وماوعى تقوليلى خطوبة .... احنا خلاص عدينا الليفيل ده من زمان .... احنا دلوقتى فى ليفيل الوحش .... جواز على طول ...... سلام بقى علشان الحق احجز القاعة ........... 

طوال حديثه حاولت مقاطعته ولكنه كان كالقطار الذى انفلتت فرامله ........ 

انهى حديثه وتركها خارجا من المكتب ثم عاود مرة اخرى ...وتحدث قائلا : اه على فكرة انا كلمت اخوكى وامك .... ورتبت معاهم كل حاجة ...... ثم انصرف وعاد مجددا ...... وتحدث قائلا ..... هو انا قولتلك انى بحبك .... اه قولت ..... بس كنت بأكد بس .... ثم   ارسل اليها قبله فى الهواء وانصرف .......

نظرت فى اعقابه منتظرة عودته مجددا ولكنه لم يعد ..... وقفت بزهول وهى غير مصدقة ما حدث لتو ....اهذا كان عرض زواج ما حدث الان .... تحدثت بصوت مزهول .... مجنون ..... ده اكيد مجنون .....

انتفضت بذعر عندما وجدته يقف امامها من جديد واردف قائلا : بيكى ..... مجنون بيكى ......وقبل ان تعى ما يحدث اقترب منها سريعا خاطفا قبلة رقيقة من وجنتها وانصرف ضاحكا .......

ارتفعت اناملها تتلمس موضع قبلته واعتلى صغرها ابتسامة رضا ..... سعادة .....سعادة حقيقية ..... ففى النهاية هو حبيبها الذى تعشقه ..................

...........................................................................................................

فى المزرعة 

 اخذته سلمى على حظيرة الابقار  حيث قد قررت اخذ عينات من كل الابقار والثيران ايضا كى تقوم بالفحص الدورى رغم انها قد فعلت ذلك من فترة قريبة ولكنها اختارت اكثر شئ متعب كى تنتقم من احمد على تماديه معها ...........

التفتت له وهى مبتسمة ابتسامة لا يعلم لما اصابته بالقلق ..... وتحدت بصوت هادئ قائلة : انا عايزاك تاخدلى عينات من كل البقر اللى هنا ده ..... هتعرف 

احمد بثقة : انتى بس ورينى وانا هتعلم على طول 

سلمى بهدوء : هنشوف ..... ياريت تنجز بسرعة علشان لسه ورانا حظيرتين كمان ....

شمر احمد عن ساعديه بحركة وهمية واردف ممازحا  : استعنا على الشقا بالله .......

انقضي اليوم وقد التهى احمد بالعمل كثيرا ..... فلقد اكتشف ان عمل زوجته ليس سهل كما ظن بل هو صعب للغاية .....فلقد قضت النهار كله فى التنقل فى جميع انحاء المزرعة    واكتشف كم هى نشيطة وجادة فى عملها .... مجتهدة ومحبة لعملها ...... لو كان يستطيع ان يحبها اكثر لفعل .... ولكن حبها فى قلبه قد وصل الى اعلى دراجات الحب ..... ولم يعد هناك مكانا للمزيد ......

تعبت كثيرا اليوم ..... تعلم انها ارهقت نفسها للغاية ...... فهى من ارادت ان تنهكه فى العمل ..... غافلة عن كونه رجل قوى .... ويستطيع التحمل بخلافها هى .... امراءة ضعيفة وحامل ايضا ..... ولكن ... تذكرت منظره وهو يحاول اخذ العينة لأول مرة .... ارتباكه كان واضحا حتى وان حاول مداراته ....... وعندما جاء دور الذكور منهم ...... احدهم كان عنيفا للغاية حتى انه اوشك على ضربه بقوة ...... لقد هوى قلبها بين قدميها خوفا عليها وقتها ..... ولكنه استطاع السيطرة عليه بماهرة .....مستخدما زراعيه الاثنان بقوة ....... ابتسامة حالمة احتلت صغرها بالقوة عندما تذكرت ذلك ........ وددت لو القت نفسها بين ذراعيه تنعم بدفء قربه مجددا ......... 

افاقت من شرودها عليه وهو يقف امامها يبادلها الابتسامة ايضا ...... فتبدلت ملامحها الى العبوس وتنحنحنت لتجلى صوتها وتحدثت قائلة : احنا كده خلصنا  النهاردة ... تقدر تمشي 

احمد ببتسامة  : انتى بتطردينى يعنى 

سلمى بارتباك : لا طبعا مقصدش .... بس .... بس الشغل خلص خلاص ...و ...و 

قاطع حديثهم وصول الخادمة حيث تحدثت قائلة : دكتورة سلمى ....يا دكتورة 

سلمى : ايوة  يا  سهام 

وقفت سهام شاردة فى ذاك الوسيم الواقف امامها لم تصدق عينيها ان ذلك الشاب الجذاب هو مساعد الطبيبة ..... فأخذت تنظر اليه بتأمل غير مبالية بتلك التى تشتعل بجوارها .....

سلمى بصوت غاضب : سهام ...... سهام 

سهام وهى مازالت تنظر اليه : نعم 

سلمى : سهام ممكن تخليكى معايا شوية 

سهام وقد افاقت من شرودها ..... وتوردت وجنتيها خجلا منه فهو كان ينظر اليها ويبتسم ابتسامته التى تخطف عقل اى فتاة ..... او بمعنى ادق كان ينظر الى الواقفة خلفها وهى تكاد تفتك بها 

التفتت ببصرها الى سلمى وتحدثت بصوت هامس متلعثم : الست .... الست منيرة كانت بتسأل ايه الى اخرك لحد دلوقتى 

سلمى بغضب حاولت السيطرة عليه : طب روحى انتى وانا جاية وراكى 

سهام وهى تنظر اليه : يعنى اروح 

سلمى بحدة : ايوة روحى ..... 

وقفت مكانها ولم تتحرك ايضا فاردفت سلمى قائلة وهى تجز على اسنانها : روحى يا سهام .......

ذهبت الفتاة وهى تلتفت من كل حين للاخر اليه .....

نظرت اليه بحدة واردفت بغضب قائلة : اظن تمشي بقى ولا عايز تقعد كمان شوية 

احمد بمكر  وهو ينظر فى اعقاب الفتاة : والله بفكر اروح اسلم على مدام منيرة قبل مامشي ..... ثم نظر لها واكمل غامزا .... ولا ايه رأيك 

راتبكت وتحدثت قائلة : لا انا هبقى اسلملك عليها ..... واتفضل بقي امشي .........

احمد ببتسامته الساحرة  ...... خلاص ماشي  ..... اجى بكرة فى معادى 

سلمى بغضب : ليه هو انت ناوى تيجى بكرة 

احمد بهدوء : اكيد ..... مش شغلى ..... انتى عرفانى مبحبش اتأخر عنه 

سلمى بتحدى : ماشي .... تعالى فى نفس معادك 

احمد : اوك ....تصبحى علي خير 

سلمى : وانت من اهله 

احمد بنبرة حنونة : خلى بالك من نفسك 

سلمى برقة  وقد تاهت فى سحر ابتسامته ورقة كلامه : حاضر ......سلام 

وانصرفت تاركة اياه ينظر فى اعقابها متأملا كل تفصيلة بها ..........

......................................................................................................

فى منزل المزرعة 

دلفت سلمى الى الداخل والقت التحية على منيرة التى كانت تجلس تقرأ فى المصحف امامها بخشوع تام .....

ما ان انتبهت اليها حتى اغلقت المصحف مصدقة ..... والتفتت اليها ....... واردفت بحنو 

منيرة : حمدالله على السلامة يا حبيبتى ....

سلمى : الله يسلمك 

منيرة متسألة : اتأخرتى ليه 

سلمى بهدوء وهى تجلس على الاريكة امامها : على بال مخلصت الشغل ..... ثم اردفت قائلة .... عاملة ايه دلوقتى ....

منيرة : الحمدلله 

سلمى : اخدتى الدوا 

منيرة : اه الحمدلله ...... متشغليش بالك 

سلمى متسألة : انتى عرفتى مين المساعد بتاعى الجديد بدل عم عوض 

ارتبكت نظرات منيرة ولم تجيبها لفترة .... فنظرت لها سلمى محاولة صبر اغوراها ......

زفرت منيرة بارتباك جلى ........ ثم نظرت لها وحدثت قائلة : بصى انتى عارفة انى مبعرفش اكدب ولا بحب الكدب من اصله ..... احمد طلب منى قبل ما يجيلك ..... اسمعى يا سلمى ...... انا مش بحاول اضغط عليكى او ادخل فى خصوصياتك بس انتى واحمد فى بنكو حاجة تستحق انك تراجعى نفسك وتعيدى تفكير فى موضوع الانفصال ..... بس وانتى بتفكرى لازم تاخدى فى اعتبارك كويس ..... ان فى طفل جاى فى السكة ..... والطفل ده قبل ما يكون ابنك هو كمان ابنه .... حتة منك على حته منه ...... فكرى هتجاوبيه بأيه لما يكبر ويسألك  هو ليه مش عايش وست بباه وممامته زى بقيت الاطفال اللى زيه ....... لما يطلب منك ان يشوف بباه لأنه محتاجله ....... انتى مهما حبتيه وحاولتى توفريله كل حاجة ..... بردو مش هتقدرى تعوضيه وجود بباه .....

سلمى مقاطعة والدموع تتلآلآ فى عينيها : مين قال كده ..... انا عمرى مهحرمه من بباه 

منيرة : لا يا سلمى ...... هتحرميه من غير ما تقصدى ..... هتحرميه لما يحتاج لوجود بباه وميليقهوش ...... وهتحرميه منك لما يكون مع بباه ومحتاجك ..... هتحرميه من وجودكو انتو التنين معاه ....... احست انها قد اصابت هدفها فى مقتل ..... فقد ظهر التأثر واضحا على محياها ..... ورأت نظرات الضياع والخوف فى عيناها ......

شعرت انها قد قست عليها قليلا ..... ولكن سلمى محتاجة الى تلك الشدة كى تنتبه ان الموضوع ليس بتلك البساطة ..... وانها يجب ان تتجاوز كبريائها وعنادها قليلا ...... خاصة وهى متأكدة من حبها الواضح لزوجها .... فهى برغم ما تدعيه من قوة وتجاوز للمحنى ...... تفضحها نظراتها واتوتر نبراتها عند ذكره ..... جسدها بغير ارادة يصدر عنه ذبذبات استجابة لصوته ووجوده ..... وكأنه يرجوها كى ترحمه من هذا العذاب وتركه لينعم بدفئ وجوده بجوارها ..... ولكنها بعنادها تتمادى فى تعذيبه .......

هى امرأة قد ذاقت مر الفراق وتعلم جيدا ان الموت لا ينتظر احد ..... فهى لا تريد لسلمى ان تعيش الندم الذى تحياه الان .....فهى كانت مثلها بصغرها ...... بعنادها وكبريائها .....اضاعت احلى ايامها مع زوجها الراحل ...... ليرحل عنها تاركه تتعايش مع الندم .....وتبكيه حسرة والم ...... كم تتمنى وجوده بجوارها الان .... تنعم بقربه ودفئه ..... لو كان موجود لكانت تناست كل شئ ....كرامتها .... عنادها ....كبريائه ....فقط لتنعم بحبه ..... تريح رأسها على صدره تنعم بدفئ قلبه الحنون ......... 

مسحت بأناملها دمعة حزينة انسابت على وجنتها ...... ونظرت الى الجالسه امامها ولكن ظهنها فى عالم اخر ....فأصرت الصمت ........ لتركها تفكر قليلا .........

........................................................................................................ 

فى منزل احمد الدمنهورى 

عاد الى منزله وهو يشعر بالتعب والارهاق الشديد ...... هو يعلم انها قد تمادت معه اليوم ..... ولكنه سيتحمل ....... سيتحملها لنهاية ...... حتى يفوز بها .....يا لها من جائزة مغرية ..... تهون كل الصعاب من اجلها ...... ابتسامة وسيمة زينت محياه .....فزادت وجهه وسامة على وسامته .....

همس احمد  لنفسه مشجعا : اجمد كده امال ..... ايه هتخستع من اولها ..... انت رايح وعارف ان الموضوع مش سهل ......امتدت يده تمسد عضلة كتفه لعله يفكك الشد بها قليلا ..... ثم اردف قائلا ..... بس مكنتش اعرف ان شغلها صعب كده ...... ثم التمعت عينيه بعزيمة اصرار واكمل قائلا ....... بس ولو بردو ...... ان هفضل وراكى يا سلمى ومش هسيبك  ابدا ...........

دلف احمد الى الحمام لكى يستحم وريح عضلات جسده قليلا ......

...............................................................................................

وفى الاسفل 

رن جرس الباب بالتزامن مع الخبط المستمر على الباب ......

خرجت سعاد من المطبخ متأففة وهى تتلك الشتائم  للذى يرن الجرس بتلك الطريقة المزعجة ....

سعاد متأففة : ايوة يلى على الباب انا جاية اهو .... هو حد قالك اننا نايمين جنب الباب ......يووه استنى بقول ......

قامت سعاد بفتح الباب لهذا الطارق المزعج والذى لم يكن سوى خالد 

خالد ببتسامة عريضة : احلى مسا على اجمل سعاد فى الدنيا كلها 

سعاد بامتعاض : هو انت يا خالد 

خالد مندهشا من رد فعلها : ومالك مضيقة كده ليه .......... امشي يعنى 

سعاد بضيق وهى تشيح بيدها : مانت نازل رزع رزع على البابلم كنت هتهده .....

خالد ضاحكا ببلاهة : بجد ماخدتش بالى ..... الكينج فين امال 

سعاد وهى تمط فمها فى الاتجاهين : كينج .... اهو عندك فوق اهو .... لسه راجع من مفيش وحيلته غريبة ورحته تقرف ...... انا عارفة حالكو مال كده ليه ..... ثم تركته واتصرفت وهى تبرطم بكلام غير مفهوم 

خالد رافعا احد حاجبيه بزهول : طب وبتجمعى ليه بس ..... ثم حرك رأسه بيأس وتسأل قائلا ...... اما اطلع اشوف التانية مالو  ده راخر 

..................................................................................................

فى غرفة احمد 

دلف خالد الى الغرفة بعد يأس  من ان يرد عليه احد 

خالد مناديا : احمد ...... انت يا بنى انت فين 

خرج احمد من الحمام وهو ملتف بمنشفة حول خصره وممسكا بواحدة اخرى اصغر ينشف شعره .....عندما فوجئ بخالد يقف امامه 

عندما رأى احمد وهو بهذا المنظر شهق عاليا واردف بنبرة تمثيلية : ايه ده ياكسوفى ..... سي احمد .... ثم قام بتغطية وجهه ....... 

ازاح احمد المنشفة من على شعره ثم ضربه به ....فتأوه من الالم واكمل مازحا : اه ..... اخس عليك يا  قاسي 

احمد بضيق : اخلص  ..... ايه اللى جابك .... ثم ايه اللى طلعك اوضتى 

خالد ساخرا : وفيه ايه يعنى لما اطلع اوضتك مانت بقيت عزبنجى زى حلاتى ..... ثم اكمل غامزا ......... ولا انت كان فيه حد معاك جوا ......

احمد بحدة : اخرس علشان مصدع ومش ناقص استزرافك 

خالد مدعي الحزن : اخص عليك وانا اللى قولت انك هتفرحلى لما تعرف الخبر اللى هقولهولك 

نظر احمد  اليه بتسأل عاقدا حاجبيه : خبر ايه ده 

قام خالد بتسوية باقة قميصه بطريقة تمثيلية واردف بتفاخر : عقبال عندك نوية اتأهل 

احمد ساخرا : تتأهل للاخرة

خالد بعبوس : هههه ....ايه الخفة ديه ...... ثم اكمل ببتسامة حالمة ..... هتأهل واخش دنيا 

احمد باستفسار : هى داليا وافقت اخيرا 

خالد ببلاهة : لا 

احمد بعدم فهم : امال 

خالد : مهو انا لو استنيت لما هى توافق ....يبقى هموت قبل ماتجوز ..... فانا قررت انى اجهز كل حاجة وابلغها بمعاد الفرح .....والله جهزت نفسها كان بها ..... مجهزتش نفسها هروح بيتها واخدها بالبيجامة اللى عليها ..... واخليها تقعد فى الكوشة بالمنظر ده .... وتبقى هى اللى جبته لنفسها ..... وبالمرة اوفر تمن البدلة وابقى اجى بترنج 

احمد ضاحكا : مجنون ..... انا طول عمرى اقول عليك مجنون محدش مصدقنى 

خالد ضاحكا : مهى داليا بردو قالتلى كده 

احمد : ده اقل واجب .... احمد ربنا انها مطلبتلكش السرايا الصفرا 

خالد : طب اعمل ايه .... مهى سلمى قالتلى ......

لم يكد يكمل جملته حتى وجد من يندفع نحوه قائلا بجدية : انت شوفت سلمى فين 

خالد : ايه يا عم براحة على نفسك ..... ثم اكمل قائلا .... روحتلها المزرعة النهاردة الصبح علشان تشوفلى حل مع صاحبتها ........ ثم اكمل غامزا وشوفت عربيتك هناك يا خلبوص ..... علشان كده لما ماجتش النهاردة قولت اكيد مهيص .....

احمد بضيق : مهو قرك ده اللى جيبنى ورا 

خالد : يعنى ايه .... لسه بردو معصلجة 

احمد زافرا بضيق : اوووى 

خالد  مستفسرا : وعملت ايه معاها النهاردة 

حكى له احمد ما قام به فى سبيل ارجاعه لسلمى ........

ما لبس احمد ان انتهى من سرد ما حدث له خلال اليوم حتى غرق خالد فى نوبة ضحك هيستريا .... فلم يتخيل ابدا ان يقوم احمد بمثل هذه الافعال .... كيف له ان يتعامل مع الحيوانات ..... 

احمد بضيق : تصدق انا غلطان انى حكتلك اصلا 

خالد من بين ضحكاته : هههههههههههههه معلش يا احمد ....مقصدش ....بس اكيد شكلك كان مسخرة الصراحة ....... ههههههههههههههههههههههه

احمد بضيييق : يووووه 

خالد : خلاص ... خلاص ..... ثم اكمل مازحا ..... صدق اللى قال الحب بهدلة 

احمد ساخرا : مالحال من بعضه 

خالد مؤما على كلامه : عندك حق ..... كان مالنا ومال الحب وسنينه .... ماحنا كنا ملوك زمانا ومقضينها بالطول وبالعرض ..... 

احمد معترضا : قصدك مكناش عايشين اصلا ..... كانت الحياة بالنسبالنا ايام وبنقضيها ...... 

خالد زاما شفتيه : والله 

اومأ احمد برأسه مؤكدا وتحدث قائلا : ايوة ..... انا معرفتش معنى الحياة غير مع سلمى ........ عرفت يعنى ايه حب ...... يعنى ايه تلاقى حد بيهتم بيك ......بيحسك من غير ماتكلم ويداوى همومك بمجرد نظرة منه ....... ببتسامة تحسسك برضا .....بالحركة اللى تحسسك انك ملكت الدنيا ........ بلمسة ايد بطمنك ....... بهمسة نعمة تدوبك ....... 

انا محستش انى عايش بجد غير لما شفتها ...... ديه دنيتى اللى عيشة عمرى اتمناها 

خالد مقاطعا : الله .... الله .....  فينك يا ست سلمى تيجى تسمعى الكلام ده ...... ثم اكمل ناظرا له ..... انت عارف لو سلمى سمعت الكلام ده منك ..... هتيجى لحد عندك وتقولك اسفة يا حبيبى على الوقت اللى قضيته بعيد عنك ......

احمد بنبرة تحسر : مش لما تدينى فرصة الاول 

احس خالد بما يخفيه صديقه بداخله من ضيق فتحدث محاولا مواساته قائلا : اصبر يا احمد ..... اصبر .... وان شاء الله ترجعو زى الاول واحسن 

احمد برجاء : يااارب ..... ثم اكمل مغيرا مجرى الحديث ...... ها يعنى خلاص هجوزك وارتاح منك 

خالد رافعا حاجبيه : هتخلص منى ..... لا .... انا على قلبك لطولون ...... بس ده ميمنعش انى عايزك معايا فى تحضيرات الفرح 

ربط احمد على كتفه وتحدث قائلا : طبعا يا خالد ...... هو انا عندى اعز منك 

خالد : يخليق ليا يا شقيق .................... ثم اقترب منه محتضنا اياه 

انتبه خالد انه يحتضن احمد وهو بدون ملابس سوى تلك المنشفة .....فانتفض للخلف بسرعة ...... مما جعل احمد يقطب جبينه وينظر له باندهاش ......

خالد : يا فضحتى ....انت ازاى تحضنى وانت مملط كده .....

احمد بغضب  : تصدق انا غلطان انى عبرتك ...... غور يلا ..... ثم قذفو بأحدى التحف الملقاة بجواره على التسريحة .....

تفادها خالد وانطلق خارجا من الغرفة وهو يضيف بسماجة : مجتش فيا .............

...................................................................................................

فى منزل المزرعة 

استأذنت من منيرة الذهاب الى غرفتها مبكرا متحججا بالارهاق ..... ولكنها فى الحقيقة كانت تهرب ..... نعم تهرب .... تهرب من الحقيقة التى اوضحتها منيرة امام عينيها ولم تستظع قولها صريحة ...... هى لن تستطيع ان تحيا بدونه ..... فهى تحتاج اليه حتى اكثر من طفلها ...... هى كالطفلة التائهة ..... تشعر فقط بالاطمأنان فى وجوده ..... ولكن هل تستطيع نسيان ما فعله معها ..... هل يشفع حبها له فعلته معها ....... هل تستطيع نسيانه اهانته وتجريحه ...... تنهدت بحزن وامسكت رأسها ..... تشعر بصداع رهيب ....... وكأن رأسها على وشك الانفجار ......مسددت رأسها بضعف لعلها تهدئ من حدة الصداع ...... وقررت ان تتجه للفراش وتنام لعلها تريح رأسها قليلا ..... 

ابدلت سيابها ببيجامة باللون النيلى تصل لبعد الركبة وذو اكمام قصيرة ..... ثم ازاحت الفراش وتدثرت تحته ...... زفرت يضيق عندما تذكرت مهاتفة داليا لها فى منتصف اليوم ..... فلقد وعدتها انها ستهاتفها فور ان تعود للبيت .....التقتت هاتفها من على الكومود وقامت بالاتصال بها ..... 

وكأن داليا كانت منتظرة اتصالها فقد ردت على الفور 

داليا بلهفة : الو يا سلمى الحقينى 

سلمى بخضة : فى ايه يا داليا 

داليا : المجنون ..... المجنون عايز يعمل الفرح بعد اسبوعين 

تنفست الصعداء وهتفت بعتاب : حرام عليكى يا داليا خضتينى 

داليا : قوليلى اعمل ايه بسرعة ..... انا هتجنن 

سلمى : تلحقى تجهزى نفسك علشام تنجزى 

داليا : انت شايفة كده 

سلمى : انا مش شايفة غير كده 

داليا : بس انا خايفة يا سلمى 

سلمي مشجعة : متخافيش يا داليا ..... خالد بيحبك ..... وهيحافظ عليكى كويس 

داليا بتلقائية : طب مانتى احمد كمان بيحبك وده ممنعهوش انه يعمل اللي عمله 

تداركت سلمى هفوتها فهتفت بندم ..... انا اسفة يا سلمى .... انامقصدش ... انا متلخبطة ومش عارفة بقول ايه .....

سلمى مطمئنة اياها : انتى مقولتيش حاجة غلط يا داليا ...... انتى عندك حق ..... بس انا واحمد حكايتنا مختلفة ..... احنا مكناش عايزين نبعد عن بعض بس الظروف هى اللى اجبرتنا على كده ........ 

داليا : طب ماحمد دلوقتى بيحاول يرجعلك وانتى اللى رافضة 

تنهدت سلمى بحزن وتحدثت قائلة : للاسف اللى الشرخ اللى حصل فى علاقتنا ..... مينفعش يتصلح ..... احنا خلاص مبقتاش ننفع لبعض 

داليا : بس يا سلمى 

سلمى مقاطعة بحدة خفيفة : خلاص يا داليا .... احنا دلوقتى فيكى انتى ....ها ناوية على ايه 

داليا بقلق : مش عارفة ..... انا فوجئت ان كلم ماما وابيه مهاب ورتب معاهم  كل حاجة ...... ده حتى ابيه مهاب هيقدم اجازته علشان ينزل ..... على معاد الفرح 

سلمى ضاحكة : خالد ده دماغ 

داليا مؤكدة : ده دماغه متكلفة يا بنتى ...... ده ابيه مهاب بيكلمنى بيقولى االه يكون فى عونك ..... خطيبك زنان زن ..... ده مسابهوش غير لما خلفله انه هينزل مصر على المعاد ..... وهدده لو مجاش هيخطفنى ويروحله 

سلمى ضاحكة : يا نهار ..... ايه الجنان ده 

داليا مازحة : ومش عايزانى اخاف ..... ديه هربانة منه يا بنتى 

سلمى : بس بيحبك ...... وانتى كمان بتحبيه .... وده المهم 

داليا ببتسامة حالمة : بحبه ...... بحبه اووى يا سلمى 

سلمى هامسة : طب قوليله هو الكلام ده ..... بدل مانتتى مطلعة عينه 

داليا  : لا مش هقوله دلوقتى ..... علشان يتربى 

سلمى ضاحكة : حرام عليكى يا مفترية ..... اكتر من كده ...... المهم  هتحتاجى ايه 

داليا متنهدة بحسرة : يا حبيتى هو وماما اتفقو عليا ..... خرجونى انا من الليلة كلها وهما هيجهزوا كل حاجة ..... ماسابوليش غير موضوع فستان الفرح بس علشان انقيه على ذوقى ...... ثم اضافت ساخرة ...... كتر خيرهم الصراحة 

سلمى ضاحكة  : يابنتى وهو فستان الفرح ده هين ..... ده احنا المفروض نبدأ من دلوقتى ندور عليه ......

داليا  ببتسامة : هو انتى هتيجى معايا يا لومى 

سلمى : ايوة طبعا .... ولا انتى عايزة حد غيرى يبقى معاكى وانتى بتقيسي فستان الفرح 

داليا بسعادة : لا طبعا ..... هو انا عندى اغلى منك ..... انا بس كنت خايفة متبقيش فاضية ..... او الحمل تعبك 

سلمى : حتى لو .... انا عمرى ماسيبك ابدا ..... انا معاكى الاسبوعين الجايين دول لغاية يوم الفرح ......ها قوليلى هننزل امتى بكرة 

داليا : لا خليها بعد بكرة ..... علشان عايزة لسه اروح البنك واقدم على طلب اجازة للجواز 

سلمى : ايوة بقى ..... ثم قامت بغناء ..... وافرحى يا عروسة .... انا العريس 

.......................................................................................................


فى المزرعة 

وصل اخيرا الى المزرعة فلقد تأخر بسبب زحمة السير ولا يريد منها اى تعليقه 

كان فى طريقه الى العيادة البيطرية عندما  جذبه مشهد ....استرعى انتباهه وجذب كل حواسه !!!......................................................

.................................................................................................................


كانت فى طريقها الى عملها عندما قابة مسعود  فوقفت معه تسأله عن احواله 

سلمى ملوحة بيدها  : مسعود ازيك 

مسعود مقتربا منها حتى وقف امامها : ازيك يا سلمى ...... عاملة ايه دلوقتى 

سلمى مبتسمة : انا الحمدلله ..... فينك مشوفتكش امبارح يعنى 

مسعود : مفيش ..... اخدت امبارح اجازة علشان انزل اشوف هالة 

سلمى بسعادة : بجد ..... هى عاملة ايه صحيح 

مسعود : الحمدلله كويسة .... وبتسلم عليكى كتير ...... 

سلمى : حبيبتى .... اوعى تكون مسلمتليش عليها 

مسعود : لا طبعا سلمتلك عليها ..... ديه كمان نفسها تشوفك 

سلمى : ان شاء الله فى اقرب فرصة هبقى ازورها 

...............................................................................................

وعند احمد 

صدم عندما رأىها تقف مع ذلك الرجل وتتحدث معه بأريحية وكأنها تربت معه ...... ويعلو صغرها تلك الابتسامة الساحرة ..... الا تعلم ان تلك الابتسامة هي له فقط ...... ونظراتها له .... وصوتها له ...... الا تعلم انها كلها من حقه هو فقط ...... لما تفعل به هذا .......اى قلب قاسي تمتلكى يا سلمى ............

جز على اسنانه من الغضب وضغط بيده حتى ابيضت مفاصله .........

ود لو يذهب اليه .....ينهال عليه بالضربات حتى يمحهى تلك الابتسامة البلهاء من على وجهه والتى يوجها لزوجته ..... 

اما عنها فعقابها سيكون هو ان يضمها بقوة حتى تنقطع انفاسها ..... كى تدرك انها له مهما حاولت ............ 

حاول تهدئة نفسها فهو لا يريد ان يسير مشاكل هنا ..... وتوجه ناحيتهم وهو يرسم على وجهه نظرة عدم المبالاة ....... 

........................................................................................

ام عندهم 

كانت سلمى قد انهت الحديث مع مسعود فأستأذنها مودعا ..... واثناء ذهابه رأى احمد قادم فى اتجاهه ....... فألقى عليه تحية الصباح لعله يذيب الجليد من بينهم قليلا ..... فهو لا يحمل له اي ضغينة ..... هو فقط لا يريد ان يسمح بشئ ان يؤذى سلمى حتى لو كان هو شخصيا .........ولكن احمد رمقه بنظرة نارية لا يعرف سببها ثم تجاوزه منصرفا .......

نظرة فى تجاه احمد باستغراب فقد كان وجهه لا يفسر فقطبت مستغربة من موقفه .........

سلمى باندهاش : جيت بردو 

احمدبغضب مكتوم : ومجيش ليه 

سلمى بتقطيبة : انا قولت خلاص زهقت من اللعبة ديه 

احمد بحدة : بصى لو الموضوع بالنسبالك لعبة فبالنسبالى انا حياتى ...... ثم اقترب منها وهدأت انفاسه وتحدث بصوت هامس قائلا ............. وانا مش ناويى اسيبها ابدا 

شعرت بالتوتر لقربه الى هذا الحد منها وابتلعت ريقها بصعوبة ..... ثم تحدثت بصوت حاولت ان يكون ساخرا : يااه ...... لدرجادرى الشغلانة ديه مهمة بالنسبالك 

لم يفوته ارتباكها الواضح فتحدث بصوت على نفس وتيرته : ده اهم حاجة فى حياتى 

ابتعدت سلمى عنه على الفور فقد احست بكهرباء امسكت بأطرافه جعلتها تنتفض..... 

سلمى بصوت متلعثم : طب يلا علشان متتأخرش على الشغل المهم بنسبالك اووى كده ..... ثم تركته وانصرفت ....... لحق بها وهو مبتسم وقد نسي المشهد الذى رأه منذ قليل ..... فقد احس باقترابه من تحقيق رغبته .......

..........................................................................................

فى العيادة البيطرية 

بدأت سلمى العمل مسرعة وقد قست علي نفسها كثيرا لعلها تصرف تفكيرها عنه ولكن كيف ذلك وهو يحوم حولها هكذا ...... خاصة بعد ان تخلى عن قميصه العلوى وبقى بالتي شيرت الكت لشعوره بالحر الشديد ...... هى لا تنكر انه يساعدها كثيرا ..... فبرم جهله بطبيعة عملها ...... الا ان ذكائه وسرعة بديهته مكنته من التعلم والفهم سريعا ...... كان بيدها سائل تقوم بفحصه او هكذا يبدو .....فهى كانت شاردة فى ذاك الواقف امامه يقوم بترتيب العينات وتمييزهم لارسالهم الى المختبر بتركيز تام ...... وبدون ان تشعر .....راح تفكيرها الى تلك الايام حينما كانو معا ....... عن تلك الايام الخيالية التى عاشتها معه ......كم كانت تشعر بالسعادة حينها ....... كانت تشعر انها تعيش فوق سحابة من السعادة ..... خفيفة تكاد تطير من على الارض ....... 

فلتت منها تنهيدة حارة بدون قصد منها ....... فسمعها ذاك الواقف يدعى الانشغال ولكنه لم يفته اى لمحة منها ...... شعر بالحرارة تشتد وتشتد ......... يكاد يفقد عقله ..... كيف له ان يكون مع زوجته فى مكان واحد وبهذا القرب ولا يستطيع الاقتراب منها ..... لا يستطيع لمسها ....او استنشاق عطرها الاخاذ ..... كيف لا يستطيع رؤية شعرها والشعور بنعومة ملمسه على انامله ...... اى عذاب هذا الذى يحيا الان .......

......................................................................................................

قطع شرودهم  دخول احدى العاملات والتى تدعى بهية ...... بسرعة عليهم 

بهية بصوت لا هث وهى تحاول التقاط انفاسها : ست الدكتورة ياست الدكتورة 

انتفضت سلمى وتحدثت بقلق قائلة : خير يا بهية ....... 

تحدثت بهية بصوت غير مفسر وهى تحاول السيطرة على انفاسها الاهثة 

سلمى محاولة تهدأتها لفهم ما تبغيه : طب اهدى بس الاول وخدى نفسك وبعدين اتكلمى 

حاولت بهية التقاط انفاسها بهدوء وقامت برفع طيف وشاحها لتجفف حبات العرق المنسابة عن جبينها ثم تحدثت بصوت مفهوم الى حد ما : المهرة الصغيرة تعبانة جوى وواجعة على الارض جاطعة النفس .......

انتفضت سلمى فزعة ..... وانطلقت مسرعة حيث مكان المهرة الاحب لقلبها ....... تبعها احمد بأدواتها ..... وهو يحاول ان يثنيها عن الجرى بهذه الطريقة ..... فهى قد نست ان حالتها تلك ووضعها الصحي لا يسمح لها بذلك المجهود ...... ولكن لا حياة لمن تنادى .......................................................................................................

بمجرد وصولها اليها جست على الارض بجوارها واخذت تربط على جسدها ....... وبمساعدة احمد بدأت بالكشف عليها وعمل الازم لها ............

بعد مرور ساعتين كانت المهرة قد استعادت جزءا من صحتها ....... فتنفست سلمى الصعداء ....... 

احمد محاولا طمأنتها : هتبقى كويسة  ان شاء الله ..... انتى عملتى الازم لها 

نظرت له برجاء وهمست قائلة : يااارب يا احمد يااارب 

نظر لها وهى تهمس باسمه بتلك الطريقة الناعمة .....فتلاقت اعيينهم فى عناق لاهف مشتاق ......... باحت فيه العيون عن ما اخفته الالسن ........ 

قطع ذلك التواصل صوت بهية العالى : معاك حق يا سي احمد ....ديه ايدين الدكتورة تتلف فى حرير ........ 

ثم تحدثت سهام التى قد انضمت لهم من وقت بصوت مبهور : كمان احمد ما شاء الله عليه .... شاطر اوووى 

نظر احمد تجاهها بابتسامة مجاملة ...... ولم يتحدث 

لم يفتها ان سهام قد نطقت بأسمه مجرد وكأنه تعرفه من زمن ...... ولا تلك النظرات الوالهه التى رمقته بها ....... 

زمت شفتيها بغيرة حاولت مداراتها ولكن طبعا لم تفته ....... فكرر ان يستغل الموقف .....

تحدث احمد ويعلو صغره ابتسامته الساحرة والتى يعرف تأثيرها جيدا : ميرسي يا سهام كلك زوق ..... ثم اكمل بتسأل وهو ينظر لتلك التى تشتعل بجواره بطرف عينيه ..... مش سهام بردو 

سهام ببتسامة بالهاء : صح .... صح طبعا ..... هو انت تقول حاجة غلط 

سلمى بصوت حاد : طب مش يلا بقى ولا هنبات هنا...... ورانا شغل كتير 

اشار احمد لها كى تتقدمه ..... ولكن ما ان تحركت حتى شعرت بالدوار يلفها فلقد ارهقت نفسها كثيرا اليوم ....... وبدأت على وشك فقدان وعيها ......

احس بالزعر ما ان رأها تترنح بهذا الشكل واسرع اليها لاحقا اياها .......... انحنى بجذعه بسرعة وقام بحملها بين زراعيه .......... 

احمد بصوت ملهوف : سلمى حبيبتى ..... مالك ...... اخذ يربط على وجهها ويحاول افاقتها وعينيه تنطق بعشقه السرمدى لها ...... ثم بسرعة خرج من المكان وانطلق الى منزل المزرعة ...... تاركا خلفه تلك الفتاتان فاغرين افواههم باندهاش واضح ..... فكيف لمساعد الطبيبة ان يتعامل معها بتلك الطريقة الحميمية ...... ولكنهم افاقو من دهشتهم سريعا ولحقو به .......

.................................................................................................

قيل ..... ان كيدهن عظيم ....... ولكن الاصح ....... لولا مكر الرجال لما خلقت حواء بكيدا عظيم ....... 

فلولا ما فعله احمد كي يسير غيرتها ...... لما افتعلت هى المرض ..... فهى كانت تعلم كل العلم انه  سينتفض بمجرد رؤيته بهذه الحالة .....فكأى انثي تدافع عن ممتلكاتها ...... دافعت هى وبشراسة ...... كي تثبت لأىا كان ان ذاك الوسيم هو لها هى فقط ......

على صغرها ابتسامة مكر بمجرد .... ان وضعها احمد على الفراش ...... فلقد اخذ الطريق من مكان الخيل الى المنزل ركضا وهو قلبه ينتفض خوف ..... ولم يفطن الا ان كل هذا ما هو الا لعبة منها ..... 

انتفضت منيرة  عندما رأت احمد يسرع باتجاها وهو يحمل سلمى الفاقدة للوعى ...... وبسرعة وجهته الى مكان غرفتها .......

لم تفتها تلك الابتسامة التى علت ضغرها ...... قابتسمت براحة ...... ونظرة تجاه احمد الذى كان مشغولا بمحاولة ايجاد رقم الطبيب المتابع لحالتها ........

نظرة له منيرة وتحدثت بصوت هادئ قائلة : ملوش داعى الدكتور لاحمد 

احمد بقلق : ملوش داعى ازاى ..... انت مش شايفة حالتها 

منيرة مطمأنة اياه : متقلقش ...... دول هما شوية تعب من الحمل ...... هى بس ترتاح شوية وهتبقى كويسة 

احمد بعد اقتناع : بردو الدكتور يطمنا 

منيرة : يابنى اطمن ..... هى دلوقتى نايمة ...... ترتاح وهتصحي كويسة ان شاء الله ........

وافق احمد على مضض وقرر الانتظار ان لم تفق سلمى سوف يقوم بأحضار الطبيب 

نزل كل من احمد ومنيرة تاركين سلمى لترتاح ولكن قبل نزولها توجهت اليها وهمست بالقرب من اذنها قائلة : لينا كلام مع بعض بعد ماحمد يمشي ......... 

تنفست سلمى الصعداء بعد خروجهم ...... فلقد كادت ان تنكشف لولا تدخل منيرة ...... وقررت ان تستغل ذلك الوقت فى النوم فهى لم تنم جيدا بالامس بسبب انشغالها بالتفكير 

...........................................................................................................

رحل احمد  بعد ان اطمأن علي سلمى بنفسه وتأكد انها اصبحت بخير ......... فلقد كاد يجن وهو بنتظارها لتصحو ....... فحتى محاولات منيرة فى ان تثنيه عن انشغاله بها بالتطرق الي مواضيع مختلفة ..... الا ان عقله بقى معها هى ...............

..................................................................................................................

انقضي اليوم بدون احداث هامة ليأتى اليوم التالى وقد وصل احمد مبكرا الى المزرعة كى يطمأن على سلمى ....... فرغم مكالماته المستمرة لها ولمنيرة ..... فلقد ظل قلقه مستمر عليها ..... ولولا انه لا يصح لكان بقى معهم بالامس ...... فهو انتظر شروق الشمس بفارغ الصبر كى يأتى اليها ...............

كان فى طريقه الى منزل المزرعة عندما وجدها تخرج من المنزل وهى بكامل لبسها ....... فأقبل عليها مسرعا .......

احمد بلهفة : سلمى ..... انتى راحة فين وانتى تعبانة كده ..... مينفعش تشتغلى النهاردة 

سلمى ضاحكة  برقة  : اهدى شوية ...... مش تقول صباح الخير الاول 

احمد ببتسامة لرؤيتها تضحك لها ولأول مرة من مدة : صباح الخير .......

سلمى وهى على نفس ابتسامتها : صباح النور 

احمد : بس بردو مفيش شغل النهاردة ...... انتى تعبانة ولازم ترتاحى ....... 

سلمى : اولا ..... انا مش رايحة الشغل ........ ثانيا انا الحمدلله بقيت كويسة 

احمد  باستغراب : امال رايحة فين 

سلمى : رايحة لداليا ...... هنروح نشوف فستان الفرح 

احمد  ببتسامة : طب ياستى ..... ربنا يتمملهم بخير 

سلمى : ياااارب 

احمد : طب يلا ...... هوصلك 

سلمى : لا مالوش داعى ....... مسعود هيوصلنى ويرجعنى بعد مانخلص 

جز احمد على اسنانه ..... فهو بمجرد سماع سيرة ذاك المسعود ...... يشعر بالغضب الشديد ....... 

تحدث احمد بغضب مكتوم : مالوش داعى ......... انا قولت انا اللى هوصلك ....... وهفضل معاكى لغاية ما تخلصى ومتقلقيش هرجعك .......

سلمى بعند وقد زمة شفتيها : لا  متتعبش نفسك  

احمد بحدة : خلصنا يا سلمى ..... يلا على العربية 

تحركت من امامه غاضبة وهى تضرب الارض بقوة ...... فأكثر ما تكرهه هو ارغامها على مالاترغبه ....... ولكنها تعلم انه لن يقبل ابدا بالرفض كأجابة ..... لذلك اتجهت الى السيارة وهى تسبه فى نفسها ...................

...........................................................................................

اوصلها احمد الى المكان حيث ستقابل فيه داليا ...... وطلب منها ان تهاتفه بمجرد انتهائها كي يعيدها الى المزرعة مؤكدا عليها انه سيبقى قريبا ما ان احتاجت شيئا 

قابلت داليا التى كانت سعيدة للغاية وقد تناست جميع مخاوفها وقررت مواجهة نفسها من اجل من خفق له قلبها ........... 

دلفو سويا الى ذاك الاتيليه والذى كانت اخترت داليا منها عدة تصاميم من النت 

كانت تبدو رائعة للغاية فى ذاك الفستان وكأنه صمم خصيصا لها ...... اعجبت به سلمى بشدة وقررت انها لن تجعلها تقيس غيره ....... ولكن بعد الحاح من داليا تركتها تجرب الاخر ...........

دلفت داليا الى البروفة كى تقوم بقياس الفستان الاخر ......... وانتظرتها سلمى بالخارج 

جال فى زهنها فستان زفافها الذى قام احمد بأحضاره ...... ابتسامة رقيقة تشكلت على وجهها ....... كم احبت ذاك الفستان فور رؤيتها له ............ 

انتهو من مرحلة اختيار الفستان وقد استقر بهم الحال على الفستان الاول فهو كان الاروع من بين كل الفساتين التى قامت داليا بتجربتها ..................

 

وحان وقت الاهتمام بباقى مستلزمات العروس كي تخرج كالاميرات فى يومها المنشود .................................................................................

انتهى اليوم اخيرا بعد ان انهكتهم التعب ........ ولكنهم كانو انتهو من غالبية الاشياء ...... الهامة منها ..... مما اشعرهم بالسعادة ................

قامت سلمى بتوديع داليا على وعد بلقائه فى بعد يومين لاستكمال باقي التجهيزات ......... وكما رغب احمد هو من قام بأيصالها الى المزرعة ....... 

...................................................................................................... 

فى السيارة 

ساد صمت مطبق اثناء الطريق ....... لم يستطع اى منهم اختراقه .........

وما ان وصلو الى المزرعة تحركت سلمى ملقية تحية الوداع ......

تحدث احمد قائلا : سلمى 

التفتت له برأسها قبل نزولها وتحدثت قائلة : نعم ...... وعندما لم يجيبها  اكملت قائلة ...... فى حاجة يا احمد 

احمد بصوت هادئ : مش كفاية لحد كده يا سلمى ......

نظرت له بارتباك ولم تتحدث .....فأكمل هو قائلا ...... انتى ليه مش عايزة تدينى ولا تدي لنفسك فرصة ....... نظر لها بنظرات عاشقة واردف قائلا ......... سلمى انا محتاجلك بجد ........ محتاجلك جنبى ........ كفيانا بعد لغاية كده ........ خلينا نرجع لبعض ونعوض اللى فاتنا .............

شعرت بالتأثر الشديد معه ووقعت عينيها اسيرة عينيه ........ احس هو للحظة انها ستعود له اخيرا وانه قد حقق مناه ....... ولكن بلحظة  انمحت تلك النظرة لتحل محلها نظرةاخرى ...... نظرت اتهام ...... عتاب ....... لوم ........... وكأنه تتهمه بأنه السبب فيما ال اليه حالهم الان .......... اليست هذه الحقيقة ...........

اخيرا نطقت ......نطقت بجملة من كلمتين ولكنها قتلته بها   .......... فات الاوان ............ ومن ثم فرت هاربة من السيارة .......... ابتعدت بسرعة كى تتحرر من نطاق تأثيره عليها ...... فللحظة احست بأنه تستطيع النسيان واكمال ما توقفو عنده ...... ولكن لم تستطع تخطى ذلك ...... ليس بعد كل ما مرت به ...... الامر صعب عليها ......هى تريد ان ترتاح ......... تريد ان تعود له حتى تهدأ  لوعة قلبها الملكوم .......... ولكن كيف .......كيف بعد كل ما فعله بها .......... كيف تضمن ان لا يكرر ذلك مجددا ...... لن تتحمل حينها ......ستنتهى ... حقا ستنتهى ...................

......................................................................................................

فى صباح اليوم التالى 

استيقظت وقامت بتجهيز نفسها لذهاب للعمل بروتينة .......كانت تشعر بالخواء ..... فهى اكيدة انه لن يأتى مجددا ....... ليس بعد ما حدث بينهم ............... ولكن قلبها المسكين كان يأمل ان يخالف ظنونها ويأتى ................

تأخر الوقت ولم يأتى حتى يأست من قدومه ........ فحاولت الهاء نفسها بالعمل ........... حتى تدارى اشتياقها لرؤيته ....................

..........................................................................................

كانت منهمكة فى العمل هى ومسعود الذى قدم لمساعدتها عندما علم انها وحدها ....... حينما دخل عليهم احمد كالأعصار ...................... 

وبدون اى مقدمات قام احمد بتوجيه اللكمات لمسعود ...... والذى من المفاجأة لم يستطع تفاديها .............

صرخت سلمى بذعر لما يحدث امامها ...... خاصة بعد ان بدأ مسعود بضرب احمد ايضا واشتد العراك بينهم ..........

دلف عدد من العمال على اصر سماع اصوات الصراخ القادمة من داخل العيادة البيطرية ........... وبعد مجهود مضنى نجحو فى ابعادهم عن بعض ........... وقامو بأخراج مسعود بينما رفض احمد الخروج .......... ووقف امامها لاهثا  .....قميصه ممزقا وشعره مغبر ويتصبب عرقا ....... اودجه منتفخه ........... وعيناه يتطاير الشرر منها ......فبدى كأبضاى متمرس ......مما اخافه بشدة وبس الرعب فى قلبها ........ فهى لا تعلم سبب حالته هذه .................. 

نطق احمد بصوت كزئير اسد مجروح : ليه ...... ليه يا سلمى 

نظرة له بعد فهم غير مستوعبة ما يقصده .........

اكمل احمد صارخا : ليه فضلتى انك نكونى مع الراجل اللى خطفك بدل ماترجعيلى ..........ليه سمحتيه على كل اللى عمله فيكى ومقدرتيش تسامحينى ............. ليه يا سلمى ...........ليه ........... وقد علا صوته فى كلمته الاخيرة 

نظرت له بغضب وقد فهمت اخيرا سبب انفعاله ووصوله الى هذه الحالة .............لا توجد فأدة .......... فها هو احمد غيرته المجنونة تقوده الى الجنون مجددا ..... يشك فيها مجددا ............

تحدثت بصوت غاضب وقد غلفته نبرة قاسية وهى تنظر فى عينينه مباشرةا : عايز تعرف ليه ....... هقولك ليه .......... علشان هو كان مجبر على اللى عمله معايا ....... مكنش بارادته ....... بعكسك انت 

هو ما اتخير اختارنى انا رغم انى ميعرفنيش وعرض حياته للخطر .......... هو لولاه كان زمانى ميتة فعلا دلوقتى ............. هو اللى وقف جنبى فى الوقت اللى انت اتخليت عنى فيه .......... انهت كلامها وهى تحدثه بكل قوة ......... عرفت دلوقتى ليه 

بادلها النظر بنظارات مبهمة لا تفسر واردف قائلا : فهمت ...........ومن ثم غادر .......... غادر المزرعة كاملتا .... وهى تعلم ان هذه المرة غادر بغير عودة ....................

........................................................................................................

جاءت منيرة سرعة بعد ان وصلها اخبار العراك ............... ولكنها لمحت احمد مغادرا وحالته يرثي لها ............ نادته ولكن لم يجبها ........... فانطلقت الى الداخل ...... وهالها ما رأت ................. فقد وجدت سلمى جاثية على ركبتيها تبكى بشدة ............

اقتربت منها بسرعة واخذت تحاول تهداتها وفهم ما حدث منها ................

علت شهقاتها  وازدادت ارتجافتها ......فشدت منيرة من ضمها .............. تحدثت من بين بكائها قائلة ............ خلاص كل حاجة انتهت ..... خلاص ...................

.............................................................................................................


مر اسبوعان وجاء يوم العرس ............. التهت سلمى مع داليا فى التحضي لزفافها ..... وقد اصرت على مداراة ما حدث عنها حتى لا تحزنها فى اسعد اوقات حياتها ........

وخلال تلك المدة لم ترى احمد ولا مرة ....... ورغم تأكدها من انه  يساعد خالد بكل ترتيبات العرس ...... فقد اكد خالد ذلك ...... الا انها لم تراه معه ولا مرة وكأنه يتعمد عدم مقابلتها ......................

..............................................................................

فى الجناح الخاص بالعرائس فى ذاك الفندق المشهور والذي سيقام فيه الفرح 

نادت داليا على سلمى اكثر من مرة ولكن الاخرى كانت شاردة فى عالم اخر 

داليا : يا سلمى .... انتى يا بنتى 

انتبهت لها اخيرا وردت قائلة : ايوة يا داليا .... فى حاجة 

داليا باستغراب : فى حاجة ...... ده انتى مش معايا خالص  ..... مالك يا سلمى 

سلمى ببتسامة مصطنعة : مفي حاجة يا بنتى 

داليا : لا فى ..... انتى متغيرة بقالك فترة 

سلمى : ده بس بيتهيألك ...... 

داليا : بجد 

سلمى : بجد ......واكملت محاولة تغير الموضوع فهى تعلم صديقتها وتعلم انها لم تصدق كذبتها ....... فتحدثت قائلة مدعية المرح ........ قوليلى بقي المجنون بتاعك فين دلوقتى 

داليا مدعية الحزن : متقوليش عليه مجنون 

سلمى : يا سلام دلوقتى مقولش عليه مجنون ............ 

داليا : ايوة ....... علشان هو دلوقتى بقي جوزى ....... ثم اكملت ببتسامة حالمة ....... مش مصدقة يا سلمى .........مش مصدقة لغاية دلوقتى اننا  اكتب كتابنا من يومين وكمان فرحنا النهاردة ........ثم اكملت ضاحكة .......... ده انا لولا المجنون كل شوية


باقى الفصل الاخير 

فى الجناح الخاص بالعرائس فى ذاك الفندق المشهور والذي سيقام فيه الفرح 

نادت داليا على سلمى اكثر من مرة ولكن الاخرى كانت شاردة فى عالم اخر 

داليا : يا سلمى .... انتى يا بنتى 

انتبهت لها اخيرا وردت قائلة : ايوة يا داليا .... فى حاجة 

داليا باستغراب : فى حاجة ...... ده انتى مش معايا خالص  ..... مالك يا سلمى 

سلمى ببتسامة مصطنعة : مفي حاجة يا بنتى 

داليا : لا فى ..... انتى متغيرة بقالك فترة 

سلمى : ده بس بيتهيألك ...... 

داليا : بجد 

سلمى : بجد ......واكملت محاولة تغير الموضوع فهى تعلم صديقتها وتعلم انها لم تصدق كذبتها ....... فتحدثت قائلة مدعية المرح ........ قوليلى بقي المجنون بتاعك فين دلوقتى 

داليا مدعية الحزن : متقوليش عليه مجنون 

سلمى : يا سلام دلوقتى مقولش عليه مجنون ............ 

داليا : ايوة ....... علشان هو دلوقتى بقي جوزى ....... ثم اكملت ببتسامة حالمة ....... مش مصدقة يا سلمى .........مش مصدقة لغاية دلوقتى اننا  اكتب كتابنا من يومين وكمان فرحنا النهاردة ........ثم اكملت ضاحكة .......... ده انا لولا المجنون كل شوية يكلمنى يفكرنى ...... مكنتش صدقت ابدا ...........

سلمى ضاحكة : ربنا يخليكو لبعض يا حبيبتى ويسعدكو 

داليا : يااارب يا لومى يااارب ........... ثم اكملت قائلة .......... ويهديكى وتحسي باحمد اللى بهدلتيه معاكى ده ..........

لم ترى داليا نظرة الحزن التى غشت عينيها ولا تلك الدمعة التى فرت هاربه من مقلتيها ....... والتى مسحتها بسرعة كى لا تكدر فرحة صديقتها ورسمت على وجهها ابتسامة سعيدة ...... بعيدة كل البعض عن حال قلبها الممزق ............

......................................................................................................

اتت اللحظة الحاسمة .....ونزلت داليا تتأبط زراع اخيها ...... حيث قام بأيصالها الى زوجها وحبيبها .....

انبهر خالد بها فكانت تبدو بفستانها الرائعة وقصت شعرها الجميلة  كأميرة هاربة من كتب الاساطير ................

اقترب منها طابعا قبلة رقيقة على جبينها ثم امسك بزراعها ودلفو معا الى قاعة العرس ...... محاطين من الجانبين بفتيات صغار مرتديا فساتين بأجنحة فراشات ويلقونهم بالورود .......... وفى منتصف القاعة نزل من السقف بانر محاطا ببلالين ذات الوان راقعة ....... يحتوى على صورة رائعة لداليا ومعها ...... كتب كلام من اجمل كلام العشق .........

نظرة داليا له بعدم تصديق وعيناها تغشيها الدموع ...........وتحدثت قائلة : انا مش عارفة اقولك ايه 

خالد بنظرات عاشقة : متقوليش حاجة  ..... ربنا يقدرنى واقدر اسعدك طول العمر 

داليا بحب : ربنا يخليك ليا 

خالد : ويخليكى ليا يا عمرى كله 

بدأ الحفل برقصة للعروسين على انغام ..... اغنية نشيد العاشقين لأحمد جمال 

وبعد انتهائهم من الرقصة كام خالد بحملها والدوران بها وهو يهتف بصوت عالى .........بحبااااااااااااك ............ 

تعالت اصوات التصيق والتشجيع من الحضور ......مما زاد من شعورها بالخجل ....... استمرت احداث الفرح بسعادة .....فقد كان كل الموجودين سعداء برؤية حب العروسان لبعضم .......... 

.............................................................................................

كانت تجوب ارجاء القاعة مرحبة بالمعزومين  وهى تتألق بذلك الفستان الاسود  من قماش ستان ناعم واسع قليلا ليستوعب حملها وتعلو طبقة من الشيفون ...... ومن عند الصدروالاكمام انتشرت وردات باللون الفضي من نفس لون الحجاب ...... وقامت بوضع ميكب بسيط بأصرار من داليا فبدت ساحرة .............

..........................................................................................

كانت تبحث عنه بعينيه  فى كل ارجاء القاعة ولكن لم تجده .......تسألت فى نفسها ..... ايمكن ان لا يحضر زفاف صديقه الوحيد بسبب غضبه منها ........ الهذه الدرجة  اصبح يكرها  ....... الهذه الدرجة اصبح لا يريد رؤيتها .......... كانت تود فقط لو تراه اليوم ............ ولو لأخر مرة ..................

......................................................................................

تفاجأت سلمى بوجود عمها سالم وعفاف وحسن فى الفرح كذلك ايضا عائلة احمد ......طاهر وجليلة وسلوى ومحمد وفاطمة .......... هى  توقعت ان يقوم خالد بدعوتهم ولكنها لم تتوقع ان يأتو جميعا ............

اقتربت منهم وكان اول من رأها فاطمة والتى جرت نحوها محتضنة اياها بشدة ..... كذلك سلوى والتى كانت تتعارك مع فاطمة لكى تفسح لها المجال ......... كذلك سلمت سلمى على محمد وطاهر الذى شعرت بالخجل منه ولكنه ربط على كتفه بحنان ...... وجليلة التى احتضنتها واظهرت نحوها عاطفة فاجاتها خاصة عندما سألتها بلهفة عن جنينها وحالتها الصحية ...... وكذلك سلمت على عمها وعفاف وحسن وقد سعدت اخيرا بسماع خبر خطبة حسن وفاطمة وتحديدهم لمعاد العرس ....... وبقت معهم قليلا ثم استأذنتهم لرؤية تجهيزات الاخيرة .....................

...............................................................................................

تنهدت بحزن فلقد يأست من قدومه وضاعت امنيتها فى رؤيته للمرة الاخيرة ........

................................................................................................

انطفأت الانوار فجاة وقد ظهر ستار كبير  فى احدى جوانب القاعة  ..... وظهر نور خافت  منه 

علا الاندهاش اوجه الحاضرين ........ وكذلك داليا التى نظرت لخالد واردفت قائلة : ديه مفاجأة تانية ......

خالد مبتسما بغموض : لا المرادى مش انا ......

...............................................................................................

ولكن قطع الحيرة والتسأولات خروج ذاك الصوت العالى ...... وصاحبه يتحدث من مكان مجهول 

اسف على قطع الاحتفال بس تسمحولى اخد من وقتكو خمس دقايق ...... هحكلكو حكاية مهمة اوووى ....... على الاقل بالنسبالى .......

ظهرت على الشاشة احدى عروض الظل والنور والتى كانت تجسد كل ما يقوله احمد الى رسومات ورموز تعبيرية .........

وقفت سلمى فى مكانها مزهولة مما يحدث ...... خاصة بعد سماع ذاك الصوت ...... نعم هى تعلمه جيدا ...... كيف لا تعرفه وهو احب الاصوات اليها ...... هو صوت حبيبها الذى طالما اغدقها بأعذاب الكلمات ....... ولكن اين هو ....... ولما يتحدث بهذا الصوت العال ....... قطبت مندهشة ...... وزادت دهشتها عندما اكمل حديثه ...........

اكمل احمد حديثه قائلا ......

هحكلكو حكاية واحد كان عايش حياته بالطول والعرض ...... مفيش حاجة هما ولا حاجة بتفرق معاه ...... لغاية ما فى يوم ..... قابل الانسانة اللى غيرتله حياته كلها ....... 

بدأ الحضور ينصتو تماما لحديثه وخاصة اهله التى كان لهم نصيب الاسد فى الاندهاش 

صمت قليلا ثم اكمل قائلا ...... فى يوم كان رايح شغله زى كل يوم عادى  بس مكنش يعرف ان اليوم ده  هو اهم يوم بالنسبالة لأنه قابلها فى اليوم ده ...... ميقدرش ينكر ان اول مقابلة مابينهم كانت كارثة بكل المقاييس ....... خناقة جامدة سمعته فيها اسوء كلام ممكن يسمعه من بنت ...... خاصة من واحدة ملامحها رقيقة زيها ........ وبعدين مشيت ...... مشيت واخدت تفكيره معاها ...... فضل بعديها يدور عليها زى المجنون ...... دور عليها فى كل حتة ...... بس هيلاقيها ازاى وهى حتى اسمها ميعرفوش ...... وبيدور عليها ليه ...... هو مش عارف ....... كل اللى هو عارفة انه عايز يشوفها تانى ........ ولقاها ....... لقاها فى اخر مكان كان يتصور ان يشوفها فيه ......فى البيت اللى المفروض رايح يشوف العروسة اللى اهله مرشحنهاله فيه ...... اتفاجأ ان البنت اللى المفروض انها العروسة هى هى نفس البنت اللى بيدور عليه .......... ورأى اتبدل وقتها 180 درجة ...... وبعد ماكان بيدور على اى حجة علشان ينهى الموضوع ...... استخدم كل وسياله علشان يسرع بجوازه منها ...... بالرغم من رفضها اللى كان واضح ........... علشان ساعتها بس عرف هو كان بيدور عليها ليه ........... 

صمت قليلا ليتركها تستوعب ما يحدث ......... ويعطيها فرصة بتذكر تلك التفاصيل ..... بدأا بيوم مقابلتهم وفنرة خطوبتهم وما حدث بها من احداث كثيرة ...........

كانت مزهولة لا تستوعب شئ مما يحدث عيناها مسلطة على الستار الذى يمثل احداث حدثت معهم بالفعل وكأنهم هم ....... اذنيها تلتقطان كل هفوة منه حتى اصوات تنفسه التى يتوقف كل برهة للتقاطها ..... حتى لا يفتها اى شئ مما يحدث الان ...........

اكمل بعدها قائلا ..........

بصراحة تعبته .......اوووووى .......... عنيدة !!! ....... جدا ..........صعبة!! ..... اوووى ........... شرسة !!! ........ شوية ....... 

رفضت انها تسلم بسهولة للشئ اللى كان واضح وضوح الشمس واللى هو شافه من اللحظة الاولى بينهم ...... انهم لبعض من قبل حتى ما يتولدو ............. 

بس هو مسكتش ...... فضل وراه لغاية ما رفعت الرايا البيضا .......... وامنت اخيرا باللى هو كان مؤمن بيه ........ 

اتجوزو ........... وعاشو مع بعض فى الجنة ......قضو اجمل وقت فى حياتهم ........... وقت خلاها يصدق انه ماكانش عايش قبليها ........... اللى فات من عمره وهى مش فيه مش محسوب اصلا ...... لأن حياته ابتدت بس معاها هى ...............

تغير العرض من اجوأه  الرومانسية الى ..... اجواء مظلمة وعاصفة ...... حزينة وقاسية ....... حين اكمل هو قائلا ....... بس هو مقدرش يحافظ عليها ..... مقدرش يوفى بالوعد اللى وعده ليها ........ غلط ...... مش بس مرة .......... مرة ..... واتنين ...... وتلاتة ....... 

وكان السبب فى بعدها عنه ....... 

ندم ...... ايوة ندم .......... بعد فوات الاوان ........... ده هو سؤاله ليها .......... 

انتهى العرض وفتحت الاضواء مرة اخرى ..... وظهر احمد من خلف الستار وهو بكامل اناقته ...... واتجه ناحيتها مباشرةا ....... وقف امامها ....... وهى تنظر له بأعين دامعة ...... انسابت دموعها برقة على وجنتيها ولم تبالى بمسحهما ...... كانت نظراتهم تحكى عما يدور بداخلهم .......... فحينما يتمكن الحب من القلب ........ لا يوجد داعى للسان ....... فالقلوب تتولى مهمة الحديث والاعين تقوم بالتفسير .........

وصل اليها وهو يبادلها النظرات ......... نظرات تنطق بعشقه السرمدى لها .........

همس امامها مباشرةا قائلا .......... بجد فات الاوان يا سلمى ........ يعنى مليش فرصة تانية ...............

انتظر ............ وانتظر ............ ولكن لم يتلقى رد ..... مما اشعره بالاحراج ......فقد كانت اعين الجميع منصبة عليهم بترقب ....... 

مال عليها قليلا وتحدث هامسا ..... سلمى قولى حاجة .............

تعبيرات وجهها تبدلت الى الذعر وهمست قائلة ......... اه 

قطب احمد من صوتها ...... وتحدث قائلا ......انتى قولتى ايه .........

اطلقت سلمى صرخة ......اااااااااه .......وصحبتها صوت احداهم قائلة ...... ديه شكلها بتولد ........

انتفض احمد من ذلك واقترب منها قائلا بهلع ....... انتى ..... انتى بتولدى يا سلمى ..... 

سلمى بصوت اشبه للصراخ ........ ايوة ..... الحقنى  يااحمد 

احمد بصدمة ....... وده وقته يا سلمى 

انفعلت غاضبة وهتفت بغل .............هو ده ليه وقت ..... المرة الجاية هبقى احدد معاد .......... 

انفرجت اساريره ......وتحدث مبتسما : لا طالما فيها مرة جاية يبقى براحتك ...... ثم انحنى بجزعه قليلا ...... وقام بحملها ..... وانطلق تاركا القاعة بمن فيها فى حالة زهول مما حدث امامهم الان ................

........................................................................................

بخارج القاعة ...... كانت فاطمة هى الاسرع فى اللحاق بأحمد حيث  كان انتهى من ربط حزام الامان لسلمى واحتل مكانه خلف مقود السيارة مستعدا للانطلاق بسيارته ........ وركبت بالخلف  وممسكة بسلمى من الخلف التى كانت تتأو بألم واضح ...... وتتصبب عرقا ............

 كان احمد فى حالة  لا يحسد عليها ....... وطوال الطريق كان يوزع نظراته بين الطريق وبين سلمى ................. فى حين كانت فاطمة تطمأنه عليها 

فاطمة بصوت قلق : متجلجش يا اخوى ..... ان شاء الله ربنا هيجومها بالسلامة ......

احمد داعيا : يااااارب يا فاطمة .......... ادعيلها 

فاطمة مازحة لتقلل من جو التوتر المسيطر عليهم : بس مكنتش اعرف انك رومانسي اجده يا احمد ......مطلعتش ساهل واصل 

احمد بحدة : اخرسي يا فاطمة ...... انا مش ناقص 

قاطعهم صوت سلمى المتعب مازحة  : رومانسي ايه بس ........... ده فضحنا 

فاطمة ضاحكة : ايوة ..... ده كان ناجص يحكى على كل حاجة بالتفصيل 

احمد رافعا احدى حاجبيه : يعنى معجبكيش اللى حصل 

سلمى بتحدى : لا 

احمد : يا سلام ..... امال ايه الدموع اللى شوفتها فى عينك ديه 

سلمى : ديه دموع الاحراج ...... مانت احرجتنى يا باشمهندس ..... انا عنادية وشرسة 

احمد : هو انتو كده الستات بتيجو فى الهايفة وتتصدرو .... دايما 

سلمى بصدمة : هايفة ..... انا هايفة يا احمد 

احمد : شوفتى ..... انتى بتتلككى يا سلمى ...... يعنى سبتى كل اللى  انا قولته ومسكتيلى فى الكلمتين .......

اسكته صوت صراخ سلمى متألمة ......... مما جعله ينهى جملته ويسرع فى الوصول الى المشفى ...... بينما كادت فاطمة ان تنهار ضاحكة عليهم .............

...........................................................................

اخيرا وصلو الى المشفى وقد كام احمد بالطبيب الخاص بسلمى ليلحق بهم فى المشفى ........ وبالفعل عند وصولهم وجدوه بانتظارهم لقرب مركزه من المشفى .........

قام الاطباء بتجهيز سلمى واسرعو بأدخالها لغرفة العمليات .............. 

وقف احمد بالخارج ..... وهو يكاد يموت قلقا ...... بينما كانت فاطمة تقف بجواره محاولة تهدأته .............

بعد قليل انضم اليهم باقى العائلتين ...... وايضا خالد وداليا التى صممت على الذهاب الى المشفى بفستان العرس ولم تنتظر حتى لتبدله ..... فكان مشهد غريب من نوعه رؤية عريس وعروس فى المشفى ...........

كان فى طريقهم الى غرفة العمليات حيث توجد سلمى ..... داليا تجرى فى المقدمة رافعة فستانها من الامام كى تستطيع الركض ..... وخالد من خلفها ممسكا بزيله حتى لا تقع ..... زم خالد شفتيه وتمتم بغيظ : انا عارف ان فى حد نابرلى فى الجوازة ديه من الاول ...... الله يسامحك يا احمد يا ابن ام احمد .........

بعد اكثر من نصف ساعة من القلق والخوف على وجوه الجميع ...... كان احمد يجوب الممر امام الغرفة ذهابا وايابا ....... حينما التقطت اذنيه صوت بكاء طفل ..... طفله .....

خرج الطبيب فجرى عليه احمد وسأله بلهفة : طمنى يا دكتور ...... سلمى عالمة ايه 

الطبيب كمال : اكمن هى كويسة ...... وابنك كمان بخير .......... هما هيتنقلو دلوقى لغارفة عادية .... وتقدر تشوفهم بعدها ...........

اطلقت جليلة زغروطة فرحة عقب سماعها لحديث الطبيب على ان المولود ولد  كما تمنت ............ 

......................................................................................

تم نقل سلمى وطفلها الى غرفة مجهزة للامهات حديثى الولادة حيث كانت مزدانة بالعاب وديكورات باللون السماوى ......

انضم الجميع اليها فى الغرفة وانهالت المباركات عليها ...... ولكنه لم يكن موجود من ضمنهم ......

تحدث سالم بسعادة قائلا : حمدالله على سلامتك يا بتى 

طاهر : حمدالله على سلامتك ....

سلمى بضعف : الله يسلمكو ......

حسن : انى مكنتش متخيل انك هتولد بجد ..... انا جولت كان حمل كاذب بالزتونة اللى كتى بلعاها ديه .......

علت ضحكات الجميع عقب مزحة حسن 

داليا مقتربة منها وعيناها تنطق بالدموع لرؤيتها لصديقتها وطفلها بين احضانها : حبيبتى يا لومى ..... عاملة ايه دلوقتى 

سلمى مبتسمة : انا الحمدلله بخير ...... وهبقى احسن لو حضرتك طرقتينى وخدتى جوزك ومشيتى .......

داليا مقاطعة : لا طبعا ..... انا مش هسيبك خالص 

اشتعل خالد غضبا منها ...... ولكن لحقت سلمى الموضوع قائلة : لا هتمشي ..... ومش عايزة اشوفك غير بعد شهر من دلوقتى...... ثم وجهت حديثها لخالد محذرة  ...... خالد .... تاخدها وتمشي دلوقتى ومش عايزة اشوفها قبل شهر .... عارف لو جبتها قبل ماشهر ينتهى .... هاخودها  ومش هرجعهالك تانى 

انتصب خالد مازحا : اوامرك يا افندم ..... ثم قام بسحب داليا مودعا اياهم جميعا وانطلقو لتقضية شهر العسل ........

تسألت سلمى عن غياب سلوى فتحدثت عفاف قائلة : اصلها تعبت شوية .... ومحمد خاف عليها فأخدها على البيت علشان ترتاح ...... وهتبقى تجيلك بكرة ....

تحدثت جليلة قائلة : احنا نسمى الولد طاهر على اسم جده  .....

طاهر ناهرا اياها : ابوه وامه يسموه ..... هما احرار

شعرت سلمى بالارتباك والخجل ولم تستطع الافصاح عن رغبتها فى تسمية ابنها بأسم والدها الراحل ............ 

جليلة : ايييه ....  امال هيسموه ايه عاد 

اجابها احمد فقد سمع سؤالها قائلا : سليم ....... انا سميته سليم ...... 

نظرت سلمى له بسعادة ولم تستطع النطق من المفاجأة ....... 

بينما زمت جليلة شفتيها فى ضيق واضح ..... 

بينما هنأ البلقية احمد بمولوده مطمنين له الراحة والتربية فى عز والده ......

خرج الجميع من الغرفة ولم يبقى سوا سلمى واحمد وطفلهم 

ربط سالم على كتف احمد وهو خارجا قائلا : تسلم يابنى 

اومأ له برأسه بينما كانت انظاره مسلطة عليها هي .....

اقترب منها وببطئ جلس على حافة الفراش ......

نظر فى عينيها وتحدث هامسا : حمدالله على سلامتك يا سلمى 

سلمى بخجل : الله يسلمك ..... ثم اكملت قائلة ..... شكرا 

احمد مبتسما : على ايه 

سلمى : علشان سميته سليم 

احمد مبتسما : انا عارف انك كان نفسك تسميه سليم 

سلمى باندهاش : وعرفت منين 

احمد متأملا اياها وهو يتلمس خصلة فارة من حجابها : انا عارفك اكتر من نفسك يا سلمى 

سلمى هامسة : علشان كده ملقتكش معاهم 

احمد مومأا برأسه : ايوة ..... كنت بسجله فى دفاتر المستشفى ....... 

ابتسمت بخجل له ولم تستطع النطق ..... همس امام عينيها قائلا ..... بحبك يا اغلى ما فى حياتى ....... 

سلمى بهمس غير مسموع : وانا كمان ......... اقترب احمد منها محتضنا اياها وطفله معا .... وطبع قبله رقيقة على جبينها .......... 

واردف قائلا : ربنا يخليكو ليا ويقدرنى على سعادتكو .....يا اغلى حاجة عندى فى الدنيا .......................................................................................................

البداية 

نعم فليس معنى انتهائى من كتابة حكايتهم ان حياتهم قد توقفت عند هذا الحد 

بل هى مستمرة مليئة بالاحداث والمغامرات السعيدة والحزينة منها 

هم فقط لن يحكوها لنا الا اذا شاء الله فى ذكرها  مرة اخرة 

تمت بحمد الله

لمتابعة  الرواية الجديدة زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل 

متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا

الرواية كاملة من هناااااااااا

مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا

 مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هناااااا


تعليقات

التنقل السريع
    close