رواية الشادر الفصل الرابع والخامس والسادس بقلم ملك إبراهيم
رواية الشادر الفصل الرابع والخامس والسادس بقلم ملك إبراهيم
#الفصل_الرابع
#رواية_الشادر
#ملك_إبراهيم
اللهّم إني وكلتك أمري فأنت لي خير وكيل ودبر لي أمري فإني لا أحسن التدبير ، اللهُم افتح لي أبواب رزقك و ارزقني من حيث لا أحتسب🤲
بسم الله توكلنا على الله❤️
______________________________
الفصل الرابع.
حمزة بص للارض شويه بصمت، كان بيفكر جواه في اللي هو ناوي يعمله ده، مش مصدق انه ممكن يتجوز واحده تانيه غير جميله اللي عاش عمره كله يتمناها ويحلم بيها، كان حاسس ان اللي هيعمله ده هيعاقب بيه نفسه هو مش هي، لانه متأكد انه مش هيقدر يلمس بنت غيرها وكمان مستحيل يسمح ان اي راجل غيره يقرب منها، بس كان لازم يرد كرمته اللي جميله داست عليها، خد القرار بسرعه واصر عليه وكان واقف على التنفيذ، رفع وشه واتكلم من غير مقدمات وقال للاسطي خيري:
- انا طالب القرب منك في بنتك ياسطى خيري
بصـ له الاسطي خيري بصدمة، بدأ يستوعب طلبه، مكنش مصدق اللي بيسمعه، المنطقه كلها عارفة ان البرنس بيحب جميلة بنت الاستاذ محمود الموظف وحجزها من زمان للجواز، فكر بين وبين نفسه، ايه اللي غير رأيه وخلاه يجي بنفسه يطلب بنته.
بصله البرنس وهو منتظر رده، اتكلم الاسطي خيري بتوتر:
- اعذرني يعني بس المنطقه كلها عارفين انك حاجز جميلة بنت الاستاذ محمود!
زفر البرنس بغضب وقاله:
- ملكش دعوه بالموضوع ده، خلينا في موضوعنا، انا جاي دلوقتي اطلب ايد بنتك، موافق ولا لأ؟
بصـ له الاسطي خيري وفكر بينه وبين نفسه ايه اللي هيحصل بعد ما يناسب البرنس، المنطقه كلها هتعمله الف حساب، بنته هتعيش في هنا وعز مع البرنس، هتتجوز راجل يقدر يصونها ويحافظ عليها، حياتهم كلها هتتغير، دي فرصة مستحيل يضيعها، رد بثقه وقاله:
- و مين يقدر يقول لأ لكبير المنطقه
اتكلم البرنس بهدوء:
- يعني ايه؟
رد الاسطي خيري بتأكيد:
- موافق طبعا يا كبير
هز البرنس راسه بالايجاب بدون ما يظهر على ملامحه اي مشاعر، قام وقف واتكلم باختصار:
- خد رأي العروسه وبلغني، ولو وافقت هتبقى كل حاجه عليا، بالنسبة للاتفاقات انا متكفل بكل مصاريف الجواز وهدفعلها المهر اللي يرضيها وهجبلها الشبكه اللي تكفيها
لمعت عين الاسطي خيري بالطمع، كمل البرنس كلامه وقاله:
- هنعمل الفرح وكتب الكتاب يوم الخميس الجاي هنا في المنطقه والزينه والانوار هتغرق المنطقه كلها
ابتسم الاسطي خيري بطمع وقاله:
- بس كل ده كتير علينا اوى يا كبير!
وقف حمزة وهو بيفكر بتردد في اللي هو بيعمله. هز راسه بهدوء وقال:
- مش كتير ولا حاجة ياسطى خيري
ابتسم الأسطي خيري وقال:
- اللي تؤمر بيه يا كبير هيحصل.. ربنا يتمم بخير
خرج البرنس من محل الحلاقة بتاع الاسطي خيري بعد ما خلص كلامه، وقف الاسطي خيري جوه المحل وهو عايز يرقص من الفرحه.
مشي البرنس وهو مش شايف قدامه، ده كان اصعب قرار خده في حياته، بس كان لازم يقسي على قلبه عشان يرد كرمته قدام نفسه.
قابله بدر وبصـ له بستغراب، كان ملاحظ عليه حاجه غريبه، وقف قدامه وسأله بفضول:
- ايه يا حمزة مالك؟!
بصله بحدة، بلع بدر ريقه وقاله بطريقه مرحه:
- ايه يا عم البرنس مالك مزاجك مش حلو ليه؟
اتكلم البرنس بغضب مكتوم جواه:
- مفيش يا بدر، في حوار كده كنت عايزك فيه قبل ما انسى
اتكلم بدر بفضول:
- حوار ايه ده؟!
اتكلم البرنس بهدوء:
- حوار كده البت زوزو كلمتني فيه امبارح يخص شغل مع جوزها
هز بدر راسه بالايجاب وسأله باهتمام:
- شغل إيه؟
دخلت جميله المنطقه هي وثريا، كانوا ماشين جنب بعض بس كل واحده فيهم في وادي تاني مع نفسها.
اتجمد حمزة مكانه اول ما شافها بتقرب، معقول لسه بتأثر فيه بعد كل القرارات اللي خدها، بعد ما سهر طول الليل يقسي قلبه عليها عشان لما يشوفها متأثرش فيه، ميحسش بدقات قلبه اللي بتزيد وترتفع كل لما تقرب منه، جسمه ميتجمدش مكانه وعينيه تفضل متبعاها لحد ما تختفي عن عينيه، احتار يعمل في قلبه ايه اكتر من اللي عمله، ازاي ينزعها من قلبه عشان يعيش مرتاح.
بصـ له بدر بستغراب ولاحظ ان عينيه على اول المنطقه، لف يشوف عينيه على مين وبيبص على ايه وابتسم اول ما شاف ثريا ماشيه مع جميله، قلبه دق بسرعه اول ما شاف ثريا.
رفعت جميله وجهها وشافته وهو واقف، اول لما عينيها جات في عينيه حرك عينيه بعيد عنها بسرعه، بص لـ بدر واتكلم معاه.
شافتهم ثريا وكانت حزينه جدا على الفراق اللي بيحصل قدامها، هي عارفه ان اخوها بيعشق جميله وكمان جميله بتحبه رغم انها بتكابر طول الوقت، كانت بتسأل نفسها؛ ليه حمزة عمل كده وقرر فجأة يتجوز واحده تانيه غير حبيبته، مكانتش فاهمه ايه اللي بيحصل ومجاش في تفكيرها ان السبب هو كلام شادية اللي قالته لجميلة في الفرح.
قربت جميله منه وهو واقف وعامل نفسه مركز مع بدر وبيتكلم معاه، كان بدر بيبصله بستغراب وهو بيتكلم معاه في مواضيع كتير وكل الكلام داخل في بعضه، كان فاهم انه بيقول اي كلام عشان يبان انه مشغول معاه في الحديث، بس مكنش فاهم ليه حمزة بيعمل كده وايه اللي بيقصده انه يظهر لجميله عدم اهتمامه بيها.
فاتت جميله من جنبهم بكل هدوء، بدون ما تقول اي كلمه، غمض عينيه مجرد ما عدت جنبه، الهوا اللي حواليه فجأة اتعطر بعطرها الهادي اللي بيعشقه، كان نفسه يمسك ايديها ويقولها متبعديش، كان نفسه تفضل قصاد عينيه اكتر من كده.
بدر عينيه كانت على ثريا، كان ملاحظ انها ماشيه حزينه، مكنش فاهم اي حاجه ولا ايه اللي بيحصل، بص للبرنس وسأله بفضول:
- هو ايه اللي بيحصل، في حاجه غريبه!!
قرب منهم كرم صاحبهم التالت واتكلم بصياح:
- الف الف مبروك يا عريس، انا مصدقتش لما عرفت الخبر دلوقتي!
بصـ له بدر بستغراب وسأله بفضول:
- عريس مين؟!
اتفاجئ حمزة ان كرم عرف بسرعه كده، عقد ما بين حاجبيه وسأل كرم:
- انت عرفت منين يا كرم؟!
اتكلم كرم بمرح وسعادة:
- الاسطي خيري نشر الخبر والمنطقه كلها عرفت والزغاريد شغاله في بيته دلوقتي
استغرب البرنس؛ معقول الاسطي خيري لحق ينشر الخبر بسرعه كده! وكمان يبلغ اهل بيته، دا لسه ماشي من عنده من ربع
ساعه بس، لحق امتى ينشر الخبر!!
وقف بدر وهو بيبص لحمزة وكرم بستغراب ومش فاهم اي حاجه، اتكلم بفضول وسألهم:
- هو ايه اللي بيحصل يا جماعه انا مش فاهم اي حاجه، المنطقه كلها عرفت ايه وزغاريد ايه مش فاهم!
اتكلم كرم بستغراب وهو بيبصله:
- يعني انت واقف مع البرنس ولسه متعرفش انه هيتجوز بنت الاسطي خيري الحلاق!
فتح بدر عينيه بصدمة وبص لحمزة بسرعه وقال:
- نعـم!!!.. مين هيتجوز مين!.. البرنس هيتجوز مين!
بص وراه على بيت جميله وقال بتلعثم:
- طب وو.. ازاي طيب انا مش فاهم حاجه؟!
زفر حمزة بغضب وقال:
- مش عايز كلام كتير في الموضوع ده وخلينا في شغلنا وتعالوا ورايا يلا عشان نتكلم في الشغل
سبقهم بخطوات مسرعه على المكان اللي بيتجمعوا فيه عشان يتكلموا في شغلهم.
وقف بدر مصدوم ومش قادر يصدق، ضحك كرم وحط ايديه على كتف بدر وقاله بثقة:
- مش قولتلك مفيش حاجه اسمها حب، هتلاقيه خد من البت جميله مزاجه وقال يشوف غيرها، الحب ده ياصحبي مش للي زينا، احنا اتعودنا نخطف ونجري
بصله بدر بصدمة ونزع ايديه بعيد عن كتفه وقاله بغضب:
- مش حمزة اللي يعمل كده في جميلة، وجميلة بنت ناس ومتربية مش زي الاشكال الزباله اللي انت تعرفهم، واياك تقول الكلام ده تاني يا كرم، عشان لو البرنس سمعك هيخلص عليك بإيديه، انت عارف الا جميلة عنده
ارتجف كرم وقاله بتوتر:
- وانا مالي يا عم هو انا اللي بقول الكلام ده، ما الناس كلها بتتكلم وكل المنطقه مستغربين ايه اللي يخلي البرنس يصرف نظر عن جميلة الا لو كان عمل معاها حاجه ولا شاف عليها حاجه مش تمام
بصـ له بدر بصدمة، اتوتر كرم اكتر وقاله:
- انا مليش دعوه بالحوار ده اما اروح اشوف هو عايزنا في شغل ايه
مشي كرم ووقف بدر يفكر ايه اللي بيحصل وليه فعلا حمزة قرر يتجوز واحده تانيه غير جميلة اللي كل المنطقه عارفه انه بيعشقها، الموضوع فعلا كبير بس هو واثق انه ملوش علاقه بأخلاق جميله، بس لازم ينبه حمزة ان القرار اللي هو خده ده هيضر سمعة جميلة في المنطقة.
*****
في بيت جميلة.
دخلت جميلة غرفتها وقفلت علي نفسها، اخيرا سمحت لدموعها انها تنزل من عينيها، قلبها كان وجعها اوي، مش مصدقه ان حمزة هيتجوز فعلا واحده تانيه، كانت حاسه بوجع جامد، كان نفسها تخليه يحس نفس الوجع اللي هي حاسه بيه، مكانتش تعرف ان وجعه اكبر بكتير من اللي هي حاسه بيه.
سمعت صوت خبط خفيف على باب غرفتها، جففت دموعها بسرعه وردت بصوت مبحوح:
- ايوه
اتكلمت والدتها بقلق:
- انتي كويسه يا جميله؟!
قامت من فوق السرير بسرعه وبصت على وشها في المرايا، خدت منديل ومسحت اثر دموعها، حاولت تبان ملامحها عاديه، قربت من باب الغرفه وفتحته وهي بتحاول تبتسم لوالدتها وقالتلها بمرح:
- خير يا ماما في ايه؟
بصتلها والدتها باهتمام، كانت ملاحظه حاجه غريبه، حزن كبير جوه عينيها بتحاول تخفيه، بس متعرفش انها مستحيل تخفي حزنها عن والدتها، ابتسمت لها والدتها واتكلمت بهدوء:
- مفيش يا قلب ماما انا كنت بس بطمن عليكي لانك جيتي من الكليه على اوضتك على طول
ابتسمت لها جميلة وهي بتحاول تخفي حزنها، باب الشقه اتفتح ودخلت "تسنيم" اخت جميلة الصغيرة، بتدرس في اولى ثانوي عام، دخلت تسنيم وهي بتبص لاختها بستغراب وقالتلها:
- هو ايه الكلام اللي الناس بيقولوه تحت ده؟!
استغربت والدتها وسألتها بقلق:
- كلام ايه؟
اتوترت جميلة، اتكلمت تسنيم بستغراب:
- بيقولوا ان حمزة هيتجوز بنت الاسطي خيري الحلاق
بصتلها والدتها بستغراب، لفت بوجهها لجميلة وبصتلها، جف حلق جميلة وهي بتسمع تأكيد الخبر اللي قالتهولها ثريا في الجامعه، اتكلمت والدتها وسألت جميلة بفضول:
- انتي عرفتي الخبر ده يا جميلة؟!
هزت جميلة راسها بالايجاب، بللت ريقها وحاولت ترسم البرود على ملامحها واللا مبالاة، اتكلمت ببرود عكس اللي بتشعر به:
- اه ثريا قالتلي الخبر ده واحنا في الجامعه، الحمدلله انه خلاص هيتجوز ويشوف حياته بعيد عني ويسبني في حالي اشوف حياتي
بصتلها والدتها بستغراب، اتكلمت تسنيم اختها بغضب:
- بس اللي هو عمله ده خلي الناس يتكلموا في سمعتك انتي
فتحت والدتها عينيها بصدمة، بصت جميلة لاختها بزهول وقربت منها تسألها بصدمة:
- يتكلموا في سمعتي ازاي؟!
خفضت تسنيم وشها واتكلمت بحزن:
- في واحده صحبتي كانت ماشيه معايا اول لما عرفنا الخبر ده واول سؤال سألته ليا قالتلي "هو البرنس هيتجوز واحده تانيه غير اختك ليه!، هو شاف حاجه على اختك؟!"
شهقت والدتها بصدمة، اتجمدت جميلة مكانها وهي بتسمع كلام اختها.
رجع والدهم من شغله وفتح باب الشقه ودخل ولقاهم واقفين متجمدين مكانهم، زوجته وبناته الاتنين، عرف بالخبر اللي انتشر في المنطقه كلها في اقل من ساعه واحده، بص لجميلة بنته واتكلم وبهدوء:
- السلام عليكم
ردو السلام وهما واقفين، جميله كانت بتحارب دموعها انها متنزلش، كانت بتحاول على قد ما تقدر تظهر قويه وفرحانه بالخبر اللي عرفته وانها خلاص بقت حره والبرنس بعد عنها وهيتجوز ويسيبها في حالها.
بصلها والدها باهتمام وقرب منها، ربت على كتفها وسألها بحنان:
- عاملة ايه يا حبيبتي، لسه راجعه من الجامعة ولا ايه؟
هزت جميلة راسها بالايجاب و ردت بهدوء:
- الحمدلله يا بابا، اه لسه راجعه من شويه
هز راسه وهو بيبتسم لها، بص لزوجته وقالها بمرح:
- ايه يا ام جميلة، فين الغدا احنا جعانين
بصتله زوجته بتوتر وقالت:
- الغدا جاهز، حالا هحطه ع السفرة
بصت لـ تسنيم وقالت لها:
- تعالي معايا يا تسنيم ساعديني
بصت تسنيم لـ والدها واختها وفهمت ان والدها عايز يتكلم مع جميلة على انفراد، اتحركت والدتها علي المطبخ وتسنيم وراها، ابتسم الاستاذ محمود لبنته جميلة وقالها:
- تعالي يا جميلة عايزك
خدها على غرفة الضيوف وقعدوا، كانت جميلة متوتره جدا، عارفه ان والدها هيكلمها في نفس الموضوع، كل اللي كان بيشغلها في اللحظة دي انها تقدر تسيطر على دموعها وتبان قوية قدام والدها وتبان كمان سعيدة بالخبر ده.
بصلها والدها باهتمام وقالها:
- اكيد عرفتي بالخبر اللي انتشر في المنطقة النهاردة؟
اتكلمت جميلة بخفوت:
- خبر ايه؟
اتكلم والدها بهدوء:
- جواز حمزة من بنت الاسطي خيري الحلاق
خفق قلبها بعنف، ارتجف جسمها وحاولت تسيطر علي توترها. تشابكت كفوف ايديها في بعض وضغطت عليهم بقوة، تابع والدها اللي بيحصلها، اتكلم مرة تانيه بهدوء:
- بصي يا جميلة يا بنتي، انا معنديش في حياتي أغلى منك انتي واختك، انتوا الحاجه الوحيدة اللي خرجت بيها من الدنيا، انا لما سبق ووافقت على طلب حمزة لما جه يتقدملك مكنش خوف منه بالعكس. انا عمري ما خوفت منه لاني عارف معدنه كويس، وابوه الله يرحمه زي ما انتي عارفه كان صاحب عمري.
اتصدمت جميلة لما عرفت ان موافقة والدها على حمزة مكنش خوف منه وانتظرت تعرف ايه السبب الحقيقي لموافقة والدها.
________________________________
#الفصل_الخامس
#رواية_الشادر
#ملك_إبراهيم
لا إله إلا أنت سبحانك إني كنتُ من الظَّالمين.
بسم الله توكلنا على الله ❤️
________________________________
الفصل الخامس.
- بصي يا جميلة يا بنتي، انا معنديش في حياتي أغلى منك انتي واختك، انتوا الحاجه الوحيدة اللي خرجت بيها من الدنيا، انا لما سبق ووافقت على طلب حمزة لما جه يتقدملك مكنش خوف منه بالعكس، انا عمري ما خوفت منه لاني عارف معدنه كويس، وابوه الله يرحمه زي ما انتي عارفه كان صاحب عمري
اتصدمت جميلة لما عرفت ان موافقة والده على حمزة مكنش خوف منه وانتظرت تعرف ايه السبب الحقيقي لموافقة والدها.
اتكلم والدها مرة تانيه واضاف:
- وبالنسبة للطريق اللي حمزة مشي فيه ده بعد موت ابوه انا حاولت كتير امنعه، بس حمزة طول عمره عنيد وصوته من دماغه، لما انا وافقت عليه كان عندي امل انه يتغير عشانك لاني عارف انه بيحبك بجد وعارف كمان ان انتي بتحبيه من وانتوا صغيرين، لما انتي طلعتي ورفضتيه انا قولت يمكن رفضك ليه ده يكون دافع له عشان يتغير، بس النهاردة للأسف انا اتأكدت ان حمزة مستحيل هيتغير، حمزة اختار الطريق الاسهل وربنا يهديه، مفيش في ايدينا حاجه تانيه نقولها غير كده
هزت جميله راسها بالايجاب وهي بتحاول بصعوبة كبيرة تتحكم في دموعها وتحبسها جوه عينيها على قد ما تقدر، كمل والدها كلامه وقالها:
- انا عرفت انه هيتجوز بنت الاسطي خيري الحلاق، ربنا يوفقه ويصلح له حاله، المفروض دلوقتي نشوف احنا حالنا بقى، لازم انتي تغيري افكارك وانا كمان اغير نظرتي لموضوعكم ونتعامل مع الامر الواقع بعقل
بصت جميله لوالدها بستغراب، هز والدها راسه بالايجاب وكمل كلامه بتوضيح:
- أيوه يا جميلة انتي لازم تغيري افكارك وتشوفي حمزة بعين تانيه، عين مفيهاش نظرة حب زي الاول، حمزة اتغير وانتي كمان لازم تتغيري
بصت جميلة لوالدها والدموع بتلمع في عينيها، ربت والدها علي كتفها وقالها:
- شيليه من افكارك يا جميلة، كل شئ قسمة ونصيب يا بنتي، ربنا يهديه ويوفقه مع اللي اختارها وبكره ربنا يرزقك بابن الحلال اللي يسعدك
مقدرتش تتحكم في دموعها اكتر من كده، دموعها الخاينه نزلت غصب عنها، دموعها وجعت قلب والدها عليها، خدها في حضنه وقالها:
- لا يا جميلة، مش انتي اللي تعيطي يا بنتي، انتي طول عمرك قويه، اوعي تسمحي لأي حد انه يضعفك
هزت جميلة راسها بالايجاب وهي جوه حضن والدها، حضن والدها ودعمه ليها في اللحظة دي كان فعلا بيقويها، قدر يحتضنها ويحس بوجعها ويشجعها انها تتخطئ حزنها ووجعها، سهل عليها كلام كتير كان نفسها تقوله ووضحلها حقيقة الوضوع اللي هي فيه وايه الصح اللي لازم تعمله، حط قدامها القرار اللي لازم تاخده وساب لها هي حرية اتخاذ القرار. شكرت والدها وجففت دموعها، حاولت ترسم ابتسامة علي شفايفها ووعدته انها هتكون قويه وهتقدر تتخطى حزنها وتعيد أفكارها من جديد، والدها كان واثق فيها ومتأكد ان بنته قويه وهتكون قدها، مكنش خايف عليها ابدا، بس كان عايز يطمن عليها ويتأكد انها هتقدر تقف على رجليها وتكمل طريقها وحياتها.
*****
بعد يومين.
راحت ثريا مع والدتها بيت الاسطي خيري عشان ياخدوا العروسة واهلها يختاروا شبكتها.
ثريا مكانتش طايقه نفسها وحاسه انها كده بتخون صديقة عمرها، كانت بتبص للعروسة "أمنيه" اللي من نفس عمر ثريا تقريبا بس امنيه خدت شهادة دبلوم تجارة وقعدت في البيت تستنى النصيب وابن الحلال.
كانت امنيه قاعده وهي هتموت من الفرحه، مش مصدقه انها هتتجوز حمزة البرنس اللي كل بنات المنطقه بيتمنوا بس نظرة منه، هي وكل البنات كانوا بيحسدوا جميلة عليه وعلى حبه الكبير لها وتمسكه بيها، حست امنيه بالغرور بعد ما البرنس ساب جميله اللي كانت شاغله قلبه من سنين وجالها هي، طلبها من ابوها للجواز والنهارده باعت والدته واخته عشان يجبولها الشبكه، كان نفسها يجي معاها وهي بتختار شبكتها، بس والدها فهمها ان البرنس قال انها تختار الشبكه برحتها واللي تكفيها بس هو مش هيكون موجود "لان دي حاجات ستات".
وقفت ثريا تبصلها من فوق لتحت، مش مصدقه ان اخوها هيتجوز دي بدل جميلة، نغزتها والدتها واتكلمت معاها من تحت سنانها:
- افردي وشك يا ثريا في وش عروسة اخوكي وأهلها
بصت ثريا لوالدتها بحزن وبصت للعروسة، خرجت والدة العروسة وقالتلهم انهم جاهزين عشان يروحوا يختاروا الشبكة.
خرجوا كلهم من بيت العروسة واهل العروسة الستات كلهم كانوا موجودين، كانوا ماشين وعاملين هيصه كبيرة اوي في المنطقه، اغاني وزغاريد ورقص في الشارع، ثريا كانت ماشيه جنب والدتها وهي بتبصلهم بغضب.
في الوقت ده كانت جميلة هي واختها تسنيم في مكتبة عم مهران بيجيبوا حاجات من المكتبه، سمعوا صوت الاغاني والزغاريد، طلعوا قدام المكتبة يتفرجوا على اللي بيحصل، كانوا فاكرين ان ده فرح تبع حد من اهالي المنطقه، لكنهم اتفاجئوا لما لقوا ثريا ووالداتها معاهم.
بصت جميلة للعروسة باهتمام، كانت لابسه فستان احمر بحملات على بدي كارينا ابيض بكم وكانت لفه الطرحه على شعرها للخلف، كانت حاطه ميكب كتير جدا واللون الاحمر فاقع فوق شفايفها وخدودها.
تسنيم ضحكت اول لما شافتها بشكلها الغريب واللي المفروض انه بيدل على اناقتها وسعادتها الكبيرة، جميلة كانت بتبصلها وبتقول بينها وبين نفسها "لازم تكوني سعيدة، خدتي اللي انا عشت طول عمري اتمناه، خدتي اللي كنت فاكره انه اتخلق ليا وانا اتخلقت ليه".
وقفت ثريا مكانها بصدمة لما شافت جميلة واقفه قدام المكتبة وبتبص للعروسة بشرود، ثريا قربت من جميلة ووقفت قدامها، بصت في عينيها وقالت لها بحزن:
- انا اسفه
استغربت جميلة ورسمت ابتسامة هادية على شفايفها بسرعه وقالت لها:
- اسفه على ايه يا مجنونه انتي، ربنا يتمم لهم بخير وعقبالك
تنسيم كانت بتبص لـ ثريا بغيظ، كانت زعلانه من اللي اتسبب فيه اخوها لما سوء سمعة جميلة بعد ما كان بيعلن للمنطقه كلها انها تخصه وفجأة راح يتجوز غيرها، كانت عايزة تضايق ثريا وتثبت لها ان جميلة يتمناها الف واحد احسن من اخواها.
شافهم بدر وهما واقفين قدام مكتبة والده، قرب منهم عشان يطمن على ثريا.
وقفت تسنيم وهي حاطه ايديها في خصرها وقالت لـ ثريا بكل برود:
- عقبالك انتي كمان يا ثريا، اهو اخوكي هيتجوز وجميلة اختي كمان جالها عريس وهتتجوز قريب ان شاءالله
سمع بدر كلام تسنيم لما قرب منهم، استغرب جدا وسأل نفسه "مين ده اللي امه داعيه عليه وهيفكر يتجوز حبيبت البرنس".
استغربت ثريا من كلام تسنيم وبصت لـ جميلة بفضول.
جميلة كانت فاهمه اختها ليه قالت كده وكانت عارفه انها متغاظه وزعلانه بعد اللي حصل.
قرب منهم بدر ووقف يتكلم معاهم بهدوء:
- واقفين ليه كده؟!
اتوترت ثريا لما شافته، تجاهلته واتكلمت مع جميلة:
- انا هروح انا يا جميلة ونبقى نتكلم بكره في الجامعه ان شاء الله
هزت جميلة راسها بالايجاب، مشت ثريا عشان تلحق بوالدتها وعروسة اخوها في محل الدهب، تابعها بدر باهتمام، دخلت تسنيم المكتبة عشان تاخد باقي الحاجات اللي محتاجاها، وقف بدر قدام جميلة وسألها:
- ايه اللي حصل يا جميلة، ليه البرنس هيتجوز واحده تانيه وانا عارف ومتأكد ان عمره ما حب غيرك
بصتله جميلة ورسمت ابتسامة هادية وحاولت تظهر البرود على ملامحها وقالت:
- مفيش حاجه حصلت يا بدر، كل الحكاية ان احنا فجأة كبرنا وبقينا نقدر نفرق بين الصح والغلط وآن الاوان ان كل واحد فينا يشوف الصالح له ويعمله
خرجت تسنيم من المكتبة وقالت لـ جميلة:
- خلاص يا جميلة انا جبت كل الحاجات اللي هحتاجها
هزت جميلة راسها بالايجاب واتحركت من قدام بدر ومشت مع اختها، وقف بدر يبصلها بستغراب، مفهمش منها حاجه! ، وبرضه لما سأل حمزة مفهمش منه حاجه، بص للمكتبة ودخل عند والده وقعد قدامه وخد نفس عميق بحيرة.
بصـ له والده من اسفل نضارته النظر وسأله:
- مالك، شكلك مهموم ليه؟!
اتكلم بدر بحزن:
- زعلان على حال جميلة وحمزة، انا مش عارف ليه يحصل كل ده بعد الحب اللي كان بينهم
ابتسم والده بهدوء وقاله:
- يمكن مفيش نصيب بينهم
بص بدر لوالده باهتمام وقاله:
- بس دول كانوا بيحبوا بعض اوي
ضحك والده ضحكة رجل عجوز. السنين علمت على قلبه قبل ما تعلم على ملامحه، اتنهد بعمق وقاله:
- ياااه يا بدر.. ياما يابني كتير حبوا بعض اكتر من حب حمزة وجميلة والقسمة والنصيب فرقوهم
بهتت ملامح بدر بخوف، خاف على حبه لـ ثريا، الوحيدة اللي بيتمناها من الدنيا، لاحظ والده قلقه وقاله:
- سيبها لله يا بدر، اتقي الله يا بني وتوكل على الله واللي فيه الخير ربنا يقدمه
قعد بدر يبص قدامه بحزن، خاف يحصل معاه اللي حصل مع حمزة وجميلة، وفجأة يتفرق عن ثريا وتطلع مش من نصيبه، مجرد التفكير ان ده ممكن يحصل وجع قلبه.
تابعه والده بحزن، نفسه يبطل عناد ويرجع عن الطريق اللي هو ماشي فيه، دعاله من قلبه ربنا يهديه ويرزقه الزوجه الصالحه.
*****
بداخل شادر الخشب بتاع فؤاد المنصوري.
قعد فؤاد على مكتبه وهو بيشرب الشيشه بتاعه.
دخل حمزة البرنس الشادر وهو بيتأمل المكان بتركيز وعيونه تشبه عيون الصقر، رحب به واحد من رجال فؤاد ووصله عند فؤاد وهو قاعد على مكتبه وبيشرب الشيشه.
قعد البرنس قدامه واتكلم بثقة:
- بلغوني انك عايزني في شغل
فؤاد بصله باهتمام، خد نفس عميق من الشيشه بتاعه وخرجه في الهوا، اتكلم معاه بهدوء:
- وبلغوني اني هلاقي عندك اللي بدور عليه
بصله البرنس باهتمام وسأله:
- اللي هو ايه اللي بتدور عليه!
بصله فؤاد بتقيم ، بداية من طوله اللي فوق الـ190 سم وعضلات جسمه البارزة، وثقته وهو قاعد قدامه، نظرات عينيه الحاده.
خد فؤاد نفس عميق مرة تانيه من الشيشه وقاله:
- الحماية، والأمانه، والجدعنه
بصله البرنس باهتمام، كمل فؤاد كلامه وقاله:
- انا عايزك تبقى من رجالتي
ابستم البرنس بسخرية، اتبدلت ابتسامته في لحظه بغضب وقاله بقوة:
- انا راجل نفسي، انما لو عايز نشتغل نبقى نسميها نشتغل مع بعض، قولي عرضك وانا افكر فيه ويا اوافق، يا ارفض
بصله فؤاد بستغراب وقاله:
- ترفض!!
وقف البرنس وقاله ببرود:
- الظاهر ان الباشا فاضي وانا معنديش وقت
اتكلم فؤاد بسرعه وقاله:
- استنا
ساب الشيشه من ايديه وكمل كلامه:
- عجبتني
اتكلم البرنس باختصار:
- ياريت نلخص ونجيب من الاخر يا باشا، وكفايه اوي الوقت اللي ضاع
اتكلم معاه فؤاد بهدوء:
- طب اقعد عشان نتكلم
قعد البرنس وبصله بقوة، اتكلم فؤاد بهدوء:
- انا عندي الشادر الكبير ده وكام مصنع ومحلات بيع للأثاث ومحتاجين للحماية، اصل ولاد الحرام كل ما اجيب شوية خشب لزوم المصانع والورش اللي عندي يتهجموا عليهم ويحرقولي شقى العمر
اتكلم البرنس بثقة:
- وانت تعرف ولاد الحلال دول؟
اتكلم فؤاد بتأكيد:
- اعرفهم، بس لازم اعمل نفسي معرفهمش عشان في مصالح تانيه مشتركه، عشان كده عايز احمي حاجتي منهم والاهم عندي احمي الشادر ده ومحدش يقرب منه
هز البرنس راسه بتفهم وقاله:
- بس حسابنا هيكون نسبة على كل شحنة خشب تدخل الشادر ونحميها لحد ما توصل المصانع والورش
بصله فؤاد بستغراب وقاله:
- والنسبه هتكون كام؟!
رد البرنس بثقة:
- ٣٠٪
بصله فؤاد بصدمة وقاله:
- بس ده هيبقى كتير اوي!
اتكلم البرنس بتأكيد:
- بس مفيش حتة خشب هتتخدش وهضمنلك الأمان والحماية لكل ممتلكاتك
بصـ له فؤاد بتفكير، حسابها بينه وبين نفسه ولقى انه هو اللي هيكون كسبان، هز راسه بالايجاب وقاله:
- يبقى اتفقنا
هز البرنس راسها بالايجاب:
- اتفقنا
وقف البرنس عشان يمشي وقبل ما يتحرك اتكلم مع فؤاد وقاله:
- طب بمناسبة اتفاقنا ده، عايز اعزمك على فرح في المنطقة عندنا اخر الاسبوع ده
ابتسم فؤاد وقاله:
- ده يشرفني
رد البرنس بثقه:
- يبقى على بركة الله
هز فؤاد راسه بثقه وقاله:
- ربنا يتمم بخير
هز البرنس راسه وخرج من الشادر، قعد فؤاد يبص قدامه وهو بيفكر في الاتفاق اللي بينهم، قرب واحد من رجالة فؤاد وسأله بفضول:
- ايه الاخبار يا باشا؟، اتفقتوا
خد فؤاد نفس عميق من الشيشه وهو بيفكر بغموض وقاله:
- اتفقنا
سأله مرة تانيه بقلق:
- وعرف حاجة عن تجارتنا التانية اللي بنخفيها هنا في الشادر وسط الخشب؟
اتكلم فؤاد بتحذير:
- لا طبعا مش لازم يعرف أي حاجة عن تجارتنا التانية.. لو عرف هنروح في داهية.
_______________________________
#الفصل_السادس
#رواية_الشادر
#ملك_إبراهيم
رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلاَ تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلاَ تُحَمِّلْنَا مَا لاَ طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَآ أَنتَ مَوْلاَنَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ.
بسم الله توكلنا على الله ❤️
_________________________________
الفصل السادس.
قعد فؤاد يبص قدامه وهو بيفكر في الاتفاق اللي بينهم، قرب واحد من رجالة فؤاد وسأله بفضول:
- ايه الاخبار يا باشا؟، اتفقتوا
خد فؤاد نفس عميق من الشيشه وهو بيفكر بغموض وقاله:
- اتفقنا
سأله مرة تانيه بقلق:
- وعرف حاجة عن تجارتنا التانية اللي بنخفيها هنا في الشادر وسط الخشب؟
اتكلم فؤاد بتحذير:
- لا طبعا مش لازم يعرف أي حاجة عن تجارتنا التانية.. لو عرف هنروح في داهية.
*****
في شقة اهل جميلة.
دخل الاستاذ محمود والد جميلة الشقه وهو بينادي على جميلة بمرح، خرجت جميلة من غرفتها وخرجت تسنيم من غرفة الجلوس وخرجت والدة جميلة من المطبخ، اتجمعوا حواليه بفضول، وقف وسطهم واتكلم بحماس:
- عندي ليكم مفاجأة، زمايلي في الشغل عملوا رحلة يوم الجمعة الجاية وانا اشتركت لينا احنا الاربعه في الرحلة دي
قفزت تسنيم من الفرحه وابتسمت والدتهم بسعاده، جميلة الوحيدة اللي معملتش اي رد فعل سواء ايجاب او اعتراض، وقف والدها يبصلها بستغراب وسألها بفضول:
- ايه يا جميلة انتي مش فرحانه بالرحلة!! ، انتي عارفه الرحلة دي هنروح فين، اسكندرية، وانا عارف انتي اد ايه بتحبي اسكندريه والبحر
رسمت جميلة ابتسامه هاديه على شفايفها وقالت بهدوء:
- انا عارفه يا بابا ومتأكدة ان اكيد حضرتك اللي عرضت على زمايلك فكرة الرحلة دي وعارفه سبب الفكرة؛ حضرتك عايز تبعدني عن المنطقه في اليوم ده عشان فرح حمزة. بس متقلقش يا بابا انا فعلا بخير واتصالحت مع الموضوع ده ومفيش اي هدف يهمني اوصل له دلوقتي غير التفوق في دراستي واكون دايما ناجحة ومتفوقه زي ما اتعودت
ابتسم والدها وقرب منها قبّل مقدمة راسه وربت على ظهرها بحنان وقالها بابتسامة:
- طول عمرك بتفهميني يا جميلة
ابتسمت جميلة بحزن وقالت لوالدها:
- اطمن عليا يا بابا ومتقلقش انا حقيقي بخير
هز والدها راسه بالايجاب، بهتت ملامح تسنيم وقالت بأحباط:
- ايه ده يعني الرحلة كده اتلغت!
ضحكت والدتها واتكلمت معاها بهزار:
- رحلة ايه يا بتاع الثانوية العامة انتي!
دبدبت تسنيم على الارض وقالت بحزن:
- يووه بقى، دا انا كنت فرحت وقولت اخيرا هرتاح من المذاكره يوم
اخدهم والدها في حضنه هي وجميله وقالهم بوعد:
- وعد مني ان شاء الله لما تنجحوا انتوا الاتنين هنروح اجازه اسبوع اسكندريه
قفزت تسنيم بسعاده وقبّلت والدها من خده، ضحكت جميلة بهدوء، ضمهم والدهم لحضنه وقال بسعادة:
- ربنا يباركلي فيكم يا رب
رددت زوجته الدعاء وهي بتنظر لهم بسعادة.
*****
صباح اليوم التالي.
بداخل شقة حمزة البرنس.
خرج "حمزة" من الحمام وسمع صوت "ثريا" اخته وهي بتتكلم في التليفون مع "جميلة" وبتأكد عليها تستناها تحت البيت وبتأكد انها نازله حالاً.
حمزة كان نفسه يشوف جميلة، كانت وحشاه اوي بس كان بيكابر، كان بيقنع نفسه انه عايز يشوفها بس عشان يقهرها ويوجع قلبها ويشوف في عينيها نظرات الندم بعد ما خرجها من حياته وربط حياته بواحده تانيه.
خرج من البيت بسرعه قبل ثريا عشان يشوف جميلة وهي تحت البيت وكأنها صدفه.
نزل الدرج بتاع البيت وشافها وهي واقفه وماسكه الموبيل بتاعها بتقلب فيه.
قلبه دق بعنف، كان نفسه يقرب منها وياخد الموبيل من ايديها ويقولها "مش من حق اي حاجه في الدنيا تشغلك عني" ، كان حاسس بالغيرة من الموبيل اللي عينيها وايديها وعقلها مشغولين بيه، ياترى فيه ايه الموبيل ده عشان يشغلها بالشكل ده!!.
خرج من البيت ووقف قدامها، رفعت عينيها عن الموبايل وبصتله بصدمة، قلبها خفق بسرعه اول لما شافته، جسمها كله ارتجف، وشها احمر و شحب بسرعه، بصلها باشتياق، كانت وحشاه اوي، فاق لنفسه واتغيرت نظرته ليها بسرعه واتكلم بسخرية:
- ازيك يا جميلة
نظرات عينيه اللي اتبدل في لحظة واصبحت بارده فوقتها هي كمان واتبدلت نظرات عينيها واصبحت قوية بتعكس عنادها و ردت ببرود:
- الحمدلله بخير
رفع حاجبه بغيظ وقالها:
- متأكده !!
هزت راسها بتأكيد وقالت:
- اه طبعا متأكده، الحمدلله
بصلها بعمق، اتكلمت مرة تانيه بسخرية وقالتله:
- آآه م الحق قبل ما انسى، الف مبروك، انا حقيقي فرحتلك اوي
ضحك بسخرية وقالها ببرود:
- كنت متأكد ان ده هيفرحك وللسبب ده قررت اعمل كده
بصتله بصدمة، لاحظت السخرية في كلامه.
نزلت ثريا من البيت ووقفت مكانها لما شافت اخوها واقف مع جميلة وبيتكلموا، وقفت في جنب تخفي نفسها عشان تسيبهم يتكلموا برحتهم، كانت بتدعي من قلبها انهم يتصالحوا وحمزة يرجع عن موضوع الجوازة دي ويتجوز جميلة بدل البنت التانيه اللي خطبها.
كمل حمزة كلامه مع جميلة وقالها:
- اهم حاجه عندي انك تكوني مبسوطة، وانا اتعودت اشوف ايه اللي بيفرحك واعمله
كلامه كان قاسي علي قلبها اوي، فجأة ظهر قدام عينيها شريط ذكرياتهم مع بعض، ذكريات طفولتهم، قد ايه كان طول عمره حنين عليها، كان بيخاف عليها وعمره ما سمح لأي حد انه يزعلها، كان دايمآ هو اللي بيضحي عشانها، كان بيضحي براحته وسعادته عشان يشوفها مبسوطة، في اللحظة دي شافت نفسها قد ايه كانت انانيه معاه، مقدرتش ظروفه واللي حصله وعمرها ما فكرت تقف جنبه، بالعكس؛ دي بعدت عنه وحاربته وكأنه عدوها، كانت دايمآ بتحاسبه على ظروف ملوش يد فيها، مع انها كانت تقدر تاخد بإيديه وتبعده عن الطريق اللي هو ماشي فيه بقوة حبها، مش بعدائها ليه واظهار كرهها له طول الوقت.
بصلها حمزة بخيبة امل وسابها ومشي، وقفت تتابعه بزهول وهو بيبعد عنها، خرجت ثريا من البيت اول ما حمزة بعد عن جميلة، قربت ثريا من جميلة ووقفت جنبها وسألتها بفضول:
- في ايه يا جميلة!!
بصتلها جميلة وعينيها بتلمع بالدموع، قلقت ثريا اكتر وسألتها بقلق:
- مالك يا حبيبتي!، حمزة قالك ايه؟!
هزت جميلة راسها وقالتلها:
- مفيش حاجه يا ثريا، حمزة مقالش حاجه
اتنهدت ثريا بحزن وقالتلها:
- حمزة بيحبك اوي يا جميلة، كان نفسي تكونوا لبعض
اتكلمت جميلة بحزن:
- كل شئ قسمة ونصيب يا ثريا
اتحركت جميلة عشان تمشي، مشت جمبها ثريا وهي حزينه على وجع قلب اخوها وصحبتها.
*****
في بيت الاسطي خيري الحلاق.
قعد الاسطي خيري على طاولة الفطار هو وزوجته وبنته أمنيه وابنه الصغير، اتكلمت والدة امنيه بفضول:
- هو البرنس متكلمش معاك في موضوع الشقه لحد دلوقتي؟
اتكلم زوجها وهو بيتناول الفطار:
- هو اتفق معايا انه هيجهز البيت كله، بس شكله كده والله اعلم هيقعد في شقة والدته
اتكلمت أمنيه بهدوء:
- مش مهم هنعيش فين، انا راضيه بأي حاجه
اتكلم الاسطي خيري برضا:
- على رأيك يا أمنيه، هو احنا كنا نطول نناسب البرنس
ابتسمت والدة أمنيه واتكلمت بفخر:
- دا كل المنطقه بيحسدونا
بصتلهم أمنيه بتوتر وخفضت وشها.
وقف الاسطي خيري عشان يخرج من البيت، اتكلمت معاه زوجته:
- انت رايح فين يا ابو العروسه، اوعا تكون هتروح تفتح المحل، دا فرح بنتك بعد يومين
ضحك زوجها بفخر وقالها:
- انا هنزل اتابع تجهيزات الفرح، البرنس هيفرش المنطقه كلها بالنور والزينه
ابتسمت زوجته بسعاده وارتفع صوتها بالزغاريد، ابتسم الأسطي خيري بسعاده وخرج من البيت، قعدت أمنيه حزينه وخايفة ان يحصل آي حاجة تآجل الفرح.
*****
فات يومين بسرعة والمنطقة كلها اصبحت جاهزة. الليلة فرح البرنس والمنطقه كلها كانت متزينه بالانوار والنشارة الملونه مفروشه على الارض، وصوت الزغاريد كان مالي المنطقه كلها.
جميلة قعدت في غرفتها تضم جسمها وتبكي بحزن، خلاص حبيبها هيتجوز، الليلة دي هينام في حضن واحدة تانيه غيرها، قلبها كان مقهور من الحزن والغيرة.
سمعت صوت طرق على باب الغرفة، قامت بسرعة وجففت دموعها وحاولت تظهر طبيعيه، فتحت الباب ولقت تسنيم اختها واقفه تبصلها باهتمام، اتوترت جميلة من نظراتها واتكلمت معاها بارتباك:
- في ايه يا توتا
اتكلمت تسنيم بفضول:
- احنا هننزل الفرح انا وماما وبابا
شحب وجه جميلة لما اختها اتكلمت عن الفرح، كملت تسنيم كلامها وقالتلها:
- بابا بيسألك هتقدري تيجي معانا؟!
اتصدمت جميلة وهزت راسها برفض وقالت:
- لا يا حبيبتي انا مش هقدر اجي عشان تعبانه شويه ومحتاجة ارتاح
ابتسمت تسنيم بحزن وقالتلها:
- ماما قالت كده برضه، قالت ان انتي مش هتقدري تيجي
اتحركت تسنيم من قدامها وراحت عند والدها ووالدتها تبلغهم ان جميلة مش هتقدر تيجي، دخلت جميلة غرفتها مرة تانيه وقفلت علي نفسها، قلبها كان موجوع اوي، كتمت فمها بإيديها وصرخت بصوت متكوم، كانت حاسه ان في سكاكين بتقطع في قلبها بدون رحمه، سمعت صوت باب شقتهم وهو بيتقفل، عرفت ان أهلها نزلوا الفرح وبقت في الشقه لوحدها، صوت الاغاني كان عالي جدا في المنطقه، صرخت وهي بتبكي، نطقت اسم حمزة بوجع، كانت بتنادي عليه ونفسها يرجع عن اللي هو بيعمله، فجأة قعدت مكانها، سألت نفسها؛ ليه بتعمل في نفسها كده؟. ليه بتعذب نفسها وتعذبه، هتفضل لحد امتى تهرب من حبها ليه، فكرت انها توقفه، لازم تبطل السلبيه اللي هي فيها وتعمل خطوة واحدة ايجابيه في حياتها، لازم تدافع عن حبها، هو عمل عشانها كتير اوي واستحمل عشانها وكان طول الوقت بيمد ايديه ليها وهي اللي كانت بتبعد، آن الأوان هي اللي تتحرك وتمد ايديها ليه.
وقفت بسرعه وقربة من خزانة الملابس، خرجت فستان بسيط والحجاب بتاعها، قررت انها تلبس وتنزل الفرح، تحاول تعمل ايه حاجه، حتى لو مقدرتش ترجعه ليها، كفايه عندها انها تشوفه وهو عريس وببدلة الفرح.
*****
بداخل الفرح.
الانوار كانت كتير جدا، والفرقة الموسيقيه كانت بتحي الفرح، المنطقه كلها كانت موجوده، الكل كان فرحان لفرحة البرنس.
وصل فؤاد المنصوري بعربيته ومعاه مراته التانيه زوزو.
رحب بيه كرم صاحب البرنس، وصله لاحسن طاولة بالفرح، فؤاد مكنش ملاحظ النظرات المتصله بين كرم وزوزو، قعد فؤاد وسأل على العريس عشان يباركله، كل الناس كانوا مستغربين ان البرنس لسه مظهرش لحد دلوقتي.
بعد وقت قليل وصلت العروسة بفستانها الابيض، كل البنات كانوا حواليها وكل المنطقه بتبارك بس كانوا مستغربين فين العريس!!.
ظهر بدر وقرب من الاسطي خيري وطلب منه يجيب العروسه ويجي معاه على بيت مأذون المنطقة عشان يكتبوا الكتاب، الامر كان طبيعي جدا لانهم عارفين ان مأذون المنطقه عاجز عن الحركة والخروج من بيته بيكون صعب، قرب بدر من كرم وطلب منه يروح معاهم عشان يشهد علي عقد الزواج، بيت المأذون كان قريب جدا من مكان الفرح، الاسطي خيري خد بنته وراح مع بدر وكرم عشان يكتبوا الكتاب بعد ما بدر طمنه ان البرنس مستنيهم هناك.
الفرقة الموسيقيه كانت شغاله عادي وكل الناس فرحانه وفي انتظار كتب الكتاب عشان الفرح يكمل بوجود العريس والعروسة.
*****
في بيت المأذون.
دخل الاسطي خيري ومعاه بنته بفستان الفرح ودخل بعدهم بدر و كرم.
البرنس كان قاعد جنب المأذون وقدامهم دفتر الزواج، المأذون طلب من الاسطي خيري بطاقة العروسة وطلب من بدر وكرم البطايق عشان يبقوا الشهود.
قعد الاسطي خيري جنب المأذون قصاد البرنس والعروسه قعدت جنب والدها، كرم كان بيبص للعروسه و البرنس بقلق وتوتر، خرج بطاقته واداها للمأذون، بصله البرنس بعمق ولاحظ توتره، رجع بص للمأذون وهز راسه انه يبدأ وياخد البيانات، سجل المأذون البيانات وهز راسه للبرنس انه سجل البيانات زي ما اتفقوا، وقف البرنس من مكانه وقرب من كرم، تابعت أمنيه اللي هيحصل بتوتر، وقف البرنس قدام كرم وسأله بهدوء:
- قولي يا كرم انت تعرف العروسة اللي انا هتجوزها دي؟
بصـ له كرم بصدمة وبص لأمنيه بسرعة، اتوتر جدا واتكلم بارتباك:
- وانا هعرفها منين يا برنس
صفعه حمزة على وجهه بقوة. وقف الاسطي خيري بصدمة. أمنيه خفضت وجهها للارض بخوف. وقف بدر يتابع اللي بيحصل بزهول. حمزة مسك كرم وجذبه من ثيابه وقاله بغضب:
- يعني انت متعرفهاش!!
صفعه مرة تانيه. رفع كرم ايديه عشان يحمي وجهه من صفعات حمزة له القوية، اتكلم الاسطي خيري بصدمة:
- هو ايه اللي بيحصل؟!
اتكلم حمزة بغضب ووجه كلامه لـ أمنيه وهو ماسك كرم من ثيابه عشان ميهربش:
- قومي احكي اللي حصل
وقفت أمنيه بخوف وهي بتخفض وجهها للارض، اتكلمت بتلعثم وقالت:
- كرم ضحك عليا
اتصدم والدها وسألها بزهول:
- ضحك عليكي يعني ايه؟!
بصت لـ كرم بخوف وقالت:
- ضحك عليا بكلامه الحلو وفضل يشغلني لحد ما سلمت ليه، وعدني بالجواز وانا صدقته وقالي اننا يعتبر متجوزين قدام ربنا، وخدني كام مرة في شقه كده وكان بيقولي انها هتبقى شقتنا وانا سلمتله نفسي على اساس انه هيتجوزني
اتكلم كرم بصراخ:
- كدابه البت دي كدابه
ردت أمنيه بسرعة:
- لا والله اللي انا بقوله ده هو الحقيقه
بصلها والدها وهو مصدوم، مكنش مصدق اللي هو بيسمعه، كان بيفكر في اللحظة دي انه يقتلها بعد ما فضحته.
اتكلم حمزة مع كرم بقوة:
- هكملك انا بقيت الحكايه. أمنية من شهر تعبت وراحت كشفت وعرفت انها حامل! جات قالتلك وانت هددتها انك ممكن تقتلها وطبعا هددتها بثقه لانك واحد من رجالة البرنس والمفروض انها تخاف منك، رميت لها فلوس وقولتلها تعمل عمليه وتجهض اللي في بطنها وتعمل عمليه تانيه وترجع بنت زي ما كانت!
بصـ له كرم بصدمة وخوف، كمل حمزة كلامه وقاله:
- هي بقى بدل ما تروح لدكتور وتصلح الغلط ده بغلط اكبر، جاتلي انا وحكتلي على كل اللي حصل وطلبت حمايتي.
_________________________________
انتهاء الفصل🖤
تكملة الرواية من هناااااااا
لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا
بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل
متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا
الرواية كامله من هناااااااااا
مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا
مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هنااااااا
تعليقات
إرسال تعليق