رواية حب أجبارى الفصل السابع وخمسون والثامن وخمسون بقلم رشا ابراهيم
رواية حب أجبارى الفصل السابع وخمسون والثامن وخمسون بقلم رشا ابراهيم
عندما نفقد اعز الاشخاص الى قلوبنا ......... تهون الحياة بعدها .......... ولا يعود لأى شئ طعم !!!...........................................
.................................................................................................
بداية النهاية !!!!.......................................................................
.........................................................................................................................
فى احدى الاماكن النائية
زفر بضيق وهو يخرج سيجارة اخرى من علبته التى اوشكت على الانتهاء ......مع ان التى قبلها لم تنتهى بعد .........شعور بغيض يحتل عقله ويلمس ثنايا قلبه ......... يشعر انه حيوان ......... انه لا يستحق لقب انسان ....... كيف يكون انسان وهو يرى كل هذا الظلم امام عينيه .....ولا يستطيع ان يفتح فمه........ لا يستطيع حتى الاعتراض ......اى انسان هذا وهو يجلس وهو يشاهد احتضار انسانة بريئة .....يراها امامه تموت بالبطئ ...... هو ليس انسان .....بل هو مجرد من الانسانية ......بل عار على الانسانية .......هكذا رد عليه صوت ضميره الذى لا يهدأ ولا يكل من تأنيبه .......لعله يفوق لنفسه ...... فالوقت لم يتأخر بعد على التوبة ...................
رن هاتفه ليخرجه من شرودة ......زفر بضيق وقام باطفاء سيجارته المشتعلة ......وهم بالرد على الهاتف ......... فهو لا يستطيع سوى الرد ......فالمتصل هو رب عمله .........
انهى المكالمة وملامحة تزداد صدمة وعبوس كلما افضي اليه رب عمله بأوامره .......شرد فى ما طلبهمن رد عمله وزاد احمرار عينيه ......وبدا كأنه على وشك الانفجار ........ امسك علبة سجائره ليخرج سيجارة اخرى ولكنه وجدها فارغة .........زفر بضيق وقام برميها ........ دلف زميله سيد الى المكان .....ونظر له شزرا واردف قائلابمزاح ثقيل : زنبها ايه العلبة تفش غلك فيها
لم يجيبه وقام من مكانه مسرعا متجها الى الخارج ......نظر سيد فى اعقابه ونادى عليه قائلا : انت ياعم ......انت رايح فين ...........وعندما لم يتلقى اجابة منه وسمع صوت المحرك دليل على انصرافه .....اردف قائلا : احسن ...يلا فى داهية .....ثم اكمل لنفسه بابتسامة مقززة .......طالما خد العربية يبقى هيغيب .....احسن علشان اخد راحتى مع لوزتى حبيبتى .................
..........................................................................................
فى محافظة اسيوط
وصل احمد بصعوبة بعد تفاديه لاكثر من حادثة كانت ستودى بحياته ......فهو كان يقود السيارة بسرعتها القصوى غير عابئ بتسجيلات الرادار .....حتى ان الطريق الذى يستغرق فى العادة من خمس الى ست ساعات قد قطعه فى ثلاث ساعات فقط ........
صف سيارته فى مكان قريب من منزل عائلة الاسيوطى .......حسب ما اخبره به اخاه ووالده على الهاتف ........
وجد كلا من اخويه حامد ومحمد فى انتظاره ...... وايضا حسن .........بينما كان والده وسالم فى طريقهم اليهم .........
اسرع نحوهم واردف بلهفة دون اى سلامات فلا يوجد لها داعى الان
احمد بلهفة : متأكدين انه جوا
حامد بحزم : ايوة .....انى وابوك خدنا بالنا ان داغر مكانش على بعضه ......وبعد ما الجلسه انتهت خرج يتسحب من البيت كيف الحرامية .....وراح ناحية المخزن القديم وغاب جوا ......
احمد بحدة : طب تمام يلا بينا ......
فى هذه اللحظة كان طاهر وسالم قد وصلو ......
طاهر : بلغة البوليس يا احمد
احمد : لا المشكلة مشكلتى وانا اللى هحلها بنفسي
سالم : بس يا ولدى وجود البوليس احسن
احمد بحدة : وانا لو استنيت البوليس يبقى مش هلحق مراتى
محمد : يلا يا اخوى .....واحنا معاك .....
حسن : ايوة يلا ندخل نجيبه ابن الواطى ده .....
تناول احمد من اخيه حامد سلاح من احدى الاسلحة التى كانت بحوزته .....وتحرك متجها الى الجهة الخلفية من المنزل سابقا الجميع .......وهم من خلفه .........
....................................................................................................
فى احدى الاماكن النائية
قام سيد بفتح الباب لتلك المدعوة لوزة .....ليجد امامه فتاة ترتدى عباءة سوداء وطرحة موضوعة بعشوائية لا تخفى شئ من شعرها الاصفر المصبوغ .....قامت الفتاة بدفعه من صدره ودلفت الى الداخل ......وتحدثت وهى تلوك اللبانه فى فمها .....ياختى ايه ده .....متوسع يا سيد خلينى ادخل ..........
دلفت وجلست على اقرب كرسي وجدته .....اقترب سيد منها ولعابه يسيل على وجهه .....مد يده كى يحتضنها .....فقامت بدفعةمرة اخرى وهتفت باعتراض قائلة : جري ايه يا راجل ماتهدى شوية ....خلينى اخد نفسي من الطريق ......ده ايه الهو اللى انت جايبنى فيه ده
سيد بانفعال : انا دلوقتى هريحك على الاخر وهخليكى تنسي كل تعب الطريق
قامت لوزة بتحريك شفتيها فى الاتجاهين وتحدثت قائلة : امانشوف
سيد وهو يتلمس بيده صدره : طب مش يلا بقى ياروح الروح
وقفت لوزة وبدأت بالتحرك بدلع .....وبحركة واحدة قامت بخلع العباءة والطرحة ليظهر من اسفلها فستانها .....والذى لا يمكن ان يسمى فستان ابدا .....فأسم بيبى دول هو الاسم الامثل له .....حيث كان يكشف كل جسدها الغض ......وضعت يديها فى خصرها وتحركت بدلع كي تلهبه اكثر ......وتحدثت بميوعة قائلة : كدا على طول ...... من غير حتى حاجة اشربها ولا اكلها ......ولا هى الاقعدة ناشفة ولا ايه
سيد وهو ينظر اليه بشهوانية مقززة ....وعينيه تسبح على جسدها العارى : لا ناشفة ايه طب ده انا جايبلك اكلة كباب انما ايه .....هتاكلى صوابعك وراها وكمان مشبرلنا ازيزتين بيرةفى التلاجة .......بس الاول خلينى ادوق العسل ....قال جملته الاخيرة وهو يقترب منها ويتلمس جسدها بطريقة وقحة ......
لوزة وهى تتغنج عليه : توء يا سيكة .....الاول ناكل ونظبط بسجارتين وبعد .... تركت باقى جملتها عالقة .....وغمزت له لتترك لعقله حرية التخيل .......
سيد بابتسامة سمجة : بس كده انتى تؤمرى .....ثم تحرك متوجها الى مطبخ صغير .....قام بفتح عدة اكياس كان احضره سابقا
دلفت لوزة من خلفه وتحدثت سأله : الا قولى يا سيكة ....انت بتعمل ايه هنا
سيد وهو يفتح احد الاكياس ليخرج ما بداخله : مفيش ..... خاطفين واحدة
لطمت لوزة على صدرها واردفت بصدمة قائلة : يا نصيبتى .....ديه جناية يا سيد
سيد باستخفاف : لا جناية ولا حاجة ..... انا عبد المأمور .....الريس يقولى اضرب ده اضربه ..... خرشم ده اخرشمه ......اخطف ديه اخطفها
لوزة بتسأل : ليه يا اخويا هو انت مش شغلتك بوبى جارد بردو
سيد : اسمه بودى جارد يا جاهلة .....وبعدين ايش فهمك انتى بشغل البودى جاردات
لوزة : وانا مالى ...... ثم اردفت بتسأل .....الا قولى ....البت ديه حلوة
سيد وهو يتلمس بأنامله صدره العارى من فتحات القميص : حلوة بس ....ديه تحل من على حبل المشنقة .....ثم اكمل لنفسه بحسرة بس يا خسارة الريس امرنا محدش يقربلها
لوزة مدعية الغيرة : بقى كده ...... طب خليها تنفعك ......وهمت بالانصراف ....فهى لا تطيق ذاك السيد وتتقزز من قربه ولمساته لها .....
اسرع سيد وامسك برسغها واردف بلهفة : لا بس تمشي ايه يا قمر ...... ده انتى الاساس يابت
لوزة : لا يا اخويا .....ابعد بقى
سيد : بتغيرى عليا يا لوزتى
عصرت على نفسها لمونة وتحدثت قائلة : ايوة طبعا مش حبيبى ......قالت ذلك وهى تتلمس ياقة قميصه بدلع
سيد : خلاص بقي يا لوزة .....انتى عارفة ان انتى اللى فى القلب يا بت
لوزة فى نفسها : بت ما بتك يا بغل انت ......ثم اكملت بعتاب ......خلاص لو عايزنى اصالحك يبقى اشوفها
سيد باستغراب : تشوفيها
لوزة : ايوة اشوفها ..... مش بتقول انها حلوة .....عايزة اشوف الحلاوة ديه
سيد بعدم مبالاة : ادخوليلها اهى عندك متلقحة فى الاوضة اللى هناك ديه ......قال ذلك وهو يشير بيده على احدى الغرفتين المتواجدتين ........
دلفت لوزة الى تلك الغرفة ......وجاالت بنظرها فى انحائها .....تسلطت انظارها على تلك المتقومة على نفسها على الارض .......
رفعت سلمى رأسها ببطئ عقب سماعها صوت الباب .....احست بدوخة من تلك الحركة الطفيفة ........وحاولت ان تتبين ملامح الواقف امامها بوهن ........
رمقتها لوزة بنظرات محتقنة واردفت بغل قائلة : مش اووووى يعنى ......ثم اكملت محدثة .....اياها بحقد ......عملتلى ايه ياختى علشان يبهدلوكى كده .......اكملت عندما لم تجد رد من سلمى قائلة ......الله .....ما تردى يابت .....انتى خرسة ولا ايه ......ومن ثم اقتربت منه .....وبدأت فى تحريكها ......
نظرت لها سلمى بغضب واردفت قائلة بصوت واهن : ابعد عنى
لوزة: طب مانتى بتتكلمى اهو ......... لمعت عيناها بانبهار فور رؤيتها لتلك القلادة الماسية التى تدلى من عنقها ..................
....................................................................................................
فى المخزن القديم بمنزل عائلة الاسيوطى
كان يستعد للخروج من المخزن والتوجه الى الطريق الرئيسى حيث داغر منتظره كي يساعده على الهروب الى القاهرة ..... ومن ثم الهروب لخارج مصر بعد حصوله على سلمى .......... عندما شعر بوقع اقدام كثيرة بالقرب من المخزن .......
تحرك بسرعة الى اخر المخزن .....واستخدم الشباك للخروج بدل الباب ..............
كان احمد بالخارج ومعه اخويه وحسن ومن خلفهم الرجال......
اقترب احمد من الباب ......وبعد عدة محاولات لكسره .....تمكن اخيرا من كسره بمساعدة حامد ......دلفو الى المخزن وقامو بتفقد جميع انحاءه ولكنه كان فارغا
زفر احمد بضشق وقام بضرب طاولة قديمة بساقه بغضب .......فبعد كل هذا لم يجد جلال موجود ......نفخ بضيق .....اقترب منه محمد وتلمس كتفه واردف قائلا : متجلجش يا اخوى .....هنلجوه ان شاء الله ومرتك هترجعلك سليمة
احمد بغضب : ازاى ..... ازاى بس .....لم يكمل احمد حديثه حيث رأى اسفل قدميه عدة اعواد سجائر من النوع الذى يدخنه جلال .....فهو يعلمه جيدا .......جال بنظره فى انحاء المخزن مرة اخرى .....فانتبه الى الشباك المفتوح ......اقترب منه بخطوات اشبه للركض ونظر من خلاله .....لاحظ وجود قطعة قماش عالقة من قميص ما .......فتأكدت شكوكه .....ونظر بالاتجاه الذى يؤدى اليه الشباك فلمح شخص يجرى من بعيد .....
اسرع احمد بالخروج من المخزن وهو يصرخ بحدة ......جلال بيجرى هناك اهو .....وتحرك مسرعا نحو مدخل المخزن .....خرج احمد مسرعا من المخزن .....وعندما هما بالحاق بجلال ......وجد الحاج اسماعيل يقف بالخارج ومن حوله ابنائه ورجاله ......
اسماعيل بغضب: بتعمل ايه اهنه يا ولد الدمنهورى ......داخل كيه الحرمية اجده ليه
احمد بحدة : وسع عن طريقى
صالح بغضب : بتجول لمين اجده يا ابن .....وهم باطلاق النار عليه ............................
........................................................................................................
فى احدى الاماكن النائية
خرجت لوزة من الغرفة ويعلو وجهها ابتسامة سعيدة .....وتوجهت الى باقى انحاء المنزل تتفقده ......بينما كان سيد مازال مشغول فى تجهيز وجبة العشاء الرومانتيكى لها كما كان يراه فى الافلام .........
دلفت لوزة الى الغرفة الاخرى وتفقدت محتوياتها بعيناها .......
ضاقت بعينيها واقتربت من ذلك الشئ الذى جذب انتباها .....وااذى لم يكن غير حقيبة نسائية ......امسكت بها واردف قائلة : ديه تلاقيها بتاعة البت اللى جوا ....ثم قامت بفتحها وتفقد محتوياتها .....
لوزة بفرحة : سيدى يا سيدى .......ديه بينها بت ناس .....ايه ده كل ديه فلوس .....ثم قامت بدس المال فى صدرها وشرعت بتفقد باقى محتوياتها .......اخرجت من الحقيبة الهاتف ونظرة له بانبهار وهتفت قائلة : وكمان اي فون ....... حلال عليكى يابت يا لوزة ...... كويس ....اهى المجية مجتش على الفاضي ..... ثم قامت بفتح الهاتف والتقتت عدة صور لها ..........
خرجت من الغرفة مسرعة عندما سمعت صوت سيد يناديها .....اقتربت ببطئ من حقيبة يدها ودست الهاتف والمال بها ....ثم رسمت ابتسامة سمجة ...... وتوجهت نحو المطبخ .........................
كان فى طريقه الى محافظة اسيوط ومعه قوة خاصة .....بعدما ابلغه خالد بتمكن احمد من معرفة مكان جلال ......فصمم على القبض عليه بنفسه وعدم ابلاغ الشرطة هناك بذلك .....فهذه قضيته هو ...... وهو من سينهيها .......
قام بضغط البنزين اكثر لتسرع سيارته ........رن هاتفه فالتقطه بسرعة واجاب قائلا : الو
الملازم حسام : ايوة ....يا ساعة الباشا
حازم : فى ايه
حسام : سيادتك احنا جتلنا اشارة دلوقنى من الرقم البنت المخطوفة
حازم بلهفة : كويس اووى .....الارسال من الصعيد مش كده
حسام : لا يافندم ....ده من ......
تسأل حازم بداخله عن سبب وجود الهاتف فى مكان اخر .....وفكر لعدة لحظات بالعودة والذهاب الى ذلك المكان ......ولكنه تراجع عن تلك الفكرة .....فمن الممكن ان يكون الهاتف قد سرق وهو بحوزة شخص اخر .....ولكن للأطمأنان ....امر حسام بتخاذ قوة والذهاب الى ذاك المكان .......بينما اكمل هو طريقه الى الصعيد .....وقد اكد على حسام بموافاته بكل جديد ....................
.........................................................................................
فى محافظة اسيوط
خرج حامد من المخزن ومن معه فتفاجأ بوجود عائلة الاسيوطى وصالح رافعا السلاح علي اخاه
قام حامد بتوجيه سلاحه ناحية صالح واردف بتحدى قائلا : نزل سلاحك يا صالح
صالح بغضب : الله .... الله .....ده العيلة كلها اهنه ......ثم نظر الى حسن الذى كان مصوبا سلاحه هو الاخر .......واردف قائلا ....وكمان ولد السيوفى ....انى اجدر اجتلكو قليتكو دلوقيت وماخدش فيكو يوم واحد ......
استغل احمد انشغال صالح بالحديث وتحرك مسرعا نحو الاتجاه الذى هرب من جلال .....
نظر صالح فى اعقاب احمد ووجه سلاحه تجاهه ليطلق النار ....فقام حامد بالهجوم عليه ...... وكذلك هجم كل الرجال على بعضهم ودار عراك عنيف ..........
.......................................................................................................
جرى احمد بأقصى سرعته فى اعقاب جلال .......لمحه يجرى من بعيد فقام بأخراج سلاحه وصوب ناحية قدمه ........ولأنه بارع فى النيشان .....فلقد تعلمه جيدا بالجيش .....قام بأصابة قدمه اليسرى ....................
............................................................................................
سمع صوت الرصاصة الجميع فتركو بعضم وجرو متجهين الى المكان الذى اتت منه الرصاصة ..........وايضا اتجه كلا من طاهر وسالم الى حيث المكان الذى اتي منه صوت الرصاص
...................................................................................................
وصل احمد الى المكان الذى وقع فيه جلال ...... والذى كان الاخر يحاول الوقوف علي قدميه ......انهال عليه بالضربات واللكمات ..... وهو يسبه من وسط لكماته وضرباته .....واللاخر يحاول صده وتوجيه له اللكمات ايضا ولكنه غير قادر بسبب تألم ساقه المصابه
احمد بعنف : سلمى فين .....انطق
وصل الجميع الى حيث يقفان .....واندفع حامد ومحمد وحسن يطوقان احمد من الخلف ويبعدانه عن جلال الذى كان يلهث بشدة من التألم ......
حامد محاولا تهدأة اخاه : اهدى ياخوى ..... هيموت فى يدك
احمد : بغضب ....سيبنى ياحامد ....بقولك سيبنى .......ثم اكمل بغل ....سلمى فين يا جلال
قام جلال من مكانه وهو يمسح بيده الدم السائل من فمه ........ ونظر لأحمد بتحدى واردف قائلا : على جثتى ياحمد .....على جثتى توصلها .....ثم اكمل صارخا .......سلمى ديه بتاعتى ....ملكى انا وبس ......وانت سرقتها منى ...........
قاوم احمد الممسكين به وتلوى محاولا الوصول الى ذاك القذر وتلقينه الدرس الملائم لوقاحته الا متناهية ...... ولكنهم كانو ممسكين به بشدة .......
اكمل جلال وهو ينظر له ببتحدى : انت عايز منها ايه ......... مش طلقتها خلاص ......عايز منها ايه تانى ..........
وقعت الكلمة على مسامع سالم كالصاعقة وقام بالاشارة الى الرجال لتركه يكمل حديثه....... فيبدو ان هناك اشياء كثيرة لا يعرفها .......
وبالفعل كان جلال كريما للغاية بالافضاء بكل ما فى جعبته .......
اكمل جلال وهو يدور حول نفسه ويضحك بجنون ...... برافو عليها البت زيزى ديه ..........ثم اكمل مشيرا الى نفسه .......... قدرت تعمل اللى انا مقدرتش عليه ......صحيح يا جدع ....ان كيدهن عظيم ......... خسارته فى الموت......... ثم اكمل بتسأل وهو ينظر لأحمد المربوط عن طريق اخوته وحسن .......مش حابب تعرف هى عملت ايه..........وبدون ان ينتظر رد ....... اردف قائلا : هقولك
كز احمد على اسنانه بغل .......وهو يحاول الوصول اليه وازهاق روحه
اكمل جلال باريحية : الموضوع ماحتجش غير موبايل ...... ثم اكمل مشيرا اليه ...... موبايلك
...... اللى انت مأخدتش بالك انه اختفى من بعد ما زيزى مشيت من عندك .......
اكمل جلال بشرح : اهو بالموبايل ده ...... عملنا مكالمة صغنونة اووووى .....بس ايه من الاخر ......ثم اكمل وهو يضع يده على اذنه وكأنه يتحدث حقا .....مكالمة بتقول .......الحقى صاحب التليفون ده عمل حادثة ....وحالتة خطيرة ......... ثم اكمل بسخرية ......مستشفى........ تؤتؤ ......الحالة خطيرة ومتستناش مستشفى ......احنا اخدناه على عيادة هنا قريبة .....العنوان .........
انزل يده ونظر ا ليه بغل ...... وهى علشان غبية صدقت .....وجت على ملى وشها .......
وبنبرات تحمل حقد وكره اكمل قائلا وهو يشير اليه باستحقار......زى ماكانت غبية وحبيتك انت ورفضتنى انا ........
كان احمد فى حالة لا يحسد عليه ..... فلقد اكتشف الان الملعوب الدنيئ الذى حاكه ذاك الواطى مع الحقيرة الاخرى ......... كانت الصدمة واضحة على وجهه ......كما كانت تعلو كل الوجوه الموجودة والتى تستمع الى هذيان ذلك الحيوان ..........
اصدر جلال ضحكة اخرى مجلجلة ثم اكمل بتشفى ........بس مش مهم ......المهم دلوقتى انها تحت ايدى .....بزجها بقى .... غصب عنها .....مش فارقة ......
تحرك احمد كاسد جريح ونفض كل من يمسكون به وبحركة واحدة امسك بسلاحه تجاه جلال ........
اسرع الجميع لأبعاد السلاح عن يده.....فهذا ما يريده جلال ..... استفزازه .........
نظر جلال له بتحدى وعلى وجهه ابتسامة سمجة وتحدث قائلا : اضرب ياحمد .....اضرب ....ثم قام بفتح قميصه كاشفا عن صدره واردف قائلا.......ماتضرب ......مستنى ايه .....بس متحلمش انك تشوف سلمى تانى ....... انا مدى اوامر لرجلتى .....لو انا مرحتلهومش يخلصو عليه .........
عقب تلك الجميلة جن احمد .....وشعر بأن الدنيا تميد به ........كما صرخ سالم بتألم ......
استغل جلال ارتباك احمد وحيرته .....وقام بسرعة بالانقضاض عليه متناسيا الم قدمه المصابه .......... وعلى اسر اشتباكهم قام بانتزاع السلا من يده .....وصوبه تجاهه .....وانطلقت رصاصة .......بصوت مدوى .........
............................................................................................
فى احدى الاماكن النائية
احست بألم حاد فى اسفل معدتها وشعرت بسائل يخرج منه ......تلمسته بيديها وهى تبكى ......................فهى كانت تنزف وبشدة ................بكت سلمى اكثر واكثر وعلى صوت نحيبها ......فهى قد خصرت اخر امل لها فى الدنيا .......ولم يتبقى لها شئ فى هذه الحياة ......... اغمضت عيناها مستسلمة لنداء الموت اخيرا .....بعد ان فقدت ما كان يجعلها متمسكة بالحياة ............................
................................................................................................
فى الطريق
كان الملازم حسام متجها الى المكان حيث جأت الاشارة من الهاتف منه .......حس السائق على الاسراع ......كى يصل بأسرع وقت ...........
.................................................................................................
فى محافظة اسيوط
نظر الجميع فى اتجاه احمد ..... ولكنه وجدو ان الرصاصة لم تصبه ........ووجدو جلال هو من وقع على الارض متأون بتألم .....والدم يخرج من صدره بغزارة ...........
جرى حازم فى اتجاهمومن خلفه قوات الامن ........
جسي احمد على ركبتيه ......وامسك بجلال .....وهو يهدر بقوة : لا ماتمتش ......متمتش قبل ماتقولى على مكانها .....جلال متمتش
ولكن لا حياة لمن تنادى ......فالروح فارقت الجسد ......وصعدت الى خالقها مثقلة بالذنوب والاعمال الشنيعة .........................
اقتر ب حازم ....... وتأكد من موت جلال ........ نظر لأحمد واردف قائلا .....خلاص ياحمد مات
احمد بغضب : نارى ....لا مايمتش .....مايمتش قبل مايقولى على مكان سلمى ........
هم حازم بالرد عليه ........ولكن قاطعه صوت رنين الهاتف ..........
قام حازم بالرد على الهاتف فورا ...... لعله يسمع اخبار جيدة يزفها الى احمد
وبعد عدة لحظات ....قام حازم باغلاق الهاتف ويعلو وجهه علامات الوجوم ....
نظر احمد اليه بتسأل ......كم فعل الاخرون .....واولهم سالم .....فلقد شعر ان هذا الهاتف على علاق بسلمى ......
سمع حازم صوت وصول رسالة ....فقام بفتحها مباشرةا ......لتظهر امامه صورة ما .......
قام حازم بتوجيه الهاتف نحو احمد .....واردف قائلا : السلسلة ديه تخص سلمى .......
ما ان سمع سالم بأسمه حتى اقترب ........وهتف بسرعة ايوة .....ايوة ديه سلسلة سلمى ......هى فين ......
نظر احمد الى حازم محاولا تبين مايخفيه وهو يقول : ايوة ديه بتاعة سلمى .....لقتوها فين .......
سالم بلهفة : ماتجول يا ولدى ....سلمى فين
احمد : سلمى فين يا حازم
تعثرت الكلمات على شفتيه ولم يستطع نطقها ........ نظر احمد اليه بأمل لعله يكدب ظنونه ........فنظر له الاخير بأسف.........
واردف قائلا : البقاء لله !!!!............................................................
.......................................................................................................................................
حب اجبارى
الفصل الثامن والخمسون
اصعب عذاب يعيشه الانسان فى الدنيا ....... هو عذاب الضمير !!!...............................
..............................................................................................
بداية النهاية !!!!.................................................................................................
............................................................................................................................
يقف فى مكانه كالمشدوه .....لا يستطيع التحرك ......... يشعر ان جميع اطرافه قد شلت .... غير قادر على الحركة ... غير قادر على النطق ..... يقف مكانه كالجماد ......وهى تقف امامه .....بملامحها البريئة ......ولكنها ذابلة ..........تنظر اليه بنظرة لا يستطيع ان ينساها ما حىى ...... نظرة انكسار ...... خيبة امل ......صدمة ....... عيون غارقة فى الدموع ....تأبى النزول .........
المسافة بينهم تزيد وتزيد بدون حركة .....هى تبعد وهو ثابت فى مكانه ....لا يستطيع الحراك .....يود لو يجرى عليها .....ان يمسك بها .....فلا يستطيع .....يود ان يصرخ بها .....ينادى بأسمها .....يرجوها البقاء ....... ولكن صوته الخائن يأبى الخروج ........
ابتعدت وابتعدت حتى اختفت من امامه تماما ......وحال الضباب الكثيف من حولهم من رؤيتها .......حينها فقط احس ان صوته قد عاد اليه ....فصرخ بكل ما يملك من قوة ................ سلمااااااااااااااا ...........................
............................................................................................
استيقظ من نومه صارخا ......فها هو يراوده نفس الحلم الذى لازمه طوالة خمسة اشهر .....فساعات النوم القليلة التى ينامهم بفعل المنوم لا ينال منهم سوى الارق وتذكرته بأنه قد فرط بحبيبته بمحض يديه ............
عذاب ..... هو يعيش فى عذاب متواصل ......ذكرياتها تحيط به ......كلماتها ......ابتسامتها .......لمساتها ......همساتها الرقيقة ..........مشاكستها وضحكها ......جديتها وهزلها ........كل هذه الذكريات واكثر يعيش معها يوميا ثانية بثانية ........حياة كاملة ....كانت بين يديه .....واضاعها منه ببساطة .......نعمة الله التى منحه اياها .....اضاعها من يده ......بسبب غبائه .....غيرته ......غروره الذى منعه من تحمل فكرة الخيانة .......ومنعه من التفكير بمنطقية .......فانساق وراء شياطينه ......متناسيا انه يملك ملاك بين يديه ....يستحيل ان ترتكب اى خطأ ولو حتى بسيط وبدون قصد ......... متناسيا حبها له ....وعشقه لها ......ليضيعها ......وفى الوقت الذى يفوق من غفلته ويتدارك خطأه ........ترحل هى ......تاركه اياه .....للشعور الذنب والندم يأكل فيه حيا .....حتى اصبح بقايا رجل .....كان فى يوم من الايام .....يمتلك كل ما يتمناه غيره بين يديه .....واضاعه بتهوره ... وعنجهيته ..... وغروره ...... وكبريائه .........
عندما ادرك انه ما كان الا مجرد حلم مجددا الذى يتحول فى كل مرة الى كابوس .....نعم ......فرؤيتها حلم جميل اصبح يتمنى ان يرى هذا الكابوس يوميا فقط ليراها .....ولكن الجزء الذى تتحول فيه ابتسامتها لتلك النظرة التى تجلده بها وتمزق نياط قلبها ....ثم ترحل بدون عودة وهو عاجز عن فعل اي شئ ......هو الكابوس ......الكابوس الذى يحياه فى صحوه قبل نومه ...............
زفر بضيق ومسح بأنامله بقايا دموع مغرقة وجنتيه ومبلله لحيته النامية بشكل مبالغ فيه دليلا على ان شفرة الحلاقة لم تمسسها منذ فترة لا بأس بها .......نظر فى موبايله ليستطلع الوقت .....فوجد انها تخطط الخامسه .......تنهد بغضب ......من ثم قام مسرعا ليصلى فرضه ........ويلحق بموعده مع حبيبته .....فلقد تأخر عليها اليوم ..................
..........................................................................................................
فى منزل داليا عبد الرحمن
كانت متجهه الى الخارج عندما نادتها امها قائلة : داليا ... انتى نازلة يا حبيبتى
داليا بصوت يكسوه الحزن : ايوة يا ماما عايزة حاجة
ناهد بتنهيدة حزن على حال ابنتها وما اصابها ..... منذ موت صديقتها الوحيدة ......فلا يكفى حزنها على موت تلك الفتاة الرقيقة .... التى كانت تشع بالحياة رغم كل ما تعرضت له فى حياتها البائسة .....فلقد حزنت عليها كثيرا ......فهى كانت عندها مثل داليا تماما ..... ولكن جاء مرض داليا ودخولها فى حالة انهيار عصبى .....بعد معرفتها بموتها ..... كالشوكة التى قسمت ظهر البعير .......... اينعم هى الا تحسنت كثيرا عن الفترة الماضية ...... فلقد اصبحت تتجواب معهم الى حد ما ......وعادت الى عملها ......ولكنها مازالت على حالتها من الصمت .....ودائما تجد الدموع تملآ عينيها ....ومازالت مرتضية الاسود ....رافضة ان تنزعه عنها ....فبالنسبة اليها الحياة كانت مع سلمى ......اما الحياة الان هى مجرد ايام تقضيها فقط حتى يأتى موعدها وتلتعق بتؤامها ..... فسلمى لم تكن صديقتها فقط بل كانت اكثر من اخت ....كانت تؤامها حقا .......
ناهد بحزن :لا يا حبيتى ...بس متتأخريش ...... وطمنينى عليكى
داليا باستسلام : حاضر .....السلام عليكم
ناهد : وعليكم السلام ........
بعد خروج ابنتها مباشرتا رن هاتفها ....فقامت بالرد بعد معرفتها بهوية المتصل .....
ناهد : الو ....ايوة يا خالد يابنى
خالد : ازيك يا طنط
ناهد : الحمدلله على كل حال
خالد : وداليا ....اخبارها ايه دلوقتى
زفرت ناهد بيأس وتحدثت قائلة : زي ما هى ......ثم اكملت قائلة ..... هى لسه مش بترد عليك
خالد بضيق : لسه .....لدرجة انى رحتلها الشغل .....قالتلى ان كل شئ بنا انتهى ......وانها دلوقتى متنفعش تكمل معايا .....لأن حياتها انتهت خلاص
ناهد بحزن : انا مش عارفة اعمل معاها ايه يا خالد .....خايفة اضغط عليها تنتكس تانى
خالد بلهفة : لا لا يا طنط .....سبيها براحتها ....انا مقدر حالتها .....ثم اكمل بأسي .....موت سلمى اثر فينا كلنا ......الله يرحمها
ناهد : الله يرحمها ويجعل مثواها الجنة
خالد : على فكرة انا مسافر الصعيد دلوقتى
ناهد باستغراب : دلوقتى.....ليه
خالد : رايح ..... اشوف التانى راخر ........كفايا خمس شهور قاعدهم هناك وناسي كل حاجة ........ثم اكمل بحزنعلى حال صديقها ......ده بيموت نفسه بالبطئ .....كده مينفعش ....انا مش هقدر اقف اتفرج عليه وهو بيضيع نفسه كده .....لازم اتصرف
ناهد داعية : ربنا معاه ويلهمه الصبر
خالد : اللهم امين
ناهد : معلش يابنى ......اللى جراله مش شوية برده
خالد : عارف والله .....بس سلمى الله يرحمها خلاص راحت .....واللى بيعملو فى نفسه ده مش هيرجعها ......على العموم انا هقفل دلوقتى علشان الحق اوصل قبل الليل ......
ناهد : مع السلامة يا حبيبى ....خلى بالك من نفسك
خالد : ان شاء الله ......السلام عليكم
اغلقت ناهد الهاتف : وظلت تدعو للجميع .....ان يهلمهم الله الصبر .....فحادث موت سلمى .....قد اثر بهم كلهم ....ولم يترك شخص والا تبدل حاله................
........................................................................................................
فى منزل طاهر الدمنهورى
استيقظت من نومها صارخه ......تشعر بألم فظيع لا تستطيع تحمله ....فهب الراقض بجانبها واقفا .....ونظر لها بهلع .....واردف قائلا : ايه خبر ايه .....مالك يا سلوى
سلوى بتألم : مش جادرة يا محمد ....وجع واعر جوى .....مش جادرة اتحمل
محمد بلهفة : مانا جولتلك بلاش تنامى بالاسود جبل سابج ومسمعتيش الكلام
سلوى من بين انين الالم : كيف يا محمد ....كيف عايزنى محزنش على حبيبتى .....اختى اللى ربنا رزجنى بيه ....وملحجتش اتهنى بيها وراحت للى خلجها
محمد بحزن : يا حبيبتى الله يرحمها .....بس مال الحزن بس ومال اللبس الاسود
صرخت سلوى بتألم .....فتوقف محمد عن الحديث .....وتحدث قائلا : لا الموضوه اجده ميتسكتش عليه .....انا هبعت اجيب الدكتور
سلوى : مانى كنت عند الداكتورة اولة امبارح وجالتلى انه ده وجع طبيعى
محمد : لا طبيعى ايه ده .....ده انتى مبتناميش الليل ....شكل الداكتورة دي مهتفهمش حاجة ....انى هشيع اجيب الداكتور كمال
سلوى : داكتور كمال ايه بس اللى هياجى الصعيد ......
محمد : ايوة يجى .....ميجيش ليه ......انى هبعت اجيبه .....ثم اكمل .....ولا ابعت ليه ....انى هروح اجيبه ومنيش راجع الا بيه .....
سلوى مقاطعة : يا محمد بلاها جنان .....انى هاخد جرصين بورشام من اللى الداكتورة كتبهولى ....وهبجى زينة
محمد : لع ....يايكى تاخدى من الدواديه تانى ....ديه شكله بيتعبك اكتر ....استنينى انتى بس ومتتحركيش من سرير ....على ما جيلك ....مش هتأخر ..... مسافة السكة وهكون اهنه .......
ولم يعطها الفرصة للحديث .....حيث توجهه الى الدولاب واخرج ملابسه واتجه الى الحمام كي يستعد للسفر .......
زفرت بيأس فزوجها اصبح مهوس بها من بعد الحمل ..... حتى ان اشتكت من الصداع يقيم القيامة ولا يجلسها .....وخاصة بعد موت سلمى ....اصبح اهتمامه بها هوس ....وكأنه يخشي فقدها مثلها ......خاصة .....رؤيته لآخاه الاكبر وما ال اليه حاله بعد فراقها ..................................
.............................................................................................
فى منزل سالم السيوفى
خرج من غرفته ....بالدور السفلى النى اقيمت له بعد ان اصبح لا يقوى على الصعود الى غرفته بعد وعكته الصحية .....وهو يستند على عكازه .....
اسرعت عفاف نحوه وهى تتحدث بنبرة حانية : ايه اللى قومك من السرير بس يا سالم .....الدكتور قال لازمك راحة
سالم بضيق : زهجت من الراجدة فى السرير .....تنهد بحزن كسي ملامح وجهه الذى زاد عمره عشرة اعوام عن عمره الحقيقى ...منذ ذاك اليوم المشئوم .....وارف قائلا ......وبعدن راحة ايه ديه اللى هرتاحها .....مبجاش فيها راحة خلاص
عفاف بحزن وقد غلف البكاء صوتها فخرج متحشرجا : ده قضاء ربنا يا سالم ...... مش هنعترض
سالم بحزن : ونعم بالله ....بس يمكن لو مكنتش فرط فيها بالساها جده مكانتش ....مكانتش .... ولم يستطع جمع اسمها مع فكرة الموت فمازال لا يستطيع تقبل فكرة موتها الى الان ....
قاطعته عفاف قائلة : استعيذ بالله يا سالم ......ده اللى ربنا كان ريده .....هنعترض .....امانة وربنا سبحانة وتعالى استردها .....
سالم بأسى : ونعم بالله ......امال حسن فين
عفاف : خرج للشغل من بدرى .....
سالم : ربنا معاه ...........
.................................................................................................
فى المقابر
وصل الى المقابر مرتديا تى شيرت باللون الاسود وبنطال جينز باللون الكحلى .....بشعر اشعث ولحية نامية بشدة .....وممسكا بيده وردتها المفضلة ..........
وصل الى القبر حيث دفنها هنا من خمس اشهر بيديه ..........ملس على القبر باشتياق واضح وكأنه يلمسها هى .....وليس يلمس مجرد احجار ...........اقترب منه ببطئ وقبله بشغف .....ثم ابتعد وتحدث هامسا : ازيك يا حبيبتى .....معلش اتأخرت عليكى النهاردة ......ثم اكمل مازحا بشبح ابتسامه .....معلش خليها عليكى المرادى .....متزعليش بقى .....خليكى انتى الكبيرة .......اختفت الابتسامة ....وتلآلآت الدموع فى مقلتيه واردف بصوت باكى .....وحشتينى اوووى يا سلمى .....وحشتينى يا حبيبتى .....حياتى من غيرك مستحيلة ....... انا معرفتش انا كنت اد ايه بحبك غير لما فقدتك .......ارتفع صوت بكائه وانهمرت الدموع اشلال .....وهو يتحدث .....سامحينى يا سلمى .....سامحينى .....انا السبب ...اننا اللى موتك .......جلس فى موضع قدميه عندما خارت قواه ولم يعد يقوى على الوقوف اكثر .......واقترب من القبر ممسكا به وكأنه بهذه الطريقة يتواصل معها ..... وبدأ رحلة ذكرياته اليومية ......
عاد بذاكرته الى اسود ايامه .....الى يوم موتها !!!..................
Flash back
سمع حازم صوت وصول رسالة ....فقام بفتحها مباشرةا ......لتظهر امامه صورة ما .......
قام حازم بتوجيه الهاتف نحو احمد .....واردف قائلا : السلسلة ديه تخص سلمى .......
ما ان سمع سالم بأسمه حتى اقترب ........وهتف بسرعة ايوة .....ايوة ديه سلسلة سلمى ......هى فين ......
نظر احمد الى حازم محاولا تبين مايخفيه وهو يقول : ايوة ديه بتاعة سلمى .....لقتوها فين .......
سالم بلهفة : ماتجول يا ولدى ....سلمى فين
احمد : سلمى فين يا حازم
تعثرت الكلمات على شفتيه ولم يستطع نطقها ........ نظر احمد اليه بأمل لعله يكدب ظنونه ........فنظر له الاخير بأسف.........
واردف قائلا : البقاء لله !!!!............................................................
نظر له احمد وكأنه لم يسمعه ....ثم تحدث ضاحكا .....انت اتجننت صح .......سلمي مين اللى ماتت .....سلمى ...مرا ...مراتى انا .....انت اكيد اتجننت ....امسك به بعنف وهدر به قائلا .....انتى اتجننت اللى انت بتقوله ده .....
نظر له حازم بأسي واردف قائلا : اتماسك يا احمد ده قضاء ربنا ..... والاعمار .... الاعمار بيد الله
زاد احمد من تعنيفه وتحدث بصوت اقرب للرجاء : لا .....قولى انك بتهزر ....قولى انك بتهزر .....سلمى مماتتش ....سلمى مماتتش ........
نظر لها حازم بحزن ....واشار له برأسه علامة التأكيد .....فانهار جالسا على ركبتيه .....ودموعه تسبح انهار على وجنتيه ......ثم اخرج صرخة مدوية ......تدل على ما يعانيه بداخله .......
فهذه اللحظة كان سالم قد هوى مغشيا عليه من الصدمة ..... كما اصابت الصدمة كل الموجودين حتى عائلة الاسيوطى نفسهم .....فلقد حزنو على تلك الفتاة التى لم يكن لها اى ذنب ....سوى ان وقعت فى طريق ابنهم المريض ....الذى استباح الحرمات وضاع بسببه تلك الفتاة المسكينة ......فحزنو عليها .... ولم يحزنو عليه هو ....فهو يستحق تلك النهاية اللعينة ........
توالت الايام بعدها بألية تامة .....من تصريح دفن للجثة .....ودفنها بعد خروجها من المشرحة مباشرة .....عدم حضور سالم الجنازة ....فلقد كان مصاب بأزمة قلبية اركضته فى السرير لمدة اسبوعين .....وحتى بعد شفائه لم يتعافى كليا حيث تركت الازمة تأثيرا واضحا على قدمه وزراعه الايسر ....الذى لم يعد يستطيع تحركهم جيدا ..........
Back
انقضي النهار وهو سابح بذكرياته .....ودموعه لا تتوقف .....حتى ابتدت الشمس بالغروب وهو ما زال على وضعيته شاردا لم يلحظ ذلك ...... تلمس بأنامله سلسلتها التى يضعها حول عنقه رابطا اياها بسلسلة اخرى رجاليه كى تطول وتصل الى قرب خافقه ...................... قربها من فمه وقبلها بعمق ......ومن ثم اطلق تنهيدة حارة ....................................
................................................................................................
فى منزل طاهر الدمنهورى
وصل محمد اخيرا ....ممسكا بالطبيب كمال ....الذى كان على وشك ارتكب جريمة فى مركزها كي يقنعه بالسفر معه ......وعندما يأس دكتور كمال من اقناعه بأنه لديه مواعيد هامة اليوم ولا يستطيع الذهب معه ..... على وعد منه بتفريغ يوما كاملا لزوجته
قام بتأجيل كل مواعيده اليوم معتزرا لمرضاه ......... فذلك الواقف امامه كان على استعداد تام لارتكاب جريمة .....ليأخذه معه .......ولكنه وافق فقط لتقديره لظروفه جيدا .......ومن اجل خاطرها هى فقط !!! ..........................................................................
..................................................................................................
فى المقابر
وصل خالد الى المقابر بعد ان تعب من مهاتفته بدون رد .....فاتصل بوالده وهو من اخبره بذهابه الى المقابر .......
اقترب من مكان قبر سلمى .....فهاله منظر صديقه .....حيث يجلس على ركبتيه بجوار القبر مسندا رأسه عليه وممسكا بأحدى يديه سلسلة تدلى من عنقه وباليد الاخرى قبرها ........ وكأنه بذك يحتضنها هى ........... وملابسه كلها مغبره ...........اقترب منه ببطئ .....ووضع يده على كتفه كي ينتبه له ......نظر له احمد بطرف عينيه ولم يتحدث ....
زفر خالد بضيق وتحدث قائلا : وبعدهالك ياحمد ......هتفضل كده لحد امتى ....
وايضا لم يتحدث
فأكمل خالد بأسي على حاله : كده مينفعش يا احمد .....اللى انت بتعمله ده غلط
عند هذا الحد انفجر احمد صارخا : غلط .....غلط انى افضل جنب سلمى .....غلط انى مفرقهاش ...... غلط انى احاول اعوضها عن نقطة من اللى عملته فيها .......
خالد بحزن : تعوض مين ..... وتفضل جنب مين يا احمد .....فوق يا احمد سلمى ماتت .....ماتت يا احمد
احمد صارخا : اسكت .......
خالد بغضب : لا مش هسكت انت لازم تفوق .....سلمى ماتت
صرخ بصوت حاد اكثر وهو يغطي اذنيه : اسكت يا خالد اسكت
خالد بصراخ : لا مش هسكت ......فوق بقى .....انت كده بتضيع نفسك فوق .....هى ماتت واللى انت بتعمله ده مش هيخليها ترجعلك .........
هب احمد من مكانه وباغت خالد بلكمة قوية ازاحته للخلف .....وتحدث قائلا : اسكت ..... اسكت
خالد وهو يمسح الدماء السائلة من انفه : لو ده هيريحك ويخليك تنفس عن غضبك ..... فانا مستعد .....ثم اقترب منه ثانيتا واردف قائلا ......اضرب يا احمد ....اضرب .... بس متفضلش كده .......ثم اكمل صارخا .....اضرب بس فوق
هوى احمد جالسا مرة اخرى .....وتحدث بصوت باكى ..... وكأنه يقر واقع اليم لا يرغبه ......سلمى ماتت يا خالد ....ماتت ...... ماتت بسببي
اقترب خالد من صديقه والدموع تغشي عينيه وربط على كتفه وهو يوسيه قائلا : لا مش بسببك .... ده قضاء ربنا ....... اقترب منه واحتضنه بقوة ......وتركه يفضي ما بداخله لعله يرتاح ........
تحشرج صوته وتحدث من بين عبراته قائلا : لا انا السبب فى موتها .....لو كنت فكرت .....لو ....لو مكنتش ...اتسرعت وشكيت ...فيها مكنش ده حصل .......علا صوت نحيبه وهو يقول ...... مكنتش راحت منى ...............................
........................................................................................................
فى منزل طاهر الدمنهورى
وقف طاهر محدثا جليلة وفاطمة الجالستان امامه ويعلو وجههم الوجوم
طاهر : هو الدكتور لساته فوج
فاطمة : ايوة يا بوى لساته فوج
جليلة : جيب العواجب سليمة ياااارب .....محنش حمل نصيبة تانية
فاطمة بعيون دامعة : ايوة .....لسه جلبنا مقوى على سلمى ......الله يرحمها
جليلة بدعاء صادق : الله يرحمها ويجعل مثواها الجنة
نظر طاهر اليها بجمود وارف قئلا : بتترحمى عليها ....... مانتى مكنتيش تيجاها ومش لدة عليكى لولدك
جليلة بحزن : ملوش لازمة الحديت ده يا طاهر ...... البنية راحت للى احسن منى ومنك ...... وبعدين يعلم ربنا ....انى من بعد اللى محمد وسلوى حكيهولى على اللى عملته معاهم ......و بعد ماعرفت انى ابنى كان مرتاح وياها وانى جلبى انفتحلها والغشاوة اللى على عينى راحت ..... وعرفت انها كانت زينة وبت اصول .......
طاهر بضيق : بعد ايه بجى .....مهى خلاص زى ما جولتى ....راحت للى خلجها .....يعنى حديتك ديه مهينفعهاش بحاجة دلوقتى ......
فاطمة متدخلة : الله يرحمها ويغفرلها يا ابوى .....كانت كيف البلسم .....يتحط على الجرح يطيب .....
طاهر متسألا : هو احمد لسه مجاش
جليلة بحزن : لسه يا كبدى .....انى معرفش هيفضل على الحال ديه لحد ميته .....اديله خمس شهور وهو على الحال ده .....
طاهر : خالد صاحبه دلوقتى معاه وهو جالى انه المرادى هيفضل وراه ومش هيسيبه ..... على الاجل يرجع لشغله اللى هامله .....يمكن يتلاهى شوي
عاد حامد الى المنزل .....وبعد ان القى التحية .....استأذنهم كى يستريح من عناء العمل قليلا .....وهو فى اتجاه الى الاعلى قابل محمد والدكتور كمال الذان كانو فى اتجاههم الى الاسفل فالقى عليهام التحية وانصرف ..................
نزل الطبيب بعد ان عاين سلوى وشخص حالتها على ان ما يحدث لها طبيعى بسبب الحمل ونقص التغذية .....وان كلام الطبيبة الاخرى سليم والادوية التى وصفتها ايضا مفيدة ......ولم يفعل شئ سوى انه كتب لها على نوعين اخرين من الدواء كفيتامينات لتقوية الجنين ......الامر الذى لم يعجب محمد .....فلقد كان مازال مصر على انه هناك امر اخر تشتكى منه زوجته .............
.....................................................................................................
وصل خالد واحمد اخيرا الى المنزل .....بعد ان تعب خالد كثيرا فى اقناعه بالعودة الى المنزل ونيل قسط من الراحة ..................
كان الطبيب كمال على وشك الرحيل بعد ان اعتزر عن عدم قدرته للبقاء اكثر من ذلك ....فهناك مرضي كثيرون منتظرينه بالقاهرة ..........عندما رأى احمد وخالد مقبلين عليه .......تعرف كمال على احمد على الفور ..... كيف لا وهو زوج ابنة صديقه الراحل سلمى ........ نظر لها كمال بسعادة وتحدث قائلا : با شمهندس احمد ازيك ......
نظر له احمد واكتفى بأيماءة من رأسه
احس كمال بوجود خطب ما ولكن ذلك لم يمنعه من القاء سؤاله التاى ......
كمال متسألا : امال سلمى اخبرها ايه دلوقتى ......
نظر احمد اليه بحزن وتلآلآت الدموع فى عينيه مرة اخرى ولم يتحدث ......فتولى خالد دفة الحديث بينماكانو الباقيين مستمعين .... وهم يراقبون ملامح احمد الزابلة
خالد مقتضبا : سلمى تعيش انت يا دكتور
صدم كمال من هذا الحديث .......فتحدث بصدمة وحزن : لا حول ولا قوة الا بالله .....
ان لله وان اليه راجعون .....ثم اردف قائلا بأسي .....ازاى وامتى ده حصل
خالد منهيا الموضوع فهو لا يريد فتح الموضوع امام صديقه مره اخرى فيكفى ما مر به اليوم : من خمس شهور تقريبا ......
تكرهم احمد واتجه الى السلم ينوى الصعود الى غرفته التى جمعتهم يوما .....ليحيط مفسه بذكراه .....عندما سمع الجملة التى الجمته .....وجعلته يعاود ادراجه مسرعا ..............
كمال باستغراب : خمس شهور ازاى ..... سلمى كانت لسه عندى من شهر !!!!..............
......................................................................................
نهاية الفصل الثامن والخمسون
تكملة الرواية بعد قليل
لمتابعة باقى الرواية زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا
بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل
متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا
الرواية كاملة من هناااااااااا
مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا
مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هناااااا
تعليقات
إرسال تعليق