القائمة الرئيسية

الصفحات

translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية ظلام الصعيد الفصل الخامس 5 بقلم نور الشامى حصريه في مدونة موسوعة القصص والروايات

 

رواية ظلام الصعيد الفصل الخامس 5 بقلم نور الشامى حصريه في مدونة موسوعة القصص والروايات 






رواية ظلام الصعيد الفصل الخامس 5 بقلم نور الشامى حصريه في مدونة موسوعة القصص والروايات 


الفصل الخامس

ظلام الصعيد


كانت أروقة المستشفى تضجّ بصوت خطواتٍ متسارعة وصرير العربات الطبية، والوجوه القلقة تتناثر هنا وهناك. دخل جبل وهو يسند نفسه بعصاه، وبجانبه غفران التي تتشبّث بذراعه بخوفٍ مكتوم. وما إن لمح الاثنان هيئة أسد الجالس في زاوية الممر، حتى تجمدت أنفاس غفران..... كان منكفئ الرأس، كأن الدنيا انطفأت من حوله فـترددت غفران للحظة ثم شدت على يد جبل المرتجفة وهمست بصوتٍ حنون مرتبك:


تعال... اجعد جمبه يا جبل..... هو محتاجك دلوجتي تكون جمبه


قادته بخطوات بطيئة حتى جلس إلى جوار أسد، ثم تركت يده ودخلت الغرفة حيث ترقد حورية، بينما جلس جبل في صمت ثقيل إلى جانب صديقه فـ رفع أسد رأسه ببطء... عيناه محمرتان من البكاء، وصوته خرج مبحوحا وهو يضغط على صدره:


بنتي يا جبل. البنت ال ملحقتش تيجي الدنيا... كانوا بيجولوا في الشهر الرابع وإحنا حتى مكناش نعرف إنها حامل اصلا 


ارتعشت يد جبل وهو يمدها ليمسك بذراع أسد، محاولا أن يخفف من انهياره، لكن أسد لم يحتمل أكثر، فاندفع وارتمى في حضنه، كطفل فقد كل سند زهز جسده بالبكاء، وخرج صوته متقطعا:


أنا... أنا كل ال كان يهمني حورية... كانت نفسها تبجى أم يا جبل كانت بتحلم باللحظة دي من زمان. وأنا معرفتش أفرحها، معرفتش أحافظ على حلمها


شد جبل ذراعيه حوله بقوة، وعيناه الكفيفتان تتجهان كأنهما تبصران وجع قلبه وهمس بصوت ثابت لكنه يقطر حزنا:


اهدى يا أسد... بكرة تبجى حامل تاني وربنا يرزقك بأولاد يملوا عليك البيت. المهم دلوجتي إنها تبجى بخير... وحلمها لسه مراحش يمكن يتأجل بس 


ارتجف أسد أكثر وهو يرد بين شهقاته:


بس يا جبل... هي موضوع الحمل دا كان مأثر عليها جوي  وأنا خايف يأثر عليها اكتر 


ضغط جبل على كتفه وقال بحزم دافئ:


طول ما انت جمبها... كل حاجه هتبجي كويسه والله.. بس بلاش  ال بتعمله دا... اوعي تضعف انت ظابط وراجل صعيدي لو شافتك اكده مش هتجدر تتخطي الفتره دي اهدي اكده وان شاء الله كل حاجه هتتصلح 


ظل الاثنان صامتين بعدها، لا يسمعان إلا أنين القلب المكسور وأنفاس المستشفى المثقلة بالوجع، فيما كانت غفران تقف خلف الباب، تضع يدها على صدرها، وعيناها تمتلئان بالدموع وهي تستمع إلى ذلك الحوار الموجع، شاعرة أن الحزن يثقل صدر الجميع وفي مساء يوم جديد، جلست غفران في غرفتها، تستند إلى حافة السرير وعيناها شاردتان في الفراغ، لكن عقلها لم يكن يعرف سبيلا الا إلى جبل. كانت صورته تلاحقها في كل لحظة، ملامحه الصارمة، صمته الموحش، وغموضه الذي ينهش قلبها دون رحمة وفجأة، انفتح الباب ببطء، ودخل جبل. كان يرتدي قميصا مفتوح الأزرار يتدلى على جسده المرهق، وقطرات العرق تلمع على صدره، فيما شعره مبعثر كأنه خرج تواً من معركة طويلة. أدركت غفران في لحظة أنه كان في غرفة الجيم، يفرغ ما بداخله من صراع لا ينتهي فـ اقتربت بخطوات مرتجفة و التقطت الفوطة الموضوعة على الكرسي، ومدت يدها تمسح بها وجهه ببطء وحذر، بينما ارتجفت أصابعها كأنها تعترف بخوفها. ورفع جبل عينيه نحوها وقال بصوت غليظ:


إيدك بتترعش ليه؟ وليه كل ما تقربي مني بتبجي اكده


حبست غفران أنفاسها وحاولت التماسك، لكن صوتها خرج مبحوحا وهي ترد:


انت... انت هتعمل فيا إي


اقترب أكثر، ونبرته صارت كالسهم يخترق صدرها:


هخليكي تجتلي نفسك .. زي ما جمال بالظ


دمعت عيناها بغتة، وخرجت كلماتها مختنقة:


اجتلني...  أهون عليا 


ابتسم جبل بسخرية باردة، وهز رأسه قائلاً:


لع.. الموت رحمه. وأنا مش هرحمك. اعتبري الفتره دي... تعويض. لحد ما أخليكي تقتلي نفسك... حتى دي مش هسمحلك بيها غير بمزاجي


تراجعت خطوة، وصوتها يرتجف:


تعويض... تعويض عن إي


اندفع نحوها فجأة وقبض على وسطها بعنف وسحبها إليه، حتى كادت أنفاسها تنقطع، وهمس قرب أذنها:


عن العجز... مش كنتي بتجولي إن جمال عاجز؟ خلاص... أنا هعوضك


اقترب منها أكثر وعيناه مشتعلة بظلام غريب، ثم طبع قبلة مفاجئة على شفتيها وحاولت أن تدفعه، أن تقاومه، لكن جسدها خانها، لتجد نفسها هي من تقترب أكثر، كأنها تذوب في تلك اللحظة. وعندما انحنى إلى عنقها وبدأت قبلاته تحاصرها، استسلمت يداها وارتفعتا تحيطان بعنقه حينها فقط، ارتسمت على وجهه ابتسامة خبيثة، ودفعها بعيدا عنه ببرود، وقال وهو يتأملها باحتقار:


مش جولتلك؟... انك رخيصه. كل ال يهمك أي راجل وخلاص.


ثم استدار وتركها واقفة كتمثال محطم، واتجه نحو خزانته يبدل ملابسه غير مبالي، قبل أن يخرج دون أن يلتفت إليها وظلت غفران في مكانها، قلبها يتفتت من الذل، ودموعها تحرق وجنتيها وشعرت أنها تسحق تحت وطأة كلماته أكثر من أي شيء آخر. لم تحتمل البقاء، فاندفعت خارج الغرفة، وهي منهارة كليا، تحمل في صدرها جرحا أعمق من الموت نفسه وبعد فتره جلست سلمى كانت تقف امان امرأة جالسة على كرسي قديم، عينها ثابتة كأنها تراقب كل نفس يمر. و اقتربت سلمى ببطء، ولاحظت أن وجه المرأة يحمل شيئا من الحدة والقسوة الممزوجة بحزن قديم. فـرفعت المرأة رأسها ونظرت إليها مباشرة، ثم قالت سلمي بحدة عامية:


إنتي عايزة مني إي بالظبط؟ وليه اكده


ابتسمت المرأه وهتفت:  


انا عايزة أنتجم من العيلة كلها... بس مش منك. وانتي كمان لازم تنتجمي 


تبدلت ملامح سلمى بين استغراب وغضب خافت، وسألت بصوتٍ متردد:


انتجم ليه؟ محدش أذاني.


هزت المرأة رأسها بمرارة قاتمة وقالت:  


لع. غفران آذيتك. وآذيتني. وهي... هي جتلت ابني."


تراجع صدر سلمى كما لو تلقى طعنة بطيئة، فتلعثمت بلهفة واندفاع:


مين ابنك دا 


تنهدت المرأه ببطئ وهتفت: 


جمال... جمال ابني


صعقت سلمى ووقف الزمن في عينيها للحظة وفي عمق الليل، كان السكون يخيم على بيت أسد إلا من أنفاس متقطعة تحمل تعبا دفينا ودفع الباب برفق، ودخل إلى الغرفة حاملا صينية صغيرة عليها بعض الطعام الساخن. وجلس بجوار حورية، محاولا أن يرسم ابتسامة على وجهه رغم الحزن الذي يثقل صدره وقرب إليها الصحن قائلا وهو يمد يده إليها:


يلا يا حورية، لازم تاكلي اي حاجه


أبعدت الطعام بيد مرتجفة، وحركت رأسها نافية. فمد يده يلامس وجنتها بحنو، وصوته يتهدج بإيمان ممزوج بحب:


ـوالله يا حورية، ربنا هيعوضنا خير… وهتبجي أحلى أم في الدنيا


لكن فجاه قاطعته حوريه كلماتها  التي جاءت كالسهم تخترق صدره مردده:


طلجني يا أسد


تجمدت ملامحه وارتجف قلبه وحدق فيها مذهولا:


انتي بتجولي إي 


أشاحت بنظرها بعيدا، ودموعها تنحدر وهتفت :


ـمامتك عايزه حفيد وبتجول دايما انه لازم يكون فيه وريث يحافظ على فلوس العيله… وانت نفسك في ابن، وأنا مش هجدر أسعدك. يبجى الأحسن… تطلجني وتتجوز واحده تديك ال انت عايزه


شدد اسد على يدها وهتف :


أنا مش عايز ابن… أنا عايزك إنتي.. والله ما عايز حد غيرك 


أجابت بصوت مبحوح، يخفي داخله انكسارا: 


وانا عايزه أشوفك مبسوط… اتجوز يا اسد 


اقترب منها أكثر، وعيناه تحترقان مردفا :


هتجدري تشوفيني في حضن واحده غيرك


هزت رأسها بإصرار، والدمع يلمع في عينيها: 


هستحمل… علشان أشوفك مبسوط.. مستعده استحمل اي حاجه 


وقبل أن يرد فتح الباب فجأة، ودخلت الخادمة بخطوات مترددة، تنحني قليلا ثم تقول:


يا بيه… أخت الست حورية وصلت علشان تاخدها معاها


تصلب جسد أسد، والتفت نحو حورية، بينما قلبه يتخبط بين الغضب والخوف والخذلان. وفي صباح يومٍ جديد، سكنت أجواء البيت على قلق خفي... تتناثر الوجوه فيه بين ترقب وحيرة.....و كانت صفية تجلس في وسط الدار، تتلفت بعصبية والقلق يأكل ملامحها ثم رفعت صوتها:


 هو فين جبل؟ فين اختفى من بدر.. وانتوا واجفين تتفرجوا عليا 


ارتبك الخدم وتبادلت العيون الحائرة، بينما غفران تقدمت بخطوات مترددة وقالت محاولة التخفيف:


يمكن راح الجيم… أو يكون مع أسد.


وفجأة انتفضت صفية وصوتها يعلو كالصاعقة:


اسكتي انتي.... انتي مش فاهمة حاجه.  جبل  حياته في خطر


ارتعش قلب غفران، وشحب وجهها وهي تهمس بقلق:


خطر؟! يعني إي  و


لكن قبل أن تنطق بمزيد من الكلمات، دوى صوت سيارة إسعاف أمام باب الدار. واندفع الجميع إلى الخارج، والصدمة شلت أطرافهم حين رأوا رجال الإسعاف يفتحون الباب الخلفي… وأسد يهبط بوجه شاحب متجهم، وخلفه نقل جسد جبل على نقالة و جراح غائرة تغطي جسده وكأن حربا كاملة اندلعت على جلده ف،  تجمدت غفران في مكانها وعينها متسعة، والدموع تتساقط دون وعي و

تكملة الرواية من هناااااااا

لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل 

متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا

الرواية كامله من هناااااااااا

مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا

مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هنااااااا






تعليقات

التنقل السريع
    close