القائمة الرئيسية

الصفحات

translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية ظلام الصعيد الفصل السابع 7 بقلم نور الشامى حصريه في مدونة موسوعة القصص والروايات

 

رواية ظلام الصعيد الفصل السابع 7 بقلم نور الشامى حصريه في مدونة موسوعة القصص والروايات 






رواية ظلام الصعيد الفصل السابع 7 بقلم نور الشامى حصريه في مدونة موسوعة القصص والروايات 


الفصل السابع

ظلام الصعيد 


دخلت غفران غرفتها بخطواتٍ متعثّرة، والدموع تملأ وجهها، فجلست على حافة السرير تحتضن صدرها المرتجف. لم تكد تغمض عينيها حتى سمعت وقع أقدامٍ خلفها، فالتفتت بسرعة، فإذا بجبل يقف عند الباب، ملامحه جامدة كالصخر. تقدّم نحوها ببطء وقال بنبرةٍ حادةٍ لا تخلو من الصرامة:


البنت دي...  تبجى أخت أسد. ودكتورة. كانت بره وجات معايا علشان تشوف اسد وتحاول تحل المشاكل ال بتوحصل


رفعت غفران رأسها، والدهشة تعلو عينيها وهي تهمس بصوتٍ متقطع:


بجد؟! يعني أخت أسد؟ الحمد لله... كنت مفكرة في حاجة تانية


لكن جبل أدار وجهه عنها قليلًا وأضاف ببرود جاف:


اا مش ببررلك علشان حاجة. أنا بجولك علشان تبجي عارفة وبس


أومأت غفران برأسها، وكأنها تحاول أن تُخفي ارتجافها:


تمام... حمد لله علي سلامتك 


ساد الصمت لحظة، قبل أن يرفع جبل نظره نحوها ويسأل فجأة:


انتي لابسة أسود ليه عاد 


تسمرت غفران في مكانها، واتسعت عيناها بصدمة حادة، وهمست بخوف:


إي ؟! إنت عرفت إزاي... هو إنت بجيت تشوف 


ارتسمت على شفتيه ابتسامة ساخرة، كأنها سيف يخترق صمتها واستدار ليمضي خارج الغرفة، لكن غفران نهضت مسرعة وأمسكت يده، ثم رفعت كفها تتحسس وجهه بعفوية مرتجفة، تدور بأناملها حول عينيه كأنها تبحث عن اليقين وفجأة قبض جبل على يدها بقوة وقال بحدة مختنقة:


كفاية... دوختيني


تنفست غفران بارتجاف، ورددت بلهفة:


يعني بجد؟! إنت بجيت تشوف؟! هو إنت عملت العملية؟


زفر جبل ببطء ومال بوجهه قليلا، قبل أن يرد بسخرية مريرة:


مش هتفرق... الاتنين عندي واحد


ثم ضحك ضحكة ساخرة، وألقى كلماته كخنجر في قلبها مرددا: 


انا كنت فاكرك حلوة... طلعتي أوحش مما توقعت


ترك يدها بعنف واستدار خارج الغرفة، بينما ظلت غفران واقفة مكانها. لم تبكي ولم يجرحها وصفه لها بالقبح، بل غمرها شعور غريب بالفرح العميق... لأن جبل أصبح يرى وفي قصر فخم يختبئ خلف جدرانه العتيقة جلست شوق على كرسيها المتحرك، وأمامها وقف الحارس بصرامته المعهودة وصوته خرج منخفضا :


 شكله جبل هيرجع شغله تاني... أنا شوفته في المديريه الصبح وباين عليه إن نظره رجعله


ارتسمت ابتسامة باردة على شفتيها، كأنها ابتسامة ثعلب وجد ضالته وهتفت :


حلو... يبجي نخلص بجا من ال اسمها غفران دي في أسرع وجت... قبل ما هو يكشف كل حاجة.


تردد الحارس قليلا، ثم قال:


يمكن معرفتش لسه حاجه عنك 


لكنها هزت رأسها، وصوتها يغلفه يقين قاطع:


لع.. عرفت


ساد صمت ثقيل لحظة، قبل أن تفتح الباب فجأة وتدخل الخادمة بخطوات مترددة وعيناها تحملان قلقا ظاهرا مردده:  


يا ست هانم . في واحدة عايزاكي برره


أشارت لها شوق بيدها في فتور:


دخليها... مين دي عاد 


لم تمضي لحظات حتى خطت غفران إلى الداخل، وجهها شاحب، وعيناها تتقدان بإصرار عجيب فحدقت فيها شوق بذهول لم تستطع أن تخفيه، وصاحت بحدة:


 إنتي؟! إنتي اي  ال جابك اهنيه ؟ وعرفتي مكاني إزاي؟


رفعت غفران رأسها بثبات، ورددت بصوت قوي رغم الارتجاف في صدرها:


عرفته من سلمى... مشيت وراها وعرفت المكان. أنا جايه علشان أجولك الحقيقة.


انكمشت ملامح شوق وارتفع حاجباها بريبة وهتفت:  


حقيقة إي عاد 


اقتربت غفران خطوة، وعيناها لا تفارقان وجه المرأة وقالت:  


جبل... هو ابنك مش جمال


تصلبت قسمات شوق، وارتعشت أصابعها وهي تمسك بمسند الكرسي، وكأن الكلمات أصابتها في مقتل. وفي تلك اللحظة، أخرج الحارس مسدسه ووجهه مباشرة نحو غفران، لكن شوق صاحت بسرعة:


 نزل السلاح


رفعت غفران يديها قليلا، وصوتها خرج صادقا رغم الخوف الذي يحيطها:


 أنا معرفش إي حكايتك بالظبط... بس والله جبل هو ابنك 


استدارت متجهة نحو الباب، لكنها توقفت فجأة حين وجدت الحراس قد سدوا الطريق أمامها. فـ التفتت نحو شوق بنظرة حادة، وقالت بنبرة تحمل إنذارا:


 أنا لو ممشيتش دلوجتي... هيوحصل مشاكل كتير إحنا في غنى عنها.


ظلت شوق تحدق فيها لثواني طويلة ثم رفعت يدها وأشارت للحراس بالتراجع. وخرج صوتها متحشرجا، مليئا بصدمة غامرة:


شوفولي اي الكلام ال بتجوله دا ... دوروا ورا الموضوع دا بسرعة.


وبقيت نظراتها معلقة على غفران، كأنها تبحث في ملامحها عن سر ضائع منذ زمن بعيد. وفي مساء يوم جديد دخلت غفران الي غىفتها ووقعت نظرة خاطفة على الأرض فأحست أن قلبها يقف عندما رات بقعة من دماءٍ داكنةٍ تتربع في ظل المصباح الخافت. ترددت خطوة إلى الوراء، واندفع قلبها يقرع في صدرها كما لو أنه يريد الخروج. وكانت تتهيأ للخروج من الغرفة، لكنها توقفت عندما لاحظت ظلّا ممدودا على البساط كان جبل  ملقيا على الأرض ودماء تبلل قميصه ونفسه يتقطع واندفعت نحوه دون تفكير، وركعت إلى جواره و يدها ترتعش عندما لمست وجهه البارد فـ شعرت فجأة بأن العالم قد انقلب؛ كل شيءٍ بدا هشا، وكل شيءٍ أصبح ذا معنىٍ جديد. وتخطت حولها الذكريات، نظراته القاسية،...... صمته الطويل.... واللحظات التي لم تفهم فيها ما يجري في قلبه فرددت ببكاء:  


جبل.. جوم.. بالله عليك جوم ابوس يدك.. متعملش فيا اكده... انا بحبك.. مجدرش اعيش من غيرك والله العظيم ابوس يدك متسبنيش وفجاه  احتبست أنفاسها حين بدأ صوته الخافت يصلها و فتح جبل عينيه ببطء، ونظرة ساخرة ارتسمت على محياها قبل أن تنطق شفتيه بكلماته القاسية:


أنا انتجمت بجد... زي ما علقتي جمال بيكي وانتحر بسببك، أنا علقتك بيا، وهخليكي تنتحري


تجمدت غفران في مكانها. كان الكلام كالسم، يدخل إلى صدرها ويغرز فيه لم تكن تصدق أن هذه الصراحة الباردة قد تخرج منه. فرفعت عيناها إليه بصدمةٍ يكاد وجهها يتلوى من شدتها، ولكن قبل أن تتكلم، صاح في وجهها بمزاحٍ مر:


والحاجة الوحيدة ال فرحتني دلوجتي لما  بجيت بشوف بعيني… اني هشوفك وإنتي بتموتي


وقف جبل وبدت خطواته متثاقلة نحو الباب حتي خرج من الغرفة وهو يترك وراءه صدى كلماتٍ ثقيلة. والهواء بدا أضيق، والغرفة ضاقت على صدر غفران كما لو أن الجدران اقتربت لتشهد على إذلالها وألمها فجلست على الكرسي بقرب الطاولة الصغيرة، رأسها يدور، ويدها تبحث بلا وعي عن شيءٍ يلامسها، يخفف عنها. فتوقفت عيناها على الطبق الصغير وفيه سكين فرفعت غفران اليد إلى الملعقة أولا، ثم إلى السكين ورددت: 


كفايه... كفايه بجا لحد اكده... مفيش حاجه استني علشان انا في جميع الحالات ميته اصلا 


وفجاه وضعت السكين علي معصمها وسحبتها بقوه وصرخت ويديها بدات تنزف بغزاره حتي تلاشي كل شئ امامها ووقعت علي الارض غارقه في دماءها وفي ركنٍ من أركان البيت، جلست صفية وجهاد وجها لوجه، النار تشتعل في العيون قبل القلوب. كانت صفية تضرب الأرض بقدمها بعصبية، بينما جهاد تحاول أن تحافظ على هدوئها، رغم الغضب الذي يتأجج بداخلها. فـرفعت صفية رأسها وقالت بصوتٍ متوتر حاد:


 أنا خلاص هجول لجبل كل حاجة. كفاية بجا كدب وسكوت. غفران مظلومة.... مظلومة... جمال هو ال كان عاجز، وكان بيهينها ويضربها ليل ونهار


حاولت جهاد مقاطعتها، لكن صفية واصلت بصوتٍ يرتجف من الانفعال:


 دا حتى حاول يلبسها جضية شرف، علشان تسكت وتعيش معاه من غير ما تطلب الطلاج... بس معرفش. هو ال اتفضح، وهو ال وقع في شر أعماله.


نظرت إليها جهاد بحدة، وضربت بكفها على الطاولة أمامها وقالت:


مهما كان! في الآخر مات بسببها... ابنك مات يا صفية، مات


انتفضت صفية واقفة، وكأن كلمات جهاد طعنة في صدرها، وصاحت بصوتٍ مبحوح من الألم والغضب:


لع يا جهاد! ابني منتحرش بسبب غفران... ابني انتحر بسبب خوفه من ال عمله! جمال كان السبب في كل حاجة.


ارتجفت شفتاها وهي تضيف:


وإحنا... إحنا ال ضحكنا على جبل، وجولناله إن غفران السبب علشان ميعرفش الحقيقة. لكن الحقيقة إن جمال هو ال دمر حياته وهو ال خلاه ججعد سنين مش جادر يشوف بعيونه 


سقطت الكلمات في الغرفة كالصاعقة، وعم الصمت للحظة. فتجمدت جهاد في مكانها، واتسعت عيناها بدهشة لا توصف. ظلت تنظر إلى صفية كأنها تسمع هذه الحقيقة لأول مرة، وقلبها يهبط شيئا فشيئا إلى هاويةٍ سحيقة وبينما الدموع تكاد تفر من عينيها، التفتت جهاد ببطء نحو الباب... لتتجمد أكثر. فقد كان جبل واقفا هناك، جسده مائل قليلا، وملامحه يكسوها الصمت المميت..... عيناه تتفحصان وجهيهما ببرودٍ قاتل كأنهما سهام تنفذ إلى أعماقهما و 

تكملة الرواية من هناااااااا 

لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل 

متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا

الرواية كامله من هناااااااااا

مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا

مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هنااااااا






تعليقات

التنقل السريع
    close