القائمة الرئيسية

الصفحات

translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية الشادر الفصل الاول والثاني والثالث بقلم ملك إبراهيم


رواية الشادر الفصل الاول والثاني والثالث بقلم ملك إبراهيم






رواية الشادر الفصل الاول والثاني والثالث بقلم ملك إبراهيم




بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم.

بسم الله توكلنا على الله❤️

______________________________

الفصل الأول.


- يا فتاح يا عليم يا رزاق يا كريم، ما توسع يابني انت من قدام الدكانه خلينا نسترزق


طلع الطفل لسانه بغيظ وشاط الكورة على الدكان ، اتنرفز "عم سيد" صاحب الدكان وجرىَ ورا الطفل.


ظهرت بنت جميلة عندها حوالي عشرين سنه، ضحكت ضحكتها الجميلة واتكلمت مع "عم سيد" بمرح:

- مالك يا عم سيد ع الصبح، مين اللي مزعلك؟!


وقف "عم سيد" مكانه وبصلها واتكلم بصوت غاضب:

- العيال مطلعين عيني يا ست البنات


ضحكت وهي بتبص على الدكان بتاعه وقالتله:

- معلش يا عم سيد، تعالىٰ والنبي هاتلي الطلبات دي


اتحرك من مكانه ورجع معاها على الدكان بتاعه، وقفت قدام الدكان وقالتله على طلبتها، خدت الطلبات وطلعت الفلوس عشان تحاسبه، اتفزع "عم سيد" واتكلم بخوف:

- لأ لأ يا جميله يا بنتي، انتي عايزة البرنس يقطع رقبتي


اتعصبت واتكلمت بنرفزه:

- برنس على نفسه يا عم سيد!، هو ملوش دعوه بيا وبعدين دي طلبات انا خدتها من دكانك والفلوس دي حقك


خاف جدا وهز راسه برفض وقالها:

- يا بنتي ابوس ايدك انا راجل كبير وعندي عيال ومش قد البرنس واصحابه


اتنرفزت جدا واتكلمت بعصبيه:

- مهو انت لو مخدتش حق الطلبات دي انا مش هاخدها يا عم سيد


"عم سيد" خاف جدا واتكلم بتوتر وهو بيبص حواليه:

- يعني لو خدت منك فلوس الطلبات مش هتقولي للبرنس


اتنرفزت جدا من الخوف والهلع اللي مسببه البرنس لاهل المنطقة، مستغربة ازاي المنطقة كلها بالناس الكبيرة اللي فيها بيخافوا من البرنس!، مع انها كانت تعرفه كويس لما كانوا صغيرين، لما كان اسمه "حمزة" كان اكبر منها بسبع سنين، كان دايما حنين عليها وكانت دايما بتتحمى فيه رغم انهم كانوا اطفال صغيرين، كانت بتحب تلعب معاه وبتحب اهتمامه وخوفه عليها وحمايته ليها، لكن دلوقتي كل حاجه اتغيرت بعد ما والده مات من عشر سنين، وقتها كان عمره 17 سنه، شال مسؤولية والدته واخته وهو اللي اصبح مسؤل عنهم بالكامل، اشتغل اكتر من شغلانه لحد ما اشتغل في البلطجة والسلاح بمساعدة 3 أصحابه، اصحابه لقبوه بأسم البرنس وكل المنطقة بقت تقول البرنس، حتى هو نفسه نسىٰ اسم" حمزة" ، وهي كمان مبقتش تشوفه "حمزة" ، بقى قدامها واحد تاني، واحد مفيش في قلبه رحمه، الناس كلها بتخاف منه والكل بيعمله الف حساب، كلمته مسموعه ومشغل نص اهل المنطقه تبعه، استناها لما كبرت ووصلت لسن الجواز وراح طلبها من والدها، والدها مقدرش يعترض من خوفه من البرنس، لكنها عمرها ما خافت منه، وطلعت وقالتله في وشه انها رفضاه ومستحيل تتجوزه، كانت منتظره رد فعله انه يرفع ايده عليها ويضربها او يتعصب او يعمل اي حاجه بحكم انه بلطجي المنطقه، لكن الغريب انه استقبل رفضها بابتسامة وهز راسه بكل برود وقالها "انها مش هتكون لراجل غيره" ، من اليوم ده والبرنس اعلن للمنطقة كلها ان "جميلة" تخصه واللي يفكر يبصلها موته هيبقى على ايده، الناس كلها بقت بتبعد عنها، حتى لو عدت قدام القهوة اللي في المنطقة بتاعهم، كل الرجالة يخفضوا وشهم للارض بسرعه، كل الناس بتتعامل معاها بخوف، مش خوف منها، لكن خوف من البرنس نفسه.


اتنهدت بملل وردت علي عم سيد:

- خد فلوسك يا عم سيد ومتخفش مش هقول للبرنس لاني اصلا مش بتكلم معاه ولا بطيق اشوفه قدامي


مد "عم سيد" ايده برعشه وخد فلوسه، هزت "جميله" راسها بنفاذ صبر وخدت الطلبات ومشيت، اعصابها تعبت من المنطقة ومن كل اللي عايشين فيها، خوفهم المبالغ فيه من البرنس بدأ يخنقها. 


في طريقها قابلت "ثريا" اخت البرنس الصغيرة واللي من نفس عمر "جميله" وكمان بتدرس معاها في نفس الجامعه. 


وقفت ثريا قدامها واتكلمت معاها وهي بتضحك:

- مرات اخويا الغاليه جايه منين؟ 


اتنرفزت "جميلة" وقالتلها بعشم اتعودت عليه مع "ثريا" من وهما صغيرين:

- مرات اخوكي في عينك، لمي نفسك يا ثريا وبلاش تستفزيني


ضحكت ثريا واتكلمت بهزار:

- والله حمزة اخويا غلبان وبيحبك، مش عارفه هو مستحملك على ايه! 


اتغاظت جميلة وقالتلها بعصبيه:

- يا ستي خليه يكرهني ابوس ايدك ويسبني في حالي 


ضحكت ثريا وحركت حواجبها بطريقه مرحه وهي بتغيظ جميلة، ظهر شبح ابتسامه على شفايف جميله واتكلمت بنفاذ  صبر وهي بتحاول تكتم ضحكتها:

- بت ابعدي عن طريقي انا مش نقصاكي، كفايه عليا اخوكي


ظهر صوت من خلفها، صوت مميز تعرفه جميلة كويس، قلبها دق اول لما سمعته:

- واخوها كلمك دلوقتي!! 


ضحكت ثريا لما شافت اخوها واتكلمت معاه بهزار:

- والله انت ابن حلال يا حمزة، كنا لسه بنجيب في سيرتك 


زفرت جميلة بغضب واتكلمت بعصبيه:

- انا مجبتش في سيرة حد 


وقف قصادها وبصلها بعشق، الوحيده اللي قلبه فتحلها بابه من وهما صغيرين، طول عمره بيتمناها وبيتمنى اليوم اللي تبقى فيه مراته وعلى اسمه، عارف انها عنيده ومش هتسلمه قلبها بالساهل، بس حبه ليها اكبر من انه يغصبها على حاجه، خد عهد علي نفسه انه يستناها لحد ما تحن عليه وترضى وتسلم لحبه، حبه اللي هو متأكد انه جواها وانها بتحبه زي ما هو بيحبها، عارف انها بتكابر وانها رفضاه بسبب شغله، بس اللي هي متعرفوش انه مستحيل يندم على شغله ده ولا على اي حاجه عملها في حياته، هي متعرفش ايه اللي حصله بعد موت والده من عشر سنين، متعرفش كم الذل والاهانه اللي اتعرضلهم عشان يلاقي شغل ويقدر يصرف على والدته واخته، متعرفش يعني ايه ابوه يموت وفجأة يلاقي نفسه مسؤل عن والدته واخته وهو لسه عمره 17 سنه، مطلوب منه يكون الضهر والسند، الامان والحماية، مطلوب منه ايجار بيت ومصاريف علاج والدته ومدرسة ودروس اخته واكل وشرب ومصاريف ملهاش اخر، شايف ان الطريق اللي مشى فيه مكنش الطريق السهل ابدا، بس ده الطريق اللي كان قدامه، ومش ندمان انه اختار الطريق ده. 


وقفت تبصله بنظرات كره كانت بتوجع قلبه، الوحيدة اللي اتمنى يشوف نظرات الحب في عينيها رغم انه عارف انها بتخفي حبها خلف نظرات الكره المزيفه اللي شايفها في عينيها دلوقتي. 


مقدرتش تقف قدامه اكتر من كده، قلبها كان بيدق بعنف وهو واقف قدامها، اتكلمت مع ثريا بعصبيه وقالتلها:

- انا ماشيه يا ثريا عشان اتأخرت


كتمت ثريا ضحكتها وهزت راسها بالايجاب، اتغاظت جميله وهزت راسها بتوعد لـ ثريا وكملت طريقها ورجعت على بيتها، وقف حمزة البرنس يبصلها ومتابعها لحد ما طلعت بيتها، وقفت قدامه ثريا اخته وضحكت بمرح وقالتله بمشاكسة:

- والله انتوا الاتنين هتجننوني


خبطها على رسها من الخلف بهزار وقالها:

- خليكي في حالك وانتي متتجننيش


ضحكت ثريا وهي بتحط ايديها مكان خبطت ايده، بصلها حمزة بستغراب وسألها:

- اومال انتي كنتي رايحه فين؟! 


بصتله ثريا بصدمة وفجأة الكلام كله هرب منها، اتوترت جدا واتكلمت بتلعثم:

- اانا.. انا كنت عايزة اجيب قلم من المكتبه


بصلها حمزة بستغراب وعقد حاجبيه بدهشة وقالها:

- قلم!!.. قلم ايه اللي انتي نازله تشتريه؟! 


اتوترت ثريا وهي بتفكر بسرعه في حجه مقنعه، اتكلمت بتلعثم مرة تانيه:

- ااقصدي يعني كنت عايزه اشتري قلم وكراسه وشوية حاجات عشان الكلية


بصلها حمزة باهتمام، حس ان في حاجه اخته بتخبيها عليه، اتوترت ثريا من نظراته واتكلمت بارتباك:

- هو انت صحيح كنت فين من امبارح دي ماما كانت قلقانه عليكي اوي


بصلها باهتمام وقالها:

- انا هطلع اطمنها دلوقتي وانتي روحي هاتي الحاجات اللي انتي عايزاها ومتتأخريش


هزت راسها بسرعه بتوتر واتحركت على طول وتابعت طريقها، وقف حمزة يتابعها بتفكير، كان حاسس ان اخته بتخبي عليه حاجه بس كان متأكد انه اكيد هيكتشفها قريب، كمل طريقه هو كمان وراح على بيته عشان يطمن والدته.  


*****

بداخل المكتبه اللي في المنطقة. 

دخلت ثريا المكتبه وهي بتبص حواليها بقلق، وقف "عم مهران" صاحب المكتبه واستقبلها بترحاب:

- اهلا بست البنات، طلباتك يا ثريا يا بنتي؟ 


ابتسمت ثريا بمجامله وهي بتبص حواليها، قربت من الاقلام عشان تختار قلم واتكلمت بهدوء مصطنع:

- عايزه قلم ازرق ويكون خطه حلو يا عم مهران 


سمعت صوت بيرد عليها وبيقول:

- كل أقلام عم مهران خطها حلو


لفت بسرعه بوشها وبصت لصاحب الصوت، دخل المكتبه وهو بيبصلها واتكلم مع عم مهران بهدوء:

- ازيك يا ابويا 


بصله عم مهران بقلة حيلة وقاله:

- كان نفسي اقولك كويس يا بدر، بس هقولها ازاي وانا شايف ابني وشقى عمري بيضيع قدام عيني وانا واقف اتفرج عليه 


بص بدر لـ ثريا بعد ما والده حرجه قدامها، اتوترت ثريا بعد كلام عم مهران وخدت طلباتها واستأذنت ومشيت، بص بدر لوالده واتكلم معاه بغيظ:

- يعني ده وقته تحرجني قدامها! 


اتكلم عم مهران بقلة حيلة:

- يمكن تحس على دمك وتسيبك من السكه الشمال اللي انت ماشي فيها دي وتتغير عشانها وعشان نفسك قبلها


زفر بدر بضيق وطلع من المكتبه بسرعه عشان يلحقها، كانت بتمشي بخطوات سريعه، قرب منها واتكلم وهو ماشي جمبها:

- معلش ابويا بس كان بيهزر


اتكلمت وهي بتبص قدامها وبتتابع سيرها عادي:

- عم مهران كلامه صح


وقفت فجأة وبصتله واتكلمت بغضب:

- انت لازم تفوق لنفسك وتسيبك من السكه اللي انت ماشي فيها دي


بصلها بستغراب وقالها:

- غريبه يعني ان انتي اللي تقولي الكلام ده واخوكي ماشي في نفس السكه اللي انا فيها


بصت حواليها بقلق، خايفه حد يشوفها وهي واقفه معاه، اتكلمت بنرفزه:

- اخويا اكبر مني وهو حر انا مقدرش اقوله يعمل ايه وميعملش ايه


بصلها بستغراب وقالها:

- على فكرة انا من نفس سن اخوكي، يعني انا كمان اكبر منك لو مش واخده بالك، يعني المفروض برضه متقوليليش اعمل ايه ومعملش ايه


بصتله بخذلان وقالتله:

- ماشي يا بدر، انت فعلا حر


كملت طريقها وسابته ومشيت، وقف يبصلها بستغراب وجرى وراها عشان يلحقها تاني، وقفها يسألها بقلق:

- انتي قصدك ايه مش فاهم بـ انت حر دي؟! 


ردت عليه بنرفزه وقالتله:

- يعني انت حر يا بدر ولو الطريق اللي انت ماشي فيه ده عجبك يبقى طريقك غير طريقي


قالت كلامها وبصتله بقوة وكملت طريقها، وقف يبصلها وهي بتبعد عنه بحيرة، هو شايف ان الطريق اللي هو ماشي فيه ده هو الطريق المناسب له، الطريق اللي هيقدر يوصله لكل احلامه بسرعه، الطريق السهل اللي بيكسب منه في اليوم اضعاف اللي كان بيكسبه في شهر. 


قرب منه صاحبه التالت "كرم" بصله بستغراب وهو واقف في نص الشارع وبيبص قدامه وشارد في افكاره، اتكلم كرم وهو بيضحك بهزار:

- ايه يا بني واقف في نص الشارع تبص على ايه؟! 


رد بدر وهو بيبص على بيت ثريا بعد ما دخلت واطمن عليها:

- ببص على نصي الحلو


نظر كرم بستغراب، افتكر اخت البرنس اللي بدر بيحبها وقاله بتحذير:

- طب خلي بالك بقى، عشان لو البرنس خد خبر مش هتبقى نصك الحلو، دي هتبقى وقعتك سوده والبرنس مش هيتردد لحظة واحده انه يصفيك


نظر بدر بغيظ وقاله:

- تبقى وقعتي سوده ليه، هو انا يعني مش هبقى قد المقام!! 


ضحك كرم بسخرية وقاله:

- انت عارف البرنس، مستحيل يجوز اخته لواحد حياته على كف عفريت 


اتنهد بدر بحزن وقاله:

- انا نفسي اخاف عليها انها تتجوز واحد زيي، حياتي على كف عفريت وممكن اموت في اي وقت 


وقف كرم جنبه وحط ايديه على كتفه وقاله:

- بقولك ايه.. سيبك بقى من الحب والكلام الفاضي ده وتعالى معايا عند البت شادية الحته بتاعتي نروق نفسنا شويه


بصـ له بدر بشمئزاز وقاله وهو بيبعد ايده عن كتفه:

- شادية ايه كتك القرف، انت عارف انا مليش في السكه دي، انا يوم ملمس واحده تبقى حلالي وتبقى واحده نضيفه وانا اول راجل يلمسها


ضحك كرم بسخرية وقاله:

- ااه.. طب خليك انت بقى في الحب بتاعك يا عم الحبّيب وانا هروح اروق نفسي


بصـ له بدر بشمئزاز، مشي كرم في طريقه عشان يروح لشادية، البنت اللي معروفة في المنطقة ان أخلاقها مش كويسه وكل يوم عندها راجل شكل، بص بدر على بيت حبيبته واتنهد بتعب، هو حقيقي بيحبها، بس مش قادر يتغير عشانها، نفسه تقبل بيه وترضى على حاله ده، لكنه عارف انها عنيده ومستحيل هتوافق بيه وهتسيبه يتعذب بحبها طول حياته. 

___________________

انتهاء الفصل 🖤


#الفصل_الثاني

#رواية_الشادر

#ملك_إبراهيم


لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين. 

بسم الله توكلنا على الله ❤️

_______________________________

الفصل الثاني.


ضحك كرم بسخرية وقاله:

- ااه.. طب خليك انت بقى في الحب بتاعك يا عم الحبّيب وانا هروح اروق نفسي


بصـ له بدر بشمئزاز، مشي كرم في طريقه عشان يروح لشادية، البنت اللي معروفة في المنطقة ان أخلاقها مش كويسه وكل يوم عندها راجل شكل، بص بدر على بيت حبيبته واتنهد بتعب، هو حقيقي بيحبها، بس مش قادر يتغير عشانها، نفسه تقبل بيه وترضى على حاله ده، لكنه عارف انها عنيده ومستحيل هتوافق بيه وهتسيبه يتعذب بحبها طول حياته. زفر بتعب ورجع على مكتبة والده يقعد معاه شويه قبل ما يرجع البيت يرتاح. 


                      *****

صباح اليوم التالي.


في بيت حمزة البرنس.

وقفت ثريا قدام المرايا اللي في صالة شقتهم وهي بتحط الحجاب على شعرها، كانت والدتها بتجهز الفطار وبتحطه على السفرة الصغيره اللي مكونه من اربع مقاعد، خرج حمزة من غرفته وقرب من والدته وقبل ايديها وهو بيقولها بحب:

- تسلم ايدك يا ست الكل، منتحرمش منك ابدا


ابتسمت والدته ودعتله من قلبها، قعد حمزة على السفرة الصغيره عشان يفطر وقعدت والدته جمبه وهي بتقول لـ ثريا:

- يلا يا ثريا تعالي افطري قبل ما تنزلي


ردت ثريا وهي بتنتهي من لف الحجاب بتاعها:

- مش هينفع يا ماما، جميله مستنياني تحت


خفق قلب حمزة لما سمع اسم حبيبته، بص لاخته وقالها:

- انتوا هتخلصوا محاضرات امتى النهاردة؟


ردت ثريا وهي بتقرب منه:

- عندنا محاضرة واحده بس النهاردة وبعدها هنروح نشتري حاجة انا وجميله


بصلها باهتمام وسألها:

- حاجة ايه؟!


ضحكت وردت بمرح:

حاجة بنات خاصة


عقد ما بين حاجبيه وبصلها باهتمام، مدت ايديها له بمرح وقالتله:

- ايدك بقى على ٥٠٠ جنيه لاختك حبيبتك


شهقت والدتها وقالتلها بفزع:

- ٥٠٠ جنيه ليه ان شاءالله


ردت ثريا بقلق:

- هشتري بيهم طقم جديد يا ماما


اتكلمت والدتها بغضب:

- طقم جديد ايه يا مفتريه! ، هو انتي مش لسه شاريه واحد الشهر اللي فات


ردت ثريا بحزن:

- يا ماما اللي اشتريته الشهر اللي فات ده كان عشان الكلية، انما اللي هشتريه النهاردة عشان فرح البت ضحى جارتنا، فرحها اخر الاسبوع ده


اتكلمت والدتها باعتراض:

- البسي اي حاجه من اللي عندك، ضحى دي مش من بقيت عيلتنا


اتكلم حمزة اخيرا وحسم الجدال بين والدته واخته:

- خلاص يا امي، خليها تشتري كل اللي نفسها فيه


قفزت ثريا من الفرحه وقبلت اخوها من خده وهي بتقوله بحب:

- ربنا يخليك ليا يارب يا اجدع واحن اخ في الدنيا


بصتلها والدتها بغيظ. طلع حمزة ٦٠٠ جنيه واداهم لـ ثريا وقالها:

- ٦٠٠ جنيه اهم، ٥٠٠ تشتري بيهم اللي انتي عايزاه و١٠٠ عشان تركبوا تاكسي وانتوا رايحين وانتوا راجعين


ابتسمت ثريا بسعادة وشكرت اخوها وخدت شنطتها وجريت بسرعه على تحت، بصتله والدته وابتسمت وقالتله بحنيه:

- ربنا يخليك لينا يارب يا حمزة، عوضتنا عن المرحوم ابوك، بس كده الحمل تقيل عليك اوي يابني


ابتسم حمزة وقبّل ايد والدته وقالها:

- انا عنيا ليكم يا ست الكل


اتنهدت والدته واتكلمت برجاء:

- مش ناوي تفرحني بيك بقى يا حمزة، نفسي افرح بيك يابني واشوف عيالك


ابتسم بحزن وبص قدامه وهو بيفكر في جميله وقال:

- كل شئ بأوانه يا امي، بس انتي ادعيلي


بصتله والدته وقالت وهي بتدعي:

- ربنا يصلح حالك يابني ويهديكي يا جميله يا بنت صفاء وتحني على الواد


ضحك حمزة ورفع حاجبه وهو بيبص لوالدته، ضحكت والدته وقالتله:

- ان شاء الله هتبقى من نصيبك، جميله بتحبك من وانتوا صغيرين، بس بتدلع عليك شويه


بص قدامه وهو بيفتكر ملامحها الرقيقه، وعيونها اللي بتسحره وبتاخده لعالم تاني، صوتها اللي اول ما بيسمعه قلبه بيدق بعنف، اتنهد بتعب وقال:

- تدلع براحتها انا مستعد استناها لاخر العمر. 


                       *****

عند ثريا وجميله وهما ماشين في الطريق للجامعة.


اتكلمت ثريا مع جميله بحماس:

- حمزة اداني ٦٠٠ جنيه، ٥٠٠ للطقم اللي هشتريه و١٠٠ عشان نركب تاكسي واحنا رايحين واحنا راجعين


اتكلمت جميلة بغيظ:

- فلوس التاكسي انا هدفع نصها، مش هركب كمان على حسابه


ردت ثريا بحزن:

- ليه بس كده يا جميلة!، والله انتي حرام عليكي، مطلعه عين اخويا معاكي


وقفت جميله وبصتلها بغيظ وقالتلها بقوة:

- ثريا.. انا قولتلك ١٠٠ مرة متدخليش اخوكي بينا، خلينا اصحاب عادي وملكيش دعوه بأخوكي


بهتت ملامح ثريا بحزن وقالتلها:

- يا جميلة حمزة بيحبك بجد


بصت جميلة قدامها بشرود وردت بحزن:

- عارفه


رجعت بصت لـ ثريا تاني وقالتلها:

- بس قوليلي هعمل ايه بالحب ده لو جراله حاجه ولا مات في خناقه من اللي بيدخل فيهم كل يوم والتاني


شهقت ثريا بفزع وقالتلها:

- بعيد الشر عليه، ربنا يخليهولنا ويحفظه، متقوليش كده تاني يا جميلة


تلألأت عين ثريا بالدموع، وقفت جميلة قدامها ربتت على ضهرها بحنان وقالتلها:

- معلش يا ثريا مش قصدي، بس انا قولت كده من غيظي ومن خوفي عليه، انتي متعرفيش انا بحس بإيه كل لما بسمع انه في خناقه، قلبي بيبقى هيقف من الخوف عليه


اتبدلت دموع ثريا بابتسامه وقالتلها:

- يعني انتي كده بتحبيه اهو يا جميلة!


اتوترت جميلة بعد اللي قالته من غير ما تشعر، بصت حواليها بتوتر واتكلمت بغيظ:

- احنا اتأخرنا على المحاضره


كملت طريقها ومشيت، وقفت ثريا تبصلها وتبتسم بسعاده، دعت من قلبها ان ربنا يهدي اخوها ويحنن قلب جميلة عليه.


                       *****

في مكان تاني..

بداخل حي سكني للاغنياء.

فيلا المنصوري، صاحبها "فؤاد المنصوري" تاجر اخشاب كبير وبيملك شادر اخشاب ضخم وعدد من المصانع ومحلات بيع الأثاث المنزلي. 


بيسكن في الفيلا دي مع زوجته التانيه، متزوج منها عرفي على مراته الاولى ام اولاده من غير ما تعرف. 


تليفونه رن وهو نايم جنب زوجته التانيه على السرير، رد على التليفون وقام من جنبها بفزع وهو بيسمع اللي بيكلمه وهو بيبلغه ان شادر الخشب بتاعه اتحرق وكان فيه خشب بـ خمس مليون جنيه، اتنرفز وفضل يزعق ويصرخ بالتليفون، قربت منه زوجته وربتت على ظهره وهي بتحاول تهديه، قفل التليفون بغضب وهو متنرفز جدا، سألته زوجته بقلق:

- في ايه يا فؤاد؟! 


اتكلم بعصبيه:

- شادر الخشب بتاعي اتحرق والبهايم اللي مشغلهم عشان يحرسوه مش عارفين مين اللي عمل كده! 


اتنهدت زوجته وقالت بهدوء:

- ولا يهمك يا فؤاد.. فداك اي حاجه


رد عليها بنرفزه:

- فدايه ايه بس!، دا الشادر كان فيه خشب بـ خمسة مليون جنيه 


بعدت عنه وهي بتبصله بغيظ، كان نفسها تقوله "وايه يعني خمسة مليون جنيه عندك!، ما انت عندك ملاين قد كده ملهمش اول من اخر" بس مقدرتش تقوله الكلام ده وحاولت ترسم على ملامحها الخوف عليه وعلى فلوسه، فلوسه اللي هي عارفه انه لو مات من الصبح مش هتطول منها حاجه وده كان اهم شرط اتفق عليه معاها يوم ما اتجوزها بعد ما كانت بتشتغل في نادي ليلي، شافها وعجبته، لقاها بنت فقيره واصغر منه بحوالي ٢٥ سنه، عرض عليها الزواج عرفي وفي السر، مقابل انه يعيشها العيشه اللي بتتمناها ويأمن حياتها بكام الف في البنك. 


وقفت تفكر شويه واتكلمت بهدوء:

- على فكره انا اعرف واحد تقدر تسلمه حراسة الشادر بتاعك وانت مطمن ٢٤ قيراط


بصلها بستغراب وسألها:

- مين الواحد ده؟.. وانتي تعرفيه منين! 


اتوترت من سؤاله لكنها قدرت تحافظ على هدؤها وقالتله:

- اسمه البرنس.. حمزة البرنس ابن منطقتي وكبير المنطقه كلها دلوقتي والكبير والصغير بيعمله الف حساب، عنده رجاله كتير وهو الوحيد اللي هيقدر يحمي الشادر بتاعك والبضاعة اللي فيه ومفيش مخلوق هيقدر يقرب من شغلك بعد كده لو بقى هو المسؤول عن حماية الشادر والمصانع والمحلات بتاعتك كلها


بصلها بتفكير وقالها:

- وده اوصله ازاي؟ 


اتكلمت بثقة:

- انا هكلمهولك واشوف ايه دنيته 


اتنهد بملل وقالها:

- وانتي هتشوفيه امتى عشان تكلميه؟ 


ردت بتأكيد:

-  فرح ضحى بنت خالي اخر الاسبوع ده وهو وكل المنطقة هيبقوا في الفرح، هشوف ايه دنيته واكلمهولك


هز راسه بالايجاب وهو بيبصلها، مسك ازازة فيها مشروب مستورد وحط شويه في الكاس وهو بيضحك بسخرية وقالها:

- والله فيكي الخير يا زوزو.. الفلوس والعز اللي انتي فيه دلوقتي منسكيش المنطقه اللي جبتك منها 


بهتت ملامحها من طريقته المستفزه اللي بيعايرها بيها دايما؛ انها من منطقه شعبيه ومن طبقه اقل من متوسطه، بصتله بغيظ وردت ببرود:

- اصل انا اصيله وبنت اصول يا فؤاد، عشان كده مستحيل انسى اصلي


ضحك بسخريه استفزها اكتر، بصتله بغضب وطلعت على غرفتها فوق، قعد يشرب وهو بيفكر مين اللي حرق شادر الاخشاب بتاعه. 


                     *****

بعد ٣ ايام. 

اتعلقت الانوار الملونه والزينه في المنطقه كلها، ضحى بنت المنطقه فرحها النهارده على شاب من المنطقه وبيشتغل مع حمزة البرنس. 


الفرح بدأ الساعه ٨ بالليل، الانوار اشتغلت والفرقه الشعبيه اللي بتحي الفرح بيرحبوا بالمعازيم، حمزة البرنس قاعد وسط الرجاله، له مكان مخصص له وقعد جمبه على اليمين بدر صحبه ابن عم مهران صاحب المكتبه، وقعد على الشمال جمبه كرم صحبه وقعد حواليهم رجالة المنطقة الكبار في السن والشباب. 


الفرح كان مقسوم نصين، الجانب اليمين قاعد فيه الرجال والجانب الشمال قاعد فيه الستات. 


دخلت جميله الفرح وهي لابسه فستان اسود رقيق جدا وعليه حجاب فضي، ودخلت معاها ثريا وهي لابسه فستان لونه ازرق وعليه حجاب ابيض. 


كالعادة قلب حمزة دق بعنف اول ما شافها وهي داخله الفرح، عينيه اتعلقت بيها من اول لحظة دخولها، الوحيدة اللي بتقدر تحرك قلبه ومشاعره بمجرد حضورها لاي مكان هو موجود فيه. 


كان بدر قاعد جنب حمزة وحالته متفرقش كتير عن حالة حمزة، عينيه كانت متعلقه بـ ثريا، خطفت قلبه بطلتها، تخيلها عروسته، كان نفسه يكلم حمزة ويطلبها منه، لكنه كان عارف انها هترفضه قبل رفض حمزة، وهو نفسه كان في حيرة، خايف يربط حياتها بحياته وفي نفس الوقت مش هيقدر يستحمل فكرة انها تكون لغيره. 


كرم صاحبهم التالت كان في عالم تاني، كانت عينه على كل الستات والبنات اللي في الفرح. 


دخلت جميله الفرح وهي بتحاول تتجاهل النظر اتجاه حمزة، قعدت في الصف الاول قدام العريس والعروسه، ثريا قعدت جنبها وهي كل شويه تبص اتجاه بدر، جميله بصتلها بغضب وقالتلها:

- ما تمسكي نفسك شويه يا بت انتي الناس هياخدوا بالهم


بصتلها ثريا واتكلمت بطريقه دراميه:

- معلش اصل الحب بهدله، معذوره اصلك مجربتيش الحب


رفعت جميله حاجبها وبصتلها بغيظ، ضحكت ثريا وشاورت بإيديها انها هتسكت. 


عند حمزة وهو قاعد مع الرجاله، قرب منه واحد من رجالته واتكلم معاه بهمس وقاله ان زينب بنت عمة العروسه واللي معروفه بـ زوزو طالباه في موضوع مهم ومش عارفه تقرب وسط الرجاله عشان تتكلم معاه، بص حمزة اتجاهها ولقاها واقفه تبصله وكانت لابسه فستان احمر والكم بتاعه شفاف وحطه طرحه شيفون على شعرها وشعرها كله كان ظاهر من تحت الطرحه، بصلها حمزة شويه بتفكير، هو طبعا عارفها وعارف اخلاقها وعارف انها كانت شغاله في نادي ليلي وانها دلوقتي متجوزه عرفي من راجل كبير في السن بس راجل غني ومقعدها في بيت نضيف وفي منطقه راقيه، قام وقف بكل هيبه واشار لها براسه انها تيجي وراه. 


وقفت شاديه اللي كرم مصاحبها وبيروحلها بيتها تتابع اللي حصل بين حمزة و زوزو، شادية فكرت ان في حاجه بتحصل بين حمزة وزوزو وطبعا هي عارفه زوزو واخلاقها اللي تشبه اخلاق شاديه وعشان كده مكانتش مستغربه، بس كانت مستغربه ان حمزة البرنس يعمل كده والمنطقه كلها عارفه انه بيحب جميله بنت الاستاذ محمود ومتعلق بيها وعمره ما بص لاي واحده غيرها، رغم ان كل بنات المنطقه عينهم عليه وبيتمنوا بس نظرة منه واولهم شاديه اللي حاولت كتير توقعه بس مقدرتش عليه. 


شاديه اتغاظت ان زوزو قدرت توقع البرنس اللي هي مقدرتش عليه وفكرت تخربها على دماغهم وراحت عند جميله ووقفت قدامها وهي بتبصلها بسخرية. 


جميلة اتنهدت بغضب لما شافت شاديه وسألتها بملل:

- خير يا شاديه عايزة ايه؟! 


ضحكت شاديه وهي بتضغط على اللبانه في بؤقها بستفزاز وقالتلها:

- كنت عايزة اقولك متشوفيش نفسك علينا اوي يا ست جميله، خلاص راحت عليكي والبرنس لقى اللي تشغله وتدوس عليكي


بصتلها جميلة بستغراب، قلبها دق بعنف لما سمعت كلمة "البرنس لقى اللي تشغله" لفت وشها بسرعه تبص على مكان حمزة، لقت مكانه فاضي ومش موجود، جف حلقها بسرعه، دقات قلبها بقت سريعه جدا، بلت ريقها وبصت لشاديه وسألتها بهدوء مصطنع:

- انا مش فاهمه قصدك ايه يا شاديه!


ضحكت شاديه بطريقه خليعه وقالتلها:

- اقصد ان البرنس دلوقتي بيتمرمغ في حضن البت زوزو، صحيح بت شاطره وعرفت توقعه. 

___________________________



#الفصل_الثالث

#رواية_الشادر

#ملك_إبراهيم


لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم. 

توكلنا على الله ❤️

____________________________

الفصل الثالث.


بصتلها جميلة بستغراب، قلبها دق بعنف لما سمعت كلمة "البرنس لقى اللي تشغله" لفت وشها بسرعه تبص على مكان حمزة، لقت مكانه فاضي ومش موجود، جف حلقها بسرعه، دقات قلبها بقت سريعه جدا، بللت ريقها وبصت لشاديه وسألتها بهدوء مصطنع:

- انا مش فاهمه قصدك ايه يا شاديه!


ضحكت شاديه بطريقه خليعه وقالتلها:

- اقصد ان البرنس دلوقتي بيتمرمغ في حضن البت زوزو، صحيح بت شاطره وعرفت توقعه


وقفت ثريا واتكلمت معاها بغضب:

- ما تحترمي نفسك يا بت انتي، انا اخويا ملوش في القرف بتاعكم ده


حركت شادية حواجبها بطريقه راقصه وقالتلها:

- واهو بقاله ياعنيا


حاولت جميله تتنفس بسرعه عشان تتحكم في دموعها ومتظهرش قدامهم وتفضح مشاعرها وغيرتها عليه، وقفت واتكلمت بصوت مكتوم:

- هو حر ويعمل اللي هو عايزه وانا مليش دعوه وخليكي في حالك بعد كده


وقفت ثريا وقالت لجميلة:

- متصدقيش يا جميلة الكلام بتاعهم ده، دي بت كدابه و حمزة اخويا بيحبك ومستحيل يعمل كده


ضحكت شاديه بسخريه وقالتلهم:

- والله لو مش مصدقيني، روحوا ورا الخيمة بتاع الفرح وانتوا تشوفوا كل حاجه بنفسكم 


بعدت عنهم خطوتين وقالتلهم بسخرية:

- ولا بلاش تروحوا، اصلكم لسه صغيرين وميصحش تشوفوا الحاجات دي 


ضحكت ضحكة خليعه ورجعت مكانها تاني. وقفت "جميله" وهي بتحاول تنظم أنفاسها، جسمها كله كان بيرتجف، ربتت "ثريا" على ضهرها وقالتلها بثقة:

- كدب يا جميلة.. صدقيني كلامها ده كله كدب، حمزة اخويا مستحيل يعمل كده 


اتعصبت جميلة جدا، كانت عايزة تخرج كل اللي جواها في اي حد، عقلها كان رافض يصدق ان "حمزة" يعمل كده !، معقول حمزة يكون وصل للمستوى ده !! ، معقول حمزة يعمل علاقة محرمة مع واحده من الاشكال دي، اتكلمت جميلة مع ثريا بعصبيه:

- انا مش عايزه اسمع اسمه خاالص انتي فاهمه 


بصتلها ثريا بصدمة، اتحركت "جميله" من مكانها عشان تمشي من الفرح، في اللحظه دي كانت بتحارب تساقط الدموع من عينيها، كان نفسها تروح بيتها بسرعه وتدخل اوضتها وتقفل عليها وتعيط وتصرخ وتخرج كل الوجع اللي جواها، قلبها كان موجوع اوي ومش قادره تصدق ان "حمزة" يعمل كده !! ، كانت حاطه وجهها في الارض وهي خارجه من الفرح عشان محدش يشوف الدموع اللي بتلمع في عينيها، فجأة خبطت في حد ظهر قدامها، رفعت عينيها لقت "حمزة" قدامها، مقدرتش تتحكم في دموعها اكتر من كده، دموعها انسابت من عينيها وهي واقفه تبصله. 


اتصدم لما شافها بتبكي قدامه، قلبه خفق بشدة وكأن دموعها دي سهام بتخترق قلبه، هز راسه بزهول وسألها بقلق:

- بتعيطي ليه؟! 


مردتش عليه، كانت بتبصله ودموعها بتتساقط قدامه، خفضت ووجهها في الارض عشان تتابع سيرها وترجع بيتها بسرعه، اتحركت من قدامه، مسك ايديها عشان يوقفها، بص حواليه لقى الناس حواليهم بيبصوا عليهم، جذبها من ايديها وخدها في جنب بعيد عن الناس، وقف وهو مصدوم من دموعها اللي مبتقفش، زعق فيها بغضب وقالها:

- ردي عليا.. بتعيطي ليه؟!.. في حد زعلك؟..في حد قالك حاجه تضايقك؟! 


هزت راسها بـ لا وصرخت فيه وقالتله:

- ملكش دعوه بيا وخليك في اللي انت كنت بتعمله 


بصتله بشمئزاز وكملت كلامها:

- انا مبقتش طايقه اشوفك قدامي، انا بكرهك، انت سامع، انا بكرهك وبتمنى اليوم اللي تموت فيه عشان اخلص منك 


وقف يبصلها بصدمه وهو مش فاهم هي ليه بتقول كده، ايه اللي هو عمله عشان تبكي وتتكلم معاه بالطريقه دي وتقوله الكلام ده!!. كلامها وجعه اوي، عقله رافض يستوعب كل الكلام اللي قالته، كلامها فضل يتردد على مسمعه وهو بيبصلها، (مش طايقه اشوفك، انا بكرهك، انا بتمنى اليوم اللي تموت فيه واخلص منك) غلطت معاه المرادي اوي وتخطت كل الحدود، اهانته وهو اللي عاش عمره مفيش حد يقدر يرفع عينيه فيه، اتبدلت ملامحه في لحظة، بقى انسان تاني اول مرة تشوفه، اتكلم بصوت خالي من اي مشاعر:

- خلاص يا جميلة، لحد هنا وكل حاجه انتهت 


قلبها دق بخوف لما قال كلامه ده وهو بيبصلها بقسوة، اول مرة تبص في عينيه ومتلاقيش نظرات الحب اللي اتعودت تشوفها دايماً ، اتكلم مرة تانيه بصوت قوي وقاسي:

- امشي من قدامي دلوقتي 


وقفت تبصله بصدمة، صوته ارتفع اكتر وقالها بزعيق:

- امشي من قدامي دلوقتي انا اللي مش طايق اشوفك قدامي.. امشي 


جسمها ارتجف بخوف واتحركت بسرعه من قدامه ورجعت على بيتها، وقف يلتقط انفاسه وبص للسما، كان القمر كامل وكأنه بيشهد على وجعه واهانتها له ولقلبه، ضرب على قلبه بقسوة وقال بغضب:

- ملعون قلبي، ملعون الحب، ملعون اي حاجه تزلني 


بص حواليه يتأكد ان مفيش حد شايفه في اصعب لحظه في حياته، لحظة خروج روحه من جسمه، لانه كان بيعتبرها روحه وقلبه واجمل حاجه في حياته، لازم يعاقبها على اهانتها له، لازم يخليها تندم كل لحظة في حياتها على كل كلمة قالتها، لازم يخليها تتحسر وهي شيفاها مع غيرها.

مقدرش يرجع الفرح ويكمله، مكنش له نفس لاي حاجه، قرر يرجع على بيته ويقفل على نفسه، لازم يحاسب نفسه على غلطه وعلى حبه وقلبه اللي سلمه لواحده تجرحه بالشكل ده، لازم يخرجها من قلبه، لازم ينام الليلة دي وهو مبيفكرش فيها، ميتمناش انه يحلم بيها زي ما كان بيتمنى كل ليلة، لازم يدوس على قلبه ويخرجها من قلبه حتى لو اضطر انه يستئصل قلبه ويحط قلب غيره، بس المهم عنده دلوقتي انه لما يشوفها قدامه ميحسش بأي مشاعر. 


رجع على بيته وهو بياخد اكتر من قرار وأولهم انه يخرجها من قلبه وحياته. 


                      *****

صباح اليوم التالي. 


صحت ثريا وفتحت عينيها على صوت زغاريد والدتها، استغربت ثريا وقامت بسرعه تشوف في ايه. 


طلعت من اوضتها ولقت والدتها واقفه وبتضحك وفرحانه اوي، وحمزة واقف قدامها وبيبتسم بهدوء، قربت منهم واتكلمت بفضول:

- ايه الزغاريد اللي تفتح النفس ع الصبح دي، هي ايه الحكايه، هو انا نجحت قبل ما امتحن ولا ايه؟! 


اتكلمت والدتها بسعادة:

- نجاح ايه اللي انا هفرح اوي كده عشانه، ما انتي في الاخر يا حسرة مش هيبقالك غير بيتك وجوزك


استغربت ثريا واتكلمت بفضول:

- ما انا مش فاهمه برضه، ليه الزغاريد دي كلها؟! 


رد حمزة على سؤال اخته وقال بكل قوة وبرود:

- انا قررت اتجوز وهروح النهاردة اطلب ايد العروسه ونقرا الفاتحه


قفزت ثريا من السعادة وقالت بحماس:

- اخيراا جميله وافقت! 


بهتت ملامح والدتها وهي بتزغر بعنيها لـ ثريا، اتكلم حمزة بغضب وصوت حاسم:

- مش جميله يا ثريا، جميله متنفعنيش خلاص


شهقت ثريا بصدمة واتكلمت بزهول:

- اييييه!!.. يعني انت عايز تقول انك مش هتتجوز جميله وهتتجوز واحده تانيه؟! 


ارتفع صوت والدتها وقالتلها بغضب:

- ملكيش دعوه بالكلام ده يا ثريا


بهتت ملامح ثريا بحزن، خفضت وشها بالارض وقالت:

- حاضر.. ربنا يتمم بخير 


بصلها حمزة باهتمام وهو بينتظر اللحظة اللي تبلغ فيها جميله بالخبر ده، كان نفسه يشوف جميله و رد فعلها لما تعرف الخبر. 


اتحركت ثريا ورجعت على غرفتها تاني عشان تجهز وتروح الجامعه مع جميله.


                     *****

بداخل فيلا فؤاد المنصوري. 


قعدت زوزو قدام زوجها فؤاد واتكلمت بثقة:

- انا كلمت البرنس امبارح وهو عايز يقعد معاك عشان يفهم نظام شغلك 


هز فؤاد راسه بالايجاب وقالها:

- قوليله يجيلي المصنع واشوفه واتكلم معاه واتفق معاه على كل حاجه 


هزت راسها بالايجاب، بصلها بعمق وسألها باهتمام:

- هو البرنس ده عنده كام سنه؟ 


بللت ريقها وردت بتوتر:

- يعني عنده حوالي ٢٨ او ٢٩ سنه


بصلها بترقب وقالها:

- يعني تقريبا قدك في السن او اكبر منك بسنه ولا حاجه


بصتله بتوتر وقالتله:

- قصدك ايه يعني مش فاهمه؟! 


هز راسه بسخرية وقالها:

- مقصدش حاجه، انا بس بدردش معاكي شويه قبل ما اقعد معاه


عوجت زوزو فمها ولفت وشها في الجنب التاني، وقف فؤاد وقالها:

- انا هروح المصنع دلوقتي عشان عندي طلبيه لازم تطلع في ميعادها، ومش هعرف اجيلك بكره وبعده، هكون في البيت التاني


هزت راسها بالايجاب، بصلها فؤاد وسابها ومشي، اتنفست براحه بعد ما مشي، مسكت تليفونها واتصلت على كرم صاحب البرنس، ضحكت بطريقه خليعه اول ما كرم رد عليها، سمع كرم ضحكتها وعرف ان الجو امان، اتكلم معاها بفضول:

- ايه الجو امان؟ 


قامت وقفت تبص لانعكاس صورتها في المرايا باعجاب وهي بتسمع صوته، ردت عليه وهي بتضحك بطريقة خليعه:

- امان الأمان تعالى 


ابتسم كرم بسعادة وحماس وساب شغله عشان يروح لـ زوزو ويقضي معاها بعض الوقت في غياب زوجها. 

                        *****

بداخل الجامعة. 


قعدت جميله تبص لـ ثريا بستغراب، ملاحظة النهارده فيها حاجه غريبة، متوتره وعينيها فيها لمعة دموع غريبة، طول الوقت بتبعد وشها عنها. 


بصتلها جميله باهتمام وسألتها:

- في ايه يا ثريا!.. مالك النهاردة؟! 


اتوترت ثريا وردت بتوتر:

- مفيش يا جميله 


فكرت جميله وهي بتبصلها باهتمام؛ ممكن تكون ثريا زعلانه منها بسبب المشكله اللي حصلت بينها وبين حمزة في الفرح! احتارت جميله وخافت ان ثريا تكون زعلانه منها بجد، اتنهدت جميله بتعب وسألتها بنفاذ صبر:

- ما تتكلمي يا بنتي وقوليلي في ايه، مالك؟! 


بصتلها ثريا بحزن، مش عارفه ازاي هتقولها خبر زواج حمزة من واحده تانيه، كان نفسها ان جميله هي اللي تكون زوجة اخوها، بس واضح ان حمزة خد قراره ومفيش رجوع، كان لازم تقول هي لجميله بنفسها الخبر ده قبل ما جميله تعرف من حد تاني وتزعل منها. 


بصتلها جميله بستغراب. كانت حاسه ان ثريا في صراع مع نفسها، بللت ثريا ريقها واتكلمت بتوتر:

- في خبر عرفته الصبح ومش عارفه اقولهولك ازاي


بصتلها جميله بقلق وهزت راسها باهتمام تطلب منها تتكلم، اتكلمت ثريا بتوتر وهي بتبص لجميله بقلق:

- حمزة اخويا


بهتت ملامح جميله من الخوف اول ما سمعت اسم حمزة، خافت يكون جراله حاجه، بصتلها ثريا بحزن وكملت كلامها:

- حمزة هيتجوز


جميله فضلت تبصلها بدون اي رد فعل، عقلها كان بيستوعب اللي ثريا بتقوله ببطئ شديد، شويه بشويه بدأت تستوعب كلام ثريا، هزت راسها بزهول وهي مش مصدقه، بللت ريقها وقالت بصدمة:

- حمزة مين؟! 


بصتلها ثريا بحزن وقالت:

- حمزة اخويا يا جميله.. صحيت الصبح على الخبر ده


بهتت ملامح جميلة، حاست بوجع غريب، معقول حمزة هيتجوز واحده غيرها، وفيها ايه يعني، مش هو ده اللي هي كانت عايزاه، كانت عايزاه يتجوز واحده تانيه ويبعد عنها، طب ليه هي زعلانه دلوقتي، ليه وشها بقى شاحب زي الموتى، ليه جسمها فيه رجفه غريبه، بدأت تشعر ببرودة في جسمها كله، في حاجه غريبه كانت بتحصل جواها. 


وقفت ثريا تبصلها بحزن، ربتت على كتفها وسألتها بقلق:

- جميلة انتي كويسه؟! 


بصت لـ ثريا وهي بتحاول تخفي مشاعرها ووجع قلبها، حاولت ترسم ابتسامه مزيفه على شفايفها، بس كانت واضحه جدا انها مزيفه، شفايفها كانت بترتعش جامد وهي بتحاول تبتسم، اتكلمت بصعوبه كبيرة وقالت:

- اه الحمدلله انا كويسه جدا


بللت ريقها وكملت كلامها:

- دا انا حتى فرحت اوي ان اخوكي اخيرا هيتجوز ويبعد عني ويسبني في حالي 


بصتلها ثريا بعمق، كانت شايفه الدموع المحبوسه جوه عينيها، لمعت عينيها بالدموع كانت واضحه جدا، ارتجاف جسمها وشفايفها كانوا بيظهروا انها مش كويسه ابدا، خفضت ثريا وشها بحزن، حاولت جميله تغير الموضوع عشان متبكيش قدام ثريا وتكشف اللي جواها، اتكلمت جميله بصوت مبحوح:

- يلا احنا اتأخرنا على المحاضرة 


هزت ثريا راسها بالايجاب، مشت جميله بخطوات واسعه وهي بتحاول تتحكم في دموعها. 

                      *****

بداخل المنطقه. 


حمزة دخل المحل بتاع الاسطي خيري الحلاق، كان الاسطي خيري عنده زبون تحت ايديه بيحلق له، وقف حمزة واتكلم بهدوء:

- سلام عليكم


بصله الاسطي خيري بقلق اول ما شاف البرنس في المحل بتاعه، رد السلام هو والزبون اللي عنده بتوتر، قرب منهم حمزة وقعد على الكرسي المقابل لهم، استرخي في قعدته وقال للاسطي خيري:

- عايزك في موضوع مهم لوحدنا ياسطى 


بصلهم الزبون اللي كان قاعد بيحلق بتوتر وقام وقف قبل ما يكمل حلاقه وقال للاسطي خيري بتلعثم:

- طب انا هروح مشوار كده ع السريع وارجعلك تاني يا سطي عن اذنكم


خرج الزبون من المحل بسرعه ووقف الاسطي خيري يبص لـ حمزة بتوتر، اتكلم معاه حمزة بهدوء:

- اقعد يا سطي عشان نعرف نتكلم


قعد قصاده وهو بيبصله بقلق، عمال يفكر ياترى البرنس بنفسه عنده في المحل بتاعه ليه، ياترى في مصيبة ايه هتحصل. 


حمزة بص للارض شويه بصمت، كان بيفكر جواه في اللي هو ناوي يعمله ده، مش مصدق انه ممكن يتجوز واحده تانيه غير جميله اللي عاش عمره كله يتمناها ويحلم بيها، كان حاسس ان اللي هيعمله ده هيعاقب بيه نفسه هو مش هي، لانه متأكد انه مش هيقدر يلمس بنت غيرها وكمان مستحيل يسمح ان اي راجل غيره يقرب منها، بس كان لازم يرد كرمته اللي جميله داست عليها، خد القرار بسرعه واصر عليه وكان واقف على التنفيذ، رفع وشه واتكلم من غير مقدمات وقال للاسطي خيري:

- انا طالب القرب منك في بنتك ياسطى خيري.

___________________________

انتهاء الفصل 🖤


تكملة الرواية من هناااااااا 


لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل 

متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا

الرواية كامله من هناااااااااا

مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا

مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هنااااااا






تعليقات

التنقل السريع
    close