رواية مابين العشق والقدر الفصل الثانى عشر والثالث عشر بقلم هند صقر
رواية مابين العشق والقدر الفصل الثانى عشر والثالث عشر بقلم هند صقر
الفصل الثاني عشر
-_-_-_-_-_-_-_-_-_-_-
أخذت تنظر الي شاشة هاتفها بين الحين والآخر وهي تزفر بملل ولكنها التفتت فجأة عندما وجدت يد توضع علي كتفها لتهتف باذدراء وهي تطالع الشخصين الممتثلين امامها: كل ده تأخير يا هوانم
حولت نظرها لاحدهما لتقول باستنكار:وهي دي النص ساعة بتاعتك يا ابلة ايمان
فاردفت ايمان ببلاهة :ها
فعقدت حور ما بين حاجبيها لتقول باستهجان :هو ايه اللي ها.... مالك يابه
فتدخلت نجلاء قائلة:اهي دي حالتها من ساعة ما جاتلي
فضيقت حور عينيها لتضيف باستفهام:هو في ايه بالضبط
فاشاحت ايمان بيديها لتقول بضجر :لاء انتو هتعملوني شغلانة... انا كويسة و...
بتر باقي كليمتها لتهتف بانبهار:الله حلو الفستان ده أوي يا حوحو
فابتسمت حور بسعادة وهي تخفض نظرها لتنظر الي فستانها الموف الطويل فقد كان فستانا هادئا من اللون الموف السادة سوي من بعض الورود القليلة المضافة في اعلاه يضيق من اعلي وينحدر باتساع وأرتدت عليه طرحة منقوشة من نفس لو الفستان فذادته جمالا ... رفعت نظرها لتقول بابتسامة :بجد يعني حلو الفستان
فهتفت ايمان باعجاب:تحفة يااابنتي....
ثم أضافت بعبوس:بس تصدقي انك معندكيش دم... بقي يعني تقوليلي أختك مشغولة ومخلتيهاش تعملي فستاني وتخليها تعملك فستان تحفة كده
فاردفت حور بضجر :انتي هبلة يابه هضحك عليكي مثلا... الفستان ده عندي بقاله كتير.... ما انا قولتلك اني عندي كذا فستان حياة كانت مفصلهملي بس ملبستهمش غير في المناسبات وقولتلك تعالي لو عجبك حاجة خديها وانتي اللي صممتي تشتري جديد
فمطت شفتيها لتجيبها بحرج :احم.. الله وانا اعرف منين اين انه حلو كده
فابتسمت حور لتردف بمرح: بس كده... اتفضليه ياستي مايغلاش عليكي
قطبت جبينها وهي تتابع باستغراب :الله صحيح مش انتي قولتي انك هتلبسي الفستان
فنفخت بضيق لتقول بامتعاض :يادي ام الفستان اللي قرفني من الصبح خلاص ان كرهته وكرهت كل الفساتين اللي في الدنيا
فقهقهت حور عاليا لتحول نظرها الي نجلاء وهي تسأل باستغراب :هو اللي الحكاية بالضبط
فهزت نجلاء أكتافها لتردف بعدم فهم :والله.. علمي علمك
فضيقت حور عينيها لتنظر الي ايمان وهي تقول بمكر:ياخبر بفلوس...
فاكملت نجلاء جملتها :بكرة يبقي ببلاش
فاردفت ايمان بحنق وهي تطالعهم بغضب طفولي :علي فكرة انتو عيال رخمة... انا هروح اسلم علي طنط فاطمة حبيبتي احسن....
قالت جملتها وهي تتحرك من امامهم بخطوات متشنجة فتابعتها نجلاء وهي تهدر قائلة:استني يابه انا كمان جاية معاكي
بينما وقفت حور مكانها لتتذكر الموقف الذي حدث عند الذهاب لشراء فستان ايمان ويا لهذا الفستان من مغامرات؟!
فلاش باك
-ااااف يااااا ايمان لففتينا المول كله... اااانا تعبت يا بنتي خلاص رجلي بتستغيث فين أم المحل ده
فتوقفت ايمان ونجلاء مكانهما عندما لاحظا توقف حور لتبادر ايمان قائلة بضيق :الله...مش انتي اللي قولتيلي ان حياة مش هتلحق تخلصلي الفستان قبل الفرح....
فقاطعتها حور قائلة بتذمر :الله وانا داخلي ايه تلففيني مول كامل ثلث مرات طالعين نازلين السلم ايه لايقة رجلي انا ولا مأجرها أنا تعبت وجوعت هتأكليني أنتي مثلا ... وبعدين انتي اغتنيتي من ورانا هتشتري فستان من مول ليه المحلات العادية شطبت؟!
فمطت ايمان شفتيها لتقول بتبرم:انا اعرف... البت شيماء اختي هي اللي جت واشترت فستان من هنا بس من محل حلو اسعاره معقولة
فاردفت نجلاء باستفسار :طب احنا هنلاقي المحل ده اذاي ملوش اسم طايب
فأضافت حور بتقرير:قوللها بالله عليكي يا نجلاء لحسان انا تعبت
في تلك اللحظة رن هاتف ايمان مبلغا بوصول رسالة ففتحتها ايمان سريعا لتقول بعدها بابتسامة :خلاص فرجت... شيماء بعتت الرسالة المحل في الدور الرابع... يلا بينا
-لاااااااء
صرخت بها حور بنفي
فقهقهت نجلاء عاليا بينما قطبت ايمان جبينها لتقول باستفهام :هو ايه اللي لاء
فاردفت حور قائلة بتعب :انا مش هقدر اطلع تاني خلااااص فصلت....
دفعتهن من ظهورهن بيدها وهي تتابع قائلة:اطلعوا انتو جيبوا اللي تجيبوه وانا هستناكم هنا
فجذبت ايمان يد نجلاء قائلة وهي ترمق حور بامتعاض :يلا احنا يا نجلاء.. انا مش عارف بصراحة انا ايه اللي خلاني اتجنن واقنعها تيجي معايا
فتحركت نجلاء معها لتقول بابتسامة:علمي علمك يا صديقي.. ههههه
بينما وقفت حور مكانها بملل وهي توزع نظاراتها بين المحلات والاشخاص المارين حولها ولكن أكثر ما لفت انتباها هي أمرأة كبيرة في السن في سن والدتها تقريبا تتحرك وهي تنظر الي المحلات لا تعلم لما جذبت تلك المرأة انظارها بهذا الشكل ولكن رسمت عيونها ولونها الاسود الفاتح تشعرها بانها قد رأت عيون مشابهه لها ولكن أين يا تري؟!
بينما كانت تلك المرأة تتحرك وهي تنظر الي المعروضات الموجودة بداخل البترينات الزجاجية... أصتدمت فجأة بفتاة مما تسبب بوقوع أغراضها دون قصد فبادرت بالانحاء لتساعدها في جمع اغراضها ولكنها فوجأت بيد الفتاة تطيح بيدها بعيدا في عنف وهي تقول بغلظة واستحقار :ابعدي ايديكي... ايه انتي عامية مش تبصي قدامك..... انتي عارفة الحاجات اللي جنابك وقعتيها دي تساوي كام
فاعتدلت المرأة واقفة لتردف وهي تضغط علي اسنانها محاولة التمسك بهدوءها الواشك علي النفاذ بسبب اسلوب تلك الفتاة :المفروض تتكلمي باسلوب احسن من كده.....وانا كنت هعتذر عموما بس بعد اسلوبك ده اظن الاعتذار مش هيفيد
فانتصبت الفتاة واقفة لتصيح بغضب لفت انتباه المارة حولها فوقف بعضهم لمشاهدة هذا المشهد المجاني :ايه كنت هعتذر وبتاع... واسلوب ايه اللي بتتكلمي عليه.... انتي بتتكلمي اذاي كده يا انتي.... ام انك واحدة معندكيش زوقك ولا احترام صحيح بتغلط وبتبجح كمان و......
فقاطعتها المرأة بوجه محتقن وهي تحاول كبح غضبها :احترمي نفسك انا ماسكة نفسي بالعافية مش عايزة اغلط فيكي لكن انتي شكلك هتجبريني علي الغلط
فهدرت الفتاة بحدة وصوت مرتفع :وأنا عايزة اشوف الغلط ده.... انتي مين يا بتاعة انتي عشان تكلميني كده انتي اصلا...
استغفرت المرأة في سرها وهي تحاول كبح غضبها الذي بدي في التفاقم
-اظن انه من الاحسن انك تتكلمي باحترام اكتر من كده لما تكوني بتتكلمي مع واحدة أكبر منك وممكن تكون في سن والدتك كمان
القت حور تلك الجملة وهي تنظر الي الفتاة بتحدي غاضب فقد شاهدت الموقف واستمعت الي الحوار كاملا فلم تتمالك نفسها من اسلوب تلك الفتاة الفاظ
فالتفت الفتاة بوجهها لتطالعها بنظرات تفحصية من اعلي رأسها الي أخمص قدميها قبل ان ترمقها بنظرة احتقارية وهي تقول بتهكم :وانتي مين انتي كمان.....انا مش عارفة ايه البلاوي اللي علي الصبح دي
ثم أشارت الي المرأة وهي تقول بنفور شديد :ثم انتي هتساوي واحدة ذي دي بمامي
فتشنجنت قسيمات وجه حور من كلمات الفتاة ولكنها استجمعت نفسها لتحدجها بنظرة متصلبة وهي تردف بهدوء شديد: انا مين... اه تمام.... ممكن تقولي عملك الاسود مثلا....فيابتاعة مامي ذي الشاطرة اعتذري واتكلي علي الله لاما مش هيحصل كويس
ففغرت الفتاة فاه بصدمة لتردف باذدراء : نعم انتي مين انتي اصلا واذاي تكلميني بالشكل ده انتي اصلا....
حاولت حور مقاطعت كلمتها ولكن جذبتها المرأة الكبيرة من بيديها لتتحرك معها وهي تقول محاولة تهدئتها :خلاص يا بنتي سيبك منها وبلاش تعملي مشاكل مع واحدة متستهلش
فصرخت الفتاة لسماعها لكلامها عند ابتعادهن :**** انا هعرف هربيكم اذاي *****بصحيح
-كنتي سبيني عليها يا طنط دي واحدة مش متربية مينفعش اللي عملته وقالته ده
هتفت حور بضيق عند ابتعادهم
فربتت المرأة علي يديها وهي تقول بابتسامة عذبة :حصل خير يا بنتي انا لو كنت عايزة أعمل مشكلة كنت عملت بس المشاكل مابتجبش غير المشاكل صح ولا ايه
فهزت حور رأسها باقتناع بينما تابعت المرأة بامتنان :بس انا مش عارفة أشكر اذاي علي اللي عملتيه خصوصا انك ادخلتي في الموضوع وانتي متعرفنيش حتي
فاردفت حور بتلقائية :حضرتك ميصحش تقولي كده انتي قد والداتي فاكيد لازم اقف جبنك وبصراحة البنت مستفزة لابعد حد ومقدرتش امسك نفسي بصراحة
فابتسمت المرأة من طيبتها وعفويتها لتنظر اليها بتفحص لثواني قبل ان يتجه انظارها للقادم نحوها ركضا فهتفت بخفوت :سيف
قطبت حور جبينها عند استماعها للاسم المذكور ثم التفت خلفها حيث تنظر المرأة لتتسمر في مكانها وقد تيبث وجهها بصدمة بينما أقترب سيف من والدته ليحتضنها وهو يسأل بقلق:ماما ايه اللي حصل وخناقة ايه اللي بيقولوا عليها دي
فابتسمت والدته وهي تردف بهدوء :حصل خير يا ابني حاجة بسيطة بنت وقعت حاجتها من غير قصدي يعني عادي مشكلة وعدت ربنا يسهلها بقي
فاحتدت ملامحه وهو يقول بضيق:اللي سمعته غير كده ثم.....
بتر عبارته عند رؤيته لحور الواقفة كالصنم وهي تطالعهم بنظرات زائغة مرتبكة فالتفت بالكامل ليقف مقابلها فاخفضت نظرها للاسفل وقد أشبكت كفي يديها ببعضهما بتوتر بينما طالعها لثواني قبل أن يهدر بتعنيف شديد:ااانتي....انتي مش هتبطلي اسلوبك ده وطريقتك ايه مابتتعلميش..... لاء كمان ووصل بيكي الموضوع انك تخلقي مشكلة لامي لاء واقفة بمنتهي البجاحة ولا كأن في حاجة.... ااااايه مفيش دم خالص...
جذبته والدته من ذراعه بقوة وهي تري الدموع المتحجرة في مقلتي حور لتصرخ فيه بغضب:ايه اللي انت بتهببوا ده... انت تعرفها من اين عشان تكلمها كده... وبعدين بدال ما تشكرها انها ساعدتني
عقد مابين حاجبيه و رجع خطوة الي الخلف ليقول بعدم فهم :ازاي
فصرخت بيه والدته بضجر :هو ايه اللي ازاي بقلك هي اللي ساعدتني.... وحضرتك بدل ما تشكرها تهزقها وتقولها كلام زي السم
-حور يلا
نطقت بها نجلاء بعد سماعها للحوار الدائر فقد تيبست مكانها ولم تستطع التدخل بسبب صدمتها من ما ياحدث وكلام سيف القاسي
فرفعت حور ناظريها لتطالع نجلاء وايمان اللتان يقفان علي بعد صغير منهم
بينما أغمض سيف عينه بقوة ليردف بعدها باسف وهو مخفض الرأس بحرج شديد :حور انا....
ولكنها لم تمهله الفرصة للكلام بل تخطته لتتحرك بتجاه صديقتيها لتتحرك مبتعدة امام ناظريه ولم يقوي علي ايقافها
باك
نفضت رأسها من هذه الذكري العقيمة فهي حقا لا تعلم لما تجمعها الاقدار مع شخص مثله والاقبح من ذلك ان جميع تلك المواقف التي تجمعها معه لا تحمل سوي الاشياء السيئة... السيئة فقط.... تحركت لتبحث عن صديقتيها وسط الحشود من الناس التي بدئت في التكاثر....ولكنها تسمرت في مكانها فجأة عندما رأت نفس ذات الشخص التي تمقته وبشدة يتحرك في المكان وهو يدور بعينه في جميع الارجاء فاغمضت عينيها لتغمغم محاولة تكذيب ما رأته :لاء لاء اكيد انا بحلم
فتحت عينيها ببطء وهي تتمني عدم صدق ما رأته ولكنها فغرت فاه بصدمة وقد اصابها الزهول اكثر عندما وجدته يقف بجوار اخيها يتضاحكون و يتجاذبون اطراف الحديث و كانهما متعارفان من زمن
....................
مابين العشق والقدر بقلم هند صقر
الفصل الثالث عشر
-_-_-_-_-_-_-_-_-_-_-_
كان يتحرك بخطوات متبطئة يوزع نظراته هنا وهناك فابتسم برضا مما يشاهده فقد امتلئ المكان بالكثير من الاشخاص اكثر من المتوقع خاصة الفتيات اللاتي ينظرا الي المعروضات من الملابس باعجاب وإنبهار واضح ولكنه توقف مكانه ليفتر ثغره عن ابتسامة واسعة وهو يري ذلك الشخص الواقف علي بعد منه يتلفت حوله في تشتت فاتجه نحوه بخطوات سريعة ليربت علي كتفه فاستدار له الاخر ليبادله نفس الابتسامة
فجذبه أمجد الي احضانه وهو يقول: شقيق كفاحي اللي خلي بيا و سابني لوحدي في الغربة .... كنت هزعل اوي لو ماجتش النهاردة
فابتعد عن احضانه ليقول بابتسامة :خليت بيك ايه يا عم... انت هتلبسني تهمة ولا ايه.. لاء أنا كده مش لاعب...
فابتسم أمجد بمرح ليقول:حبيبي يا عطار... اخبارك ايه... واخبار الست الوالدة
فهز الاخير رأسه مجيبا اياه بهدوء :الحمد لله ياعم كله تمام... والست الوالدة بتسلم عليك وبتقولك لازم تيجي في يوم تتغدا عندنا عشان تتعرف عليك
فادرف وهو يؤمأ برأسه مؤكدا:اكيد ياعم احنا نقدر نكسر اوامر القيادة العليا
ثم استدار بوجهه ليمسح بعينه المكان ليستأذن بعدها للتحرك : حيث كده... المكان مكانك استناني هنا ثانية و اعرفك علي القيادة العليا بتاعي بقي
أومأ برأسه موافقا ليتحرك بعدها أمجد حيث وقعت عينه علي والدته بينما وقف سيف مكانه ليعود بتوزيع نظراته في أرجاء المكان قبل ان تتسمر عينه عليها فنظر اليها مسعوقا للحظة و قد بدت في أجمل اطلالة منذ أول مرة رأها تلك الحوارية التي اخترقت حياته لتصبح جزء لا يتجزأ من احلامه... ولكن يالها من مصادفة فقد كان منذ لحظات كل تفكيره منصب عليها وأكثر ما يتمناه هو رؤيته لعينيها لم يعلم انه محظوظ الي هذه الدرجة ليرها امامه وبهذا الشكل.... والادهي من ذلك انها هي الاخري تنظر هي الاخري اليه بنفس النظرات المشدوها..... أغمض عينه لبرهة محاولا الاستيعاب ولكن عندما فتحها مرة اخري لم يجدها، فدار بعينه في ارجاء المكان بصدمة هل من الممكن ان يكون هذا حلم وان عقله الباطن هو من صور له رؤيتها لتصبح من اليوم بطلة احلام اليقظة كما اصبحت البطلة الوحيدة لاحلام ما بعد النوم
..............................
حدد مكان والدته واتجه اليها بخطوات سريعة ليهتف بعدها بحماس: ماما سي....
بتر بقية جملته عندما رأي ابتسامة تلك الملاك التي تقف بجانب والدته فرمش بعينه عده مرات بعدم استيعاب
بينما رفعت الفتاة رأسها لتطالعه بتلقائية شديدة فنظر بتعمق الي عينيها بدون ان تطرف عينيه بجرأة لم يعتاد عليها فأخفضت الفتاة رأسها خجلا وقد تخضبا خدودها بالحمرة بعدما زاغت بؤبؤتي عينيها بتشتت بسبب نظراته ما جعلها أكثر حلاوة وجمالا في عينيه فتعمق أكثر في النظر الي وجهها يحفظه عن قرب ويحفر ملامحها في عقله
بينما لاحظت والدته السكون المفاجئ فقطبت جبينها لترتكز بنظرها عليه لتدرك بوضوح الي اين تتجه نظراته فهدرت فيه بقوة :أاااامجد
أهتز كيانه باكمله من ذلك التنبيه الذي استطاع انتشاله من دوامة سحرها فأزاح عينيه فورا بحرج ليلتفت ينظر تجاه والدته بثبات محاولا تدارك الموقف واخفاء ما تحاول عينيه افضاحه ليردف بعدها بشكل مدروس وكأن شئ لم يكن :احم ماما كنت عايزة اعرفك علي سيف صاحبي اللي حكتلك عنه
فنقلت فاطمة نظراتها بين الفتاة المرتبكة وبين أمجد قبل أن تهز رأسه لتقول بهدوء :اه تمام يلا
فتحرك هو امامها لتتبعه هي ولكن بقي جزء من عقله واقفا في الخلف يفكر في تلك الفتاة التي استطاعت سحر عينيه ليكون اسير لنظراتها من اول لحظة ولكن لم يلفت نظره جمالها فبحكم معيشته لفترة في الخارج فقد رأي وتعرف بعدد شعر رأسه علي الجميلات من الفتيات واعجب ببعضهن ايضا ولكن لم تستطيع اي واحدة منهن ان تحرك بيه شئ بهذا القدر من قبل... فرغم جمالها البائن الي انها تمتلك هالة من البراءة لم يختبر رؤيتها من قبل.. وكم بدت له كطفلة صغيرة عندما رفعت رأسها لتطالعه بعيونها البنية الواسعة واهدابها الطويلة تلك...
التفت برأسه التفاتة صغيرة ليلقي نظرة اخيرة عليها يحاول بها تثبيت ملامحها في عقله ليهمس لنفسه بخفوت "لقد وقعنا في الفخ"
..........................
-بت يا نجلاء خدي انا اشترتلك العصير
هتفت بها ايمان وهي تمد يدها بالعبوة الزجاجية من عصير المانجو تجاهها
ولكنها قطبت جبينها بدهشة عند عدم وصولها رد فعل من الطرف الاخر التي تقف امامها كالجماد بدون حركة ولا روح فنظرت اليها لبرهة بعدم فهم ثم ما لبثت ان وكزتها في ذراعها بالعبوة المذكورة قائلة :هاااي نجلاااااااء.... انتي يابنتي
فتاوهت الاخيرة لتصرخ قائلة بانزعاج:اااه براحة يا ايمان فيه ايه
لوت الاخيرة شفتيها لتجيبها بتهكم :انا اللي في ايه... ولا انتي اللي في ايه... ماالك كنتي متصنمة كده و سرحانة في ايه
فرفعت أكتافها وهي تحاول ان تنفي عنها تلك التهمة المزعومة لتجيبها بهدوء :لاء مفيش..... جبتي العصير
فهزت يديها بالعبوة وهي تقول بضجر :امال ده ايه طبق محشي
-بنااااااات الحقوني
فاتجهت انظارهم عند سماعهم لجملة حور المرتاعة طالعت ايمان وجهها المرتاع لتهتف بفزع: يالهوي مالك انتي التانية...
فاردفت حور بتوتر:دكتور سيف هنا
فتحدثت ايمان بهدوء :ياشيخة خدتيني... عادي يعني وفيها ايه.. دكتور سيف ه...
ابتلعت باقي حديثها لتردف ببلاهة :دكتور سيف مين.... أوعي يكون قصدك دكتور سيف بتاعنا
فمدت حور شفتيها السفلي للامام لتجيبها وهي تهز رأسها بتقرير: هو في غيره
فتدخلت نجلاء قائلة باستغراب :وهو بيعمل ايه هنا ده
بينما أضافت ايمان بعد تفكير :عادي يا جماعة مش يمكن جه عادي ذي الناس اللي جت
فهزت حور رأسها نافية لتقول :ياريت يكون كده.. بس...
فقطبت ايمان جبينها لتسألها مستفهمة:بس ايه؟!
فمطت حور شفتيها لتقول بامتعاض :بس كان واقف مع أمجد واحضان وضحك ايه ما قولقوش
فسألت نجلاء هذه المرة بعدم فهم :أمجد مين؟!
فزفرت حور لتجيب قائلة بضجر:أمجد أخويا
هنا تدخل ادم وهو يجذب حور من طرف فستانها وهو يهتف بها قائلا :حور حور
فأخذت نفس عميق لتخفض بعدها انظارها تجاهه لتقول باستفهام :ايه يا اندمي فيه ايه
فاجابها الصغير بهدوء :ميجو عايزك
فابتلعت ريقها بتوتر وهي تردد :أمجد
فأومأ الصغير برأسه ليقول بايجاز :ايوة
ثم جذبها من طرف فستانها ليتابع بملل :ويلا بقي بسرعة
فمدت شفتيها بعبوس طفولي لتغمغم بخفوت وهي تتحرك مع حركة الصغير باستسلام :ادعولي
فرفعت ايمان يديها عاليا لتردف :ربنا يحنن قلبك يا سيف يا بن ام سيف وتخف علي البنية عشان تبقي عشتك هنية وربنا يسترها معاكي يا حور وتعرفي تعدي خط برليف ويرضي عنك دكتور سكينة ويبقي النهاردة مش مسنون يبقي تلم ومضمون او يبقي لطيف زي رغيف العيش ويبقي النهاردة حصانة وبلاها خالص الخرزانة و....
فقهقهت نجلاء بصوت خفيض نسبيا وهي توكزها في خصرها قائلة بزهول :يخربيتك ايه اللي انتي بتقوليه ده... خط برليف ايه اللي هتعبره... وسكينة ورغيف عيش ايه.. انتي اتهبلتي ولا ايه...فصلتيني وربنا...ههه
فالتفتت اليها لتطالعها بنظرات محتقنة لتصرخ بيها معنفة بغيظ :يعني البنية دلوقتي بتمر بمرحة خطرة في حياتها الانتقالية وبدل ما تدعي معايا بتقطعي عليا لحظة التجلي اللي انا فيها
وكزتها في في كتفها وهي تقول امره : اسمعي وانتي ساكتة
قبل ان تتابع وصله دعائها العجيب فهتفت ايمان قائلة بضجر :اه طب ياريت وانتي بتدعي لحور ..... تدعي لنفسك ان ربنا يهديكي ليشفيكي ليريحني منك.....
...........................
-ودي بقي ياسيدي ام لسانين حور اختي الصغيرة
صاح وهو يشير اليها بحماس بعد انضامها اليهم
فالتف لها محاولا رسم ابتسامة مجاملة ولكن عند رؤيته لوجهها جحظت عينيه بصدمة.. اذا فلم تكن حلما... بل واقع ملموس ولكن واقع اشبه بالافلام والروايات فلم يتوقع يوم ان تكون من خفق قلبه لاجلها هي أخت لصديقه المقرب
بينما أضاف أمجد وهو يشير بيده نحو سيف معرفا:وده سيف صاحبي قعد معايا 3سنين في امريكا
حاول ازالت ملامح الدهشة سريعا حتي لا يلفت الانتباه فرسم علي وجهه ابتسامة هادئة ليردف بنظرة ذات معني :اتشرفت بمعرفتك يا انسة حور...
كانت تقف مكانها كالصنم تود أن تنشق الارض وتبتلعها فلقد سأمت من كثرة تلك المواقف المحرجة التي زادت حقا عن حدها فمن أين ظهر لها هذا الحاد ليخترق كل تفصيلة في حياتها من الجامعة او خارج الجامعة حتي وصل الامر الي عائلتها....أفاقت من شرودها علي جملته كادت ان تقوم بفعل متهور من طريقة نظراته وجملته التي تعرف جيدا ما ورائها ولكنها أمسكت نفسها بصعوبة لتتنفس بعمق قبل أن ترفع عينيها لوجهه لترمقه بنظرة متحجرة وهي تجيبه باقتضاب:الشرف ليا
أضاف أمجد بتذكر :اه صحيح ياسيف
فنظر اليه سيف باهتمام ليتابع أمجد قائلا : أنت كده بتدرس في كلية حور
فالتفت سيف نحو حور ليردف باستفسار وهو يطالعها ببراءة شديدة :ايه ده يا انسة حور هو حضرتك بتدرسي ألسن
فاتسعت حدقتي عينيها لتطالعه ببلاهة مشدوها من أسلوبه المهذب معها هذا اولا وثانيا لاتقانه لدوره في التمثيل بعدم معرفته لها فهي نفسها صدقت انه لا يعرف ولولا معرفتها للحقيقة لشكت انه ليس ذلك الوحش الحاد.... هل من الممكن ان يكون له أخ توئم يمتلك نفس الاسم سبت نفسها وهي تغمغم "حمارة....أخ توئم ودكتور في نفس الكلية.... أنما انك ذكية بشكل"
-حور
أستفاقت علي صوت أمجد لتغلق فمها المفتوح ببلاهة وتستعيد زمام الامور نحوها فاجابت وهي تطالعه بنظرة متحدية صلبة في ذات الوقت:ايوة يا دكتور سيف... حتي حضرتك بتديني مواد كمان
تسأل أمجد باستغراب :ايه ده معقول بتديها مواد ياسيف ومشفتهاش قبل
نظرت حور نحوه بابتسامة متشفية مترقبة اجابته بينما شاهد نظراتها فالتوي ثغره بابتسامة جانبية ليردف بعدها ببرود :أكيد مش بنحفظ كل الطلاب
فأومأ برأسه باقتناع ليضيف قائلا:معاك حق..... بس كده تقدر تساعد حور في مشكلتها
فتجمدت حور في مكانها وقد اتسعت عينيها برعب من مقصده بينما اردف وهو يطالع نظراتها المرتاعة باسمتاع :أكيد طبعا
فأستئنف أمجد قائلا بتوضيح :اصلها حكتلي في مرة تقريبا دكتور مصتقصدها ودايما قرفها وهي ولله الحمد بتطلعه علينا
فنظر اليها رفعا احد حاجبيها فنحت نظراتها عنه وزاغت نظراتها وهي تتلفت حولها بارتباك فابتسم بداخله ليعاود النظر تجاه أمجد ليردف بوداعة غير معهودة :اذاي بس اديني انت الاسم وانا هتصرف
فالتفت أمجد تجاهها سألا اياها باستفسار :صحيح اسمه ايه يا حور
فنظرت اليها وهي تجيبه ببلاهة:ها
فعقد أمجد ما بين حاجبيه ليهدر بضجر:هو ايه اللي ها.... بقولك قولي اسم الدكتور اللي مدايقك
فابتلعت ريقها بصعوبة لتهتف بعدها بلامبالاة :لاء عادي متشغلش بالك
تابعت وهي تنظر تجاه سيف بنظرة ذات معني :هو تقريبا عرف غلطته وهيبطل يضايقني تاني.... ولا ايه
قالت جملتها الاخيرة وهي تطالعه بتحدي ان يعترض علي كلامها
فزادت عقدت جبين أمجد من كلامها فهتف بعدم فهم :هو في ايه بالظبط
فابتسمت باشراق لتردف بنظرات مرتاحة :اتقلقش يا ميجو افيش حاجة هبقي افهمك بعدين ....بس انا هروح دلوقتي عشان صحابي
ثم أضافت بتهذيب ونظرات واثقة :عن اذنك يا دكتور سيف
تحركت من امامه بخطوات مدروسة ليبتسم هو علي اثرها فكل مرة يراها بها يكتشف جانب يجذبه اكثر لها
....................
كانت واقفة توزع الابتسامة بين الحضور فهي لا تصدق حقا انا أكبر أحلامها تحقق واخييييرا وبأفضل ما كانت تتمني ايضا ولكن ابتسامتها لم تطل كثير وهي تري هذا الوجه الذي تحفظ كل تفصيلة بدقة يتقدم نحوها فتيبست ابتسامتها وكأن العالم من حولها تلاشي تماما
بينما تقدم هو في خطوات ليقف امامها لينظر الي عينيها مباشرا وعلي ثغره ابتسامة مبهمة ليخرج صوته الاجش ليصدر في اذنها ذبذبات استطاعت الوصول الي قلبها :ايه عارف انها مفجأة مصدمة شوية..... بس ايه مفيش حمدلله علي السلامة حتي
اهتزت بؤبؤتي عينيها بشتت وخوف وهي تطالع نظراته تحاول قد الامكان فهم ما يجول في عقله بينما استدار هو برأسه لتدور عينيه في المكان ليستوقفها عند رؤيته لشخص المطلوب ليتخطاها بدون ادني كلمة ويتجه نحو.....
التفتت هي بوجهه لتري الي أين يتجه فاهتز أوصالها وهي تشاهد تقدمه نحو.... "ادم" نطقت اسمه برعب وقد شحب لون وجهها وانخفض مستوي الرؤية لديها وأصبحت تترنج كالسكاري
بينما تابع هو تقدمه وهو يبتسم بسعادة حقيقية لرؤيته ضحكات الصغيرة... كاد ان يقترب أكثر الا انه استدار سريعا لينظر خلفه بعدما سمع صوت الارتضام القوي فهتف بهلع"حياة"
...................
الفصل الرابع عشر
-_-_-_-_-_-_-_-_-_-_-
-حيااااااة
هتف باسمها بهلع وهو يربت علي وجهها برفق يحاول افاقتها ولكن يد اخرى سحبتها من بين يديه بعنف فرفع رأسه لتتشنج قسيمات وجهه من رؤيته لها وهي بين احضان ذاك الشخص
بينما استقام أمجد واقفا حاملا اياها بين ذراعيها وهو يرمقه بنظرات مشتعلة نارية
-يحي
هدرت بها فاطمة بتشتت بعد تأكدها من وجهه الشخص الماثل امامها
فهدر بها أمجد بقوة غير مباليا باندهاشها فكل ما يجول في عقله الان هو "حياة" حياة فقط :يلا يا ماما لازم نودي حياة المستشفي... هاتي أدم وحصليني
عقد يحي ما بين حاجبيه وهو يردد بخفوت :ماماااا
ووقف مكانه بتشتت لا يدري ما عليه فعله فقط ناظر أمجد بنظرات واهية وكاد أن يلحق به ليطمئن قلبه علي من تمتلك روحه ولكنه توقف في اخر لحظة مدركا انه فقد الحق في ذلك منذ زمن فلم يرد ان يحدث مشاكل اكثر بسببه في يوم كهذا فقرر ان ينسبح بهدوء علي ان يؤجل ما كان سيفعله لاجل قريب قريب جدا.....
بينما أنطلق الاخير للخراج بتجاه سيارته لتلحق بيه حور بعدما شاهدت عبوره من جانبها حاملا حياة بين يديه لتهتف بعدها بفزع عند اقترابها منه :أمجد... حياااااة..... مالها حياة
فاردف أمرا اياها وهو يشير برأسه نحو باب السيارة :الباب.... افتحي الباب
فتسمرت مكانها لبرهة ليصيح بها هذه المرة بقوة :البااااب
فهرولت سريعا نحو السيارة لتقوم بفتح الباب الخلفي لينحني هو بجزعه واضعا حياة فوق الكنبة الخلفية بحذر شديد ليغلق الباب بعدها.... أنطلق نحو عجلة القيادة بعدم قدوم والدته وادم
فكادت حور انا تتحرك للركوب السيارة هي الاخري الا ان صراخ أمجد استوقفها:انتي راحة فين....
اجفلت من صراخه وتوقفت مكانها وهي ممسكة بمقبض باب السيارة بدون حركة فمسح وجه بيدها وهو يزفر بتعب ثم نظر نحوها ليردف قائلا وهو يحاول التحلي بالهدوء :لازم حد يبقي في الاتيليه مش عاوزين شوشرة خلي بالك من الاتيليه والموظفين وانا هطمنك فون متقلقيش
فهزت رأسها بتفهم لتهتف وهو تشهر باصبعها السبابة نحوه :تطمني بالفون
فأومأ برأسه موفقا ليدير مفتاح السيارة وينطلق متحركا بسرعة من أمامها
..............................
في غرفة المشفي
-طمني يا دكتور
هتفت فاطمة وهي تطالع الطبيب بقلق
فابتسم لها ابتسامة لم تصل عينه ليردف بجدية وهو يزيل السماعة الطبية من اذنيه:خير اطمني هو ضغطها وطي شوية ممكن توتر او حاجة المهم هي بخير دلوقتي هكتبلها علي شوية ادوية وهي اصلا تمام
فزفرت براحة لتقترب لتجلس بجوار ابنتها التي تطالعهم بهدوء تام... ربتت علي يديها بحنان ثم رفعت وجهها للطبيب وهو تقول بامتنان:شكرا يا دكتور تعبناك معانا
فأومأ برأسه ليقول بنفي:تعب ايه ده واجبي
قال جملته ليتحرك بعدها نحو الخارج وكأنها انتظرت خروج الطبيب لتضع يديها علي وجهها لتأن بصوت مسموع فالتفت اليها والدتها لتهدر بفزع :حيااااة... مالك بس ايه اللي حصل
فهتفت حياة بصوت متحشرج واهن من وسط بكائها الخافت:هيخدوا مني ياماما... يحي رجع وهياخد ادم مني.... انا مقدرش اعيش من غير ادم
فجذبتها فاطمة نحو احضانها لتملس علي رأسها بحنان :خير يا بنتي اطمني.... ذي ماهو ابوه انتي امه... هو ميقدرش يخده من حضنك دلوقتي متنسيش ان سنه لسه صغير
فرفعت وجهها وقد فتحت عينيها البنية علي وسعهما وهي تنظر اليها محاولة التأكد من صحة كلامها وقد احمر انفها الصغير بعدما اتخذت الدموع مجرها في وجهها لتشكل خطوط سوداء بسبب الكحل
أومأت بعينيها مؤكدة وهي تبتسمت من هيئتها لتردف محاولة تلطيف الوضع:ايوة وامسحي وشك ودموعك دي ادم لو شافك كده هيهرب لوحده
فابتسمت من دعابتها لتمسح عيونها بظهر يدها كالاطفال فجذبت والدتها المناديل من حقيبتها لتعطيها اياه فتناولته من يديها لتقوم بمسح دموعها وبالفعل لم تكد تنهي ما تقوم بيه حتي وجدت الباب يفتح علي وسعه وادم يركض بسرعة ليقفز علي السرير بجورها وهو يهتف بعبوس:ماما انتي كويسة... انا خوفت عليكي اوي لما ميجو شالك ومكنتيش بتردي عليا
فجذبته فورا الي احضانها لتعطيه الامان وقد كانت هي الاخر بحاجة الي ذلك الحضن ربما أكثر منه
ليردف الصغير من بين احضانها :ماما خفي بسرعة عشان بقي واوعي تتعبي تاني... بابا هيزعل لو رجع من السفر ولقاكي تعبانة
فأغمضت عينيها بالم وهي تحاول كبح دموعها التي تنوي الهبوط لينقظها دخول أمجد من الموقف
- الدكتور قال انك تمام افكيش حاجة وما شاء الله انتي ذي القرده اهو... لازم يعني تخدينا عليكي... بسكوتة انتي وملكيش في الشغل صح.... ما أنا عارفك واحنا صغيرين كنتي بتضحكي عليا وعشان كنتي عارفة اني حونين كنتي بتخليني اعمل واجبي وواجبك
قالها وهو يبتسم لها بمشاكسة
فصاحت بهم فاطمة بصدمة :نعم يعني كنتوا انتو الاثين بتضكحوا عليا وكنت انت اللي بتحل واجبها حسابكم معايا....
فلم يتمالك أمجد نفسه لينفجر ضاحكا من قلبه لتضحك حياة هي الاخر ولكن ضحكها كان من نوع اخر ليشاركهم الصغير الضحك وهو غير مدرك علاما يضحك من حوله فهتفت فاطمة بصرامة :اخرسوا انتو ليكم عين تضحكوا كمان
فتنحنح أمجد ليقول بحرج :احم.....ليه بس ما احنا كنا حلوين
ثم أضاف بهجوم :وبعدين احنا في ايه ولا في ايه ها...
فسألت حياة بتذكر:صحيح الاتيلية.... والافتتاح
فاجابها أمجد مطمئنا :اتقلقيش حور هناك ومفيش مشاكل
خبط جبهته بتذكر :اوكشن حور هتنفخني اما اقوم اتصل بيها اطمنها...
...............................
-ها يا حور ايه الاخبار
سألت نجلاء بقلق
فابتسمت حور وهي تقول بهدوء :الحمد لله حياة تمام الضغط وطي بس أمجد هيروحها علي البيت عشان ترتاح أكتر وهيجي يعني مفيش مشكلة الحمد لله
فزفت نجلاء براحة لتقول :طب الحمد لله
وأضافت ايمان بابتسامة :حمد الله علي سلامتها
فاجبتها حور بنبرة هادئة:الله يسلمك
سكتت ايمان قليلا ثم اردفت وهي تطالعها بلؤم:طلاما كله تمام..... يبقي تحكلنا يا قطة ايه اللي حصل معاكي وايه علاقة دكتور سيف باخوكي
فهدرت بها حور بضجر :هو ده وقته يا ايمان
فهزت رأسها لتقول مؤكدة :اينعم..... هو ده ام وقته كمان....
ثم أشهرت باصبعها السبابة نحوها لتأمرها بجدية:يلا انطقي يا قطة مش عايزة استهبال انا
رفعت كتفها باستسلام فهي لن تسلم من ايمان اذا لم تتكلم فاردفت بملل:عايزة تعرفي ايه بالضبط يعني
فسألتها بحماس وهي تطالعها بعيون مترقبة:يقرب لاخوكي ايه... عمل معاكي ايه... يعني اتصرف اذاي.... كلمك انتي كلمتيه وهو فين دلوقتي ....
فقاطعتها قائلة بملل :بس فهمنا خلاص طلع ياستي صاحبه كان معاه فترة في امريكا... واه هو مشي بقاله مدة عشان متوشيش .... بس الاهم بقي تصوري اتعامل معايا باحترام بس طبعا عشان اخويا..... لاء والكبيرة بقي دكتور سيف طلع ميعرفنيش
قلدت صوته وهي تتابع :أكيد مش بنحفظ كل الطلاب
فانفجرت ايمان ضاحكة من طريقتها لتردف بحماس :الله طب وانتي عملتي ايه
فاردفت وهي تطالعها بملل :انا ليه حاسة اني بحكيلك فيلم رومانسي سكي بأك ده ياماما وبلاش اللمعه اللي في عنيكي والحماس الزايد ده.... انا مش بطيقه اصلا
فمالت رأسها لترفع حاجبيها وهي تقول بخبث:والله
نظرت حور في عينيها وهي تجيبها بتحدي :اه والله
.............................
بعد يومين
في قاعة المحاضرات
-مالك يابه ضاربة بوظك شبرين من الصبح وقرفنا معاكي ليه
هتفت حور وهي تطالع ايمان باستغراب من هيئتها والحزن الكاسي وجهها
فاردفت ايمان وهي تنظر امامها بعبوس :أفيش
فعقدت حور ما بين حاجبيها لتهدر وهي تنفخ بضجر:اللهم طولك يا روح.....
التفت الي نجلاء وهي تقول بضيق:نجلاء اتصرفي لاني فاض بيا...شوفي البت الهبلة دي مالها.... يعني مش كفاية ان المحاضرة الجاية بتاع الوحش... انا قاعدة مش طايقة نفسي اصلا..
فهزت نجلاء رأسها وهي تقترب من ايمان لتسألها بهدوء :مالك بس يا ايمان ايه اللي مضايق كده
فمطت حور شفتيها لتقول بتهكم :يا حنينة.... علي اساس كده هتتكلم
فهتفت ايمان باقتضاب :انا هتخطب ارتحتوا بقي
فقطبت نجلاء جبينها لتقول بتعجب:الله... طب وايه اللي يضايق في كده.....
بينما وكزتها حور في كتفها وهي تقول بتعنيف:يا جذبة بقي هتتخطبي وساكتة ... ومن الصبح قلبها دراما ومش راضية تنطقي.... هو ايه العبارة بالظبط..... اه استني... اوعي تقوليلي سليم
فبرقت عينيها وهي تطالعها بصدمة :عرفتي من اين
فانفجرت حور ضاحكة لتردف قائلة بتفاخر :هههععهههه.....عيب عليكي... ده انا حور والاجر علي الله
أضافت نجلاء باستفسار :مش سليم ده ابن عمك الضابط
فزفرت ايمان بضيق لتقول بامتعاض :ايوة هو
فعقدت نجلاء مابين حاجبيها وهي تتابع باستغراب :طب في ايه.....فين المشكلة طيب
فعقدت ايمان ساعديها امام صدرها لتردف بتبرم:المشكلة انه بيحبنيش
ذاد انعقاد ما بين حاجبي نجلاء لتهتف بعدم فهم :اذاي وانتي بتقولي هيخطبك
فتنهدت ايمان بعمق لتجيبها موضحة:بصي هو الموضوع ذي اتفاق بين عمو الله يرحمه وبابا والموضوع ده كان من واحنا لسه صغيرين كمان...
فتدخلت حور قائلة بملل من سير الحوار:طب يا هبلة طلاما الموضوع ده كان وانتو لسه صغيرين ايه اللي جدده فجأة غير ان حضابط عايزك تكوني حلاله بلاله يا اذكي اخواتك... وايوة بقي وهنبل الشربات وانشراح هتزغرط
مدت شفتيها السفلي للامام لتقول نافية: هو لا عاوزني ولا بتاع.... ده لما بيشوفني كانه شايف هوا ولا بيبص عليا من اساسه....وحتي لو مره غلط وبص بتبقي نظراته كلها كانه مش طايقني..... وانتي تقوليلي عايزك وبتاع....أكيد عشان محترم الاتفاق بتاع باباه...
فضربتها حور علي رأسها وهي تقول موبخة اياها:هو في راجل الايام دي بيتغصب علي حاجة هو مش عاوزها ياعبيطة انتي، وبعدين ده ظابط وانتي بتقولي شخصيته قوية حتي بباكي بيشتشيره في كل حاجة... يعني واحد ذي ده هيتجوز واحدة هو مش عايزها ليه.... وبعدين تعالي هنا وقوليلي اشمعنا دلوقتي بالذات الاتفقاق ظهر وهو عايز يتمه... ها ماتردي
فأومأت نجلاء برأسها وهي تقول مؤكدة :حور معاها حق يا ايمان أكيد في حاجة معينة استجدت انتي متعرفهاش متخديش الامور من منظور واحد ....
ثم غمغمت مع نفسها بالم :اهم حاجة تفكري كويس يا ايمان ويارب تقدري تحكمي قلبك مع عقلك ومتخليش واحد فيهم بس هو اللي اللي ياخد قرراتك عشان متقعيش في غلطة غيرك وقع فيها
بينما كانت ايمان في عالم اخر فقد ظهر فجأة الي عقلها موقف الفستان ونظراته نحولها وكلامه معها فهي حتي تملي علي عقلها حتي الان انه حلم لتحاول اسكاته حتي لا تدخل في معركة لا تعلم نتيجتها ولكنها نفضت رأسها سريعا لتعدل من وضعية حجابها وهي تقول بتخبط :مش عارفة بقي
فزفرت حور بضيق عند رؤيتها لدخول جميع الطلاب الي القاعة فصاحت بهن قائلة بامر :طب ياريت نأجل كلامنا لبعدين عشان حضرت الوحش شرف... وانا مش ناقصة تهزيق تاني...
فاعتدل الفتيات في جلستهم لينظروا الي باب القاعة حيث دخول الدكتور....
...........................
تكملة الرواية من هناااااااا
لمتابعة باقي الروايه زورو قناتنا علي التليجرام من هناااااااااا
بدل ماتدور وتبحث علي الروايات عمل
متابعه لصفحتنا على فيس بوك هنااااااااااا
الرواية كامله من هناااااااااا
مجمع الروايات الكامله 1اضغط هناااااااا
مجمع الروايات الكاملة 2 اضغط هنااااااا
تعليقات
إرسال تعليق