رواية حب أجبارى الفصل الثالث وعشرون والرابع وعشرون بقلم رشا ابراهيم
رواية حب أجبارى الفصل الثالث وعشرون والرابع وعشرون بقلم رشا ابراهيم
فى منزل سالم السيوفى
غرفة سالم
عفاف التى كان يساورها الشك فى ما قاله زوجها بالاسفل امام الجميع بعد رحيل احمد..
عفاف : ها..مش ناوي تقولى على اللى احمد كان عايزك فيه
سالم وهو يتطلع فى هاتفه حتى لا تقع عينه فى عينى زوجته ..
سالم : ماني جولت , بوه كان بعتو يعزمنا على الغدا بكرة
عفاف : يا سلام , هو انت مقابلتش طاهر يعنى النهاردة
سالم وقد فهم ما ترمي اليه : لا جبلته ..وهو كومان جالى على موضوع العزومة ديه ...بس تلجيه بعت احمد لما لجانى متردد اروح
عفاف بغير اقتناع : كده ...ماشي.. على العموم بكرة تيجي وتحكيلى الحكاية كلها..
سالم : لحكاية ولا رواية ..اني هنام عندى حاجات كتير هعملها الصبح جبل العزومة ..تصبحي علي خير
عفاف : وانت من اهله ..
....................................................
فى غرفة حسن
حسن محاولا كتم ضحكاته : يا بنتى اتهدي بجى ..خيلتينى
سلمى بعصبية ضاغطة على اسنانها : طبعا ...مهو الموضوع كله جاي على هواك
حسن مدعيا الحزن : بجي اجده يا بت عمي ..عايزة تجولى انى بتاع موصلحتى
سلمى : ايوة يا اخويا...اعملهم عليا..ده انت هاين عليك تقوم تتحزم وترقص
حسن ضاحكا ولم يستطع السيطرة على نفسه اكتر من ذلك ..
حسن : والله فكرة ..تاجى نرجص سوا
سلمى : يووووه...انت فايق ورايق اوووى..انا غلطانة انى جتلك اصلا ...مهو لو داليا مكنتش فى مأمورية شغل ..مكنتش اتحوجت لواحد زيك
حسن بذهول : واحد زيي...اني مش عارف انتى بتجيبى الدبش ديه منين ..الله يكون فى عونك يا احمد ..
سلمى بعصبية وذكرى ما حدث بينهم فى وقت اخر من اليوم تترأى امام عينيها كأنها تشاهدها فى التلفيزيون...
سلمى جازة على اسنانها حتى كادت تحطمهم : متجيبش سيرته قدامى
حسن بجدية وقد لمس سبب عصبيتها الغير مبررة : انا عايز اعرف ايه سبب كل اللى انتى عملاه ده ...كل ده علشان معزومين عندهم بكرة...
سلمى :......
حسن : سلمى..انتى خايفة تقبليه ...خايفة تكونى معاه فى مكان واحد....
سلمى بارتباك محاولة مداراته : واناااا..انا هخاف من ليه
حسن بنصف عين وقد وصل الي غايته من الحوار ..
حسن : خايفة لتحبيه مثلا...
سلمى بعصبية محاولة مداراة ارتباكها الذي لم يخف عن حسن ..فهو عاشق حتى النخاع ... يعرف ذبذبات الحب من علي بعض ....ويعرف العاشق بمجرد النظر اليه....وقد شعر به جيدا لدى احمد عندما كانو يبحثون عنها ...فاحمد كاد يجن وهم يبحثون عنها كانت عيناه تحكى الكثير ...تحكى خوف من ضياع شئ عزيز وغالي ..ضياع شئ تعب كثيرا فى البحث عنه...وضاع من امامه عندما اصبح حقيقة ...اختفى قبل ان يلمسه..ويشعر بدفئه...وعندما عادت سلمى ...رأى تلك النظرات التى تحولت الى الاطمئنان...الرغبة فى الحياة ...الرغبة فى احتواء تلك التى اتعبته لوعت قلبه..ابتسم عندما تذكر نظرته عندما كانت امه تحتضنها..شعر انه ود لو يختطفها من احضان عفاف الى احضانه...ليخبأها هناك ولا يسمح لها بالابتعاد مرة اخرى ...
سلمى : ايه اللى انت بتقوله ده يا حسن ...احب مين ....انا احب ده
حسن بخبث : وماله ده ....
سلمى بتوتر: مالوش....انت عارف كويس انا وافقت على الجوازة ديه ليه
حسن : عارف ...بس ده بردو ميمنعش انك ....
قاطعته سلمى بحدة قائلة : بس ...انت شكلك اتهبلت اليومين دول ..فاكر الناس كلها حبيبة زيك ...
حسن بتسبيل وقد تذكرها تلك سارقة قلبه وبطلة احلامه : مهو انا علشان مجرب الحب ...بقولك ان الحب لما بيجي مبيستأذنش ....فجأة بتلاقى نفسك بتحبى...امتى وازاى ...متعرفيش..بس كل اللى بتبقى عرفاه...انك متقدريش تعيشي لحظة واحدة من غير اللي بتحبيه...
سلمى بتهكم : من الواضح كده ان كمانجات الحب اشتغلت عندك ومحدش هيقدر يوقفها ...انا رايحة انام علشان انا عندى مرارة واحدة...
فهم حسن ان سلمى تريد ان تهرب من الحوار وقد لمس الكلام جزء منها... فلم يتمادى بذلك حتى لا يزيد من الضغط عليها...ولكنه فى قرارة نفسه يعلم جيدا ان ذلك الثنائى سيكون لهم قصة رائعة معا ...ولكنهم لم يكتشفو ذلك بعد....
...........................................................
فى منزل طاهر الدمنهورى
كانت التحضرات تتم على قدم وساق...لحضور عائلة سالم ...
جليلة : يا بهية ..انتى يا بهية
بهية التى اتت مسرعة من المطبخ : ايوة...حاضر ..انا جاية اهو..ايوة يا حاجة
جليلة : كل حاجة جاهزة
بهية : ايوة يا سيتى كل حاجة زى ما امرتى ...
جليلة : والحلو جاهز
بهية مطمئنة اياها : جاهز يا سيتى ...وكل حاجة تومام .. هو احنا اول مرة نحضر لعزومة كبيرة
جليلة : طب كويس ...روحي انتى
بهية : اوامرك يا ست الحاجة
كانت نادية تنزل الدرج فى ذلك الوقت عندما سمعت الحوار الدائر بين جليلة والخادمة......
نادية بتأفف: ايه يا عمة...كل التجهيزات ديه كولاتها لبت السيوفى
جليلة : عديها النهاردة يا نادية
نادية باندفاع : مانى عديت كتير وسكت على امل انك تنفذى وعدك وتريحينا من بت السيوفى ...بس يظهر كده ان الموضوع جاي على هواكى ياعمتى
جليلة بانفعال: ايه الطريجة اللى بتكلمينى بيها ديه ..ايه مبجاش فى احترام ولا ايه
نادية : اعمل ايه ..من حرجة جلبى على ابوى ...يا عالم حسو بيا ...انى جلبي ملكوم على ابوى اللي اتجتل غدر علي يد واحد من عيلة السيوفى ..
جليلة متعاطفة مع ابنة اخيها : يعنى انا اللى جلبى مش ملكوم على اخوي ..وانى عارفة انه مش مرتاح فى رجدته واحنا مفرطين فى حجه
نادية : منه لله اللى كان السبب
جليلة : حرام يابتى ...ده عمك ...وهو دلوقتى بين ايدين رب كريم
نادية : بس هو اللى فرط فى حج ابوى ..
جليلة : خلاص يابتى اللي حوصل حوصل...مش هنفتح فى الجديم ...خصوصى اللى جتل بوكى راح ..بعد ماجدم كفنه ...
نادية : يعنى ايه ...هتسيبي بت السيوفي تدخل وسطينا اجده ..ومش هتعملى حاجة
جليلة : ومين جال اجده
نادية : انتى
جليلة : لا مش هسكت ابدا...انا بس مليماها شوية ...
نادية : كيف ده
سردت جليلة ما دار بينها وبين طاهر صباح اليوم....
.....................................................
فى غرفة طاهر
طاهر : جليلة
جليلة وهى تناوله عبائته الكشمير ذات اللون الكحلي : ايوة يا حاج
طاهر : الناس جاييين النهاردة ...معيزش حركة ناجصة زى اللى حوصلت جبل سابج
جليلة : الله يسامحك يا حاج اني بعمل حركات بردك
طاهر : جليلة ...انى حذرتك ...اتجي شرى احسنلك ....متهديش كل اللى بعمله علشان شغل الحريم الماسخ ديه....انا مصدجت العيلتين همدو والمشاكل اتحلت....
ترك طاهر جليلة ورحل بعد ان نبه عليها جيدا ...
................................
عودة للوقت الحالي
نادية : يعنى ايه الكلام ديه ....يعنى انتى هتسكتى ومش هتعملى حاجة
جليلة بخبث : مش انى اللى هعمل
نادية : امال مين
جليلة : احمد ولدى
نادية ساخرة : احمد...انتى مشوفتيش دايب فيها ازاى...
ثم قامت بتحريك شفاها فى الاتجاهين دليل على الاستهزاء
جليلة : ايوة...انى عرفت خلاص الحل ......
نادية : حل ايه ديه
جليلة : هجولك بس مش دلوك....
.............................................
فى غرفة احمد
كان احمد يستعد لمقابلة عروسة الجميلة واسرتها ...فارتدي بنطال من الجينز البلو بلاك وتي شيرت باللون الزيتى الذى ابرز لون عينيه ذو العسل الصافي..كان التي شيرت باكمام تصل للمرفق ومفتوح بفتحة على هيئة 7 وتنتهى بثلاث ازرار من نفس لون التي شيرت..وقام بتصفيف شعره ..ووضع من عطره المميز الذي يجعل اي انثي تذوب بمجرد الاقتراب منه ...ونزل مسرعا حتى يكون فى استقبالهم
ابتسم احم فورتذكره لتجاهله لسلمى منذ ماحدث بينهم ...فهو لم يوجه اليه حتر السلام عندما كان عندهم بالامس....واكتفي بنظرة لها من طرف عينيه ...لاحظ كيف كانت غاضبة منه...وتود ان تقتله ان طالته...وليكمل التحدي لم يرسل لها اليوم رسالته اليومية ....لغرض فى نفسه
اكمل احمد زول الدرج وهو مبتسم وعلى اتم الاستعداد لمعركة اليوم ....فهو يعلم جيدا ان معركته ليست سهلة على الاطلاق ....ولكنه متفائل بما حققه حتى الان ...فهو يشعر باقتراب تحطم حصون حبيبته العالية.....
نهاية الفصل الثالث والعشرون
حب أجبارى
الفصل الرابع والعشرون
فى منزل طاهر الدمنهورى
ابتسم احم فورتذكره لتجاهله لسلمى منذ ماحدث بينهم ...فهو لم يوجه اليه حتي السلام عندما كان عندهم بالامس....واكتفي بنظرة لها من طرف عينيه ...لاحظ كيف كانت غاضبة منه...وتود ان تقتله ان طالته...وليكمل التحدي لم يرسل لها اليوم رسالته اليومية ....لغرض فى نفسه
اكمل احمد نزول الدرج وهو مبتسم وعلى اتم الاستعداد لمعركة اليوم ....فهو يعلم جيدا ان معركته ليست سهلة على الاطلاق ....ولكنه متفائل بما حققه حتى الان ...فهو يشعر باقتراب تحطم حصون حبيبته العالية.....
........................................................
وصل سالم وعائلته الى مدخل المزرعة...كان حسن يجلس بجوار والده ..وسلمى وعفاف بالخلف....
كانت سلمى ترتدي تحت اصرار من زوجة عمها... فستان باللون الازرق ذو حملات رفيعة ..يضيق عند الخصر ويتسع من بعده حتى يتخطي الركبة قليلا..وارتدت من فوقه ..بيليرو باللون الكافيه ..والذى ساعد فى اظهار لون عينيها المختلطة .. ذو اكمام تتخطي المرفق ..وقامت بغلق زورارين من المنتصف ..والذى اظهر دقة خصرها ورشاقة جسدها .....
وقامت برفع خصلات من على جانبي شعرها بواسطة دبوسين رقيقين بنفس لون البليرو ... واكتفت بوضع ملمع شفاه وقليلا من الحمرة ....وارتدت حزاء ذو كعب متوسط بنفس لون البليرو يلتف حول ساقيها ..وشنطة صغيرة من نفس اللون ....
فكانت تبدو فى غاية الرقة والنعومة .....
كانت سلمى طوال الطريق ...يراودها شعور غريب ...نفس الشعور الذى شعرت به بعد حديثها مع حسن بالامس..دقات قلبها التي تزايدت حتي خشيت ان يسمعها الجالسون ....الرعشة الخفيفة فى اطرافها....شعور غريب لما تختبره من قبل ..شعور تخشي ان تفسر معناه...مع ان القلب يعرفه جيدا ...ولكن العقل يمنعه من البوح به....صراع قلبها وعقلها زاد من توترها...صراع لا تفهم له سبب.....القلب يريد ومتشوق لذاك الشعور..والعقل يمنع ويرفض بشدة...حفاظا على صاحبتهم التى زاقت الكثير ولا ينقصها الم جديد..عليه ان يتريث كثيرا حتى لا يقع فى بئر لا يعرف له قرار ..فهو هنا صاحب القرار..وعلى ذاك القلب المتهور المنجرف وراء الطيار ..ان يعي ذلك جيدا ..ويخضع لصاحب القرار.........
فاقت سلمي من شرودها على صوت عمها قائلا : وصلنا...فركت يديها ببعضهم وسمت بالرحمن ونزلت من السيارة ووقفت بجوار زوجة عمها التى شعرت بتوترها وصراع نفسها..فأمسكت بيديها لتشد من عزيمتها....
كان طاهر وابنيه حامد ومحمد واقفين عند الباب لاستقبالهم وايضا جليلة ونادية مرغمين على ذلك ...
جأت فاطمة وسلوى مسرعين وعلى وجوههم ابتسامة صادقة ورحبو بسلمى بود واضح ...وسلمى ايضا التى سعدت بمقابلتهم كثيرا وبالاخص طمطم صديقتها الوحيدة هنا .....
كان احد الواقفين خلف سلمى ينظر بلهفة وغيرة واضحة علي تلك التى تسلم عليها بحرارة ..فكم يتمنى ان ينتزعها من زراعي سلمى لتحيطها زراعاه ويحتويها صدره....حسن الذي كان يحاول اخفاء مشاعره التى كان يحاول ان يخفيه حتى لا يكشف امره ..ولكنها لم تخفى على ابنة عمه تلك النظرات المسروقة المتبادلة بين هاذين العاشقين ...فهي الشاهدة الوحيدة على قصة الحب تلك ...الوحيدة التى باح لها ابن عمها بمكنونات قلبه..وشقائه فى ذلك الحب الصعب المنال..فكم هى سعيدة لآنها وبدون قصد منها اصبحت سبب يسهل عليهم طريقهم ويقربهم من تحقيق املهم
..................
كان احمد ينزل من غرفته متمهلا وهو يعلم جيدا بوصول اصهاره فلقد رأهم من غرفته قبل النزول ...وهو يعلم جيدا ضرورة وجوده فى استقبالهم..ولكنه تحجج بتأخره فى تحضير نفسه..فلم يكن ليضيع تلك النظرة التى ينتظرها بشوق ولهفة..وكانت عيني حبيبته اكثر من كريمة فى اعطأه ما يريد....فقلد رأها وهو ينزل الدرج ..رأى عينيها التى تدور فى المكان على غير هدى تبحث عنه....وهو ليس بغافل عن تلك النظرات...التى سرعان ما تحولت للغضب بمجرد ان رأته
سلمى لنفسها : غبية ....كنتي فكرة انه هيستناكى ويبقى ملهوف يشوفك..وانتى اللى كنتي مستنية رسالته الصبح...
اقترب احمد منهم وهو يلفظ عبرات الترحاب ..وعينيه مركزة على تلك الشعلة الذى هو متأكد ان لو نظراتها تقتل لكانت اردته قتيلا...
احمد : اهلا وسهلا يا عمي ....منورين البيت والله ..وقام باحتضان سالم ..الذي فعل معه المثل ..فهو منذ ان رأه وهو احبه وارتاح له كثيرا....ثم اتجه الى حسن فاتحا زراعيه بشكل مرح واردف قائلا : وحشني يا ابوعلي
حسن وهو يقوم باحتضانه : وانت كمان يا ابوحميد
ثم القي نظرة سريعة على سلمي قائلا : ازيك يا سلمى
سلمي محاولة كبت غضبها : الحمدلله
دخل الرجال الى غرفة الجلوس بينما ظل النساء فى بهو المنزل حتي يحين وقت الغداء....
جليلة بصوت جاهدت ان يبدو طبيعيا : اتفضلي ياست عفاف ..البيت بيتك
عفاف : يزيد فضلك يا حبيبتى
جلست سلمي وفاطمة متجاورتين على احد الارائك وجلست سلوى على كرسي قريب منهم ... اما نادية التى اختفت ..فقد ذهبت لقضاء طلب لجليلة....
..........................................
وفى المدخل الخلفي للمنزل
نادية : ها يا حسنات ...جبتي اللي عمتى طلبته منيكى
حسنات : ايوة يا ست نادية ...بس ام ستيت بتجول لست الحاجة ..ان ده مهينفعش من غير الجطر...ولازما الست الكبيرة تروحلها
نادية : انتي اتخبلطى يابت انتى والوليه ام ستيت ..الحاجة تروح لمين
حسنات بخوف : وانا مالي يا ست ..ام ستيت هى اللى جالت اجده ...وبعدين يا ستى ام ستيت ديه واصله ....وايديها طايلة ...وانى بخاف منيها
نادية : طب همي ...همى ادخلى شوفي وراكي ايه
حسنات : طب والحاجة يا ست
نادية : ملكيش دعوة انتي ....غورى تك خابط
حسنات بخوف : حاضر ...حاضر يا ست...واكملت بصوت اقرب للهمس ...ربنا يهد الاقوى..
...............................................
فى الداخل..
كان طاهر وسالم يتحدثون فى امور مختلفة من شئون المال والتجارة ..واحمد وحسن ومحمد يتحدثون فى امور مختلفة ...بعيدة كل البعد عن ما يتحدث فيه الرجال الاخرون....
وعند النساء كانت جليلة وعفاف تقريبا لا يتحدثون ..الا قليل من السلمات الدارجة
اتت الخادمة بالمشروبات والمقبلات ...واحضرت بالمثل لدى الرجال
جليلة : دخلتى لرجالة يا حسنة
حسنة : ايوة يا ستى
جليلة : طب حطي الحاجة ..ونادمي على ستك نادية
نادية : اني اهو يا عمه ..وغمزت لها بعينيها ..ابتسمت جليلة وأومأت لها برأسها
اتجهت نادية للجلوس بجوار جليلة ..ورمقت سلمى بنظرات محتقرة .. والتى كانت مشغولة بحديث جانبى مع الفتاتان لكي تتناسي ذلك المتعجرف الذي لم يكلف نفسه حتي بتحيتها بشكل لائق ..
سلوى : يعنى انتى بجيتى احسا دلوك يا سلمى
سلمى : والله بقيت كويسة يا سلوى
سلوى : اصلك جلجتينا اووى يا خيتى...الله يعلم انك دخلتى جلبى من اول ما شوفتك
سلمى بابتسامتها الرائعة : القلوب عند بعضها يا سلوى
فاطمة : يا سلام ...هتحبى سلوى وانى لا
سلمى : وانا اقدر بردو يا طمطم ...ما انتى عارفة انا بحبك اد ايه
سلوى مازحة : اه ..من الواضح اجده انك عارفة فاطمة من زمان يا سلمى
سلمى بارتباك حاولت ان تداريه : ها ..لا ابدا
سلوى : متجلجيش يا سلمى ...فاطمة حكيالي على كل حاجة
نظرت سلمى الى فاطمة بنظرة معاتبة لجعلها تبدو بهذا الشكل
رفعت فاطمة يدها وقالت : والله هي عرفت لوحديها من يوم جراية الفاتحة
سلوى : امال ..ده اني افهمها وهى طايرة
فاطمة غامزة : اه ...مانتي حبيبة جديمة
انجرت الفتيات بالضحك حتي جذبا انظار الجميع ..جليلة ونادية الاتى كان سينفجرن من الغضب بسبب انسجام الفتيات معا ..حيث كانت سلمى تجلس فى المنتصف بين سلوى وفاطمة ..وهن مقتربان من بعضهن البعض...
وعند الرجال ..كان احمد يجلس فى مكان يمكنه من رؤية سلمى فى الخارج ...فبالرغم من انسجامه معهم فى الحديث ..فهو لم يرفع عينه من عليها قط..راقب كل ردود فعلها من ابتسامها واندهاشها وغمازتيها الت تزهر كلما تضحك ...وما ان سمع صوت ضحكاتها التى تشبه تغريد العصافير حتي كاد ينهار وسط الرجال..فود لو اسرع اليها واختتافها من بينهم...ود لو يمنعها عن الابتسام الى له فقط ... تضحك وتمزح معه فقط .....ان تكون معه وله ..يقبل غمزتيها كلما ابتسمت...يلتهم صغرها كلما تحدثت....يداعب انفها الصغير كي تتذمر كلاطفال ..فقط كي يصالحها بحضن ...يحتويها فيه بين زراعيه ...كما يود ذلك كثيرا الان ...يقسم لو تكرر ضحكها فلتتحمل عواقب ذلك وحدها......
......................................
دخل احد عمال المزرعة بسرعة مناديا على حامد
العامل : يا حامد بيه ....يا حامد بيه
حامد : ايه يا بجم انت ....حد يدخل اجده
طاهر : خلاص يا حامد ..مجراش حاجة ..اتكلم يا بنى فى ايه
العامل بتلعثم : لا مؤخذة يا بيه ....بس اصل المهرة بتولد
حامد بغضب : طب وانى هعملها ايه ..هجي اولدها اني ..ولا هجيبلها الميه السوخنة
طاهر بصوت امر : حامد ...ثم وجه نظره للعامل قائلا : طب روح نادي لدكتور يجي يشوفها
العامل : مهو يا سي الحاج الدكتور اجازة النهاردة ...والمهرة شكلها حالتها صعبة جوى
سلمى التى اتت مندفعة من الخارج لتتحدث باندفاع موجهه حديثها للعامل : طب هي فين ..خدنى ليها بسرعة
اخذ العامل ينظر لها ببلاهة ولم يتحدث
سلمى : انت هتفضل كده كتير خدني ليها بسرعة
طاهر : كيف ده يابتى
سلمى التى كان يبدو عليها القلق : بعد اذنك ياعمي خليه ياخدنى ليها دلوقتى ..وان شاء الله هلحقها
اشار طاهر الى العامل كي يصطحب سلمى معه .فأطاع امره وخرج تتبعه سلمى
قام حسن من مكانه قائلا : انا هروح معاها
احمد : وانا كمان هاجي معاك يا حسن
طاهر : روح يا حامد انت كمان شوف في ايه
قام حامد متأففا من مكانه يتبع كلا من احمد وحسن
نهضت فاطمة من مكانها هاتفة بمرح : انى عايزة اروح اتفرج على سلمي
جليلة التى لم يعجبها الوضع بتاتا : اجعدي يابت ..تروحي فين ..بلا جلع ماسخ
جلست فاطمة حانقة من امها وافعالها معها ....اما عن عفاف فلم تعير لجليلة اي اهتمام وجلست تتحدث مع سلوى....
............................................
فى اسطبل الخيول كانت مهرة تعاني من ولادة متعصرة ...وبمجرد وصول سلمى التى كانت تعدو بخطوات كبيرة اقرب الى الرجد مصببه لنفسها الم كبير بسبب حذائها الغير مناسب لهذه المهمة على الاطلاق..قامت بخلع الحذاء وجلست القرفصاء خلف المهرة ...
سلمى : ديه عندها ........ لازم نساعدها
العامل : ازاي يعنى
سلمى : قرب وانا هقولك
جلس العامل بجوار سلمى ...واخذ يفعل ما تمليه عليه
وصل احمد الى مكان مهرة ..فلم يعجبه الوضع فأمر العامل بالنهوض
احمد : روح انت دلوقتى
سلمى : بروح فين هو بيساعدنى
احمد : هساعدك انا
نظرة سلمى له من رأسه لقدمه ....بملابسه المهندمة وشكله الذي يشبه الموديلز فى المجلات ..نظرة استهزاء ...واردفت قائلة باستهزاء : هتعرف
احمد الذي جلس بجوارها : من غير طريقة وحياتك ..قوليلى مطلوب ايه وانا اعمله
سلمى : طب بص احنا مش هنعمل حاجة احنا بس هنساعدها وفي بتخرج الجنين
احمد : ماشي ...ازاى
سلمى : اصحب الجزء ده بس براحة ...جذب احمد بعنف قليلا..فنهرته سلمى ..بقولك براحة ..انت كده هتأذيها
احمد : معلش اصلي اول مرة اولد حصان
سلمى ساخرة : محدش قالك تساعدنى اصلا
احمد : طب اخلصي ..اعمل ايه
سلمى : اعمل زي بالظبط
اخذ احمد يفعل مثل سلمى فهو يمسك الغشاء المحيط بالمهر الصغير ويجذبه ببطئ حتي خرج كاملا ...ثم قامت سلمى بمساعدة المهر الصغير حتى يمزق الغشاء من عليه ..ويخرج لدنيا ..كانت سلمى تمسك به بحب ونظرة حنان لم يراها احمد منها من قبل ..فكانت كأنها ام تري صغيرها لاول مرة ..كان مشدوها بها ..حتي نسي مكانه ومن معه..وملابسه التى امتلآت بمخاض الولادة.....
قربت سلمى المهر الى والدته التى كانت تنظر له بوهن ولكن بسعادة بالغة ...فسبحان الذي خلق الانثي بعاطفة الام منذ مولدها ..سواء كانت انسان او حيوان
قامت سلمى بالمسح على جسدها ...وعينيها تدمع من سعادتها بما تراه...وهل يوجد اجمل من رؤية صغير جديد يخرج الى الدنيا ....
كان حسن ومحمد صامتين طوال الوقت فلم يريدو ان يقطعو المشهد الدائر امامهم...فما يحدث الان يجعل الاعمي يميز ان هذ الثنائي الغريب قد خلق لبعضهم البعض ...فبالرغم من غرابة ما يفعلو سويا ولكنهم يبدون منسجمين جدا
ادارت سلمى وجهها من الفرسه فوقعت عينيها على عينيه ..فقد كان ينظر لها بطريقة اسرتها وجعلتها غير قادرة علي ان تحيد بعينيها فى اي اتجاه اخر....
وصل حامد اخيرا وتحدث بصوت عالى اظطرب له العاشقين وووعو لانفسهم ومكانهم : ها ايه الاخبار
محمد : الحمدلله ياخوى ...البركة فى الدكتورة
سلمى بخجل وقد قامت من مكانها مبتعدة عن احمد : انا معملتش حاجة ..
محمد : لا معملتيش ايه بجي ...ده لولاكي كان زمان الفرسه وولدها فى خبر كان ...الا بلحج هي مهرة ولا مهر
سلمى مبتسمة : مهر
محمد : هتسميها ايه يا حامد ...انى عارف انك بتحب تسمي الخيل هنا
كان حامد يفكر حينما تحدث احمد مندفعا : سلمى ....هنسميها سلمى ..ثم نظر الي سلمى مكملا : ده اقل شكر ليها ...خجلت سلمى ولم تستطع النطق ..وقامت بخفض رأسه فى خجل ..
محمد : حلو جوي يبجي سلمى ...معلش يا حامد احمد هو اللى سما المرادي
حامد وهو يكز على اسنانه : وماله يا اخوي ...اظن بكفيانا وجفه اجده ونعاود بجي
حسن : سلمى انتي هتجعدي اجده
سلمى : باستغراب كده ازاى يعنى ...نظرت سلمى لملابسها فوجدتها تبهدلت بمخاض الولادة ..واحمد مثلها ايضا
قال احمد وهو يحاول كتم ضحكاته على شكلها : لما نروح تبقي تغيرى بأى حاجة من عند فاطمة ...اومأت سلمى برأسها ..فلم تجد القدرة على النطق .....
..................................
عندما عادو الى المنزل ..فرح الجميع بولادة المهرة الصغيرة المسماه سلمى ...ماعدا جليلة ونادية التى غضبا من التطور السريع للاحداث....غمزت جليلة لنادية بتنفيذ المتفق عليه الان .... فانسحبت نادية من بين الجميع مستغلة وجود سلمى وحدها بغرفة فاطمة لتبدل ملابسها ......
نهاية الفصل الرابع والعشرون
تكملة الرواية من هناااااااا
لمتابعة باقى الرواية زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا
بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل
متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا
الرواية كاملة من هناااااااااا
مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا
مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هناااااا
تعليقات
إرسال تعليق