القائمة الرئيسية

الصفحات

translation
English French German Spain Italian Dutch Russian Portuguese Japanese Korean Arabic Chinese Simplified

رواية مابين العشق والقدر الفصل العاشر والحادي عشر بقلم هند صقر

 

رواية مابين العشق والقدر الفصل العاشر والحادي عشر بقلم هند صقر



رواية مابين العشق والقدر الفصل العاشر والحادي عشر بقلم هند صقر


الفصل العاشر والحادي عشر

-_-_-_-_-_-_-_-_-


بعد يومين في كلية الالسن


-عندي خبر ليكم أنما ايه علي الفرازة 

هتفت ايمان بحماسة وهي تغمز لحور بطرف عينيها


فحملقت بها حور وهي تقول بتوجس:قصدك ايه ابت انتي... مش مطمنالك


رفعت رأسها لاعلي وتنحنحت وهي تمد كف يديها نحوها قائلة بخبث:تدفعي كام 


فضربت كفها الممدود وهي تقول بضجر :اخلصي يا زفتة وانطقي أحسنلك


فاجابتها بابتسامة سمجة وبمنتهي البراءة:دكتور سيف


انصت اليه باهتمام عند ذكر اسمه  لتمط شفتيها قائلة  بامتعاض :ماله الوحش افندي القتم


فقهقهت ايمان من لفظها الذي تنعته بيه ثم اردفت  بصوت خفيض وهي تطالعها بترقب:هيدينا مادة تانية 


-نعمممم

صرخت بها حور بعدم تصديق وقد تشنجت قسيمات وجهها من هذا الخبر المزعج بالنسبة لها بالتأكيد 


فأومأت ايمان برأسها مؤكدة ليشحب وجه حور ثم ما لبثت ان رفعت نظرها اليها لترمقها بنظرة متحجرة وهي تقولوبضيق :اه يا وجه البومة باخبارك اللي زيك 


هزت أكتافها لتردف بجمود وهي تمط شفتيها بلامبالاة :طب وأنا مالي مش ببلغك باللي بيوصلني أنا الغلطانة يعني


فاجابتها وقد تقوس فمها بتهكم :لاء عيب... ياحبيبتي هو  أنتي مش عارفة أنك ملاك وناقصلك جناحين وتطيري


فرفعت ايمان حاجبيها وهي ترمقها بنظرة مغتاظة بينما 

اردفت  نجلاء بتساؤل وهي توجه حديثها لايمان :هيدينا مادة ايه يا ايمي


فحركت ايمان كتفيها قائلة  :مش عارفة والله ده اللي وصلني 


فوكزتها حور في ظهرها وهي تقول بضيق:طب انجري قدامي خلينا نلحق المحاضرة 


فتآوهت لتلتفت بوجهها تنظر اليها بعبوس وهي تقول  باستهجان :طاااه براحة 


............................


جلست بجواره علي الاريكة لتطالعه وهي تقول باهتمام :ها يا سيدي موضوع ايه اللي عايزني فيه


فنظر اليه لبرهة قبل أن ينطق بهدوء :أنا قررت أشاركك في مشروعك


 فعقدت ما بين حاجبيها لتهز رأسها قائلة  بعدم فهم:مشروع ايه


فنظر هو  اليها ليقول بابتسامة :مشروع الاتيليه ومشغل التصميم


رمشت بعينيها وهي تطالعه باستغراب قائلة :أنت عرفت من أين


فتابع بحماس :مش مهم عرفت من أين... الاهم اني لقيت المكان المناسب واتفقت مع صاحبه كمان 


فصمتت لثواني وهي تدير كلامه في عقلها ثم ما لبثت أن صاحت فاتحة عينيها علي وسعهما وهي تطالعه  ببلاهة :نعمممم


ضحك علي مظهرها ثم أردف بهدوء :أقدر أعرف ايه في كلامي مش مفهوم بالضبط


فحكت رأسها لتردف وهي تطالعه بهدوء متفحص:ماما اللي قاتلك مش كدا


فاجابها بابتسامة عذبة:مش مهم مين اللي قالي..... المهم هنبدء في المشروع امتي


اعتدلت في جلسستها لتنظرت الي عينيه مليا  لفترة قبل ان تهز رأسها بقوة قائلة باعتراض صارم :مستحيل اكون انانية.... ده حلمي وانا اللي هحاول احققه بنفسي ومش طالبة مساعدات من حد


فطالعها بجمود وهو يتابع بنبرة مستنكرة:ومين قالك ان دي مساعدة 


فعقدت ما بين حاجبيها وهي تتسائل باستهجان :تقدر تقول ايه مصلحة دكتور في ادارة الاعمال انه يشارك في مشروع ملابس ويحط  الفلوس اللي معاه كلها في مشروع ملوش علاقة اساسا بتخصصه 


فاجابها وهو يطالعها بثقة:استثمار


فقطبت جبينها بعدم فهم ليتابع وهو ينظر الي عينيها بتركيز :بصي يا ستي انتي اكيد عارفة ان فلوس اللي ورثتها عن والدي ووالدتي الله يرحمهما 


فقطاعته قائلة بصدق :الله يرحمهم 


فهز رأسه بهدوء ليتابع: الفلوس  كلها في البنك ذي ما هي، ومتلمسش  غير جزء بسيط منها ساعة البعثة وده باصرار مني... غير كده  مصاريفي الشخصية كلها علي ماما فاطمة... واديكي قولتيها بلسانك  دكتور في ادارة الاعمال  فايه المانع لما استثمر ولو جتي جزء منها في مشروع انا واثق من نجاحه الحتمي ومتحطيش في بالك القرابة والاخوة والكلام الفاضي ده كله.....المشروع جامد جدي غير انه حلمك فاكيد هتسعي بكل الطرق انه ينجح انا درست الموضوع من كل الجوانب واحب اقولك اني متفاؤل.... و ااااه انا بقولك اهو الشغل حاجة وسنية البطاطس حاجة فنركز مع بعض المشروع هيكون بالنصف ذي مابقولك كدهون انا المخ  وانت العضلات قصدي الشغل هيكون منصفة بينا ولن اقبل باقل من ذلك..مات الكلام


رغم عنها التوي ثغرها بابتسامة عذبة  وهي تقول بمرح:شكلك قعدت مع حور كتير أداتك شوية من القاموس


أنفرجرت اساريره عند تمكنه من استمالتها ليقول بابتسامة جذابة:ايوة بقي.... نقدر نقول مبروووك


فهزت رأسها  بتردد لفترة ثم ما لبثت ان اجابته بتريث:يعني تقدر تقول مبدئيا 


فقفز واقفا ليصيح بحماس :ايوة هو ده الكلام


ثم مال بجذعه ليلتقط دفتر وقلم موضوعان علي الطاولة الصغيرة ليجلس علي الاريكة مرة اخري بعدما فتح الدفتر علي أولة صفحاته ليقول وهو يطالعها باهتمام :ها ياستي قولي عن فكرة المشروع بنسبالك ووصلتلها اذاي عشان أقدر أقيمها وأعملها دراسة جدوي محترمة 


 فاعتدلت جيدا في جلستها لتطالعه قائلة :بص ياسيدي أنت عارف أني بكالوريوس في تصميم الملابس و بعد ما خلفت ادم قررت اني اشتغل وأعمل لنفسي كيان وطبعا الشغل في الشركات الازياء وغيره مبيبقاش متاح غير بالواسطة... المهم أنا كان معايا مبلغ محترم وماما ساعدتني شوية واجرت مشغل صغير أوضة وصلاة جبت كام مكنة خياطة وشغلت بنتين معايا في الاول جالي كام زبونة يفصلوا فساتين بشكل معين.. هما بيقولولي شايفينه اذاي وانا بعرض عليهم التصاميم... والموضوع أشتغل معايا بشكل كويس والزباين كتروا لان لما حد بيشوف  الفستاين ما بيصدقوش أنها تفصيل أبدا 


فنظر اليها باهتمام أكبر وقد أرتسمت علي شفتيه أبتسامة فخر واسعة لتتابع هي :في واحدة من الزباين ليها قريبة عندها محل ملابس كبير عرفتها عليا وعرضت عليا اني اعملها كذا قطعة ملابس وأنا وافقت بس أكتشفت بعدين أن القطعة اللي بتأخدها مني بتكون مقلدة لقطع موجودة في السوق وبتتباع  بثلث أضعاف ثمن ما بتأخدها فمن هنا جاتني الفكرة...  فعملت كذا قطعة من تصميمي وقطع من تصميمات موجودة وقررت أفتح محل صغير أعرض فيه شغليئوواحدة واحدة لأن شاء الشغل يكبر ويبقي اتيله ملابس كبير  وكل اللي هيكون فيه هيبقي من شغل مشغلي 


 فطالعها باعجاب واضح ثم ما لبث أن اردف بتريث وهو يسجل بعض الملاحظات بالدفتر الذي بيده :جامد وأنا جاتلي حبة أفكار أنما ايه والمحل اللي قوتلك لقيته في مكان مناسب جدا وهيتقلب اتيله جامد ... بصي ولا بلاش اما اروح اكلم الراجل ونشوف هنبدء ازاي 


فاعتدلت لتقف امامه وقد ارتسمت علي وجهها ابتسامة مشدوها لتقول بخفوت:بسرعة دي 


فرفع حاجبيه ليجيبها بجدية:امال انتي فاكراني بهزر مثلا..

 أحنا جامدين أوي بالصلاة علي النبي 


فاردفت بخنوع:عليه أفضل الصلاة وأتم السلام 


ثم تابعت قائلة باستنكار:بس بليز بلاش تقعد مع حور كتير لان بصراحة كفاية هي أوي  علي ادم


فقهقه عاليا قبل ان يردف قائلا باعتراض:لاء اتخفيش ابنك لو كان عايز يلقط كان لقط من زمان القاموس موجود عنده بس هو اللي محترم طالع لخاله


فاردفت بابتسامة ساخرة وهي تطالعه بنظرة متهكمة:اه انت هتقولي يلا يا أمجد روح شوفك رايح فين 


..........................


جلسن في قاعة المحاضرات يثرثرن كالعادة الي ان اتجهت انظارهن نحو الشخص الذي يدلف للتو من باب القاعة حينها لم تتمالك حور نفسها فصرخت باستنكار خافت بعدم جحظت عينيها بصدمة:لاء مش ممكن 


فربتت نجلاء علي فخدها وهي تقول بخفوف وتوتر :اهدي ياحور


فطالعتها حور بنظرتها الضائعة لتقول باستهجان:اهدى ازاي....بقي يسيب كل الدكاترة وميخدش غير مادة دكتور ريهام!!!.. لاء كده حرام دي الدكتورة الوحيدة اللي بحبها وبحب مادتها 


فتدخلت ايمان قائلة بتوضيح وهي تنظر امامها تتبع نظرات الدكتور التي تدور في ارجاء القاعة :ماتنسيش ان دكتور ريهام حامل وقربت تولد خلاص فأكيد ده السبب انه خد المادة... فاهدي كده.. ها.. أهدي وبصي قدامك مش عايزين مشكلة ذي كل مرة 


فكظمت ضيقها لتتبع نصيحة صديقتها فهي حقا لا تريد مشكلة اخري ولن تعطيه الفرضة ليحرجها ثانيتا.... نظرت أمامها لتشاهد عينيه التي تمسح المكان بحثا عن......"لحظة لحظة هل حقا يبحث عني "حدثت نفسها بزهول مستنكر وزاد  زهولها بدئه في الكلام الموجه للجميع بعد التقاط عينه لها!!!!!...


اما هو فبعد دخوله القاعة لم يهدر لحظة بل اتجهت عيناه بلا ارادة  الي جميع أنحاء القاعة لتنظر الي وجوه جميع الطلاب في محاولة للبحث عن عينيها ليستطيع بعدها بدء شرحه لا يعلم لما ولكنه حقا لم يعد يستطيع التفوه بحرف قبل يري جوهرة عيناها العسلية وعندما وجد ضالته بدء حديثه عن أعطائهم المادة بدلا من دكتورة المادة وذلك لامور شخصية وبعدها بدء شرحه في منتهي الهدوء ليتركها هي في تشتتها حتي أنتهت المحاضرة بسلام هذه المرة


...........................


-خالو.... خالو

هتفت جودي وهي تربت علي كتفه في محاولة لجذب انتباه تجاهها حيث كان جالسا أمام الكمود نصف جلسه مرتكزا علي ركبتيه يبحث في محتوياته غير عابئا لندائها المتكرر وعندما وجد ضالته المتمثلة في دفتر ملاحظات صغير قديم الطراز قليلا هب واقفا وقد أنارت ابتسامة فرحة وجهه وكأنه فاز في حرب عظيمة 


فقطبت الصغيرة جبينها وهي تردد بضجر:خالو...خالو..رد عليا


فأخفض نظره اليها وهو يقول بتململ :ايوة يا جودي 


فوضعت يديها علي خصرها قائلة بملامح وجه ثابتة:عايزة ايس كريم وتيتا مش راضية تديني.. 


ثم عبست بوجهها وقد مدت شفتيها للامام لتتابع:بتقولي خلص 


فزفر بتعب من تلك المشاكسة التي لا تنتهي طلباتها ثم قال بهدوء :طب والمطلوب


فأرتفعت بنظراتها اليه لتقول ببساطة :ننزل نشتري ايس كريم


فنظر اليها بهدوء فقد توقع اجابتها فاقترح قائلا :طب بصي أنا عندي مشوار مهم دلوقتي وهجبلك وأنا راجع ان شاء الله 


فتأففت قائلة بتذمر:يوووووه......يعني هفضل قاعدة في البيت بردوا 


فتصلب في وقفته وهو يقول بأمر غير قابل للنقاش مشيرا باصبعته السبابة تجاه باب الغرفة :ايوة....ولا اتفضلي روحي أعملي الهوم ورك بتاعك 


فأغفضت رأسها لتتحرك الي الخارج بخنوع ضائق بينما شدد هو من قبضته علي الدفتر الذي بين يديه ليتجه بعدها الي الخارج


.............................

الفصل الحادي عشر 

-_-_-_-_-_-_-_-_-_-_-_-


وجدته يجلس علي الاريكة باريحة تامة مغمض العينين فاقتربت منه بهدوء لترتمي بجسدها بجواره ففتح عينه ببطء ليطالعها بصمت بدون ان يتحرك قيد أنملة بينما ارتخت بجسدها اكثر علي الاريكة لتزفر بتعب قبل أن تردف بحماس وهي تدور بعينيها في ارجاء المكان  :يااااه انا مش مصدقة ان اخيرا بعد عشرين يوم تعب متواصل بكرة واخييييرا هنفتتح الاتيله 


فالتوي ثغره بابتسامة صغيره بعدما القي هو الاخر نظرة سريعة علي المكان قبل ان يلتفت بجسده ليكون في مواجهتتها تماما ليردف بعدها وهو يمط شفتيه بتقرير :من حيث التعب فهي فعلا كانت 20 يوم بس عشرين يوم اشغال شقة مؤبدة


فضحكت بقوة رغم التعب البادي علي قسيمات وجهها بشكل واضح ثم استكانت لتتابع بهدوء :الشغل شغل... وبعدين مش انت اللي اصريت ان الافتاح يبقي بدري كدا....


هز رأسه بخنوع  بينما استأنفت هي  بابتسامة واسعة :بس تصدق اقتراحك بتاع صفحة الفيس دي رهيبة انا جالي زباين من قبل الافتتاح


فحدجها بنظرة متعالية وقد التوي ثغره بابتسامة ساخرة  :حبيبتي انتي بتتكلمي مع دكتوراه في ادارة الاعمال مش بياع بطاطا 


فرفعت حاجبها لتطالعه بتفحص لثواني ثم اعتدلت بعدها واقفة  وهي تردف بانهاك :طب يلا يا حضرة الدكتور....  لاني فاصلة بجد هموت وأنام 


تحركت هي ببطء من امامه فتابع حركتها قبل ان يغمض عينيه بعدما اعتدل متخذا وضعيته الاولي 


-أاااااانت هتنااااااام......


فتح عينه بفزع ليضع اصباعه السبابه في اذنيه محاولا تدارك صراخها الهادر لينتصب واقفا ثم تحرك نحوها قائلا بنفي :لاء هنام مين.... ده انا وراكي من ساعة


فزفرت بضجر لتتحرك امامه ليتبعها ...  واضعا يده علي فمه وهو يتثأب بنعاس وتعب واضح


............................


ايه يابنتي كلمتك كذا مرة بترديش ليه


فعدلت حور من وضع الهاتف علي اذنيها لتقول بعدها بهدوء :معلش بقي طول اليوم كنت في الاتيليه مع حياة 


فهزت رأسها بتفهم لتقول بهدوء :تمام المهم كله تمام 


فأجابتها بابتسامة مرهقة :اه تمام الحمد لله…. المهم بكرة مفيش محاضرات فمفيش حجة تجيبي نجلاء وتيجوا سوا والا…. 


-لاء لاء والا ايه هجيب نوجة  وهاجي ان شاء الله 


-ايوة كده خلاص تمام 


سكتت قليلا ثم تابعت بتردد :صحيح… هو...احم انتوا عملتوا ايه في المحاضرات النهاردة 


فابتسمت ايمان بخبث لتردف بعدها قائلة :اهو ده بقي مخصوص اللي خلاني اكلمك النهاردة… انما حصل حاجة محدش كان يتوقعها


فتنحنحت حور لتقول بتوجس :احم.. ايه… 


-دكتور سيف 


عضت علي شفتيها السفلي لتقول بتصنع للجدية:ماله 


-لغي المحاضرة النهاردة 


فهزت اكتافها لتقول بلامبالاة :طب عادي ايه اللي في الموضوع 


-لاء مهو مش لغاها كده وخلاص هو  داخل المحاضرة النهاردة عادي جدا وقعد يبص عليا وعلي نجلاء وهو بيشرح ولما  تقريبا لاحظ غيابك حسيت انه اتغير فجأة وبعدها استأذن ولغي  المحاضرة 


فأبتلعت ريقها بتوتر بعدما جحظت عينيها بدهشة لتقول بهدوء منافي لما بداخلها :احم…. طب وايه اللي يخليكي تفكري كده مش ممكن يكون حصله ظرف مفاجئ او اي حاجة 


فاردفت ايمان بنفي :لاء معتقدش…اولا لو في ظرف حصل فجأة كان عرف من الفون يعني حد كلمه رسالة وصلته لكن ده فجأة بصلنا جامد وبعدين ملامحه اتغيرت واعتذر وخرج  فجأة…. بقي تغيبي محاضرتين تعملي في ام الراجل كده المادة الاولانية  يخلصنا بسرعة مع انها مش بالعادة وبالمرة دي تخليه يلغي المحاضرة مرة واحدة كدهون 


-ايماااااااااان 


رفعت الهاتف من علي اذنيها لتضعه بعد ثواني وهي تقول بازدراء :ايه يابنتي برااااحه  هتضيعي الودن اللي حلتي كمان 


فعنفتها حور قائلة بحنق:ما تتلمي انتي الاول… ايه الكلام اللي بتقوليه ده 


فهتفت باعتراض:الله…. مش بقولك اللي حصل 


-وأنا مش عايزة اعرف حاجة ويلا اقفلي بقي وسلام عشان تعبانة عايزة انام


أغلقت الهاتف سريعا لتعقد ما بين حاجبيها وهي تقول بعدم فهم :معقول يكون فاكر اني غيبت عشااان…. 


نظرت الى اللاشئ بشرود تام لتتابع قائلة:صحيح مهو انا غبت من بعد الموقف اياه علي طول…. معقول ي…..لاء لاء 


أحست بباب الغرفة يفتح فجذبت الغطاء فوقها سريعا بعدما اتخذت وضعية النوم بإيجاد… 


…………………….


كان جالسا في شرفة منزله كالعادة فهي مكانه المفضل حيث الهواء الصحي والسماء التي تمتلئ بالنجوم اللامعة هذا الجو هو الافضل بالنسبة لهو في هذه الفترة ولكن اليوم مختلف كل الاختلاف فهو مشتت تماما.... رافعا وجه الي السماء ولكنه مغمض العينين... ذهب عقله الي افاق بعيدة فبعد اعترافه لنفسه بحبها تلك من أثرت روحه وعقله قبل قلبه بعفويتها وصلابتها... نعم هي  تلقائلة عفوية هشة  الا انها في نفس الوقت  غامضة متقلبة صلبة لا يعلم كيف أستطاع هذا الكم من  التناقض  ان يندمج ليكون تلك الشعلة الأثره التي دثها القدر في حياته ليكون وجودها كالسحر الذي يأثر الانسان في ثواني ويجعله كالمغيب فهو سيف أحمد العطار المعروف بالرجل الفلاذي المتحجر امام النساء فلم تستطيع إمرأة مهما فعلت في جذب انباهه حتي.. هي هي فقط استطاعت دون جهد يذكر في قلب كيانه واذابة الجليد المتحجر حول قلبه في فترة ليست بكثيرة ربما هذا القدر من استطاع ان يلعب لعبته ليجعل هذا الفولاذ صامدا كل تلك الفترة من اجلها هي هي فقط.... 

ولكن رغم كل ذلك لا يعلم لما يتصرف معها دائما بشكل أهوج عوضا عن اكتساب قلبها فهو ميقنا جيدا ان اللقاء الاخير وتصرفه الخطأ كان السبب في حرمانه من رؤية عسل عينيها


انتفض بفزع عندما احس بيد تملس علي ظهره.....فتتحركت والدته  لتجلس في الكرسي المقابل له لتردف بابتسامه وهي تطالعه بتمعن :للدرجة دي كنت سرحان 


فتنحنح ليعتدل في جلسته ليقول بهدوء :عادي ياماما.... المهم انتي ايه اللي مصحيكي لدلوقتي 


فطالعته بصمت لفترة قبل ان تردف  بترقب:بتحبها 


فاتسعت حدقتي عينيها بصدمة ليقول بارتباك:دي مجرد طالبة


فاتسعت ابتسامتها لتنظر اليه بنظرة ذات معني فارجع رأسه للخلف ليغمض عينه  وهو يتنفس باضطراب فقد فضح نفسه بنفسه فسؤال والدته يحمل الكثير من المعاني ولكنه اجابه بالطريقة التي تريده الاجابة بها 


-سيف 

نطقت بها وهي تطالعه بهدوء شديد ففتح عينه ليعتدل في جلسته ليقول :نعم


فاردفت وهي تطالع عيناه وقد فالتوي ثغرها بابتسامة عذبة: مش انت لوحدك اللي حبتها 


فرفع عينيه ليطالعها بينما تابعت هي بثابت:بس لازم تصلح اللي عملته واوعي تضيعها من ايدك


............................


في اليوم التالي 


-مامااااا انا همشي

صرخت بصوت جهوري وهي منحنية الظهر تحاول ارتدء حذائها قبل انا تضع يديها علي مقبض الباب لتقوم بفتحه للتجه الي الخارج وهي تضع هاتفها لتهتف  عند سماع صوت المتصل  :من غير  اعذار و كلام كتير لانك هتيجي يعني هتيجي أنا لبست وخرجت عشر دقايق وهكون عندك تكوني لبستي.. سلاااام...


قالت كلمتها قبل أن تغلق الهاتف سريعا بدون ان تسمع اجابة الطرف الاخر ولكن الصدمة كانت من نصيبها هي عندما وجدت هذا الحائط البشري يقف في مقابلتها  علي بداية السلم وينظر اليها نظرة تجهلها ولكنها  جديدة نوعا ما عليها فظلت في عدم استيعاب لثواني قبل ان تدرك نفسها لتتنحنح بحرج  بينما ظل هو علي وضعيته يطالعها بدون ان ترمش عينيه او تحيد بعيدا عنها فتخضب وجهها بالحمرة لتردف وقد جاهدت ليخرج صوتها فبدي مشوشا نوعا ما:ممكن اعدي


-ايه اللي انتي لبساه ده

نطق بها وهو يطالعها بجمود 


فاردفت هي قائلة بتلقائية :فستان


فهدر بها بغضب وملامح وجهه لا تفسر:ولبسه زفت فستان وراحة فين


فتابعت هي بنفس التلقائية ولم تلاحظ نظرة الغضب المبطنة في صوته: عادي هروح افتتاح اتيله بتاع اخت صحبتي 


فصمت لثواني ليردف وهو يضغط علي اسنانه بقوة :تخشي تقلعي المسخرة دي واياكي اشوفك لابساه تاني


فلوت شفتيها بتبرم طفولي لتقول ببراءة :ليه هو وحش ده انا حتي كنت لابساه في فرح بنت خالتي وعجب البنات كلهم 


-نعمممم نعم عيدي اللي قولتيه ده تاني 

صرخ بها وقد تشنجت قسيمات وجهها وذادات عينيه قتامة


فكررت جملتها كالمنومة وكأنها لا تعي مع من تتحدث:كنت لابساه في فرح سها بنت خالتي صحيح  ما انت الوحيد اللي

 ماجتش الفرح 


-ايماااااااااان 

صرخ بها بحدة وقد كور يديه  بقوة لدرجة ابيضت مفاصله... هذه الصرخة   استطاعت واخيرا افاقتها من ما هي عليه لتدرك مع من تقف الان وتتحدث وجهها لوجه "سليم" رمشت بعينيها عندما تسلل الاسم بصعوبة الي عقلها الصغير ليكتسي وجهها بالبلاهة والزهول بينما تابعت هو بصرامة لا تقبل المناقشة :تخشي تقلعي الزفت اللي لابساه ده ومشفكيش لابساه تاني لا في مناسبة ولا في غير 


فوقفت مكانها بدون اي ردة فعل فقد البلاهة هي السمة الظاهرة علي وجهها في هذه اللحظة بينما طالعها بجمود ليهتف  امرا:يلااااااا


فتحركت بدون وعي قافزة درجات السلم بسرعة غير معهودة عليها وقد ارتفعت نبضات قلبها لتدق بقوة وعنف 


بينما وقف هو مكانه لفتري ينظر الي اللاشئ بنظرات مبهمة قبل ان يردف بغموض:طفلة


.............................


-مالك يا بت

نطقت بها نجلاء وهي تطالعها بدهشة 


فالتفت بوجهها وهي تتحرك بجوارها لتقول باضطراب :مالي ياختي.... وانا مالي يعني.... ما انا كويسة اهو


فلوت شفتيها بتهكم لتقول :اهو.... اه ما هو واضح أوي... من ساعة ما خرجنا وانتي في ملكوت تاني واتخرستي مرة واحدة مش بالعادة يعني لعل المانع خير 


ثم تابعت بعدما تذكرت شئ ما :ثم صحيح فين الفستان اللي هوستينا بيه...... وهلبس الفستان الجديد النهاردة.. وكان تحفة عليا في الفرح وووووو......


زاغت نظرتها لتردف محاولة اقتداء الهدوء للسيطرة علي التفاعلات النووية التي تحدث في عقلها :لقتني متأخرة فلبست اي حاجة ويلا بقي بطلي رغي 


فاردفت بخفوت  قائلة بابتسامة ساخرة :ده اللي هو انا.... 


بينما اسرعت الاخري من خطواتها محاولة اخراج شحنة التوتر الموجودة داخلها فهي نفسها لا تعلم لما قامت بابدال الفستان فقد غيرت قرارها بابداله علي اخر لحظة.... فهل ما حدث حقا كان حقيقا... هل تكلمت بالفعل مع سليم بتلك الاريحة الم يكن اسمه فقد يحرك الاضطراب داخلها..فكيف حدث هذا؟!.. ولكن لحظة الاهم هنا كيف تحرك السخر ليتكلم معها بتفصيلة كهذه...  او الادهي كيف نظر اليها او لاحظ وجودها من الاساس.....

تكملة الرواية من هناااااااا 

لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل 

متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا

الرواية كامله من هناااااااااا

مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا

مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هنااااااا






تعليقات

التنقل السريع
    close