رواية مابين العشق والقدر الفصل الثاني والثالث بقلم هند صقر
رواية مابين العشق والقدر الفصل الثاني والثالث بقلم هند صقر
الفصل الثاني والثالث
-_-_-_-_-_-_-_-_-_-_-_-
التفت برأسه لينظر الي عينيها لثواني قبل ان يلتفت برأسه مرة اخري ليقول بملل:انتي عايزة ايه
فاردفت وقد برقت عينيها بعزم فاليوم اكون اول لا اكون :عايزة طارق.. طارق اللي حبيته واتجوزته مش اللي عايشة معاه ومش عارفة انا ايه بالنسباله..... طارق اللي كان بيخاف عليا من الهوا الطاير مش اللي بيتسبب في جرحي وتعبي ....طارق اللي في وجوده مش ببطل كلام مش اللي بخاف اتكلم معاه.... طارق اللي كان صاحبي ومخزن اسراري قبل مايكون جوزي وحبيبي.... ممكن تقولي وديت طارق فين
كان يستمع الي كلماتها وهو يطالعها بمنتهي البردود وعند كلمتها الاخير انتصب واقفا ليطالعها بابتسامة جانبية ساخرة ليقول ببرود:خلصتي
فنظرت اليه بنظرة منكسرة غير مصدقة فحاول هو التحرك تاركا اياها ولكنها فجأته بوقوفها امامه لتنظر الي عينيه باصرار قائلة:انت بتعمل كدا ليه
استرسلت بنظرة منكسرة :لو كنت انا السبب في تغيرك كدا.. فانا بحررك من اي مسؤلية تخصني
رأت تغير تعبير وجهه واهتزاز حدقتي عيناه وكأنه علم بم يجول في خاطرها فتابعت هي ولم تعلم من أين جائت كلمتها وكيف طاوعها قلبها لقول هذا ولكن سبق السيف الرمح :طلقني يا طارق
برقت عيناه بصدمة وسؤال حائر اخذ يتردد صداه في عقله "لماذا الان" فهذه ليست المرة الاولي التي يتعامل معاها بهذه الطريقة هو لم يتوقع استسلامها او كان يوهم نفسه بذلك ولكن قطع افكاره استكمالها في الحديث بعد ان أخذت شهيق عميق لتزفره دفعة واحدة لتردف بمرارة :طلقني يا طارق عشان ترتاح...... فاكر.. فاكر بعد ماعرفنا الحقيقة.. فاكر ساعتها كنت خايفة اذاي انك تتخلي عني
ابتسمت بالم وهي تتابع :بس انت ساعتها صدمتني... عيطت.. عيطت وحضنتني وقولتلي اوعي تسيبيني.. مع ان مفروض العكس انا اللي أعمل كدا... صحيح بعدها كملنا سوى عادي وكانت حياتنا طبيعية بالرغم من نظرة الحزن اللي كنت بشوفها دايما في عنيك بس كلامك وحنانك كانوا بيدوني أمل.. بس
رفعت عينيها تطالع عينه لتقطب جبينها لا تعلم ماذا تفسر نظرته تلك... يطالعها نعم يطالعها بترقب منتظر استكمالها لحديثها ولكن نظرته يوجد بها شئ مختلف لا تستطيع تميزه ولكنها لم تستسلم لابد ان تجد حلا فتابعت محاولة الثبات:طارق طلقني.. اتحرر مني واتجوز... اتجوز اللي تقدر ترجعك لطارق الاولاني... اتجوز اللي تقدر تخليك أب...
ابتلعت باقي كليمتها عندما هدر بها بغضب وقد احتدت نظرته:كفاية
نظرت الي جسده الذي ينتفض وعيناه التي أصبحت بلون الدم فمدت يديها صوبه فازاحها بعنف فحدجته بحزن لتبتلع غصة عالقة بحلقها قبل ان تخفض رأسها للاسفل لتتابع بالم :انا عارفة وحاسة بشعورك... متعرفش قد ايه كان نفسي اكون ام... حررني لاني مش هقدر استحمل ان تكون في حياتك واحدة تانية وانا اكون موجودة... اتجوز وخلف.. كان نفسي أكون انا أم أطفالك ب..
لم يمنحها الفرصة لتكمل باقي حديثها وهي لم تحس بشئ سوي بيده المطبقة علي شعرها وهو يصرخ بها قائلا بحدة:قولتلك كفاية
صرخت بألم ومدت يديها الهزيلتين تحاول تخليص شعرها من قبضته القوية ولكن لا حياة لم تنادي فصاحت برجاء :ااااه...طارق.. ااااه... سبني
ولكنه عوضاً عن سماعه لرجائها ظل ممسكا بشعرها يجذبها منه بقوة وباليد الاخرى أخذ يكيل لها الضربات في أنحاء مختلفة من جسدها وهو يصرخ بها بهسترية :عايزة تطلقي... عايزة تطلقي يا نجلاء... عايزة تطلقي...طب انتي طالق.. طاااالق....طاااااالق
أخذت تصرخ بألم وهي تنظر اليه بنظرات ضعيفة متوسلة اياه لتركها ولكنه كان كلمغيب أستمر في صراخه الهستيري وفي ضربه وتعنيفه حتي تعبت يداه وتلاحقت أنفاسه فوقف امام جسدها الهش الملقي علي الأرض وقد سالت منه الدماء لتلوث ملابسها والارضية ولكنه لم يشعر بذلك حتي ولم يستمع الي تآوهات الخافتة تحرك الي الخارج بتجاه باب شقته ليمد يده نحو مقبضه ليتحرك الي الخارج كالمجنون تاركا الباب من خلفه مفتوح
باك
قطع حبل ذكرياتها هاتفها الذي يرن بالحاح فوقفت مكانها قليلا بتردد ثم تحركت بتجاه وكأنها علمت بهوية المتصل
.............................
تفحص بعينه أرجاء الشقة ليتجه الي غرفة الجلوس بعدما أستمع لصوت التلفاز العالي وقف مكانه يراقبها وهي تستمع الي التلفاز باندماج
أحست هي بوجوده فالتفت بوجهها لتطالعه وهي تقول بدون تعبير :انت جيت يا يحيى احضرلك الغدا دلوقتي ولا هتاكل امتي
فمط شفتيه ليجيبها باقتضاب :لاء ياماما مليش نفس انا هدخل اوضتي ارتاح شوية
فأومت برأسها بلامبالاة ثم استدارت لتقوم بمطالعة التلفاز مرة أخرى
دخل غرفته و أغلق الباب خلفه وهو يتحرك بتجاه سريره برتابه... ألقي بجسده بطول الفراش لينظر الي سقف الغرفة وهو يتنهد بأسى فبعد عودته من سفره ورجوعه الي بيته عشهم الصغير الذي كان يجمع أحلي الذكريات التي جمعت بينهما وطيفها لم يغادر خياله... ولكنه هو الجاني الوحيد هو من فرط بها بسهولة هو من أستطاع ان يتخلي عنها فليحمل آهات الويل وحده... فمن المحتمل ان تكون قد تزوجت الان وتمتلك اسرة وبيت وربما طفل يشبهها ويحمل نقائها أخذ شهيقا قويا ليزفره ببطء فمجرد فكرة أقتران أسمها بشخص اخر غيره يحسسه بالاختناق كمن سلبت روحه فالحق يقال فمنذ تركها له غادرته الحياة وأصبح جسد بلا روح
"حياة"ذكر اسمها وهو يتحسس موضع قلبه وعيونه شاردة في تجميع صورتها التي لم تفارق خياله يوما
.................................
قطع حبل ذكرياتها هاتفها الذي يرن بالحاح فوقفت مكانها قليلا بتردد ثم تحركت بتجاهه وكأنها علمت بهوية المتصل
وبالفعل كان الاسم الذي ينير شاشته كما توقعت فرفعت الهاتف علي اذنيها بدون تردد لتستمع الي الطرف الاخر وهو يقول بغضب:نجلاء انتي فين كل ده.... بتصل عليكي تلفونك لايما مغلق لا مبترديش وكمان بتجيش الكلية.. بت يا نجلاء بترديش ليه ها.... علي فكرة لو ما كنتيش رديتي كنت هجيلك شقتك النهاردة.. بت.. نجلاء... ردي
أخذت نفس عميق محاول ان تجيبها بثبات ولكن دموعها لم تعطي لها المجال فشهقت بالم وأخذت تنتحب بقوة
فبرقت عيني حور بصدمة لتصيح بهلع بعد ان استمعت الي صوت بكائها المفاجئ :نجلااااء.. يالهوي مالك يابت.. فيكي ايه بتعيطي ليه طمنيني.. نجلاااء
فاجابتها من بين شهقاتها قائلة بصوت متهدج من البكاء:حور.. محتجاكي.. اااوي.. انا.. عند.. مامااا
فاجابتها حور وقد تسلل القلق والخوف الي قلبها :جايلك حالا.. بس بطلي عياط قطعتي قلبي وربنا
فلم تسمع منها اجابه سوى شهقتها وبكائها الذي يذداد روايدا روايدا فاردفت قائلة : طب خلاص كفاية عياط.. خلاص سلام انا جاية
أغلقت الهاتف لتسحب حقيبتها وتنطلق خارج غرفتها راكضة
فنظرت اليها والدتها التي كانت تجلس في الصالون باستغراب ثم هتفت قائلة :بت يا حور بتجري كدا ليه.. وراحة فين
ولكن اتى جوابها... صوت باب المنزل الذي اغلق بقوة خلفها، فتنهدت فاطمة بقوة قبل ان تغمغم بحنق:ربنا يهديكي يا بنت بطني مش هتعقلي ابدا... ماشي علي العموم حسابك معايا لما ترجعي
.............................
أغلقت باب الشقة خلفها بهدوء ثم تحركت بخطوات متثاقلة الي الداخل القت المفتاح علي الطاولة لترتمي بجسدها علي أقرب أريكة...
راقبت حركتها وهي تنظر اليها بصمت لفترة ثم سألتها باستفسار مترقب:ايه يابنتي عملتي ايه
فاعتدلت حياة في جلستها ثم نظرت الي والدتها لتجيبها بتنهيدة :ربنا يسهل ياماما اديني بشتغل علي قد ما أقدر وان شاء الله خير
فمدت يديها لتضغط علي كفها بحنان وهي تطمئنها بابتسامة واثقة:انا واثقة ان ربنا مش هيضيع تعبك... وان شاء الله هتحققي حلمك وهتفذي كل تصميمك وتفتحي البوتيك اللي نفسك فيه
فابتسمت حياة وهي تهز رأسها قائلة بتقرير:ان شاء الله
ثم تابعت وهي تتلفت حولها باستفسار :امال فين ادم وحور
فاجابتها بتوضيح :ادام في الاوضة بيلعب جوه
... الابلة حور كانت قايلالي الصبح هتروح تشوف نجلاء...
ثم مصمصت شفتيها وهي تستكمل بضيق:خرجت وهي واخدة في وشها واديها لسه لدلوقتي مرجعتش..
................................
وقف في شرفة منزله يتطلع الى الافق وهو يتنهد بتعب وبدون شعور التوي فمه بابتسامة عذبة عندما عبر طيفها في مخيلته بتأكيد ومن غيرها ذات العيون العسلية تلك الكتلة من العسل التي اقتحمت حياته بدون مقدمات لتقلبها رأسا علي عقب هو سيف أحمد العطار استطاعت فتاه السيطرة علي تفكيره بل وتوجيه في كافة أمور حياته هو يعلم جيدا ان تعينه في الجامعة الحالية لم يكن سوي وسيلة يمكن بها العثور عليها او معرفة هويتها فكافة المرات التي رأها كان في هذه المدينة بالتحديد عندما كان يقوم بتتحضير رسالة الدكتوراه خاصته كل ما يريده هو التأكد من جدية هذا الشعور الذي يراوده دائما ووجها الذي لم يستطيع نسيانه زادت ابتسامته اتساعا عندما تذكر أول مرة شاهدها فيها تلك الحورية التي لم تترك تفكيره في صحوه او في نومه فهي تقتحم أحلامه بدون ادنى أستئذان
فلاش باك
-الو ايوة يا ست الكل...... ايوة تمام.......... لاء انا مستني واحد صحبي في العربية.......... خلاص تمام ان كدا كدا بكرة هرجع البلد ان شاء الله....... لاء ياحبيتي في أمان الله..
أغلق هاتفه ليضعه باهمال علي تبلوه السيارة ليتلفت حوله بملل حتي جذب انتباه شئ يتحرك بسرعة بجوار السيارة فنظر بتركيز محاولة استكشاف هويته
كانت تتحرك ذهابا وايابا بانفعال وهي تضع هاتفها علي اذنيها تنتظر اجابة من الطرف الاخر حتي اجابها قائلا :الو ايوة يا حور
فصاحت بضجر :انتي يا زفتة كل ده بتهببي ايه.... نجلاء اخلصي... يلا انا مستنياكي بقالي نص ساعة هنتأخر كدا
فاجابتها بهدوء :خلاص خلاص ثواني وهتلقيني عندك
فتنهدت بضيق لتقول :خلاص ماشي اخلصي يلا
فردت :أوك سلام يلا
أغلق هاتفها ثم وضعته في حقيبة ظهرها لتأخذ نفس عميق محاولة تهدءت انفعالاتها ثم تحركت خطوتين لتنظر الي نفسها في مرآة السيارة المجاورة لها وهي تقول بتفاخر :قمر يابت اخراشي
ثم ابتسمت بشقاوة وهي تقوم ببعض الحركات المضحكة بوجهها ويديها
وقفت خلفها تراقب حركتها وهي تحاول كتم ضحكاتها ثم صاحت بجدية مصطنعة :بتعملي ايه
فشهقت بصدمة وأعتدلت في وقفتها لتنظر خلفها وقد زاولها القلق من انا شخص غريب او صاحب السيارة قد شاهد جنانها ولكنها زفرت براحة عندما علمت بهويتها فاقتربت منها لتضربها علي مرفقها وهي تقول بحنق:خضتيني.... انتي مش هتبطلي حركاتك دي
فرفعت حاجبها لتجيبها بنفس طريقتها:وانتي مش هتبطلي جنانك ده
أخرجت لسانها قائلة ببرود :ألكيش دعوة
ثم تابعت وهي تجذبها من معصمها قائلة بحيوية :ويلا بقي يا هانم عشان أتأخرنا
تحركت مبتعدة ولم تعلم بتلك العيون البنية التي شاهدت الموقف باكمله
باك
..............................
وقفت امام منزل عائلة صديقتها تحاولت استجماع انفاسها فقلبها ينبض بقوة وانفاسها سريعة متقطعة من ركضها علي الدرج كما انها اخذت الطريق لمنزل صديقتها بصورة اشبه بالركض حيث يفصل بين المنزلين شارعين فقط... أخذت نفس عميق لتهدء من انفاسها ثم قامت بطرق باب المنزل لتسمع صوت والدت صديقتها من الداخل وهي تصيح باستفسار :مين
فاجابتها حور بهدوء :انا حور يا طنط أمال افتحي
ففتحت أمال الباب لتشير بيديها الي الداخل وهي تردف مرحبة :اهلا يابنتي اتفضلي
فولجت حور الي الداخل لتنظر الي امال ثم سألتها بقلق:فين نجلاء ياطنط..
فمطت امال شفتيها لتجيبها بمرارة :كويس انك جيتي هي جوه ادخللها....حسرة عليها ربنا ينتقم منه..
فلم تنتظر حور استكمالها لحديثها بل انطلقت الي غرفة صديقتها لتفتح الباب بدون استئذان... دلفت الي الداخل وهي تنظر الي تلك المنكمشة علي نفسها وبمجرد سمعها لباب غرفتها يفتح رفعت رأسها لتشهق حور من الصدمة وهي تنظر الي وجه صديقتها المنتفخ والممتلئ بالكدمات فاقتربت منها لتجلس علي حافة الفراش بجانبها وهي تنظر اليها بعدم استعاب
..............................
الفصل الثالث
-_-_-_-_-_-_-_-_-_-_-_-
ارتمت نجلاء في احضانها ثم أجهشت في بكاء عنيف فارتدت حور بجسدها للخلف قليلا من أثر اندفاع صديقتها المفاجئ ثم أخذت تربت علي ظهرها بحنان وظلوا بهذه الوضعية لفترة حتي قطعها صياح حور :ايه اللي عمل فيكي كدا
استمرت نجلاء في نحيبها قبل ان تجيبها من بين شهقاتها :طارق طلقني يا حور
فازاحتها حور عن احضانها برفق وظلت ممسكة بمرفقيها لتنظر اليها بتعمق قبل ان تسألها باستهجان :اوعي تقوليلي ان هو اللي عمل فيكي كدا
فأومت برأسها مؤكدة وهي تشهق بألم فصمتت حور لبرهة وهي تكز علي أسنانها بغضب جم ثم صاحت باستنكار منفعل :الحيوان.. المتخلف.... قوليلي ايه السبب حصل ايه بالظبط
فتحررت من يديها لتمسح دموعها باطراف أصابعها لتحكي ما حدث ولم تتوقف شهقاتها
فانتصبت حور واقفة لتكور قبضتها وهي تصيح بانفعال :الحيوان.. عديم الرجولة... طب وعملتي ايه بعد كده ... ووصلتي هنا اذاي
فاجابتها نجلاء بصوت متحشرج :جارتنا ربنا يجزيها كل خير لما سمعت صوت الزعيق العالي خرجت تطمن... ساعتها شافته لما خرج من الشقة وكان سايب الباب مفتوح، فدخلت وقعدت تنده لغاية ملقتني... بس.. بس كان مغمي عليا... لبستني اسدال وطرحة، وندت لجوزها وودوني اقرب مستشفي..
فأرخت حور يديها وهي تتنفس بانفعال ثم أخذت نفس عميق لتزفره ببطء محاولة السيطرة علي انفعالها ثم جلست مرة أخرى علي الفراش لتنظر الي صديقتها لفترة ثم سألتها باستفسار :طب وهتعملي ايه بعد كدا
أطلقت تنهيدة حارة ثم اجابتها وهي تهز رأسها بعدم معرفة :مش عارفة... بس بابا هو اللي هيتصرف معاه
تابعت باعين منكسرة وصوت متهدج وقد عاد سيل دموعها للهطول مرة اخري :انا تعبانة اوي ياحور... تعباااانة.. اوي... حاسة...حاسة...ان في حاجة جوايا انكسرت... حاسة ان حياتي وقفت... مبقتش عايزة حاجة.... كسرني.. كسرني اوي...مش بضربه ليا.. لاء.. انا انكسرت قبلها بكتير من معملته معايا واهاناته وعيونه اللي ضاع منها الحب.. كنت... كنت بستحمل وبقول دي فترة وهتعدي واني هقدر استحمل لغاية ما ارجعوا.. ارجع طارق حب عمري... بس كنت غلطانه.. كنت غلاطانه في حق نفسي.. لان مع كل مرة كان بتصرف فيها معايا كدا كنت بديلوا فيها ترخيص... ترخيص انه يكمل وان مهما يحصل هفضل ساكته.. بس انا..ااانا كنت بموت بالبطيئ وانا مش حاسة... لغاية ما خلاص بقيت بلا روح... انا انتهيت يا حور خلاص...اااانتهيت
ظلت حور تنظر اليها بثبات تاركة لها المجال لافراغ كل مافي قلبها مع انها تريد وبشدة ان تبكي لحال صديقتها ولكن دموعها ابت الهبوط فهذا ليست الوقت المناسب للدموع يجب عليها ان تكون قوية من اجلها من أجل صديقة عمرها.. ان تكون صوت عقلها الذي من الظاهر انها الغته تمام ... فمدت يديها نحو مرفقها لتهزها بقوة وهي تصيح بها :ايه الكلام اللي انتي بتقوليه ده.... تبقي غلطانة وستين غلطانة كمان.. لو نفذتيله اللي هو عايزه وادتيلوا الفرصة انه يكسرك... انتي هتفضلي قوية... وهترجعي نجلاء... نجلاء صحبتي اللي الضحكة مبتفرقهاش... اللي دايما بتأخد كل الامور ببساطة..
فقطاعتها نجلاء باعتراض وبنبرة مختنقة:بس
فوضعت حور يديها مانعة اياها من التكملة :ما بسش.. مين دايما اللي بيقولي.. كبري كله هيعدي.. ها قوليلي مين .. فوقي يانجلاء.. ده اختبار من ربنا.. وانتي قده...فوقي علي الاقل عشان ابوكي وامك.. وقبلهم عشان نفسك.. أحلامك... مستقبلك.. كليتك
نظرت اليها بأعينها المنتفخة من الدموع لترتمي في أحضانها وهي تبكي بأنين مكتوم فربتت حور علي ظهرها وهي تنظر بعقل شارد إلى اللاشئ
.............................
ولجت الي الداخل وأغلقت الباب خلفها لتتحرك برتابه صوب غرفتها وعقلها لا ينفك عن التفكير بصديقتها والحالة التي آلت إليها ولكنها توقفت مكانها عند سماع نداء والدتها الغاضب فنظرت اليها بدون كلام وعيونها شاردة تحمل الكثير
فعقدت فاطمة ما بين حاجبيها باستغراب من حالة ابنتها الغربية ثم سألتها باستفسار وهي تنظر اليها بتركيز :كنتي فين كل ده.... وازاي تخرجي من غير ما تقوليلي انك خارجة
فاقتربت بخطوات ثابتة بتجاهم وهي تنظر الي اللاشئ وعند اقترابها من والدتها خارت قواها لترتمي في أحضان والدتها وقد أجهشت في بكاء عنيف
وقفت والدتها لبرهة تستوعب الامر ثم ربتت علي ظهرها وهي تصيح بقلق:يالهوي مالك ياحور ايه اللي حصلك
...................
تحركت لتترك فراشها لتتجه صوب خزانتها وقفت أمامها لفترة بتردد ثم مالت بجدسها لتأتي بشئ موضوع أسفل الخزانة مخبأ بين ملابسها حملته بين يديها لتتجه الي فراشها مرة آخرى..... نظرت إليه لفترة فهي غير متأكدة من قرارها فبعد كل هذه السنين هل حان الوقت للرجوع إلي الماضي...... أغمضت عينيها لثواني قبل ان تفتحها لتفتح معها ألبوم ولكنه ليس كأى البوم فهو يحوي بين طياته وصوره العديدة ذكريات الماضي نظرت إلى الصور التي يحويها وهي تبتسم ابتسامة جانبية ساخرة فبعد حكي حور عن نجلاء ليلة أمس أحست بأن الماضي يعيد نفسه فقد مرت بنفس هذه التجربة المريرة مع أختلاف بارز في الاحداث فطارق كان هو سيد افعاله وتصرفاته غير معلومة السبب أما...يحي.... يحي لم يكن المتصرف الوحيد في حياته فوالدته لم تبخل أو تقصر في أعطائه النصائح السديدة والتي كانت السبب الرئيسي في انفصالهم فالحق يقال انها في بداية زواجها كانت من أسعد نساء الكون حتي اتي اليوم الذي ابلغها فيه بضرورة حضور والدته للعيش معهم فلا يصح تركها بمفردها وهو اولي بالاعتناء بها بدلا عن شقيقته وهي كلبلهاء وافقته الرأى وألحت بضرورة قدومها للعيش معهم وقد واعدت نفسها بالاعتناء بها كوالدتها تماما ولكن لم تعلم وقتها أن بقرارها هذا قد جلبت لنفسها كم هائل من المشاكل التي لم تكن تحسب لا حساب، ولكن لم تضع الذنب كله علي والدته ربما لم يكن حبهما كافي ليصمد أكثر من تسعة أشهر تسعة أشهر فقط وبعدها حازت علي لقب مطلقة ويا له من لقب أبتسمت بمرارة وهي تستعيد ذكريات حياتها ونظرات الناس اليها وكلامهم الذي يلقونه عليه من وراء ظهرها او في وجودها وكأنها ارتكبت ذنبا عظيما أو ابتليت بداء خبيث لم يكتشف له علاج
...............................
دخل إلى المنزل بعد غياب أسبوع كامل ليتحرك بخطوات سريعة الى غرفة النوم والتي لا زالت تحمل عبق رائحتها فتحرك بخطوات متثاقلة نحو خزانة ملابسها ليقوم بفتحها وهو ينظر إلى ملابسها الموضوعة بترتيبها المعتاد فلمحت عيناه فستان من اللون السيموني فتحركت يديه المرتعشة لتقوم بجذبه وأخذ ينظر اليه لفترة ليستنشق رائحتها حتي تجسدت له صورتها وهي ترتديه فأغمض عينيه واحتضنه بقوة وهو يقول :وحشتيني.... وحشتيني... وحشتيني اوووووي..... أاااانا أسف... أاسف سااامحيني..... بس أرجوكي أوعي تسبيني...محتاااجلك اوووي
فتح عينه ببطئ ليكتشف ان وجودها مجرد وهم هيئه له خياله الضائع نعم ضائع الم يكن هو من أضاعها من بين يديه بغبائه وقسوته ولكنها يجب ان تعلم انه يحبها بل يعشقها يعشق روحها عينيها ابتسامتها... ولكنه ماذا فعل ماذا فعل!!! ترك الفستان ليسقط من يده ليضرب بقبضته ضلفت الخزانة وهو يصرخ بألم:لييييييييه
خارت قواه فارتمي بجسده أرضا لتمتلأ عيونه بالدموع المهددة بالهطول وهو ينظر الي انحاء الغرفة ليغمغم بخفوت:أنااا أاااسف
برزت دموعه وهي تسقط كلشلال لتملئ وجهه... دموع... وجع... ندم....ام ماذا لا يعلم ولكن الاكيد انه ادرك أستحالة أرجاع الامور إلى وضعها الاول
أستمر بهذا الوضع لفترة ليغفو أرضا وقد ضم فستانها بين ثناياه ليفيق بعد ساعات نوم طويل كانت هي وحدها بطلة أحلامه......أغمض عينه مرة آخرى محاولا أسترجاع تفاصيل حلمه فمسح وجه بكفه ليخرج هاتفه المغلق من جيب بنطاله ليقوم بفتحه وهو يتذكر آخر مكالمة أتته قبل أغلاقه فقد كانت من جاره ليخبره فيها عن آخر الاخبار ووضعيه زوجته ووجودها بالمشفي وحضور أهلها
بحث عن رقم معين ليقوم بالاتصال به فقد حان الان وقت عقابه فلو كان السجن هو عقابه فهو علي أتم الاستعداد
............................
تقف في المطبخ تقوم بتحضير الطعام حتي سمعت طرق مرتفع يكاد يكون مميز لها فصاحت بصوت جهوري :ياااا حياااة يااا حيااة يابنتي افتحي ايدي مش فاضية
فاتها صوت الأخيرة وهي تقول بضجر :خلاص ياماما انا راحة افتح اهو
فاقترب من باب الشقة لتضع يديها علي مقبض الباب وتقوم بفتحه وهي تقول بملل :اتفضلي يا ست حو...
بترت كلمتها وتسمرت في مكانها هي تنظر إلي أخر وجه تتوقع مجيئه لتفغر فاه بصدمة
فدخل ليغلق الباب من خلفه وهو يطالعها باشتياق ليقول بابتسامة :ايه هتفضلي موقفاني كده كتير ومش هدخليني ولا ايه
فارتمت في أحضانه وهي تقول بحنين وقد انسالت دموعها :ياااه أخيرااا رجعت وحشتني أووووي
فحملها ليدور بها وهو يقول بحب :وانتي وحشتيني جدااا جدااا ياحياتي
فخرجت فاطمة من المطبخ وهي تعيد انازل أكمامها المرفوعة لتقول باستفسار :مين ياحياة اللي ج...
-ياضناية ياااابني انت رجعت
نطقت بها وهي تنظر اليه بعدم تصديق
.............................
في الجامعة
صاحت بامتعاض :أف بقي مادة لا تطاق هي ودكتورها
فزفرت صديقتها وهي تجيبها بتقرير:فعلا حاجة كدا غلسة بس أنا سمعت أن في دكتور جديد هو اللي هيدينا المادة دي
فلوت شفتيها لتجيبها باستهجان :يعني هتفرق أوي يا إيمان ما كلهم واحد وأحنا من أمتي بنفهم من حد منهم
فأومت برأسها وهي تجيبها بتأكيد :والله عندك حق... يالله ياخبر بفلوس
فلوحت حور بيديها وهي تقول :طب يلا بقي عايزة حاجة
فقطبت إيمان جبينها وهي تنظر اليها باستغراب قائلة:ايه ده أنتي هتروحي ولا ايه...ده لسه في محاضرة كمان
فهزت رأسها نافية وهي تقول بانهاك:لاء أنا تعبانة وصدعت وجعانة كمان هروح مش قادرة ومش ناقصة صداع تاني
فهزت إيمان رأسها بتفهم بينما تخطتها حور وهي تتحرك مبتعدة
-حور
نادت بها بعد تذكرها أمر ما فالتفت لها حور وهي تقطب جبينها مستفسرة
فاقتربت إيمان منها لتسألها بترقب:صحيح متعرفيش نجلاء مبتجيش ليه... أنا معرفش حاجة عنها وهي بتردش علي فونها
فتنحنحت حور ثم أجابتها مصطنعة الهدوء :لاء عادي متقلقيش هي بس تعبانة شوية
فردت بصدمة :ايه ده بجد طب مقوتليش ليه.... خلاص أنا هقول لماما ونبقي نروحلها سوى أن شاء الله
فابتلعت حور ريقها ثم قالت بنفي :لاء بلاش....قصدي مفيش داعي يعني دور برد و هي كويسة ويومين كدا وهتيجي الكلية
فهزت أكتافها وهي تقول باستسلام :خلاص ماشي اللي تشوفيه
فتحركت حور وهي تلوح بيديها :طب اشطة سلام بقي
فضيقت إيمان عينيها بعدم فهم وهي تنظر الي ظلها الذي يبتعد لتغمغم بخفوت:سلام
...............................
ركن سيارته في مكان مناسب ثم تحرك وهي ينظر إلى ساعة يده ليصتدم بدون شعور بجسد فتاة ليوقع حقيبتها ارضا وقد وقعت الاوراق التي بحوزته هو الاخر فانحني بجسده ليجمعها وهو يقول باعتذار :أسف والله مخدت باللي
جمع كافة أوراقه ثم أعتدل واقفا ليلوي شفتيه باستغراب عندما لم يجد آثرها
فقد لملمت الفتاة أشيائها بسرعة وضيق لتغمغم ببعض الكلمات الخافتة ثم تحركت من أمامه وهي تسب وتلعن
...........................
تكملة الرواية من هناااااااا
لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا
بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل
متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا
الرواية كامله من هناااااااااا
مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا
مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هنااااااا
تعليقات
إرسال تعليق